الجامعة
فتحت عيني ببطء على ضوء الصباح الشاحب الذي اخترق الستائر البالية، يغمر الغرفة بتوهج باهت كئيب. شهيق عميق، ثم تثاؤبت بصوت خافت، ومددت جسدي على السرير الناعم تحتي، وكأنني أحاول استيعاب هذا الشعور الغريب. كانت هذه أول ليلة أقضيها في هذا المكان الجديد، رغم كل شيء، نمت بعمق لم أتوقعه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أخذت ألتفت إلى أنحاء الغرفة بتكاسل؛ شابان ما زالا يغرقان في النوم، وأما الآخر ذو الشعر الأشقر، فقد استيقظ قبلي وخرج بالفعل. فكرت قليلًا في الأمر، ثم هززت كتفي بلا مبالاة – لا أعتقد أنني بحاجة للهرب من أحد.
أوه، نعم. هذا هو العالم الجديد الذي أصبح جزءًا منه، الجامعة، ذلك المكان الذي لم أكن أظن أنني سأدخله. لم أكمل حتى تعليمي الثانوي، وها أنا هنا. ربما يكون مضحكًا لآخرين، لكن بالنسبة لي… فالأمر له طعم غريب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجبته بابتسامة خفيفة، “نومًا هنيئًا إذن.” ثم توجهت بنظري نحو السرير المقابل لي. هناك، رأيت الشاب الآخر يجلس ببطء، يمرر يده على وجهه ويبدو أنه يحاول جمع تركيزه بعد أن استيقظ للتو. عندما رفع رأسه أخيراً، ابتسم لي، وكأنه يعبر عن تحية صباحية غير مباشرة.
وجه نظره نحو الأعلى إلى الشاب النائم فوقي، وأطلق نداءً بلهجة مستاءة نوعاً ما، “هاي، هارونلد! استيقظ، سنتأخر عن المحاضرة.”
ببطء، نهضت من السرير وارتديت النعال الجلدي البالي، الذي بالكاد يبدو مناسبًا، إذ يبدو كأنه مر على أقدام لا حصر لها قبلي. تقدمت بخطوات هادئة نحو الباب الخشبي القديم. خشيت أن أصدر صوتًا يوقظ الشابين؛ لا أريد أسئلة ولا حوارات معقدة هذا الصباح، خاصةً أنني حتى الآن لا أعرف أسمائهما، رغم أننا شركاء سكن.
غصت في أفكاري، مستعرضاً شذرات من الأحداث التي جرت، حتى شعرت فجأة بحركة طفيفة فوق سريري، نظرت لأعلى لأجد أحد الشابين قد بدأ يتحرك، بدا أنه استيقظ لتوه. لم أستطع نسيان الشعور الغريب بالخوف الذي يلتف حولي مثل ضباب لا يريد أن يتبدد، ولذلك حاولت أن أتكلم بنبرة طبيعية، راغباً في كسر هذا الصمت الغريب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجبته بابتسامة خفيفة، “نومًا هنيئًا إذن.” ثم توجهت بنظري نحو السرير المقابل لي. هناك، رأيت الشاب الآخر يجلس ببطء، يمرر يده على وجهه ويبدو أنه يحاول جمع تركيزه بعد أن استيقظ للتو. عندما رفع رأسه أخيراً، ابتسم لي، وكأنه يعبر عن تحية صباحية غير مباشرة.
دفعت الباب برفق خلفي، مستنشقًا هواء الرواق الموحش؛ كانت الأرضية الخشبية تصدر صريرًا تحت قدمي، والجدران المتهالكة تحمل علامات الزمن بوضوح، وكأنها تروي قصة منسية عن عصور مضت. حسب ذاكرتي، الحمام في نهاية الرواق، لذلك خطوت نحو هدف الصباح البسيط بخطوات متكاسلة، أتساءل عن الوقت، متسائلًا إن كان هنالك أي ساعة بالجوار، أو ربما كانت هناك ساعة في الغرفة لكنني لم ألحظها.
سُمع صوت متثائب متذمر من الأعلى، “مهلاً، مهلاً… اتركني أنام قليلاً، أنا متعب يا كاسبر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجبته بابتسامة خفيفة، “نومًا هنيئًا إذن.” ثم توجهت بنظري نحو السرير المقابل لي. هناك، رأيت الشاب الآخر يجلس ببطء، يمرر يده على وجهه ويبدو أنه يحاول جمع تركيزه بعد أن استيقظ للتو. عندما رفع رأسه أخيراً، ابتسم لي، وكأنه يعبر عن تحية صباحية غير مباشرة.
وأثناء تقدمي، مررت بجانب غرفة تحمل الرقم “16”، وبالكاد سمعت همسًا من الداخل: “هاي، ماركوس، لا يمكننا إخفاء الأمر أكثر، يجب علينا…” قبل أن أبتعد عن الباب مسرعًا، مفضلًا ألا أسمع المزيد. لست شخصًا يتجسس، ولكن… هممم لايهم.
وجه نظره نحو الأعلى إلى الشاب النائم فوقي، وأطلق نداءً بلهجة مستاءة نوعاً ما، “هاي، هارونلد! استيقظ، سنتأخر عن المحاضرة.”
وصلت أخيرًا إلى باب الحمام، دفعت الباب بخفة، لأقابل بسيل من الروائح الكريهة المنبعثة من الداخل، وكأن هذا المكان نُسي تمامًا من العناية والتنظيف. تقدمت ببطء، ناظرًا نحو الأضواء الباهتة في السقف، تتراقص وكأنها على وشك الانطفاء في أي لحظة. هذا المكان يحتاج صيانة حقًا؛ الجدران مشققة، وهناك بقع غامضة على البلاط القديم، تزيد من رهبة الأجواء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت تلك الآثار… مشاهد متداخلة، لم أعد أفهمها بشكل كامل. أظن أنني مررت بتجارب غريبة قبل أن أصل هنا. ربما أنا حقًا جزء من هذا المكان، رغم أن كل شيء يبدو وكأنه من عصر آخر؛ من زمنٍ منسي، يعج بالقصص والألغاز التي لم أكتشفها بعد.
لم آتِ لقضاء حاجتي هنا، بل تقدمت نحو حوض الغسيل البارد، حيث كان هناك طالبان يقفان أمامي، يغسلان أيديهما بصمت، وجوههم بلا تعبيرات تُذكر، وكأنهما اعتادا على هذا الإهمال والرائحة الكريهة.
تبادلنا بضع كلمات بسيطة، لكن كانت تلك الدقائق تحمل أماناً غريباً وسط الفوضى التي شعرت بها.
لم أكترث، وفتحت صنبور الماء بهدوء، لكن فجأة، اندفع الماء بقوة مباغتة، وكاد يرتطم بوجهي، فقمت بسحب رأسي للخلف سريعًا، لأطلق لعنة خافتة بلا وعي. مرت لحظة قصيرة من الفوضى، ثم هدأ الصنبور أخيرًا.
ببطء، نهضت من السرير وارتديت النعال الجلدي البالي، الذي بالكاد يبدو مناسبًا، إذ يبدو كأنه مر على أقدام لا حصر لها قبلي. تقدمت بخطوات هادئة نحو الباب الخشبي القديم. خشيت أن أصدر صوتًا يوقظ الشابين؛ لا أريد أسئلة ولا حوارات معقدة هذا الصباح، خاصةً أنني حتى الآن لا أعرف أسمائهما، رغم أننا شركاء سكن.
غسلت وجهي على عجل، بحثت عن الصابون والمنشفة، لكن كما توقعت، لم أجد شيئًا سوى بقايا صابون قديم متعفن، ومنشفة ممزقة على حافة الحوض. لم يكن هناك خيار؛ اكتفيت بالماء البارد وغسلت وجهي، ثم رفعت رأسي ببطء ونظرت إلى المرآة المتشققة أمامي. لم أرَ فقط انعكاس وجهي، بل رأيت انعكاسات لأحداث ماضية، ذكرياتٍ متشابكة مرّت أمامي كطيف يطاردني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت تلك الآثار… مشاهد متداخلة، لم أعد أفهمها بشكل كامل. أظن أنني مررت بتجارب غريبة قبل أن أصل هنا. ربما أنا حقًا جزء من هذا المكان، رغم أن كل شيء يبدو وكأنه من عصر آخر؛ من زمنٍ منسي، يعج بالقصص والألغاز التي لم أكتشفها بعد.
لكن لم أتمكن من تجاهل الأمر تماماً. مضيت نحو غرفتي، لكن حين التفتت مرة أخرى، رأيت نفس المشهد؛ ثلاثة أشخاص بنفس الوضعية، وجوههم محجوبة وظهورهم فقط مرئية. شعرت بأن الأمر لم يعد مجرد مزحة عادية، بل تحول إلى شيء مرعب. هل يحاولون إخافتي عمداً، أم أنني أتوهم؟
لم أكترث حقاً أينما كنت. لم يتغير في الأمر شيء؛ لازلت ذلك الخاسر الفاشل الذي لم يحقق شيئاً يذكر في حياته. فكرة الانضمام إلى الفريق كانت أفضل شيء حدث لي، كانت مغامرة تحمل في طياتها معنى الحياة، بل كانت الأيام التي شعرت فيها أنني على قيد الحياة فعلاً. لكن الآن؟ لا شيء سوى فراغ ينمو بداخلي.
التفت بشكل عفوي نحو الخلف. هناك، في نهاية الرواق، رأيت ثلاثة شباب يقفون بظهرهم نحوي. كان مشهدهم غير طبيعي، كأنهم تجمدوا في المكان بطريقة مريبة، ظهورهم موجهة نحوي، دون أي حركة تذكر. شعرت بوخزة من القلق، لكني تجاهلت الأمر، معتقداً أن الأمر ربما مزحة سخيفة. قلت في نفسي، إنهم لا يعرفونني بعد؛ هذه المقالب لن تؤثر بي.
“هاي، هل استيقظت؟” قلت بصوت خافت، محاولاً أن لا أبدو مضطرباً.
نظرت نحو المرآة المكسورة، اكتشفت أن الطالبين بجواري قد غادرا، وتركا لي انعكاسي وحدي. وقفت أمام المرآة أبتسم بسخرية، كأنني أضحك على نفسي. ههه، هنا أو هناك، لا يهم؛ كل ما أريده الآن هو أن أبتعد عن المشاكل. اكتفيت منها بما يكفي لحياتين.
نظرت حولي في أرجاء الغرفة، باحثاً عن أي مصدر للماء، لكن لا شيء هنا سوى فوضى الملابس المتناثرة كأطياف مهملة في زوايا الغرفة. رغم أن الغرفة كانت تبدو جيدة إلى حد ما، إلا أنها كانت أشبه بساحة صغيرة من الفوضى، تشبه انعكاساً عشوائياً لشخصيات هؤلاء الشبان الذين يبدو أنهم لا يعيرون أي اهتمام للنظام أو النظافة. فكرت في نفسي، ما الذي يفعله هؤلاء الشبان هنا؟ إنهم في سن كبيرة بما يكفي ليحافظوا على بعض النظام، لكن الوضع يبدو عكس ذلك تماماً.
اتجهت بخطوات بطيئة نحو الباب للخروج، وفجأة لفتت انتباهي نقوش غريبة على سطحه. كانت كلمات منقوشة بطريقة بدائية، كلمات لا أذكر أنني رأيتها من قبل، ومع ذلك استطعت قراءتها وكأنها لغة أتقنها بالفطرة. النقش كان كالتالي: “إن عيونه بكل مكان”، وأسفلها مباشرة، كُتبت عبارة أخرى: “هذا مكانه المفضل”.
شعرت بالغرابة، لكنني لم أعطِ الأمر اهتماماً كبيراً. بدا لي أن تلك العبارات قد تكون مجرد حيلة للتخويف، ربما تركها شخص سابق هنا ليبث في المكان بعض الرهبة. أطلقت زفرة صغيرة ودفعت الباب، خارجةً إلى الرواق. كان الرواق فارغاً تماماً، أجواؤه ثقيلة، والسكون يلفه كستار من الغموض. صدى خطواتي بدا كأنه يتردد من بعيد، ومع كل خطوة أشعر بقشعريرة خافتة تتسلل عبر جسدي.
نظرت خلفي مجدداً، ولكن هذه المرة… كانوا قد اختفوا. لم أسمع أي صوت، لا خطوات، لا أبواب تُفتح أو تُغلق، كأنهم تبخروا في الهواء. شعرت بتسارع نبضات قلبي، كان هناك شيء غامض يحدث ولا أستطيع تفسيره. حاولت أن أحتفظ بتعبير بارد وغير مبالٍ، لكن في أعماقي كنت مملوءاً بالخوف، شعور ثقيل يخنقني.
استمررت في التقدم، متجهًا نحو غرفتي. كان كل شيء حولي ساكناً وكأن العالم اختفى وبقيت وحدي في هذا الممر الموحش. تساءلت في نفسي، هل ذهب الجميع إلى دروسهم بالفعل؟ هذا الصمت يبدو غريباً، حتى في أوقات الصباح.
التفت بشكل عفوي نحو الخلف. هناك، في نهاية الرواق، رأيت ثلاثة شباب يقفون بظهرهم نحوي. كان مشهدهم غير طبيعي، كأنهم تجمدوا في المكان بطريقة مريبة، ظهورهم موجهة نحوي، دون أي حركة تذكر. شعرت بوخزة من القلق، لكني تجاهلت الأمر، معتقداً أن الأمر ربما مزحة سخيفة. قلت في نفسي، إنهم لا يعرفونني بعد؛ هذه المقالب لن تؤثر بي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن لم أتمكن من تجاهل الأمر تماماً. مضيت نحو غرفتي، لكن حين التفتت مرة أخرى، رأيت نفس المشهد؛ ثلاثة أشخاص بنفس الوضعية، وجوههم محجوبة وظهورهم فقط مرئية. شعرت بأن الأمر لم يعد مجرد مزحة عادية، بل تحول إلى شيء مرعب. هل يحاولون إخافتي عمداً، أم أنني أتوهم؟
سُمع صوت متثائب متذمر من الأعلى، “مهلاً، مهلاً… اتركني أنام قليلاً، أنا متعب يا كاسبر.”
نظرت خلفي مجدداً، ولكن هذه المرة… كانوا قد اختفوا. لم أسمع أي صوت، لا خطوات، لا أبواب تُفتح أو تُغلق، كأنهم تبخروا في الهواء. شعرت بتسارع نبضات قلبي، كان هناك شيء غامض يحدث ولا أستطيع تفسيره. حاولت أن أحتفظ بتعبير بارد وغير مبالٍ، لكن في أعماقي كنت مملوءاً بالخوف، شعور ثقيل يخنقني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم أفهم ما يحدث، شعرت كأن الرعب قد تسلل إلى عروقي، مسيطراً على كل جزء من جسدي. وبخطوات مرتجفة، هرعت نحو باب غرفتي رقم “09”. لم أعد أهتم بالهدوء أو بإيقاظ الشابين النائمين في الداخل؛ كنت بحاجة ماسة للشعور بالأمان، ولو كان ذلك شعوراً زائفاً داخل غرفة ضيقة.
عدت ألتفت للأمام، ومجدداً، ظهر الثلاثة أمامي، واقفين في نفس الوضعية الباردة، كما لو كانوا يطاردونني. ثم، كأنهم أشباح، اختفوا ثانيةً، تاركينني وحيداً في هذا الرواق الملعون.
سُمع صوت متثائب متذمر من الأعلى، “مهلاً، مهلاً… اتركني أنام قليلاً، أنا متعب يا كاسبر.”
غسلت وجهي على عجل، بحثت عن الصابون والمنشفة، لكن كما توقعت، لم أجد شيئًا سوى بقايا صابون قديم متعفن، ومنشفة ممزقة على حافة الحوض. لم يكن هناك خيار؛ اكتفيت بالماء البارد وغسلت وجهي، ثم رفعت رأسي ببطء ونظرت إلى المرآة المتشققة أمامي. لم أرَ فقط انعكاس وجهي، بل رأيت انعكاسات لأحداث ماضية، ذكرياتٍ متشابكة مرّت أمامي كطيف يطاردني.
لم أفهم ما يحدث، شعرت كأن الرعب قد تسلل إلى عروقي، مسيطراً على كل جزء من جسدي. وبخطوات مرتجفة، هرعت نحو باب غرفتي رقم “09”. لم أعد أهتم بالهدوء أو بإيقاظ الشابين النائمين في الداخل؛ كنت بحاجة ماسة للشعور بالأمان، ولو كان ذلك شعوراً زائفاً داخل غرفة ضيقة.
بمجرد وصولي للباب، فتحته بسرعة ودخلت، أغلقت الباب خلفي بقوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وأثناء تقدمي، مررت بجانب غرفة تحمل الرقم “16”، وبالكاد سمعت همسًا من الداخل: “هاي، ماركوس، لا يمكننا إخفاء الأمر أكثر، يجب علينا…” قبل أن أبتعد عن الباب مسرعًا، مفضلًا ألا أسمع المزيد. لست شخصًا يتجسس، ولكن… هممم لايهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجبته بابتسامة خفيفة، “نومًا هنيئًا إذن.” ثم توجهت بنظري نحو السرير المقابل لي. هناك، رأيت الشاب الآخر يجلس ببطء، يمرر يده على وجهه ويبدو أنه يحاول جمع تركيزه بعد أن استيقظ للتو. عندما رفع رأسه أخيراً، ابتسم لي، وكأنه يعبر عن تحية صباحية غير مباشرة.
بمجرد أن دخلت الغرفة، وجدت أن الشابين لا يزالان يغوصان في نوم عميق. انبعثت في داخلي راحة لمجرد رؤيتهما هنا؛ وجود آخرين حولي، حتى لو كانوا نائمين، أعطاني شعوراً بسيطاً بالأمان في هذا العالم الغريب الذي لا أملك أي إجابات حوله. جلست بهدوء على حافة السرير، محاولاً استعادة توازني وضبط ضربات قلبي التي كانت لا تزال تتسارع. شعرت بجفاف حاد في حلقي، وكأن الرعب الذي تملكني في الرواق قد امتص آخر قطرة من الهدوء والراحة.
نظرت حولي في أرجاء الغرفة، باحثاً عن أي مصدر للماء، لكن لا شيء هنا سوى فوضى الملابس المتناثرة كأطياف مهملة في زوايا الغرفة. رغم أن الغرفة كانت تبدو جيدة إلى حد ما، إلا أنها كانت أشبه بساحة صغيرة من الفوضى، تشبه انعكاساً عشوائياً لشخصيات هؤلاء الشبان الذين يبدو أنهم لا يعيرون أي اهتمام للنظام أو النظافة. فكرت في نفسي، ما الذي يفعله هؤلاء الشبان هنا؟ إنهم في سن كبيرة بما يكفي ليحافظوا على بعض النظام، لكن الوضع يبدو عكس ذلك تماماً.
غصت في أفكاري، مستعرضاً شذرات من الأحداث التي جرت، حتى شعرت فجأة بحركة طفيفة فوق سريري، نظرت لأعلى لأجد أحد الشابين قد بدأ يتحرك، بدا أنه استيقظ لتوه. لم أستطع نسيان الشعور الغريب بالخوف الذي يلتف حولي مثل ضباب لا يريد أن يتبدد، ولذلك حاولت أن أتكلم بنبرة طبيعية، راغباً في كسر هذا الصمت الغريب.
“هاي، هل استيقظت؟” قلت بصوت خافت، محاولاً أن لا أبدو مضطرباً.
“هاي، هل استيقظت؟” قلت بصوت خافت، محاولاً أن لا أبدو مضطرباً.
لم أكترث حقاً أينما كنت. لم يتغير في الأمر شيء؛ لازلت ذلك الخاسر الفاشل الذي لم يحقق شيئاً يذكر في حياته. فكرة الانضمام إلى الفريق كانت أفضل شيء حدث لي، كانت مغامرة تحمل في طياتها معنى الحياة، بل كانت الأيام التي شعرت فيها أنني على قيد الحياة فعلاً. لكن الآن؟ لا شيء سوى فراغ ينمو بداخلي.
وجه نظره نحو الأعلى إلى الشاب النائم فوقي، وأطلق نداءً بلهجة مستاءة نوعاً ما، “هاي، هارونلد! استيقظ، سنتأخر عن المحاضرة.”
رد علي الشاب بتثاقل، وهو لا يزال نصف نائم، “ربما… ربما فتحت عيني خطأً… سأعود للنوم، أنا متعب جداً.” بدا صوته مثقلاً، وكأنه يقاوم النوم على مضض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحكت بخفوت حين عرفت أخيراً اسمي هذين الشابين الكسولين اللذين يشاركانني الغرفة. كاسبر وهارونلد، أسماء تحمل طابعاً مألوفاً، مما زاد من شعوري بالارتباط اللحظي بهذا المكان، وكأنني جزء من حياتهم اليومية.
لم أكترث حقاً أينما كنت. لم يتغير في الأمر شيء؛ لازلت ذلك الخاسر الفاشل الذي لم يحقق شيئاً يذكر في حياته. فكرة الانضمام إلى الفريق كانت أفضل شيء حدث لي، كانت مغامرة تحمل في طياتها معنى الحياة، بل كانت الأيام التي شعرت فيها أنني على قيد الحياة فعلاً. لكن الآن؟ لا شيء سوى فراغ ينمو بداخلي.
أجبته بابتسامة خفيفة، “نومًا هنيئًا إذن.” ثم توجهت بنظري نحو السرير المقابل لي. هناك، رأيت الشاب الآخر يجلس ببطء، يمرر يده على وجهه ويبدو أنه يحاول جمع تركيزه بعد أن استيقظ للتو. عندما رفع رأسه أخيراً، ابتسم لي، وكأنه يعبر عن تحية صباحية غير مباشرة.
سُمع صوت متثائب متذمر من الأعلى، “مهلاً، مهلاً… اتركني أنام قليلاً، أنا متعب يا كاسبر.”
“أهلاً، ثيودور. استيقظت بالفعل؟” قال الشاب بنبرة دافئة، صوته يحمل شيئاً من الهدوء وكأنه معتاد على هذا الروتين الصباحي الفوضوي.
نظرت نحو المرآة المكسورة، اكتشفت أن الطالبين بجواري قد غادرا، وتركا لي انعكاسي وحدي. وقفت أمام المرآة أبتسم بسخرية، كأنني أضحك على نفسي. ههه، هنا أو هناك، لا يهم؛ كل ما أريده الآن هو أن أبتعد عن المشاكل. اكتفيت منها بما يكفي لحياتين.
ابتسمت بدوري، “أوه، صباح الخير. نعم، استيقظت قبل دقائق قليلة فقط.” كان شعور الغربة لا يزال يطغى عليّ، لكن هذه اللحظة البسيطة بيننا خففت من وطأة الرهبة قليلاً.
لم آتِ لقضاء حاجتي هنا، بل تقدمت نحو حوض الغسيل البارد، حيث كان هناك طالبان يقفان أمامي، يغسلان أيديهما بصمت، وجوههم بلا تعبيرات تُذكر، وكأنهما اعتادا على هذا الإهمال والرائحة الكريهة.
وجه نظره نحو الأعلى إلى الشاب النائم فوقي، وأطلق نداءً بلهجة مستاءة نوعاً ما، “هاي، هارونلد! استيقظ، سنتأخر عن المحاضرة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجبته بابتسامة خفيفة، “نومًا هنيئًا إذن.” ثم توجهت بنظري نحو السرير المقابل لي. هناك، رأيت الشاب الآخر يجلس ببطء، يمرر يده على وجهه ويبدو أنه يحاول جمع تركيزه بعد أن استيقظ للتو. عندما رفع رأسه أخيراً، ابتسم لي، وكأنه يعبر عن تحية صباحية غير مباشرة.
وجه نظره نحو الأعلى إلى الشاب النائم فوقي، وأطلق نداءً بلهجة مستاءة نوعاً ما، “هاي، هارونلد! استيقظ، سنتأخر عن المحاضرة.”
سُمع صوت متثائب متذمر من الأعلى، “مهلاً، مهلاً… اتركني أنام قليلاً، أنا متعب يا كاسبر.”
ضحكت بخفوت حين عرفت أخيراً اسمي هذين الشابين الكسولين اللذين يشاركانني الغرفة. كاسبر وهارونلد، أسماء تحمل طابعاً مألوفاً، مما زاد من شعوري بالارتباط اللحظي بهذا المكان، وكأنني جزء من حياتهم اليومية.
تبادلنا بضع كلمات بسيطة، لكن كانت تلك الدقائق تحمل أماناً غريباً وسط الفوضى التي شعرت بها.
لم أكترث، وفتحت صنبور الماء بهدوء، لكن فجأة، اندفع الماء بقوة مباغتة، وكاد يرتطم بوجهي، فقمت بسحب رأسي للخلف سريعًا، لأطلق لعنة خافتة بلا وعي. مرت لحظة قصيرة من الفوضى، ثم هدأ الصنبور أخيرًا.
ببطء، نهضت من السرير وارتديت النعال الجلدي البالي، الذي بالكاد يبدو مناسبًا، إذ يبدو كأنه مر على أقدام لا حصر لها قبلي. تقدمت بخطوات هادئة نحو الباب الخشبي القديم. خشيت أن أصدر صوتًا يوقظ الشابين؛ لا أريد أسئلة ولا حوارات معقدة هذا الصباح، خاصةً أنني حتى الآن لا أعرف أسمائهما، رغم أننا شركاء سكن.
أوه، نعم. هذا هو العالم الجديد الذي أصبح جزءًا منه، الجامعة، ذلك المكان الذي لم أكن أظن أنني سأدخله. لم أكمل حتى تعليمي الثانوي، وها أنا هنا. ربما يكون مضحكًا لآخرين، لكن بالنسبة لي… فالأمر له طعم غريب.
غصت في أفكاري، مستعرضاً شذرات من الأحداث التي جرت، حتى شعرت فجأة بحركة طفيفة فوق سريري، نظرت لأعلى لأجد أحد الشابين قد بدأ يتحرك، بدا أنه استيقظ لتوه. لم أستطع نسيان الشعور الغريب بالخوف الذي يلتف حولي مثل ضباب لا يريد أن يتبدد، ولذلك حاولت أن أتكلم بنبرة طبيعية، راغباً في كسر هذا الصمت الغريب.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات