تحت الرمال
بقيت كلمات آرثر الأخيرة تتردد في عقل رين، “جميعنا لا نفهم شيئًا”، وكأنها مفتاح غامض لسر أعمق من الواقع نفسه. كان هناك وزن ثقيل في تلك الكلمات، يضغط على وعي رين، ويمتد كشبح مظلم في خلفية تفكيره. داخله، صرخ بصمت: “نعم، هذا ما كنت أحتاجه… هو مجنون بلا شك!”، لكنه لم يستطع التعبير عن تلك الفوضى التي تدور داخله. تحركت يده بلا وعي، مقلدًا إيماءة بسيطة تجاه الرقيب، كما لو أن عقله قد توقف عن التفاعل بشكل طبيعي مع العالم.
نظرة آرثر التي كانت مليئة بالجدية والغموض تلاشت تدريجيًا، وعادت تلك الابتسامة التي لم تكن تخلو من لمسة مرعبة. ومع كل حركة، بدا آرثر وكأنه يغرق أكثر في دوره، يرسم بيديه في الهواء كأنه يعزف على أوتار غير مرئية. الغرفة كانت مملوءة بالرمال السوداء التي تتحرك بهدوء غريب حولهما، وكأنها كانت تستجيب لنغماته الخفية.
نظرة آرثر التي كانت مليئة بالجدية والغموض تلاشت تدريجيًا، وعادت تلك الابتسامة التي لم تكن تخلو من لمسة مرعبة. ومع كل حركة، بدا آرثر وكأنه يغرق أكثر في دوره، يرسم بيديه في الهواء كأنه يعزف على أوتار غير مرئية. الغرفة كانت مملوءة بالرمال السوداء التي تتحرك بهدوء غريب حولهما، وكأنها كانت تستجيب لنغماته الخفية.
“دعنا ننتهي من هذا، ونعيدك إلى جسدك، أيها الطالب”، نطق آرثر بكلمات تحمل جديّة مقلقة، تزامنت مع حركة يديه. كان الأمر برمته أشبه بطقوس غامضة، تتسلل برودة لا يمكن تفسيرها إلى قلب رين.
رن تساؤل داخلي في ذهنه، “لماذا يرفع يديه هكذا؟ هل يجب على الجميع في هذا العالم أن يتصرفوا بهذه الغرابة؟”. كل شيء حوله بدا غريبًا وغير منطقي. كان الناس يتصرفون بطرق لا يمكن تفسيرها. تذكر رين شخصية ديفيد الثرثار، وتبسم بمزيج من الاستغراب والاحتقار، “أه… يبدو أن هذا العالم مليء بالمجانين. أولاً كان ديفيد الملعون، والآن هذا الرقيب الذي فقد عقله…”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تراجع آرثر قليلاً، وابتسم بخفة، ثم تمتم لنفسه، “هذا الفتى غريب… لكن لا أجد كلمات تصفه.” بينما كان يتابع رين وهو يغرق في الرمال السوداء
لكن، كلما غاص في أفكاره، أحس بأن هنالك شعور غريب يتسلل إليه. تذكر المجموعة التي كان معها، تذكر الدماء والصراخ، تذكر العيون الممتلئة بالخوف قبل أن يقضي عليهم وحش الشموع المشتعلة. المشهد لم يفارقه أبدًا، رؤوسهم التي قُطعت واحدة تلو الأخرى، وكأنها مجرد ألعاب بيد هذا الوحش.
بخطوات بطيئة وثقة غامرة، ظهر الرقيب آرثر في غرفة العمليات، وكأن الرمال التي ابتلعته سابقاً قد لفظته هنا في هذا المكان المظلم والمرتع. كانت أنظاره الباردة تجول في الغرفة، تأخذ كل زاوية بتفاصيلها المريبة.
الذكريات كانت حادة ومؤلمة، لكن لم يكن لديه الوقت لفهم كل شيء. “لماذا أرهق نفسي بالتفكير بهم؟” فكر بحدة، وهو يحاول إبعاد الذكريات المزعجة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com .
في لحظة ضعف، كاد يسأل آرثر عن المجموعة وما إذا كان يعرف ما حدث لهم، لكنه توقف. فكرة السؤال بدت خاطئة، وكأنها قد تجلب معه المزيد من الفوضى والتعقيدات. “لا أريد تعقيدات أخرى… موقفي الحالي يكفيني. أشعر أن رأسي سينفجر”، قال لنفسه.
في ذهن رين، تعاظم التساؤل، “ماذا يقصد بليس عليَّ فعل شيء؟” كانت الكلمات غير مفهومة وتثير الريبة. ومع ذلك، لم يملك الوقت للتفكير بعمق، فحينها، رفع آرثر إصبعه بهدوء في الهواء، وكأنه يضغط على زر مخفي بين طيات الزمن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com .
لم يكن قادرًا على استيعاب كل ما يحدث. الأسئلة تدفقت دون توقف، لكن كان لديه شعور غريب بأن الإجابة لن تكون مريحة، وربما لن تكون آمنة. “الآن، يجب أن أركز فقط على استعادة جسدي… هذا هو ما يهم الآن”، قرر أخيرًا، محاولاً دفن كل الأفكار الأخرى في أعماق عقله، وترك لغموض هذا العالم أن يبقى مغلفًا في ظلاله.
رفع الرقيب آرثر نظره ببطء نحو السقف المرتفع، حيث الظلام يلفه كعباءة تخفي أسرارًا لا نهاية لها، وهمس لنفسه بتلك النبرة الباردة التي تحجب عنها كل مشاعر البشر: “من الأفضل أن تكون تلك الراعية الغريبة قد أنهت المهمة”. لم تكن كلماته مجرد جملة عابرة؛ بل كان لها صدى خاص، وكأنها إشارة إلى كيان آخر غير مرئي، يقبع في الظل.
أحنى رين رأسه قليلاً ليقول بشيء من الامتنان، “شكرًا، أيها السيد آرثر.” لكن في قلبه كان مشوشًا، متسائلًا عن الخطوات التالية في هذا العالم الغريب. تطلع إلى آرثر وأردف بتردد، “هل هناك شيءٌ محدد يجب أن أفعله؟ أعني، لا أعرف الخطوات… أو ماذا يتعين علي فعله.”
ألقى الرقيب آرثر نظرة هادئة عليه، تتخللها بقايا من ذلك الغموض غير المفهوم، وقال، “لا، ليس عليك فعل شيء في الواقع.” ثم بدأ بالتقدم نحو رين بخطوات بطيئة، كأنه يقترب من كشف حجاب سري أمامه.
ثم تنحنح آرثر، مشيراً بإيماءة إلى السرير في الزاوية المعتمة. “هل ترى ذلك الشاب هناك،” قال بصوت خافت، كأنما يريد من كلماته أن تخترق الصمت الغامض الذي يلف المكان.
في ذهن رين، تعاظم التساؤل، “ماذا يقصد بليس عليَّ فعل شيء؟” كانت الكلمات غير مفهومة وتثير الريبة. ومع ذلك، لم يملك الوقت للتفكير بعمق، فحينها، رفع آرثر إصبعه بهدوء في الهواء، وكأنه يضغط على زر مخفي بين طيات الزمن.
لم يكن قادرًا على استيعاب كل ما يحدث. الأسئلة تدفقت دون توقف، لكن كان لديه شعور غريب بأن الإجابة لن تكون مريحة، وربما لن تكون آمنة. “الآن، يجب أن أركز فقط على استعادة جسدي… هذا هو ما يهم الآن”، قرر أخيرًا، محاولاً دفن كل الأفكار الأخرى في أعماق عقله، وترك لغموض هذا العالم أن يبقى مغلفًا في ظلاله.
رن صوت النقر البسيط في الفراغ، وما أن انتهى حتى فقد رين توازنه؛ جسده سقط على الرمال السوداء، التي بدأت بامتصاصه ببطء وكأنها تجذبه إلى أعماقها. كانت الرمال ثقيلة وباردة، تشدّه إلى الأسفل، تاركة في نفسه شعورًا بالعجز المطلق.
تراجع آرثر قليلاً، وابتسم بخفة، ثم تمتم لنفسه، “هذا الفتى غريب… لكن لا أجد كلمات تصفه.” بينما كان يتابع رين وهو يغرق في الرمال السوداء
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الذكريات كانت حادة ومؤلمة، لكن لم يكن لديه الوقت لفهم كل شيء. “لماذا أرهق نفسي بالتفكير بهم؟” فكر بحدة، وهو يحاول إبعاد الذكريات المزعجة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الذكريات كانت حادة ومؤلمة، لكن لم يكن لديه الوقت لفهم كل شيء. “لماذا أرهق نفسي بالتفكير بهم؟” فكر بحدة، وهو يحاول إبعاد الذكريات المزعجة.
رفع الرقيب آرثر نظره ببطء نحو السقف المرتفع، حيث الظلام يلفه كعباءة تخفي أسرارًا لا نهاية لها، وهمس لنفسه بتلك النبرة الباردة التي تحجب عنها كل مشاعر البشر: “من الأفضل أن تكون تلك الراعية الغريبة قد أنهت المهمة”. لم تكن كلماته مجرد جملة عابرة؛ بل كان لها صدى خاص، وكأنها إشارة إلى كيان آخر غير مرئي، يقبع في الظل.
بهدوء اتسم بالكبرياء المعتاد، رفع يديه وبدأ بخلع قفازه الأسود الملطخ بأسرار لا تبوح، ووضعه داخل جيب معطفه الطويل المهيب. كانت حركته تحمل ثقلًا غير مرئي، كما لو أنه يُخلِع أكثر من مجرد قفاز، ربما كان يترك خلفه عبءًا ثقيلًا من الخطايا أو الأسرار المكبوتة.
ألقى الرقيب آرثر نظرة هادئة عليه، تتخللها بقايا من ذلك الغموض غير المفهوم، وقال، “لا، ليس عليك فعل شيء في الواقع.” ثم بدأ بالتقدم نحو رين بخطوات بطيئة، كأنه يقترب من كشف حجاب سري أمامه.
رفع الرقيب آرثر نظره ببطء نحو السقف المرتفع، حيث الظلام يلفه كعباءة تخفي أسرارًا لا نهاية لها، وهمس لنفسه بتلك النبرة الباردة التي تحجب عنها كل مشاعر البشر: “من الأفضل أن تكون تلك الراعية الغريبة قد أنهت المهمة”. لم تكن كلماته مجرد جملة عابرة؛ بل كان لها صدى خاص، وكأنها إشارة إلى كيان آخر غير مرئي، يقبع في الظل.
وفجأة، وكأن الأرض تجاوبت مع إشاراته، بدأت الرمال تحيط به. بدا وكأنها ابتلعت قدميه تدريجيًا، ليتسرب جسمه ببطء في جوفها، مخلفًا وراءه صمتًا مطبقًا، وكأنه لم يكن موجودًا من الأساس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com .
انعكست ملامحه اللامبالية على وجهه، وكأنه قد شهد من قسوة هذا العالم ما جعله غير مكترثٍ بأي أمر كان.
بخطوات بطيئة وثقة غامرة، ظهر الرقيب آرثر في غرفة العمليات، وكأن الرمال التي ابتلعته سابقاً قد لفظته هنا في هذا المكان المظلم والمرتع. كانت أنظاره الباردة تجول في الغرفة، تأخذ كل زاوية بتفاصيلها المريبة.
الإضاءة الكابية المعلقة بسلاسل تصدر أزيزاً ضعيفاً وهي تتأرجح بخفة، متراقصة كأشباح في الغرفة. الأضواء ذات النور الأخضر الباهت ألقت بظلال غير مستقرة على الجدران المتصدعة المتسخة التي غطتها طبقات من الطلاء القديم المتشقق، وكان المكان بأسره يحمل ذكريات آلاف التجارب التي انقلبت إلى كوابيس.
.
.
على الجانب الآخر، تكدست أدوات جراحية تبدو مهترئة ومهملة على الطاولة الجانبية. بعض الأدوات كانت تغمرها بقع دم منسية، تشهد على أعمال غامضة وممارسات بعيدة عن الضوء والعدالة. أما الأرضية فقد ازدحمت ببقع من الدماء المتناثرة، وبعض الجرائد القديمة ممزقة وأجزاء منها ملتفة بالرطوبة الداكنة، ملونة ببصماتها المريبة.
ابتسم آرثر ابتسامة غامضة، تشوبها لمسة من السخرية، كما لو كان يعشق العبث بروح رفيقه الكئيبة. ضحكته كانت مزيجاً من خفة الدم والسخرية، ترددت أصداؤها في أرجاء الغرفة الباردة. “هاهاها، أنت ممتع كعادتك،” قال آرثر، محاولاً استفزاز لمحة من الحياة في ملامح الرجل الجامدة.
تجسدت صورة هذا الشخص، بملامح باردة شاحبة، وكأن الظلام كان جزءًا منه لا يهرب منه بل يتكيف معه. وجهه يحمل ندبات عميقة، تمتد على جانب واحد من وجهه كأنها بقايا صراع مرير، ندوب شوهت الجلد بلطف لكنها لم تخلّف تشوهًا كاملًا؛ بل منحت وجهه مزيجًا من الجاذبية الرهيبة والرعب الصامت. عيناه شبه مطفأتين، تعكسان بريقًا غامضًا بين الحزن والسخرية، كما لو كان يحمل في داخله أسرارًا لا تُقال.
أخذ الرقيب يتفحص السرير البارد في وسط الغرفة، ذلك السرير المعدني الصلب الذي يتسم ببرودته القاتمة، والذي كان جسد رين مسجى عليه، مستلقياً بجمود. كل شيء في الغرفة ينبض بطاقة خافتة، ويعكس ظلال الخوف والرعب.
وقت طويل هاه!
في الظلام الخافت، وقف الرجل ذو الندبة على وجهه بنظرة باردة وتعبيرات جامدة، وكأن الحياة بكل تفاصيلها أصبحت مجرد مشهد مكرر في عينَيه التي فقدت البريق منذ زمن. عينيه كانت مثقلة بالملل، وصوته العميق خرج ببطيء، كأنه يجر الكلمات جراً: “إذاً، آرثر… ما المطلوب؟”
بدت عينا الرقيب تتذوق مشهد الرعب بعينيه، وهو يقترب من رين ببطء. كان يبدو وكأنه يقيم المشهد بلمسة غامضة تقبض من كل حركة، كما لو أنه يستشعر العالم المظلم.
يرتدي بدلة سوداء أنيقة، تعزز من مظهره الغامض، مع ربطة عنق تبدو وكأنها جزء منه. وقفته ثابتة، لا يظهر عليه أي تردد أو خوف، بل على العكس، كان يبدو كأنه منغمس بعمق في هذا المكان المظلم، متمكن من الأجواء الموحشة من حوله، وكأنه سيد الظلام ذاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يمر الكثير من الوقت منذ أن وطئت قدم الرقيب عتبة الغرفة، حتى فتح باب آخر وسط الظلام، باب لم يكن هناك من قبل، أو هكذا بدا الأمر، وكأنه انبثق من العدم أو من أعماق ذاكرة قديمة ضبابية. بدا الباب بطلائه الأبيض الباهت وكأنه قادم من ممرات مستشفى حكومي عتيق، يحمل بين طياته شعورًا بالرتابة والخوف المتأصل في قلب كل من يقترب منه. في أعلاه، كان هناك زجاج دائري متسخ بالكاد يسمح بمرور الضوء، يزيد من غموض الباب ومن ما يمكن أن يكمن خلفه.
في لحظة ضعف، كاد يسأل آرثر عن المجموعة وما إذا كان يعرف ما حدث لهم، لكنه توقف. فكرة السؤال بدت خاطئة، وكأنها قد تجلب معه المزيد من الفوضى والتعقيدات. “لا أريد تعقيدات أخرى… موقفي الحالي يكفيني. أشعر أن رأسي سينفجر”، قال لنفسه.
لم تمض سوى لحظات حين بدأ الباب الأبيض العتيق بالتحرك من الجانب الآخر، مفتوحًا ببطء وكأن من خلفه كان ينتظر اللحظة المناسبة، يحاكي بظهوره هدوءًا غريبًا، يتجسد في الشخص الواقف هناك في الظلام.
بخطوات بطيئة وثقة غامرة، ظهر الرقيب آرثر في غرفة العمليات، وكأن الرمال التي ابتلعته سابقاً قد لفظته هنا في هذا المكان المظلم والمرتع. كانت أنظاره الباردة تجول في الغرفة، تأخذ كل زاوية بتفاصيلها المريبة.
تجسدت صورة هذا الشخص، بملامح باردة شاحبة، وكأن الظلام كان جزءًا منه لا يهرب منه بل يتكيف معه. وجهه يحمل ندبات عميقة، تمتد على جانب واحد من وجهه كأنها بقايا صراع مرير، ندوب شوهت الجلد بلطف لكنها لم تخلّف تشوهًا كاملًا؛ بل منحت وجهه مزيجًا من الجاذبية الرهيبة والرعب الصامت. عيناه شبه مطفأتين، تعكسان بريقًا غامضًا بين الحزن والسخرية، كما لو كان يحمل في داخله أسرارًا لا تُقال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
يرتدي بدلة سوداء أنيقة، تعزز من مظهره الغامض، مع ربطة عنق تبدو وكأنها جزء منه. وقفته ثابتة، لا يظهر عليه أي تردد أو خوف، بل على العكس، كان يبدو كأنه منغمس بعمق في هذا المكان المظلم، متمكن من الأجواء الموحشة من حوله، وكأنه سيد الظلام ذاته.
“دعنا ننتهي من هذا، ونعيدك إلى جسدك، أيها الطالب”، نطق آرثر بكلمات تحمل جديّة مقلقة، تزامنت مع حركة يديه. كان الأمر برمته أشبه بطقوس غامضة، تتسلل برودة لا يمكن تفسيرها إلى قلب رين.
.
في الظلام الخافت، وقف الرجل ذو الندبة على وجهه بنظرة باردة وتعبيرات جامدة، وكأن الحياة بكل تفاصيلها أصبحت مجرد مشهد مكرر في عينَيه التي فقدت البريق منذ زمن. عينيه كانت مثقلة بالملل، وصوته العميق خرج ببطيء، كأنه يجر الكلمات جراً: “إذاً، آرثر… ما المطلوب؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسم آرثر ابتسامة غامضة، تشوبها لمسة من السخرية، كما لو كان يعشق العبث بروح رفيقه الكئيبة. ضحكته كانت مزيجاً من خفة الدم والسخرية، ترددت أصداؤها في أرجاء الغرفة الباردة. “هاهاها، أنت ممتع كعادتك،” قال آرثر، محاولاً استفزاز لمحة من الحياة في ملامح الرجل الجامدة.
.
.
لكن لم تترك ضحكته أثراً سوى في انعكاس ظلال ابتسامة آرثر على جدران الغرفة المظلمة، في حين ظل وجه الرجل دون تغير، ناظراً إليه بتلك البرودة المتبلدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم تنحنح آرثر، مشيراً بإيماءة إلى السرير في الزاوية المعتمة. “هل ترى ذلك الشاب هناك،” قال بصوت خافت، كأنما يريد من كلماته أن تخترق الصمت الغامض الذي يلف المكان.
لم يكن قادرًا على استيعاب كل ما يحدث. الأسئلة تدفقت دون توقف، لكن كان لديه شعور غريب بأن الإجابة لن تكون مريحة، وربما لن تكون آمنة. “الآن، يجب أن أركز فقط على استعادة جسدي… هذا هو ما يهم الآن”، قرر أخيرًا، محاولاً دفن كل الأفكار الأخرى في أعماق عقله، وترك لغموض هذا العالم أن يبقى مغلفًا في ظلاله.
نظر الرجل بتكاسل نحو السرير الذي أشار إليه آرثر، ليتبدى أمامه جسد الشاب النائم كهيئة باهتة في الظلام. عيناه المرتخيتان تجولتا ببطء، كما لو كان ينظر إلى فراغ، قبل أن يعود بنظرته الباردة وغير المبالية إلى آرثر، قائلاً بسخرية جافة، “لا، أنا أرى جرذاً ضخماً هناك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انعكست ملامحه اللامبالية على وجهه، وكأنه قد شهد من قسوة هذا العالم ما جعله غير مكترثٍ بأي أمر كان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
.
نظرة آرثر التي كانت مليئة بالجدية والغموض تلاشت تدريجيًا، وعادت تلك الابتسامة التي لم تكن تخلو من لمسة مرعبة. ومع كل حركة، بدا آرثر وكأنه يغرق أكثر في دوره، يرسم بيديه في الهواء كأنه يعزف على أوتار غير مرئية. الغرفة كانت مملوءة بالرمال السوداء التي تتحرك بهدوء غريب حولهما، وكأنها كانت تستجيب لنغماته الخفية.
وفجأة، وكأن الأرض تجاوبت مع إشاراته، بدأت الرمال تحيط به. بدا وكأنها ابتلعت قدميه تدريجيًا، ليتسرب جسمه ببطء في جوفها، مخلفًا وراءه صمتًا مطبقًا، وكأنه لم يكن موجودًا من الأساس.
انعكست ملامحه اللامبالية على وجهه، وكأنه قد شهد من قسوة هذا العالم ما جعله غير مكترثٍ بأي أمر كان.
.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
.
الإضاءة الكابية المعلقة بسلاسل تصدر أزيزاً ضعيفاً وهي تتأرجح بخفة، متراقصة كأشباح في الغرفة. الأضواء ذات النور الأخضر الباهت ألقت بظلال غير مستقرة على الجدران المتصدعة المتسخة التي غطتها طبقات من الطلاء القديم المتشقق، وكان المكان بأسره يحمل ذكريات آلاف التجارب التي انقلبت إلى كوابيس.
.
لكن لم تترك ضحكته أثراً سوى في انعكاس ظلال ابتسامة آرثر على جدران الغرفة المظلمة، في حين ظل وجه الرجل دون تغير، ناظراً إليه بتلك البرودة المتبلدة.
.
.
.
.
بهدوء اتسم بالكبرياء المعتاد، رفع يديه وبدأ بخلع قفازه الأسود الملطخ بأسرار لا تبوح، ووضعه داخل جيب معطفه الطويل المهيب. كانت حركته تحمل ثقلًا غير مرئي، كما لو أنه يُخلِع أكثر من مجرد قفاز، ربما كان يترك خلفه عبءًا ثقيلًا من الخطايا أو الأسرار المكبوتة.
.
.
وقت طويل هاه!
وقت طويل هاه!
رن تساؤل داخلي في ذهنه، “لماذا يرفع يديه هكذا؟ هل يجب على الجميع في هذا العالم أن يتصرفوا بهذه الغرابة؟”. كل شيء حوله بدا غريبًا وغير منطقي. كان الناس يتصرفون بطرق لا يمكن تفسيرها. تذكر رين شخصية ديفيد الثرثار، وتبسم بمزيج من الاستغراب والاحتقار، “أه… يبدو أن هذا العالم مليء بالمجانين. أولاً كان ديفيد الملعون، والآن هذا الرقيب الذي فقد عقله…”.
.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات