نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 431

إشعال الرماد

إشعال الرماد

الفصل 431 “إشعال الرماد”

“الوحدات السابعة والسادسة والرابعة لا تزال غير مستجيبة!” صرخ المتصل. “لقد اختفى ربع وحداتنا تقريبًا في الضباب السابق!”

عندما بدأ ضوء الصباح الباكر في الانكسار، بدأ الضباب المعتم الذي يبدو أنه لا يمكن اختراقه والذي سيطر على البحار الجليدية في الانسحاب على مضض، وكشف ببطء عن المشهد المروع المختبئ خلف ستائره. كان هذا أول بصيص من الرؤية واجهوه منذ ظهور الفوضى البحرية غير المتوقعة.

عندما قام بفك الضمادات، بدا الأمر كما لو أن طنجرة الضغط، التي ظلت تحت ضغط شديد لعقود من الزمن، قد حررت فجأة من عبءها. تحت الضمادات، لم يكن هناك لحم مشوه – لم يكن هناك لحم على الإطلاق.

ولكن، مع انقشاع الضباب، كان المنظر الذي ظهر في المقدمة باردًا مثل المياه الجليدية التي اصطدمت بهيكل السفينة. كُشفت عن آثار مروعة للمعركة، حيث كان البحر مقبرة لحطام السفن الشبحية – حطام السفن يحترق بشدة، ونيرانه تومض مثل أشباح بشعة على الأمواج. كانت الأشكال المشوهة والغريبة للأساطيل الوهمية، مثل جيش أثيري، تلوح في الأفق بشكل مشؤوم فوق المياه المليئة بالحطام. كان السطح الزيتي مشتعلًا، مما أدى إلى تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان إلى الأعلى، مما زاد من تلويث الهواء الصافي بظلام ينذر بالخطر.

على الرغم من أنه مجرد ظهور معكوس، إلا أن ظهوره يدل على التوغل الأخير لـ “معكوس” فروست المرآة.

كان المساعد الأول آيدن أول من غامر نحو الكوة، واتسعت عيناه في رهبة عندما رأى المنظر يتكشف. وبعد أن تأمل المشهد للحظة، صرخ قائلًا، “لقد انقشع الضباب! قبطان! الضباب يتراجع!”

نظر بعيدًا إلى مسافة بعيدة، لكن كل ما استطاع رؤيته هو بحر من الظلام الزاحف. في مرحلة ما، كانت قاعة المدينة الواقعة على التلال المقابلة قد التهمتها غابة من الأشواك. ومن بين هذه الهياكل المتشابكة، ظهرت كاتدرائية صامتة أخرى تلوح في الأفق بشكل مشؤوم. عند قاعدة التل، كانت هناك مجموعة لا نهاية لها من المباني الملتوية والمتأرجحة مثل أطراف الوحوش الرخوة، مما يرسم صورة تقشعر لها الأبدان من الرعب الخالص.

“أستطيع أن أرى ذلك،” أجاب القبطان تيريان باقتضاب، وهو يشق طريقه سريعًا إلى الكوة. احتفظت عينه المتصلبة بشدتها على الرغم من الضباب المنتشر. “إنه يتراجع… لكن هل يمكننا أن نقول حقًا إنه تراجع؟”

“أبي؟!” شهق تييريان، وعيناه تفحصان المناطق المحيطة بشكل غريزي، في محاولة لتحديد أصل هذه السراب. “أين يمكن أن تكون الآن…”

“قبطان، ألا ينبغي أن يكون هذا علامة على الارتياح؟” سأل آيدن، وهو يشعر بالتوتر الكامن في صوت تيريان. “قد يعني الضباب الواضح أن أي قوة غامضة كانت تختمر في فروست…”

استمرت الأوهام في السيطرة، وبدأت نسخة أكثر غرابة من فروست في تراكب نفسها على المشهد الحقيقي.

“هناك شيء ليس على ما يرام…” قاطع تيريان آيدن، وكان التعبير الجدي محفورًا على وجهه. نظر بقوة نحو الأفق. “لقد انقشع الضباب، لكن تلك السفن الوهمية… باقية. والبحر…إنه…إنه…”

إيفان؟؟!

“البحر؟” تساءل آيدن، وهو مقطب حاجبيه، متتبعًا نظرة تيريان إلى الأفق ويمتص أنفاسه مع بزوغ فجر الإدراك.

الفصل 431 “إشعال الرماد”

كما أشار القبطان، كان هناك خطأ فادح – الأساطيل الوهمية في كل اتجاه لم تتلاشى. على العكس من ذلك، بدأت المزيد من السفن الشبحية في اختراق سطح البحر. وبتناغم بدأ البحر يظلم وكأنه مصبوغ تدريجيًا بيد خفية!

“تذكري دائمًا أننا، قديسي بارتوك، نقف حازمين حتى زوالنا النهائي…”

تسلل ظلام دامس عبر البحر، مما يشير إلى أن شيئًا مخفيًا يتحرك، مع ظهور العديد من الأشكال الغامضة لتتلاقى على السطح. كان الأمر كما لو أن مخلوقًا ضخمًا – أو ربما جيشًا من الوحوش – يطفو على السطح من هاوية المحيط العميقة!

وسط هذه الفوضى المفاجئة، وقف القبطان تيريان كما لو كان متجمدًا، يراقب البحر بصمت بينما استمر العدو في الارتفاع من الماء، واحدًا تلو الآخر.

“يا إلهي…” بدأ آيدن، ولكن كلماته قطعت إذ أن الهدوء المؤقت الذي حققه تراجع الضباب قد انقطع بعنف من خلال سلسلة من الزئير الذي يصم الآذان.

“يا إلهي…” بدأ آيدن، ولكن كلماته قطعت إذ أن الهدوء المؤقت الذي حققه تراجع الضباب قد انقطع بعنف من خلال سلسلة من الزئير الذي يصم الآذان.

كان البحر من حولهم ينقسم، وكشف عن عدد كبير من السفن الضخمة. دمرت بعضها وتعرضت للضرب، والبعض الآخر تحول إلى ظهورات شبحية، في حين حمل البعض الآخر تشابهًا مخيفًا مع أسطولهم الخاص – في البحر الأسود فجأة، بدا كما لو أن أسطولًا كاملًا من السفن الوهمية أطلق في آن واحد!

“أستطيع أن أرى ذلك،” أجاب القبطان تيريان باقتضاب، وهو يشق طريقه سريعًا إلى الكوة. احتفظت عينه المتصلبة بشدتها على الرغم من الضباب المنتشر. “إنه يتراجع… لكن هل يمكننا أن نقول حقًا إنه تراجع؟”

“تحذير! سفن العدو تطفو على السطح! إنهم…إنهم في كل مكان!” صرخ بحار مذعور، مما دفع الطاقم إلى التحرك.

وجد الجنود في داخلهم العزم على الاستمرار – سواء كانت الشجاعة الحقيقية أو مجرد الخدر هي التي دفعت أجسادهم المنهكة إلى مواصلة القتال. جمع القائد الكلمات الملهمة التي وجدها هو نفسه غير ذات أهمية، وأعاد نظره إلى ساحة المعركة البعيدة.

انطلقت مدافعهم الدفاعية المثبتة على طول حواف السفينة إلى الحياة، وأطلقت مقذوفات في الهواء وحولت البحر إلى ساحة معركة مليئة برذاذ الماء الهائل والانفجارات المتفجرة.

“أيها القائد، إنهم يحتشدون في كل مكان!”

وسط هذه الفوضى المفاجئة، وقف القبطان تيريان كما لو كان متجمدًا، يراقب البحر بصمت بينما استمر العدو في الارتفاع من الماء، واحدًا تلو الآخر.

عند مفترق طرق شارع المدفأة، اعتمدت وحدة حراسة المدينة والدولة، التي كانت محاصرة سابقًا داخل الضباب، على القوة النارية الجبارة للمشاة البخاريين لمحاربة الغزو الوحشي. بالكاد تمكنوا من الاحتفال بتراجع الضباب عندما وجدوا أنفسهم منغمسين في معركة سريالية جديدة ضد وابل من المخلوقات المرعبة والظواهر المرعبة.

حتى وسط المشهد الفوضوي، كانت بعض السفن التي عادت إلى الظهور مألوفة بشكل لا لبس فيه لطاقمه.

“في النهاية، ما تبقى هو رمادنا الناري.”

“إنه “الفارس”! “الفارس” الذي غرقناه في الأعماق في بداية هذا الكابوس!”

“سماوي الموت…” واقفًا على قمة الكاتدرائية الصامتة، قام الأسقف إيفان بمسح المدينة وهي تشوه ببطء، ويغمرها وهم هائل. تمتم في نفسه تقريبًا، “هل هذا يوم القيامة؟”

“و”جندي العلم الأسود”! لقد أرسلنا “جندي العلم الأسود” إلى قبره المائي منذ ربع ساعة فقط! ومع ذلك، فإنه يتمايل مرة أخرى إلى السطح!”

“أبي؟!” شهق تييريان، وعيناه تفحصان المناطق المحيطة بشكل غريزي، في محاولة لتحديد أصل هذه السراب. “أين يمكن أن تكون الآن…”

““الشجاعة”! و”أمير جوتن” أيضًا!”

“أبي؟!” شهق تييريان، وعيناه تفحصان المناطق المحيطة بشكل غريزي، في محاولة لتحديد أصل هذه السراب. “أين يمكن أن تكون الآن…”

“قبطان!” رن صوت المساعد الأول آيدن بشيء من الذعر، وهو تناقض مذهل مع لهجته المعتادة. “جميع الأساطيل الوهمية… تلك التي ظننا أننا هزمناها… جميعهم يرتفعون من البحر مرة أخرى!”

تمتم الأسقف إيفان كما لو كان يتحدث إلى نفسه، أو ربما يوجه تشجيعًا لطيفًا لتابع أصبح الآن خارج الشبكة.

وبينما أوشك تيريان على الرد، تردد صوت داخل متاهة أفكاره، “كان هذا أمرًا لا مفر منه، طالما استمر مصدر هذه الأساطيل الوهمية.”

في هذه الأثناء، مع ارتفاع الضباب الكثيف الذي يجتاح البحر تدريجيًا، كذلك ارتفع الكفن الكئيب الذي غطى أرض فروست. ومع ذلك، وكما هو الحال مع الأزمة المتصاعدة في البحر، فإن الضباب المتصاعد لا يعني نهاية الكارثة على الأرض.

“أبي؟!” شهق تييريان، وعيناه تفحصان المناطق المحيطة بشكل غريزي، في محاولة لتحديد أصل هذه السراب. “أين يمكن أن تكون الآن…”

“تحذير! سفن العدو تطفو على السطح! إنهم…إنهم في كل مكان!” صرخ بحار مذعور، مما دفع الطاقم إلى التحرك.

“لا تقلق يا تيريان – التوقيت مثالي.”

تسلل ظلام دامس عبر البحر، مما يشير إلى أن شيئًا مخفيًا يتحرك، مع ظهور العديد من الأشكال الغامضة لتتلاقى على السطح. كان الأمر كما لو أن مخلوقًا ضخمًا – أو ربما جيشًا من الوحوش – يطفو على السطح من هاوية المحيط العميقة!

جمع تيريان اتجاهاته بسرعة، وأشار إلى آيدين للحفاظ على السيطرة على قتالهم المستمر. ثم استعد عقليًا للرد، “ماذا علي أن أفعل الآن؟”

مع رحيله، بقي الأسقف إيفان وحده على الشرفة مرة أخرى.

وجد الجنود في داخلهم العزم على الاستمرار – سواء كانت الشجاعة الحقيقية أو مجرد الخدر هي التي دفعت أجسادهم المنهكة إلى مواصلة القتال. جمع القائد الكلمات الملهمة التي وجدها هو نفسه غير ذات أهمية، وأعاد نظره إلى ساحة المعركة البعيدة.

في هذه الأثناء، مع ارتفاع الضباب الكثيف الذي يجتاح البحر تدريجيًا، كذلك ارتفع الكفن الكئيب الذي غطى أرض فروست. ومع ذلك، وكما هو الحال مع الأزمة المتصاعدة في البحر، فإن الضباب المتصاعد لا يعني نهاية الكارثة على الأرض.

“في النهاية، ما تبقى هو رمادنا الناري.”

استمرت الأوهام في السيطرة، وبدأت نسخة أكثر غرابة من فروست في تراكب نفسها على المشهد الحقيقي.

“قبطان، ألا ينبغي أن يكون هذا علامة على الارتياح؟” سأل آيدن، وهو يشعر بالتوتر الكامن في صوت تيريان. “قد يعني الضباب الواضح أن أي قوة غامضة كانت تختمر في فروست…”

انخرط جنود دولة المدينة في معركة شديدة، وقاموا ببناء حواجز سريعة على طول الشوارع، وحاربوا موجة لا تنضب من المخلوقات الوحشية التي بدا أنها خرجت من الهواء الرقيق. تردد صدى إطلاق النار الذي يصم الآذان في جميع أنحاء المدينة. لقد تحطمت هالة السلام والأمن للمدينة تمامًا، حيث خنقت سحب دخان البارود شوارع المدينة. لطخت الأوساخ والأنقاض وبرك الدماء المتجمدة المدينة، في حين تداخلت المشاهد المشوهة بشكل متزايد مع الواقع.

“أيها القائد، إنهم يحتشدون في كل مكان!”

عندما سقطت الضمادات، رفرف الرماد وتناثر من حافة الشرفة، وتحول إلى حجاب رقيق من الدخان الأبيض الذي غطى السماء ببطء فوق فروست.

عند مفترق طرق شارع المدفأة، اعتمدت وحدة حراسة المدينة والدولة، التي كانت محاصرة سابقًا داخل الضباب، على القوة النارية الجبارة للمشاة البخاريين لمحاربة الغزو الوحشي. بالكاد تمكنوا من الاحتفال بتراجع الضباب عندما وجدوا أنفسهم منغمسين في معركة سريالية جديدة ضد وابل من المخلوقات المرعبة والظواهر المرعبة.

““الشجاعة”! و”أمير جوتن” أيضًا!”

“ثم أطلقوا النار عليهم من جميع الاتجاهات!” زمجر قائد الوحدة، وأطلق سلاحه في الفوضى البعيدة بينما يركض نحو الماشي البخاري الضخم الذي يقف بجوار وحدة الاتصالات، “هل تمكنا من إعادة الاتصال مع الوحدات الأخرى؟”

“أجاثا… لا بد أنك لا تزالين هناك، وتنفذين مهمتك…”

“الوحدات السابعة والسادسة والرابعة لا تزال غير مستجيبة!” صرخ المتصل. “لقد اختفى ربع وحداتنا تقريبًا في الضباب السابق!”

“في النهاية، ما تبقى هو رمادنا الناري.”

“استمر في محاولة الوصول إليهم حتى تحصل على رد أو حتى نحصل على تعزيزات،” وجه القائد وهو يربت على جهاز الاتصال على خوذته قبل أن يعيد انتباهه إلى الهجوم البعيد، “لقد انقشع الضباب. ابقوا أقوياء، الوضع يتغير – قد يكون هذا هو الهجوم الأخير!”

وسط هذه الفوضى المفاجئة، وقف القبطان تيريان كما لو كان متجمدًا، يراقب البحر بصمت بينما استمر العدو في الارتفاع من الماء، واحدًا تلو الآخر.

زمجر برج المدفع الرشاش القوي فوق الماشي البخاري دون توقف، ممزقًا زميلًا يعمل بالبخار متمركزًا على مسافة. وبينما انهار الهيكل الميكانيكي العملاق وانهار تحت النيران المتواصلة، تدفقت موجة من الحطام الرملي من حجراته الداخلية. لقد انطلقت إلى الشوارع، وذكّرت بشكل غريب بالمذبحة العميقة.

ولم يبق سوى سحابة من الغبار الشبحي.

وجد الجنود في داخلهم العزم على الاستمرار – سواء كانت الشجاعة الحقيقية أو مجرد الخدر هي التي دفعت أجسادهم المنهكة إلى مواصلة القتال. جمع القائد الكلمات الملهمة التي وجدها هو نفسه غير ذات أهمية، وأعاد نظره إلى ساحة المعركة البعيدة.

على الرغم من أنه مجرد ظهور معكوس، إلا أن ظهوره يدل على التوغل الأخير لـ “معكوس” فروست المرآة.

كانت عيناه متجهتين نحو كاتدرائيتين شاهقتين تقفان على قمة التل. كان المشهد الطبيعي على جانبهم من دولة المدينة يتشوه بشكل غير طبيعي مع ظهور مجموعة واسعة وغريبة من الهياكل تدريجيًا من داخل المدينة نفسها. ارتفعت طبقات المباني المتعاقبة لتغطي الشوارع المألوفة بالأسفل. ومن هذه المباني التي شكلت حديثًا، ظهرت أبراج أكثر التواءًا وميلانًا مثل نتوءات هيكلية غريبة من مخلوق عملاق، تنمو وتتضاعف باستمرار في السماء.

انخرط جنود دولة المدينة في معركة شديدة، وقاموا ببناء حواجز سريعة على طول الشوارع، وحاربوا موجة لا تنضب من المخلوقات الوحشية التي بدا أنها خرجت من الهواء الرقيق. تردد صدى إطلاق النار الذي يصم الآذان في جميع أنحاء المدينة. لقد تحطمت هالة السلام والأمن للمدينة تمامًا، حيث خنقت سحب دخان البارود شوارع المدينة. لطخت الأوساخ والأنقاض وبرك الدماء المتجمدة المدينة، في حين تداخلت المشاهد المشوهة بشكل متزايد مع الواقع.

“سماوي الموت…” واقفًا على قمة الكاتدرائية الصامتة، قام الأسقف إيفان بمسح المدينة وهي تشوه ببطء، ويغمرها وهم هائل. تمتم في نفسه تقريبًا، “هل هذا يوم القيامة؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

نظر بعيدًا إلى مسافة بعيدة، لكن كل ما استطاع رؤيته هو بحر من الظلام الزاحف. في مرحلة ما، كانت قاعة المدينة الواقعة على التلال المقابلة قد التهمتها غابة من الأشواك. ومن بين هذه الهياكل المتشابكة، ظهرت كاتدرائية صامتة أخرى تلوح في الأفق بشكل مشؤوم. عند قاعدة التل، كانت هناك مجموعة لا نهاية لها من المباني الملتوية والمتأرجحة مثل أطراف الوحوش الرخوة، مما يرسم صورة تقشعر لها الأبدان من الرعب الخالص.

“لا تقلق يا تيريان – التوقيت مثالي.”

خارج حدود المدينة، امتدت ظلام خطير عبر البحر بأكمله. عكست هذه المساحة ذات اللون الأسود الداكن انعكاسًا مروعًا، وكشف ببطء عن نسخة أخرى من فروست. بدت هذه الصورة المعكوسة للمدينة وكأنها ملتوية في حالة من الاضطراب، ومليئة بالشذوذات، وتغلي بالحقد.

“أستطيع أن أرى ذلك،” أجاب القبطان تيريان باقتضاب، وهو يشق طريقه سريعًا إلى الكوة. احتفظت عينه المتصلبة بشدتها على الرغم من الضباب المنتشر. “إنه يتراجع… لكن هل يمكننا أن نقول حقًا إنه تراجع؟”

ارتفعت مدينة ضخمة معكوسة من أعماق المحيط، وقضمت حدود الواقع والوهم.

“رئيس الأساقفة!” اندفع مساعد رفيع المستوى عبر أبواب الشرفة نحو الأسقف إيفان. “لقد جمع آخر قوات الاحتياط. كهنة الموت والحراس يتعهدون بالدفاع عن الكاتدرائية حتى النهاية!”

إيفان؟؟!

“هل هناك أخبار من أجاثا؟”

انطلقت مدافعهم الدفاعية المثبتة على طول حواف السفينة إلى الحياة، وأطلقت مقذوفات في الهواء وحولت البحر إلى ساحة معركة مليئة برذاذ الماء الهائل والانفجارات المتفجرة.

“لقد فشلنا في إقامة اتصال مع حارسة البوابة أجاثا،” أبلغ المساعد على عجل. “أبلغ فريق الاستكشاف الذي غامر بالدخول إلى المناجم معها أنها اختفت بعد أن اصطدمت بجدار حجري غامض. والآن، بعد أن استهلك الظلام المنجم، أخشى…”

الفصل 431 “إشعال الرماد”

“حارسة البوابة ليست من النوع الذي يسقط بهذه السهولة،” أكد الأسقف إيفان بصوته المليء بالإيمان الذي لا يتزعزع. “سوف تقوم أجاثا بواجبها… إنها بالتأكيد ستفعل ذلك.”

عندما بدأ ضوء الصباح الباكر في الانكسار، بدأ الضباب المعتم الذي يبدو أنه لا يمكن اختراقه والذي سيطر على البحار الجليدية في الانسحاب على مضض، وكشف ببطء عن المشهد المروع المختبئ خلف ستائره. كان هذا أول بصيص من الرؤية واجهوه منذ ظهور الفوضى البحرية غير المتوقعة.

تردد المساعد قائلًا، “يا رئيس الأساقفة، ربما عليك أن تفكر في الإخلاء…”

“أبي؟!” شهق تييريان، وعيناه تفحصان المناطق المحيطة بشكل غريزي، في محاولة لتحديد أصل هذه السراب. “أين يمكن أن تكون الآن…”

“إخلاء؟ هل تقترح أن أتراجع إلى غرفة التلاوة الآمنة داخل الكاتدرائية؟ أو ربما الفرار من المدينة بالقارب؟” استدار الأسقف إيفان نحو مساعده، وهو يهز رأسه بجاذبية مهيبة. “ليست هناك حاجة لإخلائي. سأبقى هنا. واجبك هو قيادة الحراس المتمركزين في قاعدة التل وتوجيه جميع المدنيين الذين يمكن نقلهم إلى أعلى التل. قاوم لأطول فترة ممكنة.”

“تذكري دائمًا أننا، قديسي بارتوك، نقف حازمين حتى زوالنا النهائي…”

تردد المساعد لبضع لحظات أخرى، ثم أومأ أخيرًا برأسه بتصميم، “كما تأمر، رئيس الأساقفة!”

عندما بدأ ضوء الصباح الباكر في الانكسار، بدأ الضباب المعتم الذي يبدو أنه لا يمكن اختراقه والذي سيطر على البحار الجليدية في الانسحاب على مضض، وكشف ببطء عن المشهد المروع المختبئ خلف ستائره. كان هذا أول بصيص من الرؤية واجهوه منذ ظهور الفوضى البحرية غير المتوقعة.

مع رحيله، بقي الأسقف إيفان وحده على الشرفة مرة أخرى.

خارج حدود المدينة، امتدت ظلام خطير عبر البحر بأكمله. عكست هذه المساحة ذات اللون الأسود الداكن انعكاسًا مروعًا، وكشف ببطء عن نسخة أخرى من فروست. بدت هذه الصورة المعكوسة للمدينة وكأنها ملتوية في حالة من الاضطراب، ومليئة بالشذوذات، وتغلي بالحقد.

انجرفت نظرته نحو الكاتدرائية المتشابكة في الأشواك، وهي نسخة غريبة من الكاتدرائية الصامتة.

“رئيس الأساقفة!” اندفع مساعد رفيع المستوى عبر أبواب الشرفة نحو الأسقف إيفان. “لقد جمع آخر قوات الاحتياط. كهنة الموت والحراس يتعهدون بالدفاع عن الكاتدرائية حتى النهاية!”

كانت الكاتدرائية خالية من صخب رجال المعتقد المعتادين، واقفين صامتين بشكل مخيف.

عندما سقطت الضمادات، رفرف الرماد وتناثر من حافة الشرفة، وتحول إلى حجاب رقيق من الدخان الأبيض الذي غطى السماء ببطء فوق فروست.

على الرغم من أنه مجرد ظهور معكوس، إلا أن ظهوره يدل على التوغل الأخير لـ “معكوس” فروست المرآة.

“البحر؟” تساءل آيدن، وهو مقطب حاجبيه، متتبعًا نظرة تيريان إلى الأفق ويمتص أنفاسه مع بزوغ فجر الإدراك.

“أجاثا… لا بد أنك لا تزالين هناك، وتنفذين مهمتك…”

جمع تيريان اتجاهاته بسرعة، وأشار إلى آيدين للحفاظ على السيطرة على قتالهم المستمر. ثم استعد عقليًا للرد، “ماذا علي أن أفعل الآن؟”

تمتم الأسقف إيفان كما لو كان يتحدث إلى نفسه، أو ربما يوجه تشجيعًا لطيفًا لتابع أصبح الآن خارج الشبكة.

تسلل ظلام دامس عبر البحر، مما يشير إلى أن شيئًا مخفيًا يتحرك، مع ظهور العديد من الأشكال الغامضة لتتلاقى على السطح. كان الأمر كما لو أن مخلوقًا ضخمًا – أو ربما جيشًا من الوحوش – يطفو على السطح من هاوية المحيط العميقة!

رفع يده ببطء، وفك الرداء الكبير الذي يرمز إلى مكانته الأسقفية، وأزال تاجه ووضعه بجانبه على الدرابزين.

“تذكري دائمًا أننا، قديسي بارتوك، نقف حازمين حتى زوالنا النهائي…”

كانت الكاتدرائية خالية من صخب رجال المعتقد المعتادين، واقفين صامتين بشكل مخيف.

وتحت الزخارف الملكية لرداءه وتاجه كانت هناك مساحات من الضمادات. بيد مرتجفة، مدّ إيفان يده، وفك عقدة من ياقته ببطء.

ارتفعت مدينة ضخمة معكوسة من أعماق المحيط، وقضمت حدود الواقع والوهم.

“بأشكالنا الفانية، نشن حربًا لا هوادة فيها ضد الفساد. عند انتهاء الحياة، تستمر أرواحنا التي لا تقهر في الدفاع الدؤوب، وعندما تقابل هذه الأوعية البشرية أيضًا زوالها…”

وبينما أوشك تيريان على الرد، تردد صوت داخل متاهة أفكاره، “كان هذا أمرًا لا مفر منه، طالما استمر مصدر هذه الأساطيل الوهمية.”

عندما قام بفك الضمادات، بدا الأمر كما لو أن طنجرة الضغط، التي ظلت تحت ضغط شديد لعقود من الزمن، قد حررت فجأة من عبءها. تحت الضمادات، لم يكن هناك لحم مشوه – لم يكن هناك لحم على الإطلاق.

خارج حدود المدينة، امتدت ظلام خطير عبر البحر بأكمله. عكست هذه المساحة ذات اللون الأسود الداكن انعكاسًا مروعًا، وكشف ببطء عن نسخة أخرى من فروست. بدت هذه الصورة المعكوسة للمدينة وكأنها ملتوية في حالة من الاضطراب، ومليئة بالشذوذات، وتغلي بالحقد.

ولم يبق سوى سحابة من الغبار الشبحي.

مع رحيله، بقي الأسقف إيفان وحده على الشرفة مرة أخرى.

“في النهاية، ما تبقى هو رمادنا الناري.”

عندما بدأ ضوء الصباح الباكر في الانكسار، بدأ الضباب المعتم الذي يبدو أنه لا يمكن اختراقه والذي سيطر على البحار الجليدية في الانسحاب على مضض، وكشف ببطء عن المشهد المروع المختبئ خلف ستائره. كان هذا أول بصيص من الرؤية واجهوه منذ ظهور الفوضى البحرية غير المتوقعة.

عندما سقطت الضمادات، رفرف الرماد وتناثر من حافة الشرفة، وتحول إلى حجاب رقيق من الدخان الأبيض الذي غطى السماء ببطء فوق فروست.

““الشجاعة”! و”أمير جوتن” أيضًا!”


إيفان؟؟!

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا في فلسطين وارحم شهداءهم.

وجد الجنود في داخلهم العزم على الاستمرار – سواء كانت الشجاعة الحقيقية أو مجرد الخدر هي التي دفعت أجسادهم المنهكة إلى مواصلة القتال. جمع القائد الكلمات الملهمة التي وجدها هو نفسه غير ذات أهمية، وأعاد نظره إلى ساحة المعركة البعيدة.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“البحر؟” تساءل آيدن، وهو مقطب حاجبيه، متتبعًا نظرة تيريان إلى الأفق ويمتص أنفاسه مع بزوغ فجر الإدراك.

“قبطان، ألا ينبغي أن يكون هذا علامة على الارتياح؟” سأل آيدن، وهو يشعر بالتوتر الكامن في صوت تيريان. “قد يعني الضباب الواضح أن أي قوة غامضة كانت تختمر في فروست…”

في هذه الأثناء، مع ارتفاع الضباب الكثيف الذي يجتاح البحر تدريجيًا، كذلك ارتفع الكفن الكئيب الذي غطى أرض فروست. ومع ذلك، وكما هو الحال مع الأزمة المتصاعدة في البحر، فإن الضباب المتصاعد لا يعني نهاية الكارثة على الأرض.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط