نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 421

التوجه إلى الهاوية

التوجه إلى الهاوية

الفصل 421 “التوجه إلى الهاوية”

طرأ تغيير على وجه ونستون. وبعد صمت ثقيل علق في الهواء لما بدا وكأنه أبدية، أطلق تنهيدة مثقلة بالاستسلام، “آه، هذا هو السعر التي يتعين علينا أن ندفعه مقابل الخام المعدني.”

“مفتاح الملكة؟” ارتفع حاجبا أجاثا المصقولين والمنحوتين بعناية في قوس رشيق من الدهشة، والتقط بصيص الانبهار في عينيها العميقتين بثبات من خلال ملامح الحاكم ونستون.

“…في الواقع، كان هناك واحد. لقد أشاد بها الفروستيون على أنها “ملكة الصقيع(فروست)”، في حين أن سجلات التاريخ شوهتها ووصفتها بأنها “الملكة المجنونة”،” بدأ ونستون يضحك. ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كانت مزاحته موجهة إلى ملكة فروست أم إلى نفسه، “لقد تجرأت بروح لا تقهر على تحدي البحر الممتد، والتحديق بلا خوف في الوحش الذي يقيم في هاويته.”

وعلى العكس من ذلك، بدا ونستون أكثر ارتباكًا في حضورها. اتسعت نظرته إلى درجة الانزعاج، ولمعان عينيه اللامع يرسم صورة من الارتباك العميق، “ألم تكوني على علم؟ فكيف تمكنت إذن من اختراق أمن هذا الحرم؟”

حاولت أجاثا الرد، لكن كلماتها كانت محصورة.

ارتفعت موجة من التصميم الذي لا ينضب على وجه أجاثا المعبر. يبدو أن الموقف الغامض الذي كان يتكشف أمامها يختلف عن نظريتها الأصلية القائلة بأنها وونستون، الكيانان الوحيدان اللذان لديهما القدرة على اختراق الجدار الحجري الذي لا يمكن اختراقه، يشتركان في بعض الروابط الباطنية. ومع ذلك، فقد استنتجت الآن أن الحاكم لديه وسيلة دخول فريدة وربما أكثر غموضًا.

حدقت أجاثا في عيني الحاكم، لكن كل ما رأته في أعماقهما هو إرهاق الرجل الذي وصل إلى أقصى حدوده.

أعلنت بصوت يتردد في صوته لمسة تهديد غير متوقعة، “لدي وسائلي الخاصة، لكنك تحدثت عن “مفتاح”، تذكار من ملكة فروست. هل يمكنك توضيح أهميته؟”

“في الواقع، نحن نستخرج الخام المعدني، يا حارسة البوابة. الأرض التي اخترقناها غنية بالخام النقي، والبضائع التي أرسلناها ليست أقل من خام نقي.” رفع ونستون عينيه وقد بدت على وجهه مزيج غامض من الفرح الحزين – أو ربما كان الندم. “إنها ليست بعض النفايات الخطرة. لقد قمنا بتحليلها بدقة، كما فعل أسلافنا في عهد الملكة. إذا كانت المادة تبدو كالخام المعدني، وتتصرف مثل الخام المعدني، وكان إنتاجها ومنتجاتها الثانوية تتوافق مع إنتاج الخام القياسي، فمن دون أدنى شك، فهي خام معدني.”

لمعت ومضة من الشك على وجه ونستون وهو يتفحص المرأة الواقفة أمامه. ومع ذلك، وبعد لحظة من التأمل المكثف، استسلم لما لا مفر منه، وأطلق تنهيدة مليئة بالأسرار غير المعلنة – وغامرت يده في جيب صدره.

“يا حارسة البوابة، اسمحي لنفسك ببعض الراحة. أنت تحملين نفس الإرهاق الذي أحمله. ربما حان الوقت لمواجهة الحقيقة القاسية المتمثلة في أن دولتنا المدينة تشبه محركًا بخاريًا يسرع نحو الهاوية. الجميع على متن السفنية. والفرق الوحيد بين القائمين على المدينة وعامة الناس هو أن هؤلاء يسافرون عبر الحياة معصوبي الأعين، بينما نحن… نسافر وأعيننا مفتوحة على مصراعيها على الحقيقة.”

“بما أننا عند مفترق الطرق هذا، فلا أرى فائدة تذكر في الاستمرار في الإجراءات السرية.”

“لم يكن لدى أحد خيار،” هز ونستون رأسه قائلًا. “أتفهم تلميحك. الطريق الذي نسير فيه اليوم، والخسائر التي ندفعها اليوم، لم يختار سكان مدينتنا أيًا منها – وأنا أيضًا لم أختر ذلك. لم يكن لدى أحد مسار بديل ليتبعه.”

أخرج من جيبه قطعة أثرية غير عادية. عبارة عن مفتاح من النحاس، وكان سطحه الخارجي مغطى بنقوش معقدة. صُمم المقبض على شكل “8” أفقي، وهو ما يعكس الرمز الرياضي لللانهاية. ومع ذلك، لم يمتلك الرأس الأسنان النموذجية للمفاتيح العادية؛ وبدلًا من ذلك، كان عبارة عن قضيب أسطواني مُعلَّم بأخدود واحد. (او سن واحد.)

أعلنت بصوت يتردد في صوته لمسة تهديد غير متوقعة، “لدي وسائلي الخاصة، لكنك تحدثت عن “مفتاح”، تذكار من ملكة فروست. هل يمكنك توضيح أهميته؟”

تفحصت أجاثا هذا الشيء، وشعرت بشعور تقشعر له الأبدان بالديجا فو يزحف عليها. حمل المفتاح يحمل تشابهًا بشكل مخيف، ليس للمفاتيح التقليدية المستخدمة للأبواب والصناديق، بل لتلك المستخدمة في صناعة الدمى أو غيرها من الألعاب التي تعمل بالساعة.

“من حاكم إلى آخر، كنا نعتني بهذا المفتاح،” اعترف بصوت مشوب بآثار الحزن. “لقد كانت هدية من ملكة فروست إلى المتمردين. وأيضا…لعنة. منذ اليوم الذي وقع فيه هذا المفتاح لأول مرة في أيدي الحاكم، أصبح مصير مملكة فروست متشابكًا مع كيان شرير، حارسة البوابة.”

“مفتاح اللف؟” تمتمت تقريبًا لنفسها. “هل تلمح إلى أن هذه القطعة الأثرية الغريبة قد منحتها الملكة راي نورا؟ وكيف يمكن لحاكم بسيط أن يمتلك مثل هذا الشيء؟”

“السعر؟ أنت تستخدم هذه الكلمة بمثل هذه اللامبالاة. أولئك الذين يتحملون ثقل هذا “السعر” ليسوا أنت وأنا فقط، بل المدينة بأكملها، والذين لا يزال أغلبهم غير مدركين للحقيقة…”

“من حاكم إلى آخر، كنا نعتني بهذا المفتاح،” اعترف بصوت مشوب بآثار الحزن. “لقد كانت هدية من ملكة فروست إلى المتمردين. وأيضا…لعنة. منذ اليوم الذي وقع فيه هذا المفتاح لأول مرة في أيدي الحاكم، أصبح مصير مملكة فروست متشابكًا مع كيان شرير، حارسة البوابة.”

“نحن غير متأكدين من سبب استنتاجها أن الخام المتجدد بشكل دائم في المنجم مرتبط بـ “البحر العميق”، ولكن مما لا شك فيه أنها كانت على المسار الصحيح – فقد أثبت فشل خطة الهاوية ومصيرها المظلم الذي تلا ذلك صحة افتراضاتها. هنا تكمن المفارقة الأكثر وحشية في العالم،” استقر ونستون بجوار جذع الشجرة وعيناه مثبتتان على الفوضى اللامحدودة والظلال المتلوية أعلاه، وكانت نبرته هادئة بشكل ملحوظ، “الحقيقة تولد الجنون، والجنون يعجل بالفشل، وكل خطوة تخطوها نحو هدفك، هي خطوة نحو الهاوية.”

على الرغم من رواية الرجل المفككة والهستيرية تقريبًا، حافظت أجاثا على رباطة جأشها، في انتظار أن تهدأ زوبعة اللفظية. ردت بثبات وهدوء، “لقد أخفيت الحقيقة بشأن منجم المعادن الخام، أليس كذلك؟”

ومع ذلك، تجاهلت أجاثا تعليقات ونستون المظللة بسخرية. وقفت متحدية في الظلام المرعب، وشعرت بالبرد القاسي الذي يحارب دفاعاتها مرة أخرى، وأحست بالدم الواهب للحياة داخل عروقها يتبلور في طين بارد.

“إذا كنتِ تشيرين بالحقيقة إلى حقيقة أن المنجم كان على وشك النضوب في عهد الملكة… فنعم، كنت على علم بذلك،” اعترف ونستون، وتنهيدة ثقيلة متشابكة مع اعترافه. “أطلب منك الصفح، أجاثا. منذ البداية، كنت على دراية تامة بالتداعيات التي ستترتب على اكتشافك. ومع ذلك، فقد تمسكت بخيط هش من الأمل في أن يمنحنا مد الزمن الموارد اللازمة لإصلاح مأزقنا قبل أن يتفاقم الوضع. كنت أتمنى أن يكون اكتشافك مجرد منجم مهجور، وأن فروست… فروست سوف تحافظ على الرخاء المتلألئ الذي اشتهرت به ذات يوم.”

أخرج من جيبه قطعة أثرية غير عادية. عبارة عن مفتاح من النحاس، وكان سطحه الخارجي مغطى بنقوش معقدة. صُمم المقبض على شكل “8” أفقي، وهو ما يعكس الرمز الرياضي لللانهاية. ومع ذلك، لم يمتلك الرأس الأسنان النموذجية للمفاتيح العادية؛ وبدلًا من ذلك، كان عبارة عن قضيب أسطواني مُعلَّم بأخدود واحد. (او سن واحد.)

“أطالب بالشفافية أيها الحاكم،” قطع صوت أجاثا في الهواء المتوتر مثل رياح شتوية لاذعة، وكان وجهها جادًا وحازمًا، “إذا كان المنجم قد استنفد حقًا في عهد الملكة، فماذا فعلنا، أرجو أن نقول، هل بذلنا قصارى جهدنا؟ التعدين والتصدير على مدى العقود القليلة الماضية؟ وما هي العلاقة الموجودة بين الاضطرابات الأخيرة في المدينة، والسلوك الغريب للطائفيين، واستنفاد المنجم؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“في الواقع، نحن نستخرج الخام المعدني، يا حارسة البوابة. الأرض التي اخترقناها غنية بالخام النقي، والبضائع التي أرسلناها ليست أقل من خام نقي.” رفع ونستون عينيه وقد بدت على وجهه مزيج غامض من الفرح الحزين – أو ربما كان الندم. “إنها ليست بعض النفايات الخطرة. لقد قمنا بتحليلها بدقة، كما فعل أسلافنا في عهد الملكة. إذا كانت المادة تبدو كالخام المعدني، وتتصرف مثل الخام المعدني، وكان إنتاجها ومنتجاتها الثانوية تتوافق مع إنتاج الخام القياسي، فمن دون أدنى شك، فهي خام معدني.”

توقف ونستون للحظات وهو يستجمع أفكاره ثم لوح بيده رافضًا.

“خام معدني أصيل؟!” اتسعت عينا أجاثا في حالة من عدم التصديق، وكان عقلها يتصارع مع الوحي المذهل. “لكن المنجم استنفد منذ عقود مضت، والخام الذي يظهر على السطح اليوم…”

أعلنت بصوت يتردد في صوته لمسة تهديد غير متوقعة، “لدي وسائلي الخاصة، لكنك تحدثت عن “مفتاح”، تذكار من ملكة فروست. هل يمكنك توضيح أهميته؟”

“هذه هي بالضبط المفارقة التي تجعل الدم يبرد، أليس كذلك؟” ابتسم ونستون ابتسامة حزينة. “لقد استنفد الوريد، ولكن من الغريب أن الخامات الجديدة تغذي فترات الاستراحة المهجورة كما لو كانت “فروست” البديلة الوهمية تصب فضلها باستمرار في واقعنا. أو بعبارة أخرى… بمجرد أن يمتد المنجم إلى ما هو أبعد من عمق معين، كنا نستخرج المعادن من توأم غامض لعالمنا، وهذه المواد الشبحية المحيرة… بغض النظر عن مدى دقة فحصنا لها بعد الاستخراج، فإنها تؤكد نفسها كحقيقة.”

“أطالب بالشفافية أيها الحاكم،” قطع صوت أجاثا في الهواء المتوتر مثل رياح شتوية لاذعة، وكان وجهها جادًا وحازمًا، “إذا كان المنجم قد استنفد حقًا في عهد الملكة، فماذا فعلنا، أرجو أن نقول، هل بذلنا قصارى جهدنا؟ التعدين والتصدير على مدى العقود القليلة الماضية؟ وما هي العلاقة الموجودة بين الاضطرابات الأخيرة في المدينة، والسلوك الغريب للطائفيين، واستنفاد المنجم؟”

تعاملت أجاثا مع الاكتشافات بتصميم جديْ، وكانت هذه الحقائق الخيالية تهاجم نفسيتها المضطربة بالفعل. ومع ذلك، حافظت على رباطة جأشها، وكان صوتها مجرد همس في العاصفة، “فروست المرآة، أيها الحاكم، هل تقترح وجودها؟ يبدو أن فروست المرآة لا تزال قائمة بالفعل. إن الضباب الذي يلف مدينتنا، والطوفان المستمر من التقليد الذي يخرج منها، كلها تنبع من بُعد المرآةِ هذا. هذه المدينة الوهمية تتآكل ببطء وتحل محل عالمنا الملموس.”

“لذا، اخترتم أيها “الخلفاء” عدم اتباع خطواتها والتظاهر بالجهل مثل البقية، والانطلاق نحو الهاوية على متن هذا القطار المنكوب. وملكة فروست، التي سعت ذات مرة لوقف هذا المسار أو تحويله، صورت في نهاية المطاف في سجلات التاريخ على أنها امرأة مجنونة، وقعت في شرك الفضاء الفرعي.”

طرأ تغيير على وجه ونستون. وبعد صمت ثقيل علق في الهواء لما بدا وكأنه أبدية، أطلق تنهيدة مثقلة بالاستسلام، “آه، هذا هو السعر التي يتعين علينا أن ندفعه مقابل الخام المعدني.”

“دولتنا المدينة، كما ترين، هي مجرد بقعة وسط الأراضي القاحلة الشاسعة في العالم. نحن نفتقر إلى امتياز وجود فروست اخرى للاستقرار داخل المساحات البحرية اللامحدودة. نحن نجوع إلى القوت والدفء والمأوى والماء النقي. على الرغم من أن جذورها متشابكة في نسيج عالم المرآة المحير، إلا أننا نتوق إلى الخام المعدني. حرمنا من هذا الرزق؛ شتاء قاس سيستهلك ربع سكاننا. وسوف يعود الناجون المتبقون ببطء إلى العصر الكئيب الذي سبق الثورة الصناعية، حيث يقتطعون في كل سنة لاحقة ربعًا آخر، أو ربما أكثر من ذلك…”

“السعر؟ أنت تستخدم هذه الكلمة بمثل هذه اللامبالاة. أولئك الذين يتحملون ثقل هذا “السعر” ليسوا أنت وأنا فقط، بل المدينة بأكملها، والذين لا يزال أغلبهم غير مدركين للحقيقة…”

تفحصت أجاثا هذا الشيء، وشعرت بشعور تقشعر له الأبدان بالديجا فو يزحف عليها. حمل المفتاح يحمل تشابهًا بشكل مخيف، ليس للمفاتيح التقليدية المستخدمة للأبواب والصناديق، بل لتلك المستخدمة في صناعة الدمى أو غيرها من الألعاب التي تعمل بالساعة.

“لكن الأغلبية تستمتع بفوائد تجارة الخام. في هذه المدينة القاسية التي اجتاحها الصقيع، يوجد الخام المعدني الذي يغذي الدفء في منازلهم والغنى في وجباتهم. هذا الخام هو الذي يحافظ على ازدهارنا حتى في أعقاب استنزاف الجبل، يا حارسة البوابة.”

ومع ذلك، تجاهلت أجاثا تعليقات ونستون المظللة بسخرية. وقفت متحدية في الظلام المرعب، وشعرت بالبرد القاسي الذي يحارب دفاعاتها مرة أخرى، وأحست بالدم الواهب للحياة داخل عروقها يتبلور في طين بارد.

توقف ونستون للحظات وهو يستجمع أفكاره ثم لوح بيده رافضًا.

“نحن غير متأكدين من سبب استنتاجها أن الخام المتجدد بشكل دائم في المنجم مرتبط بـ “البحر العميق”، ولكن مما لا شك فيه أنها كانت على المسار الصحيح – فقد أثبت فشل خطة الهاوية ومصيرها المظلم الذي تلا ذلك صحة افتراضاتها. هنا تكمن المفارقة الأكثر وحشية في العالم،” استقر ونستون بجوار جذع الشجرة وعيناه مثبتتان على الفوضى اللامحدودة والظلال المتلوية أعلاه، وكانت نبرته هادئة بشكل ملحوظ، “الحقيقة تولد الجنون، والجنون يعجل بالفشل، وكل خطوة تخطوها نحو هدفك، هي خطوة نحو الهاوية.”

“يجب أن تفهمي أنني لست من الأشخاص الذين يتباهون. أنا لا أملك عقارات واسعة، ولا أكتنز أي ثروة شخصية، وليس لدي حتى وريث. سيدتي، كل قرار اتخذته لم يكن أيًا منه لتحقيق مكاسب شخصية.”

“دولتنا المدينة، كما ترين، هي مجرد بقعة وسط الأراضي القاحلة الشاسعة في العالم. نحن نفتقر إلى امتياز وجود فروست اخرى للاستقرار داخل المساحات البحرية اللامحدودة. نحن نجوع إلى القوت والدفء والمأوى والماء النقي. على الرغم من أن جذورها متشابكة في نسيج عالم المرآة المحير، إلا أننا نتوق إلى الخام المعدني. حرمنا من هذا الرزق؛ شتاء قاس سيستهلك ربع سكاننا. وسوف يعود الناجون المتبقون ببطء إلى العصر الكئيب الذي سبق الثورة الصناعية، حيث يقتطعون في كل سنة لاحقة ربعًا آخر، أو ربما أكثر من ذلك…”

حدقت أجاثا في عيني الحاكم، لكن كل ما رأته في أعماقهما هو إرهاق الرجل الذي وصل إلى أقصى حدوده.

“بما أننا عند مفترق الطرق هذا، فلا أرى فائدة تذكر في الاستمرار في الإجراءات السرية.”

“ألم يكن لديهم خيار…” تمتمت، على ما يبدو لنفسها.

أعلنت بصوت يتردد في صوته لمسة تهديد غير متوقعة، “لدي وسائلي الخاصة، لكنك تحدثت عن “مفتاح”، تذكار من ملكة فروست. هل يمكنك توضيح أهميته؟”

“لم يكن لدى أحد خيار،” هز ونستون رأسه قائلًا. “أتفهم تلميحك. الطريق الذي نسير فيه اليوم، والخسائر التي ندفعها اليوم، لم يختار سكان مدينتنا أيًا منها – وأنا أيضًا لم أختر ذلك. لم يكن لدى أحد مسار بديل ليتبعه.”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“دولتنا المدينة، كما ترين، هي مجرد بقعة وسط الأراضي القاحلة الشاسعة في العالم. نحن نفتقر إلى امتياز وجود فروست اخرى للاستقرار داخل المساحات البحرية اللامحدودة. نحن نجوع إلى القوت والدفء والمأوى والماء النقي. على الرغم من أن جذورها متشابكة في نسيج عالم المرآة المحير، إلا أننا نتوق إلى الخام المعدني. حرمنا من هذا الرزق؛ شتاء قاس سيستهلك ربع سكاننا. وسوف يعود الناجون المتبقون ببطء إلى العصر الكئيب الذي سبق الثورة الصناعية، حيث يقتطعون في كل سنة لاحقة ربعًا آخر، أو ربما أكثر من ذلك…”

حدقت أجاثا في عيني الحاكم، لكن كل ما رأته في أعماقهما هو إرهاق الرجل الذي وصل إلى أقصى حدوده.

“يا حارسة البوابة، اسمحي لنفسك ببعض الراحة. أنت تحملين نفس الإرهاق الذي أحمله. ربما حان الوقت لمواجهة الحقيقة القاسية المتمثلة في أن دولتنا المدينة تشبه محركًا بخاريًا يسرع نحو الهاوية. الجميع على متن السفنية. والفرق الوحيد بين القائمين على المدينة وعامة الناس هو أن هؤلاء يسافرون عبر الحياة معصوبي الأعين، بينما نحن… نسافر وأعيننا مفتوحة على مصراعيها على الحقيقة.”

“مفتاح الملكة؟” ارتفع حاجبا أجاثا المصقولين والمنحوتين بعناية في قوس رشيق من الدهشة، والتقط بصيص الانبهار في عينيها العميقتين بثبات من خلال ملامح الحاكم ونستون.

ومع ذلك، تجاهلت أجاثا تعليقات ونستون المظللة بسخرية. وقفت متحدية في الظلام المرعب، وشعرت بالبرد القاسي الذي يحارب دفاعاتها مرة أخرى، وأحست بالدم الواهب للحياة داخل عروقها يتبلور في طين بارد.

“من حاكم إلى آخر، كنا نعتني بهذا المفتاح،” اعترف بصوت مشوب بآثار الحزن. “لقد كانت هدية من ملكة فروست إلى المتمردين. وأيضا…لعنة. منذ اليوم الذي وقع فيه هذا المفتاح لأول مرة في أيدي الحاكم، أصبح مصير مملكة فروست متشابكًا مع كيان شرير، حارسة البوابة.”

أخيرًا، حطمت أجاثا الصمت المطبق قائلة، “لقد تجرأ شخص ما على شق طريق جديد.”

أعلنت بصوت يتردد في صوته لمسة تهديد غير متوقعة، “لدي وسائلي الخاصة، لكنك تحدثت عن “مفتاح”، تذكار من ملكة فروست. هل يمكنك توضيح أهميته؟”

“…في الواقع، كان هناك واحد. لقد أشاد بها الفروستيون على أنها “ملكة الصقيع(فروست)”، في حين أن سجلات التاريخ شوهتها ووصفتها بأنها “الملكة المجنونة”،” بدأ ونستون يضحك. ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كانت مزاحته موجهة إلى ملكة فروست أم إلى نفسه، “لقد تجرأت بروح لا تقهر على تحدي البحر الممتد، والتحديق بلا خوف في الوحش الذي يقيم في هاويته.”

“مفتاح اللف؟” تمتمت تقريبًا لنفسها. “هل تلمح إلى أن هذه القطعة الأثرية الغريبة قد منحتها الملكة راي نورا؟ وكيف يمكن لحاكم بسيط أن يمتلك مثل هذا الشيء؟”

“خطة الهاوية…” تمتمت أجاثا، وأجزاء من المعرفة التاريخية تتماسك تدريجيًا في ذهنها، لتشكل رواية متماسكة، “لذا، لم تكن خطة الهاوية مجرد مبادرة استكشاف بسيطة كما تشير الوثائق… سعت ملكة فروست لكشف النقاب عن الألغاز التي تكمن تحت مدينتنا؟!”

“القول المأثور القديم الذي يقول إن الراحل يجب أن يفسح المجال للأحياء،” أدار ونستون نظرته ببطء، وهو يقابل عيني أجاثا. “كانت ذات يوم سيدة عظيمة، إذا كان تصويرها المشوه يمكن أن يعجل بعودة فروست إلى الاستقرار بعد الأزمة، فمن المرجح أنها لن تحتج.”

“نحن غير متأكدين من سبب استنتاجها أن الخام المتجدد بشكل دائم في المنجم مرتبط بـ “البحر العميق”، ولكن مما لا شك فيه أنها كانت على المسار الصحيح – فقد أثبت فشل خطة الهاوية ومصيرها المظلم الذي تلا ذلك صحة افتراضاتها. هنا تكمن المفارقة الأكثر وحشية في العالم،” استقر ونستون بجوار جذع الشجرة وعيناه مثبتتان على الفوضى اللامحدودة والظلال المتلوية أعلاه، وكانت نبرته هادئة بشكل ملحوظ، “الحقيقة تولد الجنون، والجنون يعجل بالفشل، وكل خطوة تخطوها نحو هدفك، هي خطوة نحو الهاوية.”

توقف ونستون للحظات وهو يستجمع أفكاره ثم لوح بيده رافضًا.

تنهد ونستون تنهيدة مرهقة.

“خام معدني أصيل؟!” اتسعت عينا أجاثا في حالة من عدم التصديق، وكان عقلها يتصارع مع الوحي المذهل. “لكن المنجم استنفد منذ عقود مضت، والخام الذي يظهر على السطح اليوم…”

“لقد كانت تطمح إلى الكشف عن الحقيقة وراء منجم الخام المعدني، لمواجهة الأخطار الخفية التي تهدد مدينتنا، لتأليب ذكائها وقوتها ضد البحر نفسه… طموحات نبيلة، ولكن كما يملي القدر، لم تفعل سوى تسريع نزولها الحتمي.”

“القول المأثور القديم الذي يقول إن الراحل يجب أن يفسح المجال للأحياء،” أدار ونستون نظرته ببطء، وهو يقابل عيني أجاثا. “كانت ذات يوم سيدة عظيمة، إذا كان تصويرها المشوه يمكن أن يعجل بعودة فروست إلى الاستقرار بعد الأزمة، فمن المرجح أنها لن تحتج.”

“لذا، اخترتم أيها “الخلفاء” عدم اتباع خطواتها والتظاهر بالجهل مثل البقية، والانطلاق نحو الهاوية على متن هذا القطار المنكوب. وملكة فروست، التي سعت ذات مرة لوقف هذا المسار أو تحويله، صورت في نهاية المطاف في سجلات التاريخ على أنها امرأة مجنونة، وقعت في شرك الفضاء الفرعي.”

“إذا كنتِ تشيرين بالحقيقة إلى حقيقة أن المنجم كان على وشك النضوب في عهد الملكة… فنعم، كنت على علم بذلك،” اعترف ونستون، وتنهيدة ثقيلة متشابكة مع اعترافه. “أطلب منك الصفح، أجاثا. منذ البداية، كنت على دراية تامة بالتداعيات التي ستترتب على اكتشافك. ومع ذلك، فقد تمسكت بخيط هش من الأمل في أن يمنحنا مد الزمن الموارد اللازمة لإصلاح مأزقنا قبل أن يتفاقم الوضع. كنت أتمنى أن يكون اكتشافك مجرد منجم مهجور، وأن فروست… فروست سوف تحافظ على الرخاء المتلألئ الذي اشتهرت به ذات يوم.”

“القول المأثور القديم الذي يقول إن الراحل يجب أن يفسح المجال للأحياء،” أدار ونستون نظرته ببطء، وهو يقابل عيني أجاثا. “كانت ذات يوم سيدة عظيمة، إذا كان تصويرها المشوه يمكن أن يعجل بعودة فروست إلى الاستقرار بعد الأزمة، فمن المرجح أنها لن تحتج.”

“لقد كانت تطمح إلى الكشف عن الحقيقة وراء منجم الخام المعدني، لمواجهة الأخطار الخفية التي تهدد مدينتنا، لتأليب ذكائها وقوتها ضد البحر نفسه… طموحات نبيلة، ولكن كما يملي القدر، لم تفعل سوى تسريع نزولها الحتمي.”

حاولت أجاثا الرد، لكن كلماتها كانت محصورة.

لمعت ومضة من الشك على وجه ونستون وهو يتفحص المرأة الواقفة أمامه. ومع ذلك، وبعد لحظة من التأمل المكثف، استسلم لما لا مفر منه، وأطلق تنهيدة مليئة بالأسرار غير المعلنة – وغامرت يده في جيب صدره.

بعد توقف للحظة، كل ما استطاعت حشده هو هزة خفيفة لرأسها.

توقف ونستون للحظات وهو يستجمع أفكاره ثم لوح بيده رافضًا.

“ولكن كيف وجد المفتاح… طريقه إلى يدي الحاكم الأول؟”

تفحصت أجاثا هذا الشيء، وشعرت بشعور تقشعر له الأبدان بالديجا فو يزحف عليها. حمل المفتاح يحمل تشابهًا بشكل مخيف، ليس للمفاتيح التقليدية المستخدمة للأبواب والصناديق، بل لتلك المستخدمة في صناعة الدمى أو غيرها من الألعاب التي تعمل بالساعة.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“إذا كنتِ تشيرين بالحقيقة إلى حقيقة أن المنجم كان على وشك النضوب في عهد الملكة… فنعم، كنت على علم بذلك،” اعترف ونستون، وتنهيدة ثقيلة متشابكة مع اعترافه. “أطلب منك الصفح، أجاثا. منذ البداية، كنت على دراية تامة بالتداعيات التي ستترتب على اكتشافك. ومع ذلك، فقد تمسكت بخيط هش من الأمل في أن يمنحنا مد الزمن الموارد اللازمة لإصلاح مأزقنا قبل أن يتفاقم الوضع. كنت أتمنى أن يكون اكتشافك مجرد منجم مهجور، وأن فروست… فروست سوف تحافظ على الرخاء المتلألئ الذي اشتهرت به ذات يوم.”

“أطالب بالشفافية أيها الحاكم،” قطع صوت أجاثا في الهواء المتوتر مثل رياح شتوية لاذعة، وكان وجهها جادًا وحازمًا، “إذا كان المنجم قد استنفد حقًا في عهد الملكة، فماذا فعلنا، أرجو أن نقول، هل بذلنا قصارى جهدنا؟ التعدين والتصدير على مدى العقود القليلة الماضية؟ وما هي العلاقة الموجودة بين الاضطرابات الأخيرة في المدينة، والسلوك الغريب للطائفيين، واستنفاد المنجم؟”

حاولت أجاثا الرد، لكن كلماتها كانت محصورة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط