658
658
استمر الفيل العظمي في الجلوس تحت الشجرة دون أن يتحرك. بعد فترة، سمع هان سين ضجيجًا يأتي من أعماق غابة الخوخ، صوت يبدو وكأنه يتقدم نحوهم.
لم يمض وقت طويل قبل ظهوره. كان ثعبان وردي صغير، ينزلق نحو شجرة الخوخ العملاقة. بهدوء، استقر على أساسها.
ظهر نمر أزرق من اتجاه آخر وجلس أيضًا بالقرب من الشجرة.
أمكن سماع الأجنحة وهي ترفرف في السماء، ناظرين إلى الأعلى، بجعة حمراء التاج نزلت إلى الأرض بالقرب من الشجرة، للانضمام إلى المخلوقات الأخرى.
وبعد ذلك بقليل وصل دب أسود يحمل شبلًا. كما جلس بالقرب من قاع الشجرة.
في وقت قصير، تجمعت العديد من المخلوقات عند قاعدة الشجرة. صُدم هان سين بما كان يراه، خاصةً بسبب مدى تميزها وتفردها. اعتقد أنهم ربما كانوا جميعًا مخلوقات خارقة.
لم يعرف هان سين سبب تواجدهم هناك. هل جذبهم شيء من شجرة الخوخ؟
خلال ارتباك هان سين، قفز الثعلب الفضي من أذرع زيرو واندفع إلى الشجرة الكبيرة أيضًا.
كان هان سين في حيرة. كان يعتقد أن شجرة الخوخ ربما كانت تنبعث منها فرمونًا لجذب المخلوقات نحوها. بعد اتخاذ خطوات قليلة إلى الأمام، استدار الثعلب الفضي وأومأ برأسه إلى هان سين. بدا وكأنه يريد منه أن يتبع.
كان مترددًا في الامتثال، نظرًا لعدد المخلوقات القوية التي تجمعت في مكان واحد ومدى خطورة الذهاب إليه.
مرة أخرى، رفع الثعلب الفضي رأسه. على الرغم من أن المخلوقات كانت الآن على علم بلا شك بوجود الثعلب الفضي، إلا أنهم لم يهتموا بفعل أي شيء حيال ذلك. بالكاد نظروا في طريقه.
للمرة الثالثة، أشار الثعلب الفضي لهان سين بالانضمام إليه. وهو يعض أسنانه، انسحب هان سين ببطء من ملاذه وشق طريقه نحو شجرة الخوخ.
تقدم هان سين إلى الأمام بحذر قدر استطاعته. في اللحظة التي لاحظ فيها وجود شيء ما أو إذا نظرت إليه المخلوقات حتى بطريقة خاطئة، فسوف يركض في الاتجاه الآخر.
كانت زيرو، لدهشته، أقل خوفًا. مع فرح، ركضت للحاق بالثعلب الفضي. لقد كانوا في مرمى البصر، أمام المخلوقات بالقرب من الشجرة، لكن لم يحدث شيء. استمرت المخلوقات ببساطة في الجلوس حيث كانت.
مع قلبه يرقص، اتبع هان سين الثعلب الفضي إلى الشجرة. بعد اختيار المكان، جلسوا بالقرب منه. وبصرف النظر عن الفيل العظمي والدبين، كانا أقرب إلى اللحاء الفعلي للشجرة.
على بعد مترين من هان سين كان الدب الأسود. على الرغم من أنه لم يكن بحجم فيل العظام، إلا أنه كان يبلغ طوله عشرة أمتار على الأقل. على الرغم من أنه كان راكع، كان مثل شاحنة عملاقة، وكان تنفسه صاخبًا.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يقترب فيها من مخلوق بدون القتال. جعل ذلك هان سين يشعر بشعور رائع، حيث لم يظهر أي مخلوق واحد أي علامة على رغبته في مهاجمته.
أصبحت جميع المخلوقات هنا حيوانات مغرمة بالسلام. بغض النظر عن الأنواع أو السلالات، فقد اجتمعوا جميعًا معًا للركوا قبل الشجرة.
كان الثعلب الفضي مستلقيا على الأرض التي تم تغطيتها ببتلات أزهار فضفاضة. أغمض عينيه وتنفس بهدوء مع إيقاع هادئ. كان شيئًا قد رآه هان سين من قبل. بعد ممارسة سوترا دونغ شوان، كان يرى دائمًا الثعلب الفضي بهذه الطريقة لفترة وجيزة.
لم تكن المخلوقات الأخرى مختلفة للغاية. في حين أنهم مستلقون، كل منهم تنفس بإيقاع هادئ وفريد.
“هل توفر شجرة الخوخ الغريبة هذه أفضليات زيادات لتدريب المرء؟” تساءل هان سين لنفسه. بعد فترة، قرر هان سين محاولة ممارسة سوترا دونغ شوان.
بدأ هان سين التدريب وشعر كما لو أن سوترا دونغ شوان كانت تمتص طاقة خاصة لجسده. تسارعت وتيرة سوترا دونغ شوان، كما لو كانت تتفاعل مع الطاقة الغريبة.
“هذا حقا شيء خاص.” استمر هان سين في التدرب، وفي النهاية بدأ جسده في إنتاج رائحة طيبة. جنبا إلى جنب مع رائحة الخوخ وبدأت تتخلل الجو.
عندما أنهى هان سين دورة، لاحظ أن سوترا دونغ شوان قد تحسنت أكثر بكثير من المعتاد. هذا فاجأه.
ولكن عندما نظر هان سين إلى المخلوقات الأخرى، فوجئ.
ربما كان ذلك لأن العطر إندمج برائحة الزهور، ولكن عندما رأى الثعلب الفضي مرة أخرى، كان بإمكانه رؤية الطاقة بداخله. كان يرى الرائحة اللطيفة داخل الثعلب الفضي التي لم يتم إستهلاكها بعد.
نظر هان سين إلى المخلوقات الأخرى وكان أكثر دهشة. كانت العديد من المخلوقات في المنطقة، وبدا وكأنهم قد امتصوا العطر اللطيف لسوترا دونغ شوان. بشكل غريب، بدا أنه كان لجميعهم رد فعل مختلف عند امتصاصه.
كانت الرائحة اللطيفة داخل الثعبان الوردي والوحش الأزرق والبجعة ذات التاج الأحمر والدب الأسود الكبير ضبابية، حيث إمتصتها أجسامهم.
ولكن في الشبل والفيل العظمي، رأى هان سين أن الطاقة كانت تتدفق داخلهم في مسار إيقاعي. بدا وكأنه كيغونغ إنسان.
“هذا ليس صحيحًا. الدب الأسود والشبل من نفس النوع، فلماذا الفرق بين الاثنين؟” صُدم هان سين أثناء النظر إلى ما يجري.
بعد فترة وجيزة، تم إستهلاك عطر هان سين اللطيف من قبل الشبل وفيل العظام. كانت البجعة والثعبان يواصلان تحسينها ببطء، ولكن لا يزال بإمكان هان سين الشعور بها بداخلهم.
نظر هان سين إلى القرعة في يده. كانت معتادة بالفعل لامتصاص رائحة هان سين اللطيفة، وحتى الآن، كانت قد إستهلكت الرائحة بالفعل.
استمر هان سين في مراقبة المخلوقات الأخرى، ثم كان لديه فكرة رهيبة.
لا يهم ما إذا كان الثعلب الفضي، أو شبل الدب الأسود، أو القرعة في يده. كان الفيل هو المخلوق الوحيد الذي لم يكن متأكدًا بشأنه. عادة ما تلد المخلوقات من قبل أمهاتهم، وليس الأعشاش. تم إنتاج الثعلب الفضي والشبل والقرعة من قبل أمهاتهم، بينما ولد الآخرين من الأعشاش.
هذا جعل هان سين يفكر مرة أخرى في الهادر الذهبي. لم يكن متأكدًا من الهدر الذهبي الكبير، ولكن عندما مات الصغير، ترك وراءه جوهر جين الحياة وجسم.
“إذا كان الهادر الذهبي الكبير والفيل قد ولدا من مخلوق، فهل هذا يعني أن أطفال المخلوقات الخارقة يختلفون عن المخلوقات الخارقة أنفسهم؟” نظّر هان سين.
لكن هذا القطار الفكري أدى فقط إلى المزيد والمزيد من الأسئلة. لماذا تركت بعض المخلوقات الخارقة جوهر حياتها فقط وليس جسدها الفعلي؟ إذا كان بإمكان الجيل الثاني أو الثالث من المخلوقات الخارقة ترك أجسادها، فلا بد أنه كان هناك شيء خاص داخلهم.
تماما مثل الثعلب الفضي والشبل. كانوا أبناء مخلوقات خارقة، وبدا أن لديهم قدرات خاصة مختلفة عن أمهاتهم.
~~~~~~~~~~~
عنوان الفصل: أطفال المخلوقات الخارقة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات