نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 56

الفصل 7: إلى القارة الوسطى

الفصل 7: إلى القارة الوسطى

VOLUME FIVE

“إنها زينيث. زينيث غرايرات.”

الفصل 7: إلى القارة الوسطى

“نعم.” قالت الفارسة، مع إيماءة صغيرة لزميلها المُرتاب. ثم أسقطت يدًا على كتفي.

 

مبقية إياه في زاوية عينها، إنتزعت الفارسة رسالة رويجيرد من يدي ونظرت إليها بسرعة. “هذه الرسالة أصيلة، بالمناسبة. أستطيع التعرف على خط السير غالجارد عندما أراه.”

بعد شهرين على الطريق، وصلت مجموعتنا أخيرًا إلى مدينة الميناء الغربي. بدت شوارعها مشابهة جدا لتلك الموجودة في ميناء زانت، المدينة الساحلية الشمالية. ومع ذلك، إنها أكبر بكثير.

 

 

لو رغبت في طرح هذا الموضوع، فيجب أن يكون في مكان لطيف وهادئ، مع الإثنين منا فقط، وفقط عندما تكون الحالة المزاجية مناسبة. إيريس سيَّافةٌ متوحشة الآن، لكنها لا تزال عذراء بريئة عندما يتعلق الأمر بالرومانسية.

الطريق بين عواصم بلد ميليس المقدس ومملكة آسورا تمثل شريانًا مهمًا للتجارة. العديد من المدن على طولها هي بمثابة قواعد للتجار والباعة؛ والميناء الغربي من أبرزها.

“تيريز، هل يمكنك ترك روديوس بالفعل؟”

 

ولكن مثلما كنت أفكر في ردي، أتى صوت طرق حاد على الباب.

في حين أنه لا يمكن مقارنتها بالمنطقة التجارية لميليشيون، إلا أن عددًا من الشركات يقع مقرها الرئيسي هنا، وشوارع المدينة مليئة بالمتاجر الفرعية والشركات.

 

 

“أنت محق.”

الآن بعد أن وصلنا إلى هذا الحد، حان الوقت لنقول وداعًا لحصاننا وعربتنا.

في الوقت الحالي، أنا في نُزُلٍ في الميناء الغربي، ملفوفًا بين ذراعي تيريز.

 

لقد رأيت رجلًا كهذا كثيرًا في الماضي….في كل مرة نظرتُ إلى المرآة.

في هذا العالم، لا توجد عبَّاراتٌ تحمل مركبات برية عبر المسطحات المائية من أجلك. تمامًا مثل عندما غادرنا القارة الشيطانية، علينا بيع وسائل النقل خاصتنا هنا ومن ثم شراء واحدة جديدة على الجانب الآخر.

 

 

“قد ترتدي الشابة زي مغامر في الوقت الحالي، ولكن هذا فقط لأننا لم نُرِد أن يدرك أي من الأشرار أنها من مواليدٍ نبيلة. أنا متأكد من أنك يمكن أن تفهم المخاطر المحتملة، دوق باكشيل.”

على عكس تلك السحلية الساحرة، لم أتعلق كثيرًا بحصاننا، لذلك قررت أن أعطيها إسمًا في النهاية فقط. وداع، لاند بسكويت المؤمن.

ليس لدي أي فكرة عمن ستكون تلك السلطات المختصة في هذه الحالة، بالطبع. حيث لم أزعج نفسي بالنظر في هذا الأمر.

 

 

بمجرد أن بِعنا صديقنا، توجهنا مباشرة إلى نقطة التفتيش. ثبت أن هذا المبنى كبير جدا، على عكس المبنى الموجود في ميناء الرياح. حتى أنه كان هناك جنود يرتدون خوذات ودروع يقفون خارج المدخل.

أيضًا، لو عَلِمَ أي شخص أنني أقدس روكسي مثل الإله، قد ينتهي بي الأمر بالتعذيب من قبل محقق شديد التنفس أو شيء من هذا القبيل. ربما من الأفضل الحفاظ على معتقدي الشخصي لنفسي.

 

على أي حال، لقد نادوا أخيرًا برقمنا، لذلك وقفت وتوجهت إلى المنضدة.

بدا الفرسان المدرعون بالكامل مشهدًا شائعًا جدًا في شوارع ميليشيون أيضًا. في لمحة، بدت مُعِداتُهم قويةً جدًا، لكن عندما فكرت فيما يمكن أن تفعله إيريس أو رويجيرد، تساءلت عما إذا كانت هذه الدروع سَـتخدم غرضًا كبيرًا. يميل الناس والوحوش في هذا العالم إلى إمتلاك بعض القوة الهجومية المرعبة. قد تكون ضربة واحدة كافية لتحطيم بدلتك الفاخرة من الدروع وتتركك في شورت الملاكم الخاص بك. الجحيم، قد ترسلك الضربة القاضية إلى السقوط في حفرة GAME OVER مباشرة…

“لماذا هذا؟”

حسنا، آسف. سأتوقف الآن.

 

 

بشكل عام، بدا أن هذه السيدة الفارسة على قدم المساواة مع باكشيل هنا. عادة ما يكون الدوق في قمة الترتيب الأرستقراطي، ولكن في بلد ميليس المقدس، الكنيسة قوية للغاية في حد ذاتها. ربما لهذا النظام علاقة بهذا.

عند دخول مبنى الجمارك، وجدنا أنه مليء بالناس. بدا أن العديد منهم مغامرون، وكثيرون آخرون يرتدون ملابس مثل التجار. عدد من الكُتَّاب الذين يبدون في حالة تأهب يعملون على طلباتهم بسرعة. إنه عالمٌ مختلفٌ عن ميناء الرياح، حيث يكون المكتب فارغًا في الغالب والموظفون غير مبالين في أحسن الأحوال.

بدا الفرسان المدرعون بالكامل مشهدًا شائعًا جدًا في شوارع ميليشيون أيضًا. في لمحة، بدت مُعِداتُهم قويةً جدًا، لكن عندما فكرت فيما يمكن أن تفعله إيريس أو رويجيرد، تساءلت عما إذا كانت هذه الدروع سَـتخدم غرضًا كبيرًا. يميل الناس والوحوش في هذا العالم إلى إمتلاك بعض القوة الهجومية المرعبة. قد تكون ضربة واحدة كافية لتحطيم بدلتك الفاخرة من الدروع وتتركك في شورت الملاكم الخاص بك. الجحيم، قد ترسلك الضربة القاضية إلى السقوط في حفرة GAME OVER مباشرة…

 

قام الدوق باكشيل بطحن أسنانه معًا وهدر. مما يبدو، تم إرساله إلى هنا كنوع من العقاب أيضًا. بمجرد أن عرفتُ تلك التفاصيل الصغيرة، بدا لقبه الكبير في الواقع أكثر إثارة للشفقة من أن يكون مخيفًا. هناك شيء مثل الكراهية الحقيقية في عينيه الآن.

مشيت إلى أقرب عداد مفتوح. “مرحبًا.”

“دعني أتأكد من أنني أفهمك، دوق باكشيل. أنت تعتقد أن رسالة السير غالجارد هي مزورة والسيدة إيريس ليست حقا عضوا في طبقة نبلاء آسورا، أليس كذلك؟ وأنت تظننا مجرد أتباع لذلك الفاسق الذي لا قيمة له باول غرايرات، الذي يشرب طوال اليوم، ينتقد إبنه، لديه أقدام كريهة الرائحة ويسبب لإبنته المسكينة لا نهاية من القلق؟”

“مرحبا. كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟”

….بدأتُ أشعرُ بالضياعِ التام.

مرة أخرى، وجدت نفسي أواجه موظفة استقبال ذات ثديين كبيرين بشكل مثير للإعجاب. في هذا العالم، يبدو أن هناك نوعا من القاعدة غير المكتوبة حيث يجب أن يكون موظف التسجيل مليئًا من الأمام. لا يعني ذلك أنني قدمت أي تعليقات في هذا الصدد، بالطبع.

هااااه؟ هيا الآن، أمي. هل فقدتِ ذاكرتك منذ آخر مرة رأيتُكِ فيها؟ ربما سَئِمتْ من هراء باول…

 

في ميليس، لا يُعتَبَرُ أي شخص فارسًا كاملا حتى يختبر رحلة استكشافية واحدة على الأقل مع فرسان التبشير. هذه الحملات في كثير من الأحيان تكون خطيرة للغاية. ولكن مع وجود غاش المسؤول، عاد الآن أكثر من تسعين بالمائة من الفرسان الشباب الذين تم إرسالهم أحياءً. هذا هو السبب في أن الكثيرين أشادوا به بإعتباره أعظم قائد عرفته المنظمة على الإطلاق. كل فارس في أسلحة الفرسان المقدسة الثلاثة يحترم غاش بعمق. حتى أن الكثيرين مدينون له بحياتهم.

“احم، أنا أتطلع لتأمين طريق عبور لمجموعتنا عبر البحر.”

– غالجارد ناش فينيك،

“حسنا. خذ هذه، إذن.” سلمتني المرأة بطاقة خشبية صغيرة عليها الرقم 34 محفورة عليها. من الواضح أن هذه هي العملية البيروقراطية التي يقومون بها هنا.

في اليوم الذي خرجت فيه إيريس لإصطياد العفاريت بالقرب من ميليشيون، يبدو أنها أنقذت تيريز من مجموعة من القتلة الذين أحاطوا بها. كانت تيريز في الخدمة تدافع عن شخصية مهمة معينة في ذلك الوقت؛ لو لم تظهر إيريس حينها، لكانت تيريز والشخصية المهمة تلك قد فقدا حياتهما.

 

 

عُدتُ إلى منطقة الإنتظار وجلست. جلست إيريس على الكرسي بجواري، لكن رويجيرد بقي على قدميه. عندما أخذت نظرة حولنا، إكتشفت أن هناك الكثير من الناس الآخرين في انتظار ذكر رقمهم ليتم استدعاؤهم كذلك. “همم. يبدو أن هذا قد يستغرق بعض الوقت.”

في ميليس، لا يُعتَبَرُ أي شخص فارسًا كاملا حتى يختبر رحلة استكشافية واحدة على الأقل مع فرسان التبشير. هذه الحملات في كثير من الأحيان تكون خطيرة للغاية. ولكن مع وجود غاش المسؤول، عاد الآن أكثر من تسعين بالمائة من الفرسان الشباب الذين تم إرسالهم أحياءً. هذا هو السبب في أن الكثيرين أشادوا به بإعتباره أعظم قائد عرفته المنظمة على الإطلاق. كل فارس في أسلحة الفرسان المقدسة الثلاثة يحترم غاش بعمق. حتى أن الكثيرين مدينون له بحياتهم.

“ألن تعطيَّهُم الرسالة؟” سأل رويجيرد.

 

 

حقًا؟ هذه أول مرة أسمع عن هذا. “ولماذا تعتقد أن صاحب العمل، سيدة إيريس، ليس من تدعي أنها؟”

هززتُ رأسي. “ليس حتى يُنادوا برقمنا.”

في البداية، طوت ذراعيها ونشرت قدميها إلى عرض الكتفين، لكنها سرعان ما أدركت أن ذلك ليس صحيحا. دافعها الثاني كان الوصول إلى حواف تنورتها حتى تتمكن من الانحناء؛ لسوء الحظ، لم تكن ترتدي تنورة. استقرت أخيرا على وضع يدها على صدرها والركوع كما فعلت.

“حسنا، بما أنك تقول هذا.”

“من فضلك لا تبدأي معركة معهم، إيريس.”

إيريس بالفعل تشعر بالملل بعض الشيء. هذا مفهوم، لأن الإنتظار بصبر ليس بالضبط من تخصصها. بعد لحظة، تمتمتْ “روديوس، أعتقد أن شخصا ما ينظر إلي…”

“من يفترض بك أن تكون؟” قال باكشيل، ينظر إلي بشكل مريب. “ليس لدي وقت للثرثرة مع الأطفال.”

نظرت حول الغرفة بعناية أكبر هذه المرة، محاولًا اكتشاف الشخص الذي تتحدث عنه. كما اتضح، إنهم الحراس. الكثير منهم يطلقون نظرات قصيرة في إتجاه إيريس؛ وهي تردُ على نظراتهم بالطبع.

عفوًا؟!

 

“لماذا هذا؟”

“من فضلك لا تبدأي معركة معهم، إيريس.”

“هذا سخيف. أنت تدور في دوائر.”

“لم أكن أخطط لذلك.”

واو. هذا شعور جديد، بطريقة ما. لقد مر وقت طويل منذ أن عاملني شخص ما بإعتبار لعمري، هل تعلمون ذلك؟ عندما أردت أن أُعامل كطفل، عاملني الناس مثل الكبار. لكن عندما أردت أن أعامل مثل الكبار، عاملني الناس كطفل. يا له من مصدر إزعاج.

من الصعب تصديق هذا إلى حد ما. على أي حال، يجب أن أتساءل لماذا هم ينظرون إليها. لم يتبادر إلى ذهني أي تفسير معقول. هل هم مفتونون بجمالها؟ ناه. من المؤكد أن إيريس تنمو أجمل يوما بعد يوم، لكنها لا تزال طفلة. ما لم يكن جميع الفرسان العاملين هنا من حثالة الـبيدو، فلا يمكن أن يكون هذا ما يحدث هنا.

إستمع رويجيرد إلى كل هذا بصمت وتعبير متضارب على وجهه. هذا الرجل يؤكد بشكل قاطع أن رسالته مزيفة لمجرد أنه سبيرد — أو هكذا بدا له على الأرجح. وقد لا يكون مخطئًا تمامًا في ذلك، لكي نكون صادقين. لقد حذَّرني باول من أن هذا الدوق باكشيل مشهورٌ بكراهيته لجميع الشياطين.

 

 

“رقم أربعة وثلاثون، يُرجى التقدم.”

“ماذا؟ لماذا يفعل مثل هذا الشيء؟”

على أي حال، لقد نادوا أخيرًا برقمنا، لذلك وقفت وتوجهت إلى المنضدة.

شرحت لموظفة الإستقبال أننا أردنا حجز ممر إلى القارة الوسطى، ثم سلمت رسالة رويجيرد. أخذتها مني بإبتسامة مهذبة، لكن عندما نظرت إلى الإسم المكتوب على الظرف، أصبح تعبيرها مريبًا إلى حد ما.

 

على عكس تلك السحلية الساحرة، لم أتعلق كثيرًا بحصاننا، لذلك قررت أن أعطيها إسمًا في النهاية فقط. وداع، لاند بسكويت المؤمن.

شرحت لموظفة الإستقبال أننا أردنا حجز ممر إلى القارة الوسطى، ثم سلمت رسالة رويجيرد. أخذتها مني بإبتسامة مهذبة، لكن عندما نظرت إلى الإسم المكتوب على الظرف، أصبح تعبيرها مريبًا إلى حد ما.

وصفه رويجيرد بأنه رجل ثرثار وعاطفي. لكن بالطبع، رويجيرد هادئ بنفسه. ربما اختلفت معاييره لـ الثرثرة عن معاييرنا….أو ربما تصرف غاش بشكل مختلف من حوله.

 

 

“انتظر دقيقة واحدة فقط، من فضلك.” مع هذا فقط، وقفت وخرجت إلى الجزء الخلفي من المبنى.

لقد حاول فيليب والآخرون بالتأكيد دفعنا معًا. ولكن الآن، لا أحد يعرف حتى أين هم. لقد قال باول ألا أكون متفائلًا جدا…

 

 

بعد قليل من الوقت، سمعت صوت رطمٍ عال، وصوت شخص يصرخ. سرعان ما سارع جندي مدرع من الخلف، وإقترب من حارس آخر، وهمس بشيء في أذنه. شرع هذا الحارس في الركض من المكتب مع تعبير خطير للغاية على وجهه.

 

 

بمجرد أن بِعنا صديقنا، توجهنا مباشرة إلى نقطة التفتيش. ثبت أن هذا المبنى كبير جدا، على عكس المبنى الموجود في ميناء الرياح. حتى أنه كان هناك جنود يرتدون خوذات ودروع يقفون خارج المدخل.

كل هذا أدهشني وحَكَمتُ على أنه شيء مشؤوم إلى حد ما. لقد سلمت تلك الرسالة لأنني وثقت بِـرويجيرد، ولكن ربما كان من الأذكى القيام بمزيدٍ من البحث عن شخصية غاش بروش.

 

 

 

“آسفٌ لإبقائك تنتظر!”

 

موظفة الاستقبال من قبل قد عادت. لم تستطع ابتسامتها العملية إخفاء التوتر على وجهها. “يقول الدوق باكشيل إنه سيراك الآن.”

“أين لا أنتمي؟ يا له من شيء غريب لكي تقوله، دوق باكشيل. من المؤكد أنني لم أتولى مهامي رسميا هنا بعد، لكن سلفي قد غادر بالفعل إلى ميليشيون. عندما تنشأ مشاكل عند نقطة تفتيش، يقع على عاتق فرسان المعبد مسؤولية معالجتها، صحيح؟ ومع ذلك يبدو أنني فارس المعبد الوحيد في هذه الغرفة. هل تهتم لشرح ذلك؟”

خالدني شعور سيء للغاية حول هذا الموضوع.

ولكن مثلما كنت أفكر في ردي، أتى صوت طرق حاد على الباب.

 

 

 

 

“أنا الدوق باكشيل فون فيزر، مدير مكتب الجمارك في قارة ميليس.”

 

يحمل هذا الخنزير السمين تشابها قويا مع الخنازير.

“ماذا؟ لماذا يفعل مثل هذا الشيء؟”

 

VOLUME FIVE

أووبس، خطأي. هذا الرجل السمين يحمل تشابها قويًا مع الخنازير.

تركت هذه الخطبة اللاذعة الرجل في حيرة لا يعرف ماذا يقول. يتلعثم قليلا، وجهه شاحب قليلا.

 

“حسنًا، ما يحدث هو….”

رقبته سمينة للغاية لدرجة أن ذقنه مُختفي تماما. تم لصق شعره الأشقر الفاتح على جبهته، وهناك أكياس ضخمة تحت عينيه. لديه وجه ماكر، رجل عجوز مقرف.

ألقى باكشيل الرسالة بلا مبالاة علينا. أمسكتها كَـردِ فعلٍ ونظرت إلى محتوياتها.

 

بالطبع، اكتشاف لكل ذلك لن يفيد بشكل خاص في الوقت الحالي. الدوق باكشيل قد قرر بالفعل أن هذه الرسالة مزيفة. منذ أن وصلت الأمور إلى هذا الحد، فَـقول نعم، إنها مزيفة! آسف على ذلك! لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة لنا.

وهي ينظر إلينا بعبوس أيضًا، عداء واضح.

“بالنظر إلى كل ما فعله من أجلك ومن أجل إيريس، يجب أن أتغاضى في قضيته. لكن في العادة، لم أكن لأُغفِلَ هذا.”

 

 

لقد رأيت رجلًا كهذا كثيرًا في الماضي….في كل مرة نظرتُ إلى المرآة.

 

 

“همم. هذا الرجل بالتأكيد شيطان، أليس كذلك….؟”

“همف. للإعتقاد بأن شيطانًا قذرًا ما سيكون وقحًا بما يكفي لإحضار رسالة مثل هذه إليّ….”

إنه رجلٌ قليلُ الكلمات، لكنه يمتلك شخصيةً نبيلة.

كان الدوق باكشيل جالسا على كرسي جلدي فاخر، والذي لا يبدو أنه يميل إلى تركه. مصدرًا صوت صرير تحته وهو ينقر على قطعة الورق في يده بقلم. هناك قطع لا حصر لها من الورق على مكتبه باهظ الثمن. من بينها، رصدت مظروفًا مألوفًا، ممزقًا الآن. من المفترض أنهُ يحمل محتوياته الآن.

عبس الرجل قليلًا وأومأ برأسه. “ليس من غير المألوف أن يتم تداول تزوير ختم فارس التبشير في السوق السوداء.”

 

***

“لقد إخترتُم بالتأكيد إسمًا مثيرًا للإعجاب، أعترف بهذا لكم. وبدا هذا الختم حقيقيًا جدًا أيضًا. ولكنني لم أُولد بالأمس، يا أصدقائي! من الواضح أن هذا مزيف!”

“حسنا. خذ هذه، إذن.” سلمتني المرأة بطاقة خشبية صغيرة عليها الرقم 34 محفورة عليها. من الواضح أن هذه هي العملية البيروقراطية التي يقومون بها هنا.

ألقى باكشيل الرسالة بلا مبالاة علينا. أمسكتها كَـردِ فعلٍ ونظرت إلى محتوياتها.

“من فضلك لا تبدأي معركة معهم، إيريس.”

 

بنظرة عابرة نحو سيدةٍ شابة معينة، وجدتها تنظر إلينا مع عينيها مفتوحتَين على مصراعيها ويديها المشدودة في القبضات. بالحديث عن الرعب.

 

“عفوا. لقد قيل لي أن ديد إيند رويجيرد ما موجود هنا.”

***

“ماذا؟ لماذا يفعل مثل هذا الشيء؟”

 

راقبتنا إيريس وذقنها مسنود على إحدى يديها، وهي تقرع أصابعها بشكل مزعج على الطاولة. هل هذا قليلٌ من الغيرة، ربما؟ ليس من السهل أن تكون زير نساء حقًا…

هذا الرجل هو من السبيرد. ومع ذلك، أنا مدين له بدين كبير.

 

 

وصفه رويجيرد بأنه رجل ثرثار وعاطفي. لكن بالطبع، رويجيرد هادئ بنفسه. ربما اختلفت معاييره لـ الثرثرة عن معاييرنا….أو ربما تصرف غاش بشكل مختلف من حوله.

إنه رجلٌ قليلُ الكلمات، لكنه يمتلك شخصيةً نبيلة.

ألقيت نظرة خاطفة على إيريس، التي إتخذت موقفها المعتاد المسلح. على الرغم من أن ذراعيها لم تتميزا بأي ندوب، إلا أنهما مدبوغين وتمتلكان عضلات أكثر إحكامًا من المغامر الشاب العادي. ليس بالضبط ما تتوقعه من أميرة صغيرة محمية، بالتأكيد.

 

لقد رأيت رجلًا كهذا كثيرًا في الماضي….في كل مرة نظرتُ إلى المرآة.

تنازل عن جميع الرسوم العُرفية وأرسله بأمان إلى القارة الوسطى.

مرة أخرى، وجدت نفسي أواجه موظفة استقبال ذات ثديين كبيرين بشكل مثير للإعجاب. في هذا العالم، يبدو أن هناك نوعا من القاعدة غير المكتوبة حيث يجب أن يكون موظف التسجيل مليئًا من الأمام. لا يعني ذلك أنني قدمت أي تعليقات في هذا الصدد، بالطبع.

 

 

– غالجارد ناش فينيك،

 

قائد الفرسان التبشير

“ماذا؟!” صاح باكشيل. “واحد منهم شيطان، يا امرأة!”

 

“تيريز، هل يمكنك ترك روديوس بالفعل؟”

***

“هذا سخيف. أنت تدور في دوائر.”

 

“هل فعلت حقًا؟ ماذا قالت عني؟”

بعد نظرة واحدة على الإسم في أسفل اليسار تكفلت بجعل عقلي يتجمد. ماذا حدث لغاش بروش؟ من هذا الرجل غالجارد ناش فينيك؟

 

استغرق الأمر بضع ثوان حتى أدركت أنه يمكنك إختصار غالجارد ناش إلى غاش. ربما هو من النوع الذي يُقدِمُ نفسه بإستخدام إسمٍ مختصر؟ ربما يكون لدى رويجيرد انطباع بأن إسمه هو فقط غاش. على الرغم من أن هذا لا يفسر جزء بروش بالطبع.

 

 

 

الأكثر أهمية…..قائد فرسان التبشير؟! هل هو بجدية زعيم أحد أوامر الفرسان العسكرية المقدسة الثلاثة؟! هذا يعطيني صداعًا خطيرًا. لماذا يكون أحد معارف رويجيرد القدماء شخصيةً رئيسية؟

هذه تجربة غير عادية بالنسبة لي. على مدى السنوات الثلاثَ عشرةَ الماضية، وصفني عدد غير قليل من الناس بأنني مخيف، وقح أو مشبوه، ولكن يجب أن تكون زينيث هي الوحيدة التي وصفتني بأنني لطيف.

هذا منطقي، على أيِّ حال، في بعض النواحي. يجب أن يكون قائد فرسان التبشير رفيع المستوى في التسلسل الهرمي لميليس، صحيح؟ قد لا تسير الأمور على ما يرام إذا عَلِمَ الجميع أن رجلا مثل هذا هو صديق لسبيرد. ربما هذا هو السبب في أنهُ إستخدم إسمًا مزيفًا.

 

 

 

بالطبع، هناك تفسيرات أبسط لذلك أيضا. لقد مرت أربعون عامًا منذ أن إلتقى رويجيرد بالرجل لأول مرة. ربما تزوج من عائلة قوية وغيرَّ إسمه أو شيء من هذا القبيل.

على وجه التحديد، هذا يعني أنه يجب طرد جميع الشياطين من قارة ميليس. إنها حاليا شيء كعقيدة ميتة أخذها القليلون على محمل الجد، لكن فرسان المعبد ما زالوا يسعَونَ جاهدين لوضعها موضع التنفيذ. وبالطبع، السبيرد سيئي السمعة بشكل خاص، حتى بين الأجناس الشيطانية. إذا إنتشرت كلمة حول واحد يتحرك في ميليس، سيأتي فرسان المعبد خلفه مع كل ما لديهم — حتى لو لم يكن حقا ما ادعى أن يكون.

 

هذا ليس أنعم عناق، بفضل ذلك الدرع السميك الذي ارتدته، لكن على الأقل حصلت على نفحة لطيفة من العطر الأنثوي. بطبيعة الحال، صديقي الصغير في الطابق السفلي….لم يرتعش حتى. هاه.

“أساسًا، يستحيل أن يكتب رجل صامت الفم رسالة كهذه. أعرفهُ جيدًا، وأعلم أنه يكره وضع القلم على الورق، حتى عندما يكون ذلك ضروريًا ببساطة. هل تتوقع مني حقا أن أصدق أنه كتب هذا نيابة عن شيطان متواضع؟ يا لها من مهزلة.”

كل هذا أدهشني وحَكَمتُ على أنه شيء مشؤوم إلى حد ما. لقد سلمت تلك الرسالة لأنني وثقت بِـرويجيرد، ولكن ربما كان من الأذكى القيام بمزيدٍ من البحث عن شخصية غاش بروش.

إستمع رويجيرد إلى كل هذا بصمت وتعبير متضارب على وجهه. هذا الرجل يؤكد بشكل قاطع أن رسالته مزيفة لمجرد أنه سبيرد — أو هكذا بدا له على الأرجح. وقد لا يكون مخطئًا تمامًا في ذلك، لكي نكون صادقين. لقد حذَّرني باول من أن هذا الدوق باكشيل مشهورٌ بكراهيته لجميع الشياطين.

الكونت لاتريا هو والدها. وزينيث غرايرات هي أختها.

 

– غالجارد ناش فينيك،

بالتأكيد هذا الـغاش، أو غالجارد، يعلم بذلك أيضا، صحيح؟ وبما أنه يعرف كيف هو باكشيل، كان عليه حقًا أن يكتب شرحا أكثر شمولًا.

 

 

“لقد إخترتُم بالتأكيد إسمًا مثيرًا للإعجاب، أعترف بهذا لكم. وبدا هذا الختم حقيقيًا جدًا أيضًا. ولكنني لم أُولد بالأمس، يا أصدقائي! من الواضح أن هذا مزيف!”

هل الرجل الذي كتب الرسالة ليس حقا هو، إذن؟

بدا التوقيت مثيرًا للإعجاب على محمل الجد. لقد أطلقت كل ما تريد قوله، لكنها اعتذرت بعد ذلك على الفور. يمكنك أن ترى الغضب على وجه باكشيل يتلاشى. يجب أن أحاول تقليدها في المرة القادمة التي أُغضِبُ فيها شخصًا ما حقًا.

لا، لا. تذكر ما قاله لك رويجيرد.

تيريز لاتريا الابنة الرابعة لعائلة لاتريا، وهي حجر الزاوية في نبلاء ميليس. وأيضًا فارسةٌ واعدةٌ للغاية فازت برتبة نقيب في فرسان المعبد في سن مبكرة بشكل ملحوظ.

 

ولكن مثلما كنت أفكر في ردي، أتى صوت طرق حاد على الباب.

لقد قابل غاش في مبنى كبير بما يكفي لدرجة أنه قارنه بقلعة كيشيريسو. سيكون ذلك كبيرا جدا لمنزل أو قصر، ولكن ماذا لو كان مقر فرسان التبشير؟ من المحتمل أن يكون ذلك مبنى كبيرًا، بداخله العديد من الفرسان في جميع الأوقات — ولو أن غاش هو القائد، فسيكون كل هؤلاء الفرسان مرؤوسيه. هذا من شأنه أن يفسر لماذا قال رويجيرد إن لديه العديد من الرجال.

 

بالطبع، اكتشاف لكل ذلك لن يفيد بشكل خاص في الوقت الحالي. الدوق باكشيل قد قرر بالفعل أن هذه الرسالة مزيفة. منذ أن وصلت الأمور إلى هذا الحد، فَـقول نعم، إنها مزيفة! آسف على ذلك! لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة لنا.

ألقى باكشيل الرسالة بلا مبالاة علينا. أمسكتها كَـردِ فعلٍ ونظرت إلى محتوياتها.

 

 

أخذت خطوة إلى الأمام. “بعبارات أخرى، كنت تعتقد أن هذه الرسالة لتكون التزوير، سيدي المحترم؟”

“لكن حارسنا—”

“من يفترض بك أن تكون؟” قال باكشيل، ينظر إلي بشكل مريب. “ليس لدي وقت للثرثرة مع الأطفال.”

“آسف، هل هذا يعني أنكِ تريدين أن تنامي معي؟”

واو. هذا شعور جديد، بطريقة ما. لقد مر وقت طويل منذ أن عاملني شخص ما بإعتبار لعمري، هل تعلمون ذلك؟ عندما أردت أن أُعامل كطفل، عاملني الناس مثل الكبار. لكن عندما أردت أن أعامل مثل الكبار، عاملني الناس كطفل. يا له من مصدر إزعاج.

 

 

 

مع الإحتفاظ بهذه الأفكار لنفسي، وضعت يدي اليمنى على صدري وإنحنيت بأسلوب النبلاء الآسوريين. “اعتذاري يا سيدي. إسمح لي أن أقدم نفسي. إسمي هو روديوس غرايرات.”

 

ارتجف جبين باكشيل قليلًا. “روديوس….غرايرات، تقول؟”

بالمقارنة مع منح إذن مرور لشيطان، فضل باكشيل أن يُقرِضنا بعضًا من رجاله. بدا مصممًا بعناد على عدم السماح لرويجيرد بالمرور، مهما حدث. لم أر هذا النوع من الأشياء بأم عيني من قبل، لكن من الواضح أن التمييز ضد الشيطان في هذه القارة أسوأ مما تخيلت.

“هذا صحيح. بينما أحمرُّ خجلًا لأعترف بذلك، فأنا جزء صغير لا يستحق من نفس عشيرة غرايرات التي تعد من بين أعلى نبلاء آسورا.”

“همف. وما الذي تفعله ابنة نبيل آسورا هنا، تُصلي؟”

“همم. لكن عائلة غرايرات تستخدم أسماء آلهة الرياح القديمة لتمييز نفسها، أليس كذلك؟”

 

“هذا صحيح يا سيدي. أنا أنتمي إلى عائلة فرعية، وبالتالي ليس لدي الحق في استخدام واحدة.” في اللحظة التي تركت فيها عبارة عائلة فرعية فمي، إستطعت أن أرى الحذر في عيون باكشيل يفسح المجال للإزدراء. لكن قبل أن يتمكن من قول أي شيء، أشرت إلى إيريس براحة يدي. “ومع ذلك، فإن السيدة إيريس هنا عضو حقيقي في عائلة بورياس غرايرات.”

بالطبع، اكتشاف لكل ذلك لن يفيد بشكل خاص في الوقت الحالي. الدوق باكشيل قد قرر بالفعل أن هذه الرسالة مزيفة. منذ أن وصلت الأمور إلى هذا الحد، فَـقول نعم، إنها مزيفة! آسف على ذلك! لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة لنا.

عندما صفقتها برفق على ظهرها، إتخذا إيريس خطوة للأمام أيضا. نظرت إلي بتفاجئ للحظة، لكنها لم تُصَب بالذعر.

بصراحة الآن، يا له من شيء فظيع لقوله. باول يحاول قصارى جهده هناك. لكن بالطبع، لديه عيوبه، وقد تكون بعض أساليبه بعيدة عن الكمال. ولكن لرفضه بأنه لا قيمة له؟ الآن ذلك مجرد هجوم!

 

الآن بعد أن فكرت في ذلك، فخري العظيم لم يقف أبدًا لِـزينيث، أيضًا. ولم أشعر أبدا بأي اهتمام بالحصول على صداقة أكثر من اللازم مع نورن. هل ذلك لمجرد أنهم أقاربي؟

في البداية، طوت ذراعيها ونشرت قدميها إلى عرض الكتفين، لكنها سرعان ما أدركت أن ذلك ليس صحيحا. دافعها الثاني كان الوصول إلى حواف تنورتها حتى تتمكن من الانحناء؛ لسوء الحظ، لم تكن ترتدي تنورة. استقرت أخيرا على وضع يدها على صدرها والركوع كما فعلت.

“آسف، هل هذا يعني أنكِ تريدين أن تنامي معي؟”

 

بدا ترحيبها قاسيا بعض الشيء. أيضًا، شعرت أنها فشلت في القيام في ذلك الجزء الأخير.

“أنا إيريس بورياس غرايرات، إبنة فيليب بورياس غرايرات. يسرني مقابلتك، يا سيدي.”

“أعتذر. كانت كلماتي لا مبرر لها. منذ أن تم تعييني هنا، ليس لدي رغبة في وضع نفسي في صراع معك. ومع ذلك، هذه المسألة بالذات لها أهمية شخصية بالنسبة لي. أرجو أن تغفر لي وقاحتي.”

بدا ترحيبها قاسيا بعض الشيء. أيضًا، شعرت أنها فشلت في القيام في ذلك الجزء الأخير.

الأكثر أهمية…..قائد فرسان التبشير؟! هل هو بجدية زعيم أحد أوامر الفرسان العسكرية المقدسة الثلاثة؟! هذا يعطيني صداعًا خطيرًا. لماذا يكون أحد معارف رويجيرد القدماء شخصيةً رئيسية؟

 

 

نظرت إلى وجه باكشيل. وبدا من الصعب معرفة كيف إستقبل كل هذا، ولكن….من يهتم؟ علينا فقط أن نعتمد بشدة على تأثير عائلة إيريس هنا.

“انتظر دقيقة واحدة فقط، من فضلك.” مع هذا فقط، وقفت وخرجت إلى الجزء الخلفي من المبنى.

 

ألقيت نظرة خاطفة على إيريس، التي إتخذت موقفها المعتاد المسلح. على الرغم من أن ذراعيها لم تتميزا بأي ندوب، إلا أنهما مدبوغين وتمتلكان عضلات أكثر إحكامًا من المغامر الشاب العادي. ليس بالضبط ما تتوقعه من أميرة صغيرة محمية، بالتأكيد.

“همف. وما الذي تفعله ابنة نبيل آسورا هنا، تُصلي؟”

“همف. للإعتقاد بأن شيطانًا قذرًا ما سيكون وقحًا بما يكفي لإحضار رسالة مثل هذه إليّ….”

هذا بالتأكيد سؤالٌ واضح في هذه المرحلة. لحسن الحظ، لم تكن هناك حاجة لنا للإجابة عليها بأي شيء سوى الحقيقة. “سيدي المحترم، هل أنت على دراية الكارثة التي حلت على منطقة فيدوا قبل نحو عامين؟”

في ساحة المعركة، هو يُصدر الأوامر بسرعة وبدقة، ولكن في معظم الأوقات الأخرى هو لا مبالٍ لدرجة أنه لم يرد حتى تحية الضُباط. لم يكتب أبدًا رسائل من أي نوع، ومجرد تقارير مختومة بالمطاط كتبها آخرون. قلة من الناس رأوا خط يده لدرجة أن المستندات المزيفة تنتشر بإسمه بشكل روتيني.

“بالطبع. تم نقل العديد من الآسوريين عن بعد في جميع أنحاء العالم، كما أفهم.”

على وجه التحديد، هذا يعني أنه يجب طرد جميع الشياطين من قارة ميليس. إنها حاليا شيء كعقيدة ميتة أخذها القليلون على محمل الجد، لكن فرسان المعبد ما زالوا يسعَونَ جاهدين لوضعها موضع التنفيذ. وبالطبع، السبيرد سيئي السمعة بشكل خاص، حتى بين الأجناس الشيطانية. إذا إنتشرت كلمة حول واحد يتحرك في ميليس، سيأتي فرسان المعبد خلفه مع كل ما لديهم — حتى لو لم يكن حقا ما ادعى أن يكون.

“هذا صحيح. كانت السيدة الشابة وأنا إثنينِ مِن المُتضررين.”

“شاب، كنت أعتقد أنني أمك، أليس كذلك؟ هل يمكنني أن أسأل عن اسمها؟”

كما شرحت ذلك لباكشيل، كيف قد رافقت إيريس على طول الطريق عبر القارة الشيطانية مع رويجيرد كحارسنا الشخصي المستأجر. عند العبور إلى قارة ميليس، بالكاد تمكنا من تحمل تكاليف الرحلة من خلال بيع جميع أصولنا، لكن لم يكن لدينا أموال كافية لدفع تكاليف الرحلة من ميليس إلى القارة الوسطى. على وجه الخصوص، حيث أن تكلفة مرور رويجيرد مرتفعة للغاية.

قائد الفرسان التبشير

 

حقًا؟ هذه أول مرة أسمع عن هذا. “ولماذا تعتقد أن صاحب العمل، سيدة إيريس، ليس من تدعي أنها؟”

وفقا لذلك، لجأنا إلى السير غالجارد طلبا للمساعدة، حيث إنه أحد المعارف القدامى لعائلة غرايرات وصديقًا شخصيًا لِـرويجيرد. وكان لطيفا بما يكفي ليكتب لنا رسالة.

 

 

“هل فعلت حقًا؟ ماذا قالت عني؟”

هذه القصة ليست الحقيقة تماما، بالطبع. لكنها بدت قريبة بما فيه الكفاية.

ألقى باكشيل الرسالة بلا مبالاة علينا. أمسكتها كَـردِ فعلٍ ونظرت إلى محتوياتها.

 

 

“قد ترتدي الشابة زي مغامر في الوقت الحالي، ولكن هذا فقط لأننا لم نُرِد أن يدرك أي من الأشرار أنها من مواليدٍ نبيلة. أنا متأكد من أنك يمكن أن تفهم المخاطر المحتملة، دوق باكشيل.”

 

قال باكشيل: “فهمت.” التعبير على وجهه لا يزال حامضًا. “هكذا هو الحال إذن. أنتم من تلك المجموعة المسماة فريق فيدوا للبحث والإنقاذ الذين ظلوا يسببون متاعب لا نهائية في ميليشيون مؤخرًا، صحيح؟”

 

“آه….ماذا؟ لا، لا. عن ماذا تتحدث، سيدي؟”

“بالطبع.” قلت ووضعت ذراعًا حول أكتاف إيريس بإبتسامة. “سيكون حفلَ زفافٍ مجنون.”

“لم أسمع إسم إيريس بورياس غرايرات من قبل.” قال باكشيل بشخير يشبه الخنازير: “ومع ذلك، أنا أعرف جيدًا باول غرايرات ما — رجل صغير بلطجي يفترض أنه يمتهن سرقة العبيد بالقوة.”

“هذا صحيح. كانت السيدة الشابة وأنا إثنينِ مِن المُتضررين.”

أوه، جميل. أبي لديه سمعة حقيقية.

 

 

 

“دعني أتأكد من أنني أفهمك، دوق باكشيل. أنت تعتقد أن رسالة السير غالجارد هي مزورة والسيدة إيريس ليست حقا عضوا في طبقة نبلاء آسورا، أليس كذلك؟ وأنت تظننا مجرد أتباع لذلك الفاسق الذي لا قيمة له باول غرايرات، الذي يشرب طوال اليوم، ينتقد إبنه، لديه أقدام كريهة الرائحة ويسبب لإبنته المسكينة لا نهاية من القلق؟”

ألقى باكشيل الرسالة بلا مبالاة علينا. أمسكتها كَـردِ فعلٍ ونظرت إلى محتوياتها.

“أنت محق.”

“أنت محق.”

بصراحة الآن، يا له من شيء فظيع لقوله. باول يحاول قصارى جهده هناك. لكن بالطبع، لديه عيوبه، وقد تكون بعض أساليبه بعيدة عن الكمال. ولكن لرفضه بأنه لا قيمة له؟ الآن ذلك مجرد هجوم!

 

“هل لي أن أسأل لماذا حَكَمتَ أن الختم على رسالتنا غير أصيل؟” قلت، مشيرًا إلى المغلف على مكتب باكشيل.

 

 

“ظهر سبيرد في إقليم ميليس. أي عضو مجتهد مثلي سيأتي يركض عند سماع هكذا أخبار.”

عبس الرجل قليلًا وأومأ برأسه. “ليس من غير المألوف أن يتم تداول تزوير ختم فارس التبشير في السوق السوداء.”

 

حقًا؟ هذه أول مرة أسمع عن هذا. “ولماذا تعتقد أن صاحب العمل، سيدة إيريس، ليس من تدعي أنها؟”

ما هي الخيارات التي لدينا في هذه المرحلة؟ هل يجب أن نحاول فقط ترتيب ممر لرويجيرد بشكل منفصل؟ أستطيع أن أرى أن ذلك سيؤدي بسهولة إلى معركة دامية أخرى ضد مجموعة من المهربين. هذه حقًا لا تبدو فكرةً جذابةً جدًا…

“همف. هل تتوقع مني حقا أن أصدق أن هذه السيَّافة البائسة الريفية هي إبنة نبيل آسورا؟”

“من خلال سلطتي كدوق، سأقوم بتعيين عدد قليل من الفرسان لمرافقتكما. بالتأكيد سيكون ذلك أفضل من حماية هذا الشيطان.”

ألقيت نظرة خاطفة على إيريس، التي إتخذت موقفها المعتاد المسلح. على الرغم من أن ذراعيها لم تتميزا بأي ندوب، إلا أنهما مدبوغين وتمتلكان عضلات أكثر إحكامًا من المغامر الشاب العادي. ليس بالضبط ما تتوقعه من أميرة صغيرة محمية، بالتأكيد.

“احم، أنا أتطلع لتأمين طريق عبور لمجموعتنا عبر البحر.”

 

 

“آه.” قلت بشخير صغير من الضحك. “يبدو أنك لا تعرف عن السير ساوروس، إذن.”

 

“ساوروس؟ تقصد لورد منطقة فيدوا؟”

 

يبدو أنه تعرف على هذا الاسم، على الأقل. جيد. “نعم. إنه أيضًا جد إيريس، والرجل الذي اختار رعاية مواهبها بالسيف منذ صغرها.”

لقد حاول فيليب والآخرون بالتأكيد دفعنا معًا. ولكن الآن، لا أحد يعرف حتى أين هم. لقد قال باول ألا أكون متفائلًا جدا…

“ماذا؟ لماذا يفعل مثل هذا الشيء؟”

كل هذا أدهشني وحَكَمتُ على أنه شيء مشؤوم إلى حد ما. لقد سلمت تلك الرسالة لأنني وثقت بِـرويجيرد، ولكن ربما كان من الأذكى القيام بمزيدٍ من البحث عن شخصية غاش بروش.

“هذا هو شيء من سر الأسرة، لكن….تقرر منذ بعض الوقت أن تتزوج السيدة إيريس من عائلة نوتوس. والسير ساوروس يكره الرئيس الحالي لذلك المنزل.”

اهتمت تيريز بشكل خاص بتلبية كل احتياجات إيريس. هناك دائما بعض العداء في عينيها عندما نظرت إلى رويجيرد، ولكن ماذا يمكنك ان تفعل؟ لا يغير الناس منظورهم الكامل للعالم بين عشية وضحاها.

“فهمت.”

 

فقط لأكون واضحا تماما، كنت ألمح إلى أن إيريس قد تم تدريبها على محارب صغير وحشي حتى تتمكن يوما ما من قتل لورد عائلة نوتوس في غرفة نومه. لحسن الحظ، بدت إيريس في حيرة من كلماتي. إذا فهمت ما أقوله، ربما سأكون قد فقدت بعض الأسنان في هذه المرحلة.

 

 

مبقية إياه في زاوية عينها، إنتزعت الفارسة رسالة رويجيرد من يدي ونظرت إليها بسرعة. “هذه الرسالة أصيلة، بالمناسبة. أستطيع التعرف على خط السير غالجارد عندما أراه.”

“لهذا السبب، من بين أمور أخرى، يجب على الشابة العودة إلى آسورا. لو تُصِرُّ على أنها محتالة، فسيتعين علينا ببساطة العودة إلى ميليشيون وتقديم إستئناف إلى السلطات المختصة.”

في هذا العالم، لا توجد عبَّاراتٌ تحمل مركبات برية عبر المسطحات المائية من أجلك. تمامًا مثل عندما غادرنا القارة الشيطانية، علينا بيع وسائل النقل خاصتنا هنا ومن ثم شراء واحدة جديدة على الجانب الآخر.

ليس لدي أي فكرة عمن ستكون تلك السلطات المختصة في هذه الحالة، بالطبع. حيث لم أزعج نفسي بالنظر في هذا الأمر.

“فهمت.” غمغمت الفارسة. وبعد ذلك، لسبب ما، جلست القرفصاء ولفت ذراعيها حولي.

 

 

“همف. لو تريد مني أن أصدق كل هذا، ثم أظهر لي دليلًا.”

“هذا الصبي هو إبنُ أُختي، كما ترى.”

“رسالة السير غالجارد هي بالتأكيد دليلٌ كافٍ.”

 

“هذا سخيف. أنت تدور في دوائر.”

 

“ماذا إذن؟ أنظر، دوق باكشيل، هل تريد حقا أن تخلق عداوةً مع عائلة آسورا غرايرات؟” اللعنة. أنا لا أعرف حتى ما أقوله بعد الآن.

“بالنظر إلى كل ما فعله من أجلك ومن أجل إيريس، يجب أن أتغاضى في قضيته. لكن في العادة، لم أكن لأُغفِلَ هذا.”

 

“آه.” قلت بشخير صغير من الضحك. “يبدو أنك لا تعرف عن السير ساوروس، إذن.”

لحسن الحظ، يبدو أن التهديد الذي أطلقته كان له نوع من التأثير، انطلاقا من مدى حدة نظرة الدوق باكشيل إلي.

“همف. أليست الظروف الخاصة بك مشابهة إلى حد ما؟ لا، هذا خطأي، المعذرة. لقد أكملت مهمتي على الأقل، بينما تخلَّيتَ ببساطة عن واجبك.”

 

لم يتمكن باكشيل من إنهاء كلامه. في منتصف الطريق، حَنَتْ الفارسة رأسها له.

“حسنا جدًا إذن. سوف أسمح لك والسيدة الشابة بالمرور.”

ومع ذلك، فإن مثل هذه الأدوية ليست رخيصة. شيء جيد أن لدي أقارب في الأماكن المرتفعة.

“لكن حارسنا—”

حسنا، آسف. سأتوقف الآن.

“من خلال سلطتي كدوق، سأقوم بتعيين عدد قليل من الفرسان لمرافقتكما. بالتأكيد سيكون ذلك أفضل من حماية هذا الشيطان.”

“أنتِ لم تأتي إلى هنا إلا منذ عشرة أيام. لا تُلصقي أنفك في مكان لا ينتمي إليه.”

بالمقارنة مع منح إذن مرور لشيطان، فضل باكشيل أن يُقرِضنا بعضًا من رجاله. بدا مصممًا بعناد على عدم السماح لرويجيرد بالمرور، مهما حدث. لم أر هذا النوع من الأشياء بأم عيني من قبل، لكن من الواضح أن التمييز ضد الشيطان في هذه القارة أسوأ مما تخيلت.

“أنا قائدة شركة الدرع. وأنا جادةٌ جدًا حول هذا الموضوع.”

 

“احم، أنا أتطلع لتأمين طريق عبور لمجموعتنا عبر البحر.”

ما هي الخيارات التي لدينا في هذه المرحلة؟ هل يجب أن نحاول فقط ترتيب ممر لرويجيرد بشكل منفصل؟ أستطيع أن أرى أن ذلك سيؤدي بسهولة إلى معركة دامية أخرى ضد مجموعة من المهربين. هذه حقًا لا تبدو فكرةً جذابةً جدًا…

 

ولكن مثلما كنت أفكر في ردي، أتى صوت طرق حاد على الباب.

“قد ترتدي الشابة زي مغامر في الوقت الحالي، ولكن هذا فقط لأننا لم نُرِد أن يدرك أي من الأشرار أنها من مواليدٍ نبيلة. أنا متأكد من أنك يمكن أن تفهم المخاطر المحتملة، دوق باكشيل.”

 

 

“ما هذا؟” قال باكشيل، وهو يبدو مرتابًا بعض الشيء: “أنا في منتصف شيء ما هنا.”

 

 

“لقد إخترتُم بالتأكيد إسمًا مثيرًا للإعجاب، أعترف بهذا لكم. وبدا هذا الختم حقيقيًا جدًا أيضًا. ولكنني لم أُولد بالأمس، يا أصدقائي! من الواضح أن هذا مزيف!”

لم ينتظر الشخص في الخارج الإذن للدخول. أرجح الباب مفتوحًا، ودخلت امرأة شقراء ترتدي درعًا أزرق إلى الغرفة.

ألقى باكشيل الرسالة بلا مبالاة علينا. أمسكتها كَـردِ فعلٍ ونظرت إلى محتوياتها.

 

أتى رد تيريز على هذه المحاولة المتواضعة للمزاح كَـتغطية فمي بيدها. “أنت بالتأكيد لطيف عندما تبقى هادئًا. سماعك تتحدث يجلب باول غرايرات إلى الذهن.”

“عفوا. لقد قيل لي أن ديد إيند رويجيرد ما موجود هنا.”

“دعني أتأكد من أنني أفهمك، دوق باكشيل. أنت تعتقد أن رسالة السير غالجارد هي مزورة والسيدة إيريس ليست حقا عضوا في طبقة نبلاء آسورا، أليس كذلك؟ وأنت تظننا مجرد أتباع لذلك الفاسق الذي لا قيمة له باول غرايرات، الذي يشرب طوال اليوم، ينتقد إبنه، لديه أقدام كريهة الرائحة ويسبب لإبنته المسكينة لا نهاية من القلق؟”

“….الأم؟”

بالطبع، اكتشاف لكل ذلك لن يفيد بشكل خاص في الوقت الحالي. الدوق باكشيل قد قرر بالفعل أن هذه الرسالة مزيفة. منذ أن وصلت الأمور إلى هذا الحد، فَـقول نعم، إنها مزيفة! آسف على ذلك! لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة لنا.

إنها زينيث.

أعرف أن الفكرة سخيفة. أعرف أن هذا ليس محتملًا. لكن في الوقت نفسه، تمزيق شعري بقلق ليس مفيدًا في الوقت الحالي. هذا ما قلته لنفسي، على الأقل.

 

“حسنا، بما أنك تقول هذا.”

“هاه؟!”

 

تحول الجميع في الغرفة بإنسجام للنظر إليها.

في ميليس، لا يُعتَبَرُ أي شخص فارسًا كاملا حتى يختبر رحلة استكشافية واحدة على الأقل مع فرسان التبشير. هذه الحملات في كثير من الأحيان تكون خطيرة للغاية. ولكن مع وجود غاش المسؤول، عاد الآن أكثر من تسعين بالمائة من الفرسان الشباب الذين تم إرسالهم أحياءً. هذا هو السبب في أن الكثيرين أشادوا به بإعتباره أعظم قائد عرفته المنظمة على الإطلاق. كل فارس في أسلحة الفرسان المقدسة الثلاثة يحترم غاش بعمق. حتى أن الكثيرين مدينون له بحياتهم.

 

“أنا الدوق باكشيل فون فيزر، مدير مكتب الجمارك في قارة ميليس.”

حدقت المرأة في وجهي، تبدو منزعجة إلى حد ما. “أنا امرأةٌ عزباء. ليس لدي أي أطفال، ناهيك عن واحد كبير مثلك.”

كان هذه أخبار جديدة بالنسبة لي. عندما نظرت إلى إيريس، أظهرت تعبيرًا مُحرَجًا قليلًا على وجهها. “آسف. لقد نسيت أن أخبرك عن أيٍّ من هذا…”

هااااه؟ هيا الآن، أمي. هل فقدتِ ذاكرتك منذ آخر مرة رأيتُكِ فيها؟ ربما سَئِمتْ من هراء باول…

“على أي حال….القائد غاش لا يتغير أبدا، هاه؟ لا بد أنه كان يعرف كيف سيكون رد فعل الدوق باكشيل على رسالة كهذه، لكنه مضى قدما وكتبها على أي حال.”

عندما نظرت عن كثب إلى المرأة، على أية حال، بدأت ألاحظ بعض التفاصيل التي تختلف فيها عن والدتي. بعد سنوات متباعدة، لم أستطِع تذكر زينيث تماما….لكن شكل وجه هذه المرأة ولون شعرها مختلفان بفارق ضئيل. ليست هي بعد كل شيء. “أنا آسف. أمي في مفقودة، وأنتِ تبدين كثيرًا مثلها.”

حدقت المرأة في وجهي، تبدو منزعجة إلى حد ما. “أنا امرأةٌ عزباء. ليس لدي أي أطفال، ناهيك عن واحد كبير مثلك.”

“….فهمت.”

 

عظيم. الآن هي تنظر إلي بشفقة في عينيها. ربما تظنني طفلًا وحيدًا ضائعًا أو شيء من هذا القبيل. لم يعاملني الناس كطفل كثيرا هذه الأيام، لكنني ما زلت أبدو كطفل، على الأقل.

بالطبع، هناك تفسيرات أبسط لذلك أيضا. لقد مرت أربعون عامًا منذ أن إلتقى رويجيرد بالرجل لأول مرة. ربما تزوج من عائلة قوية وغيرَّ إسمه أو شيء من هذا القبيل.

 

 

بشخير، حدق الدوق باكشيل في المرأة المدرعة. “حسنا، أنظروا من هنا، إنه فارس المعبد الذي تم تخفيض رتبته حديثًا. هل أنتِ بحاجة إلى شيء مني؟”

بفضل الدواء الذي اشترته تيريز، أمضت إيريس معظم رحلتنا غير مرتاحة إلى حد ما، ولكن، ليست بائسةً تمامًا. مما يعني أنها لن تتوسل إليَّ لإستخدام سحر الشفاء عليها طوال الوقت.

ظهر سبيرد في إقليم ميليس. أي عضو مجتهد مثلي سيأتي يركض عند سماع هكذا أخبار.”

“عفوا. لقد قيل لي أن ديد إيند رويجيرد ما موجود هنا.”

“أنتِ لم تأتي إلى هنا إلا منذ عشرة أيام. لا تُلصقي أنفك في مكان لا ينتمي إليه.”

 

“أين لا أنتمي؟ يا له من شيء غريب لكي تقوله، دوق باكشيل. من المؤكد أنني لم أتولى مهامي رسميا هنا بعد، لكن سلفي قد غادر بالفعل إلى ميليشيون. عندما تنشأ مشاكل عند نقطة تفتيش، يقع على عاتق فرسان المعبد مسؤولية معالجتها، صحيح؟ ومع ذلك يبدو أنني فارس المعبد الوحيد في هذه الغرفة. هل تهتم لشرح ذلك؟”

 

تركت هذه الخطبة اللاذعة الرجل في حيرة لا يعرف ماذا يقول. يتلعثم قليلا، وجهه شاحب قليلا.

أيضًا، لو عَلِمَ أي شخص أنني أقدس روكسي مثل الإله، قد ينتهي بي الأمر بالتعذيب من قبل محقق شديد التنفس أو شيء من هذا القبيل. ربما من الأفضل الحفاظ على معتقدي الشخصي لنفسي.

 

على عكس تلك السحلية الساحرة، لم أتعلق كثيرًا بحصاننا، لذلك قررت أن أعطيها إسمًا في النهاية فقط. وداع، لاند بسكويت المؤمن.

“يجب على فريق من زعيمين الإشراف على الدفاع عن كل مركز جمركي. هذه قاعدة صارمة وضعتها كنيسة ميليس، دوق باكشيل. أنت بالتأكيد لا تنوي تحدي ذلك، صحيح؟”

 

“بالطبع لا. اعتقدت فقط….حسنا، لقد وصلتِ للتو فقط هنا. لماذا لا تأخذين بضعة أيام للإسترخاء وتعتادي على المدينة؟”

لحسن الحظ، يبدو أن التهديد الذي أطلقته كان له نوع من التأثير، انطلاقا من مدى حدة نظرة الدوق باكشيل إلي.

“لن يكون ذلك ضروريًا.”

“حسنا جدًا إذن. سوف أسمح لك والسيدة الشابة بالمرور.”

من النظرة على وجه الدوق خنزير، ربما سيعتقد من يراه أنه في الطابور لِـيتم ذبحه. سأستمتع حقا في المرة القادمة التي أتناول فيها بعض لحم الخنزير.

يبدو أن إيريس قلقة بعض الشيء بعد المرة الأخيرة، على أية حال، لأنها تمسكت بي مثل الغراء بمجرد أن ركبنا القارب. وقالت أنها بالتأكيد ليست وديعة، ولكن على الأقل حصلت على الفرصة لرؤيتها تتنقل في الأرجاء فرحة ونحن ننظر إلى البحر. ذلك جيدٌ بما يكفي بالنسبة لي.

 

 

“الآن إذن. هل يمكن أن تفسر ما يجري مناقشته هنا؟”

 

بشكل عام، بدا أن هذه السيدة الفارسة على قدم المساواة مع باكشيل هنا. عادة ما يكون الدوق في قمة الترتيب الأرستقراطي، ولكن في بلد ميليس المقدس، الكنيسة قوية للغاية في حد ذاتها. ربما لهذا النظام علاقة بهذا.

لقد رأيت رجلًا كهذا كثيرًا في الماضي….في كل مرة نظرتُ إلى المرآة.

 

“حسنًا، ما يحدث هو….”

“حسنًا، ما يحدث هو….”

بعد قليل من الوقت، سمعت صوت رطمٍ عال، وصوت شخص يصرخ. سرعان ما سارع جندي مدرع من الخلف، وإقترب من حارس آخر، وهمس بشيء في أذنه. شرع هذا الحارس في الركض من المكتب مع تعبير خطير للغاية على وجهه.

شرع الدوق باكشيل في تلخيص الوضع. في بعض الأحيان، ألقى بملاحظات تستند فقط إلى افتراضاته الخاصة، لذلك إضطررت إلى التدخل ببعض التصحيحات.

“حسنًا، أنظري.” قاطعت إيريس. “هل تخططين لتركه أبدًا؟”

 

“أحد التعاليم القديمة لكنيسة ميليس ترى أنه يجب طرد عرق الشياطين تمامًا.”

إستمعت الفارسة إلى القصة بأكملها في صمت، ثم نظرت إلى مجموعتنا.

 

 

 

“همم. هذا الرجل بالتأكيد شيطان، أليس كذلك….؟”

نظرت إلى وجه باكشيل. وبدا من الصعب معرفة كيف إستقبل كل هذا، ولكن….من يهتم؟ علينا فقط أن نعتمد بشدة على تأثير عائلة إيريس هنا.

ضَيَّقتْ عينيها أثناء تفحصها لرويجيرد، ولكن عندما إلتفتَتْ إلى إيريس، خَفُتَ تعبيرها على الفور.

“هذا الصبي هو إبنُ أُختي، كما ترى.”

 

“أنتِ لم تأتي إلى هنا إلا منذ عشرة أيام. لا تُلصقي أنفك في مكان لا ينتمي إليه.”

وأخيرا، نظرت إلي….ووضعت يدها على ذقنها على ما يبدو تفكر.

“أووو….روديوس الدافئ خاصتي….” بدت عمتي حزينة بشكل معتدل، لكنني لم أكن وسادة جسدها. وليس الأمر كما لو أنني أستمتع حقا بالتجربة، على أي حال.

 

“هذا سخيف. أنت تدور في دوائر.”

“شاب، كنت أعتقد أنني أمك، أليس كذلك؟ هل يمكنني أن أسأل عن اسمها؟”

“احم، أنا أتطلع لتأمين طريق عبور لمجموعتنا عبر البحر.”

“إنها زينيث. زينيث غرايرات.”

 

“ووالدك؟”

“دعني أتأكد من أنني أفهمك، دوق باكشيل. أنت تعتقد أن رسالة السير غالجارد هي مزورة والسيدة إيريس ليست حقا عضوا في طبقة نبلاء آسورا، أليس كذلك؟ وأنت تظننا مجرد أتباع لذلك الفاسق الذي لا قيمة له باول غرايرات، الذي يشرب طوال اليوم، ينتقد إبنه، لديه أقدام كريهة الرائحة ويسبب لإبنته المسكينة لا نهاية من القلق؟”

ألقيت نظرة خاطفة على باكشيل. يا رجل، هذا على وشك أن يكون مُحرِجًا…

 

“باول غرايرات.”

 

من المفهوم أن عيون الدوق اتسعت. أود فقط أن أُصِرَّ على أن والدي هو شخص مختلف تمامًا، وليس ذلك الحثالة في ميليشيون. والدي أساسا قديس. حتى أنه سيعطيك المال إذا لكمته عدة مرات.

لحسن الحظ، يبدو أن التهديد الذي أطلقته كان له نوع من التأثير، انطلاقا من مدى حدة نظرة الدوق باكشيل إلي.

 

هذا الرجل هو من السبيرد. ومع ذلك، أنا مدين له بدين كبير.

“فهمت.” غمغمت الفارسة. وبعد ذلك، لسبب ما، جلست القرفصاء ولفت ذراعيها حولي.

“اممم….سيدتي؟”

 

 

“هاه؟!” جاء هذا بمثابة مفاجأة، على أقل تقدير.

“أووو….روديوس الدافئ خاصتي….” بدت عمتي حزينة بشكل معتدل، لكنني لم أكن وسادة جسدها. وليس الأمر كما لو أنني أستمتع حقا بالتجربة، على أي حال.

 

ليس فيليب، سوروس وشركائه فقط بالطبع. زينيث، ليليا وآيشا الصغيرة لا يزلن مفقودات أيضًا. لا توجد أخبار عن سيلفي أيضًا. اللعنة، نحن لا نعرف حتى هل غيلين لا تزال على قيد الحياة. هناك الكثير من الأسباب للقلق.

“لا أستطيع أن أتخيل ما مررتَ به…” لم تعانقني فحسب، بل هي الآن تُرَبتُ على رأسي أيضًا.

 

 

“همف. للإعتقاد بأن شيطانًا قذرًا ما سيكون وقحًا بما يكفي لإحضار رسالة مثل هذه إليّ….”

هذا ليس أنعم عناق، بفضل ذلك الدرع السميك الذي ارتدته، لكن على الأقل حصلت على نفحة لطيفة من العطر الأنثوي. بطبيعة الحال، صديقي الصغير في الطابق السفلي….لم يرتعش حتى. هاه.

“أعتذر. كانت كلماتي لا مبرر لها. منذ أن تم تعييني هنا، ليس لدي رغبة في وضع نفسي في صراع معك. ومع ذلك، هذه المسألة بالذات لها أهمية شخصية بالنسبة لي. أرجو أن تغفر لي وقاحتي.”

 

“رسالة السير غالجارد هي بالتأكيد دليلٌ كافٍ.”

ما الأمر يا بُنَي؟ لقد إعتقدت أنك تحب رائحة امرأة تفوح منها رائحة العرق قليلا. لماذا، فقط في اليوم السابق استغرق الأمر نفحة واحدة فقط من إيريس لكي تَنطَلِق…

 

بنظرة عابرة نحو سيدةٍ شابة معينة، وجدتها تنظر إلينا مع عينيها مفتوحتَين على مصراعيها ويديها المشدودة في القبضات. بالحديث عن الرعب.

تيريز لاتريا الابنة الرابعة لعائلة لاتريا، وهي حجر الزاوية في نبلاء ميليس. وأيضًا فارسةٌ واعدةٌ للغاية فازت برتبة نقيب في فرسان المعبد في سن مبكرة بشكل ملحوظ.

 

 

“اممم….سيدتي؟”

مما قالته لي إيريس، بمجرد عودتها إلى النزل ورأت كم كنت مكتئبًا، نَسيَّتْ كل شيء عن كل شيء آخر حدث في ذلك اليوم. هذا إذن خطأي في الأساس، هاه؟ في هذه الحالة، لم أستطع الشكوى حقا.

بعد أن ربتت على رأسي عدة مرات، نهضت الفارسة إلى قدميها مرة أخرى. وبدلًا من النظر في إتجاهي، عادت لتواجه الدوق باكشيل. “سآخذ هؤلاء الثلاثة تحت حمايتي الشخصية.”

“أنتِ لم تأتي إلى هنا إلا منذ عشرة أيام. لا تُلصقي أنفك في مكان لا ينتمي إليه.”

“ماذا؟!” صاح باكشيل. “واحد منهم شيطان، يا امرأة!”

“تيريز، هل يمكنك ترك روديوس بالفعل؟”

مبقية إياه في زاوية عينها، إنتزعت الفارسة رسالة رويجيرد من يدي ونظرت إليها بسرعة. “هذه الرسالة أصيلة، بالمناسبة. أستطيع التعرف على خط السير غالجارد عندما أراه.”

“أفترض أنكِ قد تكونين محقة في ذلك، يا آنسة إيريس.” قالت تيريز مبتسمة بسخرية: “لكن فرسان المعبد هم مجموعة من المتعصبين. وأنا منهم. وأخشى أننا، سنخوض تلك المعركة، حتى لو علمنا أننا لا نمتلك فرصة.”

“هل ستتجاهلين تعاليم كنيسة ميليس تمامًا؟ أي نوع من فرسان المعبد أنت؟”

“أحد التعاليم القديمة لكنيسة ميليس ترى أنه يجب طرد عرق الشياطين تمامًا.”

في هذه المرحلة، أطلقت إيريس القليل من “أوه!” تحولت السيدة الفارسة نحوها للحظة وغمزت.

هززتُ رأسي. “ليس حتى يُنادوا برقمنا.”

 

أعرف أن الفكرة سخيفة. أعرف أن هذا ليس محتملًا. لكن في الوقت نفسه، تمزيق شعري بقلق ليس مفيدًا في الوقت الحالي. هذا ما قلته لنفسي، على الأقل.

….بدأتُ أشعرُ بالضياعِ التام.

 

 

“ماذا؟!” صاح باكشيل. “واحد منهم شيطان، يا امرأة!”

“أنا قائدة شركة الدرع. وأنا جادةٌ جدًا حول هذا الموضوع.”

مع الإحتفاظ بهذه الأفكار لنفسي، وضعت يدي اليمنى على صدري وإنحنيت بأسلوب النبلاء الآسوريين. “اعتذاري يا سيدي. إسمح لي أن أقدم نفسي. إسمي هو روديوس غرايرات.”

“ارر! نقيبٌ خُفِّضت رتبته لفقدان وحدتها بأكملها!”

“من فضلك لا تبدأي معركة معهم، إيريس.”

“همف. أليست الظروف الخاصة بك مشابهة إلى حد ما؟ لا، هذا خطأي، المعذرة. لقد أكملت مهمتي على الأقل، بينما تخلَّيتَ ببساطة عن واجبك.”

 

قام الدوق باكشيل بطحن أسنانه معًا وهدر. مما يبدو، تم إرساله إلى هنا كنوع من العقاب أيضًا. بمجرد أن عرفتُ تلك التفاصيل الصغيرة، بدا لقبه الكبير في الواقع أكثر إثارة للشفقة من أن يكون مخيفًا. هناك شيء مثل الكراهية الحقيقية في عينيه الآن.

الآن بعد أن فكرت في ذلك، فخري العظيم لم يقف أبدًا لِـزينيث، أيضًا. ولم أشعر أبدا بأي اهتمام بالحصول على صداقة أكثر من اللازم مع نورن. هل ذلك لمجرد أنهم أقاربي؟

 

من النظرة على وجه الدوق خنزير، ربما سيعتقد من يراه أنه في الطابور لِـيتم ذبحه. سأستمتع حقا في المرة القادمة التي أتناول فيها بعض لحم الخنزير.

“انظري، يا امرأة. لا يهمني مدى قوة عائلتك. هذا النوع من الوقاحة لن—”

“ارر! نقيبٌ خُفِّضت رتبته لفقدان وحدتها بأكملها!”

لم يتمكن باكشيل من إنهاء كلامه. في منتصف الطريق، حَنَتْ الفارسة رأسها له.

 

 

“قد ترتدي الشابة زي مغامر في الوقت الحالي، ولكن هذا فقط لأننا لم نُرِد أن يدرك أي من الأشرار أنها من مواليدٍ نبيلة. أنا متأكد من أنك يمكن أن تفهم المخاطر المحتملة، دوق باكشيل.”

“أعتذر. كانت كلماتي لا مبرر لها. منذ أن تم تعييني هنا، ليس لدي رغبة في وضع نفسي في صراع معك. ومع ذلك، هذه المسألة بالذات لها أهمية شخصية بالنسبة لي. أرجو أن تغفر لي وقاحتي.”

“أنتِ لم تأتي إلى هنا إلا منذ عشرة أيام. لا تُلصقي أنفك في مكان لا ينتمي إليه.”

بدا التوقيت مثيرًا للإعجاب على محمل الجد. لقد أطلقت كل ما تريد قوله، لكنها اعتذرت بعد ذلك على الفور. يمكنك أن ترى الغضب على وجه باكشيل يتلاشى. يجب أن أحاول تقليدها في المرة القادمة التي أُغضِبُ فيها شخصًا ما حقًا.

 

 

مرة أخرى، وجدت نفسي أواجه موظفة استقبال ذات ثديين كبيرين بشكل مثير للإعجاب. في هذا العالم، يبدو أن هناك نوعا من القاعدة غير المكتوبة حيث يجب أن يكون موظف التسجيل مليئًا من الأمام. لا يعني ذلك أنني قدمت أي تعليقات في هذا الصدد، بالطبع.

“أهمية شخصية؟”

“الآن إذن. هل يمكن أن تفسر ما يجري مناقشته هنا؟”

“نعم.” قالت الفارسة، مع إيماءة صغيرة لزميلها المُرتاب. ثم أسقطت يدًا على كتفي.

 

 

على وجه التحديد، هذا يعني أنه يجب طرد جميع الشياطين من قارة ميليس. إنها حاليا شيء كعقيدة ميتة أخذها القليلون على محمل الجد، لكن فرسان المعبد ما زالوا يسعَونَ جاهدين لوضعها موضع التنفيذ. وبالطبع، السبيرد سيئي السمعة بشكل خاص، حتى بين الأجناس الشيطانية. إذا إنتشرت كلمة حول واحد يتحرك في ميليس، سيأتي فرسان المعبد خلفه مع كل ما لديهم — حتى لو لم يكن حقا ما ادعى أن يكون.

“هذا الصبي هو إبنُ أُختي، كما ترى.”

 

عفوًا؟!

 

 

“شاب، كنت أعتقد أنني أمك، أليس كذلك؟ هل يمكنني أن أسأل عن اسمها؟”

***

 

أيضًا، لو عَلِمَ أي شخص أنني أقدس روكسي مثل الإله، قد ينتهي بي الأمر بالتعذيب من قبل محقق شديد التنفس أو شيء من هذا القبيل. ربما من الأفضل الحفاظ على معتقدي الشخصي لنفسي.

تيريز لاتريا الابنة الرابعة لعائلة لاتريا، وهي حجر الزاوية في نبلاء ميليس. وأيضًا فارسةٌ واعدةٌ للغاية فازت برتبة نقيب في فرسان المعبد في سن مبكرة بشكل ملحوظ.

“حسنا. خذ هذه، إذن.” سلمتني المرأة بطاقة خشبية صغيرة عليها الرقم 34 محفورة عليها. من الواضح أن هذه هي العملية البيروقراطية التي يقومون بها هنا.

 

إستمع رويجيرد إلى كل هذا بصمت وتعبير متضارب على وجهه. هذا الرجل يؤكد بشكل قاطع أن رسالته مزيفة لمجرد أنه سبيرد — أو هكذا بدا له على الأرجح. وقد لا يكون مخطئًا تمامًا في ذلك، لكي نكون صادقين. لقد حذَّرني باول من أن هذا الدوق باكشيل مشهورٌ بكراهيته لجميع الشياطين.

الكونت لاتريا هو والدها. وزينيث غرايرات هي أختها.

 

 

“هذا صحيح يا سيدي. أنا أنتمي إلى عائلة فرعية، وبالتالي ليس لدي الحق في استخدام واحدة.” في اللحظة التي تركت فيها عبارة عائلة فرعية فمي، إستطعت أن أرى الحذر في عيون باكشيل يفسح المجال للإزدراء. لكن قبل أن يتمكن من قول أي شيء، أشرت إلى إيريس براحة يدي. “ومع ذلك، فإن السيدة إيريس هنا عضو حقيقي في عائلة بورياس غرايرات.”

علم أحدهم أنني كنت قريبًا من دم تيريز، وأظهر وجه دوق باكشيل تعبيرًا مستسلمًا. مع تنهد متردد، وافق على التنازل عن أجرة مرور مجموعتي إلى القارة الوسطى.

بالتأكيد هذا الـغاش، أو غالجارد، يعلم بذلك أيضا، صحيح؟ وبما أنه يعرف كيف هو باكشيل، كان عليه حقًا أن يكتب شرحا أكثر شمولًا.

 

“هذا سخيف. أنت تدور في دوائر.”

 

 

في الوقت الحالي، أنا في نُزُلٍ في الميناء الغربي، ملفوفًا بين ذراعي تيريز.

لو رغبت في طرح هذا الموضوع، فيجب أن يكون في مكان لطيف وهادئ، مع الإثنين منا فقط، وفقط عندما تكون الحالة المزاجية مناسبة. إيريس سيَّافةٌ متوحشة الآن، لكنها لا تزال عذراء بريئة عندما يتعلق الأمر بالرومانسية.

 

بدا الأمر كما لو أن عمتي ليست من أشد المعجبين بوالدي. أثناء ملاعبتها لي مثل الجرو، إنطلقت وغيرت الموضوع.

فقط إيريس وتريز وأنا في الغرفة في الوقت الحالي. ربما إستشعر أنه قد يجعل الأمور محرجة إذا بقي، لكن رويجيرد قد انزلق بعيدا في الوقت الحالي. “هل تعرف؟ روديوس، أخبرتني أختي كل شيء عنك في رسائلها.”

 

“هل فعلت حقًا؟ ماذا قالت عني؟”

 

“أنك رائع، بشكل أساسي. لا أستطيع أن أقول أنها الكلمة الأولى التي تبادرت إلى ذهني عندما رأيتك في هذا المكتب، ولكن الآن أنا أفهم. أنتَ لطيفٌ محبوبٌ حقًا!” حتى أثناء حديثها، ظلت تيريز تُمَرِغُ وجهها بمودة على مؤخرة رقبتي.

 

 

الآن بعد أن فكرت في ذلك، فخري العظيم لم يقف أبدًا لِـزينيث، أيضًا. ولم أشعر أبدا بأي اهتمام بالحصول على صداقة أكثر من اللازم مع نورن. هل ذلك لمجرد أنهم أقاربي؟

هذه تجربة غير عادية بالنسبة لي. على مدى السنوات الثلاثَ عشرةَ الماضية، وصفني عدد غير قليل من الناس بأنني مخيف، وقح أو مشبوه، ولكن يجب أن تكون زينيث هي الوحيدة التي وصفتني بأنني لطيف.

لا، لا. تذكر ما قاله لك رويجيرد.

 

أيضًا، لو عَلِمَ أي شخص أنني أقدس روكسي مثل الإله، قد ينتهي بي الأمر بالتعذيب من قبل محقق شديد التنفس أو شيء من هذا القبيل. ربما من الأفضل الحفاظ على معتقدي الشخصي لنفسي.

على الرغم من حقيقة أنني أُعانقُ حاليا من امرأة جميلة ذات ثديين كبيرين، لسبب غريب، لم يكن المدفع الكهرومغناطيسي بين ساقيَّ جاهزًا لإطلاق أي عملات معدنية.

 

 

“أهمية شخصية؟”

الآن بعد أن فكرت في ذلك، فخري العظيم لم يقف أبدًا لِـزينيث، أيضًا. ولم أشعر أبدا بأي اهتمام بالحصول على صداقة أكثر من اللازم مع نورن. هل ذلك لمجرد أنهم أقاربي؟

“آه.” قلت بشخير صغير من الضحك. “يبدو أنك لا تعرف عن السير ساوروس، إذن.”

“تيريز، هل يمكنك ترك روديوس بالفعل؟”

“لا أستطيع أن أتخيل ما مررتَ به…” لم تعانقني فحسب، بل هي الآن تُرَبتُ على رأسي أيضًا.

راقبتنا إيريس وذقنها مسنود على إحدى يديها، وهي تقرع أصابعها بشكل مزعج على الطاولة. هل هذا قليلٌ من الغيرة، ربما؟ ليس من السهل أن تكون زير نساء حقًا…

 

“أستطيع أن أفهم ما تشعرين به يا آنسة إيريس، لكن لا يوجد ما يخبرنا متى سأرى روديوس مرة أخرى. وبحلول الوقت الذي يتم لم شملنا فيه، سيكون على الأرجح قد فقد كل بقايا الجاذبية التي يمتلكها الآن. اعتذاري الصادق، لكني أود أن أصنع بعض الذكريات معه بينما أستطيع.” شرعت تيريز في إزعاجي بقوة أكبر من ذي قبل، ولم تظهر أي علامات على الندم على الإطلاق.

 

 

واو. هذا شعور جديد، بطريقة ما. لقد مر وقت طويل منذ أن عاملني شخص ما بإعتبار لعمري، هل تعلمون ذلك؟ عندما أردت أن أُعامل كطفل، عاملني الناس مثل الكبار. لكن عندما أردت أن أعامل مثل الكبار، عاملني الناس كطفل. يا له من مصدر إزعاج.

“هل يمكنني أن أسأل لماذا تتحدثين بأدب إلى إيريس؟”

خالدني شعور سيء للغاية حول هذا الموضوع.

“لأنني مدين لها بحياتي.”

لا، لا. تذكر ما قاله لك رويجيرد.

الآن هذا يزعجُ فضولي.

واو. هذا شعور جديد، بطريقة ما. لقد مر وقت طويل منذ أن عاملني شخص ما بإعتبار لعمري، هل تعلمون ذلك؟ عندما أردت أن أُعامل كطفل، عاملني الناس مثل الكبار. لكن عندما أردت أن أعامل مثل الكبار، عاملني الناس كطفل. يا له من مصدر إزعاج.

 

بالطبع، اكتشاف لكل ذلك لن يفيد بشكل خاص في الوقت الحالي. الدوق باكشيل قد قرر بالفعل أن هذه الرسالة مزيفة. منذ أن وصلت الأمور إلى هذا الحد، فَـقول نعم، إنها مزيفة! آسف على ذلك! لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة لنا.

في اليوم الذي خرجت فيه إيريس لإصطياد العفاريت بالقرب من ميليشيون، يبدو أنها أنقذت تيريز من مجموعة من القتلة الذين أحاطوا بها. كانت تيريز في الخدمة تدافع عن شخصية مهمة معينة في ذلك الوقت؛ لو لم تظهر إيريس حينها، لكانت تيريز والشخصية المهمة تلك قد فقدا حياتهما.

“بالطبع لا. اعتقدت فقط….حسنا، لقد وصلتِ للتو فقط هنا. لماذا لا تأخذين بضعة أيام للإسترخاء وتعتادي على المدينة؟”

 

بشخير، حدق الدوق باكشيل في المرأة المدرعة. “حسنا، أنظروا من هنا، إنه فارس المعبد الذي تم تخفيض رتبته حديثًا. هل أنتِ بحاجة إلى شيء مني؟”

كان هذه أخبار جديدة بالنسبة لي. عندما نظرت إلى إيريس، أظهرت تعبيرًا مُحرَجًا قليلًا على وجهها. “آسف. لقد نسيت أن أخبرك عن أيٍّ من هذا…”

“تعال هنا، روديوس!”

مما قالته لي إيريس، بمجرد عودتها إلى النزل ورأت كم كنت مكتئبًا، نَسيَّتْ كل شيء عن كل شيء آخر حدث في ذلك اليوم. هذا إذن خطأي في الأساس، هاه؟ في هذه الحالة، لم أستطع الشكوى حقا.

تيريز لا تزال تتلمسني مثل مجنونة، بطبيعة الحال. بما أنها تجلسُ ورائي فَـمن الصعب القول على وجه اليقين، لكنني أراهن أن المرأة لديها تعبير فرح جدًا على وجهها. هذا لم يغضبني أو أي شيء، لكنه بالتأكيد محرجٌ نوعا ما. أعني، هناك سيدة تضغط ثدييها علي وتلعب مع جسدي، وأنا لستُ متحمسًا لهذا. إنه شعورٌ غير مألوف.

 

“آسف، هل هذا يعني أنكِ تريدين أن تنامي معي؟”

تيريز لا تزال تتلمسني مثل مجنونة، بطبيعة الحال. بما أنها تجلسُ ورائي فَـمن الصعب القول على وجه اليقين، لكنني أراهن أن المرأة لديها تعبير فرح جدًا على وجهها. هذا لم يغضبني أو أي شيء، لكنه بالتأكيد محرجٌ نوعا ما. أعني، هناك سيدة تضغط ثدييها علي وتلعب مع جسدي، وأنا لستُ متحمسًا لهذا. إنه شعورٌ غير مألوف.

“شاب، كنت أعتقد أنني أمك، أليس كذلك؟ هل يمكنني أن أسأل عن اسمها؟”

 

بنظرة عابرة نحو سيدةٍ شابة معينة، وجدتها تنظر إلينا مع عينيها مفتوحتَين على مصراعيها ويديها المشدودة في القبضات. بالحديث عن الرعب.

“على محمل الجد، على الرغم من ذلك. أنتَ فقط لطيفٌ جدًا، روديوس. أنا يمكن أن آكُلَكَ حتى!”

“ارر! نقيبٌ خُفِّضت رتبته لفقدان وحدتها بأكملها!”

“يجب على فريق من زعيمين الإشراف على الدفاع عن كل مركز جمركي. هذه قاعدة صارمة وضعتها كنيسة ميليس، دوق باكشيل. أنت بالتأكيد لا تنوي تحدي ذلك، صحيح؟”

“آسف، هل هذا يعني أنكِ تريدين أن تنامي معي؟”

 

أتى رد تيريز على هذه المحاولة المتواضعة للمزاح كَـتغطية فمي بيدها. “أنت بالتأكيد لطيف عندما تبقى هادئًا. سماعك تتحدث يجلب باول غرايرات إلى الذهن.”

 

بدا الأمر كما لو أن عمتي ليست من أشد المعجبين بوالدي. أثناء ملاعبتها لي مثل الجرو، إنطلقت وغيرت الموضوع.

ما الأمر يا بُنَي؟ لقد إعتقدت أنك تحب رائحة امرأة تفوح منها رائحة العرق قليلا. لماذا، فقط في اليوم السابق استغرق الأمر نفحة واحدة فقط من إيريس لكي تَنطَلِق…

 

“ماذا إذن؟ أنظر، دوق باكشيل، هل تريد حقا أن تخلق عداوةً مع عائلة آسورا غرايرات؟” اللعنة. أنا لا أعرف حتى ما أقوله بعد الآن.

“على أي حال….القائد غاش لا يتغير أبدا، هاه؟ لا بد أنه كان يعرف كيف سيكون رد فعل الدوق باكشيل على رسالة كهذه، لكنه مضى قدما وكتبها على أي حال.”

 

غالجارد ناش فينيك، في الواقع، هو الرجل المسؤول عن فرسان تبشير ميليس. سلاح الفرسان هذا في الأساس هو قوة مرتزقة أرسلت فرسان شباب إلى مناطق مضطربة من العالم، حيث يمكنهم اكتساب خبرة قتالية حقيقية مع نشر تعاليم كنيسة ميليس أيضًا. في الوقت الحاضر، هم يقومون بالحملات، ويعودون إلى ميليس لتعزيز صفوفهم بمجندين جدد.

 

 

في البداية، طوت ذراعيها ونشرت قدميها إلى عرض الكتفين، لكنها سرعان ما أدركت أن ذلك ليس صحيحا. دافعها الثاني كان الوصول إلى حواف تنورتها حتى تتمكن من الانحناء؛ لسوء الحظ، لم تكن ترتدي تنورة. استقرت أخيرا على وضع يدها على صدرها والركوع كما فعلت.

صديق رويجيرد غاش، المعروف أيضًا بإسم غالجارد، هو زعيمهم منذ بعض الوقت الآن. لقد نجا من رحلة استكشافية كارثية إلى القارة الشيطانية كفارس شاب، وفي العقود التي تلت ذلك، أعاد تشكيل نظامه ليصير أقوى قوة على الإطلاق. إنه رجل صامت وهادئ نادرًا ما يبتسم، لكنه معروفٌ أيضا بإنصافه وحياده تجاه حتى أسوأ الأشرار.

 

 

“هل لي أن أسأل لماذا حَكَمتَ أن الختم على رسالتنا غير أصيل؟” قلت، مشيرًا إلى المغلف على مكتب باكشيل.

في ميليس، لا يُعتَبَرُ أي شخص فارسًا كاملا حتى يختبر رحلة استكشافية واحدة على الأقل مع فرسان التبشير. هذه الحملات في كثير من الأحيان تكون خطيرة للغاية. ولكن مع وجود غاش المسؤول، عاد الآن أكثر من تسعين بالمائة من الفرسان الشباب الذين تم إرسالهم أحياءً. هذا هو السبب في أن الكثيرين أشادوا به بإعتباره أعظم قائد عرفته المنظمة على الإطلاق. كل فارس في أسلحة الفرسان المقدسة الثلاثة يحترم غاش بعمق. حتى أن الكثيرين مدينون له بحياتهم.

ارتجف جبين باكشيل قليلًا. “روديوس….غرايرات، تقول؟”

 

 

“بالطبع، إنه مشهور أيضًا بالكتابة قليلًا والتحدث أقل.”

 

في ساحة المعركة، هو يُصدر الأوامر بسرعة وبدقة، ولكن في معظم الأوقات الأخرى هو لا مبالٍ لدرجة أنه لم يرد حتى تحية الضُباط. لم يكتب أبدًا رسائل من أي نوع، ومجرد تقارير مختومة بالمطاط كتبها آخرون. قلة من الناس رأوا خط يده لدرجة أن المستندات المزيفة تنتشر بإسمه بشكل روتيني.

“أعتذر. كانت كلماتي لا مبرر لها. منذ أن تم تعييني هنا، ليس لدي رغبة في وضع نفسي في صراع معك. ومع ذلك، هذه المسألة بالذات لها أهمية شخصية بالنسبة لي. أرجو أن تغفر لي وقاحتي.”

 

“ماذا إذن؟ أنظر، دوق باكشيل، هل تريد حقا أن تخلق عداوةً مع عائلة آسورا غرايرات؟” اللعنة. أنا لا أعرف حتى ما أقوله بعد الآن.

وصفه رويجيرد بأنه رجل ثرثار وعاطفي. لكن بالطبع، رويجيرد هادئ بنفسه. ربما اختلفت معاييره لـ الثرثرة عن معاييرنا….أو ربما تصرف غاش بشكل مختلف من حوله.

في حين أنه لا يمكن مقارنتها بالمنطقة التجارية لميليشيون، إلا أن عددًا من الشركات يقع مقرها الرئيسي هنا، وشوارع المدينة مليئة بالمتاجر الفرعية والشركات.

 

 

“حسنًا، أنظري.” قاطعت إيريس. “هل تخططين لتركه أبدًا؟”

“ظهر سبيرد في إقليم ميليس. أي عضو مجتهد مثلي سيأتي يركض عند سماع هكذا أخبار.”

استطعت أن أرى الفتاة على بعد حوالي خمس ثوان من الإنضغاط في هذه المرحلة، لذلك خرجت أخيرًا من قبضة تيريز.

“أنتِ لم تأتي إلى هنا إلا منذ عشرة أيام. لا تُلصقي أنفك في مكان لا ينتمي إليه.”

 

“أفترض أنكِ قد تكونين محقة في ذلك، يا آنسة إيريس.” قالت تيريز مبتسمة بسخرية: “لكن فرسان المعبد هم مجموعة من المتعصبين. وأنا منهم. وأخشى أننا، سنخوض تلك المعركة، حتى لو علمنا أننا لا نمتلك فرصة.”

“أووو….روديوس الدافئ خاصتي….” بدت عمتي حزينة بشكل معتدل، لكنني لم أكن وسادة جسدها. وليس الأمر كما لو أنني أستمتع حقا بالتجربة، على أي حال.

حقًا؟ هذه أول مرة أسمع عن هذا. “ولماذا تعتقد أن صاحب العمل، سيدة إيريس، ليس من تدعي أنها؟”

 

فقط إيريس وتريز وأنا في الغرفة في الوقت الحالي. ربما إستشعر أنه قد يجعل الأمور محرجة إذا بقي، لكن رويجيرد قد انزلق بعيدا في الوقت الحالي. “هل تعرف؟ روديوس، أخبرتني أختي كل شيء عنك في رسائلها.”

“تعال هنا، روديوس!”

مرة أخرى، وجدت نفسي أواجه موظفة استقبال ذات ثديين كبيرين بشكل مثير للإعجاب. في هذا العالم، يبدو أن هناك نوعا من القاعدة غير المكتوبة حيث يجب أن يكون موظف التسجيل مليئًا من الأمام. لا يعني ذلك أنني قدمت أي تعليقات في هذا الصدد، بالطبع.

تماما كما أمرت، جلست بجانب إيريس. أمسكَتْ على الفور بيدي.

 

 

 

“اممم….”

“هذا سخيف. أنت تدور في دوائر.”

في غضون ثوان، إحمرَّ وجه الفتاة حتى أطراف أذنيها. بالنظر إلى جانب وجهها وهي تنظر بغضب إلى الأمام، لم أستطِع إلا أن أبتسم.

تيريز لاتريا الابنة الرابعة لعائلة لاتريا، وهي حجر الزاوية في نبلاء ميليس. وأيضًا فارسةٌ واعدةٌ للغاية فازت برتبة نقيب في فرسان المعبد في سن مبكرة بشكل ملحوظ.

 

إنه رجلٌ قليلُ الكلمات، لكنه يمتلك شخصيةً نبيلة.

من ناحية أخرى، ظلت تيريز مشغولة بلكم وسادة على السرير. يمكنني تفهم هذا، ولكن لماذا لا تلكم الجدار بدلا من ذلك؟ هذا أكثر إرضاءً، في تجربتي.

 

 

“أهمية شخصية؟”

“هااه….استمتعا بشبابكما طالما تستطيعان، أيها الأطفال.” هزت تيريز رأسها بحسرة، ثم نظرت إلينا بتعبير أكثر جدية. “صحيح. هناك شيء واحد أردت أن أُحذِرَكَ بشأنه، روديوس. قد لا يهم كثيرًا، لأنك على وشك مغادرة ميليس، لكنني أعتقد أنك بحاجة لأن تكون على دراية بذلك.”

هذا الرجل هو من السبيرد. ومع ذلك، أنا مدين له بدين كبير.

توقفت للحظة بعد هذا الكلام الطويل، ثم واصلت بحزم: “سيكون ذكيًا منك عدم ذكر كلمة سبيرد داخل حدود هذا البلد.”

 

“لماذا هذا؟”

نظرت حول الغرفة بعناية أكبر هذه المرة، محاولًا اكتشاف الشخص الذي تتحدث عنه. كما اتضح، إنهم الحراس. الكثير منهم يطلقون نظرات قصيرة في إتجاه إيريس؛ وهي تردُ على نظراتهم بالطبع.

“أحد التعاليم القديمة لكنيسة ميليس ترى أنه يجب طرد عرق الشياطين تمامًا.”

“ظهر سبيرد في إقليم ميليس. أي عضو مجتهد مثلي سيأتي يركض عند سماع هكذا أخبار.”

على وجه التحديد، هذا يعني أنه يجب طرد جميع الشياطين من قارة ميليس. إنها حاليا شيء كعقيدة ميتة أخذها القليلون على محمل الجد، لكن فرسان المعبد ما زالوا يسعَونَ جاهدين لوضعها موضع التنفيذ. وبالطبع، السبيرد سيئي السمعة بشكل خاص، حتى بين الأجناس الشيطانية. إذا إنتشرت كلمة حول واحد يتحرك في ميليس، سيأتي فرسان المعبد خلفه مع كل ما لديهم — حتى لو لم يكن حقا ما ادعى أن يكون.

 

 

 

“بالنظر إلى كل ما فعله من أجلك ومن أجل إيريس، يجب أن أتغاضى في قضيته. لكن في العادة، لم أكن لأُغفِلَ هذا.”

 

“لا تكوني سخيفة.” قالت إيريس ببرود: “لن تهزموا رويجيرد أبدًا، حتى خلال مليون عام، بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين تُلقيهم عليه.”

“هذا صحيح. كانت السيدة الشابة وأنا إثنينِ مِن المُتضررين.”

“أفترض أنكِ قد تكونين محقة في ذلك، يا آنسة إيريس.” قالت تيريز مبتسمة بسخرية: “لكن فرسان المعبد هم مجموعة من المتعصبين. وأنا منهم. وأخشى أننا، سنخوض تلك المعركة، حتى لو علمنا أننا لا نمتلك فرصة.”

 

هناك على ما يبدو عدد غير قليل من الناس مثل هذا بين فرسان ميليس المقدسين. وهكذا، أكدَّت هذا في عقلي، يجب أن نكون حذرين للغاية إذا صادفنا العودة إلى هذه القارة.

 

 

“شاب، كنت أعتقد أنني أمك، أليس كذلك؟ هل يمكنني أن أسأل عن اسمها؟”

لقد أظهر هذا الحادث برمته تمامًا كيف هي التحيزات البشرية عميقة الجذور تجاه عرق الشياطين. شعرت أنه قد يكون من الصعب العمل على سمعة السبيرد من الآن فصاعدًا.

 

 

في البداية، طوت ذراعيها ونشرت قدميها إلى عرض الكتفين، لكنها سرعان ما أدركت أن ذلك ليس صحيحا. دافعها الثاني كان الوصول إلى حواف تنورتها حتى تتمكن من الانحناء؛ لسوء الحظ، لم تكن ترتدي تنورة. استقرت أخيرا على وضع يدها على صدرها والركوع كما فعلت.

أيضًا، لو عَلِمَ أي شخص أنني أقدس روكسي مثل الإله، قد ينتهي بي الأمر بالتعذيب من قبل محقق شديد التنفس أو شيء من هذا القبيل. ربما من الأفضل الحفاظ على معتقدي الشخصي لنفسي.

 

 

 

 

 

***

“نعم.” قالت الفارسة، مع إيماءة صغيرة لزميلها المُرتاب. ثم أسقطت يدًا على كتفي.

 

“آسفٌ لإبقائك تنتظر!”

سارت رحلتنا عبر البحر بسلاسة هذه المرة.

أعرف أن الفكرة سخيفة. أعرف أن هذا ليس محتملًا. لكن في الوقت نفسه، تمزيق شعري بقلق ليس مفيدًا في الوقت الحالي. هذا ما قلته لنفسي، على الأقل.

 

 

تأكدت عمتي من أننا مستعدون جيدًا للرحلة. ليس فقط أنها قدمت لنا جميع المستلزمات التي نحتاجها، حتى أنها حصلت لنا على نوعٍ من الدواء لدوار البحر. حصلت على انطباعٍ بأن الطب هو مجالٌ مُهمَلٌ نوعًا ما في هذا العالم، لكن من الواضح أنهم لم يعتمدوا على سحر الشفاء في كل شيء. هناك علاجات لهذا النوع من الأمراض، على الأقل.

“أفترض أنكِ قد تكونين محقة في ذلك، يا آنسة إيريس.” قالت تيريز مبتسمة بسخرية: “لكن فرسان المعبد هم مجموعة من المتعصبين. وأنا منهم. وأخشى أننا، سنخوض تلك المعركة، حتى لو علمنا أننا لا نمتلك فرصة.”

 

 

ومع ذلك، فإن مثل هذه الأدوية ليست رخيصة. شيء جيد أن لدي أقارب في الأماكن المرتفعة.

صديق رويجيرد غاش، المعروف أيضًا بإسم غالجارد، هو زعيمهم منذ بعض الوقت الآن. لقد نجا من رحلة استكشافية كارثية إلى القارة الشيطانية كفارس شاب، وفي العقود التي تلت ذلك، أعاد تشكيل نظامه ليصير أقوى قوة على الإطلاق. إنه رجل صامت وهادئ نادرًا ما يبتسم، لكنه معروفٌ أيضا بإنصافه وحياده تجاه حتى أسوأ الأشرار.

 

“ما هذا؟” قال باكشيل، وهو يبدو مرتابًا بعض الشيء: “أنا في منتصف شيء ما هنا.”

اهتمت تيريز بشكل خاص بتلبية كل احتياجات إيريس. هناك دائما بعض العداء في عينيها عندما نظرت إلى رويجيرد، ولكن ماذا يمكنك ان تفعل؟ لا يغير الناس منظورهم الكامل للعالم بين عشية وضحاها.

“لا أستطيع أن أتخيل ما مررتَ به…” لم تعانقني فحسب، بل هي الآن تُرَبتُ على رأسي أيضًا.

 

 

بفضل الدواء الذي اشترته تيريز، أمضت إيريس معظم رحلتنا غير مرتاحة إلى حد ما، ولكن، ليست بائسةً تمامًا. مما يعني أنها لن تتوسل إليَّ لإستخدام سحر الشفاء عليها طوال الوقت.

“أهمية شخصية؟”

 

***

بصراحة، ذلك مخيب للآمال بعض الشيء. كنت آمل أن أراها وديعة وخفيفة مرة أخرى. لكن على الجانب الإيجابي، لم يتم شحن العداد الفائق الخاص بي، ولم أطلق العنان أبدًا للذئب المُغَفَل، ولم تضطر إيريس لِـضربي بلكمة توعية. سرى الوضع كالمعتاد.

 

 

قال باكشيل: “فهمت.” التعبير على وجهه لا يزال حامضًا. “هكذا هو الحال إذن. أنتم من تلك المجموعة المسماة فريق فيدوا للبحث والإنقاذ الذين ظلوا يسببون متاعب لا نهائية في ميليشيون مؤخرًا، صحيح؟”

يبدو أن إيريس قلقة بعض الشيء بعد المرة الأخيرة، على أية حال، لأنها تمسكت بي مثل الغراء بمجرد أن ركبنا القارب. وقالت أنها بالتأكيد ليست وديعة، ولكن على الأقل حصلت على الفرصة لرؤيتها تتنقل في الأرجاء فرحة ونحن ننظر إلى البحر. ذلك جيدٌ بما يكفي بالنسبة لي.

بدا التوقيت مثيرًا للإعجاب على محمل الجد. لقد أطلقت كل ما تريد قوله، لكنها اعتذرت بعد ذلك على الفور. يمكنك أن ترى الغضب على وجه باكشيل يتلاشى. يجب أن أحاول تقليدها في المرة القادمة التي أُغضِبُ فيها شخصًا ما حقًا.

 

اهتمت تيريز بشكل خاص بتلبية كل احتياجات إيريس. هناك دائما بعض العداء في عينيها عندما نظرت إلى رويجيرد، ولكن ماذا يمكنك ان تفعل؟ لا يغير الناس منظورهم الكامل للعالم بين عشية وضحاها.

أحد البحارة إغتنم هذه الفرصة لمضايقتنا، على أية حال. “مرحبا، طيور الحب! هل أنتما تتزوجان في عالم الملك التنين أم ماذا؟”

وفقا لذلك، لجأنا إلى السير غالجارد طلبا للمساعدة، حيث إنه أحد المعارف القدامى لعائلة غرايرات وصديقًا شخصيًا لِـرويجيرد. وكان لطيفا بما يكفي ليكتب لنا رسالة.

“بالطبع.” قلت ووضعت ذراعًا حول أكتاف إيريس بإبتسامة. “سيكون حفلَ زفافٍ مجنون.”

بالتأكيد هذا الـغاش، أو غالجارد، يعلم بذلك أيضا، صحيح؟ وبما أنه يعرف كيف هو باكشيل، كان عليه حقًا أن يكتب شرحا أكثر شمولًا.

في هذه المرحلة، لكمتني إيريس في وجهي. “مـ-من السابق لأوانه أن نتزوج، أيها الغبي!”

“هذا سخيف. أنت تدور في دوائر.”

على الرغم من العنف، لم تبدو مستاءةً للغاية من الفكرة نفسها، انطلاقا من الطريقة التي تململت بها بعد ذلك. ربما جزء المضايقة أمام الجميع هو القضية الرئيسية.

حسنا، آسف. سأتوقف الآن.

 

 

لو رغبت في طرح هذا الموضوع، فيجب أن يكون في مكان لطيف وهادئ، مع الإثنين منا فقط، وفقط عندما تكون الحالة المزاجية مناسبة. إيريس سيَّافةٌ متوحشة الآن، لكنها لا تزال عذراء بريئة عندما يتعلق الأمر بالرومانسية.

 

 

 

زواج، هاه؟

ومع ذلك، لم أستطِع السماح لنفسي بالغرق في التشاؤم. بحلول الوقت الذي نعود فيه إلى فيدوا، ربما سيكون الجميع ينتظروننا هناك، آمنين وسليمين.

لقد حاول فيليب والآخرون بالتأكيد دفعنا معًا. ولكن الآن، لا أحد يعرف حتى أين هم. لقد قال باول ألا أكون متفائلًا جدا…

 

ليس فيليب، سوروس وشركائه فقط بالطبع. زينيث، ليليا وآيشا الصغيرة لا يزلن مفقودات أيضًا. لا توجد أخبار عن سيلفي أيضًا. اللعنة، نحن لا نعرف حتى هل غيلين لا تزال على قيد الحياة. هناك الكثير من الأسباب للقلق.

 

 

“لقد إخترتُم بالتأكيد إسمًا مثيرًا للإعجاب، أعترف بهذا لكم. وبدا هذا الختم حقيقيًا جدًا أيضًا. ولكنني لم أُولد بالأمس، يا أصدقائي! من الواضح أن هذا مزيف!”

ومع ذلك، لم أستطِع السماح لنفسي بالغرق في التشاؤم. بحلول الوقت الذي نعود فيه إلى فيدوا، ربما سيكون الجميع ينتظروننا هناك، آمنين وسليمين.

سارت رحلتنا عبر البحر بسلاسة هذه المرة.

 

في هذه المرحلة، لكمتني إيريس في وجهي. “مـ-من السابق لأوانه أن نتزوج، أيها الغبي!”

أعرف أن الفكرة سخيفة. أعرف أن هذا ليس محتملًا. لكن في الوقت نفسه، تمزيق شعري بقلق ليس مفيدًا في الوقت الحالي. هذا ما قلته لنفسي، على الأقل.

 

 

“هذا صحيح. كانت السيدة الشابة وأنا إثنينِ مِن المُتضررين.”

للأفضل أو للأسوأ، قارة ميليس صارت وراءنا الآن.

“هذا الصبي هو إبنُ أُختي، كما ترى.”

نظرت حول الغرفة بعناية أكبر هذه المرة، محاولًا اكتشاف الشخص الذي تتحدث عنه. كما اتضح، إنهم الحراس. الكثير منهم يطلقون نظرات قصيرة في إتجاه إيريس؛ وهي تردُ على نظراتهم بالطبع.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط