الفصل 431 - فخر الوجود (3)
الفصل 431 – فخر الوجود (3)
(أطلس ملقب بحامل الأرض في الميثولوجيا الإغريقية)
“……”
لمعت شرارة شر في حدقتي بارباتوس.
“لا داعي للنظر إلي باشفاق كأني مسكين. لا يحدث شيء هنا.”
جررت ردائي وسرت بالممر. ساررت إلى الأمام بينما خطواتي وهمسات أخرى تمتزجان. فقط آمل أنهم لن يتحدثوا كثيرًا اليوم.
شيء ما التصق بكاحلي. شبه ظل رطب ولزج. لو نظرت إلى كاحلي لاختفى الإحساس في الحال. لكن هذا ما كان يريده الفخ، فقط أن أقع فيه.
“……”
أنا شخصياً أسمي هذه الحكة. عندما أحك كاحلي فإن ظهري يحك بدلاً منه. وعندما أحك ظهري يحك كتفي بدلاً منه. هكذا بالضبط، بمجرد أن أعطي انتباهي لتلك الظلال فإنها تستمر بلا نهاية.
“أين هي الآن…… هل مازالت ملتصقة بك؟ هل ترى بايمون فوق كل امرأة تنظر إليها؟ آه يا دانتاليان، أيها الغبي…… أيها الحمقى…….”
أنظر إلى كاحلي ثم ظهري ثم كتفي، أطارد تلك الظلال هكذا حتى أجد نفسي محاصراً فجأة. على الرغم من عدم وجود أي شيء مرئي إلا أن الإحساس وحده يبقى، ممسكاً بمعصمي وكاحلي وظهري.
“لا تقتلني يا دانتاليان…….”
كأن ديداناً تقرض جسدي كله.
لم يستطع أربع مئة ألف من الأحياء حتى الوقوف في وجهي. كيف سيستطيع الموتى فعل ذلك؟ باختصار، كان هذا مجرد وخز في الوهم. فعلى الرغم من حدة المعاناة لعجزهم عن قتلي، إلا أنهم سيهزمون في النهاية!
لا أشعر بالارتياح تجاه هذا الأمر، هذا فقط ما أود قوله.
0
“لم تمارس الجنس مع أي شخص منذ موت بايمون……”
كأن ديداناً تقرض جسدي كله.
همست بارباتوس باكية. لا، إنها قد بكت بالفعل.
“لقد دمرتك تلك العاهرة يا للهول…… كنت أعلم أن هذا سيحدث! عرفت منذ زمن طويل ومع ذلك ترددت كالحمقاء……! كان ينبغي علي قتلها من دون أن أخبرك!”
“ظننت بغباء لأنك مللت مني……”
ربما كنت مجنونًا من وجهة نظر ما، ولكن الجميع يمتلك شيئًا من الجنون. المشكلة ليست هل أنت مجنون أم لا – بل هل ستهزم الجنون أم تنتصر عليه.
“أجل. مللت من النساء.”
“دانتاليان مجنون رسمي، ولكني على حسب فهمي لديزي. لا أعتقد أنها حقاً تشفق على أي بشري، حتى سكان قريتها ليسوا استثناءًا. يبدو أنها ترغب في قتل دانتاليان لسبب آخر.”
سحبت رشفة عميقة من سيجارتي.
همست بارباتوس باكية. لا، إنها قد بكت بالفعل.
“الرغبة الجنسية أيضاً تختفي تماماً عندما يمل الشخص من النساء. لم أدرك مدى سعادتي بالتحرر من الرغبة الجنسية. أشعر وكأنني عاهرة نجحت في الهروب من قبضة صاحب ملهى ليلي وحشي.”
“ظننت بغباء لأنك مللت مني……”
“لأن شبح بايمون مازال يطاردك……!”
كلما لعن جاك وصرخ هوك وهمست بايمون، زاد ذلك من وضوح عقلي وحدة إدراكي. فهو يمنع أي خيانة مني مثل الوقوع في إغراء بارباتوس للتو.
أخرجت منديلاً من جيبي دون كلام. أخطأت وأخرجت منديلاً أحمر اللون، فأعدته وأخرجت منديلاً أبيض ناصع البياض. ثم اقتربت من بارباتوس ومسحت وجهها المتسخ بالدموع.
هززت رأسي نافياً.
“لقد دمرتك تلك العاهرة يا للهول…… كنت أعلم أن هذا سيحدث! عرفت منذ زمن طويل ومع ذلك ترددت كالحمقاء……! كان ينبغي علي قتلها من دون أن أخبرك!”
أخرجت منديلاً من جيبي دون كلام. أخطأت وأخرجت منديلاً أحمر اللون، فأعدته وأخرجت منديلاً أبيض ناصع البياض. ثم اقتربت من بارباتوس ومسحت وجهها المتسخ بالدموع.
“كفى بكاءً.”
فهي التي تتصرف بقسوة مع معظم الناس، ومع ذلك تصبح لينة للغاية تجاه الشخص الذي أحبته. هذا كان عيبكِ. يجب أن يكون الملك عادلاً. في النهاية، كان عليه أن يحاكم نفسه ومحبوبته على قدم المساواة.
“أين هي الآن…… هل مازالت ملتصقة بك؟ هل ترى بايمون فوق كل امرأة تنظر إليها؟ آه يا دانتاليان، أيها الغبي…… أيها الحمقى…….”
كأن ديداناً تقرض جسدي كله.
هززت رأسي نافياً.
وسرعان ما أصبحت هذا السخرية فوق طاقتي، فأخفضت رأسي.
“لا بأس. وجهك يبدو جميلاً جداً.”
“كفى بكاءً.”
من حسن الحظ أن الأمور ليست سيئة كما تعتقد بارباتوس. لو كانت بايمون تطاردني كشبح شرير يلتصق بكل امرأة أراها، لما استطعت – منطقياً – النظر إلى وجه امرأة مجدداً.
“……”
كان العكس هو الصحيح.
شيء ما التصق بكاحلي. شبه ظل رطب ولزج. لو نظرت إلى كاحلي لاختفى الإحساس في الحال. لكن هذا ما كان يريده الفخ، فقط أن أقع فيه.
“حسناً، دعنا نتحدث الآن في موضوع العمل.”
بل إنني كنت ممتنًا لتلك الأوهام. فهي التي تمنعني من الجنون.
كانت بايمون خلف ظهري.
“دانتاليان…….”
تعانقني بذراعها اليمنى من صدري. وباليسرى من خصري.
0
وضعت ذقنها على كتفي الأيمن. لذا فإن همسها يصل مباشرةً إلى أذني. تكرر كلامها الأخير الذي قالته قبل موتها مثل راديو كهربائي معطل، مراراً وتكراراً وتكراراً. بشكل متقطع. كالتنفس.
تهتم بي بدلاً من نفسها حتى في مثل هذه اللحظة. كانت امرأة لا يمكن إصلاحها بالفعل.
شيء رطب ما ينساب بلا انقطاع من كتفي وصدري. ربما دماء. أو ربما حكة أكثر حدة قليلاً.
“”إذا كنتِ تعتقدين أنني سأنسى كل شيء تحت سقف السعادة، فهو اعتقاد خاطئ بالفعل! منذ متى أنا ملزم بتحمُّل أوزار الآخرين ومحنهم؟ هل أبدو لكم وكأنني أطلس، حامل عبء شقاء العالم كله. سخافة!”
“لا تقتلني يا دانتاليان…….”
“لقد دمرتك تلك العاهرة يا للهول…… كنت أعلم أن هذا سيحدث! عرفت منذ زمن طويل ومع ذلك ترددت كالحمقاء……! كان ينبغي علي قتلها من دون أن أخبرك!”
“……”
رغم المأساة، إذا كان هناك شخصان، وكانا يعتمدان على بعضهما بحيث لا ينهار أحدهما، حتى لو استغرق الأمر مئة عام أو ألف عام، فسنتحمل دون شك.
“لا ينبغي أن تقتلني. من فضلك. بدلاً من ذلك احبسني إلى الأبد في سجن دونتو. فإذا رأيتني ميتة ستنتهي…… أنت تعرف جيداً أكثر من أي شخص آخر أنك لن تتحمل ذلك…….”
ربما كانت صرخات مختنقة بالبكاء.
كلام غبي.
حدقت مباشرةً في حدقتي بارباتوس من مسافة قريبة جدًا.
حتى لو سجنت بارباتوس وهي جبارة الشياطين في دونتو فسيكون العبء والمخاطر كبيرة للغاية. هناك الكثير من عبدة بارباتوس في عالم الشياطين. حتى لو ظهرت جرائم قتل بايمون بشكل واضح، فإن بعض الشياطين سيواصلون محاولة إنقاذ بارباتوس حتى النهاية.
“دانتاليان مجنون رسمي، ولكني على حسب فهمي لديزي. لا أعتقد أنها حقاً تشفق على أي بشري، حتى سكان قريتها ليسوا استثناءًا. يبدو أنها ترغب في قتل دانتاليان لسبب آخر.”
هذا حكم منطقي.
أنا شخصياً أسمي هذه الحكة. عندما أحك كاحلي فإن ظهري يحك بدلاً منه. وعندما أحك ظهري يحك كتفي بدلاً منه. هكذا بالضبط، بمجرد أن أعطي انتباهي لتلك الظلال فإنها تستمر بلا نهاية.
من المنظور الموضوعي، هي عبء لا يمكن تحمله.
وسرعان ما أصبحت هذا السخرية فوق طاقتي، فأخفضت رأسي.
لعلها شعرت بالإجابة المأساوية عبر وجهي غير المعبر، فبكت بارباتوس بمرارة وصرخت:
كلما لعن جاك وصرخ هوك وهمست بايمون، زاد ذلك من وضوح عقلي وحدة إدراكي. فهو يمنع أي خيانة مني مثل الوقوع في إغراء بارباتوس للتو.
“بدلاً من ذلك، أهرب معي……!”
“هذا ردي. لن أكون ملكاً مسؤولاً فقط عن الشعب الحي الذي أحكمه الآن. ولكنني أعلن هنا أن الأرواح التي قتلتها، والأرواح التي ذبحتها، هي جميعها رعايا شرعيون في أراضي!”
توقفت يدي التي تمسك المنديل.
“أهرب معي، ما الحاجة لتحمل هذا كله وحدك؟ دعنا نذهب إلى مكان ما في عالم الشياطين، حيث لا تصل إليه خطوات البشر ولا خطوات الوحوش…… إذا عشنا هناك مئات السنين أو آلاف السنين، فسيصبح كل شيء على ما يرام.”
“ظننت بغباء لأنك مللت مني……”
العيش مع بارباتوس وحدنا؟
ابتسمت مائلاً شفتيّ إلى أعلى.
أصبح زوجًا عاديًا وهي زوجة، نبني كوخًا في قرية نائية ونعيش هناك. لا يحتاج سيد الشياطين إلى الكثير من الطعام. ولن نتعب من أعمال المنزل أيضًا. لربما كانت زراعة بعض المحاصيل أمرًا لطيفًا. والحقيقة أن لدي موهبة في الزراعة.
حدقت مباشرةً في حدقتي بارباتوس من مسافة قريبة جدًا.
ربما سخرت بارباتوس قائلةً “لِمَ هذا الاهتمام بمثل هذه الأعمال المملة؟” بينما تراقبني وأنا أتعب نفسي بالأدوات الزراعية. وتضحك مني وأنا دانتاليان العظيم أمارس مهنة الفلاح في نهاية المطاف. ومع ذلك، بعد انتهائي من عملي ستبتسم لي بحنان وتقول “شكرًا لتعبك”.
“ولكن ماذا سيتبقى لك……؟”
سيسير السلام الأبدي.
حدقت عيناها السوداوان فيّ مباشرة.
أنا الذي يتعذب كل ليلة من الكوابيس والأوهام. ستعانقني بارباتوس بلطف، بتعبير مختلف تمامًا عن سخريتها خلال النهار، بابتسامة حانية للغاية وهي تمتد يدها لتدلك ظهري. كل شيء على ما يرام. أنا معكِ. في أي وقت، إلى أي وقت، في أي وقت، سأكون معك، كل شيء سيصبح على ما يرام….
“……”
رغم المأساة، إذا كان هناك شخصان، وكانا يعتمدان على بعضهما بحيث لا ينهار أحدهما، حتى لو استغرق الأمر مئة عام أو ألف عام، فسنتحمل دون شك.
“دعونا جميعًا نتحمل المسؤولية حتى النهاية.”
“دانتاليان…..”
نظرت بارباتوس إليّ توسلاً.
أنا الذي يتعذب كل ليلة من الكوابيس والأوهام. ستعانقني بارباتوس بلطف، بتعبير مختلف تمامًا عن سخريتها خلال النهار، بابتسامة حانية للغاية وهي تمتد يدها لتدلك ظهري. كل شيء على ما يرام. أنا معكِ. في أي وقت، إلى أي وقت، في أي وقت، سأكون معك، كل شيء سيصبح على ما يرام….
معبراً عن حزن شديد، اعتلت ابتسامة ساخرة أطراف شفتيّ.
“بعد غدٍ أو بعده، سيتم تنفيذ مراسم إعدام في ساحة نيبلهايم. سواء أكانت إعدامك أنتِ أو إعدام كامل قادة جيش السهول، يعتمد ذلك كلِّياً على شهادتك. فأنتِ لا تريدين أن يموت بيليث وجيفار أيضًا بسبب اغتيالكِ تلك؟”
وسرعان ما أصبحت هذا السخرية فوق طاقتي، فأخفضت رأسي.
“لا تقلقي يا بارباتوس. أنا من سيمسك السيف غدًا في مراسم الإعدام. لن أتخلى عن دور قتلك لشخص آخر. بالتأكيد. سأنفذ حكم الإعدام من دون أي مجال للهروب.”
أمسكت بخدّي بارباتوس بكلتا يديّ. خوفاً من أن أؤذيها، وضعت راحتي يديّ بلطف على جلدها. ثم رفعت رأسي ببطء لأقترب وجهي من وجه بارباتوس.
window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"}) “لا بأس. وجهك يبدو جميلاً جداً.”
وبعدها انحنيت فكي مبتسمًا ساخرًا.
0
“إن هذا المستقبل مستحيل تحقيقه! وحتى لو كان ممكنًا، فأنا دانتاليان لن أقبله! الهروب؟ الفرار؟ ما أكثر تدهورك يا بارباتوس!”
لمعت شرارة شر في حدقتي بارباتوس.
معبراً عن حزن شديد، اعتلت ابتسامة ساخرة أطراف شفتيّ.
“”إذا كنتِ تعتقدين أنني سأنسى كل شيء تحت سقف السعادة، فهو اعتقاد خاطئ بالفعل! منذ متى أنا ملزم بتحمُّل أوزار الآخرين ومحنهم؟ هل أبدو لكم وكأنني أطلس، حامل عبء شقاء العالم كله. سخافة!”
همست بارباتوس باكية. لا، إنها قد بكت بالفعل.
(أطلس ملقب بحامل الأرض في الميثولوجيا الإغريقية)
وسرعان ما أصبحت هذا السخرية فوق طاقتي، فأخفضت رأسي.
قبضت على ذقن بارباتوس ورفعتها. كانت دموعها المتجمدة في زاوية عينيها وهي القريبة جداً مني، وكذلك حواجبها المرتجفة.
ثم استدرت ظهري إليها.
“ضلتِ وراء أمور تافهة، ولهذا أصبحتِ بهذه الحالة – الحقائق بسيطة! المبدأ الذي كان موجودًا منذ القدم وسيظل كذلك إلى الأبد هو واحد فقط، وهو تحمل المسؤولية عن أفعالك! فأي سيد شياطين سيدعي أنه سيد الشياطين وهو حتى لا يستطيع التصدي لها؟!”
الفصل 431 – فخر الوجود (3)
“دانتاليان…….”
“حسناً، دعنا نتحدث الآن في موضوع العمل.”
ضحكت بصوت مرتفع. لأنني كنت بحاجة إلى الضحك. يقتل معظم الناس الأشياء بالغضب واللعنات. ولكنني أقتلها بالضحك.
ثم استدرت ظهري إليها.
لم يستطع أربع مئة ألف من الأحياء حتى الوقوف في وجهي. كيف سيستطيع الموتى فعل ذلك؟ باختصار، كان هذا مجرد وخز في الوهم. فعلى الرغم من حدة المعاناة لعجزهم عن قتلي، إلا أنهم سيهزمون في النهاية!
0
ما كان ينبغي لهذه الأوهام أن تغزوني!
همست بارباتوس باكية. لا، إنها قد بكت بالفعل.
“لقد نصحتني أن أصبح ملكًا يا بارباتوس!”
جررت ردائي وسرت بالممر. ساررت إلى الأمام بينما خطواتي وهمسات أخرى تمتزجان. فقط آمل أنهم لن يتحدثوا كثيرًا اليوم.
حدقت مباشرةً في حدقتي بارباتوس من مسافة قريبة جدًا.
لم يعجبني تعبيرها. لقد احتفظت بالمشاعر نفسها مثل بارباتوس في عينيها. لم يعجبني ذلك، لذا صفعت خدها الأيسر. للأسف اكتفت ديزي بتدوير رأسها قليلاً جراء الصفعة.
“هذا ردي. لن أكون ملكاً مسؤولاً فقط عن الشعب الحي الذي أحكمه الآن. ولكنني أعلن هنا أن الأرواح التي قتلتها، والأرواح التي ذبحتها، هي جميعها رعايا شرعيون في أراضي!”
توقفت يدي التي تمسك المنديل.
“آه، آه، آه……”
لم يعجبني تعبيرها. لقد احتفظت بالمشاعر نفسها مثل بارباتوس في عينيها. لم يعجبني ذلك، لذا صفعت خدها الأيسر. للأسف اكتفت ديزي بتدوير رأسها قليلاً جراء الصفعة.
“ادفع السعادة والسلام معًا كطعام للكلاب.”
0
أزحت يدي عن ذقن بارباتوس.
كأن ديداناً تقرض جسدي كله.
“بعد غدٍ أو بعده، سيتم تنفيذ مراسم إعدام في ساحة نيبلهايم. سواء أكانت إعدامك أنتِ أو إعدام كامل قادة جيش السهول، يعتمد ذلك كلِّياً على شهادتك. فأنتِ لا تريدين أن يموت بيليث وجيفار أيضًا بسبب اغتيالكِ تلك؟”
“لأن شبح بايمون مازال يطاردك……!”
“ولكن ماذا سيتبقى لك……؟”
وبعدها انحنيت فكي مبتسمًا ساخرًا.
تهتم بي بدلاً من نفسها حتى في مثل هذه اللحظة. كانت امرأة لا يمكن إصلاحها بالفعل.
أصبح زوجًا عاديًا وهي زوجة، نبني كوخًا في قرية نائية ونعيش هناك. لا يحتاج سيد الشياطين إلى الكثير من الطعام. ولن نتعب من أعمال المنزل أيضًا. لربما كانت زراعة بعض المحاصيل أمرًا لطيفًا. والحقيقة أن لدي موهبة في الزراعة.
فهي التي تتصرف بقسوة مع معظم الناس، ومع ذلك تصبح لينة للغاية تجاه الشخص الذي أحبته. هذا كان عيبكِ. يجب أن يكون الملك عادلاً. في النهاية، كان عليه أن يحاكم نفسه ومحبوبته على قدم المساواة.
همست بارباتوس باكية. لا، إنها قد بكت بالفعل.
من عجز عن القيام بذلك، كان مجرد طاغية، ويا بارباتوس، كنتِ ألطف طاغية في العالم.
حتى لو سجنت بارباتوس وهي جبارة الشياطين في دونتو فسيكون العبء والمخاطر كبيرة للغاية. هناك الكثير من عبدة بارباتوس في عالم الشياطين. حتى لو ظهرت جرائم قتل بايمون بشكل واضح، فإن بعض الشياطين سيواصلون محاولة إنقاذ بارباتوس حتى النهاية.
“يبقى كل شيء”.
قبضت على ذقن بارباتوس ورفعتها. كانت دموعها المتجمدة في زاوية عينيها وهي القريبة جداً مني، وكذلك حواجبها المرتجفة.
بل إنني كنت ممتنًا لتلك الأوهام. فهي التي تمنعني من الجنون.
“ضلتِ وراء أمور تافهة، ولهذا أصبحتِ بهذه الحالة – الحقائق بسيطة! المبدأ الذي كان موجودًا منذ القدم وسيظل كذلك إلى الأبد هو واحد فقط، وهو تحمل المسؤولية عن أفعالك! فأي سيد شياطين سيدعي أنه سيد الشياطين وهو حتى لا يستطيع التصدي لها؟!”
لولاها لَجَنَّ عقلي ولم أعد أتذكر ما فعلته حتى الآن، ولتحولت إلى شيخ أحمق فاقد للعقل. تلك الأوهام تمنع ذلك تمامًا.
“لا تقلقي يا بارباتوس. أنا من سيمسك السيف غدًا في مراسم الإعدام. لن أتخلى عن دور قتلك لشخص آخر. بالتأكيد. سأنفذ حكم الإعدام من دون أي مجال للهروب.”
كلما لعن جاك وصرخ هوك وهمست بايمون، زاد ذلك من وضوح عقلي وحدة إدراكي. فهو يمنع أي خيانة مني مثل الوقوع في إغراء بارباتوس للتو.
“”إذا كنتِ تعتقدين أنني سأنسى كل شيء تحت سقف السعادة، فهو اعتقاد خاطئ بالفعل! منذ متى أنا ملزم بتحمُّل أوزار الآخرين ومحنهم؟ هل أبدو لكم وكأنني أطلس، حامل عبء شقاء العالم كله. سخافة!”
ربما كنت مجنونًا من وجهة نظر ما، ولكن الجميع يمتلك شيئًا من الجنون. المشكلة ليست هل أنت مجنون أم لا – بل هل ستهزم الجنون أم تنتصر عليه.
لعلها شعرت بالإجابة المأساوية عبر وجهي غير المعبر، فبكت بارباتوس بمرارة وصرخت:
“لا تقلقي يا بارباتوس. أنا من سيمسك السيف غدًا في مراسم الإعدام. لن أتخلى عن دور قتلك لشخص آخر. بالتأكيد. سأنفذ حكم الإعدام من دون أي مجال للهروب.”
العيش مع بارباتوس وحدنا؟
“……”
“بعد غدٍ أو بعده، سيتم تنفيذ مراسم إعدام في ساحة نيبلهايم. سواء أكانت إعدامك أنتِ أو إعدام كامل قادة جيش السهول، يعتمد ذلك كلِّياً على شهادتك. فأنتِ لا تريدين أن يموت بيليث وجيفار أيضًا بسبب اغتيالكِ تلك؟”
“دعونا جميعًا نتحمل المسؤولية حتى النهاية.”
كلام غبي.
ثم استدرت ظهري إليها.
شيء ما التصق بكاحلي. شبه ظل رطب ولزج. لو نظرت إلى كاحلي لاختفى الإحساس في الحال. لكن هذا ما كان يريده الفخ، فقط أن أقع فيه.
تحركت أعين الجثث التي تحدق فيّ تبعًا لحركة نظري. مشيت دون اكتراث نحو بوابة السجن. ورائي، سمعت بارباتوس وهي تنوح.
0
“دانتاليان، لا يمكنني…… توقف، من فضلك، دانتاليان…….”
تهتم بي بدلاً من نفسها حتى في مثل هذه اللحظة. كانت امرأة لا يمكن إصلاحها بالفعل.
ربما كانت صرخات مختنقة بالبكاء.
“ولكن ماذا سيتبقى لك……؟”
أغلقت الباب الحديدي بقوة، منهيًا تلك الأصوات. استمر صدى الصلصلة يتردد طويلاً في ممر السجن. كانت ديزي تنتظرني بصمت في الممر الخارجي.
“كفى بكاءً.”
“……”
كأن ديداناً تقرض جسدي كله.
لم يعجبني تعبيرها. لقد احتفظت بالمشاعر نفسها مثل بارباتوس في عينيها. لم يعجبني ذلك، لذا صفعت خدها الأيسر. للأسف اكتفت ديزي بتدوير رأسها قليلاً جراء الصفعة.
أنا الذي يتعذب كل ليلة من الكوابيس والأوهام. ستعانقني بارباتوس بلطف، بتعبير مختلف تمامًا عن سخريتها خلال النهار، بابتسامة حانية للغاية وهي تمتد يدها لتدلك ظهري. كل شيء على ما يرام. أنا معكِ. في أي وقت، إلى أي وقت، في أي وقت، سأكون معك، كل شيء سيصبح على ما يرام….
“يجب الآن مقابلة بقية أسياد شياطين السهول واحدًا تلو الآخر. الطريق طويل، فلماذا تحدقي فيّ بتلك النظرة الخاوية؟ تقدمي يا غبية!”
أنظر إلى كاحلي ثم ظهري ثم كتفي، أطارد تلك الظلال هكذا حتى أجد نفسي محاصراً فجأة. على الرغم من عدم وجود أي شيء مرئي إلا أن الإحساس وحده يبقى، ممسكاً بمعصمي وكاحلي وظهري.
“فقط سؤال واحد.”
“هل نشأ لديك الآن شفقة عليّ؟ أو رغبة في مسامحتي؟ إذن، هذا كل ما تستطيعينه. إذا ظننتِ أن لديكِ حق مسامحتهم على موتهم، فهذا خطأ فادح.”
همست ديزي.
ما كان ينبغي لهذه الأوهام أن تغزوني!
حدقت عيناها السوداوان فيّ مباشرة.
ربما كنت مجنونًا من وجهة نظر ما، ولكن الجميع يمتلك شيئًا من الجنون. المشكلة ليست هل أنت مجنون أم لا – بل هل ستهزم الجنون أم تنتصر عليه.
“من فضلك، أخبرني، يا أبي….. هل يظهر أيضًا…. أهل قريتي؟ الأشخاص الذين قتلتهم من قريتي، هل يظهرون أمامك؟”
أصبح زوجًا عاديًا وهي زوجة، نبني كوخًا في قرية نائية ونعيش هناك. لا يحتاج سيد الشياطين إلى الكثير من الطعام. ولن نتعب من أعمال المنزل أيضًا. لربما كانت زراعة بعض المحاصيل أمرًا لطيفًا. والحقيقة أن لدي موهبة في الزراعة.
“نعم، يظهرون جيدًا جدًا. أعينهم المفقوءة وفمهم المثقوب بالسيف، وهم يلعنونني. راضية الآن؟”
“لا تقلقي يا بارباتوس. أنا من سيمسك السيف غدًا في مراسم الإعدام. لن أتخلى عن دور قتلك لشخص آخر. بالتأكيد. سأنفذ حكم الإعدام من دون أي مجال للهروب.”
ابتسمت مائلاً شفتيّ إلى أعلى.
0
“هل نشأ لديك الآن شفقة عليّ؟ أو رغبة في مسامحتي؟ إذن، هذا كل ما تستطيعينه. إذا ظننتِ أن لديكِ حق مسامحتهم على موتهم، فهذا خطأ فادح.”
كان العكس هو الصحيح.
جررت ردائي وسرت بالممر. ساررت إلى الأمام بينما خطواتي وهمسات أخرى تمتزجان. فقط آمل أنهم لن يتحدثوا كثيرًا اليوم.
تحركت أعين الجثث التي تحدق فيّ تبعًا لحركة نظري. مشيت دون اكتراث نحو بوابة السجن. ورائي، سمعت بارباتوس وهي تنوح.
0
“هذا ردي. لن أكون ملكاً مسؤولاً فقط عن الشعب الحي الذي أحكمه الآن. ولكنني أعلن هنا أن الأرواح التي قتلتها، والأرواح التي ذبحتها، هي جميعها رعايا شرعيون في أراضي!”
0
العيش مع بارباتوس وحدنا؟
0
أنظر إلى كاحلي ثم ظهري ثم كتفي، أطارد تلك الظلال هكذا حتى أجد نفسي محاصراً فجأة. على الرغم من عدم وجود أي شيء مرئي إلا أن الإحساس وحده يبقى، ممسكاً بمعصمي وكاحلي وظهري.
0
“”إذا كنتِ تعتقدين أنني سأنسى كل شيء تحت سقف السعادة، فهو اعتقاد خاطئ بالفعل! منذ متى أنا ملزم بتحمُّل أوزار الآخرين ومحنهم؟ هل أبدو لكم وكأنني أطلس، حامل عبء شقاء العالم كله. سخافة!”
0
ربما سخرت بارباتوس قائلةً “لِمَ هذا الاهتمام بمثل هذه الأعمال المملة؟” بينما تراقبني وأنا أتعب نفسي بالأدوات الزراعية. وتضحك مني وأنا دانتاليان العظيم أمارس مهنة الفلاح في نهاية المطاف. ومع ذلك، بعد انتهائي من عملي ستبتسم لي بحنان وتقول “شكرًا لتعبك”.
0
تعانقني بذراعها اليمنى من صدري. وباليسرى من خصري.
“دانتاليان مجنون رسمي، ولكني على حسب فهمي لديزي. لا أعتقد أنها حقاً تشفق على أي بشري، حتى سكان قريتها ليسوا استثناءًا. يبدو أنها ترغب في قتل دانتاليان لسبب آخر.”
0
“هل نشأ لديك الآن شفقة عليّ؟ أو رغبة في مسامحتي؟ إذن، هذا كل ما تستطيعينه. إذا ظننتِ أن لديكِ حق مسامحتهم على موتهم، فهذا خطأ فادح.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
