الفصل 397 - ليلة تساقط بها المطر (6)
الفصل 397 – ليلة تساقط بها المطر (6)
“….”
تيارَتْ جسدي في كلّ اتجاه.
ضحكتُ سخريةً. أو ربما مجرد هواءٍ خرج من رئتيّ.
رفعتُ الكرسي وضربتُ به خمس مرات، عشر مرات، عشرات المرات.
0
لم يكن لذلك اتجاهٌ مُحدد. ما كنتُ أفعله مجرد حركاتٍ عشوائيةٍ لتحطيم أي شيء. كان الكرسي مناسباً. صُنع من خشب راقٍ، وكان متيناً. بدا أنه لن يتحطم ولو ضربته مئات المرات. لكن ما هذا؟ لم يستطع الكرسي تحمّل سوى عشرين ضربة قبل أن يتكسّر.
انتشر خبر رفض مشروع إلغاء العبودية بسرعة.
أي شيء مهما كان، كان يتحطم بسهولة.
‘نقبل اعتذارك، لكن لا يمكننا زيارة القصر الإمبراطوري’.
مددتُ يدي. كانت هناك سيوف طويلة مُعلَّقة كزينة على الجدار. سحبتُ إحداها وضربتُ بها بعشوائية في كلّ اتجاه. كل ما له حياة ماتَ بسهولة. وكل ما ليس له حياة تحطّم بسرعة.
ابتسمتُ بشكلٍ خافت.
تمزّق السرير وتناثر الريش الأبيض.
نظرتُ مباشرةً إلى عيني بايمون.
هطل الريش من السماء، الكثير من الريش.
“كانت مجرد ذريعة منذ البداية”.
سمعتُ صوتَ دويّ. السيف انزلق من يدي اليمنى فجأةً. وفي ذات اللحظة، تلاشت القوّة من ركبتيّ. ركعتُ على الأرض مثل دمية انقطعت خيوطها. لمس الريش وجهي وصدري وكفّي.
“عندها سيركّز أمراء الشياطين على شراء وتجميع العبيد البشر. حتى لو حُرّر الشياطين، فسيسقط البشر إلى الهاوية. هل ما زال هذا مقبولاً؟”
“….”
“دانتاليان، نحن لسنا مؤرخين يراقبون التاريخ ببطء، بل نحن أولئك الذين يحملون هذا التاريخ على أكتافهم. حتى لو كانت خطوةً واحدةً، فهي الخطوة الوحيدة التي يمكننا أن نتخذها. لأنه لن يتحرك أحد سوانا…”
خلال تلك الريشة البيضاء التي حجبت رؤيتي، شاهدتُ شخصاً يتمايل. عندما توقفتُ عن الهياج، هبطت الريش ببطء على الأرض. كانت دايزي واقفةً هناك، بملابسها السوداء، وشعرها الأسود، وعينيها ذات اللون الأسود العميق كالبئر.
“يجب أن أقتل المزيد. يجب عليّ قتل المزيد”.
“لا تقلي لي كلمةً واحدةً. لا تقلي لي أي كلمة.”
“ما هي المكافأة التي تقصدها؟”
اقتربت دايزي منّي ببطء.
“يا إلهي، دانتاليان؟”
أمسكتُ السيف من الأرض مجدداً بقوّة. كنتُ سأطعن قلب دايزي لو تفوّهت بأي هذيان. هذه أفكارٌ غير عقلانية، لكنني كنتُ غير عقلاني الآن. لم تكن دايزي قادرةً على مقاومتي على الرغم من أنها كادت تصل إلى مرتبة المحارب. قولي أي كلامٍ عابر. سأقتلك في لمح البصر…
ترى ما الذي يمكن أن يفعل دانتاليان للأمراء؟ هل سيقوم بـ:
سمعتُ صوتَ ضربةٍ خفيفةٍ مُسلِّية.
2- التعاون مع الأمراء؟
كانت دايزي تحمل قارورةَ خمرٍ. لقد فتحت سدادة قارورة النبيذ. اقتربت مني وأمالت القارورة فوق رأسي ثم قلبتها. بالطبع، سكب النبيذ الأحمر فوق رأسي.
4- شيء آخر لا نعلمه؟
تدفّق النبيذ على شعري وذقني.
لم يكن لذلك اتجاهٌ مُحدد. ما كنتُ أفعله مجرد حركاتٍ عشوائيةٍ لتحطيم أي شيء. كان الكرسي مناسباً. صُنع من خشب راقٍ، وكان متيناً. بدا أنه لن يتحطم ولو ضربته مئات المرات. لكن ما هذا؟ لم يستطع الكرسي تحمّل سوى عشرين ضربة قبل أن يتكسّر.
لطّخ السائل الأحمر وجهي وملابسي وأرضية الغرفة. اخترق النبيذ أيضاً الريش الأبيض المتناثر على الأرض. طوال ذلك الوقت، نظرت إليّ دايزي بعينيها اللامباليتين.
سمعتُ صوتَ دويّ. السيف انزلق من يدي اليمنى فجأةً. وفي ذات اللحظة، تلاشت القوّة من ركبتيّ. ركعتُ على الأرض مثل دمية انقطعت خيوطها. لمس الريش وجهي وصدري وكفّي.
في لمح البصر، فُرِغَت القارورة. ذهبت دايزي إلى خزانة الخمور في زاوية الغرفة وأخذت قارورة نبيذ أخرى. سمعتُ صوت فتح السدادة مرة أخرى، ثم سكبت المزيد من الخمر فوق رأسي.
‘إذا عقدت الاجتماع في قصرك بدلاً من قصر هابسبورغ الإمبراطوري، فإنني سأوافق بكل سرور’.
مرة، مرتين، ثلاث، أربع.
كان الأمراء مشكّكين. كأنهم يتساءلون: ما الذي يخطط له مرة أخرى؟ هل سيجمعنا معًا ثم يبيدنا كما فعل في احتفال رأس السنة؟ ربما يمكن الوثوق بأسياد شياطين آخرين، ولكن ليس دانتاليان. هذا ما كان يفكر به الأمراء بالتأكيد.
واصلت حتى أفرغت ما يقرب من عشر قوارير قبل أن تتوقف. كانت أرضية الغرفة مبللةً بالأحمر.
0
“هل هدأ ذهنك قليلاً الآن، سيدي؟”
0
“….”
0
“كمية الدم الذي نزفتُه أثناء عملية غرس شعار العبد كانت تقريبًا بهذا القدر”.
“ما الذي حدث؟ ماذا..”
ضحكتُ سخريةً. أو ربما مجرد هواءٍ خرج من رئتيّ.
“دانتاليان، نحن لسنا مؤرخين يراقبون التاريخ ببطء، بل نحن أولئك الذين يحملون هذا التاريخ على أكتافهم. حتى لو كانت خطوةً واحدةً، فهي الخطوة الوحيدة التي يمكننا أن نتخذها. لأنه لن يتحرك أحد سوانا…”
“كان أقل من ثلث هذا”.
حينها، اقترح أمير الشياطين في جهنم الأفاعي شيءًا:
“عادةً ما تضاعف سيادتكم الأشياء الواحدة إلى عشرة أضعاف، لكنني لو بالغتُ ثلاثة أضعاف فقط فلن يكون ذلك كذبًا”.
“!…”
أخرجتُ منديلاً من جيبي. كان المنديل مبللاً تمامًا بالخمر. فأعطتني دايزي منديلاً أبيض. أخذتُه ومسحتُ وجهي وهمستُ:
مددتُ يدي. كانت هناك سيوف طويلة مُعلَّقة كزينة على الجدار. سحبتُ إحداها وضربتُ بها بعشوائية في كلّ اتجاه. كل ما له حياة ماتَ بسهولة. وكل ما ليس له حياة تحطّم بسرعة.
“يجب أن أقتل المزيد. يجب عليّ قتل المزيد”.
لم يكن لذلك اتجاهٌ مُحدد. ما كنتُ أفعله مجرد حركاتٍ عشوائيةٍ لتحطيم أي شيء. كان الكرسي مناسباً. صُنع من خشب راقٍ، وكان متيناً. بدا أنه لن يتحطم ولو ضربته مئات المرات. لكن ما هذا؟ لم يستطع الكرسي تحمّل سوى عشرين ضربة قبل أن يتكسّر.
بردَ رأسي.
بعد إزالة كل الصيغ المجاملة، كان المضمون كالتالي:
أدركتُ ما يجب عليّ فعله. وكيف يجب عليّ القيام بذلك. كان كل شيء واضحًا أمامي. مُرسومًا بدقة. في الأوقات العادية، لربما ناقشتُ لابيس حول ثغرات خطتي. لكن هذه المرة، كان كل شيء واضحًا إلى الحد الذي لا يتطلب أي مشاورات.
كانت بايمون هي الأكثر ألمًا لفشل مشروع إلغاء العبودية. بالنسبة لي، لم يكن لي أي اهتمام حقيقي سواءً أُلغيت العبودية أم لا. لقد وافقتُ على المضي قدمًا فيها لأنني قررتُ حمل قناعات بايمون بدلاً مني.
سأحكم بنفسي تمامًا في هذا.
تمزّق السرير وتناثر الريش الأبيض.
“دايزي، استدعِ بايمون”.
سأحكم بنفسي تمامًا في هذا.
“حسنًا، سيدي”.
مرة، مرتين، ثلاث، أربع.
انصاعت دايزي للأمر دون أدنى شك. انتظرتُ على السرير الممزّق وسط الفوضى حتى تأتي بايمون.
لا بد أن الأمراء شعروا بالارتباك. بعد أن هددتهم بقوة، كانوا مقتنعين تمامًا بأن المشروع سيمر. كانوا يريدون معرفة ما الذي يحدث بالضبط.
بعد مرور نحو عشرين دقيقة، دخلت بايمون غرفتي. كانت لا تزال ترتدي ملابس نومها، ربما كانت نائمةً عندما استدعيتُها.
“يجب أن أقتل المزيد. يجب عليّ قتل المزيد”.
“يا إلهي، دانتاليان؟”
“هل هدأ ذهنك قليلاً الآن، سيدي؟”
مجرد دخولها صرخت بايمون رعبًا. كانت جميع الأثاث محطّمة، والأرضية مغطاة بشظايا الخزف والريش والخمر المنسكبة. لا عجب أنها فُزعت.
مجرد دخولها صرخت بايمون رعبًا. كانت جميع الأثاث محطّمة، والأرضية مغطاة بشظايا الخزف والريش والخمر المنسكبة. لا عجب أنها فُزعت.
“ما الذي حدث؟ ماذا..”
“ما الذي حدث؟ ماذا..”
“خانتني بارباتوس”.
انصاعت دايزي للأمر دون أدنى شك. انتظرتُ على السرير الممزّق وسط الفوضى حتى تأتي بايمون.
ابتسمتُ بشكلٍ خافت.
انصاعت دايزي للأمر دون أدنى شك. انتظرتُ على السرير الممزّق وسط الفوضى حتى تأتي بايمون.
“نعم، خانتني بارباتوس”.
قالت بايمون بنبرةٍ مرحة، ربما متظاهرةً بالمرح.
“….”
‘إذا عقدت الاجتماع في قصرك بدلاً من قصر هابسبورغ الإمبراطوري، فإنني سأوافق بكل سرور’.
ما الذي رأته بايمون على وجهي؟
“يمكننا حظر العبيد البشر بشكل غير رسمي حتى لو سُمح بهم رسميًا”.
أغلقت بايمون فمها واقتربت منّي. جلست عند طرف السرير ثم أحاطتني بايمون بعنايةٍ بذراعيها.
“في الآونة الأخيرة، استولى السيد الشيطان دانتاليان على معظم سلطة جيش الأسياد الشياطين. أظهرت بارباتوس استياءها من تصرفات دانتاليان هذه، وانتهى بهما الأمر إلى مواجهة…” تقريبًا هكذا كانت الإشاعة.
“لا تقلق، دانتاليان. بارباتوس فقط لديها معتقدات مختلفة. معتقدات معاكسة تمامًا لنا.. معتقدات لن تتخلى عنها أبدًا. نعم، بارباتوس هي ذلك النوع من أسياد الشياطين”.
انتشر خبر رفض مشروع إلغاء العبودية بسرعة.
“بايمون….”
“الصبية تعلم أن العالم لن يتغير دفعةً واحدةً. حتى لو بدا أنه تغيّر فجأة، إلا أنه إذا أمعنا النظر، سنجد اللانهاية من الإصلاحات والتضحيات المخفيّة وراء ذلك”.
“ههه، ربما يجب أن نتراجع خطوةً واحدةً”.
بعد إزالة كل الصيغ المجاملة، كان المضمون كالتالي:
قالت بايمون بنبرةٍ مرحة، ربما متظاهرةً بالمرح.
“عندها سيركّز أمراء الشياطين على شراء وتجميع العبيد البشر. حتى لو حُرّر الشياطين، فسيسقط البشر إلى الهاوية. هل ما زال هذا مقبولاً؟”
كانت بايمون هي الأكثر ألمًا لفشل مشروع إلغاء العبودية. بالنسبة لي، لم يكن لي أي اهتمام حقيقي سواءً أُلغيت العبودية أم لا. لقد وافقتُ على المضي قدمًا فيها لأنني قررتُ حمل قناعات بايمون بدلاً مني.
سأحكم بنفسي تمامًا في هذا.
“يمكن تأجيل تحرير العبيد البشر قليلاً. لو قدمنا الاقتراح مرة أخرى بشروط أكثر مرونةً، مثل تحرير الشياطين فقط، فسيمر بالتأكيد في مهرجان فالبورغس القادم”.
قالت بايمون بنبرةٍ مرحة، ربما متظاهرةً بالمرح.
“لكن يا بايمون.. هل سيكون هذا مقبولاً؟”
“خانتني بارباتوس”.
ضممتُ وجهي إلى صدر بايمون وهمستُ:
“كان أقل من ثلث هذا”.
“عندها سيركّز أمراء الشياطين على شراء وتجميع العبيد البشر. حتى لو حُرّر الشياطين، فسيسقط البشر إلى الهاوية. هل ما زال هذا مقبولاً؟”
0
“لا.. لن يكون مقبولاً بالطبع”.
“لكنه سيكون أفضل بكثير من بقاء العبودية كما هي”.
أجابت بايمون بنبرةٍ مكتومةٍ كأنها تكبح شيئًا ما.
“كانت مجرد ذريعة منذ البداية”.
“لكنه سيكون أفضل بكثير من بقاء العبودية كما هي”.
0
“….”
أمسكتُ السيف من الأرض مجدداً بقوّة. كنتُ سأطعن قلب دايزي لو تفوّهت بأي هذيان. هذه أفكارٌ غير عقلانية، لكنني كنتُ غير عقلاني الآن. لم تكن دايزي قادرةً على مقاومتي على الرغم من أنها كادت تصل إلى مرتبة المحارب. قولي أي كلامٍ عابر. سأقتلك في لمح البصر…
“الصبية تعلم أن العالم لن يتغير دفعةً واحدةً. حتى لو بدا أنه تغيّر فجأة، إلا أنه إذا أمعنا النظر، سنجد اللانهاية من الإصلاحات والتضحيات المخفيّة وراء ذلك”.
وفي تلك الأثناء، انتشرت إشاعة عن تصادم كبير بيني وبين بارباتوس.
قبّلت بايمون جبيني بلطف.
توقع بعض الأمراء أنني سأرفض.
تلاقت أعيننا. كانت بايمون تبكي، لكن ابتسامةً علقت على شفتيها. ابتسامة حزينةً فوق كل شيء.
وافق الأمراء الآخرون على هذا الاقتراح. بعبارة أخرى، طلبوا مني أن آتي إلى العالم السفلي بدلاً من أن يأتوا هم إلى القارة. في هذا تلميحٌ ضمني بأنني يجب أن أُظهر هذا القدر من حسن النية إذا كنت جادًا في اعتذاري.
“دانتاليان، نحن لسنا مؤرخين يراقبون التاريخ ببطء، بل نحن أولئك الذين يحملون هذا التاريخ على أكتافهم. حتى لو كانت خطوةً واحدةً، فهي الخطوة الوحيدة التي يمكننا أن نتخذها. لأنه لن يتحرك أحد سوانا…”
‘إذا عقدت الاجتماع في قصرك بدلاً من قصر هابسبورغ الإمبراطوري، فإنني سأوافق بكل سرور’.
“إقناع الأمراء هو خيارٌ آخرٌ”.
اقتربت دايزي منّي ببطء.
نظرتُ مباشرةً إلى عيني بايمون.
هطل الريش من السماء، الكثير من الريش.
“يمكننا حظر العبيد البشر بشكل غير رسمي حتى لو سُمح بهم رسميًا”.
انتشر خبر رفض مشروع إلغاء العبودية بسرعة.
“كيف؟”
“الأراضي الستة التي صادرناها من الأسياد خلال التطهير الأخير. سنوزّعها على الأمراء”.
“بايمون، أنا الآن على استعداد لخوض معركة مباشرة مع الأمراء. على أية حال، ستتقلص قوتهم بسرعة إذا مُنع العبيد الشياطين. لذا يجب مكافأتهم مقابل ذلك”.
وافق الأمراء الآخرون على هذا الاقتراح. بعبارة أخرى، طلبوا مني أن آتي إلى العالم السفلي بدلاً من أن يأتوا هم إلى القارة. في هذا تلميحٌ ضمني بأنني يجب أن أُظهر هذا القدر من حسن النية إذا كنت جادًا في اعتذاري.
هزت بايمون رأسها قليلاً.
الفصل 397 – ليلة تساقط بها المطر (6)
“ما هي المكافأة التي تقصدها؟”
“الصبية تعلم أن العالم لن يتغير دفعةً واحدةً. حتى لو بدا أنه تغيّر فجأة، إلا أنه إذا أمعنا النظر، سنجد اللانهاية من الإصلاحات والتضحيات المخفيّة وراء ذلك”.
“الأراضي الستة التي صادرناها من الأسياد خلال التطهير الأخير. سنوزّعها على الأمراء”.
“هل هدأ ذهنك قليلاً الآن، سيدي؟”
“!…”
2- التعاون مع الأمراء؟
اتسعت حدقتا بايمون.
ضحكتُ سخريةً. أو ربما مجرد هواءٍ خرج من رئتيّ.
خلال التطهير الأخير، أُزيل ستة أسياد شياطين وأحد عشر أميرًا. كان الأسياد الستة يمتلكون بالطبع أراضٍ في القارة. حاليًا، عادت تلك الأراضي إلى إمبراطورية هابسبورغ.
سأتي مع بايمون، وليس بمفردي.
“لكن.. لكن يا دانتاليان، إذا فعلنا ذلك ستذداد قوة الأمراء بشكل كبير. الهدف من مشروع إلغاء العبودية هو إضعاف الأمراء أصلاً، لكن بهذه الطريقة سنحقق العكس!”
أمسكتُ السيف من الأرض مجدداً بقوّة. كنتُ سأطعن قلب دايزي لو تفوّهت بأي هذيان. هذه أفكارٌ غير عقلانية، لكنني كنتُ غير عقلاني الآن. لم تكن دايزي قادرةً على مقاومتي على الرغم من أنها كادت تصل إلى مرتبة المحارب. قولي أي كلامٍ عابر. سأقتلك في لمح البصر…
“كانت مجرد ذريعة منذ البداية”.
ومع ذلك، من وجهة نظر أمراء الشياطين، كان من الصعب تصديق الإشاعة بسهولة.
قلتُ بحزم.
“بايمون، أنا الآن على استعداد لخوض معركة مباشرة مع الأمراء. على أية حال، ستتقلص قوتهم بسرعة إذا مُنع العبيد الشياطين. لذا يجب مكافأتهم مقابل ذلك”.
انتشر خبر رفض مشروع إلغاء العبودية بسرعة.
تلاقت أعيننا. كانت بايمون تبكي، لكن ابتسامةً علقت على شفتيها. ابتسامة حزينةً فوق كل شيء.
لا بد أن الأمراء شعروا بالارتباك. بعد أن هددتهم بقوة، كانوا مقتنعين تمامًا بأن المشروع سيمر. كانوا يريدون معرفة ما الذي يحدث بالضبط.
“لكن.. لكن يا دانتاليان، إذا فعلنا ذلك ستذداد قوة الأمراء بشكل كبير. الهدف من مشروع إلغاء العبودية هو إضعاف الأمراء أصلاً، لكن بهذه الطريقة سنحقق العكس!”
وفي تلك الأثناء، انتشرت إشاعة عن تصادم كبير بيني وبين بارباتوس.
0
“في الآونة الأخيرة، استولى السيد الشيطان دانتاليان على معظم سلطة جيش الأسياد الشياطين. أظهرت بارباتوس استياءها من تصرفات دانتاليان هذه، وانتهى بهما الأمر إلى مواجهة…” تقريبًا هكذا كانت الإشاعة.
“يمكن تأجيل تحرير العبيد البشر قليلاً. لو قدمنا الاقتراح مرة أخرى بشروط أكثر مرونةً، مثل تحرير الشياطين فقط، فسيمر بالتأكيد في مهرجان فالبورغس القادم”.
على الرغم من أنها كانت إشاعة خاطئة إلى حد بعيد، إلا أنها أصابت الجوهرة. لقد مثّلنا أنا وبارباتوس حربًا باردةً حقيقيةً. منذ تلك الليلة التي تشاجرنا فيها، لم ننظر إلى بعضنا البعض مباشرةً مرة أخرى. لقد تحدثنا عبر كرات السحر فقط. وإذا صادف أن التقينا في القصر الإمبراطوري، كنا نتجاهل بعضنا كأننا لم نر بعضًا.
أشرتُ إلى أنه من الطبيعي أن أتحمل أنا عناء السفر كوني المعتذر، وأن زيارة العالم السفلي ليست مهينةً لي كسيدٍ شيطان.
لذلك، كان هناك جانبٌ من المصداقية في الإشاعة. كان صحيحًا أن بارباتوس عارضتني علنًا في مهرجان فالبورغس، وأننا كنا نتعامل ببرود مع بعضنا البعض، على عكس السابق.
“هل هدأ ذهنك قليلاً الآن، سيدي؟”
ومع ذلك، من وجهة نظر أمراء الشياطين، كان من الصعب تصديق الإشاعة بسهولة.
“لا.. لن يكون مقبولاً بالطبع”.
كان الأمراء يحذرون مني، دانتاليان، للغاية. مهما كانت الإشاعة، فلن يصدقوها بسهولة لأنها خطيرة جدًا. ألم يُزيل أكثر من عشرة أمراء قبل نصف سنة فقط؟
لذلك، كان هناك جانبٌ من المصداقية في الإشاعة. كان صحيحًا أن بارباتوس عارضتني علنًا في مهرجان فالبورغس، وأننا كنا نتعامل ببرود مع بعضنا البعض، على عكس السابق.
“أرسِل رسائل للصلح إلى الأمراء”.
بعد إزالة كل الصيغ المجاملة، كان المضمون كالتالي:
دعوتُ أمراء الشياطين إلى القصر الإمبراطوري. كان الغرض بسيطًا: أردتُ الاعتذار عن تهديدي الشخصي للأمراء في المرة الماضية. ردّ الأمراء الخمسة عشر المتبقين على رسائلي.
3- التلاعب بالأمراء؟
بعد إزالة كل الصيغ المجاملة، كان المضمون كالتالي:
0
‘نقبل اعتذارك، لكن لا يمكننا زيارة القصر الإمبراطوري’.
دعوتُ أمراء الشياطين إلى القصر الإمبراطوري. كان الغرض بسيطًا: أردتُ الاعتذار عن تهديدي الشخصي للأمراء في المرة الماضية. ردّ الأمراء الخمسة عشر المتبقين على رسائلي.
كان الأمراء مشكّكين. كأنهم يتساءلون: ما الذي يخطط له مرة أخرى؟ هل سيجمعنا معًا ثم يبيدنا كما فعل في احتفال رأس السنة؟ ربما يمكن الوثوق بأسياد شياطين آخرين، ولكن ليس دانتاليان. هذا ما كان يفكر به الأمراء بالتأكيد.
“في الآونة الأخيرة، استولى السيد الشيطان دانتاليان على معظم سلطة جيش الأسياد الشياطين. أظهرت بارباتوس استياءها من تصرفات دانتاليان هذه، وانتهى بهما الأمر إلى مواجهة…” تقريبًا هكذا كانت الإشاعة.
حينها، اقترح أمير الشياطين في جهنم الأفاعي شيءًا:
0
‘إذا عقدت الاجتماع في قصرك بدلاً من قصر هابسبورغ الإمبراطوري، فإنني سأوافق بكل سرور’.
0
وافق الأمراء الآخرون على هذا الاقتراح. بعبارة أخرى، طلبوا مني أن آتي إلى العالم السفلي بدلاً من أن يأتوا هم إلى القارة. في هذا تلميحٌ ضمني بأنني يجب أن أُظهر هذا القدر من حسن النية إذا كنت جادًا في اعتذاري.
لطّخ السائل الأحمر وجهي وملابسي وأرضية الغرفة. اخترق النبيذ أيضاً الريش الأبيض المتناثر على الأرض. طوال ذلك الوقت، نظرت إليّ دايزي بعينيها اللامباليتين.
توقع بعض الأمراء أنني سأرفض.
“!…”
ولكنني وافقتُ بسرورٍ على رسالة الموافقة.
0
أشرتُ إلى أنه من الطبيعي أن أتحمل أنا عناء السفر كوني المعتذر، وأن زيارة العالم السفلي ليست مهينةً لي كسيدٍ شيطان.
“….”
لكن، كان هناك شرطٌ واحدٌ:
“بايمون….”
سأتي مع بايمون، وليس بمفردي.
أمسكتُ السيف من الأرض مجدداً بقوّة. كنتُ سأطعن قلب دايزي لو تفوّهت بأي هذيان. هذه أفكارٌ غير عقلانية، لكنني كنتُ غير عقلاني الآن. لم تكن دايزي قادرةً على مقاومتي على الرغم من أنها كادت تصل إلى مرتبة المحارب. قولي أي كلامٍ عابر. سأقتلك في لمح البصر…
0
هطل الريش من السماء، الكثير من الريش.
0
“….”
0
انتشر خبر رفض مشروع إلغاء العبودية بسرعة.
0
“الأراضي الستة التي صادرناها من الأسياد خلال التطهير الأخير. سنوزّعها على الأمراء”.
0
4- شيء آخر لا نعلمه؟
0
“ما الذي حدث؟ ماذا..”
0
“كانت مجرد ذريعة منذ البداية”.
0
“دانتاليان، نحن لسنا مؤرخين يراقبون التاريخ ببطء، بل نحن أولئك الذين يحملون هذا التاريخ على أكتافهم. حتى لو كانت خطوةً واحدةً، فهي الخطوة الوحيدة التي يمكننا أن نتخذها. لأنه لن يتحرك أحد سوانا…”
ترى ما الذي يمكن أن يفعل دانتاليان للأمراء؟ هل سيقوم بـ:
كان الأمراء يحذرون مني، دانتاليان، للغاية. مهما كانت الإشاعة، فلن يصدقوها بسهولة لأنها خطيرة جدًا. ألم يُزيل أكثر من عشرة أمراء قبل نصف سنة فقط؟
1- قتل جميع الأمراء؟
انصاعت دايزي للأمر دون أدنى شك. انتظرتُ على السرير الممزّق وسط الفوضى حتى تأتي بايمون.
2- التعاون مع الأمراء؟
“بايمون، أنا الآن على استعداد لخوض معركة مباشرة مع الأمراء. على أية حال، ستتقلص قوتهم بسرعة إذا مُنع العبيد الشياطين. لذا يجب مكافأتهم مقابل ذلك”.
3- التلاعب بالأمراء؟
“خانتني بارباتوس”.
4- شيء آخر لا نعلمه؟
4- شيء آخر لا نعلمه؟
ومع ذلك، من وجهة نظر أمراء الشياطين، كان من الصعب تصديق الإشاعة بسهولة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
