إلياس يوكليف
ألقيت نظرة سريعة على الوجوه من حولي، تلك الوجوه المتحمسة والمتعطشة للدراما، أعينهم تتوهج بشيء من التشفي والانتظار؛ فالجميع هنا يتوقون لمشاهدة عرض مجاني، شجار يخلخل رتابة يومهم. استقرت عيناي مجددًا على الشاب العضلي الواقف أمامي، عينيه ملتهبتان، وملامحه توحي بكبرياء زائف يغلف هشاشة داخلية، مزيج من الوقاحة والغرور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “مرحبًا، لي الشرف يا صديقي. أنا ثيودور.”
رددت المصافحة بسرعة، محاولًا أن أبدو طبيعيًا قدر الإمكان، وقلت بابتسامة خفيفة:
لم أكن أرغب في مشاكل. لطالما حاولت تجنبها، ورغم ذلك، بدت وكأنها تلاحقني بلا هوادة، كأنها لعنة مرسومة على جبيني. قدر ملعون، قلت في سري. لكن هذا لا يعني أنني أخشاها؛ كان هناك وقت في الماضي عندما كانت المعارك تستهويني، كانت تملؤني بالحماس، وكأنني أستمد الحياة من تلك اللحظات المشحونة. لكن مع مرور الزمن، بدأت أشعر بالضيق من تفاهتها، من الضجيج الذي يجلبونه إلى عالمي. اليوم، قررت أن الوقت قد حان لتلقين هؤلاء الفتيان درسًا في احترام الآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما هممت بالحديث إليه، قطعت كلماتي خطوات سريعة قادمة من جانبي. كان صوت الركض واضحًا، نبضات ثاقبة تكاد تكشف عن نية غير مرحب بها. رفعت رأسي قليلاً، بحثت بنظري بين الحشد المتفرق حتى لمحته — مجموعة من الرجال يرتدون بدلات سوداء، قبعاتهم العريضة تظلل وجوههم بلمسة غامضة، يحملون في أيديهم أدوات غريبة، كأنها مزيج بين أجهزة اتصال وأشياء معدنية لم أستطع تحديدها من النظرة الأولى.
نظرت إليه ببرود، بتمعن، عينيّ تكشفان له عن ثقة غير متزعزعة، ثم قلت بصوت هادئ ولكنه مستفز: “التحدث بكلمات قوية لا يجعلك قويًا، يا صديقي.”
رأيت لمحة من الارتباك على وجهه، لكن سرعان ما ابتسم ابتسامة شرسة؛ لقد فهم أنها دعوة غير مباشرة للقتال. استعد لإلقاء لكمة، وحرك جسده الكبير بخفة غير متوقعة، يداه القويتان تتقدم نحو وجهي كعاصفة خاطفة. لكنني استطعت قراءة حركته كصفحة مفتوحة، رأيت قبضته تتجه نحوي، وفهمت مسارها كأنها موجة يمكنني تسخيرها.
لكنني لا أعرف اسم عائلة هذا الجسد الذي أحتله. أي خطأ في هذا يمكن أن يكشف أمري، وأنا لست في وضع يسمح لي بالمجازفة. تمالكت نفسي بسرعة، ورددت بابتسامة مترددة:
بهدوء ثابت، رفعت يدي ودفعتها على مرفقه بقوة دقيقة، محكمًا السيطرة على اتجاه ضربته. انحرفت قبضته عبر الهواء دون أن تلمسني، وجعلته يلكم الفراغ. ترددت صرخات الهتاف والدهشة من الجمهور المحيط، كأنهم يحيون عودة بطل قديم إلى ساحة القتال. نعم… كانت هناك أيام خلت، حين كان هذا النوع من المواجهات جزءًا من يومي المعتاد.
صرخ الشاب أمامي بغضب مكبوت: “أيها الوغد!” واندفع نحوي مرة أخرى، كأنه يريد بكل عزمه أن يثبت نفسه. لكنه لم يكن سوى كائن أخرق، قوي البنية، نعم، ولكن مفتقد للبراعة. تقدمت نحوه بخفة، ممسكًا بياقته بإحكام، ثم انحنيت وطبقت عليه حركة شد معروفة، رفعت جسده فوق كتفي في لحظة خاطفة، وبدفعة قاسية، ألقيته أرضًا.
لم أكن أرغب في مشاكل. لطالما حاولت تجنبها، ورغم ذلك، بدت وكأنها تلاحقني بلا هوادة، كأنها لعنة مرسومة على جبيني. قدر ملعون، قلت في سري. لكن هذا لا يعني أنني أخشاها؛ كان هناك وقت في الماضي عندما كانت المعارك تستهويني، كانت تملؤني بالحماس، وكأنني أستمد الحياة من تلك اللحظات المشحونة. لكن مع مرور الزمن، بدأت أشعر بالضيق من تفاهتها، من الضجيج الذي يجلبونه إلى عالمي. اليوم، قررت أن الوقت قد حان لتلقين هؤلاء الفتيان درسًا في احترام الآخرين.
سقط بجسده الثقيل على الأرض بقوة جعلتها تهتز تحته، والغبار يتطاير حوله كأنها دوامة صغيرة من العنفوان الذي تحطم بلحظة. ابتسمت وأنا أنظر إليه، شعور بالفخر القديم عاد يملأ صدري؛ لقد مر وقت طويل منذ أن شعرت بهذا الإحساس.
لكن ما أن قلت اسمي حتى توقفت للحظة، وعيناه تضيّقتا قليلًا كأنه لاحظ شيئًا غريبًا. لم يكن هذا كافيًا لإثارة الانتباه، لكن كلماته التالية جعلتني أدرك المشكلة:
نظرت حولي نحو أصدقائه الثلاثة، كانوا يتقدمون نحوي بخطوات مترددة، تملأ عيونهم نظرات الحذر والغضب. رفعت يدي وفرقعت أصابعي، صوت الفرقعة كان كجرس إنذار مهيب، وألقيت حقيبتي في الهواء قبل أن أندفع نحوهم بكل ما لدي من سرعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وصلت إلى الأول قبل أن يلتقط أنفاسه، ووجهت ضربة مباشرة بقدمي إلى وجهه، جعلته يتراجع متعثرًا، صدى الضربة يرتد في أذني كأنها نغمة منتصرة. انحنيت، واضعًا يدي على الأرض كدعامة، ورفعت جسدي بقوة، دافعًا قدميّ كمروحة قاتلة نحو الثاني، وجسده لم يستطع الصمود أمام الضربة؛ تراجع بخطوات متخبطة، وجهه مشوه من الألم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن داخلي لم يكن مرتاحًا أبدًا. عقلي كان يعمل بسرعة، يربط بين نبرة صوته وطريقته في الحديث وبين ذكريات قديمة لم أكن أريد استرجاعها. إنه مثله تمامًا… حتى طريقته الغريبة في الكلام، تلك النبرة الماكرة، إنها هنا، كأنها عادت لتطاردني من جديد.
أما الثالث، فقد بدأت ألاحظ أنه ينظر إلي برعب حقيقي. كانت عيناه تتسعان، وعيناه تلمعان بشيء من الذعر. أهذا كل ما لديكم؟ قلت لنفسي ساخرًا. لم أكن أسمح له بالهرب بهذه السهولة. تحركت بسرعة نحو الخلف وأمسكت بذراعه قبل أن يتمكن من الفرار، وبتحكم بارد، دفعت يده خلف ظهره، مثبتًا إياه بقوة، وقلت بلهجة مهددة: “كنت تسخر، أليس كذلك؟ والآن، ماذا؟”
بدأ يرتجف وهو يتمتم: “أرجوك، كنت أمزح فقط… لم أقصد أي شيء مما قلته، حقًا…”
نظرت إليه ببرود، بتمعن، عينيّ تكشفان له عن ثقة غير متزعزعة، ثم قلت بصوت هادئ ولكنه مستفز: “التحدث بكلمات قوية لا يجعلك قويًا، يا صديقي.”
بينما كنت أحاول استيعاب هذا التشابه المزعج، تقدم شاب آخر من الجانب. كان طويل القامة، ذا بنية قوية، وملامحه تحمل جدية واضحة تختلف تمامًا عن سلوك الشاب الأشقر. وقف بجانبه ونظر إليّ نظرة فاحصة، ثم قال بصوت منخفض لكن بنبرة حازمة:
قبل أن يُنهي اعتذاره، دفعتُه نحو الأرض بقوة، وجّهت إليه ركلة قاسية بينما كان ممددًا. سمعت صوتًا مكتومًا لألمه، صدى الصوت يتردد بين جموع الطلاب، كأنه نوع من العقاب العادل للغطرسة التي كانوا يحملونها.
حاولت إخفاء اضطرابي، ابتسمت بتوتر، وقلت: “أوه… لم أكن أتوقع رؤيتك هنا.”
ومن خلفي، سمعت صيحات، التفت لأرى اثنين آخرين قد استغلوا الفرصة وهربوا بين الحشود، يختبئون في الظلال كالفئران.
انطلقت بسرعة، قدماي تقودانني بقوة وسط المجهول. لم أكن أعرف الكثير عن هذه الجامعة، ولا عن الطرق المحيطة بها. كان كل ما رأيته في محيطي مجرد ظلال متسارعة، أروقة تمتلئ بالحشود، وجوه باهتة تندمج مع الضجيج المتصاعد.
وصلت إلى الأول قبل أن يلتقط أنفاسه، ووجهت ضربة مباشرة بقدمي إلى وجهه، جعلته يتراجع متعثرًا، صدى الضربة يرتد في أذني كأنها نغمة منتصرة. انحنيت، واضعًا يدي على الأرض كدعامة، ورفعت جسدي بقوة، دافعًا قدميّ كمروحة قاتلة نحو الثاني، وجسده لم يستطع الصمود أمام الضربة؛ تراجع بخطوات متخبطة، وجهه مشوه من الألم.
لم أهتم لأمر الهاربين أو الحشود المحيطة بي؛ كانت نظراتي الباردة كافية لتبث الرعب في قلوبهم، كأنهم أشباح تعبر بينهم برودة قاتلة. حين رمقتهم بنظرات ثابتة، بدأت الجموع بالافتراق شيئًا فشيئًا، تتراجع كالسحاب المظلم أمام هبوب الرياح. دون كلمة إضافية، انحنيت والتقطت حقيبتي من على الأرض، نظفتها بخفة من الغبار العالق عليها، ثم تقدمت بخطوات ثقيلة نحو الشاب المغرور الذي طرحته أرضًا بقوة. كان يحاول استعادة توازنه، لكن عينيه لا تزالان مثقلتين بالدوار، وكنت واثقًا تمامًا أنه يدرك من هو المسيطر الآن. نعم، أنا المسيطر هنا… أوه، نعم، إنه أنا. ابتسمت لنفسي بسخرية خفية.
بينما هممت بالحديث إليه، قطعت كلماتي خطوات سريعة قادمة من جانبي. كان صوت الركض واضحًا، نبضات ثاقبة تكاد تكشف عن نية غير مرحب بها. رفعت رأسي قليلاً، بحثت بنظري بين الحشد المتفرق حتى لمحته — مجموعة من الرجال يرتدون بدلات سوداء، قبعاتهم العريضة تظلل وجوههم بلمسة غامضة، يحملون في أيديهم أدوات غريبة، كأنها مزيج بين أجهزة اتصال وأشياء معدنية لم أستطع تحديدها من النظرة الأولى.
رأيت لمحة من الارتباك على وجهه، لكن سرعان ما ابتسم ابتسامة شرسة؛ لقد فهم أنها دعوة غير مباشرة للقتال. استعد لإلقاء لكمة، وحرك جسده الكبير بخفة غير متوقعة، يداه القويتان تتقدم نحو وجهي كعاصفة خاطفة. لكنني استطعت قراءة حركته كصفحة مفتوحة، رأيت قبضته تتجه نحوي، وفهمت مسارها كأنها موجة يمكنني تسخيرها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعرت بأن نبضي يزداد، لكنني لم أكن أحتاج إلى تفكير طويل لمعرفة من يكون هؤلاء؛ سواء كانوا حراس أمن الجامعة، أو ربما رجال الشرطة، لم يكن هناك مجال للشك في أن وجودهم هنا لا يبشر بالخير بالنسبة لي. التفتت للخلف، وألقيت نظرة سريعة على الشاب المغرور، وصوت مكتوم خرج من فمي: “اهرب!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك لحظة صمت قصيرة، كأن الهواء من حولنا أصبح أكثر ثقلًا. إلياس لم يقل شيئًا، لكنه أومأ برأسه ببطء، كأنه يسجل هذا التفصيل الصغير في ذهنه. أما كايل، فقد بدا وكأنه يتجاهل تمامًا هذا الحوار الصغير، وعاد يتحدث بحيوية كأن شيئًا لم يحدث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رد كايل بودية مبالغ فيها، كأنه يحاول نزع الجدية من الموقف:
في تلك اللحظة، كأن شرارة اندلعت في رأسي، تذكرت مقطع فيديو شاهدته من قبل، صوت مألوف يتكرر في ذهني: اهرب!، تلك الكلمة باللغة الإنجليزية التي ترفق عادة في تعديل مقاطع الفيديو، صوتها يتردد في عقلي كأنها تفتح أمامي بوابة للهروب.
كان الشاب الآخر، إلياس، يراقبنا بهدوء، عينيه تنتقلان بيني وبين كايل كأنه يحاول فهم طبيعة علاقتنا. ثم، بابتسامة صغيرة، قال:
انطلقت بسرعة، قدماي تقودانني بقوة وسط المجهول. لم أكن أعرف الكثير عن هذه الجامعة، ولا عن الطرق المحيطة بها. كان كل ما رأيته في محيطي مجرد ظلال متسارعة، أروقة تمتلئ بالحشود، وجوه باهتة تندمج مع الضجيج المتصاعد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رد كايل بودية مبالغ فيها، كأنه يحاول نزع الجدية من الموقف:
حين بلغت أول رواق، التفت بسرعة، كأنني أذوب في الحشود، أختفي بينهم كظل بعيد عن الأنظار. كان الركض طويلًا، أنفاسي تتسارع، وقلبي يدق بقوة في صدري، حتى شعرت في النهاية بأنني تخلصت من مطارديّ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صرخ الشاب أمامي بغضب مكبوت: “أيها الوغد!” واندفع نحوي مرة أخرى، كأنه يريد بكل عزمه أن يثبت نفسه. لكنه لم يكن سوى كائن أخرق، قوي البنية، نعم، ولكن مفتقد للبراعة. تقدمت نحوه بخفة، ممسكًا بياقته بإحكام، ثم انحنيت وطبقت عليه حركة شد معروفة، رفعت جسده فوق كتفي في لحظة خاطفة، وبدفعة قاسية، ألقيته أرضًا.
وقفت للحظة، استنشقت الهواء بعمق، واستندت إلى الجدار لالتقاط أنفاسي، ثم تساءلت في داخلي: لكن… لماذا أهرب؟ قد تتساءلون أنتم أيضًا نفس السؤال. الإجابة هي: لو لم أهرب، لكنت وقعت في مشكلة أكبر بالتأكيد، وربما أسوأ بكثير من مجرد مواجهة مع شاب مغرور.
أما الثالث، فقد بدأت ألاحظ أنه ينظر إلي برعب حقيقي. كانت عيناه تتسعان، وعيناه تلمعان بشيء من الذعر. أهذا كل ما لديكم؟ قلت لنفسي ساخرًا. لم أكن أسمح له بالهرب بهذه السهولة. تحركت بسرعة نحو الخلف وأمسكت بذراعه قبل أن يتمكن من الفرار، وبتحكم بارد، دفعت يده خلف ظهره، مثبتًا إياه بقوة، وقلت بلهجة مهددة: “كنت تسخر، أليس كذلك؟ والآن، ماذا؟”
بينما كنت أفكر بذلك، سمعت صوتًا يناديني من جانبي، صوت دافئ لكنه مفعم بالفضول: “أوه، ثيودور، كيف حالك؟”
لكن ما أن قلت اسمي حتى توقفت للحظة، وعيناه تضيّقتا قليلًا كأنه لاحظ شيئًا غريبًا. لم يكن هذا كافيًا لإثارة الانتباه، لكن كلماته التالية جعلتني أدرك المشكلة:
التفت ببطء، وعلى الجانب الآخر، وقفت شاب بشعر أشقر لامع وعيون خضراء زاهية، تبتسم بهدوء يوحي بالطمأنينة. تعرفت على وجهه على الفور؛ لقد رأيته بالأمس في الغرفة المشتركة. كان ذلك اللقاء عابرًا، ولكن ملامحه كانت مميزة، كأن هالة هادئة تحيط به، نوع من الجاذبية التي لا يمكن تجاهلها.
حاولت إخفاء اضطرابي، ابتسمت بتوتر، وقلت: “أوه… لم أكن أتوقع رؤيتك هنا.”
لكن داخلي لم يكن مرتاحًا. شعرت أنني خطوت على حافة خطيرة، وأن أي زلة أخرى قد تؤدي إلى كارثة.
قبل أن يُنهي اعتذاره، دفعتُه نحو الأرض بقوة، وجّهت إليه ركلة قاسية بينما كان ممددًا. سمعت صوتًا مكتومًا لألمه، صدى الصوت يتردد بين جموع الطلاب، كأنه نوع من العقاب العادل للغطرسة التي كانوا يحملونها.
رد بابتسامة خفيفة، وعيناه تتأملان ملامحي: “يبدو أنك كنت في جولة مثيرة، أليس كذلك؟”
“هه… أليس كذلك؟”
ضحكت بضحكة قصيرة، محاولًا السيطرة على نبضاتي المتسارعة. هل عرف بما حدث للتو؟
لكن داخلي لم يكن مرتاحًا. شعرت أنني خطوت على حافة خطيرة، وأن أي زلة أخرى قد تؤدي إلى كارثة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هممم… هذا مثير للاهتمام يا ثيودور.”
نظرتُ إلى الشاب الأشقر الذي يقف أمامي، ذاك الذي لا أعرف حتى اسمه. كان هناك شيء غريب وواضح في ملامحه بالنسبة لي، شيء يتجاوز مظهره الأنيق وشعره المصقول بلون أشعة الشمس. كانت عيناه تحملان بريقًا ذكّرني بشخص من الماضي، بصديق قديم، من النوع الذي يضعك دائمًا في مواقف غير متوقعة، بعقل مليء بالمكر. حتى النظارات المستطيلة التي كان يرتديها… كانت صورة طبق الأصل لنظارات ذلك الصديق القديم.
لم أكن أرغب في مشاكل. لطالما حاولت تجنبها، ورغم ذلك، بدت وكأنها تلاحقني بلا هوادة، كأنها لعنة مرسومة على جبيني. قدر ملعون، قلت في سري. لكن هذا لا يعني أنني أخشاها؛ كان هناك وقت في الماضي عندما كانت المعارك تستهويني، كانت تملؤني بالحماس، وكأنني أستمد الحياة من تلك اللحظات المشحونة. لكن مع مرور الزمن، بدأت أشعر بالضيق من تفاهتها، من الضجيج الذي يجلبونه إلى عالمي. اليوم، قررت أن الوقت قد حان لتلقين هؤلاء الفتيان درسًا في احترام الآخرين.
أخذت خطوة صغيرة للخلف، كأن عقلي يدق ناقوس خطر صامت: يجب أن أحافظ على مسافة بعيدة عنه. الفكرة كانت واضحة ومباشرة، محفورة في ذهني كأنها غريزة نجاة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما هممت بالحديث إليه، قطعت كلماتي خطوات سريعة قادمة من جانبي. كان صوت الركض واضحًا، نبضات ثاقبة تكاد تكشف عن نية غير مرحب بها. رفعت رأسي قليلاً، بحثت بنظري بين الحشد المتفرق حتى لمحته — مجموعة من الرجال يرتدون بدلات سوداء، قبعاتهم العريضة تظلل وجوههم بلمسة غامضة، يحملون في أيديهم أدوات غريبة، كأنها مزيج بين أجهزة اتصال وأشياء معدنية لم أستطع تحديدها من النظرة الأولى.
رسمت ابتسامة مزيّفة على وجهي، محاولة لإخفاء توتري، وقلت بصوت مائل إلى اللامبالاة:
“أوه، لا شيء مهم… فقط بعض الشباب الطائش هناك، يثيرون المشاكل كالمعتاد.”
لم أهتم لأمر الهاربين أو الحشود المحيطة بي؛ كانت نظراتي الباردة كافية لتبث الرعب في قلوبهم، كأنهم أشباح تعبر بينهم برودة قاتلة. حين رمقتهم بنظرات ثابتة، بدأت الجموع بالافتراق شيئًا فشيئًا، تتراجع كالسحاب المظلم أمام هبوب الرياح. دون كلمة إضافية، انحنيت والتقطت حقيبتي من على الأرض، نظفتها بخفة من الغبار العالق عليها، ثم تقدمت بخطوات ثقيلة نحو الشاب المغرور الذي طرحته أرضًا بقوة. كان يحاول استعادة توازنه، لكن عينيه لا تزالان مثقلتين بالدوار، وكنت واثقًا تمامًا أنه يدرك من هو المسيطر الآن. نعم، أنا المسيطر هنا… أوه، نعم، إنه أنا. ابتسمت لنفسي بسخرية خفية.
لكن ما أن قلت اسمي حتى توقفت للحظة، وعيناه تضيّقتا قليلًا كأنه لاحظ شيئًا غريبًا. لم يكن هذا كافيًا لإثارة الانتباه، لكن كلماته التالية جعلتني أدرك المشكلة:
راقبني بعينين نصف مغلقتين، كأنه يحاول قراءة شيء ما بين السطور. ثم، بابتسامة صغيرة، أجاب بنبرة تحمل مزيجًا من الفضول والسخرية:
“هممم… هذا مثير للاهتمام يا ثيودور.”
رسمت ابتسامة مزيّفة على وجهي، محاولة لإخفاء توتري، وقلت بصوت مائل إلى اللامبالاة:
رددت عليه بضحكة خفيفة تحمل مزيجًا من السخرية والتوتر:
رددت عليه بضحكة خفيفة تحمل مزيجًا من السخرية والتوتر:
“نعم… ثيودور فقط.”
“هه… أليس كذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “مرحبًا، لي الشرف يا صديقي. أنا ثيودور.”
لكن داخلي لم يكن مرتاحًا أبدًا. عقلي كان يعمل بسرعة، يربط بين نبرة صوته وطريقته في الحديث وبين ذكريات قديمة لم أكن أريد استرجاعها. إنه مثله تمامًا… حتى طريقته الغريبة في الكلام، تلك النبرة الماكرة، إنها هنا، كأنها عادت لتطاردني من جديد.
حاولت إخفاء اضطرابي، ابتسمت بتوتر، وقلت: “أوه… لم أكن أتوقع رؤيتك هنا.”
سقط بجسده الثقيل على الأرض بقوة جعلتها تهتز تحته، والغبار يتطاير حوله كأنها دوامة صغيرة من العنفوان الذي تحطم بلحظة. ابتسمت وأنا أنظر إليه، شعور بالفخر القديم عاد يملأ صدري؛ لقد مر وقت طويل منذ أن شعرت بهذا الإحساس.
بينما كنت أحاول استيعاب هذا التشابه المزعج، تقدم شاب آخر من الجانب. كان طويل القامة، ذا بنية قوية، وملامحه تحمل جدية واضحة تختلف تمامًا عن سلوك الشاب الأشقر. وقف بجانبه ونظر إليّ نظرة فاحصة، ثم قال بصوت منخفض لكن بنبرة حازمة:
شعرت بأن نبضي يزداد، لكنني لم أكن أحتاج إلى تفكير طويل لمعرفة من يكون هؤلاء؛ سواء كانوا حراس أمن الجامعة، أو ربما رجال الشرطة، لم يكن هناك مجال للشك في أن وجودهم هنا لا يبشر بالخير بالنسبة لي. التفتت للخلف، وألقيت نظرة سريعة على الشاب المغرور، وصوت مكتوم خرج من فمي: “اهرب!”
“من صديقك هذا يا كايل؟”
لكن داخلي لم يكن مرتاحًا. شعرت أنني خطوت على حافة خطيرة، وأن أي زلة أخرى قد تؤدي إلى كارثة.
لكن ما أن قلت اسمي حتى توقفت للحظة، وعيناه تضيّقتا قليلًا كأنه لاحظ شيئًا غريبًا. لم يكن هذا كافيًا لإثارة الانتباه، لكن كلماته التالية جعلتني أدرك المشكلة:
رد كايل بودية مبالغ فيها، كأنه يحاول نزع الجدية من الموقف:
شعرت بأن نبضي يزداد، لكنني لم أكن أحتاج إلى تفكير طويل لمعرفة من يكون هؤلاء؛ سواء كانوا حراس أمن الجامعة، أو ربما رجال الشرطة، لم يكن هناك مجال للشك في أن وجودهم هنا لا يبشر بالخير بالنسبة لي. التفتت للخلف، وألقيت نظرة سريعة على الشاب المغرور، وصوت مكتوم خرج من فمي: “اهرب!”
“أوه، هذا؟ إنه صديق عزيز علي!” ثم، وبحركة غير متوقعة، مد يده ووضعها حول كتفي بحميمية مبالغ فيها، ما جعلني أتوتر أكثر. “إنه رفيق عزيز يا إلياس.”
كان الشاب الآخر، إلياس، يراقبنا بهدوء، عينيه تنتقلان بيني وبين كايل كأنه يحاول فهم طبيعة علاقتنا. ثم، بابتسامة صغيرة، قال:
“أوه، أرى ذلك يا كايل.”
نظرتُ إلى الشاب الأشقر الذي يقف أمامي، ذاك الذي لا أعرف حتى اسمه. كان هناك شيء غريب وواضح في ملامحه بالنسبة لي، شيء يتجاوز مظهره الأنيق وشعره المصقول بلون أشعة الشمس. كانت عيناه تحملان بريقًا ذكّرني بشخص من الماضي، بصديق قديم، من النوع الذي يضعك دائمًا في مواقف غير متوقعة، بعقل مليء بالمكر. حتى النظارات المستطيلة التي كان يرتديها… كانت صورة طبق الأصل لنظارات ذلك الصديق القديم.
ومد يده إليّ لمصافحتي، قائلاً بنبرة مهذبة لكنها تحمل شيئًا من الحذر:
رددت عليه بضحكة خفيفة تحمل مزيجًا من السخرية والتوتر:
“مرحبًا، أنا إلياس يوكليف. تشرفت بلقائك.”
رسمت ابتسامة مزيّفة على وجهي، محاولة لإخفاء توتري، وقلت بصوت مائل إلى اللامبالاة:
رددت المصافحة بسرعة، محاولًا أن أبدو طبيعيًا قدر الإمكان، وقلت بابتسامة خفيفة:
حاولت إخفاء اضطرابي، ابتسمت بتوتر، وقلت: “أوه… لم أكن أتوقع رؤيتك هنا.”
“مرحبًا، لي الشرف يا صديقي. أنا ثيودور.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن ما أن قلت اسمي حتى توقفت للحظة، وعيناه تضيّقتا قليلًا كأنه لاحظ شيئًا غريبًا. لم يكن هذا كافيًا لإثارة الانتباه، لكن كلماته التالية جعلتني أدرك المشكلة:
شعرت بأن نبضي يزداد، لكنني لم أكن أحتاج إلى تفكير طويل لمعرفة من يكون هؤلاء؛ سواء كانوا حراس أمن الجامعة، أو ربما رجال الشرطة، لم يكن هناك مجال للشك في أن وجودهم هنا لا يبشر بالخير بالنسبة لي. التفتت للخلف، وألقيت نظرة سريعة على الشاب المغرور، وصوت مكتوم خرج من فمي: “اهرب!”
“ثيودور فقط؟”
بينما كنت أحاول استيعاب هذا التشابه المزعج، تقدم شاب آخر من الجانب. كان طويل القامة، ذا بنية قوية، وملامحه تحمل جدية واضحة تختلف تمامًا عن سلوك الشاب الأشقر. وقف بجانبه ونظر إليّ نظرة فاحصة، ثم قال بصوت منخفض لكن بنبرة حازمة:
وصلت إلى الأول قبل أن يلتقط أنفاسه، ووجهت ضربة مباشرة بقدمي إلى وجهه، جعلته يتراجع متعثرًا، صدى الضربة يرتد في أذني كأنها نغمة منتصرة. انحنيت، واضعًا يدي على الأرض كدعامة، ورفعت جسدي بقوة، دافعًا قدميّ كمروحة قاتلة نحو الثاني، وجسده لم يستطع الصمود أمام الضربة؛ تراجع بخطوات متخبطة، وجهه مشوه من الألم.
ارتبكت للحظة، وعقلي بدأ يعمل بسرعة لتفسير كلماته. ماذا يقصد؟ لماذا يبدو مهتمًا؟ ثم تذكرت على الفور… لقد قال “إلياس يوكليف”. بالطبع، هذا اسم عائلته. ومن الواضح أن تقديم الاسم العائلي هنا شيء طبيعي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“من صديقك هذا يا كايل؟”
لكنني لا أعرف اسم عائلة هذا الجسد الذي أحتله. أي خطأ في هذا يمكن أن يكشف أمري، وأنا لست في وضع يسمح لي بالمجازفة. تمالكت نفسي بسرعة، ورددت بابتسامة مترددة:
نظرت حولي نحو أصدقائه الثلاثة، كانوا يتقدمون نحوي بخطوات مترددة، تملأ عيونهم نظرات الحذر والغضب. رفعت يدي وفرقعت أصابعي، صوت الفرقعة كان كجرس إنذار مهيب، وألقيت حقيبتي في الهواء قبل أن أندفع نحوهم بكل ما لدي من سرعة.
“نعم… ثيودور فقط.”
ومن خلفي، سمعت صيحات، التفت لأرى اثنين آخرين قد استغلوا الفرصة وهربوا بين الحشود، يختبئون في الظلال كالفئران.
“نعم… ثيودور فقط.”
كان هناك لحظة صمت قصيرة، كأن الهواء من حولنا أصبح أكثر ثقلًا. إلياس لم يقل شيئًا، لكنه أومأ برأسه ببطء، كأنه يسجل هذا التفصيل الصغير في ذهنه. أما كايل، فقد بدا وكأنه يتجاهل تمامًا هذا الحوار الصغير، وعاد يتحدث بحيوية كأن شيئًا لم يحدث.
ألقيت نظرة سريعة على الوجوه من حولي، تلك الوجوه المتحمسة والمتعطشة للدراما، أعينهم تتوهج بشيء من التشفي والانتظار؛ فالجميع هنا يتوقون لمشاهدة عرض مجاني، شجار يخلخل رتابة يومهم. استقرت عيناي مجددًا على الشاب العضلي الواقف أمامي، عينيه ملتهبتان، وملامحه توحي بكبرياء زائف يغلف هشاشة داخلية، مزيج من الوقاحة والغرور.
أخذت خطوة صغيرة للخلف، كأن عقلي يدق ناقوس خطر صامت: يجب أن أحافظ على مسافة بعيدة عنه. الفكرة كانت واضحة ومباشرة، محفورة في ذهني كأنها غريزة نجاة.
لكن داخلي لم يكن مرتاحًا. شعرت أنني خطوت على حافة خطيرة، وأن أي زلة أخرى قد تؤدي إلى كارثة.
سقط بجسده الثقيل على الأرض بقوة جعلتها تهتز تحته، والغبار يتطاير حوله كأنها دوامة صغيرة من العنفوان الذي تحطم بلحظة. ابتسمت وأنا أنظر إليه، شعور بالفخر القديم عاد يملأ صدري؛ لقد مر وقت طويل منذ أن شعرت بهذا الإحساس.
ومن خلفي، سمعت صيحات، التفت لأرى اثنين آخرين قد استغلوا الفرصة وهربوا بين الحشود، يختبئون في الظلال كالفئران.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات