الجزء المفضل لدي
هرع الفريق الطبي على أهبة الاستعداد بأسرع ما يمكن إلى موقع تحطم مركبة التدريب على الهبوط على القمر، لكن الحرارة الشديدة والدخان الكثيف حالا دون تمكنهم من أداء مهامهم.
بالنظر إلى هذا الموقف المروع، بذل الجميع قصارى جهدهم. لم يكن أحد يتوقع أن ينجو أنتوني من الحريق. وصل رجال الإطفاء على الفور، ولم يستغرقوا سوى خمس دقائق لإخماد النيران. ومع ذلك، لم يكن بالإمكان إنقاذ مركبة التدريب على الهبوط على القمر؛ فقد تحولت إلى كومة مشتعلة من المعدن والحطام. وفي مقعد الطيار، وُجدت جثة محترقة بنفس الدرجة.
“تم إلغاء التدريب الصباحي. على الجميع البقاء في مساكنهم وعلى أهبة الاستعداد”، قال القائد بنبرة كئيبة ونظرة غير اعتيادية. “لا تدعوا هذا الأمر يصل إلى أي أحد، خصوصًا الصحفيين. لاحقًا في الظهيرة، سيقوم خبير نفسي بتقييم كل فرد منكم. أيضًا…” توقف ونظر إلى الجميع. “… من يرغب في الانسحاب يمكنه إخباري الآن”.
التزم الجميع الصمت. كان من الواضح أن الانسحاب لم يكن خيارًا. حتى في مواجهة مأساة كهذه، وحتى لو مات الجميع، لم يكن أحد منهم ليستسلم قبل إتمام المهمة. هذا هو ما كانوا عليه ببساطة.
على الرغم من أن ما قاله أحدهم لاحقًا لم يكن لطيفًا تمامًا، إلا أن وفاة أنتوني كانت في الواقع أمرًا “جيدًا” للجميع بطريقة ما. في تلك اللحظة، لم يكن أي منهم يعرف ما الذي يجب أن يشعر به حقًا.
عاد اللاعبون إلى مساكنهم كما أمرهم القائد. أمسك تشانغ هينج بعلبة حليب من الثلاجة وسكب لنفسه كوبًا. وبينما كان يرفع الكوب إلى شفتيه، سمع طرقًا على بابه.
فتح الباب ليجد يين شيونغ واقفة أمامه.
منذ اليوم الذي حذرها فيه، لم يجرِ بينهما أي محادثات خاصة. كانت يين شيونغ قد تعاونت بشكل طبيعي مع جيا لاي، وهو ما كان يريح اللاعبين الآخرين حيث إنهما كانا الطرف الأضعف في المجموعة.
“ما الأمر؟” سأل تشانغ هينج.
“هل يمكننا التحدث في الداخل؟” بدت يين شيونغ في حالة سيئة، وابتسامتها كانت مصطنعة. كان هناك ذعر خفي في صوتها.
“لا حاجة لذلك”، قال تشانغ هينج ببرود. “يمكننا التحدث هنا.”
قضمت شفتيها بتردد وقالت: “أعرف ما تفكر فيه عني، لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ منذ البداية، لم يكن لدي خيار. لقد تم اختياري، ولم أقم أنا بالاختيار. تلقيت دعوة للانضمام إلى اللعبة من العدم. كان عليّ أن أكافح للبقاء، تمامًا كما فعلت عندما تخرجت من الجامعة. أردت فقط أن أبذل قصارى جهدي مثل أي شخص آخر، لدعم عائلتي، وأن أعيش حياة عادية. ولكن بعد ذلك، أوقفني رئيسي في أحد الأيام بالمخزن، وقال إنه سيحول حياتي في العمل إلى جحيم إذا لم أصبح عشيقته السرية…”
سكتت لبرهة، ثم قالت بسخرية: “هذه هي الحقيقة القاسية للعالم، أليس كذلك؟ لا يمكن للضعيف أبدًا الاختيار. أحيانًا أتمنى لو كنت رجلًا. ربما لم أكن لأصبح ما أنا عليه اليوم حينها.”
نظرت إلى تشانغ هينج وقالت: “أنا لا أكذب. أستطيع أن أرى أنك مختلف عن الآخرين، لذلك أنا لست هنا لاستغلالك. أنا هنا لأخبرك أن تكون حذرًا من جيا.”
“لاي.”
“لماذا؟ أليس هو حليفك؟”
“لا تنخدع بمظهره، فهو الأكثر سرية بيننا، أكثر بكثير مما يعتقد الجميع… أنا…”
فجأة، انفتح باب الغرفة على يمين تشانغ هينج. أخرج جيا لاي رأسه. “أوه، ها أنت ذا. كنت على وشك البحث عنك. ألم تقل أن ثلاجتك نفدت منها الكوكا كولا؟ لا يزال لدي بعض منها هنا. هل تريد أيًا منها؟” بينما كان يتحدث، ألقى جيا لاي نظرات متوترة على تشانغ هينج.
كان تشانغ هينج اللاعب الأكثر غموضًا بينهم. كان دائمًا بمفرده، وكان شخصية غامضة، ونادرًا ما يتفاعل مع الآخرين. علاوة على ذلك، كان قويًا وأدى أداءً يتجاوز كل التوقعات في تدريباته. حتى أن بعض الناس تساءلوا عما إذا كان في الواقع رائد فضاء حقيقيًا. على الرغم من أن هالته المهددة لم تكن واضحة كما كانت من قبل، إلا أن جيا لاي كان لا يزال خائفًا بشكل غريزي.
لم تستمر يين شيونغ في حديثها، بل ألقت نظرة جيدة على تشانغ هينج، ثم رسمت ابتسامة على وجهها لجيا لاي. “حسنًا، أنا قادمة!” لم تكن قد غادرت حتى لمدة خمس دقائق عندما سمعنا طرقًا آخر على باب تشانغ هينج.
هذه المرة، كان الرجل في منتصف العمر يقف بالخارج. دفع ليفينغستون نظارته إلى أعلى جسر أنفه، قائلاً: “أعتقد أننا جميعًا بحاجة إلى التحدث عما حدث للتو. لقد أخطرت الآخرين بالفعل وسنجتمع في غرفتي في غضون خمسة عشر دقيقة. هل لديك أي أسئلة؟” “لا.”
“جيد جدًا، أراك لاحقًا.”
كانت هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها تشانغ هينج إلى مسكن لاعب آخر. كان مكان ليفينغستون أصغر قليلاً من مكانه، ولكن التصميم كان هو نفسه. كان الاختلاف الوحيد هو أنه في مكان التلفزيون كان هناك راديو عتيق. كان اللاعبون الآخرون هناك بالفعل عندما وصل تشانغ هينج.
كان طالب المدرسة الثانوية والشاب الكسول يشغلان الكرسيين الوحيدين في الغرفة. كان جيا لاي ويين شيونغ على السرير، وكانت الأريكة لا تزال شاغرة. ثم أشار ليفينغستون إلى تشانغ هينج ليجلس على الأريكة.
بمجرد أن جلس تشانغ هينج، أغلق ليفينغستون الباب وتوجه إلى منتصف الغرفة.
“حسنًا، سأدخل في صلب الموضوع مباشرةً. لا أعتقد أن وفاة أنتوني كانت حادثًا.”
“لماذا تقول ذلك؟” سأل الرجل الكسول وهو يكسر حبة الفول السوداني بصوت مرتفع ويضعها في فمه.
“لا تقل لي أنك لم تر ذلك. لقد اتبع أنتوني جميع التعليمات بدقة. وعندما أدرك أن مركبة التدريب على الهبوط على القمر خرجت عن السيطرة، سحب الرافعة الموجودة أسفل مقعد القذف. وقد حدث كل هذا قبل ثوانٍ قليلة من تحطم المركبة بالكامل وانفجارها.”
“لماذا لم يتم طرده إذن؟” سأل جيا لاي.
نظر ليفينغستون حول الغرفة وقال: “سؤال جيد. أعتقد أن بعضكم هنا يستطيع الإجابة عن هذا السؤال نيابة عني”. “أوه، هذا هو الجزء المفضل لدي!” صفق الشاب الكسول.
“تذكرت أنك قلت إنه في يوم من الأيام، قد يقتل نفسه عن طريق الخطأ،” قال الطالب فجأة.
“لذا؟”
“كيف عرفت أن هذا سيحدث؟”
“لأنني أكثر ذكاءً؟” هز الشاب اللامبالي كتفيه. “لا يمكنك أن تصدق ذلك. مع درجاتي، يمكنني الصعود إلى أبولو 11 دون قتل أي شخص. من بين جميع الأشخاص في الغرفة، باستثناء ذلك الرجل الرائع هناك، ربما أكون آخر شخص يجب أن تشك فيه.” “يبدو الأمر كذلك،” تمتم جيا لاي. “عفواً؟” استدار الشاب اللامبالي، بينما تصلبت نظراته.
تراجع جيا لاي على الفور، ونظر بعيدًا على الفور تقريبًا. بدا وكأنه يمتلك غريزة حيوان خائف.
“أعتقد أنه يقول إنه بما أن النتائج لم تظهر بعد، فلا يزال هناك الكثير من الشكوك.” مسح ليفينغستون نظارته. “كل ما نعرفه هو أنك ربما تكذب.”
هرع الفريق الطبي على أهبة الاستعداد بأسرع ما يمكن إلى موقع تحطم مركبة التدريب على الهبوط على القمر، لكن الحرارة الشديدة والدخان الكثيف حالا دون تمكنهم من أداء مهامهم. بالنظر إلى هذا الموقف المروع، بذل الجميع قصارى جهدهم. لم يكن أحد يتوقع أن ينجو أنتوني من الحريق. وصل رجال الإطفاء على الفور، ولم يستغرقوا سوى خمس دقائق لإخماد النيران. ومع ذلك، لم يكن بالإمكان إنقاذ مركبة التدريب على الهبوط على القمر؛ فقد تحولت إلى كومة مشتعلة من المعدن والحطام. وفي مقعد الطيار، وُجدت جثة محترقة بنفس الدرجة. “تم إلغاء التدريب الصباحي. على الجميع البقاء في مساكنهم وعلى أهبة الاستعداد”، قال القائد بنبرة كئيبة ونظرة غير اعتيادية. “لا تدعوا هذا الأمر يصل إلى أي أحد، خصوصًا الصحفيين. لاحقًا في الظهيرة، سيقوم خبير نفسي بتقييم كل فرد منكم. أيضًا…” توقف ونظر إلى الجميع. “… من يرغب في الانسحاب يمكنه إخباري الآن”. التزم الجميع الصمت. كان من الواضح أن الانسحاب لم يكن خيارًا. حتى في مواجهة مأساة كهذه، وحتى لو مات الجميع، لم يكن أحد منهم ليستسلم قبل إتمام المهمة. هذا هو ما كانوا عليه ببساطة. على الرغم من أن ما قاله أحدهم لاحقًا لم يكن لطيفًا تمامًا، إلا أن وفاة أنتوني كانت في الواقع أمرًا “جيدًا” للجميع بطريقة ما. في تلك اللحظة، لم يكن أي منهم يعرف ما الذي يجب أن يشعر به حقًا. عاد اللاعبون إلى مساكنهم كما أمرهم القائد. أمسك تشانغ هينج بعلبة حليب من الثلاجة وسكب لنفسه كوبًا. وبينما كان يرفع الكوب إلى شفتيه، سمع طرقًا على بابه. فتح الباب ليجد يين شيونغ واقفة أمامه. منذ اليوم الذي حذرها فيه، لم يجرِ بينهما أي محادثات خاصة. كانت يين شيونغ قد تعاونت بشكل طبيعي مع جيا لاي، وهو ما كان يريح اللاعبين الآخرين حيث إنهما كانا الطرف الأضعف في المجموعة. “ما الأمر؟” سأل تشانغ هينج. “هل يمكننا التحدث في الداخل؟” بدت يين شيونغ في حالة سيئة، وابتسامتها كانت مصطنعة. كان هناك ذعر خفي في صوتها. “لا حاجة لذلك”، قال تشانغ هينج ببرود. “يمكننا التحدث هنا.” قضمت شفتيها بتردد وقالت: “أعرف ما تفكر فيه عني، لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ منذ البداية، لم يكن لدي خيار. لقد تم اختياري، ولم أقم أنا بالاختيار. تلقيت دعوة للانضمام إلى اللعبة من العدم. كان عليّ أن أكافح للبقاء، تمامًا كما فعلت عندما تخرجت من الجامعة. أردت فقط أن أبذل قصارى جهدي مثل أي شخص آخر، لدعم عائلتي، وأن أعيش حياة عادية. ولكن بعد ذلك، أوقفني رئيسي في أحد الأيام بالمخزن، وقال إنه سيحول حياتي في العمل إلى جحيم إذا لم أصبح عشيقته السرية…” سكتت لبرهة، ثم قالت بسخرية: “هذه هي الحقيقة القاسية للعالم، أليس كذلك؟ لا يمكن للضعيف أبدًا الاختيار. أحيانًا أتمنى لو كنت رجلًا. ربما لم أكن لأصبح ما أنا عليه اليوم حينها.” نظرت إلى تشانغ هينج وقالت: “أنا لا أكذب. أستطيع أن أرى أنك مختلف عن الآخرين، لذلك أنا لست هنا لاستغلالك. أنا هنا لأخبرك أن تكون حذرًا من جيا.” “لاي.” “لماذا؟ أليس هو حليفك؟” “لا تنخدع بمظهره، فهو الأكثر سرية بيننا، أكثر بكثير مما يعتقد الجميع… أنا…” فجأة، انفتح باب الغرفة على يمين تشانغ هينج. أخرج جيا لاي رأسه. “أوه، ها أنت ذا. كنت على وشك البحث عنك. ألم تقل أن ثلاجتك نفدت منها الكوكا كولا؟ لا يزال لدي بعض منها هنا. هل تريد أيًا منها؟” بينما كان يتحدث، ألقى جيا لاي نظرات متوترة على تشانغ هينج. كان تشانغ هينج اللاعب الأكثر غموضًا بينهم. كان دائمًا بمفرده، وكان شخصية غامضة، ونادرًا ما يتفاعل مع الآخرين. علاوة على ذلك، كان قويًا وأدى أداءً يتجاوز كل التوقعات في تدريباته. حتى أن بعض الناس تساءلوا عما إذا كان في الواقع رائد فضاء حقيقيًا. على الرغم من أن هالته المهددة لم تكن واضحة كما كانت من قبل، إلا أن جيا لاي كان لا يزال خائفًا بشكل غريزي. لم تستمر يين شيونغ في حديثها، بل ألقت نظرة جيدة على تشانغ هينج، ثم رسمت ابتسامة على وجهها لجيا لاي. “حسنًا، أنا قادمة!” لم تكن قد غادرت حتى لمدة خمس دقائق عندما سمعنا طرقًا آخر على باب تشانغ هينج. هذه المرة، كان الرجل في منتصف العمر يقف بالخارج. دفع ليفينغستون نظارته إلى أعلى جسر أنفه، قائلاً: “أعتقد أننا جميعًا بحاجة إلى التحدث عما حدث للتو. لقد أخطرت الآخرين بالفعل وسنجتمع في غرفتي في غضون خمسة عشر دقيقة. هل لديك أي أسئلة؟” “لا.” “جيد جدًا، أراك لاحقًا.” كانت هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها تشانغ هينج إلى مسكن لاعب آخر. كان مكان ليفينغستون أصغر قليلاً من مكانه، ولكن التصميم كان هو نفسه. كان الاختلاف الوحيد هو أنه في مكان التلفزيون كان هناك راديو عتيق. كان اللاعبون الآخرون هناك بالفعل عندما وصل تشانغ هينج. كان طالب المدرسة الثانوية والشاب الكسول يشغلان الكرسيين الوحيدين في الغرفة. كان جيا لاي ويين شيونغ على السرير، وكانت الأريكة لا تزال شاغرة. ثم أشار ليفينغستون إلى تشانغ هينج ليجلس على الأريكة. بمجرد أن جلس تشانغ هينج، أغلق ليفينغستون الباب وتوجه إلى منتصف الغرفة. “حسنًا، سأدخل في صلب الموضوع مباشرةً. لا أعتقد أن وفاة أنتوني كانت حادثًا.” “لماذا تقول ذلك؟” سأل الرجل الكسول وهو يكسر حبة الفول السوداني بصوت مرتفع ويضعها في فمه. “لا تقل لي أنك لم تر ذلك. لقد اتبع أنتوني جميع التعليمات بدقة. وعندما أدرك أن مركبة التدريب على الهبوط على القمر خرجت عن السيطرة، سحب الرافعة الموجودة أسفل مقعد القذف. وقد حدث كل هذا قبل ثوانٍ قليلة من تحطم المركبة بالكامل وانفجارها.” “لماذا لم يتم طرده إذن؟” سأل جيا لاي. نظر ليفينغستون حول الغرفة وقال: “سؤال جيد. أعتقد أن بعضكم هنا يستطيع الإجابة عن هذا السؤال نيابة عني”. “أوه، هذا هو الجزء المفضل لدي!” صفق الشاب الكسول. “تذكرت أنك قلت إنه في يوم من الأيام، قد يقتل نفسه عن طريق الخطأ،” قال الطالب فجأة. “لذا؟” “كيف عرفت أن هذا سيحدث؟” “لأنني أكثر ذكاءً؟” هز الشاب اللامبالي كتفيه. “لا يمكنك أن تصدق ذلك. مع درجاتي، يمكنني الصعود إلى أبولو 11 دون قتل أي شخص. من بين جميع الأشخاص في الغرفة، باستثناء ذلك الرجل الرائع هناك، ربما أكون آخر شخص يجب أن تشك فيه.” “يبدو الأمر كذلك،” تمتم جيا لاي. “عفواً؟” استدار الشاب اللامبالي، بينما تصلبت نظراته. تراجع جيا لاي على الفور، ونظر بعيدًا على الفور تقريبًا. بدا وكأنه يمتلك غريزة حيوان خائف. “أعتقد أنه يقول إنه بما أن النتائج لم تظهر بعد، فلا يزال هناك الكثير من الشكوك.” مسح ليفينغستون نظارته. “كل ما نعرفه هو أنك ربما تكذب.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات