نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 74

الفصل 2: اللوستر جريزلي

الفصل 2: اللوستر جريزلي

الفصل 2: اللوستر جريزلي

 

في وقت سابق، وجدنا نقطة ضيقة طبيعية حيث يمكننا قيادة اللوستر الجريزلي في حالة ثبت أن أعدادهم كبيرة جدًا بحيث لا يمكن التعامل معها. 

في صباح اليوم التالي، توجهت بإخلاص إلى البوابة الشمالية للمدينة. لم أكن أشعر بحماس شديد تجاه هذه الرحلة الاستكشافية، لكن جسدي كان يتحرك تلقائيا. لقد قمت بالفعل بجمع بعض المعلومات عن اللوستر غريزلي ومكان بحيرة كوكورو قبل أن أذهب للنوم. لا بد أن العادات التي اكتسبتها في قارة الشياطين قد رسخت نفسها.

لا يمكنك أن تنهار الآن، اللعنة.

نظرت حولي في الشوارع المظلمة والهادئة. لم تحدد سوزان موعدًا محددًا للقاء، لذا فقد حضرت في أقرب وقت ممكن. لا يبدو أنهم هنا بعد. 

“تش! سأبقيهم مشغولين! الباقون فل تهربوا!” “سوزان!”

من الصعب تحديد ذلك دون وجود أي ساعات، لكن ربما الوقت الأن حوالي الرابعة صباحًا. ربما لا يزالون نائمين.

“بالطبع يهم إذا مت، أيها المعتوه…” أمسكت بالقماش الأبيض بإحكام على صدري للحظة

بصراحة، لم يكن لدي الكثير للبقاء من اجله الليلة الماضية. كان الجو باردًا هناك لسبب ما. وربما كنت متوترًا بعض الشيء بشأن التعاون مع مجموعة من الأشخاص لا أعرفهم جيدًا.

لقد انقسمنا إلى فرق مكونة من شخصين للجزء الفوضوي. لقد تم إقرانني مع تيموثي، زميلي الساحر. لقد كان صامتا لفترة من الوقت الآن. شعرت أنه لم يكن متأكدًا تمامًا مما سيقوله لي.

 “إنهم يأخذون وقتهم …”

لأكون صادقًا، شعرت وكأنني أقاتل ويدي مقيدتان خلف ظهري. إذا انضممت إلى الهجوم مع تيموثي، فمن المحتمل أن نتمكن من القضاء على معظم مجموعات الوحوش من مسافة بعيدة، بدلاً من السماح لهم بالاقتراب بما يكفي لإيذاء مقاتلي الخطوط الأمامية.

عندما ينطلق المغامرون في مهمة ما، فان القاعدة العامة هي أن يستيقظ في الصباح. ربما أتيت مبكرًا جدًا هذه المرة، لكن الأوان تأخر كثيرًا. آخر شيء احتاجه هو أن أتخلف عن الركب وينتهي بي الأمر بالتجول بمفردي طوال اليوم.

لم أكن قد فقدت كل شيء. ليس كليا. لقد فقدت شيئًا كنت أهتم به كثيرًا. ذلك صحيح. لكن هذا لا يعني أنه لم يبق لي شيء أعيش من أجله.

ليس الأمر كما لو أنني الوحيد هنا أيضًا. هناك فريق آخر يتسكع بالقرب من البوابة أيضًا. يبدو أنهم كانوا ينتظرون فرداً أخيرًا.

لم يكن تيموثي فقط. كان الجميع هادئين أيضًا. ومع ذلك، لم يكن أسوأ نوع من الصمت في هذا العالم. لم أشعر بأي حاجة لكسره.

ومع ذلك، من الممكن أن أكون قد حصلت على فكرة خاطئة في مرحلة ما.

 

 

 

ربما لن يأتوا حتى الظهر؟ قد يكون من المنطقي المغادرة متأخرا إذا قررت الوصول إلى وجهتك في وقت محدد. لكن مرة أخرى، أخبرتهم بالنزل الذي كنت أقيم فيه. لو أنهم حددوا موعدًا مختلفًا للمغادرة، ألم يكن من الممكن أن يتواصلوا معي؟

أخفيت مشاعري قدر المستطاع، ووجهت عصاي مباشرة نحو المجموعة المندفعة المغطات بالطين.

“أوه.” عندما بدأت أفكاري تدور في دوائر، رأيت مجموعة صغيرة من الناس يسيرون نحوي عبر ضباب الصباح.

لابد أنه أصدر حكمًا سريعًا بأنه لا يمكننا أن نأمل في الفوز بهذه المعركة… ولكن لنكون صادقين، لقد فات الوقت للتراجع الآن. 

“مرحبًا هناك!” دعتني سوزان . “جئت في وقت مبكر. لم تبدو متحمسًا جدًا بالأمس، لذلك افترضت نوعًا ما أنك ستبقينا ننتظر.”

 ***

“… لقد استيقظت في وقت مبكر قليلاً اليوم، هذا كل شيء.”

“سارة، أعلم أنك لا تريدين الاعتراف بذلك، لكن من الواضح أنه يقول الحقيقة. لا تتظاهري بأنك لا تعرف ذلك.”

“هممم…” بدت سوزان مستمتعة. ربما ظنت أنني أتيت مبكرًا لأنني كنت وحيدًا سرًا وأتوق إلى التواصل البشري أو شيء من هذا القبيل؟ 

“لابأس…رغم ذلك هذا نوعًا ما مثير للاهتمام. ربما الأعضاء الأكبر سنا في الفرقة أدركو أنني أكثر قدرة مما أبدو عليه، بعد كل شيء. 

لم يكن ذلك صحيحًا حقًا، ولكن… لم أشعر برغبة في إنكار ذلك.

“حسنًا، حسنًا إذن… أنا أتطلع إلى العمل معك.” تراجع تيموثي، وأخذ أعضاء الفريق الآخرون الإشارة لتقديم أنفسهم.

“حسناً،” قلت وأخرجت يدي من جيبي وقدمتها لها. “شكرًا لاستضافتي كعضو مؤقت في فريقكم. اسمي روديوس جريرات. أنا ساحر ومغامر من الدرجة الأولى. كما قلت بالأمس، أنا جيد في الدعم السحري.”

ولكنه يختلف عن معظم الدببة في بعض النواحي المهمة: فهو يتحرك في مجموعات كبيرة، وعندما يقترب فصل الشتاء، تعمل معًا على بناء مخزون جماعي ضخم من الطعام. وفي ذلك الوقت من العام، تصبح هجماتهم على البشر أكثر تكرارًا.

تراجعت سوزان  متفاجئة. لم أكن ودودًا جدًا في الرحلة إلى هنا، وربما لم تكن تتوقع مني أن أكون مهذبًا في هذه المرحلة. لم أخطط لهذا مسبقًا؛ شعرت وكأنني يجب أن أقدم نفسي رسميًا، على الأقل.

“هل تريد مني أن أطلق عليك في الظهر أم ماذا؟”

“حسنًا، اسمي سوزان. أنا القائد الفرعي لـ كاونتر آرو، ومحاربة. أقاتل على خط المواجهة”.

لقد شرع حقًا في البحث عن والدته المفقودة. لم تكن مجرد قصة تنهد. بالفعل . والآن بعد أن عملت مع الطفل، كنت متأكدًا تمامًا من كل ذلك.

“قائد فرعي؟ أنت لست الشخص المسؤول؟”

إذًا لديك هؤلاء الأطفال الذين اكتسبوا بعض المهارات القتالية الأساسية، ثم يبدأون في تعلم القليل عن العالم الخارجي في أكاديمياتهم. عند تلك النقطة، ولأي سبب كان، يقرر الكثير منهم القفز من رحلتهم السهلة في الحياة.

“أقوم أحيانًا بإدارة الأشخاص، ولكن لدينا أيضًا قائد حقيقي.” هزت سوزان ذقنها نحو أحد الرجال الذين يقفون خلفها، والذي أومأ برأسه وتقدم إلى الأمام.

تشبه ايريس. على الأقل قليلا.

 كان انطباعي الأول عن الرجل أنه بدا كئيبًا بعض الشيء. انطلاقًا من رداءه الأحمر البني والعصا الطويلة التي يحملها، فمن المحتمل أنه كان ساحرًا أيضًا.

“سنكون بخير! صحيح يا شباب؟” قالت سارة وهي تحدق إلينا بوجه مليء بالثقة.

“من دواعي سروري مقابلتك. أنا تيموثي، ساحر. تخصصي هو السحر الهجومي، وأنا أقاتل في الخط الخلفي. من الناحية الفنية، أنا أيضًا زعيم هذا الفريق. “

“انظر، أنت لست حقا عضوا في هذا الفريق، حسنا؟ فقط افعل ما يقال لك وحاول ألا تسبب إزعاجًا لنفسك.”

“سعيد بلقائك.”

عادة من هذا النطاق، بإمكان رويجيرد أن يقدم لنا تقريرًا دقيقًا عن أرقامهم في لحظة… لكنه لم يكن هنا، لذا لم تكن هناك فائدة كبيرة من التفكير في الأمر.

لدي شعور بأن سوزان ربما تمتلك القوة الحقيقية هنا. ومع ذلك، لم يكن أمرًا سيئًا بالضرورة أن يكون هناك شخص ما في مرتبة أقل وهو الذي يتولى اتخاذ القرارات. أعني، أليس من المفترض أن تضع الأشخاص الكسالى والأغبياء في القيادة أو شيء من هذا القبيل؟ لا يعني ذلك أنني كنت أصف هذا الرجل بأنه معتوه، بالطبع…

 لقد جاء إلى قريتنا مع مجموعة من الجنود لمطاردة بعض الوحوش القريبة. كانت ذكرياتي في ذلك الوقت غامضة جدًا في الغالب، لكنني تذكرت وجهه ذو المظهر الماكر بوضوح شديد. وكان روديوس يشبهه كثيرًا.

كما أن التسلسل القيادي الصارم يمكن أن يكون هشًا نوعًا ما. بمجرد أن يعصي شخص ما أمرًا واحدًا، ينهار الأمر برمته. لكن مع إعداد كهذا، من الممكن أن يتدخل تيموثي لتجاوز سوزان إذا سارت الأمور بشكل خطر

“على أية حال، أنا آسف بشأن كل هذا روديوس.” 

أو ربما يقرر تيموثي استراتيجيتهم العامة، وتهتم سوزان بكل التفاصيل؟ وبينما تضع خططهم موضع التنفيذ، يمكنه مراقبة الصورة الكبيرة وتصحيح المسار إذا ابتعدوا كثيرًا عن المسار.

***

على أية حال، من الواضح أن الاثنين وجدا طريقة ما للعمل معًا بسلاسة. هناك اختلاف كبير بيني وبين إيريس… شهقة…

 تابع المسير للامام. 

“هاه؟! م-ما الأمر؟!”

“روكسي…أرجو أن ترشديني للطريق…”

“آسف. لقد أعاد هذا بعض الذكريات، هذا كل شيء.”

 

“أرى… تعازيّ يا روديوس. لا بد أن زعيم فريقك السابق كان شخصًا رائعًا. “

يتم تعليم أبناء النبلاء منذ سن مبكرة جدًا. ينصب التركيز الرئيسي على الأشياء العادية مثل القراءة والكتابة والحساب، ولكن الكثير من العائلات تقوم بتدريب أطفالها على المبارزة بالسيف أيضًا. تعتبر بعض البيوت النبيلة أن السحر أقل أهمية، لكن العديد من الأكاديميات تطلب أيضًا من طلابها تعلم تعوذات المبتدئين.

“آه، ليس حقًا…” كان زعيم ديد إند أحمق عديم الفائدة من البداية إلى النهاية. الرجل الذي سمينا الفريق تيمنا به كان رجلاً أفضل بكثير بكل المقاييس. 

“همف. لا يبدو أن تلك الوظيفة كانت تمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة له،

“على أية حال، سأبذل قصارى جهدي حتى لا أسبب لكم أي مشكلة.”

وأخيراً، كان هناك آخر عضو في المجموعة… 

“حسنًا، حسنًا إذن… أنا أتطلع إلى العمل معك.” تراجع تيموثي، وأخذ أعضاء الفريق الآخرون الإشارة لتقديم أنفسهم.

“…حسنا إذا.”

“مرحبًا. الإسم هو ميمير، وأنا معالج الفريق. أنا في المرتبة المتوسطة في سحر العلاج والمبتدئ في تنقية السموم. ” ميمير رجل متوسط الطول والوزن ويرتدي رداءً أبيض عاديًا.

“إنه لا يزعجني حقًا.” في الوقت الحالي، كل ما يمكنني فعله حقًا هو التمسك بدوري كإنسان آلي في يرمي الحمأ ومحاولة عدم الإفراط في التفكير في الأمور.

“أنا الساحر المحارب، باتريس. ومع ذلك، لا تتوقع الكثير من جهة “الساحر”. أنا أعرف فقط  تعويذات الرياح للمبتدئين. ” باتريس بدى كأنه جندي مفتول العضلات في الخطوط الأمامية وكان يحمل سيفًا على وركه وعصا صغيرة للمبتدئين في يد واحدة.

“انتظري ماذا؟ هل ستحلون الفريق أم ماذا؟”

بدا أنهما في منتصف وأواخر العشرينيات من عمرهما، أي في نفس عمر تيموثي تقريبًا. لم أكن أعرف كم من الوقت قضوا في المغامرة، لكن إذا وصلوا إلى الرتبة B، فمن المفترض أنهم كانوا من المحاربين القدامى المتمرسين.

من السهل جدًا الحصول على وظيفة من المرتبة A، حقًا …

وأخيراً، كان هناك آخر عضو في المجموعة… 

“همف. لا يبدو أن تلك الوظيفة كانت تمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة له،

“أنا سارة. رامية سهام. أقاتل من الوسط.”

لسبب ما، شعرت بالإحباط بشكل لا يصدق

… ولسبب ما، كان يحدق في وجهي مرة أخرى.

لقد انقسمنا إلى فرق مكونة من شخصين للجزء الفوضوي. لقد تم إقرانني مع تيموثي، زميلي الساحر. لقد كان صامتا لفترة من الوقت الآن. شعرت أنه لم يكن متأكدًا تمامًا مما سيقوله لي.

بدت سارة أصغر بشكل ملحوظ من الأعضاء الأربعة الآخرين في فريقها. ربما كانت في منتصف سن المراهقة، على وشك البلوغ، وفقًا لمعايير هذا العالم. لا أعرف ما إذا كان ذلك بسبب تعابير وجهها الحادة، أو حقيقة أن ملامح وجهها كانت كلاسيكية… لكنني شعرت أنها لطيفة

 

تشبه ايريس. على الأقل قليلا.

لقد عدت أخيرًا إلى نزلي بعد عدة ساعات. لقد تحدث معي الآخرون لتناول مشروبين في البار. لسوء الحظ، لم أكن معتادًا على الكحول، وكان النوع الوحيد الموجود لديهم في هذه المدينة هو بعض الأشياء التي تشبه الويسكي مع تأثير اشبه بركلة حقيقية. 

“ماذا؟ هل لديك ما تقوله؟”

 

“اسف لا. لا شيء…” كان تحديقها يزداد شراسة، لذا تجنبت عيني.

أخفيت مشاعري قدر المستطاع، ووجهت عصاي مباشرة نحو المجموعة المندفعة المغطات بالطين.

“فقط لمعلوماتك، أنا لست سعيدة بهذا. أنا أتحملك فقط لأن سوزان أصرت، حسنًا؟ إذا أخطأت وتسببت في مقتل شخص ما، أعدك أنك ستندم على ذلك.

عندما بدأت العمل كمدرس لإيريس لأول مرة، عاملتني بنفس الطريقة لفترة من الوقت.

“…صحيح.”

في صباح اليوم التالي، توجهت بإخلاص إلى البوابة الشمالية للمدينة. لم أكن أشعر بحماس شديد تجاه هذه الرحلة الاستكشافية، لكن جسدي كان يتحرك تلقائيا. لقد قمت بالفعل بجمع بعض المعلومات عن اللوستر غريزلي ومكان بحيرة كوكورو قبل أن أذهب للنوم. لا بد أن العادات التي اكتسبتها في قارة الشياطين قد رسخت نفسها.

لم أزعج نفسي بمحاولة تهدئتها. من الأفضل دائمًا أن تتناغم مع زملائك في الفريق بالطبع. لكن ليس الأمر كما لو أننا نعمل معًا لفترة طويلة جدًا. إذا أصرت أن تكون عدائية إلى هذه الدرجة، فربما علي أحافظ على مسافة بيني وبينها.

وبعد فرارهم من مدارسهم أو قصورهم، يحاولون عادة أن يصبحوا مغامرين.

“أوقفي هذا يسارة.” “لكن سوزان-“

لسبب ما، أثار النظر إليهم شيئًا ما بداخلي. أنفاسي أصبحت قاسية. لم أكن أعرف ما هي هذه المشاعر بالضبط، لكنها كانت شديدة . 

“أنظري. يومًا ما قد نفترق في طرقنا، أليس كذلك؟ قد تنتهي حتى الاضطرار إلى الانضمام إلى فرقة جديدة مليئة بالغرباء.

لم يكن ذلك صحيحًا حقًا، ولكن… لم أشعر برغبة في إنكار ذلك.

“انتظري ماذا؟ هل ستحلون الفريق أم ماذا؟”

 

“قد يحدث ذلك في النهاية. وإذا مات أحدنا، فسيتعين علينا إحضار شخص جديد ليحل محله، كما تعلمين؟ ” تنهدت سوزان وهزت رأسها. “في آسورا، كان بإمكانك الإفلات من رفض زملائك في الفريق الذين يزعجونك. ولكن من الآن فصاعدا، قد لا يكون هذا خيارا. لقد حان الوقت لتتعلم العمل مع أشخاص آخرين غيرنا.”

“من قال أنني عابسة؟!” لم يتلاشى غضبي حتى بعد عودتنا إلى نزلنا. لم أرغب في الاعتراف بأن هذا الطفل الغني كان مختلفًا عن الآخرين. 

أوه. الآن أصبحت الأمور أكثر منطقية بعض الشيء. سوزان لم تدعوني فقط من باب التعاطف. كانت تستخدمني أداة تعليمية. وهذا يفسر سبب إصرارها الشديد. كان من المنطقي أن تختار شابًا أصغر سنًا مثلي إذا كانت تفكر في المستقبل بخمس أو عشر سنوات. بحلول تلك المرحلة، ستكون سارة أكثر خبرة، وقد تجد نفسها تتعاون مع أطفال أصغر سنًا وأقل خبرة.

ربما لن يزعجني الأمر كثيرًا إذا كانوا ملتزمين بالفعل. لكن حسب تجربتي، فإنهم ليسوا مستعدين أبدًا للمخاطرة بحياتهم كما نفعل كل يوم. 

أيضًا، بمجرد أن تتمكن من العمل مع أحمق غير ودود مثلي، سيبدو من الأسهل تحمل الجميع.

 إنه شائع بشكل خاص عند الأولاد في عمر روديوس. لقد كنت في مهمة حراسة لأطفال مثله عدة مرات من قبل، على الرغم من أن أياً منهم لم يكن شجاعاً بما يكفي لمحاولة مغادرة أسورا. لم يستمر الأغلبية إلا في وظيفة أو اثنتين قبل أن يشعروا بالخوف ويعودوا إلى حيث أتوا. بالطبع، من حين لآخر، يتبين أن أحدهم لديه بعض الموهبة الفعلية ويصبح مغامرًا حقيقيًا، لكنني لم أقابل واحدًا من قبل.

لم أكن متأكدا من شعوري حيال ذلك، بصراحة… لكن ليس الأمر مهمًا.

إذًا لديك هؤلاء الأطفال الذين اكتسبوا بعض المهارات القتالية الأساسية، ثم يبدأون في تعلم القليل عن العالم الخارجي في أكاديمياتهم. عند تلك النقطة، ولأي سبب كان، يقرر الكثير منهم القفز من رحلتهم السهلة في الحياة.

 

 

لا يمكن أن يؤذيني اللعب جنبا إلى جنب، أليس كذلك؟ ولم يكلفني شيئا.

لم يكن ذلك صحيحًا حقًا، ولكن… لم أشعر برغبة في إنكار ذلك.

“هل وصلتك الرسالة؟ جيد. والآن بعد أن قدمنا جميعنا أنفسنا، هيا بنا نذهب.”

“همف. لا يبدو أن تلك الوظيفة كانت تمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة له،

بعد قولي هذا، انطلقنا نحن الستة في رحلة لقتل غريزلي.

“حسنًا! لنريهم معدننا!” قال ميمير.

 

 أعلم على أنني لا أملك. لقد ولدت لصياد وزوجته، وكان اسم “سارة” هو كل ما يمكنهم تقديمه لي. كان لأمي وأبي أسماء فردية فقط أيضًا.

***

سنطلق السحر عليهم من مسافة بعيدة، ونأمل أن نقتل الكثير منهم ونترك الآخرين في حالة من الذعر. بمجرد أن يبدأوا بالركض في اتجاهنا، لن يكون هناك ما يكفي منهم لإحداث أي مشكلة لمقاتلينا من مسافة قريبة.

 

أطلق تيموثي بالفعل كرة نارية عظيمة ثانية في تتابع سريع. كان من المفترض أن يبلغ قطرها مترين، لكنها اندفعت في الهواء بسرعة مذهلة. شاهدت كيف ضربت واحدا من الوحوش.

وبعد ثلاثة أيام، بعد أن قطعنا مسافة مناسبة شمال روزنبرغ، أقمنا معسكرًا بالقرب من وجهتنا -بحيرة كوكورو، حيث من المفترض العثور على هذه المجموعة من الوحوش، بعد ساعات قليلة فقط. لن يتمكن اللوستر غريزلي من الرؤية جيدًا في الظلام، أي أنه يتحرك ببطء في الليل. إن خطتنا هي الانتظار حتى غروب الشمس قبل أن نطلق هجومنا المفاجئ.

“سارا. إنها ليست طفلة سيئة، لكنها أصبحت مغترة بنفسها قليلاً مؤخرًا أنت تعرف؟”

في هذه الأثناء، أقمنا اجتماعا لمناقشة أدائنا في المعارك التي خضناها في طريقنا إلى هنا. لم تكن فرقة كاونتر آرو فرقة سيئة بأي حال من الأحوال. مع وجود اثنين في الطليعة، ومقاتل واحد بعيد المدى، واثنين من الداعمين في، أشعروني وكأنهم مجموعة متوازنة بشكل جيد.

 

لقد وضعوني في دور دعم بعيد المدى، مما يعني إلقاء تعويذة حكئة في اللحظة التي نرصد فيها الأعداء على مسافة بعيدة. بعد أن أبطئ  سرعتهم، يستخدم تيموثي سحره الناري لخفض أعدادهم بتعويذة بعيدة المدى.

“انتظري ماذا؟ هل ستحلون الفريق أم ماذا؟”

بمجرد اقتراب الناجين، تتقدم سوزان وباتريس للقتال، وتدعمهم سارة من مسافة متوسطة. عندما يتعرض أحدهما لضربة، يقوم ميمير بشفائهم على الفور.

“هاي، هذا نادر، يبدو أن الأطفال الجدد في المدينة ودودون!” 

لقد قضينا على الكثير من الوحوش على الطريق شمالًا، وكانت هذه الخطة دائمًا تعمل بسلاسة كافية. من المؤكد أن سوزان وتيموثي وميمير وباتريس يعرفون ما يفعلونه. لم يكونوا على مستوى رويجيرد تمامًا، بالطبع، لكن عندما يتعلق الأمر بالعمل الجماعي، فقد تركوا إيريس في العار.

فتحت أمتعتي وأخرجت قطعة قماش مختلفة. لقد كان ذلك تذكارًا لإيريس، الذي كنت أحمله معي طوال هذا الوقت، بغض النظر عن مدى البؤس الذي أشعر به.

ومع ذلك… لم أستطع إلا أن أشعر بعدم استغلالي قليلًا، نظرًا لأن اختيار القاء الحمئة كان وظيفتي الوحيدة حرفيًا. لقد قررت أن أطرح بعض المقترحات. “أمم، ربما يمكنني التحول إلى الدعم عندما يصل الأعداء إلى خط المواجهة لدينا؟”

ومع ذلك… لم أستطع إلا أن أشعر بعدم استغلالي قليلًا، نظرًا لأن اختيار القاء الحمئة كان وظيفتي الوحيدة حرفيًا. لقد قررت أن أطرح بعض المقترحات. “أمم، ربما يمكنني التحول إلى الدعم عندما يصل الأعداء إلى خط المواجهة لدينا؟”

لسوء الحظ، أسقطت سارة كل أفكاري واحدة تلو الأخرى. “أنت لا تعرف كيف يقاتل سوزان وباتريس بعد! نحن لسنا بحاجة لك ضربهم عن طريق الصدفة! فقط ابق في مكانك!”

لقد ذهلت، لأكون صادقا. هل كان تيموثي يتخلص حقًا من أرباح وظيفة لمدة سبعة أيام بهذه الطريقة العرضية؟

“حسنا إذا. لماذا لا أساعد تيموثي في تقليل أعدادهم بعد إبطائهم؟”

 

وبينما كنت أحدق في الخمسة منهم، شعرت بقلبي ينبض في صدري.

“من المفترض أن يحتفظ السحرة ببعض المانا احتياطيًا خلال المعارك الطويلة، أيها الغبي! أنت فقط توقفهم في مساراتهم. هذا كل ما نحتاجه منك!

 

“آه… هل يمكنني على الأقل المضي قدمًا بمجرد أن يقترب العدو منا، إذن؟”

والسبب في ذلك بسيط بما فيه الكفاية: لا يزال لديهم مكان يهربون إليه. عندما تصبح الأمور قبيحة أو مخيفة للغاية، يمكنهم دائمًا العودة إلى المنزل. حتى عندما يحاولون أن يصبحوا مغامرين، لديهم دائمًا تلك الخطة الاحتياطية مخبأة في زاوية أذهانهم.

“هل تريد مني أن أطلق عليك في الظهر أم ماذا؟”

كان الإلقاء الصامت مهارة مفيدة بالطبع، لكن معرفة بعض الحيل مثل هذه لم تجعلني مميزًا. ما الفائدة من ذلك إذا لم أتمكن حتى من إبقاء فتاة واحدة سعيدة؟

لأكون صادقًا، شعرت وكأنني أقاتل ويدي مقيدتان خلف ظهري. إذا انضممت إلى الهجوم مع تيموثي، فمن المحتمل أن نتمكن من القضاء على معظم مجموعات الوحوش من مسافة بعيدة، بدلاً من السماح لهم بالاقتراب بما يكفي لإيذاء مقاتلي الخطوط الأمامية.

بحلول الوقت الذي سلخنا فيه اللوستر جريزلي وجمعنا ذيولهم وفروهم، وبدأنا في حرق أجسادهم في كومة، كانت السماء قد بدأت تضيء. امتلأ الهواء برائحة اللحم. لقد كانت رائحة ربطت بنهاية مهمة ناجحة لقتل الوحوش.

ومع ذلك، لم تكن الكفاءة هي كل شيء. بعد كل شيء، كانت سارة تتدرب أكثر بهذه الطريقة. لقد فعلت شيئًا مشابهًا في القارة الشيطانية بنفسي.

 في المدن الأكثر وعورة، قد تجد أشخاصًا يأتون لمضايقتك والمطالبة بقطع من أرباحك.

وفي نهاية المطاف، كنت مجرد عضو مؤقت في هذا الفريق. لم يكن لدي خيار سوى إبقاء فمي مغلقًا ومحاولة تعلم طريقتهم في فعل الأشياء. وطالما كان بإمكاني التفكير في حالة الطوارئ، كان من المنطقي التراجع بدلاً من محاولة القيام بكل شيء بنفسي. كان العمل الجماعي مهارة عليك اكتسابها من خلال الممارسة.

لسبب ما، شعرت بالإحباط بشكل لا يصدق

لم أكن متأكدًا من قدرتي على التصرف بسرعة تحت الضغط، رغم ذلك…

بمجرد أن أنهى تيموثي ترديد تعويذة النار من الطبقة المتوسطة، قمت بتحويل قطعة كبيرة من الأرض إلى مستنقع موحل كثيف. حاولت وضعه داخل نطاق نيران سارة؛ إذا تم إيقاف فريق غريزليز في مساره هنا، فستكون قادرة على التخلص منهم بسهولة.

“انظر، أنت لست حقا عضوا في هذا الفريق، حسنا؟ فقط افعل ما يقال لك وحاول ألا تسبب إزعاجًا لنفسك.”

بإشارة إلى تيموثي، عدت إلى المخيم لأحصل على بضع ساعات من النوم.

“حسنًا.”

موجة هائلة من النار السحرية قطعت المجموعة مثل سكين ساخنة تمرر في الزبدة.

من المؤكد أن سارة لم تكن مهتمة جدًا بتعلم العمل معي أيضًا. من المؤكد أنها شعرت بأنها تكره شجاعتي، ربما لأنني تركت انطباعًا أوليًا سيئًا. لم يكن الأمر وكأنني بحاجة إلى تكوين صداقات معها، لكن هذا العداء الصريح أعاد لي بعض الذكريات التي كانت مؤلمة قليلاً. 

 

عندما بدأت العمل كمدرس لإيريس لأول مرة، عاملتني بنفس الطريقة لفترة من الوقت.

“سنكون بخير! صحيح يا شباب؟” قالت سارة وهي تحدق إلينا بوجه مليء بالثقة.

قالت سوزان: “سارة، أعتقد أنك أوضحت وجهة نظرك”. 

“سعيد بلقائك.”

“لماذا أنت معادية له إلى هذا الحد؟”

“حسنًا، أنت لا تستخف بنفسك أليس كذلك؟ هذا واضح إلى حد ما. أعني أنك أول ملقي صامت رأيته منذ أستاذي في الأكاديمية. “

“إنه فقط… لا أعرف! إنه أصغر مني، لكن سلوكه قليل الاحترام…”

شيء عن الطريقة التي يواجهون بها حشد الوحوش هذا … 

“هذا طبيعي تمامًا بالنسبة للمغامر يا صغيرتي. أنت غير رسمية معنا بنفسك، أليس كذلك؟ “

ربما لن يزعجني الأمر كثيرًا إذا كانوا ملتزمين بالفعل. لكن حسب تجربتي، فإنهم ليسوا مستعدين أبدًا للمخاطرة بحياتهم كما نفعل كل يوم. 

“نعم، أعتقد.”

“حمأة!”

“حسنًا، حاول أن تحتفظ بغضبك لنفسك. نحن على وشك البدء بالجزء الرئيسي من العمل، هل تذكرين؟ هذا ليس الوقت المناسب لك لجعل الأمور محرجة.”

“انتظري ماذا؟ هل ستحلون الفريق أم ماذا؟”

“آه، آسفة…” تراجعت سارة قليلاً عندما وبختها سوزان. انطلاقًا من النظرة التي أطلقتها في اتجاهي، لم تكن تخطط للاعتذار. بمجرد أن انتهينا من اجتماع المجموعة، استلقت لتأخذ قيلولة ونامت على الفور تقريبًا.

“لا تكوني حمقاء يا سوزان!” قال باتريس. “هناك الكثير منهم بحيث لا يمكن لأي شخص أن يوقفهم بمفرده! إذا لم  تهربي، فلن يهرب أحد!”

هذا هو الشباب، على ما أعتقد. قررت أن أنال قسطًا من النوم أيضًا بعد أن أريح نفسي. أثناء تجولي بعيدًا عن معسكرنا، وجدت مكانًا خاصًا نسبيًا للتبول. وبينما كنت أبدأ، سمعت شخصًا يأتي من الخلف.

لم يكن هناك أي خيارات متبقية هنا. 

كان تيموثي. أخذ مكانًا بجانبي، وفتح رداءه، وكشف عن حجم مدهش…آه، عصا… وبدأ في إفراغ مثانته أيضًا.

بعد قولي هذا، انطلقنا نحن الستة في رحلة لقتل غريزلي.

 “آسف لذلك يا روديوس” قال بعد لحظة.

“دعونا نتوجه إلى الحانة جميعًا. أنا سأدفع!

“…عما؟” لم أكن متأكدًا تمامًا مما كان يعتذر عنه.

لقد كانت ليليا دائمًا لطيفة جدًا ومخلصة لي. ربما كانت تتطلع إلى اليوم الذي سنرى فيه بعضنا البعض مرة أخرى. وفي مكان ما في ميليس، كان بول يبذل قصارى جهده للم شمل عائلتنا.

“سارا. إنها ليست طفلة سيئة، لكنها أصبحت مغترة بنفسها قليلاً مؤخرًا أنت تعرف؟”

 لا بالتأكيد لا. هذا لم يكن يشعرني حتى بالجدية.

“لا يمكنك إلقاء اللوم عليها. تلك الفتاة معجزة بالقوس.”

حتى من هذه المسافة، أستطيع أن أقول أن الوحش قد مات على الفور. لقد رأيت تيموثي يفعل هذا عدة مرات في طريقنا إلى هنا، لكن كرة النار العظيمة الخاصة به كانت قوية جدًا وسريعة ودقيقة. يمكنك أن تقول أنه كان لديه قدر كبير من الخبرة في اختياره.

كان أعضاء كاونتر آرو الأربعة ذوو التصنيف B من المحاربين القدامى، نعم، لكن سارة تميزت بموهبتها المطلقة. لقد رأيتها وهي تسقط وحشًا تلو الآخر باستخدام سهام موضوعة بشكل مثالي، حتى من مسافة بعيدة. كان وعيها وخفة حركتها في ساحة المعركة من الدرجة الأولى، ولم يبدو أنها تخطئ أبدًا. عندما يتعلق الأمر بالقتال، كانت بالفعل على مستوى مغامر من الدرجة A.

“هاه؟!”

لم يكن الرماة شائعين بشكل خاص في هذا العالم. يمكن للسحرة أن يضربوا من نطاق أكبر ويحدثوا المزيد من الضرر بهجماتهم، وبينما يمكن للساحر استعادة مانا بعد نوم جيد ليلاً، كان رامي السهام محدودًا بسهامه. كلما حملت أكثر، زاد الوزن الذي عليك حمله. لم تكن هذه لعبة RPG حيث يمكنك تخزين عشرات الآلاف من الأشياء في حقيبة ظهرك. بالنسبة للجزء الأكبر، كنت أفضل حالًا في تعلم السحر من القوس.

“لا تكوني حمقاء يا سوزان!” قال باتريس. “هناك الكثير منهم بحيث لا يمكن لأي شخص أن يوقفهم بمفرده! إذا لم  تهربي، فلن يهرب أحد!”

ومع ذلك، فإن الموهبة الخاصة حقًا يمكن أن تجعل كل العيوب مخفية

بحلول الوقت الذي سلخنا فيه اللوستر جريزلي وجمعنا ذيولهم وفروهم، وبدأنا في حرق أجسادهم في كومة، كانت السماء قد بدأت تضيء. امتلأ الهواء برائحة اللحم. لقد كانت رائحة ربطت بنهاية مهمة ناجحة لقتل الوحوش.

عندما يكون بإمكانك إطلاق خمسة أسهم في الوقت الذي يستغرقه الساحر لإلقاء تعويذة واحدة، أو توجيه ضربة حاسمة في كل مرة، فيمكنك أن تتقدم بشكل جيد كرامي السهام. في هذا النوع من العمل على الأقل.

لقد افترضت أن روديوس كان مجرد أحد هؤلاء الأطفال عديمي الفائدة. صدمتني تلك القصة عن والدته المفقودة في البداية، لكن بعد فترة قصيرة، بدأت أعتقد أنها ربما كانت كذبة. بدا من المرجح أنه أراد فقط إثبات مدى “اختلافه” و”تميزه” من خلال اللعب كمغامر في الأراضي الشمالية، بدلاً من أسورا. 

إذا كنت تريد أن تصبح أقوى شخص في العالم كله، فهذه قصة مختلفة.

“إنه فقط… لا أعرف! إنه أصغر مني، لكن سلوكه قليل الاحترام…”

في أي عصر، تعتبر سارة ماهرة بشكل لا يصدق بالنسبة لعمرها. ربما كانت موهبتها الخام مماثلة لمواهب إيريس.

 

“حسنًا، أنت لا تستخف بنفسك أليس كذلك؟ هذا واضح إلى حد ما. أعني أنك أول ملقي صامت رأيته منذ أستاذي في الأكاديمية. “

“حسنا، الجميع! أنت فقط تذكروا أسمائنا، حسنًا؟ نحن كاونتر آرو، وهو روديوس جريرات! ونحن نتطلع إلى العمل معكم!

“… لم ينفعني ذلك كثيرا. مازلت أفقد كل من أهتم بهم.” 

لأكون صادقًا، شعرت وكأنني أقاتل ويدي مقيدتان خلف ظهري. إذا انضممت إلى الهجوم مع تيموثي، فمن المحتمل أن نتمكن من القضاء على معظم مجموعات الوحوش من مسافة بعيدة، بدلاً من السماح لهم بالاقتراب بما يكفي لإيذاء مقاتلي الخطوط الأمامية.

“أوه. صحيح. اعتذاري.”

عندما عدنا نحن الستة إلى نقابة المغامرين في روزنبرج حاملين العشرات من الجلود، قوبلنا بنظرات غير ودية من السكان المحليين. عمل العديد من المغامرين في مدينة واحدة لسنوات عديدة، أو حتى طوال حياتهم المهنية. 

كان الإلقاء الصامت مهارة مفيدة بالطبع، لكن معرفة بعض الحيل مثل هذه لم تجعلني مميزًا. ما الفائدة من ذلك إذا لم أتمكن حتى من إبقاء فتاة واحدة سعيدة؟

“أنا سعيد لأنكم أحضرتموني إلى هنا رغم ذلك. شكرا مرة اخرى.”

حسنًا، أعتقد أن ذلك قد يساعدني في كسب بعض الشهرة، على الأقل… كانت هناك فرصة لجذب بعض الاهتمام غير المرغوب فيه. لكن زينيث عرفت أنني أستطيع الإلقاء بصمت، لذا ربما يستحق الأمر الإعلان عنه.

أو ربما يقرر تيموثي استراتيجيتهم العامة، وتهتم سوزان بكل التفاصيل؟ وبينما تضع خططهم موضع التنفيذ، يمكنه مراقبة الصورة الكبيرة وتصحيح المسار إذا ابتعدوا كثيرًا عن المسار.

“على أية حال، أنا آسف بشأن كل هذا روديوس.” 

 كان ذلك جزئيًا لأنهم أرادوا لها أن تحصل على المزيد من التدريب، لكنه كان أيضًا بمثابة فرصة تعكس نهجهم.

“لابأس…رغم ذلك هذا نوعًا ما مثير للاهتمام. ربما الأعضاء الأكبر سنا في الفرقة أدركو أنني أكثر قدرة مما أبدو عليه، بعد كل شيء. 

 لا بالتأكيد لا. هذا لم يكن يشعرني حتى بالجدية.

أعتقد أنهم تعلموا كيفية قياس حجم الناس على مر السنين. هؤلاء الأربعة جيدون جدًا في الاستفادة الكاملة من كل الأدوات والموارد المتاحة لهم.

كانت أرجل سارة ترتجف. ولم تكن الوحيدة أيضًا. بدا كل من سوزان وميمير وباتريس وتيموثي وكأنهم يحدقون بالموت مباشرة في وجوههم.

من حيث القوة القتالية الخام، ربما كانوا مشابهين للمغامرين ذوي المهارات العالية من رتبة C. ولكن من خلال الكفاءة والتنسيق المطلقين، نجحوا في الحصول على تصنيف B. إن فرقة كاونتر آرو أكثر من مجموع أفراد. لقد عرفوا قدراتهم الخاصة، وقاموا بتقسيم مهامهم وفقًا لذلك.

“هيا يا سارة. إلى متى ستظلين عابسة؟”

هذا لم يترك مجالًا كبيرًا لأي شخص للعبث أو التجربة. عندما طلبت مني سارة أن ألتزم بواجباتي الأساسية، وبخوها على موقفها، لكنهم لم ينكروا في الواقع مع ما كانت تقوله.

باستخدام تعويذة شفاء أساسية على رأسي الذي لا يزال يؤلمني، مشيت عبر غرفتي لإشعال النار في موقد التدفئة.

 كان ذلك جزئيًا لأنهم أرادوا لها أن تحصل على المزيد من التدريب، لكنه كان أيضًا بمثابة فرصة تعكس نهجهم.

“بالطبع يهم إذا مت، أيها المعتوه…” أمسكت بالقماش الأبيض بإحكام على صدري للحظة

وبما أننا لم نختبر أبدًا أي شيء آخر غير الاستراتيجيات المحددة، لم يعرفوا بالضبط ما يمكنني فعله وما لا يمكنني فعله. قد يؤدي ذلك إلى بعض المشاكل الخطيرة، خاصة إذا بالغوا في تقديري. 

 ولا يخطر ببالهم حتى أن البعض منا ليس لديه هذا الخيار. إنهم لا يدركون حتى أن بعض الناس عليهم قضاء بقية حياتهم كمغامرين. وهم يجروننا إلى ألعابهم الصغيرة التي لا طائل من ورائها، ولا يفكرون أبدًا فيما يمكن أن يحدث لنا إذا تعرضنا لإصابات خطيرة بما يكفي لخسارة مصدر رزقنا.

كان تيموثي والآخرون يراقبونني بالطبع، لكنهم كانوا يحاولون أيضًا معرفة مدى قدرتهم على التعامل مع الوحوش في هذا البلد غير المألوف. يمكنني فقط أن أخبرهم بنقاط قوتي وضعفي، لكنهم على الأرجح سيأخذون ادعاءاتي بحذر.

“دعونا نتوجه إلى الحانة جميعًا. أنا سأدفع!

كان عليك أن تتساءل لماذا أحضروني معهم، في ظل هذه الظروف… ولكن ربما كان موضوع “التعاطف” ذا أهمية هناك. لا يتصرف الناس دائمًا بطرق عقلانية بحتة.

“إنه لا يزعجني حقًا.” في الوقت الحالي، كل ما يمكنني فعله حقًا هو التمسك بدوري كإنسان آلي في يرمي الحمأ ومحاولة عدم الإفراط في التفكير في الأمور.

 كان انطباعي الأول عن الرجل أنه بدا كئيبًا بعض الشيء. انطلاقًا من رداءه الأحمر البني والعصا الطويلة التي يحملها، فمن المحتمل أنه كان ساحرًا أيضًا.

“شكرا لكونك تفهم ذلك. سنتوجه بمجرد غروب الشمس، لذا حاول الحصول على قسط من الراحة حتى ذلك الحين. “

“الليلة، نحتفل بوصول فرقتي إلى روزنبرغ!”

“هذا منصف.”

“آسف. لقد أعاد هذا بعض الذكريات، هذا كل شيء.”

بإشارة إلى تيموثي، عدت إلى المخيم لأحصل على بضع ساعات من النوم.

“على أية حال، أنا آسف بشأن كل هذا روديوس.” 

 

باستخدام تعويذة شفاء أساسية على رأسي الذي لا يزال يؤلمني، مشيت عبر غرفتي لإشعال النار في موقد التدفئة.

***

ليس الأمر كما لو أنني الوحيد هنا أيضًا. هناك فريق آخر يتسكع بالقرب من البوابة أيضًا. يبدو أنهم كانوا ينتظرون فرداً أخيرًا.

 

لم أكن متأكدا من شعوري حيال ذلك، بصراحة… لكن ليس الأمر مهمًا.

ان اللوستر غريزلي وحش من الفئة B، وهو أحد أكثر الأنواع شيوعًا الموجودة في المنطقة الشمالية من القارة الوسطى. في المظهر، هو في الأساس دب كبير ذو معطف أبيض وشريطًا أسود واحد يمتد عموديًا إلى منتصفه. 

ارتفعت الهتافات في جميع أنحاء الغرفة.

ولكنه يختلف عن معظم الدببة في بعض النواحي المهمة: فهو يتحرك في مجموعات كبيرة، وعندما يقترب فصل الشتاء، تعمل معًا على بناء مخزون جماعي ضخم من الطعام. وفي ذلك الوقت من العام، تصبح هجماتهم على البشر أكثر تكرارًا.

نعم، لا أزال أتألم. ولم يكن هناك جدوى من التظاهر بخلاف ذلك.

ومع ذلك، فقد كانت أكثر هدوءًا نسبيًا في أشهر الصيف، حيث تميل إلى التسكع حول مصادر المياه للتزاوج. غالبًا ما ينتهز المغامرون هذه الفرصة لإبادتهم. كانت الطريقة القياسية للتعامل مع مجموعة كبيرة هي العثور عليها أثناء موسم لتزاوج وشن هجوم مفاجئ في الليل.

لقد كانت أثري المقدس. لقد احتفظت به في جيبي طوال رحلتي الى هنا. أمسكت به بكلتا يداي وضغطته بقوة على جبهتي.

 

“حسنا إذا…”

“هاه؟!”

بعد التسلق إلى قمة تلة صغيرة بالقرب من بحيرة كوكورو، رصدنا مجموعة لوستر غريزلي من بعيد. الرياح تخدمنا وقد خبأنا أنفسنا جيدًا. لم يكن هناك خطر كبير من أن يلاحظوا وجودنا… خاصة وأنهم كانوا نائمين بعمق بعد الجماع طوال فترة ما بعد الظهر والمساء. 

على أي حال. أنا متأكد من أنه سوف يتراجع ويركض في اللحظة التي يكون فيها في خطر حقيقي . متجاهلاً بشدة كلمات سوزان، واختبأت في السرير وأدرت ظهري لها.

 

لكن لم يحاول أي منهم الفرار.

لم يكلف اللوستر غريزلي أنفسهم عناء حفر جحور للنوم فيها. وعندما يتعبون، يسقطون على الأرض مثل الفقمات وأسود البحر.

“حسنًا.”

سنطلق السحر عليهم من مسافة بعيدة، ونأمل أن نقتل الكثير منهم ونترك الآخرين في حالة من الذعر. بمجرد أن يبدأوا بالركض في اتجاهنا، لن يكون هناك ما يكفي منهم لإحداث أي مشكلة لمقاتلينا من مسافة قريبة.

 

بالطبع على افتراض أن كل شيء يسير وفقًا للخطة.

بصراحة، لم يكن لدي الكثير للبقاء من اجله الليلة الماضية. كان الجو باردًا هناك لسبب ما. وربما كنت متوترًا بعض الشيء بشأن التعاون مع مجموعة من الأشخاص لا أعرفهم جيدًا.

 “ماذا لدينا يا سارة؟”

“…صحيح.”

“يبدو أن هناك حوالي عشرين منهم …”

“بالطبع يهم إذا مت، أيها المعتوه…” أمسكت بالقماش الأبيض بإحكام على صدري للحظة

بينما كنا مستلقيين على قمة التل، أطلت سارة على مجموعة الوحوش البعيدة. ليس من المستغرب أنها كانت تتمتع بأفضل العيون في الفرقة. 

“إنه لا يزعجني حقًا.” في الوقت الحالي، كل ما يمكنني فعله حقًا هو التمسك بدوري كإنسان آلي في يرمي الحمأ ومحاولة عدم الإفراط في التفكير في الأمور.

إذا قالت أن هناك عشرين منهم، فسوف يتعين علي أن أصدقها. ففي الظلام، كل ما أمكنني رؤيته هو بعض النقاط البيضاء الصغيرة المتناثرة على بعد حوالي ثلاثمائة متر.

هذا هو الشباب، على ما أعتقد. قررت أن أنال قسطًا من النوم أيضًا بعد أن أريح نفسي. أثناء تجولي بعيدًا عن معسكرنا، وجدت مكانًا خاصًا نسبيًا للتبول. وبينما كنت أبدأ، سمعت شخصًا يأتي من الخلف.

عادة من هذا النطاق، بإمكان رويجيرد أن يقدم لنا تقريرًا دقيقًا عن أرقامهم في لحظة… لكنه لم يكن هنا، لذا لم تكن هناك فائدة كبيرة من التفكير في الأمر.

***

“هل تعتقدون أننا نقدر لهم ؟” تمتمت سوزان.

“حسنًا، اسمي سوزان. أنا القائد الفرعي لـ كاونتر آرو، ومحاربة. أقاتل على خط المواجهة”.

“سنكون بخير! صحيح يا شباب؟” قالت سارة وهي تحدق إلينا بوجه مليء بالثقة.

“لا تكوني حمقاء يا سوزان!” قال باتريس. “هناك الكثير منهم بحيث لا يمكن لأي شخص أن يوقفهم بمفرده! إذا لم  تهربي، فلن يهرب أحد!”

لم أكن متأكدًا من مدى سرعة ركض اللوستر غريزلي، لكن لدينا أفضلية تمركزية. يمكنني إبطاء هجومهم من خلال وضع الحمأة في مكان جيد، وبما أننا حصلنا جميعًا على بعض الراحة مسبقًا، كان لدى تيموثي وباتريس وميمير الكثير من القوة للعمل بها.

لم أكن متأكدا من شعوري حيال ذلك، بصراحة… لكن ليس الأمر مهمًا.

 “حسنًا إذن” قال تيموثي  “هيا بنا نبدأ.”

أعتقد أنهم تعلموا كيفية قياس حجم الناس على مر السنين. هؤلاء الأربعة جيدون جدًا في الاستفادة الكاملة من كل الأدوات والموارد المتاحة لهم.

وفجأة، ركز الجميع اهتمامهم على المهمة التي بين أيديهم. 

   سارة

يبدو أن عشرين منهم رقم يمكن التحكم فيه، لكن هذا لم يكن سببًا للثقة الزائدة. أمسكت بعصاي بقوة بين يدي وحدقت باهتمام في الظلام، تمامًا مثل الآخرين.

عندما رأيت أعضاء كاونتر آرو يتجهون لمحاربة حشد اللوستر غريزلي كانت صورة روكسي هي التي تومض بشكل واضح في ذهني.

” اجعلي اللهب الواسع والمبارك يتقارب تحت أمرتك! أيتها النار المشتعلة، قدّمي لنا هبة عظيمة ومشتعلة! كرة نارية عظيمة!

لا يمكن أن يؤذيني اللعب جنبا إلى جنب، أليس كذلك؟ ولم يكلفني شيئا.

“حمأة!”

بدت سارة أصغر بشكل ملحوظ من الأعضاء الأربعة الآخرين في فريقها. ربما كانت في منتصف سن المراهقة، على وشك البلوغ، وفقًا لمعايير هذا العالم. لا أعرف ما إذا كان ذلك بسبب تعابير وجهها الحادة، أو حقيقة أن ملامح وجهها كانت كلاسيكية… لكنني شعرت أنها لطيفة

بمجرد أن أنهى تيموثي ترديد تعويذة النار من الطبقة المتوسطة، قمت بتحويل قطعة كبيرة من الأرض إلى مستنقع موحل كثيف. حاولت وضعه داخل نطاق نيران سارة؛ إذا تم إيقاف فريق غريزليز في مساره هنا، فستكون قادرة على التخلص منهم بسهولة.

ضغطت قطعة القماش البيضاء على جبهتي حتى لا تلطخها دموعي، واستدرت في كرة وبدأت في البكاء. ولم يمض وقت طويل حتى بدأت أنزف، وكان جسدي يرتعش.

” اجعلي اللهب الواسع والمبارك يتقارب تحت أمرتك! أيتها النار المشتعلة، قدّمي لنا هبة عظيمة ومشتعلة! كرة نارية عظيمة!

لقد مرضت بسرعة في معدتي واضطررت إلى إلقاء سحر إزالة السموم على نفسي. لم يكن هذا خطأ سأرتكبه مرة أخرى.

أطلق تيموثي بالفعل كرة نارية عظيمة ثانية في تتابع سريع. كان من المفترض أن يبلغ قطرها مترين، لكنها اندفعت في الهواء بسرعة مذهلة. شاهدت كيف ضربت واحدا من الوحوش.

في سيناريو مثالي، كنا  لنلاحظ هذه المجموعة قبل أن نهاجم المجموعة الأخرى، ونقرر عدم المخاطرة بهذا في المقام الأول. 

حتى من هذه المسافة، أستطيع أن أقول أن الوحش قد مات على الفور. لقد رأيت تيموثي يفعل هذا عدة مرات في طريقنا إلى هنا، لكن كرة النار العظيمة الخاصة به كانت قوية جدًا وسريعة ودقيقة. يمكنك أن تقول أنه كان لديه قدر كبير من الخبرة في اختياره.

عندما يكون بإمكانك إطلاق خمسة أسهم في الوقت الذي يستغرقه الساحر لإلقاء تعويذة واحدة، أو توجيه ضربة حاسمة في كل مرة، فيمكنك أن تتقدم بشكل جيد كرامي السهام. في هذا النوع من العمل على الأقل.

“لقد رصدونا!” واحدًا تلو الآخر، بدأ اللوستر جريزلي الغاضبون بالركض في اتجاهنا.

 

أخطأت بعض الكرات النارية التي أطلقها تيموثي أهدافها بعد أن صارت الوحوش تتحرك، لكنه تمكن من التقاط عدد لا بأس به منها مع اقترابها. كل شيء كان يسير بسلاسة حتى الآن. 

ضغطت قطعة القماش البيضاء على جبهتي حتى لا تلطخها دموعي، واستدرت في كرة وبدأت في البكاء. ولم يمض وقت طويل حتى بدأت أنزف، وكان جسدي يرتعش.

 

حسنًا، أعتقد أن ذلك قد يساعدني في كسب بعض الشهرة، على الأقل… كانت هناك فرصة لجذب بعض الاهتمام غير المرغوب فيه. لكن زينيث عرفت أنني أستطيع الإلقاء بصمت، لذا ربما يستحق الأمر الإعلان عنه.

بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى المكان الذي وضعت فيه مستنقعي، كان نصف أفرادهم قد ماتوا. نظرًا لأن سارة ستقضي على المزيد منهم من هذه النقطة فصاعدًا، فقد بدا من الممكن أن نقضي على المخلوقات قبل أن يقتربوا منها.

من السهل جدًا الحصول على وظيفة من المرتبة A، حقًا …

وبعد ذلك… أصبحت معلمتي. لقد علمتني كل الأشياء التي تعلمتها في حياتها كمغامرة، علمتني ماذا يعني أن تكون على قيد الحياة.

…أو هكذا فكرت لجزء من الثانية. 

“أنا سارة. رامية سهام. أقاتل من الوسط.”

“هاه؟!”

لقد كان من الخطأ الجسيم عدم استكشاف المنطقة خلال ساعات النهار.

قبل أن تدخل مجموعة اللوستر غريزلي مستنقعي مباشرة، أضاءت إحدى كرات تيموثي النارية المنطقة المحيطة بهم لفترة وجيزة. كانت هناك أشكال أخرى تتحرك عبر الظلام. والعديد من الأشكال الأخرى، حول  المستنقع الذي قمت بإنشائه.

أطلق تيموثي بالفعل كرة نارية عظيمة ثانية في تتابع سريع. كان من المفترض أن يبلغ قطرها مترين، لكنها اندفعت في الهواء بسرعة مذهلة. شاهدت كيف ضربت واحدا من الوحوش.

 

“غريرات” ليس اسمًا نادرًا في مملكة أسورا، بالطبع. لكن معظم الأشخاص الذين يمتلكونه هم إما من النبلاء ذوي الرتبة المنخفضة أو المتوسطة. لن تجد الكثير منهم بين القرويين العاديين أو سكان المدينة. في الواقع، عامة الناس عادة ليس لديهم اسم عائلة على الإطلاق.

لا أعرف ما هم، بكن لونهم اسود أسود اللون… وبنفس حجم اللوستر غريزلي.

في أي عصر، تعتبر سارة ماهرة بشكل لا يصدق بالنسبة لعمرها. ربما كانت موهبتها الخام مماثلة لمواهب إيريس.

“ماذا؟! هل هؤلاء وحوش جريزلي سود ؟!” صرخت سارة.

وبعد فرارهم من مدارسهم أو قصورهم، يحاولون عادة أن يصبحوا مغامرين.

عندما سمعت هذه الكلمات، نقر شيء داخل ذهني.

عندما رأيت أعضاء كاونتر آرو يتجهون لمحاربة حشد اللوستر غريزلي كانت صورة روكسي هي التي تومض بشكل واضح في ذهني.

تلك الأشكال كانت وحوش لوستر جريزلي، حسنًا. لقد كانوا فقط مغطى بالطين. لسبب ما كانوا يرتدون تمويها.

“ماذا؟ هل لديك ما تقوله؟”

بالطبع، لم يكن الطين من مستنقعي. لا بد أنه كان هناك مجموعة أخرى عند البحيرة، تنام في منطقة موحلة ليست بعيدة عن المجموعة التي رصدناها. عندما تعرضت المجموعة المجاورة لهم للهجوم، استيقظوا ورأونا.

“على أية حال، سأبذل قصارى جهدي حتى لا أسبب لكم أي مشكلة.”

“هناك الكثير منهم!”

لم أكن متأكدًا من قدرتي على التصرف بسرعة تحت الضغط، رغم ذلك…

“تراجع! تراجع!” صرخ تيموثي مرتبكًا وأمر بالتراجع.

لم يكن الرماة شائعين بشكل خاص في هذا العالم. يمكن للسحرة أن يضربوا من نطاق أكبر ويحدثوا المزيد من الضرر بهجماتهم، وبينما يمكن للساحر استعادة مانا بعد نوم جيد ليلاً، كان رامي السهام محدودًا بسهامه. كلما حملت أكثر، زاد الوزن الذي عليك حمله. لم تكن هذه لعبة RPG حيث يمكنك تخزين عشرات الآلاف من الأشياء في حقيبة ظهرك. بالنسبة للجزء الأكبر، كنت أفضل حالًا في تعلم السحر من القوس.

لقد كان رد فعلٍ مفهوما. فهذه المجموعة الثانية ضخمة فعلا . لابد أنهم أكثر من ستين فردا. ستون يندفعون نحونا مباشرة،  وهذا ما قدرناه  بشكل خافت بفضل النيران الصغيرة التي خلفها سحر تيموثاوس.

أعرف أن ما قاله صحيح. لقد كان بالفعل ضحية لحادثة النزوح في فيتوا. لقد أمضى سنوات في تعلم السحر والعودة إلى المنزل، ليجد أن منزله قد اختفى. 

لابد أنه أصدر حكمًا سريعًا بأنه لا يمكننا أن نأمل في الفوز بهذه المعركة… ولكن لنكون صادقين، لقد فات الوقت للتراجع الآن. 

 

 

“… لقد استيقظت في وقت مبكر قليلاً اليوم، هذا كل شيء.”

في سيناريو مثالي، كنا  لنلاحظ هذه المجموعة قبل أن نهاجم المجموعة الأخرى، ونقرر عدم المخاطرة بهذا في المقام الأول. 

“لا يمكنك إلقاء اللوم عليها. تلك الفتاة معجزة بالقوس.”

لقد كان من الخطأ الجسيم عدم استكشاف المنطقة خلال ساعات النهار.

لم أكن متأكدا من شعوري حيال ذلك، بصراحة… لكن ليس الأمر مهمًا.

“لا يمكننا قتالهم هنا!” صرخت سوزان من مكان ما في الظلام. “لنعد إلى ذلك المكان الذي وجدناه في الطريق!”

“هل تعتقدون أننا نقدر لهم ؟” تمتمت سوزان.

في وقت سابق، وجدنا نقطة ضيقة طبيعية حيث يمكننا قيادة اللوستر الجريزلي في حالة ثبت أن أعدادهم كبيرة جدًا بحيث لا يمكن التعامل معها. 

“لا تكوني حمقاء يا سوزان!” قال باتريس. “هناك الكثير منهم بحيث لا يمكن لأي شخص أن يوقفهم بمفرده! إذا لم  تهربي، فلن يهرب أحد!”

إذا وصلنا إلى هناك وأعدنا تجميع صفوفنا فـ…. لكن مرة أخرى إن الأوان قد فات على ذلك. للوصول إلى نقطة الاختناق هذه، سنحتاج إلى مسافة أكبر بكثير بيننا وبين الوحوش، ومستنقع ضخم في طريقهم لإبطائهم. لا يمكننا أن نأمل في الابتعاد عن مجموعة اللوستر غريزلي التي تعمل بكامل طاقتها دون أي عوائق في طريقها.

“اسف لا. لا شيء…” كان تحديقها يزداد شراسة، لذا تجنبت عيني.

لم يكن هناك أي خيارات متبقية هنا. 

“أنا سارة. رامية سهام. أقاتل من الوسط.”

“سيئ ! سيئ جداً ! سوف يلحقون بنا!”

“لقد رصدونا!” واحدًا تلو الآخر، بدأ اللوستر جريزلي الغاضبون بالركض في اتجاهنا.

“تش! سأبقيهم مشغولين! الباقون فل تهربوا!” “سوزان!”

 ولا يخطر ببالهم حتى أن البعض منا ليس لديه هذا الخيار. إنهم لا يدركون حتى أن بعض الناس عليهم قضاء بقية حياتهم كمغامرين. وهم يجروننا إلى ألعابهم الصغيرة التي لا طائل من ورائها، ولا يفكرون أبدًا فيما يمكن أن يحدث لنا إذا تعرضنا لإصابات خطيرة بما يكفي لخسارة مصدر رزقنا.

لقد توقفت سوزان عن الجري واستدارت سارة نحوها ووجهها شاحب وخائف. 

” لا عليك. سأتعامل مع هذا.” لقد تحدثت إليهم بهدوء شديد لدرجة أنني فاجأت نفسي أيضًا.

 

في صباح اليوم التالي، توجهت بإخلاص إلى البوابة الشمالية للمدينة. لم أكن أشعر بحماس شديد تجاه هذه الرحلة الاستكشافية، لكن جسدي كان يتحرك تلقائيا. لقد قمت بالفعل بجمع بعض المعلومات عن اللوستر غريزلي ومكان بحيرة كوكورو قبل أن أذهب للنوم. لا بد أن العادات التي اكتسبتها في قارة الشياطين قد رسخت نفسها.

“لا! سأبقى في الخلف! هذا خطئي! أنا الذي لم ألاحظهم!”

إذا قالت أن هناك عشرين منهم، فسوف يتعين علي أن أصدقها. ففي الظلام، كل ما أمكنني رؤيته هو بعض النقاط البيضاء الصغيرة المتناثرة على بعد حوالي ثلاثمائة متر.

“أنت لن تبطئهم حتى يا فتى!”

 

“لا تكوني حمقاء يا سوزان!” قال باتريس. “هناك الكثير منهم بحيث لا يمكن لأي شخص أن يوقفهم بمفرده! إذا لم  تهربي، فلن يهرب أحد!”

أوه. الآن أصبحت الأمور أكثر منطقية بعض الشيء. سوزان لم تدعوني فقط من باب التعاطف. كانت تستخدمني أداة تعليمية. وهذا يفسر سبب إصرارها الشديد. كان من المنطقي أن تختار شابًا أصغر سنًا مثلي إذا كانت تفكر في المستقبل بخمس أو عشر سنوات. بحلول تلك المرحلة، ستكون سارة أكثر خبرة، وقد تجد نفسها تتعاون مع أطفال أصغر سنًا وأقل خبرة.

“حسنًا! لنريهم معدننا!” قال ميمير.

لسبب ما، شعرت بالإحباط بشكل لا يصدق

بعد التخلي عن محاولة التراجع، رفع الجميع أسلحتهم واستعدوا للقتال. انقضت علينا مجموعة اللوستر كريزلي بسرعة هائلة، بهدير عالٍ وعنيف مثل الزلزال. حتى في الظلام، كان مشهدا مرعبا.

***

كانت أرجل سارة ترتجف. ولم تكن الوحيدة أيضًا. بدا كل من سوزان وميمير وباتريس وتيموثي وكأنهم يحدقون بالموت مباشرة في وجوههم.

لقد كان رد فعلٍ مفهوما. فهذه المجموعة الثانية ضخمة فعلا . لابد أنهم أكثر من ستين فردا. ستون يندفعون نحونا مباشرة،  وهذا ما قدرناه  بشكل خافت بفضل النيران الصغيرة التي خلفها سحر تيموثاوس.

لكن لم يحاول أي منهم الفرار.

“… لقد استيقظت في وقت مبكر قليلاً اليوم، هذا كل شيء.”

وبينما كنت أحدق في الخمسة منهم، شعرت بقلبي ينبض في صدري.

“آه، ليس حقًا…” كان زعيم ديد إند أحمق عديم الفائدة من البداية إلى النهاية. الرجل الذي سمينا الفريق تيمنا به كان رجلاً أفضل بكثير بكل المقاييس. 

 

“حسنًا.”

هل كان ذلك بسبب اقتراب اللوستر جريزلي منا؟

نعم، لا أزال أتألم. ولم يكن هناك جدوى من التظاهر بخلاف ذلك.

 

…أو هكذا فكرت لجزء من الثانية. 

 لا بالتأكيد لا. هذا لم يكن يشعرني حتى بالجدية.

لا يمكن أن يؤذيني اللعب جنبا إلى جنب، أليس كذلك؟ ولم يكلفني شيئا.

 

 

بل سوزان. وسارة. وتيموثاوس وميمير وباتريس.

بينما كنت أحدق في اللهب الوامض، مددت يدي إلى جيبي واستخرجت شيئًا معينًا. لقد كانت قطعة قماش بيضاء. ليس مجرد منديل بالطبع؛ كان هذا شيئًا قدمته لي ليليا رغم كل الصعاب، رغم كل ما فقدناه في حادثة النزوح.

لسبب ما، أثار النظر إليهم شيئًا ما بداخلي. أنفاسي أصبحت قاسية. لم أكن أعرف ما هي هذه المشاعر بالضبط، لكنها كانت شديدة

لا يمكنك أن تنهار الآن، اللعنة.

 

ضغطت قطعة القماش البيضاء على جبهتي حتى لا تلطخها دموعي، واستدرت في كرة وبدأت في البكاء. ولم يمض وقت طويل حتى بدأت أنزف، وكان جسدي يرتعش.

شيء عن الطريقة التي يواجهون بها حشد الوحوش هذا … 

لقد وضعوني في دور دعم بعيد المدى، مما يعني إلقاء تعويذة حكئة في اللحظة التي نرصد فيها الأعداء على مسافة بعيدة. بعد أن أبطئ  سرعتهم، يستخدم تيموثي سحره الناري لخفض أعدادهم بتعويذة بعيدة المدى.

ضرب هذا وترا حساسا لي.

حتى من هذه المسافة، أستطيع أن أقول أن الوحش قد مات على الفور. لقد رأيت تيموثي يفعل هذا عدة مرات في طريقنا إلى هنا، لكن كرة النار العظيمة الخاصة به كانت قوية جدًا وسريعة ودقيقة. يمكنك أن تقول أنه كان لديه قدر كبير من الخبرة في اختياره.

“آه…”

نظرت سوزان إلي في وجهي وابتسمت، ثم استدارت لتسير عائدة نحو كومة الجلود. وكانت الخطوة التالية هي عودتنا المظفرة إلى روزنبرج، حاملين أكبر عدد ممكن من تلك الأشياء.

في مرحلة ما، كنت قد مددت يدي إلى جيبي لألتقط ما كان بداخله هناك

“دعونا نتوجه إلى الحانة جميعًا. أنا سأدفع!

“ماذا تفعل يا روديوس؟!” صاح باتريس.

…أو هكذا فكرت لجزء من الثانية. 

نظر الآخرون جميعًا إلى الوراء في اتجاهي. للحظة رأيت وجوههم.

 “حسنًا إذن” قال تيموثي  “هيا بنا نبدأ.”

ولم يكن هناك يأس على أي منهم. ولا حتى سارة. لقد كانوا جميعًا مستعدين ومصممين على إيجاد طريقة ما للبقاء على قيد الحياة. وحتى الآن، لا شيء من كل هذا جعلهم يستسلمون ولم يقبل أي منهم موته.

 “آسف لذلك يا روديوس” قال بعد لحظة.

 

 “إنهم يأخذون وقتهم …”

عرفت، في تلك اللحظة، لماذا اختاروا الصمود والقتال. قرأت الجواب على وجوههم. شعرت به داخل جيبي. ورأيته في ذكرى لمعت في ذهني لفترة وجيزة. كنت أعرف الإجابة منذ وقت طويل.

“كاونتر آرو! كاونتر آرو! “

والآن بعد أن تذكرت ذلك …

لقد ذهلت، لأكون صادقا. هل كان تيموثي يتخلص حقًا من أرباح وظيفة لمدة سبعة أيام بهذه الطريقة العرضية؟

” لا عليك. سأتعامل مع هذا.” لقد تحدثت إليهم بهدوء شديد لدرجة أنني فاجأت نفسي أيضًا.

تذكر اليوم الذي أظهرت لك فيه العالم الخارجي. لقد تعلمت منها كل أنواع الأشياء. لقد علمتك الكثير. لا يمكنك خيانتها الآن.

أخفيت مشاعري قدر المستطاع، ووجهت عصاي مباشرة نحو المجموعة المندفعة المغطات بالطين.

وبدون كلمة واحدة، ألقيته في موقد التدفئة.

إكزوديوس فلايم.

تذكر اليوم الذي أظهرت لك فيه العالم الخارجي. لقد تعلمت منها كل أنواع الأشياء. لقد علمتك الكثير. لا يمكنك خيانتها الآن.

موجة هائلة من النار السحرية قطعت المجموعة مثل سكين ساخنة تمرر في الزبدة.

لسبب ما، أثار النظر إليهم شيئًا ما بداخلي. أنفاسي أصبحت قاسية. لم أكن أعرف ما هي هذه المشاعر بالضبط، لكنها كانت شديدة . 

بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى المكان الذي وضعت فيه مستنقعي، كان نصف أفرادهم قد ماتوا. نظرًا لأن سارة ستقضي على المزيد منهم من هذه النقطة فصاعدًا، فقد بدا من الممكن أن نقضي على المخلوقات قبل أن يقتربوا منها.

 

لقد عدت أخيرًا إلى نزلي بعد عدة ساعات. لقد تحدث معي الآخرون لتناول مشروبين في البار. لسوء الحظ، لم أكن معتادًا على الكحول، وكان النوع الوحيد الموجود لديهم في هذه المدينة هو بعض الأشياء التي تشبه الويسكي مع تأثير اشبه بركلة حقيقية. 

***

“همف. لا يبدو أن تلك الوظيفة كانت تمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة له،

 

عندما سمعت هذه الكلمات، نقر شيء داخل ذهني.

مرت ساعة. وقد تحولت المنطقة المحيطة بالبحيرة إلى أرض قاحلة متفحمة. كانت جثث اللوستر غريزلي في كل مكان. معظمهم قد احترق حتى أصبح هشًا، لكن القليل منهم ما زالوا يتمتعون بجلود سليمة إلى حد معقول. في هذه اللحظة، كنا نسلخ أكبر عدد ممكن منهم.

وبعد ثلاثة أيام، بعد أن قطعنا مسافة مناسبة شمال روزنبرغ، أقمنا معسكرًا بالقرب من وجهتنا -بحيرة كوكورو، حيث من المفترض العثور على هذه المجموعة من الوحوش، بعد ساعات قليلة فقط. لن يتمكن اللوستر غريزلي من الرؤية جيدًا في الظلام، أي أنه يتحرك ببطء في الليل. إن خطتنا هي الانتظار حتى غروب الشمس قبل أن نطلق هجومنا المفاجئ.

لقد قضى سحر النار الخاص بي على أغلبية المحموعة. بعد ذلك تفرقوا وبدأوا بالركض في كل الاتجاهات. استمرت مجموعة منهم في الهجوم علينا، لكن سوزان والآخرين تعاملوا معهم، وقمت أنا بالتقاط أولئك الذين حاولوا الفرار باستخدام مدفع الحجر.

“غريرات” ليس اسمًا نادرًا في مملكة أسورا، بالطبع. لكن معظم الأشخاص الذين يمتلكونه هم إما من النبلاء ذوي الرتبة المنخفضة أو المتوسطة. لن تجد الكثير منهم بين القرويين العاديين أو سكان المدينة. في الواقع، عامة الناس عادة ليس لديهم اسم عائلة على الإطلاق.

بمجرد سقوط الوحش الأخير، وقف الجميع في صمت لفترة طويلة، حتى اقترحت أخيرًا أن نبدأ العمل على الجثث. لقد كنا نفعل ذلك لفترة الآن.

ضرب هذا وترا حساسا لي.

كنا بحاجة إلى إعادة ذيول اللوستر غريزلي لإثبات أننا قمنا بمهمتنا، وجلودهم لبيعها نقدًا. 

“حسنًا، حسنًا إذن… أنا أتطلع إلى العمل معك.” تراجع تيموثي، وأخذ أعضاء الفريق الآخرون الإشارة لتقديم أنفسهم.

بطبيعة الحال، جلب فرائهم سعرًا لائقًا جدًا. لقد كانت ممارسة معتادة للمغامرين أن يسحبوا أكبر قدر يمكنهم حمله منه. 

“أرى… تعازيّ يا روديوس. لا بد أن زعيم فريقك السابق كان شخصًا رائعًا. “

لقد انقسمنا إلى فرق مكونة من شخصين للجزء الفوضوي. لقد تم إقرانني مع تيموثي، زميلي الساحر. لقد كان صامتا لفترة من الوقت الآن. شعرت أنه لم يكن متأكدًا تمامًا مما سيقوله لي.

يبدو أن عشرين منهم رقم يمكن التحكم فيه، لكن هذا لم يكن سببًا للثقة الزائدة. أمسكت بعصاي بقوة بين يدي وحدقت باهتمام في الظلام، تمامًا مثل الآخرين.

لم يكن تيموثي فقط. كان الجميع هادئين أيضًا. ومع ذلك، لم يكن أسوأ نوع من الصمت في هذا العالم. لم أشعر بأي حاجة لكسره.

باختصار، كان من الواضح أن “روديوس غريرات” كان طفلاً ثريًا. كان يرتدي رداءً رخيصًا ويترك شعره ينمو بشكل جامح في محاولة لإخفاء نفسه كمغامر عادي، لكن تلك العصا باهظة الثمن التي كان يحملها كانت تفضحه. يمكنك عمليا أن تشم رائحة الجهل عليه.

بحلول الوقت الذي سلخنا فيه اللوستر جريزلي وجمعنا ذيولهم وفروهم، وبدأنا في حرق أجسادهم في كومة، كانت السماء قد بدأت تضيء. امتلأ الهواء برائحة اللحم. لقد كانت رائحة ربطت بنهاية مهمة ناجحة لقتل الوحوش.

ألقيت نظرة سريعة على تيموثي، متسائلاً كيف سيتعامل مع هذا. لدهشتي، وجدته ينظر حول الغرفة بابتسامة مشرقة على وجهه، كما لو أن المغامرين الآخرين كانوا أصدقاء قدامى وليسوا غرباء غاضبين ومستاءين. 

وبينما كنت أشاهد النار، جاءت سوزان لتقف بجانبي. “أعتقد أننا مدينون لك بواحدة، أليس كذلك؟” قالت وهي تهز كتفيها. 

“إيااا! خمر مجاني!”

“لولاك لكنا جميعاً في عداد الأموات. كان لدي شعور بأن هناك ما هو أكثر بشأنك أكثر مما تراه العين، لكنني متأكد من أنني لم أكن أتوقع أداءً كهذا “

أيضًا، بمجرد أن تتمكن من العمل مع أحمق غير ودود مثلي، سيبدو من الأسهل تحمل الجميع.

“لا أعرف. لولاي يا رفاق لم تكونوا لتأخذوا هذه المهمة في المقام الأول، أليس كذلك؟ ربما كنتم لتبدؤوا بمهمة تصنيف B أو حتى C لتتعرفوا على المنطقة.”

ومع ذلك، لم تكن الكفاءة هي كل شيء. بعد كل شيء، كانت سارة تتدرب أكثر بهذه الطريقة. لقد فعلت شيئًا مشابهًا في القارة الشيطانية بنفسي.

“حسنا، هذا صحيح بما فيه الكفاية…”

 إنه شائع بشكل خاص عند الأولاد في عمر روديوس. لقد كنت في مهمة حراسة لأطفال مثله عدة مرات من قبل، على الرغم من أن أياً منهم لم يكن شجاعاً بما يكفي لمحاولة مغادرة أسورا. لم يستمر الأغلبية إلا في وظيفة أو اثنتين قبل أن يشعروا بالخوف ويعودوا إلى حيث أتوا. بالطبع، من حين لآخر، يتبين أن أحدهم لديه بعض الموهبة الفعلية ويصبح مغامرًا حقيقيًا، لكنني لم أقابل واحدًا من قبل.

خدشت سوزان خدها بنظرة غريبة على وجهها، لكنني كنت أقصد كل كلمة بصدق. إذا كان هناك أي شيء، فأنا ممتن لفرقة كاونتر آرو. لقد ساعدوني في تحقيق شيء ما في منتصف تلك المعركة، وشعرت بتحسن قليل بسبب ذلك. 

لكن لم يحاول أي منهم الفرار.

 

 

“أنا سعيد لأنكم أحضرتموني إلى هنا رغم ذلك. شكرا مرة اخرى.”

بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى المكان الذي وضعت فيه مستنقعي، كان نصف أفرادهم قد ماتوا. نظرًا لأن سارة ستقضي على المزيد منهم من هذه النقطة فصاعدًا، فقد بدا من الممكن أن نقضي على المخلوقات قبل أن يقتربوا منها.

“…في أي وقت يا فتى. هل أنت مستعد للعودة؟” 

 ولكن إذا أظهرت القليل من الكرم في أيام الدفع الكبرى، فسيقلل ذلك من العداء الذي يأتي في طريقك.

“نعم.”

لم يسبق لي أن رأيتها في موقف حياة أو موت، لكنني كنت أعرف أنها كانت في يوم من الأيام مغامرة. عندما وجد فريقها نفسه في خطر، ربما استدارت وواجهت. تمامًا كما فعل أعضاء كاونتر آرو. لقد قامت بحماية أصدقائها بشجاعة، وحصلت على الحماية في المقابل. لقد نجت.

نظرت سوزان إلي في وجهي وابتسمت، ثم استدارت لتسير عائدة نحو كومة الجلود. وكانت الخطوة التالية هي عودتنا المظفرة إلى روزنبرج، حاملين أكبر عدد ممكن من تلك الأشياء.

على أية حال، من الواضح أن الاثنين وجدا طريقة ما للعمل معًا بسلاسة. هناك اختلاف كبير بيني وبين إيريس… شهقة…

 

 

 لقد قُتلت الوحوش، لكن هذا لا يعني أن مهمتنا قد انتهت بعد. لن ينتهي الأمر حتى نوصل الدليل ونقوم ببيع المسروقات.

لأكون صادقًا، لقد قللت من تقديره.

وبعد لحظات قليلة، بينما كنت أحمل حزمة من الجلود على كتفي، لاحظت أن شخصًا ما قد جاء ليقف أمامي. لم تكن سوزان هذه المرة؛ لقد كانت فتاة بنفس طولي.

“حسنًا، اسمي سوزان. أنا القائد الفرعي لـ كاونتر آرو، ومحاربة. أقاتل على خط المواجهة”.

“…شكرًا على الإنقاذ.”

 ولا يخطر ببالهم حتى أن البعض منا ليس لديه هذا الخيار. إنهم لا يدركون حتى أن بعض الناس عليهم قضاء بقية حياتهم كمغامرين. وهم يجروننا إلى ألعابهم الصغيرة التي لا طائل من ورائها، ولا يفكرون أبدًا فيما يمكن أن يحدث لنا إذا تعرضنا لإصابات خطيرة بما يكفي لخسارة مصدر رزقنا.

بهذه الكلمات المختصرة، استدارت سارة على الفور وركضت نحو سوزان.

“حسنا، الجميع! أنت فقط تذكروا أسمائنا، حسنًا؟ نحن كاونتر آرو، وهو روديوس جريرات! ونحن نتطلع إلى العمل معكم!

 ***

يتم تعليم أبناء النبلاء منذ سن مبكرة جدًا. ينصب التركيز الرئيسي على الأشياء العادية مثل القراءة والكتابة والحساب، ولكن الكثير من العائلات تقوم بتدريب أطفالها على المبارزة بالسيف أيضًا. تعتبر بعض البيوت النبيلة أن السحر أقل أهمية، لكن العديد من الأكاديميات تطلب أيضًا من طلابها تعلم تعوذات المبتدئين.

 

 

عندما عدنا نحن الستة إلى نقابة المغامرين في روزنبرج حاملين العشرات من الجلود، قوبلنا بنظرات غير ودية من السكان المحليين. عمل العديد من المغامرين في مدينة واحدة لسنوات عديدة، أو حتى طوال حياتهم المهنية. 

“هل فقدت كل ما تهتم به؟ من قال ذلك؟!”

عندما ظهر الغرباء من العدم وحصلوا على الفور على وظيفة كبيرة ومربحة، كان ذلك دائمًا يثير على الأقل القليل من العداء من هذا النوع.

لم يكن ذلك صحيحًا حقًا، ولكن… لم أشعر برغبة في إنكار ذلك.

 في المدن الأكثر وعورة، قد تجد أشخاصًا يأتون لمضايقتك والمطالبة بقطع من أرباحك.

عندما بدأت العمل كمدرس لإيريس لأول مرة، عاملتني بنفس الطريقة لفترة من الوقت.

ألقيت نظرة سريعة على تيموثي، متسائلاً كيف سيتعامل مع هذا. لدهشتي، وجدته ينظر حول الغرفة بابتسامة مشرقة على وجهه، كما لو أن المغامرين الآخرين كانوا أصدقاء قدامى وليسوا غرباء غاضبين ومستاءين. 

 

“الليلة، نحتفل بوصول فرقتي إلى روزنبرغ!”

“لابأس…رغم ذلك هذا نوعًا ما مثير للاهتمام. ربما الأعضاء الأكبر سنا في الفرقة أدركو أنني أكثر قدرة مما أبدو عليه، بعد كل شيء. 

صاح في الحشد. 

“مرحبًا. الإسم هو ميمير، وأنا معالج الفريق. أنا في المرتبة المتوسطة في سحر العلاج والمبتدئ في تنقية السموم. ” ميمير رجل متوسط الطول والوزن ويرتدي رداءً أبيض عاديًا.

“دعونا نتوجه إلى الحانة جميعًا. أنا سأدفع!

بل سوزان. وسارة. وتيموثاوس وميمير وباتريس.

للحظة، كان المغامرون الآخرون مندهشين للغاية ولم يتمكنوا من الرد، لكنهم كانوا يعرفون ما يعنيه سماع ذلك. 

“روكسي…أرجو أن ترشديني للطريق…”

ارتفعت الهتافات في جميع أنحاء الغرفة.

-+-

 

نظرت سوزان إلي في وجهي وابتسمت، ثم استدارت لتسير عائدة نحو كومة الجلود. وكانت الخطوة التالية هي عودتنا المظفرة إلى روزنبرج، حاملين أكبر عدد ممكن من تلك الأشياء.

“هاي، هذا نادر، يبدو أن الأطفال الجدد في المدينة ودودون!” 

“حسنًا، اسمي سوزان. أنا القائد الفرعي لـ كاونتر آرو، ومحاربة. أقاتل على خط المواجهة”.

 

“همف. لا يبدو أن تلك الوظيفة كانت تمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة له،

“ها ها ها ها! أنا أحبكم يا رفاق!”

بدلاً من الهرب للنجاة بحياته، قام بمسح تلك المجموعة الضخمة بمفرده تقريبًا. 

 

 لا بالتأكيد لا. هذا لم يكن يشعرني حتى بالجدية.

“إيااا! خمر مجاني!”

كنا بحاجة إلى إعادة ذيول اللوستر غريزلي لإثبات أننا قمنا بمهمتنا، وجلودهم لبيعها نقدًا. 

 

” اجعلي اللهب الواسع والمبارك يتقارب تحت أمرتك! أيتها النار المشتعلة، قدّمي لنا هبة عظيمة ومشتعلة! كرة نارية عظيمة! “

لقد ذهلت، لأكون صادقا. هل كان تيموثي يتخلص حقًا من أرباح وظيفة لمدة سبعة أيام بهذه الطريقة العرضية؟

لم تكن روكسي الوحيدة التي أعطتني شيئًا أيضًا. لمست الخشب بينما كنت أرتدي حول رقبتي. لقد كانت هدية من ليليا، ربما تكون قد صنعتها يدويًا. 

رأت سوزان النظرة على وجهي وابتسمت ونظرت إلى قائدها بفخر. “هذه هي الطريقة التي يفعل بها تيموثاوس الأشياء دائمًا. إذا اشتريت للجميع بعض المشروبات بين الحين والآخر، فلن يكره أحد شجاعتك، أليس كذلك؟ إنه ثمن بسيط يجب دفعه مقابل إبعاد الأشخاص الأقل ودية عن ظهرك.”

“أنا الساحر المحارب، باتريس. ومع ذلك، لا تتوقع الكثير من جهة “الساحر”. أنا أعرف فقط  تعويذات الرياح للمبتدئين. ” باتريس بدى كأنه جندي مفتول العضلات في الخطوط الأمامية وكان يحمل سيفًا على وركه وعصا صغيرة للمبتدئين في يد واحدة.

 

هذا أزعجني أكثر. لم يكن هناك من ينكر أنه أنقذ مجموعتنا، لذلك شكرته. لكنني مازلت لا أشعر بالامتنان بشكل خاص.

هاه. عند طرح الأمر بهذه الطريقة، انه منطقي بالفعل. كلما زاد المال والنجاح، زاد عدد الأشخاص الحاسدين. تلك مجرد حقيقة من حقائق الحياة. فعلى المغامرين أن يعيشوا على الأموال التي يكسبونها في المهام، لذا لم يكن هذا بالتأكيد شيئًا يمكنك القيام به كثيرًا…

لم يكلف اللوستر غريزلي أنفسهم عناء حفر جحور للنوم فيها. وعندما يتعبون، يسقطون على الأرض مثل الفقمات وأسود البحر.

 ولكن إذا أظهرت القليل من الكرم في أيام الدفع الكبرى، فسيقلل ذلك من العداء الذي يأتي في طريقك.

 ولا يخطر ببالهم حتى أن البعض منا ليس لديه هذا الخيار. إنهم لا يدركون حتى أن بعض الناس عليهم قضاء بقية حياتهم كمغامرين. وهم يجروننا إلى ألعابهم الصغيرة التي لا طائل من ورائها، ولا يفكرون أبدًا فيما يمكن أن يحدث لنا إذا تعرضنا لإصابات خطيرة بما يكفي لخسارة مصدر رزقنا.

“حسنا، الجميع! أنت فقط تذكروا أسمائنا، حسنًا؟ نحن كاونتر آرو، وهو روديوس جريرات! ونحن نتطلع إلى العمل معكم!

لسبب ما، أثار النظر إليهم شيئًا ما بداخلي. أنفاسي أصبحت قاسية. لم أكن أعرف ما هي هذه المشاعر بالضبط، لكنها كانت شديدة . 

“كاونتر آرو! كاونتر آرو! “

” إكزوديوس فلايم. “

“روديوس! روديوس!”

“حسنا إذا…”

بناءً على الهتافات من حولنا، فقد أكسبنا تيموثي بالتأكيد بعض الشعبية المؤقتة. إذا كانت استراتيجيته فعالة إلى هذه الدرجة، فسأحاول أن أتبعها. 

لا أستطع الاستلقاء والموت هنا في مكان مجهول. 

سيكون من الرائع لو تمكنت من تجنب المعارك التي لا طائل من ورائها مع أشخاص مثل سارة.

كانت أرجل سارة ترتجف. ولم تكن الوحيدة أيضًا. بدا كل من سوزان وميمير وباتريس وتيموثي وكأنهم يحدقون بالموت مباشرة في وجوههم.

بهذه الفكرة، سمحت للجمهور أن يحملني بينما كان يتجه نحو أقرب حانة.

 

 

 

***

لم يكن الأمر غير عادي حقًا. لم أتمكن من البدء في فهم ذلك، ولكن يبدو أن بعض نبلاء أسورا الشباب لا يستطيعون تحمل الحصول على كل ما يريدون تسليمه لهم على طبق من الفضة. 

 

“هيا يا سارة. إلى متى ستظلين عابسة؟”

لقد عدت أخيرًا إلى نزلي بعد عدة ساعات. لقد تحدث معي الآخرون لتناول مشروبين في البار. لسوء الحظ، لم أكن معتادًا على الكحول، وكان النوع الوحيد الموجود لديهم في هذه المدينة هو بعض الأشياء التي تشبه الويسكي مع تأثير اشبه بركلة حقيقية. 

من الصعب تحديد ذلك دون وجود أي ساعات، لكن ربما الوقت الأن حوالي الرابعة صباحًا. ربما لا يزالون نائمين.

 

“حسنًا! لنريهم معدننا!” قال ميمير.

لقد مرضت بسرعة في معدتي واضطررت إلى إلقاء سحر إزالة السموم على نفسي. لم يكن هذا خطأ سأرتكبه مرة أخرى.

هاه. عند طرح الأمر بهذه الطريقة، انه منطقي بالفعل. كلما زاد المال والنجاح، زاد عدد الأشخاص الحاسدين. تلك مجرد حقيقة من حقائق الحياة. فعلى المغامرين أن يعيشوا على الأموال التي يكسبونها في المهام، لذا لم يكن هذا بالتأكيد شيئًا يمكنك القيام به كثيرًا…

باستخدام تعويذة شفاء أساسية على رأسي الذي لا يزال يؤلمني، مشيت عبر غرفتي لإشعال النار في موقد التدفئة.

 

“أوف…”

صاح في الحشد. 

وسرعان ما كانت ألسنة اللهب الصغيرة تتراقص فوق الخشب داخل الصندوق المعدني. من المحتمل أن يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تسخن الغرفة بشكل ملحوظ، لكن مجرد التحديق في النار مريح بشكل غريب.

بالطبع على افتراض أن كل شيء يسير وفقًا للخطة.

بينما كنت أحدق في اللهب الوامض، مددت يدي إلى جيبي واستخرجت شيئًا معينًا. لقد كانت قطعة قماش بيضاء. ليس مجرد منديل بالطبع؛ كان هذا شيئًا قدمته لي ليليا رغم كل الصعاب، رغم كل ما فقدناه في حادثة النزوح.

من المؤكد أن سارة لم تكن مهتمة جدًا بتعلم العمل معي أيضًا. من المؤكد أنها شعرت بأنها تكره شجاعتي، ربما لأنني تركت انطباعًا أوليًا سيئًا. لم يكن الأمر وكأنني بحاجة إلى تكوين صداقات معها، لكن هذا العداء الصريح أعاد لي بعض الذكريات التي كانت مؤلمة قليلاً. 

لقد كانت أثري المقدس. لقد احتفظت به في جيبي طوال رحلتي الى هنا. أمسكت به بكلتا يداي وضغطته بقوة على جبهتي.

لأكون صادقة، لقد قللت من تقديره.

عندما رأيت أعضاء كاونتر آرو يتجهون لمحاربة حشد اللوستر غريزلي كانت صورة روكسي هي التي تومض بشكل واضح في ذهني.

***

كانت روكسي أقوى الناس الذين اعرفهم وأكثرهم تصميماً على الإطلاق.

لا يمكنك أن تنهار الآن، اللعنة.

لم يسبق لي أن رأيتها في موقف حياة أو موت، لكنني كنت أعرف أنها كانت في يوم من الأيام مغامرة. عندما وجد فريقها نفسه في خطر، ربما استدارت وواجهت. تمامًا كما فعل أعضاء كاونتر آرو. لقد قامت بحماية أصدقائها بشجاعة، وحصلت على الحماية في المقابل. لقد نجت.

هذا لم يترك مجالًا كبيرًا لأي شخص للعبث أو التجربة. عندما طلبت مني سارة أن ألتزم بواجباتي الأساسية، وبخوها على موقفها، لكنهم لم ينكروا في الواقع مع ما كانت تقوله.

وبعد ذلك… أصبحت معلمتي. لقد علمتني كل الأشياء التي تعلمتها في حياتها كمغامرة، علمتني ماذا يعني أن تكون على قيد الحياة.

“هاه؟! م-ما الأمر؟!”

لكنها لم تولد وهي تعلم أيًا من ذلك. لقد اكتشفت ذلك بنفسها، في السنوات التي قضتها في القتال إلى جانب الآخرين.

-+-

“بالطبع يهم إذا مت، أيها المعتوه…” أمسكت بالقماش الأبيض بإحكام على صدري للحظة

عندما يقوم أحد الوحوش بضربهم، أو عندما يكون عضو آخر في مجموعتهم في خطر، فإن الأطفال الأثرياء دائمًا يلتفتون ويهربون.

“هل فقدت كل ما تهتم به؟ من قال ذلك؟!”

” اجعلي اللهب الواسع والمبارك يتقارب تحت أمرتك! أيتها النار المشتعلة، قدّمي لنا هبة عظيمة ومشتعلة! كرة نارية عظيمة! “

ضغطت قطعة القماش البيضاء على جبهتي حتى لا تلطخها دموعي، واستدرت في كرة وبدأت في البكاء. ولم يمض وقت طويل حتى بدأت أنزف، وكان جسدي يرتعش.

عندما يكون بإمكانك إطلاق خمسة أسهم في الوقت الذي يستغرقه الساحر لإلقاء تعويذة واحدة، أو توجيه ضربة حاسمة في كل مرة، فيمكنك أن تتقدم بشكل جيد كرامي السهام. في هذا النوع من العمل على الأقل.

لم أكن قد فقدت كل شيء. ليس كليا. لقد فقدت شيئًا كنت أهتم به كثيرًا. ذلك صحيح. لكن هذا لا يعني أنه لم يبق لي شيء أعيش من أجله.

أو ربما يقرر تيموثي استراتيجيتهم العامة، وتهتم سوزان بكل التفاصيل؟ وبينما تضع خططهم موضع التنفيذ، يمكنه مراقبة الصورة الكبيرة وتصحيح المسار إذا ابتعدوا كثيرًا عن المسار.

تذكر عندما وصلت لأول مرة إلى هذا العالم. تذكر روكسي.

نظرت حولي في الشوارع المظلمة والهادئة. لم تحدد سوزان موعدًا محددًا للقاء، لذا فقد حضرت في أقرب وقت ممكن. لا يبدو أنهم هنا بعد. 

 

ترجمة نيرو – استمتعوا~

تذكر اليوم الذي أظهرت لك فيه العالم الخارجي. لقد تعلمت منها كل أنواع الأشياء. لقد علمتك الكثير. لا يمكنك خيانتها الآن.

اعتقدت أنه سيهرب إذا أصبحت الأمور محفوفة بالمخاطر قليلاً. لذا حاولت أن أبقي دوره في فريقنا عند الحد الأدنى، على أمل أن أمنعه على الأقل من تخريبنا.

لم تكن روكسي الوحيدة التي أعطتني شيئًا أيضًا. لمست الخشب بينما كنت أرتدي حول رقبتي. لقد كانت هدية من ليليا، ربما تكون قد صنعتها يدويًا. 

أخطأت بعض الكرات النارية التي أطلقها تيموثي أهدافها بعد أن صارت الوحوش تتحرك، لكنه تمكن من التقاط عدد لا بأس به منها مع اقترابها. كل شيء كان يسير بسلاسة حتى الآن. 

لقد كانت ليليا دائمًا لطيفة جدًا ومخلصة لي. ربما كانت تتطلع إلى اليوم الذي سنرى فيه بعضنا البعض مرة أخرى. وفي مكان ما في ميليس، كان بول يبذل قصارى جهده للم شمل عائلتنا.

 

 

بدلاً من الهرب للنجاة بحياته، قام بمسح تلك المجموعة الضخمة بمفرده تقريبًا. 

لقد كنا بعيدين جداً عن بعضنا البعض، نعم. ولكن مع ذلك، لم أكن وحدي في هذا العالم.

“يبدو أن هناك حوالي عشرين منهم …”

“روكسي…أرجو أن ترشديني للطريق…”

“حسنًا، اسمي سوزان. أنا القائد الفرعي لـ كاونتر آرو، ومحاربة. أقاتل على خط المواجهة”.

 

 

لا أستطع الاستلقاء والموت هنا في مكان مجهول. 

ضغطت قطعة القماش البيضاء على جبهتي حتى لا تلطخها دموعي، واستدرت في كرة وبدأت في البكاء. ولم يمض وقت طويل حتى بدأت أنزف، وكان جسدي يرتعش.

 

وسرعان ما كانت ألسنة اللهب الصغيرة تتراقص فوق الخشب داخل الصندوق المعدني. من المحتمل أن يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تسخن الغرفة بشكل ملحوظ، لكن مجرد التحديق في النار مريح بشكل غريب.

نعم، لا أزال أتألم. ولم يكن هناك جدوى من التظاهر بخلاف ذلك.

أوه. الآن أصبحت الأمور أكثر منطقية بعض الشيء. سوزان لم تدعوني فقط من باب التعاطف. كانت تستخدمني أداة تعليمية. وهذا يفسر سبب إصرارها الشديد. كان من المنطقي أن تختار شابًا أصغر سنًا مثلي إذا كانت تفكر في المستقبل بخمس أو عشر سنوات. بحلول تلك المرحلة، ستكون سارة أكثر خبرة، وقد تجد نفسها تتعاون مع أطفال أصغر سنًا وأقل خبرة.

 لكنني مررت بأسوأ من هذا منذ وقت طويل.

“إنه فقط… لا أعرف! إنه أصغر مني، لكن سلوكه قليل الاحترام…”

لا يمكنك أن تنهار الآن، اللعنة.

” اجعلي اللهب الواسع والمبارك يتقارب تحت أمرتك! أيتها النار المشتعلة، قدّمي لنا هبة عظيمة ومشتعلة! كرة نارية عظيمة! “

 تابع المسير للامام. 

“من قال أنني عابسة؟!” لم يتلاشى غضبي حتى بعد عودتنا إلى نزلنا. لم أرغب في الاعتراف بأن هذا الطفل الغني كان مختلفًا عن الآخرين. 

افعل الأشياء التي عليك القيام بها.

“هممم…” بدت سوزان مستمتعة. ربما ظنت أنني أتيت مبكرًا لأنني كنت وحيدًا سرًا وأتوق إلى التواصل البشري أو شيء من هذا القبيل؟ 

 

وبعد فرارهم من مدارسهم أو قصورهم، يحاولون عادة أن يصبحوا مغامرين.

“…حسنا إذا.”

   سارة

فتحت أمتعتي وأخرجت قطعة قماش مختلفة. لقد كان ذلك تذكارًا لإيريس، الذي كنت أحمله معي طوال هذا الوقت، بغض النظر عن مدى البؤس الذي أشعر به.

قالت سوزان: “سارة، أعتقد أنك أوضحت وجهة نظرك”. 

وبدون كلمة واحدة، ألقيته في موقد التدفئة.

 لقد قُتلت الوحوش، لكن هذا لا يعني أن مهمتنا قد انتهت بعد. لن ينتهي الأمر حتى نوصل الدليل ونقوم ببيع المسروقات.

 

أيضًا، بمجرد أن تتمكن من العمل مع أحمق غير ودود مثلي، سيبدو من الأسهل تحمل الجميع.

   سارة

“نعم، أعتقد.”

لأكون صادقة، لقد قللت من تقديره.

 “آسف لذلك يا روديوس” قال بعد لحظة.

أول ما تبادر إلى ذهني عندما سمعت اسم “جريرات” هو النبيل الذي حكم المدينة التي ولدت فيها. سيطرت عائلة نوستوس غريرات على منطقة ميلبوتس بأكملها. لقد رأيت الرب نفسه مرة واحدة فقط، عندما كنت صغيرة جدًا.

***

 لقد جاء إلى قريتنا مع مجموعة من الجنود لمطاردة بعض الوحوش القريبة. كانت ذكرياتي في ذلك الوقت غامضة جدًا في الغالب، لكنني تذكرت وجهه ذو المظهر الماكر بوضوح شديد. وكان روديوس يشبهه كثيرًا.

أو ربما يقرر تيموثي استراتيجيتهم العامة، وتهتم سوزان بكل التفاصيل؟ وبينما تضع خططهم موضع التنفيذ، يمكنه مراقبة الصورة الكبيرة وتصحيح المسار إذا ابتعدوا كثيرًا عن المسار.

“غريرات” ليس اسمًا نادرًا في مملكة أسورا، بالطبع. لكن معظم الأشخاص الذين يمتلكونه هم إما من النبلاء ذوي الرتبة المنخفضة أو المتوسطة. لن تجد الكثير منهم بين القرويين العاديين أو سكان المدينة. في الواقع، عامة الناس عادة ليس لديهم اسم عائلة على الإطلاق.

عندما عدنا نحن الستة إلى نقابة المغامرين في روزنبرج حاملين العشرات من الجلود، قوبلنا بنظرات غير ودية من السكان المحليين. عمل العديد من المغامرين في مدينة واحدة لسنوات عديدة، أو حتى طوال حياتهم المهنية. 

 أعلم على أنني لا أملك. لقد ولدت لصياد وزوجته، وكان اسم “سارة” هو كل ما يمكنهم تقديمه لي. كان لأمي وأبي أسماء فردية فقط أيضًا.

 

باختصار، كان من الواضح أن “روديوس غريرات” كان طفلاً ثريًا. كان يرتدي رداءً رخيصًا ويترك شعره ينمو بشكل جامح في محاولة لإخفاء نفسه كمغامر عادي، لكن تلك العصا باهظة الثمن التي كان يحملها كانت تفضحه. يمكنك عمليا أن تشم رائحة الجهل عليه.

“حسنا إذا. لماذا لا أساعد تيموثي في تقليل أعدادهم بعد إبطائهم؟”

لماذا يترك ابن أحد نبلاء أسورا بلاده وراءه ويتوجه إلى المناطق الشمالية، من بين جميع الأماكن؟

وبدون كلمة واحدة، ألقيته في موقد التدفئة.

وقد أوضحت النظرة على وجهه ذلك بما فيه الكفاية. تحدث الطفل بأدب بما فيه الكفاية، لكنه بدا دائمًا كئيبًا للغاية، وكان موقفه يصرخ فقط “اتركني وشأني”. 

أطلق تيموثي بالفعل كرة نارية عظيمة ثانية في تتابع سريع. كان من المفترض أن يبلغ قطرها مترين، لكنها اندفعت في الهواء بسرعة مذهلة. شاهدت كيف ضربت واحدا من الوحوش.

من المحتمل أنه واجه بعض المشاكل في مدرسته الداخلية الغنية بالأطفال، أو دخل في شجار مع والديه. وبعبارة أخرى، كان يهرب من المنزل.

من المحتمل أنه واجه بعض المشاكل في مدرسته الداخلية الغنية بالأطفال، أو دخل في شجار مع والديه. وبعبارة أخرى، كان يهرب من المنزل.

لم يكن الأمر غير عادي حقًا. لم أتمكن من البدء في فهم ذلك، ولكن يبدو أن بعض نبلاء أسورا الشباب لا يستطيعون تحمل الحصول على كل ما يريدون تسليمه لهم على طبق من الفضة. 

لم يكن الرماة شائعين بشكل خاص في هذا العالم. يمكن للسحرة أن يضربوا من نطاق أكبر ويحدثوا المزيد من الضرر بهجماتهم، وبينما يمكن للساحر استعادة مانا بعد نوم جيد ليلاً، كان رامي السهام محدودًا بسهامه. كلما حملت أكثر، زاد الوزن الذي عليك حمله. لم تكن هذه لعبة RPG حيث يمكنك تخزين عشرات الآلاف من الأشياء في حقيبة ظهرك. بالنسبة للجزء الأكبر، كنت أفضل حالًا في تعلم السحر من القوس.

وبعد فرارهم من مدارسهم أو قصورهم، يحاولون عادة أن يصبحوا مغامرين.

“حسنا إذا. لماذا لا أساعد تيموثي في تقليل أعدادهم بعد إبطائهم؟”

يتم تعليم أبناء النبلاء منذ سن مبكرة جدًا. ينصب التركيز الرئيسي على الأشياء العادية مثل القراءة والكتابة والحساب، ولكن الكثير من العائلات تقوم بتدريب أطفالها على المبارزة بالسيف أيضًا. تعتبر بعض البيوت النبيلة أن السحر أقل أهمية، لكن العديد من الأكاديميات تطلب أيضًا من طلابها تعلم تعوذات المبتدئين.

“هل تريد مني أن أطلق عليك في الظهر أم ماذا؟”

إذًا لديك هؤلاء الأطفال الذين اكتسبوا بعض المهارات القتالية الأساسية، ثم يبدأون في تعلم القليل عن العالم الخارجي في أكاديمياتهم. عند تلك النقطة، ولأي سبب كان، يقرر الكثير منهم القفز من رحلتهم السهلة في الحياة.

من السهل جدًا الحصول على وظيفة من المرتبة A، حقًا …

 إنه شائع بشكل خاص عند الأولاد في عمر روديوس. لقد كنت في مهمة حراسة لأطفال مثله عدة مرات من قبل، على الرغم من أن أياً منهم لم يكن شجاعاً بما يكفي لمحاولة مغادرة أسورا. لم يستمر الأغلبية إلا في وظيفة أو اثنتين قبل أن يشعروا بالخوف ويعودوا إلى حيث أتوا. بالطبع، من حين لآخر، يتبين أن أحدهم لديه بعض الموهبة الفعلية ويصبح مغامرًا حقيقيًا، لكنني لم أقابل واحدًا من قبل.

“همف. لا يبدو أن تلك الوظيفة كانت تمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة له،

اعتقدت أن روديوس كان مجرد طفل آخر من هؤلاء الأطفال الأغنياء. ولقد كرهت دائمًا هؤلاء الأطفال. لقد ولدوا في منازل ثرية وحصلوا على تعليم ممتاز. يمكنهم العيش في رفاهية ولا يضطرون إلى العمل أبدًا. إن التفكير في أشخاص مثل هؤلاء يحاولون أن يصبحوا مغامرين جعلني أشعر بالغضب.

لسوء الحظ، أسقطت سارة كل أفكاري واحدة تلو الأخرى. “أنت لا تعرف كيف يقاتل سوزان وباتريس بعد! نحن لسنا بحاجة لك ضربهم عن طريق الصدفة! فقط ابق في مكانك!”

ربما لن يزعجني الأمر كثيرًا إذا كانوا ملتزمين بالفعل. لكن حسب تجربتي، فإنهم ليسوا مستعدين أبدًا للمخاطرة بحياتهم كما نفعل كل يوم. 

كان أعضاء كاونتر آرو الأربعة ذوو التصنيف B من المحاربين القدامى، نعم، لكن سارة تميزت بموهبتها المطلقة. لقد رأيتها وهي تسقط وحشًا تلو الآخر باستخدام سهام موضوعة بشكل مثالي، حتى من مسافة بعيدة. كان وعيها وخفة حركتها في ساحة المعركة من الدرجة الأولى، ولم يبدو أنها تخطئ أبدًا. عندما يتعلق الأمر بالقتال، كانت بالفعل على مستوى مغامر من الدرجة A.

عندما يقوم أحد الوحوش بضربهم، أو عندما يكون عضو آخر في مجموعتهم في خطر، فإن الأطفال الأثرياء دائمًا يلتفتون ويهربون.

 

والسبب في ذلك بسيط بما فيه الكفاية: لا يزال لديهم مكان يهربون إليه. عندما تصبح الأمور قبيحة أو مخيفة للغاية، يمكنهم دائمًا العودة إلى المنزل. حتى عندما يحاولون أن يصبحوا مغامرين، لديهم دائمًا تلك الخطة الاحتياطية مخبأة في زاوية أذهانهم.

ربما لن يأتوا حتى الظهر؟ قد يكون من المنطقي المغادرة متأخرا إذا قررت الوصول إلى وجهتك في وقت محدد. لكن مرة أخرى، أخبرتهم بالنزل الذي كنت أقيم فيه. لو أنهم حددوا موعدًا مختلفًا للمغادرة، ألم يكن من الممكن أن يتواصلوا معي؟

 ولا يخطر ببالهم حتى أن البعض منا ليس لديه هذا الخيار. إنهم لا يدركون حتى أن بعض الناس عليهم قضاء بقية حياتهم كمغامرين. وهم يجروننا إلى ألعابهم الصغيرة التي لا طائل من ورائها، ولا يفكرون أبدًا فيما يمكن أن يحدث لنا إذا تعرضنا لإصابات خطيرة بما يكفي لخسارة مصدر رزقنا.

 “حسنًا إذن” قال تيموثي  “هيا بنا نبدأ.”

لقد افترضت أن روديوس كان مجرد أحد هؤلاء الأطفال عديمي الفائدة. صدمتني تلك القصة عن والدته المفقودة في البداية، لكن بعد فترة قصيرة، بدأت أعتقد أنها ربما كانت كذبة. بدا من المرجح أنه أراد فقط إثبات مدى “اختلافه” و”تميزه” من خلال اللعب كمغامر في الأراضي الشمالية، بدلاً من أسورا. 

كما أن التسلسل القيادي الصارم يمكن أن يكون هشًا نوعًا ما. بمجرد أن يعصي شخص ما أمرًا واحدًا، ينهار الأمر برمته. لكن مع إعداد كهذا، من الممكن أن يتدخل تيموثي لتجاوز سوزان إذا سارت الأمور بشكل خطر

اعتقدت أنه سيهرب إذا أصبحت الأمور محفوفة بالمخاطر قليلاً. لذا حاولت أن أبقي دوره في فريقنا عند الحد الأدنى، على أمل أن أمنعه على الأقل من تخريبنا.

“حسنًا، أنت لا تستخف بنفسك أليس كذلك؟ هذا واضح إلى حد ما. أعني أنك أول ملقي صامت رأيته منذ أستاذي في الأكاديمية. “

لأكون صادقًا، لقد قللت من تقديره.

“انتظري ماذا؟ هل ستحلون الفريق أم ماذا؟”

بدلاً من الهرب للنجاة بحياته، قام بمسح تلك المجموعة الضخمة بمفرده تقريبًا. 

باختصار، كان من الواضح أن “روديوس غريرات” كان طفلاً ثريًا. كان يرتدي رداءً رخيصًا ويترك شعره ينمو بشكل جامح في محاولة لإخفاء نفسه كمغامر عادي، لكن تلك العصا باهظة الثمن التي كان يحملها كانت تفضحه. يمكنك عمليا أن تشم رائحة الجهل عليه.

من الواضح أنه كان ساحرًا متقدم أو حتى ساحر بمسوى قديس، لسببٍ ما، أخفى ذلك عنا.

***

هذا أزعجني أكثر. لم يكن هناك من ينكر أنه أنقذ مجموعتنا، لذلك شكرته. لكنني مازلت لا أشعر بالامتنان بشكل خاص.

“دعونا نتوجه إلى الحانة جميعًا. أنا سأدفع!

“هيا يا سارة. إلى متى ستظلين عابسة؟”

لم أكن متأكدًا من مدى سرعة ركض اللوستر غريزلي، لكن لدينا أفضلية تمركزية. يمكنني إبطاء هجومهم من خلال وضع الحمأة في مكان جيد، وبما أننا حصلنا جميعًا على بعض الراحة مسبقًا، كان لدى تيموثي وباتريس وميمير الكثير من القوة للعمل بها.

“من قال أنني عابسة؟!” لم يتلاشى غضبي حتى بعد عودتنا إلى نزلنا. لم أرغب في الاعتراف بأن هذا الطفل الغني كان مختلفًا عن الآخرين. 

“أوه. صحيح. اعتذاري.”

لا يزال أرستقراطيًا، وأنا كنت أكره الأرستقراطيين. 

“من دواعي سروري مقابلتك. أنا تيموثي، ساحر. تخصصي هو السحر الهجومي، وأنا أقاتل في الخط الخلفي. من الناحية الفنية، أنا أيضًا زعيم هذا الفريق. “

“ماذا حدث لك مؤخرًا يا سوزان؟ لماذا تستمرين في الاعتناء بهذا الرجل؟ “

“سعيد بلقائك.”

“هيا يا سارة، ماذا كان من المفترض أن أفعل؟ لا ينبغي لطفل صغير في هذا السن أن يسافر بمفرده، أليس كذلك؟ سيترك ذلك طعمًا سيئًا حقًا في فمي إذا قُتل أو شيء من هذا القبيل. أعني هو يبدو وكأنه يستطيع الاعتناء بنفسه، ولكن لا يزال…”

كانت أرجل سارة ترتجف. ولم تكن الوحيدة أيضًا. بدا كل من سوزان وميمير وباتريس وتيموثي وكأنهم يحدقون بالموت مباشرة في وجوههم.

“من يهتم؟ إذا قتل نفسه، فهذا خطأه الغبي! تلك القصة عن والدته يجب أن تكون وهمية، على أي حال. من المحتمل أنه يهرب من المنزل أو شيء من هذا القبيل.”

أعتقد أنهم تعلموا كيفية قياس حجم الناس على مر السنين. هؤلاء الأربعة جيدون جدًا في الاستفادة الكاملة من كل الأدوات والموارد المتاحة لهم.

“سارة، أعلم أنك لا تريدين الاعتراف بذلك، لكن من الواضح أنه يقول الحقيقة. لا تتظاهري بأنك لا تعرف ذلك.”

 

سوزان لم تكن مخطئة. لو كان روديوس يكذب، لما وقف معنا. لم يكن لينهار ويبكي وسط نقابة المغامرين. أعرف ذلك كثيرا.

من الصعب تحديد ذلك دون وجود أي ساعات، لكن ربما الوقت الأن حوالي الرابعة صباحًا. ربما لا يزالون نائمين.

أعرف أن ما قاله صحيح. لقد كان بالفعل ضحية لحادثة النزوح في فيتوا. لقد أمضى سنوات في تعلم السحر والعودة إلى المنزل، ليجد أن منزله قد اختفى. 

أوه. الآن أصبحت الأمور أكثر منطقية بعض الشيء. سوزان لم تدعوني فقط من باب التعاطف. كانت تستخدمني أداة تعليمية. وهذا يفسر سبب إصرارها الشديد. كان من المنطقي أن تختار شابًا أصغر سنًا مثلي إذا كانت تفكر في المستقبل بخمس أو عشر سنوات. بحلول تلك المرحلة، ستكون سارة أكثر خبرة، وقد تجد نفسها تتعاون مع أطفال أصغر سنًا وأقل خبرة.

لقد شرع حقًا في البحث عن والدته المفقودة. لم تكن مجرد قصة تنهد. بالفعل . والآن بعد أن عملت مع الطفل، كنت متأكدًا تمامًا من كل ذلك.

لقد افترضت أن روديوس كان مجرد أحد هؤلاء الأطفال عديمي الفائدة. صدمتني تلك القصة عن والدته المفقودة في البداية، لكن بعد فترة قصيرة، بدأت أعتقد أنها ربما كانت كذبة. بدا من المرجح أنه أراد فقط إثبات مدى “اختلافه” و”تميزه” من خلال اللعب كمغامر في الأراضي الشمالية، بدلاً من أسورا. 

ومع ذلك، كان جزء مني يريد بشدة أن يصفه بالمحتال. أعتقد أن هناك شيئًا ما في روديوس لم أستطع تحمله. أو ربما كان من المهين للغاية أن أواجه حقيقة أن طفلاً غنيًا أنقذ حياتي.

“أنت لن تبطئهم حتى يا فتى!”

“همف. لا يبدو أن تلك الوظيفة كانت تمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة له،

“آه، آسفة…” تراجعت سارة قليلاً عندما وبختها سوزان. انطلاقًا من النظرة التي أطلقتها في اتجاهي، لم تكن تخطط للاعتذار. بمجرد أن انتهينا من اجتماع المجموعة، استلقت لتأخذ قيلولة ونامت على الفور تقريبًا.

على أي حال. أنا متأكد من أنه سوف يتراجع ويركض في اللحظة التي يكون فيها في خطر حقيقي . متجاهلاً بشدة كلمات سوزان، واختبأت في السرير وأدرت ظهري لها.

من المحتمل أنه واجه بعض المشاكل في مدرسته الداخلية الغنية بالأطفال، أو دخل في شجار مع والديه. وبعبارة أخرى، كان يهرب من المنزل.

لسبب ما، شعرت بالإحباط بشكل لا يصدق

بهذه الفكرة، سمحت للجمهور أن يحملني بينما كان يتجه نحو أقرب حانة.

-+-

الفصل 2: اللوستر جريزلي  

ترجمة نيرو – استمتعوا~

 

تبقت 1930 ذهبة

“آه، ليس حقًا…” كان زعيم ديد إند أحمق عديم الفائدة من البداية إلى النهاية. الرجل الذي سمينا الفريق تيمنا به كان رجلاً أفضل بكثير بكل المقاييس. 

لقد شرع حقًا في البحث عن والدته المفقودة. لم تكن مجرد قصة تنهد. بالفعل . والآن بعد أن عملت مع الطفل، كنت متأكدًا تمامًا من كل ذلك.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط