نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 55

الفصل 6: أسبوع في ميليشيون

الفصل 6: أسبوع في ميليشيون

VOLUME FIVE

إنها قصة مثيرة للاهتمام. لا يعني ذلك أن لها علاقة كبيرة بنا.

الفصل 6: أسبوع في ميليشيون

ثم ظهر شخص غريب من العدم، أسقطهُ أرضًا وبدأ يلكمه على وجهه. سيكون ذلك كافيا لصدم معظم الأطفال في سنها.

 

 

في صباح اليوم التالي، توجهت إلى مقر فرقة البحث والإنقاذ لإعلام باول بخططنا.

لم أرغب حتى في التفكير في كيف سيكون رد فعلها إذا صرخ باول في وجهي، ناهيك عن مهاجمتي. ولكن نظرا لعدم وجود أي من ذلك، فقد تكون رغبتها في قتله قد تلاشت — على الأقل قليلا.

 

 

المقر الرئيسي نفسه عبارة عن مبنى عادي من طابقين. لم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى أجد والدي. وجدته يعمل بجد في ما تبدو قاعة المؤتمرات، مناقشة الأشياء مع ما يقرب من عشرة رجال آخرين. تمكنت من سماع المحادثة من الخارج؛ يبدو أنهم يستعدون لعملية كبيرة من نوع ما.

 

 

VOLUME FIVE

من الطريقة التي بدا بها باول في ذلك اليوم، أفترض أنه يقضي كل يوم في مليشيون إما في حالة سكر أو يعاني من الآثار الشرب، ولكن ربما كان توقيتي حينها سيء فقط. في الوقت الحالي، يبدو كَـقائد مُرَكِزٍ ومُختَص. تفاجئت بنفسي من هذا…..على الأقل، حتى ألمحَ شخص ما إلى حقيقة أنه ظل يتخطى الإجتماعات لمدة شهر أثناء إنشغاله بالمرح الصاخب. مما بدا عليه الأمر، لقد حصل على الدافع مرة أخرى بالأمس فقط.

هذا الطفل مثير للإعجاب كما كان دائما. لقد حدد خططه في وقت قصير، ثم وضعها موضع التنفيذ على الفور. أخبرتني إيلاينا لايز ذات مرة أنني أتسرع في حياتي أليس كذلك؟ أتسائل عما ستفكر فيه إذا ألقت نظرة عليه.

 

“شيء واحد فقط، إيريس. أريد أن أبقى على علاقة جيدة مع والدي، لذا يرجى أن تكوني مهذبةً معه، حسنًا؟”

ذلك على الأرجح لأن باول أراد أن يريني جانبه الأفضل. بعبارة أخرى، لقد عاد إلى العمل بسببي.

أوامر الفرسان العسكرية المقدسة على حافة الهاوية بالفعل بعد سلسلة من عمليات اختطاف العبيد المشبوهة مؤخرًا، حتى قبل هذه الكارثة. ألقى خبر ذلك بكل من كنيسة ميليس وفرسانهم في فوضى. كنتيجة لذلك، فشلوا تماما في فعل أي شيء حيال وحش خطير معين في المرتبة B. لعدم وجود أي خيارات أفضل، تحول القرويون إلى نقابة المغامرين.

 

 

يا إلهي. إنه يحب حقًا التباهي بنفسه أمامي…

“لا! لا أريد أن أتناول العشاء مع أحمق قام بِـلكم والدي!”

بعد التنهد، قررت الانتظار حتى يجد باول القليل من وقت الفراغ.

 

 

 

قد يكون الجلوس في الغرفة بالخارج مملا، لذلك اخترت التجول في المبنى لفترة من الوقت. بعد بضع دقائق من الاستكشاف، صادفت أختي الصغيرة نورن في اللعب. في غرفة تبدو أنها كحضانة، تلعب الليغو مع مجموعة من الأطفال الآخرين الذين هم في مثل سنها.

 

 

حتى النهاية، رفضت أختي الصغيرة أن تنظر في وجهي. مبتسمًا بإرتباك، توجهت إلى عربتنا.

“مرحبًا.” رفعت يدي ملقيًا التحية عندما إلتقت عيني بعينها.

 

 

لقد تحدث كلانا في وقت واحد تقريبا. نظرت إلي نورن بتفاجئ، لكنها إستدارت بهدوء بعد ثانية.

تفاجئت نورن في البداية، ثم عبست وألقت الكتلة الخشبية في يدها علي، والتي تمكنتُ من الإمساك بها. “اذهب بعيدا!”

ذلك على الأرجح لأن باول أراد أن يريني جانبه الأفضل. بعبارة أخرى، لقد عاد إلى العمل بسببي.

هذه ليست الطريقة الأكثر ودية لقول مرحبًا. همم. هل فعلت أي شيء لجعلها مستاءة مني؟ الشيء الوحيد الذي يتبادر إلى الذهن هو ذلك الوقت الذي أبرحت فيه باول ضربًا أمام عينيها.

“صحيح. نعم، هذا صحيح. لكن كما تعلم يا رودي….” توقف باول للحظة، وجهه يزداد قاتمة. “لا يجب أن تكون متفائلا جدا بشأن ذلك. حتى لو عاد الاثنان على قيد الحياة، فلا يوجد شخص يمكن أن يعرف يقينًا ما قد يحدث لهما بعد كارثة بهذا الحجم.”

 

بدا صوت شيرا مرتجفًا بدرجة كافية، معتبرًا أنها لا تزال مختبئة خلف فييرا. يبدو أن هذه الفتاة تكرهني حقا. أو ربما حتى تهابني. ذلك مؤسف نوعا ما، لكن….حسنا.

نعم، هذا هو الأمر غالبًا.

….منذ متى يمكنه إلقاء تحية النبلاء هكذا، على أي حال؟

 

 

“اممم….لقد تصالحنا أنا وأبي بالفعل، نورن.” قلت لها بلطف.

وفقا لباول، صارت الوحوش في الغابة خارج قرية بوينا أكثر نشاطا قبل حوالي شهر حينها. وظل باول وزينيث مشغولَين للغاية في محاولة السيطرة على الموقف لدرجة أنهما لم يجدا الوقت للقلق بشأن هداياي. تمكنوا أخيرا من تطهير الغابة في اليوم السابق لعيد ميلادي، ولكن تماما كما كانوا يستعدون لإرسال بعض الأشياء إلي، حدثت الكارثة.

 

 

ردًا على ذلك، صرختْ “أنت كاذب!” ووقفت بسرعة على ساقيها الصغيرتين ثم هربت بأقصى سرعتها.

لدى نمور الأوراق فراء من اللون الأخضر المرقط مغطى بنمط بني. هذا سمح لهم بالاندماج في الغابة بشكل مثالي. نظرا لأنه كان من الصعب رؤيتهم وغالبا ما يتنقلون في مجموعات صغيرة، فقد تم اعتبارهم وحوشا في المرتبة B. ومع ذلك، فإن الشخص الذي نلاحقه أتى بمفرده، وتمويهه عديم الفائدة في هذه الأراضي العشبية المفتوحة. ربما هو أقل تهديدا من ذئب الحمض العادي. لو الأمر عائد إلي لوضعته في المرتبة D، على الأكثر. في القارة الشيطانية، كنت سأقفز من الفرح عند العثور على وظيفة بهذه السهولة على لوح المهام.

 

 

على ما يبدو، تكرهني أختي الصغيرة حتى النخاع الآن. هذا محزن قليلًا.

من الطريقة التي بدا بها باول في ذلك اليوم، أفترض أنه يقضي كل يوم في مليشيون إما في حالة سكر أو يعاني من الآثار الشرب، ولكن ربما كان توقيتي حينها سيء فقط. في الوقت الحالي، يبدو كَـقائد مُرَكِزٍ ومُختَص. تفاجئت بنفسي من هذا…..على الأقل، حتى ألمحَ شخص ما إلى حقيقة أنه ظل يتخطى الإجتماعات لمدة شهر أثناء إنشغاله بالمرح الصاخب. مما بدا عليه الأمر، لقد حصل على الدافع مرة أخرى بالأمس فقط.

 

 

لم أرِد أن أزعجها بحضوري، لذلك عُدتُ إلى أقرب مكان من غرفة الانتظار. عندما جلست في الزاوية، إستدارت عدد من الرؤوس في اتجاهي. تعرفت على اثنين على الأقل من الرجال الذين رصدتهم يخطفون سومال في ذلك اليوم.

 

 

لا أعرف بالضبط ماذا يعني ذلك. ولكن على أقل تقدير، من الصعب تخيل أنهم سيعودون إلى مناصبهم القديمة وإعادة بناء قوتهم. في الواقع، لن يكون الأمر مفاجئا إذا أُغتيلَ أحدهم على الفور. من شأن ذلك أن يمنع شقيق فيليب من استخدامهم ككبش فداء، مما يجعل من الأسهل بكثير محاصرته سياسيا.

بدأت أشعر أنني قد لا أكون شعبيًا جدا في هذا المكان.

 

 

لا توجد هنا قواعد لباس محدد، وهذا مجرد لقاء عائلي. ومع ذلك، بدت الملابس التي اشتريتها سابقًا في القارة الشيطانية رثة بعض الشيء في شوارع ميليشيون، لذلك توجهت مع إيريس للقيام ببعض التسوق.

لكن قبل أن يتاح لي الوقت للاستحمام في الإحراج، دخلت امرأة مألوفة إلى الغرفة، وفجأة تحولت كل العيون إليها. إنها سيدة البيكيني المدرعة، التي عادت إلى أسلوبها القديم في إرتداء الملابس نصف العارية. رصدتني على الفور وتوجهت نحوي.

 

 

 

“صباح الخير.”

 

 

أخيرا، وصل اليوم الكبير.

“صباح الخير.” أجابتْ بإبتسامة وإيماءة صغيرة من رأسها. “هل أنت بحاجة إلى شيء منا اليوم؟”

عندما عدت إلى رويجيرد بحثا عن المساعدة، وجدته يضع يده على ذقنه يفكر. انتقلت نظرته الشديدة من وجهي إلى إيريس، ثم عادت مرة أخرى. “لقد تصالحت مع والدك، أليس كذلك؟ لا ينبغي أن تكون هذه مشكلة، إذن. دعها تذهب.”

“نعم. أنا هنا لرؤية والدي، اممم….” ما كان اسم هذه السيدة مرة أخرى؟ أشعر أن باول لم يخبرني. “آه، عفوا. لم أقدم نفسي، صحيح؟ إسمي روديوس غرايرات، آنسة.” عندما وقفت على قدمي، وضعت يد واحدة على صدري وقمت بترحيب أرستقراطي.

“هل تمانعين في البقاء هنا بدلا من ذلك، إيريس؟”

 

“….اه، لا. أين سمعتَ هذا الاسم؟”

“اه، اوه….إ-إسمي فييرا.” أجابت سيدة درع البيكيني، يديها ترتجف بقلق في الهواء. “أنا عضوة في فريق الكابتن باول.” شرعت في إعادة الترحيب، وقدمت لي رؤية لا تقاوم حقا الشق بين الكرات الضخمة على صدرها.

عادة، من الممكن إرسال أحد أوامر الفرسان المقدسة لحمايتهم. لكن قبل أيام قليلة فقط، حدث على ما يبدو حادث خطير حيث تعرض طفلة مباركة للهجوم في هذه المنطقة المجاورة. تم القضاء على مرافقيها، وهي وحدة من فرسان المعبد، بالكامل تقريبا؛ نجا قائدهم فقط.

 

 

هذه الفتاة حقا مؤلمة للعيون المتضررة. أو حتى الغير متضررة، بصراحة. لقد قررت تقليص سلوكي المنحرف قبل يوم من الآن، لذا لم أرغب في التحديق. ولكن لم أتمكن من النظر بعيدا. كل نواياي الحسنة صارت بلا معنى في مواجهة جاذبية صدرها.

“….حسنًا!”

 

“لا، أعتقد أنني سآتي لوحدي.”

هذا الزي غير عادل.

 

 

واو، فتاة وقحة. لحسن الحظ، أنا لا أهتم كثيرا بالموضة. “إذن، ما الذي يناسبني؟”

“أنا آسف جدًا لأنني كنت وقحا جدا في ذلك اليوم. والدي زير نساء نوعًا ما، لذلك أخشى أنني حصلت على فكرة خاطئة.”

استمتعنا بطعامنا أثناء الدردشة حول أشياء مهمة. غالب الحديث دار بيني وبين باول، بالطبع. لم تنظر نورن أبدا في إتجاهي، ومن جانبها، التزمت إيريس الصمت في الغالب. بدأ باول في التحدث إليها بين الحين والآخر، لكن موجات العداء التي أطلقتها بدت قوية بما يكفي لدرجة أنه يفكر دائما في الأمر بشكل كامل قبل قول أي شيء لها. ربما هذا حكيم منه ألَّا يتحرش بِـخلية النحل.

“لا، لا! لا بأس. أستطيع أن أتفهم لماذا إعتقدت ذلك، بالنظر إلى كيف أنا أرتدي ملابسي.” أكدت فييرا كلماتها بهز رأسها بقوة. كما تحركت أجزاء أخرى من جسدها نتيجة لذلك. يبدو أن درع البيكيني ثابت في مكانه إلى حد ما، لكن ذلك ليس كافيا لمنع الاهتزاز عندما تقوم بحركات مفاجئة. تلك الأشياء كبيرة، بعد كل شيء.

“هل تريدين هذا حقًا، إيريس؟”

 

“أشعر بالأسف الشديد من أجله!”

أووبس. أنا أفعل ذلك مرة أخرى.

“أوه. صحيح، صحيح.” قطعني في منتصف الجملة، نهض باول على قدميه والتفت إلى إيريس. بإستقامة وضع يدًا واحدة على صدره، ثم خفض رأسه قليلا. بدا ترحيبًا من خبير — ليس أقل سلاسة من ترحيب فيليب. “إنه لَـمِن دواعي سروري أن أتعرف عليك يا آنسة. أنا باول غرايرات، والد روديوس.”

 

“هم، لا أعلم. سأسألها لاحقًا.”

بالجهد والإرادة، تمكنت من إبعاد عيني. “لست متأكدا من أنها فكرة رائعة أن تتسكعي حول مجموعة من الرجال في هذا الدرع، يا آنسة. أتخيل أن بعض الناس قد يجدونه مشتتًا بعض الشيء. ربما تستطيعين وضع عباءة فوقه، على الأقل؟”

يبدو أنني لست الوحيد الذي وجد الوضع محرجا بعض الشيء. بعد لحظات قليلة من الصمت، التفت باول إلى نورن بتعبير مضطرب على وجهه. “هيا يا طفلتي. أخيك الكبير هنا، انظري؟ لماذا لا تقولين مرحبا له؟”

ابتسمت فييرا بشكل محرج. “أنا آسفة، ولكن هناك سبب يدفعني لارتداء هذا.”

بعد ذلك، وصلنا بطريقة ما إلى موضوع عائلة زينيث. من الواضح أنهم معروفون بين نبلاء ميليس، ولديهم تاريخ في إنتاج العديد من الفرسان الموهوبين والصالحين. لسوء الحظ، كان أجدادي قد تبرأوا بشكل أساسي من زينيث عندما غادرت المنزل، لذلك لم يكونوا متحمسين للغاية للمساعدة في البحث عنها في البداية.

ربما أنا أتخيل الأشياء، لكنني شعرت أن الكثير من الناس صاروا ينظرون إلي فجأة. هل قلت شيئًا محظورًا؟ حسنا، لا يهم. يجب أن أسأل باول عن هذا لاحقا. “هل تعرفين متى ستنتهي اجتماعات الأب؟”

بالجهد والإرادة، تمكنت من إبعاد عيني. “لست متأكدا من أنها فكرة رائعة أن تتسكعي حول مجموعة من الرجال في هذا الدرع، يا آنسة. أتخيل أن بعض الناس قد يجدونه مشتتًا بعض الشيء. ربما تستطيعين وضع عباءة فوقه، على الأقل؟”

قامت فييرا بإمالة رأسها إلى الجانب مفكرة. “حسنا، لديه شهر كامل من العمل للحاق به في الوقت الحالي. أتوقع أنه قد يكون مشغولا جدا لفترة من الوقت.”

بعد دفع ثمن مشترياتنا، عدنا إلى النزل.

“حسنا إذن. عندما تحصلين على فرصة، هل يمكنكِ إخباره أنني أخطط لمغادرة ميليشيون بعد سبعة أيام من الآن؟”

بدأت في سحب كرسي، ثم توقفت عندما لاحظت أن إيريس تبدو غاضبة إلى حد ما. هذه من الناحية الفنية ليست المرة الأولى التي تقابل فيها باول، ولكن ربما يكون تقديمهما لبعض فكرة جيدة. “اممم، الأب، هذا هي إيريس. كما أخبرتك في ذلك اليوم، إنها ابنة فيليب، وفردٌ من بورياس—”

“حقًا؟ هذا يبدو مبكرًا جدًا.”

 

“حسنا، هذا ما اعتدنا عليه في هذه المرحلة.”

“أوي، لا تهتم!”

“فهمت….في هذه الحالة، اسمح لي بأن أذهب لإحضار شيرا لك. فقط لحظة، من فضلك.”

“أنا آسف جدًا لأنني كنت وقحا جدا في ذلك اليوم. والدي زير نساء نوعًا ما، لذلك أخشى أنني حصلت على فكرة خاطئة.”

مع ذلك، ذهبت فييرا إلى مكان ما. بعد بضع دقائق، عادت مع ساحرة مألوفة.

“يبدو أن اللون الأزرق هو الموضة الآن، أليس كذلك؟”

 

الطرق الرئيسية فيها مخاطرها أيضا، بالطبع. نظرا لأن وقت العشاء إقترب، يوجد عدد غير قليل من الناس يشترون شيئا مثل ياكيتوري من الأكشاك الخارجية. إذا اصطدمتُ بأحد هؤلاء الرجال، فإن النتيجة ستكون بلا شك مأساوية. وإذا إصطدم أحدهم بإيريس، فمن المحتمل أن تترك لكمة بورياس كلانا غارقين في دمائه.

عندما رأت الفتاة أنني أنظر إليها، شهقت قليلا وتحركت خلف فييرا قبل أن تقول أي شيء. “جدول الكابتن مليء في الوقت الحالي، لكن لديه بعض وقت الفراغ في المساء بعد أربعة أيام من الآن. هل تهتم بتناول العشاء معه حينها؟”

 

“اممم، لا بأس بما أنه مشغول جدا، كما تعلمون.”

لسبب واحد، هناك فصيل سياسي بارز في ميليشيون دعا إلى طرد جنس الشياطين. ارتبط قادة هذه المجموعة بفرسان المعبد، أحد أوامر الفرسان العسكرية المقدسة لكنيسة ميليس. أعلنوا بصوت عال أنه يجب نفي جميع الشياطين من قارة ميليس بالكامل.

“عندما يتحدث إليك، يبدو القائد مليئًا بالحياة والطاقة. إنه مشغول للغاية، لكنني آمل أن تأتي على أي حال.”

الطرق الرئيسية فيها مخاطرها أيضا، بالطبع. نظرا لأن وقت العشاء إقترب، يوجد عدد غير قليل من الناس يشترون شيئا مثل ياكيتوري من الأكشاك الخارجية. إذا اصطدمتُ بأحد هؤلاء الرجال، فإن النتيجة ستكون بلا شك مأساوية. وإذا إصطدم أحدهم بإيريس، فمن المحتمل أن تترك لكمة بورياس كلانا غارقين في دمائه.

بدا صوت شيرا مرتجفًا بدرجة كافية، معتبرًا أنها لا تزال مختبئة خلف فييرا. يبدو أن هذه الفتاة تكرهني حقا. أو ربما حتى تهابني. ذلك مؤسف نوعا ما، لكن….حسنا.

هدفنا هذه المرة نمر الورقة. هذا وحش موطنه المناطق الجنوبية من الغابة العظيمة، ولكن لسبب ما توجه هذا الوحش جنوبا للإقامة في هذه المنطقة.

 

 

“أربعة أيام من الآن، صحيح؟ حسنا إذن. هل يجب أن ألتقي به في النزل الذي يسكن فيه؟”

“آه، امم….آسف على هذا، طفل. لقد بالغت شيرا في الأمر لسبب ما. أخبرتها أن المكان المعتاد سيكون على ما يرام، لكن…”

“سأحجز لك حجزًا في مطعم يزوره فريقنا كثيرا. يرجى التوجه مباشرة إلى هناك بدلا من ذلك.”

 

شرعت شيرا في تزويدي بهدوء بالوقت والمكان المحددين. سنتناول الطعام في مكان في الحي التجاري يعرف بإسم ميليس الكسول. للتأكد، سألت عن قواعد اللباس هناك، لكن يبدو أنه لا يوجد أي شيء كهذا.

مع والدتها، الخادمة أختها مفقودة وقلبها ممتلئ بالقلق، كان باول هو الشخص الوحيد الذي يمكنها الاعتماد عليه. لسنوات، صار هو العائلة الوحيدة التي لديها.

 

 

هذا بدا غريبًا نوعًا ما، على أية حال. كما لو أنني أقوم بحجز اجتماع عمل مع الرئيس التنفيذي لشركة كبرى. لدى باول سكرتير يخطط لجدوله الآن، هاه؟ الرجل قد ظهر بالتأكيد في العالم.

“نعم، أنت على حق.” يمكنني أن أحاول أن أتصرف مثل الوضيع الصغير الحلو أمامهم، لكن طبيعتي الحقيقية ستكشف على الأرجح عن نفسها في الوقت المناسب. الأمر لا يستحق المخاطرة.

 

“هاه؟!”

“هل ستحضر رفيقًا؟”

كم أنا أحمق. كلمة ضبط النفس ليست جزءًا من مفردات إيريس.

برز وجه إيريس في ذهني، لكن في نفس اللحظة، تذكرت صراخها سأقتل ذلك الأحمق الغبي! عندما إنطلقت لقتل باول.

“آسف، هل تأخرت؟”

 

ثم ظهر شخص غريب من العدم، أسقطهُ أرضًا وبدأ يلكمه على وجهه. سيكون ذلك كافيا لصدم معظم الأطفال في سنها.

“لا، أعتقد أنني سآتي لوحدي.”

 

هكذا، ومع تسوية كل التفاصيل، غادرت المكان.

“هاه؟!”

 

 

 

هذه الفتاة حقا مؤلمة للعيون المتضررة. أو حتى الغير متضررة، بصراحة. لقد قررت تقليص سلوكي المنحرف قبل يوم من الآن، لذا لم أرغب في التحديق. ولكن لم أتمكن من النظر بعيدا. كل نواياي الحسنة صارت بلا معنى في مواجهة جاذبية صدرها.

***

قامت فييرا بإمالة رأسها إلى الجانب مفكرة. “حسنا، لديه شهر كامل من العمل للحاق به في الوقت الحالي. أتوقع أنه قد يكون مشغولا جدا لفترة من الوقت.”

 

“أخوك الكبير وأنا قد تصالحنا بالفعل، حسنا؟ أليس هذا صحيحا، رودي؟”

الآن إذن. الأسبوع ليس وقتا طويلا للعمل معه، لذلك سيتعين علينا استخدامه بشكل مُنتِج. مع أخذ ذلك في الاعتبار، توجهت إلى نقابة المغامرين الخاصة بِـمليشيون.

بعد التنهد، قررت الانتظار حتى يجد باول القليل من وقت الفراغ.

 

هذه ليست الطريقة الأكثر ودية لقول مرحبًا. همم. هل فعلت أي شيء لجعلها مستاءة مني؟ الشيء الوحيد الذي يتبادر إلى الذهن هو ذلك الوقت الذي أبرحت فيه باول ضربًا أمام عينيها.

المبنى من النوع الكبير، كما قد يتوقع المرء من مقر المنظمة كاملة. المبنى فيه طابقين مرتفعين ويحتل مساحة أكبر بكثير من أي فرع رأيته في أي وقت مضى للنقابة. بالطبع، رأيت بعض ناطحات السحاب في حياتي الماضية، لذلك لم يأخذ المشهد أنفاسي بالضبط.

“هذا سيكون مضيعةً فقط. ما زلتُ صبي ينمو، أتذكرين؟”

 

 

بمجرد أن دخلت، بدأت العمل على جمع المعلومات.

باول

 

 

في البداية سألت حول منطقة فيدوا، ولكن يبدو أن لا أحد يعرف أي شيء لم يخبرني به باول بالفعل. في هذه المدينة، على الأقل، ربما فرقة البحث والإنقاذ تعرف عن فيدوا أكثر من أي شخص آخر.

أومأ باول برأسه قليلا. ثم، أخيرا، استدار وتحدث إلى الفتاة الصغيرة التي تقف خلفه. “هيا، نورن. قولي وداعًا لأخيك الأكبر.”

 

أووبس. أنا أفعل ذلك مرة أخرى.

بعد ذلك، بحثت عن معلومات عن الوحوش في منطقة ميليشيون.

 

 

شرعت شيرا في تزويدي بهدوء بالوقت والمكان المحددين. سنتناول الطعام في مكان في الحي التجاري يعرف بإسم ميليس الكسول. للتأكد، سألت عن قواعد اللباس هناك، لكن يبدو أنه لا يوجد أي شيء كهذا.

مما بدا عليه الأمر، ميليس غير قابلة للمقارنة مع مخلوقات القارة الشيطانية على مستوى التهديد. في الغالب، توجد أشياء مثل الجراد العملاق، الذي هو مجرد جندب كبير؛ أرنب قاطع اللحوم، أرنب آكل اللحوم؛ والدودة الصخرية، وهي في الأساس دودة أرضية متضخمة. الغالبية منهم تشكل خطرًا ضئيلًا جدًا على أي شخص.

 

 

 

كما أن الوحوش هنا تميل لِـأن تكون صغيرة جدا، على الأقل بالمقارنة مع وحوش القارة الشيطانية. في تلك الأرض القاسية، الوحوش التي هي أكبر بعدة مرات من البشر شائعة جدًا. حتى الذئاب البرية، التي كنا نصطادها بأعداد مهولة كل يوم، حجمها أكبر من مترين؛ ذئاب الحمض أكبر من ثلاثة. أما بالنسبة للسلاحف العظيمة، فقد يبلغ طول العادية منها ثمانية أمتار، ويمكن أن تنمو أكبرها إلى أكثر من عشرين مترًا. الوحوش التي ظهرت خلال موسم الأمطار في الغابة العظيمة في الغالب بحجم رجل بالغ أيضا.

“هل تريدين هذا حقًا، إيريس؟”

 

 

لم يتوافق الحجم دائما مع القوة، لكن الكتلة المطلقة هي سلاح في حد ذاته. الكل في الكل، الوحوش حول ميليشيون ضعيفة.

“أشعر بالأسف الشديد من أجله!”

 

“على كل حال، موقف التمثال ليس جيدًا على الإطلاق.” قال رويجيرد.

ذلك جيد بالنسبة لي. على الأقل هناك شيء أقل للقلق بشأنه.

لم يتوافق الحجم دائما مع القوة، لكن الكتلة المطلقة هي سلاح في حد ذاته. الكل في الكل، الوحوش حول ميليشيون ضعيفة.

 

“لا! لا أريد أن أتناول العشاء مع أحمق قام بِـلكم والدي!”

بمجرد أن سمعت ما يكفي عن الوحوش، استغرقت بعض الوقت للتفكير في كيفية تحسين رأي السكان المحليين عن السبيرد.

قامت فييرا بإمالة رأسها إلى الجانب مفكرة. “حسنا، لديه شهر كامل من العمل للحاق به في الوقت الحالي. أتوقع أنه قد يكون مشغولا جدا لفترة من الوقت.”

 

 

للأسف، يبدو وكأنه سيتوجب علينا أن نوقف هذا.

 

 

 

لسبب واحد، هناك فصيل سياسي بارز في ميليشيون دعا إلى طرد جنس الشياطين. ارتبط قادة هذه المجموعة بفرسان المعبد، أحد أوامر الفرسان العسكرية المقدسة لكنيسة ميليس. أعلنوا بصوت عال أنه يجب نفي جميع الشياطين من قارة ميليس بالكامل.

لقد فعلتُ شيئًا سيئًا تجاه باول.

 

في يوم مغادرتنا، توجهنا إلى بوابة منطقة المغامرين. انتهينا من تحميل أغراضنا في العربة وبينما نحن نستعد للخروج ظهر باول لتوديعنا. “مرحبا، رودي. هل أنت متأكد أنك لا تريد البقاء لفترة أطول قليلا؟”

في الوقت الحاضر، هذا الحزب ليس مسيطرا على ميليس. ينتمي البابا الحالي إلى فصيل أكثر قوة دعا إلى التعايش مع جنس الشياطين؛ نتيجة لذلك، لم يتمكن فرسان المعبد من اتخاذ خطوات فعالة لطردهم. ومع ذلك، إذا حدث أن تسبب شيطان في مشاكل في المدينة، فسيهرعون بفارغ الصبر لمضايقة جميع المعنيين. على الرغم من ضعفهم السياسي، هم غالبا ما يتخذون إجراءات عدوانية باسم العدالة أو النظام العام.

 

إذا أعلن رويجيرد علنا أنه سبيرد وبدأ في القيام بوظائف حول ميليشيون، فإن فرسان المعبد سيجعلون حياتنا بائسة أكثر من أي وقت مضى. لديهم عيون وآذان في جميع أنحاء هذه المدينة، هذا ما يبدو.

 

 

“أشعر بالأسف الشديد من أجله!”

في هذه الحالة، ربما يمكننا محاولة العمل خارج المدينة.

“هم، لا أعلم. سأسألها لاحقًا.”

 

لم يتوافق الحجم دائما مع القوة، لكن الكتلة المطلقة هي سلاح في حد ذاته. الكل في الكل، الوحوش حول ميليشيون ضعيفة.

مع وضع هذا الفكر في الاعتبار، انتزعت مهمة مرتبة B كانت النقابة قد وضعتها للتو على لوح المهام. على ما يبدو، يجب قتل وحش هائج في قرية محلية. الموقع قريب بما فيه الكفاية بحيث يمكننا بسهولة القيام برحلة ليوم واحد.

إنطلق ثلاثتنا على الفور. وتماما عندما وصلنا، صدفةً، وجدنا القط الأخضر الكبير يتسكع في القرية مع الدجاج في فمه.

 

 

 

 

هدفنا هذه المرة نمر الورقة. هذا وحش موطنه المناطق الجنوبية من الغابة العظيمة، ولكن لسبب ما توجه هذا الوحش جنوبا للإقامة في هذه المنطقة.

 

 

 

لدى نمور الأوراق فراء من اللون الأخضر المرقط مغطى بنمط بني. هذا سمح لهم بالاندماج في الغابة بشكل مثالي. نظرا لأنه كان من الصعب رؤيتهم وغالبا ما يتنقلون في مجموعات صغيرة، فقد تم اعتبارهم وحوشا في المرتبة B. ومع ذلك، فإن الشخص الذي نلاحقه أتى بمفرده، وتمويهه عديم الفائدة في هذه الأراضي العشبية المفتوحة. ربما هو أقل تهديدا من ذئب الحمض العادي. لو الأمر عائد إلي لوضعته في المرتبة D، على الأكثر. في القارة الشيطانية، كنت سأقفز من الفرح عند العثور على وظيفة بهذه السهولة على لوح المهام.

 

 

“لا بأس يا أبي.”

إنطلق ثلاثتنا على الفور. وتماما عندما وصلنا، صدفةً، وجدنا القط الأخضر الكبير يتسكع في القرية مع الدجاج في فمه.

 

 

ابتسمت فييرا بشكل محرج. “أنا آسفة، ولكن هناك سبب يدفعني لارتداء هذا.”

بمجرد أن لاحظنا إنطلق نحونا، لكن إيريس قالت فقط: “سأعتني به بنفسي.” ركضت إليه، وقطعت المسكين إلى نصفين بسلاسة.

“….ماذا؟ هل لديك مشكلة في ذلك؟”

 

 

إنتهت المهمة! هاه، كان ذلك سريعا.

 

 

 

 

علي أن أعترف، لقد تأثرتُ بِـباول. على ما يبدو، لقد تعلم شيئا أو شيئين عن التعامل مع الفتيات من سنواته كزير نساء.

قدم لنا سكان القرية شكرهم الصادق. قتل هذا النمر الكثير من الماشية وهاجم العديد من المزارعين في المنطقة مؤخرًا.

استمتعنا بطعامنا أثناء الدردشة حول أشياء مهمة. غالب الحديث دار بيني وبين باول، بالطبع. لم تنظر نورن أبدا في إتجاهي، ومن جانبها، التزمت إيريس الصمت في الغالب. بدأ باول في التحدث إليها بين الحين والآخر، لكن موجات العداء التي أطلقتها بدت قوية بما يكفي لدرجة أنه يفكر دائما في الأمر بشكل كامل قبل قول أي شيء لها. ربما هذا حكيم منه ألَّا يتحرش بِـخلية النحل.

 

 

عادة، من الممكن إرسال أحد أوامر الفرسان المقدسة لحمايتهم. لكن قبل أيام قليلة فقط، حدث على ما يبدو حادث خطير حيث تعرض طفلة مباركة للهجوم في هذه المنطقة المجاورة. تم القضاء على مرافقيها، وهي وحدة من فرسان المعبد، بالكامل تقريبا؛ نجا قائدهم فقط.

 

 

“أنت ونورن لم تتصالحا حتى الآن، رغم ذلك.”

بالكاد تمكن قائد الفرسان من حماية الطفلة المباركة، لحسن الحظ. لكنها لا تزال أُعفيت من منصبها عقابًا على الخسائر الفادحة التي تكبدتها.

 

 

مع استنفاد هذا الموضوع، عدت أنا وباول للدردشة حول أي شيء يتبادر إلى الذهن. في النهاية وصلنا إلى موضوع عيد ميلادي العاشر.

أوامر الفرسان العسكرية المقدسة على حافة الهاوية بالفعل بعد سلسلة من عمليات اختطاف العبيد المشبوهة مؤخرًا، حتى قبل هذه الكارثة. ألقى خبر ذلك بكل من كنيسة ميليس وفرسانهم في فوضى. كنتيجة لذلك، فشلوا تماما في فعل أي شيء حيال وحش خطير معين في المرتبة B. لعدم وجود أي خيارات أفضل، تحول القرويون إلى نقابة المغامرين.

 

 

في يوم مغادرتنا، توجهنا إلى بوابة منطقة المغامرين. انتهينا من تحميل أغراضنا في العربة وبينما نحن نستعد للخروج ظهر باول لتوديعنا. “مرحبا، رودي. هل أنت متأكد أنك لا تريد البقاء لفترة أطول قليلا؟”

إنها قصة مثيرة للاهتمام. لا يعني ذلك أن لها علاقة كبيرة بنا.

هذا ليس مطمئنًا أنه لم يسمع أبدا عن الرجل، لكن علينا فقط أن ننتظر ونرى.

 

 

 

لم أرغب حتى في التفكير في كيف سيكون رد فعلها إذا صرخ باول في وجهي، ناهيك عن مهاجمتي. ولكن نظرا لعدم وجود أي من ذلك، فقد تكون رغبتها في قتله قد تلاشت — على الأقل قليلا.

الآن بعد أن جمعت المعلومات التي يمكنني الحصول عليها، انتقلت إلى تجربة صغيرة.

“ماذا تقصد بذلك؟”

 

“هذا يبدو شهيًا حقًا.” غمغمت إيريس، وهي تتفحص الطعام بعيون مشرقة. بدت إيريس مثل إبنة باول أكثر مني، بكل صراحه. ثم مرة أخرى، باول وفيليب أبناء عمومة، لذلك ربما ذلك ليس غريبا جدا.

للدقة، أخبرت القرويين عن السبيرد. شرحت أن صديقنا رويجيرد ينتمي إلى تلك القبيلة، وأن شعبه يسافرون في جميع أنحاء العالم للقيام بالأعمال الصالحة في محاولة لكسب صداقة الأجناس الأخرى.

“مستحيل!”

 

“إذا بدت الأمور قبيحة عندما تصلون، فقط تأكد من الحفاظ على السيدة الصغيرة آمنة. بعض الناس قد يرمون حفنة من الهراء حول واجبات النبلاء ولكن لا تهتم بكلامهم.”

“في لمحة، قد يبدو السبيرد باردًا أو حتى عدائيا، لكن من السهل بما يكفي اختراق هذا المظهر الخارجي الصخري. أنتم ترون هذا التمثال الصغير هنا أيها الناس، صحيح؟ كل ما عليك فعله هو إظهار واحد من هؤلاء وذكر اسم رويجيرد. وهذا وحده سيتكفل بمحو ذلك التجهم المخيف وتحويله إلى ابتسامة سعيدة، وهكذا ستكونون أفضل أصدقاء مدى الحياة في دقائق!”

 

إنه عرض مثالي للمبيعات، في رأيي. ومع ذلك، بدا رئيس القرية أقل حماسًا. لقد شعروا بالإمتنان لرويجيرد، لكن هذا لم يكن كافيا لتغيير وجهات نظرهم حول جنس الشياطين ككل. وبصفتهم أتباع كنيسة ميليس، لم يكونوا مهتمين بامتلاك تمثال للشيطان. لهذا، دفع التمثال الصغير إلى يدي مرة أخرى.

 

 

 

يبدو أنها تجربة فاشلة. ربما هذه ليست مشكلة يمكن حلها على الفور.

لولا ذلك اليوم، لإستسلمت لرغبتها على الفور، لكن من الواضح أن إيريس ما زالت يشعر ببعض العداء تجاه والدي. ربما هذا قليل، في الواقع. يبدو أنها كرهته حتى النخاع. أستطيع أن أفهم كيف تشعر إلى حد ما، لكنني قررت بالفعل أن أكون لطيفا مع باول.

 

 

ربما يكون تمثال فتاة مثيرة أكثر فعالية. أوه، ماذا لو صنعت نسخة أنثوية من رويجيرد؟

“أوي، لا تهتم!”

انتظر، لا. هذا سيبتعد كثيرًا عن الهدف.

لم يمض وقت طويل بعد هذا التبادل، أحضر النادل أخيرًا طعامنا إلى الطاولة. “حسنا، دعونا نبدأ.” وقال باول، شوكته تحوم في الهواء. “همم، ما الذي يجب أن نبدأ به أولًا….؟”

 

“لا، أعتقد أنني سآتي لوحدي.”

 

الآن إذن. الأسبوع ليس وقتا طويلا للعمل معه، لذلك سيتعين علينا استخدامه بشكل مُنتِج. مع أخذ ذلك في الاعتبار، توجهت إلى نقابة المغامرين الخاصة بِـمليشيون.

قال رويجيرد، وهو يدرس التمثال بإعجاب بينما نحن الثلاثة نسير نحو ميليشيون: “لم يكن لدي أي فكرة عن أنك صنعت مثل هذا الشيء.”

خدش باول رأسه بحزن، وبدت إيريس مترددةً بعض الشيء، لكن كلاهما انحنى للخلف على كراسيهما في الوقت الحالي. شرعنا الأربعة في قول صلاة قصيرة تخص ميليس. كل هذا يتضمن شبك يديك معًا وإغلاق عينيك لبضع ثوان.

 

بعد ذلك، وصلنا بطريقة ما إلى موضوع عائلة زينيث. من الواضح أنهم معروفون بين نبلاء ميليس، ولديهم تاريخ في إنتاج العديد من الفرسان الموهوبين والصالحين. لسوء الحظ، كان أجدادي قد تبرأوا بشكل أساسي من زينيث عندما غادرت المنزل، لذلك لم يكونوا متحمسين للغاية للمساعدة في البحث عنها في البداية.

“أليس مدهشًا؟ روديوس جيد حقا في صنع هذه الأشياء!” لسبب ما، بدتْ إيريس فخورةً جدًا بأنني حصلتُ على موافقته.

 

 

“لا أريد.”

رُغم أن هذا التمثال قد رُفِض، لكن التماثيل التي أصنعها تجلب أسعارًا جيدةً في السوق. لديهم جودة كافية لكسب إعجاب ملك سيف معين من جنس الوحوش وأمير في بلد أجنبي، بعد كل شيء.

 

 

مع ذلك، ذهبت فييرا إلى مكان ما. بعد بضع دقائق، عادت مع ساحرة مألوفة.

نعم فعلا. أنا عمليًا فنانٌ ملكيٌّ في هذه المرحلة!

 

“على كل حال، موقف التمثال ليس جيدًا على الإطلاق.” قال رويجيرد.

بالنظر إلى وجه نورن، توجب علي أن أحارب الرغبة في إطلاق تنهد طويل وثقيل. لقد تم نقل باول ونورن آنيًا معًا. أعرف كل شيء عن ذلك الآن. لقد مرضت بشدة أثناء رحلتهم إلى فيدوا وكادت الوحوش تهاجمها عدة مرات على طول الطريق. وكان والدها هو الذي قام بحمايتها من كل تلك الأخطار.

“نعم، الموقف خاطئ تماما. عليك أن تجعله ينحني أقل بكثير…” وافقته إيريس الرأي.

“….لا أريد.”

نيااووو~~

أومأ باول برأسه قليلا. ثم، أخيرا، استدار وتحدث إلى الفتاة الصغيرة التي تقف خلفه. “هيا، نورن. قولي وداعًا لأخيك الأكبر.”

 

 

هذان الاثنان يعرفان حقًا كيفية تدمير أحلام البشر.

خدش باول رأسه بحزن، وبدت إيريس مترددةً بعض الشيء، لكن كلاهما انحنى للخلف على كراسيهما في الوقت الحالي. شرعنا الأربعة في قول صلاة قصيرة تخص ميليس. كل هذا يتضمن شبك يديك معًا وإغلاق عينيك لبضع ثوان.

 

لم يمض وقت طويل بعد هذا التبادل، أحضر النادل أخيرًا طعامنا إلى الطاولة. “حسنا، دعونا نبدأ.” وقال باول، شوكته تحوم في الهواء. “همم، ما الذي يجب أن نبدأ به أولًا….؟”

 

“….نعم، أنت على حق. المعذرة.”

***

ربت باول على رأس نورن وهي تعبس. بدا شعرها الذهبي جميلا حقا، على أي حال. إنها تذكرني بِـزينيث. بالتفكير في الأمر، كانت زينيث تهيج مثل العاصفة عندما يزعجها أحد. ربما ورثت نورن هذه العادة من والدتها؟

 

***

بعد ثلاثة أيام — في اليوم السابق لموعد العشاء مع باول — أدركت أنه ليس لدي أي شيء لِـأرتديه في المطعم.

 

 

 

لا توجد هنا قواعد لباس محدد، وهذا مجرد لقاء عائلي. ومع ذلك، بدت الملابس التي اشتريتها سابقًا في القارة الشيطانية رثة بعض الشيء في شوارع ميليشيون، لذلك توجهت مع إيريس للقيام ببعض التسوق.

“كنت سأعطيك زوجا من القفازات. شعرت بالذنب قليلا، لأنني وجدتها في الجزء الخلفي من مخزننا، لكنها عناصر سحرية قد وجدناها في الماضي في أسفل متاهة. تلك الأشياء خفيفة مثل الريش. أنها لا تناسبني، ولكنني إعتقدتُ أنها قد تبدو جيدة عليك، رودي.”

 

يا إلهي. إنه يحب حقًا التباهي بنفسه أمامي…

ربما يكون هذا مؤهلا كموعد غرامي، على الرغم من أنه ليس مثيرًا بشكل خاص. لم تبدُ إيريس متحمسةً أبدا لشراء الملابس حيث تميل للإعتقاد بأن كل شيء يبدو على ما يرام. اعتقدت أنني يجب أن أغتنم هذه الفرصة للحصول على بعض الملابس الجديدة أيضًا. من هذه النقطة فصاعدا، سنسافر في أراضي البشرية، ويقول المثل أن الإنطباعات الأولى تدور حول كيفية تقديم نفسك. على أقل تقدير، أردت منا أن نرتدي ملابس جيدة بما يكفي حتى لا يعاملنا الناس بوقاحة.

“صندوق؟” الآن أنا فضولي. ما الذي يمكن أن يكون داخل ذلك الشيء؟ لا يعني ذلك أنه كان هناك الكثير للتخمين من خلاله. لا يهم ما هو، فقد ذهب منذ فترة طويلة الآن.

 

للدقة، أخبرت القرويين عن السبيرد. شرحت أن صديقنا رويجيرد ينتمي إلى تلك القبيلة، وأن شعبه يسافرون في جميع أنحاء العالم للقيام بالأعمال الصالحة في محاولة لكسب صداقة الأجناس الأخرى.

تمنيت نوعا ما أن ألجأ إلى صديق يعرف شيئا عن الموضة للحصول على المشورة. لكن الأشخاص الوحيدين الذين يمكنني حتى تسميتهم بالمعارف في هذه المدينة هم ذلك المبتدئ ذو وجه القرد وفييرا. ليس لدي أي فكرة عن مكان وجود غيز، ولستُ ودودًا بما يكفي مع فييرا لأطلب منها خدمة شخصية.

أوامر الفرسان العسكرية المقدسة على حافة الهاوية بالفعل بعد سلسلة من عمليات اختطاف العبيد المشبوهة مؤخرًا، حتى قبل هذه الكارثة. ألقى خبر ذلك بكل من كنيسة ميليس وفرسانهم في فوضى. كنتيجة لذلك، فشلوا تماما في فعل أي شيء حيال وحش خطير معين في المرتبة B. لعدم وجود أي خيارات أفضل، تحول القرويون إلى نقابة المغامرين.

 

هذا الطفل مثير للإعجاب كما كان دائما. لقد حدد خططه في وقت قصير، ثم وضعها موضع التنفيذ على الفور. أخبرتني إيلاينا لايز ذات مرة أنني أتسرع في حياتي أليس كذلك؟ أتسائل عما ستفكر فيه إذا ألقت نظرة عليه.

في النهاية، قررت دراسة الأشخاص الذين يمرون حتى أشعر بالموضة. جلست أنا وإيريس في أحد الشوارع وانخرطنا في القليل من مشاهدة الحشود.

مبدئيًا — علينا التأكد من أن عملية نقل اللاجئين ستنطلق دون عوائق. وبمجرد الانتهاء من ذلك، سأجد بقية أفراد عائلتي. بغض النظر عمَّا يستغرقه الأمر.

 

 

بعد فترة، لاحظت أن الملابس الزرقاء بدت شائعة إلى حد ما في الوقت الحالي. أيضا، بعض الناس يرتدون عباءات أو سترات، لكن كثيرين آخرين لم يزعجوا أنفسهم بهذا. المناخ هنا لطيف بدرجة كافية لدرجة أن معظم الملابس الخارجية خفيفة نسبيًا.

 

 

أخيرا، وصل اليوم الكبير.

“يبدو أن اللون الأزرق هو الموضة الآن، أليس كذلك؟”

“صندوق؟” الآن أنا فضولي. ما الذي يمكن أن يكون داخل ذلك الشيء؟ لا يعني ذلك أنه كان هناك الكثير للتخمين من خلاله. لا يهم ما هو، فقد ذهب منذ فترة طويلة الآن.

“الأزرق ليس مناسبًا لك على الإطلاق، روديوس.”

 

واو، فتاة وقحة. لحسن الحظ، أنا لا أهتم كثيرا بالموضة. “إذن، ما الذي يناسبني؟”

***

“أنت تملك ذلك الشيء الذي أعطاك إياه غيز، صحيح؟ فقط إرتدِه.”

 

هي تتحدث عن سترة الفراء، أليس كذلك؟ هذا الشيء كبير قليلا علي، على أية حال. إنها طويلة بما يكفي لتبدو وكأنها معطف. ومع ذلك، الأمر ليس مزعجا على الإطلاق، لذلك ارتديتها أحيانا. غالبًا في الأيام الباردة.

“أخوك الكبير وأنا قد تصالحنا بالفعل، حسنا؟ أليس هذا صحيحا، رودي؟”

 

 

“هذا ليس سيئا، لكنني أشعر أنها طويلة جدا بالنسبة لي.”

“حسنا إذن. لماذا لا نجلس جميعا؟”

“نعم، أعتقد ذلك. لماذا لا تقصرها فقط، إذن؟”

أووبس. أنا أفعل ذلك مرة أخرى.

“هذا سيكون مضيعةً فقط. ما زلتُ صبي ينمو، أتذكرين؟”

 

مع دردشة عشوائية، اختار الإثنان منا بعض المشتريات. لم يستغرق الأمر وقتا طويلا على الإطلاق، وأعتقد أن هذا بسبب قلة إهتمامنا. لذا، بدا الأمر مفاجئا عندما اختارت إيريس، في النهاية، فستانًا أسودًا عصريا إلى حد ما مطرز بالورود البيضاء الصغيرة.

لكنهم غيروا نهجهم تماما بمجرد إلقاء نظرة على نورن، على أية حال. هذا العالم مختلف عن عالمي القديم من نواح كثيرة، لكن من الواضح أن قوة حفيد لطيف هو أمر عالمي.

 

 

“هل تريدين هذا حقًا، إيريس؟”

قامت فييرا بإمالة رأسها إلى الجانب مفكرة. “حسنا، لديه شهر كامل من العمل للحاق به في الوقت الحالي. أتوقع أنه قد يكون مشغولا جدا لفترة من الوقت.”

“….ماذا؟ هل لديك مشكلة في ذلك؟”

تفاجئت نورن في البداية، ثم عبست وألقت الكتلة الخشبية في يدها علي، والتي تمكنتُ من الإمساك بها. “اذهب بعيدا!”

“لا، لا. أراهن أنه سيبدو رائعا عليك.”

هذه ليست الطريقة الأكثر ودية لقول مرحبًا. همم. هل فعلت أي شيء لجعلها مستاءة مني؟ الشيء الوحيد الذي يتبادر إلى الذهن هو ذلك الوقت الذي أبرحت فيه باول ضربًا أمام عينيها.

“همف. ليس عليك أن تتملقني، كما تعلم.”

 

بعد دفع ثمن مشترياتنا، عدنا إلى النزل.

“نعم، أنت على حق.” يمكنني أن أحاول أن أتصرف مثل الوضيع الصغير الحلو أمامهم، لكن طبيعتي الحقيقية ستكشف على الأرجح عن نفسها في الوقت المناسب. الأمر لا يستحق المخاطرة.

 

 

 

إنها قصة مثيرة للاهتمام. لا يعني ذلك أن لها علاقة كبيرة بنا.

أخيرا، وصل اليوم الكبير.

تمنيت نوعا ما أن ألجأ إلى صديق يعرف شيئا عن الموضة للحصول على المشورة. لكن الأشخاص الوحيدين الذين يمكنني حتى تسميتهم بالمعارف في هذه المدينة هم ذلك المبتدئ ذو وجه القرد وفييرا. ليس لدي أي فكرة عن مكان وجود غيز، ولستُ ودودًا بما يكفي مع فييرا لأطلب منها خدمة شخصية.

 

 

في فترة ما بعد الظهر، أعلَمتُ لرويجيرد وإيريس أنني سأتناول العشاء مع والدي في المساء.

باول

 

لكنهم غيروا نهجهم تماما بمجرد إلقاء نظرة على نورن، على أية حال. هذا العالم مختلف عن عالمي القديم من نواح كثيرة، لكن من الواضح أن قوة حفيد لطيف هو أمر عالمي.

قال رويجيرد: “أنا سعيد لسماع ذلك.” بتعبير مرتاح قليلا على وجهه. أستطيع أن أرى في الواقع السعادة في عينيه. مما يبدو عليه الأمر، هو يرغب مني بشدة أن أغادر هذه المدينة بعلاقة جيدة مع والدي. لا يعني ذلك أن لديه أي سبب للقلق بالطبع. أنا أخطط للإستفادة الكاملة من هذه الفرصة لتعزيز الترابط الأُسري خاصتي.

“أنا قادمةٌ أيضًا!” أعلنت إيريس.

 

“آه….”

“أنا قادمةٌ أيضًا!” أعلنت إيريس.

 

 

شرعت شيرا في تزويدي بهدوء بالوقت والمكان المحددين. سنتناول الطعام في مكان في الحي التجاري يعرف بإسم ميليس الكسول. للتأكد، سألت عن قواعد اللباس هناك، لكن يبدو أنه لا يوجد أي شيء كهذا.

مُلتفتًا إليها، وجدتها تنظر إلي مع ذراعيها في المتقاطعة ووقفتها المعتادة.

 

 

 

“آه….”

“هاه؟!”

“ماذا؟ هل هذه مشكلة؟”

“لا، أعتقد أنني سآتي لوحدي.”

لولا ذلك اليوم، لإستسلمت لرغبتها على الفور، لكن من الواضح أن إيريس ما زالت يشعر ببعض العداء تجاه والدي. ربما هذا قليل، في الواقع. يبدو أنها كرهته حتى النخاع. أستطيع أن أفهم كيف تشعر إلى حد ما، لكنني قررت بالفعل أن أكون لطيفا مع باول.

بوضع كل الأشياء في الاعتبار، أردت أن تظهر إيريس القليل من ضبط النفس هنا. حمل قنبلة في وسط حريق غابة مستعرة ليس ضمن قائمة أفضل الأفكار. ربما يجب تأجيل تقديمها رسميًا للعائلة حتى يصير كلانا أكثر حميمية مما نحن عليه الآن.

 

نعم، هذا هو الأمر غالبًا.

لو إن هذه هي القضية الوحيدة، لكنت ربما سآخذها معي وأُحاول جعل الإثنين يتأقلمان بشكل أفضل. لكن هذا العشاء سيكون أول وجبة لنا كعائلة منذ سنوات عديدة، صحيح؟ وأنا لم أصحح الأمور مع نورن حتى الآن، أيضًا. إضافة إلى ذلك، لقد قلت أنني سآتي إلى المطعم وحدي.

في هذه المرحلة، لاحظت أن غيز يرتدي ملابس سفر. “ما الأمر معك، على أي حال؟ أنت ذاهب إلى مكان ما؟”

 

“آسف، هل تأخرت؟”

“هل تمانعين في البقاء هنا بدلا من ذلك، إيريس؟”

يا إلهي. إنه يحب حقًا التباهي بنفسه أمامي…

بوضع كل الأشياء في الاعتبار، أردت أن تظهر إيريس القليل من ضبط النفس هنا. حمل قنبلة في وسط حريق غابة مستعرة ليس ضمن قائمة أفضل الأفكار. ربما يجب تأجيل تقديمها رسميًا للعائلة حتى يصير كلانا أكثر حميمية مما نحن عليه الآن.

 

 

لولا ذلك اليوم، لإستسلمت لرغبتها على الفور، لكن من الواضح أن إيريس ما زالت يشعر ببعض العداء تجاه والدي. ربما هذا قليل، في الواقع. يبدو أنها كرهته حتى النخاع. أستطيع أن أفهم كيف تشعر إلى حد ما، لكنني قررت بالفعل أن أكون لطيفا مع باول.

“نعم، أنا أمانع! أنا قادمة أيضًا، فهمت؟!”

بدأت أشعر أنني قد لا أكون شعبيًا جدا في هذا المكان.

كم أنا أحمق. كلمة ضبط النفس ليست جزءًا من مفردات إيريس.

 

 

 

“رويجيرد، هل يمكنك أن تقول شيئا هنا؟”

لا توجد هنا قواعد لباس محدد، وهذا مجرد لقاء عائلي. ومع ذلك، بدت الملابس التي اشتريتها سابقًا في القارة الشيطانية رثة بعض الشيء في شوارع ميليشيون، لذلك توجهت مع إيريس للقيام ببعض التسوق.

عندما عدت إلى رويجيرد بحثا عن المساعدة، وجدته يضع يده على ذقنه يفكر. انتقلت نظرته الشديدة من وجهي إلى إيريس، ثم عادت مرة أخرى. “لقد تصالحت مع والدك، أليس كذلك؟ لا ينبغي أن تكون هذه مشكلة، إذن. دعها تذهب.”

 

وااو! طعنة في الظهر! هل هذا هو نفس الرجل الذي قام بلكم إيريس لمنعها من التدخل في المرة الأخيرة؟

قدم لنا سكان القرية شكرهم الصادق. قتل هذا النمر الكثير من الماشية وهاجم العديد من المزارعين في المنطقة مؤخرًا.

حسنًا. أعتقد أنني يجب أن أترك الأغلبية تحكم في هذا. “حسنا، بما أنك تقول هذا، رويجيرد….”

بمجرد اختفاء غيز عن الأنظار، إنحنيت إلى أسفل ورفعت نورن على كتفي. فجأة، صرت أتفجر بالطاقة والدافع.

“همف! ماذا كنت تتوقع؟”

“كيف أمكنك ضربه هكذا؟ أنت لئيم جدا!”

“شيء واحد فقط، إيريس. أريد أن أبقى على علاقة جيدة مع والدي، لذا يرجى أن تكوني مهذبةً معه، حسنًا؟”

عبست إيريس وبدأت في فتح فمها، لكن باول كان أسرع. “لا تقولي ذلك يا فتاة. في بعض الأحيان يستحق الأب لكمة أو اثنتين.”

“….حسنًا!”

 

انطلاقا من نبرة صوتها، هي لا تنوي أبدًا الوفاء بهذا الوعد. هذا ليس مطمئنًا تمامًا.

بعد ذلك، وصلنا بطريقة ما إلى موضوع عائلة زينيث. من الواضح أنهم معروفون بين نبلاء ميليس، ولديهم تاريخ في إنتاج العديد من الفرسان الموهوبين والصالحين. لسوء الحظ، كان أجدادي قد تبرأوا بشكل أساسي من زينيث عندما غادرت المنزل، لذلك لم يكونوا متحمسين للغاية للمساعدة في البحث عنها في البداية.

 

“لا حرج من تغيير الوتيرة بين الحين والآخر، صحيح؟”

 

ربما يكون هذا مؤهلا كموعد غرامي، على الرغم من أنه ليس مثيرًا بشكل خاص. لم تبدُ إيريس متحمسةً أبدا لشراء الملابس حيث تميل للإعتقاد بأن كل شيء يبدو على ما يرام. اعتقدت أنني يجب أن أغتنم هذه الفرصة للحصول على بعض الملابس الجديدة أيضًا. من هذه النقطة فصاعدا، سنسافر في أراضي البشرية، ويقول المثل أن الإنطباعات الأولى تدور حول كيفية تقديم نفسك. على أقل تقدير، أردت منا أن نرتدي ملابس جيدة بما يكفي حتى لا يعاملنا الناس بوقاحة.

بعد ذلك، صعدت إلى الطابق العلوي لأرتدي ملابسي الجديدة، ثم توجهت إلى المطعم جديدًا تمامًا (وأُعرَفُ أيضًا بإسم نيوديوس). إيريس معي ترتدي الفستان الأسود الذي إشتريناه في اليوم السابق.

 

 

“همف. ليس عليك أن تتملقني، كما تعلم.”

لقد بذلت قصارى جهدي لتجنب الشوارع الجانبية الضيقة. هناك الكثير من الخاطفين يتربصون في تلك الأزقة المظلمة، يمكن أن يكون العنف منتشرًا قليلا في بعض الأماكن. لا يوجد سبب للمخاطرة بإفساد ملابسنا الجديدة.

 

 

 

الطرق الرئيسية فيها مخاطرها أيضا، بالطبع. نظرا لأن وقت العشاء إقترب، يوجد عدد غير قليل من الناس يشترون شيئا مثل ياكيتوري من الأكشاك الخارجية. إذا اصطدمتُ بأحد هؤلاء الرجال، فإن النتيجة ستكون بلا شك مأساوية. وإذا إصطدم أحدهم بإيريس، فمن المحتمل أن تترك لكمة بورياس كلانا غارقين في دمائه.

بوضع كل الأشياء في الاعتبار، أردت أن تظهر إيريس القليل من ضبط النفس هنا. حمل قنبلة في وسط حريق غابة مستعرة ليس ضمن قائمة أفضل الأفكار. ربما يجب تأجيل تقديمها رسميًا للعائلة حتى يصير كلانا أكثر حميمية مما نحن عليه الآن.

 

“….حسنًا، حسنًا.”

كإجراء احترازي، أبقيت عين الإستبصار خاصتي نشطة. من خلال النظر باستمرار ثانية واحدة في المستقبل، إستطعنا التحرك بأمان من خلال الحشود. شعرت بالسوء قليلا لاستخدام مثل هذه القدرة القوية لشيء عادي، لكن على الأقل وصلنا إلى وجهتنا دون وقوع حوادث.

للدقة، أخبرت القرويين عن السبيرد. شرحت أن صديقنا رويجيرد ينتمي إلى تلك القبيلة، وأن شعبه يسافرون في جميع أنحاء العالم للقيام بالأعمال الصالحة في محاولة لكسب صداقة الأجناس الأخرى.

 

ربما يكون تمثال فتاة مثيرة أكثر فعالية. أوه، ماذا لو صنعت نسخة أنثوية من رويجيرد؟

أمر التحفظ هذا برمته جعلني أشعر بالتوتر قليلا. لكِن، اتضح أن ميليس الكسول هو مكان عادي تماما. بار ومطعم قائم بذاته، وليس جزءا من نزل؛ بدا أن معظم العملاء من السكان المحليين المحترمين نسبيا. عندما أعطيت اسمي للنادل مقدما، أخذني أنا وإيريس إلى طاولتنا على الفور. لم تُعطى أي ملاحظات على حقيقة أن هناك اثنين منا. كان باول جالسا بالفعل على الطاولة بابتسامة محرجة على وجهه، جنبا إلى جنب مع نورن الغاضبة للغاية.

لكن قبل أن يتاح لي الوقت للاستحمام في الإحراج، دخلت امرأة مألوفة إلى الغرفة، وفجأة تحولت كل العيون إليها. إنها سيدة البيكيني المدرعة، التي عادت إلى أسلوبها القديم في إرتداء الملابس نصف العارية. رصدتني على الفور وتوجهت نحوي.

 

وااو.

“آسف، هل تأخرت؟”

“حسنا، هذا ما اعتدنا عليه في هذه المرحلة.”

“آه، امم….آسف على هذا، طفل. لقد بالغت شيرا في الأمر لسبب ما. أخبرتها أن المكان المعتاد سيكون على ما يرام، لكن…”

انطلاقا من نبرة صوتها، هي لا تنوي أبدًا الوفاء بهذا الوعد. هذا ليس مطمئنًا تمامًا.

“لا حرج من تغيير الوتيرة بين الحين والآخر، صحيح؟”

 

بدأت في سحب كرسي، ثم توقفت عندما لاحظت أن إيريس تبدو غاضبة إلى حد ما. هذه من الناحية الفنية ليست المرة الأولى التي تقابل فيها باول، ولكن ربما يكون تقديمهما لبعض فكرة جيدة. “اممم، الأب، هذا هي إيريس. كما أخبرتك في ذلك اليوم، إنها ابنة فيليب، وفردٌ من بورياس—”

“صباح الخير.”

“أوه. صحيح، صحيح.” قطعني في منتصف الجملة، نهض باول على قدميه والتفت إلى إيريس. بإستقامة وضع يدًا واحدة على صدره، ثم خفض رأسه قليلا. بدا ترحيبًا من خبير — ليس أقل سلاسة من ترحيب فيليب. “إنه لَـمِن دواعي سروري أن أتعرف عليك يا آنسة. أنا باول غرايرات، والد روديوس.”

“أنت تملك ذلك الشيء الذي أعطاك إياه غيز، صحيح؟ فقط إرتدِه.”

متفاجئة، حاولت إيريس النظر إلي، ولكن لم تتمكن من كسر اتصالها بعيني والدي تمامًا.

“آه، أنا….إ-إيريس غرايرات….سيدي.” التعبير على وجهها لا يزال غاضبا. ومع ذلك، أمسكت نهايات فستانها وإنحنت قليلًا بإحراج. يبدو أنها ضيعت فرصتها لبدء الصراخ أو إلقاء اللكمات.

 

قامت فييرا بإمالة رأسها إلى الجانب مفكرة. “حسنا، لديه شهر كامل من العمل للحاق به في الوقت الحالي. أتوقع أنه قد يكون مشغولا جدا لفترة من الوقت.”

“آه، أنا….إ-إيريس غرايرات….سيدي.” التعبير على وجهها لا يزال غاضبا. ومع ذلك، أمسكت نهايات فستانها وإنحنت قليلًا بإحراج. يبدو أنها ضيعت فرصتها لبدء الصراخ أو إلقاء اللكمات.

من المحزن أن نورن تكرهني، لكن لا يوجد الكثير الذي يمكنني فعله حيال ذلك. علينا فقط أن نتحدث عن الأشياء خلال بضع سنوات على الطريق. بمجرد أن تصير أكبر سنا، أنا متأكد من أنها ستفهم. الوقت ليس موردا لا حصر له، لكنه يمكن أن يشفي بعض الجروح على الأقل.

 

 

علي أن أعترف، لقد تأثرتُ بِـباول. على ما يبدو، لقد تعلم شيئا أو شيئين عن التعامل مع الفتيات من سنواته كزير نساء.

….منذ متى يمكنه إلقاء تحية النبلاء هكذا، على أي حال؟

 

كم أنا أحمق. كلمة ضبط النفس ليست جزءًا من مفردات إيريس.

….منذ متى يمكنه إلقاء تحية النبلاء هكذا، على أي حال؟

 

“حسنا إذن. لماذا لا نجلس جميعا؟”

“لا، لا. أراهن أنه سيبدو رائعا عليك.”

وهكذا، بدأ عشاء عائلتنا دون أي إراقة للدماء.

 

 

 

جلست أنا وإيريس في مقاعدنا. في الوقت الحالي، لا تزال إيريس تلتزم الصمت، لكن من الواضح أنها ستكشف عن أنيابها في لحظة إذا اتخذت الأمور منعطفا خاطئًا. لا يزال باول يبدو غير مرتاح بعض الشيء. أما بالنسبة لنورن….حسنًا، هي لم تنظر إلي حتى الآن.

 

 

قامت فييرا بإمالة رأسها إلى الجانب مفكرة. “حسنا، لديه شهر كامل من العمل للحاق به في الوقت الحالي. أتوقع أنه قد يكون مشغولا جدا لفترة من الوقت.”

ببساطة، المزاج ليس رائعا. ربما كان من الخطأ حقا إحضار إيريس معي.

“فقط من باب الفضول، ما الذي كنت تخطط لإرساله لي؟”

 

بقدر ما أقدر مشاعره، الوقت متأخر بعض الشيء عن ذلك الآن. “أنا متأكد من أن هذا سيكون لطيفا، لكن قد ينتهي بنا الأمر بالتكاسل هنا للعام المقبل إذا لم نتحرك الآن.”

يبدو أنني لست الوحيد الذي وجد الوضع محرجا بعض الشيء. بعد لحظات قليلة من الصمت، التفت باول إلى نورن بتعبير مضطرب على وجهه. “هيا يا طفلتي. أخيك الكبير هنا، انظري؟ لماذا لا تقولين مرحبا له؟”

 

“لا! لا أريد أن أتناول العشاء مع أحمق قام بِـلكم والدي!”

 

عبست إيريس وبدأت في فتح فمها، لكن باول كان أسرع. “لا تقولي ذلك يا فتاة. في بعض الأحيان يستحق الأب لكمة أو اثنتين.”

 

“لكنك لم تفعل أي شيء خاطئ!” قالت نورن، وهي تنفخ خديها الصغيرين في عرض رائع من السخط.

 

 

 

“أخوك الكبير وأنا قد تصالحنا بالفعل، حسنا؟ أليس هذا صحيحا، رودي؟”

 

أوه بووي. الآن هو يرمي هذا علي، هاه؟ حسنا، ربما هذه فرصة من نوع ما. فرصة لإظهار طرافتي وسحري!

لقد تحدث كلانا في وقت واحد تقريبا. نظرت إلي نورن بتفاجئ، لكنها إستدارت بهدوء بعد ثانية.

“أوه، بالتأكيد.” قلتُ بإبتسامة. “هل تريدين من أن نُقَبِّلَ بعضنا لإثبات ذلك؟”

بمجرد اختفاء غيز عن الأنظار، إنحنيت إلى أسفل ورفعت نورن على كتفي. فجأة، صرت أتفجر بالطاقة والدافع.

“هاه؟!”

 

“هاه؟”

 

لسبب ما، مرَّت كلماتي كالرصاصة التي مرت خلال بالون. هل يعترض باول على فكرة تقبيل ابنه؟ في الواقع، لا أستطيع حقا إلقاء اللوم على الرجل. لا أرغب في تقبيله أيضا. ربما يمكننا أن ننسى أنني قلت ذلك.

 

 

بمجرد أن دخلت، بدأت العمل على جمع المعلومات.

“آه، على أي حال….نحن الاثنان صديقان مرة أخرى الآن، نورن. لماذا لا تتصالحين مع أخيك الكبير أيضًا؟”

تماما كما توصلت إلى هذا الاستنتاج، صفعني أحدهم على كتفي. التفت لرؤية رجل ذو وجه قرد مبتسما في وجهي. “مرحبا يا باول. هل إنتهيت من قول وداعا لإبنك؟”

“مستحيل!”

 

ربت باول على رأس نورن وهي تعبس. بدا شعرها الذهبي جميلا حقا، على أي حال. إنها تذكرني بِـزينيث. بالتفكير في الأمر، كانت زينيث تهيج مثل العاصفة عندما يزعجها أحد. ربما ورثت نورن هذه العادة من والدتها؟

 

بعد الخضوع لمداعبة باول لبعض الوقت، تحولت الطفلة فجأة للنظر بغضب إلى وجهي. توجب عليها أن تميل رأسها للخلف لمجرد النظر في وجهي، لذلك بدا التأثير الكلي لطيفًا أكثر من كونه مخيفًا. “بابا يبذل جهده حقًا.”

 

نظرًا لأن هذا التعليق يبدو موجها إلي، أجبت بلطف قدر الإمكان. “نعم. أعلم أنه كذلك.”

 

“إنه لا يُقَبِّلُ أي فتيات أو أي شيء!”

 

“هذا ما سمعته أيضًا. أنا آسف لأني شككت به.”

 

“إنه دائما لطيف معي أيضًا!” بدأت عيون نورن الصغيرة تمتلئ بالدموع. اللعنة، هل قلت شيئا وقحًا؟ من فضلكِ لا تبدأي بالبكاء، طفلة…. “يبدو بابا دائمًا وكأنه يريد البكاء!”

هي تتحدث عن سترة الفراء، أليس كذلك؟ هذا الشيء كبير قليلا علي، على أية حال. إنها طويلة بما يكفي لتبدو وكأنها معطف. ومع ذلك، الأمر ليس مزعجا على الإطلاق، لذلك ارتديتها أحيانا. غالبًا في الأيام الباردة.

مرتبك من هيجان نورن الواضح، نظرت أنا وباول إلى بعضنا البعض بشكل مرتبك. “انتظري، حقًا؟”

 

قال باول: “آه، حسنا، أنا أصير أحيانًا—”

“خروف، صقر وسيف، هاه؟ يجب أن تكون هذه إحدى أُسر البالادين. لا أعتقد أنني سمعت عن إسم غاش بروش من قبل، على أية حال. لا يعني ذلك أنني على دراية بجميع نبلاء ميليس أو أي شيء.”

“أشعر بالأسف الشديد من أجله!”

ارتعدت زوايا فم غيز بإبتسامته الساخرة المعتادة. “أنت تجلب سوء الحظ بقول هذا.” ومع هذا التفسير المُشَفَر، التفت وابتعد.

لم يجد أي منا شيئًا ليقوله.

“لماذا تفعل هذا، غيز؟ لماذا تحاول جاهدا العثور عليهم؟”

 

 

“كيف أمكنك ضربه هكذا؟ أنت لئيم جدا!”

 

بالنظر إلى وجه نورن، توجب علي أن أحارب الرغبة في إطلاق تنهد طويل وثقيل. لقد تم نقل باول ونورن آنيًا معًا. أعرف كل شيء عن ذلك الآن. لقد مرضت بشدة أثناء رحلتهم إلى فيدوا وكادت الوحوش تهاجمها عدة مرات على طول الطريق. وكان والدها هو الذي قام بحمايتها من كل تلك الأخطار.

 

 

هي تتحدث عن سترة الفراء، أليس كذلك؟ هذا الشيء كبير قليلا علي، على أية حال. إنها طويلة بما يكفي لتبدو وكأنها معطف. ومع ذلك، الأمر ليس مزعجا على الإطلاق، لذلك ارتديتها أحيانا. غالبًا في الأيام الباردة.

مع والدتها، الخادمة أختها مفقودة وقلبها ممتلئ بالقلق، كان باول هو الشخص الوحيد الذي يمكنها الاعتماد عليه. لسنوات، صار هو العائلة الوحيدة التي لديها.

“أوه. صحيح، صحيح.” قطعني في منتصف الجملة، نهض باول على قدميه والتفت إلى إيريس. بإستقامة وضع يدًا واحدة على صدره، ثم خفض رأسه قليلا. بدا ترحيبًا من خبير — ليس أقل سلاسة من ترحيب فيليب. “إنه لَـمِن دواعي سروري أن أتعرف عليك يا آنسة. أنا باول غرايرات، والد روديوس.”

 

“أنا قادمةٌ أيضًا!” أعلنت إيريس.

ثم ظهر شخص غريب من العدم، أسقطهُ أرضًا وبدأ يلكمه على وجهه. سيكون ذلك كافيا لصدم معظم الأطفال في سنها.

“نورن، انظري. هذا كله خطـ—”

 

 

“نورن، انظري. هذا كله خطـ—”

وبهذا المعنى، على الأقل، لقد تم إستخدام هذا الوقت هنا بشكل جيد.

“لا بأس يا أبي.”

 

لو إنها أكبر سنا بقليل، لربما وجدنا نحن الثلاثة طريقة للتحدث عن هذا الأمر. في سنها، على أية حال، ربما يكون هذا مستحيلا. لقد ارتكبت أنا وباول أخطاء وقفزنا إلى الاستنتاجات؛ ثم تصالحنا من خلال الاعتراف بأخطائنا. لكن لا يمكنك أن تتوقع أن يفهم الطفل ذلك. “لا تزال نورن صغيرةً جدًا. لو كنت في مكانها، لا أعتقد أنني سأغفر لوغد لكمك، أيضًا.”

 

من المحزن أن نورن تكرهني، لكن لا يوجد الكثير الذي يمكنني فعله حيال ذلك. علينا فقط أن نتحدث عن الأشياء خلال بضع سنوات على الطريق. بمجرد أن تصير أكبر سنا، أنا متأكد من أنها ستفهم. الوقت ليس موردا لا حصر له، لكنه يمكن أن يشفي بعض الجروح على الأقل.

 

 

لم يجد أي منا شيئًا ليقوله.

“لا، لا ترمي اللا بأس علي الآن.” من الواضح أن باول لا يمتلك نفس أفكاري، رغم ذلك. “يا رفاق قد تكونان الشقيقَينِ الوحيدين اللذين تبقيا لبعضهما، حسنا؟ أريد أن تكونا على علاقة جيدة ببعضكما.”

 

عند سماعي لهذه الإفتراضات نظرت بعبوس قليلًا نحو والدي. “هذا متشائم قليلا، ألا تظن ذلك؟”

في يوم مغادرتنا، توجهنا إلى بوابة منطقة المغامرين. انتهينا من تحميل أغراضنا في العربة وبينما نحن نستعد للخروج ظهر باول لتوديعنا. “مرحبا، رودي. هل أنت متأكد أنك لا تريد البقاء لفترة أطول قليلا؟”

“….نعم، أنت على حق. المعذرة.”

برز وجه إيريس في ذهني، لكن في نفس اللحظة، تذكرت صراخها سأقتل ذلك الأحمق الغبي! عندما إنطلقت لقتل باول.

حسنا، هذا ليس جيدا على الإطلاق. المزاج يزداد ثقلا كل دقيقة. يبدو أن الوقت قد حان لتغيير الموضوع. “بالمناسبة، الآب، ما هو الجيد هنا؟ لقد تخطيت الغداء اليوم، لذلك أنا أتضور جوعا.”

 

لم يحدث تغيير الموضوع بسلاسة، لا، لكن يبدو أن باول يلتقط ما أحاول فعله. مع ابتسامة متوترة، بدا يتكلم. “همم، دعونا نرى. لديهم يخنة المأكولات البحرية اللذيذة مع الأسماك الطازجة من البحر الجنوبي. أوه، ولحم البقر جيد جدا. يربون الكثير من الماشية في المزارع هنا، هل تعلم؟ في الواقع، طعمها مختلف تماما عن خاصة آسورا، خاصة أنهم هنا يميلون إلى غليها. مما يعطي اللحم نكهة غنية ولطيفة حقًا.”

 

“أوه، يجب أن أجرب ذلك. كل اللحوم في القارة الشيطانية كانت كريهة بشكل خطير.”

باول

“لقد قلت أنه كان في الغالب قطع من السلحفاة العظيمة، هاه؟ نعم، معظم الوحوش طعمها سيء جدا.”

 

بدأت المحادثة أخيرا في التقاط بعض القوة، لكن نورن لا تزال تُدير رأسها بعيدًا. استجابت فقط عندما قال لها باول شيئا، رافضةً حتى إلقاء نظرة في اتجاهي. ليس باليد حيلة، لكن هذا لا يزال يؤلم قليلًا.

لكن قبل أن يتاح لي الوقت للاستحمام في الإحراج، دخلت امرأة مألوفة إلى الغرفة، وفجأة تحولت كل العيون إليها. إنها سيدة البيكيني المدرعة، التي عادت إلى أسلوبها القديم في إرتداء الملابس نصف العارية. رصدتني على الفور وتوجهت نحوي.

لقد فعلتُ شيئًا سيئًا تجاه باول.

“أربعة أيام من الآن، صحيح؟ حسنا إذن. هل يجب أن ألتقي به في النزل الذي يسكن فيه؟”

 

ردًا على ذلك، صرختْ “أنت كاذب!” ووقفت بسرعة على ساقيها الصغيرتين ثم هربت بأقصى سرعتها.

لا تبدو إيريس سعيدة للغاية بموقف نورن، انطلاقا من الطريقة التي تنظر بها إليها. أنا حقا لا أريد أن يتحول هذا إلى قتال، لكن….من الأفضل ترك الأمور تتخذ مجراها في الوقت الحالي.

بعد الخضوع لمداعبة باول لبعض الوقت، تحولت الطفلة فجأة للنظر بغضب إلى وجهي. توجب عليها أن تميل رأسها للخلف لمجرد النظر في وجهي، لذلك بدا التأثير الكلي لطيفًا أكثر من كونه مخيفًا. “بابا يبذل جهده حقًا.”

 

إنتهت المهمة! هاه، كان ذلك سريعا.

“أوه، صحيح. كان هناك شيء أردت أن أسألك عنه يا أبي.”

على أي حال، بدت هذه وكأنها فرصة ذهبية لتحسين إنطباع نورن عني قليلا. “أبي، أخلاقك—”

“همم؟ ما هو؟”

من الطريقة التي بدا بها باول في ذلك اليوم، أفترض أنه يقضي كل يوم في مليشيون إما في حالة سكر أو يعاني من الآثار الشرب، ولكن ربما كان توقيتي حينها سيء فقط. في الوقت الحالي، يبدو كَـقائد مُرَكِزٍ ومُختَص. تفاجئت بنفسي من هذا…..على الأقل، حتى ألمحَ شخص ما إلى حقيقة أنه ظل يتخطى الإجتماعات لمدة شهر أثناء إنشغاله بالمرح الصاخب. مما بدا عليه الأمر، لقد حصل على الدافع مرة أخرى بالأمس فقط.

“هل تعرف أي شخص بإسم غاش بروش؟”

هذا الطفل مثير للإعجاب كما كان دائما. لقد حدد خططه في وقت قصير، ثم وضعها موضع التنفيذ على الفور. أخبرتني إيلاينا لايز ذات مرة أنني أتسرع في حياتي أليس كذلك؟ أتسائل عما ستفكر فيه إذا ألقت نظرة عليه.

“….اه، لا. أين سمعتَ هذا الاسم؟”

 

انتهزت الفرصة لِـأُخبِرَ باول عن رسالة رويجيرد والصديق الغامض الذي كتبها لنا. لقد صنعت نسخة تقريبية من الشعار على ختم الشمع، لذلك أخرجته وأظهرته له.

وتماما هكذا، غادرت مجموعتنا مدينة ميليشيون.

 

“حسنا إذن. عندما تحصلين على فرصة، هل يمكنكِ إخباره أنني أخطط لمغادرة ميليشيون بعد سبعة أيام من الآن؟”

“خروف، صقر وسيف، هاه؟ يجب أن تكون هذه إحدى أُسر البالادين. لا أعتقد أنني سمعت عن إسم غاش بروش من قبل، على أية حال. لا يعني ذلك أنني على دراية بجميع نبلاء ميليس أو أي شيء.”

“آه، على أي حال….نحن الاثنان صديقان مرة أخرى الآن، نورن. لماذا لا تتصالحين مع أخيك الكبير أيضًا؟”

“فهمت….هل تعتقد أن شيرا قد تعرف شيئا عنه؟”

 

“هم، لا أعلم. سأسألها لاحقًا.”

علي أن أعترف، لقد تأثرتُ بِـباول. على ما يبدو، لقد تعلم شيئا أو شيئين عن التعامل مع الفتيات من سنواته كزير نساء.

هذا ليس مطمئنًا أنه لم يسمع أبدا عن الرجل، لكن علينا فقط أن ننتظر ونرى.

بمجرد أن دخلت، بدأت العمل على جمع المعلومات.

 

“هذا ليس سيئا، لكنني أشعر أنها طويلة جدا بالنسبة لي.”

مع استنفاد هذا الموضوع، عدت أنا وباول للدردشة حول أي شيء يتبادر إلى الذهن. في النهاية وصلنا إلى موضوع عيد ميلادي العاشر.

 

 

المبنى من النوع الكبير، كما قد يتوقع المرء من مقر المنظمة كاملة. المبنى فيه طابقين مرتفعين ويحتل مساحة أكبر بكثير من أي فرع رأيته في أي وقت مضى للنقابة. بالطبع، رأيت بعض ناطحات السحاب في حياتي الماضية، لذلك لم يأخذ المشهد أنفاسي بالضبط.

وفقا لباول، صارت الوحوش في الغابة خارج قرية بوينا أكثر نشاطا قبل حوالي شهر حينها. وظل باول وزينيث مشغولَين للغاية في محاولة السيطرة على الموقف لدرجة أنهما لم يجدا الوقت للقلق بشأن هداياي. تمكنوا أخيرا من تطهير الغابة في اليوم السابق لعيد ميلادي، ولكن تماما كما كانوا يستعدون لإرسال بعض الأشياء إلي، حدثت الكارثة.

“….حسنًا!”

 

 

كما استمعت إلى كل هذا، عبست إيريس مع شفتيها منحنيتَينِ لأسفل. بالتفكير في الأمر، لقد بدوتُ حزينًا حقا عندما إكتشفتُ أن باول لم يكن قادما إلى تلك الحفلة.

هذا ليس مطمئنًا أنه لم يسمع أبدا عن الرجل، لكن علينا فقط أن ننتظر ونرى.

 

“….حسنًا!”

“فقط من باب الفضول، ما الذي كنت تخطط لإرساله لي؟”

“لا! لا أريد أن أتناول العشاء مع أحمق قام بِـلكم والدي!”

“كنت سأعطيك زوجا من القفازات. شعرت بالذنب قليلا، لأنني وجدتها في الجزء الخلفي من مخزننا، لكنها عناصر سحرية قد وجدناها في الماضي في أسفل متاهة. تلك الأشياء خفيفة مثل الريش. أنها لا تناسبني، ولكنني إعتقدتُ أنها قد تبدو جيدة عليك، رودي.”

تمنيت نوعا ما أن ألجأ إلى صديق يعرف شيئا عن الموضة للحصول على المشورة. لكن الأشخاص الوحيدين الذين يمكنني حتى تسميتهم بالمعارف في هذه المدينة هم ذلك المبتدئ ذو وجه القرد وفييرا. ليس لدي أي فكرة عن مكان وجود غيز، ولستُ ودودًا بما يكفي مع فييرا لأطلب منها خدمة شخصية.

“هل تمزح؟ لم أكن أعرف أن لديك أشياء كهذه هناك.”

انتهزت الفرصة لِـأُخبِرَ باول عن رسالة رويجيرد والصديق الغامض الذي كتبها لنا. لقد صنعت نسخة تقريبية من الشعار على ختم الشمع، لذلك أخرجته وأظهرته له.

“نعم. قالت زينيث أن هديتها هي سر، لكن في بعض الأحيان لاحظت أن ليليا تنظر إلى ذلك الصندوق الصغير المغلق بإبتسامة على وجهها. أعتقد أنه كان لك، أيضًا.”

“آه، امم….آسف على هذا، طفل. لقد بالغت شيرا في الأمر لسبب ما. أخبرتها أن المكان المعتاد سيكون على ما يرام، لكن…”

“صندوق؟” الآن أنا فضولي. ما الذي يمكن أن يكون داخل ذلك الشيء؟ لا يعني ذلك أنه كان هناك الكثير للتخمين من خلاله. لا يهم ما هو، فقد ذهب منذ فترة طويلة الآن.

نعم فعلا. أنا عمليًا فنانٌ ملكيٌّ في هذه المرحلة!

 

 

بعد ذلك، وصلنا بطريقة ما إلى موضوع عائلة زينيث. من الواضح أنهم معروفون بين نبلاء ميليس، ولديهم تاريخ في إنتاج العديد من الفرسان الموهوبين والصالحين. لسوء الحظ، كان أجدادي قد تبرأوا بشكل أساسي من زينيث عندما غادرت المنزل، لذلك لم يكونوا متحمسين للغاية للمساعدة في البحث عنها في البداية.

 

 

لو إنها أكبر سنا بقليل، لربما وجدنا نحن الثلاثة طريقة للتحدث عن هذا الأمر. في سنها، على أية حال، ربما يكون هذا مستحيلا. لقد ارتكبت أنا وباول أخطاء وقفزنا إلى الاستنتاجات؛ ثم تصالحنا من خلال الاعتراف بأخطائنا. لكن لا يمكنك أن تتوقع أن يفهم الطفل ذلك. “لا تزال نورن صغيرةً جدًا. لو كنت في مكانها، لا أعتقد أنني سأغفر لوغد لكمك، أيضًا.”

لكنهم غيروا نهجهم تماما بمجرد إلقاء نظرة على نورن، على أية حال. هذا العالم مختلف عن عالمي القديم من نواح كثيرة، لكن من الواضح أن قوة حفيد لطيف هو أمر عالمي.

 

 

نظرًا لأن هذا التعليق يبدو موجها إلي، أجبت بلطف قدر الإمكان. “نعم. أعلم أنه كذلك.”

“همم. أتساءل عما إذا كانوا سيعطونني المزيد من المال لو زُرتهم؟”

 

“آه، أعتقد أن هذا من المحتمل أن يأتي بنتائج عكسية…”

“أوقف هذا، بابا! عليك أن تصلي قبل أن تأكل!”

“نعم، أنت على حق.” يمكنني أن أحاول أن أتصرف مثل الوضيع الصغير الحلو أمامهم، لكن طبيعتي الحقيقية ستكشف على الأرجح عن نفسها في الوقت المناسب. الأمر لا يستحق المخاطرة.

 

 

 

لم يمض وقت طويل بعد هذا التبادل، أحضر النادل أخيرًا طعامنا إلى الطاولة. “حسنا، دعونا نبدأ.” وقال باول، شوكته تحوم في الهواء. “همم، ما الذي يجب أن نبدأ به أولًا….؟”

 

“هذا يبدو شهيًا حقًا.” غمغمت إيريس، وهي تتفحص الطعام بعيون مشرقة. بدت إيريس مثل إبنة باول أكثر مني، بكل صراحه. ثم مرة أخرى، باول وفيليب أبناء عمومة، لذلك ربما ذلك ليس غريبا جدا.

“أوه، صحيح. كان هناك شيء أردت أن أسألك عنه يا أبي.”

 

“لا، لا ترمي اللا بأس علي الآن.” من الواضح أن باول لا يمتلك نفس أفكاري، رغم ذلك. “يا رفاق قد تكونان الشقيقَينِ الوحيدين اللذين تبقيا لبعضهما، حسنا؟ أريد أن تكونا على علاقة جيدة ببعضكما.”

على أي حال، بدت هذه وكأنها فرصة ذهبية لتحسين إنطباع نورن عني قليلا. “أبي، أخلاقك—”

قال رويجيرد: “أنا سعيد لسماع ذلك.” بتعبير مرتاح قليلا على وجهه. أستطيع أن أرى في الواقع السعادة في عينيه. مما يبدو عليه الأمر، هو يرغب مني بشدة أن أغادر هذه المدينة بعلاقة جيدة مع والدي. لا يعني ذلك أن لديه أي سبب للقلق بالطبع. أنا أخطط للإستفادة الكاملة من هذه الفرصة لتعزيز الترابط الأُسري خاصتي.

“أوقف هذا، بابا! عليك أن تصلي قبل أن تأكل!”

“أخوك الكبير وأنا قد تصالحنا بالفعل، حسنا؟ أليس هذا صحيحا، رودي؟”

لقد تحدث كلانا في وقت واحد تقريبا. نظرت إلي نورن بتفاجئ، لكنها إستدارت بهدوء بعد ثانية.

“همم. أتساءل عما إذا كانوا سيعطونني المزيد من المال لو زُرتهم؟”

 

 

“هاهاها. حسنًا يا أطفال.”

 

“….حسنًا، حسنًا.”

 

خدش باول رأسه بحزن، وبدت إيريس مترددةً بعض الشيء، لكن كلاهما انحنى للخلف على كراسيهما في الوقت الحالي. شرعنا الأربعة في قول صلاة قصيرة تخص ميليس. كل هذا يتضمن شبك يديك معًا وإغلاق عينيك لبضع ثوان.

مع استنفاد هذا الموضوع، عدت أنا وباول للدردشة حول أي شيء يتبادر إلى الذهن. في النهاية وصلنا إلى موضوع عيد ميلادي العاشر.

 

 

أنا وإيريس لسنا مؤمنَين، وربما لم يكن باول كذلك، لكن هذه فقط آداب مائدة جيدة في هذا العالم. مثل عندما تكون في روما وكل ذلك، أنت تعلم؟ ذهبنا من خلال الاقتراحات دون شكوى.

أووبس. أنا أفعل ذلك مرة أخرى.

 

بدأت في سحب كرسي، ثم توقفت عندما لاحظت أن إيريس تبدو غاضبة إلى حد ما. هذه من الناحية الفنية ليست المرة الأولى التي تقابل فيها باول، ولكن ربما يكون تقديمهما لبعض فكرة جيدة. “اممم، الأب، هذا هي إيريس. كما أخبرتك في ذلك اليوم، إنها ابنة فيليب، وفردٌ من بورياس—”

لسبب ما، بدا أن إيريس ونورن في مزاج أفضل قليلا بعد ذلك.

“كيف أمكنك ضربه هكذا؟ أنت لئيم جدا!”

 

“أوه، صحيح. كان هناك شيء أردت أن أسألك عنه يا أبي.”

استمتعنا بطعامنا أثناء الدردشة حول أشياء مهمة. غالب الحديث دار بيني وبين باول، بالطبع. لم تنظر نورن أبدا في إتجاهي، ومن جانبها، التزمت إيريس الصمت في الغالب. بدأ باول في التحدث إليها بين الحين والآخر، لكن موجات العداء التي أطلقتها بدت قوية بما يكفي لدرجة أنه يفكر دائما في الأمر بشكل كامل قبل قول أي شيء لها. ربما هذا حكيم منه ألَّا يتحرش بِـخلية النحل.

خدش باول رأسه بحزن، وبدت إيريس مترددةً بعض الشيء، لكن كلاهما انحنى للخلف على كراسيهما في الوقت الحالي. شرعنا الأربعة في قول صلاة قصيرة تخص ميليس. كل هذا يتضمن شبك يديك معًا وإغلاق عينيك لبضع ثوان.

 

لسبب ما، بدا أن إيريس ونورن في مزاج أفضل قليلا بعد ذلك.

عندما غادرت أنا وإيريس المطعم معًا، سمعتها تمتم، “همف، أعتقد أنه أبقى نفسه تحت السيطرة هذه المرة.” تحت أنفاسها.

 

 

 

لم أرغب حتى في التفكير في كيف سيكون رد فعلها إذا صرخ باول في وجهي، ناهيك عن مهاجمتي. ولكن نظرا لعدم وجود أي من ذلك، فقد تكون رغبتها في قتله قد تلاشت — على الأقل قليلا.

انتظر، لا. هذا سيبتعد كثيرًا عن الهدف.

 

قال رويجيرد، وهو يدرس التمثال بإعجاب بينما نحن الثلاثة نسير نحو ميليشيون: “لم يكن لدي أي فكرة عن أنك صنعت مثل هذا الشيء.”

وبهذا المعنى، على الأقل، لقد تم إستخدام هذا الوقت هنا بشكل جيد.

“اممم….لقد تصالحنا أنا وأبي بالفعل، نورن.” قلت لها بلطف.

 

 

 

 

جاء أسبوعنا في ميليشيون إلى نهايته بسرعة.

“أشعر بالأسف الشديد من أجله!”

 

مع إصراري الثابت في قلبي، عدتُ إلى المدينة.

في يوم مغادرتنا، توجهنا إلى بوابة منطقة المغامرين. انتهينا من تحميل أغراضنا في العربة وبينما نحن نستعد للخروج ظهر باول لتوديعنا. “مرحبا، رودي. هل أنت متأكد أنك لا تريد البقاء لفترة أطول قليلا؟”

 

بقدر ما أقدر مشاعره، الوقت متأخر بعض الشيء عن ذلك الآن. “أنا متأكد من أن هذا سيكون لطيفا، لكن قد ينتهي بنا الأمر بالتكاسل هنا للعام المقبل إذا لم نتحرك الآن.”

 

“أنت ونورن لم تتصالحا حتى الآن، رغم ذلك.”

 

“هناك وقت كاف للعمل على ذلك بمجرد العثور على الثلاثة الآخرين.”

 

أيضًا، هذا ليس متعلقًا بي فقط. نظرتُ إلى إيريس. كان رويجيرد قد أمسكها من مؤخرة رقبتها كإجراء احترازي، لكنها لا تزال ترمي الخناجر من عينيها نحو باول. ربما بالغت في تقدير قدرة تلك الفتاة على تجاوز المشاكل بسرعة. “وأنا لست الوحيد الذي يريد أن يرى عائلته، صحيح؟”

 

“صحيح، بالطبع. لكن عائلة بورياس على الأرجح—”

 

“دعنا لا نتحدث عن ذلك.” قاطعت باول بِـحركة يدي. “من الممكن أن يكون فيليب وسوروس في انتظارنا عندما نعود إلى فيدوا، أليس كذلك؟ ربما لم تصل الأخبار إلى هنا بعد فقط.”

لقد تحدث كلانا في وقت واحد تقريبا. نظرت إلي نورن بتفاجئ، لكنها إستدارت بهدوء بعد ثانية.

“صحيح. نعم، هذا صحيح. لكن كما تعلم يا رودي….” توقف باول للحظة، وجهه يزداد قاتمة. “لا يجب أن تكون متفائلا جدا بشأن ذلك. حتى لو عاد الاثنان على قيد الحياة، فلا يوجد شخص يمكن أن يعرف يقينًا ما قد يحدث لهما بعد كارثة بهذا الحجم.”

علي أن أعترف، لقد تأثرتُ بِـباول. على ما يبدو، لقد تعلم شيئا أو شيئين عن التعامل مع الفتيات من سنواته كزير نساء.

“ماذا تقصد بذلك؟”

الطرق الرئيسية فيها مخاطرها أيضا، بالطبع. نظرا لأن وقت العشاء إقترب، يوجد عدد غير قليل من الناس يشترون شيئا مثل ياكيتوري من الأكشاك الخارجية. إذا اصطدمتُ بأحد هؤلاء الرجال، فإن النتيجة ستكون بلا شك مأساوية. وإذا إصطدم أحدهم بإيريس، فمن المحتمل أن تترك لكمة بورياس كلانا غارقين في دمائه.

خفض باول صوته قليلا. “شقيق فيليب جيمس مشغول بمحاولة إنقاذ رقبته. هناك فرصة أنه قد يدفع كل اللوم لهذه الفوضى على واحد منهم.”

 

وااو.

بعد ذلك، بحثت عن معلومات عن الوحوش في منطقة ميليشيون.

 

 

لم تخطر ببالي الفكرة من قبل، لكنها بدت معقولة. ساوروس هو لورد فيدوا، وفيليب هو عمدة روا؛ كلاهما يشغل مناصب رئيسية في السلطة. حتى لو عادوا إلى الوطن، فقد يكونون مسؤولين عن الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات الناجمة عن الكارثة.

 

 

“فهمت….في هذه الحالة، اسمح لي بأن أذهب لإحضار شيرا لك. فقط لحظة، من فضلك.”

لا أعرف بالضبط ماذا يعني ذلك. ولكن على أقل تقدير، من الصعب تخيل أنهم سيعودون إلى مناصبهم القديمة وإعادة بناء قوتهم. في الواقع، لن يكون الأمر مفاجئا إذا أُغتيلَ أحدهم على الفور. من شأن ذلك أن يمنع شقيق فيليب من استخدامهم ككبش فداء، مما يجعل من الأسهل بكثير محاصرته سياسيا.

“فقط من باب الفضول، ما الذي كنت تخطط لإرساله لي؟”

 

“عندما يتحدث إليك، يبدو القائد مليئًا بالحياة والطاقة. إنه مشغول للغاية، لكنني آمل أن تأتي على أي حال.”

“إذا بدت الأمور قبيحة عندما تصلون، فقط تأكد من الحفاظ على السيدة الصغيرة آمنة. بعض الناس قد يرمون حفنة من الهراء حول واجبات النبلاء ولكن لا تهتم بكلامهم.”

ثم ظهر شخص غريب من العدم، أسقطهُ أرضًا وبدأ يلكمه على وجهه. سيكون ذلك كافيا لصدم معظم الأطفال في سنها.

“بالطبع.” أومأت برأسي بأخطر تعبير يمكنني إظهاره. “سأكون حذرا يا أبي.”

أنا وإيريس لسنا مؤمنَين، وربما لم يكن باول كذلك، لكن هذه فقط آداب مائدة جيدة في هذا العالم. مثل عندما تكون في روما وكل ذلك، أنت تعلم؟ ذهبنا من خلال الاقتراحات دون شكوى.

ابتسم باول بفخر وأومأ برأسه. “أوه، وسألت شيرا عن تلك الرسالة، بالمناسبة. هي لم تسمع أبدا عن الرجل، أيضًا.”

 

“فهمت….”

“لا، أعتقد أنني سآتي لوحدي.”

“لقد قالت إنه غالبًا ليس شخصًا خطيرًا، رغم ذلك.”

“نعم، أنت على حق.” يمكنني أن أحاول أن أتصرف مثل الوضيع الصغير الحلو أمامهم، لكن طبيعتي الحقيقية ستكشف على الأرجح عن نفسها في الوقت المناسب. الأمر لا يستحق المخاطرة.

“حسنا إذن. هل تمانع في شكرها لي؟”

في النهاية، قررت دراسة الأشخاص الذين يمرون حتى أشعر بالموضة. جلست أنا وإيريس في أحد الشوارع وانخرطنا في القليل من مشاهدة الحشود.

أومأ باول برأسه قليلا. ثم، أخيرا، استدار وتحدث إلى الفتاة الصغيرة التي تقف خلفه. “هيا، نورن. قولي وداعًا لأخيك الأكبر.”

 

“….لا أريد.”

“نعم. لست متأكدا من إلى أين تحديدًا حتى الآن، ولكن هناك الكثير من الأماكن التي لم يبحث الناس فيها بعد، صحيح؟”

لم تتحرك نورن من مكان اختبائها خلف والدها. نصف وجهها يطل تجاهي، على أية حال. بالحديث عن اللطافة. وجدت نفسي أتساءل هل ستكبر لتصير جميلة مثل والدتها. “لا أعرف كم من الوقت سيستغرق ذلك، نورن، لكن دعينا نلتقي مرة أخرى يوما ما.”

 

“لا أريد.”

خدش باول رأسه بحزن، وبدت إيريس مترددةً بعض الشيء، لكن كلاهما انحنى للخلف على كراسيهما في الوقت الحالي. شرعنا الأربعة في قول صلاة قصيرة تخص ميليس. كل هذا يتضمن شبك يديك معًا وإغلاق عينيك لبضع ثوان.

حتى النهاية، رفضت أختي الصغيرة أن تنظر في وجهي. مبتسمًا بإرتباك، توجهت إلى عربتنا.

وبهذا المعنى، على الأقل، لقد تم إستخدام هذا الوقت هنا بشكل جيد.

 

 

وتماما هكذا، غادرت مجموعتنا مدينة ميليشيون.

وهكذا، بدأ عشاء عائلتنا دون أي إراقة للدماء.

 

لم أرِد أن أزعجها بحضوري، لذلك عُدتُ إلى أقرب مكان من غرفة الانتظار. عندما جلست في الزاوية، إستدارت عدد من الرؤوس في اتجاهي. تعرفت على اثنين على الأقل من الرجال الذين رصدتهم يخطفون سومال في ذلك اليوم.

 

 

باول

كما استمعت إلى كل هذا، عبست إيريس مع شفتيها منحنيتَينِ لأسفل. بالتفكير في الأمر، لقد بدوتُ حزينًا حقا عندما إكتشفتُ أن باول لم يكن قادما إلى تلك الحفلة.

 

إذا أعلن رويجيرد علنا أنه سبيرد وبدأ في القيام بوظائف حول ميليشيون، فإن فرسان المعبد سيجعلون حياتنا بائسة أكثر من أي وقت مضى. لديهم عيون وآذان في جميع أنحاء هذه المدينة، هذا ما يبدو.

تماما هكذا، إنطلق روديوس في طريقه مرة أخرى.

مع وضع هذا الفكر في الاعتبار، انتزعت مهمة مرتبة B كانت النقابة قد وضعتها للتو على لوح المهام. على ما يبدو، يجب قتل وحش هائج في قرية محلية. الموقع قريب بما فيه الكفاية بحيث يمكننا بسهولة القيام برحلة ليوم واحد.

 

لدى نمور الأوراق فراء من اللون الأخضر المرقط مغطى بنمط بني. هذا سمح لهم بالاندماج في الغابة بشكل مثالي. نظرا لأنه كان من الصعب رؤيتهم وغالبا ما يتنقلون في مجموعات صغيرة، فقد تم اعتبارهم وحوشا في المرتبة B. ومع ذلك، فإن الشخص الذي نلاحقه أتى بمفرده، وتمويهه عديم الفائدة في هذه الأراضي العشبية المفتوحة. ربما هو أقل تهديدا من ذئب الحمض العادي. لو الأمر عائد إلي لوضعته في المرتبة D، على الأكثر. في القارة الشيطانية، كنت سأقفز من الفرح عند العثور على وظيفة بهذه السهولة على لوح المهام.

هذا الطفل مثير للإعجاب كما كان دائما. لقد حدد خططه في وقت قصير، ثم وضعها موضع التنفيذ على الفور. أخبرتني إيلاينا لايز ذات مرة أنني أتسرع في حياتي أليس كذلك؟ أتسائل عما ستفكر فيه إذا ألقت نظرة عليه.

قال رويجيرد، وهو يدرس التمثال بإعجاب بينما نحن الثلاثة نسير نحو ميليشيون: “لم يكن لدي أي فكرة عن أنك صنعت مثل هذا الشيء.”

 

 

قد يكون من الممتع رؤية لقائهما يومًا ما، ولكن….ربما هذه ليست فكرة عظيمة. نعم. آخر شيء أريده هو أن ينتهي بي الأمر كَـوالد تلك المرأة في القانون.

 

 

“نورن، انظري. هذا كله خطـ—”

تماما كما توصلت إلى هذا الاستنتاج، صفعني أحدهم على كتفي. التفت لرؤية رجل ذو وجه قرد مبتسما في وجهي. “مرحبا يا باول. هل إنتهيت من قول وداعا لإبنك؟”

مع إصراري الثابت في قلبي، عدتُ إلى المدينة.

“غيز….” أنا ممتن حقًا لهذا الوغد؛ أكثر امتنانا مما يمكنني التعبير عنه بالكلمات. لولاه، ربما لم أكن لأتصالح مع روديوس أبدًا. “أنا مدين لك بجدية يا رجل.”

مع إصراري الثابت في قلبي، عدتُ إلى المدينة.

“أوي، لا تهتم!”

 

في هذه المرحلة، لاحظت أن غيز يرتدي ملابس سفر. “ما الأمر معك، على أي حال؟ أنت ذاهب إلى مكان ما؟”

 

“نعم. لست متأكدا من إلى أين تحديدًا حتى الآن، ولكن هناك الكثير من الأماكن التي لم يبحث الناس فيها بعد، صحيح؟”

وضعت يدي على خصري وشاهدته يذهب بإبتسامة ساخرة على وجهي. لدى الرجل الكثير من الأفكار حول الحظ، وليس أي منها منطقيا بالنسبة لي. لكن هذه المرة، لن أشكو من هذا. “حسنا إذن!”

استغرق الأمر لحظة بالنسبة لي لفهم ما يقوله. غيز سيواصل البحث عن عائلتي. جاء ذلك بمثابة صدمة، بصراحة. من بين جميع أعضاء مجموعتي القديمة، أكثر من عانى بعد أن قمت بِـحلِّها هو غيز. هو ليس مقاتلا، بل خبيرًا في جميع المهن دون أي تخصصات حقيقية. لن تستقبله أي مجموعة أخرى، وهو ليس قويا بما يكفي للتعامل مع الوظائف الصعبة بمفرده. لقد أجبر على ترك حياة المغامرة وراءه. لديه كل الأسباب في العالم ليستاء مني، أو حتى يكرهني.

 

 

بالنظر إلى وجه نورن، توجب علي أن أحارب الرغبة في إطلاق تنهد طويل وثقيل. لقد تم نقل باول ونورن آنيًا معًا. أعرف كل شيء عن ذلك الآن. لقد مرضت بشدة أثناء رحلتهم إلى فيدوا وكادت الوحوش تهاجمها عدة مرات على طول الطريق. وكان والدها هو الذي قام بحمايتها من كل تلك الأخطار.

“لماذا تفعل هذا، غيز؟ لماذا تحاول جاهدا العثور عليهم؟”

 

ارتعدت زوايا فم غيز بإبتسامته الساخرة المعتادة. “أنت تجلب سوء الحظ بقول هذا.” ومع هذا التفسير المُشَفَر، التفت وابتعد.

“هذا ما سمعته أيضًا. أنا آسف لأني شككت به.”

 

 

وضعت يدي على خصري وشاهدته يذهب بإبتسامة ساخرة على وجهي. لدى الرجل الكثير من الأفكار حول الحظ، وليس أي منها منطقيا بالنسبة لي. لكن هذه المرة، لن أشكو من هذا. “حسنا إذن!”

 

بمجرد اختفاء غيز عن الأنظار، إنحنيت إلى أسفل ورفعت نورن على كتفي. فجأة، صرت أتفجر بالطاقة والدافع.

“إنه دائما لطيف معي أيضًا!” بدأت عيون نورن الصغيرة تمتلئ بالدموع. اللعنة، هل قلت شيئا وقحًا؟ من فضلكِ لا تبدأي بالبكاء، طفلة…. “يبدو بابا دائمًا وكأنه يريد البكاء!”

 

 

مبدئيًا — علينا التأكد من أن عملية نقل اللاجئين ستنطلق دون عوائق. وبمجرد الانتهاء من ذلك، سأجد بقية أفراد عائلتي. بغض النظر عمَّا يستغرقه الأمر.

بمجرد اختفاء غيز عن الأنظار، إنحنيت إلى أسفل ورفعت نورن على كتفي. فجأة، صرت أتفجر بالطاقة والدافع.

 

“نورن، انظري. هذا كله خطـ—”

مع إصراري الثابت في قلبي، عدتُ إلى المدينة.

“على كل حال، موقف التمثال ليس جيدًا على الإطلاق.” قال رويجيرد.

لم تتحرك نورن من مكان اختبائها خلف والدها. نصف وجهها يطل تجاهي، على أية حال. بالحديث عن اللطافة. وجدت نفسي أتساءل هل ستكبر لتصير جميلة مثل والدتها. “لا أعرف كم من الوقت سيستغرق ذلك، نورن، لكن دعينا نلتقي مرة أخرى يوما ما.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط