نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 76

الغابة ليلا (1)

الغابة ليلا (1)

الفصل الرابع: الغابة ليلا

عندما وقفت على قدمي، وجدت المدير ينظر في اتجاهي ويصرخ. لقد دُفنت الساحة في الثلج ثلاثة بمقدار أضعاف طولي. كان نصفها مغطى عندما وصلت، لكنه امتلأ بسرعة منذ ذلك الحين.

 

“نعم… إنهم ميمير وسارة.”

مرت عدة أشهر وقد حل الشتاء الآن. الشتاء في المناطق الشمالية قاس. بحيث يكون من الصعب تصديق أن هذا المكان يقع شمالا قليلاً من مملكة أسورا، مع الأخذ في الاعتبار وفرة الثلوج التي بدا أنها تدفن الأرض تقريبًا.

 

“أوه…! أنا-لا شيء.” وضعت يدها على قدمها وكأنها خائفة. حاولت على الفور الوقوف، لكن وجهها انهار وترنحت.

عندما تملأ الثلوج المنطقة، تتوقف الواردات من الممالك المجاورة، ولا يقدر السكان على الحصول على الخضروات الطازجة. وتتكون وجباتهم بدلاً من ذلك من أكوام الفاصوليا التي جمعوها قبل الشتاء، والأطباق المخمرة مثل الخضار المخللة، ولحوم الوحوش التي اصطادها المغامرون.

برزت أنفاسي كضباب أبيض، وشعرت أن اللعاب في فمي قد يتجمد. ورغم أن درجة الحرارة الآن أفضل مما كانت عليه في الليل أو في وقت مبكر من الفجر، إلا أنها لا تزال باردة بشكل لا لبس فيه.

 وكان من المعتاد في هذه المنطقة مزج هذه الوجبات النيئة واللطيفة بالكحول القوي. كل من حولي يشفقون عليّ منذ فترة طويلة لأنني لا أشرب الخمر، لكن الأمر لا يهمني كثيرًا. في الآونة الأخيرة، لم يكن لأي شيء آكله أي نكهة على أي حال.

لا يزال الثلج يتساقط عند مدخل الساحة. كان هناك مغامرون وسكان بلدة ومجموعات. مختلطة في أعدادهم أيضًا بعض الأطفال الصغار.

وعلى الرغم من أن الشتاء قد حل الآن، إلا أن حياتي ظلت كما هي. قمت بالتدريب البدني، وصليت، وتناولت طعامي، ثم توجهت للقيام بعملي كمغامر. 

كانت ابتسامة تيموثي المعتادة مفقودة. في الواقع، كان تعبيره عكس ذلك تمامًا – كل ما حوله بدى غائمًا. ويبدو أن كلامي قد أزعجه. أوكنت محقا؟ هل حدث شيء حقا؟ “أم، هل تمانع إذا سألت عن الأمر؟”

هكذا كان روتيني اليومي. ومع ذلك، لقد مر ستة أشهر تقريبًا منذ مجيئي إلى هذه المدينة وشعرت أنه لم يتبق لي سوى القليل لإنجازه هنا.

مرت عدة أشهر وقد حل الشتاء الآن. الشتاء في المناطق الشمالية قاس. بحيث يكون من الصعب تصديق أن هذا المكان يقع شمالا قليلاً من مملكة أسورا، مع الأخذ في الاعتبار وفرة الثلوج التي بدا أنها تدفن الأرض تقريبًا.

 للأفضل أو للأسوأ، بدأ اسم “روديوس كواغماير” في الانتشار. لقد كنت استباقيًا في تقديم مساعدتي للجيل الأصغر من المغامرين، وكنت معروفًا بين المخضرمين أيضًا. 

تنوعت وسائل العمل الخاصة بهم. وكان هناك من حمل الثلج في الدلاء، ومن حمله على ظهوره في البراميل، ومن حمله في العربات، ومن حمله في صناديق خشبية مملوءة بالثلج. كان لديهم جميعا نظرة فارغة على وجوههم.

حتى أنه لديّ متعاونون في بعض مجموعات المغامرات في روزنبرج، الذين يسألون عن زينيث نيابةً عني عندما يغامرون بالذهاب إلى القرى البعيدة. وقد أكد لي أحد هذه الفرق، والذي انطلق قبل بدء فصل الشتاء، أنهم سينشرون الخبر.

باقي 820 ذهبة

وربما نتيجة لهذا العمل الشاق، انتشرت سمعتي أيضًا بين التجار الذين يتعاملون مع المغامرين، مثل أولئك الذين يمتلكون محلات الأسلحة ومحلات الدروع ومحلات الأدوات.

كان الأولاد والبنات الصغار يحملون دلاءهم الخشبية المكتظة، وكانت وجوههم حمراء زاهية، ويقومون برحلات متكررة ذهابًا وإيابًا.

 علاوة على ذلك، تمكنت أيضًا من ترك انطباع جيد في متجر متخصص في الأدوات السحرية. إذا واجهوا أي مشكلة، سأساعدهم، وسينشرون أخبار وجودي.

“حسنا!” 

 لم أكن متأكدة من مدى فعالية ذلك، لكن التجار كان لديهم شبكاتهم الخاصة. تمنيت انه ومن خلال إحدى هذه الروابط، قد تصل الكلمة إلى زينيث.

ومع ذلك، بدا الأطفال أكثر حماسًا قليلاً من البالغين. تساءلت عما إذا كان السبب في ذلك هو أنهم أحبوا ذلك حقًا أم أنه كان لسبب أكثر واقعية، مثل معرفة أنهم كلما حملوا أكثر، كلما حصلوا على أموال أكثر. 



كانت تلك خطوة خطيرة حقًا. فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى القضاء على الحزب بأكمله، أو وفاة شخص ما على أقل تقدير.

ثم مرة أخرى، بالنظر إلى كل هذا الصمت على الرغم من جهودي هنا، فمن المحتمل أنها لم تكن في المنطقة. والاحتمال الآخر هو أنها بالفعل-

“بعد الذي أذبته، فنعم. بصراحة لم أعتقد حتى أنك ستتمكن من تحمل ثلثه. علاوة على ذلك، لا أستطيع أن أعطيك أي أموال أكثر من هذه”

لا توقف. التفكير في ذلك لن يجدي نفعًا، وبخت نفسي.

ذلك كان سريعا.

“أوه…” تنهدت بينما ارتديت معدات الطقس البارد وغادرت النزل. كانت وجهتي هي نقابة المغامرين.

سلكت أحد الممرات التي تمر عبر الساحة وبدأت في شق طريقي إلى هناك. يمكنني أن أسلك طريقًا مختصرًا باستخدام سحري لشق طريق من خلاله، ولكن قررت أن أسلك الطريق الطويل.

ان الجو بارد في الخارج. والثلج يتساقط بالكاد، ولم يكن النسيم قويًا جدًا. كان فراء القنفذ الثلجي الملتف حولي يشعرني بالدفء، لكن الريح باردة على وجهي. 

“أم … هل هذا يكفي؟” انا سألت. “نعم، أكثر من كافية.”

برزت أنفاسي كضباب أبيض، وشعرت أن اللعاب في فمي قد يتجمد. ورغم أن درجة الحرارة الآن أفضل مما كانت عليه في الليل أو في وقت مبكر من الفجر، إلا أنها لا تزال باردة بشكل لا لبس فيه.

صمت تيموثاوس. بدلاً من ذلك، سوزان هي التي نظرت للأعلى وقالت:

ارتعشت وأنا أسير عبر الشارع المغطى بالثلوج. ربما ينبغي لي أن أنتقل إلى المدينة التالية عندما يأتي الربيع، فكرت في نفسي، على الرغم من أنني شعرت بعدم وجود حافز على الإطلاق للقيام بذلك.

 

 “مرحبًا.”

تعج نقابة المغامرين بالناس في الشتاء. ويعود هذا إلى حد كبير إلى أن عددًا قليلاً منهم يختارون القيام برحلات تستغرق عدة أيام بينما المناطق المحيطة بنا تعج بتساقطات الثلوج.

ثم مرة أخرى، بالنظر إلى كل هذا الصمت على الرغم من جهودي هنا، فمن المحتمل أنها لم تكن في المنطقة. والاحتمال الآخر هو أنها بالفعل-

 وبدلاً من ذلك، كانوا يتابعون العمل داخل المدينة أو يمنحون الأولوية للطلبات التي يمكن إكمالها قبل حلول الظلام. بخلاف ذلك، قد يتوجهون إلى قرية تبعد يومًا أو يومين فقط ويخططون للبقاء هناك.

أعرف أنه يتم السخرية مني. لكن لست متأكدًا من كيفية حل هذه المشكلة، مع ذلك لا أحد مثالي. في الوقت الحالي، أنا أبذل قصارى جهدي للقيام بما يجب علي القيام به.

وحتمًا، هذا يعني أن العديد من الأطراف تتسكع في النقابة، في انتظار نشر الطلب الصحيح. وبطبيعة الحال، لم يتغير عملي على الإطلاق.

كانت هذه أفكاري الشارده أثناء عملي. تبادلت بضع كلمات مع المغامرين الآخرين الذين يعملون بجانبي، وقمنا بتجريف الثلج معًا، وإلقائه فوق جرف كان طوله مثلي تقريبًا. 

 كنت أقترب من المترددين في المهمات، أو يدعوني أحدهم لمرافقتهم. لقد كنت عضوًا مفيدًا للغاية في الحزب، نظرًا لأنني تمكنت من إلقاء جميع مدارس السحر الهجومية الأربعة دون ترديد.

اندلعت ضجة مصحوبة بالتصفيق. ما هذا؟ أتسائل. أسقطت يدي وانضممت إليهم في التصفيق.

لم يكن الوضع مثالياً بالطبع. لم أكن أرغب في أن يتم استغلالي ببساطة لقدراتي؛ أردت أن يتعرف علي الأطراف ويستخدمون ذلك لنشر اسمي. لكنني كنت أيضًا في حيرة بشأن ما يجب فعله بعد ذلك.

“تش.”

اليوم، كالعادة، جلست بالقرب من لوحة الإعلانات. في مرحلة ما كنت قد بدأت في التعامل مع هذا كمقعدي الشخصي. تساءلت عما إذا كان شخص آخر  يشغله أثناء وجودي في مهمات.

غادرت النقابة على الفور وتوجهت مباشرة إلى النزل.

“تش.”

 “توقف.”

بينما كنت أنظر إلى صفوف الطلبات على اللوحة، في انتظار المغامرين الآخرين، سمعت أحدهم ينقر على لسانه. شعرت بثقل قلبي كالرصاص عندما نظرت إلى الوراء ورأيت فرقة القائد تقترب من لوحة الإعلانات. الشخص الذي جعل اشمئزازهم مسموعًا، لم يكن مفاجئًا لأحد، فهو سولدات.

“ما الأسباب؟ كل ما تفعله هو نصف متقن،” سخر قبل أن يتوجه إلى لوحة الإعلانات.

منذ تلك الحادثة في الحانة، بدا أنه يكنّ لي ازدراءً عميقًا، وكلما رآني كان يثرثر أو يجد طريقة أخرى للإعلان عن هذا الازدراء.

“ما الأسباب؟ كل ما تفعله هو نصف متقن،” سخر قبل أن يتوجه إلى لوحة الإعلانات.

 فضلت تجنبه إن أمكن، لكن الآن وقد حل الشتاء، لم يتمكن هو والآخرون من ممارسة هوايتهم في الغوص في المتاهات.

تعج نقابة المغامرين بالناس في الشتاء. ويعود هذا إلى حد كبير إلى أن عددًا قليلاً منهم يختارون القيام برحلات تستغرق عدة أيام بينما المناطق المحيطة بنا تعج بتساقطات الثلوج.

“هل تبحث عن بقايا الطعام مرة أخرى؟” سأل سولدات بسخرية. 

“لا،” قال تيموثي. “بغض النظر عن ميمير، سارة لم تمت بعد .” على الرغم من أنني قبلت الحقيقة بالفعل، إلا أن تيموثي ادعى الآن خلاف ذلك.

“لدي أسبابي للقيام بذلك.”

أتمنى لو أنه يبقى بعيدا عني. لا علاقة له بي فكرت بتجهم.

“ما الأسباب؟ كل ما تفعله هو نصف متقن،” سخر قبل أن يتوجه إلى لوحة الإعلانات.

ان الجو بارد في الخارج. والثلج يتساقط بالكاد، ولم يكن النسيم قويًا جدًا. كان فراء القنفذ الثلجي الملتف حولي يشعرني بالدفء، لكن الريح باردة على وجهي. 

أعرف أنه يتم السخرية مني. لكن لست متأكدًا من كيفية حل هذه المشكلة، مع ذلك لا أحد مثالي. في الوقت الحالي، أنا أبذل قصارى جهدي للقيام بما يجب علي القيام به.

هم عادةً من يقتربون مني، لكنني قررت أن أحييهم أولاً من حين لآخر. بعد كل شيء، كنت في مزاج جيد جدا اليوم.

 أي جزء من ذلك غير سار بالنسبة له؟

سلكت أحد الممرات التي تمر عبر الساحة وبدأت في شق طريقي إلى هناك. يمكنني أن أسلك طريقًا مختصرًا باستخدام سحري لشق طريق من خلاله، ولكن قررت أن أسلك الطريق الطويل.

أتمنى لو أنه يبقى بعيدا عني. لا علاقة له بي فكرت بتجهم.

“قلت تخلينا عنه! لو بقينا هناك لفترة أطول للبحث، لكنا قد نموت أيضًا! كنا نعلم ذلك، ولهذا السبب أطعنا أوامرك!” صرخت سوزان على تيموثي بينما كان الأخير يمسك رأسه.

اختار سولدات على الفور المهمة التالية لحزبه، وأنهى عمله في مكتب الاستقبال، وترك النقابة. لم يتأخر أبدًا، إما لأنه لم يتحمل التواجد في حضوري أو لأنه أراد فقط أن يشغل نفسه بالعمل. 

لم أستطع استيعاب فكرة رحيلهم تمامًا. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث لي فيها شيء كهذا. كمغامرين، كان الموت رفيقنا الدائم. سمعت أن فرقة أخرى كنت قريبًا منها قد تم القضاء عليها تمامًا.

كان يدخل، ويتوجه مباشرةً إلى لوحة الإعلانات، ويختار بسرعة طلبًا، ويمضي في طريقه. ثم يعود في ذلك المساء أو في اليوم التالي، وإذا التقينا يسخر مني مرة أخرى.

بقي الثلج كثيفًا، لكن كان لدي ذراعي اليمنى المدربة جيدًا “هالك” وذراعي اليسرى “هرقل”. كانوا يصرخون فرحًا عند التدفق المفاجئ لحمض اللاكتيك اللذيذ.

لم يكن يسعى. فأنا متأكد من أن سولدات يبذل قصارى جهده لتجنبي. ومع ذلك، في كل مرة يراني فيها كان يخبرني أنني قمامة أو لا قيمة لي أو يفعل أشياء غير محترمة، لذلك كنت مرهقًا بشكل مفهوم. 

بينما كنت أنظر إلى صفوف الطلبات على اللوحة، في انتظار المغامرين الآخرين، سمعت أحدهم ينقر على لسانه. شعرت بثقل قلبي كالرصاص عندما نظرت إلى الوراء ورأيت فرقة القائد تقترب من لوحة الإعلانات. الشخص الذي جعل اشمئزازهم مسموعًا، لم يكن مفاجئًا لأحد، فهو سولدات.

ربما هدفه الحقيقي هو تثبيطي عن الانضمام إلى النقابة على الإطلاق.

كان يدخل، ويتوجه مباشرةً إلى لوحة الإعلانات، ويختار بسرعة طلبًا، ويمضي في طريقه. ثم يعود في ذلك المساء أو في اليوم التالي، وإذا التقينا يسخر مني مرة أخرى.

في بعض الأحيان، كان أعضاء كاونتر آرو يتدخلون للمساعدة إذا كانوا حاضرين، لكنهم لم يكونوا هنا اليوم. لنفكر في الأمر، لم أرهم لمدة يومين كاملين الآن، وبما أنني لم أرهم في جميع أنحاء المدينة أيضًا، فهذا يعني أنهم ذهبوا إلى قرية ما لفترة طويلة لتلقي الطلبات.

***

أشعرتني الأجواء بالوحدة قليلاً بدونهم.

وبينما انا على وشك المغادرة، أشار لي طفل صغير، مما قاطع نقاشي الداخلي. لقد كانت فتاة صغيرة، لكنها ليست نفس الفتاة التي ساعدتها منذ لحظات. 

لم تكن هناك طلبات ملحوظة في هذا اليوم. تساقط الثلج فورًا بعد دخولي إلى النقابة، وأثناء العواصف الثلجية،  الأطراف التي لم تكن مهتمة بالعمل منخفض الأجر تأخذ إجازة بشكل عام. 

 “لا يمكنك رؤية أي شيء في تلك الغابة، ولا في تلك العاصفة الثلجية. من الأفضل لنا أن نعتبرها ميتة.”

بالطبع، كان هناك أيضًا عدد لا بأس به من المغامرين الذين يتألمون من أجل المال، وقاموا بتنفيذ طلبات غير مصنفة بأنفسهم. 

لم أكن أعرف لماذا.

تضمنت المهام غير المصنفة أشياء مثل تجريف الثلج أو تنضيف أسطح الأشخاص. لقد بدا لي أن تجريف الثلج مهمة حمقاء، لكن يجب أن تكون أفضل من لا شيء.

لم يكن يسعى. فأنا متأكد من أن سولدات يبذل قصارى جهده لتجنبي. ومع ذلك، في كل مرة يراني فيها كان يخبرني أنني قمامة أو لا قيمة لي أو يفعل أشياء غير محترمة، لذلك كنت مرهقًا بشكل مفهوم. 

إذا لم تكن هناك طلبات عمل، لم يكون لدي ما أفعله. ولكن لم يكن من الصواب أن تبقى وتطبخ في الجو الكئيب لنقابة المغامرين أيضًا. قررت أن أحاول قبول أحد تلك الطلبات غير المصنفة.

“إزالة الثلوج من الطريق، وإزالة الثلوج من أسطح المنازل، وإزالة الثلوج من حديقة قصر اللورد، وإزالة الثلوج من الأسوار.”

“تجربة شيء جديد” لم تعفيني تمامًا مما يسمى “سخرية” سولدات، لكن كلماته بالتأكيد غرست في داخلي الحاجة إلى القيام بشيء ما .

’’ما زلت لم أنفذ من المانا، لذا…؟‘‘ تساقط الثلوج بسرعة وتكدس فوق الطوب البرتقالي مرة أخرى.

“إزالة الثلوج من الطريق، وإزالة الثلوج من أسطح المنازل، وإزالة الثلوج من حديقة قصر اللورد، وإزالة الثلوج من الأسوار.”

 “مرحبًا.”

بالنظر إلى لوحة الإعلانات، كانت جميع المهام تتعلق بالثلج.

ارتعشت وأنا أسير عبر الشارع المغطى بالثلوج. ربما ينبغي لي أن أنتقل إلى المدينة التالية عندما يأتي الربيع، فكرت في نفسي، على الرغم من أنني شعرت بعدم وجود حافز على الإطلاق للقيام بذلك.

والفرق الوحيد بين الطلبات هو من قدمها. مجرد التفكير في التوجه إلى البرد لنقل الثلوج وإلقائها في مكان آخر كان أمرًا محبطًا، ولكن ربما ينبغي علي أن أكون سعيدًا لأنها كانت وسيلة لكسب المال، أليس كذلك؟

“هاي كواجماير، ماذا تفعل؟!”

لا، يبدو أن الدفع بالكاد يستحق كل هذا الجهد. ومع ذلك، وعلى الرغم من تحفظاتي، فقد قررت قبول إحدى الوظائف.

في بعض الأحيان، كان أعضاء كاونتر آرو يتدخلون للمساعدة إذا كانوا حاضرين، لكنهم لم يكونوا هنا اليوم. لنفكر في الأمر، لم أرهم لمدة يومين كاملين الآن، وبما أنني لم أرهم في جميع أنحاء المدينة أيضًا، فهذا يعني أنهم ذهبوا إلى قرية ما لفترة طويلة لتلقي الطلبات.

“كم هو غير عادي يا سيد كواجماير، أن تأخذ طلبًا كهذا.” 

“إزالة الثلوج من الطريق، وإزالة الثلوج من أسطح المنازل، وإزالة الثلوج من حديقة قصر اللورد، وإزالة الثلوج من الأسوار.”

“نعم، حسنًا.. إنه تغيير في الوتيرة.”

كان الجهاز يقوم بتسخين المنطقة الأقرب إليه. ذاب الثلج تدريجياً وامتص في الأرض. على ما يبدو، كانت أرضية الساحة أيضًا أداة سحرية، حيث تمكنت من رؤية شكل هندسي منحوت على ما يشبه الطوب أسفلنا. أو ربما كانت الساحة بأكملها جزءًا من الجهاز؟

“تغيير في الوتيرة، حسنًا؟ نعم، أعتقد أن هذا يبدو رائعًا!” ابتسمت موظفة الاستقبال بمرح وعالجت الطلب.

لم تكن تلك التعليمات الأكثر فائدة. 

 

“تغيير في الوتيرة، حسنًا؟ نعم، أعتقد أن هذا يبدو رائعًا!” ابتسمت موظفة الاستقبال بمرح وعالجت الطلب.

***

لقد أعطوني مجرفة. تمامًا كما تلقيت التعليمات، بدأت في نقل أكوام الثلج العشوائية إلى الجزء الخلفي من الساحة. اعتقدت أن الأمور ستعمل بشكل أفضل إذا قام الناس بإلقائها هناك في البداية.

 

ذلك كان سريعا.

منطقة المهمة تقع في ما هو في الأساس منطقة تجميع الثلوج.

صمت تيموثاوس. بدلاً من ذلك، سوزان هي التي نظرت للأعلى وقالت:

على الرغم من أنها لم تكن كبيرة بشكل خاص، الا انه يتم نقل الثلوج من جميع أنحاء المدينة إلى هذه الساحة الصغيرة نسبيًا. في وسط هذه الساحة التي بحجم حديقة كان هناك فرن هائل، وهذا  كل شيء.

عندما وقفت على قدمي، وجدت المدير ينظر في اتجاهي ويصرخ. لقد دُفنت الساحة في الثلج ثلاثة بمقدار أضعاف طولي. كان نصفها مغطى عندما وصلت، لكنه امتلأ بسرعة منذ ذلك الحين.

اقتربت من الرجل الذي بدا وكأنه المسؤول وأظهرت له الطلب الذي تلقيته. “اسمي روديوس جريرات. من دواعي سروري لقائك”

همم؟ لقد بدوا نوعًا ما في جو من الكآبة. ليس فقط سوزان، ولكن تيموثي وباتريس أيضًا. “هل حدث شئ؟” انا سألت.

“أنت ذلك الكواغماير الشهير؟” سأل.

قلت بحرج “لا أعرف حقًا ما إذا كنت مشهورًا أم لا”. 

قلت بحرج “لا أعرف حقًا ما إذا كنت مشهورًا أم لا”. 

واصلت مشاهدة ذوبان الثلوج بينما كنت أسكب المزيد من المانا الخاصة بي. لم أستطع أن أرفع عيني عنها. كان الأمر أشبه بمشاهدة ذوبان الجليد سريعًا، كما لو كنت أشهد اقتراب فصل الربيع، حيث أفسح اللون الأبيض الطريق أمام مجموعة من الطوب البرتقالي في الأسفل. لكن الربيع  لا يزال بعيدًا بالطبع.

“حسنًا، إذن أسرع للحاق بهم.”

“أوه!”

لم تكن تلك التعليمات الأكثر فائدة. 

هكذا كان روتيني اليومي. ومع ذلك، لقد مر ستة أشهر تقريبًا منذ مجيئي إلى هذه المدينة وشعرت أنه لم يتبق لي سوى القليل لإنجازه هنا.

“أم … هل لي أن أسأل ما نوع العمل الذي من المفترض أن أقوم به؟”

“هل تزوج الاثنان أو شيء من هذا؟” أنا كنت متحمسا. “اذن أنت تلقي هذا النوع من النكات أيضًا، أليس كذلك؟”

“آه، هذه هي المرة الأولى لك، أليس كذلك؟ العمل بسيط. يقوم الناس بنقل الثلج إلى هنا، ويمكنك استخدام تلك المغرفة هناك لوضعه في الخلف. في الأساس، أنت تقوم بتعبئة الثلج. لدينا طريق معد للوصول إلى الأداة السحرية، لذا لا تترك الثلوج تتراكم عليه. بمجرد حصولك على ما يكفي من الأكوام انتظر الإشارة وقم بتنشيط هذا الجهاز السحري هناك. حتى لو نفدت المانا الخاصة بك، فسيستمر الثلج في التساقط، لذا لا تغادر فحسب. يمكنك الاستمرار في مساعدتنا في تنظيمه.”

“هاي كواجماير، ماذا تفعل؟!”

“حسنًا، فهمت.” لا أزال غير متأكد تمامًا من نوع هذا العمل، لكنني أعرف ما من المفترض أن أفعله، لذلك لم يكن هناك فائدة من التفكير كثيرًا. علي بالتحرك بدلا من ذلك.

كان الأولاد والبنات الصغار يحملون دلاءهم الخشبية المكتظة، وكانت وجوههم حمراء زاهية، ويقومون برحلات متكررة ذهابًا وإيابًا.

لقد أعطوني مجرفة. تمامًا كما تلقيت التعليمات، بدأت في نقل أكوام الثلج العشوائية إلى الجزء الخلفي من الساحة. اعتقدت أن الأمور ستعمل بشكل أفضل إذا قام الناس بإلقائها هناك في البداية.

 

 

تماما كما أمرت، وضعت يدي على الجهاز وبدأت بضخ المانا.

ثم مرة أخرى، كان هناك الجهاز السحري في المركز. وبالنظر إلى المشاكل التي قد تنشأ إذا كسره شخص ما عن طريق الخطأ أو دفنه في الثلج، ربما هذا هو أفضل مسار ممكن.

لا يزال الثلج يتساقط عند مدخل الساحة. كان هناك مغامرون وسكان بلدة ومجموعات. مختلطة في أعدادهم أيضًا بعض الأطفال الصغار.

كانت هذه أفكاري الشارده أثناء عملي. تبادلت بضع كلمات مع المغامرين الآخرين الذين يعملون بجانبي، وقمنا بتجريف الثلج معًا، وإلقائه فوق جرف كان طوله مثلي تقريبًا. 

بالطبع، كان هناك أيضًا عدد لا بأس به من المغامرين الذين يتألمون من أجل المال، وقاموا بتنفيذ طلبات غير مصنفة بأنفسهم. 

كان هناك رجال آخرون يكومون الثلج أيضًا. كان حجم الجدار الذي أنشأناه في النهاية أكبر بثلاثة أضعاف من حجمي.

كان يدخل، ويتوجه مباشرةً إلى لوحة الإعلانات، ويختار بسرعة طلبًا، ويمضي في طريقه. ثم يعود في ذلك المساء أو في اليوم التالي، وإذا التقينا يسخر مني مرة أخرى.

بقي الثلج كثيفًا، لكن كان لدي ذراعي اليمنى المدربة جيدًا “هالك” وذراعي اليسرى “هرقل”. كانوا يصرخون فرحًا عند التدفق المفاجئ لحمض اللاكتيك اللذيذ.

 علاوة على ذلك، تمكنت أيضًا من ترك انطباع جيد في متجر متخصص في الأدوات السحرية. إذا واجهوا أي مشكلة، سأساعدهم، وسينشرون أخبار وجودي.

ركزت قوتي في أسفل ظهري، وثبتت ساقي وحركت ذراعي، تاركا قوة الرفع لعضلاتي بينما أحمل الثلج.

“هذه العاصفة هي قذى حقيقي للعين.” لقد حدقت في السماء. لقد كانت بقعة رمادية مختبئة خلف غطاء من الثلج المتساقط. أشرت إلى موظفيي في اتجاهها. لقد أخبرتني روكسي أنه من الأفضل عدم التدخل في الطقس، لذلك أصغيت لكلماتها قدر استطاعتي.

هذا حمل مثير للإعجاب. ها نحن ذا، صوت هالك ارتفع مع انتفاخ عضلة مرفقي. إذا كان لا بد من ذلك، بدا أن هرقل يرد بدوره بينما تراجعت العضلة ذات الرأسين إلى الخلف. شعرت العضلة ثلاثية الرؤوس على كلا الذراعين بأنها ممزقة.

واصلت مشاهدة ذوبان الثلوج بينما كنت أسكب المزيد من المانا الخاصة بي. لم أستطع أن أرفع عيني عنها. كان الأمر أشبه بمشاهدة ذوبان الجليد سريعًا، كما لو كنت أشهد اقتراب فصل الربيع، حيث أفسح اللون الأبيض الطريق أمام مجموعة من الطوب البرتقالي في الأسفل. لكن الربيع  لا يزال بعيدًا بالطبع.

علق أحد العمال الآخرين قائلا: “لديك بعض القوة بالنسبة لساحر”.

“حتى الساحر يحتاج إلى القوة” قلت “كنت اتدرب”

“تغيير في الوتيرة، حسنًا؟ نعم، أعتقد أن هذا يبدو رائعًا!” ابتسمت موظفة الاستقبال بمرح وعالجت الطلب.

 

على الرغم من أنها لم تكن كبيرة بشكل خاص، الا انه يتم نقل الثلوج من جميع أنحاء المدينة إلى هذه الساحة الصغيرة نسبيًا. في وسط هذه الساحة التي بحجم حديقة كان هناك فرن هائل، وهذا  كل شيء.

“هيا، الساحر لا يحتاج إلى القوة.”

حتى أنه لديّ متعاونون في بعض مجموعات المغامرات في روزنبرج، الذين يسألون عن زينيث نيابةً عني عندما يغامرون بالذهاب إلى القرى البعيدة. وقد أكد لي أحد هذه الفرق، والذي انطلق قبل بدء فصل الشتاء، أنهم سينشرون الخبر.

أصبح جسدي دافئًا، وبدأ العرق يتصبب من الجزء العلوي من جسدي. 

صمت تيموثاوس. بدلاً من ذلك، سوزان هي التي نظرت للأعلى وقالت:

في الواقع شعرت بحركة جيدة للعضلات التي لم أستخدمها عادةً. ربما اتخذت القرار الصحيح بقبول هذه المهمة.

 وكان من المعتاد في هذه المنطقة مزج هذه الوجبات النيئة واللطيفة بالكحول القوي. كل من حولي يشفقون عليّ منذ فترة طويلة لأنني لا أشرب الخمر، لكن الأمر لا يهمني كثيرًا. في الآونة الأخيرة، لم يكن لأي شيء آكله أي نكهة على أي حال.

“حسنًا، كواغماير تفضل وشق طريقك إلى الجهاز السحري. سأعطيك الإشارة.”

 للأفضل أو للأسوأ، بدأ اسم “روديوس كواغماير” في الانتشار. لقد كنت استباقيًا في تقديم مساعدتي للجيل الأصغر من المغامرين، وكنت معروفًا بين المخضرمين أيضًا. 

“حاضر.” بناءً على أوامري، أعدت المجرفة وتوجهت إلى الجهاز. لسوء الحظ، نظرًا لوقوعه في خلف جدارنا، كان عليك الالتفاف حول مدخل الساحة للوصول إليه. 

“لكن-“

سلكت أحد الممرات التي تمر عبر الساحة وبدأت في شق طريقي إلى هناك. يمكنني أن أسلك طريقًا مختصرًا باستخدام سحري لشق طريق من خلاله، ولكن قررت أن أسلك الطريق الطويل.

“هاي كواجماير، ماذا تفعل؟!”

“هناك الكثير من الأطفال هنا أيضًا.”

“لكن-“

لا يزال الثلج يتساقط عند مدخل الساحة. كان هناك مغامرون وسكان بلدة ومجموعات. مختلطة في أعدادهم أيضًا بعض الأطفال الصغار.

“سيكون من المفيد لنا حقًا أن تعود عندما تكون متفرغًا”.

حسنًا، إنه مجرد ثلج، هذا ما أكدته لنفسي. حتى الأطفال يمكنهم التعامل معه.

سلكت أحد الممرات التي تمر عبر الساحة وبدأت في شق طريقي إلى هناك. يمكنني أن أسلك طريقًا مختصرًا باستخدام سحري لشق طريق من خلاله، ولكن قررت أن أسلك الطريق الطويل.

تنوعت وسائل العمل الخاصة بهم. وكان هناك من حمل الثلج في الدلاء، ومن حمله على ظهوره في البراميل، ومن حمله في العربات، ومن حمله في صناديق خشبية مملوءة بالثلج. كان لديهم جميعا نظرة فارغة على وجوههم.

تنوعت وسائل العمل الخاصة بهم. وكان هناك من حمل الثلج في الدلاء، ومن حمله على ظهوره في البراميل، ومن حمله في العربات، ومن حمله في صناديق خشبية مملوءة بالثلج. كان لديهم جميعا نظرة فارغة على وجوههم.

 أفترض أنه من الطبيعي ألا يبدو أحد وكأنه يستمتع. تجريف الثلج ليس أمرًا ممتعًا لأي شخص.

 لم أكن معتادًا على الأجهزة السحرية مثل هذه، لذلك لم يكن لدي أي فكرة عن مقدار الحاجة إليها، لكنني كنت متأكدًا من أن المدير سيخبرني عندما يكون ذلك كافيًا. 

ومع ذلك، بدا الأطفال أكثر حماسًا قليلاً من البالغين. تساءلت عما إذا كان السبب في ذلك هو أنهم أحبوا ذلك حقًا أم أنه كان لسبب أكثر واقعية، مثل معرفة أنهم كلما حملوا أكثر، كلما حصلوا على أموال أكثر. 

ولكن لم يكن هناك ما يمكن القيام به. عاجلاً أم آجلاً، سيموت جميع المغامرين. لقد ظل احتمال الموت يخيم عليهم طالما استمروا في هذا النوع من العمل. هكذا كانت الأمور.

كان الأولاد والبنات الصغار يحملون دلاءهم الخشبية المكتظة، وكانت وجوههم حمراء زاهية، ويقومون برحلات متكررة ذهابًا وإيابًا.

***

ربما ترك تساقط الثلوج بغزارة السكان دون أي شيء آخر يفعلونه، ولهذا السبب كان هناك الكثير من الناس هنا.

علق أحد العمال الآخرين قائلا: “لديك بعض القوة بالنسبة لساحر”.

وبينما أشاهد، سقطت فتاة تحمل الثلج فجأة. من المفترض أن تكون الأرض ناعمة بما يكفي لتجنيبها الالم، لكنها تشبثت بقدمها من الألم، ودموعها تنهمر.

“حسنًا، إذن أسرع للحاق بهم.”

بطريقة ما وجدت نفسي أتوجه إليها وأجلس القرفصاء، “ما المشكلة؟” قلت.

“آه!”

“أوه…! أنا-لا شيء.” وضعت يدها على قدمها وكأنها خائفة. حاولت على الفور الوقوف، لكن وجهها انهار وترنحت.

 فضلت تجنبه إن أمكن، لكن الآن وقد حل الشتاء، لم يتمكن هو والآخرون من ممارسة هوايتهم في الغوص في المتاهات.

“من فضلك، اسمحي لي أن ألقي نظرة.” حركت يدها وأزلت حذائها. عندما فعلت ذلك، اكتشفت أن قدمها كانت حمراء ومنتفخة، مع أصابع سوداء وبثور. لابد ان هذه قضمة صقيع. مجرد النظر إليه كان يفطر القلب. 

وعلى الرغم من أن الشتاء قد حل الآن، إلا أن حياتي ظلت كما هي. قمت بالتدريب البدني، وصليت، وتناولت طعامي، ثم توجهت للقيام بعملي كمغامر. 

“لتكن هذه القوة الإلهية بمثابة غذاء مُشبع، يمنح من فقد قوته القوة للنهوض من جديد. شفاء!”

يبدو أن تيموثاوس قد أعطى الأمر بالانسحاب. والآن هو يندم على قراره.

“آه!”

“أوه!”

بمجرد أن ضغطت بيدي عليها وقرأت التعويذة، عادت قدمها بسرعة إلى وضعها الطبيعي. من المؤكد أن سحر الشفاء في هذا العالم مفيد، لكن بعد أن انتهيت من الاعتناء بالقدم الأخرى أيضًا، التفتت الفتاة نحوي بنظرة يأس. بعد أن تكبدت كل هذه المتاعب لشفاءها. لماذا تصنع هذا الوجه؟

تنوعت وسائل العمل الخاصة بهم. وكان هناك من حمل الثلج في الدلاء، ومن حمله على ظهوره في البراميل، ومن حمله في العربات، ومن حمله في صناديق خشبية مملوءة بالثلج. كان لديهم جميعا نظرة فارغة على وجوههم.

“هل فعلت شيئًا غير ضروري؟” انا سألت.

ربما هدفه الحقيقي هو تثبيطي عن الانضمام إلى النقابة على الإطلاق.

“أ-أم، أنا ليس لدي أي أموال. لا أستطيع… أن أدفع لك أي شيء.”

ربما ترك تساقط الثلوج بغزارة السكان دون أي شيء آخر يفعلونه، ولهذا السبب كان هناك الكثير من الناس هنا.

“أوه.” تذكرت اني سمعت عن أشخاص وضيعين يقتربون من الجرحى أو المرضى دون دعوة، يشفون جراحهم ثم يطالبون بدفع مبلغ لا يمكن دفعه. عندما يحدث هذا، وخاصة في دور الأيتام، يتم أخذهم لبيعهم كعبيد.

ثم مرة أخرى، كان هناك الجهاز السحري في المركز. وبالنظر إلى المشاكل التي قد تنشأ إذا كسره شخص ما عن طريق الخطأ أو دفنه في الثلج، ربما هذا هو أفضل مسار ممكن.

“لست بحاجة حقًا إلى أي شيء” إقلت ووقفت، ذا فعلت شيئا كذلك لطفل، فلن أتمكن أبدًا من مواجهة روجيرد. 

 “مرحبًا.”

“هاي كواجماير، ماذا تفعل؟!”

 

عندما وقفت على قدمي، وجدت المدير ينظر في اتجاهي ويصرخ. لقد دُفنت الساحة في الثلج ثلاثة بمقدار أضعاف طولي. كان نصفها مغطى عندما وصلت، لكنه امتلأ بسرعة منذ ذلك الحين.

وبينما واصلت شحن الجهاز وتأكدت من أنه يعمل، نظرت حولي.

“انا آتٍ.” أسرعت إلى الجهاز السحري. 

وبينما أشاهد، سقطت فتاة تحمل الثلج فجأة. من المفترض أن تكون الأرض ناعمة بما يكفي لتجنيبها الالم، لكنها تشبثت بقدمها من الألم، ودموعها تنهمر.

“حسنا، كواغماير. هلم وافعلها.”

لم أستطع استيعاب فكرة رحيلهم تمامًا. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث لي فيها شيء كهذا. كمغامرين، كان الموت رفيقنا الدائم. سمعت أن فرقة أخرى كنت قريبًا منها قد تم القضاء عليها تمامًا.

“حسنا!” 

 

تماما كما أمرت، وضعت يدي على الجهاز وبدأت بضخ المانا.

لا، يبدو أن الدفع بالكاد يستحق كل هذا الجهد. ومع ذلك، وعلى الرغم من تحفظاتي، فقد قررت قبول إحدى الوظائف.

 لم أكن معتادًا على الأجهزة السحرية مثل هذه، لذلك لم يكن لدي أي فكرة عن مقدار الحاجة إليها، لكنني كنت متأكدًا من أن المدير سيخبرني عندما يكون ذلك كافيًا. 

ربما ترك تساقط الثلوج بغزارة السكان دون أي شيء آخر يفعلونه، ولهذا السبب كان هناك الكثير من الناس هنا.

 علي فقط الاستمرار حتى ذلك الحين.

مرت عدة أشهر وقد حل الشتاء الآن. الشتاء في المناطق الشمالية قاس. بحيث يكون من الصعب تصديق أن هذا المكان يقع شمالا قليلاً من مملكة أسورا، مع الأخذ في الاعتبار وفرة الثلوج التي بدا أنها تدفن الأرض تقريبًا.

وبينما واصلت شحن الجهاز وتأكدت من أنه يعمل، نظرت حولي.

هكذا كان روتيني اليومي. ومع ذلك، لقد مر ستة أشهر تقريبًا منذ مجيئي إلى هذه المدينة وشعرت أنه لم يتبق لي سوى القليل لإنجازه هنا.

 “توقف.”

“هناك نذهب.” أشرقت السماء الزرقاء الصافية فوقي بينما انطلقت، وحذائي يكسر الثلج

كان الجهاز يقوم بتسخين المنطقة الأقرب إليه. ذاب الثلج تدريجياً وامتص في الأرض. على ما يبدو، كانت أرضية الساحة أيضًا أداة سحرية، حيث تمكنت من رؤية شكل هندسي منحوت على ما يشبه الطوب أسفلنا. أو ربما كانت الساحة بأكملها جزءًا من الجهاز؟

“هاي كواجماير، ماذا تفعل؟!”

واصلت مشاهدة ذوبان الثلوج بينما كنت أسكب المزيد من المانا الخاصة بي. لم أستطع أن أرفع عيني عنها. كان الأمر أشبه بمشاهدة ذوبان الجليد سريعًا، كما لو كنت أشهد اقتراب فصل الربيع، حيث أفسح اللون الأبيض الطريق أمام مجموعة من الطوب البرتقالي في الأسفل. لكن الربيع  لا يزال بعيدًا بالطبع.

ومع ذلك، بدا الأطفال أكثر حماسًا قليلاً من البالغين. تساءلت عما إذا كان السبب في ذلك هو أنهم أحبوا ذلك حقًا أم أنه كان لسبب أكثر واقعية، مثل معرفة أنهم كلما حملوا أكثر، كلما حصلوا على أموال أكثر. 

 فالسماء لا تزال رمادية داكنة، واستمر تساقط الثلوج.

ومع ذلك، كان الأمر محبطًا. إن قبول وفاتهم لم يكن مثل عدم التأثر بهم، بعد كل شيء. لم أكن قريبًا بشكل خاص من أي منهما، ولم نكن نعرف بعضنا البعض جيدًا. ومع ذلك، كنا نتقاسم الوجبات معًا؛ نتغلب على الموت معا. لم أستطع منع نفسي من الشعور بالحزن عندما سمعت أنهم فقدوا حياتهم.

اختفى الثلج في الساحة بشكل واضح، وتمكنت من رؤية وجوه جميع المتجمعين في المنطقة. 

لا يزال الثلج يتساقط عند مدخل الساحة. كان هناك مغامرون وسكان بلدة ومجموعات. مختلطة في أعدادهم أيضًا بعض الأطفال الصغار.

“أوه!”

وبينما كنت أفكر في ذلك، تذكرت ما حدث في ذلك الكهف الذي اكتشفناه منذ بضعة أشهر، قبل بدء فصل الشتاء. كانت سارة أول من جاء لمساعدتي. 

اندلعت ضجة مصحوبة بالتصفيق. ما هذا؟ أتسائل. أسقطت يدي وانضممت إليهم في التصفيق.

“من فضلك، اسمحي لي أن ألقي نظرة.” حركت يدها وأزلت حذائها. عندما فعلت ذلك، اكتشفت أن قدمها كانت حمراء ومنتفخة، مع أصابع سوداء وبثور. لابد ان هذه قضمة صقيع. مجرد النظر إليه كان يفطر القلب. 

“نعم، كان يجب أن أعرف. هذا ما يمكن أن تفعله مانا الساحر من الرتبة A.” اقترب المدير، وبدا متأثرا إلى حد ما.

 

“أم … هل هذا يكفي؟” انا سألت. “نعم، أكثر من كافية.”

“هاي كواجماير، ماذا تفعل؟!”

’’ما زلت لم أنفذ من المانا، لذا…؟‘‘ تساقط الثلوج بسرعة وتكدس فوق الطوب البرتقالي مرة أخرى.

“غربا، في غابة ترير. كانت الرؤية سيئة للغاية بسبب العاصفة الثلجية لدرجة أننا تجولنا بطريقة ما داخل حدودها. وفي اللحظة التي حاولنا فيها الخروج، هاجمنا قطيع من الجاموس الثلجي”.

وعلى هذا المعدل، فإنه سوف يتراكم مرة أخرى قريبا.

أتمنى لو أنه يبقى بعيدا عني. لا علاقة له بي فكرت بتجهم.

“ناه، لا بأس. مهمتك اكتملت. عمل جيد” قال المدير، وهو يوقع على استمارة الطلب الخاصة بي كاملة 

 

“سيكون من المفيد لنا حقًا أن تعود عندما تكون متفرغًا”.

 كنت أقترب من المترددين في المهمات، أو يدعوني أحدهم لمرافقتهم. لقد كنت عضوًا مفيدًا للغاية في الحزب، نظرًا لأنني تمكنت من إلقاء جميع مدارس السحر الهجومية الأربعة دون ترديد.

ذلك كان سريعا.

منطقة المهمة تقع في ما هو في الأساس منطقة تجميع الثلوج.

 “آه، هل أنت متأكد من أنني لن أضطر إلى تعبئة الثلج بعد الآن؟”

“نعم، كان يجب أن أعرف. هذا ما يمكن أن تفعله مانا الساحر من الرتبة A.” اقترب المدير، وبدا متأثرا إلى حد ما.

“بعد الذي أذبته، فنعم. بصراحة لم أعتقد حتى أنك ستتمكن من تحمل ثلثه. علاوة على ذلك، لا أستطيع أن أعطيك أي أموال أكثر من هذه”

كان الاثنان يحاولان تهدئة تيموثاوس، على الرغم من أن قلبهما كانا محطمين بالتأكيد. ربما تمسّكوا بخيط رفيع من الأمل بالنسبة لسارة، لكنهم احتفظوا به لأنفسهم بسبب مدى خطورة البحث. 

هكذا كان الأمر. بإذابة كل الثلج، أكملت الطلب. هذا منطقي. كان هذا المدير رجلاً رائعًا أيضًا، مع الأخذ في الاعتبار أنه لم يكن بإمكانه قول أي شيء وجعلني أواصل العمل.

 هل كان اسمي يستحق كل هذا الهمس حقًا؟ بعد فترة من الوقت، أومأت المجموعة واختفت في زقاق. وبينما كنت أنظر، رأيت الفتاة التي عالجتها بينهم. نظرت إليّ وانحنت قبل أن تنطلق.

الآن عدت إلى الشعور بالملل. ليس الأمر كما لو أنني أرغب حقًا في إزالة الثلج، ولكن يبدو اني لم أشعر ببذلي قصارى جهدي. ربما ينبغي لي أن أطلب المجرفة مرة أخرى. لم أهتم حتى لو انه عمل مجاني.

اليوم، كالعادة، جلست بالقرب من لوحة الإعلانات. في مرحلة ما كنت قد بدأت في التعامل مع هذا كمقعدي الشخصي. تساءلت عما إذا كان شخص آخر  يشغله أثناء وجودي في مهمات.

لا. لو أن الأمر كذلك، فربما يكون من الأفضل العودة إلى النقابة واختيار مهمة مختلفة غير مصنفة. ليس من الضروري حتى اختيار تجريف الثلج. يمكنني على سبيل المثال القيام بالتدريب البدني أو…

عندما وقفت على قدمي، وجدت المدير ينظر في اتجاهي ويصرخ. لقد دُفنت الساحة في الثلج ثلاثة بمقدار أضعاف طولي. كان نصفها مغطى عندما وصلت، لكنه امتلأ بسرعة منذ ذلك الحين.

“السيد الساحر!”

اختفى مزاجي البهيج النادر في ثانية.

وبينما انا على وشك المغادرة، أشار لي طفل صغير، مما قاطع نقاشي الداخلي. لقد كانت فتاة صغيرة، لكنها ليست نفس الفتاة التي ساعدتها منذ لحظات. 

همم؟ لقد بدوا نوعًا ما في جو من الكآبة. ليس فقط سوزان، ولكن تيموثي وباتريس أيضًا. “هل حدث شئ؟” انا سألت.

“ما اسمك؟” هي سألت.

 

“روديوس جريرات” أجبتها، على الرغم من أنني لم املك أي فكرة عن سبب سؤالها. لقد بدأت في الركض في اللحظة التي سمعت فيها اسمي، ولم تكلف نفسها عناء الرد.

 أفترض أنه من الطبيعي ألا يبدو أحد وكأنه يستمتع. تجريف الثلج ليس أمرًا ممتعًا لأي شخص.

يا للروعونة ؟ إذًا ستسألني عن اسمي وتهرب بعيدًا؟ يا لها من وقحة.

واصلت مشاهدة ذوبان الثلوج بينما كنت أسكب المزيد من المانا الخاصة بي. لم أستطع أن أرفع عيني عنها. كان الأمر أشبه بمشاهدة ذوبان الجليد سريعًا، كما لو كنت أشهد اقتراب فصل الربيع، حيث أفسح اللون الأبيض الطريق أمام مجموعة من الطوب البرتقالي في الأسفل. لكن الربيع  لا يزال بعيدًا بالطبع.

أو هكذا فكرت… لكن الفتاة ركضت نحو تجمع من الأطفال الصغار الآخرين. وبينما كانت تتجمع بينهم، بدا وكأنهم يتشاورون مع بعضهم البعض. كنت أسمع أصواتهم الخافتة من حيث كنت أقف.

“ما اسمك؟” هي سألت.

 هل كان اسمي يستحق كل هذا الهمس حقًا؟ بعد فترة من الوقت، أومأت المجموعة واختفت في زقاق. وبينما كنت أنظر، رأيت الفتاة التي عالجتها بينهم. نظرت إليّ وانحنت قبل أن تنطلق.

“سيكون من المفيد لنا حقًا أن تعود عندما تكون متفرغًا”.



لا. لو أن الأمر كذلك، فربما يكون من الأفضل العودة إلى النقابة واختيار مهمة مختلفة غير مصنفة. ليس من الضروري حتى اختيار تجريف الثلج. يمكنني على سبيل المثال القيام بالتدريب البدني أو…

“هم.” عادة ما يعكر مزاجي عندما يثرثر الناس عني، لكن ليس هذه المرة، ربما لأنهم لم يوجهوا إليّ كلامًا سيئًا. ربما سيأتي شيء جيد من صنع اسم لنفسي بين هؤلاء الأطفال. وحتى لو كان الأمر بلا معنى على الإطلاق، لم أمانع القيام بأعمال خيرية في بعض الأحيان. في الواقع شعرت بالرضا عن نفسي من أجل التغيير.

كان الاثنان يحاولان تهدئة تيموثاوس، على الرغم من أن قلبهما كانا محطمين بالتأكيد. ربما تمسّكوا بخيط رفيع من الأمل بالنسبة لسارة، لكنهم احتفظوا به لأنفسهم بسبب مدى خطورة البحث. 

حسنًا، لنعد إلى النقابة، قررت.

“روديوس جريرات” أجبتها، على الرغم من أنني لم املك أي فكرة عن سبب سؤالها. لقد بدأت في الركض في اللحظة التي سمعت فيها اسمي، ولم تكلف نفسها عناء الرد.

 

منذ تلك الحادثة في الحانة، بدا أنه يكنّ لي ازدراءً عميقًا، وكلما رآني كان يثرثر أو يجد طريقة أخرى للإعلان عن هذا الازدراء.

***

بينما كنت أنظر إلى صفوف الطلبات على اللوحة، في انتظار المغامرين الآخرين، سمعت أحدهم ينقر على لسانه. شعرت بثقل قلبي كالرصاص عندما نظرت إلى الوراء ورأيت فرقة القائد تقترب من لوحة الإعلانات. الشخص الذي جعل اشمئزازهم مسموعًا، لم يكن مفاجئًا لأحد، فهو سولدات.

 

قلت بحرج “لا أعرف حقًا ما إذا كنت مشهورًا أم لا”. 

وهناك، في وقت مبكر من بعد الظهر في النقابة، رأيت بعض الوجوه التي أعرفها: سوزان، وتيموثي، وباتريس – وجميعهم أعضاء في كاونتر آرو. حسنا، ليس كلهم هنا. بما أنهم هنا في هذه الساعة، فهذا يعني أنهم قد أنهوا للتو مهمة، لذلك ربما فوت الآخرين فقط .

على الرغم من أنها لم تكن كبيرة بشكل خاص، الا انه يتم نقل الثلوج من جميع أنحاء المدينة إلى هذه الساحة الصغيرة نسبيًا. في وسط هذه الساحة التي بحجم حديقة كان هناك فرن هائل، وهذا  كل شيء.

هم عادةً من يقتربون مني، لكنني قررت أن أحييهم أولاً من حين لآخر. بعد كل شيء، كنت في مزاج جيد جدا اليوم.

لقد قمت بتحريك السحب عن طريق إنشاء إعصار لتفريقها.

 “مرحبًا.”

“انا آتٍ.” أسرعت إلى الجهاز السحري. 

“أوه، إنه روديوس.”

تنوعت وسائل العمل الخاصة بهم. وكان هناك من حمل الثلج في الدلاء، ومن حمله على ظهوره في البراميل، ومن حمله في العربات، ومن حمله في صناديق خشبية مملوءة بالثلج. كان لديهم جميعا نظرة فارغة على وجوههم.

همم؟ لقد بدوا نوعًا ما في جو من الكآبة. ليس فقط سوزان، ولكن تيموثي وباتريس أيضًا. “هل حدث شئ؟” انا سألت.

اقتربت من الرجل الذي بدا وكأنه المسؤول وأظهرت له الطلب الذي تلقيته. “اسمي روديوس جريرات. من دواعي سروري لقائك”

“نعم… إنهم ميمير وسارة.”

لا، يبدو أن الدفع بالكاد يستحق كل هذا الجهد. ومع ذلك، وعلى الرغم من تحفظاتي، فقد قررت قبول إحدى الوظائف.

لم أر هذين الاثنين حولي، لكن مجرد كونهم الخمسة مجموعة لا يعني أنه يتعين عليهم قضاء كل وقتهم معًا. كانت هذه هي الطريقة التي بررت بها غيابهم، على أي حال. هل حدث شيء ما؟

وربما نتيجة لهذا العمل الشاق، انتشرت سمعتي أيضًا بين التجار الذين يتعاملون مع المغامرين، مثل أولئك الذين يمتلكون محلات الأسلحة ومحلات الدروع ومحلات الأدوات.

“هل تزوج الاثنان أو شيء من هذا؟” أنا كنت متحمسا. “اذن أنت تلقي هذا النوع من النكات أيضًا، أليس كذلك؟”

ربما هدفه الحقيقي هو تثبيطي عن الانضمام إلى النقابة على الإطلاق.

“أنا آسف.”

هذا حمل مثير للإعجاب. ها نحن ذا، صوت هالك ارتفع مع انتفاخ عضلة مرفقي. إذا كان لا بد من ذلك، بدا أن هرقل يرد بدوره بينما تراجعت العضلة ذات الرأسين إلى الخلف. شعرت العضلة ثلاثية الرؤوس على كلا الذراعين بأنها ممزقة.

كانت ابتسامة تيموثي المعتادة مفقودة. في الواقع، كان تعبيره عكس ذلك تمامًا – كل ما حوله بدى غائمًا. ويبدو أن كلامي قد أزعجه. أوكنت محقا؟ هل حدث شيء حقا؟ “أم، هل تمانع إذا سألت عن الأمر؟”

“هل تزوج الاثنان أو شيء من هذا؟” أنا كنت متحمسا. “اذن أنت تلقي هذا النوع من النكات أيضًا، أليس كذلك؟”

صمت تيموثاوس. بدلاً من ذلك، سوزان هي التي نظرت للأعلى وقالت:

***

“لقد ماتوا”.

لم يقل تيموثي والآخرون المزيد، ولم يحاولوا إيقافي أيضاً.

اختفى مزاجي البهيج النادر في ثانية.

 

 “أوه.” قلت.

حثت سوزان على “تخلينا عنها”.

لم أستطع استيعاب فكرة رحيلهم تمامًا. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث لي فيها شيء كهذا. كمغامرين، كان الموت رفيقنا الدائم. سمعت أن فرقة أخرى كنت قريبًا منها قد تم القضاء عليها تمامًا.

لا. لو أن الأمر كذلك، فربما يكون من الأفضل العودة إلى النقابة واختيار مهمة مختلفة غير مصنفة. ليس من الضروري حتى اختيار تجريف الثلج. يمكنني على سبيل المثال القيام بالتدريب البدني أو…

ومع ذلك، كان الأمر محبطًا. إن قبول وفاتهم لم يكن مثل عدم التأثر بهم، بعد كل شيء. لم أكن قريبًا بشكل خاص من أي منهما، ولم نكن نعرف بعضنا البعض جيدًا. ومع ذلك، كنا نتقاسم الوجبات معًا؛ نتغلب على الموت معا. لم أستطع منع نفسي من الشعور بالحزن عندما سمعت أنهم فقدوا حياتهم.

وبينما أشاهد، سقطت فتاة تحمل الثلج فجأة. من المفترض أن تكون الأرض ناعمة بما يكفي لتجنيبها الالم، لكنها تشبثت بقدمها من الألم، ودموعها تنهمر.

ولكن لم يكن هناك ما يمكن القيام به. عاجلاً أم آجلاً، سيموت جميع المغامرين. لقد ظل احتمال الموت يخيم عليهم طالما استمروا في هذا النوع من العمل. هكذا كانت الأمور.

“هناك الكثير من الأطفال هنا أيضًا.”

“لا،” قال تيموثي. “بغض النظر عن ميمير، سارة لم تمت بعد .” على الرغم من أنني قبلت الحقيقة بالفعل، إلا أن تيموثي ادعى الآن خلاف ذلك.

 

 تلوى وجهه في الإحباط عندما انتبه سوزان وباتريس. “لقد انفصلنا عنها فقط أثناء المعركة. ليس الأمر وكأننا رأينا جثتها. لذا ربما لو بحثنا أكثر قليلًا، لكان بإمكاننا الحصول على…”

لقد قمت بتحريك السحب عن طريق إنشاء إعصار لتفريقها.

حثت سوزان على “تخلينا عنها”.

 لم أكن متأكدة من مدى فعالية ذلك، لكن التجار كان لديهم شبكاتهم الخاصة. تمنيت انه ومن خلال إحدى هذه الروابط، قد تصل الكلمة إلى زينيث.

 “لا يمكنك رؤية أي شيء في تلك الغابة، ولا في تلك العاصفة الثلجية. من الأفضل لنا أن نعتبرها ميتة.”

“كم هو غير عادي يا سيد كواجماير، أن تأخذ طلبًا كهذا.” 

“لكن-“

“غربا، في غابة ترير. كانت الرؤية سيئة للغاية بسبب العاصفة الثلجية لدرجة أننا تجولنا بطريقة ما داخل حدودها. وفي اللحظة التي حاولنا فيها الخروج، هاجمنا قطيع من الجاموس الثلجي”.

“قلت تخلينا عنه! لو بقينا هناك لفترة أطول للبحث، لكنا قد نموت أيضًا! كنا نعلم ذلك، ولهذا السبب أطعنا أوامرك!” صرخت سوزان على تيموثي بينما كان الأخير يمسك رأسه.

“كم هو غير عادي يا سيد كواجماير، أن تأخذ طلبًا كهذا.” 

يبدو أن تيموثاوس قد أعطى الأمر بالانسحاب. والآن هو يندم على قراره.

 للأفضل أو للأسوأ، بدأ اسم “روديوس كواغماير” في الانتشار. لقد كنت استباقيًا في تقديم مساعدتي للجيل الأصغر من المغامرين، وكنت معروفًا بين المخضرمين أيضًا. 

أستطيع أن أفهم لماذا. كان الندم أمرًا لا مفر منه بمجرد أن ترى إلى أين يقودك قرارك. عندما تضطر إلى التخلي عن شيء مهم، لا يمكنك إلا أن تتساءل عما إذا كان يجب عليك المراهنة على قطعة الأمل هذه، حتى لو أدى ذلك إلى مصير أسوأ.

ربما هدفه الحقيقي هو تثبيطي عن الانضمام إلى النقابة على الإطلاق.

“تيموثي، ليس عليك أن تتحمل كل اللوم. كان بإمكاننا تجاهل الأوامر في ذلك الوقت، كما تعلم، لكننا وافقنا على العودة إلى هنا. نحن متساوون في المسؤولية”

“هم.” عادة ما يعكر مزاجي عندما يثرثر الناس عني، لكن ليس هذه المرة، ربما لأنهم لم يوجهوا إليّ كلامًا سيئًا. ربما سيأتي شيء جيد من صنع اسم لنفسي بين هؤلاء الأطفال. وحتى لو كان الأمر بلا معنى على الإطلاق، لم أمانع القيام بأعمال خيرية في بعض الأحيان. في الواقع شعرت بالرضا عن نفسي من أجل التغيير.

 

“تجربة شيء جديد” لم تعفيني تمامًا مما يسمى “سخرية” سولدات، لكن كلماته بالتأكيد غرست في داخلي الحاجة إلى القيام بشيء ما .

“هذا صحيح،” وافقت سوزان. “نحن معك. لذلك لا تضغط على نفسك.”

“نعم، كان يجب أن أعرف. هذا ما يمكن أن تفعله مانا الساحر من الرتبة A.” اقترب المدير، وبدا متأثرا إلى حد ما.

كان الاثنان يحاولان تهدئة تيموثاوس، على الرغم من أن قلبهما كانا محطمين بالتأكيد. ربما تمسّكوا بخيط رفيع من الأمل بالنسبة لسارة، لكنهم احتفظوا به لأنفسهم بسبب مدى خطورة البحث. 

قلت بحرج “لا أعرف حقًا ما إذا كنت مشهورًا أم لا”. 

كان عليهم أن يفكروا في المستقبل الذي لا يزال أمامهم. إذا غامروا بالخروج بدافع كهذا ولم يحالفهم الحظ، فقد يفقدون شخصًا آخر. ربما اثنان. وربما حتى الفريق بأكمله.

“آه، هذه هي المرة الأولى لك، أليس كذلك؟ العمل بسيط. يقوم الناس بنقل الثلج إلى هنا، ويمكنك استخدام تلك المغرفة هناك لوضعه في الخلف. في الأساس، أنت تقوم بتعبئة الثلج. لدينا طريق معد للوصول إلى الأداة السحرية، لذا لا تترك الثلوج تتراكم عليه. بمجرد حصولك على ما يكفي من الأكوام انتظر الإشارة وقم بتنشيط هذا الجهاز السحري هناك. حتى لو نفدت المانا الخاصة بك، فسيستمر الثلج في التساقط، لذا لا تغادر فحسب. يمكنك الاستمرار في مساعدتنا في تنظيمه.”

وبينما كنت أفكر في ذلك، تذكرت ما حدث في ذلك الكهف الذي اكتشفناه منذ بضعة أشهر، قبل بدء فصل الشتاء. كانت سارة أول من جاء لمساعدتي. 

لا يزال الثلج يتساقط عند مدخل الساحة. كان هناك مغامرون وسكان بلدة ومجموعات. مختلطة في أعدادهم أيضًا بعض الأطفال الصغار.

كانت تلك خطوة خطيرة حقًا. فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى القضاء على الحزب بأكمله، أو وفاة شخص ما على أقل تقدير.

مرت عدة أشهر وقد حل الشتاء الآن. الشتاء في المناطق الشمالية قاس. بحيث يكون من الصعب تصديق أن هذا المكان يقع شمالا قليلاً من مملكة أسورا، مع الأخذ في الاعتبار وفرة الثلوج التي بدا أنها تدفن الأرض تقريبًا.

“فأين انفصلتم عنها؟” انا سألت.

“هناك نذهب.” أشرقت السماء الزرقاء الصافية فوقي بينما انطلقت، وحذائي يكسر الثلج

“غربا، في غابة ترير. كانت الرؤية سيئة للغاية بسبب العاصفة الثلجية لدرجة أننا تجولنا بطريقة ما داخل حدودها. وفي اللحظة التي حاولنا فيها الخروج، هاجمنا قطيع من الجاموس الثلجي”.

لا، يبدو أن الدفع بالكاد يستحق كل هذا الجهد. ومع ذلك، وعلى الرغم من تحفظاتي، فقد قررت قبول إحدى الوظائف.

“هذا ما حدث اذن، لا بد أن ذلك كان قاسياً”. غابة ترير. إذا كنت أتذكر بشكل صحيح، فقد كانت تلك رحلة تستغرق نصف يوم. 

“تش.”

“حسنا، يجب أن أذهب،” قلت، والتفت لأغادر.

“روديوس جريرات” أجبتها، على الرغم من أنني لم املك أي فكرة عن سبب سؤالها. لقد بدأت في الركض في اللحظة التي سمعت فيها اسمي، ولم تكلف نفسها عناء الرد.

لم يقل تيموثي والآخرون المزيد، ولم يحاولوا إيقافي أيضاً.

هكذا كان روتيني اليومي. ومع ذلك، لقد مر ستة أشهر تقريبًا منذ مجيئي إلى هذه المدينة وشعرت أنه لم يتبق لي سوى القليل لإنجازه هنا.

غادرت النقابة على الفور وتوجهت مباشرة إلى النزل.

لقد أعطوني مجرفة. تمامًا كما تلقيت التعليمات، بدأت في نقل أكوام الثلج العشوائية إلى الجزء الخلفي من الساحة. اعتقدت أن الأمور ستعمل بشكل أفضل إذا قام الناس بإلقائها هناك في البداية.

في الداخل، صعدت الدرج وهرعت إلى غرفتي. اخذت بملابسي القطبية وقمت فقط بنفض حبات الماء التي تجمعت عليها. أمسكت بحقيبة ظهري الكبيرة من زاوية غرفتي، وألقيت ما تبقى من طعامي، وهززت الأشرطة فوق كتفي. ثم ذهبت، أسفل الدرج وخرجت من الباب.

علق أحد العمال الآخرين قائلا: “لديك بعض القوة بالنسبة لساحر”.

لماذا أفعل هذا؟ لا أستطع أن احدد. كنت أعلم بطريقة ما أن هذه ستكون بالتأكيد مهمة حمقاء. بغض النظر عن ذلك، أردت أن أذهب. أردت أن أرى بنفسي ما إذا كانت تلك الفتاة الصغيرة – التي كانت دائمًا مبتذلة في كلماتها وأفعالها، ودائمًا ما تقلد سوزان – قد ماتت حقًا أم لا.

بطريقة ما وجدت نفسي أتوجه إليها وأجلس القرفصاء، “ما المشكلة؟” قلت.

لم أكن أعرف لماذا.

“هناك نذهب.” أشرقت السماء الزرقاء الصافية فوقي بينما انطلقت، وحذائي يكسر الثلج

نعم، على محمل الجد، لم أفعل. ومع ذلك، كنت أتجول في وسط هذه العاصفة الثلجية المسببة للعمى.

ربما هدفه الحقيقي هو تثبيطي عن الانضمام إلى النقابة على الإطلاق.

“هذه العاصفة هي قذى حقيقي للعين.” لقد حدقت في السماء. لقد كانت بقعة رمادية مختبئة خلف غطاء من الثلج المتساقط. أشرت إلى موظفيي في اتجاهها. لقد أخبرتني روكسي أنه من الأفضل عدم التدخل في الطقس، لذلك أصغيت لكلماتها قدر استطاعتي.

“حسنًا، إذن أسرع للحاق بهم.”

لقد قمت بتحريك السحب عن طريق إنشاء إعصار لتفريقها.

“هل فعلت شيئًا غير ضروري؟” انا سألت.

“هناك نذهب.” أشرقت السماء الزرقاء الصافية فوقي بينما انطلقت، وحذائي يكسر الثلج

“أوه…” تنهدت بينما ارتديت معدات الطقس البارد وغادرت النزل. كانت وجهتي هي نقابة المغامرين.

-+-

 

هذا نص الفصل نظرا لانه طويل ويسبب مشاكل عند النشر (حقيقة ذي اعذار)

وحتمًا، هذا يعني أن العديد من الأطراف تتسكع في النقابة، في انتظار نشر الطلب الصحيح. وبطبيعة الحال، لم يتغير عملي على الإطلاق.

موعدكم غدا ما الجزء الثاني

هم عادةً من يقتربون مني، لكنني قررت أن أحييهم أولاً من حين لآخر. بعد كل شيء، كنت في مزاج جيد جدا اليوم.

باقي 820 ذهبة

 “أوه.” قلت.

كان الأولاد والبنات الصغار يحملون دلاءهم الخشبية المكتظة، وكانت وجوههم حمراء زاهية، ويقومون برحلات متكررة ذهابًا وإيابًا.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط