الفصل 5: جوليان د. إيفنوس [4]
كانت التوقعات ضئيلة قبل دخوله.
خلف مكتبهم، كان الفاحصون الأربعة يتحدثون مع بعضهم البعض، يراجعون ملفات المتقدمين للامتحان.
“مستوى المواهب العام أقل من العام الماضي. إنه مخيب للآمال بصراحة. بمعدل كهذا، ستلحقنا المعاهد الأخرى في الإمبراطورية.”
تمتم الرجل ذو اللحية الحمراء – هيرمان تشامبرز، ساحر عالي، ورجل معروف بقدرته على تمييز المواهب. ولهذا السبب تم وضعه في موقع التوظيف للسنة القادمة في معهد هافن.
فقط من خلال تصور تدفق المانا القادمة من جسم المتقدم، كان يمكنه أن يعرف إلى حد ما ما إذا كانوا موهوبين أم لا.
من خلال سمكها ونقائها… كان بإمكانه تمييز المستوى العام للمتقدم قبل أن يقوموا بأداء أي شيء.
“من فضلك، أحضر المتقدم التالي.”
مقارنة بالعام الماضي، كانت المواهب تفتقر بشدة.
لكن.
“لقد وجدنا بعض الوحوش الصغيرة، أليس كذلك؟”
كان هناك بعض الاستثناءات.
وكانت تلك الاستثناءات بعيدة كل البعد عن المعيار.
“…أعتقد أنك محق.”
عقد هيرمان ذراعيه واستند إلى الوراء في الكرسي. من زاوية عينه، لمحت المرأة الجالسة بجانبه.
كانت ترتدي ملابس رسمية، تشع بهالة قريبة من الكمال. كان وجودها الجذاب يترك تأثيرًا عميقًا على من حولها. كانت التركيبة المثالية من المظهر والملابس تجعلها تبرز عن البقية.
دليلا ف. روزنبرغ.
لم يكن فيها أي عيوب أو فراغات لدرجة أنها بدت وكأنها تجسد الكمال نفسه.
كانت الأناقة تتخلل كل فعل وكلمة وتعبير وجه لها، مما يحدد كيانها بالكامل.
كانت كائنًا غير قابل للوصول للكثيرين.
متدربه في سن الثامنة عشر.
ساحرة ماجستية في سن التاسعة عشر.
ساحرة عالية في سن الواحد والعشرين.
ساحرة قوس في سن الرابعة والعشرين.
وواحدة من سبعة ملوك الإمبراطورية في سن السابعة والعشرين.
تنبأ الكثيرون بأنها ستكون مستقبل الإمبراطورية، مقدر لها أن تشغل منصبًا ظل شاغرًا لقرون – الأكثر قوة بين جميع السحرة.
الذروة.
‘كيف يمكن لشخص مثلها أن يعمل هنا…؟’
كان مثل هذا السؤال يربك الكثيرين، بما في ذلك هيرمان، لكن كلما سأل أحدهم، كانت تعود بابتسامة فارغة.
لم تكن امرأة تعبر عن مشاعرها كثيرًا، ولكن عندما أظهرت مشاعرها…
كان المرء يشعر بالقشعريرة.
“…يجب أن يكون المتقدم التالي من بارونية.”
رن صوتها النقي والنظيف في الغرفة. كان يفتقر إلى العمق ومع ذلك بدا وكأنه يضغط في نفس الوقت.
“جوليان داكري إيفينوس.”
تمتمت باسم، تكاد تمضغه بينما كانت عينيها تتجولان فوق الوثيقة أمامها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“موهبة. عنصرية و… عاطفية.”
“عاطفية؟”
رفع هيرمان حاجبه والتقط الوثيقة أمامه. ‘بالفعل، لديه موهبة في المجال العاطفي…’ تضاءلت توقعاته.
لم يكن الأمر أنه كان يكره السحرة العاطفيين أو ينظر إليهم من فوق.
لكن.
“الأمر صعب.”
تمتمت كاثرين رايلي غراهام، امرأة في منتصف العمر ذات شعر بني طويل، وهي تعبر عن أفكارها مع ذراعيها المتقاطعتين وهزة رأسها اللامبالية.
“الساحر العاطفي يتعامل مع تلاعب المشاعر. إنها ليست موهبة نادرة، لكن…”
ضمّت شفتيها، وتوقفت منتصف الجملة، مما سمح لصوت آخر بإكمال الجملة عنها.
“…قد يفقد المرء نفسه إذا غمر نفسه كثيرًا في دراسة المشاعر.”
“هذا صحيح.”
كان المجال العاطفي مجالًا خطيرًا. لدراسة المشاعر… وفهمها. كان المرء يحتاج إلى أن يغمر نفسه فيها.
إذا غمرت نفسك كثيرًا… قد تجد نفسك ضائعًا.
“لقد رأيت نصيبي من الموهوبين يفقدون عقولهم في محاولة لتطوير مسارهم. إنه أمر مؤسف. حقًا مؤسف…”
“حسنًا، على الأقل هو موهوب في المجال العنصري. سحر اللعنة؟ ليس مجالًا سيئًا.”
لم تكن هناك عناصر سيئة.
فقط أشخاص سيئون.
بينما كان يفحص الورقة أمامه عن كثب، انفتح باب الغرفة. دخل شاب في أواخر مراهقته.
“يجب أن تكون جوليان.”
تحدثت دليلا، صوتها النقي والواضح يتردد في أرجاء الغرفة.
جذب مظهره انتباه الجميع الحاضرين.
‘إنه وسيم، لكن… مخيب للآمال.’
كانت انطباعات هيرمان الأولى عن جوليان هي الخيبة.
‘تدفق مانا لديه غير منتظم. الكثافة خفيفة، ولا يبدو أنه يملك السيطرة عليه.’
هل كان حقًا نبيلاً؟ وكأنه لم يكن الشخص الوحيد الذي يعتقد ذلك، تمتمت كاثرين،
“يبدو أن هذا واحد من الفشل. مخيب للآمال بالنظر إلى أنه نبيذ.”
شارك هربرت نيوبرمان، الجالس على يمين هيرمان، نفس الآراء معها.
“تدفق المانا لديه فوضوي. للوهلة الأولى، لا يبدو أنه يعرف كيف يستخدم المانا بشكل صحيح. مجموعة قاسية…”
في أذهان الفاحصين، بدا أن دخول جوليان كان عبثًا. كان أداؤه سيكون شيئًا يحتاجون إلى محوه من ذاكرتهم.
لكن إذا كان هناك شيء يستحق الملاحظة، فهو سلوكه.
الطريقة التي كان يحمل بها نفسه… وجهه الخالي من التعبير، وخطواته الهادئة…
بدت وكأنها تبعث ثقة بلا حدود.
أحمق واثق من نفسه؟
‘حسنًا، مهما كان. دعنا ننتهي من هذا. لقد رأيت أسوأ.’
دفع هيرمان الشاب الذي كان واقفًا أمامهم.
“جيسون، اذهب لاختباره.” كان جيسون طالبًا في السنة الأولى، أو بالأحرى في السنة الثانية الآن… لم يكن بالتحديد أكثر الطلاب موهبة، لكنه كان جيدًا بما يكفي لاختبار المتقدمين الجدد. “نعم، سيدي.” بدأ جيسون في التحرك، ولكن بمجرد أن خطا خطوة للأمام، تغير تعبير وجهه. وكذلك فعل باقي الفاحصين. “ماذا يفعل؟” “…هل يتحقق من نبضه؟” “أي نوع من الهراء هذا؟” بتعبير خالي من المشاعر وإصبعه مضغوطًا على ساعده، كان جوليان يحدق إلى الأمام. بدا وكأنه في عالم آخر. كان وجهه خاليًا من التعبير. مثل ورقة فارغة. “ماذا يفعل هذا الرجل…؟” “المتقدم؟ المتقدم؟” نادى هيرمان عليه عدة مرات حتى استعاد وعيه. “آه…؟” “المتقدم؟ هل كل شيء على ما يرام؟ ليس لدينا الوقت الكافي.” أشار بغضب إلى جيسون. “…أظهر لنا ما لديك.” تمامًا كما أشار هيرمان إلى جيسون، حدث تغيير مفاجئ مع جوليان. اتسعت بؤبؤا عينيه. شحب وجهه، وبدأت ذراعيه ترتعشان. أخذ تغييره المفاجئ الجميع على حين غرة. ترددت عينا جوليان، تتنقلان بسرعة في حالة من اليأس. بدا وكأنه قد تحول فجأة، مما جعله مختلفًا تمامًا عما كان عليه سابقًا. تقلصت كتفيه وتسارعت أنفاسه. “هاه… هاه… هاه…” كان الجميع يشعرون بإيقاع أنفاسه. كان يزداد سرعة مع كل نفس. بدى كأنه تجسد لمشاعر معينة. أي شعور…؟ آه. سرعان ما اتضح للجميع. ‘الخوف.’ بدأ يجسد الخوف. شعر هيرمان بقشعريرة تسري في جسده. ليس هو فقط، بل بقية الفاحصين أيضًا. “أنت، ماذا تفعل…؟!” تقدم جوليان نحو جيسون. ربما بسبب الصدمة من الموقف، لم يستطع أن يتفاعل في الوقت المناسب. ضغطت يدي جوليان على جمجمة جيسون، وكأنها تضغط بشدة. ثم، “آآآآآآ ..!!!!” اهتزت الغرفة من صرخته. انخترقت الصرخة أجواء الغرفة واهتزت في آذان الجميع الحاضرين. فجأة، توقف الجميع في الغرفة عن الحركة، ليس فقط هيرمان، وهربرت، وكاثرين، بل دليلا أيضًا.
“جيسون، اذهب لاختباره.”
كان جيسون طالبًا في السنة الأولى، أو بالأحرى في السنة الثانية الآن… لم يكن بالتحديد أكثر الطلاب موهبة، لكنه كان جيدًا بما يكفي لاختبار المتقدمين الجدد.
“نعم، سيدي.”
بدأ جيسون في التحرك، ولكن بمجرد أن خطا خطوة للأمام، تغير تعبير وجهه.
وكذلك فعل باقي الفاحصين.
“ماذا يفعل؟”
“…هل يتحقق من نبضه؟”
“أي نوع من الهراء هذا؟”
بتعبير خالي من المشاعر وإصبعه مضغوطًا على ساعده، كان جوليان يحدق إلى الأمام. بدا وكأنه في عالم آخر.
كان وجهه خاليًا من التعبير.
مثل ورقة فارغة.
“ماذا يفعل هذا الرجل…؟”
“المتقدم؟ المتقدم؟”
نادى هيرمان عليه عدة مرات حتى استعاد وعيه.
“آه…؟”
“المتقدم؟ هل كل شيء على ما يرام؟ ليس لدينا الوقت الكافي.”
أشار بغضب إلى جيسون.
“…أظهر لنا ما لديك.”
تمامًا كما أشار هيرمان إلى جيسون، حدث تغيير مفاجئ مع جوليان. اتسعت بؤبؤا عينيه. شحب وجهه، وبدأت ذراعيه ترتعشان.
أخذ تغييره المفاجئ الجميع على حين غرة.
ترددت عينا جوليان، تتنقلان بسرعة في حالة من اليأس. بدا وكأنه قد تحول فجأة، مما جعله مختلفًا تمامًا عما كان عليه سابقًا.
تقلصت كتفيه وتسارعت أنفاسه.
“هاه… هاه… هاه…”
كان الجميع يشعرون بإيقاع أنفاسه.
كان يزداد سرعة مع كل نفس.
بدى كأنه تجسد لمشاعر معينة.
أي شعور…؟
آه.
سرعان ما اتضح للجميع.
‘الخوف.’
بدأ يجسد الخوف.
شعر هيرمان بقشعريرة تسري في جسده.
ليس هو فقط، بل بقية الفاحصين أيضًا.
“أنت، ماذا تفعل…؟!”
تقدم جوليان نحو جيسون. ربما بسبب الصدمة من الموقف، لم يستطع أن يتفاعل في الوقت المناسب. ضغطت يدي جوليان على جمجمة جيسون، وكأنها تضغط بشدة.
ثم،
“آآآآآآ ..!!!!”
اهتزت الغرفة من صرخته.
انخترقت الصرخة أجواء الغرفة واهتزت في آذان الجميع الحاضرين.
فجأة، توقف الجميع في الغرفة عن الحركة، ليس فقط هيرمان، وهربرت، وكاثرين، بل دليلا أيضًا.
كان تأثير تصرف جوليان قويًا للغاية. بفعل واحد فقط، ترك الجميع في الغرفة متجمدين. “آه…! لا!آه ..! لا أريد أن أموت، لا!!!” كان الأمر شديدًا، ويمكن للمرء أن يشعر بالخوف الذي كان يشعر به جيسون بوضوح. شعر هيرمان بالقشعريرة. “اهه..!” رطم! سقط جيسون بلا حراك على الأرض. يهتز بلا سيطرة، كان يمسك برأسه وهو يتلوى على الأرض. تسرب اللعاب من فمه. “أ… ساعدوني …!” على الرغم من صرخاته، لم يتحرك أي من الفاحصين. كانت جميع الأنظار متجهة إلى الشاب الذي وقف أمامهم. ما كان أمامهم هو تجسيد لشخص يسير في طريق لا يسلكه أحد تقريبًا. تذكر هيرمان همس بصوت عالٍ، “لكي يفهم المرء شعورًا، يجب عليه أن يختبره.” لإظهار مثل هذا الخوف، يجب على المرء أن يعيشه. كان الجميع في الغرفة يعرفون هذا جيدًا. لقد سافروا في جميع أنحاء القارة والتقوا بالعديد من السحرة العاطفيين. ومن هناك، تعلموا قسوة الطريق الذي يجب أن يتحمله من يسلك مثل هذا المسار. لتجربة الخوف، يجب على المرء أن يطارده بلا هوادة. فشل الكثيرون في طرقهم، ماتوا في منتصف التدريب، أو ببساطة لم يتمكنوا من فهم الشعور. ومع ذلك، “أي نوع من التدريب الوحشي خاضه ليظهر مثل هذه المشاعر؟” تمكن جوليان من القيام بما عجز عنه الكثيرون. كان بعيدًا عن الكمال، لكن القدرة على القيام بذلك في مثل هذا العمر… ‘ما مدى القسوة التي عانى منها؟’ تغير تقييم هيرمان لجوليان بشكل جذري. ‘ليس فقط أنه قادر على تجسيد الخوف بشكل مثالي، بل يبدو أنه قد اتقن حالة الاندماج.’ حالة سعى ورائها العديد من السحرة العاطفيين. حالة يمكن للمرء من خلالها الفصل بين الواقع والاندماج. هل كان هذا هو السبب في أنه تحقق من نبضه في البداية؟ للتحقق من حالته قبل الاندماج؟
كان تأثير تصرف جوليان قويًا للغاية.
بفعل واحد فقط، ترك الجميع في الغرفة متجمدين.
“آه…! لا!آه ..! لا أريد أن أموت، لا!!!”
كان الأمر شديدًا، ويمكن للمرء أن يشعر بالخوف الذي كان يشعر به جيسون بوضوح.
شعر هيرمان بالقشعريرة.
“اهه..!”
رطم!
سقط جيسون بلا حراك على الأرض.
يهتز بلا سيطرة، كان يمسك برأسه وهو يتلوى على الأرض. تسرب اللعاب من فمه.
“أ… ساعدوني …!”
على الرغم من صرخاته، لم يتحرك أي من الفاحصين.
كانت جميع الأنظار متجهة إلى الشاب الذي وقف أمامهم.
ما كان أمامهم هو تجسيد لشخص يسير في طريق لا يسلكه أحد تقريبًا.
تذكر هيرمان همس بصوت عالٍ،
“لكي يفهم المرء شعورًا، يجب عليه أن يختبره.”
لإظهار مثل هذا الخوف، يجب على المرء أن يعيشه. كان الجميع في الغرفة يعرفون هذا جيدًا.
لقد سافروا في جميع أنحاء القارة والتقوا بالعديد من السحرة العاطفيين. ومن هناك، تعلموا قسوة الطريق الذي يجب أن يتحمله من يسلك مثل هذا المسار.
لتجربة الخوف، يجب على المرء أن يطارده بلا هوادة.
فشل الكثيرون في طرقهم، ماتوا في منتصف التدريب، أو ببساطة لم يتمكنوا من فهم الشعور.
ومع ذلك،
“أي نوع من التدريب الوحشي خاضه ليظهر مثل هذه المشاعر؟”
تمكن جوليان من القيام بما عجز عنه الكثيرون. كان بعيدًا عن الكمال، لكن القدرة على القيام بذلك في مثل هذا العمر…
‘ما مدى القسوة التي عانى منها؟’
تغير تقييم هيرمان لجوليان بشكل جذري.
‘ليس فقط أنه قادر على تجسيد الخوف بشكل مثالي، بل يبدو أنه قد اتقن حالة الاندماج.’
حالة سعى ورائها العديد من السحرة العاطفيين. حالة يمكن للمرء من خلالها الفصل بين الواقع والاندماج.
هل كان هذا هو السبب في أنه تحقق من نبضه في البداية؟
للتحقق من حالته قبل الاندماج؟
“موهبة. عنصرية و… عاطفية.” “عاطفية؟” رفع هيرمان حاجبه والتقط الوثيقة أمامه. ‘بالفعل، لديه موهبة في المجال العاطفي…’ تضاءلت توقعاته. لم يكن الأمر أنه كان يكره السحرة العاطفيين أو ينظر إليهم من فوق. لكن. “الأمر صعب.” تمتمت كاثرين رايلي غراهام، امرأة في منتصف العمر ذات شعر بني طويل، وهي تعبر عن أفكارها مع ذراعيها المتقاطعتين وهزة رأسها اللامبالية. “الساحر العاطفي يتعامل مع تلاعب المشاعر. إنها ليست موهبة نادرة، لكن…” ضمّت شفتيها، وتوقفت منتصف الجملة، مما سمح لصوت آخر بإكمال الجملة عنها. “…قد يفقد المرء نفسه إذا غمر نفسه كثيرًا في دراسة المشاعر.” “هذا صحيح.” كان المجال العاطفي مجالًا خطيرًا. لدراسة المشاعر… وفهمها. كان المرء يحتاج إلى أن يغمر نفسه فيها. إذا غمرت نفسك كثيرًا… قد تجد نفسك ضائعًا. “لقد رأيت نصيبي من الموهوبين يفقدون عقولهم في محاولة لتطوير مسارهم. إنه أمر مؤسف. حقًا مؤسف…” “حسنًا، على الأقل هو موهوب في المجال العنصري. سحر اللعنة؟ ليس مجالًا سيئًا.” لم تكن هناك عناصر سيئة. فقط أشخاص سيئون. بينما كان يفحص الورقة أمامه عن كثب، انفتح باب الغرفة. دخل شاب في أواخر مراهقته. “يجب أن تكون جوليان.” تحدثت دليلا، صوتها النقي والواضح يتردد في أرجاء الغرفة. جذب مظهره انتباه الجميع الحاضرين. ‘إنه وسيم، لكن… مخيب للآمال.’ كانت انطباعات هيرمان الأولى عن جوليان هي الخيبة. ‘تدفق مانا لديه غير منتظم. الكثافة خفيفة، ولا يبدو أنه يملك السيطرة عليه.’ هل كان حقًا نبيلاً؟ وكأنه لم يكن الشخص الوحيد الذي يعتقد ذلك، تمتمت كاثرين، “يبدو أن هذا واحد من الفشل. مخيب للآمال بالنظر إلى أنه نبيذ.” شارك هربرت نيوبرمان، الجالس على يمين هيرمان، نفس الآراء معها. “تدفق المانا لديه فوضوي. للوهلة الأولى، لا يبدو أنه يعرف كيف يستخدم المانا بشكل صحيح. مجموعة قاسية…” في أذهان الفاحصين، بدا أن دخول جوليان كان عبثًا. كان أداؤه سيكون شيئًا يحتاجون إلى محوه من ذاكرتهم. لكن إذا كان هناك شيء يستحق الملاحظة، فهو سلوكه. الطريقة التي كان يحمل بها نفسه… وجهه الخالي من التعبير، وخطواته الهادئة… بدت وكأنها تبعث ثقة بلا حدود. أحمق واثق من نفسه؟ ‘حسنًا، مهما كان. دعنا ننتهي من هذا. لقد رأيت أسوأ.’ دفع هيرمان الشاب الذي كان واقفًا أمامهم.
‘وحش.’
كان وحشًا كاملًا.
“إذا جاز لي أن أسأل…”
كانت كاثرين هي الأولى التي كسرت الصمت الذي خيم على الغرفة، ناظرةً لفترة قصيرة إلى جيسون المرتعش على الأرض قبل أن تستقر نظرتها على جوليان.
“ما نوع التدريب الذي قمت به لتكون قادرًا على فعل ذلك؟ وهل يقتصر الأمر على الخوف فقط؟”
“…”
قوبل سؤالها بالصمت بينما ظل جوليان واقفًا بلا حراك.
ثم خفض رأسه وهزّه.
“آه.”
‘هل كان الأمر سيئًا لدرجة أنه لا يريد التحدث عنه؟’
شعر الحكام بتجمد تعابيرهم.
وأخيرًا، فتحت دليلا، التي كانت صامتة طوال الوقت، فمها لتتحدث، بينما لم تكن نظرتها تنفصل عن جوليان،
“أنت مُعفى. سنعلمك بنتائجك بعد تقييم جميع المتقدمين.”
أومأ جوليان برأسه وغادر الغرفة بهدوء. بدا وكأنه لم يفعل شيئًا يستحق الثناء.
عندما غادر، نظر هيرمان والآخرون إلى دليلا.
“لماذا تركته يذهب هكذا؟ كنا لا نزال مشغولين في—”
“انظر إلى الأرض.”
“آه.”
وكان ذلك عندما أدرك الجميع أخيرًا.
“آه…! أرجوكم ساعدوني… آه…”
“ليس في حالته هذه ليستمر في الاختبار. أرسلوا من يحل محله وأرسلوه إلى العيادة. في الوقت الحالي، سنأخذ استراحة.”
“لكن…!”
“أعرف ما تريد أن تقوله.”
رفعت دليلا يدها لتوقف الفاحصين الآخرين عن الكلام.
“أنت تريد معرفة المزيد عنه، صحيح؟”
عندما أومأ هيرمان والآخرون، نظرت دليلا إلى الباب الذي خرج منه جوليان.
أخبرت نظرتها بالكثير من الكلمات.
استشعر هيرمان ذلك.
مثلهم، كان اهتمامها قد ازداد.
دون أدنى شك، كانت تريد معرفة ما أراد الجميع في الغرفة معرفته.
سؤال لم يجرؤ أي منهم على طرحه.
إلى أي مدى قد غمر نفسه؟
***
كل شيء كان ضبابيًا بالنسبة لي.
من اللحظة التي أفصحت فيها عن كل شيء إلى ما حدث بعد ذلك، شعرت أن عقلي مغطى بضباب دائم.
لم أستطع التفكير بشكل واضح.
“ما نوع التدريب الذي قمت به لتكون قادرًا على فعل ذلك؟ وهل يقتصر الأمر على الخوف فقط؟”
كان تركيزي الوحيد هو الخروج من هنا.
شعرت بذلك من أعماقي. لم أكن قد أخرجت كل ما بداخلي بعد. كانت مشاعري تتسلل ببطء إلى ذهني، تزحف نحو الأعلى.
‘أحتاج إلى المغادرة…’
فإذًا،
“أنت مُعفى. سنعلمك بنتائجك بعد تقييم جميع المتقدمين.”
عندما أتيحت لي الفرصة، لم أضيع الوقت وغادرت. عند خروجي، شعرت بنظرات الجميع في القاعة تتجه نحوي، لكن مرة أخرى، لم أستطع أن أعر لهم اهتمامًا.
‘أحتاج إلى العثور على مكان آمن… مرحاض، أو غرفة. لا أستطيع…!’
تعثرت خطواتي لحظة. شعرت بشيء يرتفع من معدتي. بلعت بحذر، وقمت بدفع نفسي للأمام.
“ابتعد.”
دفعت الجميع أمامي بعيدًا واستمرت في السير للأمام.
“مهلاً…!”
لم أهتم باحتجاجاتهم.
مرحاض… غرفة… شيء…
واصلت السير. لم أهتم إلى أين كنت أذهب. توقفت فقط عندما وجدت غرفة. ألقيت نظرة حولي، ودخلت.
كانت غرفة صغيرة.
“هاه… هاه…”
وأهم ما في الأمر.
فارغة.
“بلهرغ…!”
خرجت محتويات كنت أحتفظ بها بشغف مرة واحدة. ضبابت رؤيتي، وانحنيت إلى الأمام.
كان بطني يتقلص من الألم بينما كنت أشعر بالعرق يتجمع على جبهتي.
“ها-ها…”
تشبثت بقميصي، أشعر بخفقان قلبي في هذه الأثناء.
كان سريعًا.
سريع جدًا…
أخذت أنفاسًا عميقة لأهدئ نفسي.
لتهدئة نبض قلبي، لكن…
لم يتوقف.
“آه… آه…!”
عاد الخوف الذي سيطر عليّ لحظات قبل ذلك ليطاردني مرة أخرى.
لم أستطع التوقف عن الاهتزاز.
كان وكأن شيئًا قد استولى علي.
“آخ…!”
كنت أشعر به.
أوضح من أي وقت مضى.
أنا…
كنت أُلتهم.
كانت التوقعات ضئيلة قبل دخوله. خلف مكتبهم، كان الفاحصون الأربعة يتحدثون مع بعضهم البعض، يراجعون ملفات المتقدمين للامتحان. “مستوى المواهب العام أقل من العام الماضي. إنه مخيب للآمال بصراحة. بمعدل كهذا، ستلحقنا المعاهد الأخرى في الإمبراطورية.” تمتم الرجل ذو اللحية الحمراء – هيرمان تشامبرز، ساحر عالي، ورجل معروف بقدرته على تمييز المواهب. ولهذا السبب تم وضعه في موقع التوظيف للسنة القادمة في معهد هافن. فقط من خلال تصور تدفق المانا القادمة من جسم المتقدم، كان يمكنه أن يعرف إلى حد ما ما إذا كانوا موهوبين أم لا. من خلال سمكها ونقائها… كان بإمكانه تمييز المستوى العام للمتقدم قبل أن يقوموا بأداء أي شيء. “من فضلك، أحضر المتقدم التالي.” مقارنة بالعام الماضي، كانت المواهب تفتقر بشدة. لكن. “لقد وجدنا بعض الوحوش الصغيرة، أليس كذلك؟” كان هناك بعض الاستثناءات. وكانت تلك الاستثناءات بعيدة كل البعد عن المعيار. “…أعتقد أنك محق.” عقد هيرمان ذراعيه واستند إلى الوراء في الكرسي. من زاوية عينه، لمحت المرأة الجالسة بجانبه. كانت ترتدي ملابس رسمية، تشع بهالة قريبة من الكمال. كان وجودها الجذاب يترك تأثيرًا عميقًا على من حولها. كانت التركيبة المثالية من المظهر والملابس تجعلها تبرز عن البقية. دليلا ف. روزنبرغ. لم يكن فيها أي عيوب أو فراغات لدرجة أنها بدت وكأنها تجسد الكمال نفسه. كانت الأناقة تتخلل كل فعل وكلمة وتعبير وجه لها، مما يحدد كيانها بالكامل. كانت كائنًا غير قابل للوصول للكثيرين. متدربه في سن الثامنة عشر. ساحرة ماجستية في سن التاسعة عشر. ساحرة عالية في سن الواحد والعشرين. ساحرة قوس في سن الرابعة والعشرين. وواحدة من سبعة ملوك الإمبراطورية في سن السابعة والعشرين. تنبأ الكثيرون بأنها ستكون مستقبل الإمبراطورية، مقدر لها أن تشغل منصبًا ظل شاغرًا لقرون – الأكثر قوة بين جميع السحرة. الذروة. ‘كيف يمكن لشخص مثلها أن يعمل هنا…؟’ كان مثل هذا السؤال يربك الكثيرين، بما في ذلك هيرمان، لكن كلما سأل أحدهم، كانت تعود بابتسامة فارغة. لم تكن امرأة تعبر عن مشاعرها كثيرًا، ولكن عندما أظهرت مشاعرها… كان المرء يشعر بالقشعريرة. “…يجب أن يكون المتقدم التالي من بارونية.” رن صوتها النقي والنظيف في الغرفة. كان يفتقر إلى العمق ومع ذلك بدا وكأنه يضغط في نفس الوقت. “جوليان داكري إيفينوس.” تمتمت باسم، تكاد تمضغه بينما كانت عينيها تتجولان فوق الوثيقة أمامها.
“جيسون، اذهب لاختباره.” كان جيسون طالبًا في السنة الأولى، أو بالأحرى في السنة الثانية الآن… لم يكن بالتحديد أكثر الطلاب موهبة، لكنه كان جيدًا بما يكفي لاختبار المتقدمين الجدد. “نعم، سيدي.” بدأ جيسون في التحرك، ولكن بمجرد أن خطا خطوة للأمام، تغير تعبير وجهه. وكذلك فعل باقي الفاحصين. “ماذا يفعل؟” “…هل يتحقق من نبضه؟” “أي نوع من الهراء هذا؟” بتعبير خالي من المشاعر وإصبعه مضغوطًا على ساعده، كان جوليان يحدق إلى الأمام. بدا وكأنه في عالم آخر. كان وجهه خاليًا من التعبير. مثل ورقة فارغة. “ماذا يفعل هذا الرجل…؟” “المتقدم؟ المتقدم؟” نادى هيرمان عليه عدة مرات حتى استعاد وعيه. “آه…؟” “المتقدم؟ هل كل شيء على ما يرام؟ ليس لدينا الوقت الكافي.” أشار بغضب إلى جيسون. “…أظهر لنا ما لديك.” تمامًا كما أشار هيرمان إلى جيسون، حدث تغيير مفاجئ مع جوليان. اتسعت بؤبؤا عينيه. شحب وجهه، وبدأت ذراعيه ترتعشان. أخذ تغييره المفاجئ الجميع على حين غرة. ترددت عينا جوليان، تتنقلان بسرعة في حالة من اليأس. بدا وكأنه قد تحول فجأة، مما جعله مختلفًا تمامًا عما كان عليه سابقًا. تقلصت كتفيه وتسارعت أنفاسه. “هاه… هاه… هاه…” كان الجميع يشعرون بإيقاع أنفاسه. كان يزداد سرعة مع كل نفس. بدى كأنه تجسد لمشاعر معينة. أي شعور…؟ آه. سرعان ما اتضح للجميع. ‘الخوف.’ بدأ يجسد الخوف. شعر هيرمان بقشعريرة تسري في جسده. ليس هو فقط، بل بقية الفاحصين أيضًا. “أنت، ماذا تفعل…؟!” تقدم جوليان نحو جيسون. ربما بسبب الصدمة من الموقف، لم يستطع أن يتفاعل في الوقت المناسب. ضغطت يدي جوليان على جمجمة جيسون، وكأنها تضغط بشدة. ثم، “آآآآآآ ..!!!!” اهتزت الغرفة من صرخته. انخترقت الصرخة أجواء الغرفة واهتزت في آذان الجميع الحاضرين. فجأة، توقف الجميع في الغرفة عن الحركة، ليس فقط هيرمان، وهربرت، وكاثرين، بل دليلا أيضًا.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات