نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 430

الضباب ينقشع

الضباب ينقشع

الفصل 430 “الضباب ينقشع”

“لقد فهمنا!”

لقد واجه مبجلو اللورد السفلي، وهم أتباع قوة مظلمة مخلصون، مصيرهم المروع بطرق مروعة لا يمكن تصورها. أصبحت الطقوس التي كانوا يؤدونها في حالة من الفوضى، واتخذ الطائفيون المتبقون قرارًا جماعيًا ومتعمدًا بالتضحية بأنفسهم. لقد فعلوا ذلك في محاولة لتحقيق تحول المدينة المرآة بالقوة، وهو إنجاز يبدو أنه يتحدى النظام الطبيعي للأشياء.

في الفراغات المجوفة حيث كانت عيناها ذات يوم، رقصت شعلتان ساطعتان الآن بحماس – بينما فقدت رؤية جسدها الأرضي، اكتسبت إدراكًا عميقًا وخارقًا للطبيعة.

على الرغم من حياته المليئة بالمغامرات البحرية التي جعلته وجهاً لوجه مع مجموعة متنوعة منتقاة من المشاهد غير العادية، ذُهل لورانس ورُعب للغاية من المشهد المرعب الذي يحدث أمامه. كان هذا أبعد من أي شيء شهده أو اختبره من قبل.

إذا كانت حتى سفينة لاموتى تعاني من مثل هذا الضرر، فلا يمكن للمرء إلا أن يفهم الوضع الرهيب الذي تتصارع معه بحرية فروست ذات الطاقم البشري.

مدفوعين بالجنون المحموم، ألقى مئات من الطائفيين أنفسهم بنشوة في بركة الطين المتموجة بعنف، وتحطمت أجسادهم وذابت في الوحل. إن عرضهم المزعج للفرح لم يتضاءل بشكل مخيف بسبب موتهم المروع. في هذه الأثناء، تحررت الشياطين الغامضة، المرتبطة بوجود الطائفيين، من قيود العبودية. انفجروا حول بركة الطين، وأطلقت سكرات الموت أعمدة من الدخان الفاسد والروائح الكريهة، مما أعاق تقدم حرس الملكة. في خضم هذه الفوضى، ارتفع تاج كبير من الأشواك من وسط بركة الطين، ونما بسرعة ليشمل القاعة بأكملها في غمضة عين، تغذيه التضحية المستمرة بالنفس من قبل الطائفيين المهووسين.

وقف تيريان على رأس ضباب البحر، وقبضت يديه على الدرابزين أمامه، ونظرته مثبتة بثبات على البحر البعيد، ووجهه يعكس شدة العاصفة المتجمعة.

“لقد فهمت!”

في هذه الأثناء، في العالم المادي، تردد صدى هدير المدافع الذي لا هوادة فيه عبر البحر اللامحدود بينما حاولت القوات البحرية الباقية من فروست وأسطول الضباب ببسالة صد “الأشباح” التي استمرت في الظهور من الضباب.

انطلق صوت، تردد صداه بقوة المئات، من التاج الشائك. لقد كان إعلانًا محمومًا، إعلانًا للتفاهم حدته تقشعر لها الأبدان.

“المرآة تواصل صعودها…” تمتمت لنفسها، أو ربما لكيان غير مرئي. “لقد قُضي على الهراطقة، ولكن أثرهم لا يزال قائمًا… هذه المدينة المرآة لا تزال موجودة. إنها رحلة نحو الواقع بشكل مستقل… أنا آسفة، لكني لا أعرف كيف أوقفها.”

“لقد فهمنا!”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

الطائفيون المنكوبون، الذين ألقوا بأنفسهم عن طيب خاطر في بركة الطين، كرروا العبارة في انسجام تام. ترددت صرخاتهم التي تصم الآذان على طول الممر المائي الثاني، مما جعله يرتجف من شراسة تعهدهم.

“حريق على سطح السفينة الخلفي! سيطروا على الأضرار، سيطروا على الأضرار!”

“سوف أفي!” “سوف نفي!”

على الرغم من حياته المليئة بالمغامرات البحرية التي جعلته وجهاً لوجه مع مجموعة متنوعة منتقاة من المشاهد غير العادية، ذُهل لورانس ورُعب للغاية من المشهد المرعب الذي يحدث أمامه. كان هذا أبعد من أي شيء شهده أو اختبره من قبل.

“إظهار مخطط الناشيء!” “إظهار مخطط الناشيء!”

على الرغم من حياته المليئة بالمغامرات البحرية التي جعلته وجهاً لوجه مع مجموعة متنوعة منتقاة من المشاهد غير العادية، ذُهل لورانس ورُعب للغاية من المشهد المرعب الذي يحدث أمامه. كان هذا أبعد من أي شيء شهده أو اختبره من قبل.

انفجار!

انجذبت نظرته المليئة بالفضول المفاجئ إلى المنظر. كان المساعد الأول، مع العديد من الأشخاص الآخرين على الجسر، يتبعون حدقته بشكل غريزي.

اندلعت النيران فجأة، واجتاحت القاعة بأكملها وتاج الشجرة الشائكة في غضبهم الناري. كان لدى لورانس ما يكفي من الوقت للنظر إلى الأعلى ورؤية التاج يتفكك وسط النيران الشبحية. تحول التاج إلى وابل من الغبار الرمادي الأسود الذي هطل حتى احترق كل شيء وقاحل.

انطلق صوت، تردد صداه بقوة المئات، من التاج الشائك. لقد كان إعلانًا محمومًا، إعلانًا للتفاهم حدته تقشعر لها الأبدان.

ومع ذلك، استمرت هزات الممر المائي الثاني، ولا تزال أصداء صرخات الطائفيين الأخيرة المرعبة معلقة بشدة في الهواء. بقى نحيبهم الغريب مثل البقايا الطيفية في هذا المجال تحت الأرض، مما أرسل قشعريرة باردة على طول العمود الفقري.

عندما اهتزت القاعة بعنف، أصبحت الطبقات الهائلة من الصخور والخرسانة والفولاذ والأوساخ فوقها شفافة فجأة. في هذا الوضوح المفاجئ، يمكنهم رؤية طبقات فوق طبقات من الهياكل أعلاه!

في حالة من الذهول وعدم التصديق، استطلع لورانس الفوضى التي أعقبت الحادثة، وكان عقله مليئًا بعدم اليقين. وأخيرًا، أعرب عن شكوكه، دون أن يدرك ذلك تقريبًا، “هل نجحنا؟ لقد توقفت الطقوس، أليس كذلك…؟”

وتحت لمستها، انهارت بسهولة “الشوكة”، التي جففتها النيران الشبحية. ومع ذلك، وسط البقايا المتناثرة، استمرت بقع صغيرة من الضوء في التدفق بلا هوادة.

“يبدو أن جميع الطائفيين قد ماتوا… وقد استهلكت تلك “الشجرة”…” تكهن الشذوذ 077 بعصبية، وألقى نظرة قلقة حول المشهد المدمر، “لكن لدي شعور داخلي…”

مع مرور الوقت، لم يكن هناك أي علامة على انخفاض عدد السفن التي تطفو على السطح من الضباب؛ في الواقع، يبدو أن أعدادهم في ارتفاع.

“هذا لم ينته بعد.”

قبل أن يتمكن من إنهاء سؤاله، امتدت هزة عنيفة عبر الأرض، تلتها قعقعة مدوية في السماء. مندهشًا، نظر هو والبحارة إلى الأعلى ليشهدوا مشهدًا لن ينسوه أبدًا.

اخترق صوت طقطقة النيران المتبقية، وقطع محادثة لورانس مع “البحار”. سرعان ما حول لورانس وأجاثا انتباههما إلى مجموعة “الغرباء” الذين انضموا إليهما في معركتهما.

ومن المفارقات أن أعضاء أسطول الضباب، الذين أمضوا الخمسين عامًا الماضية في السخرية من البحرية، كانوا يأملون بشكل جماعي الآن أن يتمكن هؤلاء البحارة البشر من الصمود لفترة أطول قليلًا، وأن يتمكنوا من الاستمرار في القتال أكثر قليلًا.

ظلت أجاثا في موقفها القتالي، ولا تزال النيران تلعق شكلها، وهو تناقض صارخ مع المرأة التي كانت عليها عندما دخلت هذه المدينة المرآة لأول مرة. لقد تغيرت بطرق لا يمكن التعرف عليها.

“أوه… أعتقد أننا في مأزق قليل…” استغرق الشذوذ 077، مثل أي شخص آخر، لحظة للتحديق إلى الأعلى قبل أن يتمتم، “أو ربما الأشخاص الموجودون أعلاه هم في خطر حقًا…”

أصبح ثوبها الأسود السابق الآن ظلًا لما كان عليه سابقًا، بعد أن تحول إلى عباءة ممزقة. تدلى بشكل فضفاض حول جسدها، مثل الملابس البالية للكاهن المسن. كان شكلها الجسدي يشبه دمية محطمة مزينة بإصابات وحشية وعدد لا يحصى من الجروح العميقة. لقد استنزف دمها منذ فترة طويلة من جروحها، وحل محله نار خضراء غريبة تدفقت من جروحها، على شاكلة نهر متوهج يشبه الحلم. لقد استسلمت عيناها للهيب المنتزع، ولم تترك لها سوى مآخذ فارغة.

“سفينة مجهولة تقترب من جانب الميناء! إنه زورق حربي سريع… استعدوا لنيران الدفاع من مسافة قريبة!”

في الفراغات المجوفة حيث كانت عيناها ذات يوم، رقصت شعلتان ساطعتان الآن بحماس – بينما فقدت رؤية جسدها الأرضي، اكتسبت إدراكًا عميقًا وخارقًا للطبيعة.

الضباب البحري… ينحسر.

كان بإمكانها الشعور بالطاقة المتبقية التي تتدفق عبر القاعة، ويبدو أن المدينة المرآة بأكملها تنبض بقوة حياة غير طبيعية. لقد استطاعت أن ترى هيكلًا ضخمًا للغاية يتخلل المدينة، ويعمل كأساس لها ويقود صعودها نحو العالم الملموس.

قبل أن يتمكن من إنهاء سؤاله، امتدت هزة عنيفة عبر الأرض، تلتها قعقعة مدوية في السماء. مندهشًا، نظر هو والبحارة إلى الأعلى ليشهدوا مشهدًا لن ينسوه أبدًا.

مع تصاعد النيران الطيفية تحت قدميها، مما تسبب في أزيز الأرضية، اتخذت أجاثا خطوة للأمام. مددت يدها لتمسك بالشوكة التي نبتت من بركة الطين وضغطت عليها بلطف.

على الرغم من حياته المليئة بالمغامرات البحرية التي جعلته وجهاً لوجه مع مجموعة متنوعة منتقاة من المشاهد غير العادية، ذُهل لورانس ورُعب للغاية من المشهد المرعب الذي يحدث أمامه. كان هذا أبعد من أي شيء شهده أو اختبره من قبل.

وتحت لمستها، انهارت بسهولة “الشوكة”، التي جففتها النيران الشبحية. ومع ذلك، وسط البقايا المتناثرة، استمرت بقع صغيرة من الضوء في التدفق بلا هوادة.

أصبح ثوبها الأسود السابق الآن ظلًا لما كان عليه سابقًا، بعد أن تحول إلى عباءة ممزقة. تدلى بشكل فضفاض حول جسدها، مثل الملابس البالية للكاهن المسن. كان شكلها الجسدي يشبه دمية محطمة مزينة بإصابات وحشية وعدد لا يحصى من الجروح العميقة. لقد استنزف دمها منذ فترة طويلة من جروحها، وحل محله نار خضراء غريبة تدفقت من جروحها، على شاكلة نهر متوهج يشبه الحلم. لقد استسلمت عيناها للهيب المنتزع، ولم تترك لها سوى مآخذ فارغة.

“المرآة تواصل صعودها…” تمتمت لنفسها، أو ربما لكيان غير مرئي. “لقد قُضي على الهراطقة، ولكن أثرهم لا يزال قائمًا… هذه المدينة المرآة لا تزال موجودة. إنها رحلة نحو الواقع بشكل مستقل… أنا آسفة، لكني لا أعرف كيف أوقفها.”

“لقد فهمنا!”

مفتونًا، اقترب لورانس أكثر، وهو يدقق في أجاثا، “مع من تتحدثين…”

“أليس هناك أي طريقة لوقف هذا؟!” اتسعت عيناه في حالة من اليأس وهو يتجه بشكل عاجل نحو أجاثا، “نحن على وشك التقارب مع العالم الحقيقي!”

قبل أن يتمكن من إنهاء سؤاله، امتدت هزة عنيفة عبر الأرض، تلتها قعقعة مدوية في السماء. مندهشًا، نظر هو والبحارة إلى الأعلى ليشهدوا مشهدًا لن ينسوه أبدًا.

إذا كانت حتى سفينة لاموتى تعاني من مثل هذا الضرر، فلا يمكن للمرء إلا أن يفهم الوضع الرهيب الذي تتصارع معه بحرية فروست ذات الطاقم البشري.

عندما اهتزت القاعة بعنف، أصبحت الطبقات الهائلة من الصخور والخرسانة والفولاذ والأوساخ فوقها شفافة فجأة. في هذا الوضوح المفاجئ، يمكنهم رؤية طبقات فوق طبقات من الهياكل أعلاه!

بنظرة محيرة، لم يكن بوسع لورانس سوى التحديق.

أنظمة الصرف الصحي، وخطوط أنابيب الكهرباء، وأنظمة توصيل البخار، ومترو الأنفاق، وما وراءها، الجبال، والشوارع، والمباني، والكنائس… كلها من فروست! من خلال الطبقات الكثيفة، يمكنه رؤية فروست كما كانت حقًا. لقد رأى مدينة مغطاة بالضباب الكثيف، ومحاصرة بعدد لا يحصى من الوحوش التي تشن هجمات لا هوادة فيها من داخل الكفن. انخرط حراس المدينة والمدافعون عنها في قتال شرس مع الوحوش الغازية، وزحف الظلام الواضح عبر المدينة، وانتشر الخوف في كل زاوية وركن…

إذا كانت حتى سفينة لاموتى تعاني من مثل هذا الضرر، فلا يمكن للمرء إلا أن يفهم الوضع الرهيب الذي تتصارع معه بحرية فروست ذات الطاقم البشري.

“أوه… أعتقد أننا في مأزق قليل…” استغرق الشذوذ 077، مثل أي شخص آخر، لحظة للتحديق إلى الأعلى قبل أن يتمتم، “أو ربما الأشخاص الموجودون أعلاه هم في خطر حقًا…”

وجه تيريان نظره بشكل غريزي نحو الضجة، وأصدر تعليماته لضابط الاتصالات للتأكد بسرعة من سبب الانفجارات. وفي خضم الفوضى التي تلت ذلك، ظهر المساعد الأول “آيدن” بأخبار قاتمة.

استعاد لورانس رباطة جأشه، وأصبح مدركًا تمامًا لحجم الكارثة الوشيكة. على الرغم من القضاء على الطائفيين، إلا أن طقوسهم القربانية النهائية كانت ناجحة. لقد اكتسبت هذه المدينة المرآة حياة خاصة بها وواصلت مسارها التصاعدي، ملتزمة ببعض “المخططات” غير المعروفة. إذا استمرت هذه الدورة بلا هوادة، فإن مدينة فروست في العالم الحقيقي سوف تنهار بلا شك!

وجه تيريان نظره بشكل غريزي نحو الضجة، وأصدر تعليماته لضابط الاتصالات للتأكد بسرعة من سبب الانفجارات. وفي خضم الفوضى التي تلت ذلك، ظهر المساعد الأول “آيدن” بأخبار قاتمة.

“أليس هناك أي طريقة لوقف هذا؟!” اتسعت عيناه في حالة من اليأس وهو يتجه بشكل عاجل نحو أجاثا، “نحن على وشك التقارب مع العالم الحقيقي!”

في الفراغات المجوفة حيث كانت عيناها ذات يوم، رقصت شعلتان ساطعتان الآن بحماس – بينما فقدت رؤية جسدها الأرضي، اكتسبت إدراكًا عميقًا وخارقًا للطبيعة.

رداً على ذلك، قامت أجاثا فقط بتدوير رأسها وتثبيت عينيها المشتعلتين على لورانس.

“سفينة مجهولة تقترب من جانب الميناء! إنه زورق حربي سريع… استعدوا لنيران الدفاع من مسافة قريبة!”

ظلت صامتة، لكن صوتًا من السلطة الهادئة تردد صدى مباشرة في ذهن لورانس، “حافظ على هدوئك. وهذا ليس سوى جزء من الحل.”

الضباب البحري… ينحسر.

تفاجأ لورنس للحظات، وسرعان ما تعرف على مصدر التواصل العقلي. توترت عضلاته بشكل واضح، “قب… قبطان!”

“سوف أفي!” “سوف نفي!”

“استرخِ واستعد لما ينتظرك.”

“المرآة تواصل صعودها…” تمتمت لنفسها، أو ربما لكيان غير مرئي. “لقد قُضي على الهراطقة، ولكن أثرهم لا يزال قائمًا… هذه المدينة المرآة لا تزال موجودة. إنها رحلة نحو الواقع بشكل مستقل… أنا آسفة، لكني لا أعرف كيف أوقفها.”

بنظرة محيرة، لم يكن بوسع لورانس سوى التحديق.

“سجل الحادث. ربما سيكون هناك وقت في المستقبل لتكريم الذين سقطوا،” تحدث تيريان أخيرًا، وأعاد فتح عينيه بينما رأسه يتمايل بلطف، “ومع ذلك، فإن وضعنا الحالي لا يسمح بمثل هذه المشاعر…”

في هذه الأثناء، في العالم المادي، تردد صدى هدير المدافع الذي لا هوادة فيه عبر البحر اللامحدود بينما حاولت القوات البحرية الباقية من فروست وأسطول الضباب ببسالة صد “الأشباح” التي استمرت في الظهور من الضباب.

الطائفيون المنكوبون، الذين ألقوا بأنفسهم عن طيب خاطر في بركة الطين، كرروا العبارة في انسجام تام. ترددت صرخاتهم التي تصم الآذان على طول الممر المائي الثاني، مما جعله يرتجف من شراسة تعهدهم.

مع مرور الوقت، لم يكن هناك أي علامة على انخفاض عدد السفن التي تطفو على السطح من الضباب؛ في الواقع، يبدو أن أعدادهم في ارتفاع.

“سجل الحادث. ربما سيكون هناك وقت في المستقبل لتكريم الذين سقطوا،” تحدث تيريان أخيرًا، وأعاد فتح عينيه بينما رأسه يتمايل بلطف، “ومع ذلك، فإن وضعنا الحالي لا يسمح بمثل هذه المشاعر…”

“سفينة مجهولة تقترب من جانب الميناء! إنه زورق حربي سريع… استعدوا لنيران الدفاع من مسافة قريبة!”

عندما اهتزت القاعة بعنف، أصبحت الطبقات الهائلة من الصخور والخرسانة والفولاذ والأوساخ فوقها شفافة فجأة. في هذا الوضوح المفاجئ، يمكنهم رؤية طبقات فوق طبقات من الهياكل أعلاه!

“لقد غرقت سفينة المرافقة التابعة للبحرية فروست S-30 في المياه القريبة. قم بإزالتها من قائمة التعريف!”

وتحت لمستها، انهارت بسهولة “الشوكة”، التي جففتها النيران الشبحية. ومع ذلك، وسط البقايا المتناثرة، استمرت بقع صغيرة من الضوء في التدفق بلا هوادة.

“حريق على سطح السفينة الخلفي! سيطروا على الأضرار، سيطروا على الأضرار!”

مفتونًا، اقترب لورانس أكثر، وهو يدقق في أجاثا، “مع من تتحدثين…”

الصراخ بالأوامر، وإطلاق مدفع مدو، والانفجارات، وصوت الماء الذي يصم الآذان وهو يصطدم بهيكل السفينة – كل ذلك يندمج في نشاز فوضوي، مما يخلق جوًا من الهلاك الوشيك.

ظلت أجاثا في موقفها القتالي، ولا تزال النيران تلعق شكلها، وهو تناقض صارخ مع المرأة التي كانت عليها عندما دخلت هذه المدينة المرآة لأول مرة. لقد تغيرت بطرق لا يمكن التعرف عليها.

وقف تيريان على رأس ضباب البحر، وقبضت يديه على الدرابزين أمامه، ونظرته مثبتة بثبات على البحر البعيد، ووجهه يعكس شدة العاصفة المتجمعة.

وبعد أن التقى بهذه السفينة عدة مرات على مدى العامين الماضيين، كان على معرفة جيدة بقائدها – رجل صقيع حقيقي، وهو رجل يتمتع بشخصية جديرة بالثناء، ويقود سفينة هائلة. والآن، فقد كل ذلك في أعماق البحر الباردة إلى الأبد.

كان الصراع محتدمًا لفترة طويلة، لكن منارة النصر ظلت محاطة بالظلام بينما ظلت سفن العدو تتدفق وسط الضباب الكثيف.

“إظهار مخطط الناشيء!” “إظهار مخطط الناشيء!”

لم يعرف البحارة اللاموتى أي تعب، لكن القتال العنيف والمتواصل كان يستنزف تدريجيًا طاقة أسطول الضباب – كانت قدرة الإصلاح الذاتي لضباب البحر تقترب من حدودها، وتكافح حتى لإطفاء النيران التي تجتاح سطح السفينة، وتعتمد بشكل كبير على جهود طاقم السفينة الذي لا يعرف الكلل للسيطرة على الأضرار. كانت السفينة الغراب قد انسحبت للتو من المعركة منذ دقائق قليلة، وهي تتراجع الآن نحو فروست مع بدنها المتضرر بشدة.

في حالة من الذهول وعدم التصديق، استطلع لورانس الفوضى التي أعقبت الحادثة، وكان عقله مليئًا بعدم اليقين. وأخيرًا، أعرب عن شكوكه، دون أن يدرك ذلك تقريبًا، “هل نجحنا؟ لقد توقفت الطقوس، أليس كذلك…؟”

إذا كانت حتى سفينة لاموتى تعاني من مثل هذا الضرر، فلا يمكن للمرء إلا أن يفهم الوضع الرهيب الذي تتصارع معه بحرية فروست ذات الطاقم البشري.

ومن المفارقات أن أعضاء أسطول الضباب، الذين أمضوا الخمسين عامًا الماضية في السخرية من البحرية، كانوا يأملون بشكل جماعي الآن أن يتمكن هؤلاء البحارة البشر من الصمود لفترة أطول قليلًا، وأن يتمكنوا من الاستمرار في القتال أكثر قليلًا.

وُضح المضيق الشديد الذي وجدت فيه بحرية فروست نفسها بشكل صارخ من خلال التدفق المستمر لنداءات الاستغاثة القادمة عبر الراديو. امتدت مرونتهم إلى أقصى حد حيث كانت الأضرار والخسائر البشرية على كل سفينة تقترب بسرعة من العتبات الحرجة.

في هذه الأثناء، في العالم المادي، تردد صدى هدير المدافع الذي لا هوادة فيه عبر البحر اللامحدود بينما حاولت القوات البحرية الباقية من فروست وأسطول الضباب ببسالة صد “الأشباح” التي استمرت في الظهور من الضباب.

ومن المفارقات أن أعضاء أسطول الضباب، الذين أمضوا الخمسين عامًا الماضية في السخرية من البحرية، كانوا يأملون بشكل جماعي الآن أن يتمكن هؤلاء البحارة البشر من الصمود لفترة أطول قليلًا، وأن يتمكنوا من الاستمرار في القتال أكثر قليلًا.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

وتردد صدى انفجار مدو من بعيد، أعقبه وميض هائل تخلل الضباب. واندلع حريق متواصل مصحوبًا بسلسلة من الانفجارات الثانوية.

رداً على ذلك، قامت أجاثا فقط بتدوير رأسها وتثبيت عينيها المشتعلتين على لورانس.

وجه تيريان نظره بشكل غريزي نحو الضجة، وأصدر تعليماته لضابط الاتصالات للتأكد بسرعة من سبب الانفجارات. وفي خضم الفوضى التي تلت ذلك، ظهر المساعد الأول “آيدن” بأخبار قاتمة.

ومن المفارقات أن أعضاء أسطول الضباب، الذين أمضوا الخمسين عامًا الماضية في السخرية من البحرية، كانوا يأملون بشكل جماعي الآن أن يتمكن هؤلاء البحارة البشر من الصمود لفترة أطول قليلًا، وأن يتمكنوا من الاستمرار في القتال أكثر قليلًا.

“تعرضت السفينة الرئيسية لبحرية فروست، “اللورد بروخ”، لأضرار جسيمة في قلبها البخاري. لقد انفجر المفاعل والسفينة تغرق.”

اندلعت النيران فجأة، واجتاحت القاعة بأكملها وتاج الشجرة الشائكة في غضبهم الناري. كان لدى لورانس ما يكفي من الوقت للنظر إلى الأعلى ورؤية التاج يتفكك وسط النيران الشبحية. تحول التاج إلى وابل من الغبار الرمادي الأسود الذي هطل حتى احترق كل شيء وقاحل.

لم يقدم تيريان أي رد فوري، بل أغمض عينيه فقط في لحظة إشادة صامتة.

عندما اهتزت القاعة بعنف، أصبحت الطبقات الهائلة من الصخور والخرسانة والفولاذ والأوساخ فوقها شفافة فجأة. في هذا الوضوح المفاجئ، يمكنهم رؤية طبقات فوق طبقات من الهياكل أعلاه!

وبعد أن التقى بهذه السفينة عدة مرات على مدى العامين الماضيين، كان على معرفة جيدة بقائدها – رجل صقيع حقيقي، وهو رجل يتمتع بشخصية جديرة بالثناء، ويقود سفينة هائلة. والآن، فقد كل ذلك في أعماق البحر الباردة إلى الأبد.

إذا كانت حتى سفينة لاموتى تعاني من مثل هذا الضرر، فلا يمكن للمرء إلا أن يفهم الوضع الرهيب الذي تتصارع معه بحرية فروست ذات الطاقم البشري.

“سجل الحادث. ربما سيكون هناك وقت في المستقبل لتكريم الذين سقطوا،” تحدث تيريان أخيرًا، وأعاد فتح عينيه بينما رأسه يتمايل بلطف، “ومع ذلك، فإن وضعنا الحالي لا يسمح بمثل هذه المشاعر…”

“لقد فهمنا!”

قُطعت كلماته فجأة بسبب تحول غير متوقع في المشهد خارج الكوة.

في هذه الأثناء، في العالم المادي، تردد صدى هدير المدافع الذي لا هوادة فيه عبر البحر اللامحدود بينما حاولت القوات البحرية الباقية من فروست وأسطول الضباب ببسالة صد “الأشباح” التي استمرت في الظهور من الضباب.

انجذبت نظرته المليئة بالفضول المفاجئ إلى المنظر. كان المساعد الأول، مع العديد من الأشخاص الآخرين على الجسر، يتبعون حدقته بشكل غريزي.

اخترق صوت طقطقة النيران المتبقية، وقطع محادثة لورانس مع “البحار”. سرعان ما حول لورانس وأجاثا انتباههما إلى مجموعة “الغرباء” الذين انضموا إليهما في معركتهما.

الضباب البحري… ينحسر.

لقد واجه مبجلو اللورد السفلي، وهم أتباع قوة مظلمة مخلصون، مصيرهم المروع بطرق مروعة لا يمكن تصورها. أصبحت الطقوس التي كانوا يؤدونها في حالة من الفوضى، واتخذ الطائفيون المتبقون قرارًا جماعيًا ومتعمدًا بالتضحية بأنفسهم. لقد فعلوا ذلك في محاولة لتحقيق تحول المدينة المرآة بالقوة، وهو إنجاز يبدو أنه يتحدى النظام الطبيعي للأشياء.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

“سفينة مجهولة تقترب من جانب الميناء! إنه زورق حربي سريع… استعدوا لنيران الدفاع من مسافة قريبة!”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

اخترق صوت طقطقة النيران المتبقية، وقطع محادثة لورانس مع “البحار”. سرعان ما حول لورانس وأجاثا انتباههما إلى مجموعة “الغرباء” الذين انضموا إليهما في معركتهما.

مدفوعين بالجنون المحموم، ألقى مئات من الطائفيين أنفسهم بنشوة في بركة الطين المتموجة بعنف، وتحطمت أجسادهم وذابت في الوحل. إن عرضهم المزعج للفرح لم يتضاءل بشكل مخيف بسبب موتهم المروع. في هذه الأثناء، تحررت الشياطين الغامضة، المرتبطة بوجود الطائفيين، من قيود العبودية. انفجروا حول بركة الطين، وأطلقت سكرات الموت أعمدة من الدخان الفاسد والروائح الكريهة، مما أعاق تقدم حرس الملكة. في خضم هذه الفوضى، ارتفع تاج كبير من الأشواك من وسط بركة الطين، ونما بسرعة ليشمل القاعة بأكملها في غمضة عين، تغذيه التضحية المستمرة بالنفس من قبل الطائفيين المهووسين.

إذا كانت حتى سفينة لاموتى تعاني من مثل هذا الضرر، فلا يمكن للمرء إلا أن يفهم الوضع الرهيب الذي تتصارع معه بحرية فروست ذات الطاقم البشري.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط