نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 49.5

فصل إضافي: الوصي الحارس فيتز

فصل إضافي: الوصي الحارس فيتز

VOLUME FOUR

“آه….آه!”

فصل إضافي: الوصي فيتز

***

 

“اممم، الأميرة آرييل، أنا هنا كما طلبت.”

بحلول الوقت الذي أدرك فيه ما يحدث، وجد نفسه في الجو.

“من السابق لأوانه القول بثقة أن البذور التي زرعناها ستؤتي ثمارها. من الممكن أن يرى شخص ما من خلال خطتنا ويسحبها من الجذر.”

 

 

“هاه؟!”

سقط على رأسه.

ابتلعت الريح على الفور صرخته المصدومة.

 

 

“بعد الإفطار لديك لقاء مع اللوردان داتيان وكلاين للحديث عن….” كما قال لها لوك بهدوء جدول الأعمال، قام فيتز بعمل سريع ودقيق لفك تشابك شعرها. “في فترة ما بعد الظهر سيكون لديك لقاء مع اللورد بيليمون، وبعد ذلك سيكون العشاء….”

إنه عالٍ في الجو بشكل لا يصدق. يمكن أن يشعر بنفسه يسقط بسرعة. جعلت قوة الرياح التنفس صعبًا. يخترق الغيوم، والخوف يخترقه.

 

 

“إذن هل يجب علينا أن نسمح لإبن اللورد تينك بدخول نقابة الفرسان؟”

“إيك!”

 

يمكنه سماعها، صرخة من أعماق حلقه. إنها صرخته، لكنها بدت بعيدة جدا لدرجة أنه شعر وكأن شخصا آخر يصرخ. أكدت له الصرخة أن هذا حقيقة. لم يعرف السبب، لكنه في الهواء يسقط.

“تحلمين؟”

 

كما تحولت المحادثة فجأة إلى لوك، أظهر إبتسامة بسيطة، وقال، “لماذا لا تقبل عرضها فقط؟ فكر في الأمر كمكافأة.”

“آه….آه!”

“اللورد بيليمون؟ كما لو إنك لا تعرفه. لوك، هذا والدك، أليس كذلك؟”

عليه أن يفعل شيئا. عليه أن يفعل شيئا أو سيموت. نعم، يموت. لا شك في أنه سيموت. إذا سقطت من مكان مرتفع بما فيه الكفاية، ستموت بالتأكيد. هو يعرف ذلك. يعلم أيضا أن الأرض تقترب بسرعة.

 

 

بدأ عمله كوصي بإثارة آرييل. أيقظها في وقت محدد كل صباح. عادة ما تكون هذه وظيفة خادمة، لكن آرييل واجهت العديد من محاولات الاغتيال منذ طفولتها لدرجة أن الواجب يقع الآن على عاتق أحد الأوصياء عليها، إما لوك أو فيتز. تم تكليف فيتز بالواجب فقط بمجرد أن علمت آرييل أنه مقيم من خارج القصر ولم يشارك مع أي من النبلاء الذين تعتبرهم أعداء.

“واااااااااه!”

“كما تأمر، يا أميري.”

استسلم للخوف وأطلق العنان لكل طاقته السحرية. إنها الرياح. بدأ يطلق العنان للرياح. شعر كما لو أنها تضربه من الأسفل مباشرة. من الذي علمه أن الطائر يركب الريح ليطير في السماء؟ لم يستطِع التذكر.

أراحت هذه الكلمات فيتز بشكل غريب. الأمر كما لو إنها تعلم أنه لم يتمكن من الاسترخاء منذ حادثة النزوح. أدركت كيف كافح لكسب موافقتها، يتظاهر بالقوة حتى لا تعتقد أنه عديم الفائدة، يعمل بجد حتى لا تطرده.

 

نقل فيتز جسده بعيدا. ثم، مذعورًا قليلا، رفع يده لإبقائها بعيدة وقال: “اه، اممم….نحن سننام معًا فقط، صحيح؟”

تباطأت سرعة سقوطه للحظات، ثم عادت بسرعة إلى وتيرتها السابقة. سحر الرياح لن يوقفه. قد تكون الطيور تركب الرياح لتطير في السماء، ولكن بغض النظر عن مقدار الرياح التي تضعها تحت البشر، لن يستطيعوا الطيران. شخص ما علمه ذلك. من؟ لم يستطع تذكر ذلك أيضا.

 

 

“نعم، بالطبع.”

ما الذي يفترض به أن يفعل في مثل هذا الموقف؟ لقد أخبره معلمه عن شيء. علمه معلمه الكثير من الأشياء. ما الذي قاله له معلمه؟

***

فكر، فكر، هتف لنفسه.

“أنتِ محقة.” بيليمون هو لورد عائلة نوتوس غرايرات، لكنهُ أصغر من الآخرين من عائلة غرايرات وليس لديه الكثير من الشعبية أو العملات المعدنية.

 

***

قال معلمه شيئا عن….كيف تطير؟ هذا صحيح، حول كيف أن ذلك مستحيل. لا يمكنك الطيران — البشر لا يستطيعون الطيران. عليك استخدام شيء ما من أجل الطيران. حاول معلمه الطيران من قبل. حاول، فشل، ووضع شيء ما على الأرض، شيء ناعم يسقط عليه.

“شكرا لك….”

 

“كما تأمر، يا أميري.”

هذا هو! شيء لتخفيف تأثير السقوط. شيء ناعم. شيء لينة لإستقبال جسده. ولكن فقط كم يجب أن يكون لينًا؟ كيف من المفترض أن يفعل ذلك؟

 

لا أعرف، لا أعرف، لا أعرف! صرخ في رأسه. ماذا أفعل، ماذا أفعل، ماذا أفعل؟!

“يمكن أن يكون.”

استحضر الماء وحاول أن يلفه حول نفسه. لم ينجح الأمر. تناثرت على الفور. استحضر الرياح وحاول تعزيز نفسه مرة أخرى. فشل. ذلك لن ينجح. إستحضر الأرض….لكنه لم يعرف كيفية استخدامه! استحضر النار و….الريح….الماء؟ الأرض؟ لم يعرف! هو فقط لم يعد يعرف!

 

“آآآآآآآآه!”

“فيوو….هذا أخذ قدرا كبيرا من الوقت. دعونا نأكل، هلا فعلنا؟”

سقط على رأسه.

استيقظ فيتز ليكتشف أنه فقد كل شيء. مسقط رأسه، منزله وعائلته. لا يزال صغيرا جدا، وفي لحظة صار متشردا. لم يملك مكانًا يذهب إليه ولا أحد يعتمد عليه، باستثناء المرأة التي لفتَ إنتباهها، آرييل آنيموي آسورا. رأت الطريقة التي يمارس بها فيتز السحر بحرية دون أي تراتيل، لذلك وظَّفته. بعد ذلك، بدأ فيتز حياته في القصر الملكي كحارس وصي للأميرة الثانية.

 

“بالطبع لم يقل اللورد الكثير، لكنني سمعت أنه لم ينكر ذلك بشدة أيضا.”

 

“كما تأمر، يا أميري.”

***

 

 

 

“وااه!” صرخ صبي ذو شعر فضي وهو يقذف جسده منتصبا وينهض من السرير. هو في سن العاشرة تقريبا، وملامحه الشابة ملتوية بِـخوف.

 

 

أحضر الرجل السمين إصبعه، الذي كانت الفتاة تلعقه، إلى شفتيه ولف لسانه حوله. “بدلا من نتف البراعم، دعونا نتخلص من الذي يزرع البذور.”

“هاه، هاه، هاه….” لهث للتنفس وبدأ يربت على جسده. أمسك بيديه الشعر الفضي، من الصعب بما فيه الكفاية تمزيقه. هو يفحص لمعرفة هل جسده لا يزال قطعة واحدة.

 

 

“هممم….”

“….آه؟ هاه؟” عندما نظر حوله، أدرك أنه لم يعد في السماء بعد الآن. بل في سرير ناعم. “هاه….” غطى الصبي وجهه بيديه وتنفس بإرتياح.

“كيف تبدو تحركات آرييل الأخيرة؟”

 

تحركت الفتاة في اللحظة التي قابلت فيها عيني فيتز عينيها. ألقت بنفسها على آرييل في محاولة للهجوم.

“هاي، فيتز، هل أنت بخير؟” صوت نادى عليه من فوق. إنه صبي آخر معلق رأسا على عقب، ينظر إلى فيتز من السرير أعلاه. هذا الصبي الآخر على أعتاب سن الرشد. وسيم بما يكفي ليأسر أي شخص ينظر إليه، أو هكذا ادعى. وإسمه لوك. “كنت تحدث الكثير من الضوضاء أثناء نومك. هل راودك ذلك الحلم مرة أخرى؟”

 

“أوه، نعم….” الصبي، المعروف باسم فيتز، أومأ برأسه بشكل غامض ردا على ذلك. فجأة أدرك أن المنطقة بين فخذيه أشعرته بالغرابة. فضوليًا، نظر إلى الأسفل ليجد أنها رطبة. عندما تحقق، وجد أنه غارق ليس فقط في الجزء السفلي من ملابس نومه، لكن الملاءات الموجودة تحته أيضا. وبإمكانه رؤية البخار يتصاعد منهم.

لا يزال هناك بعض الوقت حتى الآن في قصتنا قبل أن تتشابك مصائر هذا الشاب وروديوس غرايرات.

 

كما أغلق فيتز عينيه، متوقعا راحة في النوم. ولكن بعد ذلك، تماما كما أوشك على فقدان وعيه نائمًا، أدرك شيئا ما.

“آه….!” مرتبكًا، حاول فيتز سحب الأغطية لإخفاء الفوضى عن لوك، لكن الأوان كان قد فات بالفعل. لقد رأى لوك ما حدث لفيتز وظهر العبوس على وجهه.

الشعور بأنه قتل شخصا ما لم يظهر بعد.

 

بدا فيتز يرثى له، والدموع في عينيه، وهو ينظر إلى لوك. “أنا آسف جدا”

بدا فيتز يرثى له، والدموع في عينيه، وهو ينظر إلى لوك. “أنا آسف جدا”

 

“لا تعتذر لي.” نزل لوك من سريره وتنهد وهو يخدش رأسه. “لن يلومك أحد.”

***

“لـ-لكن، أنا كبير بما فيه الكفاية الآن….ومع ذلك ما زلت….لا زالت، حسنا، أبلل نفسي هكذا…”

وافق فيتز على أن يصير وصيا على آرييل بشروط قليلة خاصة به. أولها أنها ستغفر جريمته في دخول القصر دون إذن. ظهر فيتز فجأة في يوم حادثة النزوح. على الرغم من أن هذا لم يحدث بمحض إرادته، إلا أنه قد دخل دون إذن، وهذه جريمة يعاقب عليها القانون وفقا لقوانين مملكة آسورا. بسبب تقدير آرييل له، فقد نجا من العقاب، على الرغم من أن ذلك كان سيحدث بالتأكيد على كل حال، نظرا لأنه أنقذ حياتها في هذه العملية.

“أنت لست الوحيد الذي مر بتجربة مرعبة في ذلك اليوم.” قال لوك بلا مبالاة، لكنه أظهر نظرة جادة على وجهه. لهجته صادقة تماما. “إلى جانب ذلك، هناك الكثير من الرجال هنا الذين يبللون ملاءاتهم في الليل. يتم استخدام الخادمات لهذا الغرض. الآن عجل، وغيِّر ملابسك وقم بتسليم القمصان الخاصة بك إلى الشخص المسؤول عن الغسيل. السيدة آرييل تنتظرنا.” بمجرد أن انتهى لوك من التحدث، غادر الغرفة.

“نعم، عن ذلك اليوم. حول قتل ديريك من قبل ذلك الوحش، وتحوله إلي لإلتهامي. ذلك الكابوس.” نظر فيتز إلى وجه آرييل مرة أخرى. اختفت ابتسامتها اللطيفة المعتادة، تاركةً تعبيرًا فارغًا وشفافًا. “يراودني هذا الحلم طوال الوقت. أنا أكافح في نومي وأخيرًا أستيقظ مصدومة بمجرد إنتهاء الحلم. هذا مستمر لأيام الآن.”

 

بدا أن آرييل تفكر بعد أن رأت كيف استجاب فيتز بشجاعة. ثم صفقت فجأة بيديها. “هذا صحيح! فيتز، تعال إلى غرفة نومي الليلة.”

مسح فيتز دموعه وزحف من السرير، وأمسك بنظاراته الشمسية من الطاولة القريبة ووضعها على وجهه.

 

 

الاستيقاظ بعد الأميرة هو أمر كافٍ لتبرير عقوبة قاسية. أو على الأقل من المفترض ذلك، لكن فيتز استيقظ بعد آرييل عدة مرات وهو ليس منضبطًا أبدا.

 

كما واصل الاثنان تفاعلهما، انتهى فيتز أخيرا من تعديل ملابسها. إلتفَّتْ آرييل حول نفسها لتأكيد عدم وجود عيوب في ملابسها، ثم أومأت برأسها بارتياح.

***

“آآآآآآآآه!”

 

“…هسسس!” اندفع القاتل للأمام متجها مباشرة نحو فيتز.

فيتز هو ضحية للحادث الذي دمر منطقة فيدوا. تم نقله إلى الجو، على ارتفاع مائة متر فوق سطح الأرض. مثل أي شخص آخر، فيتز ليس استثناء لقانون الجاذبية، لذلك سقط.

 

 

 

الشيء الوحيد غير المعتاد عنه هو أنه ساحرا. ليس فقط أي ساحر، أيضًا. ربما عمره عشرة أعوام فقط، لكن كان لديه مدرس استثنائي وعلى الأقل من المستوى المتوسط في كل صنف من أصناف السحر، وفي المستوى المتقدم في عدة أصناف، وبإمكانه إلقاء التعاويذ دون أن ترديد التراتيل.

مع ربط هذين الشرطين، صار فيتز الوصي والحامي لآرييل.

 

“حسنا، إذن دعنا نخلد إلى النوم.”

كافح كما كان في الهواء. قبل أن يصل إلى الأرض، تمكن من إبطاء سرعة سقوطه وكسر ساقيه بأعجوبة فقط عندما هبط . تم تجفيف طاقته السحرية بالكامل وسقط فاقدا للوعي.

“لا يعني ذلك أن البلاط لديه أي منها على وجه الخصوص.”

 

لا أعرف، لا أعرف، لا أعرف! صرخ في رأسه. ماذا أفعل، ماذا أفعل، ماذا أفعل؟!

استيقظ فيتز ليكتشف أنه فقد كل شيء. مسقط رأسه، منزله وعائلته. لا يزال صغيرا جدا، وفي لحظة صار متشردا. لم يملك مكانًا يذهب إليه ولا أحد يعتمد عليه، باستثناء المرأة التي لفتَ إنتباهها، آرييل آنيموي آسورا. رأت الطريقة التي يمارس بها فيتز السحر بحرية دون أي تراتيل، لذلك وظَّفته. بعد ذلك، بدأ فيتز حياته في القصر الملكي كحارس وصي للأميرة الثانية.

 

 

 

 

“لا، هذا مختلف. وفقا لابن عمي، عندما استقبله لورد المقاطعة، تفاخر ساوروس أمامه حيال حيال ذلك.”

“مممم….أوه، لوك وفيتز، صباح الخير.”

حرَّكَ فيتز كلتا كفيه إلى الخارج وأطلق العنان لسحره. “هاه!” لم يظهر شكل للطاقة السحرية التي تدفقت من يديه. رافق صوت الانفجار طيران السرير الذي تم تفجيره بعيدا، تاركا حفرة في الحائط.

بدأ عمله كوصي بإثارة آرييل. أيقظها في وقت محدد كل صباح. عادة ما تكون هذه وظيفة خادمة، لكن آرييل واجهت العديد من محاولات الاغتيال منذ طفولتها لدرجة أن الواجب يقع الآن على عاتق أحد الأوصياء عليها، إما لوك أو فيتز. تم تكليف فيتز بالواجب فقط بمجرد أن علمت آرييل أنه مقيم من خارج القصر ولم يشارك مع أي من النبلاء الذين تعتبرهم أعداء.

“لا يوجد شيء مخيف في هذا. هذا صحيح، أشعر بالإثارة من المظهر اللامع لبشرتك، لكن كل شيء على ما يرام. لن أفعل أي شيء. الآن، إستلقِ على السرير.”

 

هاهاها، ضحك النبلاء.

“صباح الخير، سيدة آرييل.”

“غاه!” السحر، الذي تم إلقاؤه دون أي تعويذات، ضرب الفتاة مباشرة، وألقاها بعيدا عن المكان الذي ترقد فيه آرييل.

الاستيقاظ بعد الأميرة هو أمر كافٍ لتبرير عقوبة قاسية. أو على الأقل من المفترض ذلك، لكن فيتز استيقظ بعد آرييل عدة مرات وهو ليس منضبطًا أبدا.

أراحت هذه الكلمات فيتز بشكل غريب. الأمر كما لو إنها تعلم أنه لم يتمكن من الاسترخاء منذ حادثة النزوح. أدركت كيف كافح لكسب موافقتها، يتظاهر بالقوة حتى لا تعتقد أنه عديم الفائدة، يعمل بجد حتى لا تطرده.

 

“لا أنصح بذلك. لو إنه حقا بهذه القوة، فسوف تتسبب فقط في مشاكل لنفسك.”

“إنه صباح جميل، أليس كذلك؟ لوك، ما هي الخطط لهذا اليوم؟” مددت آرييل جسدها وانزلقت من السرير، وجلست على طاولة الماكياج. تدخل فيتز خلفها لغسل وجهها وتمشيط شعرها.

 

 

من الأسلحة إلى الدروع، المعدات مثالية. حصلت آرييل عليهم جميعا بعد حادثها السابق. فقط العصا التي حملها فيتز مختلفة. إنها عصا صغيرة، النوع البسيط الممنوح للمتدرب الذي قد بدأ للتو في تعلم السحر. إنها ليست عنصرا سحريا ولا أداة سحرية.

“بعد الإفطار لديك لقاء مع اللوردان داتيان وكلاين للحديث عن….” كما قال لها لوك بهدوء جدول الأعمال، قام فيتز بعمل سريع ودقيق لفك تشابك شعرها. “في فترة ما بعد الظهر سيكون لديك لقاء مع اللورد بيليمون، وبعد ذلك سيكون العشاء….”

 

اللورد بيليمون؟ كما لو إنك لا تعرفه. لوك، هذا والدك، أليس كذلك؟”

في ثوان تم إرسالها وهي تطير في الهواء بسبب تعويذة فيتز الثانية. أدى التصادم المباشر إلى إصابة أطراف القاتل الأربعة، وتركتْ تترنح في الهواء، وسقطت من الفتحة الموجودة في الحائط إلى ظلام الليل.

“قيل لي أن أبقي أمور العمل والأمور الخاصة منفصلة.”

“ولكن في أي مكان بالضبط وجدت الأميرة ذلك الصبي؟”

وبمجرد إنتهاء فيتز من تعديل شعرها، وقفت آرييل من مقعدها ورفعت ذراعيها عاليًا. شرع فيتز على الفور في خلع ملابسها. عادة ما يكون تغيير ملابس الأميرة وظيفة لإحدى السيدات الخادمات، لكن هذه عادة أخرى تمارسها منذ أن كانت طفلة.

بدأ عمله كوصي بإثارة آرييل. أيقظها في وقت محدد كل صباح. عادة ما تكون هذه وظيفة خادمة، لكن آرييل واجهت العديد من محاولات الاغتيال منذ طفولتها لدرجة أن الواجب يقع الآن على عاتق أحد الأوصياء عليها، إما لوك أو فيتز. تم تكليف فيتز بالواجب فقط بمجرد أن علمت آرييل أنه مقيم من خارج القصر ولم يشارك مع أي من النبلاء الذين تعتبرهم أعداء.

 

“لا أعرف مكان وجود عائلتك. فَـكما تعلم، لقد تم نقل البشر إلى جميع أنحاء العالم.”

شعر فيتز بالارتباك وهو يزيل الحرير الجميل الملفوف حول بشرة آرييل البيضاء النابضة بالحياة، واستبدله بالملابس التي أعدتها خادمة مسبقا. الملابس معقدة، مع هيكل غريب لم يعرف فيتز حتى كيفية ارتدائه. ومع ذلك إنزلق الرداء بخفة على جسدها.

 

 

بينما اهتمام أولئك الموجودين في البلاط ينصب على فيتز، عملت آرييل في الخلفية لتقوية علاقاتها مع هؤلاء النبلاء المؤثرين الذين دعموها، وشنت بهدوء حربا سياسية خاصة بها.

لم يكن يعرف حتى كيفية مساعدة الناس في إرتداء الملابس عندما تم تكليفه بالوظيفة لأول مرة. لكنه صار ماهرا جدا في ذلك. حتى ريفي مثل فيتز يمكن أن يتعلم بعد إجباره على فعل الشيء نفسه مرارا وتكرارا.

“لا شك، هاها!”

 

***

“فيتز….لقد نسيت أحد الأزرار.”

“ماذا؟”

“هاه؟ آه، نعم، أنا آسف.” عندها فقط صار مشتتًا، وأشارت الأميرة إلى خطأه. سارع فيتز لمحاولة إصلاحه، لكنه لم يعرف أي زر الذي نسيه. مع مثل هذه الملابس، إذا أفسدت خطوة واحدة من العملية، سيكون من المستحيل معرفة من أين تبدأ بإصلاحها.

“نعم، بالطبع. أعرف ذلك. يتطلب الحصول على التاج أن يسلك المرء الطريق المتعرج.”

 

“لوك، تأكد من حماية سيادتها.”

“ما الخطأ؟” سألت الأميرة. “إذا لم تعجل وتساعدني في إرتداء الملابس، قد أصاب بالبرد.”

“وأشاد اللورد به للغاية أن ابن عمي بدأ للشك وحتى سأل، هل لهذا الصبي صلة بك؟“

“نعم، أنتِ على حق، من فضلكِ انتظري لحظة!”

 

“أو هل تريد أن ترى جسدي؟” مازحته آرييل.

 

 

 

“لـ-لا!”

“لقد تلقيت تقارير تفيد بأنها أدخلت رجالها في نقابة الفرسان والحرس الإمبراطوري.”

تحول وجهه إلى اللون الأحمر الفاتح مع ذعر ونفى اتهامها. ضحكت آرييل. هي تحب كم هو بريء، لدرجة أنها تقوم بممازحته كثيرا بهذه الطريقة.

مسح فيتز دموعه وزحف من السرير، وأمسك بنظاراته الشمسية من الطاولة القريبة ووضعها على وجهه.

 

فقد الوصي الحارس فيتز المقربين منه في حادثة النزوح، مما أدى إلى تعطيل حياته كلها. على الرغم من أن هذا لم يحدث بمحض إرادته، إلا أنه وجد نفسه ينجر إلى عمق المعركة السياسية الدموية في مملكة آسورا.

“أعتقد أنك تبدين جميلة.” لوك دائما الشخص الذي قفز للمساعدة خلال مثل هذه التفاعلات. ابتسم وأشار إلى الزر الذي يبحث فيتز عنه.

كافح كما كان في الهواء. قبل أن يصل إلى الأرض، تمكن من إبطاء سرعة سقوطه وكسر ساقيه بأعجوبة فقط عندما هبط . تم تجفيف طاقته السحرية بالكامل وسقط فاقدا للوعي.

 

“واااااااااه!”

“يا إلهي، لوك، هل هذا يعني أنك واقع في حب سيدك؟” قالت آرييل. “بما أن الأمر كذلك، فهذا يعادل الكفر. لن تكون قادرا على الهروب من العقاب على ذلك.”

يشبه الأمير الأول غرابيل والوزير رفيع المستوى داريوس اثنين من المسؤولين الفاسدين في فترة إيدو أثناء تآمرهم في غرفة خاصة معزولة. الشخص الوحيد الذي سمع حديثهم هي العبدة التي تستريح فوق حضن داريوس. وتلك الفتاة تصادف أن تكون…

“كم هذا مرعب. ما نوع العقوبة التي نتحدث عنها؟”

“لا تعتذر لي.” نزل لوك من سريره وتنهد وهو يخدش رأسه. “لن يلومك أحد.”

قالت: “من النوع الذي أصادر فيه كل وجباتك الخفيفة لهذا اليوم.”

“لست متأكدا من ذلك. يبدو أن النبلاء الآخرين يكرهونني، على الأقل.” تابع فيتز عابسًا واستدار لينظر إلى لوك. نظر الأخير بعيدا كما لو أن الأمر لا علاقة له به.

 

 

“يا إلهي. حسنا، هذا شديد جدا. ولكن لو إن هذا ما يريده سيدي، فليكن.”

فيتز هو ضحية للحادث الذي دمر منطقة فيدوا. تم نقله إلى الجو، على ارتفاع مائة متر فوق سطح الأرض. مثل أي شخص آخر، فيتز ليس استثناء لقانون الجاذبية، لذلك سقط.

كما واصل الاثنان تفاعلهما، انتهى فيتز أخيرا من تعديل ملابسها. إلتفَّتْ آرييل حول نفسها لتأكيد عدم وجود عيوب في ملابسها، ثم أومأت برأسها بارتياح.

فيتز هو ضحية للحادث الذي دمر منطقة فيدوا. تم نقله إلى الجو، على ارتفاع مائة متر فوق سطح الأرض. مثل أي شخص آخر، فيتز ليس استثناء لقانون الجاذبية، لذلك سقط.

 

 

“عمل جميل. الآن إذن، دعونا نتناول وجبتنا.”

“لهذا السبب لم أتردد في الاعتماد عليك. ربما إذا نمتُ بجانب الشخص الذي أنقذني في ذلك اليوم، فلن أعاني من ذلك الكابوس بعد الآن.”

“نعم، سيدتي!”

“نعم. وأيتها الأميرة آرييل، قد تكون أي ثغرة مثالية لشخص ما لاكتشاف ما نخطط له، لذا تأكدي من عدم ترك أي ثغرات.”

لحق لوك بآرييل وهي تخرج. تحرك فيتز للحاق بهما أيضًا، لكنه توقف فجأة للحصول على لمحة عن انعكاس صورته في مرآة طاولة الماكياج. أظهرت شابًا مع نظرة حزينة، والنظارات الشمسية على عينيه. بقي هناك ولف خصلة من الشعر الأبيض القصير حول أحد أصابعه. استمر هذا فقط للحظة. ثم التفت بعيدا وتبع آرييل.

 

 

ومع ذلك، هناك شيء واحد جيد. بعد يوم محاولة اغتيال آرييل، توقفت الكوابيس — تلك التي أُرسِلَ فيها وهو يطير في الهواء، يكافح بلا جدوى حتى يتحطم على الأرض. هذه، على الأقل، ربما هي النعمة الوحيدة.

 

“أنتِ محقة.” بيليمون هو لورد عائلة نوتوس غرايرات، لكنهُ أصغر من الآخرين من عائلة غرايرات وليس لديه الكثير من الشعبية أو العملات المعدنية.

***

 

 

 

ظل النبلاء يتكهنون عن الوصي الحارس الشاب فيتز بعد ظهوره المفاجئ في القصر الملكي.

 

 

“هم، لماذا لا نكتشف فقط بأنفسنا؟ انزع قناع ذلك الصبي وشاهد من هو حقا…”

“لكن هناك الكثير ممن هم من نقابة السحرة الذين ولدوا لعائلات أكثر نبلا…”

حتى عندما استهلك الظلام وعيه، تمكن من إلقاء سحر تنقية السموم. ثم نظر إلى محيطه. آرييل آمنة، وعلى الرغم من وصوله متأخرًا، إلا أن لوك هناك أيضا.

عائلته وخلفيته هي لغز بالكامل. الأشياء الوحيدة التي عرفها الناس عنه هي عرقه ولون شعره. من أخلاقه وطريقة حديثه، من الواضح أنه ليس نبيلا. على الرغم من ذلك، عينته آرييل وصيًا جديدا لها. أعطته معدات حراسة عالية الجودة وأبقته بجانبها باستمرار. مثل هذه المعاملة الخاصة لم تؤد إلا إلى تأجيج رفض النبلاء.

 

 

 

“ألا يمكن فعل شيء حيال تلك النظارات الشمسية على أقل تقدير؟”

مسح فيتز دموعه وزحف من السرير، وأمسك بنظاراته الشمسية من الطاولة القريبة ووضعها على وجهه.

“أنا أتفق. يبدو الأمر كما لو أن الصبي لا يفهم حتى مفهوم الاحترام.”

“نعم، سيدتي!”

ظل دائما يرتدي نظارة شمسية. في البلاط الإمبراطوري، إخفاء وجهك بدون هدف يعتبر غير مهذب.

“أنتِ محقة.” بيليمون هو لورد عائلة نوتوس غرايرات، لكنهُ أصغر من الآخرين من عائلة غرايرات وليس لديه الكثير من الشعبية أو العملات المعدنية.

 

لم يملك فيتز حلفاء هنا. بمجرد أن أدرك ذلك، أطلق تنهيدة.

ومع ذلك، كلمات هؤلاء النبلاء مظللة. لقد حصلت آرييل على إذن من الملك نفسه للحصول على النظارات الشمسية. في الواقع، النظارات الشمسية هي عنصر سحريا يمكن أن يستشعر مواجهة آرييل لمشكلة، بغض النظر عن مكان مرتديها. تم اعتبار العنصر ضروريا بعد الحادثة السابقة، لذلك سمح الملك به.

 

 

“أُدرِكُ أنهما صبيان، لكن هناك شيء غريب.”

“بفضل تلك النظارات الشمسية، تستمر الخادمات في القصر الإمبراطوري في الصراخ بأصوات عالية النبرة.”

التحول المفاجئ من الدفاع إلى الهجوم ترك فيتز يتنفس بصعوبة وهو يطل على الحفرة. إنها ليلة بلا قمر، لذلك فهي مظلمة بشكل استثنائي. لم يستطع التأكد مما رآه أدناه، لكن القاتل واجه هذا السقوط بأطرافه مدمرة. يستحيل أن تكون لا تزال على قيد الحياة.

“نعم، لقد سمعت كيف يجلب هذا لهم السعادة مجرد رؤية فيتز ولوك يسيران معا.”

 

“في الواقع، لا شيء يبدو أنه يجعلهم أكثر سعادة من رؤية زير نساء مثل لوك يتدخل ببسالة لرعاية صبي.”

الشرط الآخر هو أن تبحث الأميرة عن الأصدقاء والعائلة الذين انفصل عنهم. بالنظر إلى أن الحادث وقع في منطقة فيدوا، يجب أن يشرف لورد المقاطعة في تلك المنطقة (بورياس) على هذا الواجب. لكن عائلة بورياس فقدت كل أراضيها والناس تحت قيادتها معها.

“إنهم يفسدون أخلاق البلاط الإمبراطوري.”

“آه، أفهم ما تعنيه. هذا صحيح.”

“لا يعني ذلك أن البلاط لديه أي منها على وجه الخصوص.”

“لا، إنه أمر مخيف. أنتِ تخيفنني يا أميرة!”

هاهاها، ضحك النبلاء.

 

 

 

ظل فيتز يتبع آرييل دائمًا، ويمكن إكتشاف أن الصبي وسيم تحت تلك النظارات الشمسية. عند رؤيته، آرييل ولوك معًا شجع الكثيرين على الحلم بالأوهام الجامحة.

 

 

“أُدرِكُ أنهما صبيان، لكن هناك شيء غريب.”

“أُدرِكُ أنهما صبيان، لكن هناك شيء غريب.”

“حسنا، إذن دعنا نخلد إلى النوم.”

“أوه؟ ما هو الغريب؟”

“مكافأة….؟”

“يقول لوك، دون تردد عادة، أنه يحب النساء ويكره الرجال، ومع ذلك فهو لطيف بشكل غير عادي تجاه هذا الصبي.”

“مكافأة….؟”

“آه، أفهم ما تعنيه. هذا صحيح.”

“تحلمين؟”

“نعم، ولكن لا يوجد شيء غريب في ذلك. أنا متأكد من أن هذا يعني فقط أن لوك قد فهم أخيرا جمال الرجال أيضا، أليس كذلك؟”

لم تشهد مملكة آسورا حربا أهلية منذ وقت طويل. فَـطالما لا يوجد دليل قوي يدل على الفاعل، حتى الاغتيال في البلاط مسموح به. وبالتالي، فقد نسي النبلاء قوة الجيش. من ناحية أخرى، عملت آرييل وبيليمون أولا وقبل كل شيء للحصول على دعم الجيش.

“لا شك، هاها!”

قبل مجيئه، أخذته خادمات آرييل إلى الحمام، ولطخن جسده بالزيوت المعطرة، وغيرنَّ ملابسه إلى ملابس نوم عالية الجودة منسوجة من قماش ناعم.

لا تعتبر المثلية الجنسية غير عادية بالنسبة لنبلاء آسورا. هناك أولئك الذين لديهم تفضيلات جنسية غريبة، لذلك الأولاد الذين وقعوا في حب الأولاد الجميلين الآخرين لم يتسببوا بأي تفاجئ لمن حولهم.

“أوه، نعم….” الصبي، المعروف باسم فيتز، أومأ برأسه بشكل غامض ردا على ذلك. فجأة أدرك أن المنطقة بين فخذيه أشعرته بالغرابة. فضوليًا، نظر إلى الأسفل ليجد أنها رطبة. عندما تحقق، وجد أنه غارق ليس فقط في الجزء السفلي من ملابس نومه، لكن الملاءات الموجودة تحته أيضا. وبإمكانه رؤية البخار يتصاعد منهم.

 

 

“ولكن في أي مكان بالضبط وجدت الأميرة ذلك الصبي؟”

 

“من يمكن أن يعرف؟ ولكن تقديم الأميرة آرييل لمثل هذا الدعم يجعلني أتساءل. ربما هو الطفل غير الشرعي لنبيل رفيع المستوى.”

“هاه….؟”

“أوه، إذن هل لديك فكرة عن من أين هو؟”

“القيل والقال من الرعاع هو شيء لا يجب تقلق نفسك به. أنا معجبة بك.” قالت الأميرة.

“في الواقع. قبل عدة سنوات ذهبت لزيارة ابن عمي في منطقة فيدوا. حضر ابن عمه حفل عيد ميلاد حفيدة اللورد ساوروس البالغة من العمر عشر سنوات.”

 

“أوه، حفيدة اللورد ساوروس….تقصد أميرة القردة ذات الشعر الأحمر بورياس؟”

“أنت محق.”

“نعم، الشخص الذي يتمتع بسمعة طيبة في الذهاب إلى المدرسة وضرب الأطفال الآخرين في سنها. الشخص التي أهملت دراستها كثيرا لدرجة أنها لم تستطع حتى تحية الناس بشكل صحيح. تلك هي أميرة القردة.”

لم تشهد مملكة آسورا حربا أهلية منذ وقت طويل. فَـطالما لا يوجد دليل قوي يدل على الفاعل، حتى الاغتيال في البلاط مسموح به. وبالتالي، فقد نسي النبلاء قوة الجيش. من ناحية أخرى، عملت آرييل وبيليمون أولا وقبل كل شيء للحصول على دعم الجيش.

“وما دخلها بهذا الصبي؟”

 

“نعم، حسنا، وفقا لقصة ابن عمي، تغيرت تلك أميرة القردة قليلا. استقبلت الناس بأدب، وتصرفت بطريقة مهذبة، ورقصت بشكل رائع.”

 

“أنا متأكد من أن الشائعات قد تم تزيينها فقط. ربما يكون الأمر فقط أن أميرة القردة لم تتصرف كقرد أساسًا؟”

ارتدت عباءة الأميرة المرعوبة، في محاولة مسعورة لحماية نفسها. مثل عباءة غير مرئية أخفت أسنان أسدها وهي تتقدم للأمام. تماما كما تمنى لها الوصي السابق المتوفى ديريك ريدبات.

“لا، هذا مختلف. وفقا لابن عمي، عندما استقبله لورد المقاطعة، تفاخر ساوروس أمامه حيال حيال ذلك.”

 

“حول ماذا؟”

وقف القاتل. تحولت عيناها إلى فيتز وآرييل، ورفرفت بينهما قبل أن تركز أخيرًا على فيتز. يبدو أنها خططت لإنهاء الحارس الشخصي قبل أن تتعامل مع هدفها.

“أن الشخص الذي علم حفيدته هو صبيا أصغر منها بسنتين.”

“قيل لي أن أبقي أمور العمل والأمور الخاصة منفصلة.”

“أوه….العمر لا يتطابق.”

رمشت عيون فيتز كما لو أنه أعذَر لم يتم مَسُهُ جنسيًا من قبل. بدا الأمر أكثر من اللازم بالنسبة له، لذلك رضخ، وعهد بجسده إلى يدها. بعد كل شيء، ليس لدى فيتز أقارب يلجأ إليهم، لذلك لم يستطع أن يعارض رغبات آرييل.

“وأشاد اللورد به للغاية أن ابن عمي بدأ للشك وحتى سأل، هل لهذا الصبي صلة بك؟

 

“يا إلهي.”

“هاه؟ آه، نعم، أنا آسف.” عندها فقط صار مشتتًا، وأشارت الأميرة إلى خطأه. سارع فيتز لمحاولة إصلاحه، لكنه لم يعرف أي زر الذي نسيه. مع مثل هذه الملابس، إذا أفسدت خطوة واحدة من العملية، سيكون من المستحيل معرفة من أين تبدأ بإصلاحها.

“بالطبع لم يقل اللورد الكثير، لكنني سمعت أنه لم ينكر ذلك بشدة أيضا.”

“حسنا، اللورد بيليمون، شكرا لك على وقتك.”

“إذن هذه هي القصة. هل يمكن أن يكون هذا الشاب المثير للإعجاب هو الصبي الذي ادعت آرييل أنه الوصي عليها؟”

“نعم، إنه ماهر في الحساب. اطلب منه دخول النقابة والتعلم مباشرة من محاسب النقابة.”

“يمكن أن يكون.”

“سعيدة أنك جئت. يمكنكما المغادرة الآن.” قالت للخادمتَين أن يغادرا. انحنى كل منهما قبل أن يخرجا من الباب. فجأة صار فيتز وآرييل وحدهما معا في غرفتها ذات الإضاءة الخافتة. “ما الخطأ؟ تعال هنا واجلس بجانبي.”

“هذا هو السبب في أن الصبي لديه مثل هذه الآداب على الرغم من كونه من عامة الناس.”

“لـ-لا!”

عندها فكر نبيل آخر بصوت عال فجأة، “ولكن هل هو حقا بهذه القوة؟”

التحول المفاجئ من الدفاع إلى الهجوم ترك فيتز يتنفس بصعوبة وهو يطل على الحفرة. إنها ليلة بلا قمر، لذلك فهي مظلمة بشكل استثنائي. لم يستطع التأكد مما رآه أدناه، لكن القاتل واجه هذا السقوط بأطرافه مدمرة. يستحيل أن تكون لا تزال على قيد الحياة.

وفقا لآرييل، فيتز رشيق بما يكفي لوضع فرسان البلاط الذين تحت التدريب كالغبار خلفه. هو أيضا على دراية جيدة بالقراءة والكتابة والحساب، ولديه معرفة أكثر قوة بالسحر مما يمتلكه حتى المعلمون في جامعة السحر. ناهيك عن أنه يمكنه استخدام السحر المتقدم دون تراتيل، في سن العاشرة فقط!

“نعم، في الواقع. ولكن هناك العديد من الأشخاص العاديين بين نقابة الفرسان والحرس الإمبراطوري. هؤلاء هم الناس الأسهل لكي تعمل معهم الأميرة. أنا متأكد من أن هذه ليست سوى بداية خططها.”

“يجب أن يكون هذا حمولة من الهراء فقط.”

“بعد الإفطار لديك لقاء مع اللوردان داتيان وكلاين للحديث عن….” كما قال لها لوك بهدوء جدول الأعمال، قام فيتز بعمل سريع ودقيق لفك تشابك شعرها. “في فترة ما بعد الظهر سيكون لديك لقاء مع اللورد بيليمون، وبعد ذلك سيكون العشاء….”

“لكن بعد ما مرت به الأميرة آرييل، من الصعب تصديق أنها ستبقي شخصا ليس قويا إلى جانبها.”

 

“هم، لماذا لا نكتشف فقط بأنفسنا؟ انزع قناع ذلك الصبي وشاهد من هو حقا…”

 

“لا أنصح بذلك. لو إنه حقا بهذه القوة، فسوف تتسبب فقط في مشاكل لنفسك.”

“وااه!” صرخ صبي ذو شعر فضي وهو يقذف جسده منتصبا وينهض من السرير. هو في سن العاشرة تقريبا، وملامحه الشابة ملتوية بِـخوف.

“صحيح. ومع ذلك، بما أنه وصي حارس، فأنا على الأقل أود منه أن يتعلم بعض تقاليد البلاط.”

شعر فيتز بالارتباك وهو يزيل الحرير الجميل الملفوف حول بشرة آرييل البيضاء النابضة بالحياة، واستبدله بالملابس التي أعدتها خادمة مسبقا. الملابس معقدة، مع هيكل غريب لم يعرف فيتز حتى كيفية ارتدائه. ومع ذلك إنزلق الرداء بخفة على جسدها.

“أتفق. لقد اكتفيت من كونه ريفيًا مبتذلًا.”

 

كانت هذه هي الطريقة التي انتقد بها النبلاء فيتز، وهم يثرثرون عنه بشكل ضار أثناء مشاهدتهم، دون أي نية للعمل على خططهم العدوانية. لحسن الحظ، هذا بالضبط ما توقعته آرييل منهم.

 

 

 

 

 

***

 

 

 

“إذن هل يجب علينا أن نسمح لإبن اللورد تينك بدخول نقابة الفرسان؟”

 

“نعم، إنه ماهر في الحساب. اطلب منه دخول النقابة والتعلم مباشرة من محاسب النقابة.”

 

في وقت مبكر من بعد الظهر. آرييل تجتمع مع والد لوك، بيليمون نوتوس غرايرات. تصدر بيليمون قائمة أنصار آرييل. بينما لديه قدرة إصدار قرارات سيئة، هو شاب يتصرف كسيد مقاطعة في منطقة ميلبوتس. في كل مرة يظهر فيها شيء ما، يقوم بزيارتها لمناقشة المستقبل.

“نقابة الفرسان، نقابة السحرة، الحرس الإمبراطوري ومراقبوا المدينة….من أجل هؤلاء، وضعنا الأساس لجميع المناصب الرئيسية.”

 

***

لم تملك آرييل حاليا الكثير من المؤيدين. لم تصر بالغة بعد، وعلى الرغم من أنها تحظى بشعبية لدى عامة الناس، إلا أنها لم تتمتع بنفس المستوى من الإشادة بين النبلاء. هذا هو السبب في أنهم يضعون الأساس معهم في الوقت الحاضر.

تابع الرجل الأكبر سنا، “الى جانب ذلك، ليس الأمر كما لو أن لديها جيشها الخاص.”

 

 

إن النبلاء الأقوياء رفيعي المستوى الذين دعموا الأمير الأول أو الثاني لن يظهروا ببساطة دعمهم لآرييل متجاوزين الأميرَين. لقد أقاموا بالفعل مواقعهم داخل فصائلهم.

 

 

“هممم….”

لهذا السبب اقترح بيليمون القبض على البقية الذين هم مترددون. هذا يعني كسب النبلاء من الريف الذين لم ينخرطوا في النزاعات السياسية في القارة، وكذلك النبلاء من الرتب المتوسطة والدنيا الذين ليس لديهم الكثير من السلطة. ثم استخدم بيليمون سلطته لتعيينهم كمسؤولين حكوميين، ووضع أولئك الذين هم استثنائيون في مناصب أدنى (وإن كانت مهمة).

إن النبلاء الأقوياء رفيعي المستوى الذين دعموا الأمير الأول أو الثاني لن يظهروا ببساطة دعمهم لآرييل متجاوزين الأميرَين. لقد أقاموا بالفعل مواقعهم داخل فصائلهم.

 

شاهد فيتز هذا، ولا يزال يشعر بالإغماء، وفقد وعيه بمجرد أن صار لوك بعيدا عن الأنظار.

هذه استراتيجيتهم للمستقبل، لمدة عشر أو عشرين عاما من الآن. بعد عقد من الآن، سيكون أولئك الذين دعموا آرييل بفضل عمل بيليمون في مناصب رئيسية مختلفة (حتى لو ليسوا في القمة) وسيقدمون لها دعما كبيرا.

ما الذي يفترض به أن يفعل في مثل هذا الموقف؟ لقد أخبره معلمه عن شيء. علمه معلمه الكثير من الأشياء. ما الذي قاله له معلمه؟

 

كما لو شجعه ضحكها، شعر فيتز بابتسامة ترتفع على شفتيه، أيضًا. هذه هي المرة الأولى التي يبتسم فيها منذ الحادث قبل عام.

“نقابة الفرسان، نقابة السحرة، الحرس الإمبراطوري ومراقبوا المدينة….من أجل هؤلاء، وضعنا الأساس لجميع المناصب الرئيسية.”

“حـ-حسنا.” فعل فيتز كما قيل له، جالسًا بعصبية بجانب الأميرة.

“من السابق لأوانه القول بثقة أن البذور التي زرعناها ستؤتي ثمارها. من الممكن أن يرى شخص ما من خلال خطتنا ويسحبها من الجذر.”

ابتلعت الريح على الفور صرخته المصدومة.

أولا، عملوا على قمع قوة الجيش وجعلها خاصة بهم. في عصر السلام هذا، قيمة الجنود والفرسان ليست عالية كما كانت من قبل. يتألف عملهم من القضاء على الوحوش واللصوص على الأكثر. يمكن للمرء أن يقول إنهم لا يملكون سلطة سياسية، ولهذا السبب لم تحاول الفصائل الأخرى الحصول على دعمهم. ومع ذلك، إذا حدث شيء ما، فسيكون الجيش هو الشخص الذي يتخذ القرارات.

“….آه؟ هاه؟” عندما نظر حوله، أدرك أنه لم يعد في السماء بعد الآن. بل في سرير ناعم. “هاه….” غطى الصبي وجهه بيديه وتنفس بإرتياح.

 

“نعم، أنتِ على حق، من فضلكِ انتظري لحظة!”

لم تشهد مملكة آسورا حربا أهلية منذ وقت طويل. فَـطالما لا يوجد دليل قوي يدل على الفاعل، حتى الاغتيال في البلاط مسموح به. وبالتالي، فقد نسي النبلاء قوة الجيش. من ناحية أخرى، عملت آرييل وبيليمون أولا وقبل كل شيء للحصول على دعم الجيش.

قال معلمه شيئا عن….كيف تطير؟ هذا صحيح، حول كيف أن ذلك مستحيل. لا يمكنك الطيران — البشر لا يستطيعون الطيران. عليك استخدام شيء ما من أجل الطيران. حاول معلمه الطيران من قبل. حاول، فشل، ووضع شيء ما على الأرض، شيء ناعم يسقط عليه.

 

“بعد الإفطار لديك لقاء مع اللوردان داتيان وكلاين للحديث عن….” كما قال لها لوك بهدوء جدول الأعمال، قام فيتز بعمل سريع ودقيق لفك تشابك شعرها. “في فترة ما بعد الظهر سيكون لديك لقاء مع اللورد بيليمون، وبعد ذلك سيكون العشاء….”

“إنه أمر محير أن تضطر إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات المُلتفَّة هكذا.”

***

“أنتِ محقة.” بيليمون هو لورد عائلة نوتوس غرايرات، لكنهُ أصغر من الآخرين من عائلة غرايرات وليس لديه الكثير من الشعبية أو العملات المعدنية.

مسح فيتز دموعه وزحف من السرير، وأمسك بنظاراته الشمسية من الطاولة القريبة ووضعها على وجهه.

 

كانت هذه هي الطريقة التي انتقد بها النبلاء فيتز، وهم يثرثرون عنه بشكل ضار أثناء مشاهدتهم، دون أي نية للعمل على خططهم العدوانية. لحسن الحظ، هذا بالضبط ما توقعته آرييل منهم.

وضع آرييل مشابه. هي جزء من العائلة الملكية، لذا بإمكانها استخدام المال بحرية، لكن من الواضح في لمحة أن هناك فجوة كبيرة بينها وبين المرشحين الآخرين. ميزتها الوحيدة هي شعبيتها بين الناس، والشعبية أمر سريع التلاشي. لم يفعل الأمراء الآخرون الكثير لتغيير قلوب الشعوب. الشعبية متقلبة للغاية بحيث لا يمكن استخدامها كعنصر أساسي.

 

 

“نعم، إنه ماهر في الحساب. اطلب منه دخول النقابة والتعلم مباشرة من محاسب النقابة.”

ولكن من تقاتل هي بالضبط، ولأي غرض؟

قالت: “من النوع الذي أصادر فيه كل وجباتك الخفيفة لهذا اليوم.”

“لكن يا صاحبة السمو، الطريق الصلب والثابت هو الأسرع.”

 

“نعم، بالطبع. أعرف ذلك. يتطلب الحصول على التاج أن يسلك المرء الطريق المتعرج.”

 

ذلك لأن آرييل قرر أن تصير الملكة. لقد بدأت في الطريق الذي سيقودها إلى العرش.

وفقا لآرييل، فيتز رشيق بما يكفي لوضع فرسان البلاط الذين تحت التدريب كالغبار خلفه. هو أيضا على دراية جيدة بالقراءة والكتابة والحساب، ولديه معرفة أكثر قوة بالسحر مما يمتلكه حتى المعلمون في جامعة السحر. ناهيك عن أنه يمكنه استخدام السحر المتقدم دون تراتيل، في سن العاشرة فقط!

 

لو رأى تاجر أو مغامر حريص العين المعدات التي يرتديها الإثنان، سيذهل لِـلَحظات. تم تزيين كلاهما بالكامل بعناصر سحرية. ارتدى كل من فيتز ولوك حذاءً سريعا سمح لهما بالركض بضعف السرعة العادية، وعباءة منيعة ضد اللهب أبقتهما في درجة حرارة جسم ثابتة دون السماح للحرارة بالمرور عبرها، وقفازات القوة الساحقة التي قللت من أي تأثير على راحة يد مرتديها بمقدار النصف. بالإضافة إلى ذلك، عند خصر لوك يوجد سيف فولاذي يمكن أن يمزق بسهولة درعًا فولاذيًا.

بينما اهتمام أولئك الموجودين في البلاط ينصب على فيتز، عملت آرييل في الخلفية لتقوية علاقاتها مع هؤلاء النبلاء المؤثرين الذين دعموها، وشنت بهدوء حربا سياسية خاصة بها.

السم….! لقد فات الأوان بالفعل بحلول الوقت الذي أدرك فيه ذلك، وبدأ جسده كله في الاهتزاز حيث ار وعيه خافتا. سحر تنقية السموم….! لو إن فيتز هو ساحر عادي، أو لو لم يستطِع تنفيذ تعويذته دون التراتيل، فمن المحتمل أنه كان سيموت على الفور.

 

بحلول الوقت الذي أدرك فيه ما يحدث، وجد نفسه في الجو.

ارتدت عباءة الأميرة المرعوبة، في محاولة مسعورة لحماية نفسها. مثل عباءة غير مرئية أخفت أسنان أسدها وهي تتقدم للأمام. تماما كما تمنى لها الوصي السابق المتوفى ديريك ريدبات.

“بعد الإفطار لديك لقاء مع اللوردان داتيان وكلاين للحديث عن….” كما قال لها لوك بهدوء جدول الأعمال، قام فيتز بعمل سريع ودقيق لفك تشابك شعرها. “في فترة ما بعد الظهر سيكون لديك لقاء مع اللورد بيليمون، وبعد ذلك سيكون العشاء….”

 

“حول ماذا؟”

 

 

“…”

 

وقف شخصان في حراسة بينما بيليمون وآرييل يعملان في شؤونهما الخاصة. شاهد لوك وفيتز بهدوء، ولم يُشرِكا نفسيهما في المحادثة.

“أنا أتفق. يبدو الأمر كما لو أن الصبي لا يفهم حتى مفهوم الاحترام.”

 

“فهمت!” أومأ لوك برأسه وهرع إلى أسفل الدرج وهو يطلب الحراس.

لو رأى تاجر أو مغامر حريص العين المعدات التي يرتديها الإثنان، سيذهل لِـلَحظات. تم تزيين كلاهما بالكامل بعناصر سحرية. ارتدى كل من فيتز ولوك حذاءً سريعا سمح لهما بالركض بضعف السرعة العادية، وعباءة منيعة ضد اللهب أبقتهما في درجة حرارة جسم ثابتة دون السماح للحرارة بالمرور عبرها، وقفازات القوة الساحقة التي قللت من أي تأثير على راحة يد مرتديها بمقدار النصف. بالإضافة إلى ذلك، عند خصر لوك يوجد سيف فولاذي يمكن أن يمزق بسهولة درعًا فولاذيًا.

 

 

***

من الأسلحة إلى الدروع، المعدات مثالية. حصلت آرييل عليهم جميعا بعد حادثها السابق. فقط العصا التي حملها فيتز مختلفة. إنها عصا صغيرة، النوع البسيط الممنوح للمتدرب الذي قد بدأ للتو في تعلم السحر. إنها ليست عنصرا سحريا ولا أداة سحرية.

استيقظ فيتز ليكتشف أنه فقد كل شيء. مسقط رأسه، منزله وعائلته. لا يزال صغيرا جدا، وفي لحظة صار متشردا. لم يملك مكانًا يذهب إليه ولا أحد يعتمد عليه، باستثناء المرأة التي لفتَ إنتباهها، آرييل آنيموي آسورا. رأت الطريقة التي يمارس بها فيتز السحر بحرية دون أي تراتيل، لذلك وظَّفته. بعد ذلك، بدأ فيتز حياته في القصر الملكي كحارس وصي للأميرة الثانية.

 

“نعم، لقد سمعت كيف يجلب هذا لهم السعادة مجرد رؤية فيتز ولوك يسيران معا.”

“حسنا، اللورد بيليمون، شكرا لك على وقتك.”

***

“نعم. وأيتها الأميرة آرييل، قد تكون أي ثغرة مثالية لشخص ما لاكتشاف ما نخطط له، لذا تأكدي من عدم ترك أي ثغرات.”

“أوه….العمر لا يتطابق.”

“أنت محق.”

 

بينما لوك وفيتز يحرسانهما، اختتمت آرييل وبيليمون اجتماعهما. كلاهما بدا راضيا ومرَّا عبر الغرفة متوجهَين إلى الباب. ردا على ذلك، طابق لوك سرعته مع سرعة آرييل ومشى خلفها مباشرة. فيتز أبطأ قليلا، لكنه تبع الأميرة مثال لوك.

 

 

 

“لوك، تأكد من حماية سيادتها.”

“نعم، ولكن لا يوجد شيء غريب في ذلك. أنا متأكد من أن هذا يعني فقط أن لوك قد فهم أخيرا جمال الرجال أيضا، أليس كذلك؟”

“هاهاها.”

VOLUME FOUR

ترك بيليمون لإبنه هذه الرسالة قبل أن يغادر. بينما يشاهد والده يذهب، انحنى لوك وفقًا لقواعد الأتكيت.

 

 

 

“فيوو….هذا أخذ قدرا كبيرا من الوقت. دعونا نأكل، هلا فعلنا؟”

 

“نعم يا أميرة.” رن لوك الجرس لاستدعاء الخدم. رنه ثلاث مرات. عندما ظهرت خادمة، أمرها بإعداد الطعام ثم عاد إلى مكانه خلف آرييل.

مسح فيتز دموعه وزحف من السرير، وأمسك بنظاراته الشمسية من الطاولة القريبة ووضعها على وجهه.

 

“لكن بعد ما مرت به الأميرة آرييل، من الصعب تصديق أنها ستبقي شخصا ليس قويا إلى جانبها.”

شاهد فيتز التفاعل بأكمله باهتمام كبير. “هل هناك نوع من النظام مع هذا الجرس؟ كمثال، هل ترن عددا معينا من المرات لطلب الطعام؟”

 

“بالطبع لا.” قال لوك بسخط: “إنه مجرد جرس عادي.”

في وقت مبكر من بعد الظهر. آرييل تجتمع مع والد لوك، بيليمون نوتوس غرايرات. تصدر بيليمون قائمة أنصار آرييل. بينما لديه قدرة إصدار قرارات سيئة، هو شاب يتصرف كسيد مقاطعة في منطقة ميلبوتس. في كل مرة يظهر فيها شيء ما، يقوم بزيارتها لمناقشة المستقبل.

 

“أنا أفهم الآن….”

أغلق فيتز شفتيه بعبوس وأومأ برأسه. “آه، حسنا. أعتقد أن هذا منطقي.”

 

وجه فيتز مؤخرا أسئلةً كهذه طوال الوقت إلى لوك، بما في ذلك تلك المتعلقة بآداب تناول الطعام وآداب التحية. لدى فيتز مجرد معرفة غامضة بمثل هذه الأشياء، ولهذا السبب ضحك النبلاء الآخرون عليه في كل منعطف. في كل مرة، يمتلئ بالإحراج ثم يسأل لوك عن الآداب المناسبة حتى يتمكن من تثبيتها بشكل مثالي في المرة القادمة.

 

 

“أنت محق.”

“هييهيي.” ضحكت آرييل على حديثهما. “فيتز، لقد بدأتِ أخيرًا في التعود على آداب البلاط في الآونة الأخيرة، أليس كذلك؟”

 

“لا على الإطلاق. لدي طريق طويل لقطعه.”

“سمعت أنك كنت تحلم بأحلام سيئة مؤخرا، مما تسبب في الكثير من الضوضاء أثناء نومك. لو نُمت بجانب شخص ما، فقد يخفف ذلك من المشكلة قليلا، صحيح؟”

“رؤية مدى بذلكَ للجهد من شأنه أن يسخن قلب أي شخص.”

“إنهم يفسدون أخلاق البلاط الإمبراطوري.”

“لست متأكدا من ذلك. يبدو أن النبلاء الآخرين يكرهونني، على الأقل.” تابع فيتز عابسًا واستدار لينظر إلى لوك. نظر الأخير بعيدا كما لو أن الأمر لا علاقة له به.

“آه….!” مرتبكًا، حاول فيتز سحب الأغطية لإخفاء الفوضى عن لوك، لكن الأوان كان قد فات بالفعل. لقد رأى لوك ما حدث لفيتز وظهر العبوس على وجهه.

 

“أوه؟ ما هو الغريب؟”

“القيل والقال من الرعاع هو شيء لا يجب تقلق نفسك به. أنا معجبة بك.” قالت الأميرة.

“في الواقع، لا شيء يبدو أنه يجعلهم أكثر سعادة من رؤية زير نساء مثل لوك يتدخل ببسالة لرعاية صبي.”

 

 

“…..شكرا لك.” لم يبدو فيتز سعيدا بذلك بشكل خاص، لكنه حنى رأسه لآرييل. “وعلى صعيد آخر، أيتها أميرة، هل وجدت عائلتي أو سيدي بعد؟”

“إنه أمر محير أن تضطر إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات المُلتفَّة هكذا.”

هزت آرييل رأسها بشكل ضعيف. “لا….”

“هذا هو السبب في أن الصبي لديه مثل هذه الآداب على الرغم من كونه من عامة الناس.”

وافق فيتز على أن يصير وصيا على آرييل بشروط قليلة خاصة به. أولها أنها ستغفر جريمته في دخول القصر دون إذن. ظهر فيتز فجأة في يوم حادثة النزوح. على الرغم من أن هذا لم يحدث بمحض إرادته، إلا أنه قد دخل دون إذن، وهذه جريمة يعاقب عليها القانون وفقا لقوانين مملكة آسورا. بسبب تقدير آرييل له، فقد نجا من العقاب، على الرغم من أن ذلك كان سيحدث بالتأكيد على كل حال، نظرا لأنه أنقذ حياتها في هذه العملية.

“بالطبع لا.” قال لوك بسخط: “إنه مجرد جرس عادي.”

 

بينما آرييل وبيليمون يتآمرون مع بعضهم البعض، في مكان آخر في القصر الإمبراطوري، هناك مؤامرة أخرى تتشكل.

الشرط الآخر هو أن تبحث الأميرة عن الأصدقاء والعائلة الذين انفصل عنهم. بالنظر إلى أن الحادث وقع في منطقة فيدوا، يجب أن يشرف لورد المقاطعة في تلك المنطقة (بورياس) على هذا الواجب. لكن عائلة بورياس فقدت كل أراضيها والناس تحت قيادتها معها.

 

 

“قيل لي أن أبقي أمور العمل والأمور الخاصة منفصلة.”

هؤلاء النبلاء الذين اعتبروا عائلة بورياس أعدائهم رأوا فرصة مثالية وشنوا هجومهم بشغف. وكل ما يمكن للعائلة القيام به هو محاولة الحفاظ على موقفهم. لم يمتلكوا ترف البحث عن السكان المفقودين. لقد نظموا شيئا يشبه مجموعة للبحث، على كل حال، ذلك مجرد تمثيل. لذلك استخدمت آرييل مصروف جيبها لتجميع فريق وأمرهم بالبحث.

 

 

 

بالمناسبة، الوزير رفيع المستوى داريوس، الذي دعم الأمير الأول، سيأخذ لاحقا عائلة بورياس تحت حمايته ويستثمر في فريق بحث. مجموعة بحث من شأنها أن تتضخم في الحجم، ولكن….حسنا، هذه قصة لوقت آخر.

“نعم، إنه ماهر في الحساب. اطلب منه دخول النقابة والتعلم مباشرة من محاسب النقابة.”

 

 

مع ربط هذين الشرطين، صار فيتز الوصي والحامي لآرييل.

تحدث رجلان في غرفة. أحدهم شاب بشعر أشقر ناعم، يبدو في منتصف العشرينات من عمره. في يد واحدة يحمل كوب نبيذ مصنوع من زجاج بيغاريتو، والذي يحتوي على نبيذ طازج من منطقة ميلبوتس.

 

شاهد فيتز التفاعل بأكمله باهتمام كبير. “هل هناك نوع من النظام مع هذا الجرس؟ كمثال، هل ترن عددا معينا من المرات لطلب الطعام؟”

“لا أعرف مكان وجود عائلتك. فَـكما تعلم، لقد تم نقل البشر إلى جميع أنحاء العالم.”

 

“نعم….أنا أفهم.” أظلم وجه فيتز، يكفي أن يشعر أي شخص رآه بالشفقة عليه.

“لـ-لا!”

 

تابع الرجل الأكبر سنا، “الى جانب ذلك، ليس الأمر كما لو أن لديها جيشها الخاص.”

لاحظت آرييل هذا ونظرة نادرة من الضيق ظهرت على وجهها. “فيتز….أعتذر. الآن أنا لا أملك الكثير من القوة.”

ظلت آرييل محاصرة عقليا ومرهقة من حقيقة أنها، على الرغم من أنها متأكدة نسبيا من الذي يرسل هؤلاء القتلة، إلا أنها لم تستطع إبراز هويته. نتيجة لذلك، قرر بيليمون أنه من الخطر للغاية بالنسبة لها البقاء واقترح خطة لها لمغادرة البلاد تحت ستار الدراسة في الخارج. لكن هذه قصة ليوم آخر.

“لا، لم أكن لأتمكن من فعل أي شيء بنفسي، لذلك أنا ممتن لما فعلتِه.”

 

بدا أن آرييل تفكر بعد أن رأت كيف استجاب فيتز بشجاعة. ثم صفقت فجأة بيديها. “هذا صحيح! فيتز، تعال إلى غرفة نومي الليلة.”

 

“هاه؟!” أثار اقتراحها المفاجئ صوت تفاجئ عالٍ بشكل غير معهود من فيتز.

 

 

هزت آرييل رأسها بشكل ضعيف. “لا….”

“سمعت أنك كنت تحلم بأحلام سيئة مؤخرا، مما تسبب في الكثير من الضوضاء أثناء نومك. لو نُمت بجانب شخص ما، فقد يخفف ذلك من المشكلة قليلا، صحيح؟”

 

“لـ-لكنني مجرد حارسك الشخصي، ريفي مهووس، وأنتِ أميرة….لوك، من فضلك قل شيئا!”

 

كما تحولت المحادثة فجأة إلى لوك، أظهر إبتسامة بسيطة، وقال، “لماذا لا تقبل عرضها فقط؟ فكر في الأمر كمكافأة.”

مسح فيتز دموعه وزحف من السرير، وأمسك بنظاراته الشمسية من الطاولة القريبة ووضعها على وجهه.

“مكافأة….؟”

“كانت تلك مزحة.” قالت الأميرة “سأتوقف هنا.” رفعت نفسها بعيدا عنه وسقطت بجانبه بدلا من ذلك، مستلقية على ظهرها.

“حسنا، أنا متأكد من أنه سيثير بعض الشائعات الغريبة، لكن يجب أن تكون بخير. لقد تحملت الثرثرة حتى الآن بعد كل شيء، أليس كذلك؟”

لو رأى تاجر أو مغامر حريص العين المعدات التي يرتديها الإثنان، سيذهل لِـلَحظات. تم تزيين كلاهما بالكامل بعناصر سحرية. ارتدى كل من فيتز ولوك حذاءً سريعا سمح لهما بالركض بضعف السرعة العادية، وعباءة منيعة ضد اللهب أبقتهما في درجة حرارة جسم ثابتة دون السماح للحرارة بالمرور عبرها، وقفازات القوة الساحقة التي قللت من أي تأثير على راحة يد مرتديها بمقدار النصف. بالإضافة إلى ذلك، عند خصر لوك يوجد سيف فولاذي يمكن أن يمزق بسهولة درعًا فولاذيًا.

لم يملك فيتز حلفاء هنا. بمجرد أن أدرك ذلك، أطلق تنهيدة.

نقلت آرييل جسدها أقرب إلى جسده.

 

“لـ-لكنني مجرد حارسك الشخصي، ريفي مهووس، وأنتِ أميرة….لوك، من فضلك قل شيئا!”

 

“أنا أفهم الآن….”

***

“لكن يا صاحبة السمو، الطريق الصلب والثابت هو الأسرع.”

 

 

بينما آرييل وبيليمون يتآمرون مع بعضهم البعض، في مكان آخر في القصر الإمبراطوري، هناك مؤامرة أخرى تتشكل.

“آه، أفهم ما تعنيه. هذا صحيح.”

 

“نقابة الفرسان والحرس الإمبراطوري؟ اللعنة على تلك الآرييل. هل تنوي القيام بانقلاب؟”

“كيف تبدو تحركات آرييل الأخيرة؟”

“أن الشخص الذي علم حفيدته هو صبيا أصغر منها بسنتين.”

تحدث رجلان في غرفة. أحدهم شاب بشعر أشقر ناعم، يبدو في منتصف العشرينات من عمره. في يد واحدة يحمل كوب نبيذ مصنوع من زجاج بيغاريتو، والذي يحتوي على نبيذ طازج من منطقة ميلبوتس.

VOLUME FOUR

 

“كيف تبدو تحركات آرييل الأخيرة؟”

الرجل الآخر هو شخص سمين بدا أنه في أوائل الخمسينيات من عمره. جلست فتاة نصف عارية على حجره، وامتدت يده نحو قاعها. “مشبوهة بعض الشيء، أود أن أقول.” بدا صوته باردا وعيناه تحترق بشهوة وهو يشاهد الفتاة. وهي بدورها إحمرَّت خجلا ونظرت إلى أسفل أثناء ما هو يفرك مؤخرتها.

“لقد تلقيت تقارير تفيد بأنها أدخلت رجالها في نقابة الفرسان والحرس الإمبراطوري.”

 

“أوه؟ ما هو الغريب؟”

يبدو أن الرجل الأصغر لا يمانع. استمتع فقط بطعم نبيذه، مقلبًا السائل داخل كأسه عن طريقة تحريكه. “هذا لا يخبرني بأي شيء.”

“لا على الإطلاق. لدي طريق طويل لقطعه.”

“لقد تلقيت تقارير تفيد بأنها أدخلت رجالها في نقابة الفرسان والحرس الإمبراطوري.”

 

“نقابة الفرسان والحرس الإمبراطوري؟ اللعنة على تلك الآرييل. هل تنوي القيام بانقلاب؟”

“لهذا السبب لم أتردد في الاعتماد عليك. ربما إذا نمتُ بجانب الشخص الذي أنقذني في ذلك اليوم، فلن أعاني من ذلك الكابوس بعد الآن.”

مد الرجل الأكبر سنا يده في سراويل الفتاة وهز رأسه. “مستحيل. هي ليست متسرعة هكذا. أنا متأكد من أنها تنوي فقط زيادة حلفائها.”

“صحيح. ومع ذلك، بما أنه وصي حارس، فأنا على الأقل أود منه أن يتعلم بعض تقاليد البلاط.”

“لكن نقابة الفرسان والحرس الإمبراطوري لا يتمتعون بأي تأثير سياسي.”

حرَّكَ فيتز كلتا كفيه إلى الخارج وأطلق العنان لسحره. “هاه!” لم يظهر شكل للطاقة السحرية التي تدفقت من يديه. رافق صوت الانفجار طيران السرير الذي تم تفجيره بعيدا، تاركا حفرة في الحائط.

“نعم، في الواقع. ولكن هناك العديد من الأشخاص العاديين بين نقابة الفرسان والحرس الإمبراطوري. هؤلاء هم الناس الأسهل لكي تعمل معهم الأميرة. أنا متأكد من أن هذه ليست سوى بداية خططها.”

 

“هممم….”

 

تابع الرجل الأكبر سنا، “الى جانب ذلك، ليس الأمر كما لو أن لديها جيشها الخاص.”

“يجب أن يكون هذا حمولة من الهراء فقط.”

بدأ الرجل الأصغر في التفكير. ليس لدى نقابة الفرسان والحرس الإمبراطوري سلطة سياسية. كانت مملكة آسورا بلا شك تتمتع بأعظم قوة عسكرية من أي دولة أخرى، لكن نصف جنودها هم من عامة الناس. أولئك الذين هم في القمة من النبلاء وأتباعه، لذا لن يكون استبدالهم سهلا.

 

 

بدأ عمله كوصي بإثارة آرييل. أيقظها في وقت محدد كل صباح. عادة ما تكون هذه وظيفة خادمة، لكن آرييل واجهت العديد من محاولات الاغتيال منذ طفولتها لدرجة أن الواجب يقع الآن على عاتق أحد الأوصياء عليها، إما لوك أو فيتز. تم تكليف فيتز بالواجب فقط بمجرد أن علمت آرييل أنه مقيم من خارج القصر ولم يشارك مع أي من النبلاء الذين تعتبرهم أعداء.

ومع ذلك، ستكون النقابة والحراس أول من يتحرك إذا حدث أي شيء في العاصمة الإمبراطورية. إذا تم استبدال جميع القادة والضباط بأشخاص يدعمون آرييل، فإن الجنود والفرسان تحت قيادتهم سيتحالفون معها أيضًا، نظرا لأنها أكثر شعبية. في هذه الحالة، لم يستطع استبعاد احتمال حدوث انقلاب.

“أنا أتفق. يبدو الأمر كما لو أن الصبي لا يفهم حتى مفهوم الاحترام.”

 

***

“هذه نقطة عمياء بالنسبة لي. يبدو أن أختي الصغرى ذكية للغاية.” بدا أن هناك إعجابًا في صوته وهو يتحدث.

 

 

“أو هل تريد أن ترى جسدي؟” مازحته آرييل.

شخر الرجل السمين فقط ضاحكًا وهو يلعب بجسد الفتاة. “هذا سخيف. إنه مجرد عمل يائس، أنا متأكد.” ابتسامة منحنية ظهرت على شفتيه كما بدأ آهات الفتاة في التصاعد. “ومع ذلك، لا يهم كم قد تكون يائسة، إنها خطوة جيدة. اعتقدت أن ذلك الفتى المبتديء نوتو لن يكون شيئا أكثر من فأر مخادع، ولكن يبدو أن لديه بعض التبصر بعد كل شيء.”

“…..شكرا لك.” لم يبدو فيتز سعيدا بذلك بشكل خاص، لكنه حنى رأسه لآرييل. “وعلى صعيد آخر، أيتها أميرة، هل وجدت عائلتي أو سيدي بعد؟”

“ماذا علينا أن نفعل؟” سأل الرجل الأصغر.

***

 

“نعم، إنه ماهر في الحساب. اطلب منه دخول النقابة والتعلم مباشرة من محاسب النقابة.”

أزال الرجل السمين يده من جسد الفتاة. غمس إصبعه في كأس من النبيذ وحشر إصبعه، وهو يقطر بسائل أرجواني، في فمها. لم تحاول الفتاة منعه، بل لعقته فقط. وقال: “لا يوجد شيء يمكن القيام به، لقد راقبتهم بهدوء في العام الماضي. لو مثلوا خطرًا على جلالتك، أيها الأمير غرابيل، فمن الطبيعي أن نتخلص منهم.”

“لـ-لكنني مجرد حارسك الشخصي، ريفي مهووس، وأنتِ أميرة….لوك، من فضلك قل شيئا!”

“بأي وسيلة؟”

شعر فيتز بالارتباك وهو يزيل الحرير الجميل الملفوف حول بشرة آرييل البيضاء النابضة بالحياة، واستبدله بالملابس التي أعدتها خادمة مسبقا. الملابس معقدة، مع هيكل غريب لم يعرف فيتز حتى كيفية ارتدائه. ومع ذلك إنزلق الرداء بخفة على جسدها.

أحضر الرجل السمين إصبعه، الذي كانت الفتاة تلعقه، إلى شفتيه ولف لسانه حوله. “بدلا من نتف البراعم، دعونا نتخلص من الذي يزرع البذور.”

 

“حسنا، داريوس. سأترك الأمر لك.”

“تحلمين؟”

“كما تأمر، يا أميري.”

“تحلمين؟”

يشبه الأمير الأول غرابيل والوزير رفيع المستوى داريوس اثنين من المسؤولين الفاسدين في فترة إيدو أثناء تآمرهم في غرفة خاصة معزولة. الشخص الوحيد الذي سمع حديثهم هي العبدة التي تستريح فوق حضن داريوس. وتلك الفتاة تصادف أن تكون…

“إنه أمر محير أن تضطر إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات المُلتفَّة هكذا.”

 

“هاه….؟”

***

“هاه؟ آه، نعم، أنا آسف.” عندها فقط صار مشتتًا، وأشارت الأميرة إلى خطأه. سارع فيتز لمحاولة إصلاحه، لكنه لم يعرف أي زر الذي نسيه. مع مثل هذه الملابس، إذا أفسدت خطوة واحدة من العملية، سيكون من المستحيل معرفة من أين تبدأ بإصلاحها.

 

هزت آرييل رأسها بشكل ضعيف. “لا….”

في وقت متأخر من الليل، وهو وقت يستريح فيه الجميع في أسرَّتهم، عندما وصل فيتز إلى غرفة آرييل. البخار يتصاعد بشكل واضح من وجهه.

***

 

 

“اممم، الأميرة آرييل، أنا هنا كما طلبت.”

 

قبل مجيئه، أخذته خادمات آرييل إلى الحمام، ولطخن جسده بالزيوت المعطرة، وغيرنَّ ملابسه إلى ملابس نوم عالية الجودة منسوجة من قماش ناعم.

 

 

 

“سعيدة أنك جئت. يمكنكما المغادرة الآن.” قالت للخادمتَين أن يغادرا. انحنى كل منهما قبل أن يخرجا من الباب. فجأة صار فيتز وآرييل وحدهما معا في غرفتها ذات الإضاءة الخافتة. “ما الخطأ؟ تعال هنا واجلس بجانبي.”

 

“حـ-حسنا.” فعل فيتز كما قيل له، جالسًا بعصبية بجانب الأميرة.

 

 

“سمعت أنك كنت تحلم بأحلام سيئة مؤخرا، مما تسبب في الكثير من الضوضاء أثناء نومك. لو نُمت بجانب شخص ما، فقد يخفف ذلك من المشكلة قليلا، صحيح؟”

نقلت آرييل جسدها أقرب إلى جسده.

نقل فيتز جسده بعيدا. ثم، مذعورًا قليلا، رفع يده لإبقائها بعيدة وقال: “اه، اممم….نحن سننام معًا فقط، صحيح؟”

 

“ماذا علينا أن نفعل؟” سأل الرجل الأصغر.

نقل فيتز جسده بعيدا. ثم، مذعورًا قليلا، رفع يده لإبقائها بعيدة وقال: “اه، اممم….نحن سننام معًا فقط، صحيح؟”

 

“نعم، بالطبع.”

 

“امم….اه….أنتِ تقولين ذلك، لكن لديكِ نظرة مخيفة في عينيك.”

شخر الرجل السمين فقط ضاحكًا وهو يلعب بجسد الفتاة. “هذا سخيف. إنه مجرد عمل يائس، أنا متأكد.” ابتسامة منحنية ظهرت على شفتيه كما بدأ آهات الفتاة في التصاعد. “ومع ذلك، لا يهم كم قد تكون يائسة، إنها خطوة جيدة. اعتقدت أن ذلك الفتى المبتديء نوتو لن يكون شيئا أكثر من فأر مخادع، ولكن يبدو أن لديه بعض التبصر بعد كل شيء.”

اقتربت آرييل تدريجيا، ووسع فيتز على عجل المسافة بينهما.

***

 

كما لو شجعه ضحكها، شعر فيتز بابتسامة ترتفع على شفتيه، أيضًا. هذه هي المرة الأولى التي يبتسم فيها منذ الحادث قبل عام.

“لا يوجد شيء مخيف في هذا. هذا صحيح، أشعر بالإثارة من المظهر اللامع لبشرتك، لكن كل شيء على ما يرام. لن أفعل أي شيء. الآن، إستلقِ على السرير.”

“نعم، سيدتي!”

“لا، إنه أمر مخيف. أنتِ تخيفنني يا أميرة!”

 

“لا يوجد شيء يُخافُ منه.” قالت آرييل.

 

 

“هاه….؟”

“لا، أنا أقول….أنا، كما تعلمين. أنت تعرفين، صحيح؟ أنني في الواقع—”

 

“أنا أعلم، بالطبع أعلم.”

 

أخيرا، وصل فيتز إلى حافة السرير. وضعت آرييل يدها على كتفه ودفعته على الفراش. “لهذا السبب أود منك معرفة المزيد عني أيضا.”

لقد وقع عدد من النبلاء ضحية نصلها من قبل. أظهرت حقيقة أن فيتز قد هزمها أن قوته حقيقية. نظرا لأنه استخدم الإلقاء الصامت ولم يتحدث كثيرًا في العادة، فقد أطلق عليه لقب فيتز الصامت، واعترف به جميع النبلاء على أنه يستحق منصبه كوصي على آرييل.

رمشت عيون فيتز كما لو أنه أعذَر لم يتم مَسُهُ جنسيًا من قبل. بدا الأمر أكثر من اللازم بالنسبة له، لذلك رضخ، وعهد بجسده إلى يدها. بعد كل شيء، ليس لدى فيتز أقارب يلجأ إليهم، لذلك لم يستطع أن يعارض رغبات آرييل.

أحضر الرجل السمين إصبعه، الذي كانت الفتاة تلعقه، إلى شفتيه ولف لسانه حوله. “بدلا من نتف البراعم، دعونا نتخلص من الذي يزرع البذور.”

 

 

“كانت تلك مزحة.” قالت الأميرة “سأتوقف هنا.” رفعت نفسها بعيدا عنه وسقطت بجانبه بدلا من ذلك، مستلقية على ظهرها.

هزت آرييل رأسها بشكل ضعيف. “لا….”

 

بحلول الوقت الذي أدرك فيه ما يحدث، وجد نفسه في الجو.

متفاجئًا بهذا، حولَّ فيتز رأسه واجتمعت عيونهم. “امم….”

 

“قلت لك، ألم أفعل؟ سننام معا. هل تحصل على أفكار خاطئة؟ هل ظننت أنني سأجبر نفسي عليك؟”

“يمكن أن يكون.”

صار وجه فيتز أحمرًا مشرقًا على طول الطريق إلى أذنيه. ضحكت آرييل عندما رأت ذلك. “صحيح أن رؤية الوجه الذي تصنعه الآن يجعلني أرغب في القيام بذلك، لكنني اليوم سأنام بجانبك فقط.” نظرت إلى الأعلى وزفرت.

 

 

وقف شخصان في حراسة بينما بيليمون وآرييل يعملان في شؤونهما الخاصة. شاهد لوك وفيتز بهدوء، ولم يُشرِكا نفسيهما في المحادثة.

ظل فيتز مرتبكا وغير متأكد مما يجب عليه فعله. مع جسده متجمدًا في مكانه.

بحلول الوقت الذي أدرك فيه ما يحدث، وجد نفسه في الجو.

 

بدأ الرجل الأصغر في التفكير. ليس لدى نقابة الفرسان والحرس الإمبراطوري سلطة سياسية. كانت مملكة آسورا بلا شك تتمتع بأعظم قوة عسكرية من أي دولة أخرى، لكن نصف جنودها هم من عامة الناس. أولئك الذين هم في القمة من النبلاء وأتباعه، لذا لن يكون استبدالهم سهلا.

لفترة من الوقت حل الصمت بينهما. الشخص الذي كسره أخيرا هي آرييل. “أنا أيضًا، لقد كنت أحلم أيضا.”

 

“تحلمين؟”

“القيل والقال من الرعاع هو شيء لا يجب تقلق نفسك به. أنا معجبة بك.” قالت الأميرة.

“نعم، عن ذلك اليوم. حول قتل ديريك من قبل ذلك الوحش، وتحوله إلي لإلتهامي. ذلك الكابوس.” نظر فيتز إلى وجه آرييل مرة أخرى. اختفت ابتسامتها اللطيفة المعتادة، تاركةً تعبيرًا فارغًا وشفافًا. “يراودني هذا الحلم طوال الوقت. أنا أكافح في نومي وأخيرًا أستيقظ مصدومة بمجرد إنتهاء الحلم. هذا مستمر لأيام الآن.”

“هاه؟!” أثار اقتراحها المفاجئ صوت تفاجئ عالٍ بشكل غير معهود من فيتز.

“هذا يحدث معكِ أيضا؟” سأل فيتز.

 

 

“أوه، إذن هل لديك فكرة عن من أين هو؟”

“نعم.” أومأت آرييل برأسها وضغطت بيدها على يده. أصابعها لطيفة ورقيقة، لدرجة أنها بدت وكأنها يمكن أن تنكسر في أي لحظة. ومع ذلك، فإن قوة قبضتها أكدت له أنها مليئة بالحياة. “فيتز، لا أستطيع أن أفهم ألمك، لكنك لست الوحيد الذي عانى من الألم في ذلك اليوم. بما أنك تواجه وقتا عصيبا، يمكنك الاعتماد على شخص ما.”

“حسنا، أنا متأكد من أنه سيثير بعض الشائعات الغريبة، لكن يجب أن تكون بخير. لقد تحملت الثرثرة حتى الآن بعد كل شيء، أليس كذلك؟”

“شكرا لك….”

“هذه نقطة عمياء بالنسبة لي. يبدو أن أختي الصغرى ذكية للغاية.” بدا أن هناك إعجابًا في صوته وهو يتحدث.

“لهذا السبب لم أتردد في الاعتماد عليك. ربما إذا نمتُ بجانب الشخص الذي أنقذني في ذلك اليوم، فلن أعاني من ذلك الكابوس بعد الآن.”

وجه فيتز مؤخرا أسئلةً كهذه طوال الوقت إلى لوك، بما في ذلك تلك المتعلقة بآداب تناول الطعام وآداب التحية. لدى فيتز مجرد معرفة غامضة بمثل هذه الأشياء، ولهذا السبب ضحك النبلاء الآخرون عليه في كل منعطف. في كل مرة، يمتلئ بالإحراج ثم يسأل لوك عن الآداب المناسبة حتى يتمكن من تثبيتها بشكل مثالي في المرة القادمة.

أراحت هذه الكلمات فيتز بشكل غريب. الأمر كما لو إنها تعلم أنه لم يتمكن من الاسترخاء منذ حادثة النزوح. أدركت كيف كافح لكسب موافقتها، يتظاهر بالقوة حتى لا تعتقد أنه عديم الفائدة، يعمل بجد حتى لا تطرده.

“أميرة! إنه قاتل! يرجى الوقوف على ورائي! لوك، انه هجوم العدو!” تردد صدى صوت فيتز. غرفة الأوصياء بجوار الأميرة مباشرة، لذا يجب أن يأتي لوك بسرعة.

 

“لا تعتذر لي.” نزل لوك من سريره وتنهد وهو يخدش رأسه. “لن يلومك أحد.”

“أنا أفهم الآن….”

 

أي من ذلك ليس ضروريا. من المؤكد أن آرييل ستبقيه بجانبها حتى لو لم يستطع استخدام السحر، لأنه شخص يمكنه فهم ألمها.

“ماذا؟”

 

“واااااااااه!”

“الأميرة آرييل؟”

كما واصل الاثنان تفاعلهما، انتهى فيتز أخيرا من تعديل ملابسها. إلتفَّتْ آرييل حول نفسها لتأكيد عدم وجود عيوب في ملابسها، ثم أومأت برأسها بارتياح.

“ماذا؟”

 

“سأبذل قصارى جهدي كوصي لك.”

عائلته وخلفيته هي لغز بالكامل. الأشياء الوحيدة التي عرفها الناس عنه هي عرقه ولون شعره. من أخلاقه وطريقة حديثه، من الواضح أنه ليس نبيلا. على الرغم من ذلك، عينته آرييل وصيًا جديدا لها. أعطته معدات حراسة عالية الجودة وأبقته بجانبها باستمرار. مثل هذه المعاملة الخاصة لم تؤد إلا إلى تأجيج رفض النبلاء.

 

 

“هذا موقف جيد. لكن في الوقت الحالي، آمل أن تفعل ذلك في أحلامي.” ضحكت الأميرة.

“هاه، هاه، هاه….” لهث للتنفس وبدأ يربت على جسده. أمسك بيديه الشعر الفضي، من الصعب بما فيه الكفاية تمزيقه. هو يفحص لمعرفة هل جسده لا يزال قطعة واحدة.

 

 

كما لو شجعه ضحكها، شعر فيتز بابتسامة ترتفع على شفتيه، أيضًا. هذه هي المرة الأولى التي يبتسم فيها منذ الحادث قبل عام.

يشبه الأمير الأول غرابيل والوزير رفيع المستوى داريوس اثنين من المسؤولين الفاسدين في فترة إيدو أثناء تآمرهم في غرفة خاصة معزولة. الشخص الوحيد الذي سمع حديثهم هي العبدة التي تستريح فوق حضن داريوس. وتلك الفتاة تصادف أن تكون…

 

“لا أنصح بذلك. لو إنه حقا بهذه القوة، فسوف تتسبب فقط في مشاكل لنفسك.”

“حسنا، إذن دعنا نخلد إلى النوم.”

 

“نعم يا أميرة. طابت ليلتك.”

 

أبقت آرييل أصابعها حول يد فيتز وهي تغلق عينيها.

“في الواقع. قبل عدة سنوات ذهبت لزيارة ابن عمي في منطقة فيدوا. حضر ابن عمه حفل عيد ميلاد حفيدة اللورد ساوروس البالغة من العمر عشر سنوات.”

 

“لكن هناك الكثير ممن هم من نقابة السحرة الذين ولدوا لعائلات أكثر نبلا…”

كما أغلق فيتز عينيه، متوقعا راحة في النوم. ولكن بعد ذلك، تماما كما أوشك على فقدان وعيه نائمًا، أدرك شيئا ما.

“سمعت أنك كنت تحلم بأحلام سيئة مؤخرا، مما تسبب في الكثير من الضوضاء أثناء نومك. لو نُمت بجانب شخص ما، فقد يخفف ذلك من المشكلة قليلا، صحيح؟”

 

“أوه….العمر لا يتطابق.”

“هاه….؟”

 

هناك وجود في الغرفة. قبل لحظات قليلة فقط، الوجودات الوحيدة التي استشعرها هي خاصته وآرييل، لكن هناك شخص يقف بجانب السرير الآن. فتاة صغيرة. تحوم بجانب سريرهم في ملابس هزيلة بالكاد تخفي مناطقها السفلى، وفي يدها تحمل سكينا كبيرا.

 

 

 

تحركت الفتاة في اللحظة التي قابلت فيها عيني فيتز عينيها. ألقت بنفسها على آرييل في محاولة للهجوم.

“يجب أن يكون هذا حمولة من الهراء فقط.”

 

 

أدرك فيتز أنها قاتلة، ولكن قبل أن يتمكن من الصراخ بأي شيء، بدأ جسده يتحرك بالفعل. في نفس اللحظة التي قفز فيها لحماية جسد الأميرة، حرك كلتا يديه تجاه الفتاة وأطلق سحره. “انفجار الهواء!”

 

“غاه!” السحر، الذي تم إلقاؤه دون أي تعويذات، ضرب الفتاة مباشرة، وألقاها بعيدا عن المكان الذي ترقد فيه آرييل.

“إذن هل يجب علينا أن نسمح لإبن اللورد تينك بدخول نقابة الفرسان؟”

 

“نعم، بالطبع. أعرف ذلك. يتطلب الحصول على التاج أن يسلك المرء الطريق المتعرج.”

“ماذا يحدث؟!” صرخت الأميرة.

 

 

“حـ-حسنا.” فعل فيتز كما قيل له، جالسًا بعصبية بجانب الأميرة.

“أميرة! إنه قاتل! يرجى الوقوف على ورائي! لوك، انه هجوم العدو!” تردد صدى صوت فيتز. غرفة الأوصياء بجوار الأميرة مباشرة، لذا يجب أن يأتي لوك بسرعة.

 

 

شخر الرجل السمين فقط ضاحكًا وهو يلعب بجسد الفتاة. “هذا سخيف. إنه مجرد عمل يائس، أنا متأكد.” ابتسامة منحنية ظهرت على شفتيه كما بدأ آهات الفتاة في التصاعد. “ومع ذلك، لا يهم كم قد تكون يائسة، إنها خطوة جيدة. اعتقدت أن ذلك الفتى المبتديء نوتو لن يكون شيئا أكثر من فأر مخادع، ولكن يبدو أن لديه بعض التبصر بعد كل شيء.”

“فيوو…”

فقد الوصي الحارس فيتز المقربين منه في حادثة النزوح، مما أدى إلى تعطيل حياته كلها. على الرغم من أن هذا لم يحدث بمحض إرادته، إلا أنه وجد نفسه ينجر إلى عمق المعركة السياسية الدموية في مملكة آسورا.

وقف القاتل. تحولت عيناها إلى فيتز وآرييل، ورفرفت بينهما قبل أن تركز أخيرًا على فيتز. يبدو أنها خططت لإنهاء الحارس الشخصي قبل أن تتعامل مع هدفها.

 

 

فقد الوصي الحارس فيتز المقربين منه في حادثة النزوح، مما أدى إلى تعطيل حياته كلها. على الرغم من أن هذا لم يحدث بمحض إرادته، إلا أنه وجد نفسه ينجر إلى عمق المعركة السياسية الدموية في مملكة آسورا.

وجد فيتز نفسه في الطرف المتلقي لنظرة الدخيل، وخفض نفسه إلى موقف جاهز للمعركة. لا يزال يرتدي أغطية سريره بدون قطعة واحدة من مُعِداتهِ الباهظة عليه، لكن هذا لم يقلل من روحه القتالية.

 

 

“لا، أنا أقول….أنا، كما تعلمين. أنت تعرفين، صحيح؟ أنني في الواقع—”

“…هسسس!” اندفع القاتل للأمام متجها مباشرة نحو فيتز.

 

 

“لا، إنه أمر مخيف. أنتِ تخيفنني يا أميرة!”

حرَّكَ فيتز كلتا كفيه إلى الخارج وأطلق العنان لسحره. “هاه!” لم يظهر شكل للطاقة السحرية التي تدفقت من يديه. رافق صوت الانفجار طيران السرير الذي تم تفجيره بعيدا، تاركا حفرة في الحائط.

بدأ عمله كوصي بإثارة آرييل. أيقظها في وقت محدد كل صباح. عادة ما تكون هذه وظيفة خادمة، لكن آرييل واجهت العديد من محاولات الاغتيال منذ طفولتها لدرجة أن الواجب يقع الآن على عاتق أحد الأوصياء عليها، إما لوك أو فيتز. تم تكليف فيتز بالواجب فقط بمجرد أن علمت آرييل أنه مقيم من خارج القصر ولم يشارك مع أي من النبلاء الذين تعتبرهم أعداء.

 

الشعور بأنه قتل شخصا ما لم يظهر بعد.

هذه تعويذة متقدمة، إنفجار الصوت. ليس هناك الكثير ممن يمكن أن يواجهوا انفجارا كهذا ويعيشون. ومع ذلك، القاتل لا يزال على قيد الحياة. لقد جعلت الأمر يبدو كما لو إنها تندفع نحوه قبل أن تقفز إلى الجانب. خدعة. سواء هل ذلك متعمد أو مجرد مصادفة، فقد تهرب القاتل بشكل فعال من هجوم فيتز. ثم قامت برمي سكينها في الهواء. طائرةً مباشرة نحو آرييل.

 

 

“نعم، إنه ماهر في الحساب. اطلب منه دخول النقابة والتعلم مباشرة من محاسب النقابة.”

مد فيتز يده على الفور في الهواء كما لو إنه يحاول الإمساك بها. بالطبع، اصطياد سكين يطير في الهواء ليس عملا سهلا. لحسن الحظ لمست السكين أطراف أصابعه، قاطعة من خلال جلده مما أدى إلى تعطيل مسارها.

“فيتز….لقد نسيت أحد الأزرار.”

 

 

بعد أن فشلت محاولتها، تحولت القاتلة إلى وضعية الدفاع، تقريبا مثل قطة تحاول الحفاظ على مسافة بينها وبين عدوها.

***

 

أزال الرجل السمين يده من جسد الفتاة. غمس إصبعه في كأس من النبيذ وحشر إصبعه، وهو يقطر بسائل أرجواني، في فمها. لم تحاول الفتاة منعه، بل لعقته فقط. وقال: “لا يوجد شيء يمكن القيام به، لقد راقبتهم بهدوء في العام الماضي. لو مثلوا خطرًا على جلالتك، أيها الأمير غرابيل، فمن الطبيعي أن نتخلص منهم.”

“آه….!”

 

في ثوان تم إرسالها وهي تطير في الهواء بسبب تعويذة فيتز الثانية. أدى التصادم المباشر إلى إصابة أطراف القاتل الأربعة، وتركتْ تترنح في الهواء، وسقطت من الفتحة الموجودة في الحائط إلى ظلام الليل.

“نعم، سيدتي!”

 

 

“هاه….هاه….”

 

التحول المفاجئ من الدفاع إلى الهجوم ترك فيتز يتنفس بصعوبة وهو يطل على الحفرة. إنها ليلة بلا قمر، لذلك فهي مظلمة بشكل استثنائي. لم يستطع التأكد مما رآه أدناه، لكن القاتل واجه هذا السقوط بأطرافه مدمرة. يستحيل أن تكون لا تزال على قيد الحياة.

“نعم، بالطبع. أعرف ذلك. يتطلب الحصول على التاج أن يسلك المرء الطريق المتعرج.”

 

 

“فيوو….”

عائلته وخلفيته هي لغز بالكامل. الأشياء الوحيدة التي عرفها الناس عنه هي عرقه ولون شعره. من أخلاقه وطريقة حديثه، من الواضح أنه ليس نبيلا. على الرغم من ذلك، عينته آرييل وصيًا جديدا لها. أعطته معدات حراسة عالية الجودة وأبقته بجانبها باستمرار. مثل هذه المعاملة الخاصة لم تؤد إلا إلى تأجيج رفض النبلاء.

الشعور بأنه قتل شخصا ما لم يظهر بعد.

“لكن نقابة الفرسان والحرس الإمبراطوري لا يتمتعون بأي تأثير سياسي.”

 

“هييهيي.” ضحكت آرييل على حديثهما. “فيتز، لقد بدأتِ أخيرًا في التعود على آداب البلاط في الآونة الأخيرة، أليس كذلك؟”

“أوه….الأميرة آرييل، هل أنتِ بخير؟” سارع مرة أخرى إلى الغرفة للتأكد من أنها آمنة. في منتصف الطريق هناك، تحولت ساقيه إلى المعكرونة. “هاه؟” تخدرت أطراف أصابعه وانهار على الفور، جسده لم يعد يستمع إليه.

***

 

“لهذا السبب لم أتردد في الاعتماد عليك. ربما إذا نمتُ بجانب الشخص الذي أنقذني في ذلك اليوم، فلن أعاني من ذلك الكابوس بعد الآن.”

السم….! لقد فات الأوان بالفعل بحلول الوقت الذي أدرك فيه ذلك، وبدأ جسده كله في الاهتزاز حيث ار وعيه خافتا. سحر تنقية السموم….! لو إن فيتز هو ساحر عادي، أو لو لم يستطِع تنفيذ تعويذته دون التراتيل، فمن المحتمل أنه كان سيموت على الفور.

 

 

“هاه، هاه، هاه….” لهث للتنفس وبدأ يربت على جسده. أمسك بيديه الشعر الفضي، من الصعب بما فيه الكفاية تمزيقه. هو يفحص لمعرفة هل جسده لا يزال قطعة واحدة.

حتى عندما استهلك الظلام وعيه، تمكن من إلقاء سحر تنقية السموم. ثم نظر إلى محيطه. آرييل آمنة، وعلى الرغم من وصوله متأخرًا، إلا أن لوك هناك أيضا.

“يا إلهي. حسنا، هذا شديد جدا. ولكن لو إن هذا ما يريده سيدي، فليكن.”

 

هذه استراتيجيتهم للمستقبل، لمدة عشر أو عشرين عاما من الآن. بعد عقد من الآن، سيكون أولئك الذين دعموا آرييل بفضل عمل بيليمون في مناصب رئيسية مختلفة (حتى لو ليسوا في القمة) وسيقدمون لها دعما كبيرا.

“لوك، القاتل! هزمه فيتز، لكنه تسمم! اتصل بالطبيب على الفور! والحرس الإمبراطوري. أعتقد أن جثة القاتل سقطت في الأسفل.”

 

“فهمت!” أومأ لوك برأسه وهرع إلى أسفل الدرج وهو يطلب الحراس.

“في الواقع، لا شيء يبدو أنه يجعلهم أكثر سعادة من رؤية زير نساء مثل لوك يتدخل ببسالة لرعاية صبي.”

 

 

شاهد فيتز هذا، ولا يزال يشعر بالإغماء، وفقد وعيه بمجرد أن صار لوك بعيدا عن الأنظار.

“إنه أمر محير أن تضطر إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات المُلتفَّة هكذا.”

 

 

 

“سعيدة أنك جئت. يمكنكما المغادرة الآن.” قالت للخادمتَين أن يغادرا. انحنى كل منهما قبل أن يخرجا من الباب. فجأة صار فيتز وآرييل وحدهما معا في غرفتها ذات الإضاءة الخافتة. “ما الخطأ؟ تعال هنا واجلس بجانبي.”

***

يبدو أن الرجل الأصغر لا يمانع. استمتع فقط بطعم نبيذه، مقلبًا السائل داخل كأسه عن طريقة تحريكه. “هذا لا يخبرني بأي شيء.”

 

“في الواقع، لا شيء يبدو أنه يجعلهم أكثر سعادة من رؤية زير نساء مثل لوك يتدخل ببسالة لرعاية صبي.”

وهكذا، انتهت محاولة اغتيال آرييل.

“نعم، لقد سمعت كيف يجلب هذا لهم السعادة مجرد رؤية فيتز ولوك يسيران معا.”

 

“لست متأكدا من ذلك. يبدو أن النبلاء الآخرين يكرهونني، على الأقل.” تابع فيتز عابسًا واستدار لينظر إلى لوك. نظر الأخير بعيدا كما لو أن الأمر لا علاقة له به.

أصيب فيتز بالسم، لكن الجرح في إصبعه صغير جدا لدرجة أن القليل منه فقط دخل إلى دورته الدموية. بفضل استجابته السريعة في استخدام سحر تنقية السموم، نجا بصعوبة بحياته ولم تتبقَ آثار من السم.

لحق لوك بآرييل وهي تخرج. تحرك فيتز للحاق بهما أيضًا، لكنه توقف فجأة للحصول على لمحة عن انعكاس صورته في مرآة طاولة الماكياج. أظهرت شابًا مع نظرة حزينة، والنظارات الشمسية على عينيه. بقي هناك ولف خصلة من الشعر الأبيض القصير حول أحد أصابعه. استمر هذا فقط للحظة. ثم التفت بعيدا وتبع آرييل.

 

“في الواقع. قبل عدة سنوات ذهبت لزيارة ابن عمي في منطقة فيدوا. حضر ابن عمه حفل عيد ميلاد حفيدة اللورد ساوروس البالغة من العمر عشر سنوات.”

عندما عاد إلى القصر، تغيرت انطباعات النبلاء عن فيتز. ذلك بسبب القاتل الذي هزمه في ذلك اليوم. سقط رفاتها في الفناء، حيث وجدها الحارس. تم التعرف عليها على أنها قاتلة مشهورة ظلت تعمل في مملكة آسورا على مدى السنوات العشر الماضية، والمعروفة بإسم غراب عين الليل.

لا تعتبر المثلية الجنسية غير عادية بالنسبة لنبلاء آسورا. هناك أولئك الذين لديهم تفضيلات جنسية غريبة، لذلك الأولاد الذين وقعوا في حب الأولاد الجميلين الآخرين لم يتسببوا بأي تفاجئ لمن حولهم.

 

لهذا السبب اقترح بيليمون القبض على البقية الذين هم مترددون. هذا يعني كسب النبلاء من الريف الذين لم ينخرطوا في النزاعات السياسية في القارة، وكذلك النبلاء من الرتب المتوسطة والدنيا الذين ليس لديهم الكثير من السلطة. ثم استخدم بيليمون سلطته لتعيينهم كمسؤولين حكوميين، ووضع أولئك الذين هم استثنائيون في مناصب أدنى (وإن كانت مهمة).

لقد وقع عدد من النبلاء ضحية نصلها من قبل. أظهرت حقيقة أن فيتز قد هزمها أن قوته حقيقية. نظرا لأنه استخدم الإلقاء الصامت ولم يتحدث كثيرًا في العادة، فقد أطلق عليه لقب فيتز الصامت، واعترف به جميع النبلاء على أنه يستحق منصبه كوصي على آرييل.

“أوه، إذن هل لديك فكرة عن من أين هو؟”

 

لا تعتبر المثلية الجنسية غير عادية بالنسبة لنبلاء آسورا. هناك أولئك الذين لديهم تفضيلات جنسية غريبة، لذلك الأولاد الذين وقعوا في حب الأولاد الجميلين الآخرين لم يتسببوا بأي تفاجئ لمن حولهم.

مع ذلك، تم حل المسألة وازدهر السلام حول آرييل….أو هكذا بدا الأمر. لم تغلق أي قصة ستائرها بهذه السهولة. منذ ذلك اليوم فصاعدا، بدا أن المزيد من القتلة هدفوا إلى حياة آرييل، وجاء هجومٌ يتلوه آخر.

“أميرة! إنه قاتل! يرجى الوقوف على ورائي! لوك، انه هجوم العدو!” تردد صدى صوت فيتز. غرفة الأوصياء بجوار الأميرة مباشرة، لذا يجب أن يأتي لوك بسرعة.

 

بالمناسبة، الوزير رفيع المستوى داريوس، الذي دعم الأمير الأول، سيأخذ لاحقا عائلة بورياس تحت حمايته ويستثمر في فريق بحث. مجموعة بحث من شأنها أن تتضخم في الحجم، ولكن….حسنا، هذه قصة لوقت آخر.

تم القضاء على كل واحد منهم بأيدي فيتز القادرة، لكنهم لم يتوقفوا أبدا ولم يتم التعرف على الجاني. أجرت نقابة الفرسان تحقيقاتهم، لكن شخصا ما ظل يضغط عليهم، تاركا القضايا دون حل.

لفترة من الوقت حل الصمت بينهما. الشخص الذي كسره أخيرا هي آرييل. “أنا أيضًا، لقد كنت أحلم أيضا.”

 

في وقت متأخر من الليل، وهو وقت يستريح فيه الجميع في أسرَّتهم، عندما وصل فيتز إلى غرفة آرييل. البخار يتصاعد بشكل واضح من وجهه.

ظلت آرييل محاصرة عقليا ومرهقة من حقيقة أنها، على الرغم من أنها متأكدة نسبيا من الذي يرسل هؤلاء القتلة، إلا أنها لم تستطع إبراز هويته. نتيجة لذلك، قرر بيليمون أنه من الخطر للغاية بالنسبة لها البقاء واقترح خطة لها لمغادرة البلاد تحت ستار الدراسة في الخارج. لكن هذه قصة ليوم آخر.

 

 

 

 

“ماذا علينا أن نفعل؟” سأل الرجل الأصغر.

***

“هاه؟!” أثار اقتراحها المفاجئ صوت تفاجئ عالٍ بشكل غير معهود من فيتز.

 

أصيب فيتز بالسم، لكن الجرح في إصبعه صغير جدا لدرجة أن القليل منه فقط دخل إلى دورته الدموية. بفضل استجابته السريعة في استخدام سحر تنقية السموم، نجا بصعوبة بحياته ولم تتبقَ آثار من السم.

فقد الوصي الحارس فيتز المقربين منه في حادثة النزوح، مما أدى إلى تعطيل حياته كلها. على الرغم من أن هذا لم يحدث بمحض إرادته، إلا أنه وجد نفسه ينجر إلى عمق المعركة السياسية الدموية في مملكة آسورا.

وهكذا، انتهت محاولة اغتيال آرييل.

 

“في الواقع، لا شيء يبدو أنه يجعلهم أكثر سعادة من رؤية زير نساء مثل لوك يتدخل ببسالة لرعاية صبي.”

ومع ذلك، هناك شيء واحد جيد. بعد يوم محاولة اغتيال آرييل، توقفت الكوابيس — تلك التي أُرسِلَ فيها وهو يطير في الهواء، يكافح بلا جدوى حتى يتحطم على الأرض. هذه، على الأقل، ربما هي النعمة الوحيدة.

“لا يوجد شيء مخيف في هذا. هذا صحيح، أشعر بالإثارة من المظهر اللامع لبشرتك، لكن كل شيء على ما يرام. لن أفعل أي شيء. الآن، إستلقِ على السرير.”

 

 

لا يزال هناك بعض الوقت حتى الآن في قصتنا قبل أن تتشابك مصائر هذا الشاب وروديوس غرايرات.

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط