الشهر التاسع
الفصل 259. الشهر التاسع
موضوع النقاش كان حول الجيش الغربي، وتحديد الأماكن التي يمكن أن يستقر فيها الجنود العائدون بعد انتهاء مهمتهم. الحاجة إلى تقديم المكافآت وابتكار ألقاب وميداليات لتكريم شجاعتهم كانت أيضاً من القضايا التي تتطلب النقاش. بالرغم من أن الأمير الأكبر قد تم إعلانه بالفعل كالإمبراطور المستقبلي، كان هناك مئة ألف جندي بحاجة إلى أماكن للاستقرار. الاقتراح بمناقشة هذه القضايا جاء من مكتب الشؤون العسكرية، ولم يكن بإمكان أي مستشار أن يحلم بالاعتراض على أمر صادر من مثل هذه المنظمة. الإمبراطور أراد حكم المملكة برحمة وحب عظيمين لشعبه، لكن تاريخ مملكة تشينغ يُظهر أنها مملكة تأسست على الحرب والقوة، ولهذا السبب كان وجودها العسكري هائلاً. لم يكن أحد يريد إغضاب الجيش في هذه الأمور الحساسة.
البارون الأول، المرتبة الثانية.
أدرك فان شيان ما كان يفكر به والده، وشعر بالامتنان. لكنه كرجل، لم يستطع التعبير عن مشاعره، فبدلًا من ذلك انحنى بعمق أمام والده.
كان فان شيان يفكر في أهمية ومكانة لقب البارون الذي سيُمنح له. وبينما كان يتأمل الأمر، طرأت على ذهنه فكرة مقلقة مفادها أن الآخرين قد ينتقدون صعوده السريع بين طبقات المدينة. ربما دون داعٍ، جعلته هذه الفكرة حذرًا ومتيقظًا تجاه هذا الاحتمال. كانت مهمته كسفير إلى مملكة شمال تشي ليست خطيرة تمامًا، لكنها كانت مرهقة على كل حال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان المنصب الذي يشغله فان شيان حاليًا لا يُقارن بلقب البارون. إذا تم منحه هذا اللقب، فسيكون بمثابة ترقية في طبقته الاجتماعية، وسيمنحه النفوذ الإضافي الذي يحتاجه لتحقيق أمور شخصية يخطط لها في المستقبل. نظر إلى والده الجالس أمامه وسأل: “متى سيصدر المرسوم؟”
في أوائل الربيع، عُقد اجتماع مع الإمبراطور. دون أدنى اعتبار لسمعة أولئك الذين عانوا بسبب تصرفاته، أمر الإمبراطور بإبعاد رئيس الوزراء لين ونائب الوزير فان قسرًا من مناصبهم ونفيهم من العاصمة. ونتج عن هذه الأحداث أن أصبح فان جيان وزيرًا للمالية. وربما إذا تم تعيين فان شيان بارونًا، فسيفترض الآخرون أن ذلك كان بمثابة تعويض لعائلة فان.
بدأ فان جيان يضحك. “شكرًا على الإطراء. أشكر الإمبراطور أيضًا على السماح بمثل هذا الأمر.” وبينما كان يقول ذلك، بدا وكأنه لم يعترف بأن الوزير الأكبر كان يسخر منهما في الواقع. فان شيان فهم ما كان يحدث، لكنه اختار الصمت.
علاوة على ذلك، منذ أن عاد فان شيان والوفد إلى العاصمة، بدا أن الجميع يعلم أن الإمبراطور في القصر معجب للغاية بفان شيان. كان ذلك الإعجاب جزئيًا بسبب موهبته الأدبية وحكمته العميقة، لكنه ازداد مع عودته بعربة تضم الكتب القديمة والأسطورية من مملكة شمال تشي. لطالما كان الإمبراطور يتمنى أن يحكم مملكته بفضيلة لطيفة وتأملات مدروسة؛ لم يكن من أنصار القسوة والعنف. وبسبب حصول فان شيان على مثل هذا الكنز، سعى الإمبراطور إلى مكافأته.
كان فان شيان يفكر في أهمية ومكانة لقب البارون الذي سيُمنح له. وبينما كان يتأمل الأمر، طرأت على ذهنه فكرة مقلقة مفادها أن الآخرين قد ينتقدون صعوده السريع بين طبقات المدينة. ربما دون داعٍ، جعلته هذه الفكرة حذرًا ومتيقظًا تجاه هذا الاحتمال. كانت مهمته كسفير إلى مملكة شمال تشي ليست خطيرة تمامًا، لكنها كانت مرهقة على كل حال.
كان المنصب الذي يشغله فان شيان حاليًا لا يُقارن بلقب البارون. إذا تم منحه هذا اللقب، فسيكون بمثابة ترقية في طبقته الاجتماعية، وسيمنحه النفوذ الإضافي الذي يحتاجه لتحقيق أمور شخصية يخطط لها في المستقبل. نظر إلى والده الجالس أمامه وسأل:
“متى سيصدر المرسوم؟”
في أوائل الربيع، عُقد اجتماع مع الإمبراطور. دون أدنى اعتبار لسمعة أولئك الذين عانوا بسبب تصرفاته، أمر الإمبراطور بإبعاد رئيس الوزراء لين ونائب الوزير فان قسرًا من مناصبهم ونفيهم من العاصمة. ونتج عن هذه الأحداث أن أصبح فان جيان وزيرًا للمالية. وربما إذا تم تعيين فان شيان بارونًا، فسيفترض الآخرون أن ذلك كان بمثابة تعويض لعائلة فان.
كان فان جيان وابنه فان شيان في مكتبة قصر عائلة فان، وكانا في نقاش عميق لفترة طويلة. روى فان شيان لوالده العديد من الأحداث التي وقعت خلال فترة وجوده في مملكة شمال تشي، لكنه تحدث فقط عما سُمح له بالكشف عنه. كانت هناك أمور لا يمكنه ذكرها لأسباب واضحة. كلما اقترب حديثهما من أمور مجلس الرقابة، كان الوزير فان يصر على تجاوز الموضوع، لتجنب أي توقف محرج بينهما.
بدأ فان جيان يضحك. “شكرًا على الإطراء. أشكر الإمبراطور أيضًا على السماح بمثل هذا الأمر.” وبينما كان يقول ذلك، بدا وكأنه لم يعترف بأن الوزير الأكبر كان يسخر منهما في الواقع. فان شيان فهم ما كان يحدث، لكنه اختار الصمت.
نشأ فان شيان في داندو، لكنه نادرًا ما تحدث مع والده بعد وصوله إلى العاصمة. وعندما كانا يتحدثان، كان ذلك دائمًا في المكتبة، حيث كانت الأجواء هادئة وخالية من المقاطعات. يمكن القول إن علاقتهما لم تكن عميقة للغاية، ولكن بينما كان ينظر إلى شعر والده الرمادي، كانت أفكاره تنجرف نحو ذكرى الأبطال الأسطوريين المتلاشية في مملكة شمال تشي، ولم يستطع فان شيان إلا أن يشعر ببعض الذنب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أصبح الوزير فان الآن يُكنّ إعجابًا كبيرًا لرئيس الوزراء لين، الذي انسحب بالفعل من مركز السلطة المطلق داخل حكومة مملكة تشينغ. فكر في نفسه أن ذلك “الثعلب العجوز” كان محظوظًا للغاية. الوزير فان اضطر للتخلي عن أشياء كثيرة في حياته وعمل بلا كلل لصالح المملكة، بينما كل ما كان على رئيس الوزراء فعله هو إنجاب ابنة.
كان تشين بينغبينغ محقًا؛ الكونت سينان لا يدين لفان شيان بشيء، لكن فان شيان يدين له بالكثير.
كلما ازدادت شهرة شخص، زادت الغيرة الموجهة نحوه. كان هذا صحيحًا بشكل خاص بالنسبة لشاب وصل إلى العاصمة قبل عام ونصف فقط وصعد في الرتب بالطريقة التي فعلها فان شيان. كان هذا الشاب أيضًا يميل إلى إذلال المسؤولين الآخرين، وفي بعض الحالات تسبب في تدمير سمعتهم بالكامل. لقد أدى إلى نفي أحد الوزراء، بل وقتل آخر. ولكن الآن، وبينما يتثاءب بشكل فظ، كان بإمكان الجميع رؤية المفوض الشاب الوسيم لمجلس الرقابة وهو ينزل من عربته.
قال الوزير فان وهو يغلق عينيه ويأخذ رشفة من العصير الذي أعدته له السيدة ليو كل ليلة، مشروب كان يحبه كثيرًا:
“إذا ذهبت إلى القصر غدًا، فقد يكون هناك مرسوم.” ثم أضاف: “لقد أبلت بلاءً حسنًا في الشمال. أبلغ المدير تشين رؤساءه عن أدائك الممتاز هناك، وكان الإمبراطور مسرورًا للغاية.”
بدا الوزير فان منزعجًا بشكل واضح أثناء حديثه عن ذلك. وأضاف: “اعمل بسلام ودون إثارة مشاكل في خزينة القصر. مثل هذه الفرصة لا تأتي بسهولة للآخرين.”
ظل ذهن فان شيان يتجول بين أحداث رحلته إلى مملكة شمال تشي. باستثناء التعامل مع أمور حساسة تخصه، لم يفعل شيئًا يُذكر للحكومة هناك. حتى تأمين عودة يان بينغيون كان مجرد صدفة ولم يتطلب جهدًا شاقًا. بابتسامة ساخرة قال:
“في الحقيقة، خلال رحلة العودة إلى الوطن، لم أفعل شيئًا على الإطلاق.”
فيما يتعلق بالمبعوث، وبعد التقرير الذي لخص رحلتهم، سلم معبد هونغلو، نيابة عن مملكة تشي، كتاباً محدثاً يصف حجم الأمة وحدود ما يُعرف بمملكة تشي الشمالية. وعندما نظر الإمبراطور إلى الخريطة المحدثة للمملكة، لاحظ اتساع حدود مملكة تشينغ نتيجة لهذه التغييرات. ومن تعبيره الهادئ والثابت، انبثقت مشاعر ارتياح وسعادة.
“أحيانًا، عدم القيام بأي شيء هو أفضل ما يمكن فعله.” قال الوزير فان ذلك وهو يفتح عينيه.
كان تشين بينغبينغ محقًا؛ الكونت سينان لا يدين لفان شيان بشيء، لكن فان شيان يدين له بالكثير.
عند سماع ذلك، تفاجأ فان شيان. لقد كان يعتقد أن والده سيلومه، خصوصًا بسبب مواجهته مع الأمير العظيم خارج العاصمة. لكنه لم يذكر ذلك على الإطلاق، بل تجاوز الموضوع تمامًا وانتقل إلى قضية أخرى. قال الوزير: “أخبرتك مرات عديدة؛ لا تتورط كثيرًا مع مجلس الرقابة. لا أصدق أنك لم تستمع لي منذ البداية، وأنك خُدعت من قِبل ذلك الكلب العجوز تشين بينغبينغ للانضمام إلى تلك المنظمة الخائنة.”
فهم فان شيان أن حراس النمر تقليديًا مخصصون لحماية العائلة الملكية. مثل الجيش الغربي، كانوا قليلين ومكرسين لحماية الأمير العظيم. نادرًا ما كان الإمبراطور يرسلهم لحماية الآخرين، لكن في أغلب الحالات، الأشخاص الذين كانوا يرافقونهم كانوا في مهام خاصة ذات أهمية للقصر. على سبيل المثال، عندما تم إعفاء والد زوجته، رئيس الوزراء لين، من منصبه، أرسل الإمبراطور أربعة من حراس النمر لضمان عودته الآمنة إلى منزله. كان ذلك استعراضًا علنيًا لتقدير خدماته للمملكة. وبعد أن أتموا مهمتهم، عادوا إلى العاصمة واستقروا في منازل غير ملحوظة.
بدا الوزير فان منزعجًا بشكل واضح أثناء حديثه عن ذلك. وأضاف: “اعمل بسلام ودون إثارة مشاكل في خزينة القصر. مثل هذه الفرصة لا تأتي بسهولة للآخرين.”
الفصل 259. الشهر التاسع
بابتسامة ساخرة أخرى، رد فان شيان: “كنت أحب ذلك. لكنك تعرف المشكلة. تلك المرأة في شينيانغ لم تكن لتترك ذلك يمر بسهولة. هي التي بدأت هذا. لو لم أنضم إلى مجلس الرقابة، كيف يمكنني أن أواجهها؟”
وكما هو معتاد، عبّر جميع المستشارين عن “تهانيهم القلبية” للإمبراطور بعد سماع الخبر. حتى الضباط الكبار في مكتب الشؤون العسكرية كانوا يمسحون لحاهم ويظهرون سعادتهم. كان هذا التوسع في حدود مملكة تشينغ نتيجة لتضحيات الجيش الغربي عبر سنوات من القتال.
تنهد الوزير فان، مفكرًا في أنه ربما أساء بالفعل تقدير الأمور. لم يتوقع أبدًا أن يكون للأميرة الكبرى رد فعل قوي كهذا. لوّح بيده وقال: “هي أخت الإمبراطورة؛ الابنة الأكثر تفضيلًا للملكة الأم، ووالدة وان اير. لكن كل ذلك أصبح من الماضي؛ عليك أن تتجاوزه.”
كلما ازدادت شهرة شخص، زادت الغيرة الموجهة نحوه. كان هذا صحيحًا بشكل خاص بالنسبة لشاب وصل إلى العاصمة قبل عام ونصف فقط وصعد في الرتب بالطريقة التي فعلها فان شيان. كان هذا الشاب أيضًا يميل إلى إذلال المسؤولين الآخرين، وفي بعض الحالات تسبب في تدمير سمعتهم بالكامل. لقد أدى إلى نفي أحد الوزراء، بل وقتل آخر. ولكن الآن، وبينما يتثاءب بشكل فظ، كان بإمكان الجميع رؤية المفوض الشاب الوسيم لمجلس الرقابة وهو ينزل من عربته.
كان فان شيان يؤمن بصدق بما أخبره به والده، لكنه لم يكن يعتقد أن والده شخص يقبل بمثل هذا الإهانة دون رد. كان فان شيان يعلم تمامًا مدى ولاء والده للمملكة، لدرجة أنه كان يمنعه من الوفاء بجميع واجباته العائلية. ولكن هذا لم يكن عن تقصير، بل كان يفعل ما يستطيع فعله لعائلته إذا أُتيحت له الفرصة.
رأى الوزير فان فان شيان يخرج من المكتبة بخطوات ثابتة وشعر براحة غامرة. فكر في نفسه: “أن يكون لدي ابن مثله؛ ماذا يمكن أن يطلب الرجل أكثر؟” بدون استعجال، شرب آخر رشفة من عصيره من الوعاء، مطمئنًا إلى أن ابنه وجد طريقه وغايته، وعرف تمامًا ما يريده في هذه الحياة. لكن فيما يتعلق بشخصية ابنه، طالما لم يقل شيئًا، سيكون كل شيء على ما يرام. مستقبل عائلة فان وسلالتها كان يعتمد بالكامل على فان شيان.
السبب وراء اعتراض الوزير فان بشدة على انضمام فان شيان إلى مجلس الرقابة كان لأنه لم يستطع تحمل أن يرى ابنه ينغمس في صراعات سياسية، أو التجسس، أو الأعمال القذرة التي تُنفذ في الظلال.
الفصل 259. الشهر التاسع
لو عمل في خزينة القصر، لكانت الأموال محور أعماله هناك. أما العمل مع المجلس، فسيكون عليه مواجهة المكائد السياسية التي لا يمكن تجنبها. ورغم أن كلاهما لديه اتصالات، إلا أن والده لم يكن على دراية بذلك في البداية. ولكن بغض النظر عن الوضع، كان فان شيان دائمًا ممتنًا للكونت سينان. لذلك قال:
“لا تقلق بشأن ذلك، والدي. سأكون حذرًا.”
أدرك فان شيان ما كان يفكر به والده، وشعر بالامتنان. لكنه كرجل، لم يستطع التعبير عن مشاعره، فبدلًا من ذلك انحنى بعمق أمام والده.
شعر الوزير فان بالرضا عن استجابة ابنه، فقال: “فقط الأقوياء حقًا هم من يمكنهم تحمل إظهار الضعف. أما الخاسرون فهم ضعفاء بالفعل، ولا يستطيعون التظاهر بالضعف، لأن ذلك هو جوهرهم. فكر في هذا، يا بني.”
فهم فان شيان أن حراس النمر تقليديًا مخصصون لحماية العائلة الملكية. مثل الجيش الغربي، كانوا قليلين ومكرسين لحماية الأمير العظيم. نادرًا ما كان الإمبراطور يرسلهم لحماية الآخرين، لكن في أغلب الحالات، الأشخاص الذين كانوا يرافقونهم كانوا في مهام خاصة ذات أهمية للقصر. على سبيل المثال، عندما تم إعفاء والد زوجته، رئيس الوزراء لين، من منصبه، أرسل الإمبراطور أربعة من حراس النمر لضمان عودته الآمنة إلى منزله. كان ذلك استعراضًا علنيًا لتقدير خدماته للمملكة. وبعد أن أتموا مهمتهم، عادوا إلى العاصمة واستقروا في منازل غير ملحوظة.
فهم فان شيان المعنى الكامن وراء كلمات والده وابتسم. ثم خطرت له قضية أخرى، فسأل:
“والدي، بعد عودتي إلى القصر، هل سأُسمح بأن يرافقني غاو دا وبقية حراس النمر السبعة؟”
كان فان جيان وابنه فان شيان في مكتبة قصر عائلة فان، وكانا في نقاش عميق لفترة طويلة. روى فان شيان لوالده العديد من الأحداث التي وقعت خلال فترة وجوده في مملكة شمال تشي، لكنه تحدث فقط عما سُمح له بالكشف عنه. كانت هناك أمور لا يمكنه ذكرها لأسباب واضحة. كلما اقترب حديثهما من أمور مجلس الرقابة، كان الوزير فان يصر على تجاوز الموضوع، لتجنب أي توقف محرج بينهما.
نظر الوزير فان إلى ابنه، وتحولت نظراته الصارمة إلى مظهر أكثر لينًا وحنانًا. قال:
“أنت تعلم أنني فقط أدرب حراس النمر نيابة عن القصر. القصر هو من يحدد أماكن وجودهم ومن يُسمح لهم بمرافقته. إذا كنت ترغب في الإبقاء عليهم برفقتك، يمكنني أن أتحدث مع مسؤولي القصر نيابةً عنك. لكن لا أتوقع أن يسمح الإمبراطور بذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تنهد الوزير فان، مفكرًا في أنه ربما أساء بالفعل تقدير الأمور. لم يتوقع أبدًا أن يكون للأميرة الكبرى رد فعل قوي كهذا. لوّح بيده وقال: “هي أخت الإمبراطورة؛ الابنة الأكثر تفضيلًا للملكة الأم، ووالدة وان اير. لكن كل ذلك أصبح من الماضي؛ عليك أن تتجاوزه.”
بابتسامة ساخرة أخرى، أقر فان شيان بشوقه لرفقة غاو دا وبقية حراس النمر السبعة. كان يشعر بالأمان بوجودهم حوله. في سهول وودوهي، لم تستطع حتى هاي تانغ فعل أي شيء أمام قوتهم. القوة والبراعة التي يمتلكونها كانت في مستوى مختلف تمامًا مقارنة بسيافي المكتب السادس في مجلس الرقابة. وعلى الرغم من أنه كان يمتلك السيطرة المباشرة على وحدة تشيان، المجموعة المدربة من قبل وانغ تشيان، إلا أن مهاراتهم كانت تقتصر على التجسس والتكتيكات الاستخباراتية ولم تكن تضاهي مهارات حراس النمر في المبارزة.
“أحيانًا، عدم القيام بأي شيء هو أفضل ما يمكن فعله.” قال الوزير فان ذلك وهو يفتح عينيه.
فهم فان شيان أن حراس النمر تقليديًا مخصصون لحماية العائلة الملكية. مثل الجيش الغربي، كانوا قليلين ومكرسين لحماية الأمير العظيم. نادرًا ما كان الإمبراطور يرسلهم لحماية الآخرين، لكن في أغلب الحالات، الأشخاص الذين كانوا يرافقونهم كانوا في مهام خاصة ذات أهمية للقصر. على سبيل المثال، عندما تم إعفاء والد زوجته، رئيس الوزراء لين، من منصبه، أرسل الإمبراطور أربعة من حراس النمر لضمان عودته الآمنة إلى منزله. كان ذلك استعراضًا علنيًا لتقدير خدماته للمملكة. وبعد أن أتموا مهمتهم، عادوا إلى العاصمة واستقروا في منازل غير ملحوظة.
علاوة على ذلك، منذ أن عاد فان شيان والوفد إلى العاصمة، بدا أن الجميع يعلم أن الإمبراطور في القصر معجب للغاية بفان شيان. كان ذلك الإعجاب جزئيًا بسبب موهبته الأدبية وحكمته العميقة، لكنه ازداد مع عودته بعربة تضم الكتب القديمة والأسطورية من مملكة شمال تشي. لطالما كان الإمبراطور يتمنى أن يحكم مملكته بفضيلة لطيفة وتأملات مدروسة؛ لم يكن من أنصار القسوة والعنف. وبسبب حصول فان شيان على مثل هذا الكنز، سعى الإمبراطور إلى مكافأته.
السبب وراء معرفة فان شيان بكل هذا يعود إلى أن والده كان يتولى مسؤولية هذه المهام سابقًا للإمبراطور. وبما أن الوفد قد عاد بالفعل إلى العاصمة، فإن استمرار حراس النمر في مرافقة فان شيان بموافقة العرش كان سيُسبب الكثير من التوتر.
في أوائل الربيع، عُقد اجتماع مع الإمبراطور. دون أدنى اعتبار لسمعة أولئك الذين عانوا بسبب تصرفاته، أمر الإمبراطور بإبعاد رئيس الوزراء لين ونائب الوزير فان قسرًا من مناصبهم ونفيهم من العاصمة. ونتج عن هذه الأحداث أن أصبح فان جيان وزيرًا للمالية. وربما إذا تم تعيين فان شيان بارونًا، فسيفترض الآخرون أن ذلك كان بمثابة تعويض لعائلة فان.
لاحظ الوزير فان أن وجه ابنه بدا عليه الحزن، فضحك في داخله. فكر أن فان شيان يشبه والدته تمامًا؛ شخص مميز للغاية، أكثر من أي شخص آخر. لكنه لا يزال شابًا، ولذلك شعر بضرورة تذكيره. فقال:
“أثناء غيابك في رحلاتك، كان هناك رجل يُدعى شي تشانلي يزور القصر كثيرًا. كان عالمًا، وقد رأيته عدة مرات. بدا شخصًا ذا حكمة عميقة، لكن تصرفاته كانت تشير إلى عكس ذلك. كان يخفيها جيدًا.”
لوّح الوزير فان بيده وغادر متجهًا إلى غرفته. بينما بقي فان شيان يفكر في زواج شقيقته. لم يكن هناك حاجة لإخبار أي شخص قريبًا؛ كان أمرًا يمكنهم ترتيبه بهدوء بأنفسهم. بهدوء أيضًا، غادر فان شيان المكتبة وتوجه إلى غرفة نومه.
تفاجأ فان شيان وفهم على الفور. والده كان يعلم أن فان شيان قرر عدم ترك مجلس الرقابة وبدء مسيرة جديدة في السياسة، ولذلك قرر تقديم النصيحة والمساعدة له بأفضل طريقة ممكنة. كان فان شيان يحظى بتقدير كبير من قبل الكثيرين، حتى أن والد زوجته، رئيس الوزراء لين، بذل جهودًا لضمان أن يحظى الآخرون في الحكومة برعاية فان شيان. على الرغم من أن هذا كان أمرًا جيدًا، إلا أنه أراد تأمين مناصب للأشخاص الذين يعرفهم ويثق بهم، ممن يمكنه التحدث معهم بحرية.
وأثناء مغادرتهم، سمع المستشارون جملة أثارت في قلوبهم حسداً لاذعاً.
أدرك فان شيان ما كان يفكر به والده، وشعر بالامتنان. لكنه كرجل، لم يستطع التعبير عن مشاعره، فبدلًا من ذلك انحنى بعمق أمام والده.
كانت هذه أول مرة يزور فيها فان شيان المحكمة الملكية، لكن لم يكن من اللائق أن يمشي بجانب والده، ولهذا السبب مشى في مؤخرة المجموعة برفقة الخصيان. كان الخصي هو يقود المجموعة، وفي مثل هذا الموقف، بالطبع، لم يجرؤ فان شيان على قول كلمة تجاهه. وبدلاً من ذلك، اكتفى بالابتسام ليظهر تقديره الصادق.
لوّح الوزير فان بيده وغادر متجهًا إلى غرفته. بينما بقي فان شيان يفكر في زواج شقيقته. لم يكن هناك حاجة لإخبار أي شخص قريبًا؛ كان أمرًا يمكنهم ترتيبه بهدوء بأنفسهم. بهدوء أيضًا، غادر فان شيان المكتبة وتوجه إلى غرفة نومه.
كان فان جيان وابنه فان شيان في مكتبة قصر عائلة فان، وكانا في نقاش عميق لفترة طويلة. روى فان شيان لوالده العديد من الأحداث التي وقعت خلال فترة وجوده في مملكة شمال تشي، لكنه تحدث فقط عما سُمح له بالكشف عنه. كانت هناك أمور لا يمكنه ذكرها لأسباب واضحة. كلما اقترب حديثهما من أمور مجلس الرقابة، كان الوزير فان يصر على تجاوز الموضوع، لتجنب أي توقف محرج بينهما.
رأى الوزير فان فان شيان يخرج من المكتبة بخطوات ثابتة وشعر براحة غامرة. فكر في نفسه: “أن يكون لدي ابن مثله؛ ماذا يمكن أن يطلب الرجل أكثر؟” بدون استعجال، شرب آخر رشفة من عصيره من الوعاء، مطمئنًا إلى أن ابنه وجد طريقه وغايته، وعرف تمامًا ما يريده في هذه الحياة. لكن فيما يتعلق بشخصية ابنه، طالما لم يقل شيئًا، سيكون كل شيء على ما يرام. مستقبل عائلة فان وسلالتها كان يعتمد بالكامل على فان شيان.
كان تشين بينغبينغ محقًا؛ الكونت سينان لا يدين لفان شيان بشيء، لكن فان شيان يدين له بالكثير.
أصبح الوزير فان الآن يُكنّ إعجابًا كبيرًا لرئيس الوزراء لين، الذي انسحب بالفعل من مركز السلطة المطلق داخل حكومة مملكة تشينغ. فكر في نفسه أن ذلك “الثعلب العجوز” كان محظوظًا للغاية. الوزير فان اضطر للتخلي عن أشياء كثيرة في حياته وعمل بلا كلل لصالح المملكة، بينما كل ما كان على رئيس الوزراء فعله هو إنجاب ابنة.
ألقى فان شيان نظرة حوله وشعر أن الجو مشحون بشعور من التوتر. كان جميع المستشارين وزراء ينتمون إلى مختلف الإدارات وقادة المعابد في المملكة، وكل منهم في مرتبة لا تقل عن المرتبة الثانية. حتى زوجاتهم كنّ معروفات، وكانت منازلهنّ قد تلقت بالتأكيد هدايا سخية من الإمبراطور. بالمقارنة، كان فان شيان مجرد شاب يظهر للعمل متأخرًا. لولا دعم والده وشن بينغ بينغ، لما طال الوقت قبل أن يبدأ الموجودون أمامه بالصراخ اعتراضًا على وجوده.
كان الشهر التاسع عادةً شهرًا بسيطًا ومملًا؛ شهرًا لا يثير فيه المتاعب عادةً.
كلما ازدادت شهرة شخص، زادت الغيرة الموجهة نحوه. كان هذا صحيحًا بشكل خاص بالنسبة لشاب وصل إلى العاصمة قبل عام ونصف فقط وصعد في الرتب بالطريقة التي فعلها فان شيان. كان هذا الشاب أيضًا يميل إلى إذلال المسؤولين الآخرين، وفي بعض الحالات تسبب في تدمير سمعتهم بالكامل. لقد أدى إلى نفي أحد الوزراء، بل وقتل آخر. ولكن الآن، وبينما يتثاءب بشكل فظ، كان بإمكان الجميع رؤية المفوض الشاب الوسيم لمجلس الرقابة وهو ينزل من عربته.
كان فان شيان جالسًا في عربة، مستندًا إلى إطار النافذة، وهو يدندن لحنًا لأغنية لم يسمعها أحد من قبل. دخول القصر كان حدثًا مهمًا لمعظم من يسلكون هذا الطريق، لكن فان شيان كان يشعر بالملل. منذ عودته إلى العاصمة، كان قد فكر مع والد زوجته أن داخل الحكومة أو خارج العاصمة، لا شيء يمكن أن يجلب المشاكل. أراد دخول القصر وقبول لقب البارون حتى يتمكن من حل المسائل المتعلقة بمجلس الرقابة. كما فكر في زيارة جبال كانغ مرة أخرى وممارسة قدرته على القفز من المنحدرات.
أدرك فان شيان ما كان يفكر به والده، وشعر بالامتنان. لكنه كرجل، لم يستطع التعبير عن مشاعره، فبدلًا من ذلك انحنى بعمق أمام والده.
توقف الإيقاع الذي كان يضرب به نافذة العربة بأصابعه. انجرفت أفكاره نحو زواج شقيقته. ثم تذكر طلب لي هونغتشنغ بتنظيم وليمة على نهر ليوجينغ احتفالًا بعودته، وسرعان ما اتخذ وجهه تعبيرًا غاضبًا. “لم أعتقد أبدًا أن حياتي يمكن أن تكون بهذا البؤس.”
بما أن هذه كانت المرة الأولى لفان شيان في المحكمة الملكية، كان يشعر بالتوتر. وجد نفسه الآن يقف في نهاية الصف، على مسافة بعيدة من العرش. لحسن الحظ، مكنته طاقته الداخلية من سماع كل ما يُقال، وكان من المهم جداً له أن يسمع كل كلمة يقولها الإمبراطور. كان يعلم أنه مسألة وقت فقط قبل أن يلفت الإمبراطور الانتباه إليه تحديداً، ولكن ذلك لم يمنعه من ملاحظة تفاصيل القاعة التي كان فيها الآن.
اليوم كان يوم الأحد، وفي الصباح، تجمع العديد من الوزراء خارج القصر. في وقت سابق من هذا العام، انتشرت شائعات عن وزراء يعبرون عن امتنانهم للإمبراطور. كانوا يغيرون زيهم الرسمي في منتصف الليل، محاولين الوصول إلى القصر قبل الفجر، حتى يتمكنوا من سماع صوت أبواب القصر وهي تُفتح. كان ذلك بسبب أن الوزراء المتقاعدين لم يعودوا يسمعون هذا الصوت، وكانوا يفتقدونه بشدة.
بما أن هذه كانت المرة الأولى لفان شيان في المحكمة الملكية، كان يشعر بالتوتر. وجد نفسه الآن يقف في نهاية الصف، على مسافة بعيدة من العرش. لحسن الحظ، مكنته طاقته الداخلية من سماع كل ما يُقال، وكان من المهم جداً له أن يسمع كل كلمة يقولها الإمبراطور. كان يعلم أنه مسألة وقت فقط قبل أن يلفت الإمبراطور الانتباه إليه تحديداً، ولكن ذلك لم يمنعه من ملاحظة تفاصيل القاعة التي كان فيها الآن.
في الوقت الحاضر، كان الإمبراطور في القصر، وكان أكثر المنافقين حزنًا هناك أيضًا. لذلك، تأكد الوزراء من عدم الوصول مبكرًا جدًا، ولكن ليس متأخرًا أيضًا. لا أحد يعرف من كان صاحب الفكرة، لكن شخصًا ما حجز عددًا من الطاولات في المطعم القريب من القصر، حتى يتمكن الوزراء من التجمع هناك، انتظارًا للحظة المثلى للذهاب.
اليوم كان يوم الأحد، وفي الصباح، تجمع العديد من الوزراء خارج القصر. في وقت سابق من هذا العام، انتشرت شائعات عن وزراء يعبرون عن امتنانهم للإمبراطور. كانوا يغيرون زيهم الرسمي في منتصف الليل، محاولين الوصول إلى القصر قبل الفجر، حتى يتمكنوا من سماع صوت أبواب القصر وهي تُفتح. كان ذلك بسبب أن الوزراء المتقاعدين لم يعودوا يسمعون هذا الصوت، وكانوا يفتقدونه بشدة.
مفوض مجلس الرقابة لم يكن لديه أي آداب، باستثناء الشخص الغامض الذي نُسي منذ زمن طويل. فان شيان كان المفوض الوحيد الذي تولى هذا المنصب منذ تأسيس المملكة، لذلك كان لا يزال يُعتبر عضوًا في المرتبة الرابعة في الكلية الإمبراطورية. لولا أمر الإمبراطور، لما كان مسموحًا له بزيارة القصر. وبالتالي، لم يكن عليه الالتزام بالزي الرسمي الصارم أو ارتداء الملابس التي تتطلب وقتًا طويلاً لتجهيزها. لذلك، انطلق فان شيان نحو القصر في وقت مبكر من الصباح، دون أن يهتم كثيرًا بما قد يحدث أثناء زيارته. ومع ذلك، عندما وصل إلى البوابة، كان قد تأخر كثيرًا عن الآخرين.
عند سماع ذلك، تفاجأ فان شيان. لقد كان يعتقد أن والده سيلومه، خصوصًا بسبب مواجهته مع الأمير العظيم خارج العاصمة. لكنه لم يذكر ذلك على الإطلاق، بل تجاوز الموضوع تمامًا وانتقل إلى قضية أخرى. قال الوزير: “أخبرتك مرات عديدة؛ لا تتورط كثيرًا مع مجلس الرقابة. لا أصدق أنك لم تستمع لي منذ البداية، وأنك خُدعت من قِبل ذلك الكلب العجوز تشين بينغبينغ للانضمام إلى تلك المنظمة الخائنة.”
كلما ازدادت شهرة شخص، زادت الغيرة الموجهة نحوه. كان هذا صحيحًا بشكل خاص بالنسبة لشاب وصل إلى العاصمة قبل عام ونصف فقط وصعد في الرتب بالطريقة التي فعلها فان شيان. كان هذا الشاب أيضًا يميل إلى إذلال المسؤولين الآخرين، وفي بعض الحالات تسبب في تدمير سمعتهم بالكامل. لقد أدى إلى نفي أحد الوزراء، بل وقتل آخر. ولكن الآن، وبينما يتثاءب بشكل فظ، كان بإمكان الجميع رؤية المفوض الشاب الوسيم لمجلس الرقابة وهو ينزل من عربته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ظل ذهن فان شيان يتجول بين أحداث رحلته إلى مملكة شمال تشي. باستثناء التعامل مع أمور حساسة تخصه، لم يفعل شيئًا يُذكر للحكومة هناك. حتى تأمين عودة يان بينغيون كان مجرد صدفة ولم يتطلب جهدًا شاقًا. بابتسامة ساخرة قال: “في الحقيقة، خلال رحلة العودة إلى الوطن، لم أفعل شيئًا على الإطلاق.”
ألقى فان شيان نظرة حوله وشعر أن الجو مشحون بشعور من التوتر. كان جميع المستشارين وزراء ينتمون إلى مختلف الإدارات وقادة المعابد في المملكة، وكل منهم في مرتبة لا تقل عن المرتبة الثانية. حتى زوجاتهم كنّ معروفات، وكانت منازلهنّ قد تلقت بالتأكيد هدايا سخية من الإمبراطور. بالمقارنة، كان فان شيان مجرد شاب يظهر للعمل متأخرًا. لولا دعم والده وشن بينغ بينغ، لما طال الوقت قبل أن يبدأ الموجودون أمامه بالصراخ اعتراضًا على وجوده.
لو عمل في خزينة القصر، لكانت الأموال محور أعماله هناك. أما العمل مع المجلس، فسيكون عليه مواجهة المكائد السياسية التي لا يمكن تجنبها. ورغم أن كلاهما لديه اتصالات، إلا أن والده لم يكن على دراية بذلك في البداية. ولكن بغض النظر عن الوضع، كان فان شيان دائمًا ممتنًا للكونت سينان. لذلك قال: “لا تقلق بشأن ذلك، والدي. سأكون حذرًا.”
كانوا جميعًا يعرفون أنهم غير مسموح لهم بالشكوى علنًا، لكن هذا لم يمنعهم من جعله يشعر بعدم الارتياح. نظروا إليه جميعًا بنظرات باردة، ثم أداروا وجوههم في اشمئزاز. بين المستشارين الحاضرين، كان هناك عدد قليل تم تدريبهم على يد لين رووفو نفسه، وكانوا يفكرون في الاقتراب من فان شيان. لكن مع رؤية الكراهية الواضحة لدى أقرانهم، قرروا في النهاية عدم القيام بذلك. كل ما فعلوه هو منح فان شيان نظرة ودية من بعيد.
وكما هو معتاد، عبّر جميع المستشارين عن “تهانيهم القلبية” للإمبراطور بعد سماع الخبر. حتى الضباط الكبار في مكتب الشؤون العسكرية كانوا يمسحون لحاهم ويظهرون سعادتهم. كان هذا التوسع في حدود مملكة تشينغ نتيجة لتضحيات الجيش الغربي عبر سنوات من القتال.
من كمية النظرات الكارهة التي تلقاها، بدأ فان شيان يشعر بعدم الارتياح، لكنه ظل محتفظًا بهدوئه. بتأنٍ ملحوظ، اقترب من كل مستشار يمكن رؤيته وحياهم بأدب. وبينما كان يفعل ذلك، سُمع سعال خلفه ينبهه إلى وصول والده. كانت أسباب تأخر الوزير فان في هذا اليوم غير معروفة، كما لم تكن أسباب عدم قدومه إلى القصر برفقة ابنه واضحة. أسرع فان شيان نحو العربة وساعد والده على النزول بحذر.
كانوا جميعًا يعرفون أنهم غير مسموح لهم بالشكوى علنًا، لكن هذا لم يمنعهم من جعله يشعر بعدم الارتياح. نظروا إليه جميعًا بنظرات باردة، ثم أداروا وجوههم في اشمئزاز. بين المستشارين الحاضرين، كان هناك عدد قليل تم تدريبهم على يد لين رووفو نفسه، وكانوا يفكرون في الاقتراب من فان شيان. لكن مع رؤية الكراهية الواضحة لدى أقرانهم، قرروا في النهاية عدم القيام بذلك. كل ما فعلوه هو منح فان شيان نظرة ودية من بعيد.
نظر الوزير فان إليه وهز رأسه قائلاً: “أنا لست كبيرًا في السن إلى هذا الحد بعد.”
كلما ازدادت شهرة شخص، زادت الغيرة الموجهة نحوه. كان هذا صحيحًا بشكل خاص بالنسبة لشاب وصل إلى العاصمة قبل عام ونصف فقط وصعد في الرتب بالطريقة التي فعلها فان شيان. كان هذا الشاب أيضًا يميل إلى إذلال المسؤولين الآخرين، وفي بعض الحالات تسبب في تدمير سمعتهم بالكامل. لقد أدى إلى نفي أحد الوزراء، بل وقتل آخر. ولكن الآن، وبينما يتثاءب بشكل فظ، كان بإمكان الجميع رؤية المفوض الشاب الوسيم لمجلس الرقابة وهو ينزل من عربته.
ضحك فان شيان وفهم أن مبالغته في الأدب كانت أكثر مما ينبغي، خاصة من العبوس السريع الذي أظهره والده. ومع ذلك، في هذا اليوم، تمكن المستشارون من ملاحظة أن الوزير فان كان في مزاج جيد، حيث لم يترك يد فان شيان وهو يقوده للأمام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فهم فان شيان المعنى الكامن وراء كلمات والده وابتسم. ثم خطرت له قضية أخرى، فسأل: “والدي، بعد عودتي إلى القصر، هل سأُسمح بأن يرافقني غاو دا وبقية حراس النمر السبعة؟”
بينما كان الوزير فان يسير مع ابنه نحو المستشارين الآخرين، كان عليهم بسرعة إخفاء مشاعرهم من الاستياء، خاصة عند تبادل التحية المباشرة. بعد فترة قصيرة، أمسك الوزير فان بذراع فان شيان بلطف وقاده عبر المنطقة بأكملها لضمان أن يتعرف على أسماء ووجوه جميع المستشارين الحاضرين. وبينما كان فان شيان يحييهم بود، بدأ المستشارون يشعرون بالارتياح قليلاً، وهم يرون المهرج الشاب أمامهم يضحك كما يفعل. المستشارون الذين كانوا يتبعون السيد لين شخصيًا حرصوا على تحية فان شيان بحماسة أيضًا. لاحظوا بشكل خاص الأداء الجيد الذي يقدمه فان شيان، خاصةً بالنظر إلى عمره الصغير نسبيًا.
نظر الوزير فان إلى ابنه، وتحولت نظراته الصارمة إلى مظهر أكثر لينًا وحنانًا. قال: “أنت تعلم أنني فقط أدرب حراس النمر نيابة عن القصر. القصر هو من يحدد أماكن وجودهم ومن يُسمح لهم بمرافقته. إذا كنت ترغب في الإبقاء عليهم برفقتك، يمكنني أن أتحدث مع مسؤولي القصر نيابةً عنك. لكن لا أتوقع أن يسمح الإمبراطور بذلك.”
ومع ذلك، كان هناك بعض المستشارين الذين كانوا يقفون على الهامش ولم يظهروا أي دافع لوضع مشاعرهم السلبية المسبقة جانبًا أو للتعرف عليه بشكل صحيح. استمروا في تقديم تحيات باردة وخالية من المشاعر. ففي نهاية المطاف، من في حكومة مملكة تشينغ لم يكن على دراية بخداع فان شيان المستمر تقريبًا؟ الطريقة التي كان يظهر بها دائمًا مؤدبًا وكريمًا مع الآخرين، مع واجهة زائفة تهدف فقط إلى تعزيز طموحاته الشخصية، أصبحت معروفة بشكل جيد الآن.
أشار الإمبراطور إلى كاتبه الخصي ومساعده الذي كان يحمل الوثيقة المفتوحة له، وبصوت حاد بدأ الخصي يقرأ ما كُتب على الرق. مسألة مكافآت الجنود ستؤجل بضعة أيام بسبب العدد الكبير للجنود. وعلاوة على ذلك، سيتعين استشارة الأمير الأكبر والقائد العام للجيش. الوثيقة التي تُقرأ الآن تتحدث عن المكافآت التي ستمنح لأعضاء المبعوث.
أكبر الوزراء سنًا، وهو الذي كان يتمتع بأعلى سمعة، كان ينتمي إلى وزارة التعيينات. اقترب من فان شيان ووالده وقال متأوهًا: “منذ تأسيس هذا البلد، عندما كانت مملكة وي في السلطة، كان وجود أب وابنه في المحكمة في الوقت نفسه – مثلكما – أمرًا نادرًا بالفعل. لا عجب أنكما واثقان من نفسيكما.”
تفاجأ فان شيان وفهم على الفور. والده كان يعلم أن فان شيان قرر عدم ترك مجلس الرقابة وبدء مسيرة جديدة في السياسة، ولذلك قرر تقديم النصيحة والمساعدة له بأفضل طريقة ممكنة. كان فان شيان يحظى بتقدير كبير من قبل الكثيرين، حتى أن والد زوجته، رئيس الوزراء لين، بذل جهودًا لضمان أن يحظى الآخرون في الحكومة برعاية فان شيان. على الرغم من أن هذا كان أمرًا جيدًا، إلا أنه أراد تأمين مناصب للأشخاص الذين يعرفهم ويثق بهم، ممن يمكنه التحدث معهم بحرية.
بدأ فان جيان يضحك. “شكرًا على الإطراء. أشكر الإمبراطور أيضًا على السماح بمثل هذا الأمر.” وبينما كان يقول ذلك، بدا وكأنه لم يعترف بأن الوزير الأكبر كان يسخر منهما في الواقع. فان شيان فهم ما كان يحدث، لكنه اختار الصمت.
بينما كان يقف في القاعة، انتابه شعور آخر – وهو شعور بالقوة. موقع العرش في مقدمة القاعة، والذي كان مرتفعاً قليلاً عن البقية، جعل كل من ينظر إليه يشعر برهبة.
في هذه اللحظة، اقترب ثلاثة من الخصيان من القصر. وكان الشخص في المنتصف واضحًا أنه ذو رتبة أعلى، وعندما اقتربوا، حياهم بتحريك عصاه بلطف ودعاهم قائلاً: “تفضلوا بالدخول.”
كان الرجل الأقوى – الإمبراطور – يشعر بفرحة عظيمة في قلبه، لدرجة أنه واجه صعوبة في كتمانها. بقوته المطلقة، تمكن من الحفاظ على رباطة جأشه، وعندها وضع كوعه على ذراع العرش وأسند وجهه على راحة يده. وبينما كان يستمع إلى تهاني المستشارين المتكررة، نظر إلى جمهوره ولاحظ وجود شاب معين يحمل ابتسامة دافئة ومشرقة. عند رؤيته، ازداد شعوره بالسعادة.
صمت جميع المستشارين بسرعة ورتبوا ملابسهم قبل التقدم نحو القصر. ربما لأنهم كانوا على دراية بإجراءات القصر وشاهدوها مرات عديدة من قبل، لم يكترثوا للنظر إلى الحراس الملكيين المسلحين بالرماح خارج مبنى القصر، ولا إلى حراس السيوف داخل القصر. وبينما مروا بجانب الخصيان، نفخوا صدورهم في استعراض فخور.
السبب وراء معرفة فان شيان بكل هذا يعود إلى أن والده كان يتولى مسؤولية هذه المهام سابقًا للإمبراطور. وبما أن الوفد قد عاد بالفعل إلى العاصمة، فإن استمرار حراس النمر في مرافقة فان شيان بموافقة العرش كان سيُسبب الكثير من التوتر.
كانت هذه أول مرة يزور فيها فان شيان المحكمة الملكية، لكن لم يكن من اللائق أن يمشي بجانب والده، ولهذا السبب مشى في مؤخرة المجموعة برفقة الخصيان. كان الخصي هو يقود المجموعة، وفي مثل هذا الموقف، بالطبع، لم يجرؤ فان شيان على قول كلمة تجاهه. وبدلاً من ذلك، اكتفى بالابتسام ليظهر تقديره الصادق.
بالرغم من أنه دخل أراضي القصر عدة مرات من قبل، كان ذلك في أماكن جانبية، حيث كان يقضي الوقت في التحدث مع الفتيات أو التجول مع تشين إر. قصر تايجي كان المبنى الرئيسي في القصر الملكي، لكنه لم يتمكن سوى من مشاهدته عن بعد. لم تتح له الفرصة أبداً للوقوف تحت سقفه حتى هذا اليوم، والآن، وهو يقف هناك، وجده أعظم بكثير مما كان يتخيل. الأعمدة كانت مزينة بنقوش متقنة على شكل تنانين، وكان الهواء مشبعاً برائحة زكية. حتى أن القاعة كانت تحتوي على نقوش نحاسية لطائر الكركي على جانبيها. ولكن عندما تذكر الزخارف المستوحاة من الطبيعة في قصر مملكة تشي الشمالية، شعر أن قصر تشينغ كان أقل روعة بالمقارنة.
بعد فترة وجيزة، بدأ الخصي هوي في التفكير ملياً في كيفية التأكد من أن فان شيان كان حليفاً حقيقياً يمكنه الوثوق به. الإجابة التي وضعت حداً لمخاوفه جاءت عندما رأى ابتسامة فان شيان، التي بدت صادقة ومخلصة تماماً. كان المستشارون الآخرون يظهرون لطفاً زائفاً تجاه الخصيان فقط عندما يقدمون خدمات مهمة لهم، وكان الخصي هوي يدرك ذلك تماماً.
كانت هذه أول مرة يزور فيها فان شيان المحكمة الملكية، لكن لم يكن من اللائق أن يمشي بجانب والده، ولهذا السبب مشى في مؤخرة المجموعة برفقة الخصيان. كان الخصي هو يقود المجموعة، وفي مثل هذا الموقف، بالطبع، لم يجرؤ فان شيان على قول كلمة تجاهه. وبدلاً من ذلك، اكتفى بالابتسام ليظهر تقديره الصادق.
بما أن هذه كانت المرة الأولى لفان شيان في المحكمة الملكية، كان يشعر بالتوتر. وجد نفسه الآن يقف في نهاية الصف، على مسافة بعيدة من العرش. لحسن الحظ، مكنته طاقته الداخلية من سماع كل ما يُقال، وكان من المهم جداً له أن يسمع كل كلمة يقولها الإمبراطور. كان يعلم أنه مسألة وقت فقط قبل أن يلفت الإمبراطور الانتباه إليه تحديداً، ولكن ذلك لم يمنعه من ملاحظة تفاصيل القاعة التي كان فيها الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com من كمية النظرات الكارهة التي تلقاها، بدأ فان شيان يشعر بعدم الارتياح، لكنه ظل محتفظًا بهدوئه. بتأنٍ ملحوظ، اقترب من كل مستشار يمكن رؤيته وحياهم بأدب. وبينما كان يفعل ذلك، سُمع سعال خلفه ينبهه إلى وصول والده. كانت أسباب تأخر الوزير فان في هذا اليوم غير معروفة، كما لم تكن أسباب عدم قدومه إلى القصر برفقة ابنه واضحة. أسرع فان شيان نحو العربة وساعد والده على النزول بحذر.
بالرغم من أنه دخل أراضي القصر عدة مرات من قبل، كان ذلك في أماكن جانبية، حيث كان يقضي الوقت في التحدث مع الفتيات أو التجول مع تشين إر. قصر تايجي كان المبنى الرئيسي في القصر الملكي، لكنه لم يتمكن سوى من مشاهدته عن بعد. لم تتح له الفرصة أبداً للوقوف تحت سقفه حتى هذا اليوم، والآن، وهو يقف هناك، وجده أعظم بكثير مما كان يتخيل. الأعمدة كانت مزينة بنقوش متقنة على شكل تنانين، وكان الهواء مشبعاً برائحة زكية. حتى أن القاعة كانت تحتوي على نقوش نحاسية لطائر الكركي على جانبيها. ولكن عندما تذكر الزخارف المستوحاة من الطبيعة في قصر مملكة تشي الشمالية، شعر أن قصر تشينغ كان أقل روعة بالمقارنة.
فهم فان شيان أن حراس النمر تقليديًا مخصصون لحماية العائلة الملكية. مثل الجيش الغربي، كانوا قليلين ومكرسين لحماية الأمير العظيم. نادرًا ما كان الإمبراطور يرسلهم لحماية الآخرين، لكن في أغلب الحالات، الأشخاص الذين كانوا يرافقونهم كانوا في مهام خاصة ذات أهمية للقصر. على سبيل المثال، عندما تم إعفاء والد زوجته، رئيس الوزراء لين، من منصبه، أرسل الإمبراطور أربعة من حراس النمر لضمان عودته الآمنة إلى منزله. كان ذلك استعراضًا علنيًا لتقدير خدماته للمملكة. وبعد أن أتموا مهمتهم، عادوا إلى العاصمة واستقروا في منازل غير ملحوظة.
بينما كان يقف في القاعة، انتابه شعور آخر – وهو شعور بالقوة. موقع العرش في مقدمة القاعة، والذي كان مرتفعاً قليلاً عن البقية، جعل كل من ينظر إليه يشعر برهبة.
اليوم كان يوم الأحد، وفي الصباح، تجمع العديد من الوزراء خارج القصر. في وقت سابق من هذا العام، انتشرت شائعات عن وزراء يعبرون عن امتنانهم للإمبراطور. كانوا يغيرون زيهم الرسمي في منتصف الليل، محاولين الوصول إلى القصر قبل الفجر، حتى يتمكنوا من سماع صوت أبواب القصر وهي تُفتح. كان ذلك بسبب أن الوزراء المتقاعدين لم يعودوا يسمعون هذا الصوت، وكانوا يفتقدونه بشدة.
لكن المشاعر لم تكن متعلقة بالعرش بحد ذاته، بل بالشخص الجالس عليه. بالرغم من أن قصره لم يكن بجمال قصر مملكة تشي الشمالية، والطعام لم يكن بجودة طعام مدينة دونغيي، كان الجميع يعلمون أن هذا الرجل الجالس على العرش ربما كان أقوى رجل على وجه الأرض.
صمت جميع المستشارين بسرعة ورتبوا ملابسهم قبل التقدم نحو القصر. ربما لأنهم كانوا على دراية بإجراءات القصر وشاهدوها مرات عديدة من قبل، لم يكترثوا للنظر إلى الحراس الملكيين المسلحين بالرماح خارج مبنى القصر، ولا إلى حراس السيوف داخل القصر. وبينما مروا بجانب الخصيان، نفخوا صدورهم في استعراض فخور.
كان موضوع النقاش في المحكمة الملكية اليوم يدور حول المبعوث والأمير الأكبر، لكنه لم يكن حول نزاعهما على من يدخل العاصمة أولاً. بالرغم من أن مكتب الرقابة الإمبراطورية أراد توثيق تلك الأحداث، كان من المستحيل القيام بذلك في يوم كهذا. ليس لأنهم غير قادرين على تسجيل مجريات ذلك اليوم في ليلة واحدة، ولكن لأن الأمر سيبدو متسرعاً وغير منظم أمام الإمبراطور، وهو ما قد يزعجه بشدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تنهد الوزير فان، مفكرًا في أنه ربما أساء بالفعل تقدير الأمور. لم يتوقع أبدًا أن يكون للأميرة الكبرى رد فعل قوي كهذا. لوّح بيده وقال: “هي أخت الإمبراطورة؛ الابنة الأكثر تفضيلًا للملكة الأم، ووالدة وان اير. لكن كل ذلك أصبح من الماضي؛ عليك أن تتجاوزه.”
موضوع النقاش كان حول الجيش الغربي، وتحديد الأماكن التي يمكن أن يستقر فيها الجنود العائدون بعد انتهاء مهمتهم. الحاجة إلى تقديم المكافآت وابتكار ألقاب وميداليات لتكريم شجاعتهم كانت أيضاً من القضايا التي تتطلب النقاش. بالرغم من أن الأمير الأكبر قد تم إعلانه بالفعل كالإمبراطور المستقبلي، كان هناك مئة ألف جندي بحاجة إلى أماكن للاستقرار. الاقتراح بمناقشة هذه القضايا جاء من مكتب الشؤون العسكرية، ولم يكن بإمكان أي مستشار أن يحلم بالاعتراض على أمر صادر من مثل هذه المنظمة. الإمبراطور أراد حكم المملكة برحمة وحب عظيمين لشعبه، لكن تاريخ مملكة تشينغ يُظهر أنها مملكة تأسست على الحرب والقوة، ولهذا السبب كان وجودها العسكري هائلاً. لم يكن أحد يريد إغضاب الجيش في هذه الأمور الحساسة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فيما يتعلق بالمبعوث، وبعد التقرير الذي لخص رحلتهم، سلم معبد هونغلو، نيابة عن مملكة تشي، كتاباً محدثاً يصف حجم الأمة وحدود ما يُعرف بمملكة تشي الشمالية. وعندما نظر الإمبراطور إلى الخريطة المحدثة للمملكة، لاحظ اتساع حدود مملكة تشينغ نتيجة لهذه التغييرات. ومن تعبيره الهادئ والثابت، انبثقت مشاعر ارتياح وسعادة.
اليوم كان يوم الأحد، وفي الصباح، تجمع العديد من الوزراء خارج القصر. في وقت سابق من هذا العام، انتشرت شائعات عن وزراء يعبرون عن امتنانهم للإمبراطور. كانوا يغيرون زيهم الرسمي في منتصف الليل، محاولين الوصول إلى القصر قبل الفجر، حتى يتمكنوا من سماع صوت أبواب القصر وهي تُفتح. كان ذلك بسبب أن الوزراء المتقاعدين لم يعودوا يسمعون هذا الصوت، وكانوا يفتقدونه بشدة.
وكما هو معتاد، عبّر جميع المستشارين عن “تهانيهم القلبية” للإمبراطور بعد سماع الخبر. حتى الضباط الكبار في مكتب الشؤون العسكرية كانوا يمسحون لحاهم ويظهرون سعادتهم. كان هذا التوسع في حدود مملكة تشينغ نتيجة لتضحيات الجيش الغربي عبر سنوات من القتال.
موضوع النقاش كان حول الجيش الغربي، وتحديد الأماكن التي يمكن أن يستقر فيها الجنود العائدون بعد انتهاء مهمتهم. الحاجة إلى تقديم المكافآت وابتكار ألقاب وميداليات لتكريم شجاعتهم كانت أيضاً من القضايا التي تتطلب النقاش. بالرغم من أن الأمير الأكبر قد تم إعلانه بالفعل كالإمبراطور المستقبلي، كان هناك مئة ألف جندي بحاجة إلى أماكن للاستقرار. الاقتراح بمناقشة هذه القضايا جاء من مكتب الشؤون العسكرية، ولم يكن بإمكان أي مستشار أن يحلم بالاعتراض على أمر صادر من مثل هذه المنظمة. الإمبراطور أراد حكم المملكة برحمة وحب عظيمين لشعبه، لكن تاريخ مملكة تشينغ يُظهر أنها مملكة تأسست على الحرب والقوة، ولهذا السبب كان وجودها العسكري هائلاً. لم يكن أحد يريد إغضاب الجيش في هذه الأمور الحساسة.
في أثناء ذلك، لاحظ بعض المستشارين أن الضباط من معبد هونغلو، بالإضافة إلى فان شيان والمكتب الرابع لمجلس الرقابة، لعبوا دوراً مؤثراً في هذه التغييرات. الثلاثة كانوا يدركون جيداً أفعالهم، ولكن بتواضع جم، لم يتحدثوا عنها.
ومع ذلك، كان هناك بعض المستشارين الذين كانوا يقفون على الهامش ولم يظهروا أي دافع لوضع مشاعرهم السلبية المسبقة جانبًا أو للتعرف عليه بشكل صحيح. استمروا في تقديم تحيات باردة وخالية من المشاعر. ففي نهاية المطاف، من في حكومة مملكة تشينغ لم يكن على دراية بخداع فان شيان المستمر تقريبًا؟ الطريقة التي كان يظهر بها دائمًا مؤدبًا وكريمًا مع الآخرين، مع واجهة زائفة تهدف فقط إلى تعزيز طموحاته الشخصية، أصبحت معروفة بشكل جيد الآن.
نظر فان شيان إلى المستشارين الذين كانوا الآن سعيدين بصدق، وابتسم لنفسه. بعد كل شيء، كان له دور في ذلك. كان يفكر أيضاً أنه لولا قيام الأميرة الكبرى بخيانة يان بينغيون، لكانت مملكة تشينغ قد حققت فائدة أكبر. لكن الأميرة الكبرى أرادت أيضاً أن يعود شياو إن إلى مملكة تشي الشمالية ليثير حرباً أهلية هناك. لقد كان ذلك لعباً ذكياً. بين تلك الحركتين، كان الفرق بين فائدة قصيرة الأجل وأخرى طويلة الأجل.
كان الرجل الأقوى – الإمبراطور – يشعر بفرحة عظيمة في قلبه، لدرجة أنه واجه صعوبة في كتمانها. بقوته المطلقة، تمكن من الحفاظ على رباطة جأشه، وعندها وضع كوعه على ذراع العرش وأسند وجهه على راحة يده. وبينما كان يستمع إلى تهاني المستشارين المتكررة، نظر إلى جمهوره ولاحظ وجود شاب معين يحمل ابتسامة دافئة ومشرقة. عند رؤيته، ازداد شعوره بالسعادة.
كان الرجل الأقوى – الإمبراطور – يشعر بفرحة عظيمة في قلبه، لدرجة أنه واجه صعوبة في كتمانها. بقوته المطلقة، تمكن من الحفاظ على رباطة جأشه، وعندها وضع كوعه على ذراع العرش وأسند وجهه على راحة يده. وبينما كان يستمع إلى تهاني المستشارين المتكررة، نظر إلى جمهوره ولاحظ وجود شاب معين يحمل ابتسامة دافئة ومشرقة. عند رؤيته، ازداد شعوره بالسعادة.
ألقى فان شيان نظرة حوله وشعر أن الجو مشحون بشعور من التوتر. كان جميع المستشارين وزراء ينتمون إلى مختلف الإدارات وقادة المعابد في المملكة، وكل منهم في مرتبة لا تقل عن المرتبة الثانية. حتى زوجاتهم كنّ معروفات، وكانت منازلهنّ قد تلقت بالتأكيد هدايا سخية من الإمبراطور. بالمقارنة، كان فان شيان مجرد شاب يظهر للعمل متأخرًا. لولا دعم والده وشن بينغ بينغ، لما طال الوقت قبل أن يبدأ الموجودون أمامه بالصراخ اعتراضًا على وجوده.
أشار الإمبراطور إلى كاتبه الخصي ومساعده الذي كان يحمل الوثيقة المفتوحة له، وبصوت حاد بدأ الخصي يقرأ ما كُتب على الرق. مسألة مكافآت الجنود ستؤجل بضعة أيام بسبب العدد الكبير للجنود. وعلاوة على ذلك، سيتعين استشارة الأمير الأكبر والقائد العام للجيش. الوثيقة التي تُقرأ الآن تتحدث عن المكافآت التي ستمنح لأعضاء المبعوث.
اليوم كان يوم الأحد، وفي الصباح، تجمع العديد من الوزراء خارج القصر. في وقت سابق من هذا العام، انتشرت شائعات عن وزراء يعبرون عن امتنانهم للإمبراطور. كانوا يغيرون زيهم الرسمي في منتصف الليل، محاولين الوصول إلى القصر قبل الفجر، حتى يتمكنوا من سماع صوت أبواب القصر وهي تُفتح. كان ذلك بسبب أن الوزراء المتقاعدين لم يعودوا يسمعون هذا الصوت، وكانوا يفتقدونه بشدة.
ساد الصمت القاعة. الجميع كانوا يعلمون أن عودة المبعوث تتطلب تقديم هدايا كإجراء روتيني، ولهذا لم يكن المستشارون مهتمين كثيراً. لكنهم أصغوا جيداً عند سماع اسم فان شيان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر فان شيان إلى المستشارين الذين كانوا الآن سعيدين بصدق، وابتسم لنفسه. بعد كل شيء، كان له دور في ذلك. كان يفكر أيضاً أنه لولا قيام الأميرة الكبرى بخيانة يان بينغيون، لكانت مملكة تشينغ قد حققت فائدة أكبر. لكن الأميرة الكبرى أرادت أيضاً أن يعود شياو إن إلى مملكة تشي الشمالية ليثير حرباً أهلية هناك. لقد كان ذلك لعباً ذكياً. بين تلك الحركتين، كان الفرق بين فائدة قصيرة الأجل وأخرى طويلة الأجل.
“… البارون الأول، من الرتبة الثانية.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد فترة وجيزة، بدأ الخصي هوي في التفكير ملياً في كيفية التأكد من أن فان شيان كان حليفاً حقيقياً يمكنه الوثوق به. الإجابة التي وضعت حداً لمخاوفه جاءت عندما رأى ابتسامة فان شيان، التي بدت صادقة ومخلصة تماماً. كان المستشارون الآخرون يظهرون لطفاً زائفاً تجاه الخصيان فقط عندما يقدمون خدمات مهمة لهم، وكان الخصي هوي يدرك ذلك تماماً.
شعر جميع المستشارين بالارتياح، إذ اعتقدوا أن الإمبراطور قد اتخذ القرار الصائب. بغض النظر عن علاقتهم بعائلة فان، لم يكن هناك مستشار واحد يرغب في رؤية فان شيان يحصل على لقب بارون في سن صغيرة كهذا. وعلى الرغم من أن بعض المستشارين نظروا إلى الأمر من زوايا مختلفة، إلا أن هذا الشعور العام كان مشتركاً بينهم جميعاً.
بدا الوزير فان منزعجًا بشكل واضح أثناء حديثه عن ذلك. وأضاف: “اعمل بسلام ودون إثارة مشاكل في خزينة القصر. مثل هذه الفرصة لا تأتي بسهولة للآخرين.”
كان شين تشيوو وفان شيان قد ركعا بالفعل في القاعة، يعبران عن شكرهما العميق للإمبراطور. وبينما كان المستشارون يستمعون إلى الجملة المعتادة: “إذا كانت هناك أمور أخرى تستحق الطرح، فلتُذكر الآن. وإلا، فيمكنكم المغادرة”، أضاف الإمبراطور بلطف: “بعضكم سيبقى.”
قال الوزير فان وهو يغلق عينيه ويأخذ رشفة من العصير الذي أعدته له السيدة ليو كل ليلة، مشروب كان يحبه كثيرًا: “إذا ذهبت إلى القصر غدًا، فقد يكون هناك مرسوم.” ثم أضاف: “لقد أبلت بلاءً حسنًا في الشمال. أبلغ المدير تشين رؤساءه عن أدائك الممتاز هناك، وكان الإمبراطور مسرورًا للغاية.”
نظر الإمبراطور حول القاعة، ثم ألقى بنظره نحو عدد قليل من الضباط رفيعي المستوى الذين كانوا قريبين من العرش. بعد أن ترك لين رووفو منصبه كرئيس للوزراء، لم تتمكن المحكمة من العثور على بديل مناسب في وقت قصير. لذلك، كانت إدارة شؤون الحكومة تعتمد على كبار العلماء والوزراء. كان من المعتاد أن يبقى الإمبراطور لفترة بعد الاجتماعات ويتحدث مع بعض الحاضرين. لكن اليوم، كان ولي العهد والأمير الأكبر في القاعة، وكانا من بين القلائل الذين طُلب منهم البقاء. لم يعتقد المستشارون أن هناك شيئاً غير عادي، فغادروا القاعة بشكل منظم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فهم فان شيان المعنى الكامن وراء كلمات والده وابتسم. ثم خطرت له قضية أخرى، فسأل: “والدي، بعد عودتي إلى القصر، هل سأُسمح بأن يرافقني غاو دا وبقية حراس النمر السبعة؟”
وأثناء مغادرتهم، سمع المستشارون جملة أثارت في قلوبهم حسداً لاذعاً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر جميع المستشارين بالارتياح، إذ اعتقدوا أن الإمبراطور قد اتخذ القرار الصائب. بغض النظر عن علاقتهم بعائلة فان، لم يكن هناك مستشار واحد يرغب في رؤية فان شيان يحصل على لقب بارون في سن صغيرة كهذا. وعلى الرغم من أن بعض المستشارين نظروا إلى الأمر من زوايا مختلفة، إلا أن هذا الشعور العام كان مشتركاً بينهم جميعاً.
“فان شيان، ابقَ أنت أيضاً.”
كان شين تشيوو وفان شيان قد ركعا بالفعل في القاعة، يعبران عن شكرهما العميق للإمبراطور. وبينما كان المستشارون يستمعون إلى الجملة المعتادة: “إذا كانت هناك أمور أخرى تستحق الطرح، فلتُذكر الآن. وإلا، فيمكنكم المغادرة”، أضاف الإمبراطور بلطف: “بعضكم سيبقى.”
ساد الصمت القاعة. الجميع كانوا يعلمون أن عودة المبعوث تتطلب تقديم هدايا كإجراء روتيني، ولهذا لم يكن المستشارون مهتمين كثيراً. لكنهم أصغوا جيداً عند سماع اسم فان شيان.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات