مأدبة السلطة
الفصل101: مأدبة السلطة
تردد صدى ناقوس الموت فوق قلعة ميتزل ، وساد صوته المشؤوم المنطقة.
قاد كاهن عجوز لم تطأ قدمه قلعة ميتزل من قبل مجموعة من الكهنة لقيادة موكب الجنازة. كان شعر الكاهن أبيض كالثلج، وتدلى صليب فضي على صدره. وسط صوت الترانيم المنخفض ، اقترب الموكب ببطء.
لم يكن نعش دوق باكنغهام مغطى بالوشاح الصليبي المعتاد – وبدلا من ذلك وضع الملك راية الوردة الملكية فوقه. لم يشكك أحد في هذا. إذا لم يستطع دوق باكنغهام تحمل مثل هذا الشرف ، فلن يكون أي شخص في ليجراند مؤهلا للحصول عليه.
على عكس جنازة النبلاء العاديين الذين حُمل نعشهم على عربة عندما دفنوا ، خرج ثمانية من حاملي التوابيت بأردية سوداء من القصر يحملون نعش الدوق. كان الجنرال يوهان ، نجل دوق باكنغهام ، على رأس جميع حاملي النعش ، وبجانبه كان زميل الدوق الأول تشارلز الحزين ، ومعظم الباقين هم من موظفي الدوق القدامى.
شارك الدوق في مئات المعارك من أجل ليجراند طوال حياته. مات معظم الجنود الملكيين الذين قادهم معه في التمرد في الشمال ، ولكن كان هناك عدد لا يحصى من الفرسان الذين تبعوه في ساحة المعركة في عصره.
“كان ذلك في عام 1412 ، عندما كنت رامي سهام صغير ، قادنا جنرالنا لمحاربة هؤلاء الأوغاد في ثورن….. اعتقدت أنني سأموت في ذلك الوقت! لكن اتضح أن جنرالنا كان أول من تقدم ، لذلك تبعه الجميع….. تقريبا كل من تبع دوق باكنغهام في المعركة دعا بمودة الدوق “جنرالنا”.
في جميع القصص التي رويت خلال أوقات السلم، كان هناك دائما فرسان فخورون بأنهم قاتلوا مع الدوق.
كان موكب الجنازة طويلا جدا.
جاء العديد من الفرسان من جميع أنحاء ليجراند ، وترجلوا جميعا من خيولهم ، وارتدوا القفازات التي ارتدوها عندما قاتلوا مع الدوق تحت أردية الحداد. لقد كرموا جنرالهم بكل قوتهم. سار الملك أمامهم ، تلاه موكب النبلاء ، يليه ممثلو النقابات.
عندما مر التابوت بالشارع الطويل حيث انتظر الحشد ، لم يعد من الممكن قمع البكاء.
انزعجت الطيور التي وقفت على أسطح البنايات من الصراخ، ورفرفت أجنحتها وطارت في السماء الرمادية. تم إلقاء الزهور البيضاء الشبيهة بالثلج باستمرار من جميع أنحاء التابوت الذي يمر ببطء.
سقطت ورود الصباح كرقاقات الثلج، وكأن العالم فجأة توشح بالبياض المُحزن.
ارتدى الملك عباءة سوداء. رفع رأسه ونظر إلى زهور الحداد المتساقطة مثل الثلج وعيون الناس الحمراء. بدا الأمر كما لو أن الشتاء لم يمر بعد ، ولا يزال هناك تساقط مستمر للثلوج ، ولكن في ذات الوقت بدا أن الشتاء قد ذاب بفعل النيران المتأججة في قلوب الناس.
في نهاية موكب الجنازة تبع الفقراء الذين جاءوا أيضا لحضور جنازة الدوق، حيث تمت دعوتهم في الأصل للحضور. ولكن مع مرور التابوت عبر الشارع الطويل ، انضم المزيد والمزيد من الناس إلى موكب الجنازة. أعد بعضهم ملابس حداد سوداء بأنفسهم ، وقبل البعض ملابس حداد سوداء من الحرس الملكي.
تدفق النهر الأسود الطويل ببطء نحو كاتدرائية القديس ويث.
كان مكان دفن الدوق قريبا جدا من ويليام الثالث.
وفقا لتقاليد ليجراند ، تم حفر القبر فورًا في يوم الدفن. قام الملك برفع التراب عن مكان رقود الدوق أولًا ، ثم سلم المجرفة إلى الجنرال يوهان. بعد ذلك قام الجنرال يوهان بتمريرها إلى تشارلز. بحلول الوقت الذي تم تسليمه إلى الفارس الأخير ، كان القبر كبيرا بما يكفي وعميقا بدرجة كافية.
غنى الأطفال في الجوقة الترانيم في انسجام تام. خلال الترانيم ، حمل الأب أنيل كتابا مقدسا ثقيلا وقرأ التأبين النهائي.
وقف الملك أمام الحشد الباكي ، وشاهد التربة تغطي التابوت بالعلم الملكي القرمزي شيئا فشيئا دون أي تعبير. فجأة رفع يده ، وخلع شارة الورد على صدره وألقاها في القبر الذي كان ممتلئا.
إن تحقيق الأهداف العظيمة لا يتم إلا بالتضحية.
اجتاحت الترنيمة السماء في الريح الباردة ، وتآلفت مع صوت ناقوس الموت ، وتجمعت مع المزيد من الأغاني الرثائية ، كما لو أن كل الأحداث الماضية الحزينة من العصر الأسطوري إلى الوقت الحاضر ، ارتفعت مرة أخرى ، لتذكير بعض الناس بنوع الأشياء التي يحملونها على أكتافهم.
ليجراند ، كاتدرائية القديس ويث ، 1433.
أقيم لوح حجري مربع ثقيل أمام قبر دوق باكنغهام. على اللوح الحجري نُقشت الورود المتفتحة وعبارة “من أجل المجد”. في اليوم الذي أقيم فيه شاهد قبر دوق باكنغهام ، على الجانب الآخر من مضيق الهاوية ، دخلت المجموعة الأولى من الكهنة في بريسي القصر العلماني.
بعد سقوط رموز العصر القديم ، تختمر الآن حقبة جديدة.
………………
قصر روز ، مأدبة جنازة.
كانت مأدبة الجنازة هذه ، التي من المفترض أن تكون هادئة وحزينة ، مليئة بتيار خفي مضطرب.
تجمع جميع ممثلي الأقاليم واللوردات الذين تلقوا الدعوة في القاعة الرئيسية للقصر. بالنسبة لممثلي الأقاليم والنبلاء هؤلاء ، لم يكن لديهم الكثير من القلب للحداد على وفاة دوق باكنغهام ، بعد كل شيء لم يكن شيئا سيئا لإقليمهم. بالنسبة للأقاليم التابعة واللوردات العظماء ، كان هذا يعني اختفاء شخصًا آخر بث الرعب في قلوبهم.
كثير من الناس لا يريدون شيئا أكثر من التصفيق في قلوبهم بينما يذرفون دموع التماسيح في ظاهرهم.
الصراع على السلطة لن ينتهي أبدا بالموت.
كان دوق باكنغهام دائما سيفا حادا يردع الأقاليم التابعة. بعد وفاته ، فقد ليجراند ركيزة مهمة ، وسقطت البلاد بأكملها الآن في يد الملك الشاب. من الواضح أن شعوب الأقاليم التابعة كانت لديهم شكوك حول ما إذا كان الملك الشاب يمكن أن يمتلك نفس السلطة ——
يمكن أن يعزى النصر في الحرب إلى الشجاعة الفردية ، لكن السياسة تتطلب المزيد من المكر.
بعد فوز الملك ، ألغى مباشرة وضع الأقاليم المستقلة لولاية بالبوا وولاية نيوكاسل. هذا النهج ، في نظر بعض الناس ، كان عملا متعمدا من الشاب المتغطرس.
أما بالنسبة للوردات والنبلاء ، فبدلا من الحزن الذي يشعر به عامة الناس ، فقد أولوا المزيد من الاهتمام لبعض الرسائل الأساسية الأخرى التي كشفت عنها هذه الجنازة:
لم يحضر رئيس أساقفة القديس ويث الجنازة. هل هذا يعني أن العائلة المالكة لليجراند والمحكمة المقدسة كانتا بالفعل على وشك التخلص من كل ادعاءات المجاملات مرة أخرى؟ لم تحمل الجنازة أي قرابين مقدسة، ولن ترتكب العائلة المالكة مثل هذا الخطأ الصغير في الآداب ، إلا إذا كان متعمدا….. هل هذا يعني أن الملك كان على وشك الانتقام من الكنيسة؟
في المأدبة ، ارتدى اللوردات أزهارا بيضاء حداد على صدورهم ، ورفعوا نظاراتهم لبعضهم البعض باسم “الحداد على الدوق” من وقت لآخر ، وانتهزوا هذه الفرصة للتحقيق في الموقف الحقيقي لبعضهم البعض.
جلس الملك في مقعد السلطة العليا.
على العرش العالي ، أراح الملك ذراعه اليسرى على مسند الذراع ، وأمسك بكأس نبيذ ذهبي في يده اليمنى. لقد سمح لممثلي الأقاليم التابعة والنبلاء أدناه بالدردشة مع بعضهم البعض ، كما لو أنه لم ير التظاهر بالحزن على بعض الناس يتم استبداله بفرحة تبادل المنافع. عكس الزجاج الملون على قبة القاعة الرئيسية ضوء الشمعة ، وسقط الضوء من الأعلى، وغطى الملك في هالة ضبابية.
سكب وشرب بنفسه بلا تعبير ، مقعد فارغ بجانبه.
كان هذا المقعد في الأصل ملكا لدوق باكنغهام.
على الجانب الآخر ، جلس إيرل هنري ، الذي ساهم بجهود كبيرة في قمع التمرد وحقق إنجازات عظيمة ، في وضع لا يتناسب مع إنجازاته. جلس مع العديد من لوردات الحدود وتحدث بصوت منخفض ، وناقش شيئا ما. من وقت لآخر ، اجتاحت عيناه الملك الذي رفع كأسه وشرب بنفسه.
جلس الجنرال إدموند في الزاوية.
رفع كأس النبيذ الخاص به كغطاء لمراقبة إيرل هنري والملك. أثناء قمع التمرد في الشمال ، بعد أن قاد جيش إنجرس لمساعدة الملك في مهاجمة بالبوا ، انسحب بسرعة ، على عكس ذلك الإيرل هنري ذو الرأس الكبير – فقد احتل ذلك الأحمق (ايرل هنري) بالفعل قطعة أرض على حدود بالبوا ، عازما على توسيع أراضيه.
كان ببساطة أغبى من حمار.
هل كان يعتقد أن الملك الذي ألغى عائلة بالبوا المالكة سيكون على استعداد للسماح للوردات الحدود بلمس الأرض التي استعادها أخيرا؟ أم أنه اعتقد أنه بعد الفوز في بعض المعارك ، سيكون لديه ما يكفي من رأس المال للتصرف بغرور أمام الملك؟
بالنسبة للجنرال إدموند ، لم تكن وفاة دوق باكنغهام بالتأكيد أمرا جيدا للأقاليم التابعة واللوردات العظماء.
كان لدى الجنرال إدموند بالفعل شعور عندما تم تنفيذ أمر التطهير ، ولكن بعد أن رأى الملك في الجنازة ، أصبح هذا الهاجس أقوى. ضخت وفاة دوق باكنغهام شيئا جليديا في عروق الملك ، كما لو أنه قد وضع الآن قناعا حديديًا. اختبأ تحت القناع وحش متعطش للدماء يلعق أنيابه ببطء ، فقط في انتظار لحظة إعلان الحرب.
—— لقد انتقل مباشرة من ملك شاب فخور إلى وحش ولد من الدم والنار.
يفضل الجنرال إدموند مواجهة أسد خطير ولكنه مألوف بدلا من وحش دموي غير معروف.
نظرا لأن الملك على العرش لم يتحرك على الإطلاق ، تبادل النبلاء في المأدبة النظرات مع بعضهم البعض. أخيرا ، وقف رئيس أساقفة جاء من منطقة أخرى لحضور الجنازة. كان من مقاطعة يورينغشاير في ليجراند ، وكان ثاني أقوى رجل دين في ليجراند بعد رئيس أساقفة القديس ويث.
وقف رئيس أساقفة يورينغشاير ممسكا بكأس النبيذ ، ورفع كأسه أولا إلى الملك ، واعتذر عن سلوكه غير المهذب ، ثم وجه اتهاماته مباشرة: “جلالة الملك ، من فضلك سامح غروري ، كل ما في الأمر أنني لا أستطيع حقا أن أشهد مثل هذا الخطأ الفادح يحدث أمام أعيننا جميعا ولكن لا أحد يتكلم عنه”.
“تكلم”.
أجاب الملك عرضا وهو يحمل كأس النبيذ.
“بحق الإله، لقد رأيت مثل هذا التجديف على الموتى اليوم.” صرخ رئيس أساقفة مقاطعة يورينغشاير ، ممسكا بكأس نبيذ في يد والصليب على صدره في اليد الأخرى. “في جنازة اليوم ، لم يكن هناك في الواقع أحد لأداء القربان المقدس لسيدنا الدوق الحبيب ….. يا رب ، كم هذا غير عادل لرجل شهم مثله؟ هل يمكن أن جلالتك يريد مشاهدة اللورد الدوق يعاني في حرائق المطهر الحمراء؟ هل يمكن أن يكون جلالتك يريد ألا يحصل اللورد الدوق على الغفران؟
ملأت الهمسات قاعة الولائم ، وكان من الواضح أن رئيس أساقفة يورينغشاير لم يكن الوحيد الذي لاحظ ذلك.
الفصل101: مأدبة السلطة تردد صدى ناقوس الموت فوق قلعة ميتزل ، وساد صوته المشؤوم المنطقة. قاد كاهن عجوز لم تطأ قدمه قلعة ميتزل من قبل مجموعة من الكهنة لقيادة موكب الجنازة. كان شعر الكاهن أبيض كالثلج، وتدلى صليب فضي على صدره. وسط صوت الترانيم المنخفض ، اقترب الموكب ببطء. لم يكن نعش دوق باكنغهام مغطى بالوشاح الصليبي المعتاد – وبدلا من ذلك وضع الملك راية الوردة الملكية فوقه. لم يشكك أحد في هذا. إذا لم يستطع دوق باكنغهام تحمل مثل هذا الشرف ، فلن يكون أي شخص في ليجراند مؤهلا للحصول عليه. على عكس جنازة النبلاء العاديين الذين حُمل نعشهم على عربة عندما دفنوا ، خرج ثمانية من حاملي التوابيت بأردية سوداء من القصر يحملون نعش الدوق. كان الجنرال يوهان ، نجل دوق باكنغهام ، على رأس جميع حاملي النعش ، وبجانبه كان زميل الدوق الأول تشارلز الحزين ، ومعظم الباقين هم من موظفي الدوق القدامى. شارك الدوق في مئات المعارك من أجل ليجراند طوال حياته. مات معظم الجنود الملكيين الذين قادهم معه في التمرد في الشمال ، ولكن كان هناك عدد لا يحصى من الفرسان الذين تبعوه في ساحة المعركة في عصره. “كان ذلك في عام 1412 ، عندما كنت رامي سهام صغير ، قادنا جنرالنا لمحاربة هؤلاء الأوغاد في ثورن….. اعتقدت أنني سأموت في ذلك الوقت! لكن اتضح أن جنرالنا كان أول من تقدم ، لذلك تبعه الجميع….. تقريبا كل من تبع دوق باكنغهام في المعركة دعا بمودة الدوق “جنرالنا”. في جميع القصص التي رويت خلال أوقات السلم، كان هناك دائما فرسان فخورون بأنهم قاتلوا مع الدوق. كان موكب الجنازة طويلا جدا. جاء العديد من الفرسان من جميع أنحاء ليجراند ، وترجلوا جميعا من خيولهم ، وارتدوا القفازات التي ارتدوها عندما قاتلوا مع الدوق تحت أردية الحداد. لقد كرموا جنرالهم بكل قوتهم. سار الملك أمامهم ، تلاه موكب النبلاء ، يليه ممثلو النقابات. عندما مر التابوت بالشارع الطويل حيث انتظر الحشد ، لم يعد من الممكن قمع البكاء. انزعجت الطيور التي وقفت على أسطح البنايات من الصراخ، ورفرفت أجنحتها وطارت في السماء الرمادية. تم إلقاء الزهور البيضاء الشبيهة بالثلج باستمرار من جميع أنحاء التابوت الذي يمر ببطء. سقطت ورود الصباح كرقاقات الثلج، وكأن العالم فجأة توشح بالبياض المُحزن. ارتدى الملك عباءة سوداء. رفع رأسه ونظر إلى زهور الحداد المتساقطة مثل الثلج وعيون الناس الحمراء. بدا الأمر كما لو أن الشتاء لم يمر بعد ، ولا يزال هناك تساقط مستمر للثلوج ، ولكن في ذات الوقت بدا أن الشتاء قد ذاب بفعل النيران المتأججة في قلوب الناس. في نهاية موكب الجنازة تبع الفقراء الذين جاءوا أيضا لحضور جنازة الدوق، حيث تمت دعوتهم في الأصل للحضور. ولكن مع مرور التابوت عبر الشارع الطويل ، انضم المزيد والمزيد من الناس إلى موكب الجنازة. أعد بعضهم ملابس حداد سوداء بأنفسهم ، وقبل البعض ملابس حداد سوداء من الحرس الملكي. تدفق النهر الأسود الطويل ببطء نحو كاتدرائية القديس ويث. كان مكان دفن الدوق قريبا جدا من ويليام الثالث. وفقا لتقاليد ليجراند ، تم حفر القبر فورًا في يوم الدفن. قام الملك برفع التراب عن مكان رقود الدوق أولًا ، ثم سلم المجرفة إلى الجنرال يوهان. بعد ذلك قام الجنرال يوهان بتمريرها إلى تشارلز. بحلول الوقت الذي تم تسليمه إلى الفارس الأخير ، كان القبر كبيرا بما يكفي وعميقا بدرجة كافية. غنى الأطفال في الجوقة الترانيم في انسجام تام. خلال الترانيم ، حمل الأب أنيل كتابا مقدسا ثقيلا وقرأ التأبين النهائي. وقف الملك أمام الحشد الباكي ، وشاهد التربة تغطي التابوت بالعلم الملكي القرمزي شيئا فشيئا دون أي تعبير. فجأة رفع يده ، وخلع شارة الورد على صدره وألقاها في القبر الذي كان ممتلئا. إن تحقيق الأهداف العظيمة لا يتم إلا بالتضحية. اجتاحت الترنيمة السماء في الريح الباردة ، وتآلفت مع صوت ناقوس الموت ، وتجمعت مع المزيد من الأغاني الرثائية ، كما لو أن كل الأحداث الماضية الحزينة من العصر الأسطوري إلى الوقت الحاضر ، ارتفعت مرة أخرى ، لتذكير بعض الناس بنوع الأشياء التي يحملونها على أكتافهم. ليجراند ، كاتدرائية القديس ويث ، 1433. أقيم لوح حجري مربع ثقيل أمام قبر دوق باكنغهام. على اللوح الحجري نُقشت الورود المتفتحة وعبارة “من أجل المجد”. في اليوم الذي أقيم فيه شاهد قبر دوق باكنغهام ، على الجانب الآخر من مضيق الهاوية ، دخلت المجموعة الأولى من الكهنة في بريسي القصر العلماني. بعد سقوط رموز العصر القديم ، تختمر الآن حقبة جديدة. ……………… قصر روز ، مأدبة جنازة. كانت مأدبة الجنازة هذه ، التي من المفترض أن تكون هادئة وحزينة ، مليئة بتيار خفي مضطرب. تجمع جميع ممثلي الأقاليم واللوردات الذين تلقوا الدعوة في القاعة الرئيسية للقصر. بالنسبة لممثلي الأقاليم والنبلاء هؤلاء ، لم يكن لديهم الكثير من القلب للحداد على وفاة دوق باكنغهام ، بعد كل شيء لم يكن شيئا سيئا لإقليمهم. بالنسبة للأقاليم التابعة واللوردات العظماء ، كان هذا يعني اختفاء شخصًا آخر بث الرعب في قلوبهم. كثير من الناس لا يريدون شيئا أكثر من التصفيق في قلوبهم بينما يذرفون دموع التماسيح في ظاهرهم. الصراع على السلطة لن ينتهي أبدا بالموت. كان دوق باكنغهام دائما سيفا حادا يردع الأقاليم التابعة. بعد وفاته ، فقد ليجراند ركيزة مهمة ، وسقطت البلاد بأكملها الآن في يد الملك الشاب. من الواضح أن شعوب الأقاليم التابعة كانت لديهم شكوك حول ما إذا كان الملك الشاب يمكن أن يمتلك نفس السلطة —— يمكن أن يعزى النصر في الحرب إلى الشجاعة الفردية ، لكن السياسة تتطلب المزيد من المكر. بعد فوز الملك ، ألغى مباشرة وضع الأقاليم المستقلة لولاية بالبوا وولاية نيوكاسل. هذا النهج ، في نظر بعض الناس ، كان عملا متعمدا من الشاب المتغطرس. أما بالنسبة للوردات والنبلاء ، فبدلا من الحزن الذي يشعر به عامة الناس ، فقد أولوا المزيد من الاهتمام لبعض الرسائل الأساسية الأخرى التي كشفت عنها هذه الجنازة: لم يحضر رئيس أساقفة القديس ويث الجنازة. هل هذا يعني أن العائلة المالكة لليجراند والمحكمة المقدسة كانتا بالفعل على وشك التخلص من كل ادعاءات المجاملات مرة أخرى؟ لم تحمل الجنازة أي قرابين مقدسة، ولن ترتكب العائلة المالكة مثل هذا الخطأ الصغير في الآداب ، إلا إذا كان متعمدا….. هل هذا يعني أن الملك كان على وشك الانتقام من الكنيسة؟ في المأدبة ، ارتدى اللوردات أزهارا بيضاء حداد على صدورهم ، ورفعوا نظاراتهم لبعضهم البعض باسم “الحداد على الدوق” من وقت لآخر ، وانتهزوا هذه الفرصة للتحقيق في الموقف الحقيقي لبعضهم البعض. جلس الملك في مقعد السلطة العليا. على العرش العالي ، أراح الملك ذراعه اليسرى على مسند الذراع ، وأمسك بكأس نبيذ ذهبي في يده اليمنى. لقد سمح لممثلي الأقاليم التابعة والنبلاء أدناه بالدردشة مع بعضهم البعض ، كما لو أنه لم ير التظاهر بالحزن على بعض الناس يتم استبداله بفرحة تبادل المنافع. عكس الزجاج الملون على قبة القاعة الرئيسية ضوء الشمعة ، وسقط الضوء من الأعلى، وغطى الملك في هالة ضبابية. سكب وشرب بنفسه بلا تعبير ، مقعد فارغ بجانبه. كان هذا المقعد في الأصل ملكا لدوق باكنغهام. على الجانب الآخر ، جلس إيرل هنري ، الذي ساهم بجهود كبيرة في قمع التمرد وحقق إنجازات عظيمة ، في وضع لا يتناسب مع إنجازاته. جلس مع العديد من لوردات الحدود وتحدث بصوت منخفض ، وناقش شيئا ما. من وقت لآخر ، اجتاحت عيناه الملك الذي رفع كأسه وشرب بنفسه. جلس الجنرال إدموند في الزاوية. رفع كأس النبيذ الخاص به كغطاء لمراقبة إيرل هنري والملك. أثناء قمع التمرد في الشمال ، بعد أن قاد جيش إنجرس لمساعدة الملك في مهاجمة بالبوا ، انسحب بسرعة ، على عكس ذلك الإيرل هنري ذو الرأس الكبير – فقد احتل ذلك الأحمق (ايرل هنري) بالفعل قطعة أرض على حدود بالبوا ، عازما على توسيع أراضيه. كان ببساطة أغبى من حمار. هل كان يعتقد أن الملك الذي ألغى عائلة بالبوا المالكة سيكون على استعداد للسماح للوردات الحدود بلمس الأرض التي استعادها أخيرا؟ أم أنه اعتقد أنه بعد الفوز في بعض المعارك ، سيكون لديه ما يكفي من رأس المال للتصرف بغرور أمام الملك؟ بالنسبة للجنرال إدموند ، لم تكن وفاة دوق باكنغهام بالتأكيد أمرا جيدا للأقاليم التابعة واللوردات العظماء. كان لدى الجنرال إدموند بالفعل شعور عندما تم تنفيذ أمر التطهير ، ولكن بعد أن رأى الملك في الجنازة ، أصبح هذا الهاجس أقوى. ضخت وفاة دوق باكنغهام شيئا جليديا في عروق الملك ، كما لو أنه قد وضع الآن قناعا حديديًا. اختبأ تحت القناع وحش متعطش للدماء يلعق أنيابه ببطء ، فقط في انتظار لحظة إعلان الحرب. —— لقد انتقل مباشرة من ملك شاب فخور إلى وحش ولد من الدم والنار. يفضل الجنرال إدموند مواجهة أسد خطير ولكنه مألوف بدلا من وحش دموي غير معروف. نظرا لأن الملك على العرش لم يتحرك على الإطلاق ، تبادل النبلاء في المأدبة النظرات مع بعضهم البعض. أخيرا ، وقف رئيس أساقفة جاء من منطقة أخرى لحضور الجنازة. كان من مقاطعة يورينغشاير في ليجراند ، وكان ثاني أقوى رجل دين في ليجراند بعد رئيس أساقفة القديس ويث. وقف رئيس أساقفة يورينغشاير ممسكا بكأس النبيذ ، ورفع كأسه أولا إلى الملك ، واعتذر عن سلوكه غير المهذب ، ثم وجه اتهاماته مباشرة: “جلالة الملك ، من فضلك سامح غروري ، كل ما في الأمر أنني لا أستطيع حقا أن أشهد مثل هذا الخطأ الفادح يحدث أمام أعيننا جميعا ولكن لا أحد يتكلم عنه”. “تكلم”. أجاب الملك عرضا وهو يحمل كأس النبيذ. “بحق الإله، لقد رأيت مثل هذا التجديف على الموتى اليوم.” صرخ رئيس أساقفة مقاطعة يورينغشاير ، ممسكا بكأس نبيذ في يد والصليب على صدره في اليد الأخرى. “في جنازة اليوم ، لم يكن هناك في الواقع أحد لأداء القربان المقدس لسيدنا الدوق الحبيب ….. يا رب ، كم هذا غير عادل لرجل شهم مثله؟ هل يمكن أن جلالتك يريد مشاهدة اللورد الدوق يعاني في حرائق المطهر الحمراء؟ هل يمكن أن يكون جلالتك يريد ألا يحصل اللورد الدوق على الغفران؟ ملأت الهمسات قاعة الولائم ، وكان من الواضح أن رئيس أساقفة يورينغشاير لم يكن الوحيد الذي لاحظ ذلك.
الفصل101: مأدبة السلطة تردد صدى ناقوس الموت فوق قلعة ميتزل ، وساد صوته المشؤوم المنطقة. قاد كاهن عجوز لم تطأ قدمه قلعة ميتزل من قبل مجموعة من الكهنة لقيادة موكب الجنازة. كان شعر الكاهن أبيض كالثلج، وتدلى صليب فضي على صدره. وسط صوت الترانيم المنخفض ، اقترب الموكب ببطء. لم يكن نعش دوق باكنغهام مغطى بالوشاح الصليبي المعتاد – وبدلا من ذلك وضع الملك راية الوردة الملكية فوقه. لم يشكك أحد في هذا. إذا لم يستطع دوق باكنغهام تحمل مثل هذا الشرف ، فلن يكون أي شخص في ليجراند مؤهلا للحصول عليه. على عكس جنازة النبلاء العاديين الذين حُمل نعشهم على عربة عندما دفنوا ، خرج ثمانية من حاملي التوابيت بأردية سوداء من القصر يحملون نعش الدوق. كان الجنرال يوهان ، نجل دوق باكنغهام ، على رأس جميع حاملي النعش ، وبجانبه كان زميل الدوق الأول تشارلز الحزين ، ومعظم الباقين هم من موظفي الدوق القدامى. شارك الدوق في مئات المعارك من أجل ليجراند طوال حياته. مات معظم الجنود الملكيين الذين قادهم معه في التمرد في الشمال ، ولكن كان هناك عدد لا يحصى من الفرسان الذين تبعوه في ساحة المعركة في عصره. “كان ذلك في عام 1412 ، عندما كنت رامي سهام صغير ، قادنا جنرالنا لمحاربة هؤلاء الأوغاد في ثورن….. اعتقدت أنني سأموت في ذلك الوقت! لكن اتضح أن جنرالنا كان أول من تقدم ، لذلك تبعه الجميع….. تقريبا كل من تبع دوق باكنغهام في المعركة دعا بمودة الدوق “جنرالنا”. في جميع القصص التي رويت خلال أوقات السلم، كان هناك دائما فرسان فخورون بأنهم قاتلوا مع الدوق. كان موكب الجنازة طويلا جدا. جاء العديد من الفرسان من جميع أنحاء ليجراند ، وترجلوا جميعا من خيولهم ، وارتدوا القفازات التي ارتدوها عندما قاتلوا مع الدوق تحت أردية الحداد. لقد كرموا جنرالهم بكل قوتهم. سار الملك أمامهم ، تلاه موكب النبلاء ، يليه ممثلو النقابات. عندما مر التابوت بالشارع الطويل حيث انتظر الحشد ، لم يعد من الممكن قمع البكاء. انزعجت الطيور التي وقفت على أسطح البنايات من الصراخ، ورفرفت أجنحتها وطارت في السماء الرمادية. تم إلقاء الزهور البيضاء الشبيهة بالثلج باستمرار من جميع أنحاء التابوت الذي يمر ببطء. سقطت ورود الصباح كرقاقات الثلج، وكأن العالم فجأة توشح بالبياض المُحزن. ارتدى الملك عباءة سوداء. رفع رأسه ونظر إلى زهور الحداد المتساقطة مثل الثلج وعيون الناس الحمراء. بدا الأمر كما لو أن الشتاء لم يمر بعد ، ولا يزال هناك تساقط مستمر للثلوج ، ولكن في ذات الوقت بدا أن الشتاء قد ذاب بفعل النيران المتأججة في قلوب الناس. في نهاية موكب الجنازة تبع الفقراء الذين جاءوا أيضا لحضور جنازة الدوق، حيث تمت دعوتهم في الأصل للحضور. ولكن مع مرور التابوت عبر الشارع الطويل ، انضم المزيد والمزيد من الناس إلى موكب الجنازة. أعد بعضهم ملابس حداد سوداء بأنفسهم ، وقبل البعض ملابس حداد سوداء من الحرس الملكي. تدفق النهر الأسود الطويل ببطء نحو كاتدرائية القديس ويث. كان مكان دفن الدوق قريبا جدا من ويليام الثالث. وفقا لتقاليد ليجراند ، تم حفر القبر فورًا في يوم الدفن. قام الملك برفع التراب عن مكان رقود الدوق أولًا ، ثم سلم المجرفة إلى الجنرال يوهان. بعد ذلك قام الجنرال يوهان بتمريرها إلى تشارلز. بحلول الوقت الذي تم تسليمه إلى الفارس الأخير ، كان القبر كبيرا بما يكفي وعميقا بدرجة كافية. غنى الأطفال في الجوقة الترانيم في انسجام تام. خلال الترانيم ، حمل الأب أنيل كتابا مقدسا ثقيلا وقرأ التأبين النهائي. وقف الملك أمام الحشد الباكي ، وشاهد التربة تغطي التابوت بالعلم الملكي القرمزي شيئا فشيئا دون أي تعبير. فجأة رفع يده ، وخلع شارة الورد على صدره وألقاها في القبر الذي كان ممتلئا. إن تحقيق الأهداف العظيمة لا يتم إلا بالتضحية. اجتاحت الترنيمة السماء في الريح الباردة ، وتآلفت مع صوت ناقوس الموت ، وتجمعت مع المزيد من الأغاني الرثائية ، كما لو أن كل الأحداث الماضية الحزينة من العصر الأسطوري إلى الوقت الحاضر ، ارتفعت مرة أخرى ، لتذكير بعض الناس بنوع الأشياء التي يحملونها على أكتافهم. ليجراند ، كاتدرائية القديس ويث ، 1433. أقيم لوح حجري مربع ثقيل أمام قبر دوق باكنغهام. على اللوح الحجري نُقشت الورود المتفتحة وعبارة “من أجل المجد”. في اليوم الذي أقيم فيه شاهد قبر دوق باكنغهام ، على الجانب الآخر من مضيق الهاوية ، دخلت المجموعة الأولى من الكهنة في بريسي القصر العلماني. بعد سقوط رموز العصر القديم ، تختمر الآن حقبة جديدة. ……………… قصر روز ، مأدبة جنازة. كانت مأدبة الجنازة هذه ، التي من المفترض أن تكون هادئة وحزينة ، مليئة بتيار خفي مضطرب. تجمع جميع ممثلي الأقاليم واللوردات الذين تلقوا الدعوة في القاعة الرئيسية للقصر. بالنسبة لممثلي الأقاليم والنبلاء هؤلاء ، لم يكن لديهم الكثير من القلب للحداد على وفاة دوق باكنغهام ، بعد كل شيء لم يكن شيئا سيئا لإقليمهم. بالنسبة للأقاليم التابعة واللوردات العظماء ، كان هذا يعني اختفاء شخصًا آخر بث الرعب في قلوبهم. كثير من الناس لا يريدون شيئا أكثر من التصفيق في قلوبهم بينما يذرفون دموع التماسيح في ظاهرهم. الصراع على السلطة لن ينتهي أبدا بالموت. كان دوق باكنغهام دائما سيفا حادا يردع الأقاليم التابعة. بعد وفاته ، فقد ليجراند ركيزة مهمة ، وسقطت البلاد بأكملها الآن في يد الملك الشاب. من الواضح أن شعوب الأقاليم التابعة كانت لديهم شكوك حول ما إذا كان الملك الشاب يمكن أن يمتلك نفس السلطة —— يمكن أن يعزى النصر في الحرب إلى الشجاعة الفردية ، لكن السياسة تتطلب المزيد من المكر. بعد فوز الملك ، ألغى مباشرة وضع الأقاليم المستقلة لولاية بالبوا وولاية نيوكاسل. هذا النهج ، في نظر بعض الناس ، كان عملا متعمدا من الشاب المتغطرس. أما بالنسبة للوردات والنبلاء ، فبدلا من الحزن الذي يشعر به عامة الناس ، فقد أولوا المزيد من الاهتمام لبعض الرسائل الأساسية الأخرى التي كشفت عنها هذه الجنازة: لم يحضر رئيس أساقفة القديس ويث الجنازة. هل هذا يعني أن العائلة المالكة لليجراند والمحكمة المقدسة كانتا بالفعل على وشك التخلص من كل ادعاءات المجاملات مرة أخرى؟ لم تحمل الجنازة أي قرابين مقدسة، ولن ترتكب العائلة المالكة مثل هذا الخطأ الصغير في الآداب ، إلا إذا كان متعمدا….. هل هذا يعني أن الملك كان على وشك الانتقام من الكنيسة؟ في المأدبة ، ارتدى اللوردات أزهارا بيضاء حداد على صدورهم ، ورفعوا نظاراتهم لبعضهم البعض باسم “الحداد على الدوق” من وقت لآخر ، وانتهزوا هذه الفرصة للتحقيق في الموقف الحقيقي لبعضهم البعض. جلس الملك في مقعد السلطة العليا. على العرش العالي ، أراح الملك ذراعه اليسرى على مسند الذراع ، وأمسك بكأس نبيذ ذهبي في يده اليمنى. لقد سمح لممثلي الأقاليم التابعة والنبلاء أدناه بالدردشة مع بعضهم البعض ، كما لو أنه لم ير التظاهر بالحزن على بعض الناس يتم استبداله بفرحة تبادل المنافع. عكس الزجاج الملون على قبة القاعة الرئيسية ضوء الشمعة ، وسقط الضوء من الأعلى، وغطى الملك في هالة ضبابية. سكب وشرب بنفسه بلا تعبير ، مقعد فارغ بجانبه. كان هذا المقعد في الأصل ملكا لدوق باكنغهام. على الجانب الآخر ، جلس إيرل هنري ، الذي ساهم بجهود كبيرة في قمع التمرد وحقق إنجازات عظيمة ، في وضع لا يتناسب مع إنجازاته. جلس مع العديد من لوردات الحدود وتحدث بصوت منخفض ، وناقش شيئا ما. من وقت لآخر ، اجتاحت عيناه الملك الذي رفع كأسه وشرب بنفسه. جلس الجنرال إدموند في الزاوية. رفع كأس النبيذ الخاص به كغطاء لمراقبة إيرل هنري والملك. أثناء قمع التمرد في الشمال ، بعد أن قاد جيش إنجرس لمساعدة الملك في مهاجمة بالبوا ، انسحب بسرعة ، على عكس ذلك الإيرل هنري ذو الرأس الكبير – فقد احتل ذلك الأحمق (ايرل هنري) بالفعل قطعة أرض على حدود بالبوا ، عازما على توسيع أراضيه. كان ببساطة أغبى من حمار. هل كان يعتقد أن الملك الذي ألغى عائلة بالبوا المالكة سيكون على استعداد للسماح للوردات الحدود بلمس الأرض التي استعادها أخيرا؟ أم أنه اعتقد أنه بعد الفوز في بعض المعارك ، سيكون لديه ما يكفي من رأس المال للتصرف بغرور أمام الملك؟ بالنسبة للجنرال إدموند ، لم تكن وفاة دوق باكنغهام بالتأكيد أمرا جيدا للأقاليم التابعة واللوردات العظماء. كان لدى الجنرال إدموند بالفعل شعور عندما تم تنفيذ أمر التطهير ، ولكن بعد أن رأى الملك في الجنازة ، أصبح هذا الهاجس أقوى. ضخت وفاة دوق باكنغهام شيئا جليديا في عروق الملك ، كما لو أنه قد وضع الآن قناعا حديديًا. اختبأ تحت القناع وحش متعطش للدماء يلعق أنيابه ببطء ، فقط في انتظار لحظة إعلان الحرب. —— لقد انتقل مباشرة من ملك شاب فخور إلى وحش ولد من الدم والنار. يفضل الجنرال إدموند مواجهة أسد خطير ولكنه مألوف بدلا من وحش دموي غير معروف. نظرا لأن الملك على العرش لم يتحرك على الإطلاق ، تبادل النبلاء في المأدبة النظرات مع بعضهم البعض. أخيرا ، وقف رئيس أساقفة جاء من منطقة أخرى لحضور الجنازة. كان من مقاطعة يورينغشاير في ليجراند ، وكان ثاني أقوى رجل دين في ليجراند بعد رئيس أساقفة القديس ويث. وقف رئيس أساقفة يورينغشاير ممسكا بكأس النبيذ ، ورفع كأسه أولا إلى الملك ، واعتذر عن سلوكه غير المهذب ، ثم وجه اتهاماته مباشرة: “جلالة الملك ، من فضلك سامح غروري ، كل ما في الأمر أنني لا أستطيع حقا أن أشهد مثل هذا الخطأ الفادح يحدث أمام أعيننا جميعا ولكن لا أحد يتكلم عنه”. “تكلم”. أجاب الملك عرضا وهو يحمل كأس النبيذ. “بحق الإله، لقد رأيت مثل هذا التجديف على الموتى اليوم.” صرخ رئيس أساقفة مقاطعة يورينغشاير ، ممسكا بكأس نبيذ في يد والصليب على صدره في اليد الأخرى. “في جنازة اليوم ، لم يكن هناك في الواقع أحد لأداء القربان المقدس لسيدنا الدوق الحبيب ….. يا رب ، كم هذا غير عادل لرجل شهم مثله؟ هل يمكن أن جلالتك يريد مشاهدة اللورد الدوق يعاني في حرائق المطهر الحمراء؟ هل يمكن أن يكون جلالتك يريد ألا يحصل اللورد الدوق على الغفران؟ ملأت الهمسات قاعة الولائم ، وكان من الواضح أن رئيس أساقفة يورينغشاير لم يكن الوحيد الذي لاحظ ذلك.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات