الراحة
بعد عودته إلى المنزل من يومه الأول في الكلية الحربية البروسية، لم يكن برونو يرغب إلا في الانهيار على سريره لينعم بنوم عميق. لكن هل كانت هايدي ستسمح له بذلك دون أن يتناول وجبة مشبعة؟
“أنتم لا تملكون أدنى فكرة عن حجم الإذلال الذي تكبدناه هناك… اللواء فري يستحق الإعدام كخائن للجمهورية! لقد لجأ إلى مستشار ألماني لدعم جهودنا الحربية. ذالك اللعين المسمى ‘ذئب بروسيا’ هو من قاد قواتنا للنصر على بقايا المتمردين، وليس قائدنا الفعلي!”
لم يكن ليون مجرد نقيض برونو كونه ضابطًا عسكريًا فرنسيًا، بينما كان برونو ألمانيًا. بل كانا على طرفي نقيض من الناحية الشخصية والسياسية. كان برونو رجلًا يساري محافظًا وملكيًا مخلصًا. كانت ولاءاته أولًا لعائلته، ثم لشعبه، وأخيرًا للقيصر.
بالطبع لا. كزوجة صالحة تهتم بصحة زوجها، استقبلته عند الباب بكوب من البيرة في يد وطبق من الطعام في الأخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت الحياة في فرنسا بعد تمرد الملاكمين مشابهة إلى حد كبير للحياة في بقية أوروبا. لم يكن أحد يعلم أن العقد التالي سيشهد أحد أكثر الحروب المأساوية في التاريخ. واستمر ليون في مسيرته العسكرية بالنهار، بينما كان يتجول في شوارع باريس برفقة النساء الطائشات في الليل.
حتى برونو، رغم إرهاقه الشديد، لم يستطع مقاومة طبق الشنيتسل والبطاطا المقلية والسباتزل، وكان هذا كافيًا لإقناعه بتناول وجبة مع زوجته. ورغم أن كليهما من بروسيا، إلا أن هايدي كانت بارعة في تحضير العديد من الأطباق الإقليمية الألمانية بإتقان تام.
لذلك ابتسمت له بابتسامة محبة وأعربت عن ثقتها فيه.
وكانت هايدي نفسها تملك ولعًا خاصًا بوصفات جنوب ألمانيا، مثل تلك الشائعة في دوقية بادن الكبرى ومملكة بافاريا وأرشيدوقية النمسا. لقد أمضت سنوات عديدة من حياتها تتقن فن الطهي، استعدادًا لليوم الذي ستتزوج فيه برونو رسميًا.
والآن، بعد أن أصبحا يعيشان معًا، تمكنت هايدي أخيرًا من رؤية زوجها يستمتع بالطعام الذي أعدته له. كان برونو، بطبيعته، سعيدًا بوجبة منزلية صنعتها يد زوجته ، فتناول طعامه بحماس، ولم يبخل عليها بعبارات الثناء.
حتى لو تم تكريم الجنرال فريي وعدد من الضباط تحت قيادته، بما فيهم ليون، بمداليات لمساهماتهم في الحملة، إلا أن ليون لم يشعر بأي فخر بالقطعة المعدنية التي وُضعت على صدره.
“سأموت جوعا في المرة القادمة التي أذهب فيها للجبهة وأضطر إلى الاعتماد على حصص الجيش… لقد جعلتِ ذائقتي متطلبة للغاية … أتمنى أن تكوني فخورة بذلك!”
كان ليون يعيش حياة مفرطة في المتعة، حيث ينفق راتبه ببذخ على الخمر والنساء، في تناقض صارخ مع برونو الذي يكرس ماله لدعم زوجته وطفله المنتظر. وفي تلك الليلة، لم يشذ عن عادته، إذ قضى سهرته في حانة مع عدد من زملائه الجنود، يتذمر من أحداث الصين أمام رجال لم يخوضوا أهوال القتال الفعلي.
ابتسمت هايدي بفخر عند سماعها ثناء برونو ، لكنها لم تلبث أن حولت الحديث إلى يومه الأول في الكلية الحربية البروسية، متسائلة عما إذا كانت الدروس صعبة كما سمعت.
لم يقل ليون كلمة، واكتفى بإطلاق نظرة غضب تجاه صديقه، الذي كان متزوجًا ولديه خمس أطفال صغار؛ أمر كان ليون يسخر منه، حيث شرب جرعة أخرى من كأس نبيذه. وأبدى الضابط الآخر الذي كان معه رأيًا مماثلاً، وتركوا الكابتن لغلي وحيدا في كراهيته.
“كيف كان يومك الأول؟ هل كانت الدروس صعبة كما يُقال؟”
تتماشى هذه القيم مع أهداف برونو في حياته الجديدة؛ فقد وضع خطة تضمن انتصار ألمانيا في الحرب العظمى، أو على الأقل تجنب تبعات معاهدة فرساي المجحفة. بالنسبة له، لم تكن المسألة مجرد هيمنة ألمانية في القرن المقبل، بل كانت تتعلق بالحفاظ على الملكية والنمط التقليدي للحياة المتجذر في القيم الدينية. ورغم أن برونو لم يكن متدينًا بطبعه، إلا أنه كان يدعم التعليم الديني بشدة، خصوصًا بعد أن رأى التبعات الوخيمة لابتعاد الناس عن الدين والانصراف نحو عبادة المال والشهوات الشخصية تحت مسمى الحرية الفردية.
سارع برونو إلى هز رأسه وهو يغسل الطعام بجرعة من البيرة، ثم عاد إلى الشنيتسل، وبدأ بالرد بينها وبين قضمة وأخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد كان عازمًا على إثبات نفسه. هؤلاء الألمان الملعونون! ستنال فرنسا انتقامها لعام 1871، وستعود الألزاس واللورين إلى أصحابها الشرعيين! كان يؤمن أنه في حياته سيرى الأعلام الفرنسية ترفرف فوق الأراضي المتنازع عليها مرة أخرى، أو سيموت وهو يحاول!
“على الإطلاق، لقد أتقنت هذه المواضيع منذ زمن بعيد. ما اقوم به الآن هو مجرد مراجعة لما تعلمته بالفعل .”
لم يقل ليون كلمة، واكتفى بإطلاق نظرة غضب تجاه صديقه، الذي كان متزوجًا ولديه خمس أطفال صغار؛ أمر كان ليون يسخر منه، حيث شرب جرعة أخرى من كأس نبيذه. وأبدى الضابط الآخر الذي كان معه رأيًا مماثلاً، وتركوا الكابتن لغلي وحيدا في كراهيته.
لم تتفاجأ هايدي بهذا، فهي تعرف مدا قوة ذكاء وذاكرة برونو، حتى وإن لم يخبرها مباشرة.
لهذا السبب، كانت واثقة تمامًا بأن برونو سيكون من بين الخريجين الأوائل، بل وربما أفضل خريج في تاريخ الكلية الحربية البروسية.
فقد اعتمدوا على المستشارين الألمان للبحث عن وتدمير ما تبقى من المتمردين في منطقة مسؤوليتهم. بالنسبة لليون، الذي كان متطرفًا في وطنيته الفرنسية، كان هذا مهينًا لفرنسا وشعبها.
لذلك ابتسمت له بابتسامة محبة وأعربت عن ثقتها فيه.
حتى برونو، رغم إرهاقه الشديد، لم يستطع مقاومة طبق الشنيتسل والبطاطا المقلية والسباتزل، وكان هذا كافيًا لإقناعه بتناول وجبة مع زوجته. ورغم أن كليهما من بروسيا، إلا أن هايدي كانت بارعة في تحضير العديد من الأطباق الإقليمية الألمانية بإتقان تام.
“يسرني سماع ذلك. أنا واثقة أنك ستتخرج بأعلى العلامات عندما يحين الوقت!”
أومأ برونو برأسه بينما واصل تركيزه على طعامه. وبعد دقائق قليلة، تسلق السرير بجانب زوجته، ليكرر نفس الروتين في اليوم التالي.
كان يلاحظ كيف حول ذالك الفرد الألماني من شخصية متزن ومنظم وجمرة عمل لا تنطفئ إلى شخص كسول ومنحل أخلاقيًا، بلا مبادئ واضحة يدافع عنها. بالنسبة لبرونو، كان هذا الانحراف الأخلاقي نتيجة طبيعية لترك القيم الدينية، حيث أضحى الفرد بلا جذور ثابتة ولا إيمان بقضية تتجاوز مصلحته الشخصية، مما جعله في النهاية أسيرًا لنزواته وأهوائه المتقلبة.
—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عاد الكابتن ليون سنكلير إلى فرنسا بعد شهر أو شهرين من إعلان الألمان انسحابهم من الصين تمامًا. كانت تجربته في المنطقة قيّمة، لكن حتى ذلك الحين، لم يكن راضيًا تمامًا عن النتائج التي حققها الجيش الاستعماري الفرنسي.
فقد اعتمدوا على المستشارين الألمان للبحث عن وتدمير ما تبقى من المتمردين في منطقة مسؤوليتهم. بالنسبة لليون، الذي كان متطرفًا في وطنيته الفرنسية، كان هذا مهينًا لفرنسا وشعبها.
لهذا السبب، كانت واثقة تمامًا بأن برونو سيكون من بين الخريجين الأوائل، بل وربما أفضل خريج في تاريخ الكلية الحربية البروسية.
حتى لو تم تكريم الجنرال فريي وعدد من الضباط تحت قيادته، بما فيهم ليون، بمداليات لمساهماتهم في الحملة، إلا أن ليون لم يشعر بأي فخر بالقطعة المعدنية التي وُضعت على صدره.
“سأموت جوعا في المرة القادمة التي أذهب فيها للجبهة وأضطر إلى الاعتماد على حصص الجيش… لقد جعلتِ ذائقتي متطلبة للغاية … أتمنى أن تكوني فخورة بذلك!”
كانت الحياة في فرنسا بعد تمرد الملاكمين مشابهة إلى حد كبير للحياة في بقية أوروبا. لم يكن أحد يعلم أن العقد التالي سيشهد أحد أكثر الحروب المأساوية في التاريخ. واستمر ليون في مسيرته العسكرية بالنهار، بينما كان يتجول في شوارع باريس برفقة النساء الطائشات في الليل.
“سأموت جوعا في المرة القادمة التي أذهب فيها للجبهة وأضطر إلى الاعتماد على حصص الجيش… لقد جعلتِ ذائقتي متطلبة للغاية … أتمنى أن تكوني فخورة بذلك!”
لم يكن ليون مجرد نقيض برونو كونه ضابطًا عسكريًا فرنسيًا، بينما كان برونو ألمانيًا. بل كانا على طرفي نقيض من الناحية الشخصية والسياسية. كان برونو رجلًا يساري محافظًا وملكيًا مخلصًا. كانت ولاءاته أولًا لعائلته، ثم لشعبه، وأخيرًا للقيصر.
لذلك ابتسمت له بابتسامة محبة وأعربت عن ثقتها فيه.
تتماشى هذه القيم مع أهداف برونو في حياته الجديدة؛ فقد وضع خطة تضمن انتصار ألمانيا في الحرب العظمى، أو على الأقل تجنب تبعات معاهدة فرساي المجحفة. بالنسبة له، لم تكن المسألة مجرد هيمنة ألمانية في القرن المقبل، بل كانت تتعلق بالحفاظ على الملكية والنمط التقليدي للحياة المتجذر في القيم الدينية. ورغم أن برونو لم يكن متدينًا بطبعه، إلا أنه كان يدعم التعليم الديني بشدة، خصوصًا بعد أن رأى التبعات الوخيمة لابتعاد الناس عن الدين والانصراف نحو عبادة المال والشهوات الشخصية تحت مسمى الحرية الفردية.
ابتسمت هايدي بفخر عند سماعها ثناء برونو ، لكنها لم تلبث أن حولت الحديث إلى يومه الأول في الكلية الحربية البروسية، متسائلة عما إذا كانت الدروس صعبة كما سمعت.
كان يلاحظ كيف حول ذالك الفرد الألماني من شخصية متزن ومنظم وجمرة عمل لا تنطفئ إلى شخص كسول ومنحل أخلاقيًا، بلا مبادئ واضحة يدافع عنها. بالنسبة لبرونو، كان هذا الانحراف الأخلاقي نتيجة طبيعية لترك القيم الدينية، حيث أضحى الفرد بلا جذور ثابتة ولا إيمان بقضية تتجاوز مصلحته الشخصية، مما جعله في النهاية أسيرًا لنزواته وأهوائه المتقلبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com والآن، بعد أن أصبحا يعيشان معًا، تمكنت هايدي أخيرًا من رؤية زوجها يستمتع بالطعام الذي أعدته له. كان برونو، بطبيعته، سعيدًا بوجبة منزلية صنعتها يد زوجته ، فتناول طعامه بحماس، ولم يبخل عليها بعبارات الثناء.
.
وكانت هايدي نفسها تملك ولعًا خاصًا بوصفات جنوب ألمانيا، مثل تلك الشائعة في دوقية بادن الكبرى ومملكة بافاريا وأرشيدوقية النمسا. لقد أمضت سنوات عديدة من حياتها تتقن فن الطهي، استعدادًا لليوم الذي ستتزوج فيه برونو رسميًا.
أما ليون، فلم يكن لديه عائلة. فقد توفي والده في حرب 1871، ولم يتزوج أبدًا، مفضلًا صحبة النساء الطائشات والخمر.
.
كانت آراء ليون السياسية تقف على النقيض تمامًا من برونو. ففي حين كان برونو يؤمن بشعار “الله، الوطن، الملك “، كان ليون ليس فقط لادينيًا، بل معاديًا للدين بكل أشكاله. بل ويميل نحو الحركة الماركسية (الاشتراكية ⬅️ الشيوعية) في فرنسا ويتبنى الخطاب الثوري الذي تدعمه.
سواء أكان ليون خصمًا يليق بمواجهة طموحات برونو، أم مجرد إضافة إلى قائمة الأعداء الذين سقطوا على طول الطريق، فإن الزمن وحده كفيل بتحديد ذلك…..
كان ليون يعيش حياة مفرطة في المتعة، حيث ينفق راتبه ببذخ على الخمر والنساء، في تناقض صارخ مع برونو الذي يكرس ماله لدعم زوجته وطفله المنتظر. وفي تلك الليلة، لم يشذ عن عادته، إذ قضى سهرته في حانة مع عدد من زملائه الجنود، يتذمر من أحداث الصين أمام رجال لم يخوضوا أهوال القتال الفعلي.
حتى لو تم تكريم الجنرال فريي وعدد من الضباط تحت قيادته، بما فيهم ليون، بمداليات لمساهماتهم في الحملة، إلا أن ليون لم يشعر بأي فخر بالقطعة المعدنية التي وُضعت على صدره.
“أنتم لا تملكون أدنى فكرة عن حجم الإذلال الذي تكبدناه هناك… اللواء فري يستحق الإعدام كخائن للجمهورية! لقد لجأ إلى مستشار ألماني لدعم جهودنا الحربية. ذالك اللعين المسمى ‘ذئب بروسيا’ هو من قاد قواتنا للنصر على بقايا المتمردين، وليس قائدنا الفعلي!”
“يسرني سماع ذلك. أنا واثقة أنك ستتخرج بأعلى العلامات عندما يحين الوقت!”
كان ليون يعيش حياة مفرطة في المتعة، حيث ينفق راتبه ببذخ على الخمر والنساء، في تناقض صارخ مع برونو الذي يكرس ماله لدعم زوجته وطفله المنتظر. وفي تلك الليلة، لم يشذ عن عادته، إذ قضى سهرته في حانة مع عدد من زملائه الجنود، يتذمر من أحداث الصين أمام رجال لم يخوضوا أهوال القتال الفعلي.
لم يكن الضباط الفرنسيون الآخرون بجانب ليون في حالة من السكر مثله، ولم يشاركوه بالكامل نفس الأفكار، حيث اعتقدوا أنه يبالغ في رد فعله، وسارعوا في التعبير عن هذا الرأي أمامه مباشرة.
ابتسمت هايدي بفخر عند سماعها ثناء برونو ، لكنها لم تلبث أن حولت الحديث إلى يومه الأول في الكلية الحربية البروسية، متسائلة عما إذا كانت الدروس صعبة كما سمعت.
حتى برونو، رغم إرهاقه الشديد، لم يستطع مقاومة طبق الشنيتسل والبطاطا المقلية والسباتزل، وكان هذا كافيًا لإقناعه بتناول وجبة مع زوجته. ورغم أن كليهما من بروسيا، إلا أن هايدي كانت بارعة في تحضير العديد من الأطباق الإقليمية الألمانية بإتقان تام.
“ألا تهدأ قليلاً؟ أولاً، إنه الجنرال فري الآن! وثانياً، كانت مجرد مناوشة استعمارية! من يهتم إن طلب الجنرال فري مساعدة ضابط ألماني للقضاء على المتمردين؟ المهم أننا انتصرنا. ليس الأمر وكأننا في حالة حرب مع الألمان حالياً. بل على العكس، كنا متحالفين معهم مؤقتاً ومع عدة دول أخرى في الصين.”
“ألا تهدأ قليلاً؟ أولاً، إنه الجنرال فري الآن! وثانياً، كانت مجرد مناوشة استعمارية! من يهتم إن طلب الجنرال فري مساعدة ضابط ألماني للقضاء على المتمردين؟ المهم أننا انتصرنا. ليس الأمر وكأننا في حالة حرب مع الألمان حالياً. بل على العكس، كنا متحالفين معهم مؤقتاً ومع عدة دول أخرى في الصين.”
من الطبيعي طلب مساعدة الحلفاء في وقت الحرب، خاصة إذا كانوا قد وجهوا بالفعل ضربة قاصمة للعدو. إن كراهيتك للألمان تضلل رؤيتك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “على الإطلاق، لقد أتقنت هذه المواضيع منذ زمن بعيد. ما اقوم به الآن هو مجرد مراجعة لما تعلمته بالفعل .”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “على الإطلاق، لقد أتقنت هذه المواضيع منذ زمن بعيد. ما اقوم به الآن هو مجرد مراجعة لما تعلمته بالفعل .”
على أية حال، ليون، اعتنِ بنفسك. زوجتي ستقتلني إذا تأخرت مرة أخرى. سأراك غدًا في القاعدة، حسناً؟”
“كيف كان يومك الأول؟ هل كانت الدروس صعبة كما يُقال؟”
لم يقل ليون كلمة، واكتفى بإطلاق نظرة غضب تجاه صديقه، الذي كان متزوجًا ولديه خمس أطفال صغار؛ أمر كان ليون يسخر منه، حيث شرب جرعة أخرى من كأس نبيذه. وأبدى الضابط الآخر الذي كان معه رأيًا مماثلاً، وتركوا الكابتن لغلي وحيدا في كراهيته.
“أنتم لا تملكون أدنى فكرة عن حجم الإذلال الذي تكبدناه هناك… اللواء فري يستحق الإعدام كخائن للجمهورية! لقد لجأ إلى مستشار ألماني لدعم جهودنا الحربية. ذالك اللعين المسمى ‘ذئب بروسيا’ هو من قاد قواتنا للنصر على بقايا المتمردين، وليس قائدنا الفعلي!”
لقد كان عازمًا على إثبات نفسه. هؤلاء الألمان الملعونون! ستنال فرنسا انتقامها لعام 1871، وستعود الألزاس واللورين إلى أصحابها الشرعيين! كان يؤمن أنه في حياته سيرى الأعلام الفرنسية ترفرف فوق الأراضي المتنازع عليها مرة أخرى، أو سيموت وهو يحاول!
—
لم يقل ليون كلمة، واكتفى بإطلاق نظرة غضب تجاه صديقه، الذي كان متزوجًا ولديه خمس أطفال صغار؛ أمر كان ليون يسخر منه، حيث شرب جرعة أخرى من كأس نبيذه. وأبدى الضابط الآخر الذي كان معه رأيًا مماثلاً، وتركوا الكابتن لغلي وحيدا في كراهيته.
دفع حسابه وغادر الحانة مترنحًا، يتجول في شوارع باريس المخملية وهو مخمور، باحثًا عن امرأة عابرة لتشاركه دفء ليلته. ربما لم يكن برونو يدرك ذلك، لكن أفعاله في الصين قد ألهبت غضب ضابط فرنسي قرر أن يجعل من التصدي لطموحاته مسارًا يكرس له حياته.
تتماشى هذه القيم مع أهداف برونو في حياته الجديدة؛ فقد وضع خطة تضمن انتصار ألمانيا في الحرب العظمى، أو على الأقل تجنب تبعات معاهدة فرساي المجحفة. بالنسبة له، لم تكن المسألة مجرد هيمنة ألمانية في القرن المقبل، بل كانت تتعلق بالحفاظ على الملكية والنمط التقليدي للحياة المتجذر في القيم الدينية. ورغم أن برونو لم يكن متدينًا بطبعه، إلا أنه كان يدعم التعليم الديني بشدة، خصوصًا بعد أن رأى التبعات الوخيمة لابتعاد الناس عن الدين والانصراف نحو عبادة المال والشهوات الشخصية تحت مسمى الحرية الفردية.
سواء أكان ليون خصمًا يليق بمواجهة طموحات برونو، أم مجرد إضافة إلى قائمة الأعداء الذين سقطوا على طول الطريق، فإن الزمن وحده كفيل بتحديد ذلك…..
“كيف كان يومك الأول؟ هل كانت الدروس صعبة كما يُقال؟”
—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد كان عازمًا على إثبات نفسه. هؤلاء الألمان الملعونون! ستنال فرنسا انتقامها لعام 1871، وستعود الألزاس واللورين إلى أصحابها الشرعيين! كان يؤمن أنه في حياته سيرى الأعلام الفرنسية ترفرف فوق الأراضي المتنازع عليها مرة أخرى، أو سيموت وهو يحاول!
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات