نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 75

الفصل 3: روديوس كواغماير

الفصل 3: روديوس كواغماير

الفصل 3: روديوس كواغماير

 

عندها فقط، انتهى المسار الذي كنا نتبعه فجأة. لقد خرجنا إلى مساحة كبيرة مفتوحة، مضاءة بشكل ساطع لدرجة أننا شعرنا وكأننا عدنا إلى الخارج. “رائع…”

“هف …هف…”

بعد أن استرخيت قليلاً، بدأت في تخفيف قبضتي عن عصاي… “يا للحماقة! إنهم يهجمون!”

بينما أركض في شوارع روزنبرج ألهث بهدوء في ظلمة ما قبل الفجر. رأيت أنفاسي تتطاير في الهواء، كانت الطرق مغطاة بطبقة من الصقيع بالكاد مرئية. لذا فإن كل خطوة أخطوها كانت مصحوبة بـ “قرع” طفيف وطقطقة تحت قدمي.

كان كلا الجرويين يقفزان بسعادة في تلك اللحظة، لذلك توقفت مؤقتًا لمداعبتهما قليلاً. لقد حرصت دائمًا على إنهاء جولاتنا بتدليك لطيف وشامل. 

 عندما سقطت في تفكيري أثناء الركض، بدت المدينة وكأنها تتدفق أمامي من تلقاء نفسها.

“هيا يا سول. إعطه قسطا من الراحة بالفعل.” بينما انحنى سولدات إلى الأمام لمواصلة صراخه، أمسكه أحد أصدقائه الذي كان يراقب من الخلف من كتفيه وسحبه إلى الخلف.

“أوه…” أخيرًا تباطأت حتى توقفت عندما وصلت إلى نزلي.

ومع ذلك، أنا لم أكن أنوي تغيير سلوكي لمجرد أنها وجدته “مثيرًا للشفقة”. لقد قررت بالفعل الالتزام بموقف مهذب مؤلم في المستقبل القريب.

 

في هذه المرحلة، عبس سولدات وأخرج إصبعه نحو تيموثي. “الحق يقال…! أنا لا أحب وجهك، يا رجل. أنت تبتسم كثيرا، اللعنة! مثير للشفقة! تترك رجلاً يلكمك بدلًا من الرد، ثم لا تشتكي حتى؟ أنا أكره هذا النوع من القرف. ربما كنت تحاول تهدئة الأمور! حسنا! لكن في بعض الأحيان، يجب على الرجل أن يقاتل !”

نظرت للأسفل وأنا أتنفس بصعوبة وتمتمت “هل أعجبكم الجري اليوم يا أولاد؟” إلى أفخاذي المرتجفة. بالمناسبة، لقد قمت مؤخرًا بتسمية ساقي اليمنى “تيندالوس” وساقي اليسرى “باسكرفيل”. أردت أن ألهمهم أن ينموا بسرعة وذكاء مثل زوج من كلاب الصيد.

 

“أوه نعم؟ هيه. اولاد جيدون. اولاد جيدون!”

 

كان كلا الجرويين يقفزان بسعادة في تلك اللحظة، لذلك توقفت مؤقتًا لمداعبتهما قليلاً. لقد حرصت دائمًا على إنهاء جولاتنا بتدليك لطيف وشامل. 

ومع ذلك، لم أشعر حقًا برغبة في الانضمام إلى جوقة الشكاوى. لم أكن من أشد المعجبين بالحديث التافه عن الأشخاص خلف ظهورهم، خاصة أنني كنت شخصًا سيئًا في حياتي السابقة. 

سحر الشفاء غير وارد. من المؤكد أن التعاويذ يمكن أن تخدر آلام العضلات، لكنها لا تستطيع أن تنقل امتناني. 

في هذه الأيام، كل ما علي فعله هو إبداء رأيي عندما يُطلب منه ذلك. لقد كان دورًا مختلفًا تمامًا عن الدور الذي لعبته في ديد إند. ليس لدي أي سلطة في هذه المجموعة. لقد كنت غريبًا حقًا. يمكنني فقط أن أقول ما أفكر فيه، ثم يقوم شخص آخر بإجراء القرار. لا إجهاد.

” كان هذا جهدًا رائعًا يا رفاق” همست، وأنا أضغط بلطف على ساقاي  بين أصابعي.

 كنا نبحث بشكل أساسي عن الخفافيش العملاقة، والخلد ذات العيون الحمراء والأطياف وغيرها.

كلما أظهرت المزيد من الحب لهذين الاثنين، كلما زاد الحب الذي سيقدمونه لي في المقابل. عضلاتي، على الأقل، لن تخونني أبدًا. 

لقد كانوا فريق القائد*، وهم مجموعة مغامرين من الرتبة S. مجموعة ذات كفاءة عالية مرتبطة بعشيرة ثاندربولت البارزة. لقد سمعتهم يطلقون عليهم أقوى فرقة في مدينة روزنبرج بأكملها.

 

وحتى ذلك الحين، لم تكن هناك حاجة لقتلهم. إذا سببنا القليل من الضرر، فسيغيرون مسارهم بسرعة كافية. بعض الحيوانات تصبح أكثر خطورة وعدوانية عندما أصيبت، ولكن لحسن الحظ، تفضل هذه السحالي الهروب للنجاة بحياتها.

لقد ردوا دائمًا عاطفتي بالمثل. بالطبع، سوف تنهار علاقتنا بسرعة إذا آذيتهم بشدة أو توقفت عن الاهتمام بهم. 

إذا لم يكن هناك شيء آخر، فإن روديوس لم يحبطنا أبدًا بهذه الطريقة. لقد كان دائمًا يعامل تيموثاوس والآخرين باحترام حقيقي. 

علي أن أعاملهما بأقصى قدر من العناية.

وبما أن هدفنا كان جمع حراشف سنو درايك، فقد بدأت بالسؤال عنها. اتضح أن سنو درايك كان وحشًا يتم العثور عليه فقط حول هذه الآثار المحددة، على الأقل في هذه المنطقة.

 فإذا أوقعت نفسي في فوضى حقيقية، ستصبح روابطنا هذه لا تقدر بثمن.

“لا تقف هناك فحسب أيها المعتوه!” صرخت سارا، وأعادتني إلى الواقع. ” قاتل أيضًا!”

” لا تقلقا لم أنساكما ”

عبست سارا بغضب. “أنت دائمًا متردد جدًا بشأن هذا الأمر. إذا كنت لا تريد أن تأتي، يمكنك فقط أن تقول ذلك. ليس الأمر كما لو أننا نطلب مساعدتك أو أي شيء آخر. “

الآن بعد أن انتهيت من ساقي، حولت انتباهي إلى ذراعي.

من المفترض أن الأشخاص العاملين في هذا الفرع سمعوا أنني “فقدت” فرقتي وأني أبحث يائسًا عن والدتي. كان لدي شعور بأنهم كانوا يتعاملون معي بسهولة بدافع التعاطف. 

أصبحت يميني الآن “هالك” ويساري “هرقل”. كنت آمل أن يشجعهم هذا على النضوج ليصبحوا زوجًا من الوحوش القوية. لقد حرصت على إعطاء هؤلاء الأولاد بعض الاهتمام بعد ساقاي.

“بصحة الجميع!” 

كساحر، لم يكن علي الاعتماد على قوة ذراعي في كثير من الأحيان، لكنها مفيدة من حين لآخر. يستخدم الناس أذرعهم في كل أنواع الأشياء؛ إذا لم تعمل على تقويتها على الإطلاق، فسوف تندم عليها عاجلاً أم آجلاً.

“أعتقد أنني أملك فكرة تقريبية عما حدث هنا”، واصل بتنهيدة صغيرة، مبتسمًا بلطف للرجل الذي قام بلكمه للتو.

إن هالك وشقيقه غيورين للغاية، وبفضل علاقاتهما الممتازة، سيعرفان على الفور ما إذا كنت أخطط لإهمالهما. آخر شيء أحتاجه هو أن يبدأ الأولاد في العبوس. 

 

 

“ناه. يبدو أن عمر هذه خمسة أو ستة أيام “

“حسنًا، لنجرب مائة تمرين ضغط. نبدأ من الأعلى… “

لقد ابتسمت  أمامي. ليس أفضل شعور في العالم. 

تمددت على الأرض ووجهي للأسفل وبدأت في رفع وخفض جسدي بوتيرة مريحة. بعد الوصول إلى رقم عشوائي لم يكن هو الشيء المهم هنا بالطبع فالهدف تدريب عضلاتي. سرعان ما صار هالك وهرقل يرتجفان من الفرح. تمتمت بكلمات التشجيع ودفعتهما بقوة أكبر.

“ادخلوا التشكيل!” صرخت سوزان على الفور. “اتركوا هذا لخطنا الخلفي!”

لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي، لكنه كان صعباً عليهم أيضاً. ومع ذلك، فإن ذكريات كفاحنا المشترك ستقربنا من بعضنا البعض، وتجعلنا أقوى.

هل كان يعتقد أنه يستطيع قتلنا جميعًا بسهولة والإفلات من العقاب؟ هذا الرجل متعجرف جدًا.

“فيوه… حسنًا، ها نحن ذا. عمل جميل يا شباب… “

الآن بعد أن انتهيت من ساقي، حولت انتباهي إلى ذراعي.

بمجرد أن انتهيت، قمت بتدليك عضلاتي المؤلمة ووضع الثلج عليها بينما قدمت لهم بضع كلمات امتنان. بدا كل من هالك وهرقل راضين. من الواضح أنني كسبت لنفسي بعض نقاط المودة الإضافية اليوم. تمرين قوي آخر قد تم. ممتاز.

“لماذا لا تأتي إلى الحفلة اللاحقة لمرة واحدة؟”

بعد تنظيف نفسي جيدًا في الحمام، صليت صلاتي المعتادة أمام المذبح الذي نصبته في إحدى زوايا غرفتي.

“حسنًا، على أية حال، لقد عدنا قطعة واحدة، ولدينا الكثير من النقود في محافظنا. هذا هو ما يهم إذا سألتني!” أعادت كلمات سوزان البسمة إلى وجه الجميع، على الأقل للحظة.

 “حسنًا، إذن… من فضلك اعتني بي اليوم يا معلمة.”

 

أخرجت أثري المقدس من ضريحها، وطويتها بعناية ووضعتها في جيبي. في العادة، إزالة مثل هذه القطعة الأثرية من مثواها سيكون عملاً من أعمال التجديف، لكنني لا أستطيع المخاطرة بسرقتها. كان من المنطقي عدم ترك أي أشياء ثمينة حقًا في غرفة مستأجرة

“… روديوس!”

“حسنا. نأمل أن تكون هناك مهمة لائقة أو اثنتين على اللوح…”

 عندما سقطت في تفكيري أثناء الركض، بدت المدينة وكأنها تتدفق أمامي من تلقاء نفسها.

بعد أن غيرت عباءتي، غادرت النزل خلفي وتوجهت هناك

“جاه!” التفت للخلف وأشرت بيدي إلى السنو درايك. هذه الأشياء هي سحالي أليس كذلك؟ وكيف تقتل سحلية؟ هل البرد الشديد سيعمل؟ ربما سوف يبطئهم، على الأقل!

لقد مرت عدة أشهر منذ وصولي إلى هذه المدينة. بصرف النظر عن استئناف تدريباتي البدنية، كنت أعمل على ترسيخ نفسي كمغامر، متبعًا خطتي الأولية.

 أليس هذا صحيحا، روكسي؟

 

 “فهمت.”

“مهلا، كواغماير*! شكرا مرة أخرى لمساعدتك في ذلك اليوم!” <لأنه يستخدم تعويذة مستنقع الحمأ كثيرا فسموه كواغماير(مستنقع)>

وبطبيعة الحال، كان تأمين هذه الحراشف يعني اقتحام أراضي بعض المخلوقات القوية جدًا دون دعوة. لم تكن لدينا أي نية لشن هجوم على عش سنو درايك، لكن هذه الآثار كانت موطنًا للعديد من الوحوش الأخرى… وبينما كان الدرايك سهلي الانقياد في العادة، بإمكانهم دائمًا أن يقرروا مهاجمتنا من العدم. 

“من الجميل دائمًا الاعتماد عليك يا فتى.”

وهذا وضع أغلبية قوية من الفرقة إلى جانب سوزان. بصراحة، فضلت فكرة الهروب. لكن على عكس الآخرين، لن أواجه أي عواقب لفشلي في هذه المهمة. 

“نعم، توقيتك مع تعويذات الدعم تلك أمر رائع حقًا. أعتقد أنني تعلمت شيئًا أو اثنين.”

لقد سكتت لحظة. على الرغم من أنني وصفت نفسي بأنني غير حاسم، إلا أنني في الواقع اتخذت قراري بشأن هذا الأمر. لسبب ما، أردت فقط أن أتصرف وكأنني غير متأكد.

بعد أخذ كل الأمور بعين الاعتبار، شعرت وكأنني بدأت بداية جيدة جدًا. 

مملكة رانوا، هاه؟ أعتقد أنه من المحتمل أن ينتهي بي الأمر بالذهاب إلى هناك بنفسي في النهاية…

“يجب أن أشكركم جميعًا. لقد كنت فقط أساعدكم قليلاً. سارت الأمور على ما يرام فقط بسبب مواهبكم. “

لقد تراجعت، رغم ذلك. في مثل هذه الأوقات، كان زعيم الفرقة يتولى عادة الحديث نيابة عن المجموعة بأكملها. لقد كان خطأي نوعًا ما أننا التقينا ببعضنا البعض، لأنني كنت بطيئًا جدًا في الهرب، لكن لم يكن من حقي أن أقول أي شيء.

“هيه. أنت متواضع جدًا يا فتى! بعد كل العمل الذي قمت به، كنت أتوقع بعض الكلام التافه.”

“مهلا، كواغماير*! شكرا مرة أخرى لمساعدتك في ذلك اليوم!” <لأنه يستخدم تعويذة مستنقع الحمأ كثيرا فسموه كواغماير(مستنقع)>

“اللعنة، لك الحق في دخول فرقتنا إلى الأبد إذا أردت ذلك.” 

“حسنًا، إنهم ليسوا مثلنا، تعلمون؟ ربما هذا أكثر ملاءمة لهم، بطريقة أو بأخرى.”

“آه، حسنًا، أنا-“

عندما قضي على الفريق الأول، دفعت رواية الناجي من عش السنو درايك النقابة إلى رفع الوظيفة من الرتبة B إلى الرتبة S. بينما تراجع الجميع في روزنبرج، تولى فرقة القائد ذات التصنيف S (الذي يركز عادة على استكشاف المتاهات) المهمة بجرأة.

“يا! ليس من المفترض أن نقوم بتجنيده، أتذكرين؟”

ومع ذلك، لسبب ما، وجدت أنه من الصعب رفض كاونتر آرو.

“عفوا خطأي.”

من الواضح جدًا أن جزءًا مهمًا من القلعة يقع أمامنا.

 “أهاها…”

“استعدوا للقتال جميعاً !” صاحت سوزان. “ادفعوا الأكياس إلى الجانب!”

 لا أزال أعمل بشكل أساسي كمغامر منفرد. كلما رأيت فرقة تناقش ما إذا كان ينبغي عليهم تولي مهمة صعبة، كنت أقترب منهم وأعرض عليهم خدماتي كمرتزق. خلال الأشهر القليلة الماضية، قمت بمساعدة العديد من المجموعات المختلفة. 

“لدي شعور سيء بشأن هذا يا رئيس …”

كان السعر الذي طلبته هو عُشر المكافآت المالية، بالإضافة إلى خصم بنسبة خمسين بالمائة على أي غنيمة يمكنني حملها. من الواضح أن نقابة المغامرين استاءت من هذا النوع من الترتيبات المؤقتة، لكنني لم أخالف أي قواعد فعلية، وحتى الآن، كانوا يسمحون لي بالاستمرار.

“كهف إلبرون؟! ماذا؟! هذا يوم كامل بعيدًا عن هنا!” صاحت سوزان. 

من المفترض أن الأشخاص العاملين في هذا الفرع سمعوا أنني “فقدت” فرقتي وأني أبحث يائسًا عن والدتي. كان لدي شعور بأنهم كانوا يتعاملون معي بسهولة بدافع التعاطف. 

بعد أن غيرت عباءتي، غادرت النزل خلفي وتوجهت هناك

إذا انتقلت إلى مدينة جديدة، فربما أحتاج إلى البدء في الانضمام إلى الفرق التي أمل بها على أساس مؤقت. ومع ذلك، في الوقت الحالي، ما زلت غير مرتاح لفكرة إضافة اسم فرقة جديدة إلى أسفل بطاقتي – حتى لبضعة أيام.

 

“على أية حال، إحضارك معنا يا فتى كان قرارا رائعا. أتطلع للعمل معك مرة أخرى!”

وعلى طول الطريق يوجد  المكان الذي أتينا إلى هنا لزيارته : هيكل ضخم يشبه الحصن، منهار في بعض الأماكن ولكنه سليم من الناحية الكلية.

 

“إنهم يقضون كل وقتهم في الزحف حول المتاهات! لديهم بعض الأعصاب ويتصرفون مثل مجموعة من الأبطال الآن. إذا جاءت مجموعة من السنو درايك بالفعل نحو روزنبرج، لكان الجيش قد أرسل قوة لمحاربتهم!

كانت استراتيجيتي العامة هي التصرف بطريقة متواضعة وودية، مع جعل وجودي محسوسًا في القتال. لقد كانت تعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية حتى الآن. كان اسمي معروفًا نسبيًا في جميع أنحاء روزنبرج في هذه المرحلة.

المسار الذي نتبعه ضيق جدًا لدرجة أنه كان من الصعب جدًا محاربة سرب حقيقي من الأعداء. إذا بدأت الوحوش تهاجمنا بشكل متكرر، فقد يتعين علينا التفكير في الانسحاب… حتى لو كانت متمركزة فقط في أجزاء قليلة من الكهف.

“كواغماير!” ناداني صوت بينما كنت أسير في الغرفة. “أوه، إنه كواغماير!” صاح آخر.

بما أن هذا الشيء نشط إلى هذا الحد في مثل هذا البرد القارس، فلا بد أن يكون قاسيًا بشكل ملحوظ، حتى بالنسبة لوحش.

 “تعال وساعدنا يا رجل! نحن على وشك الخروج!”

لم تتمكن سهام سارا من اختراق حراشفهم، ولم يكن سحر تيموثاوس قويًا بما يكفي لقتلهم. لم تكن هجمات سوزان وباتريس تسبب لهم اي ضرر حقيقي.

“شكرًا على العرض يا رفاق، لكنني أتجول اليوم فقط.”

الصرخات لا تزال بعيدة. إذا كانت المجموعة متجهة نحونا، فمن المحتمل أنها قادمة من هذا الاتجاه… ولكن لسبب ما، شعرت أنني أستطيع سماعهم من خلفنا أيضًا.

بعد التفكير مرة أخرى، ربما لم يكن اسمي الحقيقي معروفًا جيدًا.

لم أرد. 

يبدو أن معظم الناس يعرفونني بلقب “كواغماير”. لقد كان الأمر مفهومًا، لأنني لم أميل إلى إلقاء أي شيء سوى تلك التعويذة في المعركة.

 لم يكن الأمر غير عادل حقًا، لكنه لم يكن شعورًا رائعًا بمعرفة أنهم سيستفيدون من أولئك الذين تمكنا من قتلهم أيضًا. لسبب واحد، لم نكن لنتعرض للخطر في المقام الأول إذا لم يكونوا موجودين. شعرت أننا نستحق بعض التعويضات بسبب الاضطراب العاطفي أو أي شيء آخر.

 

على أية حال، لقد مر وقت طويل منذ أن رأينا وحشًا.

في بعض الأحيان كنت أستخدم سحر دعم آخر مثل الضباب العميق عندما يتطلب الموقف ذلك.

لم يكن هذا هو الوقت المناسب للعب دور محامي الشيطان. لي رأيي ولكني سأحتفظ به لنفسي.

على أية حال، ابتسم معظم المغامرين في هذه النقابة الآن عند رؤية وجهي. يبدو أن القيام بأفضل ما لدي لتقليد تيموثي قد أتى بثماره، ولم يكن من المؤلم أنني قدمت نفسي على أنني ساحر شاب ساذج وملتزم لا يعرف قيمة خدماته. من السهل أن تكون محبوبًا عندما تجعل نفسك مفيدًا.

“صحيح. لقد ولدت في قرية مجهولة هناك، وأمضيت سنوات في مدينة شاريا. قد تعرفونها بسبب جامعة السحر. في النهاية، توجهت إلى أسورا لمتابعة حلمي في أن أصبح مغامرًا عظيمًا… وهكذا انتهى بي الأمر حيث أنا اليوم، رجل أكثر تواضعًا بكثير.”

ومع ذلك، تعرف عليّ الرواد هنا وعرفوا اسمي. بهذا المعدل، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تنتشر بعض الشائعات عني عبر المدينة بأكملها.

أعتقد أنني فزت بهذه الجولة… لا يعني ذلك أنها منافسة أو أي شيء من هذا القبيل.

“مهلا، كواغماير! سنغادر المدينة اليوم. سأرسل لك رسالة إذا سمعت أي شيء عن والدتك هناك، حسنًا؟

بمعنى آخر، لم يكن علينا محاربة هذه المجموعة الكاملة من الوحوش. كل ما علينا أن نقلق بشأنه هو الاثنان أو الثلاثة الذين يهاجموننا مباشرة. 

“أوه. شكرا لك، أنا أقدر ذلك حقا.”

لم أكن متأكدا تماما من السبب. ربما أردت أن أكافئهم على مساعدتي في تحديد بعض نقاط ضعفي.

لقد تمكنت أيضًا من إقناع بعض المجموعات المسافرة مثل هذه المجموعة لإبقاء أعينهم مفتوحة على زينيث عندما يتركون روزنبرج وراءهم. وبشكل عام، كانت الأمور تسير بسلاسة كافية. على افتراض أن والدتي كانت في مكان ما في هذه المدينة، فإنها ستسمع شيئا عني عاجلا أم آجلا.

إذا ظهرت السنو درايك نفسها، سنتراجع إلى الممر أو نختبئ خلف الغطاء. إذا ظهرت الوحوش الأخرى، فسنقوم فقط بتنبيه الآخرين والقضاء عليهم. في هذه الأثناء، سيجمع باقي أعضاء الفريق أكبر عدد ممكن من الحراشف. 

كان هذا افتراضًا كبيرًا بالطبع. لكنني لم أشعر أنني أضيع وقتي هنا في كلتا الحالتين. بمجرد أن اكتشفت روتينًا جيدًا في روزنبرج، بإمكاني بسهولة أن أفعل نفس الشيء بالضبط في مدن أخرى. إذا قفزت من مدينة إلى أخرى، وأنا أتحرك باستمرار شرقًا عبرالأراضي الشمالية، يمكنني نشر الكلمة في جميع أنحاء المنطقة. سأتعثر في زينيث في النهاية.

 كان المكان عبارة عن قلعة تشبه المتاهة، ولم يغلق أيًا من المخارج.

 

حتى في قلعة تحت الأرض مثل هذه، من المفترض أنهم قاموا بموازنة قواتهم مع مجموعة متنوعة من الشياطين، بما في ذلك البعض الذين يمكنهم الطيران والبعض الآخر الذين يمكنهم الزحف على الجدران.

لقد استغرق الأمر مني ثلاثة أشهر للوصول إلى هذه النقطة، لكنني بدأت أخيرًا أشعر وكأنني أحقق بعض التقدم الفعلي. إذا أردت أن أكون دقيقًا، فقد أحتاج إلى قضاء عام أو نحو ذلك في كل مدينة أتوقف فيها. 

نظرت إلى الأمام والخلف وإلى كلا الجانبين، لكنني لم ألاحظ أي شيء يبدو وكأنه تهديد. 

بمعنى آخر، قد يستغرق تنفيذ خطتي وقتًا طويلاً جدًا.

هذا الرجل الغاضب للغاية هو زعيمهم، بطبيعة الحال. كما أتذكر، كان اسمه سولدات هيكلر. من المفترض أنه مبارز ماهر للغاية بأسلوب إله السيف

ومع ذلك… علي أن أستمر في المضي قدمًا، خطوة بخطوة.

“لا تشكرني”، قالت سارا وهي تتجهم قليلاً وتتناول جرعة من مشروبها. “اشكر تيموثي وسوزان.”

 أليس هذا صحيحا، روكسي؟

“آه…نعم، أعتقد أنك على الأرجح على حق. سوزان تخبرني دائمًا بنفس الشيء، في الواقع. يجب أن أضع ذلك في الاعتبار.”

 

“أوه…” الآن بعد أن تذكرت هذا حدث شيء ما أخيرًا استدارت سوزان عند سماع صوتي. حدق الجميع

“انظر. إنه يصلي مرة أخرى!

 

“إتركه وحده. كواغماير مجرد طفل تقي. لقد رأيته وهو يفعل ذلك في منتصف الشارع ذات يوم…”

“حسنا.”

 

ولسوء الحظ، ثبت أن شك ميمير له ما يبرره. تجمعنا نحن الستة في تشكيل محكم، نبحث حولنا عن العدو. الصرخات التي ترددت في الردهة تأتي من مكان أعمق في الأنقاض، وكانت تعلو تدريجياً. في حالة من التوتر وعدم اليقين، تبادلنا النظرات مع بعضنا البعض.

عفوًا. هذا إهمال مني.

 “حسنًا، إذن… من فضلك اعتني بي اليوم يا معلمة.”

في مرحلة ما، مددت يدي إلى جيبي وأحنيت رأسي في صلاة تأملية. طالما أنني أملك آثاري المقدسة، سأكون بخير. 

“…أنت تريد شيئا؟” قالت سوزان، وقد أصبح صوتها بارداً فجأة.

يمكنني تحمل أي شيء يرميه العالم في وجهي. مع مراقبة روكسي لي، لا شيء يمكن أن يؤذيني. 

“بصحة الجميع!” 

أنا لا أقعر. أنا الميكا روديوس، غير القابل للتدمير!

كان كلا الجرويين يقفزان بسعادة في تلك اللحظة، لذلك توقفت مؤقتًا لمداعبتهما قليلاً. لقد حرصت دائمًا على إنهاء جولاتنا بتدليك لطيف وشامل. 

“بففت.”

لم تتمكن سهام سارا من اختراق حراشفهم، ولم يكن سحر تيموثاوس قويًا بما يكفي لقتلهم. لم تكن هجمات سوزان وباتريس تسبب لهم اي ضرر حقيقي.

روديوس كواغماير ؟ أعطني استراحة لعينة.”

وعلى طول الطريق يوجد  المكان الذي أتينا إلى هنا لزيارته : هيكل ضخم يشبه الحصن، منهار في بعض الأماكن ولكنه سليم من الناحية الكلية.

“هذا الطفل مغرور بنفسه …”

الواقع الملموس لذلك يشعرني بقشعريرة طفيفة في عمودي الفقري. عندما كنت أحدق في البحيرة الشاسعة الموجودة تحت الأرض، وجدت نفسي أتساءل عما سيحدث لأي شخص يحاول السباحة هناك.

وبطبيعة الحال، كان هناك أيضًا عدد قليل من الأشخاص الذين لم يفكروا بشكل إيجابي بي.

 

 لكنني لم أكن على  استعداد  لترك ذلك يزعجني، لأنهم لم يتدخلوا بشكل فعال في أنشطتي. وطالما حافظت على موقفي الخاضع والانقيادي، سأحتفظ بأغلبية قوية من النقابة إلى جانبي.

“حسنا إذا. دعونا نجمع حراشفنا ونخرج من هنا “. كانت ابتسامة تيموثي متعبة، وكان خده قد بدأ ينتفخ بالفعل. كل ما يمكنني فعله هو التنهد والإيماءة.

 

وبينما كانوا يندفعون للأمام، وجدت أعينهم المحتقنة مجموعتنا الصغيرة، وتوقفت المجموعة الأولى فجأة قبل أن تصل إلينا. أحصيت ستة منهم.

 في عالم مثالي، سأنجح في نهاية المطاف في الفوز على الأقلية التي تكرهني أيضًا، لكن في الوقت الحالي، كنت أتجنبهم بدلاً من ذلك.

اهدأ يا روديوس. أنت لا تعرف حتى ما يحدث بعد. أي شيء تفعله الآن قد يأتي بنتائج عكسية.

“أوه…” بينما كنت على وشك مغادرة النقابة، وجدت نفسي وجهًا لوجه مع أحد معارفي. لقد كانت سارا، على وجه التحديد.

“آه، لا شيء.”

لقد ابتسمت  أمامي. ليس أفضل شعور في العالم. 

عمود من اللهب اندلع بجانبي على اليسار؛ وتوقف السنو درايك المندفعون بشكل مفاجئ، بدلاً من الركض عبره.

“الى ماذا تنظرين؟”

هذه هي أطلال جالجاو.

“آه، لا شيء.”

الآن بعد أن رأيتهم عن قرب، على الرغم من أنني تعرفت عليهم على الأقل.

علاقتنا لم تتغير كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية. 

جالجاو عبارة عن هيكل ضخم حقًا. فالنظر إليها من مدخلها مذهل إلى حد ما. ربما كان ارتفاع القلعة المدمرة خمسة طوابق، وبعرض مدرسة عادية. 

من الواضح أني حصلت على جانبها السيئ منذ البداية، ولم تبدو نبرة صوتها أقل عدوانية أبدًا.

مما أستطيع أن أتذكره… “أعتقد أنهم كانوا خارجين لإبادة مجموعة كبيرة من السنو درايك التي ظهرت في كهف إلبرون…”

“هل ستعود إلى النزل أو شيء من هذا؟”

استدار تيموثي والآخرون وركضوا بسرعة نحو المخرج. 

” اه نعم . لقد انتهيت من عملي بالأمس، لذلك أخطط للحصول على قسط من الراحة الليلة.

تلك المعركة كانت مقلقة بعض الشيء، لكن على الأقل تمكنت من رؤية تعويذة جديدة للمرة الأولى.

“حسنا. نحن على وشك تولي مهمة جديدة بأنفسنا. هل تريد أن ترافقنا؟”

 “روديوس، هل تعرف شيئا عن هذا؟”

“أوه. همم…”

الصرخات لا تزال بعيدة. إذا كانت المجموعة متجهة نحونا، فمن المحتمل أنها قادمة من هذا الاتجاه… ولكن لسبب ما، شعرت أنني أستطيع سماعهم من خلفنا أيضًا.

لقد دعتني فرقة كاونتر آرو بانتظام للانضمام إليهم في وظائفهم، ربما بسبب أدائي في أول مهمة لنا معًا. لقد عملت معهم أكثر من أي فرقة أخرى. نظرًا لهدفي العام، فإن التعاون المتكرر مع مجموعة واحدة لم يكن فعالًا بشكل خاص.

“أوه. آسف، أنا قادم” قلت، مسرعًا إلى مكاني في التشكل.

 بمجرد أن أنشأت علاقة جيدة مع أحد الأطراف وأخبرتهم عن هدفي، لم تكن هناك فائدة جديدة تذكر من الانضمام إليهم بشكل متكرر.

“ماذا يهم إذا كنا نشرب أم لا؟” قال تيموثي، الشخص الآخر الذي طلب مفس المشروب مثلي. 

“آه… هل ستخرجون غدًا؟” 

من الواضح أني حصلت على جانبها السيئ منذ البداية، ولم تبدو نبرة صوتها أقل عدوانية أبدًا.

ومع ذلك، لسبب ما، وجدت أنه من الصعب رفض كاونتر آرو.

لم يكن الأمر مهمًا حقًا. كل ما كان يهمني هو إخافتهم طالما أقنعتهم بالخروج عن المسار، يمكننا تجاوز هذا الأمر قطعة واحدة.

 

“تبا لك! يعتقد هذا الطفل أنه لا يوجد أحد في العالم يعاني أسوأ منه! لا أعرف ماذا حدث لك بحق الجحيم يا كواغماير، لكنك محبط للغاية! ليس لديك الشجاعة لمواجهة مشاكلك الخاصة! من أين لك أن تتصرف مثل خراء ذئب منفرد، هل تعتقد أن القواعد لا تنطبق عليك أو شيء من هذا؟ حسنا، الأمر وما فيه انك ومع هذا القرف الخاص بك  تثير اشمئزازي!” 

لم أكن متأكدا تماما من السبب. ربما أردت أن أكافئهم على مساعدتي في تحديد بعض نقاط ضعفي.

“حسنا. شكراً جزيلاً.”

عبست سارا بغضب. “أنت دائمًا متردد جدًا بشأن هذا الأمر. إذا كنت لا تريد أن تأتي، يمكنك فقط أن تقول ذلك. ليس الأمر كما لو أننا نطلب مساعدتك أو أي شيء آخر. “

أوه.  هذا كله مجرد تاريخ شعبي، إذن. ومع ذلك بدا الأمر معقولا. لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية بناء قلعة ضخمة كهذه في أعماق الأرض.

وكما هو الحال دائما، كانت لهجة الفتاة باردة. ومع ذلك، شعرت أن موقفها كان أفضل قليلاً مما كان عليه في البداية. العداء الصريح الذي شعرت به منها في البداية لم يعد موجودًا بعد الآن. ليس أننا أصبحنا أصدقاء الآن أو أي شيء …

 

لا يهم، على أي حال. لم أكن بحاجة إلى أن يحبني الجميع في هذه المدينة.

 “صحيح. يمكنك تأكيد ذلك مع النقابة، إذا كنت تريد. “

 “اسف بشأن ذلك. أنا مجرد شخص غير حاسم على ما أعتقد. يأخذ مني الأمر بعض الوقت لاتخاذ قرار بشأن أي شيء“

بمعنى آخر، لم يكن علينا محاربة هذه المجموعة الكاملة من الوحوش. كل ما علينا أن نقلق بشأنه هو الاثنان أو الثلاثة الذين يهاجموننا مباشرة. 

… هل يمكنك التوقف عن الاعتذار عن كل شيء صغير أيضًا؟ إنه أمر مثير للشفقة نوعًا ما.

لم تساعد بقع الجليد على الأرض. علينا أن ننتبه جيدًا لكل خطوة نخطوها لتجنب السقوط على وجوهنا. كنا جميعًا نرتدي أحذية مسننة، لكن في بعض الأحيان لم يكن ذلك كافيًا لمنع قدميك من الانزلاق.

انطلاقًا من النظرة الغاضبة إلى حد ما على وجه سارا، كانت تعبر عن أفكارها الفعلية بدلاً من محاولة إيذاء مشاعري. 

“…لقد انتهى الأمر أخيرًا، هاه؟”

ومع ذلك، أنا لم أكن أنوي تغيير سلوكي لمجرد أنها وجدته “مثيرًا للشفقة”. لقد قررت بالفعل الالتزام بموقف مهذب مؤلم في المستقبل القريب.

“نعم، توقيتك مع تعويذات الدعم تلك أمر رائع حقًا. أعتقد أنني تعلمت شيئًا أو اثنين.”

“توقفي يا سارا،” جاء صوت من المدخل.

 وجدنا مجموعة من السلالم المتهالكة في المنتصف إلى تؤدي الى الطابق الثاني، في نفس الوقت صار جانبي الممر مبطنين بمنحوتات حجرية عملاقة. 

الأعضاء الآخرون لكاونتر آرو قد تبعوا سارا إلى النقابة. كانت سوزان على رأس المجموعة، ويتبعها تيموثي في ثوبه الأحمر. بينما باتريس وميمير في الخلف.

هذا الرجل الغاضب للغاية هو زعيمهم، بطبيعة الحال. كما أتذكر، كان اسمه سولدات هيكلر. من المفترض أنه مبارز ماهر للغاية بأسلوب إله السيف

“حسنًا، أيًا كان،” تمتمت سارا، وعبست وهي تدير وجهها إلى الجانب.

إذا انتقلت إلى مدينة جديدة، فربما أحتاج إلى البدء في الانضمام إلى الفرق التي أمل بها على أساس مؤقت. ومع ذلك، في الوقت الحالي، ما زلت غير مرتاح لفكرة إضافة اسم فرقة جديدة إلى أسفل بطاقتي – حتى لبضعة أيام.

“ماذا تقول يا روديوس؟” سألت سوزان بابتسامة.

مع ذلك، استدار سولدات وغادر. تجاهلنا الأعضاء الآخرون في القائد وتبعوه مرة أخرى إلى أعماق الأنقاض. من المحتمل أنهم سيتعاملون مع الجثث في عش سنو درايكس أولاً، ثم يعودون إلى هنا لجمع كل المواد القيمة.

 “أنت قادم؟”

 “نعم. سوف آتي معكم، إذا كنتم ستأخذونني.”

لقد سكتت لحظة. على الرغم من أنني وصفت نفسي بأنني غير حاسم، إلا أنني في الواقع اتخذت قراري بشأن هذا الأمر. لسبب ما، أردت فقط أن أتصرف وكأنني غير متأكد.

فالبقاء متواضعا هو السبيل الوحيد للمضي قدمت.

 “نعم. سوف آتي معكم، إذا كنتم ستأخذونني.”

وعلى طول الطريق يوجد  المكان الذي أتينا إلى هنا لزيارته : هيكل ضخم يشبه الحصن، منهار في بعض الأماكن ولكنه سليم من الناحية الكلية.

“ًيبدو جيدا! لنختار مهمة اليوم، إذن. “

 

“حسنا.”

لقد اتبعت طريقة أكثر بساطة، حيث رفعت يدي وأحدثت انفجارًا قويًا في الهواء. نظرًا للحجم المعتدل لهذه الخفافيش، اعتقدت أن موجة الصدمة ستكون كافية لتعطيلها. وكما تمنيت، أحدثت الرياح المتفجرة ثقوبًا في أجنحتها؛ كان ذلك كافياً لمنعهم من الطيران بشكل صحيح. عندما شاهدت الخفافيش الباقية على قيد الحياة ترفرف ببطء نحو البحيرة، تنفست الصعداء قليلاً … والتي علقت في حلقي بعد لحظة.

بتجاهلت سلوك سارا السيئ، يكون من السهل العمل مع كاونتر آرو.  أحببت أن أكون حولهم. فسوزان شخص مراع. بينما تيموثاوس حسن الطباع ومؤنس.

 

بينما كبح الرجلان الآخران أنفسهما لكنهما كانا لطيفين بما فيه الكفاية. انها فرقة متوازنة بشكل جيد وقد تعلم أفرادها كيفية إشراكي في استراتيجيتهم، لذلك يسير القتال عادةً بسلاسة كبيرة. 

أومأت برأسي وحذرت عيني بشكل غير مؤكد من وهج سارا. وبمحض الصدفة، انتهى بي الأمر إلى مواجهة نظرة ميمير بدلاً من ذلك.

لقد حاولوا السماح لسارا والمقاتلين في الخطوط الأمامية بالحصول على بعض الخبرة في كل قتال، لذلك اضطررت إلى تقييد إلقائي بعناية، لكنني شعرت أنني أعمل معهم حقا ، بدلاً من مجرد مساعدتهم.

وفي النهاية التقت عيني بأعين المجموعة التي ظهرت من أعماق الأنقاض. كانت المجموعة بأكملها تنظر في اتجاهنا. كان بعضهم يحمل سيوفًا، والبعض الآخر يحمل دروعًا أو عصيًا. 

بمعنى آخر، شعرت وكأنني جزء من الفريق.

“نعم، وأنت محظوظ لأننا فعلنا ذلك. معظم الأطراف كانت ستتركك لتموت.”

“حسنا، لنرى. لدينا روديوس معنا هذه المرة، لذا…”

“لقد انتهينا تقريبًا على أي حال، أليس كذلك؟” قال باتريس.

 “هاي سوز! ماذا عن هذا؟”

كان كاونتر آرو يتولون مهمة أخرى في ذلك الوقت، ولكن… كان سولدات يتسكع متفاخرًا بمهمته التالية، ويعد بإخبار الجميع عن مآثره البطولية بمجرد عودته.

“توقف. وظيفة جمع من الرتبة A؟ أوه، إنهم يريدون مجموعة من حراشف سنو درايك… حسنًا. أنا لا أعرف يا باتريس. يبدو الأمر محفوفًا بالمخاطر بعض الشيء.”

“ألم يكن ميمير معك في تلك المرحلة؟”

“نعم، ولكن لدينا روديوس، أليس كذلك؟ الدفع حسن ايضاً.”

ومع ذلك، يبدو أن أصدقائنا أصحاب الحراشف يتفاعلون بنفس الطريقة تمامًا. لم يسبق لي أن رأيت سحلية تحدق من قبل، ولكن ربما هذا هو شكلها. انفتحت أعينهم على اتساعها، وتجمدوا، وفتحوا أفواههم نصفيا ليهددونا بأنيابهم.

مشاهدة الخمسة منهم يتحدثون عن الأشياء أمام اللوح وضعتني في مزاج حنين قليلا.

“اهدأي يا سوزان،” 

منذ وقت ليس ببعيد، شاهدت إيريس ورويجيرد يجريان محادثات كهذه في نقابات في النصف الآخر من العالم.

مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، ركزت انتباهي على اتجاه عش السنو درايك. يصور التمثال الأخير في الردهة امرأة شهوانية ساقاها متباعدتان – امرأة لا ترتدي سوى بنطال ساخن، وواقي للثدي، وعباءة. 

في ذلك الوقت، كنت أنا من اتخذ القرارات الفعلية…

 

 “… ما رأيك يا روديوس؟”

ومع ذلك، هذا نوعًا ما هو كيفية سير الأمور في هذا النوع من العمل. قلة من المغامرين يمكنهم إنجاز الكثير بدون فرقة. لم أكن جيدًا بمفردي أنا الأخر. عندما تبدأ بالشعور بالغرور، تصبح مسألة وقت فقط حتى يظهر أمامك شخص أفضل منك.

“همم؟ أوه. حسنا. أعتقد أن الأمر يبدو جيدًا بالنسبة لي”.

“على أية حال، إحضارك معنا يا فتى كان قرارا رائعا. أتطلع للعمل معك مرة أخرى!”

في هذه الأيام، كل ما علي فعله هو إبداء رأيي عندما يُطلب منه ذلك. لقد كان دورًا مختلفًا تمامًا عن الدور الذي لعبته في ديد إند. ليس لدي أي سلطة في هذه المجموعة. لقد كنت غريبًا حقًا. يمكنني فقط أن أقول ما أفكر فيه، ثم يقوم شخص آخر بإجراء القرار. لا إجهاد.

عندها فقط، انتهى المسار الذي كنا نتبعه فجأة. لقد خرجنا إلى مساحة كبيرة مفتوحة، مضاءة بشكل ساطع لدرجة أننا شعرنا وكأننا عدنا إلى الخارج. “رائع…”

“حسنًا، أعتقد أننا اتفقنا” قالت سوزان. ” لنأخذ هذه الوظيفة.”

“حسناً” قالت سوزان وهي تصفق بيديها معاً. “هل سنذهب يا رفاق؟” وقف الجميع على أقدامهم، وصارت تعابيرهم جادة مرة أخرى.

وهكذا تم اتخاذ القرار. لم تكن المهمة مختلفة كثيرًا عن تلك التي تناولناها في الماضي، ولكن الحصول على النتائج باستمرار هو جزء من كيفية بناء السمعة. يجب أن أعطي هذا كل ما عندي، تمامًا كما هو الحال دائمًا.

نظرت إلى الأسفل وانتظرت حتى تهب العاصفة. لم يكن هناك أي معنى للدخول في قتال هنا. السماح لسولدات باستفزازي لن يحقق شيئًا.  (كل خرا)

 

يبدو أن معظم الناس يعرفونني بلقب “كواغماير”. لقد كان الأمر مفهومًا، لأنني لم أميل إلى إلقاء أي شيء سوى تلك التعويذة في المعركة.

***

 لم يكن لديه واجب لحمايتنا. لم يكن حتى عضوًا في كاونتر آرو. ومع ذلك، حاول إنقاذنا. لقد حاول أن يشتري لنا الوقت.

 

ربما محاولة مني لتجاهل الصرخات المخيفة التي ترسل الرعشات إلى أسفل عمودي الفقري.

في اليوم التالي، حزمت أمتعتي وتوجهت إلى خارج روزنبرغ مع أعضاء آرو. كنا متجهين إلى موقع أثري قديم يقع على بعد حوالي يومين جنوب المدينة. لم أذهب هناك من قبل.

ثم هنالك السقف.

مقابل ما يستحقه الأمر، فقد أجريت القليل من البحث في الليلة السابقة.

ومع ذلك، كان من النادر جدًا العثور على شخص في هذا العالم لا يشرب الخمر. ربما كان أول مغامر رصين أقابله في حياتي بالتفكير في الأمر.

وبما أن هدفنا كان جمع حراشف سنو درايك، فقد بدأت بالسؤال عنها. اتضح أن سنو درايك كان وحشًا يتم العثور عليه فقط حول هذه الآثار المحددة، على الأقل في هذه المنطقة.

وبينما كانوا يندفعون للأمام، وجدت أعينهم المحتقنة مجموعتنا الصغيرة، وتوقفت المجموعة الأولى فجأة قبل أن تصل إلينا. أحصيت ستة منهم.

 كما يوحي الاسم، كان نوعًا دانيا من التنانين ذو حراشف بيضاء نقية. ليس لديه أجنحة، وكان حجمهم يقترب من ثلاثة الى أربعة أمتار. وبدلاً من التحليق في السماء، كانوا يعششون في أعماق الكهوف والأبراج المحصنة، عادةً في مجموعات كبيرة.

في طريقي كذلك. لم أستطع أن أمنع نفسي من التراجع قليلاً.

السنو درايك مخلوقات قوية، وعادةً ما تجدها في مجموعات، لذلك كانت تعتبر تهديدات من المرتبة S في القتال. لكنهم يكرهون الضوء الساطع، مما يعني أنهم لا يغامروا بالصعود إلى سطح الأرض كثيرًا.

“ينبغي أن نستمر في الجمع كما أعتقد ولكن بسرعة….”

 بالإضافة إلى ذلك، كانوا سهلي الانقياد نسبيًا، ونادرًا ما يهاجمون أي شخص ما لم تتعرض أعشاشهم للتهديد. وبشكل عام، فإن معظم المغامرين لم يفكروا فيهم كخطر عظيم.

مقابل ما يستحقه الأمر، فقد أجريت القليل من البحث في الليلة السابقة.

ربما هم وحوش متقدمة من المرتبة A، في أسوأ الأحوال.

 

إن مهمتنا هذه المرة هي شق طريقنا إلى ديارهم، أطلال جالجاو، وجمع أي حراشف يمكن أن نجدها ملقاة هناك. هذه الحراشف عبارة عن عوازل رائعة وغالبًا ما تُستخدم في البناء، وقد ابتكر سكان هذه المنطقة من العالم جميع أنواع الطرق للوقاية من البرد، وبالنسبة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، كانت حراشف سنو درايك واحدة من أفضل الحراشف. 

بعد التأكد من هذه الحقيقة، سمحت لنفسي بالنوم.

وبصرف النظر عن صلابتها ومتانتها، فقد كانت بيضاء نقية وجميلة، مع لمعان جميل مزرق في الضوء. غالبًا ما تجدهم يبلطون أرضيات غرف النوم في قصور النبلاء المحليين.

“شكرًا على العرض يا رفاق، لكنني أتجول اليوم فقط.”

يمكن أيضًا استخدام الحراشف لصنع الدروع أو التروس. لن تجد العديد من المغامرين العاديين يرتدون قطع كهذه، ولكن قد يكون لدى المحارب القديم المصنف S قطعة أو قطعتين، ومن المفترض أن فرسان دوقية بشيرانت يرتدون دروعا من حراشف سنو درايك. 

“من الجميل دائمًا الاعتماد عليك يا فتى.”

فأقوى الوحوش في هذه المنطقة أقوى من أي شيء آخر على قيد الحياة في هذه القارة.  لذا من السهل أن نفهم سبب رغبة الناس في تصنيع معدات متطورة منهم.

“لا. هذا قبل وقت طويل من تشكيل فرقة كاونتر آرو. لقد حرصت على جعلنا نتدرب على هذا السيناريو. أنا سعيد جدًا لأنني فعلت ذلك.”

وبطبيعة الحال، كان تأمين هذه الحراشف يعني اقتحام أراضي بعض المخلوقات القوية جدًا دون دعوة. لم تكن لدينا أي نية لشن هجوم على عش سنو درايك، لكن هذه الآثار كانت موطنًا للعديد من الوحوش الأخرى… وبينما كان الدرايك سهلي الانقياد في العادة، بإمكانهم دائمًا أن يقرروا مهاجمتنا من العدم. 

ضربت مقذوفتي الحجرية مباشرة أعلى رأس المخلوق، فحطم الجمجمة ورش محتوياتها في كل الاتجاهات.

بدا الجميع على حافة الهاوية بعض الشيء ونحن في طريقنا إلى الجنوب.

“إنه على حق تمامًا”. قال تيموثي وهو يومئ برأسه بلطف “لنحاول ألا نقاتلهم إذا كان ذلك ممكنا على الإطلاق.”

بمجرد وصولنا إلى الأنقاض، قمنا بالتخييم في الخارج وعقدنا اجتماعنا المعتاد لمراجعة الخطة.

وفي النهاية التقت عيني بأعين المجموعة التي ظهرت من أعماق الأنقاض. كانت المجموعة بأكملها تنظر في اتجاهنا. كان بعضهم يحمل سيوفًا، والبعض الآخر يحمل دروعًا أو عصيًا. 

“لقد أحضرت معي سهامًا من عظم الويرم من أجل هذه المهمة، لكنني لست متأكدة من أنها ستجتاز حراشف السنو درايك.”

كانت استراتيجيتي العامة هي التصرف بطريقة متواضعة وودية، مع جعل وجودي محسوسًا في القتال. لقد كانت تعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية حتى الآن. كان اسمي معروفًا نسبيًا في جميع أنحاء روزنبرج في هذه المرحلة.

“همم. أضن أننا يجب أن نحاول مع السم أيضًا. “

 أنا لا أكره روديوس.

“إنهم لا يحبون الضوء الساطع، أليس كذلك؟ هل يمكننا إخافتهم بسحر النار؟”

لكن بالطبع، هذا لا يعني أننا يمكن أن نتخلى عن حذرنا.

“إذا كان ذلك كافيًا لإخافتهم، فلن يكونوا وحوشًا على حدود الرتبة S.”

“انظر، لقد كنت… منشغلاً بكل شيء في الكهف، أليس كذلك؟ لذلك اعتقدت… أنني سأأتي لأضع الأمور في نصابها الصحيح معكم أيها الناس.” لم تكن عيون سولدات مركزة تمامًا، وكان صوته أجشًا بعض الشيء. “أعتقد… لقد أفسدت الأمر هناك. آسف بشأن ذلك. لم أكن أدرك…ماذا كان يحدث، تعلمون؟”

كالعادة، أخذ أعضاء كاونتر آرو الاستعدادات على محمل الجد.

إذا وضعنا هذا الهراء جانبًا… لقد أصبحنا مكتظين للغاية لدرجة أن المضي قدمًا أصبح بالتأكيد أمرًا محرجًا بعض الشيء، لكن هذا الكهف كان ضيقًا جدًا لدرجة أنه لم يكن لدينا الكثير من الخيارات. في الوقت الحاضر، كنا نتحرك في صفوف ضيقة مكونة من شخصين، مع سوزان وباتريس في المقدمة، يليهما ميمير وسارا، وأنا وتيموثي في الخلف.

لقد جمعوا جميعًا المعلومات بأنفسهم، وحاولوا معرفة كيفية تعظيم مساهماتهم. لو كانوا أكثر موهبة قليلاً كأفراد، أو كان لديهم مجموعة كاملة مكونة من سبعة أفراد، فمن المحتمل أن تصل مجموعتهم إلى الرتبة A دون الكثير من المتاعب.

“حسنًا، نحن بخير!” قالت سوزان. ” إل لنعد للتشكيلة جميعا!”

 

“يا إلهي، وابتسامتك مخيفة للغاية! بجدية… هل من المفترض أن هذه ابتسامة ؟ حاول أصعب قليلاً يا فتى! يمكننا أن نرى الازدراء في عينيك!

لأكون صادقًا، كان من النادر العثور على طرف بهذا القدر من الاجتهاد في عملهم. كان معظم الناس يجنحون عن ذلك.

عندما تشترك مجموعة أخرى في قتال ضد مجموعة من الوحوش، يجب على هذه المجموعة فقط أن تأخذ واحدة من الجثث الناتجة بعد ذلك. كان القصد من ذلك أن يكون وسيلة لثني الأطراف عن ارتكاب الأخطاء عمدًا في معارك الآخرين لتأمين حصة من المسروقات.

“أنت لم تقل الكثير روديوس. حاول ألا تفسد خطتنا هناك، حسنًا؟”

مددت يدي اليسرى إلى جيبي وضغطت بقوة على قطعة القماش الموجودة بداخلها. بينما كانت السنو درايك تهاجمني، حاولت أن أجهز نفسي لما لا مفر منه.

“حسنا. سأفعل ما أستطيع.”

 كما يوحي الاسم، كان نوعًا دانيا من التنانين ذو حراشف بيضاء نقية. ليس لديه أجنحة، وكان حجمهم يقترب من ثلاثة الى أربعة أمتار. وبدلاً من التحليق في السماء، كانوا يعششون في أعماق الكهوف والأبراج المحصنة، عادةً في مجموعات كبيرة.

“بجدية، من الأفضل لك. أعني أن أسهمي قد لا تعمل على تلك الأشياء… إذا اقترب أحدهم منك، فقد لا نكون قادرين على مساعدتك…”

 لا أزال أعمل بشكل أساسي كمغامر منفرد. كلما رأيت فرقة تناقش ما إذا كان ينبغي عليهم تولي مهمة صعبة، كنت أقترب منهم وأعرض عليهم خدماتي كمرتزق. خلال الأشهر القليلة الماضية، قمت بمساعدة العديد من المجموعات المختلفة. 

بدت سارا بالتأكيد متوترة بشأن هذا الأمر. يمكنها إطلاق السهام بسرعة ودقة لا تصدق، لكن هذا لم يكن يعني الكثير ضد الأعداء الذين يتمتعون بمثل هذه الدفاعات الطبيعية القوية. 

وانتظرت الآخرين حتى ينتهيوا. أحاول أن أبقي ذهني صافيا.

على الرغم من أنها يمكن أن تجد نقاط ضعف للتصويب عليها، مثل العينين أو الفم، إلا أن الدقة المطلوبة تضعها في وضع غير مؤاتٍ حقًا – خاصة ضد مجموعات أكبر من الأعداء.

“…بجدية؟” بدت سارا مندهشة، على الرغم من أنها هي التي وجهت الدعوة. ربما كانت تخطط لضربي ببعض الإهانة اللاذعة عندما أرفضها.

وبالطبع، كان هناك عدد لا بأس به من الوحوش ذات التصنيف A التي يمكنها تجاهل السهم، أو حتى مراوغته في الجو. كان السنو درايك بالتأكيد في هذه الفئة.

وضعت يديها على وركها… ولسبب ما، كانت هناك سلاسل عليهما. شعرت بالحزن قليلاً لأن رأسها قد سقط في وقت ما على مر القرون.

 لم تكن الوحوش الأخرى التي سكنت هذه الآثار في الغالب تشكل تهديدًا كبيرًا. لكن إذا وجدنا أنفسنا في مواجهة وحش من الفئة A، فمن الصعب معرفة ما إذا كانت سارا قادرة على إحداث الكثير من الضرر. كان ذلك محبطًا بشكل واضح بالنسبة لها.

 بالإضافة إلى ذلك، كانوا سهلي الانقياد نسبيًا، ونادرًا ما يهاجمون أي شخص ما لم تتعرض أعشاشهم للتهديد. وبشكل عام، فإن معظم المغامرين لم يفكروا فيهم كخطر عظيم.

ومع ذلك، هذا نوعًا ما هو كيفية سير الأمور في هذا النوع من العمل. قلة من المغامرين يمكنهم إنجاز الكثير بدون فرقة. لم أكن جيدًا بمفردي أنا الأخر. عندما تبدأ بالشعور بالغرور، تصبح مسألة وقت فقط حتى يظهر أمامك شخص أفضل منك.

“…هم؟”

 وعندما تعتقد أنك اكتشفت كيف يعمل العالم، فلن يمر وقت طويل حتى تقلب الطاولة عليك. 

ألقيت نظرة سريعة على صوت التعويذة الغير مألوفة ورأيت كرة الضوء التي استدعاها ميمير توفي ضربة قوية إلى جسد الريث الطيفي.

فالبقاء متواضعا هو السبيل الوحيد للمضي قدمت.

“نعم! هي تفعل ذلك! عليك أن تضع ذلك في الاعتبار!” ضرب سولدات تيموثي على كتفه بقوة أكبر من اللازم؛ ابتسم تيموثي بشكل محرج وخدش رأسه. نظرت سوزان والآخرون وهم مرتبكين تمامًا. 

سارا لا تزال صغيرة. ربما لم تتعرض للعديد من النكسات الحقيقية بعد، وبالتالي بدت أكثر قلقًا بشأن ما قد يحدث لأعضاء الحزب الآخرين إذا لم تتمكن من أداء دورها. يبدو أن حقيقة أنها قد تكون في خطر بنفسها لم تستوعبها.

“لا، أنا لا أشرب. هناك خطر كبير هناك، كما تعلمون.”

بالطبع، يمكن لبقيتنا دائمًا التدخل لتقديم القليل من المساعدة غير الواضحة عندما تحتاج إليها. إذا لم يكن ذلك كافيًا، حسنًا… سيكون علينا عبور هذا الجسر عندما نصل إليه.

“حسناً” قالت سوزان وهي تصفق بيديها معاً. “هل سنذهب يا رفاق؟” وقف الجميع على أقدامهم، وصارت تعابيرهم جادة مرة أخرى.

“لا تقلقي بشأن ذلك كثيرًا يا سارا” قلت. “مهمتنا هي ايجاد الحراشف، وليس محاربة السنو درايك. نحن نقوم بتنظيف شعرهم المتساقط لهم بشكل أساسي.”

أوه! انتظر، هل من المفترض أن تكون كيشيريكا كيشيريسو؟! في المرة الأخيرة التي رأيتها فيها، بدت وكأنها طفلة صغيرة أكثر من كونها فاتنة ممتلئة الجسم، لكن… ربما؟ لا، لا، لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا… حسنًا.

“إنه على حق تمامًا”. قال تيموثي وهو يومئ برأسه بلطف “لنحاول ألا نقاتلهم إذا كان ذلك ممكنا على الإطلاق.”

 لكن…مازلت قد فاجئت نفسي قليلاً عندما عدت لإنقاذه.

“إذا وصل الأمر إلى الأسوأ، يمكننا دائمًا الهروب!” وأضاف باتريس.

على الرغم من أنها يمكن أن تجد نقاط ضعف للتصويب عليها، مثل العينين أو الفم، إلا أن الدقة المطلوبة تضعها في وضع غير مؤاتٍ حقًا – خاصة ضد مجموعات أكبر من الأعداء.

“أنت جيد جدًا في الهروب يا باتريس.”  قال ميمير ” اصارحك بهذا”.

أومأ سولدات بارتياح، واستدار فجأة في اتجاهي. “مستنقع!”

” لا تكن متواضعًا جدًا يا ميمير” قال تيموثي “أنت أفضل عداء لدينا.”

لأكون صادقًا، كان من النادر العثور على طرف بهذا القدر من الاجتهاد في عملهم. كان معظم الناس يجنحون عن ذلك.

انفجر الجميع بالضحك، وبدا أن التوتر في الهواء قد انخفض قليلاً. كان تيموثاوس رجلاً لطيف الكلام، لكنه كان يعرف كيف يتدخل مع نكتة أو اقتراح عندما يطلب منه ذلك. هذا شيئًا آخر أردت أن أتعلم تقليده.

وبعد لحظة، وصلت صرخات خارقة من مكان ما على مسافة إلى أذني.

“حسناً” قالت سوزان وهي تصفق بيديها معاً. “هل سنذهب يا رفاق؟” وقف الجميع على أقدامهم، وصارت تعابيرهم جادة مرة أخرى.

أومأت سارا برأسها بقوة. أستطيع أن أرى قشعريرة على جلدها.

 

نعم. صحيح.

يقع مدخل الآثار على ضفاف جدول جبلي متعرج. لم يكن أكثر من مجرد ثقب في وجه الهاوية، في الحقيقة. كانت المساحة الداخلية نصف مغطاة بالجليد، مع وجود رقاقات ثلجية سميكة معلقة عبر المدخل.

 

 من الأعلى، يمكنك بسهولة التغاضي عنها. لأكون صادقًا، إن المكان أقل شبهًا بالآثار وأكثر شبهاً بالكهف حيث يمكن للدببة السبات في الشتاء. لقد شعرت تقريبًا أننا وصلنا إلى المكان الخطأ.

ومع ذلك، كان من الجيد أن يكون لديك بديل أكثر سطوعًا وموثوقية لهذه العصي الخشبية المشتعلة. ربما شيء مثل فانوس LED قوي؟

ومع ذلك، فإن هذا يطابق الوصف العام لمدخل أطلال جالجاو، والذي يبدو أن بعض المغامرين قد عثروا عليه قبل عشر سنوات. لكن لا أحد يستطيع أن يعطيني وصفًا محددًا لداخله، لذلك كان من الصعب تحديد ذلك على وجه اليقين.

هل كان يعتقد أنه يستطيع قتلنا جميعًا بسهولة والإفلات من العقاب؟ هذا الرجل متعجرف جدًا.

“هل هذا هو حقا؟” قالت سوزان بشكل مشكوك فيه.

“حسنا إذا. دعونا نجمع حراشفنا ونخرج من هنا “. كانت ابتسامة تيموثي متعبة، وكان خده قد بدأ ينتفخ بالفعل. كل ما يمكنني فعله هو التنهد والإيماءة.

 ” لا بد أنه كذلك.. كما اعتقد” قالت سارا وهي تشير إلى الأسفل “ترون؟ هناك بعض آثار الأقدام هناك.”

“…لقد انتهى الأمر أخيرًا، هاه؟”

عندما حدقت في الثلج خارج المدخل، رأيت البقايا الباهتة لآثار الأقدام البشرية. كان من الصعب معرفة عدد الأشخاص الذين زاروا هنا مؤخرًا، لكن من الواضح أن المكان اجتذب عددًا لا بأس به من الزوار.

 “اسف بشأن ذلك. أنا مجرد شخص غير حاسم على ما أعتقد. يأخذ مني الأمر بعض الوقت لاتخاذ قرار بشأن أي شيء“

“همم. هل تلك آثار أقدام جديدة؟ آمل ألا يكون لدينا حجز مزدوج بين أيدينا هنا…”

“أوه واو…”

“ناه. يبدو أن عمر هذه خمسة أو ستة أيام “

“…بجدية؟” بدت سارا مندهشة، على الرغم من أنها هي التي وجهت الدعوة. ربما كانت تخطط لضربي ببعض الإهانة اللاذعة عندما أرفضها.

“لا يزال هناك احتمال أن يكون هناك طرف آخر في الداخل”.

 وعندما تعتقد أنك اكتشفت كيف يعمل العالم، فلن يمر وقت طويل حتى تقلب الطاولة عليك. 

“بعض هؤلاء يتجهون خارج الكهف، أترى؟ أراهن أنهم عادوا إلى المنزل بالفعل.”

“مهلا، كواغماير! سنغادر المدينة اليوم. سأرسل لك رسالة إذا سمعت أي شيء عن والدتك هناك، حسنًا؟

لقد استمعت نصفيا إلى محادثة سارا وسوزان بينما كنت أبحث في معداتنا عن المعدات التي نحتاجها داخل الكهف. في الأساس، كان هذا يعني المشاعل التي أعددناها مسبقًا. أخرجتهم وأشعلتهم واحدًا تلو الآخر.

 “اسف بشأن ذلك. أنا مجرد شخص غير حاسم على ما أعتقد. يأخذ مني الأمر بعض الوقت لاتخاذ قرار بشأن أي شيء“

كانت المشاعل أدوات أساسية لاستكشاف الكهوف. كانت المصابيح خيارًا أيضًا، لكن الشعلة المشتعلة يمكن أن تكون بمثابة سلاح مؤقت، وتستمر في إلقاء الضوء حتى لو استخدمتها بعنف قليلًا. يمكنك رميها جانبًا عندما تبدأ المعركة دون أن تغرق نفسك في الظلام. قد يكون الأمر خطيرًا إذا تجولت في غرفة محاصرة مليئة بالغازات، أو أشعلت العديد من النيرات التي ستستهلك كل الأكسجين الموجود في المنطقة… ولكن إذا كانت هذه الأنواع من المخاطر تزعجك، فمن الأفضل البقاء بعيدًا عن الكهوف في المقام الأول.

“” أيا كان. أنت لا تستطيع أن تشرب، أليس كذلك؟ “

ومع ذلك، كان من الجيد أن يكون لديك بديل أكثر سطوعًا وموثوقية لهذه العصي الخشبية المشتعلة. ربما شيء مثل فانوس LED قوي؟

الفصل 3: روديوس كواغماير  

“الأرض متجمدة في بعض الأماكن يا رفاق. راقبوا خطواتكم هنا.”

من خلال إصدار التعليمات لبعضهم البعض، انطلقت الطليعة ضد حشد السنو دريك. أطلقت سارا موجة من السهام، وأطلق تيموثي رشقات نارية من اللهب في كل الاتجاهات.

لقد وزعت المشاعل على المجموعة بأكملها، بدءًا من سوزان. فضلت بعض الفرق أن يحمل عدد قليل فقط من الأشخاص المعينين مشاعلهم، لكن كاونتر آرو جعلوا الجميع يأخذون واحدا. لم يكن لدينا أي شخص يمكنه الرؤية بشكل مثالي في الظلام، ومع وجود رامي سهام في المجموعة، أردنا أفضل رؤية ممكنة.

“بففت.”

بمجرد دخولنا الكهف، انتهت المحادثة الخاملة. تحركنا في صف واحد، وسلكنا الطريق المنحدر في صمت، وظلنا متيقظين لأية مخاطر.

لم أكن متأكدا تماما من السبب. ربما أردت أن أكافئهم على مساعدتي في تحديد بعض نقاط ضعفي.

لم يكن هناك الكثير من الوحوش في البداية. في بعض الأحيان المخلوقات التي تشبه مئويات الأقدام العملاقة سوف تنبثق وتهاجم.

لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي، لكنه كان صعباً عليهم أيضاً. ومع ذلك، فإن ذكريات كفاحنا المشترك ستقربنا من بعضنا البعض، وتجعلنا أقوى.

لكن طليعتنا سوزان دمرتهم بسهولة بنفسها. تلك الحشرات بالكاد مؤهلة للقتال حقًا.لا يعني ذلك أنني أشتكي. 

ومع ذلك… علي أن أستمر في المضي قدمًا، خطوة بخطوة.

المسار الذي نتبعه ضيق جدًا لدرجة أنه كان من الصعب جدًا محاربة سرب حقيقي من الأعداء. إذا بدأت الوحوش تهاجمنا بشكل متكرر، فقد يتعين علينا التفكير في الانسحاب… حتى لو كانت متمركزة فقط في أجزاء قليلة من الكهف.

 واضاف ميمير”نعم أنا أتفق”

لم تساعد بقع الجليد على الأرض. علينا أن ننتبه جيدًا لكل خطوة نخطوها لتجنب السقوط على وجوهنا. كنا جميعًا نرتدي أحذية مسننة، لكن في بعض الأحيان لم يكن ذلك كافيًا لمنع قدميك من الانزلاق.

انفجر الجميع بالضحك، وبدا أن التوتر في الهواء قد انخفض قليلاً. كان تيموثاوس رجلاً لطيف الكلام، لكنه كان يعرف كيف يتدخل مع نكتة أو اقتراح عندما يطلب منه ذلك. هذا شيئًا آخر أردت أن أتعلم تقليده.

“آه!”

إذا ظهرت السنو درايك نفسها، سنتراجع إلى الممر أو نختبئ خلف الغطاء. إذا ظهرت الوحوش الأخرى، فسنقوم فقط بتنبيه الآخرين والقضاء عليهم. في هذه الأثناء، سيجمع باقي أعضاء الفريق أكبر عدد ممكن من الحراشف. 

“عفوا…”

نعم. لنعد مسرعين… إلى غرفتي الفارغة الوحيدة في النزل… هززت رأسي لأصفيه من الأفكار غير السارة وجعلت نفسي حذرا من القلعة المدمرة 

سارا، التي كانت تسير أمامي، ترنحت فجأة إلى الجانب، لذلك مددت يدي بسرعة لأمسك بها. لقد كانت عيني مفيدة في مثل هذه الأوقات. لا يعني ذلك أنها لم تكن مفيدة بشكل أساسي طوال الوقت.

” اه حسنا . ما علاقة ذلك بأي شيء؟”

“… هل تتلمسني؟” 

” كان هذا جهدًا رائعًا يا رفاق” همست، وأنا أضغط بلطف على ساقاي  بين أصابعي.

“آه، لا.”

 كان من الآمن لطليعتنا أن تستوعب ببساطة هجمات الخفافيش بينما نحن الثلاثة نطلق عليهم من الخلف.

“الرياح العاتية!”

لقد تركت سارا على قطعة أرض صافية. كان ردها هو تغطية صدرها بذراع واحدة والنظر إليّ. ووجهها محمر، وكان هناك نية قتل في عينيها.

أطلق الرجل ضحكة قاسية. “ارجوك! لقد تسللت من الخلف وحاولتم أخذ تلك الحراشف بينما كنا نقوم بكل العمل!

هل كانت مستاءة للغاية لأنني لمستها هناك؟ بصراحة، لم أشعر بأي شيء تقريبًا، باستثناء الجلد الصلب لواقي صدرها. ربما كان ذلك سيحفز نبضي في تلك الأيام سابقا، لكنني لم أعد طفلاً صغيراً بريئاً بعد الآن، إذا كنت تعرف ما أعنيه.

لقد انهار جدار الأرض الخاص بي. وشقت المزيد من الأجسام البيضاء طريقها عبر الأنقاض المنهارة. رأيت ما لا يقل عن اثني عشر منهم في الموجة الاولى .

ومع ذلك، قررت في النهاية أنه من الآمن الاعتذار. 

لقد قمت بإلقاء تعويذة جليدية، متصرفًا في الغالب بالفطرة. اندفعت رياح متجمدة عبر الهواء، مما أدى إلى تطاير الحراشف من الأرض. بعد لحظة، انزلقت رماح من الجليد سميكة مثل فخذ رجل نحو السنو درايك التي تجاوزت جداري.

“اسف بشأن ذلك.”

اهدأ يا روديوس. أنت لا تعرف حتى ما يحدث بعد. أي شيء تفعله الآن قد يأتي بنتائج عكسية.

إذا وضعنا هذا الهراء جانبًا… لقد أصبحنا مكتظين للغاية لدرجة أن المضي قدمًا أصبح بالتأكيد أمرًا محرجًا بعض الشيء، لكن هذا الكهف كان ضيقًا جدًا لدرجة أنه لم يكن لدينا الكثير من الخيارات. في الوقت الحاضر، كنا نتحرك في صفوف ضيقة مكونة من شخصين، مع سوزان وباتريس في المقدمة، يليهما ميمير وسارا، وأنا وتيموثي في الخلف.

“حسنًا، لنجرب مائة تمرين ضغط. نبدأ من الأعلى… “

لا يزال بإمكاني النظر من فوق رأس سارا وهي أمامي، ولكن بما أنها كانت أقصر قليلاً، فمن المحتمل أنه كان من المستحيل عليها أن ترى أي شيء بينما باتريس أمامها مباشرة. عادةً ما يكون الصف الأوسط متحررا حتى تتمكن من استهداف الأعداء في الأمام، لكن لم تكن هناك مساحة كافية هنا. يبدو أن هذا التدبير هو خيارنا الوحيد في الوقت الحالي. إذا أصبحت الأمور فوضوية، فقد أضطر إلى إقامة جدار أمام خط المواجهة مباشرة…

في تلك اللحظة، سمعت صوتًا من خلفي… وسهمًا يمر قربي واستقر في عين أقرب سنو درايك.

“…أوه.”

شرب الآخرون بكثرة لفترة من الوقت. توردت وجوههم ويبدو أنهم يستمتعون كثيرًا. لقد كنت سعيدًا بقدومي. هذا النوع من الأشياء ممتع وأنا بحاجة إلى بعض المرح في حياتي لمساعدتي في الاستمرار.

عندها فقط، انتهى المسار الذي كنا نتبعه فجأة. لقد خرجنا إلى مساحة كبيرة مفتوحة، مضاءة بشكل ساطع لدرجة أننا شعرنا وكأننا عدنا إلى الخارج. “رائع…”

“لم نكن نعرف حتى أن أي شخص آخر كان يأخذ مهمة هنا!” 

نظرت للأعلى وأدركت أن السقف بأكمله كان مغطى ببقع من شيء ينبعث منه وهج أبيض مزرق. من هذه المسافة، لم أتمكن من معرفة ما إذا كان طحلبًا أو نوعًا من المعدن، ولكن مهما كانت المادة، فقد جعلت مشاعلنا تبدو غير ضرورية تقريبًا.

 

كان طريقنا أيضًا أوسع بكثير مما كان عليه قبل دقيقة واحدة. وفجأة أصبح هناك مساحة كافية لخمسة أشخاص للسير جنبًا إلى جنب بشكل مريح. في الأمام، كان هناك جرف صخري ينحدر في الظلام على أحد جانبي الطريق. كان من الصعب معرفة ما يكمن في القاع، ولكن يبدو أنه نوع من البحيرات أو الأنهار التحت أرضية. كان لدي شعور سيء بشأن ما قد يكون كامنًا هناك. ربما لن يكون الوقوع فيه أعظم فكرة.

علاقتنا لم تتغير كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية. 

وعلى طول الطريق يوجد  المكان الذي أتينا إلى هنا لزيارته : هيكل ضخم يشبه الحصن، منهار في بعض الأماكن ولكنه سليم من الناحية الكلية.

“هاه…؟”

هذه هي أطلال جالجاو.

 هناك عظام ملقاة هنا وهناك، وفي بعض الأحيان لا تزال ملطخة بالدماء، لكن الوحوش نفسها لم تكن مرئية في أي مكان.

“كان المكان بمثابة حصن خلال الحرب الأولى بين البشر والشياطين” قال تيموثي بهدوء “على ما يبدو، تم بناؤه من قبل واحد من أعظم خمسة ملوك شياطين في ذلك العصر. أطلقوا عليه اسم لارغون هارجون الجوفي”.

يقع مدخل الآثار على ضفاف جدول جبلي متعرج. لم يكن أكثر من مجرد ثقب في وجه الهاوية، في الحقيقة. كانت المساحة الداخلية نصف مغطاة بالجليد، مع وجود رقاقات ثلجية سميكة معلقة عبر المدخل.

هارجون، هاه؟ أتساءل عما إذا كان قد استدعى إله الدمار عندما قتلوه.

كانت نظرة سريعة على الخريطة كافية لمعرفة أن هذه الآثار بمثابة متاهة. بدت أشبه إلى حد ما بخربشات طفل على ان أن تكون متاهاته متشابكة وغير منطقية لأنها “تبدو أكثر روعة” بهذه الطريقة. 

“لقد كان ساحر أرض من الدرجة الإلهية، بكل المقاييس. كان يقوم بانتظام بإقامة حصون مثل هذه في أماكن لا يمكن لأي إنسان أن يجدها، ثم ينشئ أنفاقًا حتى تتمكن قواته من شن هجمات مفاجئة.

“… إذن، كما ترون، فإن كهف إلبرون وأطلال غالغاو قد ربطوا أنفسهم بالفعل! لولانا، لربما تم اجتياح هذه المدينة من قبل السنو درايك الهائج الآن!

“بلا مزاح ؟ أنت واسع المعرفة حقًا يا تيموثي.”

 “… ما رأيك يا روديوس؟”

“حسنًا، كان القتال بين البشرية وملك الشياطين شرسًا للغاية في هذه المنطقة، لذلك لدينا الكثير من القصص حول الحرب التي تناقلتها الأجيال. أتذكر عددًا لا بأس به منهم من طفولتي.”

كانت استراتيجيتي العامة هي التصرف بطريقة متواضعة وودية، مع جعل وجودي محسوسًا في القتال. لقد كانت تعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية حتى الآن. كان اسمي معروفًا نسبيًا في جميع أنحاء روزنبرج في هذه المرحلة.

أوه.  هذا كله مجرد تاريخ شعبي، إذن. ومع ذلك بدا الأمر معقولا. لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية بناء قلعة ضخمة كهذه في أعماق الأرض.

“كواغماير!” ناداني صوت بينما كنت أسير في الغرفة. “أوه، إنه كواغماير!” صاح آخر.

 إذا كان ما قاله تيموثي صحيحًا، فمن الممكن أن يكون لارجون هارجون قد قام بحفر نفق لقواته للأعلى للهجوم في أي مكان وفي أي وقت، دون سابق إنذار على الإطلاق. كانت الجدران الدفاعية عديمة الفائدة تمامًا. لا بد أن كل جندي بشري كان دائمًا على حافة الهاوية، ولا يعرف أبدًا متى قد يأتي الهجوم التالي… لقد كان من الغريب تقريبًا أن تتمكن البشرية بالفعل من الفوز في تلك الحرب.

في تلك اللحظة، سمعت صوتًا من خلفي… وسهمًا يمر قربي واستقر في عين أقرب سنو درايك.

“ألم تقل أنك نشأت في رانوا يا تيموثي؟” قالت سوزان وهي تنظر إلينا وعلى وجهها تعبير غريب بعض الشيء.

“لقد انتهينا تقريبًا على أي حال، أليس كذلك؟” قال باتريس.

“صحيح. لقد ولدت في قرية مجهولة هناك، وأمضيت سنوات في مدينة شاريا. قد تعرفونها بسبب جامعة السحر. في النهاية، توجهت إلى أسورا لمتابعة حلمي في أن أصبح مغامرًا عظيمًا… وهكذا انتهى بي الأمر حيث أنا اليوم، رجل أكثر تواضعًا بكثير.”

لم يكن هذا هو الوقت المناسب للعب دور محامي الشيطان. لي رأيي ولكني سأحتفظ به لنفسي.

مملكة رانوا، هاه؟ أعتقد أنه من المحتمل أن ينتهي بي الأمر بالذهاب إلى هناك بنفسي في النهاية…

 

 

لقد تراجعت، رغم ذلك. في مثل هذه الأوقات، كان زعيم الفرقة يتولى عادة الحديث نيابة عن المجموعة بأكملها. لقد كان خطأي نوعًا ما أننا التقينا ببعضنا البعض، لأنني كنت بطيئًا جدًا في الهرب، لكن لم يكن من حقي أن أقول أي شيء.

في تلك اللحظة، انقطعت محادثتنا بوقاحة. “نحن نتعرض للهجوم!” صرخت سارا، وأسقطت شعلتها وأمسكت بقوسها.

“ماذا، هل أنا غير مرحب  بعد كل شيء؟”

نظرت للأمام فرأيت مجموعة من الأشكال السوداء الطائرة ترفرف باتجاهنا بسرعة كبيرة. بدا أن كل واحد منهم يبلغ حجمه مترًا أو نحو ذلك.

رفعت رأسي للأعلى، فوجئت إلى حد ما بذكر ذلك. هل فعلت شيئًا لإثارة غضب هذا الرجل؟

“خفافيش عملاقة!”

 

“ادخلوا التشكيل!” صرخت سوزان على الفور. “اتركوا هذا لخطنا الخلفي!”

لسبب ما، دفع هذا سولدات إلى ضرب طاولتنا بقوة لدرجة أنها انقسمت إلى نصفين. تطاير الخشب المتناثر والطعام نصف المأكول في كل مكان، وتناثر وعاء حساء الفاصوليا الحمراء على حجري.

تقدم باتريس أمامي بشكل وقائي. تحركت سوزان وميمير لتشكيل جدار بشري أمام سارا وتيموثي.

عادل بما فيه الكفاية. أنا مدين لهم بذلك، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد.

نحن نواجه الوحوش الطائرة هذه المرة. وبينما كان هناك بعض المساحة للمناورة الآن، علينا أن نكون حذرين، نظرًا لأننا لم نكن بعيدًا جدًا عن حافة الهاوية.

وضعت يديها على وركها… ولسبب ما، كانت هناك سلاسل عليهما. شعرت بالحزن قليلاً لأن رأسها قد سقط في وقت ما على مر القرون.

 كان من الآمن لطليعتنا أن تستوعب ببساطة هجمات الخفافيش بينما نحن الثلاثة نطلق عليهم من الخلف.

كنت بالفعل أحترق من الغضب عندما عدت إلى غرفتي. وفي اللحظة التي دخلت فيها، ألقيت قوسي وسهامي على الطاولة، وخلعت ملابسي، وألقيت بنفسي على السرير.

“يااه!” لم تضيع سارا أي وقت في إطلاق سهمها الأول. استقر سهمها في أحد الخفافيش التي تتحرك بسرعة، فاخترق رأسه مباشرة؛ دار جسده في الظلام نحو قاع الهاوية. كان من المثير للإعجاب دائمًا مشاهدة عملها. هذه الفتاة فنانة بهذا القوس.

“…بجدية؟” بدت سارا مندهشة، على الرغم من أنها هي التي وجهت الدعوة. ربما كانت تخطط لضربي ببعض الإهانة اللاذعة عندما أرفضها.

“فلتأتِ تلك النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب!

 لم تكن الوحوش الأخرى التي سكنت هذه الآثار في الغالب تشكل تهديدًا كبيرًا. لكن إذا وجدنا أنفسنا في مواجهة وحش من الفئة A، فمن الصعب معرفة ما إذا كانت سارا قادرة على إحداث الكثير من الضرر. كان ذلك محبطًا بشكل واضح بالنسبة لها.

كان نهج تيموثي أقل دقة بعض الشيء. أشار بكلتا يديه إلى السماء وأطلق العنان لتعويذة نار واسعة النطاق أدت إلى سقوط اثنين من الخفافيش العملاقة نحو هلاكهما.

“المدفع الحجري!”

“الرياح العاتية!”

أضن أن البرمائيات الكبيرة لها وجه ساحر إلى حد ما، ولكن لكل منها وجهه الخاص. ومع ذلك، فقد التقيت بأكثر من شخص ذوي وجوه الضفادع في القارة الشيطانيّة. خذا شيئ يجب على سارا أن تتجاوزه في أحد هذه الأيام.

لقد اتبعت طريقة أكثر بساطة، حيث رفعت يدي وأحدثت انفجارًا قويًا في الهواء. نظرًا للحجم المعتدل لهذه الخفافيش، اعتقدت أن موجة الصدمة ستكون كافية لتعطيلها. وكما تمنيت، أحدثت الرياح المتفجرة ثقوبًا في أجنحتها؛ كان ذلك كافياً لمنعهم من الطيران بشكل صحيح. عندما شاهدت الخفافيش الباقية على قيد الحياة ترفرف ببطء نحو البحيرة، تنفست الصعداء قليلاً … والتي علقت في حلقي بعد لحظة.

إذا لم يكن هناك شيء آخر، فإن روديوس لم يحبطنا أبدًا بهذه الطريقة. لقد كان دائمًا يعامل تيموثاوس والآخرين باحترام حقيقي. 

“توقفوا…”

سارا لا تزال صغيرة. ربما لم تتعرض للعديد من النكسات الحقيقية بعد، وبالتالي بدت أكثر قلقًا بشأن ما قد يحدث لأعضاء الحزب الآخرين إذا لم تتمكن من أداء دورها. يبدو أن حقيقة أنها قد تكون في خطر بنفسها لم تستوعبها.

“تبا!”

“حسنًا، لنجرب مائة تمرين ضغط. نبدأ من الأعلى… “

لقد خرج ضفدع ضخم من الماء بالأسفل وابتلع أحد الخفافيش بلقمة واحدة. نظر رجال المجموعة بشيء يشبه الدهشة؛ سارا من ناحية أخرى، ابتسمت في الاشمئزاز.

من الواضح أن الرجل غاضب منا، وبدا الأشخاص الذين يقفون خلفه مستائين أيضًا. ولكن شعرت وكأننا كنا نتحدث عن بعضنا البعض هنا.

هذا البرمائي الحيوي ذو اللونين الأزرق والأسود يذكرني بالضفادع السامة الموجودة في عالمي. علي أن أفترض أنه ليس آمنًا للأكل. 

“ماذا، هل هذا كل ما لديك؟!” الرجل الذي كان في مقدمة هذه المجموعة – وهو الذي زمجر سابقًا – قطع الدرايك واحدًا تلو الآخر، وهرع الأشخاص الذين تبعوه لدعمه.

من هذه المسافة، من الصعب تحديد حجمه بالضبط، ولكن نظرًا لمدى سهولة أكل ذلك الخفاش العملاق، أفترض أن طوله لا يقل عن خمسة أمتار.

بعد أخذ كل الأمور بعين الاعتبار، شعرت وكأنني بدأت بداية جيدة جدًا. 

وهو نشيط بالنسبة لحجمه أيضًا. بإمكاني رؤيته وهو ينظر بشغف في كل مكان، ينتظر عما سقوط فريسة أخرى في مخبأه. 

لماذا كنت أفعل ذلك؟ ألم أكن أكره هذا الطفل؟

بما أن هذا الشيء نشط إلى هذا الحد في مثل هذا البرد القارس، فلا بد أن يكون قاسيًا بشكل ملحوظ، حتى بالنسبة لوحش.

عندما تنتهي مجموعة من المغامرين من مهمة تستغرق عدة أيام أو أكثر، فإنهم عادة ما يتوجهون مباشرة إلى الحانة ليشربوا ويمدحوا بعضهم البعض على بطولاتهم.

“لنحاول ألا نسقط هناك، هاه؟” تمتمت سوزان.

شعرت بشيء دافئ ينتفخ بداخلي. 

أومأت سارا برأسها بقوة. أستطيع أن أرى قشعريرة على جلدها.

من الواضح أن ميمير تدرب على هذا في مدرسة سحر.

بطريقة ما، شعرت أن رامية السهام خاصتنا لم تكن شخصًا محبا للضفادع . 

أعادني صوت سوزان إلى الواقع. أدركت أننا خرجنا أخيرًا من تلك المتاهة المتعرجة من الممرات إلى مساحة أكبر وأكثر انفتاحًا. بدا أننا في رواق واسع ربما يبلغ طوله مائة متر.

أضن أن البرمائيات الكبيرة لها وجه ساحر إلى حد ما، ولكن لكل منها وجهه الخاص. ومع ذلك، فقد التقيت بأكثر من شخص ذوي وجوه الضفادع في القارة الشيطانيّة. خذا شيئ يجب على سارا أن تتجاوزه في أحد هذه الأيام.

بالضبط لماذا. أنا فقط لا أستطيع التعامل مع الأمر الآن. أنا فقط… لم أكن مستعدًا.

“لنسرع إلى الأمام جميعًا” دعا تيموثي. “انتبهوا لخطواتكم بعناية.”

 لكن…مازلت قد فاجئت نفسي قليلاً عندما عدت لإنقاذه.

انطلقنا نحن الستة نحو القلعة مرة أخرى، نراقب بعناية ما يحيط بنا.

من المؤكد أن روديوس يمكن أن يثير أعصابك في بعض الأحيان. على عكس تيموثي، لم يدافع أبدًا عن نفسه على الإطلاق، وتلك الابتسامة المزيفة التي كان يلصقها دائمًا على وجهه تجعلني اتنهد في كل مرة أراه فيها. 

 

لقد تراجعت، رغم ذلك. في مثل هذه الأوقات، كان زعيم الفرقة يتولى عادة الحديث نيابة عن المجموعة بأكملها. لقد كان خطأي نوعًا ما أننا التقينا ببعضنا البعض، لأنني كنت بطيئًا جدًا في الهرب، لكن لم يكن من حقي أن أقول أي شيء.

جالجاو عبارة عن هيكل ضخم حقًا. فالنظر إليها من مدخلها مذهل إلى حد ما. ربما كان ارتفاع القلعة المدمرة خمسة طوابق، وبعرض مدرسة عادية. 

“حسنا!” صاحت سوزان. “لنشق طريقنا إلى الحائط!”

من المستحيل تحديد المسافة التي تتعمق بها، حيث بدت وكأنها مدفونة جزئيًا في الصخر خلفها، على الرغم من ذلك، ربما كان عمقها أكثر إثارة للإعجاب.

“حسنًا، أنا ممتن جدًا لك،” قلت، وأنا أخفض رأسي قليلًا.

 لم تكت أكبر مبنى رأيته في هذا العالم، لكن تأثيرها كان بالتأكيد معززًا بحقيقة أنه كان يقع تحت الأرض بطريقة ما. هل قام شخص واحد بجدية بإنشاء هذا الشيء بسحر الأرض؟

لقد مرت عدة أشهر منذ وصولي إلى هذه المدينة. بصرف النظر عن استئناف تدريباتي البدنية، كنت أعمل على ترسيخ نفسي كمغامر، متبعًا خطتي الأولية.

نقطة دخولنا إلى الأنقاض لم تكن البوابة الأمامية. 

 وشرع الرجل في إمطاري بوابل من الإهانات.

الطريق أخذنا من خلال شيء قد يكون بابًا جانبيًا، أو ربما مجرد ثقب في الحائط. ومن هناك، حصلنا على منظر مذهل للكهف من حولنا. إلى اليسار هناك طريق الجرف المتعرج الذي اتبعناه إلى هنا؛ إلى اليمين هناك مساحة مفتوحة هائلة بها بحيرة مظلمة هادئة في قاعها.

***

العالم الذي جئت منه كان له نصيبه من المشاهد، بالطبع، ولكن لم يكن هناك الكثير مما يمكن مقارنته بهذا. المكان الوحيد الذي ستجد فيه شيئًا مشابهًا هو لعبة فيديو أو قطعة فنية خيالية.

صحيح. تذكرت هذا الجزء أيضا.

 وبالطبع، التواجد هنا في الواقع مختلف تمامًا عن النظر إلى الرسم التوضيحي. كان بإمكاني أن أشم رائحة الكهف، وأشعر بالهواء الراكد، وأسمع بين الحين والآخر صوت ضفدع عملاق يقفز عبر الماء بالأسفل. 

“هذا هو تخصصي!” 

الواقع الملموس لذلك يشعرني بقشعريرة طفيفة في عمودي الفقري. عندما كنت أحدق في البحيرة الشاسعة الموجودة تحت الأرض، وجدت نفسي أتساءل عما سيحدث لأي شخص يحاول السباحة هناك.

“حسنًا إذن” قال تيموثي بهدوء

“هل ستقف هناك وتنظر حولك طوال اليوم أم ماذا؟” سألت سارا.

لقد مرت عدة أشهر منذ وصولي إلى هذه المدينة. بصرف النظر عن استئناف تدريباتي البدنية، كنت أعمل على ترسيخ نفسي كمغامر، متبعًا خطتي الأولية.

“أوه. آسف، أنا قادم” قلت، مسرعًا إلى مكاني في التشكل.

على الرجل القتال؟ يا لكمية الحماقة! لم يكن لديه أي فكرة عن مدى صعوبة نضال تيموثي من أجلنا جميعًا كل يوم!

“هل تحب المباني الكبيرة أو شيء من هذا؟”

“ماذا، هل هذا كل ما لديك؟!” الرجل الذي كان في مقدمة هذه المجموعة – وهو الذي زمجر سابقًا – قطع الدرايك واحدًا تلو الآخر، وهرع الأشخاص الذين تبعوه لدعمه.

“ليس حقيقيًا. أنا لم أر الكثير من الأماكن مثل هذه من قبل، كمًا تعليمين”

“القرف. أنا آسف، لقد شرب العديد جدًا من الأنواع… فلنذهب يا سول!” 

“همم.”

وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.

نحن في خضم العمل الآن. كنت لأميل إلى التقاط بعض الصور لو كان لدي كاميرا، لكن لم يكن هناك وقت لهذا النوع من الأشياء. أنا بحاجة لجمع هذه الحراشف والعودة إلى المدينة في أسرع وقت ممكن.

من المؤكد أن روديوس يمكن أن يثير أعصابك في بعض الأحيان. على عكس تيموثي، لم يدافع أبدًا عن نفسه على الإطلاق، وتلك الابتسامة المزيفة التي كان يلصقها دائمًا على وجهه تجعلني اتنهد في كل مرة أراه فيها. 

نعم. لنعد مسرعين… إلى غرفتي الفارغة الوحيدة في النزل… هززت رأسي لأصفيه من الأفكار غير السارة وجعلت نفسي حذرا من القلعة المدمرة 

علي أن أقاتل. 

نفسها. 

ساره

“هذا الشيء هنا منذ الحرب الأولى بين البشر والشياطين هاه…؟”

فرك تيموثي المنطقة حول رقبته بيد واحدة، وأشار إلى سارا باليد الأخرى. لقد سحبت قوسها إلى الخلف وبدت مستعدة لإطلاق سهم في أي لحظة.

بعد كل الوقت الذي قضيته في السفر إلى قارة الشيطانية، رأيت نصيبي العادل من المباني التي شيدها الجنس الشيطاني. وشمل ذلك عددًا لا بأس به من القلاع والحصون الكبيرة ذات المظهر الغريب، بما في ذلك قلعة كيشيريسو في مدينة ريكاريسو.

“بصحتكم!”

 هذه القلعة تشبههم بعض الشيء، ولكن من الواضح أنها كانت أقدم، وتركت انطباعًا مختلفًا قليلاً عن تلك التي رأيتها حتى الآن. 

مغطى عمليًا بسجادة من الحراشف البيضاء الجميلة، تقريبًا مثل بتلات شجرة أزهار الكرز المتفتحة. لا بد أن هذه هي حراشف سنو درايك التي نحن هنا من أجلها. 

ربما ذلك منطقي، نظرًا لأن هذه قاعدة استيطانية وظيفية تم بناؤها لاستخدامها في حرب فعلية. كل شيء يتعلق بها كبيرًا الحجم. حتى الأسقف مرتفعة حوالي خمسة أمتار. ولكن من الغريب أن الممرات تميل إلى أن تكون ضيقة بشكل غير متناسب.

لقد مرت عدة أشهر منذ وصولي إلى هذه المدينة. بصرف النظر عن استئناف تدريباتي البدنية، كنت أعمل على ترسيخ نفسي كمغامر، متبعًا خطتي الأولية.

الارتفاع منطقي، على الأقل. يمكن أن تكون الشياطين مختلفة جسديًا تمامًا عن البشر، بما في ذلك كونهم أطول في الحالات العادية. أما الممرات الضيقة… فربما كانت محاولة متعمدة لتسهيل الدفاع عن المكان؟

 “صحيح. يمكنك تأكيد ذلك مع النقابة، إذا كنت تريد. “

“هممم… لننعطف يمينًا عند مفترق الطرق التالي، يا سوز.”

“لا. هذا قبل وقت طويل من تشكيل فرقة كاونتر آرو. لقد حرصت على جعلنا نتدرب على هذا السيناريو. أنا سعيد جدًا لأنني فعلت ذلك.”

 “فهمت.”

 كان من الآمن لطليعتنا أن تستوعب ببساطة هجمات الخفافيش بينما نحن الثلاثة نطلق عليهم من الخلف.

لقد فوجئت قليلاً عندما أدركت أن تيموثي كان يحمل في يده خريطة فعلية للآثار. يبدو أن المغامرين يزورون هذا المكان بشكل منتظم، لذلك أعتقد أنه لم يكن مفاجئًا أن يبذل شخص ما جهدًا لرسم خريطة للتخطيط.

أمسكت بعصاي بإحكام، وحدقت في التمثال الحجري الموجود في أقصى نهاية القاعة.

“يا إلهي،” تمتم تيموثي، وتنهد بهدوء. “ماذا كان يفكر الشياطين عندما صمموا هذا المكان؟”

شعرت بشيء دافئ ينتفخ بداخلي. 

كانت نظرة سريعة على الخريطة كافية لمعرفة أن هذه الآثار بمثابة متاهة. بدت أشبه إلى حد ما بخربشات طفل على ان أن تكون متاهاته متشابكة وغير منطقية لأنها “تبدو أكثر روعة” بهذه الطريقة. 

سحر الشفاء غير وارد. من المؤكد أن التعاويذ يمكن أن تخدر آلام العضلات، لكنها لا تستطيع أن تنقل امتناني. 

بالنظر إلى ما أعرفه عن عرق الشياطين، ربما كان ذلك جزءًا من الدافع هنا، ولكن…

بدا الجميع على حافة الهاوية بعض الشيء ونحن في طريقنا إلى الجنوب.

“حسنًا، إنهم ليسوا مثلنا، تعلمون؟ ربما هذا أكثر ملاءمة لهم، بطريقة أو بأخرى.”

كان الطبق الرئيسي عبارة عن يخنة فاصوليا غريبة من نوع ما لم أتمكن من التعرف عليها. لقد حفزت نكهتها الحارة قليلاً شهيتي، وسرعان ما امتلأت معدتي بشكل مريح.

“هممم، أعتقد أنك حق…”

بدلاً من الانضمام إلى المحادثة، ركزت على طعامي في صمت.

حتى في قلعة تحت الأرض مثل هذه، من المفترض أنهم قاموا بموازنة قواتهم مع مجموعة متنوعة من الشياطين، بما في ذلك البعض الذين يمكنهم الطيران والبعض الآخر الذين يمكنهم الزحف على الجدران.

“أين هم؟!”

 قد يفسر ذلك الأسقف العالية والممرات الضيقة، فضلاً عن التصميم المعقد بشكل غريب. مثل… ماذا لو كانت الثقوب الموجودة في السقف والتي تبدو وكأنها أعمدة تهوية تؤدي في الواقع إلى ممرات لا يمكن استخدامها إلا للشياطين الزاحفة على الحائط؟ إن وجود بعض الممرات التي لا يمكن إلا للشياطين الاستفادة منها من شأنه أن يمنحهم ميزة كبيرة ضد أي بشر يشقون طريقهم إلى الداخل.

أنا بالتأكيد لا أحبه أو أي شيء.

على أية حال، لقد مر وقت طويل منذ أن رأينا وحشًا.

من صوته، هناك الكثير من الوحوش تصرخ. إذا كنا على وشك أن نتعرض للهجوم من قبل حشد كبير من الأعداء، فسيكون من الأذكى أن نمسك بالحراشف التي تمكنا من جمعها ونقوم بالانسحاب السريع. 

كل ما سمعته في جميع أنحاء المدينة دفعني إلى الاعتقاد بأن هذه الآثار مأهولة بالكثير من الحشرات والمخلوقات البرمائية، لكننا لم نتعرض للهجوم ولو مرة واحدة منذ دخولنا القلعة نفسها. 

“أنا شخصياً ما زلت غاضبًا لأنه ضرب تيموثي بهذه الطريقة فجأة. أي نوع من قادة الفرق يضرب ساحرًا قبل أن يفهم بشكل صحيح؟”

 هناك عظام ملقاة هنا وهناك، وفي بعض الأحيان لا تزال ملطخة بالدماء، لكن الوحوش نفسها لم تكن مرئية في أي مكان.

هل يمكنني فقط استخدام سحر الأرض لإغلاق جميع المداخل باستثناء المدخل الذي سلكناه سابقا؟ لا، تلك فكرة سيئة. إذا تدفقت الوحوش من هناك، فسنكون في ورطة حقًا.

لكن بالطبع، هذا لا يعني أننا يمكن أن نتخلى عن حذرنا.

وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.

فجأة، هبت علينا عاصفة طويلة من الرياح محدثة صفيرا مخيفا. ولسبب ما، وقف الشعر الموجود في مؤخرة رقبتي.

وبينما كنت أستدير لأبتعد، نادى عليّ أحدهم من الخلف. لقد كانت سارا، بشكل غريب. ومدت يدها قليلاً في اتجاهي؛ من النظرة على وجهها، بدا وكأن لديها ما تقوله.

“نحن نتعرض للهجوم!” صاح ميمير على الفور.

“همم؟ أوه. حسنا. أعتقد أن الأمر يبدو جيدًا بالنسبة لي”.

نظرت إلى الأمام والخلف وإلى كلا الجانبين، لكنني لم ألاحظ أي شيء يبدو وكأنه تهديد. 

لقد خرج ضفدع ضخم من الماء بالأسفل وابتلع أحد الخفافيش بلقمة واحدة. نظر رجال المجموعة بشيء يشبه الدهشة؛ سارا من ناحية أخرى، ابتسمت في الاشمئزاز.

“أين هم؟!”

 بمجرد أن أنشأت علاقة جيدة مع أحد الأطراف وأخبرتهم عن هدفي، لم تكن هناك فائدة جديدة تذكر من الانضمام إليهم بشكل متكرر.

” تحت أقدامكم!”

ولكن لدهشتي، كانت كلماته اعتذارية بالفعل. نظر أعضاء كاونتر آروإلى بعضهم البعض في حالة من الارتباك.

كما اتضح، ان العدو تحتنا .

هذا ليس جيدًا. 

تلك العظام التي لاحظتها متناثرة في جميع أنحاء المسار كانت ترتفع ببطء عن الأرض، وتصدر صوت قعقعة أثناء تحركها.

ولم يكن المهاجم وحيدا أيضًا. ظهر شكل صغير آخر في الجزء الخلفي من القاعة وبدأ في الهجوم من الخلف بسحر ناري قوي. مسعورين بالخوف، اندفع السنو درايك للفرار من القلعة بشكل يائس أكثر من ذي قبل.

 لدينا بعض الأولاد العظميين للتعامل معهم. أو الهياكل العظمية، إذا كنت تفضل ذلك.

“القرف. أنا آسف، لقد شرب العديد جدًا من الأنواع… فلنذهب يا سول!” 

عندما بدأوا في تجميع أنفسهم معًا، ظهر شيء نصف شفاف جزئيًا على طول الممر، واندفع ببطء نحونا. لقد كان جسمًا بشريًا نحيفًا، لكن لم يكن له رأس أو أرجل. كان يرتدي ثوبًا قديمًا مهترئًا، ويطفو نحونا بلا وزن، كما لو كان يسبح في الهواء نفسه.

 مرة أخرى، تميل مثل هذه التماثيل إلى المبالغة في مدى إعجاب الناس، أليس كذلك؟ لن يكون مفاجئًا إذا حصل النحات على القليل من الرخص الفنية. 

 لست خبيرًا أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن لا بد أن ذلك شبح من نوع ما.

في مرحلة ما، مددت يدي إلى جيبي وأحنيت رأسي في صلاة تأملية. طالما أنني أملك آثاري المقدسة، سأكون بخير. 

“لدينا هياكل عظمية وطيف ، أيها الزعيم!” “اسحبهم لنا يا باتريس!”

كل ما يمكنني فعله هو الإيماءة ببطء.

“حسنا!”

قال تيموثي وهو يقف ببطء إلى قدميه.

“سارا، تيموثي، روديوس، اعتنوا بنا وركزوا على الهياكل العظمية! ” 

 

“حسنا!”

 

التفت ووجدت أن عددًا من الهياكل العظمية التي تحمل سيوفًا قديمة صدئة تتجه نحونا بالفعل من الخلف. يمكنهم في الواقع التحرك بسرعة مدهشة.

بمجرد أن نملأ جميع الأكياس الستة التي أحضرناها، سيكون لدينا ما يكفي للعودة إلى النقابة.

“ابتعدوا عن الطريق!” صرخت سارا وهي تشق طريقها أمامي وتيموثي إلى موقع للأمام. لقد وضعت قوسها على كتفيها وسحبت سكينًا كبيرًا بدلا من ذلك. 

مغطى عمليًا بسجادة من الحراشف البيضاء الجميلة، تقريبًا مثل بتلات شجرة أزهار الكرز المتفتحة. لا بد أن هذه هي حراشف سنو درايك التي نحن هنا من أجلها. 

“الهياكل العظمية ضعيفة أمام الهجامات الغاشمة والحادة ياروديوس!” صرخ تيموثاوس. 

“حسنًا، نحن بخير!” قالت سوزان. ” إل لنعد للتشكيلة جميعا!”

“هذا هو تخصصي!” 

 “لا يبدو أنهم يتجهون في طريقنا”. 

أشرت بكلتا يدي نحو الهياكل العظمية المندفعة. إذا كانت القوة الغاشمة كافية لإسقاطهم، فلن يكون هذا أيضًا سيئا على الاطلاق.

أضن أن البرمائيات الكبيرة لها وجه ساحر إلى حد ما، ولكن لكل منها وجهه الخاص. ومع ذلك، فقد التقيت بأكثر من شخص ذوي وجوه الضفادع في القارة الشيطانيّة. خذا شيئ يجب على سارا أن تتجاوزه في أحد هذه الأيام.

“المدفع الحجري!”

 ” لا بد أنه كذلك.. كما اعتقد” قالت سارا وهي تشير إلى الأسفل “ترون؟ هناك بعض آثار الأقدام هناك.”

ضربت مقذوفتي القاتلة المفضلة الهيكل العظمي الأول في الصف وسحقته؛ استمر الحجر في التحرك، ودمر الهيكل العظمي الثاني أيضًا.

أنا لا أقعر. أنا الميكا روديوس، غير القابل للتدمير!

“استجب لندائي يا إله الغموض، وحطم عدوي! مدفع الحجر!

ومع ذلك، لم أشعر حقًا برغبة في الانضمام إلى جوقة الشكاوى. لم أكن من أشد المعجبين بالحديث التافه عن الأشخاص خلف ظهورهم، خاصة أنني كنت شخصًا سيئًا في حياتي السابقة. 

بعد جزء من الثانية، أطلق تيموثي مدفعه الحجري، الذي اصطدم بهيكل عظمي واحد قبل أن يتوقف.

على أية حال، لقد مر وقت طويل منذ أن رأينا وحشًا.

أعتقد أنني فزت بهذه الجولة… لا يعني ذلك أنها منافسة أو أي شيء من هذا القبيل.

انطلقنا نحن الستة نحو القلعة مرة أخرى، نراقب بعناية ما يحيط بنا.

“حسنًا، لقد انتهينا جميعًا هنا. دعونا…” 

بالطبع، لن يكون من الحكمة قول أي شيء من هذا القبيل الآن.

“ليس بعد!”

” أوه. حسنا. يسعدني أن أعود معكم مرة أخرى، إذا كنتم ستستقبلونني.”

بينما كنت أدور لدعم سوزان والآخرين،

 

أعادتني صرخة تيموثي العاجلة إلى تركيزي. بدأ هيكل عظمي يتشكل أمام عيني. نفس الذي حطمته يعيد تجميع نفسه ببطء بطريقة أو بأخرى.

 لدينا بعض الأولاد العظميين للتعامل معهم. أو الهياكل العظمية، إذا كنت تفضل ذلك.

“طالما أن الطيف على قيد الحياة، فهذه الهياكل العظمية خالدة!”

من الواضح أن ميمير تدرب على هذا في مدرسة سحر.

أوه. صحيح. بالطبع.

ومع ذلك، هذا نوعًا ما هو كيفية سير الأمور في هذا النوع من العمل. قلة من المغامرين يمكنهم إنجاز الكثير بدون فرقة. لم أكن جيدًا بمفردي أنا الأخر. عندما تبدأ بالشعور بالغرور، تصبح مسألة وقت فقط حتى يظهر أمامك شخص أفضل منك.

الهياكل العظمية مخلوقات خالدة. يمكنك تحطيمهم وإشعال النار بهم، وسيظلون يأتون إليك أثناء احتراقهم. احرقهم إلى رماد، وما زالوا يجمعون أنفسهم مرة أخرى. 

“فلتأتِ هذه النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب! “

هجمات القوة الغاشمة والهجامت القاطعة هي أبسط طريقة لجعلهم غير قادرين على الحركة، ولكن ذلك كان مجرد إجراء مؤقت.

 

 أثناء شلهم، عليك القضاء على الطيف الذي يحركهم. يمكن لسحر النار أن يحرق الطيف، لكن هذا لا يفعل الكثير باستثناء توفير القليل من الوقت لك. مثل الهياكل العظمية التي كان يسيطر عليها، فإنه سيعود في نهاية المطاف.

“لقد كان ساحر أرض من الدرجة الإلهية، بكل المقاييس. كان يقوم بانتظام بإقامة حصون مثل هذه في أماكن لا يمكن لأي إنسان أن يجدها، ثم ينشئ أنفاقًا حتى تتمكن قواته من شن هجمات مفاجئة.

 السحر الإلهي هو الرد الأكثر فعالية على الطيف. يمكن أن تمحو أشكالها الشبحية بسرعة أكبر بكثير وبشكل كامل من أي تعويذة نارية؛ سيموت الطيف المهزوم بهذه الطريقة إلى الأبد. بالإضافة إلى ذلك..

“صحيح. لقد ولدت في قرية مجهولة هناك، وأمضيت سنوات في مدينة شاريا. قد تعرفونها بسبب جامعة السحر. في النهاية، توجهت إلى أسورا لمتابعة حلمي في أن أصبح مغامرًا عظيمًا… وهكذا انتهى بي الأمر حيث أنا اليوم، رجل أكثر تواضعًا بكثير.”

تخول الهياكل العظمية التي تضربها التعويذات الإلهية إلى جزيئات من الضوء وتختفي نهائيًا. ولكن طالما ظل الطيف نفسه سليمًا، فيمكنه استدعاء عدد لا نهاية له من الكائنات الجديدة.

“آه، لا شيء.”

“أدعوك يا الهي الذي يبارك الأرض التي تغذينا! أوفي العقوبة الإلهية لأولئك الحمقى الذين يتحدون الطرق الطبيعية! تطهير!

هذا الرجل الغاضب للغاية هو زعيمهم، بطبيعة الحال. كما أتذكر، كان اسمه سولدات هيكلر. من المفترض أنه مبارز ماهر للغاية بأسلوب إله السيف

من الواضح أن ميمير تدرب على هذا في مدرسة سحر.

كان طريقنا أيضًا أوسع بكثير مما كان عليه قبل دقيقة واحدة. وفجأة أصبح هناك مساحة كافية لخمسة أشخاص للسير جنبًا إلى جنب بشكل مريح. في الأمام، كان هناك جرف صخري ينحدر في الظلام على أحد جانبي الطريق. كان من الصعب معرفة ما يكمن في القاع، ولكن يبدو أنه نوع من البحيرات أو الأنهار التحت أرضية. كان لدي شعور سيء بشأن ما قد يكون كامنًا هناك. ربما لن يكون الوقوع فيه أعظم فكرة.

ألقيت نظرة سريعة على صوت التعويذة الغير مألوفة ورأيت كرة الضوء التي استدعاها ميمير توفي ضربة قوية إلى جسد الريث الطيفي.

هذا الرجل الغاضب للغاية هو زعيمهم، بطبيعة الحال. كما أتذكر، كان اسمه سولدات هيكلر. من المفترض أنه مبارز ماهر للغاية بأسلوب إله السيف

“جييييييييييييي-” مع صرخة تصم الآذان، اختفى الطيف. انفجر جسده الشفاف جزئيًا وتحول إلى ذرات صغيرة من الضوء، والتي سرعان ما تلاشت. 

يوجد كتل من الملح الصخري في أعماقها، لذلك كان المغامرون يغامرون أحيانًا بالخروج لاستعادة بعض منها. في الآونة الأخيرة، على الرغم من ذلك، وصلت أخبار إلى المدينة تفيد بأن أعدادًا كبيرة من الوحوش من المرتبة C كانت تتدفق من الكهف. 

على الفور، انهارت الهياكل العظمية، وتفتت عظامهم على الأرض.

بالطبع، لن يكون من الحكمة قول أي شيء من هذا القبيل الآن.

“حسنًا، نحن بخير!” قالت سوزان. ” إل لنعد للتشكيلة جميعا!”

“أنت جيد جدًا في الهروب يا باتريس.”  قال ميمير ” اصارحك بهذا”.

استدارت سارا وركضت بجانبي لتأخذ وضعها الطبيعي في المنتصف؛ انضم إليها ميمير، وعدنا إلى ترتيبنا الأول. 

لم تساعد بقع الجليد على الأرض. علينا أن ننتبه جيدًا لكل خطوة نخطوها لتجنب السقوط على وجوهنا. كنا جميعًا نرتدي أحذية مسننة، لكن في بعض الأحيان لم يكن ذلك كافيًا لمنع قدميك من الانزلاق.

تلك المعركة كانت مقلقة بعض الشيء، لكن على الأقل تمكنت من رؤية تعويذة جديدة للمرة الأولى.

لقد كان ابنًا لأحمق ثري، لكنه أكثر من ذلك. لم أكرهه. هذا كل شيء.

“هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها سحرًا إلهيًا… أو طيفا..” قلت بهدوء وأنا أنظر إلى تيموثي.

“…أنت تريد شيئا؟” قالت سوزان، وقد أصبح صوتها بارداً فجأة.

“إنها المرة الثانية فقط التي أرى فيها واحدا بنفسي” أجاب “في المرة الأولى، كان فريقي جاهلا تماما، وتسبب في مقتل أحد أصدقائنا. لقد كان ذلك درسا مؤلما للغاية.”

ربما محاولة مني لتجاهل الصرخات المخيفة التي ترسل الرعشات إلى أسفل عمودي الفقري.

“ألم يكن ميمير معك في تلك المرحلة؟”

“يا! ليس من المفترض أن نقوم بتجنيده، أتذكرين؟”

“لا. هذا قبل وقت طويل من تشكيل فرقة كاونتر آرو. لقد حرصت على جعلنا نتدرب على هذا السيناريو. أنا سعيد جدًا لأنني فعلت ذلك.”

لكن لسبب ما، وجدت نفسي أومئ برأسي. 

نظرت سارا إلينا من فوق كتفها ووضعت إصبعها على شفتيها. ربما كانت محادثتنا تجعل من الصعب عليها الاستماع إلى التهديدات.

هم مغامرون بالطبع. كان الرجل الذي يقف في وسط المجموعة وهو يرتدي معطفًا أزرق داكنًا مبارزًا بالتأكيد. وبالنظر إلى أدائه الآن، فقد كان جيدًا جدًا .

“آسف لذلك”  همست، لم يكن هذا بالتأكيد المكان أو الوقت المناسب للدردشة غير الرسمية. في مكان مثل هذا، قد يؤدي الإهمال إلى مقتلك في أي وقت من الأوقات على الإطلاق.

وفي النهاية التقت عيني بأعين المجموعة التي ظهرت من أعماق الأنقاض. كانت المجموعة بأكملها تنظر في اتجاهنا. كان بعضهم يحمل سيوفًا، والبعض الآخر يحمل دروعًا أو عصيًا. 

على أية حال، يبدو أن هذه الأثار مسكونة.

نظرت للأمام فرأيت مجموعة من الأشكال السوداء الطائرة ترفرف باتجاهنا بسرعة كبيرة. بدا أن كل واحد منهم يبلغ حجمه مترًا أو نحو ذلك.

 

” لا تقلقا لم أنساكما ”

 وذلك أكثر من مزعج بعض الشيء. انطلاقًا من مظهره، ربما كان هذا الطيف محاربًا في حياته السابقة… هل يمكن أنه جندي من الحرب الأولى بين البشر والشياطين؟

أنا لا أقعر. أنا الميكا روديوس، غير القابل للتدمير!

لا، ذلك غير مرجح حقًا. من المؤكد أن شبحًا من هذا الماضي البعيد لن يظل يتسكع في مكان يزوره الناس بانتظام إلى حد ما. ربما هو مغامر مات هنا خلال السنوات القليلة الماضية. 

 “بحق الجحيم؟ هذا هو كهف إلبرون! “

تعازيّ يا صديقي. أتمنى أن ترقد بسلام.

“ماذا بحق الجحيم من المفترض أن يعني ذلك؟ هل تحاول أن تغضبني يا فتى؟ أنت دائما هكذا! كل ما تفعله هو الإعلان عن نفسك، ثم تتصرف وكأنك أفضل من أن تحصل على المال! أنت تستمتع بالتصرف مثل شهيد، هاه؟ نحن جميعا بحاجة إلى المال من أجل البقاء ، اللعنة! “

“آه جيد، وصلنا!”

هل عادوا فعلاً من أجلي؟ لماذا؟ لست حتى عضوا في فرقتهم.

أعادني صوت سوزان إلى الواقع. أدركت أننا خرجنا أخيرًا من تلك المتاهة المتعرجة من الممرات إلى مساحة أكبر وأكثر انفتاحًا. بدا أننا في رواق واسع ربما يبلغ طوله مائة متر.

لكن بالطبع، هذا لا يعني أننا يمكن أن نتخلى عن حذرنا.

 وجدنا مجموعة من السلالم المتهالكة في المنتصف إلى تؤدي الى الطابق الثاني، في نفس الوقت صار جانبي الممر مبطنين بمنحوتات حجرية عملاقة. 

سحر الشفاء غير وارد. من المؤكد أن التعاويذ يمكن أن تخدر آلام العضلات، لكنها لا تستطيع أن تنقل امتناني. 

من الواضح جدًا أن جزءًا مهمًا من القلعة يقع أمامنا.

الواقع الملموس لذلك يشعرني بقشعريرة طفيفة في عمودي الفقري. عندما كنت أحدق في البحيرة الشاسعة الموجودة تحت الأرض، وجدت نفسي أتساءل عما سيحدث لأي شخص يحاول السباحة هناك.

“أوه واو…”

“…حسنًا، أنا قاصر.”

ثم هنالك السقف.

لم تتمكن سهام سارا من اختراق حراشفهم، ولم يكن سحر تيموثاوس قويًا بما يكفي لقتلهم. لم تكن هجمات سوزان وباتريس تسبب لهم اي ضرر حقيقي.

مغطى عمليًا بسجادة من الحراشف البيضاء الجميلة، تقريبًا مثل بتلات شجرة أزهار الكرز المتفتحة. لا بد أن هذه هي حراشف سنو درايك التي نحن هنا من أجلها. 

من المؤكد أن روديوس يمكن أن يثير أعصابك في بعض الأحيان. على عكس تيموثي، لم يدافع أبدًا عن نفسه على الإطلاق، وتلك الابتسامة المزيفة التي كان يلصقها دائمًا على وجهه تجعلني اتنهد في كل مرة أراه فيها. 

بناءً على البحث الذي قمنا به مسبقًا، نتستطيع القول أن هذه القاعة جزء من الطريق الذي استخدمه السنو درايك للانتقال من عشهم إلى مناطق الصيد الخاصة بهم.

على أية حال، يبدو أن هذه الأثار مسكونة.

غالبًا ما يتوقفون هنا للعناية بأنفسهم أثناء تحركهم عبر المنطقة. لقد كان معروفًا بأنه أفضل مكان للعثور على حراشفه في الآثار بأكملها.

سحر الشفاء غير وارد. من المؤكد أن التعاويذ يمكن أن تخدر آلام العضلات، لكنها لا تستطيع أن تنقل امتناني. 

“وراء هذه القاعة، سنخطو إلى منطقة السنو درايك” صاحت سوزان من الأمام. “لا تذهب إلى أبعد من ذلك التمثال الأخير في الصف هناك. هل هذا واضح للجميع؟”

والأهم من ذلك أنه لم يعد يبدو أن أيًا من المخلوقات يتحرك. لقد حرصت على فحص السقف والجدران وكل مكان محتمل للاختباء في الردهة، لكنني لم أتمكن من رؤية أي شيء يبدو وكأنه تهديد.

 “نعم!” صاح ميمير وباتريس في انسجام تام، ثم استعدا اللعمل على جمع الحراشف.

 وعندما تعتقد أنك اكتشفت كيف يعمل العالم، فلن يمر وقت طويل حتى تقلب الطاولة عليك. 

لقد خططنا بعناية لهذا الجزء من العملية مسبقًا. كان من المفترض أن أراقب التهديدات من جميع الاتجاهات. جنبًا إلى جنب مع سارا وتيموثي.

وبالطبع، كان هناك عدد لا بأس به من الوحوش ذات التصنيف A التي يمكنها تجاهل السهم، أو حتى مراوغته في الجو. كان السنو درايك بالتأكيد في هذه الفئة.

من المعروف أن السنو درايك تخرج من أقصى نهاية هذا الردهة، وأحيانًا تخرج وحوش أخرى من الطابق الثاني أو الممر الذي مررنا به للتو.

لقد ألقيت جدارًا ضخمًا من التراب في طريقهم، وأعقت تقدمهم. لقد كان حاجزًا صلبًا وسميكًا، يصل إلى كتف أقرب تمثال حجري. معتقدًا أنني قد وفرت لنا جميعًا القليل من الوقت، استدرت وتوجهت إلى المخرج بنفسي.

 كنا نبحث بشكل أساسي عن الخفافيش العملاقة، والخلد ذات العيون الحمراء والأطياف وغيرها.

شرب الآخرون بكثرة لفترة من الوقت. توردت وجوههم ويبدو أنهم يستمتعون كثيرًا. لقد كنت سعيدًا بقدومي. هذا النوع من الأشياء ممتع وأنا بحاجة إلى بعض المرح في حياتي لمساعدتي في الاستمرار.

إذا ظهرت السنو درايك نفسها، سنتراجع إلى الممر أو نختبئ خلف الغطاء. إذا ظهرت الوحوش الأخرى، فسنقوم فقط بتنبيه الآخرين والقضاء عليهم. في هذه الأثناء، سيجمع باقي أعضاء الفريق أكبر عدد ممكن من الحراشف. 

يبدو أن سولدات على وجه الخصوص، قد انغمس في قصته حقًا. استمع المغامرون الآخرون في الغرفة بابتسامات مريبة على وجوههم.

بمجرد أن نملأ جميع الأكياس الستة التي أحضرناها، سيكون لدينا ما يكفي للعودة إلى النقابة.

“هذا صحيح بما فيه الكفاية” قالت سارا، وقد بدت غاضبة بعض الشيء “لقد كنت محظوظًا حقًا يا روديوس.”

يمكن أن يصبح هذا خطيرًا جدًا إذا انتهى بنا الأمر بطريقة ما إلى القتال مع السنو درايك… ولكن بصرف النظر عن هذا الاحتمال، هذه المهمة بصراحة بسيطة جدًا لدرجة أنها بالكاد تشعرك بأنها تستحق تصنيف المرتبة A. 

“هذا الرجل هو الأسوأ!”

كنت أتوقع أن نواجه العديد من الأعداء في طريقنا إلى هنا. يبدو أن هناك عددًا قليلاً من الوحوش بشكل غريب اليوم. لقد كان ذلك الطيف هو التهديد الحقيقي الوحيد الذي واجهناه.

***

لسبب ما، هذا جعلني في الواقع غير مرتاح بعض الشيء. علي أن أتأكد من عدم التخلي عن حذري.

لا يزال بإمكاني النظر من فوق رأس سارا وهي أمامي، ولكن بما أنها كانت أقصر قليلاً، فمن المحتمل أنه كان من المستحيل عليها أن ترى أي شيء بينما باتريس أمامها مباشرة. عادةً ما يكون الصف الأوسط متحررا حتى تتمكن من استهداف الأعداء في الأمام، لكن لم تكن هناك مساحة كافية هنا. يبدو أن هذا التدبير هو خيارنا الوحيد في الوقت الحالي. إذا أصبحت الأمور فوضوية، فقد أضطر إلى إقامة جدار أمام خط المواجهة مباشرة…

مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، ركزت انتباهي على اتجاه عش السنو درايك. يصور التمثال الأخير في الردهة امرأة شهوانية ساقاها متباعدتان – امرأة لا ترتدي سوى بنطال ساخن، وواقي للثدي، وعباءة. 

 

وضعت يديها على وركها… ولسبب ما، كانت هناك سلاسل عليهما. شعرت بالحزن قليلاً لأن رأسها قد سقط في وقت ما على مر القرون.

وبالطبع، كان هناك عدد لا بأس به من الوحوش ذات التصنيف A التي يمكنها تجاهل السهم، أو حتى مراوغته في الجو. كان السنو درايك بالتأكيد في هذه الفئة.

كان هناك باب بين ساقي هذا التمثال. على مسافة أبعد قليلاً من ذلك الممر، كان من الواضح أنه المكان الذي تعيش فيه السنو درايك، لذلك من المفترض أنه المكان الذي سيأتون منه إذا ظهروا.

كنت أخطط للاحتفاظ بها في الوقت الحالي بدلاً من صرفها على الفور. آمل أن أتقدم للأمام خلال ستة أشهر أو نحو ذلك. لن أستخدم هذا القدر من المال في الوقت الحالي، ولكن لم يكن من المؤلم أبدًا أن أخبئ المزيد من النقود ليوم ممطر.

لم يكن الأمر مهمًا حقًا، لكن ملابس هذا التمثال بدت مألوفة بشكل غريب.

 

أوه! انتظر، هل من المفترض أن تكون كيشيريكا كيشيريسو؟! في المرة الأخيرة التي رأيتها فيها، بدت وكأنها طفلة صغيرة أكثر من كونها فاتنة ممتلئة الجسم، لكن… ربما؟ لا، لا، لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا… حسنًا.

في تلك اللحظة، انقطعت محادثتنا بوقاحة. “نحن نتعرض للهجوم!” صرخت سارا، وأسقطت شعلتها وأمسكت بقوسها.

 مرة أخرى، تميل مثل هذه التماثيل إلى المبالغة في مدى إعجاب الناس، أليس كذلك؟ لن يكون مفاجئًا إذا حصل النحات على القليل من الرخص الفنية. 

“ماذا يهم إذا كنا نشرب أم لا؟” قال تيموثي، الشخص الآخر الذي طلب مفس المشروب مثلي. 

ومع ذلك، بدا هذا مبالغًا فيه بعض الشيء . وخاصة في قسم الطول. وتلك المنحنيات.

عادل بما فيه الكفاية. أنا مدين لهم بذلك، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد.

حسنًا… تلك الأشياء ضخمة جدًا…

“لا. هذا قبل وقت طويل من تشكيل فرقة كاونتر آرو. لقد حرصت على جعلنا نتدرب على هذا السيناريو. أنا سعيد جدًا لأنني فعلت ذلك.”

 “ووبس ها أنا ذا مجدداً…”

هارجون، هاه؟ أتساءل عما إذا كان قد استدعى إله الدمار عندما قتلوه.

ركز يا روديوس ركز. أنا بحاجة إلى أن أكون جاهزًا وأنتظر ظهور الأعداء من العدم أو شيء من هذا القبيل.

غالبًا ما يتوقفون هنا للعناية بأنفسهم أثناء تحركهم عبر المنطقة. لقد كان معروفًا بأنه أفضل مكان للعثور على حراشفه في الآثار بأكملها.

ومع ذلك، فإن رؤية زوج من الثديين الضخمين لم تعد تثيرني تمامًا كما كانت تفعل من قبل. ربما كان ذلك لأنني لمست بالفعل بعض من الحقيقية. لقد اختفت براءتي إلى الأبد..

ومع ذلك، في نهاية المطاف، لم يكن الأمر يستحق الجدال مع هؤلاء الرجال بالتأكيد. لذلك علينا أن نأخذ هذه المشاعر المختلطة معنا إلى المنزل بدلاً من ذلك. عظيم.

“ما هذا الصوت؟!” صاح تيموثي.

بدا كما لو انه تناول بعض المشروبات بالفعل.

وبعد لحظة، وصلت صرخات خارقة من مكان ما على مسافة إلى أذني.

كان طريقنا أيضًا أوسع بكثير مما كان عليه قبل دقيقة واحدة. وفجأة أصبح هناك مساحة كافية لخمسة أشخاص للسير جنبًا إلى جنب بشكل مريح. في الأمام، كان هناك جرف صخري ينحدر في الظلام على أحد جانبي الطريق. كان من الصعب معرفة ما يكمن في القاع، ولكن يبدو أنه نوع من البحيرات أو الأنهار التحت أرضية. كان لدي شعور سيء بشأن ما قد يكون كامنًا هناك. ربما لن يكون الوقوع فيه أعظم فكرة.

“لدي شعور سيء بشأن هذا يا رئيس …”

 ” اهربوا!” 

“استعدوا للقتال جميعاً !” صاحت سوزان. “ادفعوا الأكياس إلى الجانب!”

وجهت عصاي نحو السنو درايك وبدأت في توجيه المانا من خلالها. والآن بعد أن صار لدي خط أمامي ثابت يصد الهجوم في الوقت الحالي، تمكنت من الهدوء قليلاً. كما قالت سوزان،  الدرايك ليسوا يحاولون قتلنا. يبدو أنهم أدركوا أننا عقبات خطيرة، لكن الغالبية العظمى منهم اختاروا تجنبنا تمامًا عن طريق الزحف على طول الجدران أو الأسقف.

ولسوء الحظ، ثبت أن شك ميمير له ما يبرره. تجمعنا نحن الستة في تشكيل محكم، نبحث حولنا عن العدو. الصرخات التي ترددت في الردهة تأتي من مكان أعمق في الأنقاض، وكانت تعلو تدريجياً. في حالة من التوتر وعدم اليقين، تبادلنا النظرات مع بعضنا البعض.

سحر الشفاء غير وارد. من المؤكد أن التعاويذ يمكن أن تخدر آلام العضلات، لكنها لا تستطيع أن تنقل امتناني. 

من صوته، هناك الكثير من الوحوش تصرخ. إذا كنا على وشك أن نتعرض للهجوم من قبل حشد كبير من الأعداء، فسيكون من الأذكى أن نمسك بالحراشف التي تمكنا من جمعها ونقوم بالانسحاب السريع. 

“ماذا يهم إذا كنا نشرب أم لا؟” قال تيموثي، الشخص الآخر الذي طلب مفس المشروب مثلي. 

ميمير وباتريس وسوزان قد ملأوا حقيبة بأكملها الآن؛ ربما كان هذا كافيًا لتلبية الحد الأدنى من متطلبات مهمتنا.

الهياكل العظمية مخلوقات خالدة. يمكنك تحطيمهم وإشعال النار بهم، وسيظلون يأتون إليك أثناء احتراقهم. احرقهم إلى رماد، وما زالوا يجمعون أنفسهم مرة أخرى. 

لبضع لحظات طويلة، استمعت سوزان بعناية إلى الصرخات، ثم نظرت في الحراشف وأكياسنا نصف المملوءة. قالت أخيرًا :

علاقتنا لم تتغير كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية. 

 “لا يبدو أنهم يتجهون في طريقنا”. 

 لدينا بعض الأولاد العظميين للتعامل معهم. أو الهياكل العظمية، إذا كنت تفضل ذلك.

“ينبغي أن نستمر في الجمع كما أعتقد ولكن بسرعة….”

“الى ماذا تنظرين؟”

لا يبدو أنه رأي غير معقول. فالصرخات لا تزال بعيدة، ولم أشعر أنها تتجه نحونا مباشرة . ربما شخص آخر قد دفع السنو درايك إلى حالة من الجنون، ولكن قد يكون هذا مجرد إلهاء نحتاجه لإنهاء جمع حراشفهم.

“…حسنًا، أنا قاصر.”

ومع ذلك، هذا مجرد احتمال واحد. هناك أيضًا فرصة لأن نتورط في أي كان. هل من الأذكى الاستمرار بالخيار الآمن ونخفض أرباحنا، أو نخاطر بالسعي للحصول على مكافأة أكبر؟

“مهلا، كواغماير! سنغادر المدينة اليوم. سأرسل لك رسالة إذا سمعت أي شيء عن والدتك هناك، حسنًا؟

 

نعم. صحيح.

في كلتا الحالتين، كل ثانية نقضيها في الانتظار كانت تعرضنا لخطر أكبر. هناك فرصة ألا يحدث شيء على الإطلاق، هذا صحيح؛ ولكن بغض النظر عن مسار العمل الذي أردنا اتخاذه، كان علينا أن نتخذ قرارنا بسرعة.

 فإذا أوقعت نفسي في فوضى حقيقية، ستصبح روابطنا هذه لا تقدر بثمن.

قالت سارا “أعتقد أنه يجب أن ننهي الأمر أيضًا”

 لا أزال أعمل بشكل أساسي كمغامر منفرد. كلما رأيت فرقة تناقش ما إذا كان ينبغي عليهم تولي مهمة صعبة، كنت أقترب منهم وأعرض عليهم خدماتي كمرتزق. خلال الأشهر القليلة الماضية، قمت بمساعدة العديد من المجموعات المختلفة. 

 واضاف ميمير”نعم أنا أتفق”

كل ما يمكنني فعله هو الإيماءة ببطء.

“لقد انتهينا تقريبًا على أي حال، أليس كذلك؟” قال باتريس.

لقد ردوا دائمًا عاطفتي بالمثل. بالطبع، سوف تنهار علاقتنا بسرعة إذا آذيتهم بشدة أو توقفت عن الاهتمام بهم. 

وهذا وضع أغلبية قوية من الفرقة إلى جانب سوزان. بصراحة، فضلت فكرة الهروب. لكن على عكس الآخرين، لن أواجه أي عواقب لفشلي في هذه المهمة. 

 

وبما أنني لم أكن عضوًا في فرقتهم، فلن أكون مسؤولاً عن دفع الرسوم من النقابة. وبما أنني لا أملك أي دور في اللعبة، فمن الصعب علي أن أقول أي شيء.

مما أستطيع أن أتذكره… “أعتقد أنهم كانوا خارجين لإبادة مجموعة كبيرة من السنو درايك التي ظهرت في كهف إلبرون…”

“حسنًا إذن” قال تيموثي بهدوء

ازداد حجم صوته مع استمراره، وسرعان ما أصبح صوته يطغى على كل محادثة أخرى في الحانة.

“سنجمع الحراشف لفترة أطول قليلاً. ولكن لنكن سريعين بشأن هذا الأمر.”

ومع ذلك، فإن هذا يطابق الوصف العام لمدخل أطلال جالجاو، والذي يبدو أن بعض المغامرين قد عثروا عليه قبل عشر سنوات. لكن لا أحد يستطيع أن يعطيني وصفًا محددًا لداخله، لذلك كان من الصعب تحديد ذلك على وجه اليقين.

وبهذا، سرع الجميع مهامهم السابقة على عجل. كنا جميعًا أكثر يقظة من ذي قبل، لكنني لم أستطع التخلص من الشعور بأن تلك الصرخات الصاخبة أصبحت أعلى وأكثر عنفًا. 

انطلقنا نحن الستة نحو القلعة مرة أخرى، نراقب بعناية ما يحيط بنا.

أمسكت بعصاي بإحكام، وحدقت في التمثال الحجري الموجود في أقصى نهاية القاعة.

“توقفي يا سارا،” جاء صوت من المدخل.

الصرخات لا تزال بعيدة. إذا كانت المجموعة متجهة نحونا، فمن المحتمل أنها قادمة من هذا الاتجاه… ولكن لسبب ما، شعرت أنني أستطيع سماعهم من خلفنا أيضًا.

 

 ربما كان الصوت يتردد داخل الأنقاض.

علي أن أقاتلهم بطريقة ما بينما أتراجع. 

هل يمكنني فقط استخدام سحر الأرض لإغلاق جميع المداخل باستثناء المدخل الذي سلكناه سابقا؟ لا، تلك فكرة سيئة. إذا تدفقت الوحوش من هناك، فسنكون في ورطة حقًا.

لكن عندما تحدثت، خرج صوتي هادئًا بشكل غريب. “اسف بشأن ذلك. لم أكن أعلم أنني كنت أزعجك بحضوري. سأبذل قصارى جهدي حتى لا أكون في نفس الغرفة معك مرة أخرى.

اهدأ يا روديوس. أنت لا تعرف حتى ما يحدث بعد. أي شيء تفعله الآن قد يأتي بنتائج عكسية.

“هل تعتقد أنك أتعس طفل صغير في كل العالم أو شيء من هذا؟ هاه؟!”

ولحسن الحظ، لم يكن أي منا في وضع سيء بعد. حتى لو واجهنا مشكلة، لدينا الطاقة اللازمة للخروج منها، وهو على الأرجح السبب الوحيد الذي جعل سوزان تختار المخاطرة في المقام الأول. الشيء الوحيد الذي كان علي القلق بشأنه هو قتل الوحوش إذا ظهرت. ببساطة.

“حسنا، الجميع! دعونا نزد الهجوم أيضًا! “

وانتظرت الآخرين حتى ينتهيوا. أحاول أن أبقي ذهني صافيا.

إن هالك وشقيقه غيورين للغاية، وبفضل علاقاتهما الممتازة، سيعرفان على الفور ما إذا كنت أخطط لإهمالهما. آخر شيء أحتاجه هو أن يبدأ الأولاد في العبوس. 

ربما محاولة مني لتجاهل الصرخات المخيفة التي ترسل الرعشات إلى أسفل عمودي الفقري.

“بصحة الجميع!” 

“…هم؟”

 “ما خطبك بحق الجحيم، هاه؟ لماذا أنت مهووس بما يعتقده الآخرون عنك؟”

وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.

 أثناء شلهم، عليك القضاء على الطيف الذي يحركهم. يمكن لسحر النار أن يحرق الطيف، لكن هذا لا يفعل الكثير باستثناء توفير القليل من الوقت لك. مثل الهياكل العظمية التي كان يسيطر عليها، فإنه سيعود في نهاية المطاف.

ربما نحن جميعًا قلقون بشأن لا شيء. ربما تلك صرخات التزاوج  للسنو درايك فقط، أو شيء من هذا القبيل؟ بعض الحيوانات تصبح صاخبة جدًا عندما تسخن. ربما وصلنا في منتصف طقوس التزاوج الخاصة بهم.

توجه قائد المجموعة في اتجاهي بنظرة غاضبة على وجهه. كان خديه محمرين، ولم يكن يمشي بثبات أيضًا

بعد أن استرخيت قليلاً، بدأت في تخفيف قبضتي عن عصاي… “يا للحماقة! إنهم يهجمون!”

تمكن تيموثي من إبقاء الأمور سلمية بطريقة أو بأخرى؛ آخر شيء احتاجه الفريق هو السماح لاستيائهم بالتفاقم والانفجار في معركة أخرى مع سولدات ورفاقه.

 

“اهدأي يا سوزان،” 

في تلك اللحظة، انفجر طوفان من الأشكال البيضاء الأنيقة أمام التمثال بسرعة شرسة. واندفعوا بين قدميه ونزلوا من المكان الذي كان رأسه فيه. في لمحة، اصبحوا كسرب ضخم.  واحد أبيض نقي.

“اسف بشأن ذلك.”

انهم السنو درايك. وفي غضون ثوانٍ، صار عددهم في الغرفة أكبر مما أستطيع حصره.

 لكنني لم أكن على  استعداد  لترك ذلك يزعجني، لأنهم لم يتدخلوا بشكل فعال في أنشطتي. وطالما حافظت على موقفي الخاضع والانقيادي، سأحتفظ بأغلبية قوية من النقابة إلى جانبي.

وبينما كانوا يندفعون للأمام، وجدت أعينهم المحتقنة مجموعتنا الصغيرة، وتوقفت المجموعة الأولى فجأة قبل أن تصل إلينا. أحصيت ستة منهم.

 هناك الكثير منها بالطبع، لكن مجال رؤيتي لا يتسع إلا لهذا العدد.

“ما هذا الصوت؟!” صاح تيموثي.

لقد حدث كل ذلك فجأةً. تجمد تيموثي في مكانه، مثلنا تمامًا. لم يستطع حتى أن يصرخ بكلمة “تراجع”.

 لا شيء له أي معنى.

ومع ذلك، يبدو أن أصدقائنا أصحاب الحراشف يتفاعلون بنفس الطريقة تمامًا. لم يسبق لي أن رأيت سحلية تحدق من قبل، ولكن ربما هذا هو شكلها. انفتحت أعينهم على اتساعها، وتجمدوا، وفتحوا أفواههم نصفيا ليهددونا بأنيابهم.

“الى ماذا تنظرين؟”

للحظة طويلة، شعرت وكأن الزمن قد توقف. وبعد ذلك، تمكنت أخيرًا من الصراخ بكلمة.

“يا إلهي، وابتسامتك مخيفة للغاية! بجدية… هل من المفترض أن هذه ابتسامة ؟ حاول أصعب قليلاً يا فتى! يمكننا أن نرى الازدراء في عينيك!

 ” اهربوا!” 

نظرت إلى تيموثي. أومأ برأسه قبل أن أتمكن من قول أي شيء. 

استدار تيموثي والآخرون وركضوا بسرعة نحو المخرج. 

“همم. أضن أننا يجب أن نحاول مع السم أيضًا. “

“جااااه! ليس مجدداً !”

كان الرجل لا يزال عابسًا بشدة، وهاجم تيموثي ولكمه في وجهه، مما أدى إلى سقوطه على الأرض. صرخت سوزان وسارا بغضب، وسحبتا أسلحتهما.

وكذلك صراخ باتريس الحزين أيضًا.

“يا! ليس من المفترض أن نقوم بتجنيده، أتذكرين؟”

قلعة الأرض!

لقد تراجعت، رغم ذلك. في مثل هذه الأوقات، كان زعيم الفرقة يتولى عادة الحديث نيابة عن المجموعة بأكملها. لقد كان خطأي نوعًا ما أننا التقينا ببعضنا البعض، لأنني كنت بطيئًا جدًا في الهرب، لكن لم يكن من حقي أن أقول أي شيء.

لقد ألقيت جدارًا ضخمًا من التراب في طريقهم، وأعقت تقدمهم. لقد كان حاجزًا صلبًا وسميكًا، يصل إلى كتف أقرب تمثال حجري. معتقدًا أنني قد وفرت لنا جميعًا القليل من الوقت، استدرت وتوجهت إلى المخرج بنفسي.

“أنا لا أحب روديوس البتة.”

 

 لم أكن عضوًا رسميًا في كاونتر آرو بالطبع، لكن ربما يبعثون من اجلي هذه الرسالة على الأقل…

لكن عندما نظرت من فوق كتفي بعد لحظة، لم أستطع إلا أن أطلق صرخة رعب حادة. 

 “ها ها ها ها!” انفجر ميمير ضاحكًا بينما كان تيموثي يخدش بشكل محرج رقبته.

السنو درايك عبارة عن سحالي في الأساس، وكان الجدار البسيط ولو كان طويلًا لا معنى له في الأساس بالنسبة لهم. فواحدًا تلو الآخر، تسلقوا فوقه و انزلقوا عبر الفجوات الصغيرة على كلا الجانبين.

 إذا كان ما قاله تيموثي صحيحًا، فمن الممكن أن يكون لارجون هارجون قد قام بحفر نفق لقواته للأعلى للهجوم في أي مكان وفي أي وقت، دون سابق إنذار على الإطلاق. كانت الجدران الدفاعية عديمة الفائدة تمامًا. لا بد أن كل جندي بشري كان دائمًا على حافة الهاوية، ولا يعرف أبدًا متى قد يأتي الهجوم التالي… لقد كان من الغريب تقريبًا أن تتمكن البشرية بالفعل من الفوز في تلك الحرب.

هذا ليس جيدًا على الإطلاق. بهذا المعدل سيلحقون بي ويحيطونني. 

من الواضح أن الرجل غاضب منا، وبدا الأشخاص الذين يقفون خلفه مستائين أيضًا. ولكن شعرت وكأننا كنا نتحدث عن بعضنا البعض هنا.

بفضل ركضي اليومي، لم اتعب بعد، لكن هذا لم يكن يعني الكثير. لم أكن عداءًا سريعًا بأي حال من الأحوال.

“تبا لك! يعتقد هذا الطفل أنه لا يوجد أحد في العالم يعاني أسوأ منه! لا أعرف ماذا حدث لك بحق الجحيم يا كواغماير، لكنك محبط للغاية! ليس لديك الشجاعة لمواجهة مشاكلك الخاصة! من أين لك أن تتصرف مثل خراء ذئب منفرد، هل تعتقد أن القواعد لا تنطبق عليك أو شيء من هذا؟ حسنا، الأمر وما فيه انك ومع هذا القرف الخاص بك  تثير اشمئزازي!” 

“جاه!” التفت للخلف وأشرت بيدي إلى السنو درايك. هذه الأشياء هي سحالي أليس كذلك؟ وكيف تقتل سحلية؟ هل البرد الشديد سيعمل؟ ربما سوف يبطئهم، على الأقل!

 “بحق الجحيم؟ هذا هو كهف إلبرون! “

“العاصفة الثلجية!”

عندما يموت أحد المغامرين، عادةً ما يتعامل أحد أفراد مجموعتهم مع الأشياء التي تركها  وراءه. 

لقد قمت بإلقاء تعويذة جليدية، متصرفًا في الغالب بالفطرة. اندفعت رياح متجمدة عبر الهواء، مما أدى إلى تطاير الحراشف من الأرض. بعد لحظة، انزلقت رماح من الجليد سميكة مثل فخذ رجل نحو السنو درايك التي تجاوزت جداري.

“ماذا تقول يا روديوس؟” سألت سوزان بابتسامة.

لم تكن الوحوش بعيدة، ولم يكن لديهم مجال كبير للمناورة. لكن بطريقة ما، تمكنوا من تجنب معظم الرماح بحركات أجسادهم السريعة والرشيقة. المقذوفات القليلة التي أصابت الهدف لم تكن فعالة أيضًا، فقد ارتدت من حراشف السنو درايك  بدلاً من اختراقها.

عبس سولدات بشراسة.

لقد اخترت سحري بشكل سيء. حراشف السنو درايك عبارة عن عوازل طبيعية، وهي اصلا  تعيش في منطقة شديدة البرودة من العالم. بالطبع لن تعمل تعويذة الجليد عليهم.

وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.

لقد انهار جدار الأرض الخاص بي. وشقت المزيد من الأجسام البيضاء طريقها عبر الأنقاض المنهارة. رأيت ما لا يقل عن اثني عشر منهم في الموجة الاولى .

“آه… هل ستخرجون غدًا؟” 

هم يهاجمونني كمجموعة الآن، بأعداد كبيرة. في وقت سابق قد رأيت عددًا قليلًا فقط في وقت واحد، لكنها كانت تتجمع عندما أدى جداري إلى إبطاء الصفوف الأمامية. تحرك كل واحد منهم بسرعة ورشاقة مثل سحلية صغيرة، على الرغم من حجمها الهائل.

أمسكت بعصاي بإحكام، وحدقت في التمثال الحجري الموجود في أقصى نهاية القاعة.

هذا ليس جيدًا. 

 

لا  استطيع اختيار الركض بعد الآن. 

 

علي أن أقاتل. 

 مرة أخرى، تميل مثل هذه التماثيل إلى المبالغة في مدى إعجاب الناس، أليس كذلك؟ لن يكون مفاجئًا إذا حصل النحات على القليل من الرخص الفنية. 

علي أن أقاتلهم بطريقة ما بينما أتراجع. 

“دعونا ننتهي من هذا،” تمتمت سوزان، وقد بدت ساخطة بعض الشيء. 

هل يمكنني فعل ذلك؟ على الاغلب لا.

يمكنني تحمل أي شيء يرميه العالم في وجهي. مع مراقبة روكسي لي، لا شيء يمكن أن يؤذيني. 

هل تمكن الآخرون من الفرار على الأقل؟

“هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها سحرًا إلهيًا… أو طيفا..” قلت بهدوء وأنا أنظر إلى تيموثي.

على الأقل كنت قد تركت رسالة في غرفتي في النزل في حالة حدوث شيء كهذا. 

“ما هي مشكلتهم على أي حال؟ أعلم أنهم أقوى فرقة في هذه النقابة، لكنهم مغرورون بأنفسهم.”

عندما يموت أحد المغامرين، عادةً ما يتعامل أحد أفراد مجموعتهم مع الأشياء التي تركها  وراءه. 

 ربما كان الصوت يتردد داخل الأنقاض.

 لم أكن عضوًا رسميًا في كاونتر آرو بالطبع، لكن ربما يبعثون من اجلي هذه الرسالة على الأقل…

من خلال إصدار التعليمات لبعضهم البعض، انطلقت الطليعة ضد حشد السنو دريك. أطلقت سارا موجة من السهام، وأطلق تيموثي رشقات نارية من اللهب في كل الاتجاهات.

مددت يدي اليسرى إلى جيبي وضغطت بقوة على قطعة القماش الموجودة بداخلها. بينما كانت السنو درايك تهاجمني، حاولت أن أجهز نفسي لما لا مفر منه.

من خلال إصدار التعليمات لبعضهم البعض، انطلقت الطليعة ضد حشد السنو دريك. أطلقت سارا موجة من السهام، وأطلق تيموثي رشقات نارية من اللهب في كل الاتجاهات.

“ياه!”

 “فهمت.”

في تلك اللحظة، سمعت صوتًا من خلفي… وسهمًا يمر قربي واستقر في عين أقرب سنو درايك.

ومع ذلك، كان من الجيد أن يكون لديك بديل أكثر سطوعًا وموثوقية لهذه العصي الخشبية المشتعلة. ربما شيء مثل فانوس LED قوي؟

“غراااه!” صرخت السحلية بأعلى صوتها وتعثرت على الجانب واصطدمت بأحد التماثيل الحجرية التي تصطف على جانبي الردهة. اندفعت للأمام وتجاوزتنا وضغطت جسدها بقوة على الجدار الجانبي للممر.

 لدينا بعض الأولاد العظميين للتعامل معهم. أو الهياكل العظمية، إذا كنت تفضل ذلك.

“فلتأتِ هذه النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب!

“تراجع يا سول! أنت تأخذ هذا بعيدًا جدًا!”

عمود من اللهب اندلع بجانبي على اليسار؛ وتوقف السنو درايك المندفعون بشكل مفاجئ، بدلاً من الركض عبره.

 

“لنفعل هذا، باتريس!” 

لقد اخترت سحري بشكل سيء. حراشف السنو درايك عبارة عن عوازل طبيعية، وهي اصلا  تعيش في منطقة شديدة البرودة من العالم. بالطبع لن تعمل تعويذة الجليد عليهم.

“نعم!”

“توقفوا…”

تجاوزتني سوزان، وكان يحيط بها من كلا الجانبين باتريس وميمير. وفجأة صار هناك ثلاثة أشخاص في الطليعة وثلاثة في الخلف. وكنت في منتصف التشكيلة.

كان نهج تيموثي أقل دقة بعض الشيء. أشار بكلتا يديه إلى السماء وأطلق العنان لتعويذة نار واسعة النطاق أدت إلى سقوط اثنين من الخفافيش العملاقة نحو هلاكهما.

“هذه الأشياء لا تسعى خلفنا! فقط اضغطو على أولئك الذين يندفعون وابعدوهم عن المسار! “

كان أعضاء كاونتر آرو يعلمون ذلك بالطبع. كانوا يعلمون أنني كنت أرفض دائمًا. كنت بحاجة للعودة وإخبار روكسي أنني بذلت قصارى جهدي هناك. كانت هذه هي الطريقة التي كنت أفعل بها الأشياء حتى الآن، ولم أكن أخطط لتغيير روتيني الآن.

 

 “ووبس ها أنا ذا مجدداً…”

“مفهوم!”

“استجب لندائي يا إله الغموض، وحطم عدوي! مدفع الحجر! “

 

 ربما كان الصوت يتردد داخل الأنقاض.

“المزيد قادم من اليسار!”

الواقع الملموس لذلك يشعرني بقشعريرة طفيفة في عمودي الفقري. عندما كنت أحدق في البحيرة الشاسعة الموجودة تحت الأرض، وجدت نفسي أتساءل عما سيحدث لأي شخص يحاول السباحة هناك.

من خلال إصدار التعليمات لبعضهم البعض، انطلقت الطليعة ضد حشد السنو دريك. أطلقت سارا موجة من السهام، وأطلق تيموثي رشقات نارية من اللهب في كل الاتجاهات.

“حسنًا، إنهم ليسوا مثلنا، تعلمون؟ ربما هذا أكثر ملاءمة لهم، بطريقة أو بأخرى.”

هل عادوا فعلاً من أجلي؟ لماذا؟ لست حتى عضوا في فرقتهم.

لقد كانوا فريق القائد*، وهم مجموعة مغامرين من الرتبة S. مجموعة ذات كفاءة عالية مرتبطة بعشيرة ثاندربولت البارزة. لقد سمعتهم يطلقون عليهم أقوى فرقة في مدينة روزنبرج بأكملها.

بينما كنت واقفًا هناك مذهولًا، استدار تيموثي وصفعني على ظهري

“بالطبع.”

.

ميمير وباتريس وسوزان قد ملأوا حقيبة بأكملها الآن؛ ربما كان هذا كافيًا لتلبية الحد الأدنى من متطلبات مهمتنا.

لقد فعلوا ذلك حقًا… عادوا لإنقاذي. في اللحظة التي أدركت فيها ذلك، أنا

 لدينا بعض الأولاد العظميين للتعامل معهم. أو الهياكل العظمية، إذا كنت تفضل ذلك.

شعرت بشيء دافئ ينتفخ بداخلي. 

” روديوس كواغماير ؟ أعطني استراحة لعينة.”

“…قرف!”

لم يكن هناك الكثير من الوحوش في البداية. في بعض الأحيان المخلوقات التي تشبه مئويات الأقدام العملاقة سوف تنبثق وتهاجم.

لقد أجبرت هذا الشعور على التراجع بنفس السرعة التي جاء بها. لم أكن متأكدا

“ومع ذلك، هذه الأشياء فريستنا. أنتم يا رفاق ستحصلون على جثة واحدة؛ هذا كل شيء فهمتم؟!”

بالضبط لماذا. أنا فقط لا أستطيع التعامل مع الأمر الآن. أنا فقط… لم أكن مستعدًا.

 “هاي سوز! ماذا عن هذا؟”

“لا تقف هناك فحسب أيها المعتوه!” صرخت سارا، وأعادتني إلى الواقع. ” قاتل أيضًا!”

***

“صحيح!”

“فيوه… حسنًا، ها نحن ذا. عمل جميل يا شباب… “

وجهت عصاي نحو السنو درايك وبدأت في توجيه المانا من خلالها. والآن بعد أن صار لدي خط أمامي ثابت يصد الهجوم في الوقت الحالي، تمكنت من الهدوء قليلاً. كما قالت سوزان،  الدرايك ليسوا يحاولون قتلنا. يبدو أنهم أدركوا أننا عقبات خطيرة، لكن الغالبية العظمى منهم اختاروا تجنبنا تمامًا عن طريق الزحف على طول الجدران أو الأسقف.

“جرا!”

بمعنى آخر، لم يكن علينا محاربة هذه المجموعة الكاملة من الوحوش. كل ما علينا أن نقلق بشأنه هو الاثنان أو الثلاثة الذين يهاجموننا مباشرة. 

مما أستطيع أن أتذكره… “أعتقد أنهم كانوا خارجين لإبادة مجموعة كبيرة من السنو درايك التي ظهرت في كهف إلبرون…”

وحتى ذلك الحين، لم تكن هناك حاجة لقتلهم. إذا سببنا القليل من الضرر، فسيغيرون مسارهم بسرعة كافية. بعض الحيوانات تصبح أكثر خطورة وعدوانية عندما أصيبت، ولكن لحسن الحظ، تفضل هذه السحالي الهروب للنجاة بحياتها.

 من المؤكد أن سولدات لم يكن يقوم بعمل جيد في ذلك. ماذا كان ينوي أن يفعل إذا دخلنا في قتال هناك وسط الأنقاض على أية حال؟ 

لم تتمكن سهام سارا من اختراق حراشفهم، ولم يكن سحر تيموثاوس قويًا بما يكفي لقتلهم. لم تكن هجمات سوزان وباتريس تسبب لهم اي ضرر حقيقي.

“يا إلهي، وابتسامتك مخيفة للغاية! بجدية… هل من المفترض أن هذه ابتسامة ؟ حاول أصعب قليلاً يا فتى! يمكننا أن نرى الازدراء في عينيك!

لكن إذا كان كل ما يتعين علينا فعله هو إبعادهم عنا، فقد كانت لدينا فرصة للنجاة من هذا الهجوم.

 عندما سقطت في تفكيري أثناء الركض، بدت المدينة وكأنها تتدفق أمامي من تلقاء نفسها.

“المدفع الحجري!”

قال تيموثي وهو يقف ببطء إلى قدميه.

لقد أطلقت تعويذة تلو الأخرى على السنو درايك أمامي مباشرةً، محاولًا تغيير مسارهم. كانت الضربة المباشرة من مدفعي الحجري قوية بما يكفي لتحطيم حراشف السنو درايك وثقب لحمهم، لكن حتى هذا ليس كافيًا لقتلهم. لم أكن متأكدة مما إذا كان السبب هو المسافة، أم أنهم تمكنوا بطريقة ما من لف أجسادهم للحد من الضرر.

بالطبع، يمكن لبقيتنا دائمًا التدخل لتقديم القليل من المساعدة غير الواضحة عندما تحتاج إليها. إذا لم يكن ذلك كافيًا، حسنًا… سيكون علينا عبور هذا الجسر عندما نصل إليه.

لم يكن الأمر مهمًا حقًا. كل ما كان يهمني هو إخافتهم طالما أقنعتهم بالخروج عن المسار، يمكننا تجاوز هذا الأمر قطعة واحدة.

على الفور، انهارت الهياكل العظمية، وتفتت عظامهم على الأرض.

“حسنا!” صاحت سوزان. “لنشق طريقنا إلى الحائط!”

لقد ابتسمت  أمامي. ليس أفضل شعور في العالم. 

شيئًا فشيئًا، بدأنا في تحريك تشكيلتنا بشكل جانبي. بمجرد أن نصل إلى الحائط، سيهاجمنا الدرايك من اتجاهات أقل. وإذا تراجعنا على طوله، يمكننا أن نشق طريقنا إلى المخرج.

 

كان من المستحيل معرفة المدة التي ستستمر فيها موجات السنو درايك هذه، لكن في النهاية تمكنا على الأقل من الهروب من هذه الغرفة.

“ومع ذلك، هذه الأشياء فريستنا. أنتم يا رفاق ستحصلون على جثة واحدة؛ هذا كل شيء فهمتم؟!”

“جرا!”

كان كهف إلبرون على بعد رحلة ليوم واحد من روزنبرج. الوحوش التي سكنته في الغالب تهديدات من المرتبة D أو E. 

فجأة، رأيت رذاذًا كبيرًا من الدماء ينطلق في الهواء من مكان ما في أعماق أمواج السنو درايك. شيء ما – لا، شخص ما – يقفز بشراسة عبر ساحة المعركة، مما أدى إلى مقتل السنو درايك في تتابع سريع.

فجأة، رأيت رذاذًا كبيرًا من الدماء ينطلق في الهواء من مكان ما في أعماق أمواج السنو درايك. شيء ما – لا، شخص ما – يقفز بشراسة عبر ساحة المعركة، مما أدى إلى مقتل السنو درايك في تتابع سريع.

ولم يكن المهاجم وحيدا أيضًا. ظهر شكل صغير آخر في الجزء الخلفي من القاعة وبدأ في الهجوم من الخلف بسحر ناري قوي. مسعورين بالخوف، اندفع السنو درايك للفرار من القلعة بشكل يائس أكثر من ذي قبل.

أوه.  هذا كله مجرد تاريخ شعبي، إذن. ومع ذلك بدا الأمر معقولا. لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية بناء قلعة ضخمة كهذه في أعماق الأرض.

“ماذا، هل هذا كل ما لديك؟!” الرجل الذي كان في مقدمة هذه المجموعة – وهو الذي زمجر سابقًا – قطع الدرايك واحدًا تلو الآخر، وهرع الأشخاص الذين تبعوه لدعمه.

لقد انهار جدار الأرض الخاص بي. وشقت المزيد من الأجسام البيضاء طريقها عبر الأنقاض المنهارة. رأيت ما لا يقل عن اثني عشر منهم في الموجة الاولى .

يبدوا أن سلاح الفرسان قد وصل.

ركز يا روديوس ركز. أنا بحاجة إلى أن أكون جاهزًا وأنتظر ظهور الأعداء من العدم أو شيء من هذا القبيل.

نظرت إلى تيموثي. أومأ برأسه قبل أن أتمكن من قول أي شيء. 

نقطة دخولنا إلى الأنقاض لم تكن البوابة الأمامية. 

“حسنا، الجميع! دعونا نزد الهجوم أيضًا! “

“آه…” في تلك اللحظة، انفتح باب الحانة ودخل ثلاثة رجال إلى الداخل. تعرفت عليهم على الفور. وكان واحد منهم مألوفا بشكل خاص.

“لقد فهمت ايها الزعيم !”

يبدو أن الآخرين لم يلاحظوا دخول سولدات. ومن المفهوم أن لا أحد منهم بدا سعيدًا جدًا برؤية الرجل الذي أمضوا للتو ثلاثين دقيقة في الشكوى منه.

تقدمت سوزان للأمام مبتسمة، وبدأ هجومنا المضاد.

لكن عندما تحدثت، خرج صوتي هادئًا بشكل غريب. “اسف بشأن ذلك. لم أكن أعلم أنني كنت أزعجك بحضوري. سأبذل قصارى جهدي حتى لا أكون في نفس الغرفة معك مرة أخرى.

 

بتجاهلت سلوك سارا السيئ، يكون من السهل العمل مع كاونتر آرو.  أحببت أن أكون حولهم. فسوزان شخص مراع. بينما تيموثاوس حسن الطباع ومؤنس.

***

“إنها المرة الثانية فقط التي أرى فيها واحدا بنفسي” أجاب “في المرة الأولى، كان فريقي جاهلا تماما، وتسبب في مقتل أحد أصدقائنا. لقد كان ذلك درسا مؤلما للغاية.”

 

هارجون، هاه؟ أتساءل عما إذا كان قد استدعى إله الدمار عندما قتلوه.

لقد كنت الشخص الذي أسقط آخر سنو درايك.

لا يبدو أنه رأي غير معقول. فالصرخات لا تزال بعيدة، ولم أشعر أنها تتجه نحونا مباشرة . ربما شخص آخر قد دفع السنو درايك إلى حالة من الجنون، ولكن قد يكون هذا مجرد إلهاء نحتاجه لإنهاء جمع حراشفهم.

ضربت مقذوفتي الحجرية مباشرة أعلى رأس المخلوق، فحطم الجمجمة ورش محتوياتها في كل الاتجاهات.

عدم كره شخص ما هو شيء مختلف تمامًا عن الإعجاب به.

“…لقد انتهى الأمر أخيرًا، هاه؟”

ومع ذلك، تعرف عليّ الرواد هنا وعرفوا اسمي. بهذا المعدل، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تنتشر بعض الشائعات عني عبر المدينة بأكملها.

فقط للتأكد، نظرت بحذر في جميع أنحاء المنطقة. كانت جثث سنو درايك ملقاة في أكوام في جميع أنحاء القاعة. لقد قُتلت الغالبية العظمى منهم على يد الفريق الذي انضم في منتصف الأمر. لكننا أسقطنا حفنة لا بأس بها بأنفسنا. 

هم يهاجمونني كمجموعة الآن، بأعداد كبيرة. في وقت سابق قد رأيت عددًا قليلًا فقط في وقت واحد، لكنها كانت تتجمع عندما أدى جداري إلى إبطاء الصفوف الأمامية. تحرك كل واحد منهم بسرعة ورشاقة مثل سحلية صغيرة، على الرغم من حجمها الهائل.

والأهم من ذلك أنه لم يعد يبدو أن أيًا من المخلوقات يتحرك. لقد حرصت على فحص السقف والجدران وكل مكان محتمل للاختباء في الردهة، لكنني لم أتمكن من رؤية أي شيء يبدو وكأنه تهديد.

 وبالطبع، التواجد هنا في الواقع مختلف تمامًا عن النظر إلى الرسم التوضيحي. كان بإمكاني أن أشم رائحة الكهف، وأشعر بالهواء الراكد، وأسمع بين الحين والآخر صوت ضفدع عملاق يقفز عبر الماء بالأسفل. 

وفي النهاية التقت عيني بأعين المجموعة التي ظهرت من أعماق الأنقاض. كانت المجموعة بأكملها تنظر في اتجاهنا. كان بعضهم يحمل سيوفًا، والبعض الآخر يحمل دروعًا أو عصيًا. 

هم مغامرون بالطبع. كان الرجل الذي يقف في وسط المجموعة وهو يرتدي معطفًا أزرق داكنًا مبارزًا بالتأكيد. وبالنظر إلى أدائه الآن، فقد كان جيدًا جدًا .

بدا كما لو انه تناول بعض المشروبات بالفعل.

وبينما كنت أنظر، ترك الرجل المعني مجموعته وسار بسرعة نحونا. لم يكن لديه وجه ودود بشكل خاص، والتعبير المتوهج عليه لم يساعد الأمور. ربما كان لا يزال مشتعلًا بعد المعركة.

من المفترض أن الأشخاص العاملين في هذا الفرع سمعوا أنني “فقدت” فرقتي وأني أبحث يائسًا عن والدتي. كان لدي شعور بأنهم كانوا يتعاملون معي بسهولة بدافع التعاطف. 

على أية حال، لقد أنقذ حياتنا بشكل أساسي. علينا أن نعرب عن شكرنا.

“فيوه… حسنًا، ها نحن ذا. عمل جميل يا شباب… “

لقد تراجعت، رغم ذلك. في مثل هذه الأوقات، كان زعيم الفرقة يتولى عادة الحديث نيابة عن المجموعة بأكملها. لقد كان خطأي نوعًا ما أننا التقينا ببعضنا البعض، لأنني كنت بطيئًا جدًا في الهرب، لكن لم يكن من حقي أن أقول أي شيء.

 

“مرحبا.”قال تيموثي وهو يقترب من الرجل بابتسامة ودية “أنا تيموثي من فرقة كاونتر آرو”. “شكرا جزيلا ل— جاه !”

وبالنظر إلى عدد السنو درايك التي تم ذبحها، من المحتمل أن سعر السوق لحراشفهم سيرتفع في نهاية المطاف في وقت لاحق. 

لقد حدث كل ذلك في غمضة عين.

ازداد حجم صوته مع استمراره، وسرعان ما أصبح صوته يطغى على كل محادثة أخرى في الحانة.

كان الرجل لا يزال عابسًا بشدة، وهاجم تيموثي ولكمه في وجهه، مما أدى إلى سقوطه على الأرض. صرخت سوزان وسارا بغضب، وسحبتا أسلحتهما.

“آه، هاي أنا ممتن أيضًا للسجل،” قال بطريقة محرجة بعض الشيء. “ليس الأمر وكأنني أردت أن أتركك خلفي أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن … أنت تعرف كيف هي الأمور أليس كذلك؟”

“لا تعطني تلك الابتسامة الغبية أيها الأحمق!” صاح الرجل. “لديك بعض الشجاعة، لسرقة فريستنا بهذه الطريقة!” حدق في تيموثي للحظة، ثم ألقى نظرة غاضبة بنفس القدر على بقيتنا. بدا العداء في عينيه قاتلاً تقريبًا.

“مرحبًا انت !” توقف الرجل المخمور أمام طاولتنا وضربها بيده.

“سرقة فريستك؟!” صاحت سوزان. “هل تمزح؟ هذه الأشياء هاجمتنا من العدم! لقد أوقعتنا في هذا!

استدار تيموثي والآخرون وركضوا بسرعة نحو المخرج. 

أطلق الرجل ضحكة قاسية. “ارجوك! لقد تسللت من الخلف وحاولتم أخذ تلك الحراشف بينما كنا نقوم بكل العمل!

بدت كلماته وكأنها خناجر حقيقية تطعن صدري. في مرحلة ما، بدأت ساقاي ترتجفان؛ كنت أضغط يدي بقوة في حضني. كان جسدي يرتجف. كان حلقي يرتجف. 

“لم نكن نعرف حتى أن أي شخص آخر كان يأخذ مهمة هنا!” 

لقد مرت عدة أشهر منذ وصولي إلى هذه المدينة. بصرف النظر عن استئناف تدريباتي البدنية، كنت أعمل على ترسيخ نفسي كمغامر، متبعًا خطتي الأولية.

“لقد أخبرنا المدينة اللعينة بأكملها أننا سنكون هنا!”

“ماذا بحق الجحيم من المفترض أن يعني ذلك؟ هل تحاول أن تغضبني يا فتى؟ أنت دائما هكذا! كل ما تفعله هو الإعلان عن نفسك، ثم تتصرف وكأنك أفضل من أن تحصل على المال! أنت تستمتع بالتصرف مثل شهيد، هاه؟ نحن جميعا بحاجة إلى المال من أجل البقاء ، اللعنة! “

“حسنا، لم نسمع أي شيء عن ذلك!”

“أدعوك يا الهي الذي يبارك الأرض التي تغذينا! أوفي العقوبة الإلهية لأولئك الحمقى الذين يتحدون الطرق الطبيعية! تطهير! “

من الواضح أن الرجل غاضب منا، وبدا الأشخاص الذين يقفون خلفه مستائين أيضًا. ولكن شعرت وكأننا كنا نتحدث عن بعضنا البعض هنا.

“هممم… لننعطف يمينًا عند مفترق الطرق التالي، يا سوز.”

الآن بعد أن رأيتهم عن قرب، على الرغم من أنني تعرفت عليهم على الأقل.

 لكنني لم أكن على  استعداد  لترك ذلك يزعجني، لأنهم لم يتدخلوا بشكل فعال في أنشطتي. وطالما حافظت على موقفي الخاضع والانقيادي، سأحتفظ بأغلبية قوية من النقابة إلى جانبي.

لقد كانوا فريق القائد*، وهم مجموعة مغامرين من الرتبة S. مجموعة ذات كفاءة عالية مرتبطة بعشيرة ثاندربولت البارزة. لقد سمعتهم يطلقون عليهم أقوى فرقة في مدينة روزنبرج بأكملها.

 لكن…مازلت قد فاجئت نفسي قليلاً عندما عدت لإنقاذه.

(stepped leader بعد كذا دقيقتين من البحث .. هذا شي له علاقة بالبرق)

ولم يكن المهاجم وحيدا أيضًا. ظهر شكل صغير آخر في الجزء الخلفي من القاعة وبدأ في الهجوم من الخلف بسحر ناري قوي. مسعورين بالخوف، اندفع السنو درايك للفرار من القلعة بشكل يائس أكثر من ذي قبل.

هذا الرجل الغاضب للغاية هو زعيمهم، بطبيعة الحال. كما أتذكر، كان اسمه سولدات هيكلر. من المفترض أنه مبارز ماهر للغاية بأسلوب إله السيف

“لقد أحضرت معي سهامًا من عظم الويرم من أجل هذه المهمة، لكنني لست متأكدة من أنها ستجتاز حراشف السنو درايك.”

لكن بالطبع، هذا لا يعني أننا يمكن أن نتخلى عن حذرنا.

“أوه…” الآن بعد أن تذكرت هذا حدث شيء ما أخيرًا استدارت سوزان عند سماع صوتي. حدق الجميع

قالت سارا “أعتقد أنه يجب أن ننهي الأمر أيضًا”

في طريقي كذلك. لم أستطع أن أمنع نفسي من التراجع قليلاً.

“صحيح!”

 “روديوس، هل تعرف شيئا عن هذا؟”

لقد استمعت نصفيا إلى محادثة سارا وسوزان بينما كنت أبحث في معداتنا عن المعدات التي نحتاجها داخل الكهف. في الأساس، كان هذا يعني المشاعل التي أعددناها مسبقًا. أخرجتهم وأشعلتهم واحدًا تلو الآخر.

“آه… حسنًا، بالتفكير في الأمر، لقد سمعت شيئًا عن تولي القائد مهمة من المرتبة S في النقابة في ذلك اليوم.”

بعد أخذ كل الأمور بعين الاعتبار، شعرت وكأنني بدأت بداية جيدة جدًا. 

كان كاونتر آرو يتولون مهمة أخرى في ذلك الوقت، ولكن… كان سولدات يتسكع متفاخرًا بمهمته التالية، ويعد بإخبار الجميع عن مآثره البطولية بمجرد عودته.

“الهياكل العظمية ضعيفة أمام الهجامات الغاشمة والحادة ياروديوس!” صرخ تيموثاوس. 

مما أستطيع أن أتذكره… “أعتقد أنهم كانوا خارجين لإبادة مجموعة كبيرة من السنو درايك التي ظهرت في كهف إلبرون…”

 وبالطبع، التواجد هنا في الواقع مختلف تمامًا عن النظر إلى الرسم التوضيحي. كان بإمكاني أن أشم رائحة الكهف، وأشعر بالهواء الراكد، وأسمع بين الحين والآخر صوت ضفدع عملاق يقفز عبر الماء بالأسفل. 

“كهف إلبرون؟! ماذا؟! هذا يوم كامل بعيدًا عن هنا!” صاحت سوزان. 

 كما يوحي الاسم، كان نوعًا دانيا من التنانين ذو حراشف بيضاء نقية. ليس لديه أجنحة، وكان حجمهم يقترب من ثلاثة الى أربعة أمتار. وبدلاً من التحليق في السماء، كانوا يعششون في أعماق الكهوف والأبراج المحصنة، عادةً في مجموعات كبيرة.

عبس سولدات بشراسة.

 لست خبيرًا أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن لا بد أن ذلك شبح من نوع ما.

 “بحق الجحيم؟ هذا هو كهف إلبرون! “

ومع ذلك، هذا مجرد احتمال واحد. هناك أيضًا فرصة لأن نتورط في أي كان. هل من الأذكى الاستمرار بالخيار الآمن ونخفض أرباحنا، أو نخاطر بالسعي للحصول على مكافأة أكبر؟

 “هل انت سكران؟! نحن في أطلال غالغاو!”

 لكن…مازلت قد فاجئت نفسي قليلاً عندما عدت لإنقاذه.

“اهدأي يا سوزان،” 

تمكن تيموثي من إبقاء الأمور سلمية بطريقة أو بأخرى؛ آخر شيء احتاجه الفريق هو السماح لاستيائهم بالتفاقم والانفجار في معركة أخرى مع سولدات ورفاقه.

قال تيموثي وهو يقف ببطء إلى قدميه.

لكن عندما تحدثت، خرج صوتي هادئًا بشكل غريب. “اسف بشأن ذلك. لم أكن أعلم أنني كنت أزعجك بحضوري. سأبذل قصارى جهدي حتى لا أكون في نفس الغرفة معك مرة أخرى.

 “تيموثي… هل أنت بخير؟”

“إذا وصل الأمر إلى الأسوأ، يمكننا دائمًا الهروب!” وأضاف باتريس.

“نعم. لقد كان لطيفًا بما يكفي ليأخذ الأمر بسهولة معي. سارا، أنزلي قوسك من فضلك.”

هم يهاجمونني كمجموعة الآن، بأعداد كبيرة. في وقت سابق قد رأيت عددًا قليلًا فقط في وقت واحد، لكنها كانت تتجمع عندما أدى جداري إلى إبطاء الصفوف الأمامية. تحرك كل واحد منهم بسرعة ورشاقة مثل سحلية صغيرة، على الرغم من حجمها الهائل.

فرك تيموثي المنطقة حول رقبته بيد واحدة، وأشار إلى سارا باليد الأخرى. لقد سحبت قوسها إلى الخلف وبدت مستعدة لإطلاق سهم في أي لحظة.

 

“أعتقد أنني أملك فكرة تقريبية عما حدث هنا”، واصل بتنهيدة صغيرة، مبتسمًا بلطف للرجل الذي قام بلكمه للتو.

“آه جيد، وصلنا!”

 “أتذكر سماعي أن عددًا كبيرًا من الوحوش خرج من كهف إلبرون منذ بعض الوقت، وتم القضاء على المجموعة التي تم إرسالها لمحاربتهم. أفاد الناجي الوحيد أنهم عثروا على عش للسنو درايك في أعماق الكهف.”

وبينما كنت أستدير لأبتعد، نادى عليّ أحدهم من الخلف. لقد كانت سارا، بشكل غريب. ومدت يدها قليلاً في اتجاهي؛ من النظرة على وجهها، بدا وكأن لديها ما تقوله.

صحيح. تذكرت هذا الجزء أيضا.

لكن عندما نظرت من فوق كتفي بعد لحظة، لم أستطع إلا أن أطلق صرخة رعب حادة. 

كان كهف إلبرون على بعد رحلة ليوم واحد من روزنبرج. الوحوش التي سكنته في الغالب تهديدات من المرتبة D أو E. 

 ” لا بد أنه كذلك.. كما اعتقد” قالت سارا وهي تشير إلى الأسفل “ترون؟ هناك بعض آثار الأقدام هناك.”

يوجد كتل من الملح الصخري في أعماقها، لذلك كان المغامرون يغامرون أحيانًا بالخروج لاستعادة بعض منها. في الآونة الأخيرة، على الرغم من ذلك، وصلت أخبار إلى المدينة تفيد بأن أعدادًا كبيرة من الوحوش من المرتبة C كانت تتدفق من الكهف. 

“…أنت تريد شيئا؟” قالت سوزان، وقد أصبح صوتها بارداً فجأة.

كانت هناك بلدة صغيرة قريبة، ولم تكن بعيدة عن روزنبرج أيضًا. ونظرا لمخاطر الوضع وإلحاحه، تمت إحالة الأمر على الفور إلى النقابة.

مملكة رانوا، هاه؟ أعتقد أنه من المحتمل أن ينتهي بي الأمر بالذهاب إلى هناك بنفسي في النهاية…

عندما قضي على الفريق الأول، دفعت رواية الناجي من عش السنو درايك النقابة إلى رفع الوظيفة من الرتبة B إلى الرتبة S. بينما تراجع الجميع في روزنبرج، تولى فرقة القائد ذات التصنيف S (الذي يركز عادة على استكشاف المتاهات) المهمة بجرأة.

ألقيت نظرة سريعة على صوت التعويذة الغير مألوفة ورأيت كرة الضوء التي استدعاها ميمير توفي ضربة قوية إلى جسد الريث الطيفي.

“اعتقدت أنه من الغريب أننا واجهنا عددًا قليلاً جدًا من الوحوش في طريقنا إلى هنا، ولكن الآن أصبح كل شيء منطقيًا. لا بد أن بعض الأحداث الطبيعية قد فتحت ممرًا تحت الأرض بين أطلال جالجاو وكهف إلبرون مؤخرًا، واندفعت جميع المخلوقات من جالجاو إلى الكهف. “

كان هناك باب بين ساقي هذا التمثال. على مسافة أبعد قليلاً من ذلك الممر، كان من الواضح أنه المكان الذي تعيش فيه السنو درايك، لذلك من المفترض أنه المكان الذي سيأتون منه إذا ظهروا.

كانت أطلال جالجاو ذات يوم حصنًا لملك الشياطين. وكانت القلعة بمثابة قاعدة عمليات لجيشه… الذي حفر منها أنفاقاً في كل الاتجاهات، ليستخدمها في مهاجمة البشرية. إذا كان كهف إلبرون أحد تلك الأنفاق، فإن كل هذا منطقي تمامًا. ربما تم إغلاق الطريق بين الاثنين خلال الحرب، أو بسبب نوع من الانهيار في القرون التي تلت ذلك.

“همم؟ أوه. حسنا. أعتقد أن الأمر يبدو جيدًا بالنسبة لي”.

على أية حال، بمجرد إعادة فتح المسار، اتبعته الوحوش وتدفقت إلى كهف إلبرون لتتغذى على الفريسة الأضعف. لا بد أن هذا هو السبب وراء عدم رؤيتنا لأي شيء تقريبًا في جانبنا من المجمع.

هذا البرمائي الحيوي ذو اللونين الأزرق والأسود يذكرني بالضفادع السامة الموجودة في عالمي. علي أن أفترض أنه ليس آمنًا للأكل. 

“وماذا في ذلك؟ هل تقول أنك أتيت إلى هنا في وظيفة منفصلة؟ “

عندما قضي على الفريق الأول، دفعت رواية الناجي من عش السنو درايك النقابة إلى رفع الوظيفة من الرتبة B إلى الرتبة S. بينما تراجع الجميع في روزنبرج، تولى فرقة القائد ذات التصنيف S (الذي يركز عادة على استكشاف المتاهات) المهمة بجرأة.

 “صحيح. يمكنك تأكيد ذلك مع النقابة، إذا كنت تريد. “

ولزيادة الأمور على رأسها… لماذا اختار روديوس بحق الجحيم، من بين كل الناس؟ حارب روديوس بشجاعة عندما احتاج الأمر لذلك. 

كشر سولدات وهز رأسه وبصق على الأرض. “اللعنة. من السيء أني لكمتك من اللا مكان، إذن…”

“اهدأي يا سوزان،” 

“حسنا. لقد كنت منزعجًا بعد تلك المعركة، وكلانا أساء فهم الموقف. أنا آسف أيضًا.”

“آه، لا.”

شعرت أنه ليس لدينا حقًا أي شيء نأسف عليه هنا، لكن تيموثي اعتذر على أي حال. كان للرجل استراتيجيته للنجاح، وقد تمسك بها.

“توقفوا…”

“ومع ذلك، هذه الأشياء فريستنا. أنتم يا رفاق ستحصلون على جثة واحدة؛ هذا كل شيء فهمتم؟!”

لم أكن متأكدا تماما من السبب. ربما أردت أن أكافئهم على مساعدتي في تحديد بعض نقاط ضعفي.

“بالطبع.”

 

وافق تيموثي على ذلك على الفور، لكن سارا وسوزان عبستا. ومع ذلك، لم يشتكوا في الواقع. كانت هناك قاعدة غير مكتوبة بين المغامرين عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من الأشياء.

أوه.  هذا كله مجرد تاريخ شعبي، إذن. ومع ذلك بدا الأمر معقولا. لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية بناء قلعة ضخمة كهذه في أعماق الأرض.

عندما تشترك مجموعة أخرى في قتال ضد مجموعة من الوحوش، يجب على هذه المجموعة فقط أن تأخذ واحدة من الجثث الناتجة بعد ذلك. كان القصد من ذلك أن يكون وسيلة لثني الأطراف عن ارتكاب الأخطاء عمدًا في معارك الآخرين لتأمين حصة من المسروقات.

في تلك اللحظة، سمعت صوتًا من خلفي… وسهمًا يمر قربي واستقر في عين أقرب سنو درايك.

“بمجرد جمع حراشفك، اترك مهمة التنظيف لنا وتوجه إلى روزنبرج. لا تقلق، سوف نقوم بإغلاق تلك الحفرة في الجزء الخلفي من الأنقاض بشكل جيد ومحكم. “

 وذلك أكثر من مزعج بعض الشيء. انطلاقًا من مظهره، ربما كان هذا الطيف محاربًا في حياته السابقة… هل يمكن أنه جندي من الحرب الأولى بين البشر والشياطين؟

مع ذلك، استدار سولدات وغادر. تجاهلنا الأعضاء الآخرون في القائد وتبعوه مرة أخرى إلى أعماق الأنقاض. من المحتمل أنهم سيتعاملون مع الجثث في عش سنو درايكس أولاً، ثم يعودون إلى هنا لجمع كل المواد القيمة.

أنا لا أقعر. أنا الميكا روديوس، غير القابل للتدمير!

 لم يكن الأمر غير عادل حقًا، لكنه لم يكن شعورًا رائعًا بمعرفة أنهم سيستفيدون من أولئك الذين تمكنا من قتلهم أيضًا. لسبب واحد، لم نكن لنتعرض للخطر في المقام الأول إذا لم يكونوا موجودين. شعرت أننا نستحق بعض التعويضات بسبب الاضطراب العاطفي أو أي شيء آخر.

لقد كانوا فريق القائد*، وهم مجموعة مغامرين من الرتبة S. مجموعة ذات كفاءة عالية مرتبطة بعشيرة ثاندربولت البارزة. لقد سمعتهم يطلقون عليهم أقوى فرقة في مدينة روزنبرج بأكملها.

ومع ذلك، في نهاية المطاف، لم يكن الأمر يستحق الجدال مع هؤلاء الرجال بالتأكيد. لذلك علينا أن نأخذ هذه المشاعر المختلطة معنا إلى المنزل بدلاً من ذلك. عظيم.

بينما كنت أدور لدعم سوزان والآخرين،

“حسنا إذا. دعونا نجمع حراشفنا ونخرج من هنا “. كانت ابتسامة تيموثي متعبة، وكان خده قد بدأ ينتفخ بالفعل. كل ما يمكنني فعله هو التنهد والإيماءة.

اشتكى الجميع على الفور بمرارة من القائد المتدرج. ربما هذا مهم لهم لينفسوا عن أنفسهم

 

والأهم من ذلك أنه لم يعد يبدو أن أيًا من المخلوقات يتحرك. لقد حرصت على فحص السقف والجدران وكل مكان محتمل للاختباء في الردهة، لكنني لم أتمكن من رؤية أي شيء يبدو وكأنه تهديد.

***

“آه!”

 

“حسنا على أي حال. لنحتفل بحقيقة أننا خرجنا من تلك الفوضى دون أن نخسر أي شخص، أليس كذلك؟ عادة، واحد منا على الأقل سيموت هناك “.

عندما عدنا إلى نقابة المغامرين بعد بضعة أيام، وجدنا كومة ضخمة من مخالب وحراشف وأنياب السنو درايك موجودة بالفعل خارج المبنى. كان أعضاء فرقة القائد لا يزالون في الداخل، ويتفاخرون بمآثرهم الأخيرة.

“يااه!” لم تضيع سارا أي وقت في إطلاق سهمها الأول. استقر سهمها في أحد الخفافيش التي تتحرك بسرعة، فاخترق رأسه مباشرة؛ دار جسده في الظلام نحو قاع الهاوية. كان من المثير للإعجاب دائمًا مشاهدة عملها. هذه الفتاة فنانة بهذا القوس.

“… إذن، كما ترون، فإن كهف إلبرون وأطلال غالغاو قد ربطوا أنفسهم بالفعل! لولانا، لربما تم اجتياح هذه المدينة من قبل السنو درايك الهائج الآن!

الفصل 3: روديوس كواغماير  

يبدو أن سولدات على وجه الخصوص، قد انغمس في قصته حقًا. استمع المغامرون الآخرون في الغرفة بابتسامات مريبة على وجوههم.

“لنسرع إلى الأمام جميعًا” دعا تيموثي. “انتبهوا لخطواتكم بعناية.”

مشاهدته ذكّرتني ببول لسبب ما. لم يبدوا متشابهين على الإطلاق، لكن كان لدي شعور بأن والدي ربما كان هكذا إلى حد ما في مرحلة ما من سنوات شبابه.

سارا لا تزال صغيرة. ربما لم تتعرض للعديد من النكسات الحقيقية بعد، وبالتالي بدت أكثر قلقًا بشأن ما قد يحدث لأعضاء الحزب الآخرين إذا لم تتمكن من أداء دورها. يبدو أن حقيقة أنها قد تكون في خطر بنفسها لم تستوعبها.

“دعونا ننتهي من هذا،” تمتمت سوزان، وقد بدت ساخطة بعض الشيء. 

 لم أكن أعرف كيفية التعامل مع ذلك.

يبدو أن الأعضاء الآخرين لا يميلون إلى البقاء

رفعت رأسي للأعلى، فوجئت إلى حد ما بذكر ذلك. هل فعلت شيئًا لإثارة غضب هذا الرجل؟

أيضاً. لقد عبرنا مباشرة إلى المنضدة، وقمنا بتسليم المواد إلى موظف الاستقبال، ثم توجه مباشرة إلى الخارج.

وبما أنني لم أكن عضوًا في فرقتهم، فلن أكون مسؤولاً عن دفع الرسوم من النقابة. وبما أنني لا أملك أي دور في اللعبة، فمن الصعب علي أن أقول أي شيء.

“حسنًا يا روديوس. هاك نصيبك من هذا. تأكد منه.”

“لا تقف هناك فحسب أيها المعتوه!” صرخت سارا، وأعادتني إلى الواقع. ” قاتل أيضًا!”

“حسنا. شكراً جزيلاً.”

ومع ذلك، كان من النادر جدًا العثور على شخص في هذا العالم لا يشرب الخمر. ربما كان أول مغامر رصين أقابله في حياتي بالتفكير في الأمر.

لقد سلمني تيموثي حقيبة صغيرة مليئة بحراشف السنو درايك.

“ابتعدوا عن الطريق!” صرخت سارا وهي تشق طريقها أمامي وتيموثي إلى موقع للأمام. لقد وضعت قوسها على كتفيها وسحبت سكينًا كبيرًا بدلا من ذلك. 

لقد تركت الوظيفة طعمًا سيئًا في أفواهنا، لكن في نهاية اليوم، حصلنا على يوم راتب جيد جدًا. على الرغم من كل ما حدث من أخطاء، تمكنا من إعادة حراشف أكثر مما توقعنا معنا.

 

وبالنظر إلى عدد السنو درايك التي تم ذبحها، من المحتمل أن سعر السوق لحراشفهم سيرتفع في نهاية المطاف في وقت لاحق. 

“اهدأي يا سوزان،” 

كنت أخطط للاحتفاظ بها في الوقت الحالي بدلاً من صرفها على الفور. آمل أن أتقدم للأمام خلال ستة أشهر أو نحو ذلك. لن أستخدم هذا القدر من المال في الوقت الحالي، ولكن لم يكن من المؤلم أبدًا أن أخبئ المزيد من النقود ليوم ممطر.

قام أصدقاء سولدات بسحبه إلى خارج الباب في نهاية المطاف، لكنني لم أنظر للأعلى. لقد حدقت فقط في الحساء الذي كان على حجري، وأمسكت بأثري المقدس في جيبي، وأبقيت ذهني فارغًا تمامًا. (شفتوا.. سولدات محق)

“حسنًا إذن، جميعًا. سوف اراك لاحقا.” 

في كلتا الحالتين، كل ثانية نقضيها في الانتظار كانت تعرضنا لخطر أكبر. هناك فرصة ألا يحدث شيء على الإطلاق، هذا صحيح؛ ولكن بغض النظر عن مسار العمل الذي أردنا اتخاذه، كان علينا أن نتخذ قرارنا بسرعة.

“… روديوس!”

 ” اهربوا!” 

وبينما كنت أستدير لأبتعد، نادى عليّ أحدهم من الخلف. لقد كانت سارا، بشكل غريب. ومدت يدها قليلاً في اتجاهي؛ من النظرة على وجهها، بدا وكأن لديها ما تقوله.

بمجرد أن نملأ جميع الأكياس الستة التي أحضرناها، سيكون لدينا ما يكفي للعودة إلى النقابة.

لأكون صادقًا، كنت أتوقع أن تكون بمثابة لقطة فراق ساخرة، ولكن… 

 “تعال وساعدنا يا رجل! نحن على وشك الخروج!”

“لماذا لا تأتي إلى الحفلة اللاحقة لمرة واحدة؟”

أصبحت يميني الآن “هالك” ويساري “هرقل”. كنت آمل أن يشجعهم هذا على النضوج ليصبحوا زوجًا من الوحوش القوية. لقد حرصت على إعطاء هؤلاء الأولاد بعض الاهتمام بعد ساقاي.

“هاه…؟”

وبصرف النظر عن صلابتها ومتانتها، فقد كانت بيضاء نقية وجميلة، مع لمعان جميل مزرق في الضوء. غالبًا ما تجدهم يبلطون أرضيات غرف النوم في قصور النبلاء المحليين.

“كما تعلم.. الحفلة اللاحقة. نحن سنذهب إلى الحانة.”

 

لم يكن الأمر أنني فشلت في فهم المعنى الحرفي لكلماتها بالطبع. لقد فوجئت فقط أنها طلبت مني. 

“كواغماير!” ناداني صوت بينما كنت أسير في الغرفة. “أوه، إنه كواغماير!” صاح آخر.

عندما تنتهي مجموعة من المغامرين من مهمة تستغرق عدة أيام أو أكثر، فإنهم عادة ما يتوجهون مباشرة إلى الحانة ليشربوا ويمدحوا بعضهم البعض على بطولاتهم.

“المهم هو أننا نستمتع.”

 لقد كانت طريقة للاحتفال بحقيقة عودتك حيا.

“آه، حسنًا، أنا-“

لقد تخطيت دائمًا تلك الأحداث. عندما عدت من العمل، كان الإجراء المعتاد بالنسبة لي هو العودة إلى نزلي، وأداء بعض الصلوات، ثم الذهاب مباشرة إلى السرير.

“إتركه وحده. كواغماير مجرد طفل تقي. لقد رأيته وهو يفعل ذلك في منتصف الشارع ذات يوم…”

كان أعضاء كاونتر آرو يعلمون ذلك بالطبع. كانوا يعلمون أنني كنت أرفض دائمًا. كنت بحاجة للعودة وإخبار روكسي أنني بذلت قصارى جهدي هناك. كانت هذه هي الطريقة التي كنت أفعل بها الأشياء حتى الآن، ولم أكن أخطط لتغيير روتيني الآن.

” روديوس كواغماير ؟ أعطني استراحة لعينة.”

لكن لسبب ما، وجدت نفسي أومئ برأسي. 

( ذا سولدات جا يقول كل الي في بالي.. )

“تمام. أعتقد أنني سوف آتي معك.”

بعد أن استرخيت قليلاً، بدأت في تخفيف قبضتي عن عصاي… “يا للحماقة! إنهم يهجمون!”

“…بجدية؟” بدت سارا مندهشة، على الرغم من أنها هي التي وجهت الدعوة. ربما كانت تخطط لضربي ببعض الإهانة اللاذعة عندما أرفضها.

“لا تقلقي بشأن ذلك كثيرًا يا سارا” قلت. “مهمتنا هي ايجاد الحراشف، وليس محاربة السنو درايك. نحن نقوم بتنظيف شعرهم المتساقط لهم بشكل أساسي.”

“ماذا، هل أنا غير مرحب  بعد كل شيء؟”

لقد فعلوا ذلك حقًا… عادوا لإنقاذي. في اللحظة التي أدركت فيها ذلك، أنا

 “لا تكن غبيا. هيا بنا نذهب.”

“تيموثي شيء واحد…ولكنني لا أستطيع أن أتحملك يا فتى.”

وبدلاً من العبس في وجهي، هزت رأسها بغضب خفيف وانطلقت بجواري في الشارع. تبعني ميمير وباتريس، وصفعني بخفة على كتفي أثناء مرورهما، ودفعتني سوزان وتيموثي من الخلف، وبدا عليهما السعادة بشكل غريب بشأن كل هذا.

إذا ظهرت السنو درايك نفسها، سنتراجع إلى الممر أو نختبئ خلف الغطاء. إذا ظهرت الوحوش الأخرى، فسنقوم فقط بتنبيه الآخرين والقضاء عليهم. في هذه الأثناء، سيجمع باقي أعضاء الفريق أكبر عدد ممكن من الحراشف. 

 

 

في حانة على مسافة جيدة من نقابة المغامرين، قمنا نحن الستة بشرب أكوابنا معًا.

عندما يموت أحد المغامرين، عادةً ما يتعامل أحد أفراد مجموعتهم مع الأشياء التي تركها  وراءه. 

“بصحة الجميع!” 

“هيه. أنت متواضع جدًا يا فتى! بعد كل العمل الذي قمت به، كنت أتوقع بعض الكلام التافه.”

“بصحتكم!”

ولكن على الرغم من ذلك…

على ما يبدو، لم تكن هذه المعتادة لـ كاونتر آرو. أفترض أنهم بذلوا قصارى جهدهم لتقليل احتمالات اصطدامهم بـ فرقة القائد. 

بمعنى آخر، شعرت وكأنني جزء من الفريق.

من المفترض أن يقيم هؤلاء الرجال احتفالهم الخاص قريبًا بما فيه الكفاية.

عفوًا. هذا إهمال مني.

“ماذا؟ ألن تشرب يا روديوس؟” قالت سارا وهي تنظر إلى كأسي. 

“حسنًا، أيًا كان،” تمتمت سارا، وعبست وهي تدير وجهها إلى الجانب.

“…حسنًا، أنا قاصر.”

في هذه المرحلة، عبس سولدات وأخرج إصبعه نحو تيموثي. “الحق يقال…! أنا لا أحب وجهك، يا رجل. أنت تبتسم كثيرا، اللعنة! مثير للشفقة! تترك رجلاً يلكمك بدلًا من الرد، ثم لا تشتكي حتى؟ أنا أكره هذا النوع من القرف. ربما كنت تحاول تهدئة الأمور! حسنا! لكن في بعض الأحيان، يجب على الرجل أن يقاتل !”

” اه حسنا . ما علاقة ذلك بأي شيء؟”

” كان هذا جهدًا رائعًا يا رفاق” همست، وأنا أضغط بلطف على ساقاي  بين أصابعي.

كان الجميع من حولي يسرفون في شرب الخمر، لكنني اخترت عصير الفاكهة المخفف بدلاً من ذلك. لقد كان في الأساس المشروب غير الكحولي الوحيد الذي يمكنك طلبه في الحانات هنا … إلا إذا كنت من كبار المعجبين بحليب الماعز.

 

“ماذا يهم إذا كنا نشرب أم لا؟” قال تيموثي، الشخص الآخر الذي طلب مفس المشروب مثلي. 

ساره

“المهم هو أننا نستمتع.”

هل كانت مستاءة للغاية لأنني لمستها هناك؟ بصراحة، لم أشعر بأي شيء تقريبًا، باستثناء الجلد الصلب لواقي صدرها. ربما كان ذلك سيحفز نبضي في تلك الأيام سابقا، لكنني لم أعد طفلاً صغيراً بريئاً بعد الآن، إذا كنت تعرف ما أعنيه.

“” أيا كان. أنت لا تستطيع أن تشرب، أليس كذلك؟ “

بعد كل الوقت الذي قضيته في السفر إلى قارة الشيطانية، رأيت نصيبي العادل من المباني التي شيدها الجنس الشيطاني. وشمل ذلك عددًا لا بأس به من القلاع والحصون الكبيرة ذات المظهر الغريب، بما في ذلك قلعة كيشيريسو في مدينة ريكاريسو.

“لا، أنا لا أشرب. هناك خطر كبير هناك، كما تعلمون.”

الهياكل العظمية مخلوقات خالدة. يمكنك تحطيمهم وإشعال النار بهم، وسيظلون يأتون إليك أثناء احتراقهم. احرقهم إلى رماد، وما زالوا يجمعون أنفسهم مرة أخرى. 

 “ها ها ها ها!” انفجر ميمير ضاحكًا بينما كان تيموثي يخدش بشكل محرج رقبته.

“آه جيد، وصلنا!”

“أوه، شكوى جيدة…” يبدو أن قائد كاونتر آرو المحترم كان ضعيفا في الشرب ، ومن الواضح أن أصدقائه لم يسمحوا له بنسيان ذلك أبدًا.

 لم يكن لديه واجب لحمايتنا. لم يكن حتى عضوًا في كاونتر آرو. ومع ذلك، حاول إنقاذنا. لقد حاول أن يشتري لنا الوقت.

ومع ذلك، كان من النادر جدًا العثور على شخص في هذا العالم لا يشرب الخمر. ربما كان أول مغامر رصين أقابله في حياتي بالتفكير في الأمر.

 أليس هذا صحيحا، روكسي؟

“حسنا على أي حال. لنحتفل بحقيقة أننا خرجنا من تلك الفوضى دون أن نخسر أي شخص، أليس كذلك؟ عادة، واحد منا على الأقل سيموت هناك “.

“…أنت تريد شيئا؟” قالت سوزان، وقد أصبح صوتها بارداً فجأة.

“هذا صحيح بما فيه الكفاية” قالت سارا، وقد بدت غاضبة بعض الشيء “لقد كنت محظوظًا حقًا يا روديوس.”

منذ وقت ليس ببعيد، شاهدت إيريس ورويجيرد يجريان محادثات كهذه في نقابات في النصف الآخر من العالم.

“لست متأكدًا مما إذا كانت الكلمة هي “محظوظا”. أعني، أشعر وكأنكم قمتم بحمايتي يا رفاق…”

“صحيح!”

“نعم، وأنت محظوظ لأننا فعلنا ذلك. معظم الأطراف كانت ستتركك لتموت.”

 

همم. هل كانت هذه طريقتها الخفية لإخباري بأن أظهر بعض الامتنان؟

“الهياكل العظمية ضعيفة أمام الهجامات الغاشمة والحادة ياروديوس!” صرخ تيموثاوس. 

 

“انظر، لقد كنت… منشغلاً بكل شيء في الكهف، أليس كذلك؟ لذلك اعتقدت… أنني سأأتي لأضع الأمور في نصابها الصحيح معكم أيها الناس.” لم تكن عيون سولدات مركزة تمامًا، وكان صوته أجشًا بعض الشيء. “أعتقد… لقد أفسدت الأمر هناك. آسف بشأن ذلك. لم أكن أدرك…ماذا كان يحدث، تعلمون؟”

عادل بما فيه الكفاية. أنا مدين لهم بذلك، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد.

نقطة دخولنا إلى الأنقاض لم تكن البوابة الأمامية. 

“حسنًا، أنا ممتن جدًا لك،” قلت، وأنا أخفض رأسي قليلًا.

 لدينا بعض الأولاد العظميين للتعامل معهم. أو الهياكل العظمية، إذا كنت تفضل ذلك.

“لا تشكرني”، قالت سارا وهي تتجهم قليلاً وتتناول جرعة من مشروبها. “اشكر تيموثي وسوزان.”

ومع ذلك، أنا لم أكن أنوي تغيير سلوكي لمجرد أنها وجدته “مثيرًا للشفقة”. لقد قررت بالفعل الالتزام بموقف مهذب مؤلم في المستقبل القريب.

ابتسمت سوزان لهذا الأمر ودفعت سارا قليلاً بمرفقها. “أوه، أنا لا أعرف. أنت من عاد مسرعاً إلى هناك أولاً، أليس كذلك؟ قال ميمير إنها قضية خاسرة، لكنك أصررت على أنه يمكننا استعادته…”

“مهلا، كواغماير*! شكرا مرة أخرى لمساعدتك في ذلك اليوم!” <لأنه يستخدم تعويذة مستنقع الحمأ كثيرا فسموه كواغماير(مستنقع)>

“يا! اصمتي يا سوزان!” مدت سارا يدها وحاولت دفع سوزان  الثرثارة بعيدًا التفتت سوزان لتتجنب يدها.

“عفوا خطأي.”

 “انظر، لقد ساعدتنا في المرة الماضية، أليس كذلك؟ أنا لا أحب أن أكون مدينًا للناس، هذا كل شيء.”

تقدم باتريس أمامي بشكل وقائي. تحركت سوزان وميمير لتشكيل جدار بشري أمام سارا وتيموثي.

أومأت برأسي وحذرت عيني بشكل غير مؤكد من وهج سارا. وبمحض الصدفة، انتهى بي الأمر إلى مواجهة نظرة ميمير بدلاً من ذلك.

على أية حال، ابتسم معظم المغامرين في هذه النقابة الآن عند رؤية وجهي. يبدو أن القيام بأفضل ما لدي لتقليد تيموثي قد أتى بثماره، ولم يكن من المؤلم أنني قدمت نفسي على أنني ساحر شاب ساذج وملتزم لا يعرف قيمة خدماته. من السهل أن تكون محبوبًا عندما تجعل نفسك مفيدًا.

“آه، هاي أنا ممتن أيضًا للسجل،” قال بطريقة محرجة بعض الشيء. “ليس الأمر وكأنني أردت أن أتركك خلفي أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن … أنت تعرف كيف هي الأمور أليس كذلك؟”

من هذه المسافة، من الصعب تحديد حجمه بالضبط، ولكن نظرًا لمدى سهولة أكل ذلك الخفاش العملاق، أفترض أن طوله لا يقل عن خمسة أمتار.

“نعم. بالطبع.”

اشتكى الجميع على الفور بمرارة من القائد المتدرج. ربما هذا مهم لهم لينفسوا عن أنفسهم

تقييم ميمير للوضع كان معقولا. وبعد كل شيء لقد قفز أمامي ليواجه السنو درايك تمامًا مثل الآخرين. وكان ذلك أكثر مما كنت أتوقعه.

“مرحبًا انت !” توقف الرجل المخمور أمام طاولتنا وضربها بيده.

“حسنًا، على أية حال، لقد عدنا قطعة واحدة، ولدينا الكثير من النقود في محافظنا. هذا هو ما يهم إذا سألتني!” أعادت كلمات سوزان البسمة إلى وجه الجميع، على الأقل للحظة.

 لقد أخطأ بالتأكيد في هذا الموقف بالتحديد، لكنني لم أكن مستعدًا لرفضه باعتباره قطعة قمامة لا يمكن إصلاحها لمجرد أننا بدأنا بالطريق الخطأ.

“نعم… من المؤسف أننا اضطررنا إلى مواجهة هؤلاء الحمقى في النهاية.” 

 “حسنًا، إذن… من فضلك اعتني بي اليوم يا معلمة.”

“ما هي مشكلتهم على أي حال؟ أعلم أنهم أقوى فرقة في هذه النقابة، لكنهم مغرورون بأنفسهم.”

بمجرد دخولنا الكهف، انتهت المحادثة الخاملة. تحركنا في صف واحد، وسلكنا الطريق المنحدر في صمت، وظلنا متيقظين لأية مخاطر.

“إنهم يقضون كل وقتهم في الزحف حول المتاهات! لديهم بعض الأعصاب ويتصرفون مثل مجموعة من الأبطال الآن. إذا جاءت مجموعة من السنو درايك بالفعل نحو روزنبرج، لكان الجيش قد أرسل قوة لمحاربتهم!

“…حسنا مهلا. هذا غير صحيح.”

“أنا شخصياً ما زلت غاضبًا لأنه ضرب تيموثي بهذه الطريقة فجأة. أي نوع من قادة الفرق يضرب ساحرًا قبل أن يفهم بشكل صحيح؟”

بعد التفكير مرة أخرى، ربما لم يكن اسمي الحقيقي معروفًا جيدًا.

اشتكى الجميع على الفور بمرارة من القائد المتدرج. ربما هذا مهم لهم لينفسوا عن أنفسهم

 

تمكن تيموثي من إبقاء الأمور سلمية بطريقة أو بأخرى؛ آخر شيء احتاجه الفريق هو السماح لاستيائهم بالتفاقم والانفجار في معركة أخرى مع سولدات ورفاقه.

أصبحت يميني الآن “هالك” ويساري “هرقل”. كنت آمل أن يشجعهم هذا على النضوج ليصبحوا زوجًا من الوحوش القوية. لقد حرصت على إعطاء هؤلاء الأولاد بعض الاهتمام بعد ساقاي.

ومع ذلك، لم أشعر حقًا برغبة في الانضمام إلى جوقة الشكاوى. لم أكن من أشد المعجبين بالحديث التافه عن الأشخاص خلف ظهورهم، خاصة أنني كنت شخصًا سيئًا في حياتي السابقة. 

 

من المفترض أن سولدات لديه مشاكله الخاصة. لقد كان أحمق نوعًا ما، لكنه على الأقل يعمل بجد وينجز الأمور. وربما كان هذا هو السبب الذي جعل الأعضاء الآخرين في حزبه يهزون رؤوسهم ويوافقون على هراءه.

 

 لقد أخطأ بالتأكيد في هذا الموقف بالتحديد، لكنني لم أكن مستعدًا لرفضه باعتباره قطعة قمامة لا يمكن إصلاحها لمجرد أننا بدأنا بالطريق الخطأ.

وكما هو الحال دائما، كانت لهجة الفتاة باردة. ومع ذلك، شعرت أن موقفها كان أفضل قليلاً مما كان عليه في البداية. العداء الصريح الذي شعرت به منها في البداية لم يعد موجودًا بعد الآن. ليس أننا أصبحنا أصدقاء الآن أو أي شيء …

بالطبع، لن يكون من الحكمة قول أي شيء من هذا القبيل الآن.

 “أنت قادم؟”

 

وبالنظر إلى عدد السنو درايك التي تم ذبحها، من المحتمل أن سعر السوق لحراشفهم سيرتفع في نهاية المطاف في وقت لاحق. 

لم يكن هذا هو الوقت المناسب للعب دور محامي الشيطان. لي رأيي ولكني سأحتفظ به لنفسي.

“بففت.”

 

“سنجمع الحراشف لفترة أطول قليلاً. ولكن لنكن سريعين بشأن هذا الأمر.”

بدلاً من الانضمام إلى المحادثة، ركزت على طعامي في صمت.

 ساحر موهوب بشكل لا يصدق، لكنه لا يتصرف أبدًا وكأنه أفضل منا. لقد كان يرافقنا دائمًا في مهامنا، ويمنحنا الوقت لنهرب عندما تصبح الأمور خطيرة…

 

وكما هو الحال دائما، كانت لهجة الفتاة باردة. ومع ذلك، شعرت أن موقفها كان أفضل قليلاً مما كان عليه في البداية. العداء الصريح الذي شعرت به منها في البداية لم يعد موجودًا بعد الآن. ليس أننا أصبحنا أصدقاء الآن أو أي شيء …

كان الطبق الرئيسي عبارة عن يخنة فاصوليا غريبة من نوع ما لم أتمكن من التعرف عليها. لقد حفزت نكهتها الحارة قليلاً شهيتي، وسرعان ما امتلأت معدتي بشكل مريح.

… هل يمكنك التوقف عن الاعتذار عن كل شيء صغير أيضًا؟ إنه أمر مثير للشفقة نوعًا ما.

“…حسنا على أي حال. آمل أن نتمكن من العمل معًا مرة أخرى قريبًا يا روديوس. ” 

من الواضح جدًا أن جزءًا مهمًا من القلعة يقع أمامنا.

“نعم. أعتقد أنك تساعد حقا.”

هل يمكنني فعل ذلك؟ على الاغلب لا.

 

لقد اتبعت طريقة أكثر بساطة، حيث رفعت يدي وأحدثت انفجارًا قويًا في الهواء. نظرًا للحجم المعتدل لهذه الخفافيش، اعتقدت أن موجة الصدمة ستكون كافية لتعطيلها. وكما تمنيت، أحدثت الرياح المتفجرة ثقوبًا في أجنحتها؛ كان ذلك كافياً لمنعهم من الطيران بشكل صحيح. عندما شاهدت الخفافيش الباقية على قيد الحياة ترفرف ببطء نحو البحيرة، تنفست الصعداء قليلاً … والتي علقت في حلقي بعد لحظة.

” أوه. حسنا. يسعدني أن أعود معكم مرة أخرى، إذا كنتم ستستقبلونني.”

 لدينا بعض الأولاد العظميين للتعامل معهم. أو الهياكل العظمية، إذا كنت تفضل ذلك.

شرب الآخرون بكثرة لفترة من الوقت. توردت وجوههم ويبدو أنهم يستمتعون كثيرًا. لقد كنت سعيدًا بقدومي. هذا النوع من الأشياء ممتع وأنا بحاجة إلى بعض المرح في حياتي لمساعدتي في الاستمرار.

“” أيا كان. أنت لا تستطيع أن تشرب، أليس كذلك؟ “

لأكون صادقًا، شعرت وكأنني عالق في اخدود الآن… لكنني على قيد الحياة على الأقل. و هذا يحمل أهمية.

“آه!”

“آه…” في تلك اللحظة، انفتح باب الحانة ودخل ثلاثة رجال إلى الداخل. تعرفت عليهم على الفور. وكان واحد منهم مألوفا بشكل خاص.

“حسنًا، أنا ممتن جدًا لك،” قلت، وأنا أخفض رأسي قليلًا.

“أوه.” لقد رصدوني على الفور أيضًا.

“اهدأي يا سوزان،” 

توجه قائد المجموعة في اتجاهي بنظرة غاضبة على وجهه. كان خديه محمرين، ولم يكن يمشي بثبات أيضًا

كان كهف إلبرون على بعد رحلة ليوم واحد من روزنبرج. الوحوش التي سكنته في الغالب تهديدات من المرتبة D أو E. 

بدا كما لو انه تناول بعض المشروبات بالفعل.

“ألم تقل أنك نشأت في رانوا يا تيموثي؟” قالت سوزان وهي تنظر إلينا وعلى وجهها تعبير غريب بعض الشيء.

“مرحبًا انت !” توقف الرجل المخمور أمام طاولتنا وضربها بيده.

المسار الذي نتبعه ضيق جدًا لدرجة أنه كان من الصعب جدًا محاربة سرب حقيقي من الأعداء. إذا بدأت الوحوش تهاجمنا بشكل متكرر، فقد يتعين علينا التفكير في الانسحاب… حتى لو كانت متمركزة فقط في أجزاء قليلة من الكهف.

لقد كان صديقنا العزيز سولدات هيكلر.

ومع ذلك، في نهاية المطاف، لم يكن الأمر يستحق الجدال مع هؤلاء الرجال بالتأكيد. لذلك علينا أن نأخذ هذه المشاعر المختلطة معنا إلى المنزل بدلاً من ذلك. عظيم.

“…أنت تريد شيئا؟” قالت سوزان، وقد أصبح صوتها بارداً فجأة.

في هذه المرحلة، عبس سولدات وأخرج إصبعه نحو تيموثي. “الحق يقال…! أنا لا أحب وجهك، يا رجل. أنت تبتسم كثيرا، اللعنة! مثير للشفقة! تترك رجلاً يلكمك بدلًا من الرد، ثم لا تشتكي حتى؟ أنا أكره هذا النوع من القرف. ربما كنت تحاول تهدئة الأمور! حسنا! لكن في بعض الأحيان، يجب على الرجل أن يقاتل !”

يبدو أن الآخرين لم يلاحظوا دخول سولدات. ومن المفهوم أن لا أحد منهم بدا سعيدًا جدًا برؤية الرجل الذي أمضوا للتو ثلاثين دقيقة في الشكوى منه.

“توقف. وظيفة جمع من الرتبة A؟ أوه، إنهم يريدون مجموعة من حراشف سنو درايك… حسنًا. أنا لا أعرف يا باتريس. يبدو الأمر محفوفًا بالمخاطر بعض الشيء.”

“انظر، لقد كنت… منشغلاً بكل شيء في الكهف، أليس كذلك؟ لذلك اعتقدت… أنني سأأتي لأضع الأمور في نصابها الصحيح معكم أيها الناس.” لم تكن عيون سولدات مركزة تمامًا، وكان صوته أجشًا بعض الشيء. “أعتقد… لقد أفسدت الأمر هناك. آسف بشأن ذلك. لم أكن أدرك…ماذا كان يحدث، تعلمون؟”

لماذا كنت أفعل ذلك؟ ألم أكن أكره هذا الطفل؟

ولكن لدهشتي، كانت كلماته اعتذارية بالفعل. نظر أعضاء كاونتر آروإلى بعضهم البعض في حالة من الارتباك.

وبهذا، سرع الجميع مهامهم السابقة على عجل. كنا جميعًا أكثر يقظة من ذي قبل، لكنني لم أستطع التخلص من الشعور بأن تلك الصرخات الصاخبة أصبحت أعلى وأكثر عنفًا. 

في هذه المرحلة، عبس سولدات وأخرج إصبعه نحو تيموثي. “الحق يقال…! أنا لا أحب وجهك، يا رجل. أنت تبتسم كثيرا، اللعنة! مثير للشفقة! تترك رجلاً يلكمك بدلًا من الرد، ثم لا تشتكي حتى؟ أنا أكره هذا النوع من القرف. ربما كنت تحاول تهدئة الأمور! حسنا! لكن في بعض الأحيان، يجب على الرجل أن يقاتل !”

 وشرع الرجل في إمطاري بوابل من الإهانات.

“آه…نعم، أعتقد أنك على الأرجح على حق. سوزان تخبرني دائمًا بنفس الشيء، في الواقع. يجب أن أضع ذلك في الاعتبار.”

في هذه المرحلة، خطر لي أنني في الواقع أنحاز إلى جانب روديوس لسبب ما. 

“نعم! هي تفعل ذلك! عليك أن تضع ذلك في الاعتبار!” ضرب سولدات تيموثي على كتفه بقوة أكبر من اللازم؛ ابتسم تيموثي بشكل محرج وخدش رأسه. نظرت سوزان والآخرون وهم مرتبكين تمامًا. 

“هممم، أعتقد أنك حق…”

لا أعتقد أن أحداً كان يتوقع منه نزع فتيل الموقف بهذه الطريقة. بالتأكيد لم أكن أتوقع بدوري.

“هل تعتقد أنك أتعس طفل صغير في كل العالم أو شيء من هذا؟ هاه؟!”

أومأ سولدات بارتياح، واستدار فجأة في اتجاهي. “مستنقع!”

رفعت رأسي للأعلى، فوجئت إلى حد ما بذكر ذلك. هل فعلت شيئًا لإثارة غضب هذا الرجل؟

“يا! اصمتي يا سوزان!” مدت سارا يدها وحاولت دفع سوزان  الثرثارة بعيدًا التفتت سوزان لتتجنب يدها.

 “أجل؟”

ومع ذلك… علي أن أستمر في المضي قدمًا، خطوة بخطوة.

“تيموثي شيء واحد…ولكنني لا أستطيع أن أتحملك يا فتى.”

 “روديوس، هل تعرف شيئا عن هذا؟”

 وشرع الرجل في إمطاري بوابل من الإهانات.

هل يمكنني فعل ذلك؟ على الاغلب لا.

 “ما خطبك بحق الجحيم، هاه؟ لماذا أنت مهووس بما يعتقده الآخرون عنك؟”

يبدو أن الآخرين لم يلاحظوا دخول سولدات. ومن المفهوم أن لا أحد منهم بدا سعيدًا جدًا برؤية الرجل الذي أمضوا للتو ثلاثين دقيقة في الشكوى منه.

واستمر..

بمعنى آخر، قد يستغرق تنفيذ خطتي وقتًا طويلاً جدًا.

“يا إلهي، وابتسامتك مخيفة للغاية! بجدية… هل من المفترض أن هذه ابتسامة ؟ حاول أصعب قليلاً يا فتى! يمكننا أن نرى الازدراء في عينيك!

“أوه. شكرا لك، أنا أقدر ذلك حقا.”

وهكذا استمر…

لقد كنت الشخص الذي أسقط آخر سنو درايك.

“هل تعتقد أنك أتعس طفل صغير في كل العالم أو شيء من هذا؟ هاه؟!”

ومع ذلك، لسبب ما، وجدت أنه من الصعب رفض كاونتر آرو.

ازداد حجم صوته مع استمراره، وسرعان ما أصبح صوته يطغى على كل محادثة أخرى في الحانة.

“هيا يا سول. إعطه قسطا من الراحة بالفعل.” بينما انحنى سولدات إلى الأمام لمواصلة صراخه، أمسكه أحد أصدقائه الذي كان يراقب من الخلف من كتفيه وسحبه إلى الخلف.

“ما أخباركم؟ هل ستتقاتلون يا رفاق؟” 

مشاهدة الخمسة منهم يتحدثون عن الأشياء أمام اللوح وضعتني في مزاج حنين قليلا.

“ها ها!رد يا فتى!”

مددت يدي اليسرى إلى جيبي وضغطت بقوة على قطعة القماش الموجودة بداخلها. بينما كانت السنو درايك تهاجمني، حاولت أن أجهز نفسي لما لا مفر منه.

“اصمتوا أيها الأغبياء!” زمجر سولدات وأجبر الحشد على العودة إلى الصمت.

“إنه على حق تمامًا”. قال تيموثي وهو يومئ برأسه بلطف “لنحاول ألا نقاتلهم إذا كان ذلك ممكنا على الإطلاق.”

 

 

“استمع الآن، كواجماير. أنت لست سوى -“

لقد فعلوا ذلك حقًا… عادوا لإنقاذي. في اللحظة التي أدركت فيها ذلك، أنا

“هيا يا سول. إعطه قسطا من الراحة بالفعل.” بينما انحنى سولدات إلى الأمام لمواصلة صراخه، أمسكه أحد أصدقائه الذي كان يراقب من الخلف من كتفيه وسحبه إلى الخلف.

“…حسنا مهلا. هذا غير صحيح.”

“تبا لك! يعتقد هذا الطفل أنه لا يوجد أحد في العالم يعاني أسوأ منه! لا أعرف ماذا حدث لك بحق الجحيم يا كواغماير، لكنك محبط للغاية! ليس لديك الشجاعة لمواجهة مشاكلك الخاصة! من أين لك أن تتصرف مثل خراء ذئب منفرد، هل تعتقد أن القواعد لا تنطبق عليك أو شيء من هذا؟ حسنا، الأمر وما فيه انك ومع هذا القرف الخاص بك  تثير اشمئزازي!” 

الواقع الملموس لذلك يشعرني بقشعريرة طفيفة في عمودي الفقري. عندما كنت أحدق في البحيرة الشاسعة الموجودة تحت الأرض، وجدت نفسي أتساءل عما سيحدث لأي شخص يحاول السباحة هناك.

( ذا سولدات جا يقول كل الي في بالي.. )

عندما يموت أحد المغامرين، عادةً ما يتعامل أحد أفراد مجموعتهم مع الأشياء التي تركها  وراءه. 

بدت كلماته وكأنها خناجر حقيقية تطعن صدري. في مرحلة ما، بدأت ساقاي ترتجفان؛ كنت أضغط يدي بقوة في حضني. كان جسدي يرتجف. كان حلقي يرتجف. 

“…بجدية؟” بدت سارا مندهشة، على الرغم من أنها هي التي وجهت الدعوة. ربما كانت تخطط لضربي ببعض الإهانة اللاذعة عندما أرفضها.

لكن عندما تحدثت، خرج صوتي هادئًا بشكل غريب. “اسف بشأن ذلك. لم أكن أعلم أنني كنت أزعجك بحضوري. سأبذل قصارى جهدي حتى لا أكون في نفس الغرفة معك مرة أخرى.

يمكن أيضًا استخدام الحراشف لصنع الدروع أو التروس. لن تجد العديد من المغامرين العاديين يرتدون قطع كهذه، ولكن قد يكون لدى المحارب القديم المصنف S قطعة أو قطعتين، ومن المفترض أن فرسان دوقية بشيرانت يرتدون دروعا من حراشف سنو درايك. 

لسبب ما، دفع هذا سولدات إلى ضرب طاولتنا بقوة لدرجة أنها انقسمت إلى نصفين. تطاير الخشب المتناثر والطعام نصف المأكول في كل مكان، وتناثر وعاء حساء الفاصوليا الحمراء على حجري.

تعازيّ يا صديقي. أتمنى أن ترقد بسلام.

“ماذا بحق الجحيم من المفترض أن يعني ذلك؟ هل تحاول أن تغضبني يا فتى؟ أنت دائما هكذا! كل ما تفعله هو الإعلان عن نفسك، ثم تتصرف وكأنك أفضل من أن تحصل على المال! أنت تستمتع بالتصرف مثل شهيد، هاه؟ نحن جميعا بحاجة إلى المال من أجل البقاء ، اللعنة! “

“مرحبًا انت !” توقف الرجل المخمور أمام طاولتنا وضربها بيده.

لم أرد. 

“لقد انتهينا تقريبًا على أي حال، أليس كذلك؟” قال باتريس.

شعرت أن الصمت هو خياري الوحيد. 

نعم. لنعد مسرعين… إلى غرفتي الفارغة الوحيدة في النزل… هززت رأسي لأصفيه من الأفكار غير السارة وجعلت نفسي حذرا من القلعة المدمرة 

لم يكن هناك جدوى من محاولة إجراء محادثة مع شخص مثل هذا.

فأقوى الوحوش في هذه المنطقة أقوى من أي شيء آخر على قيد الحياة في هذه القارة.  لذا من السهل أن نفهم سبب رغبة الناس في تصنيع معدات متطورة منهم.

“القرف. أنا آسف، لقد شرب العديد جدًا من الأنواع… فلنذهب يا سول!” 

لا، ذلك غير مرجح حقًا. من المؤكد أن شبحًا من هذا الماضي البعيد لن يظل يتسكع في مكان يزوره الناس بانتظام إلى حد ما. ربما هو مغامر مات هنا خلال السنوات القليلة الماضية. 

 

كنت أخطط للاحتفاظ بها في الوقت الحالي بدلاً من صرفها على الفور. آمل أن أتقدم للأمام خلال ستة أشهر أو نحو ذلك. لن أستخدم هذا القدر من المال في الوقت الحالي، ولكن لم يكن من المؤلم أبدًا أن أخبئ المزيد من النقود ليوم ممطر.

“اخرس! اتركني ! هيا، كواغماير! ارمي لكمة لعينة، لماذا لا؟ أنت غاضب، أليس كذلك؟ ارجح بقبضتك في وجهي، اذن! توقف عن الجلوس في رقعة الوحل الخاصة بك والتفكير في مدى حزنك! تصرف كرجل لمرة واحدة!”

لقد كان صديقنا العزيز سولدات هيكلر.

نظرت إلى الأسفل وانتظرت حتى تهب العاصفة. لم يكن هناك أي معنى للدخول في قتال هنا. السماح لسولدات باستفزازي لن يحقق شيئًا.  (كل خرا)

“نعم!”

الطريقة الوحيدة للتعامل مع السكير هي تجاهله تمامًا. كان علي فقط أن أترك هذا يمر. لقد كان الأمر بهذه البساطة حقًا.

 لكن…مازلت قد فاجئت نفسي قليلاً عندما عدت لإنقاذه.

“تراجع يا سول! أنت تأخذ هذا بعيدًا جدًا!”

لكن عندما نظرت من فوق كتفي بعد لحظة، لم أستطع إلا أن أطلق صرخة رعب حادة. 

“دعني أذهب، اللعنة! مهلا، كواغماير! هل تستمتع لي.. هاه؟ إذا كنت تكره حياتك إلى هذا الحد، فاذهب لتموت في خندقما! على الأقل بهذه الطريقة لن أضطر إلى رؤية وجهك مرة أخرى!”

“أين هم؟!”

قام أصدقاء سولدات بسحبه إلى خارج الباب في نهاية المطاف، لكنني لم أنظر للأعلى. لقد حدقت فقط في الحساء الذي كان على حجري، وأمسكت بأثري المقدس في جيبي، وأبقيت ذهني فارغًا تمامًا. (شفتوا.. سولدات محق)

“مرحبا.”قال تيموثي وهو يقترب من الرجل بابتسامة ودية “أنا تيموثي من فرقة كاونتر آرو”. “شكرا جزيلا ل— جاه !”

بقيت على هذا الحال حتى رحل ومسحت سارا الحساء عني.

ومع ذلك، كان من النادر جدًا العثور على شخص في هذا العالم لا يشرب الخمر. ربما كان أول مغامر رصين أقابله في حياتي بالتفكير في الأمر.

“هذا الرجل هو الأسوأ” وتمتمت. 

 رغم ذلك. وبنفس القدر. 

كل ما يمكنني فعله هو الإيماءة ببطء.

لم أرد. 

 

“الأرض متجمدة في بعض الأماكن يا رفاق. راقبوا خطواتكم هنا.”

ساره

أمسكت بعصاي بإحكام، وحدقت في التمثال الحجري الموجود في أقصى نهاية القاعة.

 

شعرت أن وجهي يحمر احمرارًا عند التفكير في سولدات. في بعض الأحيان أ

كنت بالفعل أحترق من الغضب عندما عدت إلى غرفتي. وفي اللحظة التي دخلت فيها، ألقيت قوسي وسهامي على الطاولة، وخلعت ملابسي، وألقيت بنفسي على السرير.

مشاهدة الخمسة منهم يتحدثون عن الأشياء أمام اللوح وضعتني في مزاج حنين قليلا.

“هذا الرجل هو الأسوأ!”

ومع ذلك، هذا نوعًا ما هو كيفية سير الأمور في هذا النوع من العمل. قلة من المغامرين يمكنهم إنجاز الكثير بدون فرقة. لم أكن جيدًا بمفردي أنا الأخر. عندما تبدأ بالشعور بالغرور، تصبح مسألة وقت فقط حتى يظهر أمامك شخص أفضل منك.

شعرت أن وجهي يحمر احمرارًا عند التفكير في سولدات. في بعض الأحيان أ

“إنه على حق تمامًا”. قال تيموثي وهو يومئ برأسه بلطف “لنحاول ألا نقاتلهم إذا كان ذلك ممكنا على الإطلاق.”

على الرجل القتال؟ يا لكمية الحماقة! لم يكن لديه أي فكرة عن مدى صعوبة نضال تيموثي من أجلنا جميعًا كل يوم!

لقد حاولوا السماح لسارا والمقاتلين في الخطوط الأمامية بالحصول على بعض الخبرة في كل قتال، لذلك اضطررت إلى تقييد إلقائي بعناية، لكنني شعرت أنني أعمل معهم حقا ، بدلاً من مجرد مساعدتهم.

 وكانت تلك الابتسامة سلاحه. لقد أخبرتني سوزان بذلك منذ وقت طويل.

أعتقد أنني فزت بهذه الجولة… لا يعني ذلك أنها منافسة أو أي شيء من هذا القبيل.

 لن يتمكن هذا الرجل من الفهم. بأي حق له أن يشتم أحدا؟

من كل ما رأيته، كان ذلك الأحمق هو من يحتاج للعمل على مهاراته القيادية، وليس تيموثي.

ربما هناك أوقات عليك فيها الوقوف والقتال. نعم حسنا. لكن أليست مهمة زعيم الفرقة هي منع المعارك التي لا طائل من ورائها والحفاظ على سلامة رفاقه؟

“ماذا بحق الجحيم من المفترض أن يعني ذلك؟ هل تحاول أن تغضبني يا فتى؟ أنت دائما هكذا! كل ما تفعله هو الإعلان عن نفسك، ثم تتصرف وكأنك أفضل من أن تحصل على المال! أنت تستمتع بالتصرف مثل شهيد، هاه؟ نحن جميعا بحاجة إلى المال من أجل البقاء ، اللعنة! “

 من المؤكد أن سولدات لم يكن يقوم بعمل جيد في ذلك. ماذا كان ينوي أن يفعل إذا دخلنا في قتال هناك وسط الأنقاض على أية حال؟ 

أشرت بكلتا يدي نحو الهياكل العظمية المندفعة. إذا كانت القوة الغاشمة كافية لإسقاطهم، فلن يكون هذا أيضًا سيئا على الاطلاق.

هل كان يعتقد أنه يستطيع قتلنا جميعًا بسهولة والإفلات من العقاب؟ هذا الرجل متعجرف جدًا.

“أوه…” الآن بعد أن تذكرت هذا حدث شيء ما أخيرًا استدارت سوزان عند سماع صوتي. حدق الجميع

 كان المكان عبارة عن قلعة تشبه المتاهة، ولم يغلق أيًا من المخارج.

“ما هذا الصوت؟!” صاح تيموثي.

من كل ما رأيته، كان ذلك الأحمق هو من يحتاج للعمل على مهاراته القيادية، وليس تيموثي.

“تبا!”

ولزيادة الأمور على رأسها… لماذا اختار روديوس بحق الجحيم، من بين كل الناس؟ حارب روديوس بشجاعة عندما احتاج الأمر لذلك. 

شعرت أنه ليس لدينا حقًا أي شيء نأسف عليه هنا، لكن تيموثي اعتذر على أي حال. كان للرجل استراتيجيته للنجاح، وقد تمسك بها.

لقد وقف وحيدًا ضد كل هؤلاء الأعداء ليكسب الوقت لنا لنهرب. لم يعرف سولدات أيًا من ذلك. لم ير روديوس في القتال. ما الذي أعطاه الحق في إهانة الطفل بهذه الطريقة؟

 إذا كان ما قاله تيموثي صحيحًا، فمن الممكن أن يكون لارجون هارجون قد قام بحفر نفق لقواته للأعلى للهجوم في أي مكان وفي أي وقت، دون سابق إنذار على الإطلاق. كانت الجدران الدفاعية عديمة الفائدة تمامًا. لا بد أن كل جندي بشري كان دائمًا على حافة الهاوية، ولا يعرف أبدًا متى قد يأتي الهجوم التالي… لقد كان من الغريب تقريبًا أن تتمكن البشرية بالفعل من الفوز في تلك الحرب.

من المؤكد أن روديوس يمكن أن يثير أعصابك في بعض الأحيان. على عكس تيموثي، لم يدافع أبدًا عن نفسه على الإطلاق، وتلك الابتسامة المزيفة التي كان يلصقها دائمًا على وجهه تجعلني اتنهد في كل مرة أراه فيها. 

 وكانت تلك الابتسامة سلاحه. لقد أخبرتني سوزان بذلك منذ وقت طويل.

ولكن على الرغم من ذلك…

لقد أطلقت تعويذة تلو الأخرى على السنو درايك أمامي مباشرةً، محاولًا تغيير مسارهم. كانت الضربة المباشرة من مدفعي الحجري قوية بما يكفي لتحطيم حراشف السنو درايك وثقب لحمهم، لكن حتى هذا ليس كافيًا لقتلهم. لم أكن متأكدة مما إذا كان السبب هو المسافة، أم أنهم تمكنوا بطريقة ما من لف أجسادهم للحد من الضرر.

في هذه المرحلة، خطر لي أنني في الواقع أنحاز إلى جانب روديوس لسبب ما. 

مشاهدة الخمسة منهم يتحدثون عن الأشياء أمام اللوح وضعتني في مزاج حنين قليلا.

لماذا كنت أفعل ذلك؟ ألم أكن أكره هذا الطفل؟

يوجد كتل من الملح الصخري في أعماقها، لذلك كان المغامرون يغامرون أحيانًا بالخروج لاستعادة بعض منها. في الآونة الأخيرة، على الرغم من ذلك، وصلت أخبار إلى المدينة تفيد بأن أعدادًا كبيرة من الوحوش من المرتبة C كانت تتدفق من الكهف. 

ربما لم أفعل.

“عفوا خطأي.”

لا، هذا لم يكن له أي معنى. ربما السبب هو أنني كرهت سولدات أكثر. نعم. هذا هو الوضع بالتأكيد. لم يكن روديوس سيئًا مثل سولدا لذلك علي أن أقف إلى جانبه في هذا الأمر. بسيط بما فيه الكفاية.

تقييم ميمير للوضع كان معقولا. وبعد كل شيء لقد قفز أمامي ليواجه السنو درايك تمامًا مثل الآخرين. وكان ذلك أكثر مما كنت أتوقعه.

إذا لم يكن هناك شيء آخر، فإن روديوس لم يحبطنا أبدًا بهذه الطريقة. لقد كان دائمًا يعامل تيموثاوس والآخرين باحترام حقيقي. 

( ذا سولدات جا يقول كل الي في بالي.. )

 ساحر موهوب بشكل لا يصدق، لكنه لا يتصرف أبدًا وكأنه أفضل منا. لقد كان يرافقنا دائمًا في مهامنا، ويمنحنا الوقت لنهرب عندما تصبح الأمور خطيرة…

كان الجميع من حولي يسرفون في شرب الخمر، لكنني اخترت عصير الفاكهة المخفف بدلاً من ذلك. لقد كان في الأساس المشروب غير الكحولي الوحيد الذي يمكنك طلبه في الحانات هنا … إلا إذا كنت من كبار المعجبين بحليب الماعز.

“…حسنا مهلا. هذا غير صحيح.”

كان لدي سبب وجيه لكراهية النبلاء. وكان روديوس نبيلاً، وهذا يعني أنني كنت أكرهه أيضًا.

روديوس نبيل بالنسب. لم يتصرف حقًا كواحد، لكن هذا لا يهم. لقد ولد وفي فمه ملعقة فضية، وكان ذلك سيئا في حد ذاته. لقد كرهت الأطفال الأغنياء الذين أرادوا التظاهر بأنهم مغامرون. 

“عفوا…”

لكنني أيضًا كرهت النبلاء بشكل عام. لقد دمرت مدينتي بسبب غطرستهم. لم يحركوا ساكنًا للمساعدة عندما خرجت الوحوش مسرعة من تلك الغابة إلى المنزل. إنهم لا يحركون أبدًا الفرسان لإنقاذنا.

“جييييييييييييي-” مع صرخة تصم الآذان، اختفى الطيف. انفجر جسده الشفاف جزئيًا وتحول إلى ذرات صغيرة من الضوء، والتي سرعان ما تلاشت. 

لقد كان خطأهم أن أمي وأبي ماتا. الرجال الذين كان عليهم واجب لحماية قريتنا…تركونا نموت.

“العاصفة الثلجية!”

ولم أنس اليأس الذي شعرت به في ذلك الوقت لن أفعل ذلك أبدًا.

كساحر، لم يكن علي الاعتماد على قوة ذراعي في كثير من الأحيان، لكنها مفيدة من حين لآخر. يستخدم الناس أذرعهم في كل أنواع الأشياء؛ إذا لم تعمل على تقويتها على الإطلاق، فسوف تندم عليها عاجلاً أم آجلاً.

نعم. صحيح.

 

كان لدي سبب وجيه لكراهية النبلاء. وكان روديوس نبيلاً، وهذا يعني أنني كنت أكرهه أيضًا.

“يا إلهي،” تمتم تيموثي، وتنهد بهدوء. “ماذا كان يفكر الشياطين عندما صمموا هذا المكان؟”

“…لكن روديوس قاتل من أجلنا، أليس كذلك؟”

بمجرد أن نملأ جميع الأكياس الستة التي أحضرناها، سيكون لدينا ما يكفي للعودة إلى النقابة.

حارب ضد فريق اللوستر غريزلي . لقد حارب ضد السنو درايك أيضًا. لم يهرب أبدًا لإنقاذ نفسه، حتى عندما كان بإمكانه ذلك.

… هل يمكنك التوقف عن الاعتذار عن كل شيء صغير أيضًا؟ إنه أمر مثير للشفقة نوعًا ما.

 لم يكن لديه واجب لحمايتنا. لم يكن حتى عضوًا في كاونتر آرو. ومع ذلك، حاول إنقاذنا. لقد حاول أن يشتري لنا الوقت.

إذا انتقلت إلى مدينة جديدة، فربما أحتاج إلى البدء في الانضمام إلى الفرق التي أمل بها على أساس مؤقت. ومع ذلك، في الوقت الحالي، ما زلت غير مرتاح لفكرة إضافة اسم فرقة جديدة إلى أسفل بطاقتي – حتى لبضعة أيام.

وعندما رأيته يقاتل من أجلنا… عدت مسرعة لإنقاذه.

 

لأنني لم أرغب في رؤيته يموت.

“عفوا…”

ليس الأمر وكأنني أردته أن يموت أو أي شيء من هذا القبيل.

الآن بعد أن رأيتهم عن قرب، على الرغم من أنني تعرفت عليهم على الأقل.

 بالطبع لا.

ومع ذلك، قررت في النهاية أنه من الآمن الاعتذار. 

 لكن…مازلت قد فاجئت نفسي قليلاً عندما عدت لإنقاذه.

“هذا الرجل هو الأسوأ” وتمتمت. 

إذا كنت أكرهه، ألن أتركه في موقف كهذا؟ “…قرف. هذا قرف.”

 كان المكان عبارة عن قلعة تشبه المتاهة، ولم يغلق أيًا من المخارج.

في الآونة الأخيرة، عندما أنظر إلى روديوس، أشعر وكأن الأرض تتحرك تحت قدمي. لقد كرهت النبلاء، لكنني لم أستطع أن أكرهه بشدة .

وبينما كنت أنظر، ترك الرجل المعني مجموعته وسار بسرعة نحونا. لم يكن لديه وجه ودود بشكل خاص، والتعبير المتوهج عليه لم يساعد الأمور. ربما كان لا يزال مشتعلًا بعد المعركة.

 

نظرت للأعلى وأدركت أن السقف بأكمله كان مغطى ببقع من شيء ينبعث منه وهج أبيض مزرق. من هذه المسافة، لم أتمكن من معرفة ما إذا كان طحلبًا أو نوعًا من المعدن، ولكن مهما كانت المادة، فقد جعلت مشاعلنا تبدو غير ضرورية تقريبًا.

 لم أكن أعرف كيفية التعامل مع ذلك.

 

 

الطريقة الوحيدة للتعامل مع السكير هي تجاهله تمامًا. كان علي فقط أن أترك هذا يمر. لقد كان الأمر بهذه البساطة حقًا.

 لم أكن متأكدة حتى لمل كرهته حقًا بعد الآن.

“ما أخباركم؟ هل ستتقاتلون يا رفاق؟” 

 

 

 لا شيء له أي معنى.

“جييييييييييييي-” مع صرخة تصم الآذان، اختفى الطيف. انفجر جسده الشفاف جزئيًا وتحول إلى ذرات صغيرة من الضوء، والتي سرعان ما تلاشت. 

لكن في نهاية اليوم…

ومع ذلك، في نهاية المطاف، لم يكن الأمر يستحق الجدال مع هؤلاء الرجال بالتأكيد. لذلك علينا أن نأخذ هذه المشاعر المختلطة معنا إلى المنزل بدلاً من ذلك. عظيم.

حسنا كل شيء على ما يرام. نعم.. على ما يرام. علي أن أعترف بذلك.

كان هناك باب بين ساقي هذا التمثال. على مسافة أبعد قليلاً من ذلك الممر، كان من الواضح أنه المكان الذي تعيش فيه السنو درايك، لذلك من المفترض أنه المكان الذي سيأتون منه إذا ظهروا.

 أنا لا أكره روديوس.

“لا تقف هناك فحسب أيها المعتوه!” صرخت سارا، وأعادتني إلى الواقع. ” قاتل أيضًا!”

لقد كان ابنًا لأحمق ثري، لكنه أكثر من ذلك. لم أكرهه. هذا كل شيء.

 “ها ها ها ها!” انفجر ميمير ضاحكًا بينما كان تيموثي يخدش بشكل محرج رقبته.

 رغم ذلك. وبنفس القدر. 

في حانة على مسافة جيدة من نقابة المغامرين، قمنا نحن الستة بشرب أكوابنا معًا.

أنا بالتأكيد لا أحبه أو أي شيء.

“لم نكن نعرف حتى أن أي شخص آخر كان يأخذ مهمة هنا!” 

عدم كره شخص ما هو شيء مختلف تمامًا عن الإعجاب به.

 

 

 “صحيح. يمكنك تأكيد ذلك مع النقابة، إذا كنت تريد. “

“أنا لا أحب روديوس البتة.”

أنا بالتأكيد لا أحبه أو أي شيء.

بعد التأكد من هذه الحقيقة، سمحت لنفسي بالنوم.

انهم السنو درايك. وفي غضون ثوانٍ، صار عددهم في الغرفة أكبر مما أستطيع حصره.

-+-

“هل تعتقد أنك أتعس طفل صغير في كل العالم أو شيء من هذا؟ هاه؟!”

هاه.. فصل طويل…

أومأت سارا برأسها بقوة. أستطيع أن أرى قشعريرة على جلدها.

تبقى 1100 ذهب

 

 

بمجرد وصولنا إلى الأنقاض، قمنا بالتخييم في الخارج وعقدنا اجتماعنا المعتاد لمراجعة الخطة.

وضعت يديها على وركها… ولسبب ما، كانت هناك سلاسل عليهما. شعرت بالحزن قليلاً لأن رأسها قد سقط في وقت ما على مر القرون.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط