ثلاثة سهام
كان تشانغ هينج أكثر دراية بالمكتبة من غرفة النوم التي عاش فيها كل يوم. كان يقضي وقته هناك أو في صالة الألعاب الرياضية خلال الساعات الثلاث والعشرين الإضافية المتاحة له. ولأنه من رواد المكان بانتظام، فقد قام بعمل نسخة من مفتاح الباب، وكان يدخل عادةً من خلال مدخل الموظفين فقط. كان يتوجه أولاً إلى الطابق السفلي لتشغيل الطاقة الرئيسية قبل دخول المصعد والضغط على الزر المؤدي إلى الطابق السابع.
لم يكن متأكدًا مما إذا كان الشيء الذي كان يبحث عنه في المكتبة كائنًا حيًا، وسرعان ما صادف فكرة. كانت المكتبة تقع في منتصف الجامعة، وبما أنها كانت تصل إلى سبعة طوابق، فقد كانت مثالية كنقطة مراقبة للمنطقة بأكملها. من الطابق العلوي، كان هناك منظر عين الطائر للحرم الجامعي بأكمله. إذا كان الشيء الذي دخل المكتبة كائنًا حيًا بالفعل، فهذا يعني أن كل ما فعله قبل الدخول لم يعد سرًا.
إذا لم يلاحظ المخلوق دخول تشانغ هينج إلى المكتبة، لكان قد عرف ذلك الآن لأن الكهرباء كانت قد تم تشغيلها. من خلال تشغيل الطاقة في المبنى بأكمله، كان يأمل في إرباك المخلوق، حيث سيتعين عليه معرفة الطابق الذي كان فيه. وفي الوقت نفسه، سيستخدم تشانغ هينج درج السلم للانتقال إلى الطابق التالي.
نظرًا لأن نقطة هبوط سهم باريس أثبتت أنه كان يبحث عن أي شيء في الطابق العلوي، قرر تشانغ هينج أن يبدأ بحثه هناك. عندما وصل، كان المكان بأكمله مظلمًا تمامًا في اللحظة التي تم فيها فتح الباب. مستغلًا معرفة محيطه، حدد موقع مفتاح ضوء LED أعلاه دون مشكلة كبيرة. ومع ذلك، لم يتم تشغيله بعد قلب المفتاح. بدأت أجراس الإنذار تدق في رأسه، وأصبح على الفور حذرًا للغاية. كما أكد سهم باريس أن هناك احتمالًا كبيرًا أن يكون هدفه في هذا الطابق.
على الفور، لف تشانغ هينج خيط قوسه. في الوقت الحالي، لم تكن أكبر مشكلة يواجهها هي الشيء الذي كان يبحث عنه. لقد ساعده سهم باريس بالفعل في تحديد مكان الدليل قبل استنفاد طاقته. كانت المشكلة أنه كان بعيدًا الآن عن السائل الأسود، ولأنه ليس لديه أي فكرة عن مكانه، فلا يمكنه بأي حال من الأحوال إعادة إطلاقه.
فجأة، سمع تشانغ هينج صوت حفيف. على الرغم من أنه كان هادئًا، إلا أنه بدا واضحًا بشكل خاص في المكتبة الفارغة، واستنتج أنه جاء من الجزء الخلفي لأحد رفوف الكتب. نظرًا لأنه لم يكن بعيدًا عنه كثيرًا، فقد اقترب من الرف بالقوس في يده. حذرًا من الفخاخ، قرر اتخاذ الطريق الأطول، والتنقل بين صفوف الكتب الطويلة للوصول إليه. تمامًا كما كان على وشك الاقتراب من مصدر الصوت، ما بدا وكأنه شخص مقنع هاجمه فجأة!
كان تشانغ هينج مستعدًا جيدًا للتعامل مع الهجمات من هذا القرب الشديد، ومع وجود سهم باريس على قوسه، لم يستطع تفويت الهدف. بعد إكمال بعض المهام، سمح وعي تشانغ هينج المتزايد له بالتصويب على علامته في جزء من الثانية. ومع ذلك، قبل أن يتمكن من إطلاق السهم مباشرة، ارتعش القوس بشكل غير متوقع قليلاً. في النهاية، طار السهم أمام الشخص وهبط على كتاب إنجليزي.
بعد ذلك، استدار تشانغ هينج بسرعة لتجنب هجوم الشخص المقنع. قبل أن يتمكن من التحقق من عدوه، أخرج تشانغ هينج على الفور سهمًا آخر من جعبته وأعاد تحميل قوسه. ثم استهدف الظل الذي كان متجهًا نحو الخروج.
هذه المرة، أصاب السهم ساق الشخص، مما تسبب في فقدانه التوازن والسقوط على الأرض. وبدا أنه مصاب بجروح خطيرة، وبالحكم على فقدانه للحركة، اغتنم تشانغ هينج الفرصة وأطلق سهمًا ثالثًا على الظل. وبدون سابق إنذار، ذاب الجدار على يسار الشخص.
الآن، واجه تشانغ هينغ السائل الأسود مرة أخرى.
هذه المرة، غمر السائل الشخص المقنع، وامتصه إلى الحائط. اختار تشانغ هينج عدم ملاحقته هذه المرة لأنه يعرف مدى خطورة ذلك. سواء كان المصعد أو الدرج، فلن تكون لديه فرصة ضد السائل الأسود في مثل هذه المساحة الضيقة. علاوة على ذلك، لم يتبق الكثير من الوقت قبل أن تدق عقرب الساعات الثانية عشرة.
بعد أن نظر إلى ساعته، أمسك تشانغ هينج بقوسه ووقف حارسًا، للتأكد من أن هذا المخلوق لن يعود إلى المكتبة مرة أخرى. ثم استدار ومشى نحو الشخص المقنع وخلع القناع. كانت في الواقع فتاة، ويبدو أنها طالبة في هذه الجامعة. كانت كلتا يديها متعبتين، وكان هناك جورب محشو في فمها. بدا الأمر وكأنها واجهت للتو شيئًا مرعبًا، وفي اللحظة التي فك فيها تشانغ هينج قيدها، بدأت في البكاء، وركضت للاختباء تحت طاولة بالقرب منه. كانت في حالة ذعر واضح وكانت ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
التقطت تشانغ هينج بطاقة الطالب الخاصة بها التي سقطت على الأرض ورأت أنها تدعى لي شينغيو.
“أنت بأمان الآن. لقد رحل المخلوق.”
وضع تشانغ هينج قوسه جانبًا وأعاد بطاقة لي شينغيو.
لم تمر سوى دقيقة واحدة حتى استفاقت من خوفها، وانتزعت البطاقة دفاعًا عن نفسها من تشانغ هينج.
“تشانغ هينج؟!”
تفاجأت لي شينغيو عندما رأت أن منقذها هو تشانغ هينج.
“انتظر. هل تعرفني؟”
“أنا لا أعرفك، ولكنني أعلم أن المخلوق كان هنا من أجلك.”
لقد تجاوزت الأحداث التي وقعت الليلة كل ما تعرفه. بدأت ترتجف في كل مرة تخطر ببالها فكرة ما حدث. وعلى الرغم من التلعثم والتلعثم الذي لم تتمكن من السيطرة عليه، إلا أنها ما زالت تحاول بذل قصارى جهدها لسرد كل ما تعرفه لتشانغ هينج.
“بعد انتهاء الاختبارات النهائية، تم تقديم موعد إغلاق المكتبة إلى الساعة السادسة مساءً. في فترة ما بعد الظهر، أردت أن آتي إلى هنا للقراءة، ورأيت طفلًا يبلغ من العمر حوالي سبع إلى ثماني سنوات يقف بالخارج. أخبرني أنه يريد دخول المكتبة لقراءة بعض القصص المصورة. ومع ذلك، لم يتمكن من تجاوز الباب الدوار ورؤية أمين المكتبة غير موجود، فتحت الباب الدوار وسمحت له بالدخول. رأيته متجهًا إلى منطقة القصص المصورة في الطابق الثاني. لذلك، أخبرته أن يبحث عني في الطابق السابع قبل أن يخرج من المكتبة. “بينما كنت أقرأ، جاء، وسار نحوي، وسألني سؤالاً. سألني إذا كنت أعرف شخصًا معينًا يُدعى Zhang Heng. أخبرني أيضًا أن هذا الشخص طالب هنا. أخبرته أن هناك الآلاف من الطلاب، ولا يمكنني معرفة كل شخص هنا. على الفور، أظلم وجهه في اللحظة التي سمع فيها ما قلته.
“لم أر قط وجهًا مرعبًا كهذا على وجه طفل. كان في عينيه نظرة قاتل! بعد ذلك، لم ينبس ببنت شفة وتركني وحدي. أصابني الخوف وفقدت الرغبة في القراءة. بعد حوالي عشر دقائق، قررت مغادرة المكتبة، ونزلت إلى الطابق الثاني للبحث عنه. ومع ذلك، لم يكن هناك بعد الآن.
“في الواقع، بحثت في المكتبة بأكملها، لكنني لم أجده في أي مكان. اعتقدت أنه ربما يكون قد تبع شخصًا ما إلى الخارج، ولكي أكون في أمان، بقيت هناك حتى إغلاق المكتبة. قبل أن أغادر، ذهبت إلى الحمام. هناك رأيت شيئًا في المرآة. رأيت…”
كان صوت لي شينغيو يرتجف.
هل رأيت الجدار يذوب ويتحول إلى سائل أسود؟
أومأت لي شينغيو برأسها بقوة.
“لقد تساقط السائل الأسود على كتفي ثم انزلق على وجهي. شعرت وكأنني أختنق، وتحركت غريزة البقاء لدي، وطلبت مني أن أخرج من هذا المكان. وعندما حاولت تحريك ساقي، وجدت أنني مشلول. لقد كان شعورًا مروعًا! وبعد ذلك بفترة وجيزة، فقدت الوعي. وعندما استيقظت، وجدت نفسي مقيدًا هنا”.
كان تشانغ هينج أكثر دراية بالمكتبة من غرفة النوم التي عاش فيها كل يوم. كان يقضي وقته هناك أو في صالة الألعاب الرياضية خلال الساعات الثلاث والعشرين الإضافية المتاحة له. ولأنه من رواد المكان بانتظام، فقد قام بعمل نسخة من مفتاح الباب، وكان يدخل عادةً من خلال مدخل الموظفين فقط. كان يتوجه أولاً إلى الطابق السفلي لتشغيل الطاقة الرئيسية قبل دخول المصعد والضغط على الزر المؤدي إلى الطابق السابع. لم يكن متأكدًا مما إذا كان الشيء الذي كان يبحث عنه في المكتبة كائنًا حيًا، وسرعان ما صادف فكرة. كانت المكتبة تقع في منتصف الجامعة، وبما أنها كانت تصل إلى سبعة طوابق، فقد كانت مثالية كنقطة مراقبة للمنطقة بأكملها. من الطابق العلوي، كان هناك منظر عين الطائر للحرم الجامعي بأكمله. إذا كان الشيء الذي دخل المكتبة كائنًا حيًا بالفعل، فهذا يعني أن كل ما فعله قبل الدخول لم يعد سرًا. إذا لم يلاحظ المخلوق دخول تشانغ هينج إلى المكتبة، لكان قد عرف ذلك الآن لأن الكهرباء كانت قد تم تشغيلها. من خلال تشغيل الطاقة في المبنى بأكمله، كان يأمل في إرباك المخلوق، حيث سيتعين عليه معرفة الطابق الذي كان فيه. وفي الوقت نفسه، سيستخدم تشانغ هينج درج السلم للانتقال إلى الطابق التالي. نظرًا لأن نقطة هبوط سهم باريس أثبتت أنه كان يبحث عن أي شيء في الطابق العلوي، قرر تشانغ هينج أن يبدأ بحثه هناك. عندما وصل، كان المكان بأكمله مظلمًا تمامًا في اللحظة التي تم فيها فتح الباب. مستغلًا معرفة محيطه، حدد موقع مفتاح ضوء LED أعلاه دون مشكلة كبيرة. ومع ذلك، لم يتم تشغيله بعد قلب المفتاح. بدأت أجراس الإنذار تدق في رأسه، وأصبح على الفور حذرًا للغاية. كما أكد سهم باريس أن هناك احتمالًا كبيرًا أن يكون هدفه في هذا الطابق. على الفور، لف تشانغ هينج خيط قوسه. في الوقت الحالي، لم تكن أكبر مشكلة يواجهها هي الشيء الذي كان يبحث عنه. لقد ساعده سهم باريس بالفعل في تحديد مكان الدليل قبل استنفاد طاقته. كانت المشكلة أنه كان بعيدًا الآن عن السائل الأسود، ولأنه ليس لديه أي فكرة عن مكانه، فلا يمكنه بأي حال من الأحوال إعادة إطلاقه. فجأة، سمع تشانغ هينج صوت حفيف. على الرغم من أنه كان هادئًا، إلا أنه بدا واضحًا بشكل خاص في المكتبة الفارغة، واستنتج أنه جاء من الجزء الخلفي لأحد رفوف الكتب. نظرًا لأنه لم يكن بعيدًا عنه كثيرًا، فقد اقترب من الرف بالقوس في يده. حذرًا من الفخاخ، قرر اتخاذ الطريق الأطول، والتنقل بين صفوف الكتب الطويلة للوصول إليه. تمامًا كما كان على وشك الاقتراب من مصدر الصوت، ما بدا وكأنه شخص مقنع هاجمه فجأة! كان تشانغ هينج مستعدًا جيدًا للتعامل مع الهجمات من هذا القرب الشديد، ومع وجود سهم باريس على قوسه، لم يستطع تفويت الهدف. بعد إكمال بعض المهام، سمح وعي تشانغ هينج المتزايد له بالتصويب على علامته في جزء من الثانية. ومع ذلك، قبل أن يتمكن من إطلاق السهم مباشرة، ارتعش القوس بشكل غير متوقع قليلاً. في النهاية، طار السهم أمام الشخص وهبط على كتاب إنجليزي. بعد ذلك، استدار تشانغ هينج بسرعة لتجنب هجوم الشخص المقنع. قبل أن يتمكن من التحقق من عدوه، أخرج تشانغ هينج على الفور سهمًا آخر من جعبته وأعاد تحميل قوسه. ثم استهدف الظل الذي كان متجهًا نحو الخروج. هذه المرة، أصاب السهم ساق الشخص، مما تسبب في فقدانه التوازن والسقوط على الأرض. وبدا أنه مصاب بجروح خطيرة، وبالحكم على فقدانه للحركة، اغتنم تشانغ هينج الفرصة وأطلق سهمًا ثالثًا على الظل. وبدون سابق إنذار، ذاب الجدار على يسار الشخص. الآن، واجه تشانغ هينغ السائل الأسود مرة أخرى. هذه المرة، غمر السائل الشخص المقنع، وامتصه إلى الحائط. اختار تشانغ هينج عدم ملاحقته هذه المرة لأنه يعرف مدى خطورة ذلك. سواء كان المصعد أو الدرج، فلن تكون لديه فرصة ضد السائل الأسود في مثل هذه المساحة الضيقة. علاوة على ذلك، لم يتبق الكثير من الوقت قبل أن تدق عقرب الساعات الثانية عشرة. بعد أن نظر إلى ساعته، أمسك تشانغ هينج بقوسه ووقف حارسًا، للتأكد من أن هذا المخلوق لن يعود إلى المكتبة مرة أخرى. ثم استدار ومشى نحو الشخص المقنع وخلع القناع. كانت في الواقع فتاة، ويبدو أنها طالبة في هذه الجامعة. كانت كلتا يديها متعبتين، وكان هناك جورب محشو في فمها. بدا الأمر وكأنها واجهت للتو شيئًا مرعبًا، وفي اللحظة التي فك فيها تشانغ هينج قيدها، بدأت في البكاء، وركضت للاختباء تحت طاولة بالقرب منه. كانت في حالة ذعر واضح وكانت ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه. التقطت تشانغ هينج بطاقة الطالب الخاصة بها التي سقطت على الأرض ورأت أنها تدعى لي شينغيو. “أنت بأمان الآن. لقد رحل المخلوق.” وضع تشانغ هينج قوسه جانبًا وأعاد بطاقة لي شينغيو. لم تمر سوى دقيقة واحدة حتى استفاقت من خوفها، وانتزعت البطاقة دفاعًا عن نفسها من تشانغ هينج. “تشانغ هينج؟!” تفاجأت لي شينغيو عندما رأت أن منقذها هو تشانغ هينج. “انتظر. هل تعرفني؟” “أنا لا أعرفك، ولكنني أعلم أن المخلوق كان هنا من أجلك.” لقد تجاوزت الأحداث التي وقعت الليلة كل ما تعرفه. بدأت ترتجف في كل مرة تخطر ببالها فكرة ما حدث. وعلى الرغم من التلعثم والتلعثم الذي لم تتمكن من السيطرة عليه، إلا أنها ما زالت تحاول بذل قصارى جهدها لسرد كل ما تعرفه لتشانغ هينج. “بعد انتهاء الاختبارات النهائية، تم تقديم موعد إغلاق المكتبة إلى الساعة السادسة مساءً. في فترة ما بعد الظهر، أردت أن آتي إلى هنا للقراءة، ورأيت طفلًا يبلغ من العمر حوالي سبع إلى ثماني سنوات يقف بالخارج. أخبرني أنه يريد دخول المكتبة لقراءة بعض القصص المصورة. ومع ذلك، لم يتمكن من تجاوز الباب الدوار ورؤية أمين المكتبة غير موجود، فتحت الباب الدوار وسمحت له بالدخول. رأيته متجهًا إلى منطقة القصص المصورة في الطابق الثاني. لذلك، أخبرته أن يبحث عني في الطابق السابع قبل أن يخرج من المكتبة. “بينما كنت أقرأ، جاء، وسار نحوي، وسألني سؤالاً. سألني إذا كنت أعرف شخصًا معينًا يُدعى Zhang Heng. أخبرني أيضًا أن هذا الشخص طالب هنا. أخبرته أن هناك الآلاف من الطلاب، ولا يمكنني معرفة كل شخص هنا. على الفور، أظلم وجهه في اللحظة التي سمع فيها ما قلته. “لم أر قط وجهًا مرعبًا كهذا على وجه طفل. كان في عينيه نظرة قاتل! بعد ذلك، لم ينبس ببنت شفة وتركني وحدي. أصابني الخوف وفقدت الرغبة في القراءة. بعد حوالي عشر دقائق، قررت مغادرة المكتبة، ونزلت إلى الطابق الثاني للبحث عنه. ومع ذلك، لم يكن هناك بعد الآن. “في الواقع، بحثت في المكتبة بأكملها، لكنني لم أجده في أي مكان. اعتقدت أنه ربما يكون قد تبع شخصًا ما إلى الخارج، ولكي أكون في أمان، بقيت هناك حتى إغلاق المكتبة. قبل أن أغادر، ذهبت إلى الحمام. هناك رأيت شيئًا في المرآة. رأيت…” كان صوت لي شينغيو يرتجف. هل رأيت الجدار يذوب ويتحول إلى سائل أسود؟ أومأت لي شينغيو برأسها بقوة. “لقد تساقط السائل الأسود على كتفي ثم انزلق على وجهي. شعرت وكأنني أختنق، وتحركت غريزة البقاء لدي، وطلبت مني أن أخرج من هذا المكان. وعندما حاولت تحريك ساقي، وجدت أنني مشلول. لقد كان شعورًا مروعًا! وبعد ذلك بفترة وجيزة، فقدت الوعي. وعندما استيقظت، وجدت نفسي مقيدًا هنا”.
كان تشانغ هينج أكثر دراية بالمكتبة من غرفة النوم التي عاش فيها كل يوم. كان يقضي وقته هناك أو في صالة الألعاب الرياضية خلال الساعات الثلاث والعشرين الإضافية المتاحة له. ولأنه من رواد المكان بانتظام، فقد قام بعمل نسخة من مفتاح الباب، وكان يدخل عادةً من خلال مدخل الموظفين فقط. كان يتوجه أولاً إلى الطابق السفلي لتشغيل الطاقة الرئيسية قبل دخول المصعد والضغط على الزر المؤدي إلى الطابق السابع. لم يكن متأكدًا مما إذا كان الشيء الذي كان يبحث عنه في المكتبة كائنًا حيًا، وسرعان ما صادف فكرة. كانت المكتبة تقع في منتصف الجامعة، وبما أنها كانت تصل إلى سبعة طوابق، فقد كانت مثالية كنقطة مراقبة للمنطقة بأكملها. من الطابق العلوي، كان هناك منظر عين الطائر للحرم الجامعي بأكمله. إذا كان الشيء الذي دخل المكتبة كائنًا حيًا بالفعل، فهذا يعني أن كل ما فعله قبل الدخول لم يعد سرًا. إذا لم يلاحظ المخلوق دخول تشانغ هينج إلى المكتبة، لكان قد عرف ذلك الآن لأن الكهرباء كانت قد تم تشغيلها. من خلال تشغيل الطاقة في المبنى بأكمله، كان يأمل في إرباك المخلوق، حيث سيتعين عليه معرفة الطابق الذي كان فيه. وفي الوقت نفسه، سيستخدم تشانغ هينج درج السلم للانتقال إلى الطابق التالي. نظرًا لأن نقطة هبوط سهم باريس أثبتت أنه كان يبحث عن أي شيء في الطابق العلوي، قرر تشانغ هينج أن يبدأ بحثه هناك. عندما وصل، كان المكان بأكمله مظلمًا تمامًا في اللحظة التي تم فيها فتح الباب. مستغلًا معرفة محيطه، حدد موقع مفتاح ضوء LED أعلاه دون مشكلة كبيرة. ومع ذلك، لم يتم تشغيله بعد قلب المفتاح. بدأت أجراس الإنذار تدق في رأسه، وأصبح على الفور حذرًا للغاية. كما أكد سهم باريس أن هناك احتمالًا كبيرًا أن يكون هدفه في هذا الطابق. على الفور، لف تشانغ هينج خيط قوسه. في الوقت الحالي، لم تكن أكبر مشكلة يواجهها هي الشيء الذي كان يبحث عنه. لقد ساعده سهم باريس بالفعل في تحديد مكان الدليل قبل استنفاد طاقته. كانت المشكلة أنه كان بعيدًا الآن عن السائل الأسود، ولأنه ليس لديه أي فكرة عن مكانه، فلا يمكنه بأي حال من الأحوال إعادة إطلاقه. فجأة، سمع تشانغ هينج صوت حفيف. على الرغم من أنه كان هادئًا، إلا أنه بدا واضحًا بشكل خاص في المكتبة الفارغة، واستنتج أنه جاء من الجزء الخلفي لأحد رفوف الكتب. نظرًا لأنه لم يكن بعيدًا عنه كثيرًا، فقد اقترب من الرف بالقوس في يده. حذرًا من الفخاخ، قرر اتخاذ الطريق الأطول، والتنقل بين صفوف الكتب الطويلة للوصول إليه. تمامًا كما كان على وشك الاقتراب من مصدر الصوت، ما بدا وكأنه شخص مقنع هاجمه فجأة! كان تشانغ هينج مستعدًا جيدًا للتعامل مع الهجمات من هذا القرب الشديد، ومع وجود سهم باريس على قوسه، لم يستطع تفويت الهدف. بعد إكمال بعض المهام، سمح وعي تشانغ هينج المتزايد له بالتصويب على علامته في جزء من الثانية. ومع ذلك، قبل أن يتمكن من إطلاق السهم مباشرة، ارتعش القوس بشكل غير متوقع قليلاً. في النهاية، طار السهم أمام الشخص وهبط على كتاب إنجليزي. بعد ذلك، استدار تشانغ هينج بسرعة لتجنب هجوم الشخص المقنع. قبل أن يتمكن من التحقق من عدوه، أخرج تشانغ هينج على الفور سهمًا آخر من جعبته وأعاد تحميل قوسه. ثم استهدف الظل الذي كان متجهًا نحو الخروج. هذه المرة، أصاب السهم ساق الشخص، مما تسبب في فقدانه التوازن والسقوط على الأرض. وبدا أنه مصاب بجروح خطيرة، وبالحكم على فقدانه للحركة، اغتنم تشانغ هينج الفرصة وأطلق سهمًا ثالثًا على الظل. وبدون سابق إنذار، ذاب الجدار على يسار الشخص. الآن، واجه تشانغ هينغ السائل الأسود مرة أخرى. هذه المرة، غمر السائل الشخص المقنع، وامتصه إلى الحائط. اختار تشانغ هينج عدم ملاحقته هذه المرة لأنه يعرف مدى خطورة ذلك. سواء كان المصعد أو الدرج، فلن تكون لديه فرصة ضد السائل الأسود في مثل هذه المساحة الضيقة. علاوة على ذلك، لم يتبق الكثير من الوقت قبل أن تدق عقرب الساعات الثانية عشرة. بعد أن نظر إلى ساعته، أمسك تشانغ هينج بقوسه ووقف حارسًا، للتأكد من أن هذا المخلوق لن يعود إلى المكتبة مرة أخرى. ثم استدار ومشى نحو الشخص المقنع وخلع القناع. كانت في الواقع فتاة، ويبدو أنها طالبة في هذه الجامعة. كانت كلتا يديها متعبتين، وكان هناك جورب محشو في فمها. بدا الأمر وكأنها واجهت للتو شيئًا مرعبًا، وفي اللحظة التي فك فيها تشانغ هينج قيدها، بدأت في البكاء، وركضت للاختباء تحت طاولة بالقرب منه. كانت في حالة ذعر واضح وكانت ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه. التقطت تشانغ هينج بطاقة الطالب الخاصة بها التي سقطت على الأرض ورأت أنها تدعى لي شينغيو. “أنت بأمان الآن. لقد رحل المخلوق.” وضع تشانغ هينج قوسه جانبًا وأعاد بطاقة لي شينغيو. لم تمر سوى دقيقة واحدة حتى استفاقت من خوفها، وانتزعت البطاقة دفاعًا عن نفسها من تشانغ هينج. “تشانغ هينج؟!” تفاجأت لي شينغيو عندما رأت أن منقذها هو تشانغ هينج. “انتظر. هل تعرفني؟” “أنا لا أعرفك، ولكنني أعلم أن المخلوق كان هنا من أجلك.” لقد تجاوزت الأحداث التي وقعت الليلة كل ما تعرفه. بدأت ترتجف في كل مرة تخطر ببالها فكرة ما حدث. وعلى الرغم من التلعثم والتلعثم الذي لم تتمكن من السيطرة عليه، إلا أنها ما زالت تحاول بذل قصارى جهدها لسرد كل ما تعرفه لتشانغ هينج. “بعد انتهاء الاختبارات النهائية، تم تقديم موعد إغلاق المكتبة إلى الساعة السادسة مساءً. في فترة ما بعد الظهر، أردت أن آتي إلى هنا للقراءة، ورأيت طفلًا يبلغ من العمر حوالي سبع إلى ثماني سنوات يقف بالخارج. أخبرني أنه يريد دخول المكتبة لقراءة بعض القصص المصورة. ومع ذلك، لم يتمكن من تجاوز الباب الدوار ورؤية أمين المكتبة غير موجود، فتحت الباب الدوار وسمحت له بالدخول. رأيته متجهًا إلى منطقة القصص المصورة في الطابق الثاني. لذلك، أخبرته أن يبحث عني في الطابق السابع قبل أن يخرج من المكتبة. “بينما كنت أقرأ، جاء، وسار نحوي، وسألني سؤالاً. سألني إذا كنت أعرف شخصًا معينًا يُدعى Zhang Heng. أخبرني أيضًا أن هذا الشخص طالب هنا. أخبرته أن هناك الآلاف من الطلاب، ولا يمكنني معرفة كل شخص هنا. على الفور، أظلم وجهه في اللحظة التي سمع فيها ما قلته. “لم أر قط وجهًا مرعبًا كهذا على وجه طفل. كان في عينيه نظرة قاتل! بعد ذلك، لم ينبس ببنت شفة وتركني وحدي. أصابني الخوف وفقدت الرغبة في القراءة. بعد حوالي عشر دقائق، قررت مغادرة المكتبة، ونزلت إلى الطابق الثاني للبحث عنه. ومع ذلك، لم يكن هناك بعد الآن. “في الواقع، بحثت في المكتبة بأكملها، لكنني لم أجده في أي مكان. اعتقدت أنه ربما يكون قد تبع شخصًا ما إلى الخارج، ولكي أكون في أمان، بقيت هناك حتى إغلاق المكتبة. قبل أن أغادر، ذهبت إلى الحمام. هناك رأيت شيئًا في المرآة. رأيت…” كان صوت لي شينغيو يرتجف. هل رأيت الجدار يذوب ويتحول إلى سائل أسود؟ أومأت لي شينغيو برأسها بقوة. “لقد تساقط السائل الأسود على كتفي ثم انزلق على وجهي. شعرت وكأنني أختنق، وتحركت غريزة البقاء لدي، وطلبت مني أن أخرج من هذا المكان. وعندما حاولت تحريك ساقي، وجدت أنني مشلول. لقد كان شعورًا مروعًا! وبعد ذلك بفترة وجيزة، فقدت الوعي. وعندما استيقظت، وجدت نفسي مقيدًا هنا”.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات