نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 10

عُنق الزُجاجة

عُنق الزُجاجة

VOLUME ONE

“بالطبع”

الفصل 10: عُنق الزُجاجة

“لذلك أُريدُ الذهابَ إلى المدرسةِ معها، لكِنَ عائلتها ليستْ على ما يُرامُ ماديًا مِثلَ عائلَتِنا. لذا، أُريدُ تقديمَ طلبٍ لدفعِ الرسومِ المدرسيةِ لكلينا.”

part 1

يبدو أنَّ باول فكرَ في شيءٍ و اومئ برأسِه.

أنا في السابعةِ من عُمري الآن.

لن أدعَ ذلك يمُرُّ هكذا فقط. “ماذا تقصِد، بالمدرسة؟” سألتُه.

شقيقتاي، نورن وآيشا، يَكبُران دونَ أي مشاكِل.

ولقد تدربَ على كُلِ أسلوبٍ حتى مُنتصفِ الطريقِ قبلَ التخلي عنه.

يبكيانِ عندما يُبلِلانِ السرير، تتسخ حُفاضاتهم، يجوعان أو يشعرانِ بأن هُناكَ خطًأ ما. حتى أنهُما يبكيانِ عندما لا يكون هناكَ شيءٌ خاطِئ.

“هل تمزَح؟”

يبكيانِ في مُنتصفِ الليل. يبكيانِ كأولِ شيءٍ يفعلانهِ عند الإستيقاظ. وعند الظُهر…يكون هناك نواحٌ خاصٌ بهذهِ الفترة.

هُناكَ العديدُ من الأشياء التي أُريدُ تعليمَها لسيلفي.

لم يَمُرَّ وقتٌ طويلٌ قبل إصابةِ كُلٍ من باول وزينيث بإنهيارٍ عصبي.

الثانيةَ عشر، همممم.

الوحيدةُ التي تُحافِظُ على هدوئها هُنا هي ليليا التي تستمرُ في قول:

هُناكَ العديدُ من الأشياء التي أُريدُ تعليمَها لسيلفي.

“هذا هو الشيء الحقيقي، هذهِ هي تربية الأطفال الحقيقية! كانَ الأمرُ سهلًا للغايةِ مع السيدِ الشابِ روديوس! لا يمكنُ تسميةُ ذلك بتربيةِ طفل!”

لولا وجودُ باول هُنا، لتحولتُ إلى مُتعجرفٍ بسهولةٍ في هذا العالم.

إنها ترعى الطفلينِ بإستخدامِ خِبراتِها.

لقد إنجرفتْ أفكاري بعيدًا. ظننتُ أنني فعلتُ شيئًا غبيًا مرةً أُخرى.

إضافةً إلى ذلِك، فيما يتعلقُ بمسألة البُكاء في الليل، فقد إعتدتُ عليهِ بالفِعلِ بسببِ أخي الأصغر من حياتي الماضية، لذلكَ أنا لا أُلاحِظُ ذلكَ حتى.

وضعَ باول مرفقيهِ على الطاولة، وأظهرَّ نظرةً حادةً تجاهي مِثلَ ضابطِ الشُرطة.

أنا لا أتفاخرُ حقًا، لكنني إختبرتُ بالفعلِ رعايةَ طفلٍ بسببِ أخي الأصغر. ناظِرًا إلى وجهي وأنا أُغيرُ حُفاضاتِه، غَسلُ ملابسهِ وتنضيفُها، على عكسِ باول الذي لا يستطيعُ فعلَ شيء حقًا عديمُ الفائدة.

لولا وجودهِ لأغرتني مهارتي في السِحر إلى درجةِ أن تُقنعني بتحدي بعضِ الوحوش، ثُم، غيرَ قادرٍ على التعامُلِ مع مجموعةٍ من الكلابِ المُهاجِمة، سينتهي بيَّ الأمرُ مُقطعًا إلى أشلاءٍ حرفيًا.

هذا الرجلُ هو تمامًا مِثلَ الذكورِ اليابانيين قبلَ الحربِ، الذينَ لم يعرفوا شيئًا عن الأعمالِ المنزلية.

أيضًا، لو ذهبتُ مع عِلمي أنني سأتعرضُ للتنمُر، فيجب أن يكونَ هُناكَ شيءٌ خاطئ في ذهني.

على الرُغمِ من أنهُ ماهرٌ جدًا في فنونِ السيف، ويحضى بثقةٍ عميقةٍ من القرويين، إلا أنه في نصف المستوى المطلوب عندما يتعلقُ الأمرُ بكونهِ أبًا.

إنهُ في المُستوى المُتقدِم في الأساليبِ الثلاثةِ كُلِها.

وهذه هي المرةُ الثانية التي يَمُرُّ بهذهِ التجرُبةِ بالفِعل……تسك تسك.

أنا في السابعةِ من عُمري الآن.

part 2

وأُعلِمُها بعضَ العلومِ الأساسية، جنبًا إلى جنبٍ مع السِحر.

حسنًا، للمُساعدةِ في إستعادةِ بعضِ شرفِ باول، إسمحوا لي أن أتحدثَ عن بعضِ نُقاطِ تميُزهِ المُدهشة.

أو هل بدأتْ تسيرُ على طريقِ مُبارزِ السيف؟

 الآن، أنا أعترفُ أنهُ رجلٌ لديهِ الكثيرُ من العيوب، وهو، في الحقيقة، قُمامةٌ بشريةٌ وهذا شيءٌ لا يُمكِنُ إنكارُه. فلماذا أفعلُ هذا؟

لو رحلتُ في يومٍ من الأيام، سيلفي ستكونُ وحيدة. حتى لو إستخدمتْ السِحرَ لطردِ الأطفالِ السيئين بعيدًا، فهي لن تُكوِنَ أي صداقات.

لأنه قوي.

من الذي يجبُ أن أتعلمَ مِنه………

نبدأ بمستوى تقنياتِ سيفِ باول.

 تمَ ضربُ باول مرتينِ مرةً أُخرى، وإنحنى رأسهُ إلى الطاولةِ هذهِ المرة.

أسلوب إله السيف: مُتقدِم

لم يَمُرَّ وقتٌ طويلٌ قبل إصابةِ كُلٍ من باول وزينيث بإنهيارٍ عصبي.

أسلوب إله الماء: مُتقدِم

بما أنني لا أريدُ التقليلَ من كبريائهِ كَذَكَر، يُمكِنُني فقط أن أصمُتَ وأومئ برأسي.

أسلوب إله الشمال: مُتقدِم

بكُلِ صراحة، لا أستطيعُ أن أقولَ أنني أفهمُ ما يَجِدهُ الناسُ جذابًا للغايةِ بشأنِ جسدي الصغيرِ الهزيل.

إنهُ في المُستوى المُتقدِم في الأساليبِ الثلاثةِ كُلِها.

ولكن إلى متى؟

بالحديثِ عن المُستوى المُتقدِم، يُقالُ أن الأشخاصَ الموهوبين يستغرِقون 10 سنواتٍ في كُلِ أسلوب من أجلِ الوصولِ إلى الرُتبةِ المُتقدِمة.

هدفي هو أن أصِلَ إلى فئةِ إلهٍ في سحرِ الماء.

لو أردتُ المقارنة بالكيندو، فالرُتبة المُتقدِمة هي بين 4 و 5 دان. الرُتبة المُتوسِطة هي بينَ 1 دان إلى 3 دان أو نحوَ ذلِك، ولكي يصلَ المرءُ إلى مستوى الفارسِ الشائع، فالوصولُ إلى الرُتبةِ المتوسطةِ يكفي للتأهُل. بينما تتطابق رُتبةُ القديس مع نهايةِ مستوى الـ 6 دان وما فوق، لكنني سأتجاهلُ هذا الآن.

أسلوب إله الماء: مُتقدِم

بصورةٍ عامة، مُستوى باول يتطابقُ مع شخصٍ في مستوى الـ 4 دان في الكيندو.

“أعتقِدُ أنني سمعتُ عن هذا في الماضي.”

ولقد تدربَ على كُلِ أسلوبٍ حتى مُنتصفِ الطريقِ قبلَ التخلي عنه.

يُمكِنُ أن يركضوا بسُرعةٍ تقتَرِبُ من الخمسين كيلومترًا في الساعة، و ردودُ أفعالهِم وقُدراتهُم على تَتَبُعِ الحركة غيرُ طبيعية.

على الرُغمِ من أنهُ ليسَ إنسانًا مُحترمًا، إلا أن قوتهُ يُشهدُ لها. أيضًا، على الرُغمِ من أنهُ يبلغُ من العُمرِ 25 عامًا فقط أو نحو ذلِك، إلا أن خبراتهُ القتالية في ساحةِ المعركةِ مُرعِبة.

أثناء تفكيري في هذا وذاك، تذكرَ باول فجأة شيئًا وقال:

خِبراتهُ هذهِ سمحتْ لهُ بأن يكونَ شخصًا عمليًا و واقعيًا.

سَمِعتُ أن باول قد غادرَ المَنزِل بسببِ صرامةِ والدهِ والنُبلاء المُقرفين.

ونظرًا لكونهِ يَستخدِمُ غريزتهُ أكثرَ مِنَ اللازِم، فلا أستطيعُ أن أفهمَ إلا نِصفَ نصائحِه، لكنني أعلمُ أن ما يقولهُ صحيحٌ تمامًا.

لقد إنجرفتْ أفكاري بعيدًا. ظننتُ أنني فعلتُ شيئًا غبيًا مرةً أُخرى.

خلال السنتَينِ اللتَينِ قضيتهُما أتعلمُ من باول، لم يرتفِع مُستوايَّ عن المستوى الإبتدائي. بعد بضعِ سنواتٍ أُخرى، لا أعرفُ كيف ستتحسن قوتي البدنية، ولكن في الوقتِ الحالي بغضِ النظرِ عن كيفيةِ مُمارسةِ ذلكَ في عقلي، لا يُمكِنُني العُثورُ على طريقةٍ للتَغلُبِ على باول. حتى لو إستخدمتُ السِحر وإستعملتُ أكثرَ الحيلِ دناءةً، أشعرُ أنني لا أستطيعُ الفوزَ على الإطلاق.

يبكيانِ عندما يُبلِلانِ السرير، تتسخ حُفاضاتهم، يجوعان أو يشعرانِ بأن هُناكَ خطًأ ما. حتى أنهُما يبكيانِ عندما لا يكون هناكَ شيءٌ خاطِئ.

لقد رأيتُ باول يُقاتِلُ وحشًا من قبل.

” هل يُمكِنُ لرودي أن يجعلَ الصخورَ تذوب؟”

بشكلٍ أكثرَ دِقة، كان هو الذي جعَلَني أُشاهِدُه. بعد إخطارهِ عن وجودِ وحشٍ من قِبَلِ بُرجِ المُراقبة، قالَ لي [المُراقبةُ هي أيضًا شكلٌ من أشكالِ الخِبرة] وجَرني إلى الخارِج، ممّا سمحَ لي بمشاهدةِ معركتهِ من بعيد.

“عزيزي رودي:

لقولِ الحقيقة.

هذا لأنني لا أُريدُ لروكسي أن تعرِفَ وضعي عديمةَ الفائدة.

إنه رائِعٌ جدًا.

“إنهُ ليسَ مكانًا رائعًا كما تَعتقِد. الأتكيت هو مُجردُ هراء، هُناكَ مجموعةٌ كبيرةٌ من القواعدِ عديمةِ الفائدة، وتَعلمُ التاريخ لا فائدةَ منه. سيتمُ التنمرُ عليكَ بالتأكيد، وعندما يَجتمِعُ صعاليكُ النُبلاء، سوفَ يسببونَ ضجةً لو لم يكونوا في الصدارة. وبوجودِ طفلٍ مِثلِكَ هُناك، سيُشكِلونَ فريقًا للتنمُرِ عليك. كان والدي ماركيز، لذلكَ مع كونِكَ أقلَ مكانةً مني، سوفَ يُنظَرُ إليكَ على أنكَ مغرورٌ أكثر وأكثر.”

واجهَ باول أربعةَ وحوش.

“ليسَ هذا ما أقصِدُه. كيف يجب أن أشرحها…؟ يبدو الأمرُ كما لو أنكَ لستْ نشيطًا كالمُعتاد……”

ثلاثةٌ مِنهُم يُشبِهون ما نُطلِقُ عليهِم كلاب الهجوم، وحوشٌ تَتَحركُ مِثلَ كِلابِ الشُرطةِ المُدربة.

على الرُغمِ من أن طولَ شعرِها الآن هو بطولِ قصاتِ الشعرِ النسائيةِ القصيرة، إلا أن شعرها الأخضرَ الزمُردي الغير مُرتب يتحركُ مع كُلِ مرة تُديرُ فيها رأسها.

الرابِعُ هو وحشٌ يقفُ على قدَمين، بأربعةِ أذرُعٍ يُعرَفُ بإسمِ خنزيرُِ النهاية.

كما أن الوحوشَ ليستْ الوحيدةَ التي تنجذِبُ إلى بلوراتِ الطاقةِ السحرية.

يبدو أن هذا الخنزير قد قادَ الكِلابَ وظهرَ في أعماقِ الغابة.

لا أُطيقُ الإنتظارَ للرجوعِ للأبحاثِ السحرية، فهذا العملُ جاء بالصُدفةِ فقط.

تعاملَ باول معهُم بسهولة، وقطع رؤوسَهُم في غضونِ لحظات.

نَكبُرَ معًا، وأُربيها قليلًا لتُناسِبَ ذوقي.

سأقولُها مرةً أُخرى، هذا اللعينُ رائعٌ جدًا.

“حسنًا، فهمت.”

كيفَ أصِفُ ذلِك؟ بَدَتْ تحركاتهُ كُلها مليئةً بالأناقة. وما يجعلُني مُتحمِسًا هو كيفَ أن هُناكَ إيقاعًا رائِعًا فيهِم، لقد بدا أنيقًا جدًا.

لولا وجودُ باول هُنا، لتحولتُ إلى مُتعجرفٍ بسهولةٍ في هذا العالم.

وصفهُ بالكلِماتِ لن يُعطيَّهُ حقه. لو أردتُ وصفَ أسلوب قتالهِ بالكلِمات، فإنني سأقول سِحر.

ولكن، ما زلتُ لم أُحقِق أي شيء. حتى بخصوصِ السِحر، لقد إعتمدتُ فقط على ذكرياتي الماضية لكي أتمكنَ من مُلاحظةِ كيفية إستخدام التعويذةِ الصامِتة، لذا في جانبِ السحرِ أنا أتفوقُ فقط قليلًا على الآخرين.

أسلوبُ معركةِ باول مليءٌ بالسِحر. إنهُ يجذبُ ثِقةَ الناس، جاعِلًا زينيث تَقَعُ في حُبِه، ليليا تُسلِمُ لهُ جسدها، وأستطيعُ أن أفهمَ لماذا السيدةُ آدا مفتونةٌ بهِ للغاية.

بوضعِ هُراء الفتيات جانِبًا.

إنهُ الرجلُ الأكثرَ طَلبًا في القريةِ بأكملِها.

هذا هو المُزاحُ المُعتاد عندما تجتمِعُ الأُسرة، ضربُ باول من قبلِ السيدات.

حسنًا، مييه~، أيًا يكُن.

المحاربونَ في هذا العالمِ أقوياءُ بما يفوقُ الفِهم.

أنا مُمتَنٌ لوجودِ باول بِقُربي. أنا مُمتَنُ لوجودٍ شخصٍ أقوى مني بهذا القُربِ مني.

على ما يبدو، هذهِ المتاهةُ الضخمةُ متصلةٌ بفتحةٍ في قمةِ جبل صرخة التنين نفسِه. ومن خلالِ القفزِ فيها، يُقال أنهُ من المُمكِنِ الوصول إلى أعمقِ طابِق، لكن لم يتَمكَن أيُّ شخصٍ قد جربَ هذهِ الحيلة من العودةِ حيًا.

لولا وجودُ باول هُنا، لتحولتُ إلى مُتعجرفٍ بسهولةٍ في هذا العالم.

هناك أشياءٌ يُمكِنُ للبشرِ القيامُ بها وأشياءٌ لا يُمكِنُهُم القيامُ بها!!

لولا وجودهِ لأغرتني مهارتي في السِحر إلى درجةِ أن تُقنعني بتحدي بعضِ الوحوش، ثُم، غيرَ قادرٍ على التعامُلِ مع مجموعةٍ من الكلابِ المُهاجِمة، سينتهي بيَّ الأمرُ مُقطعًا إلى أشلاءٍ حرفيًا.

لكِنَ باول بصقَ ردًا على ذلِك.

وإن لم تنجَح الوحوش، فسيحدثُ هذا لي بفعلِ بشريٍ قوي.

بلورات الطاقة السحرية هي طُعمٌ مُغري.

لو سمحتُ لمهاراتي بالعبثِ برأسي، فأنا بالتأكيدِ سأفتعِلُ معركةً مع شخصٍ لا أستطيعُ الفوزَ عليه.

أُخبِرُها بشكلٍ مُتكررٍ كُلَ شهر [من الأفضلِ أن تَترُكي شعرَكِ ينمو] نجحتُ في الاونةِ الأخيرة، بدأت سيلفي تَترُك شعرها لينمو.

سيناريو شائع يحدثُ بسهولةٍ بالِغة.

في عالمٍ توجدُ فيهِ الوحوش، من المنطقي فقط أن تنموَ قوى الناسِ ويحصلوا على قوةٍ كبيرة.

وسأستَحِقُ أيَّ شيء يَحِلُ بي.

 سأُصابُ بالإحباطِ بعض الشيء، لكي أكونَ صريحةً معك، لكنني مُتأكِدةٌ من أنكَ ستتركَ بصمتكَ على هذا العالمِ في كُلِ الأحوال.

المحاربونَ في هذا العالمِ أقوياءُ بما يفوقُ الفِهم.

في أحدِ الأيام، وأنا أُمارِسُ تدريبي على السيفِ كالمُعتادِ مع باول.

يُمكِنُ أن يركضوا بسُرعةٍ تقتَرِبُ من الخمسين كيلومترًا في الساعة، و ردودُ أفعالهِم وقُدراتهُم على تَتَبُعِ الحركة غيرُ طبيعية.

 في حياتيَّ الماضية، لو واجهتُ بعضَ الصعوباتِ في شيءٍ ما، فبإمكاني البحثُ عن حلولٍ عبر الإنترنت، لكِنَ هذا العالم ليسَ فيهِ شيءٌ مريحٌ للغايةِ كالإنترنت.

بسببِ سحرِ الشِفاء، لا يموتُ المرءُ بسبب الإصاباتِ عادةً، لذا يتدربُ هؤلاء السيافون على قتلِ خصومِهِم بضربةٍ واحِدة.

“اوه، يا مُتلاعِب، من تُشبِه؟ إيه؟”

في عالمٍ توجدُ فيهِ الوحوش، من المنطقي فقط أن تنموَ قوى الناسِ ويحصلوا على قوةٍ كبيرة.

ملء التوترُ الهواء بيننا بسببِ هذا الموضوع. “حقا؟” لذا سألتُ. “لطالما ظننتُ أن بنات النُبلاء جميلات.”

علاوةً على ذلِك، باول الذي هو قويٌ جدًا، فقط في المرتبةِ المُتقدمة. وهناكَ الكثيرُ منَ الناسِ من هُم أكثرُ قوةً. في هذا العالم، الأشخاصُ المشهورون والوحوش، هناكَ الكثيرُ من المخلوقاتِ الذين باول ليسَ مُباريًا لهُم.

المحاربونَ في هذا العالمِ أقوياءُ بما يفوقُ الفِهم.

هناكَ دائمًا سمكةٌ أكبرَ بعدَ كُلِ شيء.

ظننتُ أنني غيرُ قادرةٍ على إتخاذِ خطوةٍ أُخرى بعد تعلُمِ السحر من فئةِ القديس، لكني إستطعتُ فِعلَ ذلِكَ بمُجردِ أن حاولت.

عَلَمَني وجودُ باول الذي هو أقوى مني هذا الإستنتاجَ الطبيعي.

اللعنة.

رُغمَ ذلك، لا يُهِمُ كم يمتلكُ من المزايا الرائعة، فهو لا يزالُ أبًا عديمَ الفائدةِ في المنزِل.

كتفيها الصغيرَين يَرتجِفانِ بعُنف. و وجهُها مدفونٌ في صدري.

حتى لو كُنتَ حاصِلًا على الميداليةِ الذهبيةِ الأولمبية، فأنت لا تزالُ مُجرِمًا لو إرتكبتَ جريمةً.

“هل ستذهبُ إلى مكانٍ ما؟”

part 3

تختلِفُ الأدواتُ السحرية عن إلقاء السحر من حيث أنهُ يمكنُ إستخدامُ هذهِ الأدوات دونَ الحاجةِ للطاقةِ السحرية لإستعمالهِم.

في أحدِ الأيام، وأنا أُمارِسُ تدريبي على السيفِ كالمُعتادِ مع باول.

على الرُغمِ من أنهُ ليسَ إنسانًا مُحترمًا، إلا أن قوتهُ يُشهدُ لها. أيضًا، على الرُغمِ من أنهُ يبلغُ من العُمرِ 25 عامًا فقط أو نحو ذلِك، إلا أن خبراتهُ القتالية في ساحةِ المعركةِ مُرعِبة.

لم يتغير شيء، لا زلتُ لا أستطيعُ الفوزَ على باول. رُبما لن أتمكنَ الفوزِ غدًا أيضًا.

“لا”

في الآونةِ الأخيرة، لا أشعرُ أنني أتحسن. لكن إذا لم أستمِر في التدريبِ لن أتحسن.

“هذا ليسَ هو الحال. يُقالُ أن الأنماطَ الثلاثةَ العظيمة جاءتْ من تِلكَ المتاهة.”

إلى جانبِ ذلِك، حتى لو أنني لا أشعرُ أنني أتحسن، فجسدي لا يزالُ يستوعبُ هذا التدريب. على الأرجح.

مشروعُ هيكارو جينجي*.

أعني، هكذا يعملُ الأمر، صحيح؟

 

أثناء تفكيري في هذا وذاك، تذكرَ باول فجأة شيئًا وقال:

هذا لأنني لا أُريدُ لروكسي أن تعرِفَ وضعي عديمةَ الفائدة.

“هذا صحيح رودي. حولَ المدرسة……”

أفترِضُ أنهُ حصلَ على هذا الجانبِ من شخصيتهِ من زينيث.

عندما وصلَ إلى مُنتصفِ كلامِه، توقف.

تعاملَ باول معهُم بسهولة، وقطع رؤوسَهُم في غضونِ لحظات.

“……لا يُهِم. لا شيء، دعنا نواصل.”

“لا”

رفع باول سيفهُ الخشبي وكأن شيئًا لم يحدُث.

“حسنًا………فهمت……”

لن أدعَ ذلك يمُرُّ هكذا فقط. “ماذا تقصِد، بالمدرسة؟” سألتُه.

على الرُغمِ من أنني لستُ مُتأكِدًا من مدى روعتي في عينِها، إلا أنني لم أرغبْ في إحباطِها.

“هُناكَ مؤسسةٌ تعليمية في روا، عاصمةُ فيدوا، حيث يعلمونَ أشياءً مِثلَ القراءةِ والكِتابة، الحِساب، التاريخ، الأتكيت، وأشياءٌ من هذا القبيل.”

تحتوي المكتبةُ في مملكةِ شيرون على كُتبٍ تَتَعلقُ بسحرِ الماء من فئةِ الملك.

“أعتقِدُ أنني سمعتُ عن هذا في الماضي.”

يَجِدُها البشرُ أيضًا أشياءَ مُغرية.

“عادةً طِفلٌ في عُمرِكَ سيذهبُ إلى المَدرسة……أنتَ تعرفُ كيفية القراءة والكِتابة وكيفية الحِساب، أليس كذلِك؟”

-روكسي

“همم، هذا صحيح.”

حتى لو كُنتَ حاصِلًا على الميداليةِ الذهبيةِ الأولمبية، فأنت لا تزالُ مُجرِمًا لو إرتكبتَ جريمةً.

لقد تركتُ الجميعَ يَظنُ أن روكسي هي من علمَتني الحِساب.

ولكِن نظرًا لأن قُدرتي على حفظِ الأشياء في حياتيَّ الماضية هي مُنخفضة، فقد وصلتُ الآن إلى حِدودي بالفِعل، وأنا غيرُ قادرٍ على التقدُمِ بعد هذا الحد. كم مرةً ندِمتُ على عدمِ تَعلُمِ للمزيدِ منَ الأشياء في حياتي الماضية، والآن لا يُمكِنُني إعادةُ تَعلُمِها. إضافةً إلى ذلِك، قد لا تعملُ المعرفةُ الشائعةُ من حياتيَّ الماضية هُنا. هُناكَ العديدُ من القواعدِ في هذا العالم التي لا أعرِفُها. لا أستطيعُ الإستمرارَ في الإعتمادِ على ذكرياتي السابِقة، صحيح؟

بعد ولادةِ الفتاتَين، إنخفضتْ المواردُ الماليةُ قليلًا إلى اللونِ الأحمر، لذا ساعدتهُم قليلًا في دفترِ الحِسابات. في النهاية، صُدِموا. خِفتُ من أن يُطلقَ عليَّ عبقريٌ أو شيء من هذا القبيل، لذلِكَ أحضرتُ على الفورِ إسمَ روكسي.

“همم، المدرسة؟ هااه………”

في النهاية، إرتفعَ تقييمُ روكسي مرةً أُخرى، ولا بأسَ في هذا معي.

أسلوب إله الماء: مُتقدِم

“لكنَني مُهتمٌ بالمدرسة. ألا يوجدُ الكثيرُ من الأطفالِ في نفسِ عُمري هُناك؟ قد أكونُ قادرًا على تكوينِ الصداقاتِ في المدرسة.”

الدم المصحوب بولعٍ بالنِساء.

لكِنَ باول بصقَ ردًا على ذلِك.

بمُجردِ أن تأتي، تبدأ في مُراقبتي بسعادةٍ وأنا أمارِسُ تقنياتِ السيف، ثُمَ تدريبَ السحرِ أو التَدريسِ معًا.

“إنهُ ليسَ مكانًا رائعًا كما تَعتقِد. الأتكيت هو مُجردُ هراء، هُناكَ مجموعةٌ كبيرةٌ من القواعدِ عديمةِ الفائدة، وتَعلمُ التاريخ لا فائدةَ منه. سيتمُ التنمرُ عليكَ بالتأكيد، وعندما يَجتمِعُ صعاليكُ النُبلاء، سوفَ يسببونَ ضجةً لو لم يكونوا في الصدارة. وبوجودِ طفلٍ مِثلِكَ هُناك، سيُشكِلونَ فريقًا للتنمُرِ عليك. كان والدي ماركيز، لذلكَ مع كونِكَ أقلَ مكانةً مني، سوفَ يُنظَرُ إليكَ على أنكَ مغرورٌ أكثر وأكثر.”

يبدو أن هذا الخنزير قد قادَ الكِلابَ وظهرَ في أعماقِ الغابة.

تكلمَ باول وكأنهُ قد واجهَ كُلَ هذا من قبل.

من الذي يجبُ أن أتعلمَ مِنه………

سَمِعتُ أن باول قد غادرَ المَنزِل بسببِ صرامةِ والدهِ والنُبلاء المُقرفين.

 بدونِ خطابِ توصية، ستَحتاجُ إلى إجتيازِ إمتحانِ القبول. لكنني لا أعتقِدُ أن هذا سيُشكِلُ أي صعوبةٍ تُذكرُ لشخصٍ بموهِبَتِك.

كأن دروسَ الأتكيت والتاريخ موجودةٌ فقط لإشباعِ غرورِ نُبلاء أسورا، و ربما لجعلِ الناس يشعرونَ بالقمع.

ماذا لو إنتهى بها الأمرُ بِكُرهي لتضييعِ وقتِها؟

لذلكَ فلا بُدَّ أنهُ وجدَ تلكَ الموضوعات صعبةَ التَحمُل.

ولكن إلى متى؟

ملء التوترُ الهواء بيننا بسببِ هذا الموضوع. “حقا؟” لذا سألتُ. “لطالما ظننتُ أن بنات النُبلاء جميلات.”

أسلوبُ معركةِ باول مليءٌ بالسِحر. إنهُ يجذبُ ثِقةَ الناس، جاعِلًا زينيث تَقَعُ في حُبِه، ليليا تُسلِمُ لهُ جسدها، وأستطيعُ أن أفهمَ لماذا السيدةُ آدا مفتونةٌ بهِ للغاية.

“أقترحُ عليكَ الإستسلام. قد تضعُ النبيلات المكياج ويصففنَ شعرَهُنَ ويستعملنَّ أجودَ العُطور، ولكن بمُجردِ دخولهِنَّ إلى السرير، ولأنهُنَّ لا يُمارِسن أي أنشطةٍ بدنية، فإن شكلَ أجسادهِن يكونُ فظيعًا حقًا. حسنًا، هناك بينهُن من يُحبِبن السيف، ولديهُنَّ أجسادٌ جيدةٌ جدًا، لكن مُعظمهُن يستخدِمنَّ مِشدات خصرٍ للتَستُرِ على عيوبهِن، لذلك، ما لم تُجرِدهُن من الثيابِ تمامًا فلن تعرِف كيف تبدو أجسادهُن أبدًا. لقد تمَ خِداعُ الأبِ عدةَ مرات……”

يبدأون كـكهوفٍ بسيطة، ولكن يتمُ تغييرُها بفعلِ تراكُمات الطاقةِ السحرية، ثم تتحولُ هذهِ الكهوف إلى متاهات.

نظر باول إلى السماء أثناء قولهِ لهذا، وكلماتهُ بدتْ مُقنِعةً للغاية.

نظرَ باول إليَّ بعيونٍ جادة، كما لو إن هدفهُ هو إخافتي.

على الرُغمِ من أنهُ يتحدثُ مِثلَ الحُثالة، لكن وبسببِ هذهِ التجارُب، فقد تمكنَ من الحصولِ على زوجةٍ صالحةٍ مثلَ زينيث، لذا فإن كلماتهُ لها معنًى أعمقُ حتمًا.

صرختْ سيلفي فجأة وعانقتني.

“ثُم……لن أذهبَ إلى المدرسة.”

“لن أذهبَ إلى هُناك. يقولُ الأبُ إنني سأتعرضُ للتنمُرِ ولن يُمكِنَني أن أتعلمَ أي شيءٍ هُناك.”

هُناكَ العديدُ من الأشياء التي أُريدُ تعليمَها لسيلفي.

ما يزال، هُناكَ فرصةٌ لإيجادِ أدواتٍ سحرية من بينها يُمكِنُ أن تُعطيَّ المُستخدِمَ قُدراتِ شخصٍ في مستوى ساحرٍ في رُتبةِ القديس. مثلُ هذهِ الأدوات يُمكِنُ أن يُحقِقَ بَيعُها ثروةً، ولهذا يسعى الناسُ لإستكشافِ المتاهات، ليُصبِحوا أثرياء بسُرعة.

أيضًا، لو ذهبتُ مع عِلمي أنني سأتعرضُ للتنمُر، فيجب أن يكونَ هُناكَ شيءٌ خاطئ في ذهني.

الإعتمادُ بشكلٍ مُفرِطٍ على والديهم. الناسُ الذينَ هُم مِثلُ الدُمى.

ألم أتحول إلى مُنعزِلٍ لمُدةِ 20 عامًا لمُجردِ أنني تعرضتُ للتنمُر.

يموتُ مُعظمهُم قبل أن يتَمكَنوا من الوصولِ إلى مُرادهِم، ومع ذلِك، فإن موتَهُم يُغذي المتاهةَ حيث تقومُ بإمتصاصِ جوهرِهِم السِحري وإستخدمهُ في النموِ بشكلٍ أكبرَ وأعمق.

“هذا صحيح. لو أردتَ الذهابَ إلى مدرسةٍ يومًا ما، فيُمكِنُكَ أن تصيرَّ مُغامِرًا وتذهب إلى المتاهات.”

كانَ ذلِكَ خطيرًا جدًا. كِدتُ أن أتحولَ إلى شخصيةٍ جانبيةٍ تقريبًا.

“مُغامِر……؟”

هُناكَ العديدُ من الأشياء التي أُريدُ تعليمَها لسيلفي.

“هذا صحيح. المتاهات هي مكانٌ جيد. لأن الفتيات لا يضعنَّ المكياج عند ذهابهِنَّ إلى هُناك، فسيُمكِنُكَ معرفةُ كم هُنَّ جميلات بسهولة. بغضِ النظرِ صِنفهِنَّ سواء كُنَّ ساحراتٍ أو مُحاربات، فلديهُنَّ أجسادٌ جيدةٌ حقًا.”

“إييييه. لكِنَ هؤلاء الرِجال أصبحوا مُبارزين من الدرجة الإلهية، وما يزالونَ قد واجهوا كُلَ تلكَ المصاعِب…لا أعتقِدُ أنني سأستمِرُ خمسَ دقائقَ في ذلِكَ المكان.”

بوضعِ هُراء الفتيات جانِبًا.

هي خطة لتربيةِ فتاة ٍصغيرة لتصبح زوجةً مثالية.

وفقًا للكُتُب، المتاهة هي شكلٌ من أشكالِ الوحش.

سيناريو شائع يحدثُ بسهولةٍ بالِغة.

يبدأون كـكهوفٍ بسيطة، ولكن يتمُ تغييرُها بفعلِ تراكُمات الطاقةِ السحرية، ثم تتحولُ هذهِ الكهوف إلى متاهات.

لماذا يجبُ أن أذهبَ عمدًا إلى مثل هذا المكانِ الخطيرِ سعيًا خلفَ الإثارةِ فقط.

و في أعمقِ جُزءٍ من المتاهة، يُقالُ أن هُناكَ ما يُمكِنُ إعتبارهُ مصدرًا للقوة، بلورةَ طاقةٍ سحرية، وهناك وحشٌ قوي يحرُسُها.

لكونِهِم الأبطالَ وكُلَ شيء، شقَّ أبطالُنا الثلاثة طريقَهُم عبر هذهِ العَقبات سالمين، لكنني أشكُ في قُدرةِ رَجُلٍ أخرقٍ مثلي على التعامُلِ مع ذلك. أنا من النوعِ الكثيرِ النسيان، بعدَ كُلِ شيء.

بلورات الطاقة السحرية هي طُعمٌ مُغري.

يبكيانِ عندما يُبلِلانِ السرير، تتسخ حُفاضاتهم، يجوعان أو يشعرانِ بأن هُناكَ خطًأ ما. حتى أنهُما يبكيانِ عندما لا يكون هناكَ شيءٌ خاطِئ.

الوحوشُ التي يتمُ إستدراجُها إلى المتاهات، ستموت بسبب أحدِ الفِخاخ، جوعًا حتى الموت، أو يتمَ قتلهُم من قبلِ الوحشِ الحامي.

“نعم. ولكِن، هذا لإرضاء لنفسي.”

بغضِ النظرِ عن الطريقةِ التي يموتون بها، سيتِمُ إمتصاص طاقتهِم السحرية من قِبلِ المتاهة.

“لـ-لااا!”

ولكن، هُناكَ أيضًا إحتمالُ أن يأكُلَ الوحشُ بلورةَ الطاقة السحرية، أو يتِمَ دفنهُ أحيانًا عندما تنهارُ المتاهة.

فجأة، إقتحمَ باول الغُرفة، مُخرِجًا إيايَّ من عالمي الصغير.

المتاهات تبدو وكأنها وحوش بسببِ هذا الوصفِ الغامِض.

نظرًا لعُمقِهُما الكبير، وحقيقة أنكَ لا تستطيعُ حقًا قضاء وقتِكَ في إستكشافِهُما، فقد إكتسبَ هذان المتاهتان سُمعةً بإعتبارِهُما أصعبَ ما قد يواجِههُ المُغامِرون.

كما أن الوحوشَ ليستْ الوحيدةَ التي تنجذِبُ إلى بلوراتِ الطاقةِ السحرية.

إعتقدتُ أيضًا أن وجودَ طفلةٍ لطيفةٍ مِثلِها كـكنّة لن يكونَ سيئًا، لكن عِندما إستمعتُ إلى روديوس اليوم غيرتُ رأيي.

يَجِدُها البشرُ أيضًا أشياءَ مُغرية.

“شُكرًا جزيلًا لك.”

يبدو أنهُ يمكنُ إستخدامُ بلوراتِ الطاقةِ السحرية كمُحفزاتٍ للسِحر، وبالتالي فإن أسعارها مُرتفِعةٌ للغاية. على الرُغمِ من أن السِعرَ يتحددُ بالحجم، إلا أن بيعَ بلورةِ طاقةٍ سحريةٍ صغيرة يمكنُ أن يجني ما يكفي من المالِ لصاحبِها للعيشِ بترفٍ لمُدةِ عام. علاوةً على ذلِك، في حين أن الوحوشَ ترغبُ فقط هذهِ البلورات، فإن البشرَّ لا يذهبونَّ فقط لأجلِ ذلِك.

خلال السنتَينِ اللتَينِ قضيتهُما أتعلمُ من باول، لم يرتفِع مُستوايَّ عن المستوى الإبتدائي. بعد بضعِ سنواتٍ أُخرى، لا أعرفُ كيف ستتحسن قوتي البدنية، ولكن في الوقتِ الحالي بغضِ النظرِ عن كيفيةِ مُمارسةِ ذلكَ في عقلي، لا يُمكِنُني العُثورُ على طريقةٍ للتَغلُبِ على باول. حتى لو إستخدمتُ السِحر وإستعملتُ أكثرَ الحيلِ دناءةً، أشعرُ أنني لا أستطيعُ الفوزَ على الإطلاق.

مع مرورِ الوقت، فإن المُعِدات التي تنتمي إلى الوحوش والمغامرين الذين إلتهمتهُم المتاهة ستتطور مُشبعةً بالطاقةِ السحرية. مُتحولين إلى نوعٍ جديدٍ من المُغريات: العناصر السحرية.

قالتْ زينيث بلُطفٍ أثناء النظرِ إلى باول الذي يُمسِكُ رأسه.

تختلِفُ الأدواتُ السحرية عن إلقاء السحر من حيث أنهُ يمكنُ إستخدامُ هذهِ الأدوات دونَ الحاجةِ للطاقةِ السحرية لإستعمالهِم.

إنها مِلكي أنا وحدي.

ومع ذلِك، مُعظمُ الأدوات السحرية ليستْ ذاتَ قُدراتٍ مُفيدة; غالبيةُ هذهِ الأدوات هي قُمامة.

ما يزال، هُناكَ فرصةٌ لإيجادِ أدواتٍ سحرية من بينها يُمكِنُ أن تُعطيَّ المُستخدِمَ قُدراتِ شخصٍ في مستوى ساحرٍ في رُتبةِ القديس. مثلُ هذهِ الأدوات يُمكِنُ أن يُحقِقَ بَيعُها ثروةً، ولهذا يسعى الناسُ لإستكشافِ المتاهات، ليُصبِحوا أثرياء بسُرعة.

ما يزال، هُناكَ فرصةٌ لإيجادِ أدواتٍ سحرية من بينها يُمكِنُ أن تُعطيَّ المُستخدِمَ قُدراتِ شخصٍ في مستوى ساحرٍ في رُتبةِ القديس. مثلُ هذهِ الأدوات يُمكِنُ أن يُحقِقَ بَيعُها ثروةً، ولهذا يسعى الناسُ لإستكشافِ المتاهات، ليُصبِحوا أثرياء بسُرعة.

“……؟”

يموتُ مُعظمهُم قبل أن يتَمكَنوا من الوصولِ إلى مُرادهِم، ومع ذلِك، فإن موتَهُم يُغذي المتاهةَ حيث تقومُ بإمتصاصِ جوهرِهِم السِحري وإستخدمهُ في النموِ بشكلٍ أكبرَ وأعمق.

“بالنسبةِ لعُمري، ربما يكونُ الأمرُ كذلِك.”

وهذه هي الطريقةُ التي أصبحتْ بسبَبِها المتاهاتُ أكبرَ حجمًا وأغنى بالكِنوز.

“أووي، لقد كنتُ أتجولُ في المتاهاتِ طِوالَ الوقت، حسنًا؟ ستكونُ بخير.”

أقدمُ وأعمقُ متاهةٍ معروفةٍ هي حفرةُ إله التنين، التي تقعُ عندَ سفحِ جبلِ صرخة التنينِ المُقدس في سلسلةِ جبال التنينِ الأحمر. ممّا قرأتُه، فهو موجودٌ منذُ ما لا يقِلُ عن عشرةِ آلافِ عام، ويُقدَرُ أنهُ يحتوي على حوالي 2500 طابقًا.

خلالَ ذلِكَ الوقت، هل يُمكِنُني الإحتفاظُ بها………؟

على ما يبدو، هذهِ المتاهةُ الضخمةُ متصلةٌ بفتحةٍ في قمةِ جبل صرخة التنين نفسِه. ومن خلالِ القفزِ فيها، يُقال أنهُ من المُمكِنِ الوصول إلى أعمقِ طابِق، لكن لم يتَمكَن أيُّ شخصٍ قد جربَ هذهِ الحيلة من العودةِ حيًا.

هذا هو مِقدارُ ما أعرِفهُ حاليًا عن المتاهات.

بالمُناسبة، ذلكَ “الثقب” ليسَ فوهةً بُركانيةً أو أيَّ شيءٍ آخر. من المُفترضِ أن المتاهةَ نفسها قد صُنِعتْ من أجلِ إستهلاكِ التنانين الحمراء؛ عندما يطيرُ أحدُها فوق هذهِ الحُفرة، يتِمُ إمتصاصهُ إلى داخلِها.

خفضتُ رأسي شاكِرًا، وإستمر العشاء.

لا توجدُ الكثيرُ من الأدلةِ لدعمِ هذهِ الأُسطورة بالذات. لكنَ الأمرَ ليسَ مُفاجِئًا للغاية، نظرًا لأن الحُفرة هي حرفيًا وحشٌ قديم.

أُصِبتُ بالذهول وإبتعدتُ عن سيلفي.

وبالنسبةِ للمتاهاتِ الأكثرَ تحديًا…فهُناكَ متاهةُ الجحيم، والتي تقعُ في القارةِ الإلهية، وكهفُ الشيطان، الذي يقع في وسطِ بحرِ رينغوس. من الصعبِ للغايةِ الوصولُ إلى كلاهُما، مما يعني أنهُ من المُستحيلِ الحصولُ على الإمداداتِ بمُجردِ وصولِكَ إلى أحدِهُما. 

على الرُغمِ من أنهُ يتحدثُ مِثلَ الحُثالة، لكن وبسببِ هذهِ التجارُب، فقد تمكنَ من الحصولِ على زوجةٍ صالحةٍ مثلَ زينيث، لذا فإن كلماتهُ لها معنًى أعمقُ حتمًا.

نظرًا لعُمقِهُما الكبير، وحقيقة أنكَ لا تستطيعُ حقًا قضاء وقتِكَ في إستكشافِهُما، فقد إكتسبَ هذان المتاهتان سُمعةً بإعتبارِهُما أصعبَ ما قد يواجِههُ المُغامِرون.

هل ستعترِفُ بحُبِها لي؟

هذا هو مِقدارُ ما أعرِفهُ حاليًا عن المتاهات.

الوحيدةُ التي تُحافِظُ على هدوئها هُنا هي ليليا التي تستمرُ في قول:

“لقد قرأتُ القليلَ عن المتاهات….”

“……لا يُهِم. لا شيء، دعنا نواصل.”

“آه. المبارزونَ الثلاثةُ والمتاهة، أليس كذلِك؟ إن إستكشافَ متاهةٍ أسطوريةٍ مثل هذه هي طريقةٌ أكيدةٌ لإدراجِ إسمِكَ في كُتُبِ التاريخ. هل فكرتَ يومًا في تجرُبةِ ذلِكَ بنفسِك؟”

يموتُ مُعظمهُم قبل أن يتَمكَنوا من الوصولِ إلى مُرادهِم، ومع ذلِك، فإن موتَهُم يُغذي المتاهةَ حيث تقومُ بإمتصاصِ جوهرِهِم السِحري وإستخدمهُ في النموِ بشكلٍ أكبرَ وأعمق.

قِصةُ السيافينَ الثلاثة والمتاهة هي قصةُ ثلاثةِ مُقاتلينَ شباب لامعين، الذين يُعرفونَ الآن بإسمِ إلهِ السيف وإلهِ الماء وإلهِ الشِمال. بدأ الكِتابُ بإجتماعهِم الأول ثُمَ تابعَ قُصتَهُم عبر سلسلةٍ من التَقلُبات والإنعطافات التي قادتهُم لتحدي متاهةٍ ضخمةٍ معًا. مع كثيرٍ من الخِلافات والضَحكِ والصداقةِ طوالَ قُصتهِم، بالإضافةِ إلى الوداعِ المؤلم؛ في النهاية، وبطبيعةِ الحال، حققوا هدَفَهُم مُنتصرين.

لو أردتُ المقارنة بالكيندو، فالرُتبة المُتقدِمة هي بين 4 و 5 دان. الرُتبة المُتوسِطة هي بينَ 1 دان إلى 3 دان أو نحوَ ذلِك، ولكي يصلَ المرءُ إلى مستوى الفارسِ الشائع، فالوصولُ إلى الرُتبةِ المتوسطةِ يكفي للتأهُل. بينما تتطابق رُتبةُ القديس مع نهايةِ مستوى الـ 6 دان وما فوق، لكنني سأتجاهلُ هذا الآن.

لقد كانتْ المتاهةُ الموجودةُ في هذا الكِتاب بِعُمقِ حوالي مائةَ طابقٍ فقط، لكنها كانتْ سيئةً بما يكفي.

ولكن، هُناكَ أيضًا إحتمالُ أن يأكُلَ الوحشُ بلورةَ الطاقة السحرية، أو يتِمَ دفنهُ أحيانًا عندما تنهارُ المتاهة.

“أليستْ هذهِ مُجردَ قُصة، رُغمَ ذلِك؟”

كيف يُمكِنُني حتى التفكيرُ في رمي فتاةٍ صغيرةٍ لطيفةٍ مثل سيلفييت جانِبًا والتجولَ في مكانٍ ما؟ من أجلِ ماذا؟ تحسينُ قُدراتيَّ السحرية؟ فليذهبوا جميعًا إلى الجحيم.

“هذا ليسَ هو الحال. يُقالُ أن الأنماطَ الثلاثةَ العظيمة جاءتْ من تِلكَ المتاهة.”

ومع ذلِك، مُعظمُ الأدوات السحرية ليستْ ذاتَ قُدراتٍ مُفيدة; غالبيةُ هذهِ الأدوات هي قُمامة.

“إييييه. لكِنَ هؤلاء الرِجال أصبحوا مُبارزين من الدرجة الإلهية، وما يزالونَ قد واجهوا كُلَ تلكَ المصاعِب…لا أعتقِدُ أنني سأستمِرُ خمسَ دقائقَ في ذلِكَ المكان.”

وهذه هي المرةُ الثانية التي يَمُرُّ بهذهِ التجرُبةِ بالفِعل……تسك تسك.

“أووي، لقد كنتُ أتجولُ في المتاهاتِ طِوالَ الوقت، حسنًا؟ ستكونُ بخير.”

خِبراتهُ هذهِ سمحتْ لهُ بأن يكونَ شخصًا عمليًا و واقعيًا.

إنتقلَ باول مُباشرةً إلى قُصةِ شبحٍ شاب تعاونَ مع مجموعةٍ من المُحاربين البشريين لدخولِ متاهةٍ مليئةٍ بالوحوشِ البرمائية، وإنتصارِهِم في نهايةِ المطاف بعدَ فُقدانهِم للعديدِ مِنَ الرِفاق. وقبلَ أن يُتاحَ لي الوقتُ لإستيعابِ ذلك، إنتقل إلى قُصةِ ساحرٍ غيرِ كُفء وقعَ عرضًا في متاهة، وإنضمَّ إلى مجموعةٍ فقدت ساحِرها، وإكتشفَ مواهِبَهُ الكامِنة في خضمِ المعركة.

“سأكسِبُ رُسومَ تعليم سيلفي.”

شعرتُ وكأن باول كان يتدربُ على هذهِ المُحادثةِ مُسبقًا.

لم يتغير شيء، لا زلتُ لا أستطيعُ الفوزَ على باول. رُبما لن أتمكنَ الفوزِ غدًا أيضًا.

بالتفكيرِ في الأمر…أرادني أن أكونَ مُبارزًا، أليسَ كذلِك؟ أظنُ أن خُطتهُ هي أن يُمطِرَني بقصصِ المُغامرة وملأ رأسي بأحلامِ المتاهات والمعاركِ الدرامية. لن أقولَ إنني غيرُ مهتم، خاصةً عندما يتعلقُ الأمرُ بالمتاهاتِ نفسِها. لكن بشكلٍ عام، بدا الأمرُ خطيرًا للغاية.

“شُكرًا جزيلًا لك.”

يموتُ الأشخاصُ في القُصصِ بشكلٍ مُفاجئ، لأسبابَ مُختلِفة. لم يكُن المبارزون الثلاثة هُم الشخصيات الوحيدة بالطبع، لكنَهُم الوحيدونَ الذينَ نجوا من رحلتهِم الإستكشافية. 

أسلوب إله السيف: مُتقدِم

أحدُ حُلفائهِم تفحمَ إلى حدٍ كبيرٍ في مُنتصفِ مُحادثةٍ عرضية بسببِ كُرةٍ ناريةٍ جاءتْ تطيرُ من العدم. سقطَ آخرٌ في ثُقبٍ في الأرضِ وإختفى. ثُمَ ذلِكَ الرجلُ الذي تمَ تَقطيعهُ إلى نصفينِ في اللحظةِ التي أخرجَ رأسهُ فيها من مكانِ إختبائِه. حتى المُحاربينَ الأقوياء بما يكفي لإسقاطِ الوحوشِ المُخيفةِ بسهولة، يتمُ القضاء عليهُم بواسطةِ الفِخاخِ في اللحظةِ التي يصيرونَ فيها مُهملين قليلًا.

عدتُ إلى وعيي.

لكونِهِم الأبطالَ وكُلَ شيء، شقَّ أبطالُنا الثلاثة طريقَهُم عبر هذهِ العَقبات سالمين، لكنني أشكُ في قُدرةِ رَجُلٍ أخرقٍ مثلي على التعامُلِ مع ذلك. أنا من النوعِ الكثيرِ النسيان، بعدَ كُلِ شيء.

“لا، لا، لا!!”

“ماذا عن ذلك؟ المُغامرةُ يُمكِنُ أن تكونَ مُثيرةً للإهتمام، صحيح؟”

كما أن الوحوشَ ليستْ الوحيدةَ التي تنجذِبُ إلى بلوراتِ الطاقةِ السحرية.

“هل تمزَح؟”

هذا الرجلُ هو تمامًا مِثلَ الذكورِ اليابانيين قبلَ الحربِ، الذينَ لم يعرفوا شيئًا عن الأعمالِ المنزلية.

لماذا يجبُ أن أذهبَ عمدًا إلى مثل هذا المكانِ الخطيرِ سعيًا خلفَ الإثارةِ فقط.

في الآونةِ الأخيرة، بدأتْ سيلفي تأتي إلى منزلِنا في الصباحِ أكثرَ من السابِق.

لو أمكن، أتمنى أن أكونَ مِثلَ باول، مُحاطًا بالنِساء.

“حسنًا، يجبُ أن تعرفي أن أي شيءٍ سيتبخرُ عِندَ تسخينه، وسوف يتكثفُ عند تبريدِه.”

“أعتقِدُ أنني أميلُ أكثرَ لقضاءٍ حياتي في مُطاردةِ التنانير.”

بكُلِ صراحة، لا أستطيعُ أن أقولَ أنني أفهمُ ما يَجِدهُ الناسُ جذابًا للغايةِ بشأنِ جسدي الصغيرِ الهزيل.

“أوه. أعتقِدُ أنكَ إبني حقًا بعدَ كُلِ شيء!”

“لكِن، بعدَ أن أخبرتُ سيلفي بهذهِ النية، بدأتْ في البُكاء وهي لا تريدُ أن تكونَ بعيدةً عني.”

“من الناحيةِ المثالية، أودُ أن أبنيَّ لنفسي حريمًا صغيرًا، تمامًا مِثلَ والدي العجوز العزيز.”

كوني بطلَ الرواية لا يعني أنني لا يُسمَحُ لي ببدء مشروع هيكارو جينجي……صحيح؟

“حقًا؟ أعتقِدُ أنهُ من الأفضلِ أن تتمسكَ بمُطاردةِ تنورةٍ واحدةٍ في كُلِ مرة في الوقتٍ الحالي”.

على الرُغمِ من أنني حاولتُ الجمعَ بينَ أنواعِ السِحر، أو إستخدامَ أساليبٍ مُختلفة، أو تسخيرُ العلمِ لزيادةِ قوةِ التعاويذ.

أشارَ باول إلى ورائي بإبتسامة. إستدرتُ لأجِدَ نفسي وجهًا لوجهٍ مع سيلفي ذاتَ الوجهِ المُتصلِب.

عندما فكرتُ في ذلك، أدركتُ أن سيلفي ترتجِف.

توقيتٌ مثالي، أيها المعتوه.

بشكلٍ أكثرَ دِقة، كان هو الذي جعَلَني أُشاهِدُه. بعد إخطارهِ عن وجودِ وحشٍ من قِبَلِ بُرجِ المُراقبة، قالَ لي [المُراقبةُ هي أيضًا شكلٌ من أشكالِ الخِبرة] وجَرني إلى الخارِج، ممّا سمحَ لي بمشاهدةِ معركتهِ من بعيد.

part 4

لكنَ الجامِعةَ ليستْ قريبةً مِنَ المنزِل، وأنا لا أستطيعُ التخليَّ عن سيلفي وتركِها هُنا. 

مؤخرًا في غُرفتي، قمتُ بتدريسِ سيلفي الكثيرَ من الأشياء.

ذكرتْ روكسي أن مدارِسَ السَحرةِ تميلُ إلى أن يكونَ لديها قواعدٌ ومعاييرٌ صارِمةٌ للغاية، ولكن رُبما أجدُ طريقةً ما للدخولِ في واحِدة.

بدأتُ في تدريسِها أساسياتَ الفيزياء والرياضيات، بدا الأمرُ وكأنها أسرعَ طريقةٍ لمُساعدتِها على فهمِ كيفيةِ عملِ التعويذة الصامِتة بالتفصيل.

part 2

لسوءِ الحظ، تركتُ المدرسةَ بعد المرحلةِ الإعدادية في حياتي السابقة. بينما كنتُ قد دخلتُ نظريًا إلى تلكَ المدرسةِ الثانويةِ الغبية، لكنَني و فورَ إلتحاقي بتِلكَ المدرسةِ تقريبًا، قمتُ بتركِها. 

كَتبتُ رِسالةً.

لذلك يُمكِنُني تعليمُها كميةً محدودةً من الأشياء فقط.

“لأنني عندما غادرتُ المنزِل، كنتُ في الثانيةِ عشر من عُمري.”

على الرُغم من أن التَعلُمَ ليسَ كُلَ شيءٍ في المدرسة، إلا أنني نادمٌ لعدمِ دراستي للمزيدِ من الأشياء.

“حسنًا………فهمت……”

تعَلمَتْ سيلفي أساسياتَ الكِتابة والقِراءة، وكذلك جمعَ وطرحَ الأرقام ذات الرُتبتَين. تَعليمُها جدولَ الضربِ كانَ أصعبَ قليلًا، ولكِنَها تمتلِكُ عقلًا حادًا جدًا. أنا مُتأكِدٌ من أنها سوفَ تفهم القِسمة قريبًا بما فيهِ الكفاية.

حصلتُ على رفضٍ مُباشِر.

وأُعلِمُها بعضَ العلومِ الأساسية، جنبًا إلى جنبٍ مع السِحر.

لن أسمحَ بحدوثِ ذلك، لن أسمح بأن يتسببَ إبني في تدميرِ حياةِ طفلةٍ هكذا. إنهُ ليسَ شيئًا جيدًا بالنسبةِ لرودي أيضًا.

“لماذا الماء الذي يَسخَنُ يتحولُ إلى بُخار……هل هذا بسببِ الهواء؟”

بعد أن عدلَ باول جلستهُ على الكُرسي، طوى ذراعيهِ و رفعَ ذقنَه، مما يجعلهُ يبدو مُتفوِقًا.

“حسنًا، يتبخرُ الماءُ بشكلٍ طبيعيٍ في الهواء، لكِنَ الأمرَ يتطلبُ بعضَ الحرارةِ حتى يحدُثَ ذلِك. لهذا، كلما زادتْ الحرارة، كُلما تبخر الماء بسهولةٍ أكبر.”

يموتُ الأشخاصُ في القُصصِ بشكلٍ مُفاجئ، لأسبابَ مُختلِفة. لم يكُن المبارزون الثلاثة هُم الشخصيات الوحيدة بالطبع، لكنَهُم الوحيدونَ الذينَ نجوا من رحلتهِم الإستكشافية. 

أنا أُدرِسُها حاليًا مفاهيمَ التبخُرِ والتَكثيفِ والتَسامي.

من النظرةِ على وجهِ سيلفي، بدا واضِحًا أنها لم تفهَم حقًا أي شيء. رُغمَ ذلِك، لقد أثبتتْ سيلفي أنها تتعلمُ بسُرعة، غالبًا. رُبما لأنها دائمًا ما تولي إهتمامًا كبيرًا لما أُعلِمُها وتبذلُ قُصارى جُهدِها.

“……؟”

في اليومِ التالي إنتظرتُ حتى تَجمعتْ عائلتي على مائدةِ العشاء، ثُمَ قُمتُ بحركتي.

أظهرتْ وجهًا يدلُ على شخصٍ لم يفهم شيئًا.

هذا هو الروتينُ اليومي مؤخرًا.

من النظرةِ على وجهِ سيلفي، بدا واضِحًا أنها لم تفهَم حقًا أي شيء. رُغمَ ذلِك، لقد أثبتتْ سيلفي أنها تتعلمُ بسُرعة، غالبًا. رُبما لأنها دائمًا ما تولي إهتمامًا كبيرًا لما أُعلِمُها وتبذلُ قُصارى جُهدِها.

“حسنًا، فهمت.”

“حسنًا، يجبُ أن تعرفي أن أي شيءٍ سيتبخرُ عِندَ تسخينه، وسوف يتكثفُ عند تبريدِه.”

“لقد كنتُ غريبًا منذُ طفولتي، وِفقًا لوالدَيّ.”

بما أنني لستُ مُدرِسًا، يجبُ أن يكونَ هذا كافيًا.

رفع باول سيفهُ الخشبي وكأن شيئًا لم يحدُث.

سيلفي أذكى مني. لو حاولتْ تعليمَ نفسِها، فسوفَ تتعلمُ بسهولة. وبفضلِ السِحر، لم تَحتَج حقًا إلى أدواتٍ لتجرُبةِ الأشياء.

“ستحتاجينَ إلى درجاتِ حرارةٍ عاليةٍ لتحقيقِ ذلِك.”

“هل تذوبُ الصخورُ أيضًا؟”

أو هل بدأتْ تسيرُ على طريقِ مُبارزِ السيف؟

“ستحتاجينَ إلى درجاتِ حرارةٍ عاليةٍ لتحقيقِ ذلِك.”

نظرًا لعُمقِهُما الكبير، وحقيقة أنكَ لا تستطيعُ حقًا قضاء وقتِكَ في إستكشافِهُما، فقد إكتسبَ هذان المتاهتان سُمعةً بإعتبارِهُما أصعبَ ما قد يواجِههُ المُغامِرون.

” هل يُمكِنُ لرودي أن يجعلَ الصخورَ تذوب؟”

لكِن، هذهِ المرة بجدية.

“بالطبع”

“لا أريدُكَ أن تذهب. لا تذهب، الى أي مكان……”

على الرُغمِ من قولي لهذا لكنَني لم أحاوِل فِعلَ ذلِكَ من قبل.

الناس الذينَ لا يستطيعونَ قول هذا في عُمرٍ كهذا لن يستطيعوا قولَ ذلِكَ في حياتهِم كُلِها.

ومع ذلِك، عندما أُركِزُ حقًا، يُمكِنُني الآن التمييزُ بشكلٍ تقريبي بين العناصرِ المُختلِفة في الهواءِ من حولي. بإستخدامِ هذا، يُمكِنُني على الأغلبِ ضخُّ الأكسجين والهيدروجين بالقوة إلى الصخور، إلى أن أتمكنَ من تحقيقِ درجةِ الحرارةِ اللازِمةِ لإذابةِ الصخور، ولكِن من المُمكنِ أن أُحرِقَ نفسي خلالَ هذهِ العملية، لذلِكَ لم أرغب في التجرُبة.

شقيقتاي، نورن وآيشا، يَكبُران دونَ أي مشاكِل.

إضافةً إلى ذلِك، هُناكَ سِحرٌ من الفئةِ المُتقدِمة يُسمى [الصهارةُ المُتدفِقة].

“هُناكَ مؤسسةٌ تعليمية في روا، عاصمةُ فيدوا، حيث يعلمونَ أشياءً مِثلَ القراءةِ والكِتابة، الحِساب، التاريخ، الأتكيت، وأشياءٌ من هذا القبيل.”

بغضِ النظرِ عن الطريقةِ التي أنظرُ إليها بها، هذهِ التعويذة هي سِحرٌ مُدمج يَمزِجُ بين الأرضِ والنار، ولكِنها تُصنَفُ على أنها من فئةِ سحرِ النارِ المُتقدم. لقد أحبوا تقسيمَ الأشياء بدقةٍ إلى تَخصُصاتِها المُختلِفة هُنا، لكِنَ كُلَ ذلِكَ مُترابِط. لو أردتُ زيادةَ قوةِ النار يُمكِنُني فقط ضَخُّ المزيدِ من الطاقةِ السحريةِ الخام إلى تعويذاتي؛ ويُمكِنُ أيضًا من خلالِ التلاعُبِ بالغازاتِ القابلةِ للإحتراق، على سبيلِ المِثال، إنتاجُ حرارةٍ شديدةٍ بشكلٍ أكثرَ كفاءة. 

إعتقدتُ أيضًا أن وجودَ طفلةٍ لطيفةٍ مِثلِها كـكنّة لن يكونَ سيئًا، لكن عِندما إستمعتُ إلى روديوس اليوم غيرتُ رأيي.

هذا ما فَهِمتهُ حتى هذهِ النُقطة.

بوضعِ هُراء الفتيات جانِبًا.

 مهارتي كساحرٍ لم تتحسن بشكلٍ واضحٍ منذُ مُغادرةِ روكسي.

“هذا هو الشيء الحقيقي، هذهِ هي تربية الأطفال الحقيقية! كانَ الأمرُ سهلًا للغايةِ مع السيدِ الشابِ روديوس! لا يمكنُ تسميةُ ذلك بتربيةِ طفل!”

على الرُغمِ من أنني حاولتُ الجمعَ بينَ أنواعِ السِحر، أو إستخدامَ أساليبٍ مُختلفة، أو تسخيرُ العلمِ لزيادةِ قوةِ التعاويذ.

عدتُ إلى وعيي.

على السطح، قد يبدو أن مُستواي إرتفعَ قليلًا.

part 2

ولكن أشعرُ أن هُناكَ عُنُقَ زُجاجة. نظرًا لمستوى معرفتي الحالي، قد لا أتمكنُ أبدًا من فعلِ أي شيءٍ أكثر روعةً مما يُمكِنُني القيامُ بهِ الآن.

شعرتُ وكأن باول كان يتدربُ على هذهِ المُحادثةِ مُسبقًا.

 في حياتيَّ الماضية، لو واجهتُ بعضَ الصعوباتِ في شيءٍ ما، فبإمكاني البحثُ عن حلولٍ عبر الإنترنت، لكِنَ هذا العالم ليسَ فيهِ شيءٌ مريحٌ للغايةِ كالإنترنت.

عِندَ هذهِ النُقطة، لن تتمكنَ سيلفي المهجورةُ من الوقوف. مِثلَ دُميةٍ مكسورة، لن تَقِفَ مرةً أخرى.

من الذي يجبُ أن أتعلمَ مِنه………

زينيث وليليا هادئتانِ أيضًا.

“همم، المدرسة؟ هااه………”

حسنًا، للمُساعدةِ في إستعادةِ بعضِ شرفِ باول، إسمحوا لي أن أتحدثَ عن بعضِ نُقاطِ تميُزهِ المُدهشة.

ذكرتْ روكسي أن مدارِسَ السَحرةِ تميلُ إلى أن يكونَ لديها قواعدٌ ومعاييرٌ صارِمةٌ للغاية، ولكن رُبما أجدُ طريقةً ما للدخولِ في واحِدة.

أنا في السابعةِ من عُمري الآن.

“أنتَ ذاهِبٌ إلى المدرسة، رودي؟”

علاوةً على ذلِك، باول الذي هو قويٌ جدًا، فقط في المرتبةِ المُتقدمة. وهناكَ الكثيرُ منَ الناسِ من هُم أكثرُ قوةً. في هذا العالم، الأشخاصُ المشهورون والوحوش، هناكَ الكثيرُ من المخلوقاتِ الذين باول ليسَ مُباريًا لهُم.

على ما يبدو، كنتُ أُفكِرُ بصوتٍ عال. إلتفتتْ سيلفي لتنظُرَ إلي، بتعبيرٍ قلقٍ على وجهِها.

أقدمُ وأعمقُ متاهةٍ معروفةٍ هي حفرةُ إله التنين، التي تقعُ عندَ سفحِ جبلِ صرخة التنينِ المُقدس في سلسلةِ جبال التنينِ الأحمر. ممّا قرأتُه، فهو موجودٌ منذُ ما لا يقِلُ عن عشرةِ آلافِ عام، ويُقدَرُ أنهُ يحتوي على حوالي 2500 طابقًا.

في كُلِ مرةٍ تديرُ رأسها، يتحركُ شَعرُها الأخضرُ أيضًا.

بغضِ النظرِ عن الطريقةِ التي أنظرُ إليها بها، هذهِ التعويذة هي سِحرٌ مُدمج يَمزِجُ بين الأرضِ والنار، ولكِنها تُصنَفُ على أنها من فئةِ سحرِ النارِ المُتقدم. لقد أحبوا تقسيمَ الأشياء بدقةٍ إلى تَخصُصاتِها المُختلِفة هُنا، لكِنَ كُلَ ذلِكَ مُترابِط. لو أردتُ زيادةَ قوةِ النار يُمكِنُني فقط ضَخُّ المزيدِ من الطاقةِ السحريةِ الخام إلى تعويذاتي؛ ويُمكِنُ أيضًا من خلالِ التلاعُبِ بالغازاتِ القابلةِ للإحتراق، على سبيلِ المِثال، إنتاجُ حرارةٍ شديدةٍ بشكلٍ أكثرَ كفاءة. 

أُخبِرُها بشكلٍ مُتكررٍ كُلَ شهر [من الأفضلِ أن تَترُكي شعرَكِ ينمو] نجحتُ في الاونةِ الأخيرة، بدأت سيلفي تَترُك شعرها لينمو.

على ما يبدو، كنتُ أُفكِرُ بصوتٍ عال. إلتفتتْ سيلفي لتنظُرَ إلي، بتعبيرٍ قلقٍ على وجهِها.

على الرُغمِ من أن طولَ شعرِها الآن هو بطولِ قصاتِ الشعرِ النسائيةِ القصيرة، إلا أن شعرها الأخضرَ الزمُردي الغير مُرتب يتحركُ مع كُلِ مرة تُديرُ فيها رأسها.

على الرُغمِ من أنني حاولتُ الجمعَ بينَ أنواعِ السِحر، أو إستخدامَ أساليبٍ مُختلفة، أو تسخيرُ العلمِ لزيادةِ قوةِ التعاويذ.

إنهُ شعورٌ رائع.

هل أنا بحاجةٍ للإنتظارِ حتى تَبلُغَ العاشرة؟ الخامِسة عشر؟ أم أكبرُ من هذا حتى…؟

 القليلُ بعد للحصولِ على قَصَةِ ذيلِ الحصان.

“حسنًا. يُمكِنُني مُساعدتُك في إيجادِ عمل.”

“لن أذهبَ إلى هُناك. يقولُ الأبُ إنني سأتعرضُ للتنمُرِ ولن يُمكِنَني أن أتعلمَ أي شيءٍ هُناك.”

“أووي، لقد كنتُ أتجولُ في المتاهاتِ طِوالَ الوقت، حسنًا؟ ستكونُ بخير.”

“لكِنَ رودي يبدو غريبًا مؤخرًا.”

تحتوي المكتبةُ في مملكةِ شيرون على كُتبٍ تَتَعلقُ بسحرِ الماء من فئةِ الملك.

هاه؟. حقًا؟

المتاهات تبدو وكأنها وحوش بسببِ هذا الوصفِ الغامِض.

لم أُدرِك ذلِك. هل فعلتُ شيئًا غبيًا مرةً أُخرى؟

“لكِن، بعدَ أن أخبرتُ سيلفي بهذهِ النية، بدأتْ في البُكاء وهي لا تريدُ أن تكونَ بعيدةً عني.”

على الرُغمِ من أنني أُحاوِلُ بعنايةٍ التصرُفَ مِثلَ شخصيةِ بطلِ الروايةِ البارد أمامَ سيلفي.

 في حياتيَّ الماضية، لو واجهتُ بعضَ الصعوباتِ في شيءٍ ما، فبإمكاني البحثُ عن حلولٍ عبر الإنترنت، لكِنَ هذا العالم ليسَ فيهِ شيءٌ مريحٌ للغايةِ كالإنترنت.

“لقد كنتُ غريبًا منذُ طفولتي، وِفقًا لوالدَيّ.”

**إشارةً إلى الرواية اليابانية الشهيرة جينجي مونوجاتاري. مشروع هيكارو جينجي

أجبتُ جوابًا يحملُ نيةَ الإستفسارِ معه، قامتْ سيلفي بتجعيدِ جَبهَتِها وهزتْ رأسَها.

ولكن، ما زلتُ لم أُحقِق أي شيء. حتى بخصوصِ السِحر، لقد إعتمدتُ فقط على ذكرياتي الماضية لكي أتمكنَ من مُلاحظةِ كيفية إستخدام التعويذةِ الصامِتة، لذا في جانبِ السحرِ أنا أتفوقُ فقط قليلًا على الآخرين.

“ليسَ هذا ما أقصِدُه. كيف يجب أن أشرحها…؟ يبدو الأمرُ كما لو أنكَ لستْ نشيطًا كالمُعتاد……”

“إنهُ ليسَ مكانًا رائعًا كما تَعتقِد. الأتكيت هو مُجردُ هراء، هُناكَ مجموعةٌ كبيرةٌ من القواعدِ عديمةِ الفائدة، وتَعلمُ التاريخ لا فائدةَ منه. سيتمُ التنمرُ عليكَ بالتأكيد، وعندما يَجتمِعُ صعاليكُ النُبلاء، سوفَ يسببونَ ضجةً لو لم يكونوا في الصدارة. وبوجودِ طفلٍ مِثلِكَ هُناك، سيُشكِلونَ فريقًا للتنمُرِ عليك. كان والدي ماركيز، لذلكَ مع كونِكَ أقلَ مكانةً مني، سوفَ يُنظَرُ إليكَ على أنكَ مغرورٌ أكثر وأكثر.”

أوه. هذا ما تَعنيه.

يبكيانِ عندما يُبلِلانِ السرير، تتسخ حُفاضاتهم، يجوعان أو يشعرانِ بأن هُناكَ خطًأ ما. حتى أنهُما يبكيانِ عندما لا يكون هناكَ شيءٌ خاطِئ.

لقد إنجرفتْ أفكاري بعيدًا. ظننتُ أنني فعلتُ شيئًا غبيًا مرةً أُخرى.

 هل يجبُ أن أُضيعَ وقتي على الأخطاء؟

“حسنًا، لم أُحقِق تقدُمًا كبيرًا مؤخرًا. لم أتحسَن كثيرًا، لا في تقنياتِ السحرِ ولا السيف.”

” هل يُمكِنُ لرودي أن يجعلَ الصخورَ تذوب؟”

“لكن…..رودي مُدهِشٌ حقًا؟”

نَكبُرَ معًا، وأُربيها قليلًا لتُناسِبَ ذوقي.

“بالنسبةِ لعُمري، ربما يكونُ الأمرُ كذلِك.”

أثناء تفكيري في هذا وذاك، تذكرَ باول فجأة شيئًا وقال:

في الواقِع، في هذا العالم، قد أكونُ مُذهِلًا حقًا في عُمري هذا.

“أنا أفهم يا أبي. ثُم، سأواصِلُ مُمارسةَ تقنياتِ السيف كالمُعتاد، حولَ مُشكلةِ العُمر كم سنةً أحتاجُ للإنتظار؟”

ولكن، ما زلتُ لم أُحقِق أي شيء. حتى بخصوصِ السِحر، لقد إعتمدتُ فقط على ذكرياتي الماضية لكي أتمكنَ من مُلاحظةِ كيفية إستخدام التعويذةِ الصامِتة، لذا في جانبِ السحرِ أنا أتفوقُ فقط قليلًا على الآخرين.

عندما وصلَ إلى مُنتصفِ كلامِه، توقف.

ولكِن نظرًا لأن قُدرتي على حفظِ الأشياء في حياتيَّ الماضية هي مُنخفضة، فقد وصلتُ الآن إلى حِدودي بالفِعل، وأنا غيرُ قادرٍ على التقدُمِ بعد هذا الحد. كم مرةً ندِمتُ على عدمِ تَعلُمِ للمزيدِ منَ الأشياء في حياتي الماضية، والآن لا يُمكِنُني إعادةُ تَعلُمِها. إضافةً إلى ذلِك، قد لا تعملُ المعرفةُ الشائعةُ من حياتيَّ الماضية هُنا. هُناكَ العديدُ من القواعدِ في هذا العالم التي لا أعرِفُها. لا أستطيعُ الإستمرارَ في الإعتمادِ على ذكرياتي السابِقة، صحيح؟

“أووي، لقد كنتُ أتجولُ في المتاهاتِ طِوالَ الوقت، حسنًا؟ ستكونُ بخير.”

السِحرُ هو القانونُ الأساسي هُنا. و لفهمِ كيفيةِ عَملِه، فأنا بحاجةٍ إلى فهمِ هذا العالمِ أيضًا.

ونظرًا لكونهِ يَستخدِمُ غريزتهُ أكثرَ مِنَ اللازِم، فلا أستطيعُ أن أفهمَ إلا نِصفَ نصائحِه، لكنني أعلمُ أن ما يقولهُ صحيحٌ تمامًا.

“أشعرُ أن الوقتَ قد حانَ للإنتقالِ إلى المَرحلةِ التاليةِ يا سيلفي.”

إعتقدتُ أيضًا أن وجودَ طفلةٍ لطيفةٍ مِثلِها كـكنّة لن يكونَ سيئًا، لكن عِندما إستمعتُ إلى روديوس اليوم غيرتُ رأيي.

 تَحسَنَ سِحرُ سيلفي إلى ألافضل، كما أصبحتْ أذكى.

 سأُصابُ بالإحباطِ بعض الشيء، لكي أكونَ صريحةً معك، لكنني مُتأكِدةٌ من أنكَ ستتركَ بصمتكَ على هذا العالمِ في كُلِ الأحوال.

بالنظرِ إليها، يحترقُ قلبي بالقلَق. هل أنا عديمُ الفائدة لكوني الوحيدَ الذي لا يتطور؟

نظرًا لعُمقِهُما الكبير، وحقيقة أنكَ لا تستطيعُ حقًا قضاء وقتِكَ في إستكشافِهُما، فقد إكتسبَ هذان المتاهتان سُمعةً بإعتبارِهُما أصعبَ ما قد يواجِههُ المُغامِرون.

على الرُغمِ من أنني ما زلتُ أتصرفُ كبطلِ الرواية، لكِن، بعد أن تَكبُرَ سيلفي، قد تتخلى عني.

ماذا لو إنتهى بها الأمرُ بِكُرهي لتضييعِ وقتِها؟

“هل ستذهبُ إلى مكانٍ ما؟”

أحدُ حُلفائهِم تفحمَ إلى حدٍ كبيرٍ في مُنتصفِ مُحادثةٍ عرضية بسببِ كُرةٍ ناريةٍ جاءتْ تطيرُ من العدم. سقطَ آخرٌ في ثُقبٍ في الأرضِ وإختفى. ثُمَ ذلِكَ الرجلُ الذي تمَ تَقطيعهُ إلى نصفينِ في اللحظةِ التي أخرجَ رأسهُ فيها من مكانِ إختبائِه. حتى المُحاربينَ الأقوياء بما يكفي لإسقاطِ الوحوشِ المُخيفةِ بسهولة، يتمُ القضاء عليهُم بواسطةِ الفِخاخِ في اللحظةِ التي يصيرونَ فيها مُهملين قليلًا.

سألتني سيلفي بحواجِبَ مُجعدة.

“لا…لا تذهب رودي!هيك…واااااااه.”

“حسنًا، رُبما”. أجبتُها “أبي قال إنني يجبُ أن أُجرِبَ إستكشافَ المتاهات، وليسَ هُناكَ الكثيرُ ممّا يُمكِنُني القيامُ به في هذهِ القرية…رُبما سينتهي بيَّ المطافُ بالذهابِ إلى مدرسةٍ ما أو تجرُبة المُغامرة، على ما أعتقِد.”

حتى لو كُنتَ حاصِلًا على الميداليةِ الذهبيةِ الأولمبية، فأنت لا تزالُ مُجرِمًا لو إرتكبتَ جريمةً.

لم أُفكِر كثيرًا وقلتُ هذا بشكلٍ عشوائي.

أتذكرُ أن عُمرَ البلوغِ في هذا العالم هو خمسةُ عشر عامًا.

“لـ-لااا!”

ربما جميعُ الرجالِ الطموحينَ هُم حيواناتٌ مجنونةٌ بالجنسِ في القلب؟ أنا قلقةٌ قليلًا من أنهُ قد يعتدي عليَّ قبلَ أن أنتهيَّ من تعليمِه.

صرختْ سيلفي فجأة وعانقتني.

هُناكَ العديدُ من الأشياء التي أُريدُ تعليمَها لسيلفي.

وااه. ما-ما-ما الخطأ؟

قالتْ زينيث بلُطفٍ أثناء النظرِ إلى باول الذي يُمسِكُ رأسه.

هل ستعترِفُ بحُبِها لي؟

“شُكرًا جزيلًا لك.”

عندما فكرتُ في ذلك، أدركتُ أن سيلفي ترتجِف.

رقمُ واحِد، أنتَ لا تزالُ تتعلمُ تقنياتِ السيف. إذا تركتَها الآن، مهاراتُكَ لن تتطور.لذا وكمُعلِمِك، لا يُمكِنُ أن أسمحَ لكَ بتركِها هكذا.

“اه…سيلفي؟”

“ثُمَ المُشكِلَةُ النهائية.”

“لا، لا، لا!!”

سيناريو شائع يحدثُ بسهولةٍ بالِغة.

عانقتني سيلفي بإحكامٍ الى حدِ أنني لم أقدِر على التنفُس.

لذا، اه نعم. دعونا نضع كُل ذلِكَ جانِبًا.

 لستُ مُتأكِدًا من كيفيةِ الردِ عليها، ظللتُ صامِتًا.……

“أعتقِدُ أنني أميلُ أكثرَ لقضاءٍ حياتي في مُطاردةِ التنانير.”

“لا…لا تذهب رودي!هيك…واااااااه.”

بغضِ النظرِ عن الطريقةِ التي يموتون بها، سيتِمُ إمتصاص طاقتهِم السحرية من قِبلِ المتاهة.

أجهشتْ بالبُكاء.

“ثُمَ المُشكِلَةُ النهائية.”

كتفيها الصغيرَين يَرتجِفانِ بعُنف. و وجهُها مدفونٌ في صدري.

ونظرًا لكونهِ يَستخدِمُ غريزتهُ أكثرَ مِنَ اللازِم، فلا أستطيعُ أن أفهمَ إلا نِصفَ نصائحِه، لكنني أعلمُ أن ما يقولهُ صحيحٌ تمامًا.

…ما-ما-ما الخطأ؟

إنها دولةٌ صغيرةٌ تقعُ في منطقةِ وسطِ القارةِ الجنوبيةِ الشرقية.

في البدايةِ ربَّتُ على رأسِ سيلفي، ومَسدتُ بهدوءٍ على ظهرِها.

لا أُطيقُ الإنتظارَ للرجوعِ للأبحاثِ السحرية، فهذا العملُ جاء بالصُدفةِ فقط.

في نفسِ الوقتِ مؤخِرَتُها………لا، لا، أنا لستُ باول.

هذا هو الروتينُ اليومي مؤخرًا.

إترُك المؤخرةَ وشأنَها.

“أنا أفهم يا أبي. ثُم، سأواصِلُ مُمارسةَ تقنياتِ السيف كالمُعتاد، حولَ مُشكلةِ العُمر كم سنةً أحتاجُ للإنتظار؟”

لففتُ ذراعي حول ظَهرِها، إنهُ لشعورٌ دافئ جدًا وناعم. دفنتُ وجهي في شعرِها وشمَمتُ رائحةَ شيءٍ جميل.

لو أردتُ المقارنة بالكيندو، فالرُتبة المُتقدِمة هي بين 4 و 5 دان. الرُتبة المُتوسِطة هي بينَ 1 دان إلى 3 دان أو نحوَ ذلِك، ولكي يصلَ المرءُ إلى مستوى الفارسِ الشائع، فالوصولُ إلى الرُتبةِ المتوسطةِ يكفي للتأهُل. بينما تتطابق رُتبةُ القديس مع نهايةِ مستوى الـ 6 دان وما فوق، لكنني سأتجاهلُ هذا الآن.

آه، هذا عظيم. هذا، عظيمٌ حقًا……أشعرُ……

من الذي يجبُ أن أتعلمَ مِنه………

“لا أريدُكَ أن تذهب. لا تذهب، الى أي مكان……”

وهذه هي المرةُ الثانية التي يَمُرُّ بهذهِ التجرُبةِ بالفِعل……تسك تسك.

عدتُ إلى وعيي.

كتبتُ رِسالةً بينما أُفكِر.

“آه، آه……”

البشرُ يتمهلون كثيرًا. فترةُ الذروةِ بالنسبةِ للبشرِ قصيرةٌ جدًا، لكن لا أحدَ يُريدُ الركض. الأشياء التي يُمكِنُكَ القيامُ بها يجبُ أن تقومَ بها بشكلٍ كامِل. حتى لو لامكَ الجميع، على الأقل ستستطيعُ القولَ أنكَ أنجزتَ شيئًا.

فَهِمتُ الآن. هذا هو ما في الأمرِ إذن.

 الآن، أنا أعترفُ أنهُ رجلٌ لديهِ الكثيرُ من العيوب، وهو، في الحقيقة، قُمامةٌ بشريةٌ وهذا شيءٌ لا يُمكِنُ إنكارُه. فلماذا أفعلُ هذا؟

في الآونةِ الأخيرة، بدأتْ سيلفي تأتي إلى منزلِنا في الصباحِ أكثرَ من السابِق.

هذا الرجلُ هو تمامًا مِثلَ الذكورِ اليابانيين قبلَ الحربِ، الذينَ لم يعرفوا شيئًا عن الأعمالِ المنزلية.

بمُجردِ أن تأتي، تبدأ في مُراقبتي بسعادةٍ وأنا أمارِسُ تقنياتِ السيف، ثُمَ تدريبَ السحرِ أو التَدريسِ معًا.

هذا هو مِقدارُ ما أعرِفهُ حاليًا عن المتاهات.

هذا هو الروتينُ اليومي مؤخرًا.

لن أسمحَ بحدوثِ ذلك، لن أسمح بأن يتسببَ إبني في تدميرِ حياةِ طفلةٍ هكذا. إنهُ ليسَ شيئًا جيدًا بالنسبةِ لرودي أيضًا.

لو رحلتُ في يومٍ من الأيام، سيلفي ستكونُ وحيدة. حتى لو إستخدمتْ السِحرَ لطردِ الأطفالِ السيئين بعيدًا، فهي لن تُكوِنَ أي صداقات.

على الرُغمِ من أنهُ ماهرٌ جدًا في فنونِ السيف، ويحضى بثقةٍ عميقةٍ من القرويين، إلا أنه في نصف المستوى المطلوب عندما يتعلقُ الأمرُ بكونهِ أبًا.

عندما فكرتُ في الأشياءِ إلى هذا الحد، بدأتُ أراها أكثرَ لطافةً.

أسلوبُ حياةِ روديوس أكثرُ تسرُعًا.

أنا الوحيدُ الذي يُحِبُها هُنا.

لذلك يُمكِنُني تعليمُها كميةً محدودةً من الأشياء فقط.

إنها مِلكي أنا وحدي.

لو سمحتُ لمهاراتي بالعبثِ برأسي، فأنا بالتأكيدِ سأفتعِلُ معركةً مع شخصٍ لا أستطيعُ الفوزَ عليه.

“فَهِمت، فَهِمت. لن أذهبَ إلى أي مكان.”

“لا…لا تذهب رودي!هيك…واااااااه.”

كيف يُمكِنُني حتى التفكيرُ في رمي فتاةٍ صغيرةٍ لطيفةٍ مثل سيلفييت جانِبًا والتجولَ في مكانٍ ما؟ من أجلِ ماذا؟ تحسينُ قُدراتيَّ السحرية؟ فليذهبوا جميعًا إلى الجحيم.

هل أنا بحاجةٍ للإنتظارِ حتى تَبلُغَ العاشرة؟ الخامِسة عشر؟ أم أكبرُ من هذا حتى…؟

يُمكِنُني بالفعلِ إستعمالُ السِحرِ من فئةِ القديس والسحر من الفئةِ المُتقدِمة، لو تطلبَ الأمر، سأكونُ مُدرِسًا مَِثلَ روكسي. قبل سنِ البِلوغ، سأقضي وقتي مع سيلفي.

ولكِن، الشيءُ التالي.

 لنفعل ذلِك.

إنها ترعى الطفلينِ بإستخدامِ خِبراتِها.

نَكبُرَ معًا، وأُربيها قليلًا لتُناسِبَ ذوقي.

“هُناكَ ثلاثةُ أسباب.

مشروعُ هيكارو جينجي*.

إنتقلَ باول مُباشرةً إلى قُصةِ شبحٍ شاب تعاونَ مع مجموعةٍ من المُحاربين البشريين لدخولِ متاهةٍ مليئةٍ بالوحوشِ البرمائية، وإنتصارِهِم في نهايةِ المطاف بعدَ فُقدانهِم للعديدِ مِنَ الرِفاق. وقبلَ أن يُتاحَ لي الوقتُ لإستيعابِ ذلك، إنتقل إلى قُصةِ ساحرٍ غيرِ كُفء وقعَ عرضًا في متاهة، وإنضمَّ إلى مجموعةٍ فقدت ساحِرها، وإكتشفَ مواهِبَهُ الكامِنة في خضمِ المعركة.

**إشارةً إلى الرواية اليابانية الشهيرة جينجي مونوجاتاري. مشروع هيكارو جينجي

إبني يكبرُ بسُرعةٍ كبيرة.

هي خطة لتربيةِ فتاة ٍصغيرة لتصبح زوجةً مثالية.

قال باول نفسَ الشيء الذي قالهُ عند بدايةِ المُحادثة.

هيهيهيهي.

أكسبهُ هذا التعليق الضربةَ الثالِثة من كِلتا السيدَتَين.

…………هااا!

لقد تركتُ الجميعَ يَظنُ أن روكسي هي من علمَتني الحِساب.

لا! اهدأ اهدأ اهدأ.

أنظر إليها. إنها ناعمةٌ جدًا ودافئة ولطيفة، ورائِحَتُها لطيفةٌ جدًا.

ألم تُقرِر أن تكونَ بطلَ الرواية؟

حتى بالنسبةِ لي كانَ عُمري إحدى عشر عامًا، وهو عندما وصلَ مُستواي في أسلوب إله السيف إلى الرُتبةِ المُتقدِمة.

لماذا تُخطِطُ الآنَ لشيءٍ كهذا……؟

هذا لأنني لا أُريدُ لروكسي أن تعرِفَ وضعي عديمةَ الفائدة.

لكن، لكن.

part 5

كوني بطلَ الرواية لا يعني أنني لا يُسمَحُ لي ببدء مشروع هيكارو جينجي……صحيح؟

ولكن أشعرُ أن هُناكَ عُنُقَ زُجاجة. نظرًا لمستوى معرفتي الحالي، قد لا أتمكنُ أبدًا من فعلِ أي شيءٍ أكثر روعةً مما يُمكِنُني القيامُ بهِ الآن.

إنتظر! ما الذي أُفكِرُ فيه!!

“لقد كنتُ غريبًا منذُ طفولتي، وِفقًا لوالدَيّ.”

لكن، إلى متى يجبُ أن أستمِرَ في الإدِعاء أنني لا أعرِفُ مشاعِرَ هذهِ الطِفلة؟

صرختْ سيلفي فجأة وعانقتني.

إنها فتاةٌ تبلغُ من العُمرِ ست سنواتٍ فقط. 

“أقترحُ عليكَ الإستسلام. قد تضعُ النبيلات المكياج ويصففنَ شعرَهُنَ ويستعملنَّ أجودَ العُطور، ولكن بمُجردِ دخولهِنَّ إلى السرير، ولأنهُنَّ لا يُمارِسن أي أنشطةٍ بدنية، فإن شكلَ أجسادهِن يكونُ فظيعًا حقًا. حسنًا، هناك بينهُن من يُحبِبن السيف، ولديهُنَّ أجسادٌ جيدةٌ جدًا، لكن مُعظمهُن يستخدِمنَّ مِشدات خصرٍ للتَستُرِ على عيوبهِن، لذلك، ما لم تُجرِدهُن من الثيابِ تمامًا فلن تعرِف كيف تبدو أجسادهُن أبدًا. لقد تمَ خِداعُ الأبِ عدةَ مرات……”

ومِنَ الواضحِ أنها مُغرَمةٌ جدًا بي، لكِنها غيرُ قادرةٍ على الشعورِ بالحُبِ الرومانسي بعد.

من المُمكنِ أن يدخُلَ في علاقةٍ مع إمرأةٍ أُخرى بالصِدفة. لا، لأنه ورثَ دمي، سيفعلُ ذلِكَ بالتأكيد وحتى أكثر.

لذا، اه نعم. دعونا نضع كُل ذلِكَ جانِبًا.

VOLUME ONE

ولكن إلى متى؟

“همم، هذا صحيح.”

هل أنا بحاجةٍ للإنتظارِ حتى تَبلُغَ العاشرة؟ الخامِسة عشر؟ أم أكبرُ من هذا حتى…؟

 

ماذا لو إنتهى بها الأمرُ بِكُرهي لتضييعِ وقتِها؟

لسوءِ الحظ، تركتُ المدرسةَ بعد المرحلةِ الإعدادية في حياتي السابقة. بينما كنتُ قد دخلتُ نظريًا إلى تلكَ المدرسةِ الثانويةِ الغبية، لكنَني و فورَ إلتحاقي بتِلكَ المدرسةِ تقريبًا، قمتُ بتركِها. 

مقياسُ عاطفتِها عند الحدِ الأقصى في الوقتِ الحالي، ولكن ليسَ هُناكَ ما يضمنُ أنها ستبقى هكذا إلى الأبد.

ولكن، ما زلتُ لم أُحقِق أي شيء. حتى بخصوصِ السِحر، لقد إعتمدتُ فقط على ذكرياتي الماضية لكي أتمكنَ من مُلاحظةِ كيفية إستخدام التعويذةِ الصامِتة، لذا في جانبِ السحرِ أنا أتفوقُ فقط قليلًا على الآخرين.

خلالَ ذلِكَ الوقت، هل يُمكِنُني الإحتفاظُ بها………؟

 تمَ ضربُ باول مرتينِ مرةً أُخرى، وإنحنى رأسهُ إلى الطاولةِ هذهِ المرة.

أنا……لا أستطيع!!

بعد ولادةِ الفتاتَين، إنخفضتْ المواردُ الماليةُ قليلًا إلى اللونِ الأحمر، لذا ساعدتهُم قليلًا في دفترِ الحِسابات. في النهاية، صُدِموا. خِفتُ من أن يُطلقَ عليَّ عبقريٌ أو شيء من هذا القبيل، لذلِكَ أحضرتُ على الفورِ إسمَ روكسي.

هناك أشياءٌ يُمكِنُ للبشرِ القيامُ بها وأشياءٌ لا يُمكِنُهُم القيامُ بها!!

 مهارتي كساحرٍ لم تتحسن بشكلٍ واضحٍ منذُ مُغادرةِ روكسي.

أنظر إليها. إنها ناعمةٌ جدًا ودافئة ولطيفة، ورائِحَتُها لطيفةٌ جدًا.

ولكن إلى متى؟

إنها تحاولُ إخباري بمشاعرِها، ومن المُفترض أن أتجاهلَ ذلِك؟!

“سأكسِبُ رُسومَ تعليم سيلفي.”

هذا غريبٌ جدًا صحيح؟

ليليا تُساعِدُني أيضًا.

كلانا يعرفُ كيفَ يشعُر، لذلك يجبُ أن نأخُذَ هذا إلى المستوى التالي!

“ثُم……لن أذهبَ إلى المدرسة.”

لا ينبغي أن أُمسِكَ نفسي وألّا أتقدم. بل يجبُ أن نتحركَ معًا كواحِد!!

إضافةً إلى ذلِك، فيما يتعلقُ بمسألة البُكاء في الليل، فقد إعتدتُ عليهِ بالفِعلِ بسببِ أخي الأصغر من حياتي الماضية، لذلكَ أنا لا أُلاحِظُ ذلكَ حتى.

 هل يجبُ أن أُضيعَ وقتي على الأخطاء؟

وضعَ باول مرفقيهِ على الطاولة، وأظهرَّ نظرةً حادةً تجاهي مِثلَ ضابطِ الشُرطة.

على الرُغم من أنني أعرفُ أن هذا خاطِئ، فهل سأتجاهلُه؟

إضافةً إلى ذلِك، هُناكَ سِحرٌ من الفئةِ المُتقدِمة يُسمى [الصهارةُ المُتدفِقة].

لقد قررت!! سأُربي سيلفي لتُناسِبَ ذوقي!!

“من الناحيةِ المثالية، أودُ أن أبنيَّ لنفسي حريمًا صغيرًا، تمامًا مِثلَ والدي العجوز العزيز.”

أوه، أنا أستسلِم لن أكونَ بطلَ الرواية!! سيلفي————!!

أنا……لا أستطيع!!

“يا رودي………هُناكَ رسالةٌ لك.”

بصورةٍ عامة، مُستوى باول يتطابقُ مع شخصٍ في مستوى الـ 4 دان في الكيندو.

فجأة، إقتحمَ باول الغُرفة، مُخرِجًا إيايَّ من عالمي الصغير.

لكن، بالعودةِ للتفكير في الأمر. جامِعةُ السِحر؟

أُصِبتُ بالذهول وإبتعدتُ عن سيلفي.

الآن بعدَ أن توقفتُ عن التِرحال، يُمكِنُني أخيرًا كِتابةُ رسالةٍ إليك.

كانَ ذلِكَ خطيرًا جدًا. كِدتُ أن أتحولَ إلى شخصيةٍ جانبيةٍ تقريبًا.

بدأتُ في تدريسِها أساسياتَ الفيزياء والرياضيات، بدا الأمرُ وكأنها أسرعَ طريقةٍ لمُساعدتِها على فهمِ كيفيةِ عملِ التعويذة الصامِتة بالتفصيل.

أحتاجُ أن أشكُرَ باول.

من النظرةِ على وجهِ سيلفي، بدا واضِحًا أنها لم تفهَم حقًا أي شيء. رُغمَ ذلِك، لقد أثبتتْ سيلفي أنها تتعلمُ بسُرعة، غالبًا. رُبما لأنها دائمًا ما تولي إهتمامًا كبيرًا لما أُعلِمُها وتبذلُ قُصارى جُهدِها.

عادتْ إليَّ مشاعري الحقيقية. لا يزالُ لديَّ حدود.

“لكن…..رودي مُدهِشٌ حقًا؟”

تمكنتُ من كبحِ جماحِ نفسي هذهِ المرة. لكن هل سأستطيعُ الصمودَ في المرةِ القادِمة……؟

أنا……لا أستطيع!!

الرسالة من روكسي.

هذا ما فَهِمتهُ حتى هذهِ النُقطة.

“عزيزي رودي:

مملكةٌ بعيدة.

كيفَ حالُك؟

في اليومِ التالي إنتظرتُ حتى تَجمعتْ عائلتي على مائدةِ العشاء، ثُمَ قُمتُ بحركتي.

من الصعبِ تصديقُ ذلِك، لكنني أفترِضُ أن عامينَ قد مروا منذُ أن إفترقنا.

بالمُناسبة، ذلكَ “الثقب” ليسَ فوهةً بُركانيةً أو أيَّ شيءٍ آخر. من المُفترضِ أن المتاهةَ نفسها قد صُنِعتْ من أجلِ إستهلاكِ التنانين الحمراء؛ عندما يطيرُ أحدُها فوق هذهِ الحُفرة، يتِمُ إمتصاصهُ إلى داخلِها.

الآن بعدَ أن توقفتُ عن التِرحال، يُمكِنُني أخيرًا كِتابةُ رسالةٍ إليك.

هناكَ دائمًا سمكةٌ أكبرَ بعدَ كُلِ شيء.

أنا باقيةٌ في عاصِمةِ مملكةِ شيرون. يبدو أنني أصبحتُ مشهورةً بعد دخولِ المتاهةِ كمُغامِرة، وتم تعييني كمُدرسٍ خاصٍ للأمير.

على الرُغم من أن التَعلُمَ ليسَ كُلَ شيءٍ في المدرسة، إلا أنني نادمٌ لعدمِ دراستي للمزيدِ من الأشياء.

لقد جعلني تعليمُ الأمير أتذكر أيامي في عائلةِ غرايرات.

تكلمَ باول وكأنهُ قد واجهَ كُلَ هذا من قبل.

الأميرُ يُشبِهُ روديوس. إنهُ ليسَ موهوبًا مِثلَ رودي، لكن إمكانياتهُ السحرية مُميزة، وهو ذكيٌ جدًا. أيضًا، إنه يفعلُ مِثلك، يتجسسُ عليَّ عندما أُغيرُ ملابسي، ويسرقُ سراويليَّ الداخلية. إنهُ دائمًا مغرورٌ ويختلفُ عن روديوس في هذا الجانِب، لكن أفعالهُ تُشبِهُ أفعالك.

لقد تركتُ الجميعَ يَظنُ أن روكسي هي من علمَتني الحِساب.

ربما جميعُ الرجالِ الطموحينَ هُم حيواناتٌ مجنونةٌ بالجنسِ في القلب؟ أنا قلقةٌ قليلًا من أنهُ قد يعتدي عليَّ قبلَ أن أنتهيَّ من تعليمِه.

وإن لم تنجَح الوحوش، فسيحدثُ هذا لي بفعلِ بشريٍ قوي.

بكُلِ صراحة، لا أستطيعُ أن أقولَ أنني أفهمُ ما يَجِدهُ الناسُ جذابًا للغايةِ بشأنِ جسدي الصغيرِ الهزيل.

إذن فهذا شيءٌ لا يُمكِنُ التفاوضُ بشأنِهِ بالنسبةِ لباول.

……

ثُمَ أكملتُ كلامي.

آه، هل أنا أُشوِهُ شرفَ العائلةِ الحاكِمة بكتابةِ كُلِ هذا……؟

“نعم. ولكِن، هذا لإرضاء لنفسي.”

حسنًا، سأتحدث عن ذلِكَ لاحقًا. أعتقدُ أنهُ يجبُ أن يكونَ الأمرُ على ما يُرام لأنني لا أقولُ أشياءَ سيئةً وراء ظهرِه. المَملَكةُ تريدُ تَعييني كساحرةِ بلاطٍ ملكي، لفترةٍ محدودةٍ على الرُغمِ من ذلِك.

نظرَ باول إليَّ بعيونٍ جادة، كما لو إن هدفهُ هو إخافتي.

لا أُطيقُ الإنتظارَ للرجوعِ للأبحاثِ السحرية، فهذا العملُ جاء بالصُدفةِ فقط.

لم أُدرِك ذلِك. هل فعلتُ شيئًا غبيًا مرةً أُخرى؟

أوه، هذا صحيح. يُمكِنُني أخيرًا إستخدامُ سحرِ الماء مِن فئةِ الملِك.

أنا أُدرِسُها حاليًا مفاهيمَ التبخُرِ والتَكثيفِ والتَسامي.

تحتوي المكتبةُ في مملكةِ شيرون على كُتبٍ تَتَعلقُ بسحرِ الماء من فئةِ الملك.

ثلاثةٌ مِنهُم يُشبِهون ما نُطلِقُ عليهِم كلاب الهجوم، وحوشٌ تَتَحركُ مِثلَ كِلابِ الشُرطةِ المُدربة.

ظننتُ أنني غيرُ قادرةٍ على إتخاذِ خطوةٍ أُخرى بعد تعلُمِ السحر من فئةِ القديس، لكني إستطعتُ فِعلَ ذلِكَ بمُجردِ أن حاولت.

خلالَ ذلِكَ الوقت، هل يُمكِنُني الإحتفاظُ بها………؟

يجب أن يكون روديوس قادِرًا على إستخدامِ سحرِ الماء من فئةِ الإمبراطور الآن. أو هل تخصصتَ في صنفٍ آخر من أصنافِ السِحر و وَصلتَ الى رُتبةِ القديسِ فيه. رُبما عَطَشُكَ للتعلُمِ قادكَ إلى إتقانِ سحرِ الشِفاء أو سحرِ الإستدعاء الآن، هل هذا ما حدث؟

مُلاحظة: “من المُحتملِ جدًا أن أكونَ قد غادرتُ البِلاطَ المَلكي بحلولِ الوقتِ الذي يصلُ فيهِ رَدُكَ إليه، لذلِكَ لا حاجةَ حقًا للرد”.

أو هل بدأتْ تسيرُ على طريقِ مُبارزِ السيف؟

part 5

 سأُصابُ بالإحباطِ بعض الشيء، لكي أكونَ صريحةً معك، لكنني مُتأكِدةٌ من أنكَ ستتركَ بصمتكَ على هذا العالمِ في كُلِ الأحوال.

آه، هل أنا أُشوِهُ شرفَ العائلةِ الحاكِمة بكتابةِ كُلِ هذا……؟

هدفي هو أن أصِلَ إلى فئةِ إلهٍ في سحرِ الماء.

عندما فكرتُ في ذلك، أدركتُ أن سيلفي ترتجِف.

لقد قُلتُ لك مِن قبل أنهُ لو وجدتَ نفسكَ في عُنُقِ الزُجاجة في السِحر، يُمكِنُكَ محاولةُ طرقِ أبوابِ جامعةِ رانوا.

“لا…لا تذهب رودي!هيك…واااااااه.”

 بدونِ خطابِ توصية، ستَحتاجُ إلى إجتيازِ إمتحانِ القبول. لكنني لا أعتقِدُ أن هذا سيُشكِلُ أي صعوبةٍ تُذكرُ لشخصٍ بموهِبَتِك.

إنها ليستْ بعيدةً جدًا لو تحركتُ إليها من هُنا على خطٍ مُستقيم. لكِنَ الجِبال في القارةِ الوسطى بها تنانينٌ حمراء، لذلِكَ لا توجدُ طريقةٌ لعبورها ويجِبُ إتخاذُ الطريقِ الطويلِ من الجانبِ الجنوبي.

حسنا، سأُنهي الأمرَ هُنا.

لم يَمُرَّ وقتٌ طويلٌ قبل إصابةِ كُلٍ من باول وزينيث بإنهيارٍ عصبي.

-روكسي

رقمُ إثنان، المال. لو إنهُ أنتَ فقط، فبإمكِاننا التعاملُ مع إجورِك، لكن لا يُمكِنُنا فِعلُ ذلِكَ معكَ أنتَ وسيلفي سويةً. رسومُ الجامعةِ السحرية ليست رخيصةً، وأموال أُسرتِنا لا تنمو على الأشجار.

مُلاحظة: “من المُحتملِ جدًا أن أكونَ قد غادرتُ البِلاطَ المَلكي بحلولِ الوقتِ الذي يصلُ فيهِ رَدُكَ إليه، لذلِكَ لا حاجةَ حقًا للرد”.

“أوه.”

هذهِ الرسالةُ هي دعوةٌ للإستيقاظ.

في اليومِ التالي إنتظرتُ حتى تَجمعتْ عائلتي على مائدةِ العشاء، ثُمَ قُمتُ بحركتي.

اللعنة.

سألتني سيلفي بحواجِبَ مُجعدة.

 بحثتُ عن شيرون على الخريطة.

هيهيهيهي.

إنها دولةٌ صغيرةٌ تقعُ في منطقةِ وسطِ القارةِ الجنوبيةِ الشرقية.

لولا وجودُ باول هُنا، لتحولتُ إلى مُتعجرفٍ بسهولةٍ في هذا العالم.

إنها ليستْ بعيدةً جدًا لو تحركتُ إليها من هُنا على خطٍ مُستقيم. لكِنَ الجِبال في القارةِ الوسطى بها تنانينٌ حمراء، لذلِكَ لا توجدُ طريقةٌ لعبورها ويجِبُ إتخاذُ الطريقِ الطويلِ من الجانبِ الجنوبي.

يُمكِنُني بالفعلِ إستعمالُ السِحرِ من فئةِ القديس والسحر من الفئةِ المُتقدِمة، لو تطلبَ الأمر، سأكونُ مُدرِسًا مَِثلَ روكسي. قبل سنِ البِلوغ، سأقضي وقتي مع سيلفي.

مملكةٌ بعيدة.

السِحرُ هو القانونُ الأساسي هُنا. و لفهمِ كيفيةِ عَملِه، فأنا بحاجةٍ إلى فهمِ هذا العالمِ أيضًا.

علاوةً على ذلِك، تتطلبُ جامِعةُ السحرِ في رانوا السفر بطريقةٍ مُلتوية إلى الشمالِ الغربي.

يبكيانِ في مُنتصفِ الليل. يبكيانِ كأولِ شيءٍ يفعلانهِ عند الإستيقاظ. وعند الظُهر…يكون هناك نواحٌ خاصٌ بهذهِ الفترة.

“هممممم……”

ولكن روديوس يختلفُ عني. كُلُ ما يفعلهُ هو مُخَطَطٌ له.

روكسي لم تُعلمني أي سحرٍ من فئةِ المَلِك……

لو رحلتُ في يومٍ من الأيام، سيلفي ستكونُ وحيدة. حتى لو إستخدمتْ السِحرَ لطردِ الأطفالِ السيئين بعيدًا، فهي لن تُكوِنَ أي صداقات.

هذا لأنها لم تكُن تعرِفُه.

أو هل بدأتْ تسيرُ على طريقِ مُبارزِ السيف؟

في رسالةِ الردِ لم أكُتب أي شيءٍ جديرٍ بالمُلاحظة.

“اه…سيلفي؟”

هذا لأنني لا أُريدُ لروكسي أن تعرِفَ وضعي عديمةَ الفائدة.

وهذه هي المرةُ الثانية التي يَمُرُّ بهذهِ التجرُبةِ بالفِعل……تسك تسك.

على الرُغمِ من أنني لستُ مُتأكِدًا من مدى روعتي في عينِها، إلا أنني لم أرغبْ في إحباطِها.

ولقد تدربَ على كُلِ أسلوبٍ حتى مُنتصفِ الطريقِ قبلَ التخلي عنه.

لكن، بالعودةِ للتفكير في الأمر. جامِعةُ السِحر؟

“عزيزي رودي:

جعلتْ روكسي الأمرَ يبدو وكأنها مكانٌ رائع. 

“لا”

لكنَ الجامِعةَ ليستْ قريبةً مِنَ المنزِل، وأنا لا أستطيعُ التخليَّ عن سيلفي وتركِها هُنا. 

يبكيانِ في مُنتصفِ الليل. يبكيانِ كأولِ شيءٍ يفعلانهِ عند الإستيقاظ. وعند الظُهر…يكون هناك نواحٌ خاصٌ بهذهِ الفترة.

ماذا افعل؟

تكلمَ باول وكأنهُ قد واجهَ كُلَ هذا من قبل.

على أي حال، أضفتُ مُلاحظةً على الرِسالة:

فَهِمتُ الآن. هذا هو ما في الأمرِ إذن.

“أيضًا، أنا آسِفٌ لسرقةِ السروالِ الداخلي الخاصِ بك.”

أنا باقيةٌ في عاصِمةِ مملكةِ شيرون. يبدو أنني أصبحتُ مشهورةً بعد دخولِ المتاهةِ كمُغامِرة، وتم تعييني كمُدرسٍ خاصٍ للأمير.

part 5

لذلكَ فلا بُدَّ أنهُ وجدَ تلكَ الموضوعات صعبةَ التَحمُل.

في اليومِ التالي إنتظرتُ حتى تَجمعتْ عائلتي على مائدةِ العشاء، ثُمَ قُمتُ بحركتي.

بما أنني لستُ مُدرِسًا، يجبُ أن يكونَ هذا كافيًا.

“الأب، أيُمكِنُني تقديمُ طلبٍ أناني؟”

رقم ُثلاثة، عُمُرُك. أنتَ فقط في السابعةِ من عُمرِك. على الرُغمِ من أنكَ طِفلٌ ذكي، إلا أن هُناكَ العديدَ من الأشياء التي لا تَعرِفُها. خِبراتُكَ غيرُ كافية. لا يُمكِنُنا التخلصُ من مسؤولياتِنا كآباء.”

“لا”

مع مرورِ الوقت، فإن المُعِدات التي تنتمي إلى الوحوش والمغامرين الذين إلتهمتهُم المتاهة ستتطور مُشبعةً بالطاقةِ السحرية. مُتحولين إلى نوعٍ جديدٍ من المُغريات: العناصر السحرية.

حصلتُ على رفضٍ مُباشِر.

“هذا صحيح……خمسةَ عشر، لا، دعنا نقُل إثني عشرَ عامًا، يجبُ عليكَ أن تبقى في المَنزلِ حتى الثانيةَ عشرَ من عُمرِك.”

ولكن، ردُ باول هذا أكسبَهُ صفعةً قويةً على رأسهِ من قبلِ زينيث. كما أضافتْ ليليا الجالسةُُ على الجانبِ الآخر صفعةً على وجههِ بدورِها.

وااه. ما-ما-ما الخطأ؟

منذُ تلكَ الفوضى عن الحَملِ الغيرِ متوقع، صارت ليليا تنضمُ إلينا على مائدةِ العشاء بدلًا من الإنتظارِ كخادِمة. يبدو أنها رسميًا جُزءٌ من العائلةِ الآن.

لقد رأيت هذا النوعَ عدةَ مراتٍ خلالَ الوقتِ الذي كنتُ فيهِ مع النُبلاء.

هل تَعدُدُ الزوجاتِ لا بأس بهِ في هذا البلد؟

وإن لم تنجَح الوحوش، فسيحدثُ هذا لي بفعلِ بشريٍ قوي.

على أيةِ حال.

“هذا ليسَ هو الحال. يُقالُ أن الأنماطَ الثلاثةَ العظيمة جاءتْ من تِلكَ المتاهة.”

“روديوس. إذكُر ما تحتاجُه. والِدُكَ سيُلبي طلبَك.”

“……؟”

قالتْ زينيث بلُطفٍ أثناء النظرِ إلى باول الذي يُمسِكُ رأسه.

“أشعرُ أن الوقتَ قد حانَ للإنتقالِ إلى المَرحلةِ التاليةِ يا سيلفي.”

“السيدُ الشابُ روديوس لم يقُل شيئًا أنانيًا من قبل. حان الوقتُ لإختبارِ كرامةِ وكفاءةِ السيدِ باول.”

“بما أنَّ روديوس يُصنِفهُ على أنهُ طلبٌ أناني. يجبُ أن يكونَ شيئًا لا أستطيعُ تحمُلَه.”

ليليا تُساعِدُني أيضًا.

إذن فهذا شيءٌ لا يُمكِنُ التفاوضُ بشأنِهِ بالنسبةِ لباول.

بعد أن عدلَ باول جلستهُ على الكُرسي، طوى ذراعيهِ و رفعَ ذقنَه، مما يجعلهُ يبدو مُتفوِقًا.

“لا أريدُكَ أن تذهب. لا تذهب، الى أي مكان……”

“بما أنَّ روديوس يُصنِفهُ على أنهُ طلبٌ أناني. يجبُ أن يكونَ شيئًا لا أستطيعُ تحمُلَه.”

لو رحلتُ في يومٍ من الأيام، سيلفي ستكونُ وحيدة. حتى لو إستخدمتْ السِحرَ لطردِ الأطفالِ السيئين بعيدًا، فهي لن تُكوِنَ أي صداقات.

 تمَ ضربُ باول مرتينِ مرةً أُخرى، وإنحنى رأسهُ إلى الطاولةِ هذهِ المرة.

هذا ليسَ جوًا مُريحًا بالنسبةِ لي.

هذا هو المُزاحُ المُعتاد عندما تجتمِعُ الأُسرة، ضربُ باول من قبلِ السيدات.

هي خطة لتربيةِ فتاة ٍصغيرة لتصبح زوجةً مثالية.

ثُمَ أكملتُ كلامي.

“ماذا عن ذلك؟ المُغامرةُ يُمكِنُ أن تكونَ مُثيرةً للإهتمام، صحيح؟”

“في الواقِع، أشعرُ أن تَقدُمي في السِحر قد وصلَ إلى عُنُقِ الزُجاجة. أتمنى أن أذهبَ إلى جامعةِ رانوا للتَعلُم……”

قِصةُ السيافينَ الثلاثة والمتاهة هي قصةُ ثلاثةِ مُقاتلينَ شباب لامعين، الذين يُعرفونَ الآن بإسمِ إلهِ السيف وإلهِ الماء وإلهِ الشِمال. بدأ الكِتابُ بإجتماعهِم الأول ثُمَ تابعَ قُصتَهُم عبر سلسلةٍ من التَقلُبات والإنعطافات التي قادتهُم لتحدي متاهةٍ ضخمةٍ معًا. مع كثيرٍ من الخِلافات والضَحكِ والصداقةِ طوالَ قُصتهِم، بالإضافةِ إلى الوداعِ المؤلم؛ في النهاية، وبطبيعةِ الحال، حققوا هدَفَهُم مُنتصرين.

“……أوه.”

عانقتني سيلفي بإحكامٍ الى حدِ أنني لم أقدِر على التنفُس.

“لكِن، بعدَ أن أخبرتُ سيلفي بهذهِ النية، بدأتْ في البُكاء وهي لا تريدُ أن تكونَ بعيدةً عني.”

هذا هو مِقدارُ ما أعرِفهُ حاليًا عن المتاهات.

“اوه، يا مُتلاعِب، من تُشبِه؟ إيه؟”

 لنفعل ذلِك.

أكسبهُ هذا التعليق الضربةَ الثالِثة من كِلتا السيدَتَين.

هذا هو المُزاحُ المُعتاد عندما تجتمِعُ الأُسرة، ضربُ باول من قبلِ السيدات.

“لذلك أُريدُ الذهابَ إلى المدرسةِ معها، لكِنَ عائلتها ليستْ على ما يُرامُ ماديًا مِثلَ عائلَتِنا. لذا، أُريدُ تقديمَ طلبٍ لدفعِ الرسومِ المدرسيةِ لكلينا.”

يَجِدُها البشرُ أيضًا أشياءَ مُغرية.

“أوه……”

آه، هذا عظيم. هذا، عظيمٌ حقًا……أشعرُ……

وضعَ باول مرفقيهِ على الطاولة، وأظهرَّ نظرةً حادةً تجاهي مِثلَ ضابطِ الشُرطة.

وأُعلِمُها بعضَ العلومِ الأساسية، جنبًا إلى جنبٍ مع السِحر.

هذهِ هي النظرةُ التي يُظهِرُها عندما يحملُ السيف.

وصفهُ بالكلِماتِ لن يُعطيَّهُ حقه. لو أردتُ وصفَ أسلوب قتالهِ بالكلِمات، فإنني سأقول سِحر.

اللحظةُ الوحيدةُ التي يستحِقُ فيها باول الإحترام.

أسلوبُ معركةِ باول مليءٌ بالسِحر. إنهُ يجذبُ ثِقةَ الناس، جاعِلًا زينيث تَقَعُ في حُبِه، ليليا تُسلِمُ لهُ جسدها، وأستطيعُ أن أفهمَ لماذا السيدةُ آدا مفتونةٌ بهِ للغاية.

“لا”

لا أُصدِقُ أن روديوس قالَ شيئًا كهذا.

قال باول نفسَ الشيء الذي قالهُ عند بدايةِ المُحادثة.

“أنا أفهم يا أبي. ثُم، سأواصِلُ مُمارسةَ تقنياتِ السيف كالمُعتاد، حولَ مُشكلةِ العُمر كم سنةً أحتاجُ للإنتظار؟”

لكِن، هذهِ المرة بجدية.

حصلتُ على رفضٍ مُباشِر.

زينيث وليليا هادئتانِ أيضًا.

“حسنًا، رُبما”. أجبتُها “أبي قال إنني يجبُ أن أُجرِبَ إستكشافَ المتاهات، وليسَ هُناكَ الكثيرُ ممّا يُمكِنُني القيامُ به في هذهِ القرية…رُبما سينتهي بيَّ المطافُ بالذهابِ إلى مدرسةٍ ما أو تجرُبة المُغامرة، على ما أعتقِد.”

“هُناكَ ثلاثةُ أسباب.

“لقد قرأتُ القليلَ عن المتاهات….”

رقمُ واحِد، أنتَ لا تزالُ تتعلمُ تقنياتِ السيف. إذا تركتَها الآن، مهاراتُكَ لن تتطور.لذا وكمُعلِمِك، لا يُمكِنُ أن أسمحَ لكَ بتركِها هكذا.

شعرتُ وكأن باول كان يتدربُ على هذهِ المُحادثةِ مُسبقًا.

رقمُ إثنان، المال. لو إنهُ أنتَ فقط، فبإمكِاننا التعاملُ مع إجورِك، لكن لا يُمكِنُنا فِعلُ ذلِكَ معكَ أنتَ وسيلفي سويةً. رسومُ الجامعةِ السحرية ليست رخيصةً، وأموال أُسرتِنا لا تنمو على الأشجار.

“حسنًا، رُبما”. أجبتُها “أبي قال إنني يجبُ أن أُجرِبَ إستكشافَ المتاهات، وليسَ هُناكَ الكثيرُ ممّا يُمكِنُني القيامُ به في هذهِ القرية…رُبما سينتهي بيَّ المطافُ بالذهابِ إلى مدرسةٍ ما أو تجرُبة المُغامرة، على ما أعتقِد.”

رقم ُثلاثة، عُمُرُك. أنتَ فقط في السابعةِ من عُمرِك. على الرُغمِ من أنكَ طِفلٌ ذكي، إلا أن هُناكَ العديدَ من الأشياء التي لا تَعرِفُها. خِبراتُكَ غيرُ كافية. لا يُمكِنُنا التخلصُ من مسؤولياتِنا كآباء.”

“هل يُمكِنُني أن اسأل لماذا هذا العمرُ بالتحديد؟”

كما إعتقدت، هذا لن ينجح.

أيضًا، لو ذهبتُ مع عِلمي أنني سأتعرضُ للتنمُر، فيجب أن يكونَ هُناكَ شيءٌ خاطئ في ذهني.

لكنني لن أستسلِم.

بعد أن عدلَ باول جلستهُ على الكُرسي، طوى ذراعيهِ و رفعَ ذقنَه، مما يجعلهُ يبدو مُتفوِقًا.

باول يختلف عن الماضي. سوف يفكر في الأمر ويعطي الأسباب. وهذا يعني، إذا تمَ تلبيةُ هذه الشروطِ الثلاثة سيكونُ الأمرُ على ما يُرام. لا حاجةَ للإندِفاع. ليس وكأنني أتوقعُ حدوثَ أيٍ من ذلِكَ غدًا، على أي حال.

“حسنًا………فهمت……”

“أنا أفهم يا أبي. ثُم، سأواصِلُ مُمارسةَ تقنياتِ السيف كالمُعتاد، حولَ مُشكلةِ العُمر كم سنةً أحتاجُ للإنتظار؟”

إذن فهذا شيءٌ لا يُمكِنُ التفاوضُ بشأنِهِ بالنسبةِ لباول.

“هذا صحيح……خمسةَ عشر، لا، دعنا نقُل إثني عشرَ عامًا، يجبُ عليكَ أن تبقى في المَنزلِ حتى الثانيةَ عشرَ من عُمرِك.”

“هل ستذهبُ إلى مكانٍ ما؟”

الثانيةَ عشر، همممم.

هذا الرجلُ هو تمامًا مِثلَ الذكورِ اليابانيين قبلَ الحربِ، الذينَ لم يعرفوا شيئًا عن الأعمالِ المنزلية.

أتذكرُ أن عُمرَ البلوغِ في هذا العالم هو خمسةُ عشر عامًا.

“في الواقِع، أشعرُ أن تَقدُمي في السِحر قد وصلَ إلى عُنُقِ الزُجاجة. أتمنى أن أذهبَ إلى جامعةِ رانوا للتَعلُم……”

“هل يُمكِنُني أن اسأل لماذا هذا العمرُ بالتحديد؟”

لكنَ الجامِعةَ ليستْ قريبةً مِنَ المنزِل، وأنا لا أستطيعُ التخليَّ عن سيلفي وتركِها هُنا. 

“لأنني عندما غادرتُ المنزِل، كنتُ في الثانيةِ عشر من عُمري.”

حسنًا، للمُساعدةِ في إستعادةِ بعضِ شرفِ باول، إسمحوا لي أن أتحدثَ عن بعضِ نُقاطِ تميُزهِ المُدهشة.

“حسنًا، فهمت.”

إنها دولةٌ صغيرةٌ تقعُ في منطقةِ وسطِ القارةِ الجنوبيةِ الشرقية.

إذن فهذا شيءٌ لا يُمكِنُ التفاوضُ بشأنِهِ بالنسبةِ لباول.

“أقترحُ عليكَ الإستسلام. قد تضعُ النبيلات المكياج ويصففنَ شعرَهُنَ ويستعملنَّ أجودَ العُطور، ولكن بمُجردِ دخولهِنَّ إلى السرير، ولأنهُنَّ لا يُمارِسن أي أنشطةٍ بدنية، فإن شكلَ أجسادهِن يكونُ فظيعًا حقًا. حسنًا، هناك بينهُن من يُحبِبن السيف، ولديهُنَّ أجسادٌ جيدةٌ جدًا، لكن مُعظمهُن يستخدِمنَّ مِشدات خصرٍ للتَستُرِ على عيوبهِن، لذلك، ما لم تُجرِدهُن من الثيابِ تمامًا فلن تعرِف كيف تبدو أجسادهُن أبدًا. لقد تمَ خِداعُ الأبِ عدةَ مرات……”

بما أنني لا أريدُ التقليلَ من كبريائهِ كَذَكَر، يُمكِنُني فقط أن أصمُتَ وأومئ برأسي.

الرابِعُ هو وحشٌ يقفُ على قدَمين، بأربعةِ أذرُعٍ يُعرَفُ بإسمِ خنزيرُِ النهاية.

“ثُمَ المُشكِلَةُ النهائية.”

تكلمَ باول وكأنهُ قد واجهَ كُلَ هذا من قبل.

“أوه.”

لكِنَ باول بصقَ ردًا على ذلِك.

“أيُمكِنُكَ مُساعدتي في الحصولِ على عمل. منذُ أنني أقرأ وأكتب، وقادرٌ على الحِساب، يُمكِنُني أن أصيرَ مُعلِمًا منزليًا أو يُمكِنُني تَعليمُ السِحر. وكُلما إرتفعَ الراتِبُ كان أفضل.”

أكسبهُ هذا التعليق الضربةَ الثالِثة من كِلتا السيدَتَين.

“عمل؟ لماذا؟”

“أنتَ ذاهِبٌ إلى المدرسة، رودي؟”

نظرَ باول إليَّ بعيونٍ جادة، كما لو إن هدفهُ هو إخافتي.

على ما يبدو، هذهِ المتاهةُ الضخمةُ متصلةٌ بفتحةٍ في قمةِ جبل صرخة التنين نفسِه. ومن خلالِ القفزِ فيها، يُقال أنهُ من المُمكِنِ الوصول إلى أعمقِ طابِق، لكن لم يتَمكَن أيُّ شخصٍ قد جربَ هذهِ الحيلة من العودةِ حيًا.

“سأكسِبُ رُسومَ تعليم سيلفي.”

علاوةً على ذلِك، تتطلبُ جامِعةُ السحرِ في رانوا السفر بطريقةٍ مُلتوية إلى الشمالِ الغربي.

“…………لا أعتقِدُ أنهُ من مصلَحتِها أن تفعلَ ذلِك.”

جعلتْ روكسي الأمرَ يبدو وكأنها مكانٌ رائع. 

“نعم. ولكِن، هذا لإرضاء لنفسي.”

“لماذا الماء الذي يَسخَنُ يتحولُ إلى بُخار……هل هذا بسببِ الهواء؟”

“……”

ولقد تدربَ على كُلِ أسلوبٍ حتى مُنتصفِ الطريقِ قبلَ التخلي عنه.

 

و في أعمقِ جُزءٍ من المتاهة، يُقالُ أن هُناكَ ما يُمكِنُ إعتبارهُ مصدرًا للقوة، بلورةَ طاقةٍ سحرية، وهناك وحشٌ قوي يحرُسُها.

يُمكِنُني بالفعلِ إستعمالُ السِحرِ من فئةِ القديس والسحر من الفئةِ المُتقدِمة، لو تطلبَ الأمر، سأكونُ مُدرِسًا مَِثلَ روكسي. قبل سنِ البِلوغ، سأقضي وقتي مع سيلفي.

 

في النهاية، إرتفعَ تقييمُ روكسي مرةً أُخرى، ولا بأسَ في هذا معي.

إستمر الصمتُ لفترةٍ من الوقت.

سيلفي أذكى مني. لو حاولتْ تعليمَ نفسِها، فسوفَ تتعلمُ بسهولة. وبفضلِ السِحر، لم تَحتَج حقًا إلى أدواتٍ لتجرُبةِ الأشياء.

هذا ليسَ جوًا مُريحًا بالنسبةِ لي.

هذا ليسَ جوًا مُريحًا بالنسبةِ لي.

“حسنًا………فهمت……”

ألم أتحول إلى مُنعزِلٍ لمُدةِ 20 عامًا لمُجردِ أنني تعرضتُ للتنمُر.

يبدو أنَّ باول فكرَ في شيءٍ و اومئ برأسِه.

كيفَ أصِفُ ذلِك؟ بَدَتْ تحركاتهُ كُلها مليئةً بالأناقة. وما يجعلُني مُتحمِسًا هو كيفَ أن هُناكَ إيقاعًا رائِعًا فيهِم، لقد بدا أنيقًا جدًا.

“حسنًا. يُمكِنُني مُساعدتُك في إيجادِ عمل.”

لذلك يُمكِنُني تعليمُها كميةً محدودةً من الأشياء فقط.

إستخدم باول تعبيرَ شخصٍ موثوقٍ بهِ للردِ عليّ. على عكسِ تعابيرِ زينيث وليليا المُضطرِبة.

على أي حال، أضفتُ مُلاحظةً على الرِسالة:

“شُكرًا جزيلًا لك.”

أسلوب إله الشمال: مُتقدِم

خفضتُ رأسي شاكِرًا، وإستمر العشاء.

إبني يكبرُ بسُرعةٍ كبيرة.

part 6

أحتاجُ أن أشكُرَ باول.

–منظور باول–

“ليسَ هذا ما أقصِدُه. كيف يجب أن أشرحها…؟ يبدو الأمرُ كما لو أنكَ لستْ نشيطًا كالمُعتاد……”

لا أُصدِقُ أن روديوس قالَ شيئًا كهذا.

بغضِ النظرِ عن الطريقةِ التي أنظرُ إليها بها، هذهِ التعويذة هي سِحرٌ مُدمج يَمزِجُ بين الأرضِ والنار، ولكِنها تُصنَفُ على أنها من فئةِ سحرِ النارِ المُتقدم. لقد أحبوا تقسيمَ الأشياء بدقةٍ إلى تَخصُصاتِها المُختلِفة هُنا، لكِنَ كُلَ ذلِكَ مُترابِط. لو أردتُ زيادةَ قوةِ النار يُمكِنُني فقط ضَخُّ المزيدِ من الطاقةِ السحريةِ الخام إلى تعويذاتي؛ ويُمكِنُ أيضًا من خلالِ التلاعُبِ بالغازاتِ القابلةِ للإحتراق، على سبيلِ المِثال، إنتاجُ حرارةٍ شديدةٍ بشكلٍ أكثرَ كفاءة. 

إبني يكبرُ بسُرعةٍ كبيرة.

“في الواقِع، أشعرُ أن تَقدُمي في السِحر قد وصلَ إلى عُنُقِ الزُجاجة. أتمنى أن أذهبَ إلى جامعةِ رانوا للتَعلُم……”

عادةً ما يبلغُ المرءُ سِنَّ الرابِعة عشر أو الخامِسة عشر على الأقلِ قبلَ أن يقولَ شيئًا كهذا.

هذا لأنها لم تكُن تعرِفُه.

حتى بالنسبةِ لي كانَ عُمري إحدى عشر عامًا، وهو عندما وصلَ مُستواي في أسلوب إله السيف إلى الرُتبةِ المُتقدِمة.

أقدمُ وأعمقُ متاهةٍ معروفةٍ هي حفرةُ إله التنين، التي تقعُ عندَ سفحِ جبلِ صرخة التنينِ المُقدس في سلسلةِ جبال التنينِ الأحمر. ممّا قرأتُه، فهو موجودٌ منذُ ما لا يقِلُ عن عشرةِ آلافِ عام، ويُقدَرُ أنهُ يحتوي على حوالي 2500 طابقًا.

الناس الذينَ لا يستطيعونَ قول هذا في عُمرٍ كهذا لن يستطيعوا قولَ ذلِكَ في حياتهِم كُلِها.

حتى لو إنها دُمية، فلا يزالُ بإمكانِكَ أداءُ مسرحيةٍ مُثيرةٍ للإهتمام إذا تحكمتَ فيها جيدًا. لو ظلَّ روديوس يفضلُ سيلفي، فسيكونُ الأمرُ على ما يُرام.

ما كانت تِلكَ العِبارةُ مرةً أُخرى؟ “لا تتسرع في حياتك كثيرًا، وإلا ستنتهي قبل أن تُدرِكَ ذلِك.” 

شقيقتاي، نورن وآيشا، يَكبُران دونَ أي مشاكِل.

بالطبع، تجاهلتهُ عندما سمِعتُ ذلك.

السِحرُ هو القانونُ الأساسي هُنا. و لفهمِ كيفيةِ عَملِه، فأنا بحاجةٍ إلى فهمِ هذا العالمِ أيضًا.

البشرُ يتمهلون كثيرًا. فترةُ الذروةِ بالنسبةِ للبشرِ قصيرةٌ جدًا، لكن لا أحدَ يُريدُ الركض. الأشياء التي يُمكِنُكَ القيامُ بها يجبُ أن تقومَ بها بشكلٍ كامِل. حتى لو لامكَ الجميع، على الأقل ستستطيعُ القولَ أنكَ أنجزتَ شيئًا.

VOLUME ONE

حسنًا، على الرُغمِ من أنني فعلتُ كُلَ ذلِكَ وأنجبتُ طِفلًا، فقد إعتمدتُ على أقاربي النُبلاء لكي أصيرَ فارِسًا.

هُناكَ العديدُ من الأشياء التي أُريدُ تعليمَها لسيلفي.

سأضعُ هذا جانبًا الآن.

“لا أريدُكَ أن تذهب. لا تذهب، الى أي مكان……”

أسلوبُ حياةِ روديوس أكثرُ تسرُعًا.

لذلك يُمكِنُني تعليمُها كميةً محدودةً من الأشياء فقط.

أشعرُ بالقلقِ عليهِ عندما أراهُ هكذا.

أنا مُمتَنٌ لوجودِ باول بِقُربي. أنا مُمتَنُ لوجودٍ شخصٍ أقوى مني بهذا القُربِ مني.

أعتقِدُ أن الناسَ من حولي عندما كُنتُ صغيرًا قد فكَروا في نفسِ الشيء الذي أُفكِرُ فيهِ الآن.

“هذا صحيح. المتاهات هي مكانٌ جيد. لأن الفتيات لا يضعنَّ المكياج عند ذهابهِنَّ إلى هُناك، فسيُمكِنُكَ معرفةُ كم هُنَّ جميلات بسهولة. بغضِ النظرِ صِنفهِنَّ سواء كُنَّ ساحراتٍ أو مُحاربات، فلديهُنَّ أجسادٌ جيدةٌ حقًا.”

ولكن روديوس يختلفُ عني. كُلُ ما يفعلهُ هو مُخَطَطٌ له.

على الرُغم من أنني أعرفُ أن هذا خاطِئ، فهل سأتجاهلُه؟

أفترِضُ أنهُ حصلَ على هذا الجانبِ من شخصيتهِ من زينيث.

ولكن روديوس يختلفُ عني. كُلُ ما يفعلهُ هو مُخَطَطٌ له.

“حسنًا، دع الأب يربُطكَ لفترةٍ أطولَ قليلًا.”

يُمكِنُني بالفعلِ إستعمالُ السِحرِ من فئةِ القديس والسحر من الفئةِ المُتقدِمة، لو تطلبَ الأمر، سأكونُ مُدرِسًا مَِثلَ روكسي. قبل سنِ البِلوغ، سأقضي وقتي مع سيلفي.

كتبتُ رِسالةً بينما أُفكِر.

بما أنني لستُ مُدرِسًا، يجبُ أن يكونَ هذا كافيًا.

قبل بضعةِ أيامٍ ناقش لاوز المسألةَ معي. من الواضحِ أن سيلفي قد تعلقتْ تمامًا بروديوس. 

مقياسُ عاطفتِها عند الحدِ الأقصى في الوقتِ الحالي، ولكن ليسَ هُناكَ ما يضمنُ أنها ستبقى هكذا إلى الأبد.

من وجهةِ نظر سيلفي، يجبُ أن يكونَ روديوس أميرًا ساحِرًا أنقذها من طفولةٍ أشبهَ بالجحيم. علمها أشياءً مُختلِفةً مثلَ الأخِ الأكبر، وأخيرًا إدراكُ إختلافهِم في الجِنس. قال لاوز أيضًا، إذا تمكنَ روديوس من الفوز بها فسيكونُ ذلِكَ للأفضل.

part 5

إعتقدتُ أيضًا أن وجودَ طفلةٍ لطيفةٍ مِثلِها كـكنّة لن يكونَ سيئًا، لكن عِندما إستمعتُ إلى روديوس اليوم غيرتُ رأيي.

“آه. المبارزونَ الثلاثةُ والمتاهة، أليس كذلِك؟ إن إستكشافَ متاهةٍ أسطوريةٍ مثل هذه هي طريقةٌ أكيدةٌ لإدراجِ إسمِكَ في كُتُبِ التاريخ. هل فكرتَ يومًا في تجرُبةِ ذلِكَ بنفسِك؟”

الوضعُ ثد وصلَ إلى مرحلةِ غسيلِ المُخ.

توقيتٌ مثالي، أيها المعتوه.

لقد رأيت هذا النوعَ عدةَ مراتٍ خلالَ الوقتِ الذي كنتُ فيهِ مع النُبلاء.

لذلك يُمكِنُني تعليمُها كميةً محدودةً من الأشياء فقط.

الإعتمادُ بشكلٍ مُفرِطٍ على والديهم. الناسُ الذينَ هُم مِثلُ الدُمى.

على الرُغم من أنني أعرفُ أن هذا خاطِئ، فهل سأتجاهلُه؟

على الرُغمِ من أنهُ لا يزالُ على ما يُرام طالما ظلَّ الذينَ يعتمِدونَ عليهِم أحياءً.

اللعنة.

حتى لو إنها دُمية، فلا يزالُ بإمكانِكَ أداءُ مسرحيةٍ مُثيرةٍ للإهتمام إذا تحكمتَ فيها جيدًا. لو ظلَّ روديوس يفضلُ سيلفي، فسيكونُ الأمرُ على ما يُرام.

سأضعُ هذا جانبًا الآن.

لكِن، روديوس ورثَ دمي.

يبدو أنَّ باول فكرَ في شيءٍ و اومئ برأسِه.

الدم المصحوب بولعٍ بالنِساء.

حسنا، سأُنهي الأمرَ هُنا.

من المُمكنِ أن يدخُلَ في علاقةٍ مع إمرأةٍ أُخرى بالصِدفة. لا، لأنه ورثَ دمي، سيفعلُ ذلِكَ بالتأكيد وحتى أكثر.

 لستُ مُتأكِدًا من كيفيةِ الردِ عليها، ظللتُ صامِتًا.……

في النهاية، من المُحتملِ ألّا يتِمَ إختيارُ سيلفي.

واجهَ باول أربعةَ وحوش.

عِندَ هذهِ النُقطة، لن تتمكنَ سيلفي المهجورةُ من الوقوف. مِثلَ دُميةٍ مكسورة، لن تَقِفَ مرةً أخرى.

يُمكِنُ أن يركضوا بسُرعةٍ تقتَرِبُ من الخمسين كيلومترًا في الساعة، و ردودُ أفعالهِم وقُدراتهُم على تَتَبُعِ الحركة غيرُ طبيعية.

لن أسمحَ بحدوثِ ذلك، لن أسمح بأن يتسببَ إبني في تدميرِ حياةِ طفلةٍ هكذا. إنهُ ليسَ شيئًا جيدًا بالنسبةِ لرودي أيضًا.

“هل تذوبُ الصخورُ أيضًا؟”

كَتبتُ رِسالةً.

الإعتمادُ بشكلٍ مُفرِطٍ على والديهم. الناسُ الذينَ هُم مِثلُ الدُمى.

أمُلُ أن أحصلَ على إجابةٍ مُرضية.

يبدو أنهُ يمكنُ إستخدامُ بلوراتِ الطاقةِ السحرية كمُحفزاتٍ للسِحر، وبالتالي فإن أسعارها مُرتفِعةٌ للغاية. على الرُغمِ من أن السِعرَ يتحددُ بالحجم، إلا أن بيعَ بلورةِ طاقةٍ سحريةٍ صغيرة يمكنُ أن يجني ما يكفي من المالِ لصاحبِها للعيشِ بترفٍ لمُدةِ عام. علاوةً على ذلِك، في حين أن الوحوشَ ترغبُ فقط هذهِ البلورات، فإن البشرَّ لا يذهبونَّ فقط لأجلِ ذلِك.

ولكِن، الشيءُ التالي.

بما أنني لا أريدُ التقليلَ من كبريائهِ كَذَكَر، يُمكِنُني فقط أن أصمُتَ وأومئ برأسي.

كيفَ سيُمكِنُني إقناعُ إبني، اللَبِقُ والناجِحُ في الجِدالات، بذلِك.

إنهُ الرجلُ الأكثرَ طَلبًا في القريةِ بأكملِها.

أعتقِدُ أنني سأستخدِمُ العُنفَ في إقناعِه.

بالطبع، تجاهلتهُ عندما سمِعتُ ذلك.

هذا غريبٌ جدًا صحيح؟

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط