عين ثالثة
الفصل 129: عين ثالثة
*******************
بالنسبة لهذا الشاب المتمرد الذي اقتحم المكان، أبدى لين جي لطفًا، تسامحًا، وسخاءً.
لكن، كان لابد من معاقبته، وكانت الخطوة الأولى هي نزع سلاحه.
ورغم أن هذا الفتى في أواخر مراهقته، كان لين جي مستعدًا تمامًا للتعامل معه، وهزيمته في مجال تخصصه، وكسر غروره.
المعلم لين يعرف جيدًا مدى خطورة الأنانية على أشخاص مثل هود، العالقين في عوالمهم الداخلية. من المستحيل أن يتغير شخص مثل هذا بمجرد سماع موعظة من لين جي.
لذا، بما أن هود أراد استخراج المعرفة، قرر لين جي السماح له بالمحاولة. أن يخبره بأنه لا وجود لما يُسمى استخراج المعرفة سيكون عقابًا مخففًا، لذلك، كان من الأفضل أن يجعله يخوض التجربة بنفسه.
ابتسم لين جي، ثم رفع إصبعه وضغط على صدغه كما لو كان يقول: “المعرفة هنا، افعل ما تشاء.”
هل أملك خيار الرفض؟ تساءل هود في داخله. كانت ابتسامة صاحب المتجر تبدو خبيثة ومتعالية، كقطة تتلاعب بفأر بين مخالبها.
إشارة الإصبع إلى الصدغ أوضحت بجلاء أن هود سيلاقي مصيرًا مظلمًا إن لم يطع. كان ذلك تهديدًا صريحًا!
عدم المشاركة في هذه “اللعبة” يعني أنه سيُحتجز كرهينة للتفاوض مع اتحاد الحقيقة.
لو كان هود مجرد عالم عادي متخصص في الميكانيكا، لفضّل الموت على الخضوع وأصرّ على أن أفعال صاحب المتجر لا جدوى منها. فمثل هذا العالم يمكن استبداله بسهولة، ولا أحد يعتبره لا غنى عنه.
كما أن اتحاد الحقيقة لن يضحي بمعلوماته السرية لأجل حياة عالم عادي.
ولكن لسوء الحظ، كان لين جي محقًا تمامًا في توقعاته.
لم يكن هود شخصية مرموقة، لكن والديه كانا كذلك. لانغدون هود، 17 عامًا، باحث شاب في قسم الميكانيكا ومهووس بالحقيقة. والأهم من ذلك، أنه ابن أخت ماريا، رئيسة اتحاد الحقيقة، التي كانت شقيقة والدته الراحلة.
بمعنى آخر، هود هو من الجيل الثاني. ومع ذلك، بسبب قراره الانضمام إلى باحثي الحقيقة وافتعاله المشكلات المتكررة، كانت ماريا تحافظ على مسافة ظاهرية منه.
لكنها كانت تهتم به سرًا. لو لم يكن الأمر كذلك، لما تطورت شخصية هود بهذه الطريقة.
حاليًا، كانت ماريا تسعى إلى الوصول إلى رتبة سامية ولم تشغل نفسها بشؤون اتحاد الحقيقة. لكن إذا جاء اليوم الذي تنهي فيه عزلتها واكتشفت أن ابن أختها احتُجز كرهينة، فستحمل اتحاد الحقيقة المسؤولية، وسيدفع كثيرون الثمن.
لذلك، إذا احتجز لين جي هود كرهينة، فمن المحتمل جدًا أن يضطر اتحاد الحقيقة للتفاوض. وبغض النظر عن النتيجة، فإن سمعة اتحاد الحقيقة ستتلطخ، وسيزداد استياء هود تجاه كبار المسؤولين هناك.
فهم هود هذا جيدًا، لذلك لم يكن لديه خيار سوى الموافقة على اللعب.
شعر وكأنه فراشة علقت في شبكة عنكبوت، وكلما حاول الإفلات، ازداد تشابكًا.
“سألعب!” قال هود من بين أسنانه. لكنه شعر في أعماقه بأنه يُجبر على اللعبة بدلًا من أن يختارها.
قبل لحظات، سمع بوضوح صاحب المتجر يتصل بكلود، تلميذ “اللهب المقدس الذي لا يُقهر” جوزيف.
استدعاء شخص من برج الطقوس السرية كان إشارة واضحة على أن صاحب المتجر خطط لكل شيء ولم يترك لهود أي مجال للمناورة.
ابتسم لين جي وسحب سيفه للخلف. وبينما ينظر إلى الحبال التي تُقيد الشاب، قال ماكرًا: “استخراج المعرفة الذي تتحدث عنه لا يحتاج إلى استخدام اليدين، صحيح؟”
“بالطبع لا!” رد هود غاضبًا.
“من يظن هذا الرجل نفسه؟!” بعد أخذ نفس عميق، أغمض عينيه وبدأ التأمل.
في العادة، لا يحتاج استخراج المعرفة إلى حالة تأمل عميقة. “اللمعة المعرفية” تكون كافية عادةً، وهي الطريقة التي يستخدمها الآخرون من فريق هود.
لكن استخدام طريقة تقليدية هنا سيكون انتحارًا. رغم أن هود لم يكن يعرف مدى قوة صاحب المتجر، إلا أن الهالة المخيفة التي شعر بها عند دخوله الغرفة كانت كافية لإقناعه بالخطر الداهم.
وهذا هو السبب في أنه بقي جامدًا في مكانه وغير قادر على الرد قبل أن يجرّده لين جي من درعه.
إنه تحدٍ شبه مستحيل حتى لو كان هذا الكيان غير محمي تمامًا.
“هدفي ليس استخراج الكثير من المعرفة، بل فقط إثبات نجاح الاستخراج. سأستخدم كل قوتي وأستخلص شيئًا بسيطًا!”
بهذه الأفكار، حاول هود تشجيع نفسه، مُعتبرًا أن أمامه فرصة أخيرة.
هووو…
بعد تأمل طويل، وصل هود إلى ذروة استعداده وحاول أول محاولة استخراج. لكنه سرعان ما أدرك أن هناك شيئًا غير طبيعي.
“لا ضمانات؟ هذا مستحيل!” تساءل هود بدهشة. الروح التي أمامه بدت بسيطة، كأنها تعود إلى كائن عادي.
“هل هذا فخ؟ هل وضع “شوكة روحية” أو “صدمة عقلية”؟”
رغم تردده، لم يستطع التوقف واستمر في المحاولة.
جمع كل قوته، واستدعى “لمعته المعرفية”، واتصل بحدود تلك الروح.
عندما شعر بالنجاح، غمرت عقله فجأة صور مرعبة ومشوهة.
محيطات تصرخ، نجوم بعيون مفتوحة، وظلام بلا نهاية يبتلعه!
إنه فخ! هذه المعرفة هي سم قاتل!
صرخ هود في خوف: “أستسلم! أستسلم! توقفت عن اللعب!”
فتح عينيه فجأة، متراجعًا بخوف لدرجة أنه سقط على الأرض. حاول التحرر من الحبال، لكن ظلالًا مخيفة بدا أنها تحاول التهامه.
بعد لحظات، هدأ.
“هل أنت بخير؟” سأل لين جي بتعاطف، جالسًا على ركبتيه.
“أنا بخير…” أجاب هود بصوت مبحوح.
ضحك لين جي، ثم قال: “هذا جيد. قم بمساعدة نفسك على الوقوف.”
بصعوبة، دفع هود نفسه من الأرض وأدار رأسه.
مو إن، التي كانت تراقب الموقف، شهقت عندما رأت فجوة في منتصف جبين هود تتحرك قبل أن تفتح، لتكشف عن عين ثالثة.
تراجعت مو إن خطوة للخلف، وقد ارتعدت من هول ما رأت.
*********************************************************************
ترجمة Nobody
بسم الله.
سبحان الله.
الحمد لله.
الله أكبر.
استغفر الله.
لا إله إلا الله.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات