دق ناقوس الموت
الفصل100: دق جرس الموت
نظر الملك إلى الكاهن العجوز أمامه.
ارتدى الأب أنيل رداء أسود عاديا ، ولم يبرز أي شيء سوى الصليب المتدلي حول رقبته وعيناه الحكيمتان. بالمقارنة مع ما هو مكتوب في السجلات ، كان بالفعل أكبر سنا بكثير. عندما غادر الأب أنيل الكرسي الرسوليقبل أكثر من 20 عاما، كان لا يزال عبقريا لاهوتيا في المحكمة المقدسة، ونجم الأمل لهم، ويمكن القول إنهكان في أوج عطائه. لكن الرياح التي لا هوادة فيها والظروف المقفرة في الأراضي الشمالية صبغت شعرهباللون الأبيض.
كان هو ورئيس أساقفة القديس ويث صورتين متناقضتين تماما.
يجب على المرء أن يعرف أن النبيذ الأحمر والطعام اللذيذ ملأ معدة رئيس أساقفة القديس ويث ، مما جعلهامستديرة للغاية. من حيث حجم الجسم وحده ، كان الجسم القوي لرئيس أساقفة القديس ويث مشابهالجسد الكاهن أنيل.
نظر رئيس الدير أنيل أيضا إلى الملك ، محاولا معرفة أي أدلة على ما إذا كان على وشك جلب حمام دم إلىجميع الكنائس في البلاد في نوبة من الغضب العارم ، كما قالت الشائعات. جلس الملك على كرسي مرتفعالظهر ، وبسبب وفاة دوق باكنغهام ، ارتدى ملابس حداد حالكة السواد ، والتي ، فيما يتعلق بموقفه ، لا يمكنأن تكون أكثر وصفا لاحترامه ومحبته لعمه. بخلاف ذلك ، كان تعبيره هادئا للغاية ويصعب تخمينه.
تنهد الأب أنيل في قلبه.
حتى لو لم يكن الملك ، فقد كان من الخطيئة أيضا حرمان مثل هذا الطفل الصغير من شيخ أحبه كثيرابوسائل حقيرة.
“من فضلك اجلس.” قال الملك: “سيد أنيل”.
تم بالفعل إعداد مقعد للأب أنيل في الغرفة. انحنى الأب أنيل وأعرب عن أنه لا يستحق. ابتسم الملك وقالببطء: “من فضلك لا تكن متشددًا . بعد كل شيء ، ليس الأمر كما لو أن الكاهن الذي سيترأس جنازة عمي لايستحق حتى مقعدا “.
نظر الأب أنيل إلى الملك في دهشة ، وفاق هذا بالفعل توقعاته: “جلالة الملك…..”
قاطع الملك كلمات الأب أنيل ، ونقر على مسند ذراع كرسيه دون عجلة: “لقد شاركت ذات مرة في مجلس وِيت سانداي عام 1411 ، هل ما زلت تتذكر الحجج الإحدى عشرة التي قدمتها في ذلك الوقت؟ أشعربالفضول بشأن مقالتك “حول وجود المطهر من عدمه” ، هل تمانع في شرحها لي؟
فهم الأب أنيل الآن بشكل غامض بعض الدوافع التي دفعت الملك إلى دعوته هنا.
“بعد الموت ، يجب أن تكون الروح في حالة نوم. تستمر هذه الحالة حتى مجيء الدينونة الأخيرة ، حيث لاتحتاج الروح إلى الخضوع لأي تطهير بنار المطهر. إن عالما الأحياء والأموات منفصلان تماما، ولا يمكن أنيحدث أي اتصال بينهما”. أجاب الأب أنيل ببطء ، “وهكذا ، فإن الصلوات والقرابين وشراء الغفران الذييقدمه الأحياء للأموات لا يمكن أن ينقذ روح الأموات. الغفران والدينونة كلها ملك للرب القدوس. مفتاحالباب ليس أبدا في يد أي كاهن “.
أشارت القرابين إلى طقس مهم يرأسه الكهنة في الجنازات ، واعتبر الطريقة الأكثر فعالية لفداء النفوس بينجميع مراسم الشفاعة.
ادعت المحكمة المقدسة أن تلاوة الصلوات يمكن أن تقصر في المقابل الوقت الذي يعاني فيه الموتى فيالمطهر. لهذا السبب ، غالبا ما يكون لتبرعات الطبقة العليا للمحكمة المقدسة دوافعها. عندما تبرع آخرملوك بريسي ، فيري الثاني ، لكاتدرائية العاصمة ، صرح بوضوح أن “التبرع يستخدم أولا لدفع راتب الكاهنحتى يتمكن من الصلاة من أجل فيري الثاني كل يوم”.
“من وجهة نظرك ، لا علاقة للبابا بخلاص البشر. يجب أن يعود المؤمنون إلى الإيمان والكتب المقدسة. حتىالبابا لا يستطيع فعل أي شيء بشأن الخلاص. هذا ما قصدته ، أليس كذلك؟ سأل الملك بلطف.
لكن العكس تضمن معنى أساسيا في كلماته.
طلب من رئيس الدير أنيل أن يؤكد أن البابا ليس له سلطة على النفوس ، وطلب من رئيس الدير أنيل أنيستخدم حق النقض ضد كل قوة الكرسي الرسولي فيما يتعلق بالخلاص.
في الماضي، كاد أن يحرق الأب أنيل على الوتد بسبب احتجاجه في المؤتمر ، ولا يزال معزولًا حتى الآن. حالياعلى الجانب الآخر من مضيق الهاوية ، فإن اضطهاد الهرطقة بقيادة المحكمة المقدسة قد ترسخ في كلمكان. وطالما أنه أدلى بتصريحات ضدهم، فإن ذلك سيكون مماثلا للخروج والوقوف في قلب النضال.
المحكمة المقدسة ، التي نوت بناء ملكوت الإله ، لن تتسامح مع أي أصوات معارضة.
حدقت عيون الملك الزرقاء الجليدية بحدة في الأب أنيل.
“نعم.” رفع الأب أنيل يده وأمسك الصليب حول رقبته. أومأ برأسه ، “تقوى الإيمان أعلى من أوامر الكرسيالرسولي.”
ابتسم الملك وسلم وثيقة تحقيق إلى رئيس الدير: “سيد أنيل ، من فضلك ألق نظرة”.
أخذ الأب أنيل الوثيقة وبدأ في قراءتها. أثناء قراءته للصفحات واحدة تلو الأخرى ، أصبح وجه الأب أنيلتدريجيا أكثر جدية.
كانت إحصائية لتوزيع وثائق الغفران في المطهر من قبل أسقفية ليجراند.
قبل الذهاب إلى الشمال للقتال ، أمر الملك مستشاره المالي بالبدء في التحقيق في هذا الأمر. استأنفالمسؤولون الذين جمعوا وثائق حكم يوم القيامة لعشرات من أسياد المقاطعات مهنتهم القديمة مرة أخرى. هذه المرة حسبوا إصدار وثائق الغفران في مقاطعات مختلفة في ليجراند.
في وقت مبكر من عام 1312 ، بدأت المحكمة المقدسة في إصدار التساهل باسم “العفو” من أجل الحصولعلى المزيد من الإيرادات المالية. في الأصل ، يجب أن تكون سنة العفو مرة واحدة كل 100 عام ، لكن لميستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يتم تقصير هذا الحد الزمني مرارا وتكرارا. وفي نهاية المطاف في عهد الباباالسابق ، ألغى هذه الحدود تماما.
لتأسيس ملكوت الإله على الأرض ، بصرف النظر عن الهيبة والقوات ، كانت هناك أيضا حاجة إلى تدفقمستمر من المال. من أجل تأسيس ملكوت الإله ، بدأت المحكمة المقدسة في بيع كميات هائلة من وثائق غفران المطهر باسم “ملكوت الإله” قبل بدء حادثة بريسي. لم يقتصر نطاق إطلاقه على الجانب الآخر منمضيق الهاوية ، فقد كان لجميع الأسقفيات الحق في بيع وثائق غفران المطهر – طالما أنها دفعت مبلغا منالمال للمحكمة المقدسة.
(لتبسيط الأمر ، الكنيسة احتاجت المال لبناء امبراطوريتها، فرجال الدين شغلوا عقولهم وقرروا ينتهزون عقول الناس البسيطة من خلال بيع وثائق تعفيهم من عذاب المطهر، لكن الأب أنيل عارضهم وعارض حتى وجود المطهر من أساسه ، لذلك الملك استماله الى جانبه)
عندما قاد الملك ودوق باكنغهام قواتهما إلى الشمال ، كانت العديد من الأسقفيات في ليجراند ترسل الأموالالتي حصلوا عليها من بيع وثائق الغفران إلى الجانب الآخر من مضيق الهاوية.
لم يكن التمرد في الشمال قد انتهى بعد في ذلك الوقت ، لذلك تراجع الملك ولم يتخذ أي إجراء. لقد أرسلشعبه للتو لبدء جمع البيانات.
“الأموال التي تم الحصول عليها باسم الغفران كانت تمول التمرد في الشمال.” قال الملك بشكل قاطع ،”سيد أنيل ، لماذا تؤجج الكفارة نيران الحرب والجريمة بدلا من وظيفتها الأساسية؟”
“هذه ليست كفارة”. نظر الأب أنيل إلى الأرقام التي لا يمكن تصورها ، ومشاهد الجثث في كل مكان ،والمنازل المحترقة ، وظهر نحيب الناس أمام عينيه. أغمض عينيه من الألم ، “هذه ….. هذه خطيئة”.
“آمل أن أطبع وأوزع مقالتك “حول وجود المطهر من عدمه”.” توقف الملك قائلا: “أيضا، آمل أن تترأسجنازة عمي. ليست هناك حاجة للقرابين أثناء الجنازة “.
لا حاجة إلى القربان المقدس ، ولا حاجة إلى عفو عن دوق باكنغهام.
لم تكن هناك حاجة للفداء من أي شخص.
“جل الرب القدوس.”
وقف رئيس الدير أنيل ، وحيا الملك.
“شكرا لك على لطفك.”
قبل أن يخرج مسؤول خدم القصر رئيس الدير أنيل من غرفة الدراسة ، توقف ونظر إلى الملك: “ألا تقلق منأنه إذا كان المطهر موجودا حقا ، فإن الدوق الذي لم يتم تقديم القرابين من أجله
سيذهب إلى الجحيم؟”
استطاع الأب أنيل أن يفهم دعم الناس لنظرية المحكمة المقدسة حيال وجود المطهر….. من يريد أن يعانيأحباؤه في المطهر؟ عندما دحض نظرية المطهر ، تلقى أيضا الكثير من السخرية والعيون الباردة من عامةالناس. الآن ألغى الملك القربان المقدس في جنازة دوق باكنغهام. لا شيء يمكن أن يجلب العار للملك أكثرمن هذا.
كان بإمكانه تقريبا التفكير في جميع أنواع الاتهامات التي سيوجهها الناس ضد الملك.
لقد عانى جميع الإصلاحيين دائما من العار.
نظر الملك إلى الوثائق التي في يده دون أن ينبس ببنت شفة ، وأغلق مسؤول خدم المنزل الباب.
سقط ضوء الشمس على الوثيقة التي كانت في يد الملك ، والتي تمثل دعوة تمت صياغتها للتو لعقد مؤتمر حكومي. سيعقد اجتماع جديد بعد جنازة الدوق.
أخذ الملك قلما ووقع اسمه على الأمر.
“أتمنى حقا أن يذهب إلى الجحيم.”
في الغرفة التي جلس فيها الملك وحده ، همس فجأة لنفسه. أدار الملك رأسه لينظر من النافذة ، بفكرٍ بعيدا عن موضعه الحالي.
……………………
تم إغلاق جميع المحلات التجارية في ميتزل اليوم.
لم يكن هناك غناء ولا ضحك.
وقف بعض الناس في شوارع المدينة ، ووزعوا شرائط سوداء على المارة. المهرج الذي كان يقف في الشارعويرمي البرتقال في ما مضى غير الابتسامة المرسومة على وجهه ، واستبدلها بدموع سوداء ثقيلة تحت عينيه. انهمرت الدموع وهطلت من عيون النساء والسيدات ، وتجمع الناس في الشارع الطويل ، منتظرين وصولموكب الجنازة.
اتكأ رجل عجوز ذو شعر رمادي على عصا ووقف بين الحشد على جانب الشارع ، بدعم من حفيده.
جاء الرجل العجوز من منطقة أخرى ، بعد أن سافر لمدة أسبوع تقريبا.
“دوق باكنغهام ….. كان الدوق رجلا جيدا جدا.”
أمسك الرجل العجوز بيد حفيده وكرر هذه الكلمات مرارا وتكرارا.
يعرف جميع الليجرانديين قصة دوق باكنغهام.
على عكس ويليام الثالث ، حصل دوق باكنغهام على لقب الفارس في ساحة المعركة عندما كان عمره ستةعشر عاما فقط. في اليوم الذي منح فيه لقب الفارس ، أقسم أنه سيدافع عن الإمبراطورية بالسيف والدرعطيلة حياته. سيهزم العدو بالسيف ويحمي الناس بالدرع.
القسم.
قسم قضى حياته في تحقيقه.
بعد وفاة والدهم بسبب المرض ، تبع شقيقه ويليام الثالث لفتح الولايات الست والثلاثين ، وقاد قواتهلهزيمة حملة بريسي ثلاث مرات. بعد الموت المفاجئ لويليام الثالث ، أصبح عمود المملكة بأكملها. علىمدى فترة طويلة من الزمن ، اعتاد الناس على الشكل الذي يقف دائما حارسا على أراضي ليجراند ، واعتادواعلى ذلك العمود الفقري المستقيم الذي ظل ثابتا ومستقيما من الشباب إلى الشيخوخة.
“إلى جانبه ، من يمكن أن يطلق عليه أسد الإمبراطورية؟ من غيره يمكن أن يكون مخلصًا وشجاعًا وإيثاريًا فيحراسة هذا البلد؟”
عندما عاد خبر وفاة دوق باكنغهام ، وصفه شاعر البلاط بأنه “حزن لا يطاق للإمبراطورية”.
تحطم الدرع فجأة ، وكُسر السيف الطويل أيضا.
فقدت ليجراند فارسها المحبوب.
دق ناقوس الموت أخيرا.
في اللحظة التي رن فيها الجرس ، ظهر موكب الجنازة أمام أعين الناس.
في الحشد ، ترك الرجل العجوز الذي تجول مرارا وتكرارا يديه من حفيده فجأة وانزلق على الأرض.
—— يبدو أنه عندها فقط فهم أخيرا أن دوق باكنغهام قد غادر حقا عندما رأى التابوت يقترب من بعيد.
(رجعنا بفترة تنزيل متقطعة، واحتمال انقطاعات طويلة راح تصير، للأمانة ملتهي بموعد القبولات الجامعية ويمتى تنشر، لذلك ما فارغ للرواية ، ووراها يبدي دوامي ، فبكل الحالات التنزيل راح يكون متقطع) (وكذلك شكرا على الدعم)
الفصل100: دق جرس الموت نظر الملك إلى الكاهن العجوز أمامه. ارتدى الأب أنيل رداء أسود عاديا ، ولم يبرز أي شيء سوى الصليب المتدلي حول رقبته وعيناه الحكيمتان. بالمقارنة مع ما هو مكتوب في السجلات ، كان بالفعل أكبر سنا بكثير. عندما غادر الأب أنيل الكرسي الرسوليقبل أكثر من 20 عاما، كان لا يزال عبقريا لاهوتيا في المحكمة المقدسة، ونجم الأمل لهم، ويمكن القول إنهكان في أوج عطائه. لكن الرياح التي لا هوادة فيها والظروف المقفرة في الأراضي الشمالية صبغت شعرهباللون الأبيض. كان هو ورئيس أساقفة القديس ويث صورتين متناقضتين تماما. يجب على المرء أن يعرف أن النبيذ الأحمر والطعام اللذيذ ملأ معدة رئيس أساقفة القديس ويث ، مما جعلهامستديرة للغاية. من حيث حجم الجسم وحده ، كان الجسم القوي لرئيس أساقفة القديس ويث مشابهالجسد الكاهن أنيل. نظر رئيس الدير أنيل أيضا إلى الملك ، محاولا معرفة أي أدلة على ما إذا كان على وشك جلب حمام دم إلىجميع الكنائس في البلاد في نوبة من الغضب العارم ، كما قالت الشائعات. جلس الملك على كرسي مرتفعالظهر ، وبسبب وفاة دوق باكنغهام ، ارتدى ملابس حداد حالكة السواد ، والتي ، فيما يتعلق بموقفه ، لا يمكنأن تكون أكثر وصفا لاحترامه ومحبته لعمه. بخلاف ذلك ، كان تعبيره هادئا للغاية ويصعب تخمينه. تنهد الأب أنيل في قلبه. حتى لو لم يكن الملك ، فقد كان من الخطيئة أيضا حرمان مثل هذا الطفل الصغير من شيخ أحبه كثيرابوسائل حقيرة. “من فضلك اجلس.” قال الملك: “سيد أنيل”. تم بالفعل إعداد مقعد للأب أنيل في الغرفة. انحنى الأب أنيل وأعرب عن أنه لا يستحق. ابتسم الملك وقالببطء: “من فضلك لا تكن متشددًا . بعد كل شيء ، ليس الأمر كما لو أن الكاهن الذي سيترأس جنازة عمي لايستحق حتى مقعدا “. نظر الأب أنيل إلى الملك في دهشة ، وفاق هذا بالفعل توقعاته: “جلالة الملك…..” قاطع الملك كلمات الأب أنيل ، ونقر على مسند ذراع كرسيه دون عجلة: “لقد شاركت ذات مرة في مجلس وِيت سانداي عام 1411 ، هل ما زلت تتذكر الحجج الإحدى عشرة التي قدمتها في ذلك الوقت؟ أشعربالفضول بشأن مقالتك “حول وجود المطهر من عدمه” ، هل تمانع في شرحها لي؟ فهم الأب أنيل الآن بشكل غامض بعض الدوافع التي دفعت الملك إلى دعوته هنا. “بعد الموت ، يجب أن تكون الروح في حالة نوم. تستمر هذه الحالة حتى مجيء الدينونة الأخيرة ، حيث لاتحتاج الروح إلى الخضوع لأي تطهير بنار المطهر. إن عالما الأحياء والأموات منفصلان تماما، ولا يمكن أنيحدث أي اتصال بينهما”. أجاب الأب أنيل ببطء ، “وهكذا ، فإن الصلوات والقرابين وشراء الغفران الذييقدمه الأحياء للأموات لا يمكن أن ينقذ روح الأموات. الغفران والدينونة كلها ملك للرب القدوس. مفتاحالباب ليس أبدا في يد أي كاهن “. أشارت القرابين إلى طقس مهم يرأسه الكهنة في الجنازات ، واعتبر الطريقة الأكثر فعالية لفداء النفوس بينجميع مراسم الشفاعة. ادعت المحكمة المقدسة أن تلاوة الصلوات يمكن أن تقصر في المقابل الوقت الذي يعاني فيه الموتى فيالمطهر. لهذا السبب ، غالبا ما يكون لتبرعات الطبقة العليا للمحكمة المقدسة دوافعها. عندما تبرع آخرملوك بريسي ، فيري الثاني ، لكاتدرائية العاصمة ، صرح بوضوح أن “التبرع يستخدم أولا لدفع راتب الكاهنحتى يتمكن من الصلاة من أجل فيري الثاني كل يوم”. “من وجهة نظرك ، لا علاقة للبابا بخلاص البشر. يجب أن يعود المؤمنون إلى الإيمان والكتب المقدسة. حتىالبابا لا يستطيع فعل أي شيء بشأن الخلاص. هذا ما قصدته ، أليس كذلك؟ سأل الملك بلطف. لكن العكس تضمن معنى أساسيا في كلماته. طلب من رئيس الدير أنيل أن يؤكد أن البابا ليس له سلطة على النفوس ، وطلب من رئيس الدير أنيل أنيستخدم حق النقض ضد كل قوة الكرسي الرسولي فيما يتعلق بالخلاص. في الماضي، كاد أن يحرق الأب أنيل على الوتد بسبب احتجاجه في المؤتمر ، ولا يزال معزولًا حتى الآن. حالياعلى الجانب الآخر من مضيق الهاوية ، فإن اضطهاد الهرطقة بقيادة المحكمة المقدسة قد ترسخ في كلمكان. وطالما أنه أدلى بتصريحات ضدهم، فإن ذلك سيكون مماثلا للخروج والوقوف في قلب النضال. المحكمة المقدسة ، التي نوت بناء ملكوت الإله ، لن تتسامح مع أي أصوات معارضة. حدقت عيون الملك الزرقاء الجليدية بحدة في الأب أنيل. “نعم.” رفع الأب أنيل يده وأمسك الصليب حول رقبته. أومأ برأسه ، “تقوى الإيمان أعلى من أوامر الكرسيالرسولي.” ابتسم الملك وسلم وثيقة تحقيق إلى رئيس الدير: “سيد أنيل ، من فضلك ألق نظرة”. أخذ الأب أنيل الوثيقة وبدأ في قراءتها. أثناء قراءته للصفحات واحدة تلو الأخرى ، أصبح وجه الأب أنيلتدريجيا أكثر جدية. كانت إحصائية لتوزيع وثائق الغفران في المطهر من قبل أسقفية ليجراند. قبل الذهاب إلى الشمال للقتال ، أمر الملك مستشاره المالي بالبدء في التحقيق في هذا الأمر. استأنفالمسؤولون الذين جمعوا وثائق حكم يوم القيامة لعشرات من أسياد المقاطعات مهنتهم القديمة مرة أخرى. هذه المرة حسبوا إصدار وثائق الغفران في مقاطعات مختلفة في ليجراند. في وقت مبكر من عام 1312 ، بدأت المحكمة المقدسة في إصدار التساهل باسم “العفو” من أجل الحصولعلى المزيد من الإيرادات المالية. في الأصل ، يجب أن تكون سنة العفو مرة واحدة كل 100 عام ، لكن لميستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يتم تقصير هذا الحد الزمني مرارا وتكرارا. وفي نهاية المطاف في عهد الباباالسابق ، ألغى هذه الحدود تماما. لتأسيس ملكوت الإله على الأرض ، بصرف النظر عن الهيبة والقوات ، كانت هناك أيضا حاجة إلى تدفقمستمر من المال. من أجل تأسيس ملكوت الإله ، بدأت المحكمة المقدسة في بيع كميات هائلة من وثائق غفران المطهر باسم “ملكوت الإله” قبل بدء حادثة بريسي. لم يقتصر نطاق إطلاقه على الجانب الآخر منمضيق الهاوية ، فقد كان لجميع الأسقفيات الحق في بيع وثائق غفران المطهر – طالما أنها دفعت مبلغا منالمال للمحكمة المقدسة. (لتبسيط الأمر ، الكنيسة احتاجت المال لبناء امبراطوريتها، فرجال الدين شغلوا عقولهم وقرروا ينتهزون عقول الناس البسيطة من خلال بيع وثائق تعفيهم من عذاب المطهر، لكن الأب أنيل عارضهم وعارض حتى وجود المطهر من أساسه ، لذلك الملك استماله الى جانبه) عندما قاد الملك ودوق باكنغهام قواتهما إلى الشمال ، كانت العديد من الأسقفيات في ليجراند ترسل الأموالالتي حصلوا عليها من بيع وثائق الغفران إلى الجانب الآخر من مضيق الهاوية. لم يكن التمرد في الشمال قد انتهى بعد في ذلك الوقت ، لذلك تراجع الملك ولم يتخذ أي إجراء. لقد أرسلشعبه للتو لبدء جمع البيانات. “الأموال التي تم الحصول عليها باسم الغفران كانت تمول التمرد في الشمال.” قال الملك بشكل قاطع ،”سيد أنيل ، لماذا تؤجج الكفارة نيران الحرب والجريمة بدلا من وظيفتها الأساسية؟” “هذه ليست كفارة”. نظر الأب أنيل إلى الأرقام التي لا يمكن تصورها ، ومشاهد الجثث في كل مكان ،والمنازل المحترقة ، وظهر نحيب الناس أمام عينيه. أغمض عينيه من الألم ، “هذه ….. هذه خطيئة”. “آمل أن أطبع وأوزع مقالتك “حول وجود المطهر من عدمه”.” توقف الملك قائلا: “أيضا، آمل أن تترأسجنازة عمي. ليست هناك حاجة للقرابين أثناء الجنازة “. لا حاجة إلى القربان المقدس ، ولا حاجة إلى عفو عن دوق باكنغهام. لم تكن هناك حاجة للفداء من أي شخص. “جل الرب القدوس.” وقف رئيس الدير أنيل ، وحيا الملك. “شكرا لك على لطفك.” قبل أن يخرج مسؤول خدم القصر رئيس الدير أنيل من غرفة الدراسة ، توقف ونظر إلى الملك: “ألا تقلق منأنه إذا كان المطهر موجودا حقا ، فإن الدوق الذي لم يتم تقديم القرابين من أجله سيذهب إلى الجحيم؟” استطاع الأب أنيل أن يفهم دعم الناس لنظرية المحكمة المقدسة حيال وجود المطهر….. من يريد أن يعانيأحباؤه في المطهر؟ عندما دحض نظرية المطهر ، تلقى أيضا الكثير من السخرية والعيون الباردة من عامةالناس. الآن ألغى الملك القربان المقدس في جنازة دوق باكنغهام. لا شيء يمكن أن يجلب العار للملك أكثرمن هذا. كان بإمكانه تقريبا التفكير في جميع أنواع الاتهامات التي سيوجهها الناس ضد الملك. لقد عانى جميع الإصلاحيين دائما من العار. نظر الملك إلى الوثائق التي في يده دون أن ينبس ببنت شفة ، وأغلق مسؤول خدم المنزل الباب. سقط ضوء الشمس على الوثيقة التي كانت في يد الملك ، والتي تمثل دعوة تمت صياغتها للتو لعقد مؤتمر حكومي. سيعقد اجتماع جديد بعد جنازة الدوق. أخذ الملك قلما ووقع اسمه على الأمر. “أتمنى حقا أن يذهب إلى الجحيم.” في الغرفة التي جلس فيها الملك وحده ، همس فجأة لنفسه. أدار الملك رأسه لينظر من النافذة ، بفكرٍ بعيدا عن موضعه الحالي. …………………… تم إغلاق جميع المحلات التجارية في ميتزل اليوم. لم يكن هناك غناء ولا ضحك. وقف بعض الناس في شوارع المدينة ، ووزعوا شرائط سوداء على المارة. المهرج الذي كان يقف في الشارعويرمي البرتقال في ما مضى غير الابتسامة المرسومة على وجهه ، واستبدلها بدموع سوداء ثقيلة تحت عينيه. انهمرت الدموع وهطلت من عيون النساء والسيدات ، وتجمع الناس في الشارع الطويل ، منتظرين وصولموكب الجنازة. اتكأ رجل عجوز ذو شعر رمادي على عصا ووقف بين الحشد على جانب الشارع ، بدعم من حفيده. جاء الرجل العجوز من منطقة أخرى ، بعد أن سافر لمدة أسبوع تقريبا. “دوق باكنغهام ….. كان الدوق رجلا جيدا جدا.” أمسك الرجل العجوز بيد حفيده وكرر هذه الكلمات مرارا وتكرارا. يعرف جميع الليجرانديين قصة دوق باكنغهام. على عكس ويليام الثالث ، حصل دوق باكنغهام على لقب الفارس في ساحة المعركة عندما كان عمره ستةعشر عاما فقط. في اليوم الذي منح فيه لقب الفارس ، أقسم أنه سيدافع عن الإمبراطورية بالسيف والدرعطيلة حياته. سيهزم العدو بالسيف ويحمي الناس بالدرع. القسم. قسم قضى حياته في تحقيقه. بعد وفاة والدهم بسبب المرض ، تبع شقيقه ويليام الثالث لفتح الولايات الست والثلاثين ، وقاد قواتهلهزيمة حملة بريسي ثلاث مرات. بعد الموت المفاجئ لويليام الثالث ، أصبح عمود المملكة بأكملها. علىمدى فترة طويلة من الزمن ، اعتاد الناس على الشكل الذي يقف دائما حارسا على أراضي ليجراند ، واعتادواعلى ذلك العمود الفقري المستقيم الذي ظل ثابتا ومستقيما من الشباب إلى الشيخوخة. “إلى جانبه ، من يمكن أن يطلق عليه أسد الإمبراطورية؟ من غيره يمكن أن يكون مخلصًا وشجاعًا وإيثاريًا فيحراسة هذا البلد؟” عندما عاد خبر وفاة دوق باكنغهام ، وصفه شاعر البلاط بأنه “حزن لا يطاق للإمبراطورية”. تحطم الدرع فجأة ، وكُسر السيف الطويل أيضا. فقدت ليجراند فارسها المحبوب. دق ناقوس الموت أخيرا. في اللحظة التي رن فيها الجرس ، ظهر موكب الجنازة أمام أعين الناس. في الحشد ، ترك الرجل العجوز الذي تجول مرارا وتكرارا يديه من حفيده فجأة وانزلق على الأرض. —— يبدو أنه عندها فقط فهم أخيرا أن دوق باكنغهام قد غادر حقا عندما رأى التابوت يقترب من بعيد. (رجعنا بفترة تنزيل متقطعة، واحتمال انقطاعات طويلة راح تصير، للأمانة ملتهي بموعد القبولات الجامعية ويمتى تنشر، لذلك ما فارغ للرواية ، ووراها يبدي دوامي ، فبكل الحالات التنزيل راح يكون متقطع) (وكذلك شكرا على الدعم)
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات