نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 405

الاصطدام والصحوة

الاصطدام والصحوة

الفصل 405 “الاصطدام والصحوة”

عادت أفكارها إلى مشهد كانت قد شهدته منذ وقت ليس ببعيد، في أعماق الأرض في نفق تعدين قديم، كان قد استنزف منذ عقود.

بدا العالم وكأنه مغطى بضباب كثيف، كما لو كان مغمورًا في محيط من السائل الرمادي الغامض. لقد طمس هذا الضباب حدود كل شيء في الأفق، مما أدى إلى حجب منظر المدينة البعيد والشوارع القريبة، مما جعل كل شيء غامضًا وغير واضح.

ولم يكن لدى الكاهن الوقت الكافي ليصرخ محذرًا قبل وقوع الاصطدام الكارثي. اصطدمت حاويتا الشحن بعنف على المسار الجوي، مما أحدث تنافرًا مرعبًا وانفجارًا متفجرًا من الطاقة. كان جانب إحدى الحاويات ممزقًا مثل علبة من الصفيح، مما أدى إلى تناثر المعادن التي تتلألأ بتوهج ذهبي لطيف في جميع أنحاء الجبل كما لو كانت تمطر شذرات من الذهب. بعد التذبذب العنيف للحاويات على المسار، انفصلت عجلات القيادة والعجلات المساعدة، وانكسرت المحاور، وسقطت الحاوية المشوهة في الوادي بالأسفل، مخلفة وابلًا من الشرر وعمودًا من الدخان الكثيف.

بعد أن عادت أجاثا إلى الظهور مؤخرًا من رحلتها الاستكشافية عبر الممر المائي الثاني، وجدت نفسها واقفة عند مخرج مركز النقل، متفاجئة تمامًا من المشهد السريالي الذي يتكشف أمامها. أصبحت الشوارع المزدحمة عادة خالية من المشاة، وحتى أضواء الشوارع القريبة تحولت إلى كرات ضبابية من الضوء، تكافح من أجل اختراق غطاء الضباب الكثيف. خلف هذه الأجرام السماوية العائمة، كانت العناصر المرئية الوحيدة عبارة عن سلسلة من الأضواء الحمراء الخافتة التي تتحرك ببطء عبر الضباب. كانت هذه هي الأضواء التحذيرية الصادرة عن المشاة البخاريين في المدينة، مصحوبة بصوت لا لبس فيه للآلات البخارية التي تسير في الشوارع.

“أرسل حماة المدينة والحراس والعمدة إلى تقاطعات مختلفة. علقت الحركة بين المناطق، وتم منع مرور المركبات المدنية على الطرق،” أفاد أحد كهنة الكنيسة الذي جاء لاستقبال أجاثا. “وجه سكان المدينة الذين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم قبل بداية الضباب للبحث عن مأوى في المنطقة المجاورة. معظم الملاجئ المخصصة ممتلئة بالفعل عن طاقتها الاستيعابية. نحن نعمل مع إدارة الأمن لتوجيه الناس نحو الكنائس والمستودعات وأقرب محطات مترو الأنفاق.”

“نعم، إنه النهار، ولكن هذا الضباب غير العادي قد يحجب أشعة الشمس،” أجاب الكاهن بهدوء، وتسربت إلى صوته لمحة من القلق. “قد يكون التآكل الذي لاحظناه في المكتبة مرتبطًا بهذا…”

توقف الكاهن عند هذه المرحلة، وأطلق تنهيدة ثقيلة. “إنه أمر مؤسف… كان بإمكاننا استيعاب المزيد من الأشخاص في أماكن مثل المكتبات، ولكن أي مكان لتخزين الكتب يتعرض الآن لنوع من التآكل. عزلت جميع مستودعات الكتب… بدأ هذا الضباب يتشكل في وقت قريب من تغيير نوبات العمل في مصانع المدينة. ونتيجة لذلك، بقي العديد من الأشخاص عالقين بعيدًا عن منازلهم.”

“لقد أدى ظهور هذا الضباب إلى مفاجأة العديد من التاليين والسياح، مما تركهم عالقين على الجبل. تبذل الكاتدرائية قصارى جهدها لتوفير المأوى للجميع. أولئك الذين لم نتمكن من استيعابهم نقلوا إلى متحف الكنيسة القديمة القريبة،” واصل الكاهن تحديث أجاثا بينما تسير سيارتهم بخطى سريعة. “أنشأ مجلس المدينة أيضًا ملاجئ مؤقتة، لضمان عدم ترك أي شخص في العراء. لقد قام رئيس الأساقفة إيفان بعمل رائع في الحفاظ على الشعور بالهدوء داخل الكاتدرائية وكان يستخدم التواصل النفسي للبقاء على اتصال مع الكنائس المختلفة في المدينة. حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي حالة من الذعر على نطاق واسع أو التلوث الذي أعقب ذلك…”

طوال هذا الوقت، ظلت أجاثا هادئة. بدلًا من ذلك، حولت نظرتها ببطء من الشارع المهجور، ونظرت بتأمل نحو السماء المغطاة بالضباب.

وبينما تدور حولها، رأت المسار المحطم الذي طمس الطريق الجبلي الرئيسي. وقد تقطعت السبل باثنين من المشاة البخاريين على الجانب الآخر من الحطام، ولحسن الحظ سالمين. بدأوا على الفور في تسلق الأنقاض بأطرافهم الميكانيكية الطويلة، وينبعث البخار عالي الضغط من طبقات دروعهم، ويندمج مع الخلفية الضبابية.

أدى الجمع بين الغطاء السحابي الكثيف والضباب الذي يحيط بالمدينة إلى إعاقة كل شيء، وتحويل ما ينبغي أن يكون ضوء النهار الساطع إلى جو خافت يشبه الشفق. في هذا البحر الرمادي الفوضوي، لم تكن الشمس موجودة في أي مكان.

“اهربوا!”

“على الرغم من كل شيء، فقد حان النهار الآن…” تمتمت.

….

“نعم، إنه النهار، ولكن هذا الضباب غير العادي قد يحجب أشعة الشمس،” أجاب الكاهن بهدوء، وتسربت إلى صوته لمحة من القلق. “قد يكون التآكل الذي لاحظناه في المكتبة مرتبطًا بهذا…”

“كان ذلك قريبًا جدًا…” لم يتمكن الكاهن الذي بجانبها من مقاومة مسح العرق البارد من جبهته. “لقد كدنا أن نتعرض للزوال.”

“لا شيء يمكن أن يعيق قوة الشمس خلال النهار. طالما أن الرؤية 001 موجودة في السماء، ستظل قوة الشمس ثابتة، حتى لو حجبت الغيوم ضوء الشمس وكانت المدينة مظلمة مثل الليل، “هزت أجاثا رأسها بلطف، في تناقض مع الكاهن. “في رأيي، هذا الضباب الكثيف ليس هو السبب، بل هو “عرض” لأزمة أكبر قادمة… أخبرني، ما هو الوضع في القمة؟”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“الكاتدرائية مليئة حاليًا بالناس،” أجاب الكاهن بسرعة. في الوقت نفسه، كان العديد من المشاة البخاريين، تومض أضواء التحذير الخاصة بهم مثل النجوم المشوشة، يشقون طريقهم إلى المساحة الواسعة بالقرب من مخرج محطة النقل. ومن بين هؤلاء العمالقة الآليين، برزت سيارة مزينة بشعار الكنيسة. “هذه مركبتك. سنعود إلى الجبل أولًا ونناقش الوضع بشكل أكبر خلال رحلتنا.”

….

صعدت أجاثا والكاهن معًا إلى السيارة ذات الشعار. أطلق المشاة البخاريين أشعتهم عالية القوة على الضباب، بالكاد يخترقون اللون الرمادي الداكن لإضاءة الطريق أمامهم. ولسوء الحظ، لم يكن أمام السيارة خيار سوى التحرك بشكل أبطأ بشكل ملحوظ من المعتاد، ورسمت مسارها نحو الكاتدرائية الواقعة على قمة الجبل.

“لا شيء يمكن أن يعيق قوة الشمس خلال النهار. طالما أن الرؤية 001 موجودة في السماء، ستظل قوة الشمس ثابتة، حتى لو حجبت الغيوم ضوء الشمس وكانت المدينة مظلمة مثل الليل، “هزت أجاثا رأسها بلطف، في تناقض مع الكاهن. “في رأيي، هذا الضباب الكثيف ليس هو السبب، بل هو “عرض” لأزمة أكبر قادمة… أخبرني، ما هو الوضع في القمة؟”

“لقد أدى ظهور هذا الضباب إلى مفاجأة العديد من التاليين والسياح، مما تركهم عالقين على الجبل. تبذل الكاتدرائية قصارى جهدها لتوفير المأوى للجميع. أولئك الذين لم نتمكن من استيعابهم نقلوا إلى متحف الكنيسة القديمة القريبة،” واصل الكاهن تحديث أجاثا بينما تسير سيارتهم بخطى سريعة. “أنشأ مجلس المدينة أيضًا ملاجئ مؤقتة، لضمان عدم ترك أي شخص في العراء. لقد قام رئيس الأساقفة إيفان بعمل رائع في الحفاظ على الشعور بالهدوء داخل الكاتدرائية وكان يستخدم التواصل النفسي للبقاء على اتصال مع الكنائس المختلفة في المدينة. حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي حالة من الذعر على نطاق واسع أو التلوث الذي أعقب ذلك…”

“هل كان هذا مجرد صدفة؟ أم أنه كان من الممكن أن يكون عملًا متعمدًا؟ لماذا كانت عربة البضائع تعبر في الاتجاه المعاكس على مسار التعدين المصمم بشكل واضح لحركة المرور أحادية الاتجاه؟ في هذا الوقت، كان ينبغي لجميع عمال المناجم أن يبحثوا عن ملجأ. كان ينبغي أيضًا أن يكون مشغل نظام السكة قد أخلي بعد تشغيل القطار الأخير… كما أن تحميل البضائع على السكة يستلزم وجود آلية أمان تمنع المغادرة إذا كانت هناك عربة أخرى على السكة بالفعل. آلة الفرز هي المسؤولة عن هذه العملية، وجهاز يعمل بشكل صحيح لن يرتكب مثل هذه الأخطاء؛ بدلًا من ذلك، فإنه سينفذ بجدية البرنامج المشفر على الشريط المثقوب. ليس هناك مجال لأي حادث مؤسف في هذا الباليه الميكانيكي. هذا يعني أن آلة الفرز في المنجم قد تكون معطلة…” فكرت أجاثا بصوت عالٍ. “لكن قد لا تكون آلة الفرز في المنجم فقط هي التي تواجه صعوبات. إذا تمكنت الأرواح الخبيثة من اختراق المكتبة خلال النهار، فمن المحتمل أن يتجاوز نطاق هذا الوضع الشاذ وإلحاحه التقديرات الأولية للجميع.”

تردد صدى هدير ميكانيكي عميق من خارج نافذة السيارة، مما دفع أجاثا إلى إدارة رأسها نحو مصدر الصوت.

في الوقت الحالي، كانت الهمسات مجرد نسج من الخيال. ظلت التوابيت ثابتة على منصاتها الجنائزية، وظل سكانها يرقدون في راحة تامة. ومع ذلك، فإن الشعور المخيف بالشؤم في الجو لم يتمكن من خداع الجندي المخضرم.

رأت سلسلة من المسارات الجوية الطويلة تبرز من فوق الطريق الجبلي، وتختفي في الأفق الضبابي. مثل العمالقة الصامتين، كانت هناك أعمدة دعم هائلة تحمل المسارات عاليًا، وتتدلى من إحداها حاوية شحن ضخمة، تنطلق في المسافة التي يكتنفها الضباب. ومضت أضواء التحذير الحمراء الخاصة بالحاوية بشكل متقطع، وبدت مثل عدد لا يحصى من العيون التي تطل من الضباب.

“لقد لجأ العمال بالفعل،” بدا الكاهن مندهشًا من رؤية حاوية الشحن لكنه أجاب بثقة. “الكنيسة في موقع التعدين أكدت ذلك. من المحتمل أن تكون الدفعة الأخيرة من المعدن الخام من موقع التنقيب قد وصلت للتو. ربما أرسلت تلقائيًا بواسطة آلة الفرز. كما تعلمين، تخزن الخامات المستخرجة في منطقة تخزين لبعض الوقت قبل أن تشحن للخارج. إنه جزء من الروتين المبرمج. الآلة ببساطة…”

كان هذا نظام النقل جزءًا لا يتجزأ من أهم صناعة فروست. سيتم في البداية نقل الخامات الخام المستخرجة إلى منشأة التكسير والفرز، ثم نقلها بعد ذلك إلى فرن ضخم عند قاعدة الجبل، بفضل هذه الحاويات الضخمة والمسارات الجبلية.

“سوف يصطدمون!”

“…هل لا يزال مسار التعدين قيد التشغيل؟” سألت أجاثا وهي تتجه نحو الكاهن في مفاجأة. “ألم يلجأ العمال؟”

طوال هذا الوقت، ظلت أجاثا هادئة. بدلًا من ذلك، حولت نظرتها ببطء من الشارع المهجور، ونظرت بتأمل نحو السماء المغطاة بالضباب.

عادت أفكارها إلى مشهد كانت قد شهدته منذ وقت ليس ببعيد، في أعماق الأرض في نفق تعدين قديم، كان قد استنزف منذ عقود.

“لقد لجأ العمال بالفعل،” بدا الكاهن مندهشًا من رؤية حاوية الشحن لكنه أجاب بثقة. “الكنيسة في موقع التعدين أكدت ذلك. من المحتمل أن تكون الدفعة الأخيرة من المعدن الخام من موقع التنقيب قد وصلت للتو. ربما أرسلت تلقائيًا بواسطة آلة الفرز. كما تعلمين، تخزن الخامات المستخرجة في منطقة تخزين لبعض الوقت قبل أن تشحن للخارج. إنه جزء من الروتين المبرمج. الآلة ببساطة…”

“لقد لجأ العمال بالفعل،” بدا الكاهن مندهشًا من رؤية حاوية الشحن لكنه أجاب بثقة. “الكنيسة في موقع التعدين أكدت ذلك. من المحتمل أن تكون الدفعة الأخيرة من المعدن الخام من موقع التنقيب قد وصلت للتو. ربما أرسلت تلقائيًا بواسطة آلة الفرز. كما تعلمين، تخزن الخامات المستخرجة في منطقة تخزين لبعض الوقت قبل أن تشحن للخارج. إنه جزء من الروتين المبرمج. الآلة ببساطة…”

صرخ الكاهن الذي كان في السيارة مذعورًا، ولكن حتى قبل أن تتمكن صرخته من الهروب تمامًا من شفتيه، كانت القافلة قد بدأت بالفعل في تجنب مطر الحطام من الأعلى. تفرق المشاة البخاريين بسرعة، وتسارعت السيارة البخارية الموجودة في مركز القافلة. بعد بضع ثوان توقف القلب، تردد صدى اصطدام مدو من خلف أجاثا.

وفجأة، قطعت هدير مشؤوم عبر الضباب، وأوقف فجأة تفسير الكاهن الواثق. انطلقت كل عينان في السيارة نحو مصدر الصوت، لتكتشفا حاوية بضائع داكنة أخرى تتجه نحو نفس المسار الجوي من الاتجاه المعاكس – في مسار تصادمي مع الحاوية التي مرت للتو فوق الطريق الجبلي.

وفجأة، قطعت هدير مشؤوم عبر الضباب، وأوقف فجأة تفسير الكاهن الواثق. انطلقت كل عينان في السيارة نحو مصدر الصوت، لتكتشفا حاوية بضائع داكنة أخرى تتجه نحو نفس المسار الجوي من الاتجاه المعاكس – في مسار تصادمي مع الحاوية التي مرت للتو فوق الطريق الجبلي.

“سوف يصطدمون!”

طوال هذا الوقت، ظلت أجاثا هادئة. بدلًا من ذلك، حولت نظرتها ببطء من الشارع المهجور، ونظرت بتأمل نحو السماء المغطاة بالضباب.

ولم يكن لدى الكاهن الوقت الكافي ليصرخ محذرًا قبل وقوع الاصطدام الكارثي. اصطدمت حاويتا الشحن بعنف على المسار الجوي، مما أحدث تنافرًا مرعبًا وانفجارًا متفجرًا من الطاقة. كان جانب إحدى الحاويات ممزقًا مثل علبة من الصفيح، مما أدى إلى تناثر المعادن التي تتلألأ بتوهج ذهبي لطيف في جميع أنحاء الجبل كما لو كانت تمطر شذرات من الذهب. بعد التذبذب العنيف للحاويات على المسار، انفصلت عجلات القيادة والعجلات المساعدة، وانكسرت المحاور، وسقطت الحاوية المشوهة في الوادي بالأسفل، مخلفة وابلًا من الشرر وعمودًا من الدخان الكثيف.

“لقد لجأ العمال بالفعل،” بدا الكاهن مندهشًا من رؤية حاوية الشحن لكنه أجاب بثقة. “الكنيسة في موقع التعدين أكدت ذلك. من المحتمل أن تكون الدفعة الأخيرة من المعدن الخام من موقع التنقيب قد وصلت للتو. ربما أرسلت تلقائيًا بواسطة آلة الفرز. كما تعلمين، تخزن الخامات المستخرجة في منطقة تخزين لبعض الوقت قبل أن تشحن للخارج. إنه جزء من الروتين المبرمج. الآلة ببساطة…”

اندفعت قطعة من الحطام من الأعلى وأخطأت السيارة التي كانت فيها أجاثا واصطدمت على جانب الطريق.

إنه يعلم أن هناك خطأ ما. لن تحتفظ المقبرة بسلامها الليلة، وبدأ بعض “السكان” الذين كان “يرعاهم” في التحرك ببطء.

قبل أن يتمكن أي شخص في السيارة من الرد على هذه الكارثة الأولية، تردد صوت مزعج آخر من تمزق المعدن من الأعلى.

تردد صدى هدير ميكانيكي عميق من خارج نافذة السيارة، مما دفع أجاثا إلى إدارة رأسها نحو مصدر الصوت.

كان المسار الجوي، الذي تحمل العبء الأكبر من التأثير العنيف، يلتوي ويلتف بشكل غريب. اندلعت شرارات من قمة أحد الدعامات الحديدية الشاهقة التي تمسك المسار، وانقطعت العوارض والكابلات الفولاذية، المشدودة من التوتر، بصوت مدوٍ. ثم نزل جزء كامل من المسار من السماء، وهبط نحوهم!

“…هل لا يزال مسار التعدين قيد التشغيل؟” سألت أجاثا وهي تتجه نحو الكاهن في مفاجأة. “ألم يلجأ العمال؟”

“اهربوا!”

بدا العالم وكأنه مغطى بضباب كثيف، كما لو كان مغمورًا في محيط من السائل الرمادي الغامض. لقد طمس هذا الضباب حدود كل شيء في الأفق، مما أدى إلى حجب منظر المدينة البعيد والشوارع القريبة، مما جعل كل شيء غامضًا وغير واضح.

صرخ الكاهن الذي كان في السيارة مذعورًا، ولكن حتى قبل أن تتمكن صرخته من الهروب تمامًا من شفتيه، كانت القافلة قد بدأت بالفعل في تجنب مطر الحطام من الأعلى. تفرق المشاة البخاريين بسرعة، وتسارعت السيارة البخارية الموجودة في مركز القافلة. بعد بضع ثوان توقف القلب، تردد صدى اصطدام مدو من خلف أجاثا.

ولم يكن لدى الكاهن الوقت الكافي ليصرخ محذرًا قبل وقوع الاصطدام الكارثي. اصطدمت حاويتا الشحن بعنف على المسار الجوي، مما أحدث تنافرًا مرعبًا وانفجارًا متفجرًا من الطاقة. كان جانب إحدى الحاويات ممزقًا مثل علبة من الصفيح، مما أدى إلى تناثر المعادن التي تتلألأ بتوهج ذهبي لطيف في جميع أنحاء الجبل كما لو كانت تمطر شذرات من الذهب. بعد التذبذب العنيف للحاويات على المسار، انفصلت عجلات القيادة والعجلات المساعدة، وانكسرت المحاور، وسقطت الحاوية المشوهة في الوادي بالأسفل، مخلفة وابلًا من الشرر وعمودًا من الدخان الكثيف.

وبينما تدور حولها، رأت المسار المحطم الذي طمس الطريق الجبلي الرئيسي. وقد تقطعت السبل باثنين من المشاة البخاريين على الجانب الآخر من الحطام، ولحسن الحظ سالمين. بدأوا على الفور في تسلق الأنقاض بأطرافهم الميكانيكية الطويلة، وينبعث البخار عالي الضغط من طبقات دروعهم، ويندمج مع الخلفية الضبابية.

تخلل رنين أجراس الإنذار البعيدة من شوارع المدينة الهواء بمهارة. اجتاحت رياح جليدية برية دون عوائق عبر المقبرة المهجورة بينما غطى الضباب الكثيف كل شيء بحجاب غير شفاف. وضمن هذا الضباب الذي لا يمكن اختراقه، بدا الأمر كما لو أن عددًا لا يحصى من الأسرار الهامسة كانت تمتزج ويتردد صداها، على غرار غمغمات الراحلين المضطربة.

“لا يستطيع المشاة الثاني والرابع التنقل عبر الحطام. من المحتمل أنهم يخططون للصعود والوصول إلى المسار الأصغر أعلاه وإعادة توجيههم مرة أخرى إلى الكاتدرائية. لا نحتاج إلى انتظارهم،” قامت أجاثا بسرعة بتقييم الوضع وأمرت. “واصل التحرك.”

وبينما تدور حولها، رأت المسار المحطم الذي طمس الطريق الجبلي الرئيسي. وقد تقطعت السبل باثنين من المشاة البخاريين على الجانب الآخر من الحطام، ولحسن الحظ سالمين. بدأوا على الفور في تسلق الأنقاض بأطرافهم الميكانيكية الطويلة، وينبعث البخار عالي الضغط من طبقات دروعهم، ويندمج مع الخلفية الضبابية.

“كان ذلك قريبًا جدًا…” لم يتمكن الكاهن الذي بجانبها من مقاومة مسح العرق البارد من جبهته. “لقد كدنا أن نتعرض للزوال.”

الفصل 405 “الاصطدام والصحوة”

لم تستطع أجاثا الموافقة أكثر فدخلت في صمت جدي.

“لا شيء يمكن أن يعيق قوة الشمس خلال النهار. طالما أن الرؤية 001 موجودة في السماء، ستظل قوة الشمس ثابتة، حتى لو حجبت الغيوم ضوء الشمس وكانت المدينة مظلمة مثل الليل، “هزت أجاثا رأسها بلطف، في تناقض مع الكاهن. “في رأيي، هذا الضباب الكثيف ليس هو السبب، بل هو “عرض” لأزمة أكبر قادمة… أخبرني، ما هو الوضع في القمة؟”

“هل كان هذا مجرد صدفة؟ أم أنه كان من الممكن أن يكون عملًا متعمدًا؟ لماذا كانت عربة البضائع تعبر في الاتجاه المعاكس على مسار التعدين المصمم بشكل واضح لحركة المرور أحادية الاتجاه؟ في هذا الوقت، كان ينبغي لجميع عمال المناجم أن يبحثوا عن ملجأ. كان ينبغي أيضًا أن يكون مشغل نظام السكة قد أخلي بعد تشغيل القطار الأخير… كما أن تحميل البضائع على السكة يستلزم وجود آلية أمان تمنع المغادرة إذا كانت هناك عربة أخرى على السكة بالفعل. آلة الفرز هي المسؤولة عن هذه العملية، وجهاز يعمل بشكل صحيح لن يرتكب مثل هذه الأخطاء؛ بدلًا من ذلك، فإنه سينفذ بجدية البرنامج المشفر على الشريط المثقوب. ليس هناك مجال لأي حادث مؤسف في هذا الباليه الميكانيكي. هذا يعني أن آلة الفرز في المنجم قد تكون معطلة…” فكرت أجاثا بصوت عالٍ. “لكن قد لا تكون آلة الفرز في المنجم فقط هي التي تواجه صعوبات. إذا تمكنت الأرواح الخبيثة من اختراق المكتبة خلال النهار، فمن المحتمل أن يتجاوز نطاق هذا الوضع الشاذ وإلحاحه التقديرات الأولية للجميع.”

تردد صدى هدير ميكانيكي عميق من خارج نافذة السيارة، مما دفع أجاثا إلى إدارة رأسها نحو مصدر الصوت.

….

وفجأة، قطعت هدير مشؤوم عبر الضباب، وأوقف فجأة تفسير الكاهن الواثق. انطلقت كل عينان في السيارة نحو مصدر الصوت، لتكتشفا حاوية بضائع داكنة أخرى تتجه نحو نفس المسار الجوي من الاتجاه المعاكس – في مسار تصادمي مع الحاوية التي مرت للتو فوق الطريق الجبلي.

تخلل رنين أجراس الإنذار البعيدة من شوارع المدينة الهواء بمهارة. اجتاحت رياح جليدية برية دون عوائق عبر المقبرة المهجورة بينما غطى الضباب الكثيف كل شيء بحجاب غير شفاف. وضمن هذا الضباب الذي لا يمكن اختراقه، بدا الأمر كما لو أن عددًا لا يحصى من الأسرار الهامسة كانت تمتزج ويتردد صداها، على غرار غمغمات الراحلين المضطربة.

“لا يستطيع المشاة الثاني والرابع التنقل عبر الحطام. من المحتمل أنهم يخططون للصعود والوصول إلى المسار الأصغر أعلاه وإعادة توجيههم مرة أخرى إلى الكاتدرائية. لا نحتاج إلى انتظارهم،” قامت أجاثا بسرعة بتقييم الوضع وأمرت. “واصل التحرك.”

وفجأة، مزق صوت إطلاق النار الصمت الذي يخيم على المقبرة. دفع التوهج الضعيف للفانوس الظلال الضبابية إلى الخلف. رجل مسن ذو وضعية منحنية يمسك بإحكام ببندقية موثوقة ذات ماسورة مزدوجة، ويقف يراقب الطريق، وعيناه مثبتتان على مجموعة منظمة من التوابيت الكامنة في الضباب.

….

في الوقت الحالي، كانت الهمسات مجرد نسج من الخيال. ظلت التوابيت ثابتة على منصاتها الجنائزية، وظل سكانها يرقدون في راحة تامة. ومع ذلك، فإن الشعور المخيف بالشؤم في الجو لم يتمكن من خداع الجندي المخضرم.

“لا يستطيع المشاة الثاني والرابع التنقل عبر الحطام. من المحتمل أنهم يخططون للصعود والوصول إلى المسار الأصغر أعلاه وإعادة توجيههم مرة أخرى إلى الكاتدرائية. لا نحتاج إلى انتظارهم،” قامت أجاثا بسرعة بتقييم الوضع وأمرت. “واصل التحرك.”

إنه يعلم أن هناك خطأ ما. لن تحتفظ المقبرة بسلامها الليلة، وبدأ بعض “السكان” الذين كان “يرعاهم” في التحرك ببطء.

كان هذا نظام النقل جزءًا لا يتجزأ من أهم صناعة فروست. سيتم في البداية نقل الخامات الخام المستخرجة إلى منشأة التكسير والفرز، ثم نقلها بعد ذلك إلى فرن ضخم عند قاعدة الجبل، بفضل هذه الحاويات الضخمة والمسارات الجبلية.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

بدا العالم وكأنه مغطى بضباب كثيف، كما لو كان مغمورًا في محيط من السائل الرمادي الغامض. لقد طمس هذا الضباب حدود كل شيء في الأفق، مما أدى إلى حجب منظر المدينة البعيد والشوارع القريبة، مما جعل كل شيء غامضًا وغير واضح.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“لا شيء يمكن أن يعيق قوة الشمس خلال النهار. طالما أن الرؤية 001 موجودة في السماء، ستظل قوة الشمس ثابتة، حتى لو حجبت الغيوم ضوء الشمس وكانت المدينة مظلمة مثل الليل، “هزت أجاثا رأسها بلطف، في تناقض مع الكاهن. “في رأيي، هذا الضباب الكثيف ليس هو السبب، بل هو “عرض” لأزمة أكبر قادمة… أخبرني، ما هو الوضع في القمة؟”

“اهربوا!”

رأت سلسلة من المسارات الجوية الطويلة تبرز من فوق الطريق الجبلي، وتختفي في الأفق الضبابي. مثل العمالقة الصامتين، كانت هناك أعمدة دعم هائلة تحمل المسارات عاليًا، وتتدلى من إحداها حاوية شحن ضخمة، تنطلق في المسافة التي يكتنفها الضباب. ومضت أضواء التحذير الحمراء الخاصة بالحاوية بشكل متقطع، وبدت مثل عدد لا يحصى من العيون التي تطل من الضباب.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط