أتباعي
الفصل 135: أتباعي؟
*******************
انتظر “لين جي” خارجًا لبعض الوقت قبل أن يفتح الباب أخيرًا ببطء.
ظهر “وايلد” العجوز، الذي لم يره منذ فترة طويلة، مرتديًا رداءً أسود فضفاضًا مزينًا بنقوش ذهبية معقدة. لم يكن يرتدي قناعه المعتاد، كاشفًا عن وجهه الشاحب المليء بالندوب، الذي انفرج عن ابتسامة دافئة من خلف الباب.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يرى فيها “لين جي” وجه “وايلد” الحقيقي. في الواقع، خلال لقائهما الأول، لم يكن “وايلد” المكتئب يرتدي أي قناع أصلاً.
مع ذلك، لم يكن “لين جي” من النوع الذي يحكم على الأشياء بالمظهر، فاختار أن يقدم له “حساء الدجاج التشجيعي” في ذلك الوقت، وحتى أوصاه بكتاب “القيامة” كأول قراءة.
فتح “وايلد” الباب على مصراعيه وأشار لـ”لين جي” بالدخول. ثم سأل بحذر: “السيد لين، ما الذي أتى بك هنا؟”
“هناك أمر أريد مناقشته معك، لكنك لم تأتِ لاستعارة الكتب مؤخرًا. بما أن مساعدي الجديد يراقب المتجر، فقد وجدت بعض وقت الفراغ فقررت المجيء”، ضحك “لين جي” وهو يدخل.
“أتمنى ألا أزعجك بزيارتي.”
“لا، على العكس!” رفع “وايلد” يديه بسرعة. “إنه شرف عظيم لي أن تزورني شخصيًا.”
“هذا جيد. لأكون صريحًا، أنت تعيش حقًا في مكان بعيد. حتى ظننت أنني سأقضي ساعات في المواصلات العامة.”
بينما كان يغلق الباب، لم يستطع “وايلد” إلا أن يفكر في نفسه: “لقد رأيتك تظهر فجأة عند عتبة بابي دون سابق إنذار!”
ضحك بشكل متكلف وقال: “أنت تعلم أنني أحتاج إلى بيئة هادئة للبقاء.”
“بالفعل، يمكن أن تكون الأمور مزعجة دون بيئة مناسبة، خاصة مع طبيعة عملك البحثية. أنا أتفهم هذا تمامًا.” أومأ “لين جي” موافقًا عندما تذكر موقع متجره النائي.
بينما كان “لين جي” يتبادل هذه المجاملات، انجذب نظره لا إراديًا إلى ملابس “وايلد” العجوز.
كانت ملابسه تحمل هالة غامضة قديمة الطراز، تشبه أردية السحرة. شيء لن يرتديه معظم الناس في الخارج. “همم… هل هذه بيجامة وايلد؟ هاها، ربما هو عجوز لكن قلبه لا يزال شابًا. الرجال يبقون أطفالًا في الداخل حتى الموت”، تساءل “لين جي” في نفسه.
لاحظ “وايلد” فجأة نظرة “لين جي” تنساب على رداءه الذي يمثل تلاميذ “الإمبراطور الأسود” أغسطس. ثم قدم له صاحب المتجر ابتسامة عابرة.
خشية أن يعتقد “وايلد” أنه يحكم عليه، قال “لين جي” ببرود متملقًا: “ذوقك رائع في الملابس، أيها العجوز وايلد.”
شعر “وايلد” بقلبه يقفز. “هل يعني هذا أن معلمي عظيم وأنني اخترت الطريق الصحيح؟”
تسللت إلى ذهنه مرة أخرى فرضية جريئة: “السيد لين… إنه يعرف المعلم!”
تذكر “وايلد” كتاب “إخماد الفراغ” الذي وجده صعب الفهم. كان الكتاب عالماً سحرياً غريباً يحاول ربط قواعد الحياة والموت.
في ذلك الوقت، قال صاحب المتجر إن الكتاب كُتب بواسطة عملاق.
لكن… “أغسطس” كان آخر عملاق باقٍ من العصر الأول. لم يعد هناك عمالقة آخرون في العالم.
لذلك، إما أن الكتاب نجا من العصر الأول، أو أن “أغسطس” هو من كتبه. ربما… مثلما قدم “وايلد” تحفته المفضلة لصاحب المتجر، ربما قدم “أغسطس” أفضل أعماله لـ”لين جي”.
بغض النظر عن الحالة، بدا غموض صاحب المتجر أعمق، مثل ضباب متراكم لا تستطيع العيون اختراقه لترى ما خلفه.
ربما… هو كيان خارق.
شعر “وايلد” بالدوار من تخميناته. أرشد “لين جي” للجلوس، وسكب الماء لهما، ثم شرب بضع جرعات ليهدئ نفسه.
بعد وضع كوبه، قرر “وايلد” توضيح موقفه وقال بحذر: “شكرًا على إطرائك. أنا أعتقد ذلك أيضًا. بالنسبة لي، هذه القطعة من الملابس تحمل أهمية خاصة. إنها تمثل أهم فترة في حياتي لن أنساها أبدًا.”
أومأ “لين جي”. “لهذا السبب… لا يزال يحتفظ بها ليتذكر شبابه. العجوز وايلد حقًا يشتاق للماضي. ها… لا عجب أنه خُدع من قبل طفله.”
“شخص كهذا بالتأكيد غير قادر على أن يكون شريرًا… إذا كان قد تورط مع منظمة وليمة الدم، فلا بد أنه أُجبر أو لديه أجندة خفية.”
من أسلوب “وايلد”، اعتقد “لين جي” أن الاحتمال الثاني هو الأرجح.
راقب “وايلد” “لين جي” بدقة، ولاحظ أن تعابير وجه صاحب المتجر لانت قليلاً مع إيماءة موافقة خفية.
في داخله، أطلق تنهدًا من الراحة وسأل: “هل جئت إلي بسبب قراري التعسفي؟”
انحنى “لين جي” قليلاً إلى الأمام، مطويًا ذراعيه على ركبتيه كعادته. ثم قال بوجه جاد: “بالضبط. لقد تورطت مع ‘وليمة الدم’، أليس كذلك؟ هل نسيت نصيحتي لك آنذاك؟”
اصطبغ وجه “وايلد” بالجدية. “في الحقيقة، أريد استخدام اجتماعهم القادم لإقناعهم بأن يصبحوا أتباعك وزبائن لمتجرك.”
“؟!!”
“انتظر.” رفع “لين جي” يده وسأل: “أتباعي؟”
أدرك “وايلد” أنه تجاوز الحد. لم يقل صاحب المتجر أبدًا أنه يحتاج أتباعًا. كان دائمًا يوصي بالكتب للزبائن، يرشدهم للخروج من مأزقهم إلى حياة جديدة.
ما جعله يفهم حقًا نية “لين جي” كان ذلك الكتاب: “طقوس ومراسم طائفة التهام الجثث”، بسبب الطقوس التقديسية الكثيرة المذكورة فيه. الطقوس التقديسية تُقام كتقديم لشخص أو شيء ما. الأساليب الموصوفة في الكتاب كانت وحشية وقاسية، لذا إذا كان هذا الشخص كيانًا خارقًا، فهو بالتأكيد كيان شرير. بما أن السيد لين كتب هذا الكتاب، فهو دون شك يشغل منصب الواعظ.
لكن في الواقع، كان تخمين “وايلد” أن الاثنان هما نفس الشيء… مما أدى إلى هذا الزلة العرضية.
“سعال، سعال. أعني… مؤمنين بالكتب.” غطى “وايلد” فمه وسعل بشكل جاف. ثم قال بنظرة عزم في عينيه: “لطالما كنت مدينًا للمساعدة التي قدمتها لي. فكرت في الأمر مرارًا. مجرد جرجول حجري واحد لا يكفي لرد الجميل، لكن أي شيء مادي يبدو تافهًا.”
“لذلك، قررت ممارسة أيديولوجيتك، جعل الضالين يجدون المعنى الحقيقي للحياة، وأيضًا جعلهم يستمعون إلى تعاليمك!”
“…”
ظهرت نظرة معقدة في عيني “لين جي”. لم يتخيل أبدًا أن هذا هو سبب انضمام “وايلد” إلى “وليمة الدم”.
لا، لا يمكن اعتبار هذا “انضمامًا”. إنه “تسلل” لتحريض تمرد وتفكيك هذه المنظمة من الداخل! إنه… منور جدًا! تأثر “لين جي”. لم تذهب سنتان من تقديم “حساء الدجاج التشجيعي” سدى.
مع ذلك، كان هذا خطرًا جدًا على رجل في عمر “وايلد”، فقرر أن يحاول نصحه مرة أخرى.
“أيها العجوز وايلد، نواياك طيبة حقًا، لكن…” تجمدت عينا “لين جي”، ومرت نظراته فوق كتف “وايلد” لتستقر على الجدار الفاصل خلفه.
كانت دماءٌ قاتمةٌ تتسرب على الأرض.
“لكن ما هذا؟”
*********************************************************************
ترجمة Nobody
بسم الله.
سبحان الله.
الحمد لله.
الله أكبر.
استغفر الله.
لا إله إلا الله.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.
الفصل 135: أتباعي؟ ******************* انتظر “لين جي” خارجًا لبعض الوقت قبل أن يفتح الباب أخيرًا ببطء. ظهر “وايلد” العجوز، الذي لم يره منذ فترة طويلة، مرتديًا رداءً أسود فضفاضًا مزينًا بنقوش ذهبية معقدة. لم يكن يرتدي قناعه المعتاد، كاشفًا عن وجهه الشاحب المليء بالندوب، الذي انفرج عن ابتسامة دافئة من خلف الباب. لم تكن هذه المرة الأولى التي يرى فيها “لين جي” وجه “وايلد” الحقيقي. في الواقع، خلال لقائهما الأول، لم يكن “وايلد” المكتئب يرتدي أي قناع أصلاً. مع ذلك، لم يكن “لين جي” من النوع الذي يحكم على الأشياء بالمظهر، فاختار أن يقدم له “حساء الدجاج التشجيعي” في ذلك الوقت، وحتى أوصاه بكتاب “القيامة” كأول قراءة. فتح “وايلد” الباب على مصراعيه وأشار لـ”لين جي” بالدخول. ثم سأل بحذر: “السيد لين، ما الذي أتى بك هنا؟” “هناك أمر أريد مناقشته معك، لكنك لم تأتِ لاستعارة الكتب مؤخرًا. بما أن مساعدي الجديد يراقب المتجر، فقد وجدت بعض وقت الفراغ فقررت المجيء”، ضحك “لين جي” وهو يدخل. “أتمنى ألا أزعجك بزيارتي.” “لا، على العكس!” رفع “وايلد” يديه بسرعة. “إنه شرف عظيم لي أن تزورني شخصيًا.” “هذا جيد. لأكون صريحًا، أنت تعيش حقًا في مكان بعيد. حتى ظننت أنني سأقضي ساعات في المواصلات العامة.” بينما كان يغلق الباب، لم يستطع “وايلد” إلا أن يفكر في نفسه: “لقد رأيتك تظهر فجأة عند عتبة بابي دون سابق إنذار!” ضحك بشكل متكلف وقال: “أنت تعلم أنني أحتاج إلى بيئة هادئة للبقاء.” “بالفعل، يمكن أن تكون الأمور مزعجة دون بيئة مناسبة، خاصة مع طبيعة عملك البحثية. أنا أتفهم هذا تمامًا.” أومأ “لين جي” موافقًا عندما تذكر موقع متجره النائي. بينما كان “لين جي” يتبادل هذه المجاملات، انجذب نظره لا إراديًا إلى ملابس “وايلد” العجوز. كانت ملابسه تحمل هالة غامضة قديمة الطراز، تشبه أردية السحرة. شيء لن يرتديه معظم الناس في الخارج. “همم… هل هذه بيجامة وايلد؟ هاها، ربما هو عجوز لكن قلبه لا يزال شابًا. الرجال يبقون أطفالًا في الداخل حتى الموت”، تساءل “لين جي” في نفسه. لاحظ “وايلد” فجأة نظرة “لين جي” تنساب على رداءه الذي يمثل تلاميذ “الإمبراطور الأسود” أغسطس. ثم قدم له صاحب المتجر ابتسامة عابرة. خشية أن يعتقد “وايلد” أنه يحكم عليه، قال “لين جي” ببرود متملقًا: “ذوقك رائع في الملابس، أيها العجوز وايلد.” شعر “وايلد” بقلبه يقفز. “هل يعني هذا أن معلمي عظيم وأنني اخترت الطريق الصحيح؟” تسللت إلى ذهنه مرة أخرى فرضية جريئة: “السيد لين… إنه يعرف المعلم!” تذكر “وايلد” كتاب “إخماد الفراغ” الذي وجده صعب الفهم. كان الكتاب عالماً سحرياً غريباً يحاول ربط قواعد الحياة والموت. في ذلك الوقت، قال صاحب المتجر إن الكتاب كُتب بواسطة عملاق. لكن… “أغسطس” كان آخر عملاق باقٍ من العصر الأول. لم يعد هناك عمالقة آخرون في العالم. لذلك، إما أن الكتاب نجا من العصر الأول، أو أن “أغسطس” هو من كتبه. ربما… مثلما قدم “وايلد” تحفته المفضلة لصاحب المتجر، ربما قدم “أغسطس” أفضل أعماله لـ”لين جي”. بغض النظر عن الحالة، بدا غموض صاحب المتجر أعمق، مثل ضباب متراكم لا تستطيع العيون اختراقه لترى ما خلفه. ربما… هو كيان خارق. شعر “وايلد” بالدوار من تخميناته. أرشد “لين جي” للجلوس، وسكب الماء لهما، ثم شرب بضع جرعات ليهدئ نفسه. بعد وضع كوبه، قرر “وايلد” توضيح موقفه وقال بحذر: “شكرًا على إطرائك. أنا أعتقد ذلك أيضًا. بالنسبة لي، هذه القطعة من الملابس تحمل أهمية خاصة. إنها تمثل أهم فترة في حياتي لن أنساها أبدًا.” أومأ “لين جي”. “لهذا السبب… لا يزال يحتفظ بها ليتذكر شبابه. العجوز وايلد حقًا يشتاق للماضي. ها… لا عجب أنه خُدع من قبل طفله.” “شخص كهذا بالتأكيد غير قادر على أن يكون شريرًا… إذا كان قد تورط مع منظمة وليمة الدم، فلا بد أنه أُجبر أو لديه أجندة خفية.” من أسلوب “وايلد”، اعتقد “لين جي” أن الاحتمال الثاني هو الأرجح. راقب “وايلد” “لين جي” بدقة، ولاحظ أن تعابير وجه صاحب المتجر لانت قليلاً مع إيماءة موافقة خفية. في داخله، أطلق تنهدًا من الراحة وسأل: “هل جئت إلي بسبب قراري التعسفي؟” انحنى “لين جي” قليلاً إلى الأمام، مطويًا ذراعيه على ركبتيه كعادته. ثم قال بوجه جاد: “بالضبط. لقد تورطت مع ‘وليمة الدم’، أليس كذلك؟ هل نسيت نصيحتي لك آنذاك؟” اصطبغ وجه “وايلد” بالجدية. “في الحقيقة، أريد استخدام اجتماعهم القادم لإقناعهم بأن يصبحوا أتباعك وزبائن لمتجرك.” “؟!!” “انتظر.” رفع “لين جي” يده وسأل: “أتباعي؟” أدرك “وايلد” أنه تجاوز الحد. لم يقل صاحب المتجر أبدًا أنه يحتاج أتباعًا. كان دائمًا يوصي بالكتب للزبائن، يرشدهم للخروج من مأزقهم إلى حياة جديدة. ما جعله يفهم حقًا نية “لين جي” كان ذلك الكتاب: “طقوس ومراسم طائفة التهام الجثث”، بسبب الطقوس التقديسية الكثيرة المذكورة فيه. الطقوس التقديسية تُقام كتقديم لشخص أو شيء ما. الأساليب الموصوفة في الكتاب كانت وحشية وقاسية، لذا إذا كان هذا الشخص كيانًا خارقًا، فهو بالتأكيد كيان شرير. بما أن السيد لين كتب هذا الكتاب، فهو دون شك يشغل منصب الواعظ. لكن في الواقع، كان تخمين “وايلد” أن الاثنان هما نفس الشيء… مما أدى إلى هذا الزلة العرضية. “سعال، سعال. أعني… مؤمنين بالكتب.” غطى “وايلد” فمه وسعل بشكل جاف. ثم قال بنظرة عزم في عينيه: “لطالما كنت مدينًا للمساعدة التي قدمتها لي. فكرت في الأمر مرارًا. مجرد جرجول حجري واحد لا يكفي لرد الجميل، لكن أي شيء مادي يبدو تافهًا.” “لذلك، قررت ممارسة أيديولوجيتك، جعل الضالين يجدون المعنى الحقيقي للحياة، وأيضًا جعلهم يستمعون إلى تعاليمك!” “…” ظهرت نظرة معقدة في عيني “لين جي”. لم يتخيل أبدًا أن هذا هو سبب انضمام “وايلد” إلى “وليمة الدم”. لا، لا يمكن اعتبار هذا “انضمامًا”. إنه “تسلل” لتحريض تمرد وتفكيك هذه المنظمة من الداخل! إنه… منور جدًا! تأثر “لين جي”. لم تذهب سنتان من تقديم “حساء الدجاج التشجيعي” سدى. مع ذلك، كان هذا خطرًا جدًا على رجل في عمر “وايلد”، فقرر أن يحاول نصحه مرة أخرى. “أيها العجوز وايلد، نواياك طيبة حقًا، لكن…” تجمدت عينا “لين جي”، ومرت نظراته فوق كتف “وايلد” لتستقر على الجدار الفاصل خلفه. كانت دماءٌ قاتمةٌ تتسرب على الأرض. “لكن ما هذا؟” ********************************************************************* ترجمة Nobody بسم الله. سبحان الله. الحمد لله. الله أكبر. استغفر الله. لا إله إلا الله. لا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات