نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 459

الشخص في المرآة

الشخص في المرآة

الفصل 459 “الشخص في المرآة”

الكيان الذي يعكسها عن كثب – هل هو من نسج خيالها، أو إسقاطًا لأفكارها الخاصة، أو ربما شيئًا ملموسًا أكثر؟

خرجت شيرلي من الغرفة وعيناها تنظران بعصبية إلى دوغ الذي يرافقها. كانت فانا وموريس وراءهما، وعندما أُغلق الباب، ملأ الصمت المطبق غرفة القبطان. بقي في الغرفة دنكان وأليس وحمامة بدت وكأنها تأخذ قيلولة هادئة.

استغرقت أجاثا المرآة لحظة للتفكير، ويبدو أن كلا الجانبين مرتبطان بتيار من الأفكار المشتركة، وتردد صدى حالتهما العقلية والعاطفية في السطح العاكس الذي يفصل بينهما.

كانت أليس منهمكة تمامًا في أعمالها المنزلية. كانت تتنقل في أرجاء الغرفة، وتمسح الأسطح، وتزيل الغبار عن الأثاث المزخرف، وتنظف النوافذ بدقة. في هذه الأثناء، جلس دنكان خلف طاولة خشبية يبدو أنها تحمل جوًا من العصور القديمة. ثبتت نظراته على نقطة بعيدة، وأفكاره عميقة ومثقلة.

بالإضافة إلى ذلك، كانت الجهود جارية لتقديم الأدميرال تيريان أبنومار، الرجل الذي من المقرر أن يكون الحاكم الجديد. كانت خطط دمج القوة البحرية المتبقية للدولة المدينة وأسطول الضباب في مراحلها الأولية أيضًا. وعلى الرغم من أن الحاكم الجديد لم يتولى مهامه رسميًا، إلا أن نفوذه ينتشر بسرعة في جميع أنحاء المدينة.

وقبع رأس الماعز المنحوت بتفاصيل معقدة على الطاولة. عندما أدار رأسه ببطء لمواجهة دنكان، أصدر صوت صرير خافت. “هل ما زلت تفكر في لاهيم، عاهل الحكمة؟” تساءل، وصوته مشبع بجرس غامض.

بعد لحظة من التأمل، أضافت شخصية رأس الماعز، “لكن شخصيًا، أجد العواهل غير مهمين إلى حد ما. لا يبدو أنهم قد أدخلوا تحسينات كبيرة على عالمنا ولم يطلقوا العنان لأحداث كارثية.”

“ليس فقط عن لاهيم، بل عن كل العواهل،”استلقى دنكان على كرسيه، وعضلات وجهه تنقبض في تعبير تأملي. بدأ قائلًا، “لقد كنت أفكر في دورهم الحقيقي، وارتباطهم الحقيقي بعالمنا.”

فكر رأس الماعز في ذلك قبل أن يجيب، “لن تكون السلطات المعتقدية الأرثوذكسية مسرورة بمثل هذا التصوير الآلي. أنت تتحدث كما لو كنت تفحص آلة، ولا تظهر أي احترام لعاهل.”

يبدو أن رأس الماعز يأخذ هذا بعين الاعتبار. “إن العديد من المدارس الفكرية تصورهم في كتبهم المقدسة على أنهم مهندسو نظام عالمنا وأمناؤه. على العكس من ذلك، ينظر إليهم بعض الهراطقة على أنهم مشوهون للواقع، مدعين أنهم اغتصبوا الفضل في نشأة العالم. عثر موريس على منظور مثير للاهتمام في “كتاب التجديف” ذاك. ويشير ذلك إلى أن عواهلنا الحاليين قد يكونون في الواقع “الملوك المهجورين” المذكورين في النصوص القديمة. ربما تكون كل هذه النظريات معيبة، لكن يمكن أن تحتوي كل واحدة منها على جزء من الحقيقة.”

أخيرًا، كسرت أجاثا في الغرفة حالة السكون. “هل أنت هناك؟” كان صوتها مشوبًا بالفضول الحذر.

بعد لحظة من التأمل، أضافت شخصية رأس الماعز، “لكن شخصيًا، أجد العواهل غير مهمين إلى حد ما. لا يبدو أنهم قد أدخلوا تحسينات كبيرة على عالمنا ولم يطلقوا العنان لأحداث كارثية.”

بدعم الأخ DevinX

استمع دنكان لكنه دحض عرضًا قائلًا، “بالنسبة للغالبية العظمى من الناس الذين يعيشون في عالمنا، فإن الحماية السماوية واضحة. هذه العناية السماوية تسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة، والاستمرار في التقدم.”

بدت أجاثا الجالسة على منضدة الزينة متفاجئة للحظات، وخضع تعبير وجهها لتحول طفيف. ترددت للحظة قبل أن تجيب، “لديك نقطة. ومع ذلك، تقع كاتدرائية الموت حاليًا في أبعد حدود الحضارة، وتبحر في مياه مجهولة. وقد لا يكونون في وضع يسمح لهم بالاهتمام بما يمكن أن يعتبروه “أمورًا شخصية”.”

“البقاء على قيد الحياة – نعم، إنه الحفاظ على الوضع الحالي،” أجاب رأس الماعز ببطء. “إنها مثل حالة فروست التي استمرت طوال الخمسين عامًا الماضية. وقبل أن يتحطم هذا التوازن، لم يكن أحد على علم بالمصائب التي تلوح في الأفق والمخبأة تحت السطح. لكن على الأقل كان الناس على قيد الحياة.”

عندما التقت أطراف أصابعهما على ما يبدو، ظهرت لمسة غير متوقعة من الدفء من خلال الإحساس البارد. في تلك اللحظة القصيرة، اخترق مجال رؤية أجاثا المظلم والمضطرب من خلال أنماط جديدة من الضوء والظل – وهو مخطط دقيق ومتوهج يتجسد فجأة داخل المرآة الخاملة.

استوعب دنكان الكلمات لكنه لم يتفاعل على الفور. وبعد بعض التفكير، تحدث أخيرًا، “عندما يفكر دوغ في شيء ما، يدخل في مجال رؤية لاهيم. على مر التاريخ، كانت هناك حالات وجد فيها الأفراد أنفسهم فجأة “مباركين من العواهل”، وتغيرت حياتهم بشكل كبير، مما جعلهم قنوات للعواهل الأربع. هل يمكن أن يكون هؤلاء العواهل قد أنشأوا نوعًا من نظام “المراقبة” أو “المسح” على البشر؟ ومن خلال أفكار أو نقاط محورية معينة، يقومون بقياس الحالة التشغيلية لعالمنا. وهذا يعني أن مشاركتهم في عالمنا وفهمهم له هو في الواقع غير مباشر ومحدود تمامًا.”

شقت أجاثا، مرتدية ثوبًا أسودًا منسدلًا، طريقها عبر ممرات المتاهة في الكاتدرائية الكبرى. تردد صدى خطواتها بهدوء على الأرضية الحجرية، ولم يرافقها أي من الحاضرين، ولم يرافقها سوى ظلها. وعلى الرغم من غياب الحياة في شكلها الجسدي، إلا أنها تحركت بهدف. كانت مصابيح الغاز تومض بشكل متقطع على طول الجدران، وكانت الشمعدانات موضوعة في كوات صغيرة، وكان لهبها المرتجف يلقي رقصة متذبذبة من الظلال على الأرض.

فكر رأس الماعز في ذلك قبل أن يجيب، “لن تكون السلطات المعتقدية الأرثوذكسية مسرورة بمثل هذا التصوير الآلي. أنت تتحدث كما لو كنت تفحص آلة، ولا تظهر أي احترام لعاهل.”

فقط عندما وصلت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بأمان، تراجعت رباطة جأش أجاثا أخيرًا. استندت إلى السطح الخشبي للباب، وأطلقت تنهيدة طويلة ومعبرة. من الناحية الفنية، لم تكن بحاجة إلى التنفس، لكن فعل التنهد كان من بقايا طبيعتها البشرية ذات يوم. تمسكت بهذه الإيماءة كوسيلة رمزية لإظهار أنها تخفض من حذرها، وهو جهد صغير لإبعاد نفسها عن أن تصبح مثل الجثة تمامًا.

“التبجيل يعيق “الفهم”. ليس لدي أي رغبة في تبجيلهم. أهدف إلى فهمهم،” أعلن دنكان بهدوء. “خصوصًا أنه علينا بالفعل تنظيف الفوضى في مناسبتين منفصلتين.”

توقفت لتجميع أفكارها، ورفعت رأسها ونظرت باهتمام إلى انعكاسها. “ما رأيك في هذا؟”

خرجت شيرلي من الغرفة وعيناها تنظران بعصبية إلى دوغ الذي يرافقها. كانت فانا وموريس وراءهما، وعندما أُغلق الباب، ملأ الصمت المطبق غرفة القبطان. بقي في الغرفة دنكان وأليس وحمامة بدت وكأنها تأخذ قيلولة هادئة.

ومع اقتراب المحادثة من نهايتها، ترددت أصوات خطى في الممر الحجري الطويل لكاتدرائية كبيرة. ترددت الأصداء بشكل إيقاعي على الجدران القديمة كما لو أن كل خطوة تضرب طبقات من الرواسب التاريخية، وتستدعي أسرارًا من الماضي.

بدت أجاثا الجالسة على منضدة الزينة متفاجئة للحظات، وخضع تعبير وجهها لتحول طفيف. ترددت للحظة قبل أن تجيب، “لديك نقطة. ومع ذلك، تقع كاتدرائية الموت حاليًا في أبعد حدود الحضارة، وتبحر في مياه مجهولة. وقد لا يكونون في وضع يسمح لهم بالاهتمام بما يمكن أن يعتبروه “أمورًا شخصية”.”

شقت أجاثا، مرتدية ثوبًا أسودًا منسدلًا، طريقها عبر ممرات المتاهة في الكاتدرائية الكبرى. تردد صدى خطواتها بهدوء على الأرضية الحجرية، ولم يرافقها أي من الحاضرين، ولم يرافقها سوى ظلها. وعلى الرغم من غياب الحياة في شكلها الجسدي، إلا أنها تحركت بهدف. كانت مصابيح الغاز تومض بشكل متقطع على طول الجدران، وكانت الشمعدانات موضوعة في كوات صغيرة، وكان لهبها المرتجف يلقي رقصة متذبذبة من الظلال على الأرض.

رفعت الكاهنة العمياء رأسها، وعيناها محجبتان خلف غطاء، متناغمة مع كل دقيقة من الصوت والتحول في الهواء الذي يملأ الغرفة. يبدو أن “نظرتها” تفحص كل زاوية، وتستقر في النهاية على المرآة أمامها. إنها تعلم أن شيئًا ما خطأ، لكن ما عليه ظل بعيد المنال بشكل محير.

فقط عندما وصلت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بأمان، تراجعت رباطة جأش أجاثا أخيرًا. استندت إلى السطح الخشبي للباب، وأطلقت تنهيدة طويلة ومعبرة. من الناحية الفنية، لم تكن بحاجة إلى التنفس، لكن فعل التنهد كان من بقايا طبيعتها البشرية ذات يوم. تمسكت بهذه الإيماءة كوسيلة رمزية لإظهار أنها تخفض من حذرها، وهو جهد صغير لإبعاد نفسها عن أن تصبح مثل الجثة تمامًا.

رفعت الكاهنة العمياء رأسها، وعيناها محجبتان خلف غطاء، متناغمة مع كل دقيقة من الصوت والتحول في الهواء الذي يملأ الغرفة. يبدو أن “نظرتها” تفحص كل زاوية، وتستقر في النهاية على المرآة أمامها. إنها تعلم أن شيئًا ما خطأ، لكن ما عليه ظل بعيد المنال بشكل محير.

لقد ساهمت الأحداث الأخيرة في تخفيف أعبائها إلى حد ما. استعيد النظام داخل الكاتدرائية، واستأنفت الكنائس الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء الدولة المدينة عملياتها الطبيعية ببطء. بعد تدخل أسطول الضباب، استقر القانون والنظام في المدينة بوتيرة سريعة. ورغم استمرار التوزيع الفوضوي للموارد والعواقب الفوضوية للضحايا التي يتعين التعامل معها، فإن الوضع آخذ في التحسن. نجح أسطول الضباب في جلب تدفق من المهنيين المهرة في الإدارة الإدارية والحكم المحلي. عُين هؤلاء الأفراد في أدوار استراتيجية داخل قاعة المدينة، وكانوا يتأقلمون بسرعة ويبدأون في تخفيف النقص الحاد في القوى العاملة الذي ابتليت به الأقسام المختلفة.

في الحياة الماضية، كانت مثل هذه التحولات السريعة بمثابة أسوأ كابوس لفروست، ولكن في حالتها الحالية، فهذه تطورات إيجابية. شعرت أجاثا أنها تستطيع أخيرًا تحمل لحظة راحة بسيطة. قد لا تعاني الجثة من التعب الجسدي، لكن روحها لا تزال تتوق إلى الراحة.

بالإضافة إلى ذلك، كانت الجهود جارية لتقديم الأدميرال تيريان أبنومار، الرجل الذي من المقرر أن يكون الحاكم الجديد. كانت خطط دمج القوة البحرية المتبقية للدولة المدينة وأسطول الضباب في مراحلها الأولية أيضًا. وعلى الرغم من أن الحاكم الجديد لم يتولى مهامه رسميًا، إلا أن نفوذه ينتشر بسرعة في جميع أنحاء المدينة.

أخيرًا، كسرت أجاثا في الغرفة حالة السكون. “هل أنت هناك؟” كان صوتها مشوبًا بالفضول الحذر.

في الحياة الماضية، كانت مثل هذه التحولات السريعة بمثابة أسوأ كابوس لفروست، ولكن في حالتها الحالية، فهذه تطورات إيجابية. شعرت أجاثا أنها تستطيع أخيرًا تحمل لحظة راحة بسيطة. قد لا تعاني الجثة من التعب الجسدي، لكن روحها لا تزال تتوق إلى الراحة.

“ملكة فروست،” رددت أجاثا بهدوء، كما لو كانت تتحدث في الهواء. “يبدو أنني يجب أن ألفت انتباه القبطان إلى هذا.”

بقيت عند الباب لبضع دقائق أخرى، ثم هزت رأسها أخيرًا كما لو كانت لتبديد أفكارها. ثم سارت نحو طاولة الزينة واستقرت على الكرسي. وبينما تنظر إلى المرآة، حدق انعكاسها بها.

بقيت عند الباب لبضع دقائق أخرى، ثم هزت رأسها أخيرًا كما لو كانت لتبديد أفكارها. ثم سارت نحو طاولة الزينة واستقرت على الكرسي. وبينما تنظر إلى المرآة، حدق انعكاسها بها.

وفجأة، اجتاحها شعور مقلق – الإحساس الذي لا لبس فيه بالمراقبة. دارت عيناها حول الغرفة، ولكن لم يكن هناك أي وجود آخر، ولم تشعر بأي طاقات غير مألوفة.

“ليس فقط عن لاهيم، بل عن كل العواهل،”استلقى دنكان على كرسيه، وعضلات وجهه تنقبض في تعبير تأملي. بدأ قائلًا، “لقد كنت أفكر في دورهم الحقيقي، وارتباطهم الحقيقي بعالمنا.”

لكن هذا الشعور الغريب لم يكن متصورًا.

لقد ساهمت الأحداث الأخيرة في تخفيف أعبائها إلى حد ما. استعيد النظام داخل الكاتدرائية، واستأنفت الكنائس الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء الدولة المدينة عملياتها الطبيعية ببطء. بعد تدخل أسطول الضباب، استقر القانون والنظام في المدينة بوتيرة سريعة. ورغم استمرار التوزيع الفوضوي للموارد والعواقب الفوضوية للضحايا التي يتعين التعامل معها، فإن الوضع آخذ في التحسن. نجح أسطول الضباب في جلب تدفق من المهنيين المهرة في الإدارة الإدارية والحكم المحلي. عُين هؤلاء الأفراد في أدوار استراتيجية داخل قاعة المدينة، وكانوا يتأقلمون بسرعة ويبدأون في تخفيف النقص الحاد في القوى العاملة الذي ابتليت به الأقسام المختلفة.

رفعت الكاهنة العمياء رأسها، وعيناها محجبتان خلف غطاء، متناغمة مع كل دقيقة من الصوت والتحول في الهواء الذي يملأ الغرفة. يبدو أن “نظرتها” تفحص كل زاوية، وتستقر في النهاية على المرآة أمامها. إنها تعلم أن شيئًا ما خطأ، لكن ما عليه ظل بعيد المنال بشكل محير.

لاحت أثاثات الغرفة الجامدة في الأفق مثل شخصيات غامضة في رؤيتها المحدودة، ينضح كل منها بجو من البرودة وكأن شواهد القبور تحيط بها في مقبرة.

“أنا أتفق مع مشاعرك؛ يجب أن نبلغ القبطان. بناءً على ما أستطيع رؤيته، فهو يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع المرايا وقد يقدم رؤى قيمة حول هذا اللغز،” قالت أخيرًا، في ختام مداولاتهما المشتركة.

ثم، في لحظة، تبخر الإحساس المزعج بالمراقبة.

“أنا أتفق مع مشاعرك؛ يجب أن نبلغ القبطان. بناءً على ما أستطيع رؤيته، فهو يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع المرايا وقد يقدم رؤى قيمة حول هذا اللغز،” قالت أخيرًا، في ختام مداولاتهما المشتركة.

في المرآة، يبدو أن عينا الشخص قد حولتا نظرتهما. ترددت أجاثا، الجالسة أمام منضدة الزينة. شاعرةً بشيء غير عادي، مددت ذراعها بحذر نحو المرآة. عندما تلامست أصابعها، قوبلت بسطح الزجاج البارد والصلب.

قام الشخص الموجود في المرآة بتقليد تصرفاتها بعد لحظة بدت وكأنها أبدية، ورفع ذراعه بحذر ومد أصابعه نحو أصابع أجاثا.

وميض من الضوء الأخضر، يشبه لهبًا صغيرًا، اشتعل في عيني أجاثا داخل المرآة.

عندما التقت أطراف أصابعهما على ما يبدو، ظهرت لمسة غير متوقعة من الدفء من خلال الإحساس البارد. في تلك اللحظة القصيرة، اخترق مجال رؤية أجاثا المظلم والمضطرب من خلال أنماط جديدة من الضوء والظل – وهو مخطط دقيق ومتوهج يتجسد فجأة داخل المرآة الخاملة.

استوعب دنكان الكلمات لكنه لم يتفاعل على الفور. وبعد بعض التفكير، تحدث أخيرًا، “عندما يفكر دوغ في شيء ما، يدخل في مجال رؤية لاهيم. على مر التاريخ، كانت هناك حالات وجد فيها الأفراد أنفسهم فجأة “مباركين من العواهل”، وتغيرت حياتهم بشكل كبير، مما جعلهم قنوات للعواهل الأربع. هل يمكن أن يكون هؤلاء العواهل قد أنشأوا نوعًا من نظام “المراقبة” أو “المسح” على البشر؟ ومن خلال أفكار أو نقاط محورية معينة، يقومون بقياس الحالة التشغيلية لعالمنا. وهذا يعني أن مشاركتهم في عالمنا وفهمهم له هو في الواقع غير مباشر ومحدود تمامًا.”

ظل كلا الإصدارين من أجاثا صامتين، ويواجهان بعضهما البعض من خلال المرآة. ساد هدوء ملموس الغرفة.

بدعم الأخ DevinX

أخيرًا، كسرت أجاثا في الغرفة حالة السكون. “هل أنت هناك؟” كان صوتها مشوبًا بالفضول الحذر.

“نعم،” جاء صوت بدا وكأنه يتجاوز الهواء، وينتقل مباشرة إلى أفكارها. “أنا هنا.”

“نعم،” جاء صوت بدا وكأنه يتجاوز الهواء، وينتقل مباشرة إلى أفكارها. “أنا هنا.”

“متى…متى ظهرت؟”

بعد لحظة، رفعت رأسها لتلتقي بنظرة انعكاسها عبر المرآة. “هذا المفتاح… هل كان بمثابة وعاء لروحك؟ ثم اُستخدم هذا الاتصال لتحويلك إلى -” ترددت، وهي تتصارع من أجل الكلمات الصحيحة للتعبير عن حالتها الحالية.

أجاب الصوت في رأسها بهدوء، “منذ اللحظة التي استلمت فيها هذا المفتاح، كنت هناك.”

في الحياة الماضية، كانت مثل هذه التحولات السريعة بمثابة أسوأ كابوس لفروست، ولكن في حالتها الحالية، فهذه تطورات إيجابية. شعرت أجاثا أنها تستطيع أخيرًا تحمل لحظة راحة بسيطة. قد لا تعاني الجثة من التعب الجسدي، لكن روحها لا تزال تتوق إلى الراحة.

استغرقت أجاثا لحظة لمعالجة هذا. كان الإحساس غريبًا. وبينما تعلم أن الصوت في ذهنها هو صوتها بشكل لا لبس فيه، وهو محمّل بالمشاعر الخفية التي تتوقعها من خطابها، فقد شعرت أيضًا أنها كانت منخرطة في حوار مع كيان منفصل. لم يكن هذا من نسج خيالها ولا مظهرًا من مظاهر اضطراب الهوية الانفصامية؛ لقد كان شيئًا آخر تمامًا.

بالإضافة إلى ذلك، كانت الجهود جارية لتقديم الأدميرال تيريان أبنومار، الرجل الذي من المقرر أن يكون الحاكم الجديد. كانت خطط دمج القوة البحرية المتبقية للدولة المدينة وأسطول الضباب في مراحلها الأولية أيضًا. وعلى الرغم من أن الحاكم الجديد لم يتولى مهامه رسميًا، إلا أن نفوذه ينتشر بسرعة في جميع أنحاء المدينة.

ردد انعكاس أفكارها في المرآة أفكارها، “أمر لا يصدق، قد يظن المرء أن هذا يشبه أعراض اضطراب الهوية الانفصامية، لكن كلانا يعلم أن الأمر ليس كذلك.”

فقط عندما وصلت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بأمان، تراجعت رباطة جأش أجاثا أخيرًا. استندت إلى السطح الخشبي للباب، وأطلقت تنهيدة طويلة ومعبرة. من الناحية الفنية، لم تكن بحاجة إلى التنفس، لكن فعل التنهد كان من بقايا طبيعتها البشرية ذات يوم. تمسكت بهذه الإيماءة كوسيلة رمزية لإظهار أنها تخفض من حذرها، وهو جهد صغير لإبعاد نفسها عن أن تصبح مثل الجثة تمامًا.

قالت أجاثا متأملة، “حتى الأطباء النفسيين الأكثر مهارة في الدولة المدينة سيشعرون بالحيرة من هذا الوضع.”

رفعت الكاهنة العمياء رأسها، وعيناها محجبتان خلف غطاء، متناغمة مع كل دقيقة من الصوت والتحول في الهواء الذي يملأ الغرفة. يبدو أن “نظرتها” تفحص كل زاوية، وتستقر في النهاية على المرآة أمامها. إنها تعلم أن شيئًا ما خطأ، لكن ما عليه ظل بعيد المنال بشكل محير.

“دعينا لا نضيف إلى مشاكل الأطباء النفسيين في الدولة المدينة. لديهم ما يكفي من التحديات كما هي.”

“متى…متى ظهرت؟”

رفعت أجاثا يدها لتدليك صدغيها. كانت تجربة التحدث إلى ما يبدو أنه “ذات أخرى” محيرة. طوال حديثهما، حاربت وهمًا مزعجًا، عدم القدرة المتزايدة على التمييز بين النسخة “الحقيقية” منها. على الرغم من أنها لا تعاني من التشتت الإدراكي الفعلي، إلا أنها شعرت بأنها مضطرة للتوقف وجمع أفكارها.

استغرقت أجاثا لحظة لمعالجة هذا. كان الإحساس غريبًا. وبينما تعلم أن الصوت في ذهنها هو صوتها بشكل لا لبس فيه، وهو محمّل بالمشاعر الخفية التي تتوقعها من خطابها، فقد شعرت أيضًا أنها كانت منخرطة في حوار مع كيان منفصل. لم يكن هذا من نسج خيالها ولا مظهرًا من مظاهر اضطراب الهوية الانفصامية؛ لقد كان شيئًا آخر تمامًا.

بعد لحظة، رفعت رأسها لتلتقي بنظرة انعكاسها عبر المرآة. “هذا المفتاح… هل كان بمثابة وعاء لروحك؟ ثم اُستخدم هذا الاتصال لتحويلك إلى -” ترددت، وهي تتصارع من أجل الكلمات الصحيحة للتعبير عن حالتها الحالية.

رفعت أجاثا يدها لتدليك صدغيها. كانت تجربة التحدث إلى ما يبدو أنه “ذات أخرى” محيرة. طوال حديثهما، حاربت وهمًا مزعجًا، عدم القدرة المتزايدة على التمييز بين النسخة “الحقيقية” منها. على الرغم من أنها لا تعاني من التشتت الإدراكي الفعلي، إلا أنها شعرت بأنها مضطرة للتوقف وجمع أفكارها.

الكيان الذي يعكسها عن كثب – هل هو من نسج خيالها، أو إسقاطًا لأفكارها الخاصة، أو ربما شيئًا ملموسًا أكثر؟

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

لقد تُرك كلاهما يفكران في هذا اللغز، وكلاهما غير متأكد من حدود وجودهما الغامض والمترابط.

استغرقت أجاثا المرآة لحظة للتفكير، ويبدو أن كلا الجانبين مرتبطان بتيار من الأفكار المشتركة، وتردد صدى حالتهما العقلية والعاطفية في السطح العاكس الذي يفصل بينهما.

“لست متأكدة،” اعترف الصوت داخل رأس أجاثا. “ليس لدي أي فكرة عما إذا كان لدي روح أو أي فهم لكيفية عمل هذه العملية. أنا أيضًا غير واضحة بشأن كيف كان لهذا المفتاح دور فعال في تحقيق كل هذا. لفترة طويلة، كان وعيي يكتنفه الاضطراب؛ لقد استعدت بعض مظاهر الوضوح فقط في اليومين الماضيين.”

يبدو أن رأس الماعز يأخذ هذا بعين الاعتبار. “إن العديد من المدارس الفكرية تصورهم في كتبهم المقدسة على أنهم مهندسو نظام عالمنا وأمناؤه. على العكس من ذلك، ينظر إليهم بعض الهراطقة على أنهم مشوهون للواقع، مدعين أنهم اغتصبوا الفضل في نشأة العالم. عثر موريس على منظور مثير للاهتمام في “كتاب التجديف” ذاك. ويشير ذلك إلى أن عواهلنا الحاليين قد يكونون في الواقع “الملوك المهجورين” المذكورين في النصوص القديمة. ربما تكون كل هذه النظريات معيبة، لكن يمكن أن تحتوي كل واحدة منها على جزء من الحقيقة.”

توقف الصوت لفترة وجيزة، كما لو كان يقوم بفرز أجزاء غير مكتملة من الفهم، قبل أن يضيف، “بقدر ما أستطيع التأكد، يبدو أن المفتاح يتمتع بقدرة فريدة على تخزين ونقل الذكريات. ولكن بالنسبة للتعقيدات والنطاق الكامل لقدراتها، فإن ملكة فروست نفسها فقط هي التي قد تكون مطلعة على هذه المعرفة.”

يبدو أن رأس الماعز يأخذ هذا بعين الاعتبار. “إن العديد من المدارس الفكرية تصورهم في كتبهم المقدسة على أنهم مهندسو نظام عالمنا وأمناؤه. على العكس من ذلك، ينظر إليهم بعض الهراطقة على أنهم مشوهون للواقع، مدعين أنهم اغتصبوا الفضل في نشأة العالم. عثر موريس على منظور مثير للاهتمام في “كتاب التجديف” ذاك. ويشير ذلك إلى أن عواهلنا الحاليين قد يكونون في الواقع “الملوك المهجورين” المذكورين في النصوص القديمة. ربما تكون كل هذه النظريات معيبة، لكن يمكن أن تحتوي كل واحدة منها على جزء من الحقيقة.”

“ملكة فروست،” رددت أجاثا بهدوء، كما لو كانت تتحدث في الهواء. “يبدو أنني يجب أن ألفت انتباه القبطان إلى هذا.”

“التبجيل يعيق “الفهم”. ليس لدي أي رغبة في تبجيلهم. أهدف إلى فهمهم،” أعلن دنكان بهدوء. “خصوصًا أنه علينا بالفعل تنظيف الفوضى في مناسبتين منفصلتين.”

“ولكن ألا ينبغي أن يكون مسار عملنا الأول هو إبلاغ كاتدرائية الموت العليا بهذا؟” ذكّرتها أجاثا المرآة بلطف.

في الحياة الماضية، كانت مثل هذه التحولات السريعة بمثابة أسوأ كابوس لفروست، ولكن في حالتها الحالية، فهذه تطورات إيجابية. شعرت أجاثا أنها تستطيع أخيرًا تحمل لحظة راحة بسيطة. قد لا تعاني الجثة من التعب الجسدي، لكن روحها لا تزال تتوق إلى الراحة.

بدت أجاثا الجالسة على منضدة الزينة متفاجئة للحظات، وخضع تعبير وجهها لتحول طفيف. ترددت للحظة قبل أن تجيب، “لديك نقطة. ومع ذلك، تقع كاتدرائية الموت حاليًا في أبعد حدود الحضارة، وتبحر في مياه مجهولة. وقد لا يكونون في وضع يسمح لهم بالاهتمام بما يمكن أن يعتبروه “أمورًا شخصية”.”

خرجت شيرلي من الغرفة وعيناها تنظران بعصبية إلى دوغ الذي يرافقها. كانت فانا وموريس وراءهما، وعندما أُغلق الباب، ملأ الصمت المطبق غرفة القبطان. بقي في الغرفة دنكان وأليس وحمامة بدت وكأنها تأخذ قيلولة هادئة.

توقفت لتجميع أفكارها، ورفعت رأسها ونظرت باهتمام إلى انعكاسها. “ما رأيك في هذا؟”

لقد تُرك كلاهما يفكران في هذا اللغز، وكلاهما غير متأكد من حدود وجودهما الغامض والمترابط.

استغرقت أجاثا المرآة لحظة للتفكير، ويبدو أن كلا الجانبين مرتبطان بتيار من الأفكار المشتركة، وتردد صدى حالتهما العقلية والعاطفية في السطح العاكس الذي يفصل بينهما.

يبدو أن رأس الماعز يأخذ هذا بعين الاعتبار. “إن العديد من المدارس الفكرية تصورهم في كتبهم المقدسة على أنهم مهندسو نظام عالمنا وأمناؤه. على العكس من ذلك، ينظر إليهم بعض الهراطقة على أنهم مشوهون للواقع، مدعين أنهم اغتصبوا الفضل في نشأة العالم. عثر موريس على منظور مثير للاهتمام في “كتاب التجديف” ذاك. ويشير ذلك إلى أن عواهلنا الحاليين قد يكونون في الواقع “الملوك المهجورين” المذكورين في النصوص القديمة. ربما تكون كل هذه النظريات معيبة، لكن يمكن أن تحتوي كل واحدة منها على جزء من الحقيقة.”

وميض من الضوء الأخضر، يشبه لهبًا صغيرًا، اشتعل في عيني أجاثا داخل المرآة.

ظل كلا الإصدارين من أجاثا صامتين، ويواجهان بعضهما البعض من خلال المرآة. ساد هدوء ملموس الغرفة.

“أنا أتفق مع مشاعرك؛ يجب أن نبلغ القبطان. بناءً على ما أستطيع رؤيته، فهو يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع المرايا وقد يقدم رؤى قيمة حول هذا اللغز،” قالت أخيرًا، في ختام مداولاتهما المشتركة.

أخيرًا، كسرت أجاثا في الغرفة حالة السكون. “هل أنت هناك؟” كان صوتها مشوبًا بالفضول الحذر.


بدعم الأخ DevinX

توقف الصوت لفترة وجيزة، كما لو كان يقوم بفرز أجزاء غير مكتملة من الفهم، قبل أن يضيف، “بقدر ما أستطيع التأكد، يبدو أن المفتاح يتمتع بقدرة فريدة على تخزين ونقل الذكريات. ولكن بالنسبة للتعقيدات والنطاق الكامل لقدراتها، فإن ملكة فروست نفسها فقط هي التي قد تكون مطلعة على هذه المعرفة.”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

لقد تُرك كلاهما يفكران في هذا اللغز، وكلاهما غير متأكد من حدود وجودهما الغامض والمترابط.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

بعد لحظة من التأمل، أضافت شخصية رأس الماعز، “لكن شخصيًا، أجد العواهل غير مهمين إلى حد ما. لا يبدو أنهم قد أدخلوا تحسينات كبيرة على عالمنا ولم يطلقوا العنان لأحداث كارثية.”

استمع دنكان لكنه دحض عرضًا قائلًا، “بالنسبة للغالبية العظمى من الناس الذين يعيشون في عالمنا، فإن الحماية السماوية واضحة. هذه العناية السماوية تسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة، والاستمرار في التقدم.”

“البقاء على قيد الحياة – نعم، إنه الحفاظ على الوضع الحالي،” أجاب رأس الماعز ببطء. “إنها مثل حالة فروست التي استمرت طوال الخمسين عامًا الماضية. وقبل أن يتحطم هذا التوازن، لم يكن أحد على علم بالمصائب التي تلوح في الأفق والمخبأة تحت السطح. لكن على الأقل كان الناس على قيد الحياة.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط