نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 32

الفصل 9: الوظيفة الأولى: قيمة الحياة.

الفصل 9: الوظيفة الأولى: قيمة الحياة.

VOLUME THREE

لقد تحدث كرجل يجيب على السؤال الأكثر وضوحًا في العالم.

الفصل 9:

“وجدته، ربما هذا هو الحيوان الذي نبحث عنه.” قال رويجيرد، مشيرًا إلى قسم فارغ من الشارع. لم أستطِع أن أعرِف ما وجده أو لماذا شعر بالحاجة إلى إضافة ذلك ربما لم أستطِع رؤية أي آثار أقدام هنا حتى.

الوظيفة الأولى: قيمة الحياة.

وصفت ميشيل مظهر حيوانها الأليف، لقد إختفى قبل ثلاثة أيام، وأضافت أنه لم يعد إلى المنزل، في العادة سَـيعود عندما تناديه، وذكرت أنه ربما الىن جائعٌ لأنها لم تطعمه. بدا وصفها صبيانيًا بشكلٍ مثالي. قد يكون شخص بالغ ما قد أدار عينيه وترك ثرثرة الفتاة وغادر في منتصف حديثها؛ لكن المغامر الشاب إستمع إليها بإبتسامة، أومأ برأسه بشكل مشجع بعد كل جملة قالتها.

 

متبخترين بجرأة على طول الشارع، وشقوا طريقهم إلى أحد مداخل المبنى المتعددة، غير مبالين بالنظرات من حولهم.

منزل كيريب، الواقع في المبنى الثاني في ريكاريسو، هو عبارة عن مبنًى طويل مكون من طابق واحد بأربعة مداخل منفصلة.

ثم فجأة، قوطِعتُ بوقاحة من قبلِ صفعةٍ على عقب رأسي. إلتفتُّ لأجد إيريس عابسةً في وجهي. “توقف عن الضحك بهذه الطريقة! ألم يكن ذلك الهراء، عن الرئيس وما إلى ذلك، مِن المفترض أن يكون تمثيلًا فقط؟!”

أولئك الذين عاشوا هناك عاشوا بعيدين عن رغيد الحياة، لكن ليس فقراء بشدة مثل أولئك الذين سكنوا في الأحياء الفقيرة في المدينة. وفقًا لمعايير القارة الشيطانية، هم أشخاصٌ نموذجيون من الطبقة العاملة.

“من أين؟”

ثلاثة هيئات غريبة — إثنان صغيران، واحد كبير — يقتربون حاليًا من هذا المكان.

“الجميع يفكر فيك كجزء من قبيلة من الشياطين الشريرة. يعتقدون أنكم مجانين يقتلون لأتفه الأسباب، حتى بسبب أدنى إستفزاز.”

متبخترين بجرأة على طول الشارع، وشقوا طريقهم إلى أحد مداخل المبنى المتعددة، غير مبالين بالنظرات من حولهم.

دون تردد، قادنا عبر سلسلة من الشوارع الجانبية التي بدت أضيق وأضيق كلما تعمقنا فيها. في الواقع، بدا مثل هذا النوع من الأزقة كَـمكان يمكن توقع أن تتسلل إليه قطة. ما زلت لا أملك أي فكرة عن نوع الدليل الذي يتبعه رويجيرد، لكن….يبدو أن الأمر يسير بسلاسة حتى الآن.

“مرحبًا يا آنسة! لقد جئنا من نقابة المغامرين!” طرق الصبي الصغير من المجموعة الباب، ونادى بصوت عالٍ للمقيمة في الداخل.

حسنا، هذا بدا قاسيًا…..ولكن مرة أخرى، هذا هو حقًا الإجماع العام. وهدفنا تغيير ذلك.

هناك شيء غريب حول هذا الموضوع. لم يتحدث أي من المغامرين في هذه المدينة بأدب إلى أي شخص. فهم حفنة من الأشخاص قليلي الأخلاق بلا أي آدابٍ بطبيعتهم.

“وجدته، ربما هذا هو الحيوان الذي نبحث عنه.” قال رويجيرد، مشيرًا إلى قسم فارغ من الشارع. لم أستطِع أن أعرِف ما وجده أو لماذا شعر بالحاجة إلى إضافة ذلك ربما لم أستطِع رؤية أي آثار أقدام هنا حتى.

ومع ذلك، يبدو أن لطف صوت الصبي خدع ساكن هذه الغرفة. فتح الباب مع صوت صرير، وظهرت فتاة ربما تبلغ من العمر سبع سنوات من الداخل. لها ذيلٌ طويل يشبه السحلية ولسانها المتشعب المميز يميزها كعضو في عرق الهوغا.

“إنظر إلى هذا. هناك دلائل على حدوث قتال هنا.”

إتسعت عيون الفتاة عند رؤية زوارها الثلاثة غير العاديين، لكن الصبي إبتسم لها بمرح. “مرحبًا! من دواعي سروري أن ألتقي بك. هذا هو منزل الآنسة ميشيل، صحيح؟”

بدا هذا الشيء ضخمًا. ضخمًا جدًا. يجب أن يكون ضعف ما أشارت إليه ميشيل بذراعيها.

“هاه؟ ا-اممم….”

في محاولة لتجاهل رائحة الدم التي لا تزال عالقةً في الهواء، أجبرت نفسي على الإبتسام.

“أوه، أرجو المعذرة. إسمي روديوس، يا آنسة. روديوس من ديد إيند.”

جاء رد فعل إيريس في نفس الوقت تقريبًا. “شخص ما يأتي من خلفنا.”

“د-ديد إيند….؟”

“….جيد جدًا إذن.”

هذه الفتاة، ميشيل، تعرف بالطبع هذا الإسم. عرف الجميع قصة المحاربين الخارقين المتوحشين الذين قاتلوا بشراسة خلال حرب لابلاس قبل 400 عام، وذبحوا الأصدقاء والأعداء على حدٍ سواء. والجميع يعلم أن ديد إيند كان الأقوى والأكثر شرًا من بينهم. ويقال أن لا أحد إلتقى به عاش ليخبر الحكاية. حتى أولئك الذين لمحوه من مسافة بعيدة قالوا إنهم بالكاد تمكنوا من الفرار بحياتهم. ضرب إسمه الرعب في قلوب كل مقيم في القارة الشيطانية؛ حتى المغامرين مفتولي العضلات الذين تفاخروا بأنهم يمكن أن يذبحوا أي وحش بمفردهم لا يمكنهم إلا أن يرتجفوا عند سماع إسمه فقط.

آه، صحيح. الآن فهمت. أنا لستُ خائفًا لأنني رأيت للتو شخصًا يموت. أنا خائف….لأن رويجيرد قتل ذلك الرجل….دون أدنى تفكير…..فقط لأنه ركلني.

لكن ميشيل عرف أيضا كيف يبدو ديد إيند، وهذا الصبي الصغير القصير لم يتطابق مع هذا الوصف على الإطلاق.

“فقط للإحتياط. أيضًا، إبقي متيقظةً من الناس الذين نمر بهم في هذا الشارع، وحاولي مراقبة ظهرك.”

“لقد أخذنا طلبك في النقابة هذا الصباح، يا سيدتي. نحن هنا للعثور على حيوانك الأليف المفقود. وأتينا آملين في أن نطلب منك التفاصيل، لو تكرمتي بتوفير الوقت لنا بالطبع.”

مات. لقد مات دون أن يقول كلمة واحدة. قتله رويجيرد بدم بارد.

إسم ديد إيند مرعبٌ في حد ذاته، و الشخصان الآخران اللذان يقفان خلف الصبي مخيفَينِ بعض الشيء. لكنه تحدث معها بأدب لدرجة أنه من الصعب عليها البقاء خائفة. ومِمَّا بدت عليها الأُمور، فهم يبدون كمغامرين أخذوا بالفعل الوظيفة التي نشرتها.

“حسنًا….” كيف يمكن أن أشرح هذا؟ ماذا أريد من رويجيرد هنا؟

“من فضلك…..من فضلك جد ميي خاصتي.”

أولئك الذين عاشوا هناك عاشوا بعيدين عن رغيد الحياة، لكن ليس فقراء بشدة مثل أولئك الذين سكنوا في الأحياء الفقيرة في المدينة. وفقًا لمعايير القارة الشيطانية، هم أشخاصٌ نموذجيون من الطبقة العاملة.

“آه، إذن فإسم حيوانك الأليف هو ميي؟ يجب أن أقول، هذا إسم لطيف للغاية.”

“هل يمكنكِ مراقبة ظهورنا، إيريس؟”

“لقد أطلقته عليها بنفسي.”

“لا مشكلة.”

“أوه حقًا؟ حسنًا، من الواضح أن لديك موهبة في تسمية الأشياء، يا سيدتي.”

آه، يالحماقتي. صحيح. لديه تلك العين الغبية على جبهته. “لا يزال هناك شخص يراقب، رويجيرد.”

هذهِ المجاملة تسببت في إحمرار وجنتي السيدة بسبب الخجل.

من النظرة الأولى، كل ما إستطعت رؤيته هو ممر طويل مظلم يمتد أمامنا.

“الآنَ إذن….هل تستطيعين إخبارنا بالقليل عن ميي؟”

“….حدث ذلك.”

وصفت ميشيل مظهر حيوانها الأليف، لقد إختفى قبل ثلاثة أيام، وأضافت أنه لم يعد إلى المنزل، في العادة سَـيعود عندما تناديه، وذكرت أنه ربما الىن جائعٌ لأنها لم تطعمه. بدا وصفها صبيانيًا بشكلٍ مثالي. قد يكون شخص بالغ ما قد أدار عينيه وترك ثرثرة الفتاة وغادر في منتصف حديثها؛ لكن المغامر الشاب إستمع إليها بإبتسامة، أومأ برأسه بشكل مشجع بعد كل جملة قالتها.

حنيت رأسي له بإمتنان، ولاحظت أن يدي تهتز.

“فهمت يا آنسة. سنذهب لإيجاد حيوانكِ الأليفِ على الفور. كوني مطمئنة، أنت في أيد أمينة مع ديد إيند!”

“يبدو الأمر بالتأكيد هكذا. فرائحة قطتها تتلاشى من هنا، لذلك أتت واحدة أخرى لإحتلال هذه الأرض.”

أغلق الصبي يده ووضع إبهامه في الهواء؛ لسببٍ ما، فعل الإثنان الآخران خلفه الشيء نفسه. لم تفهم ميشيل تمامًا، لكنها قلدتهم على أي حال.

“إنظر، هناك….سبب وجيه جدا….حول لماذا لا يجب أن لا تتجول لقتل الناس بلا سبب.”

بعد هز رأسه بمرح، إستدار الصبي وبدأ بالمشي بعيدًا. تبعته الفتاة المُقَنَعةُ التي تقف خلفه؛ لكن الرجل الأطول في المجموعة إنحنى أمام ميشيل ليربت على رأسها برفق.

لا، لا. رويجيرد يتصرف كالمعتاد بتشاؤم. أنا متأكد من أنه حصل لنا على الطريق الصحيح. دعونا نستمر في إخبار أنفسنا بذلك.

“لديك كلمتي – سنجد حيوانك الأليف، ميشيل. كوني صبورةً لفترة أطول قليلًا.”

***

إمتلك ندبة كبيرةً على وجهه؛ هناك جوهرة على جبهته؛ وشعره غريب بلونٍ أزرقٍ غامق. بدا مخيفًا بعض الشيء عند النظر إليه في وجهه….لكن يده أعطت دافئًا لطيفًا.

لم أملِك أي فكرة عما هل هناك أي قوانين محددة حول هذا النوع من الأشياء في هذا العالم أم لا، ولكن يجب أن هذا جريمة بطريقةٍ ما على أي حال….أعني، هذا شكلٌ من أشكال السرقة، على أقل تقدير.

أومأت ميشيل برأسها. “حسنا. سأنتظر.”

“لقد أخذنا طلبك في النقابة هذا الصباح، يا سيدتي. نحن هنا للعثور على حيوانك الأليف المفقود. وأتينا آملين في أن نطلب منك التفاصيل، لو تكرمتي بتوفير الوقت لنا بالطبع.”

“لا تقلقي يا سيدتي، سنعود قبل أن تعرفي ذلك.”

 

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

 

“اممم….ما هو اسمك يا سيدي؟”

“هاه؟ ا-اممم….”

أجاب الرجل: “رويجيرد” ثم إستدار وذهب مع الآخرين.

الفصل 9:

إحمرت خجلًا، وغمغمت ميشيل بهذا الإسم لنفسها.

عادة، عليك أن تحكم على أفعال الناس بصورة مختلفة. قد يكون القتل عادةً خاطئة، ولكن في ظروف معينة، يمكن أن يكون مُبَرَرًا أو حتى ضروريًا. لكنني لم أعرف المعايير التي قام بها سكان هذا العالم بإجراء تلك الأحكام، ومعايير رويجيرد الشخصية على الأرجح…..متطرفة. لم يمنحك هذا الرجل أي مجال للخطأ، ومن الصعب معرفة أين رسم حدوده. في هذه الحالة، من الأسهل والأكثر أمانًا منعه من القتل تماما.

 

“لقد أطلقته عليها بنفسي.”

روديوس

“إتبعاني.” إنطلق رويجيرد مرةً أخرى، متقدمًا بثبات.

 

في بعض الأحيان، نظر الرجال الأكثر خشونة الذين مررنا بهم بتهديد إلى رويجيرد، ولكن عندما ينظر إليهم، يلتفتون إلى الجانب وينقرون على ألسنتهم. في حي كهذا، ربما حظي الأشخاص الذين يمكنهم إلقاء لكمة جيدة بإحترامٍ أكثر من المغامرين.

بدا أن إجتماعنا الأول مع العميل قد سار بشكلٍ جيد للغاية، الكل في الكل. لقد قلدت للتو أسلوب الباعة المتجولين الذين لطالما توقفوا عند منزلي في حياتي السابقة، ولكن يبدو أنه قد نجح بشكل أفضل مما توقعت. من الجيد أن يضحك المغامرون الآخرون علينا، لكننا بحاجة إلى أن يفكر عملاؤنا بنا أولًا وقبل كل شيء كأشخاصٍ طيبين. هذا يعني أننا بحاجة إلى معاملتهم بلطفٍ وأدب.

الأمر مختلف عن غضبه بسبب تصرفٍ قمت به. نظرًا لأن لدينا طرقًا مختلفة في التفكير، في بعض الأحيان قد تختلف آرائنا…..هذا أمر لا مفر منه. ربما ندخل في معارك من حين لآخر.

“أرى أنك قادر على لعب أكثر من دورٍ واحد.” قال رويجيرد ونحن نسير بعيدًا منتصرًا. “هذا مؤثرٌ جدًا، روديوس.”

“اممم….ما هو اسمك يا سيدي؟”

“الأمر ينطبق عليك أيضًا، رويجيرد. تمثيلك في النهاية هو ما أعطى كل ذلك اللقاء صِفةَ الكَمال.”

روديوس

“تمثيلي في نهاية؟ عَمَّا تتحدث؟”

كلا، إيريس بخير. لكن….لا أستطيع أن أقول الشيء نفسه عن الرجل A، على أية حال. فقد وضع رويجيرد رمحه في حلق الرجل. ظلت إيريس تنظر فقط، وعيناها متسعتان بسبب الصدمة.

“الجزء الذي ربت فيه على رأسها وأنت تتحدث معها بالطبع.” لقد بدا ذلك بمثابة إعلان تلفزيونيٍّ كامل. بدأت أتعرق الرصاص هناك لفترة، لكن النتائج ظهرت رائعة للغاية.

“فوو….هااا….فوو….هااا….” صَعُبَ علي قليلًا تهدئة نفسي. لم يرغب قلبي في التوقف عن النبض بسرعة مرعبة. ألقيت نظرة على إيريس، متسائلًا كيف تتعامل مع كل هذا؛ لكن لدهشتي، لم تبدُ خائفةً على الإطلاق. قالت النظرة على وجهها بشكل أساسي، لقد أذهلتَني قليلًا هناك، لكن أعتقد أن قطعة من القمامة كهذه تستحق الموت.

“أوه، فهمت. لكِن، ما الجيد جدًا في ذلك؟”

في النهاية، قد لجأت أساسًا إلى نهج الشخص الذي لا يعرف ما يقوله حتى. لم تبدُ كلماتي مقنعة تمامًا، حتى بالنسبة لي. ومع ذلك، أومأ رويجيرد برأسه، وكأن هذا كل ما يهم.

ربما الجزء حيث بدأت تحدق فيك بوجهٍ مُحمر؟ هيا يا رجل. كُنتُ سأُغرى بشدة لو إنني في مكانها!

“هل يمكنكِ مراقبة ظهورنا، إيريس؟”

لكن قول هذا لشخص يحب الأطفال بقدر ما يحب رويجيرد هو شيء خاطئ، على أيِّ حال. ربما لو أخبرته بهذا، سيقضي نصف الساعة التالية يوبخني بشدة. بدلًا من ذلك، أظهرت نبرة صوت مزاحة ودفعته بشكل هزلي على فخذه بمرفقي. “هيهي. هيا أيها الرئيس. لقد نجحت في لفِّ تلك الفتاة حول إصبعك الصغير! هيهيهي…”

هذا…..يبدو صحيحًا. وهو نفس السبب الذي دفعني إلى إخباره بتجنب القتال مع المغامرين الآخرين. إمتلك الناس بالفعل إنطباعًا فظيعًا عن شعبه؛ بغض النظر عن عدد الأعمال الصالحة التي يقوم بها لتغيير ذلك، فإن كل تقدمه سيذهب إلى البالوعة إذا رأى الناس أن رويجيرد يرتكب جريمة قتل بدم بارد هكذا. سيعود الجميع إلى إفتراضاتهم الأصلية حول جنسه.

إبتسم رويجيرد بِـشَكٍّ ونفى ذلك، لكن صوته بدا غير متأكد بعض الشيء.

“لـ-لا يمكنك قتل شخصٍ ما من أجل ذلك فقط!”

“إهيه! لا تكن متواضعًا يا رئيس! لو دفعت الأمر بقوة أكبر قليلًا، لكانت تلك الفتاة قد ذابت في حبك!”

أولئك الذين عاشوا هناك عاشوا بعيدين عن رغيد الحياة، لكن ليس فقراء بشدة مثل أولئك الذين سكنوا في الأحياء الفقيرة في المدينة. وفقًا لمعايير القارة الشيطانية، هم أشخاصٌ نموذجيون من الطبقة العاملة.

ثم فجأة، قوطِعتُ بوقاحة من قبلِ صفعةٍ على عقب رأسي. إلتفتُّ لأجد إيريس عابسةً في وجهي. “توقف عن الضحك بهذه الطريقة! ألم يكن ذلك الهراء، عن الرئيس وما إلى ذلك، مِن المفترض أن يكون تمثيلًا فقط؟!”

“نعم.” أجاب على الفور. “ها هو ذا.”

على ما يبدو، لم تُعجَب بإنطباعي الشبق عن الحياة الوقحة منخفضة المستوى. منذ حادثة الإختطاف، إحتقرت إيريس الناس المبتذلين. بالعودة إلى روا، ظلت تتجهم في كل مرة نمر فيها بشخص يرتدي ملابس البلطجية في الشارع. لقد كنت أمزح مع رويجيرد فقط، لكن، أعتقِدُ أنها لم تجد هذا مسليًا للغاية. “آسفٌ على ذلك.”

هناك عدد غير قليل منهم بأطواق حول رقبتهم أو أساور على أرجلهم، وبعضهم كتب عليهم أسماء. بعبارة أخرى، من الواضح أن مجموعة كاملة من هذه الحيوانات هي حيوانات أليفة. لقد لاحظت أيضًا كومة كبيرة من الحبال والأشياء التي تبدو وكأنها كمامات في أحد أركان الغرفة. يبدو أن الحبال، على وجه الخصوص، تشير إلى أن نوعًا مِنَ الأسرِ يحدث هنا.

“بِـجدية! أنت عضو في عائلة غرايرات، أليسَ كذلك؟ لا تتصرف بإبتذالٍ هكذا!”

لقد إضطررت لمحاربة غول قوي فقط لتلقي كفٍ على وجهي. ما هو، طفل في المدرسة الابتدائية؟ هل ظل هذا الرجل على قيد الحياة لمدة 500 عام حقًا؟

إستغرق الأمر جهدًا من الإرادة لكي لا أنفجر بالضحك على ما قالته. هل سمعتَ ذلك يا سيدي؟ إيريس قالت لي حقًا ألَّا أتصرف بإبتذال! نعم صدق أو لا تصدق لكن إيريس قالت هذا! السيدة الصغيرة التي لا يمكن أن تشعر بالراحة إلا إذا فتحت كل باب وجدته بركلة قالت هذا! يبدو أنها بدأت تنضج في الآونة الأخيرة.

“سنرى.”

إذا أرادت أن تقول لي أشياء كهذه، ألا يجب أن تتوقفي عن الدخول في مشاجرات مع الغرباء أولًا؟

نحن في حي فقير الآن. ولم يحدث هذا التغير في المستويات المعيشية تدريجيًا أيضا. بدا الوضع أشبه بأننا تعثرنا ووقعنا في منتصف الفقر بالخطأ. في غضون لحظات، صِرتُ في حالة تأهب قصوى. “إيريس، كوني مستعدةً لسحب سيفك في أي وقت.”

همم. من الصعب الحكم على ذلك. بناءً على ما رأيته من ساوروس، ربما رمي الأشخاص أو لكمهم على الوجه يقع ضمن حدود السلوك المقبول….؟ لا، لا. بالتأكيد لا…

همم. من الصعب الحكم على ذلك. بناءً على ما رأيته من ساوروس، ربما رمي الأشخاص أو لكمهم على الوجه يقع ضمن حدود السلوك المقبول….؟ لا، لا. بالتأكيد لا…

بعد إعطائها لحظة من التفكير، أدركتُ أنه ليس لدي أي فكرة عن متى يوصف تصرف ما بالإبتذال ومتى لا يوصف كذلك بالنسبة لنبلاء آسورا. وفقًا لذلك، غيرت الموضوع. “على أي حال، رويجيرد….هل تعتقد أنه يمكننا العثور على هذا الحيوان الأليف؟”

نظرت إلى الأرض حيث أشار رويجيرد، وبالكاد تمكنت من ملاحظة الخطوط العريضة لبصمة مخلبٍ صغيرة. بالحديث عن الروعة. من المستحيل أن ألاحظ شيئًا كهذا حتى بعد مليون سنة.

بناء على ما سمعناه من ميشيل، بدا أن هذا الحيوان الأليف قطة. أسود، وهو رفيق ميشيل منذ طفولتها. وهو على الأغلب كبير. فقد مدت ميشيل ذراعيها على نطاق واسع لإظهار حجمه؛ بإفتراض أن ذلك لم يكن مبالغة، يجب أن يكون حيوان أليف بهذا الحجم يشبه هايسكي كبير مكتمل النمو، يبدو كبيرًا جدًا على أن يكون قط منزل.

شعرتُ أنها فكرةٌ جيدةٌ أن أجعل إيريس على أهبة الإستعداد أيضًا. ربما لسنا في خطر حقيقي مع رويجيرد، لكنني لم أرغب في السقوط في مصيبة بسبب الثقة العمياء. نحن الإثنان يجب أن نحمي أنفسنا حقًا.

“بالطبع. فقد أعطيت الفتاة كلمتي بعد كل شيء.” مع هذا الإعلان الحاسم الواعد، تقدم رويجيرد إلى الأمام، وأخذ زمام المبادرة.

“د-ديد إيند….؟”

متحركًا بثقة، لكنني لا أزال أشعر بالتوتر قليلًا. أعلم أن لديه رادارًا قويا يمكنه من إستشعار الكائنات الحية، لكن لا يمكن أن يكون من السهل تعقب حيوان معين في مدينة مليئة بالحيوانات. “هل لديك خطة أو شيء ما؟”

ألقيت نظرة سريعة حول المنطقة للتأكد من ألَّا أحد يراقبنا، فتحتها، وإنتظرت أن يتبعني رويجيرد وإيريس، ثم أغلقت الباب من الداخل. شعرت وكأننا لصوص أو شيء كهذا.

“الحيوانات تتحرك بطرق يمكن التنبؤ بها بسهولة، روديوس. أُنظر هنا.”

لم أملِك أي فكرة عما هل هناك أي قوانين محددة حول هذا النوع من الأشياء في هذا العالم أم لا، ولكن يجب أن هذا جريمة بطريقةٍ ما على أي حال….أعني، هذا شكلٌ من أشكال السرقة، على أقل تقدير.

نظرت إلى الأرض حيث أشار رويجيرد، وبالكاد تمكنت من ملاحظة الخطوط العريضة لبصمة مخلبٍ صغيرة. بالحديث عن الروعة. من المستحيل أن ألاحظ شيئًا كهذا حتى بعد مليون سنة.

“إهيه! لا تكن متواضعًا يا رئيس! لو دفعت الأمر بقوة أكبر قليلًا، لكانت تلك الفتاة قد ذابت في حبك!”

“حتى إذا اتبعنا هذه المسارات، هل تعتقد أننا سوف نجده؟”

“الآنَ إذن….هل تستطيعين إخبارنا بالقليل عن ميي؟”

“لا. من المحتمل أن تكون هذه لحيوان مختلف. كفوف قطتها لن تكون صغيرةً هكذا.”

أنا مرعوب، ولكن ما زلت سأفكر في ما الذي يحدث.

صحيح فَـهذا بدا أشبه بأثر قطة عادية أو حتى صغيرة….على الرغم من أنني إشتبهت إلى حد ما في أن الفتاة ربما تبالغ في تقدير حجم حيوانها الأليف إلى حد ما.

أفكاري الأولى مشابهة لما قالته إيريس تقريبًا….ولكن خطر إلى تفكيري أيضًا أنه بالنظر إلى عدد الحيوانات هنا، فَـهناك فرصة جيدة أن الحيوان الذي نبحث عنه موجود بينها.

“هممم….إذن….”

“سنرى.”

“يبدو أن قطةً مختلفةً تشق طريقها إلى الأرض الخاصة بهدفنا الأصلي.”

إمتلك ندبة كبيرةً على وجهه؛ هناك جوهرة على جبهته؛ وشعره غريب بلونٍ أزرقٍ غامق. بدا مخيفًا بعض الشيء عند النظر إليه في وجهه….لكن يده أعطت دافئًا لطيفًا.

“ماذا؟ حقاً؟”

في منتصف كلامي، ركلني الرجل حقًا. لقد إنحنيت بجانبه للتحدث معه….وبالتالي فإن الضربة قد أفقدتني توازني. انطلقت للخلف، تدحرجت على الأرض، ولم أتوقف إلا عندما صفع الجزء الخلفي من رأسي الحائط. ومضت النجوم عبر مجال رؤيتي.

“يبدو الأمر بالتأكيد هكذا. فرائحة قطتها تتلاشى من هنا، لذلك أتت واحدة أخرى لإحتلال هذه الأرض.”

في البداية، لماذا أرتجف؟ لأنني خائف. لأنني رأيت رويجيرد، الذي بدا دائمًا مثل ذلك الرجل طيب القلب، يقتل رجلًا دون أن يرمش.

إنتظر….آه….هل يمكنه بالفعل إلتقاط الروائح التي يعطونها لتمييز أراضيهم أو شيء كهذا؟

عبس رويجيرد قليلًا عندما سمع ردي. أعتقد أن كلامي بدا وكأنني أشتم شعبه. “….ما زلت لا أفهم. لماذا هذا؟”

“من هنا.”

“آه، إذن فإسم حيوانك الأليف هو ميي؟ يجب أن أقول، هذا إسم لطيف للغاية.”

يبدو أن رويجيرد قد توصل إلى إستنتاجٍ من نوع ما ولم يشعر بالحاجة إلى مشاركته معنا. وسار أمامنا في شارع جانبي وتبعته أنا بهدوء. شعرت وكأننا نحرز تقدمًا، على الرغم من أنني لم أكن متأكدًا تمامًا كيف. أعتقد أن هذا هو ما يبدو عليه شعور الطبيب العجوز المسكين الجاهل واتسون.

“ماذا؟ حقاً؟”

لا تقلقوا يا أيها الناس! لدينا أفضل شخص في القارة يحقق في هذه القضية! وسوف يتعقب المجرمين مع تقنيات التحقيق منقطعة النظير خاصته، ضاربًا إياهم بأسلوب الشيطان باريتسو، ضاغطًا عليهم للإعتراف ببعض الأدلةِ والقرائن مِن خلال أسئلته الدقيقة! أفسحوا المجال للمحقق العظيم رويجيرد!

حنيت رأسي له بإمتنان، ولاحظت أن يدي تهتز.

“وجدته، ربما هذا هو الحيوان الذي نبحث عنه.” قال رويجيرد، مشيرًا إلى قسم فارغ من الشارع. لم أستطِع أن أعرِف ما وجده أو لماذا شعر بالحاجة إلى إضافة ذلك ربما لم أستطِع رؤية أي آثار أقدام هنا حتى.

مات. لقد مات دون أن يقول كلمة واحدة. قتله رويجيرد بدم بارد.

“إتبعاني.” إنطلق رويجيرد مرةً أخرى، متقدمًا بثبات.

روديوس

دون تردد، قادنا عبر سلسلة من الشوارع الجانبية التي بدت أضيق وأضيق كلما تعمقنا فيها. في الواقع، بدا مثل هذا النوع من الأزقة كَـمكان يمكن توقع أن تتسلل إليه قطة. ما زلت لا أملك أي فكرة عن نوع الدليل الذي يتبعه رويجيرد، لكن….يبدو أن الأمر يسير بسلاسة حتى الآن.

آه! اللعنة!

“إنظر إلى هذا. هناك دلائل على حدوث قتال هنا.”

“….لماذا؟”

توقفنا في زقاق مسدود. لا يهم ما هي العلامات التي رآها رويجيرد هناك، فقد بدت خفية للغاية بالنسبة لي؛ لم أستطِع رؤية أي بقع دم أو خدوش في الأوساخ.

“ماذا لو لم يعرف أحد؟ ألن يكون الأمر على ما يرام حينها؟”

“من هنا.” تحرك مرةً أخرى، أخذ رويجيرد زمام المبادرة مرة أخرى. شعرتُ وكأنني أنا وإيريس معه فقط في نزهة. بالحديث عن وظيفةٍ بلا ضغوط عالية، هذه هي.

نظرت إلى الأرض حيث أشار رويجيرد، وبالكاد تمكنت من ملاحظة الخطوط العريضة لبصمة مخلبٍ صغيرة. بالحديث عن الروعة. من المستحيل أن ألاحظ شيئًا كهذا حتى بعد مليون سنة.

مررنا من خلال عدد قليل من الشوارع الجانبية، عبرنا إلى شارع، وتوجهنا إلى طريق فرعي آخر. من هناك، شققنا طريقنا إلى زقاق خلفي، ثم مررنا إلى شارع جانبي آخر. وهكذا ذهابًا وأيابًا.

“وجدته، ربما هذا هو الحيوان الذي نبحث عنه.” قال رويجيرد، مشيرًا إلى قسم فارغ من الشارع. لم أستطِع أن أعرِف ما وجده أو لماذا شعر بالحاجة إلى إضافة ذلك ربما لم أستطِع رؤية أي آثار أقدام هنا حتى.

بعد التحرك بخفة عبر شوارع المدينة الشبيهة بالمتاهة لبعض الوقت، إتخذنا منعطفًا مفاجئًا إلى جزء مختلف تمامًا من المدينة. كل شيء هنا بدا فوضويًا ومهجورًا. المباني خام، غير مصبوغة ومتداعية بسبب الإهمال. بعض الرجال الذين مررنا بهم نظروا إلينا بغضب؛ هناك أيضًا أشخاص مستلقين على جانب الزقاق، والعديد من الأطفال يرتدون الخرق القذرة.

مات. لقد مات دون أن يقول كلمة واحدة. قتله رويجيرد بدم بارد.

نحن في حي فقير الآن. ولم يحدث هذا التغير في المستويات المعيشية تدريجيًا أيضا. بدا الوضع أشبه بأننا تعثرنا ووقعنا في منتصف الفقر بالخطأ. في غضون لحظات، صِرتُ في حالة تأهب قصوى. “إيريس، كوني مستعدةً لسحب سيفك في أي وقت.”

لا. مستحيل.

“….لماذا؟”

“اممم….ما هو اسمك يا سيدي؟”

“فقط للإحتياط. أيضًا، إبقي متيقظةً من الناس الذين نمر بهم في هذا الشارع، وحاولي مراقبة ظهرك.”

“هل هذا حقًا هو المكان الذي ذهب إليه القط، رويجيرد؟”

“آه…..حسنًا!”

“هاه؟ مهلًا، مـ-ما الـ-الذي—توقف عن ذلك!”

شعرتُ أنها فكرةٌ جيدةٌ أن أجعل إيريس على أهبة الإستعداد أيضًا. ربما لسنا في خطر حقيقي مع رويجيرد، لكنني لم أرغب في السقوط في مصيبة بسبب الثقة العمياء. نحن الإثنان يجب أن نحمي أنفسنا حقًا.

“….سيدرك الجميع أن السبيرد أناسٌ عاديون وعقلانيون.”

مع هذه الأفكار في الإعتبار، مددت يدي إلى جيب ردائي الداخلي وأمسكتُ بإحكامٍ بِـحقيبة المال. لم نملك الكثير من المال لنخسره، لكنها سَـتَظلُ تصير كارثةً إذا قام شخص ما بسرقته.

“لا يوجد أحد آخر في هذا المبنى، أؤكد لك.”

“تسك….”

ماذا لو إتجه إلى إيريس رغم ذلك؟ هل يمكنني حمايتها أيضًا؟

في بعض الأحيان، نظر الرجال الأكثر خشونة الذين مررنا بهم بتهديد إلى رويجيرد، ولكن عندما ينظر إليهم، يلتفتون إلى الجانب وينقرون على ألسنتهم. في حي كهذا، ربما حظي الأشخاص الذين يمكنهم إلقاء لكمة جيدة بإحترامٍ أكثر من المغامرين.

أشار إلى شيء يشبه إلى حد كبير الفهد الأسود.

“هل هذا حقًا هو المكان الذي ذهب إليه القط، رويجيرد؟”

“لِمَ لا؟ كان الرجل شريرًا.” إتسعت عينا رويجيرد ردًا على إعتراضي وبدا على وجهه الإرتباك. بدًا حقًا حائرًا تمامًا.

“سنرى.”

توقفنا في زقاق مسدود. لا يهم ما هي العلامات التي رآها رويجيرد هناك، فقد بدت خفية للغاية بالنسبة لي؛ لم أستطِع رؤية أي بقع دم أو خدوش في الأوساخ.

لم يبدُ هذا الرد مطمئنًا حقًا. لا يمكن أننا نتجول بلا هدف هنا، صحيح؟

“تسك….”

لا، لا. رويجيرد يتصرف كالمعتاد بتشاؤم. أنا متأكد من أنه حصل لنا على الطريق الصحيح. دعونا نستمر في إخبار أنفسنا بذلك.

بعد هز رأسه بمرح، إستدار الصبي وبدأ بالمشي بعيدًا. تبعته الفتاة المُقَنَعةُ التي تقف خلفه؛ لكن الرجل الأطول في المجموعة إنحنى أمام ميشيل ليربت على رأسها برفق.

إنتهى بنا الأمر بالمشي في الأحياء الفقيرة لبعض الوقت، لكن في النهاية توقف رويجيرد أمام مبنًى معين. “هذا هو هنا.”

أدت مجموعة من السلالم الخام أمامنا إلى باب غريب. بدا الأمر وكأنه مدخل إلى حانة تحت الأرض يرتادها عازفوا الروك ذوي قصات الشعر الغريبة. ولكن لم أسمع أي صوتٍ لِـموسيقى غريبة تأتي من خلف هذا الباب، أو رجال صُلعٌ يرتدون نظارات شمسية يقفون بجانب الباب لمراقبة العملاء.

على ما يبدو، لم تُعجَب بإنطباعي الشبق عن الحياة الوقحة منخفضة المستوى. منذ حادثة الإختطاف، إحتقرت إيريس الناس المبتذلين. بالعودة إلى روا، ظلت تتجهم في كل مرة نمر فيها بشخص يرتدي ملابس البلطجية في الشارع. لقد كنت أمزح مع رويجيرد فقط، لكن، أعتقِدُ أنها لم تجد هذا مسليًا للغاية. “آسفٌ على ذلك.”

من ناحية أخرى، هناك رائحة كريهة للحيوانات قادمة من هناك — نوع الرائحة التي قد تأتيك أثناء المشي بجوار متجرٍ كبيرٍ للحيوانات الأليفة.

“تسك….”

بمعنى أقل حرفية، يمكنك عمليًا شم رائحة الجريمة في الهواء.

يبدو أن رويجيرد قد توصل إلى إستنتاجٍ من نوع ما ولم يشعر بالحاجة إلى مشاركته معنا. وسار أمامنا في شارع جانبي وتبعته أنا بهدوء. شعرت وكأننا نحرز تقدمًا، على الرغم من أنني لم أكن متأكدًا تمامًا كيف. أعتقد أن هذا هو ما يبدو عليه شعور الطبيب العجوز المسكين الجاهل واتسون.

“كم من الناس في الداخل هناك، رويجيرد؟”

لقد إعتقدت أن السبيرد هم شعب مسالم أسيء فهمه ببساطة. لكن من الواضح الآن أن هذه ليس الحقيقة. لم أعرف عن قبيلته ككل، لكن على الأقل، رويجيرد قاتل. لقد ظل يقتل أعدائه منذ حقبة حرب لابلاس؛ قتله لذلك الرجل قبل قليل هو مجرد أمر عادي يضاف إلى قائمة قتلاه طويلة. لا أستطيع أن أعرف يقينًا أنه لن يوجه رمحه إليَّ أو إلى إيريس. لست من النوع نقي القلب، لست شخصًا نزيهًا يمكنه كسب إحترام رويجيرد. يوما ما، بطريقة ما، ربما ينتهي بي الأمر بإزعاجه.

“لا شيء. ومع ذلك، هناك عدد كبير من الحيوانات.”

إتسعت عيون الفتاة عند رؤية زوارها الثلاثة غير العاديين، لكن الصبي إبتسم لها بمرح. “مرحبًا! من دواعي سروري أن ألتقي بك. هذا هو منزل الآنسة ميشيل، صحيح؟”

“جيدٌ إذن. هلا دخلنا؟” بما أن لا أحد موجودٌ هناك في الوقت الحالي، فلا يوجد سبب للتردد.

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

الباب في أسفل الدرج مغلق، بطبيعة الحال، لكنني فتحته بسهولة كافية بقليل من سِحر الأرض.

في منتصف كلامي، ركلني الرجل حقًا. لقد إنحنيت بجانبه للتحدث معه….وبالتالي فإن الضربة قد أفقدتني توازني. انطلقت للخلف، تدحرجت على الأرض، ولم أتوقف إلا عندما صفع الجزء الخلفي من رأسي الحائط. ومضت النجوم عبر مجال رؤيتي.

ألقيت نظرة سريعة حول المنطقة للتأكد من ألَّا أحد يراقبنا، فتحتها، وإنتظرت أن يتبعني رويجيرد وإيريس، ثم أغلقت الباب من الداخل. شعرت وكأننا لصوص أو شيء كهذا.

“تمثيلي في نهاية؟ عَمَّا تتحدث؟”

من النظرة الأولى، كل ما إستطعت رؤيته هو ممر طويل مظلم يمتد أمامنا.

“من فضلك….إستمع بعناية، رويجيرد.”

“هل يمكنكِ مراقبة ظهورنا، إيريس؟”

من النظرة الأولى، كل ما إستطعت رؤيته هو ممر طويل مظلم يمتد أمامنا.

“لا مشكلة.”

إسم ديد إيند مرعبٌ في حد ذاته، و الشخصان الآخران اللذان يقفان خلف الصبي مخيفَينِ بعض الشيء. لكنه تحدث معها بأدب لدرجة أنه من الصعب عليها البقاء خائفة. ومِمَّا بدت عليها الأُمور، فهم يبدون كمغامرين أخذوا بالفعل الوظيفة التي نشرتها.

من المفترض أن يعرف رويجيرد لو جاء أي شخص من خلفنا، لكن، لن يضر أن تكون أكثر حذرًا.

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

تحركنا نحن الثلاثة أعمق في المبنى، مع رويجيرد في الصدارة مرةً أخرى. باب في نهاية الممر الرئيسي أدى إلى غرفة صغيرة، مع باب آخر في نهايتها البعيدة. عندما مررنا عبر هذا الباب الثاني، ملأت جوقة تصم الآذان من صرخات الحيوانات الهواء على الفور.

اِهدأ. هذه الأشياء تحدث دائمًا. خذ نفاسًا عميقًا.

لقد وصلنا إلى الغرفة في الجزء الخلفي من المبنى. المعبأ تمامًا بالأقفاص.

إتسعت عيون الفتاة عند رؤية زوارها الثلاثة غير العاديين، لكن الصبي إبتسم لها بمرح. “مرحبًا! من دواعي سروري أن ألتقي بك. هذا هو منزل الآنسة ميشيل، صحيح؟”

رأينا عددًا لا يحصى من الحيوانات محبوسةً هنا….القطط والكلاب ومجموعة متنوعة من المخلوقات التي لم أرها من قبل، وكلها مجتمعةٌ في مساحةٍ بحجم فصلٍ دراسي في مدرسة ثانوية.

لم يبدُ هذا الرد مطمئنًا حقًا. لا يمكن أننا نتجول بلا هدف هنا، صحيح؟

“ما هذا؟” قالت إيريس، صوتها يرتجف.

“ما هذا؟” قالت إيريس، صوتها يرتجف.

أفكاري الأولى مشابهة لما قالته إيريس تقريبًا….ولكن خطر إلى تفكيري أيضًا أنه بالنظر إلى عدد الحيوانات هنا، فَـهناك فرصة جيدة أن الحيوان الذي نبحث عنه موجود بينها.

“من هنا.” تحرك مرةً أخرى، أخذ رويجيرد زمام المبادرة مرة أخرى. شعرتُ وكأنني أنا وإيريس معه فقط في نزهة. بالحديث عن وظيفةٍ بلا ضغوط عالية، هذه هي.

“رويجيرد، هل القط هنا؟”

“أوه، فهمت. لكِن، ما الجيد جدًا في ذلك؟”

“نعم.” أجاب على الفور. “ها هو ذا.”

“شكرًا لك، رويجيرد.”

أشار إلى شيء يشبه إلى حد كبير الفهد الأسود.

“هممم….إذن….”

بدا هذا الشيء ضخمًا. ضخمًا جدًا. يجب أن يكون ضعف ما أشارت إليه ميشيل بذراعيها.

هذا ليس الوقت المناسب للتفكير في الأمر. فَـأنا لستُ مخطئًا في كلتا الحالتين. من الواضح أن رويجيرد قتل الكثير من الناس. لذا إعتقد عامة الناس أن السبيرد هم قتلةٌ بطبيعتهم. ولكن إذا توقف عن القتل، سنمتلك فرصة لتغيير رأيهم.

“ا-اه، هل هذا بجدية هو الحيوان الأليف الذي نبحث عنه؟”

“وجدته، ربما هذا هو الحيوان الذي نبحث عنه.” قال رويجيرد، مشيرًا إلى قسم فارغ من الشارع. لم أستطِع أن أعرِف ما وجده أو لماذا شعر بالحاجة إلى إضافة ذلك ربما لم أستطِع رؤية أي آثار أقدام هنا حتى.

“بالطبع هو كذلك. أُنظر إلى طوقه.”

ربما الجزء حيث بدأت تحدق فيك بوجهٍ مُحمر؟ هيا يا رجل. كُنتُ سأُغرى بشدة لو إنني في مكانها!

إمتلك هذا الوحش طوقًا حول رقبته حقًا. ومكتوبٌ عليه إسم ميي حقًا.

“لدي بعض الأسئلة التي أريدك أن تجيب عليها.”

“واو. أعتقد….أنه حقًا ميي، صحيح؟”

لكن ميشيل عرف أيضا كيف يبدو ديد إيند، وهذا الصبي الصغير القصير لم يتطابق مع هذا الوصف على الإطلاق.

من الناحية الفنية، لقد أكملنا مهمتنا الآن. بمجرد أن نخرج هذا النمر من قفصه ونَجُرَّهُ مرةً أخرى إلى الفتاة الصغيرة، سنكون إنتهينا تمامًا.

أنا خائف من رويجيرد.

رغم ذلك، آه…..ماذا عن كل هؤلاء الآخرين؟

“ا-اه، هل هذا بجدية هو الحيوان الأليف الذي نبحث عنه؟”

هناك عدد غير قليل منهم بأطواق حول رقبتهم أو أساور على أرجلهم، وبعضهم كتب عليهم أسماء. بعبارة أخرى، من الواضح أن مجموعة كاملة من هذه الحيوانات هي حيوانات أليفة. لقد لاحظت أيضًا كومة كبيرة من الحبال والأشياء التي تبدو وكأنها كمامات في أحد أركان الغرفة. يبدو أن الحبال، على وجه الخصوص، تشير إلى أن نوعًا مِنَ الأسرِ يحدث هنا.

“….لماذا؟”

هل يختطف شخص ما الحيوانات الأليفة الفريدة من الشارع ويبيعها لأشخاص آخرين؟ بدا وكأنه إفتراضٌ معقولٌ تمامًا.

“يبدو الأمر بالتأكيد هكذا. فرائحة قطتها تتلاشى من هنا، لذلك أتت واحدة أخرى لإحتلال هذه الأرض.”

لم أملِك أي فكرة عما هل هناك أي قوانين محددة حول هذا النوع من الأشياء في هذا العالم أم لا، ولكن يجب أن هذا جريمة بطريقةٍ ما على أي حال….أعني، هذا شكلٌ من أشكال السرقة، على أقل تقدير.

هناك شيء غريب حول هذا الموضوع. لم يتحدث أي من المغامرين في هذه المدينة بأدب إلى أي شخص. فهم حفنة من الأشخاص قليلي الأخلاق بلا أي آدابٍ بطبيعتهم.

“ممم….” فجأة، أدار رويجيرد رأسه نحو المدخل.

بدا أن إجتماعنا الأول مع العميل قد سار بشكلٍ جيد للغاية، الكل في الكل. لقد قلدت للتو أسلوب الباعة المتجولين الذين لطالما توقفوا عند منزلي في حياتي السابقة، ولكن يبدو أنه قد نجح بشكل أفضل مما توقعت. من الجيد أن يضحك المغامرون الآخرون علينا، لكننا بحاجة إلى أن يفكر عملاؤنا بنا أولًا وقبل كل شيء كأشخاصٍ طيبين. هذا يعني أننا بحاجة إلى معاملتهم بلطفٍ وأدب.

جاء رد فعل إيريس في نفس الوقت تقريبًا. “شخص ما يأتي من خلفنا.”

“لديك كلمتي – سنجد حيوانك الأليف، ميشيل. كوني صبورةً لفترة أطول قليلًا.”

بسبب الضجة التي تحدثها الحيوانات لم أسمع شيئًا. بوضع رويجيرد جانبًا، لقد لاحظت إيريس ذلك حقًا.

“الجزء الذي ربت فيه على رأسها وأنت تتحدث معها بالطبع.” لقد بدا ذلك بمثابة إعلان تلفزيونيٍّ كامل. بدأت أتعرق الرصاص هناك لفترة، لكن النتائج ظهرت رائعة للغاية.

رغم ذلك، ماذا سنفعل حيال هذا الوضع؟ لن يستغرق الأمر الكثير من الوقت للوصول إلى هنا من المدخل. هل الهرب هو خيار وارد؟ لا، ليس حقًا — المخرج الوحيد هو من خلال هذا الممر.

بعد القيام بهذا، وجدت نفسي أفكر في سؤال معين: كيف بالضبط إنتهى الوضع إلى شيء كهذا؟

“حسنا. دعونا القبض عليهم، أعتقد.”

“لا مشكلة.”

لم أفكر حقًا في خيار حل هذا وديًا. فَـقد إقتحمنا هذا المكان مثل مجموعة من اللصوص بعد كل شيء. صحيح أنه يبدو كَـمَسرَحِ جريمة، ولكن لا يزال هناك إحتمال أن يكون له غرضٌ مشروع، مما يجعلنا نحن المجرمين هنا.

“لماذا….لماذا….لماذا قتلته؟” سألتُ مدركًا لحقيقة أن صوتي يرتجف.

الآن، نحن بحاجة للقبض على هؤلاء القادمين. لو إتضح أننا نحن حقًا المذنبون، ثم يمكن أن نتملقهم لجعلهم يغضون النظر عن هذا، ولو إتضح أنهم الأشرار، حينها يمكننا لكمهم حتى يَعِدوا بعدم التحدث.

ماذا يفترض بي أن أقول، اللعنة! كيف يمكنني جعله يفهم؟ هل يجب أن أتوسل إليه ألا يقتلنا نحن الاثنين على الأقل؟

 

الآن، نحن بحاجة للقبض على هؤلاء القادمين. لو إتضح أننا نحن حقًا المذنبون، ثم يمكن أن نتملقهم لجعلهم يغضون النظر عن هذا، ولو إتضح أنهم الأشرار، حينها يمكننا لكمهم حتى يَعِدوا بعدم التحدث.

***

“من ناحية أخرى، سوف تدمر كل شيء إذا بدأت في قتل الناس. سيفترض الجميع أنهم كانوا على حق بشأن عرقك طوال الوقت.”

 

لذا، قررت أن أذهب مع الرجل A.

بعد بضع دقائق، أتى ثلاثة أشخاص — رجلان وامرأة واحدة — مستلقين فاقدين للوعي على الأرض في زاوية من الغرفة.

لقد إعتقدت أن السبيرد هم شعب مسالم أسيء فهمه ببساطة. لكن من الواضح الآن أن هذه ليس الحقيقة. لم أعرف عن قبيلته ككل، لكن على الأقل، رويجيرد قاتل. لقد ظل يقتل أعدائه منذ حقبة حرب لابلاس؛ قتله لذلك الرجل قبل قليل هو مجرد أمر عادي يضاف إلى قائمة قتلاه طويلة. لا أستطيع أن أعرف يقينًا أنه لن يوجه رمحه إليَّ أو إلى إيريس. لست من النوع نقي القلب، لست شخصًا نزيهًا يمكنه كسب إحترام رويجيرد. يوما ما، بطريقة ما، ربما ينتهي بي الأمر بإزعاجه.

بعد تقييدهم بالأصفاد التي صنعتها بإستخدام سحر الأرض، قمت برش بعض الماء على وجوههم لإيقاظهم. بدأ أحد الرجال على الفور بالصراخ والصياح، لذلك قمت على الفور بتكميمه بقطعة قماش وجدتها ملقاةً في مكان قريب.

شخصٌ أخر بعيون ذبابة. بدا رأسها مثل نحلة، لكن لا يزال بإمكاني معرفة أنها خائفةٌ جدًا في الوقت الحالي. أعتقد أن وجهها يقع ضمن الفئة المقرفة أيضًا، ولكنها جسدًا لطيفًا، والذي هو أمرٌ غير مهم لذكره.

حافظ الإثنان الآخران على الهدوء، لكن انتهى بي الأمر بإسكات كلاهما أيضًا. من الأفضل أن نكون منصفين ومحايدين في هذه الأشياء.

لكن قول هذا لشخص يحب الأطفال بقدر ما يحب رويجيرد هو شيء خاطئ، على أيِّ حال. ربما لو أخبرته بهذا، سيقضي نصف الساعة التالية يوبخني بشدة. بدلًا من ذلك، أظهرت نبرة صوت مزاحة ودفعته بشكل هزلي على فخذه بمرفقي. “هيهي. هيا أيها الرئيس. لقد نجحت في لفِّ تلك الفتاة حول إصبعك الصغير! هيهيهي…”

“….هممم.”

“أرى أنك قادر على لعب أكثر من دورٍ واحد.” قال رويجيرد ونحن نسير بعيدًا منتصرًا. “هذا مؤثرٌ جدًا، روديوس.”

بعد القيام بهذا، وجدت نفسي أفكر في سؤال معين: كيف بالضبط إنتهى الوضع إلى شيء كهذا؟

من الناحية الفنية، لقد أكملنا مهمتنا الآن. بمجرد أن نخرج هذا النمر من قفصه ونَجُرَّهُ مرةً أخرى إلى الفتاة الصغيرة، سنكون إنتهينا تمامًا.

أعني، لقد قمنا بعمل بسيط من الرتبة E للعثور على قطةٍ مفقودة. لا شيء مثير للغاية. قال رويجيرد إنه يستطيع التعامل مع الأمر، لذلك جعلته يتولى المسؤولية، وإنتهى بنا الأمر إلى بإتباعه إلى نوع من الأحياء الفقيرة. في الأحياء الفقيرة هذه، إقتحمنا مبنًى بداخله أطنان من الحيوانات. وعند هذه النقطة وجدنا أنفسنا نأسر عدةَ أشخاص…..والذي هو بالتأكيد شيء لم نأتي إلى هنا للقيام به.

لماذا؟ ما الذي يجعلني خائفًا جدًا؟

هذا يجب أن يكون خطأ الإله البشري، صحيح؟ من الواضح أنه توقع حدوث ذلك.

بعد تقييدهم بالأصفاد التي صنعتها بإستخدام سحر الأرض، قمت برش بعض الماء على وجوههم لإيقاظهم. بدأ أحد الرجال على الفور بالصراخ والصياح، لذلك قمت على الفور بتكميمه بقطعة قماش وجدتها ملقاةً في مكان قريب.

يا له من صداع. كان يجب عليَّ حقًا أن أذهب مع بعض الوظائف الأخرى.

بشرة برتقالية. عيون مركبة مثل الذبابة، بدون بياض. بدا نوعًا ما مقرفًا للنظر إليه. هذا هو الشخص الذي بدأ في الزعيق مثل الزيز عندما أيقظتهم. بدا وكأنه يشبه الزبائن الوقحين…..ذلك النوع من الرجال الذي يكون جيدًا في معارك الحانات.

….على أي حال، دعونا نلقي نظرة فاحصة على هؤلاء الأسرى لدينا.

“….سيدرك الجميع أن السبيرد أناسٌ عاديون وعقلانيون.”

 

حسنًا، ربما لم تفكر في أي شيء بهذه القسوة. لكنها ظلت تقف في وضعها الإعتيادي: ذراعاها مطويان، قدماها متباعدتان وذقنها في الهواء. لو إن هذه الفتاة خائفة، فَـهي حقًا تبذل قصارى جهدها لعدم السماح لذلك بالظهور.

الرجل A:

الفصل 9:

بشرة برتقالية. عيون مركبة مثل الذبابة، بدون بياض. بدا نوعًا ما مقرفًا للنظر إليه. هذا هو الشخص الذي بدأ في الزعيق مثل الزيز عندما أيقظتهم. بدا وكأنه يشبه الزبائن الوقحين…..ذلك النوع من الرجال الذي يكون جيدًا في معارك الحانات.

لكن قول هذا لشخص يحب الأطفال بقدر ما يحب رويجيرد هو شيء خاطئ، على أيِّ حال. ربما لو أخبرته بهذا، سيقضي نصف الساعة التالية يوبخني بشدة. بدلًا من ذلك، أظهرت نبرة صوت مزاحة ودفعته بشكل هزلي على فخذه بمرفقي. “هيهي. هيا أيها الرئيس. لقد نجحت في لفِّ تلك الفتاة حول إصبعك الصغير! هيهيهي…”

أنا متأكد تمامًا من أنني قد رأيت صورة لِـجِنسهِ في قاموس روكسي، لكنني لم أستطِع تذكر ما إسمه. لعابه سامٌ على ما يبدو؛ أتذكر أنني قد تسائلت عما هل بإمكانهم حتى تقبيل بعضهم البعض.

رغم ذلك، ماذا سنفعل حيال هذا الوضع؟ لن يستغرق الأمر الكثير من الوقت للوصول إلى هنا من المدخل. هل الهرب هو خيار وارد؟ لا، ليس حقًا — المخرج الوحيد هو من خلال هذا الممر.

 

“إهيه! لا تكن متواضعًا يا رئيس! لو دفعت الأمر بقوة أكبر قليلًا، لكانت تلك الفتاة قد ذابت في حبك!”

الرجل B:

الرجل A:

إمتلك هذا الشخص رأس سحلية، يختلف قليلًا في الشكل واللون عن وجه الثعبان الذي واجهناه عند البوابة الأمامية للمدينة. نظرًا لخصائص الزواحف لديه، من الصعب فهم شخصيتهِ من وجهه. لكنني إستطعت أن أرى الذكاء في عينيه، وهذا جعلني حذرًا منه.

بعد تقييدهم بالأصفاد التي صنعتها بإستخدام سحر الأرض، قمت برش بعض الماء على وجوههم لإيقاظهم. بدأ أحد الرجال على الفور بالصراخ والصياح، لذلك قمت على الفور بتكميمه بقطعة قماش وجدتها ملقاةً في مكان قريب.

المرأةُ A:

ولا حاجة لقول أنني إذا حاولت سرد بعض الحجج الأخلاقية على رويجيرد، سيبدو موقفي ضعيفًا وغير مقنع.

شخصٌ أخر بعيون ذبابة. بدا رأسها مثل نحلة، لكن لا يزال بإمكاني معرفة أنها خائفةٌ جدًا في الوقت الحالي. أعتقد أن وجهها يقع ضمن الفئة المقرفة أيضًا، ولكنها جسدًا لطيفًا، والذي هو أمرٌ غير مهم لذكره.

ومع ذلك، يبدو أن لطف صوت الصبي خدع ساكن هذه الغرفة. فتح الباب مع صوت صرير، وظهرت فتاة ربما تبلغ من العمر سبع سنوات من الداخل. لها ذيلٌ طويل يشبه السحلية ولسانها المتشعب المميز يميزها كعضو في عرق الهوغا.

 

“إنظر إلى هذا. هناك دلائل على حدوث قتال هنا.”

حسنًا إذن. نحن لن نحرز أي تقدم إذا ظللنا فقط نقف هنا نحدق بهم. لا، لا، لنكن صادقين. هذا سيكون إستجواب.

إمتلك هذا الوحش طوقًا حول رقبته حقًا. ومكتوبٌ عليه إسم ميي حقًا.

مع من أبدأ على أي حال؟ من سيبصق المعلومات عن طيب خاطر، المرأة أو أحد الرجال؟ المرأة خائفة بالتأكيد. إذا هددتها قليلًا، هناك فرصة أن تخبرني بكل شيء على الفور.

بعد إرتجاف جسده لمرةٍ أخيرة، توقف الرجل عن الحركة.

ثم مرةً أخرى، من المعروف أن النساء يكذبن. بعضهم قادرٌ تمامًا على إخبارك بهراء غير حقيقي، هراء غير متماسك لإخراج أنفسهم من المشاكل. حسنًا، ربما ليس كل النساء هكذا، وهذا طبيعي، لكِنَ أختي الكبرى كانت بالتأكيد كالجحيم. لطالما جعلني ذلك غاضبًا جدًا لدرجة أنني دائمًا ما وجهت صعوبة في معرفة الحقيقة الفعلية.

إبتسم رويجيرد بِـشَكٍّ ونفى ذلك، لكن صوته بدا غير متأكد بعض الشيء.

ربما سأبدأ مع أحد الرجال بدلًا من ذلك.

روديوس

ماذا عن الرجل A؟ بدا أضخم من البقية ولديه ندبة على وجهه….يبدو وكأنه أفضل مقاتل بينهم. ظهر على وجهه الإضطراب أيضًا في الوقت الحالي. حسنًا، ربما ليس بتلك الروعة، إنطلاقًا من الطريقة التي ظل يصرخ بها، من أنتم بحق الجحيم؟! و أزيلوا هذه الأصفاد اللعينة عني! قبل أن أُكَمِمَه.

دون تردد، قادنا عبر سلسلة من الشوارع الجانبية التي بدت أضيق وأضيق كلما تعمقنا فيها. في الواقع، بدا مثل هذا النوع من الأزقة كَـمكان يمكن توقع أن تتسلل إليه قطة. ما زلت لا أملك أي فكرة عن نوع الدليل الذي يتبعه رويجيرد، لكن….يبدو أن الأمر يسير بسلاسة حتى الآن.

أو الرجل B؟ من الصعب قراءة الكثير من وجهه، لكنه بدا وكأنه يراقبنا نحن الثلاثة بعناية. هذا يعني أنه ليس غبيا. وبما أنه ليس غبيًا، فمن المحتمل أن يكون لديه بعض الأكاذيب الجيدة التي تم التوصل إليها مسبقًا في حالة حدوث شيء كهذا.

أفكاري الأولى مشابهة لما قالته إيريس تقريبًا….ولكن خطر إلى تفكيري أيضًا أنه بالنظر إلى عدد الحيوانات هنا، فَـهناك فرصة جيدة أن الحيوان الذي نبحث عنه موجود بينها.

لذا، قررت أن أذهب مع الرجل A.

رغم ذلك، ماذا سنفعل حيال هذا الوضع؟ لن يستغرق الأمر الكثير من الوقت للوصول إلى هنا من المدخل. هل الهرب هو خيار وارد؟ لا، ليس حقًا — المخرج الوحيد هو من خلال هذا الممر.

من السهل التلاعب بشخص فقد أعصابه. مع القليل من الضغط وقليلٍ من الإستفزاز، غالبًا سينزلق لسانه بسهولة ويقول لي كل ما أردت أن أعرفه. ومهلًا، إذا لم ينجح الأمر، يمكننا دائما تجربة الاثنين الآخرين.

ومع ذلك، لم أخطط لمحاربته حتى الموت. بغض النظر عن الوضع، لا يمكن أن تتصاعد خلافاتنا إلى عنف. علي أن أجعل رويجيرد يفهم ذلك….هنا والآن، قبل فوات الأوان.

“لدي بعض الأسئلة التي أريدك أن تجيب عليها.”

هذا منطقي بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟

عندما أزلت القماش عن فم الرجل A، نظر إلي بغضب….لكنه لم يقل كلمة واحدة.

“…”

“لو قلت لنا ما نريد أن نعرفه، لن نحتاج لنصير وقحين أوغاد مـ–اغغ؟!”

“رويجيرد، هل القط هنا؟”

في منتصف كلامي، ركلني الرجل حقًا. لقد إنحنيت بجانبه للتحدث معه….وبالتالي فإن الضربة قد أفقدتني توازني. انطلقت للخلف، تدحرجت على الأرض، ولم أتوقف إلا عندما صفع الجزء الخلفي من رأسي الحائط. ومضت النجوم عبر مجال رؤيتي.

“ما هذا؟” قالت إيريس، صوتها يرتجف.

آه! اللعنة!

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

بجدية، على أية حال، كم هذا الرجل غبي؟ لماذا تركل شخصًا تم القبض عليك من قبله بالفعل؟ لا بد أنه لم يفكر حتى في ما قد يحدث إذا أغضبنا.

إتسعت عيون الفتاة عند رؤية زوارها الثلاثة غير العاديين، لكن الصبي إبتسم لها بمرح. “مرحبًا! من دواعي سروري أن ألتقي بك. هذا هو منزل الآنسة ميشيل، صحيح؟”

“هاه؟ مهلًا، مـ-ما الـ-الذي—توقف عن ذلك!”

“الجميع يفكر فيك كجزء من قبيلة من الشياطين الشريرة. يعتقدون أنكم مجانين يقتلون لأتفه الأسباب، حتى بسبب أدنى إستفزاز.”

إنه صوت إيريس. قفزت حينها على قدمي في حالة من الذعر الأعمى. ماذا لو تحرر الرجل من أصفاده بينما أفكر في الأمور وأُخذت إيريس رهينة بطريقة ما قبل أن يتفاعل رويجيرد؟

“تمثيلي في نهاية؟ عَمَّا تتحدث؟”

“ما الذ—”

“أوه، فهمت. لكِن، ما الجيد جدًا في ذلك؟”

كلا، إيريس بخير. لكن….لا أستطيع أن أقول الشيء نفسه عن الرجل A، على أية حال. فقد وضع رويجيرد رمحه في حلق الرجل. ظلت إيريس تنظر فقط، وعيناها متسعتان بسبب الصدمة.

من ناحية أخرى، هناك رائحة كريهة للحيوانات قادمة من هناك — نوع الرائحة التي قد تأتيك أثناء المشي بجوار متجرٍ كبيرٍ للحيوانات الأليفة.

قام رويجيرد بلف الترايدنت جانبيًا وهو يسحبه للخلف؛ تقوس الدم في الهواء وتناثر على الحائط. دار جسد الرجل A بسبب قوة الضربة لفترة وجيزة قبل أن يسقط على الأرض. والدم يتدفق من حلقه. زحفت بقعة داكنة ببطء عبر ظهره، وانتشرت بركة حمراء تحته. إنتشرت الرائحة المعدنية المقززة بعد ذلك.

المرأةُ A:

بعد إرتجاف جسده لمرةٍ أخيرة، توقف الرجل عن الحركة.

“هل هذا حقًا لا يذكرك بشيء، رويجيرد؟ هل سبق لك أن ساعدت بعض الناس وبدأت بالتصرف بودية معهم، فقط لجعلهم ينقلبون عليك فجأة؟”

مات. لقد مات دون أن يقول كلمة واحدة. قتله رويجيرد بدم بارد.

“شكرًا لك، رويجيرد.”

“لماذا….لماذا….لماذا قتلته؟” سألتُ مدركًا لحقيقة أن صوتي يرتجف.

أنا خائف من رويجيرد.

هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخصا يموت. غيلين قد قَتَلَتْ لإنقاذي أنا وإيريس بعد كل شيء. لكن هذا مختلف بطريقة ما. لسبب ما، بدأت أرتجف. لسبب ما، خِفتُ كثيرًا.

“بالتأكيد هذا ليس صحيحًا.”

لماذا؟ ما الذي يجعلني خائفًا جدًا؟

إسم ديد إيند مرعبٌ في حد ذاته، و الشخصان الآخران اللذان يقفان خلف الصبي مخيفَينِ بعض الشيء. لكنه تحدث معها بأدب لدرجة أنه من الصعب عليها البقاء خائفة. ومِمَّا بدت عليها الأُمور، فهم يبدون كمغامرين أخذوا بالفعل الوظيفة التي نشرتها.

حقيقة أن رجلا قد مات؟ مثير للسخرية. يموت الناس طوال الوقت في هذا العالم، لأسباب تافهة. أُدرِكُ ذلك جيدًا.

الفصل 9:

ربما ذلك فقط لأنني لم أره يحدث عن قرب وبشكلٍ شخصي من قبل؟ لكن في هذه الحالة، لماذا لم أتفاعل بهذه الطريقة عندما قتلت غيلين هؤلاء الرجال خلال حادثة الإختطاف تلك؟

ماذا لو إتجه إلى إيريس رغم ذلك؟ هل يمكنني حمايتها أيضًا؟

رد رويجيرد على سؤالي: “لأنه ركل طفلًا.” بصوتٍ هادئ وغير مبال.

بجدية، على أية حال، كم هذا الرجل غبي؟ لماذا تركل شخصًا تم القبض عليك من قبله بالفعل؟ لا بد أنه لم يفكر حتى في ما قد يحدث إذا أغضبنا.

لقد تحدث كرجل يجيب على السؤال الأكثر وضوحًا في العالم.

“من فضلك…..من فضلك جد ميي خاصتي.”

آه، صحيح. الآن فهمت. أنا لستُ خائفًا لأنني رأيت للتو شخصًا يموت. أنا خائف….لأن رويجيرد قتل ذلك الرجل….دون أدنى تفكير…..فقط لأنه ركلني.

***

أنا خائف من رويجيرد.

“تمثيلي في نهاية؟ عَمَّا تتحدث؟”

لقد حذرتني روكسي، ألم تفعل؟ “…..هناك العديد من الإختلافات في ما هو مقبول بشكل عام بين الثقافة البشرية وثقافة الشياطين، لذلك قد لا تعرف الكلمات التي ستثير غضبه.” إذن ما الذي سأفعله إذا قلب رويجيرد غضبه علي؟ هذا الرجل قوي؛ قوي مثل غيلين، أو حتى أقوى. هل يمكنني هزيمته بسحري؟ ربما يمكنني قتاله على الأقل. لقد وضعت إستراتيجيات متعددة لمعارك ضد المتخصصين بالقتال في مسافة قريبة.

عندما أزلت القماش عن فم الرجل A، نظر إلي بغضب….لكنه لم يقل كلمة واحدة.

لسببٍ ما، العديد من الأشخاص في حياتي هذه هم من ضمن هذه الفئة….بما في ذلك باول، غيلين وإيريس. وربما رويجيرد هو الأقوى بينهم.كان من الصعب علي أن أقول بكل ثقة أنني أستطيع أن أواجهه. لكن لو قاتلته بِـنيةِ القتل منذ البداية، هناك الكثير من الأشياء التي يمكنني تجربتها.

“من هنا.” تحرك مرةً أخرى، أخذ رويجيرد زمام المبادرة مرة أخرى. شعرتُ وكأنني أنا وإيريس معه فقط في نزهة. بالحديث عن وظيفةٍ بلا ضغوط عالية، هذه هي.

ماذا لو إتجه إلى إيريس رغم ذلك؟ هل يمكنني حمايتها أيضًا؟

لا تقلقوا يا أيها الناس! لدينا أفضل شخص في القارة يحقق في هذه القضية! وسوف يتعقب المجرمين مع تقنيات التحقيق منقطعة النظير خاصته، ضاربًا إياهم بأسلوب الشيطان باريتسو، ضاغطًا عليهم للإعتراف ببعض الأدلةِ والقرائن مِن خلال أسئلته الدقيقة! أفسحوا المجال للمحقق العظيم رويجيرد!

لا. مستحيل.

منزل كيريب، الواقع في المبنى الثاني في ريكاريسو، هو عبارة عن مبنًى طويل مكون من طابق واحد بأربعة مداخل منفصلة.

“لـ-لا يمكنك قتل شخصٍ ما من أجل ذلك فقط!”

“يبدو الأمر بالتأكيد هكذا. فرائحة قطتها تتلاشى من هنا، لذلك أتت واحدة أخرى لإحتلال هذه الأرض.”

“لِمَ لا؟ كان الرجل شريرًا.” إتسعت عينا رويجيرد ردًا على إعتراضي وبدا على وجهه الإرتباك. بدًا حقًا حائرًا تمامًا.

يبدو أن رويجيرد قد توصل إلى إستنتاجٍ من نوع ما ولم يشعر بالحاجة إلى مشاركته معنا. وسار أمامنا في شارع جانبي وتبعته أنا بهدوء. شعرت وكأننا نحرز تقدمًا، على الرغم من أنني لم أكن متأكدًا تمامًا كيف. أعتقد أن هذا هو ما يبدو عليه شعور الطبيب العجوز المسكين الجاهل واتسون.

“حسنًا….” كيف يمكن أن أشرح هذا؟ ماذا أريد من رويجيرد هنا؟

 

من الأساس، ما المشكلة في أنه قد قتل ذلك الرجل؟

إذا أرادت أن تقول لي أشياء كهذه، ألا يجب أن تتوقفي عن الدخول في مشاجرات مع الغرباء أولًا؟

لا أملك حقًا شيئًا كَـالمبادئ. بالعودة إلى عندما كنت خاسرًا منعزلًا، كرهت بإزدراء عبارات الوعظ مثل من الخطأ أن تقتل. الجحيم، بالكاد شعرت بأي شيء عندما مات والداي. عرفت أن الأمور ستصير قاسية علي، ولكن في نفس الوقت، بدا رد فعلي حينها مثل فتًى غبي: إلى الجحيم مع هذا الهراء، أيها الغبي! أنا أستمني هنا!

 

ولا حاجة لقول أنني إذا حاولت سرد بعض الحجج الأخلاقية على رويجيرد، سيبدو موقفي ضعيفًا وغير مقنع.

ألقيت نظرة سريعة حول المنطقة للتأكد من ألَّا أحد يراقبنا، فتحتها، وإنتظرت أن يتبعني رويجيرد وإيريس، ثم أغلقت الباب من الداخل. شعرت وكأننا لصوص أو شيء كهذا.

“إنظر، هناك….سبب وجيه جدا….حول لماذا لا يجب أن لا تتجول لقتل الناس بلا سبب.”

ماذا لو إتجه إلى إيريس رغم ذلك؟ هل يمكنني حمايتها أيضًا؟

حسنا، أنا أرتجف جدًا. دعنا نعترف بذلك، أنا مرعوب مثل الجحيم.

أنا متأكد تمامًا من أنني قد رأيت صورة لِـجِنسهِ في قاموس روكسي، لكنني لم أستطِع تذكر ما إسمه. لعابه سامٌ على ما يبدو؛ أتذكر أنني قد تسائلت عما هل بإمكانهم حتى تقبيل بعضهم البعض.

أنا مرعوب، ولكن ما زلت سأفكر في ما الذي يحدث.

….على أي حال، دعونا نلقي نظرة فاحصة على هؤلاء الأسرى لدينا.

في البداية، لماذا أرتجف؟ لأنني خائف. لأنني رأيت رويجيرد، الذي بدا دائمًا مثل ذلك الرجل طيب القلب، يقتل رجلًا دون أن يرمش.

“الجزء الذي ربت فيه على رأسها وأنت تتحدث معها بالطبع.” لقد بدا ذلك بمثابة إعلان تلفزيونيٍّ كامل. بدأت أتعرق الرصاص هناك لفترة، لكن النتائج ظهرت رائعة للغاية.

لقد إعتقدت أن السبيرد هم شعب مسالم أسيء فهمه ببساطة. لكن من الواضح الآن أن هذه ليس الحقيقة. لم أعرف عن قبيلته ككل، لكن على الأقل، رويجيرد قاتل. لقد ظل يقتل أعدائه منذ حقبة حرب لابلاس؛ قتله لذلك الرجل قبل قليل هو مجرد أمر عادي يضاف إلى قائمة قتلاه طويلة. لا أستطيع أن أعرف يقينًا أنه لن يوجه رمحه إليَّ أو إلى إيريس. لست من النوع نقي القلب، لست شخصًا نزيهًا يمكنه كسب إحترام رويجيرد. يوما ما، بطريقة ما، ربما ينتهي بي الأمر بإزعاجه.

“أجل؟”

الأمر مختلف عن غضبه بسبب تصرفٍ قمت به. نظرًا لأن لدينا طرقًا مختلفة في التفكير، في بعض الأحيان قد تختلف آرائنا…..هذا أمر لا مفر منه. ربما ندخل في معارك من حين لآخر.

“فوو….هااا….فوو….هااا….” صَعُبَ علي قليلًا تهدئة نفسي. لم يرغب قلبي في التوقف عن النبض بسرعة مرعبة. ألقيت نظرة على إيريس، متسائلًا كيف تتعامل مع كل هذا؛ لكن لدهشتي، لم تبدُ خائفةً على الإطلاق. قالت النظرة على وجهها بشكل أساسي، لقد أذهلتَني قليلًا هناك، لكن أعتقد أن قطعة من القمامة كهذه تستحق الموت.

ومع ذلك، لم أخطط لمحاربته حتى الموت. بغض النظر عن الوضع، لا يمكن أن تتصاعد خلافاتنا إلى عنف. علي أن أجعل رويجيرد يفهم ذلك….هنا والآن، قبل فوات الأوان.

لقد تحدث كرجل يجيب على السؤال الأكثر وضوحًا في العالم.

“من فضلك….إستمع بعناية، رويجيرد.”

“بالطبع هو كذلك. أُنظر إلى طوقه.”

هذه مشكلة، ما زلت لا أستطيع العثور على الكلمات الصحيحة.

لسببٍ ما، العديد من الأشخاص في حياتي هذه هم من ضمن هذه الفئة….بما في ذلك باول، غيلين وإيريس. وربما رويجيرد هو الأقوى بينهم.كان من الصعب علي أن أقول بكل ثقة أنني أستطيع أن أواجهه. لكن لو قاتلته بِـنيةِ القتل منذ البداية، هناك الكثير من الأشياء التي يمكنني تجربتها.

ماذا يفترض بي أن أقول، اللعنة! كيف يمكنني جعله يفهم؟ هل يجب أن أتوسل إليه ألا يقتلنا نحن الاثنين على الأقل؟

“فقط للإحتياط. أيضًا، إبقي متيقظةً من الناس الذين نمر بهم في هذا الشارع، وحاولي مراقبة ظهرك.”

الآن أنتَ فقط تفكر بغباء، روديوس.

وها أنا هنا، مرعوبٌ ويراني الجميع. بالحديث عن المُثيرِ للشفقة، ها هو هنا يا جماعة.

في ذلك اليوم فقط، أقنعت رويجيرد بأنني محارب، أقاتل معه على قدم المساواة. بأنني لست طفلًا يحتاج حمايته؛ بل رفيقه. لم أستطع البدء في الترافع معه الآن. وشيء كَـتوقف عن فعل هذا لن ينجح أيضًا. عليَّ أن أتوصل إلى شيء من شأنه أن يقنعه حقًا، أو أن هذا سيكون بلا جدوى تمامًا.

“عندما يَقتُلُ شخص ما شخصًا آخر، لا ينظر الناس إلى المقتول أو لماذا قتل. بل ينظرون إليه على أنه قتل على يد وحش.”

فكر يا رجل. لماذا رويجيرد معك في المقام الأول؟ يريد أن يعرف الجميع أن السبيرد ليسوا شياطين متعطشين للدماء حقًا. وقتله للناس، لن يؤدي إلى شيء سوى جعل سمعتهم أسوأ.

“واو. أعتقد….أنه حقًا ميي، صحيح؟”

هذا…..يبدو صحيحًا. وهو نفس السبب الذي دفعني إلى إخباره بتجنب القتال مع المغامرين الآخرين. إمتلك الناس بالفعل إنطباعًا فظيعًا عن شعبه؛ بغض النظر عن عدد الأعمال الصالحة التي يقوم بها لتغيير ذلك، فإن كل تقدمه سيذهب إلى البالوعة إذا رأى الناس أن رويجيرد يرتكب جريمة قتل بدم بارد هكذا. سيعود الجميع إلى إفتراضاتهم الأصلية حول جنسه.

“لا تقلقي يا سيدتي، سنعود قبل أن تعرفي ذلك.”

حسنًا، هذا هو السبب في أنه لا يستطيع قتل الناس. لم نرِد أن يحصل الجميع على إنطباع بأن السبيرد هي قبيلة من الوحوش الهائجة، صحيح؟

في ذلك اليوم فقط، أقنعت رويجيرد بأنني محارب، أقاتل معه على قدم المساواة. بأنني لست طفلًا يحتاج حمايته؛ بل رفيقه. لم أستطع البدء في الترافع معه الآن. وشيء كَـتوقف عن فعل هذا لن ينجح أيضًا. عليَّ أن أتوصل إلى شيء من شأنه أن يقنعه حقًا، أو أن هذا سيكون بلا جدوى تمامًا.

“لو واصلت قتل الناس، ستجعل سمعة السبيرد أسوأ مما هي عليه.”

في بعض الأحيان، نظر الرجال الأكثر خشونة الذين مررنا بهم بتهديد إلى رويجيرد، ولكن عندما ينظر إليهم، يلتفتون إلى الجانب وينقرون على ألسنتهم. في حي كهذا، ربما حظي الأشخاص الذين يمكنهم إلقاء لكمة جيدة بإحترامٍ أكثر من المغامرين.

“…..حتى لو إن من أقتلهم أشرار؟”

مع هذه الأفكار في الإعتبار، مددت يدي إلى جيب ردائي الداخلي وأمسكتُ بإحكامٍ بِـحقيبة المال. لم نملك الكثير من المال لنخسره، لكنها سَـتَظلُ تصير كارثةً إذا قام شخص ما بسرقته.

“لا يهم من تقتل. إذا قتلت أي شخص، فهذه مشكلة.” تحدثت بتركيز، وحاولت إختيار كلماتي بعناية.

نحن في حي فقير الآن. ولم يحدث هذا التغير في المستويات المعيشية تدريجيًا أيضا. بدا الوضع أشبه بأننا تعثرنا ووقعنا في منتصف الفقر بالخطأ. في غضون لحظات، صِرتُ في حالة تأهب قصوى. “إيريس، كوني مستعدةً لسحب سيفك في أي وقت.”

“أنا لا أفهم يا روديوس.”

متحركًا بثقة، لكنني لا أزال أشعر بالتوتر قليلًا. أعلم أن لديه رادارًا قويا يمكنه من إستشعار الكائنات الحية، لكن لا يمكن أن يكون من السهل تعقب حيوان معين في مدينة مليئة بالحيوانات. “هل لديك خطة أو شيء ما؟”

“عندما يَقتُلُ شخص ما شخصًا آخر، لا ينظر الناس إلى المقتول أو لماذا قتل. بل ينظرون إليه على أنه قتل على يد وحش.”

تحركنا نحن الثلاثة أعمق في المبنى، مع رويجيرد في الصدارة مرةً أخرى. باب في نهاية الممر الرئيسي أدى إلى غرفة صغيرة، مع باب آخر في نهايتها البعيدة. عندما مررنا عبر هذا الباب الثاني، ملأت جوقة تصم الآذان من صرخات الحيوانات الهواء على الفور.

عبس رويجيرد قليلًا عندما سمع ردي. أعتقد أن كلامي بدا وكأنني أشتم شعبه. “….ما زلت لا أفهم. لماذا هذا؟”

بمعنى أقل حرفية، يمكنك عمليًا شم رائحة الجريمة في الهواء.

“الجميع يفكر فيك كجزء من قبيلة من الشياطين الشريرة. يعتقدون أنكم مجانين يقتلون لأتفه الأسباب، حتى بسبب أدنى إستفزاز.”

لكن ميشيل عرف أيضا كيف يبدو ديد إيند، وهذا الصبي الصغير القصير لم يتطابق مع هذا الوصف على الإطلاق.

حسنا، هذا بدا قاسيًا…..ولكن مرة أخرى، هذا هو حقًا الإجماع العام. وهدفنا تغيير ذلك.

ماذا يفترض بي أن أقول، اللعنة! كيف يمكنني جعله يفهم؟ هل يجب أن أتوسل إليه ألا يقتلنا نحن الاثنين على الأقل؟

“من السهل التجول وإخبار الناس أن السبيرد ليست وحوشًا حقًا. ولكن إذا أثبتَّ أن الشائعات غير صحيحة من خلال أفعالك، فقد تبدأ في تغيير الكثير من العقول.”

هل هذا صحيحٌ حقًا؟ هل سيكون الإمتناع عن القتل فقط كافيًا لإقناع الناس في هذا العالم أن قبيلته هم أشخاص جيدون؟

“…”

هذهِ المجاملة تسببت في إحمرار وجنتي السيدة بسبب الخجل.

“من ناحية أخرى، سوف تدمر كل شيء إذا بدأت في قتل الناس. سيفترض الجميع أنهم كانوا على حق بشأن عرقك طوال الوقت.”

“لا يوجد أحد آخر في هذا المبنى، أؤكد لك.”

“بالتأكيد هذا ليس صحيحًا.”

بشرة برتقالية. عيون مركبة مثل الذبابة، بدون بياض. بدا نوعًا ما مقرفًا للنظر إليه. هذا هو الشخص الذي بدأ في الزعيق مثل الزيز عندما أيقظتهم. بدا وكأنه يشبه الزبائن الوقحين…..ذلك النوع من الرجال الذي يكون جيدًا في معارك الحانات.

“هل هذا حقًا لا يذكرك بشيء، رويجيرد؟ هل سبق لك أن ساعدت بعض الناس وبدأت بالتصرف بودية معهم، فقط لجعلهم ينقلبون عليك فجأة؟”

“هاه؟ ا-اممم….”

“….حدث ذلك.”

أجاب الرجل: “رويجيرد” ثم إستدار وذهب مع الآخرين.

عند هذه النقطة، يمكن أن أشعر أن حُجَتي بدأت تصير منطقيةً في النهاية. “حسنًا، هذا هو المطلوب. إذا لم تقتل أي شخص على الإطلاق من الآن فصاعدًا….”

من الناحية الفنية، لقد أكملنا مهمتنا الآن. بمجرد أن نخرج هذا النمر من قفصه ونَجُرَّهُ مرةً أخرى إلى الفتاة الصغيرة، سنكون إنتهينا تمامًا.

“أجل؟”

ماذا لو إتجه إلى إيريس رغم ذلك؟ هل يمكنني حمايتها أيضًا؟

“….سيدرك الجميع أن السبيرد أناسٌ عاديون وعقلانيون.”

“أوه، فهمت. لكِن، ما الجيد جدًا في ذلك؟”

هل هذا صحيحٌ حقًا؟ هل سيكون الإمتناع عن القتل فقط كافيًا لإقناع الناس في هذا العالم أن قبيلته هم أشخاص جيدون؟

هناك عدد غير قليل منهم بأطواق حول رقبتهم أو أساور على أرجلهم، وبعضهم كتب عليهم أسماء. بعبارة أخرى، من الواضح أن مجموعة كاملة من هذه الحيوانات هي حيوانات أليفة. لقد لاحظت أيضًا كومة كبيرة من الحبال والأشياء التي تبدو وكأنها كمامات في أحد أركان الغرفة. يبدو أن الحبال، على وجه الخصوص، تشير إلى أن نوعًا مِنَ الأسرِ يحدث هنا.

هذا ليس الوقت المناسب للتفكير في الأمر. فَـأنا لستُ مخطئًا في كلتا الحالتين. من الواضح أن رويجيرد قتل الكثير من الناس. لذا إعتقد عامة الناس أن السبيرد هم قتلةٌ بطبيعتهم. ولكن إذا توقف عن القتل، سنمتلك فرصة لتغيير رأيهم.

إذا أرادت أن تقول لي أشياء كهذه، ألا يجب أن تتوقفي عن الدخول في مشاجرات مع الغرباء أولًا؟

هذا منطقي بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟

هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخصا يموت. غيلين قد قَتَلَتْ لإنقاذي أنا وإيريس بعد كل شيء. لكن هذا مختلف بطريقة ما. لسبب ما، بدأت أرتجف. لسبب ما، خِفتُ كثيرًا.

“إذا كنت تهتم بقبيلتك….لا تقتل المزيد من الناس، رويجيرد. ولا حتى واحد.”

بشرة برتقالية. عيون مركبة مثل الذبابة، بدون بياض. بدا نوعًا ما مقرفًا للنظر إليه. هذا هو الشخص الذي بدأ في الزعيق مثل الزيز عندما أيقظتهم. بدا وكأنه يشبه الزبائن الوقحين…..ذلك النوع من الرجال الذي يكون جيدًا في معارك الحانات.

عادة، عليك أن تحكم على أفعال الناس بصورة مختلفة. قد يكون القتل عادةً خاطئة، ولكن في ظروف معينة، يمكن أن يكون مُبَرَرًا أو حتى ضروريًا. لكنني لم أعرف المعايير التي قام بها سكان هذا العالم بإجراء تلك الأحكام، ومعايير رويجيرد الشخصية على الأرجح…..متطرفة. لم يمنحك هذا الرجل أي مجال للخطأ، ومن الصعب معرفة أين رسم حدوده. في هذه الحالة، من الأسهل والأكثر أمانًا منعه من القتل تماما.

“آه…..حسنًا!”

“ماذا لو لم يعرف أحد؟ ألن يكون الأمر على ما يرام حينها؟”

بعد التحرك بخفة عبر شوارع المدينة الشبيهة بالمتاهة لبعض الوقت، إتخذنا منعطفًا مفاجئًا إلى جزء مختلف تمامًا من المدينة. كل شيء هنا بدا فوضويًا ومهجورًا. المباني خام، غير مصبوغة ومتداعية بسبب الإهمال. بعض الرجال الذين مررنا بهم نظروا إلينا بغضب؛ هناك أيضًا أشخاص مستلقين على جانب الزقاق، والعديد من الأطفال يرتدون الخرق القذرة.

لقد إضطررت لمحاربة غول قوي فقط لتلقي كفٍ على وجهي. ما هو، طفل في المدرسة الابتدائية؟ هل ظل هذا الرجل على قيد الحياة لمدة 500 عام حقًا؟

هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخصا يموت. غيلين قد قَتَلَتْ لإنقاذي أنا وإيريس بعد كل شيء. لكن هذا مختلف بطريقة ما. لسبب ما، بدأت أرتجف. لسبب ما، خِفتُ كثيرًا.

“قد تعتقد أن لا أحد يراقب، لكن الناس يرون الأشياء على أي حال.”

“وجدته، ربما هذا هو الحيوان الذي نبحث عنه.” قال رويجيرد، مشيرًا إلى قسم فارغ من الشارع. لم أستطِع أن أعرِف ما وجده أو لماذا شعر بالحاجة إلى إضافة ذلك ربما لم أستطِع رؤية أي آثار أقدام هنا حتى.

“لا يوجد أحد آخر في هذا المبنى، أؤكد لك.”

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

آه، يالحماقتي. صحيح. لديه تلك العين الغبية على جبهته. “لا يزال هناك شخص يراقب، رويجيرد.”

نظرت إلى الأرض حيث أشار رويجيرد، وبالكاد تمكنت من ملاحظة الخطوط العريضة لبصمة مخلبٍ صغيرة. بالحديث عن الروعة. من المستحيل أن ألاحظ شيئًا كهذا حتى بعد مليون سنة.

“من أين؟”

من الأساس، ما المشكلة في أنه قد قتل ذلك الرجل؟

هنا يا رجل. “إيريس وأنا رأينا كل شيء، ألم نفعل؟”

رد رويجيرد على سؤالي: “لأنه ركل طفلًا.” بصوتٍ هادئ وغير مبال.

“هممم….”

عبس رويجيرد قليلًا عندما سمع ردي. أعتقد أن كلامي بدا وكأنني أشتم شعبه. “….ما زلت لا أفهم. لماذا هذا؟”

“لا تقتل أحدًا من الآن فصاعدًا، من فضلك. لا نريد أن نخاف منك نحن أيضًا.”

“أوه حقًا؟ حسنًا، من الواضح أن لديك موهبة في تسمية الأشياء، يا سيدتي.”

“….جيد جدًا إذن.”

 

في النهاية، قد لجأت أساسًا إلى نهج الشخص الذي لا يعرف ما يقوله حتى. لم تبدُ كلماتي مقنعة تمامًا، حتى بالنسبة لي. ومع ذلك، أومأ رويجيرد برأسه، وكأن هذا كل ما يهم.

“جيدٌ إذن. هلا دخلنا؟” بما أن لا أحد موجودٌ هناك في الوقت الحالي، فلا يوجد سبب للتردد.

“شكرًا لك، رويجيرد.”

“مرحبًا يا آنسة! لقد جئنا من نقابة المغامرين!” طرق الصبي الصغير من المجموعة الباب، ونادى بصوت عالٍ للمقيمة في الداخل.

حنيت رأسي له بإمتنان، ولاحظت أن يدي تهتز.

“لديك كلمتي – سنجد حيوانك الأليف، ميشيل. كوني صبورةً لفترة أطول قليلًا.”

اِهدأ. هذه الأشياء تحدث دائمًا. خذ نفاسًا عميقًا.

فكر يا رجل. لماذا رويجيرد معك في المقام الأول؟ يريد أن يعرف الجميع أن السبيرد ليسوا شياطين متعطشين للدماء حقًا. وقتله للناس، لن يؤدي إلى شيء سوى جعل سمعتهم أسوأ.

“فوو….هااا….فوو….هااا….” صَعُبَ علي قليلًا تهدئة نفسي. لم يرغب قلبي في التوقف عن النبض بسرعة مرعبة. ألقيت نظرة على إيريس، متسائلًا كيف تتعامل مع كل هذا؛ لكن لدهشتي، لم تبدُ خائفةً على الإطلاق. قالت النظرة على وجهها بشكل أساسي، لقد أذهلتَني قليلًا هناك، لكن أعتقد أن قطعة من القمامة كهذه تستحق الموت.

“لو واصلت قتل الناس، ستجعل سمعة السبيرد أسوأ مما هي عليه.”

حسنًا، ربما لم تفكر في أي شيء بهذه القسوة. لكنها ظلت تقف في وضعها الإعتيادي: ذراعاها مطويان، قدماها متباعدتان وذقنها في الهواء. لو إن هذه الفتاة خائفة، فَـهي حقًا تبذل قصارى جهدها لعدم السماح لذلك بالظهور.

الرجل A:

وها أنا هنا، مرعوبٌ ويراني الجميع. بالحديث عن المُثيرِ للشفقة، ها هو هنا يا جماعة.

صحيح فَـهذا بدا أشبه بأثر قطة عادية أو حتى صغيرة….على الرغم من أنني إشتبهت إلى حد ما في أن الفتاة ربما تبالغ في تقدير حجم حيوانها الأليف إلى حد ما.

توقفت يداي أخيرًا عن الإرتعاش. “حسنًا. دعونا نعود إلى الاستجواب، هلا فعلنا؟”

 

في محاولة لتجاهل رائحة الدم التي لا تزال عالقةً في الهواء، أجبرت نفسي على الإبتسام.

“الحيوانات تتحرك بطرق يمكن التنبؤ بها بسهولة، روديوس. أُنظر هنا.”

بدا هذا الشيء ضخمًا. ضخمًا جدًا. يجب أن يكون ضعف ما أشارت إليه ميشيل بذراعيها.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط