نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 11.5

فصل خاص: الأُم في منزلِ غرايرات

فصل خاص: الأُم في منزلِ غرايرات

VOLUME ONE

بِهذا التعبيرِ على وجهِه، قالَ رودي بخوف.

فصل خاص: زينيث

ومع كوني حمقاءَ بالكامِل، صدقتُ لُطفَهُم السطحيَّ الكاذِب. أعتقِدُ حتى أنني فكرتُ حينها بـ: أفترِضُ أن العالمَ بهِ بعضُ الأشخاصِ المُحترمين.

part 1

عند التفكيرِ في الأمر، بما أنَّ آيشا تتغذى مع نورن، فيَجِبُ أن تَشعُرَ بالجوعِ في نفسِ الوقت.

إسميَّ هوَ زينيث غرايرات.

فَعَلَ رودي نفسَ الشيء الذي فعلهُ مع نورن لآيشا، حَمَلَها، فحص حُفاضاتِها، وتأكدَ من عدمِ وجودِ طفحٍ جلدي أو لدغاتِ حشرات……

لقد ولِدتُ في البلدِ المُقدس ميليس. إنها دولةٌ ذاتُ تاريخٍ طويل. أرضٌ مشهورةٌ بتاريخِها الطويلِ وجمالِها العظيمِ ومبادئِها الأخلاقيةِ الصارِمة.

لأنني أُم.

أنا الإبنةُ الثانيةُ لعائلةِ إيرل في ذلِكَ البلَد.

لم أتوقَع على الإطلاقِ أن باول سيتَحَمَلُ المسؤوليةَ ويتزوجني.

مِثلَ مُعظمِ الشاباتِ اللواتي نشأنَ في أُسرٍ ميسورةِ الحال، عِشتُ كطفلةٍ محميةٍ من كُلِ شيء. لذا إعتقدتُ أنَّ مُحيطيَّ الصغيرَ هو العالمُ بأسرِه. كم كُنتُ جاهِلةً وحمقاء.

أشعُرُ من أعماقِ قلبي أنَّني والِدةُ هذا الطِفل.

على الرُغمِ من أنهُ ليسَ مِنَ المُناسبِ حقًا قولُ ذلِكَ بنفسي، إلا أنني كنتُ طِفلةً جيدةً.

“نعم يا أُمي؟”

لم أُعارِض أبدًا أوامِرَ والديّ، وكانتْ درجاتي في المَدرسةِ مُمتازة.

بصفتي أُمهُ فهذا هو واجبي.

وأطعتُ جميعَ مُعلميَّ في كنيسةِ ميليس، وقضيتُ وقتًا سلِسًا في تَعلُمِ الآدابِ الإجتماعية.

“……فيوووه.”

حتى أنَني وُصِفتُ بـ 『سيدةِ ميليس المثالية』.

يبدو أن رودي يَستَمتِعُ أيضًا، مُشاهدةُ آيشا تتغذى عليَّ دونَ حدوثِ أي شيء، يبدو أن هذا يجعلُهُ يشعرُ بالإرتياح.

أنا مُتأكِدةٌ من أن والداي كانا فخورَينِ بي أيضًا.

“هيهيهي……”

لو إستمرتْ الأمورُ على ما هي عليه، أفترِضُ أنني كنتُ سأُعَرَفُ في حفلةٍ ما إلى رَجُلٍ إختارهُ والِدايَّ لي.

“فِكرةٌ جيدة. سأُجرِبُ ذلِكَ يومًا ما.”

الإبنُ الأكبرُ لعائلةِ إيرل عشوائية، على الأرجح. مُهذَبٌ ولكِن فخور، يحملُ الإحترامَ المُطلقَ لتعاليمِ كنيسةِ ميليس. كنتُ سأتزوجُ هذا النموذجَ الأخلاقي، وأُنجِبَ أطفالَه، ثم أرى إسميَّ يُدرجُ في سجلِ النَبالة الخاصِ بميليس بإعتبارهِ مثالًا على مسيرةٍ مُحترمةٍ تمامًا.

ضَحِكتُ قليلًا عندما رأيتُ إبتسامةَ رودي.

كإمرأة من الطبقةِ الأُرستُقراطية، بدا أنَّ هذا هو مُستقبلي.

“فِكرةٌ جيدة. سأُجرِبُ ذلِكَ يومًا ما.”

لكِن بالطبع، لم ينتهي بيَّ الأمرُ هكذا.

“رودي”

في اليومِ الذي وصلتُ فيهِ إلى سنِ البلوغ، في عُمرِ الخامسةِ عشرَ عامًا.

“نعم؟”

دخلتُ في شِجارٍ رهيبٍ مع والديّ. ثِرتُ على والديَّ وغادرتُ المنزِل.

عادةً ما تعودُ بحِلولِ هذا الوقتِ لو خَرَجَتْ لشراء الأشياء.

لقد سَئِمتُ تمامًا من السماحِ لَهُم بالتَحكُمِ في كُلِ لحظةٍ من حياتي. إضافةً إلى رؤيتي لأُختي الصغيرةِ تيريز الحُرةُ دائِمًا، أعتقِدُ أنني شعرتُ بالغيرةِ منها أيضًا.

نادِرًا ما يُرى هذا النوعُ من المشاعِرِ على وجهِ رودي. لطافتُهُ هذهِ تَجعَلُني أرغَبُ بالتنمُرِ عليه.

إجتمعتْ هذهِ العوامل، إلى جانبِ العديدِ من الأشياء الصغيرةِ الأُخرى، دافعةً إيايَّ بعيدًا عن المسارِ الذي كنتُ أتَّبِعُه.

إجتمعتْ هذهِ العوامل، إلى جانبِ العديدِ من الأشياء الصغيرةِ الأُخرى، دافعةً إيايَّ بعيدًا عن المسارِ الذي كنتُ أتَّبِعُه.

من الصعبِ جدًا الإستمرارُ في العيشِ إذا إبتعدَ النُبلاءُ عن مسارهِم.

عادةً، أُطعِمُ نورن بينما تُطعِمُ ليليا آيشا.

لكِنَ الشيء المحظوظَ هو أنني تعلَمتُ سِحرَ الشِفاء في مدرسةِ النُبلاء. وحتى أنني إستطعتُ إلقاء تعاويذِ الشِفاء من الفئةِ المُتوسِطة.

يبدو أن رودي يَستَمتِعُ أيضًا، مُشاهدةُ آيشا تتغذى عليَّ دونَ حدوثِ أي شيء، يبدو أن هذا يجعلُهُ يشعرُ بالإرتياح.

على الرُغمِ من أنَّ بلدَ ميليس المُقدس هو بلدٌ مُتقدِمٌ جدًا في سحرِ الشفاء وسحرِ الحماية، فإن مُعظمَ الناسِ سيتعلمونَ سِحرَ الشِفاء وصولًا إلى الرُتبةِ الإبتدائيةِ فقط. لو تعلمَ المرءُ سِحرَ الشِفاء حتى الرُتبةِ المُتوسِطة، فيُمكِنُ لهذا الشخصِ العملُ في مُستشفى كنيسةِ ميليس، لذلِكَ وبسببِ هذا الإنجازِ فُضِلتُ بشدةٍ في المَدرسة.

ولكِنَ ما يجعَلُني أشعرُ بالسعادةِ هو وجودُ رودي.

وهكذا، إعتقدتُ بغطرسةٍ أنني سأكونُ قادرةً على العيشِ بشكلٍ جيدٍ للغايةِ أينما ذهبت.

في الواقِع، هو حتى يُخطِطُ لذلِكَ مُنذُ البداية. فهو عِندما نظرَ إلى أُختَيهِ مع باول عِندَ ولادتِهُما، أعلنَ “هدفي هو أن أكون أفضلَ وأروعَ أخٍ مثالي في التاريخ.”

كنتُ ساذجةً جدًا.

رودي الصغيرُ مَوثوقٌ حقًا.

أنا التي لم تعرِفْ حتى مكانًا للإقامةِ فيه، تعرضتُ على الفورِ للإستهدافِ من قبلِ بعضِ المُحتالين.

“رودي.”

قالوا لي إنَهُم يوظفونَ حاليًا مُعالِجًا سحريًا، وظفوني مع عدمِ علمي بالقيمةِ الحقيقيةِ لأجرِ هذا العمل. كانَ عَرضُهُم أقلَ بكثيرٍ ممّا يتلقاهُ المُعالجين السحريين في المرتبةِ الابتدائية، لكِنَهُم أصروا على أنَّ عرضَهُم سخيٌ للغاية.

“فيو……”

ومع كوني حمقاءَ بالكامِل، صدقتُ لُطفَهُم السطحيَّ الكاذِب. أعتقِدُ حتى أنني فكرتُ حينها بـ: أفترِضُ أن العالمَ بهِ بعضُ الأشخاصِ المُحترمين.

“نعم”

لو إتبعتُهُم في حينِها، على الأغلبِ كانوا سيَطلبونَ مني أن أفعلَ أشياء أسوأ بكثيرٍ من مُجردِ مُعالجٍ سحري. إستخدامي كدرعٍ بشري ضِدَ الوحوش، أو أن يُجبِرونَني على إستخدامِ السحرِ حتى يُغمى عليّ. وربما حتى طلبَ فعلِ أشياءٍ جنسيةٍ ملعونةٍ لهُم.

عادةً ما تعودُ بحِلولِ هذا الوقتِ لو خَرَجَتْ لشراء الأشياء.

الشخصُ الذي مَنَعَ كُلَ هذا هو السيافُ الشاب باول غرايرات.

وجهُهُ يُذكِرُني بوجهِ باول. 

بعدَ تعليمِ هؤلاء المُحتالينَ درسًا، أعادَني بالقوةِ إلى مجموعةِ سفرهِ الخاصة.

“……بالطبعِ يا أُمي.”

ظللتُ أظنُ أن باول هو شخصٌ شرير، إلى أنْ قامتْ إيلاينا لايز التي هي إحدى رُفقائِه بشرح الأمرِ لي.

بعدَ مُزحةِ هذِه، عادَ روديوس إلى وعيهِ وأدارَ وجهَهُ إلى الجانِب.

على أي حال. هكذا إلتقيتُ بزوجيَّ المُستقبلي.

ثُمَ خَدَشَ رأسَه، وقالَ بإحراج.

في البداية، كرِهتُ باول.

في اليومِ الذي وصلتُ فيهِ إلى سنِ البلوغ، في عُمرِ الخامسةِ عشرَ عامًا.

إكتشفتُ فيما بعد أنهُ نبيلٌ سابِقٌ من آسورا، لكِنَ أسلوبَ كلامِهِ بدا مِثلَ أسلوبِ وغدٍ بلطجي. في كثيرٍ من الأحيانِ يكسرُ وعودَه، وهو شخصٌ مُتهَوِرٌ حقًا. هو أيضًا شخصٌ جشِع، عادةً ما يسخرُ مني، ويُحِبُ أن يتَحَسَسَ المؤخِرات، ولا يُخفي أفكارهُ المُنحرِفة أبدًا.

“شُكرًا لكَ على ولادَتِك”

لكِنَني أعلمُ أنهُ ليسَ رَجُلًا سيئًا.

وفي اللحظةِ التالية.

على الرُغمِ من أنهُ نَظَرَ إليَّ بإزدراء وسَخِرَ مني لعدمِ فهمي لكيفيةِ عملِ العالم، إلا أنهُ يقولُ دائِمًا ‘ليسَ باليدِ حيلة’، ويأتي لمُساعَدَتي.

ثُمَ إستخدمتُ قطعةَ قماشٍ لمسحِ صدري، وحدقَ روديوس بهِ مرةً أُخرى.

شَخصيةُ باول هي النقيضُ المثاليُّ لشخصيتي، لكِنَهُ موثوقٌ ويُعتمَدُ عليهِ، يملكُ روحًا حُرة وهو رجلٌ وسيم.

ثُمَ خَدَشَ رأسَه، وقالَ بإحراج.

لم يستغرِق الأمرُ وقتًا طويلًا حتى وقعتُ في حُبِه.

…لا. هُناكَ مجموعةٌ مِنَ التُجارِ الذين أتوا من مدينةِ روا. وقالت ليليا إنها ستَشتَري أشياء أكثرَ مِنَ المُعتاد، لذلِكَ ستتأخرُ أكثرَ قليلًا اليوم.

لكِن…لديهِ العديدُ من السيداتِ الجميلاتِ من حولِه، وأنا من أتباعِ كنيسةِ ميليس، التي بَشَرَتْ بفضائلِ الزواجِ الأُحادي.

وهكذا، إعتقدتُ بغطرسةٍ أنني سأكونُ قادرةً على العيشِ بشكلٍ جيدٍ للغايةِ أينما ذهبت.

على الرُغمِ من مُغادرَتي للمَنزِل، إلا أنَّني نشأتُ مع هذهِ التعاليمِ من حَولي، ويتِمُ حتى تدريسُ ذلِكَ أيضًا في المدرسة على أنهُ المنطِقُ السليم، وبالتالي فإن تعاليمَ ميليس محفورةُ بعُمقٍ في قلبي.

لكِن، هل هذا جيدٌ حقًا؟

لذا، في أحدِ الأيام، قلتُ له هذا.

part 2

“إذا إمتنعتَ عن النومِ مع أي إمرأة أُخرى، يُمكِنُني النومُ معَك.”

“هاه؟!”

وافقَ باول على ذلِكَ بإبتسامةٍ مُرتاحة.

يَجِبُ أن يكونَ هذا ما يُفكِرُ فيهِ رودي.

كنتُ أعرِفُ أنهُ يَكذِب.

“هذهِ ليستْ مُجاملة. ما زِلتُ أتذكرُ الطعم.”

لكِنَني في مرحلةٍ ما، فقدتُ إهتمامي بهذا.

“رودي.”

بمجردِ أن يكسِرَ وعدَه، يُمكِنُني التَخلي عنهُ بِكُلِ سهولة.

روديوس غرايرات.

لكِن، يبدو أنَّني ما زِلتُ حمقاء وقتَها. مُهمِلةٌ جدًا. ساذجةٌ جدًا.

“لا، لا أقصِدُ بنظري إليكِ هذا، لكِنَني أُفكِرُ في كم أنَّ نورن جائِعَةٌ لتشرَبَ بهذهِ الشراهة.”

ذلِكَ لأنني لم أتوَقَع أن أحبِلَ منهُ بسببِ ليلةٍ واحِدة.

على الرُغمِ من أنهُ مُثيرٌ للإعجابِ بإعتبارهِ نبيلًا، لكِن…لا يُمكِنُني إحترامُهُ كأخي.

لم أعرِف ماذا أفعلُ حينَها. إرتَبكتُ جدًا.

“ما الخطأ؟”

لم أتوقَع على الإطلاقِ أن باول سيتَحَمَلُ المسؤوليةَ ويتزوجني.

من الصعبِ جدًا الإستمرارُ في العيشِ إذا إبتعدَ النُبلاءُ عن مسارهِم.

والطِفلُ الذي أنجبتهُ هو…

وهكذا، إعتقدتُ بغطرسةٍ أنني سأكونُ قادرةً على العيشِ بشكلٍ جيدٍ للغايةِ أينما ذهبت.

روديوس غرايرات.

نادِرًا ما يُظهِرُ روديوس تعبيرًا كهذا.

رودي الصغيرُ خاصتي.

سوفَ يُصبِحُ بالتأكيدِ أخًا مُحترَمًا من قبلِ أخواتِه.

part 2

تجشأتْ نورن بعدَ الإنتهاء من وجبتِها، بعدَ ذلِكَ وضَعتُها في المهدِ الخاصِ بها.

يجلسُ روديوس حاليًا بجانبِ مهدِ أخواتِه.

“نعم؟”

مُظهِرًا تعبيرًا جادًا جدًا.

أدركتُ أنَّ الوقتَ قد حانَ عِندما قال لي ذلِك.

وجهُهُ يُذكِرُني بوجهِ باول. 

تجشأتْ نورن بعدَ الإنتهاء من وجبتِها، بعدَ ذلِكَ وضَعتُها في المهدِ الخاصِ بها.

مُغلِقًا شفتيهِ بإحكام، ويتناوبُ بإستمرارٍ بين النظرِ إلى نورن وآيشا.

لم يَبتَسِم أبدًا أمامَ والديه.

“آه، آه – – – – -!”

على الرُغمِ من أنَّ ليليا تقولُ إن هذا أمرٌ طبيعي، وهذا هوَ الحالُ حقًا، لكِنَني ما زِلتُ لم أستطِع النومَ ليلًا.

في اللحظةِ التي غَمغَمَتْ فيها نورن، إشتدَ تعبيرُ روديوس.

الشخصُ الذي مَنَعَ كُلَ هذا هو السيافُ الشاب باول غرايرات.

وفي اللحظةِ التالية.

نفسُ الشعورِ الذي يأتيني عِندما أُطعِمُ نورن.

“بالـبالـبالواا~.”

الإبنُ الأكبرُ لعائلةِ إيرل عشوائية، على الأرجح. مُهذَبٌ ولكِن فخور، يحملُ الإحترامَ المُطلقَ لتعاليمِ كنيسةِ ميليس. كنتُ سأتزوجُ هذا النموذجَ الأخلاقي، وأُنجِبَ أطفالَه، ثم أرى إسميَّ يُدرجُ في سجلِ النَبالة الخاصِ بميليس بإعتبارهِ مثالًا على مسيرةٍ مُحترمةٍ تمامًا.

أخرَجَ روديوس لِسانهُ وصنعَ وجهًا مُضحِكًا.

“……هممممم؟”

“ها هااا!، بااا، باااا!”

ولكن هذهِ ليستْ الحقيقة.

إبتَسَمَتْ نورن بسعادةٍ وهي ترى روديوس المُضحِك.

روديوس غرايرات.

أومأ روديوس برِضا على إبتسامةِ نورن، ثُمَ عادَ فجأةً إلى التعبيرِ الجاد.

part 2

“ااه، اااه!”

كنتُ أعرِفُ أنهُ يَكذِب.

هذهِ المرةَ آيشا هي التي غمغمت.

على الرُغمِ من أنهُ مُثيرٌ للإعجابِ بإعتبارهِ نبيلًا، لكِن…لا يُمكِنُني إحترامُهُ كأخي.

إنتقلَ روديوس على الفورِ إلى جانبشها.

إنتقلَ روديوس على الفورِ إلى جانبشها.

“أجوجوبلولو.”

“الأُم. حانَ الوقتُ لإطعامِها.”

ضَغَطَ على وجهِهِ بكفيهِ وصَنَعَ وجهًا غريبًا.

وحتى لو صدقتُ قُصتَه، لم أستَطِع مُسامحَةَ باول.

“نياهاها، هااا~.”

ظللتُ أظنُ أن باول هو شخصٌ شرير، إلى أنْ قامتْ إيلاينا لايز التي هي إحدى رُفقائِه بشرح الأمرِ لي.

يبدو أنَّ آيشا سعيدةٌ بهذا أيضًا.

وفي الوقتِ نفسه، سامحتُ باول وليليا بسهولة.

أظهرَ روديوس نفسَ الإبتسامةِ الراضيةِ التي أظهرَها عندما ضَحِكَتْ نورن.

“يجبُ أن أكونَ الشخصَ الذي يَشكُرُك.”

إستمرَ روديوس على هذا الروتين لفترة.

أنا التي لم تعرِفْ حتى مكانًا للإقامةِ فيه، تعرضتُ على الفورِ للإستهدافِ من قبلِ بعضِ المُحتالين.

“هيهيهي……”

بدأتْ نورن في البُكاء أثناء تفكيري في ذلِك.

ضَحِكتُ قليلًا عندما رأيتُ إبتسامةَ رودي.

علمهُ باول فقط كيفيةَ السيطرةِ على الفتيات. سأُعلِمُهُ أنا عن الأشياء التي تأتي بعدَ ذلِك.

ذلِكَ لأنَ رودي لا يَبتَسِمُ كثيرًا.

“……لا يُمكِنُكَ إجبارُها على ذلِك، حسنًا؟”

يبدو دائمًا وكأنهُ غيرُ راضٍ عن شيءٍ ما. بغضِ النظرِ عن تَعلُمِ السِحرِ أو السيف، فإنهُ يفعلُ دائمًا أي شيء بتعبيرٍ جاد.

على الرُغمِ من أنَّ بلدَ ميليس المُقدس هو بلدٌ مُتقدِمٌ جدًا في سحرِ الشفاء وسحرِ الحماية، فإن مُعظمَ الناسِ سيتعلمونَ سِحرَ الشِفاء وصولًا إلى الرُتبةِ الإبتدائيةِ فقط. لو تعلمَ المرءُ سِحرَ الشِفاء حتى الرُتبةِ المُتوسِطة، فيُمكِنُ لهذا الشخصِ العملُ في مُستشفى كنيسةِ ميليس، لذلِكَ وبسببِ هذا الإنجازِ فُضِلتُ بشدةٍ في المَدرسة.

لم يَبتَسِم أبدًا أمامَ والديه.

لم أتوقَع على الإطلاقِ أن باول سيتَحَمَلُ المسؤوليةَ ويتزوجني.

وحتى لو إبتَسَم، فهو يبتسِمُ إبتسامةً مُصطَنَعة.

ولكن هذهِ ليستْ الحقيقة.

لكِنَهُ يُظهِرُ هذا التعبيرَ لأخواتِه، ويبتَسِمُ بشكلٍ راضٍ بعد رؤيةِ إبتساماتِ أخواتِه.

لو إستمرتْ الأمورُ على ما هي عليه، أفترِضُ أنني كنتُ سأُعَرَفُ في حفلةٍ ما إلى رَجُلٍ إختارهُ والِدايَّ لي.

أشعرُ بالسعادةِ بمُجردِ النظرِ إليه.

وهكذا، إعتقدتُ بغطرسةٍ أنني سأكونُ قادرةً على العيشِ بشكلٍ جيدٍ للغايةِ أينما ذهبت.

الأمرُ مُختلفٌ تمامًا عن ذي قبل.

يوش، سأُمازِحُهُ أكثرَ قليلًا.

“فيو……”

كنتُ أعرِفُ أنهُ يَكذِب.

تَنَهدتُ عندما تذكرتُ رودي في أولِ سنواتِ حياتِه.

لقد شعرتُ بسعادةٍ غامرةٍ عندما رأيتُ موهِبةَ روديوس السِحرية، لكِن بعد فترة، بدأتُ أشكُ فيما لو إن روديوس يَنظُرُ إلى والديهِ بإزدراء، ولا يُحِبُهُما.

لقد شعرتُ بسعادةٍ غامرةٍ عندما رأيتُ موهِبةَ روديوس السِحرية، لكِن بعد فترة، بدأتُ أشكُ فيما لو إن روديوس يَنظُرُ إلى والديهِ بإزدراء، ولا يُحِبُهُما.

أنا الإبنةُ الثانيةُ لعائلةِ إيرل في ذلِكَ البلَد.

لأني لم أُحِسَ بالقُربِ من رودي على الإطلاق.

اه…اوه. إعتَقَدتُ أنهُ سيَغضَبُ ويتشاجرُ معي، لكِنَهُ يبدو غيرَ مُهتَم.

ولكن هذهِ ليستْ الحقيقة.

إستمرَ روديوس على هذا الروتين لفترة.

ما غيرَ رأيي هي حادِثةُ حملِ ليليا.

ومع كوني حمقاءَ بالكامِل، صدقتُ لُطفَهُم السطحيَّ الكاذِب. أعتقِدُ حتى أنني فكرتُ حينها بـ: أفترِضُ أن العالمَ بهِ بعضُ الأشخاصِ المُحترمين.

إكتشَفنا أن ليليا حامِلٌ وإعترفَ باول بأنهُ ولدُ طِفلِها.

“ااه، اااه!”

في ذلِكَ الوقتِ شعرتُ أنني تعرضتُ للخيانة.

جَلَستُ على الكُرسي وفقًا لتوجيهاتِ رودي.

الخيانةُ من قبلِ باول. وحتى الخيانةُ من قبل ليليا.

إرتجَفَ جسدُ روديوس قليلًا بسببِ تفاجُئِه، لكِنَهُ سُرعانَ ما تداركَ الوضعَ وبدأ يصنعُ وجوهًا مُضحِكةً بسُرعة.

خاصةً عندما كسرَ باول وعدَه. وَصَلَ غضبي تقريبًا إلى النُقطةِ التي كادَ ينفجِر فيها تقريبًا. لو فَشِلتُ في كبحِ جماحِ نفسي حتى لثانيةٍ واحِدة، لبدأتُ في الصُراخِ ثُمَ أُلقي ليليا خارجًا، أو أن أُغادِرَ بنفسي.

عادةً، أُطعِمُ نورن بينما تُطعِمُ ليليا آيشا.

قبلَ زواجِنا، قلتُ لنفسي أنهُ بمُجردِ أن يكذِبَ عليّ، سوف أتخلى عنهُ وأهجرُه.

في كُلِ مرةٍ أُطعِمُها، يُحدِقُ روديوس دائِمًا في صدري.

نسيتُ تقريبًا ذلِكَ الوعدَ الذي قطَعتُهُ على نفسي، لكن على ما يبدو فهذا الوعدُ قد إستمرَّ في الإقامةِ في قلبي.

في اليومِ الذي وصلتُ فيهِ إلى سنِ البلوغ، في عُمرِ الخامسةِ عشرَ عامًا.

تم دفعيَّ إلى الحافةِ حقًا حينها، لدرجةِ أنني كنتُ مُستعِدةً لتدميرِ العائلةِ نهائيًا.

يبدو إنها ليستْ كِذبةً أنهُ يَريدُ أن يكونَ أفضلَ أخ.

لكِنَ روديوس بَدَدَ أفكاري.

وحتى لو صدقتُ قُصتَه، لم أستَطِع مُسامحَةَ باول.

تصرفَ مِثلَ الطفلِ وحلَّ الوضعَ بِدقة، بعد جَرِيَّ إلى فخِ العنكبوتِ الذي نصبهُ ليَّ بإستعمالِ لسانهِ العسلي.

أومأ روديوس برِضا على إبتسامةِ نورن، ثُمَ عادَ فجأةً إلى التعبيرِ الجاد.

على كُلِ حال ما فعلهُ لم يكُن صحيحًا.

شعرتُ بإنفجارٍ مُفاجئ من الدِفء، وإلتَفَتُ لأرى من أينَ تأتي هذهِ الحرارة.

وحتى لو صدقتُ قُصتَه، لم أستَطِع مُسامحَةَ باول.

لقد أدركتُ أن رودي مُذهِلٌ حقًا منذُ البداية. لكِن في الآونةِ الأخيرة، إكتشفتُ أنهُ شخصيةٌ يُعتمَدُ عليها أيضًا.

لكِنَني رأيتُ مشاعِرَهُ الحقيقية في قُصتهِ المُلفقة.

عادةً ما تعودُ بحِلولِ هذا الوقتِ لو خَرَجَتْ لشراء الأشياء.

وكأنهُ يحاوِلُ القول: “أنا غيرُ مُرتاحٍ بسببِ إنهيارِ الأُسرة.”

أظهرَ روديوس نفسَ الإبتسامةِ الراضيةِ التي أظهرَها عندما ضَحِكَتْ نورن.

في اللحظةِ التي أدركتُ فيها هذا، فَهِمتُ أن هذا الطِفلَ يعتزُ بأُسرتهِ بطريقتهِ الخاصة.

في كُلِ مرةٍ أُطعِمُها، تبدأ مشاعرُ الأُمومةُ القويةُ في الإرتفاعِ لدي.

عندما وصلتْ أفكاري إلى هذهِ النُقطة، إختفتْ كُلُ شُكوكيَّ حولَ حُبهِ لنا.

هل سأشعُرَ بالتعاسةِ عندما أُطعِمُ آيشا.

وفي الوقتِ نفسه، سامحتُ باول وليليا بسهولة.

ثُمَ خَدَشَ رأسَه، وقالَ بإحراج.

لولا وجودُ روديوس معنا، فلن يَمُرَ الأمرُ بهذهِ السهولة.

“بالـبالـبالواا~.”

“همم، نورن تشان لطيفةٌ حقًا، سوف تُصبِحُ جميلةً مِثلَ الأُم. عندما تَكبُرين فلنَستَحِمَ معًا.”

لم يَبتَسِم أبدًا أمامَ والديه.

أمسكَ رودي يَدَي نورن الصغيرة لإقناعها.

“هذا صحيح.”

روديوس المُعتاد، الجادُ دائِمًا، يتَملَقُ أُختَهُ بطريقةٍ طفولية. هذا حقًا—–

لا بُدَّ أنهُ يَحمِلُ هذا القَلَقَ في قلبِه.

رودي الصغيرُ مَوثوقٌ حقًا.

“نعم”

لقد أدركتُ أن رودي مُذهِلٌ حقًا منذُ البداية. لكِن في الآونةِ الأخيرة، إكتشفتُ أنهُ شخصيةٌ يُعتمَدُ عليها أيضًا.

…لا. هُناكَ مجموعةٌ مِنَ التُجارِ الذين أتوا من مدينةِ روا. وقالت ليليا إنها ستَشتَري أشياء أكثرَ مِنَ المُعتاد، لذلِكَ ستتأخرُ أكثرَ قليلًا اليوم.

أحسَستُ بالإرهاقِ الشديدِ عندما وُلِدَتْ نورن وآيشا.

تجشأتْ نورن بعدَ الإنتهاء من وجبتِها، بعدَ ذلِكَ وضَعتُها في المهدِ الخاصِ بها.

دائِمًا ما تَبكي الفتاتانُ ليلًا ونهارًا، ثُمَ بعدَ إطعامِهُما، يَتَقَيآن. عِندَ غَسلِنا لأجسادِهُما في الماء، يتَغَوطانِ هُناك.

ذلِكَ لأنني لم أتوَقَع أن أحبِلَ منهُ بسببِ ليلةٍ واحِدة.

على الرُغمِ من أنَّ ليليا تقولُ إن هذا أمرٌ طبيعي، وهذا هوَ الحالُ حقًا، لكِنَني ما زِلتُ لم أستطِع النومَ ليلًا.

لكِنَهُ يُظهِرُ هذا التعبيرَ لأخواتِه، ويبتَسِمُ بشكلٍ راضٍ بعد رؤيةِ إبتساماتِ أخواتِه.

لكِنَ روديوس قد فَعَلَ العديدَ من الأشياء للأطفال. إنهُ ماهِرٌ جدًا في الإعتناء بالأطفال.

لكِنَ نورن لا تتوقَفُ عن البُكاء.

كما لو إنهُ قد فَعَلَ ذلِكَ من قَبل.

“آه! واااااه!”

ليسَ مِنَ المُمكِنِ أنهُ لا يزالُ يَتَذَكَرُ كيفَ تمَ الإعتناء به. لا بُدَّ أنهُ تَعلمَ من مُشاهدةِ ليليا تفعلُ ذلِك.

“يجبُ أن أكونَ الشخصَ الذي يَشكُرُك.”

كما هو مُتَوقعٌ من رودي.

على أي حال. هكذا إلتقيتُ بزوجيَّ المُستقبلي.

على الرُغمِ من أنهُ يَجعَلُني أحِسُ بعَدَمِ الرِضا عن أنهُ يفعلُ ذلِكَ أفضلَ من والديه، ولكِن في الحقيقة، إنهُ يُساعِدُنا كثيرًا حقًا.

دائِمًا ما تَبكي الفتاتانُ ليلًا ونهارًا، ثُمَ بعدَ إطعامِهُما، يَتَقَيآن. عِندَ غَسلِنا لأجسادِهُما في الماء، يتَغَوطانِ هُناك.

لم أسمَع أبدًا أو أرى أي طفلٍ يُعتمَدُ عليهِ مِثلَ روديوس، الذي يُمكِنُهُ رعايةُ أخواتِهِ اللواتي ولِدنَّ للتو.

رودي يتَفِقُ معي.

يُذَكِرُني رودي أحيانًا بأخي، الذي يُفتَرَضُ أنهُ لا يزالُ يَعيشُ في البلادِ المُقدسة. إنهُ مِثلَ رودي، جادٌ ومُجتَهِدٌ وموهوب. أخبرنا والدي دائمًا أن نتعلمَ مِنهُ. لكِنَهُ أيضًا كان بارِدًا تِجاهَ عائلتِه، وتجاهلَ أخواتِهِ الصغيراتِ تمامًا تقريبًا.

“نياهاها، هااا~.”

على الرُغمِ من أنهُ مُثيرٌ للإعجابِ بإعتبارهِ نبيلًا، لكِن…لا يُمكِنُني إحترامُهُ كأخي.

إكتشفتُ فيما بعد أنهُ نبيلٌ سابِقٌ من آسورا، لكِنَ أسلوبَ كلامِهِ بدا مِثلَ أسلوبِ وغدٍ بلطجي. في كثيرٍ من الأحيانِ يكسرُ وعودَه، وهو شخصٌ مُتهَوِرٌ حقًا. هو أيضًا شخصٌ جشِع، عادةً ما يسخرُ مني، ويُحِبُ أن يتَحَسَسَ المؤخِرات، ولا يُخفي أفكارهُ المُنحرِفة أبدًا.

لكِن، من الواضحِ أنَّ رودي لن يكونَ هكذا.

“……هممممم؟”

سوفَ يُصبِحُ بالتأكيدِ أخًا مُحترَمًا من قبلِ أخواتِه.

إستَخدَمَ رودي تعبيرًا ألطفَ مِنَ المُعتادِ للنظرِ إليَّ وآيشا.

في الواقِع، هو حتى يُخطِطُ لذلِكَ مُنذُ البداية. فهو عِندما نظرَ إلى أُختَيهِ مع باول عِندَ ولادتِهُما، أعلنَ “هدفي هو أن أكون أفضلَ وأروعَ أخٍ مثالي في التاريخ.”

“حسنًا. حسنًا.”

لا أستَطيعُ الإنتظارَ لأرى كيفَ سيكونُ الإخوَةُ الثلاثةُ عِندما يَكبُرون.

ذلِكَ لأنني لم أتوَقَع أن أحبِلَ منهُ بسببِ ليلةٍ واحِدة.

“آه! واااااه!”

أظهرَ روديوس نفسَ الإبتسامةِ الراضيةِ التي أظهرَها عندما ضَحِكَتْ نورن.

بدأتْ نورن في البُكاء أثناء تفكيري في ذلِك.

في الواقِع، هو حتى يُخطِطُ لذلِكَ مُنذُ البداية. فهو عِندما نظرَ إلى أُختَيهِ مع باول عِندَ ولادتِهُما، أعلنَ “هدفي هو أن أكون أفضلَ وأروعَ أخٍ مثالي في التاريخ.”

إرتجَفَ جسدُ روديوس قليلًا بسببِ تفاجُئِه، لكِنَهُ سُرعانَ ما تداركَ الوضعَ وبدأ يصنعُ وجوهًا مُضحِكةً بسُرعة.

لكِنَ روديوس لم يرتبِك.

“هاا-! وااااااه!”

كما هو مُتَوقعٌ من رودي.

لكِنَ نورن لا تتوقَفُ عن البُكاء.

صَحِكتُ مرةً أُخرى عِندما رأيتُ تَصرُفاتَ رودي اللَطيفة.

تَحَسسَ روديوس حُفاضاتِها للتَحقُقِ من أنَّها تتبول، ثُمَ حملها، ونَظَرَ إلى ظَهرِها بحثًا عن طفحٍ جلدي بينما إستمرَتْ نورن تَشهَقُ باكيةً.

كما هو مُتَوقعٌ من رودي.

لو كنتُ أنا، لصرَختُ بالتأكيدِ لطلبِ المُساعدةِ من ليليا. ثم سأتذَكَرُ أن ليليا قد خرجَتْ لشراء بعضِ الأشياء. ثُمَ سيُصيبُني الذُعرُ بالتأكيد.

كُلُ شيء بسيطٌ وسهلٌ على عكسِ ما توقعت، والسببُ في ذلِكَ واضِح…

لكِنَ روديوس لم يرتبِك.

ليسَ مِنَ المُمكِنِ أنهُ لا يزالُ يَتَذَكَرُ كيفَ تمَ الإعتناء به. لا بُدَّ أنهُ تَعلمَ من مُشاهدةِ ليليا تفعلُ ذلِك.

بعدَ أن فحصَ وضعَها يبدو أنهُ إستنتجَ سببَ بُكائِها، بعدها صَفَقَ بيده، وقال لي:

لقد ولِدتُ في البلدِ المُقدس ميليس. إنها دولةٌ ذاتُ تاريخٍ طويل. أرضٌ مشهورةٌ بتاريخِها الطويلِ وجمالِها العظيمِ ومبادئِها الأخلاقيةِ الصارِمة.

“الأُم. حانَ الوقتُ لإطعامِها.”

مشهدُ حقولِ القمحِ الذهبيةِ التي لا نهايةَ لها خارِجَ النافِذة.

أدركتُ أنَّ الوقتَ قد حانَ عِندما قال لي ذلِك.

فَعَلَ رودي نفسَ الشيء الذي فعلهُ مع نورن لآيشا، حَمَلَها، فحص حُفاضاتِها، وتأكدَ من عدمِ وجودِ طفحٍ جلدي أو لدغاتِ حشرات……

مشاهدةُ رودي يلعبُ مع أخواتِهِ يجعلُ الوقتَ يمرُ بِسُرعة.

لم يُقلِقني رودي أبدًا مُنذُ ولادتِه، لذلِكَ لم أشعُر حقًا وكأنني أمٌ أثناء نشأتِه، لكِنَ الأمرَ مُختَلِفٌ مؤخرًا.

“حسنًا. حسنًا.”

على الرُغمِ من أنهُ مُثيرٌ للإعجابِ بإعتبارهِ نبيلًا، لكِن…لا يُمكِنُني إحترامُهُ كأخي.

“هُنا. تَفضَلي بالجِلوس.”

وفي الوقتِ نفسه، سامحتُ باول وليليا بسهولة.

جَلَستُ على الكُرسي وفقًا لتوجيهاتِ رودي.

أشعرُ بالسعادةِ بمُجردِ النظرِ إليه.

كشفتُ عن صدري بينما حَمِلتُ نورن الباكية.

أظهرَ روديوس نفسَ الإبتسامةِ الراضيةِ التي أظهرَها عندما ضَحِكَتْ نورن.

كما تنبأ روديوس، نورن جائعةٌ وبدأتْ تتغذى على الفور، شَرِبَتْ الحليبَ بإستعجال.

شعرتُ بإنفجارٍ مُفاجئ من الدِفء، وإلتَفَتُ لأرى من أينَ تأتي هذهِ الحرارة.

في كُلِ مرةٍ أُطعِمُها، تبدأ مشاعرُ الأُمومةُ القويةُ في الإرتفاعِ لدي.

عندما وصلتْ أفكاري إلى هذهِ النُقطة، إختفتْ كُلُ شُكوكيَّ حولَ حُبهِ لنا.

“……هممممم؟”

كنتُ أعرِفُ أنهُ يَكذِب.

فجأة، أدركتُ نظرةَ روديوس.

نادِرًا ما يُظهِرُ روديوس تعبيرًا كهذا.

في كُلِ مرةٍ أُطعِمُها، يُحدِقُ روديوس دائِمًا في صدري.

أومأ روديوس برِضا على إبتسامةِ نورن، ثُمَ عادَ فجأةً إلى التعبيرِ الجاد.

وهذهِ النظرةُ ليستْ نظرةَ طفلٍ يبلُغُ من العُمرِ سبعةَ سنوات، ولكِنَها نظرةٌ مليئةٌ بالرغباتِ الفاسِقة.

“ما الخطأ؟”

لو تمَ وضعُ باول معه، فستَجِدُ أن الإثنَينِ لهُما نفسُ النظرةِ بالضبط. أشعرُ بأنهُ مُضحِكٌ كم أنهُ يُشبِهُ والِدَه، ولكِن عندما أُفكِرُ أنهُ بالفعلِ هكذا في هذا العُمر، أشعرُ بالخوفِ من المُستقبَل. هل سيكونُ مِثلَ باول ويَضَعُ يدَيهِ على العديدِ من الفتيات، ويُبكيهُن؟

ظللتُ أظنُ أن باول هو شخصٌ شرير، إلى أنْ قامتْ إيلاينا لايز التي هي إحدى رُفقائِه بشرح الأمرِ لي.

“ما الخطأ رودي؟ هل ترغبُ في القَليلِ أنتَ أيضًا؟”

في الواقِع، هو حتى يُخطِطُ لذلِكَ مُنذُ البداية. فهو عِندما نظرَ إلى أُختَيهِ مع باول عِندَ ولادتِهُما، أعلنَ “هدفي هو أن أكون أفضلَ وأروعَ أخٍ مثالي في التاريخ.”

“هاه؟!”

كنتُ أعرِفُ أنهُ يَكذِب.

بعدَ مُزحةِ هذِه، عادَ روديوس إلى وعيهِ وأدارَ وجهَهُ إلى الجانِب.

لم أعرِف ماذا أفعلُ حينَها. إرتَبكتُ جدًا.

ثُمَ معَ وجههِ المُحمر، حاولَ إيجادَ عُذرٍ لشرحِ نفسِه:

“هاه؟!”

“لا، لا أقصِدُ بنظري إليكِ هذا، لكِنَني أُفكِرُ في كم أنَّ نورن جائِعَةٌ لتشرَبَ بهذهِ الشراهة.”

ثُمَ خَدَشَ رأسَه، وقالَ بإحراج.

“هيهيهي.”

لم يَبتَسِم أبدًا أمامَ والديه.

لم أستطِع كبحَ ضَحكي عِندما أظهَرَ مِثلَ هذا السلوكِ اللطيف.

تنهدتُ بإرتياح، لم أسمَح لرودي بسماعي.

“لا يُمكِنُكَ الحصولُ عليهِ كما تعلم، فهذا ينتمي إلى نورن. رودي شربَ بالفعلِ الكثيرَ عِندما كانَ صغيرًا، لذلِكَ يجبُ عليكَ التحلي بالصَبر.”

أنا مُتأكِدةٌ من أن والداي كانا فخورَينِ بي أيضًا.

“……بالطبعِ يا أُمي.”

لِحُسنِ الحظ، رودي غيرَّ هذا الشيء.

رُغمَ أنهُ قالَ ذلِكَ بكُلِ سهولةٍ كما لو أنهُ حقًا لم يكُن يُراقِبُني، لكِنَني رأيتُ بعضَ الندمِ في عينيهِ.

“إذا إمتنعتَ عن النومِ مع أي إمرأة أُخرى، يُمكِنُني النومُ معَك.”

نادِرًا ما يُرى هذا النوعُ من المشاعِرِ على وجهِ رودي. لطافتُهُ هذهِ تَجعَلُني أرغَبُ بالتنمُرِ عليه.

تجشأتْ نورن بعدَ الإنتهاء من وجبتِها، بعدَ ذلِكَ وضَعتُها في المهدِ الخاصِ بها.

يوش، سأُمازِحُهُ أكثرَ قليلًا.

لولا رودي، لكان شخصٌ من ميليس مثلي يَتَحَسَرُ على حقيقةِ أنني أصبَحتُ واحِدةً من زوجتَين، وكنتُ سأُغادِرُ هذا المَنزِلَ مع نورن، أو أُلقي باللومِ على آيشا وليليا.

“لو إنكَ تُريدُ ذلِكَ حقًا، يُمكِنُكَ الإنتظارُ حتى تحصلَ على زوجةٍ وتَتَوسَلَ إليها.”

إبتَسَمَتْ نورن بسعادةٍ وهي ترى روديوس المُضحِك.

“فِكرةٌ جيدة. سأُجرِبُ ذلِكَ يومًا ما.”

ثُمَ خَدَشَ رأسَه، وقالَ بإحراج.

اه…اوه. إعتَقَدتُ أنهُ سيَغضَبُ ويتشاجرُ معي، لكِنَهُ يبدو غيرَ مُهتَم.

أشعُرُ بالرِضا حقًا.

هل إكتَشَفَ أنني أُحاوِلُ إزعاجَه؟

على الرُغمِ من أنهُ نَظَرَ إليَّ بإزدراء وسَخِرَ مني لعدمِ فهمي لكيفيةِ عملِ العالم، إلا أنهُ يقولُ دائِمًا ‘ليسَ باليدِ حيلة’، ويأتي لمُساعَدَتي.

على الرُغمِ من أن هذا خَيَبَ آمالي قليلًا، لكِنَ هذا يتَناسبُ معَ شخصيتِه.

أمسكَ رودي يَدَي نورن الصغيرة لإقناعها.

“……لا يُمكِنُكَ إجبارُها على ذلِك، حسنًا؟”

في اللحظةِ التي غَمغَمَتْ فيها نورن، إشتدَ تعبيرُ روديوس.

“أنا أعلَم.”

“ها هااا!، بااا، باااا!”

هذا الردُ الجاد…دائِمًا ما يَجعَلُني أشعرُ بالوحدةِ قليلًا.

لم أُعارِض أبدًا أوامِرَ والديّ، وكانتْ درجاتي في المَدرسةِ مُمتازة.

“كيرببب.”

لِحُسنِ الحظ، رودي غيرَّ هذا الشيء.

تجشأتْ نورن بعدَ الإنتهاء من وجبتِها، بعدَ ذلِكَ وضَعتُها في المهدِ الخاصِ بها.

لم أتوقَع على الإطلاقِ أن باول سيتَحَمَلُ المسؤوليةَ ويتزوجني.

ثُمَ إستخدمتُ قطعةَ قماشٍ لمسحِ صدري، وحدقَ روديوس بهِ مرةً أُخرى.

لو لم يكُن طِفلًا ذكيًا وحكيمًا، فلن أختبِرَ شيئًا كهذا الآن.

همممم. يبدو أن من ستَتَزوجُ هذا الطِفلَ ستواجِهُ وقتًا عصيبًا.

“هذهِ ليستْ مُجاملة. ما زِلتُ أتذكرُ الطعم.”

أقوى مُرشح هي سيلفي، لكَنَ تِلكَ الطِفلةَ هي دائِمًا مُطيعةٌ له. يبدو أنها حتى لو لم ترغَب في ذلِك، فهي لن تَرفُضَهُ بشِدة……

مشهدُ حقولِ القمحِ الذهبيةِ التي لا نهايةَ لها خارِجَ النافِذة.

حسنًا.

نفسُ الشعورِ الذي يأتيني عِندما أُطعِمُ نورن.

حسنًا لو حَدَثَ ذلِكَ فسيكونُ عليَّ أن أُعلِمُ رودي درسًا.

لكِن، هل هذا جيدٌ حقًا؟

بصفتي أُمهُ فهذا هو واجبي.

“فِكرةٌ جيدة. سأُجرِبُ ذلِكَ يومًا ما.”

علمهُ باول فقط كيفيةَ السيطرةِ على الفتيات. سأُعلِمُهُ أنا عن الأشياء التي تأتي بعدَ ذلِك.

مِثلَ مُعظمِ الشاباتِ اللواتي نشأنَ في أُسرٍ ميسورةِ الحال، عِشتُ كطفلةٍ محميةٍ من كُلِ شيء. لذا إعتقدتُ أنَّ مُحيطيَّ الصغيرَ هو العالمُ بأسرِه. كم كُنتُ جاهِلةً وحمقاء.

“قووو.”

لا بُدَّ أنهُ يَعتَقِدُ أنهُ من ضمنِ مسؤولياتِهِ هو حمايةُ شقيقاتِه.

بعدَ تغذيةِ نورن، أظهرتْ تعبيرًا يَنِمُ عن الرِضا، وسرعُانَ ما بدأتْ في إصدارِ الأصوات.

يبدو أنَّ آيشا سعيدةٌ بهذا أيضًا.

إنها مُتعبةٌ على الأغلب.

شَخصيةُ باول هي النقيضُ المثاليُّ لشخصيتي، لكِنَهُ موثوقٌ ويُعتمَدُ عليهِ، يملكُ روحًا حُرة وهو رجلٌ وسيم.

“إشربي أكثر، ونامي أكثر. حتى تَنمَي بِسُرعة؟”

لكِن، هل هذا جيدٌ حقًا؟

ربتُ على رأسِ نورن أثناء قولي هذا.

مِثلَ مُعظمِ الشاباتِ اللواتي نشأنَ في أُسرٍ ميسورةِ الحال، عِشتُ كطفلةٍ محميةٍ من كُلِ شيء. لذا إعتقدتُ أنَّ مُحيطيَّ الصغيرَ هو العالمُ بأسرِه. كم كُنتُ جاهِلةً وحمقاء.

“آه! وااااااا!”

وجهُهُ يُذكِرُني بوجهِ باول. 

فَعَلَ رودي نفسَ الشيء الذي فعلهُ مع نورن لآيشا، حَمَلَها، فحص حُفاضاتِها، وتأكدَ من عدمِ وجودِ طفحٍ جلدي أو لدغاتِ حشرات……

شعورُ الأُمومة.

في النهاية، حَمَلَ آيشا ونظرَ إليَّ بتعبيرٍ مُضطرِب.

وجهُهُ يُذكِرُني بوجهِ باول. 

نادِرًا ما يُظهِرُ روديوس تعبيرًا كهذا.

هذا مثيرٌ للإعجابِ حقًا.

على الرُغمِ من أنهُ يُسعِدُني رؤيةُ أنواعِ التعبيراتِ المُختلِفة على وجهِه، إلا أنني لا أرغبُ حقًا في رؤيتهِ كئيبًا للغاية.

عند التفكيرِ في الأمر، بما أنَّ آيشا تتغذى مع نورن، فيَجِبُ أن تَشعُرَ بالجوعِ في نفسِ الوقت.

“ما الخطأ؟”

بعدَ تغذيةِ نورن، أظهرتْ تعبيرًا يَنِمُ عن الرِضا، وسرعُانَ ما بدأتْ في إصدارِ الأصوات.

“امم، يا أُمي…السيدةُ ليليا قد تأخرتْ قليلًا اليوم، أليسَ كذلِك.”

إسميَّ هوَ زينيث غرايرات.

“هذا صحيح.”

بصفتي أُمهُ فهذا هو واجبي.

عادةً ما تعودُ بحِلولِ هذا الوقتِ لو خَرَجَتْ لشراء الأشياء.

أشعُرُ من أعماقِ قلبي أنَّني والِدةُ هذا الطِفل.

هل حدثَ شيء؟

أشعُرُ بالرِضا حقًا.

…لا. هُناكَ مجموعةٌ مِنَ التُجارِ الذين أتوا من مدينةِ روا. وقالت ليليا إنها ستَشتَري أشياء أكثرَ مِنَ المُعتاد، لذلِكَ ستتأخرُ أكثرَ قليلًا اليوم.

وحتى لو صدقتُ قُصتَه، لم أستَطِع مُسامحَةَ باول.

“حسنًا، كما تَرَين…بالنسبةِ لآيشا…”

ثُمَ خَدَشَ رأسَه، وقالَ بإحراج.

“نعم؟”

ومع كوني حمقاءَ بالكامِل، صدقتُ لُطفَهُم السطحيَّ الكاذِب. أعتقِدُ حتى أنني فكرتُ حينها بـ: أفترِضُ أن العالمَ بهِ بعضُ الأشخاصِ المُحترمين.

“رُبَما تكونُ جائِعةً.”

“بالـبالـبالواا~.”

“أوه، فهِمت.”

تصرفَ مِثلَ الطفلِ وحلَّ الوضعَ بِدقة، بعد جَرِيَّ إلى فخِ العنكبوتِ الذي نصبهُ ليَّ بإستعمالِ لسانهِ العسلي.

عند التفكيرِ في الأمر، بما أنَّ آيشا تتغذى مع نورن، فيَجِبُ أن تَشعُرَ بالجوعِ في نفسِ الوقت.

في البداية، كرِهتُ باول.

عادةً، أُطعِمُ نورن بينما تُطعِمُ ليليا آيشا.

لا أستَطيعُ الإنتظارَ لأرى كيفَ سيكونُ الإخوَةُ الثلاثةُ عِندما يَكبُرون.

لاحظتُ تعبيرَ رودي المُضطرِب الآن.

بعدَ تغذيةِ نورن، أظهرتْ تعبيرًا يَنِمُ عن الرِضا، وسرعُانَ ما بدأتْ في إصدارِ الأصوات.

بِهذا التعبيرِ على وجهِه، قالَ رودي بخوف.

ليسَ مِنَ المُمكِنِ أنهُ لا يزالُ يَتَذَكَرُ كيفَ تمَ الإعتناء به. لا بُدَّ أنهُ تَعلمَ من مُشاهدةِ ليليا تفعلُ ذلِك.

“حولَ ذلِكَ يا أُمي، لستُ مُتأكِدًا متى ستعودُ ليليا. رُبما يُمكِنُ تَركُ آيشا تَنتَظِرُ قليلًا، ولكِن إذا إستمرتْ آيشا في البُكاء، فسوفَ تبكي نورن أيضًا. وذلك……”

“حسنًا. حسنًا.”

مع كوني مؤمِنةً بكنيسةِ ميليس، فبسببِ ذلِك، أنا ألومُ ليليا لكَسِرها مُعتَقَدَ الزوجةِ الواحِدةِ الذي قطعتهُ على نفسي معَ باول. أعلَمُ أنهُما ليسا من أتباعِ ميليس، لكِنَني لا أريدُ ثنيَّ أفكاريَّ الخاصة.

“ااه، اااه!”

يَجِبُ أن يكونَ هذا ما يُفكِرُ فيهِ رودي.

إرتجَفَ جسدُ روديوس قليلًا بسببِ تفاجُئِه، لكِنَهُ سُرعانَ ما تداركَ الوضعَ وبدأ يصنعُ وجوهًا مُضحِكةً بسُرعة.

‘هل سيَجعَلُ والدتهُ حزينةً بسببِ كلمةٍ واحِدة.’

سوفَ يُصبِحُ بالتأكيدِ أخًا مُحترَمًا من قبلِ أخواتِه.

أو ‘هل ستَفعَلُ شيئًا فظيعًا لأُختِه.’

يجبُ أن يَشعُرَ أيضًا بالسلامِ خِلالَ هذا الوقت.

لا بُدَّ أنهُ يَحمِلُ هذا القَلَقَ في قلبِه.

بدا رودي مُرتبِكًا ومُحتارًا.

بالنسبةِ لرودي. بغضِ النظرِ عن نورن، آيشا أو أنا. الكُلُ عائلتُه.

لكِنَني رأيتُ مشاعِرَهُ الحقيقية في قُصتهِ المُلفقة.

لذا……بما أن الأمورَ قد آلت إلى هذا، فيَجِبُ أن أفعلَ ذلِك.

“حسنًا، كما تَرَين…بالنسبةِ لآيشا…”

لكِن، هل هذا جيدٌ حقًا؟

جَلَسَ رودي بجانبي وقَرَبَ رأسَهُ إليّ.

هل سأشعُرَ بالتعاسةِ عندما أُطعِمُ آيشا.

“هُنا. تَفضَلي بالجِلوس.”

وبعدها، لو رأى رودي تعبيري، هل سيَكرَهُني، أو يَنظرُ إليَّ بإزدراء؟

عادةً ما تعودُ بحِلولِ هذا الوقتِ لو خَرَجَتْ لشراء الأشياء.

“شيش. ما الذي تقولُه؟ هيا. أعطِني آيشا بِسُرعة.”

مُغلِقًا شفتيهِ بإحكام، ويتناوبُ بإستمرارٍ بين النظرِ إلى نورن وآيشا.

تَخَلَصتُ من مَخاوفيَّ الخاصة، وحاولتُ التكَلُمَ بأكثرِ نبرةٍ لطيفةٍ أستطيعُ إظهارَها، وقُلتُ لرودي.

هذا الردُ الجاد…دائِمًا ما يَجعَلُني أشعرُ بالوحدةِ قليلًا.

“حسنًا”

“حولَ ذلِكَ يا أُمي، لستُ مُتأكِدًا متى ستعودُ ليليا. رُبما يُمكِنُ تَركُ آيشا تَنتَظِرُ قليلًا، ولكِن إذا إستمرتْ آيشا في البُكاء، فسوفَ تبكي نورن أيضًا. وذلك……”

سَلَمَ رودي آيشا إليَّ بحذرٍ شديد.

على الرُغمِ من أنَّ ليليا تقولُ إن هذا أمرٌ طبيعي، وهذا هوَ الحالُ حقًا، لكِنَني ما زِلتُ لم أستطِع النومَ ليلًا.

حملتُ آيشا، وتركتُها تَتَغذى على الجانبِ الآخر.

نفسُ الشعورِ الذي يأتيني عِندما أُطعِمُ نورن.

لو إمتنعتْ آيشا، فمِنَ المُحتَمَلِ أن أشعُرَ بالتعاسة. لكِنَ آيشا لم تَهتم، وتَغَذَتْ بِشراهة.

أحسَستُ بالإرهاقِ الشديدِ عندما وُلِدَتْ نورن وآيشا.

“……فيوووه.”

نادِرًا ما يُرى هذا النوعُ من المشاعِرِ على وجهِ رودي. لطافتُهُ هذهِ تَجعَلُني أرغَبُ بالتنمُرِ عليه.

تنهدتُ بإرتياح، لم أسمَح لرودي بسماعي.

“بالـبالـبالواا~.”

نفسُ الشعورِ الذي يأتيني عِندما أُطعِمُ نورن.

رَبَّتُ على رأسِهِ بهِدوء.

شعورُ الأُمومة.

يجبُ أن يَشعُرَ أيضًا بالسلامِ خِلالَ هذا الوقت.

لماذا إعتَقَدتُ أنني لن أستطيعَ إطعامَ آيشا؟

ولكن هذهِ ليستْ الحقيقة.

لماذا إعتَقَدتُ أنني سأكونُ غيرَ سعيدةٍ عندما أُطعِمُها؟

“……ليستْ هُناكَ حاجةٌ لسؤالي حقًا. يُمكِنُكِ اللعِبُ بِشَعريَّ متى ما أردتي.”

لماذا إعتَقَدتُ أنني بحاجةٍ إلى تَحمُلِ ذلِك؟

“شُكرًا لكَ على ولادَتِك”

كُلُ شيء بسيطٌ وسهلٌ على عكسِ ما توقعت، والسببُ في ذلِكَ واضِح…

لكِن، هل هذا جيدٌ حقًا؟

لأنني أُم.

“هذهِ ليستْ مُجاملة. ما زِلتُ أتذكرُ الطعم.”

في النهاية، ليسَ هُناكَ فرق. أتباعُ ميليس أو أي شيء آخر.

دخلتُ في شِجارٍ رهيبٍ مع والديّ. ثِرتُ على والديَّ وغادرتُ المنزِل.

“يبدو أنها تُمتِعُ نفسها.”

“آه! واااااه!”

“هذا لأن حليبَ الأُمِ لذيذ.”

“لو إنكَ تُريدُ ذلِكَ حقًا، يُمكِنُكَ الإنتظارُ حتى تحصلَ على زوجةٍ وتَتَوسَلَ إليها.”

“من فضلِكَ لا تُجاملني الآن.”

إرتجَفَ جسدُ روديوس قليلًا بسببِ تفاجُئِه، لكِنَهُ سُرعانَ ما تداركَ الوضعَ وبدأ يصنعُ وجوهًا مُضحِكةً بسُرعة.

يبدو أن رودي يَستَمتِعُ أيضًا، مُشاهدةُ آيشا تتغذى عليَّ دونَ حدوثِ أي شيء، يبدو أن هذا يجعلُهُ يشعرُ بالإرتياح.

لكِن، يبدو أنَّني ما زِلتُ حمقاء وقتَها. مُهمِلةٌ جدًا. ساذجةٌ جدًا.

لا بُدَّ أنهُ يَعتَقِدُ أنهُ من ضمنِ مسؤولياتِهِ هو حمايةُ شقيقاتِه.

في ذلِكَ الوقتِ شعرتُ أنني تعرضتُ للخيانة.

هذا مثيرٌ للإعجابِ حقًا.

لكِنَ نورن لا تتوقَفُ عن البُكاء.

يبدو إنها ليستْ كِذبةً أنهُ يَريدُ أن يكونَ أفضلَ أخ.

وحتى لو صدقتُ قُصتَه، لم أستَطِع مُسامحَةَ باول.

“هذهِ ليستْ مُجاملة. ما زِلتُ أتذكرُ الطعم.”

عادةً ما تعودُ بحِلولِ هذا الوقتِ لو خَرَجَتْ لشراء الأشياء.

“هل تَتَذكرهُ حقًا؟”

“……لا يُمكِنُكَ إجبارُها على ذلِك، حسنًا؟”

إبتَسَمتُ بينما رَبَّتُ على رأسِ آيشا.

بصفتي أُمهُ فهذا هو واجبي.

بعدَ فترة، إنتهتْ آيشا من الشُربِ وتركتْ صدري.

لم أستطِع كبحَ ضَحكي عِندما أظهَرَ مِثلَ هذا السلوكِ اللطيف.

وَضَعتُها في المهدِ هي كذلِك، وبدأتْ في النومِ مِثلَ نورن.

مشاهدةُ رودي يلعبُ مع أخواتِهِ يجعلُ الوقتَ يمرُ بِسُرعة.

إستَخدَمَ رودي تعبيرًا ألطفَ مِنَ المُعتادِ للنظرِ إليَّ وآيشا.

مشهدُ حقولِ القمحِ الذهبيةِ التي لا نهايةَ لها خارِجَ النافِذة.

“رودي”

أمسكَ رودي يَدَي نورن الصغيرة لإقناعها.

“نعم، ماذا هُناك؟”

أشعُرُ من أعماقِ قلبي أنَّني والِدةُ هذا الطِفل.

“هل تُمانِعُ لو لَعِبتُ بشعرِك؟”

“آه، آه – – – – -!”

“……ليستْ هُناكَ حاجةٌ لسؤالي حقًا. يُمكِنُكِ اللعِبُ بِشَعريَّ متى ما أردتي.”

عندما وصلتْ أفكاري إلى هذهِ النُقطة، إختفتْ كُلُ شُكوكيَّ حولَ حُبهِ لنا.

جَلَسَ رودي بجانبي وقَرَبَ رأسَهُ إليّ.

لكِنَني في مرحلةٍ ما، فقدتُ إهتمامي بهذا.

رَبَّتُ على رأسِهِ بهِدوء.

“……لا يُمكِنُكَ إجبارُها على ذلِك، حسنًا؟”

لم يُقلِقني رودي أبدًا مُنذُ ولادتِه، لذلِكَ لم أشعُر حقًا وكأنني أمٌ أثناء نشأتِه، لكِنَ الأمرَ مُختَلِفٌ مؤخرًا.

تنهدتُ بإرتياح، لم أسمَح لرودي بسماعي.

أشعُرُ من أعماقِ قلبي أنَّني والِدةُ هذا الطِفل.

أشعرُ بالسعادةِ بمُجردِ النظرِ إليه.

“………”

“إشربي أكثر، ونامي أكثر. حتى تَنمَي بِسُرعة؟”

شعرتُ بإنفجارٍ مُفاجئ من الدِفء، وإلتَفَتُ لأرى من أينَ تأتي هذهِ الحرارة.

لقد أدركتُ أن رودي مُذهِلٌ حقًا منذُ البداية. لكِن في الآونةِ الأخيرة، إكتشفتُ أنهُ شخصيةٌ يُعتمَدُ عليها أيضًا.

توهجُ شمسِ الصيفِ يَتَدَفقُ مِنَ النوافِذ.

لذا……بما أن الأمورَ قد آلت إلى هذا، فيَجِبُ أن أفعلَ ذلِك.

مشهدُ حقولِ القمحِ الذهبيةِ التي لا نهايةَ لها خارِجَ النافِذة.

“بالـبالـبالواا~.”

أشعُرُ بالرِضا حقًا.

رودي الصغيرُ خاصتي.

“إنهُ لأمرٌ رائِعٌ أن تَستَمِرَ الأمورُ على هذا النحو.”

في اللحظةِ التي غَمغَمَتْ فيها نورن، إشتدَ تعبيرُ روديوس.

“نعم”

“آه! وااااااا!”

رودي يتَفِقُ معي.

رودي يتَفِقُ معي.

يجبُ أن يَشعُرَ أيضًا بالسلامِ خِلالَ هذا الوقت.

لم أستطِع كبحَ ضَحكي عِندما أظهَرَ مِثلَ هذا السلوكِ اللطيف.

ولكِنَ ما يجعَلُني أشعرُ بالسعادةِ هو وجودُ رودي.

بصفتي أُمهُ فهذا هو واجبي.

لولا رودي، لكان شخصٌ من ميليس مثلي يَتَحَسَرُ على حقيقةِ أنني أصبَحتُ واحِدةً من زوجتَين، وكنتُ سأُغادِرُ هذا المَنزِلَ مع نورن، أو أُلقي باللومِ على آيشا وليليا.

يبدو إنها ليستْ كِذبةً أنهُ يَريدُ أن يكونَ أفضلَ أخ.

لِحُسنِ الحظ، رودي غيرَّ هذا الشيء.

يُذَكِرُني رودي أحيانًا بأخي، الذي يُفتَرَضُ أنهُ لا يزالُ يَعيشُ في البلادِ المُقدسة. إنهُ مِثلَ رودي، جادٌ ومُجتَهِدٌ وموهوب. أخبرنا والدي دائمًا أن نتعلمَ مِنهُ. لكِنَهُ أيضًا كان بارِدًا تِجاهَ عائلتِه، وتجاهلَ أخواتِهِ الصغيراتِ تمامًا تقريبًا.

لو لم يكُن طِفلًا ذكيًا وحكيمًا، فلن أختبِرَ شيئًا كهذا الآن.

فجأة، أدركتُ نظرةَ روديوس.

“رودي.”

يَجِبُ أن يكونَ هذا ما يُفكِرُ فيهِ رودي.

“نعم يا أُمي؟”

“أجوجوبلولو.”

“شُكرًا لكَ على ولادَتِك”

مِثلَ مُعظمِ الشاباتِ اللواتي نشأنَ في أُسرٍ ميسورةِ الحال، عِشتُ كطفلةٍ محميةٍ من كُلِ شيء. لذا إعتقدتُ أنَّ مُحيطيَّ الصغيرَ هو العالمُ بأسرِه. كم كُنتُ جاهِلةً وحمقاء.

بدا رودي مُرتبِكًا ومُحتارًا.

لو إمتنعتْ آيشا، فمِنَ المُحتَمَلِ أن أشعُرَ بالتعاسة. لكِنَ آيشا لم تَهتم، وتَغَذَتْ بِشراهة.

ثُمَ خَدَشَ رأسَه، وقالَ بإحراج.

كشفتُ عن صدري بينما حَمِلتُ نورن الباكية.

“يجبُ أن أكونَ الشخصَ الذي يَشكُرُك.”

صَحِكتُ مرةً أُخرى عِندما رأيتُ تَصرُفاتَ رودي اللَطيفة.

صَحِكتُ مرةً أُخرى عِندما رأيتُ تَصرُفاتَ رودي اللَطيفة.

يبدو إنها ليستْ كِذبةً أنهُ يَريدُ أن يكونَ أفضلَ أخ.

حملتُ آيشا، وتركتُها تَتَغذى على الجانبِ الآخر.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط