رسالة التوصية
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كان برونو يزور والده في محاولة لإقناعه بالمساعدة في تحسين مخططاته وجعلها قابلة لتصنيع في السنوات القادمة، كان لدى هايدي اجتماعها الخاص داخل المبنى الذي يضم أعضاء البوندستاغ ومكاتبهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com على مكتب العم استقرت نسخة من الرسالة التي بعث بها اللواء الفرنسي هنري-نيكولا فراي إلى القيادة العليا الألمانية. كانت كلمات هذا اللواء الفرنسي تنضح بالقوة والحكمة، تعبّر عن احترام نادر لرجل يُعدّ من ألد أعداء فرنسا. لو وقعت هذه الرسالة في أيدي السياسيين الفرنسيين المتشددين، لما ترددوا في اعتبارها خيانة عظمى.
كانت الأسرة التي وولدت هايدي فيها، بصفتها الابنة غيرت الشرعية لأمير من عائلة ذات سيادة سابقة، معقدة إلى حد كبير. لكن هكذا هو حال النبلاء. فقد انقسمت عائلة “فون بينتهايم” إلى فرعين منفصلين.
ولدت هايدي كابنة غير شرعية للأمير غوستاف فون بينتهايم-تكلنبورغ، وبسبب طبيعة ولادتها، كانت علاقتها بذلك الجانب من العائلة متوترة للغاية. ومع ذلك، كانت علاقتها بالفرع الآخر، “فون بينتهايم-شتاينفورت”، جيدة جدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com .
في شبابها، أتاح لها الحظ فرصة تكوين صداقة مع الأميرة الصغيرة لعائلة “فون بينتهايم-شتاينفورت”، والتي كانت ترتبط بها بقرابة بعيدة. ورغم أنهما اعتادتا أن تناديا بعضهما بصفة “أبناء العمومة”، إلا أن العلاقة الفعلية بينهما كانت أبعد من ذلك بكثير.
.
ومن خلال الصدفة البحتة، أنقذت هايدي حياة تلك الأميرة الصغيرة، وبهذا الفعل لم تكتسب فقط رضا عائلة نبيلة ذات نفوذ، بل أيضًا صداقة مدى الحياة مع قريبتها البعيدة. وكان والد تلك القريبة هو الشخص الذي أتت هايدي لزيارته اليوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الأولى جاءت من قائد كتيبته السابق، وهو عقيد مرموق، وكانت كلماته بحق برونو مشبعة بالثناء والإعجاب. أما الرسالة الثانية، فجاءت بشكل غير متوقع من لواء فرنسي خدم زوجك كمستشار عسكري له خلال الأشهر الأخيرة من الحملة.”
فقد كانت عائلة ذلك الرجل منخرطة بشدة في القيادة العليا للجيش الألماني؛ حيث كان ابنه عضوًا في قسم الاستخبارات، فيما كان شقيقه الأصغر جنرالًا في الفرقة المركزية.
في شبابها، أتاح لها الحظ فرصة تكوين صداقة مع الأميرة الصغيرة لعائلة “فون بينتهايم-شتاينفورت”، والتي كانت ترتبط بها بقرابة بعيدة. ورغم أنهما اعتادتا أن تناديا بعضهما بصفة “أبناء العمومة”، إلا أن العلاقة الفعلية بينهما كانت أبعد من ذلك بكثير.
جلست هايدي أمام عمّها، الذي ارتسمت على وجهه ابتسامة دافئة. شعر بالمفاجأة لرؤية الشابة التي يعتبرها كابنته تزوره في هذا الوقت، لكنها كانت مفاجأة سارة بلا شك، عبّر عنها على الفور.
“أنا سعيد لأن زواجك من الشاب برونو كان موفق. وأنا متأكد أن سبب زيارتك لي اليوم يتعلق به، أليس كذلك؟”
“أعتذر عن الإطالة عزيزتي. ما رأيك أن نبحث عن مكان جميل لنتناول الغداء؟”
وبما أن الرجل أراد الدخول مباشرة في صلب الموضوع، أومأت هايدي برأسها على الفور، متخلية عن المجاملات، وبدأت تقدم طلبها لعّمها .
“عمي العزيز، أليس شقيقك ضمن قيادات الفرقة المركزية؟ إن لم أكن مخطئة، فهو يتمتع بقدر من النفوذ في ما يخص طلبات الالتحاق بالكلية الحربية البروسية، أليس كذلك؟ أعلم أن برونو ربما لا يستوفي شرط الخدمة الأدنى كضابط مفوض لمدة خمس سنوات، لكن أداءه في قمع ثورة الملاكمين كان دليلاً لا لبس فيه على براعته وكفاءته. أيمكنك، من فضلك، أن…؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن هذه الأوهام سوفا تتلاشى عندما تبدأ الحرب العظمى ويجد الجندي نفسه في قلب المعركة الحقيقية، حيث لا يقف أمام جيش من العصور الوسطى ولا عصابات غير مدربة وبالكاد تعرف كيف تحمل سلاحًا، بل يواجه خصمًا مدججًا بالسلاح ومساوٍ له في القوة والتكتيك، يقاتل بعزيمة لا تقل عن عزيمته. هناك في الخنادق وبين جثت زملائه المتعفنة تختفي كل الأفكار الخيالية عن مجد الحرب، ويتحول كل يوم إلى معركة بائسة من أجل البقاء وتمني إنتهاء الحرب حتى لو كان ذالك يعني الخسارة .
قاطَعَها عمّها بإشارة خفيفة من يده، لم يظهر عليه الغضب من محاولتها استغلال علاقاتها لدعم مسيرة زوجها في الجيش، فهكذا تُدار الأمور في عالم السياسة. لكنه فاجأ هايدي برد غير متوقع، يكشف ما كانت تجهله تمامًا.
.
قاطَعَها عمّها بإشارة خفيفة من يده، لم يظهر عليه الغضب من محاولتها استغلال علاقاتها لدعم مسيرة زوجها في الجيش، فهكذا تُدار الأمور في عالم السياسة. لكنه فاجأ هايدي برد غير متوقع، يكشف ما كانت تجهله تمامًا.
“لا حاجة للإطالة، سأكون صريحًا معك. لكن ما سأخبرك به يجب أن يبقى طي الكتمان ولا يُفشى خارج هذه الغرفة. لقد تلقت الفرقة المركزية بالفعل رسالتي توصية لصالح قبول طلب زوجك.”
—
“الأولى جاءت من قائد كتيبته السابق، وهو عقيد مرموق، وكانت كلماته بحق برونو مشبعة بالثناء والإعجاب. أما الرسالة الثانية، فجاءت بشكل غير متوقع من لواء فرنسي خدم زوجك كمستشار عسكري له خلال الأشهر الأخيرة من الحملة.”
ولدت هايدي كابنة غير شرعية للأمير غوستاف فون بينتهايم-تكلنبورغ، وبسبب طبيعة ولادتها، كانت علاقتها بذلك الجانب من العائلة متوترة للغاية. ومع ذلك، كانت علاقتها بالفرع الآخر، “فون بينتهايم-شتاينفورت”، جيدة جدًا.
“لقد أدهشنا أن لواء من دولة أجنبية – وبالأخص من فرنسا – يقدم رسالة توصية شخصية لصالح أحد ضباطنا. وكما هو متوقع، بادرنا بفتح تحقيق حول أي صلات محتملة قد تربط زوجك بالجمهورية الفرنسية.”
في شبابها، أتاح لها الحظ فرصة تكوين صداقة مع الأميرة الصغيرة لعائلة “فون بينتهايم-شتاينفورت”، والتي كانت ترتبط بها بقرابة بعيدة. ورغم أنهما اعتادتا أن تناديا بعضهما بصفة “أبناء العمومة”، إلا أن العلاقة الفعلية بينهما كانت أبعد من ذلك بكثير.
“لقد أدهشنا أن لواء من دولة أجنبية – وبالأخص من فرنسا – يقدم رسالة توصية شخصية لصالح أحد ضباطنا. وكما هو متوقع، بادرنا بفتح تحقيق حول أي صلات محتملة قد تربط زوجك بالجمهورية الفرنسية.”
ثم أردف بابتسامة خفيفة، قاطعًا نظرة الشك في عينيها: “لا تنظري إليّ هكذا، فقد كان هذا مجرد إجراء روتيني. وسرعان ما ثبتت براءته من أي شبهة. بدا أن الرسالة كانت تعبيرًا حقيقيًا عن الاحترام والتقدير من رجل خدم جنبًا إلى جنب مع زوجك.”
كانت هذه مجرد مقتطفات من رسالة التوصية التي كتبها اللواء الفرنسي بحق برونو، لكنها كانت كافية لجذب انتباه الفرقة المركزية، وأصبحت العامل الحاسم في منحه امتيازات غير مسبوقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الأولى جاءت من قائد كتيبته السابق، وهو عقيد مرموق، وكانت كلماته بحق برونو مشبعة بالثناء والإعجاب. أما الرسالة الثانية، فجاءت بشكل غير متوقع من لواء فرنسي خدم زوجك كمستشار عسكري له خلال الأشهر الأخيرة من الحملة.”
وبعد لحظة صمت مدروسة، أكمل حديثه: “بعد فحص دقيق، قررت الفرقة المركزية قبول زوجك في الكلية الحربية البروسية، وسيبدأ فصله الدراسي الجديد مع بداية الخريف. وأفترض أن هذا الخبر سيبعث في قلبك الطمأنينة، إذ سيبقى زوجك في وضع آمن بجوارك كل ليلة على مدى السنوات الثلاث القادمة. وهذا، بلا شك، هو السبب الحقيقي الذي أتى بك إلى هنا، أليس كذلك؟”
في هذه الحقبة، كانت الحرب تُعتبر للجيل الصاعد مغامرة لا بد أن يخوضها ليبلغ ذروة رجولته ويثبت مكانته في مجتمع تمجّد فيه البطولات العسكرية. كانت التصورات الرومانسية تُصور الحرب كاختبار للفروسية والشجاعة، حيث يُخلد الأبطال بأعمالهم الجريئة.
شعرت هايدي بشيء من الإحراج للاعتراف بذلك، لكن كلمات عمها كانت في محلها تماما . فكل ما كانت تطمح إليه هو أن يبقى برونو إلى جوارها، آمنًا، بعد أن قضى السنة الأولى من زواجهما بعيدًا عنها، غائبًا في ميادين الحرب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الأولى جاءت من قائد كتيبته السابق، وهو عقيد مرموق، وكانت كلماته بحق برونو مشبعة بالثناء والإعجاب. أما الرسالة الثانية، فجاءت بشكل غير متوقع من لواء فرنسي خدم زوجك كمستشار عسكري له خلال الأشهر الأخيرة من الحملة.”
لم يكن ذلك كل ما تريده؛ فقد كانت تطمح أيضًا أن يرى برونو أحلامه تتحقق، ويتقدم بثبات في صفوف الجيش الألماني. وبما أن رغباتهما توافقت بشكل مثالي، رأت أنه لا ضرر في استغلال علاقاتها لدعمه.
لم تستطع هايدي إخفاء أفكارها أكثر، وسرعان ما بدأت بالكشف عن بعض الأمور التي سمعتها خلال الأشهر الماضية، والتي أراد برونو أن يحتفظ بها لنفسه.
غير أن المفاجأة الكبرى كانت أن جهودها لم تكن مطلوبة أصلًا. فقد أظهر برونو من المهارات ما جعله يستحق إعجابًا استثنائيًا، حتى من جنرال فرنسي يُنظر إليه في أعين كثير من الألمان كعدو لدود.
بطبيعة الحال، شكرت هايدي عمها بامتنان على استقباله لها رغم ضيق الوقت، قبل أن تغادر الغرفة. وما إن بقي العم وحيدًا، حتى صب لنفسه كأسًا من الشراب، واحتسى منه ببطء، بينما كان يحدق عبر نافذة مكتبه في صمت عميق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على الرغم من العلاقة الوثيقة بينهما، لم يكن برونو على دراية بصلات هايدي بعائلة “فون بينتهايم-شتاينفورت”. وبسبب ذلك، لم يشك للحظة أنها قد غادرت لتدافع عنه في غيابه. كان سعيدًا فقط برؤيتها في المكان الذي تركها فيه.
“ذئب بروسيا، هاه؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
.
على مكتب العم استقرت نسخة من الرسالة التي بعث بها اللواء الفرنسي هنري-نيكولا فراي إلى القيادة العليا الألمانية. كانت كلمات هذا اللواء الفرنسي تنضح بالقوة والحكمة، تعبّر عن احترام نادر لرجل يُعدّ من ألد أعداء فرنسا. لو وقعت هذه الرسالة في أيدي السياسيين الفرنسيين المتشددين، لما ترددوا في اعتبارها خيانة عظمى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم أردف بابتسامة خفيفة، قاطعًا نظرة الشك في عينيها: “لا تنظري إليّ هكذا، فقد كان هذا مجرد إجراء روتيني. وسرعان ما ثبتت براءته من أي شبهة. بدا أن الرسالة كانت تعبيرًا حقيقيًا عن الاحترام والتقدير من رجل خدم جنبًا إلى جنب مع زوجك.”
> “لم تطأ هذه الأرض منذ رحيل نابليون رجلاً يمتلك مثل هذه العبقرية العسكرية المتأصلة. ومع أنني أعي تمامًا أن هذه الرسالة قد تُلقي بظلال ثقيلة على مستقبل بلادي، فإنني أجد نفسي ملزمًا بالاعتراف بأن النقيب برونو فون زينتنر ليس مجرد ضابط عادي، بل هو عملاق من عمالقة الحرب، ينتظر اللحظة التي يُطلق فيها العنان لقدراته الفذة.”
على الرغم من العلاقة الوثيقة بينهما، لم يكن برونو على دراية بصلات هايدي بعائلة “فون بينتهايم-شتاينفورت”. وبسبب ذلك، لم يشك للحظة أنها قد غادرت لتدافع عنه في غيابه. كان سعيدًا فقط برؤيتها في المكان الذي تركها فيه.
> “لم تطأ هذه الأرض منذ رحيل نابليون رجلاً يمتلك مثل هذه العبقرية العسكرية المتأصلة. ومع أنني أعي تمامًا أن هذه الرسالة قد تُلقي بظلال ثقيلة على مستقبل بلادي، فإنني أجد نفسي ملزمًا بالاعتراف بأن النقيب برونو فون زينتنر ليس مجرد ضابط عادي، بل هو عملاق من عمالقة الحرب، ينتظر اللحظة التي يُطلق فيها العنان لقدراته الفذة.”
“لقد أدهشنا أن لواء من دولة أجنبية – وبالأخص من فرنسا – يقدم رسالة توصية شخصية لصالح أحد ضباطنا. وكما هو متوقع، بادرنا بفتح تحقيق حول أي صلات محتملة قد تربط زوجك بالجمهورية الفرنسية.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
> “لقد خضت بجانبه تجربة علّمتني الكثير، وأرى بوضوح أن ترقيته السريعة داخل صفوف الجيش الألماني ليست خيارًا، بل ضرورة. وأتمنى أن تدرك الأجيال القادمة من القادة الحكمة في تفادي أي صدام بين الدولتين… ”
> “لقد خضت بجانبه تجربة علّمتني الكثير، وأرى بوضوح أن ترقيته السريعة داخل صفوف الجيش الألماني ليست خيارًا، بل ضرورة. وأتمنى أن تدرك الأجيال القادمة من القادة الحكمة في تفادي أي صدام بين الدولتين… ”
شعرت هايدي بشيء من الإحراج للاعتراف بذلك، لكن كلمات عمها كانت في محلها تماما . فكل ما كانت تطمح إليه هو أن يبقى برونو إلى جوارها، آمنًا، بعد أن قضى السنة الأولى من زواجهما بعيدًا عنها، غائبًا في ميادين الحرب.
كانت هذه مجرد مقتطفات من رسالة التوصية التي كتبها اللواء الفرنسي بحق برونو، لكنها كانت كافية لجذب انتباه الفرقة المركزية، وأصبحت العامل الحاسم في منحه امتيازات غير مسبوقة.
“لقد أدهشنا أن لواء من دولة أجنبية – وبالأخص من فرنسا – يقدم رسالة توصية شخصية لصالح أحد ضباطنا. وكما هو متوقع، بادرنا بفتح تحقيق حول أي صلات محتملة قد تربط زوجك بالجمهورية الفرنسية.”
“لقد أدهشنا أن لواء من دولة أجنبية – وبالأخص من فرنسا – يقدم رسالة توصية شخصية لصالح أحد ضباطنا. وكما هو متوقع، بادرنا بفتح تحقيق حول أي صلات محتملة قد تربط زوجك بالجمهورية الفرنسية.”
في شبابها، أتاح لها الحظ فرصة تكوين صداقة مع الأميرة الصغيرة لعائلة “فون بينتهايم-شتاينفورت”، والتي كانت ترتبط بها بقرابة بعيدة. ورغم أنهما اعتادتا أن تناديا بعضهما بصفة “أبناء العمومة”، إلا أن العلاقة الفعلية بينهما كانت أبعد من ذلك بكثير.
—
فقد كانت عائلة ذلك الرجل منخرطة بشدة في القيادة العليا للجيش الألماني؛ حيث كان ابنه عضوًا في قسم الاستخبارات، فيما كان شقيقه الأصغر جنرالًا في الفرقة المركزية.
استغرقت مقابلة برونو مع والده وقتًا أطول من مقابلة هايدي مع عمها. وعندما خرج أخيرًا من مكتب والده، وجد زوجته جالسة في انتظاره، وكأنها لم تغادر مكانها قط.
على الرغم من العلاقة الوثيقة بينهما، لم يكن برونو على دراية بصلات هايدي بعائلة “فون بينتهايم-شتاينفورت”. وبسبب ذلك، لم يشك للحظة أنها قد غادرت لتدافع عنه في غيابه. كان سعيدًا فقط برؤيتها في المكان الذي تركها فيه.
كانت الأسرة التي وولدت هايدي فيها، بصفتها الابنة غيرت الشرعية لأمير من عائلة ذات سيادة سابقة، معقدة إلى حد كبير. لكن هكذا هو حال النبلاء. فقد انقسمت عائلة “فون بينتهايم” إلى فرعين منفصلين.
شعرت هايدي بشيء من الإحراج للاعتراف بذلك، لكن كلمات عمها كانت في محلها تماما . فكل ما كانت تطمح إليه هو أن يبقى برونو إلى جوارها، آمنًا، بعد أن قضى السنة الأولى من زواجهما بعيدًا عنها، غائبًا في ميادين الحرب.
“أعتذر عن الإطالة عزيزتي. ما رأيك أن نبحث عن مكان جميل لنتناول الغداء؟”
في هذه الحقبة، كانت الحرب تُعتبر للجيل الصاعد مغامرة لا بد أن يخوضها ليبلغ ذروة رجولته ويثبت مكانته في مجتمع تمجّد فيه البطولات العسكرية. كانت التصورات الرومانسية تُصور الحرب كاختبار للفروسية والشجاعة، حيث يُخلد الأبطال بأعمالهم الجريئة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تدلِ هايدي بأي تعليق حول المكان الذي ذهبت إليه أو من قابلت. بدلاً من ذلك، أمسكت بذراعه وابتسمت، تاركة له مهمة اصطحابها خارج البوندستاغ والعودة إلى سيارتهما، التي نقلتهما إلى أعماق مدينة برلين.
لم تدلِ هايدي بأي تعليق حول المكان الذي ذهبت إليه أو من قابلت. بدلاً من ذلك، أمسكت بذراعه وابتسمت، تاركة له مهمة اصطحابها خارج البوندستاغ والعودة إلى سيارتهما، التي نقلتهما إلى أعماق مدينة برلين.
توقف الاثنان عند مطعم صغير وهادئ يقدم المأكولات على الطراز الفيينّي. وبعد أن طلبا وجبتيهما، لاحظ برونو أن هايدي كانت تنظر إليه باستمرار، مسندة ذقنها إلى راحة يدها.
وبعد لحظة صمت مدروسة، أكمل حديثه: “بعد فحص دقيق، قررت الفرقة المركزية قبول زوجك في الكلية الحربية البروسية، وسيبدأ فصله الدراسي الجديد مع بداية الخريف. وأفترض أن هذا الخبر سيبعث في قلبك الطمأنينة، إذ سيبقى زوجك في وضع آمن بجوارك كل ليلة على مدى السنوات الثلاث القادمة. وهذا، بلا شك، هو السبب الحقيقي الذي أتى بك إلى هنا، أليس كذلك؟”
جلست هايدي أمام عمّها، الذي ارتسمت على وجهه ابتسامة دافئة. شعر بالمفاجأة لرؤية الشابة التي يعتبرها كابنته تزوره في هذا الوقت، لكنها كانت مفاجأة سارة بلا شك، عبّر عنها على الفور.
في البداية، ظن أن هناك شيئًا على وجهه، ولكن عندما أدرك أن الأمر ليس كذلك، بادر إلى التعليق حول سبب نظرتها المفتونة.
.
“هل هناك شيء يزعجك؟ لماذا تنظرين إليّ هكذا؟”
وبعد لحظة صمت مدروسة، أكمل حديثه: “بعد فحص دقيق، قررت الفرقة المركزية قبول زوجك في الكلية الحربية البروسية، وسيبدأ فصله الدراسي الجديد مع بداية الخريف. وأفترض أن هذا الخبر سيبعث في قلبك الطمأنينة، إذ سيبقى زوجك في وضع آمن بجوارك كل ليلة على مدى السنوات الثلاث القادمة. وهذا، بلا شك، هو السبب الحقيقي الذي أتى بك إلى هنا، أليس كذلك؟”
في هذه الحقبة، كانت الحرب تُعتبر للجيل الصاعد مغامرة لا بد أن يخوضها ليبلغ ذروة رجولته ويثبت مكانته في مجتمع تمجّد فيه البطولات العسكرية. كانت التصورات الرومانسية تُصور الحرب كاختبار للفروسية والشجاعة، حيث يُخلد الأبطال بأعمالهم الجريئة.
لم تستطع هايدي إخفاء أفكارها أكثر، وسرعان ما بدأت بالكشف عن بعض الأمور التي سمعتها خلال الأشهر الماضية، والتي أراد برونو أن يحتفظ بها لنفسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومن خلال الصدفة البحتة، أنقذت هايدي حياة تلك الأميرة الصغيرة، وبهذا الفعل لم تكتسب فقط رضا عائلة نبيلة ذات نفوذ، بل أيضًا صداقة مدى الحياة مع قريبتها البعيدة. وكان والد تلك القريبة هو الشخص الذي أتت هايدي لزيارته اليوم.
توقف الاثنان عند مطعم صغير وهادئ يقدم المأكولات على الطراز الفيينّي. وبعد أن طلبا وجبتيهما، لاحظ برونو أن هايدي كانت تنظر إليه باستمرار، مسندة ذقنها إلى راحة يدها.
“ذئب بروسيا؟ يبدو لقبًا رائعًا، أليس كذلك؟ سمعت قصصًا عنك من زوجات الرجال الذين خاضوا المعارك في الصين. تعرف، أولئك الذين كتبوا إلى زوجاتهم رسائل مليئة بتفاصيل مغامراتهم في تلك الأرض البعيدة والساحرة. غريب كيف كانوا يتحدثون بصراحة عن تجربتهم في الجيش، بينما كانت رسائلك إليّ أكثر… تحفظًا.”
في شبابها، أتاح لها الحظ فرصة تكوين صداقة مع الأميرة الصغيرة لعائلة “فون بينتهايم-شتاينفورت”، والتي كانت ترتبط بها بقرابة بعيدة. ورغم أنهما اعتادتا أن تناديا بعضهما بصفة “أبناء العمومة”، إلا أن العلاقة الفعلية بينهما كانت أبعد من ذلك بكثير.
لم يعرف برونو كيف يرد على هذا التصريح. فقد نشأت هايدي، مثل كثيرين في ابناء عصرها ، على أفكار رومنسية عن الشرف والمجد الذي يمكن للرجل اكتسابه في ساحات القتال من خلال أعمال بطولة…
“لقد أدهشنا أن لواء من دولة أجنبية – وبالأخص من فرنسا – يقدم رسالة توصية شخصية لصالح أحد ضباطنا. وكما هو متوقع، بادرنا بفتح تحقيق حول أي صلات محتملة قد تربط زوجك بالجمهورية الفرنسية.”
في هذه الحقبة، كانت الحرب تُعتبر للجيل الصاعد مغامرة لا بد أن يخوضها ليبلغ ذروة رجولته ويثبت مكانته في مجتمع تمجّد فيه البطولات العسكرية. كانت التصورات الرومانسية تُصور الحرب كاختبار للفروسية والشجاعة، حيث يُخلد الأبطال بأعمالهم الجريئة.
لكن هذه الأوهام سوفا تتلاشى عندما تبدأ الحرب العظمى ويجد الجندي نفسه في قلب المعركة الحقيقية، حيث لا يقف أمام جيش من العصور الوسطى ولا عصابات غير مدربة وبالكاد تعرف كيف تحمل سلاحًا، بل يواجه خصمًا مدججًا بالسلاح ومساوٍ له في القوة والتكتيك، يقاتل بعزيمة لا تقل عن عزيمته. هناك في الخنادق وبين جثت زملائه المتعفنة تختفي كل الأفكار الخيالية عن مجد الحرب، ويتحول كل يوم إلى معركة بائسة من أجل البقاء وتمني إنتهاء الحرب حتى لو كان ذالك يعني الخسارة .
وبعد لحظة صمت مدروسة، أكمل حديثه: “بعد فحص دقيق، قررت الفرقة المركزية قبول زوجك في الكلية الحربية البروسية، وسيبدأ فصله الدراسي الجديد مع بداية الخريف. وأفترض أن هذا الخبر سيبعث في قلبك الطمأنينة، إذ سيبقى زوجك في وضع آمن بجوارك كل ليلة على مدى السنوات الثلاث القادمة. وهذا، بلا شك، هو السبب الحقيقي الذي أتى بك إلى هنا، أليس كذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومن خلال الصدفة البحتة، أنقذت هايدي حياة تلك الأميرة الصغيرة، وبهذا الفعل لم تكتسب فقط رضا عائلة نبيلة ذات نفوذ، بل أيضًا صداقة مدى الحياة مع قريبتها البعيدة. وكان والد تلك القريبة هو الشخص الذي أتت هايدي لزيارته اليوم.
سحب سيجارة وأشعلها، ثم قال بصوت هادئ وهو ينفث دخانها من رئتيه:
“فعلت ما كان عليّ فعله من أجل الوطن، وهذا كل ما في الأمر.”
شعرت هايدي بخيبة أمل لرفض برونو الخوض في تفاصيل تجربته. كان ذلك بالطبع طريقته لحمايتها من أهوال الحرب التي شهدها وشارك فيها.
ولدت هايدي كابنة غير شرعية للأمير غوستاف فون بينتهايم-تكلنبورغ، وبسبب طبيعة ولادتها، كانت علاقتها بذلك الجانب من العائلة متوترة للغاية. ومع ذلك، كانت علاقتها بالفرع الآخر، “فون بينتهايم-شتاينفورت”، جيدة جدًا.
في نهاية المطاف، غير الاثنان الموضوع عندما أصر برونو على موقفه. وبدلاً من ذلك، استمتعا معًا بمناقشة مواضيع أكثر إمتاعًا أثناء استكمال موعدهما.
.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الأولى جاءت من قائد كتيبته السابق، وهو عقيد مرموق، وكانت كلماته بحق برونو مشبعة بالثناء والإعجاب. أما الرسالة الثانية، فجاءت بشكل غير متوقع من لواء فرنسي خدم زوجك كمستشار عسكري له خلال الأشهر الأخيرة من الحملة.”
.
في شبابها، أتاح لها الحظ فرصة تكوين صداقة مع الأميرة الصغيرة لعائلة “فون بينتهايم-شتاينفورت”، والتي كانت ترتبط بها بقرابة بعيدة. ورغم أنهما اعتادتا أن تناديا بعضهما بصفة “أبناء العمومة”، إلا أن العلاقة الفعلية بينهما كانت أبعد من ذلك بكثير.
.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com .
ولدت هايدي كابنة غير شرعية للأمير غوستاف فون بينتهايم-تكلنبورغ، وبسبب طبيعة ولادتها، كانت علاقتها بذلك الجانب من العائلة متوترة للغاية. ومع ذلك، كانت علاقتها بالفرع الآخر، “فون بينتهايم-شتاينفورت”، جيدة جدًا.
كانت الأسرة التي وولدت هايدي فيها، بصفتها الابنة غيرت الشرعية لأمير من عائلة ذات سيادة سابقة، معقدة إلى حد كبير. لكن هكذا هو حال النبلاء. فقد انقسمت عائلة “فون بينتهايم” إلى فرعين منفصلين.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات