نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 85

الفصل الثالث: أول يوم دراسي

الفصل الثالث: أول يوم دراسي

الفصل الثالث: أول يوم دراسي

جامعة رانوا للسحر. أعظم جامعة سحرية في العالم، تشغل قطعة أرض واسعة وترعاها ثلاث دول منفصلة بالإضافة إلى نقابة السحرة. المدير الحالي لها أحد كبار المسؤولين في نقابة السحرة، الساحر جورج من رتبة ملك الرياح. بلغ عدد الطلاب أكثر من عشرة آلاف مع وجود العديد من الأساتذة العاملين في الجامعة. على الرغم من اسم ‘الجامعة السحرية‘، يمكنك في الواقع تعلم مجموعة متنوعة من الأشياء المختلفة هناك.

افترض أن تلك الكلمة الأخيرة بمثابة إهانة، على الرغم من أنه عندما تتحدث فتيات مثلها بهذه الطريقة، فإن ذلك في الواقع يثير الرجال الأكبر سنًا.

تم الترحيب بالطلاب من جميع الأجناس، بما في ذلك الشياطين الذين لا يزالون منبوذين بشدة من قبل عقيدة الميليس أو الوحوش الذين يميلون إلى الانعزال. حتى أنهم قبلوا الملوك البشريين الذين تم طردهم من بلادهم بسبب صراعات السلطة أو الأطفال النبلاء الذين ولدوا ملعونين. لم يكن هناك قوم سماويين أو قوم بحر مسجلين، ولكن إذا لديك مانا ويمكنك إلقاء السحر، فلديك الحرية في التقديم مهما كان تاريخك المتقلب. لقد أثارت هذه السياسة بعض المعارضة، مما سمعته، لكن مملكة أسورا هي وحدها التي يمكن أن تعارض القوة الموحدة للتحالف ونقابة السحرة وقد استثمرت مبلغًا ليس بالقليل من المال في نقابة السحرة نفسها.

“نعم، اسمي روديوس جريرات. يسعدني التعرف عليك.”

بالمناسبة، قامت طائفة معينة داخل بلد ميليس المقدس – فرسان المعبد، كما يُطلق عليهم – بوضع أنفسهم في معارضة مباشرة للجامعة وكل ما تمثله. ومع ذلك، نظرًا لأنهم على الجانب الآخر من العالم، يبدو أنهم لم يهتموا بما يكفي لبدء حرب بشأنها.

حدق بقوة التي كان من الممكن أن يكون لها تأثير صوتي خاص بها. بعد أن نظر إليّ صعودًا وهبوطًا، قال أخيرًا: “همف. قالت أنك صغير.”

إن فترة الالتحاق للطلاب سبع سنوات. يمكنك قضاء سنة في الخارج مرتين، بحد أقصى تسع سنوات من الدراسة. إذا أصبحت باحثًا تابعًا لنقابة السحرة، فيمكنك الاستمرار في استخدام معدات الجامعة بعد التخرج.

كان المتجر مليئاً بالطلاب الذين يتسوقون بهدوء. بنظرة خاطفة رأيت الكتب المدرسية والبلورات السحرية والأرواب والسيوف الخشبية والعصي للمبتدئين والحقائب والأحذية والصابون، من بين الضروريات اليومية الأخرى. كما كانت هناك مواد غذائية مثل اللحوم المجففة واللحوم المدخنة، بالإضافة إلى زجاجات مياه الشرب والكحول. اشتريت مجموعة عشوائية من الورق وقلم وحبر وبعض الخيوط لربط الورق بها. لا يمكن الذهاب إلى الجامعة بدون حتى أبسط الإمدادات.

تحتوي الجامعة على مسكن ضخم مكون من خمسة طوابق ولكن البقاء هناك اختياري. أولئك الذين لديهم منزل في المدينة مكثوا فيه بشكل عام، ومع ذلك، يعيش معظم الطلاب في السكن الجامعي. تم تجهيز غرفة لي، مساحة بسيطة يبلغ عرضها حوالي عشرين حصيرًا، بها سرير بطابقين، هناك أيضاً طاولة وكرسي. عادةً ما يتشارك طالبان في غرفة واحدة، لكن الطلاب المميزين يعيشون بمفردهم. يمكنني أن أطلب شريكًا في الغرفة إذا أردت، لكنني قررت عدم ذلك. لم آتي إلى هنا لتكوين صداقات.

انتظرت حتى تهدأ الأمور قبل أن تصل إلى مقدمة المسرح. “اسمي آرييل أنيموي أسورا. أنا الأميرة الثانية لمملكة أسورا، ورئيسة مجلس الطلاب في جامعة السحر!”

على ما يبدو، يمكنك أيضًا الدفع مقابل الانتقال إلى غرفة خاصة بالنبلاء والتي هي أكثر اتساعًا وأمانًا. أنا على يقين من أن هذا ليس شيئًا أحتاجه. لست مستهدفًا من قبل قتلة في الوقت الحالي.

إن فترة الالتحاق للطلاب سبع سنوات. يمكنك قضاء سنة في الخارج مرتين، بحد أقصى تسع سنوات من الدراسة. إذا أصبحت باحثًا تابعًا لنقابة السحرة، فيمكنك الاستمرار في استخدام معدات الجامعة بعد التخرج.

كان الحمام في الردهة. والمثير للدهشة أنه قابل للتدفق. من المؤكد أنه لم يكن الأمر كما لو بإمكانك فقط الضغط على السيفون والضحك ! هناك وعاء ماء بجانبه عليك سكب الماء منه لإجراء تدفق يدوي مما قد يؤدي إلى إرسال الفضلات إلى المجاري. بالطبع، تم تشجيع أمثالي على استخدام سحر الماء لغسله. وبناء على ذلك، فإن مهمة ملء الوعاء تقع على عاتق التلميذ الذي استخدمه، ولكن كطالب متميز، تم إعفائي من ذلك.

“تعال، تعال، من هذا الطريق.”

كما تم توفير الزي الرسمي. تم إعطاء الرجال بدلة بينما أعطيت النساء ما يشبه السترة والتنورة. ومن الواضح أن الزي الرسمي المحدد قد تم تقديمه هذا العام فقط.

على عكس المتاهات في حياتي السابقة والتي تم إنشاؤها بهدف أن تكون قابلة للحل، فمن الممكن تمامًا ألا تتمكن أبدًا من المرور عبر متاهات هذا العالم. بناءً على ما سمعته من مغامرين آخرين، تم تصميم المتاهات بشكل عام بطريقة تسمح لك بالوصول إلى المنتصف حيث توجد البلورة السحرية، ولكن لن أتفاجأ إذا كانت هناك متاهة خادعة واحدة على الأقل هناك. بدون نقطة نهاية حقيقية.

بصراحة وجدت التصاميم جميلة جداً لا بد من وجود شورتات رياضية للارتداء عند التمارين الرياضية، أليس كذلك؟ أو هذا ما قد تعتقده ولكن لسوء الحظ، كان مجرد رداء ولم توفر الجامعة ذلك، ولم تحدد أي قيود أو تفضيلات. الطلاب الذين لم يكن لديهم بالفعل أثوابهم الخاصة ربما اشتروا ما يريدون. لدي الرداء الذي أرتديه منذ فترة، لذلك لم أكن بحاجة لشراء آخر.

بدا زانوبا متضاربًا بعض الشيء، حتى عندما تحدث بشكل قاطع. إذا كان على ما يرام مع ظروفه، فهذا شيء واحد. لكن آثار التنمر غالباً ما يتم تجاهلها بسهولة من قبل الآخرين. أردت مساعدته… لكنني لم أكن أعرف مدى قوة خصومي المحتملين. غالبًا ما يقفز الوحوش سريعًا إلى الاستنتاجات ولم أرغب في أن أجعل منهم أعداء.

“حسنًا، هل يبدو جيدًا عليّ؟”

“اللورد لوك، أنا التالية!”

كانت إليناليز، بزيها المدرسي الجديد، تعمل كعارضة أزياء لي. الطريقة التي تم بها تشكيل شعرها على شكل لفات لامعة جعلت الرداء الذي ترتديه يبدو أشبه بالأزياء التنكرية، لكن الزي الرسمي يناسبها تمامًا. على الرغم من أن هذا أيضًا بدا لي وكأنه زي تنكري لأنني أعرف شخصيتها الحقيقية.

وصل المعلم بعد فترة وجيزة، وقدمت نفسي، وبعد محادثة قصيرة، انتهى الفصل الدراسي. على الرغم من أنه ينقصنا شخصًا واحدًا.

“إذا قمتِ بطي التنورة وجعلتها أقصر قليلاً، فقد يكون من الأسهل عليكِ اصطياد الرجال. تأكدي من أنه يكفي أن يتمكنوا من رؤية سراويلك الداخلية تقريبًا.”

“غـ_غاه؟! لا، لا بأس، من فضلك لا تنحني.”

نظرت إليناليز إلي وكأنني عبقري. “ولكن ألن يكون الجو باردًا بعض الشيء؟” سألتني.

كما تم توفير الزي الرسمي. تم إعطاء الرجال بدلة بينما أعطيت النساء ما يشبه السترة والتنورة. ومن الواضح أن الزي الرسمي المحدد قد تم تقديمه هذا العام فقط.

“ارتدي جوارب طويلة تصل إلى الفخذ وستكونين بخير، أليس كذلك؟”

لمحة من الغضب في صوته أثارت الهمهمة من حولنا. حتى في الظلام رأيت وجه الغوريلا يبيض.

“أرى. كان علي أن أتوقع منك الكثير يا روديوس. أنت عبقري.” اتبعت إليناليز نصيحتي وطوت تنورتها مثل فتاة في الجامعة الثانوية. ثم قامت برفع خصرها حتى يمكنك رؤية ملابسها الداخلية الفاخرة.

في الخارج، كانت الشمس تغرب والطلاب الذين أنهوا دروسهم يعودون تدريجياً إلى مسكنهم. يبدو أن البعض يتجه نحو المكتبة. ذهبت في الاتجاه المعاكس لمتجر الجامعة، الذي كان عند مدخل المبنى الرئيسي للجامعة.

حسنًا، نعم، قررت أن سراويل داخلية مثيرة كهذه لا تناسب الزي الرسمي.

“م- معلم!!” حطم مكتبه وكأنه مجرد عائق في طريقه. بدا مثل كاسحة الثلج حيث اصطدم بجميع المكاتب الأخرى بيننا وأرسلهم يطيرون واحدًا تلو الآخر بينما يندفع للأمام. نعم، كان يتجه نحوي!

***

بينما أفكر في هذا، وصلت إلى الفصل الدراسي. كان هناك لوحة فوق الباب مكتوب عليها غرفة الطلاب المميزين .

توجهنا إلى حفل الافتتاح، والذي يبدو أنه أمر معتاد في هذه الجامعة. تم تجميع تلاميذ العام الجديد في فناء بارد. كان هناك فتاة تبدو وكأنها تشعر بالملل من نفسها، بينما يستمع صبي آخر باهتمام إلى خطاب المدير. تجمع المعارف بشكل غير رسمي وتحدث بعضهم بلا مبالاة. لم يصطف أحد بطريقة منظمة. لو كانت هذه جامعة يابانية، لكان مدرس التوجيه المدني بلا شك قد صرخ حتى رأسه. وقف مدير الجامعة أمام مجموعتنا المتنوعة، فوق منصة مبنية من الطوب المقاوم للسحر ليلقي خطابه.

“إذا فعلوا لك شيئًا لا يعجبك، من فضلك أخبرني. قد لا أمتلك الكثير من القوة، لكنني سأساعدك.”

“أيها الطلاب والطالبات، لقد مرت العديد من الأقمار منذ أن كان أولئك المعروفون بالسحرة يُعتبرون أقل شأنا من المبارزين. صحيح أن أساليب المبارزة بالسيف التي ابتكرها حكام السيوف هي الأعلى. لكن! السحر لا مثيل له! إن المبارزة في نهاية المطاف ليست أكثر من أداة للقتل. السحر مختلف. السحر له مستقبل! سوف نستعيد ما فقدناه وندمجه مع أساليب التعويذات الحالية لإنتاج كل ما هو جديد…”

“إذا فعلت ذلك فأحضره إلى هنا.” قامت بحركة إشارة في اتجاهي.

وقفت بهدوء بجانب إليناليز. يبدو أن خطبة المدير ستكون طويلة في هذا العالم كما كانت في الماضي، لكن هذه الخطبة أكثر قبولًا. ربما لأن حديثه يفيض بشغف السحر!

“على محمل الجد، كان ذلك الرداء بالي جدًا! إنه متهالك تمامًا عند الحواف!”

…كلا، لم يكن هذا هو الحال. كان ذلك بسبب مدى سعادة مشاهدته وهو يحاول بشكل محموم تقييد الشعر المستعار على رأسه.

“ارتدي جوارب طويلة تصل إلى الفخذ وستكونين بخير، أليس كذلك؟”

تقوم إليناليز بمسح المنطقة وتقييم الرجال الذين رأتهم. بدت وكأنها تكافح من أجل تحديد من تبدأ به أولاً.

هراء. ينبض قلبي بشدة على الرغم من أن الشخص الذي أمامي رجل.

“هذا كل شيء. سيداتي وسادتي، طريق السحر يمتد أمامكم!”

“أوه، هذا محزن.”

وانتهى جينيوس بكلمات جعلته يبدو وكأنه حامي للحرية والعدالة. لم يكن هناك غناء للنشيد المدرسي. لم يكن هناك حتى نشيد مدرسي في البداية، على الرغم من أن البلاد لها أغنيتها الخاصة.

بشكل عام، ممنوع إخراج الكتب من المكتبة منعاً باتاً، ولكن هناك قسم معين يمكنك الاستعارة منه.

“والآن، بضع كلمات للطلاب الجدد من رئيسة مجلس الطلاب.”

“انتظروا! لا تفعلوا له أي شيء!” رن صوت صبي، عالي النبرة قليلاً.

بناءً على كلمات نائب المدير، صعد ثلاثة أشخاص، فتاة وصبيان، إلى المسرح. وقف في المقدمة فتاة صغيرة ذات شعر ذهبي جميل في ضفائر طويلة حريرية مع ضفائر منسوجة. كانت ملابسها – الزي المدرسي الجديد تمامًا – هي نفس ملابسي، ولكن حتى الطريقة التي تمشي بها مفعمة بالرشاقة. على عكس السيدة الشابة المضحكة بجانبي تمامًا. من المؤكد أنه في حين أن تصرفات إليناليز تفتقر إلى النعمة إلا أنها تتمتع بسحرها الخاص.

بالمناسبة، وفقًا لبحثي، فإن السمات المحددة بدقة والتي اعتبرتها صفات الوسامة، شائعة في بلدان القارة الوسطى. وبغض النظر عن ذلك، فهذا الرجل يشبه بول نوعًا ما. وفي ملاحظة مماثلة، قِيل لي في كثير من الأحيان أنني لا أبدو سيء للغاية، باستثناء عندما ابتسم. إليناليز هي الوحيدة التي أخبرتني أن لدي ابتسامة رجولية مذهلة. وبما أنه لم يمدحها أحد من قبل، فإن ابتساماتي بعدها بدت مزيفة.

“يا إلهي، أليس هذا هو الطفل الذي جعلته يبكي منذ وقت ليس ببعيد؟” فكرت إليناليز.

“أوه نعم. أحمل معي بعض الوثائق يجب أن أذهب الآن. أراك مجدداً يا روديوس.”

عند كلامها نظرت إلى الصبيين اللذين يسيران خلف الفتاة. أحدهم ذو شعر أبيض ويرتدي نظارة شمسية، فيتز. لقد أبقى حذره ومسح المناطق المحيطة بهم أثناء صعودهم إلى المسرح. بالإضافة، لا أعتقد أنه بكى عندما ضربته.

وعلى عكس الطابقين الأول والثاني، لم يكن هناك أي شخص يرتدي رداءً لحماية نفسه من البرد. كانت مليئة بالناس الذين يرتدون عباءات وسترات صوفية مريحة المظهر. ربما يرتدون البدلات أيضًا، بينما أنا الوحيد الذي يرتدي العرق.

أما الصبي الآخر فهو شخص لا أعرفه. لقد بدا أكبر سناً مني قليلاً مع شعره البني الممشط إلى الخلف، كانت لديه نظرة تافهة حوله وسيف يتدلى من جانبه. لم يبدو كساحر وبالحكم على الطريقة التي يبدو بها فمن المحتمل أنه مبارز. الشيء الوحيد الجدير بالملاحظة عنه هو مظهره الجميل.

“م- معلم!!” حطم مكتبه وكأنه مجرد عائق في طريقه. بدا مثل كاسحة الثلج حيث اصطدم بجميع المكاتب الأخرى بيننا وأرسلهم يطيرون واحدًا تلو الآخر بينما يندفع للأمام. نعم، كان يتجه نحوي!

بالمناسبة، وفقًا لبحثي، فإن السمات المحددة بدقة والتي اعتبرتها صفات الوسامة، شائعة في بلدان القارة الوسطى. وبغض النظر عن ذلك، فهذا الرجل يشبه بول نوعًا ما. وفي ملاحظة مماثلة، قِيل لي في كثير من الأحيان أنني لا أبدو سيء للغاية، باستثناء عندما ابتسم. إليناليز هي الوحيدة التي أخبرتني أن لدي ابتسامة رجولية مذهلة. وبما أنه لم يمدحها أحد من قبل، فإن ابتساماتي بعدها بدت مزيفة.

ربت عليّ ثم أعطاني نظرة عامة حول ما يجب الحذر منه عند استخدام المكتبة.

عندما صعد الثلاثة إلى المسرح، انفجر الحشد من حولنا بالتمتمات.

“أعتقد أنه يجب أن يكون مذهل جدًا، أليس كذلك؟”

“أليست هذه الأميرة آرييل…”

“أنا في السنة الثانية، لكنني بالفعل في المستوى المتقدم في جميع السحر الهجومي. أنا أيضًا في المستوى المتقدم في الشفاء وإزالة السموم والسحر السامي أيضًا. مازلت مبتدئًا في الحواجز، ولكنني سأصبح قريبًا في المستوى المتوسط. لا يوجد أي معلمين محترمين في هذه الجامعة.”

“إذن يجب أن يكون هذا الشخص هناك فيتز الصامت!”

“ارتدي جوارب طويلة تصل إلى الفخذ وستكونين بخير، أليس كذلك؟”

“آآآه، إنه اللورد لوك!”

“آه، اللعنة، ما كان كل ذلك؟ لا أستطيع أن أصدق هذا!”

إنهم مشهورين، إذا حكمنا من خلال الضوضاء. ربما لوك يشبه بول حيث حصل على هتافات صاخبة من الفتيات ورفع يده ليلوح للخلف. “تسك”، اسمه مثل بعض نجوم السينما الذكور.

لم أكن متأكداً مما هو ‘مذهل‘ على أية حال، لأنني لم أكتشف أي شيء بعد. ربما اعترف بقوتي بعد معركتنا الوهمية في ذلك اليوم. حسناً، أياً كان. “هل لي أن أسأل، ماذا تفعل هنا؟” قلت.

“يا إلهي، هذا رجل لطيف.” يبدو أن إليناليز لم تحكم جيدًا على الشخصية أيضًا.

ذكّرتني رؤيتهم بالفتاتين الصغيرتين اللتين التقيت بهما في قرية دولديا. ما هي أسمائهم مرة أخرى؟ كلاهما كانا طفلين جيدين. وبالمقارنة، بدت هاتان  سيئتان بعض الشيء. ذكروني بتلك الفتيات المراهقات المهووسات بالموضة في الوطن.

“الصمت! الأميرة آرييل لديها ما تقوله!” (على الأرجح) بأمر لوك، صمت الصخب. مثير للإعجاب للغاية نظرًا لأنه لم يستخدم الميكروفون. “تفضلي يا أميرة آرييل.”

حسنًا، نعم، كنت أحمل لباس داخلي في يدي. إذا حكمنا من خلال النظرة على وجهها، فقد اعتبرت هذا دليلاً كافياً. شعرت بنظرات الجميع المعادية لي، وبدأت ساقاي ترتعش.

انتظرت حتى تهدأ الأمور قبل أن تصل إلى مقدمة المسرح. “اسمي آرييل أنيموي أسورا. أنا الأميرة الثانية لمملكة أسورا، ورئيسة مجلس الطلاب في جامعة السحر!”

“حقًا؟ لكن هذا ليس مكتوباً في قواعد الجامعة.” اعترضت.

رن صوتها وسط الصمت. ارتجف قلبي عندما سمعتها. ربما هذا ما يُطلق عليه الناس الكاريزما. لم يكن الأمر مجرد أن صوتها مرتفع وواضح، بل أيضاً الاستماع إليه ممتعًا بعض الشيء.

“أنت لم تفعل أي شيء؟” أمسكت الغوريلا بذراعي. “فلماذا لا تخبرني بما في يدك؟”

“لقد اجتمعتم جميعًا هنا من جميع أنحاء العالم. لدى الكثير منكم أفكار تختلف عن أفكارنا حول ما يشكل الحياة الطبيعية. ومع ذلك، هنا في هذه الجامعة، نحافظ على شعور بالنظام الذي قد يختلف عن أماكنكم الأصلية.”

“أوه… تلك الفتاة. لو أنها استمعت فقط.” تنفس فيتز الصعداء وهو يشاهدها تذهب. نظر إلى الوراء في وجهي وتدلى رأسه. “آسف. لو لم أسقط تلك الملابس الداخلية، لما حدث هذا أبدًا.”

دار باقي خطابها في المقام الأول حول قواعد الجامعة، ويتلخص في حقيقة أنه حتى لو القواعد هنا تختلف عن تلك الموجودة في وطنك، فلا يزال يتعين عليك الالتزام بها. ولكن هناك شيء في كلماتها غرق في أعماق روحك وبقي هناك. اعتقدت أننا بحاجة إلى الالتزام بالقواعد وليس لأنني كنت يابانيًا في حياتي السابقة. شعرت بأنني مضطر للقيام بذلك لأنها قالت ذلك.

تبعته جماعته وأطلقوا الشتائم، لكن لم أسمعها. لوك نوتوس جريرات. اسم ميلاد والدي هو بول نوتوس جريرات. هل لوك طفل غير شرعي؟ لا، هذا لا يمكن أن يكون. لقد أنكر بول منذ زمن طويل اسم نوتوس. على لوك أن يكون ابن عم أو شيء من هذا القبيل.

“والآن، أتمنى لكم جميعًا قضاء وقت ممتع كطلاب.” اختتمت آرييل خطابها بهذا السطر الأخير ونزلت من المسرح.

تبعته جماعته وأطلقوا الشتائم، لكن لم أسمعها. لوك نوتوس جريرات. اسم ميلاد والدي هو بول نوتوس جريرات. هل لوك طفل غير شرعي؟ لا، هذا لا يمكن أن يكون. لقد أنكر بول منذ زمن طويل اسم نوتوس. على لوك أن يكون ابن عم أو شيء من هذا القبيل.

في تلك اللحظة فجأة لفت فيتز انتباهي. لم يكن من المفترض أن أعرف أنه يحدق بي بسبب نظارته الشمسية، لكنني متأكد بسبب مدى قوة نظراته.

“سأفعل.”

هذا سيء. من الأفضل أن أسرع وأشتري تلك الكعكة.

ومع ذلك، لم يقرر فيتز بشكل تعسفي أنني مذنب. في الواقع، لقد دافع عني، على الرغم من أنني مخطئ جزئيًا فيما حدث. لقد بدا من النوع الهادئ، ومن الواضح أنه لم يحمل ضغينة بسبب الاختبار. حتى أنه قدم لي النصائح في المكتبة. كان لديه الكثير من النفوذ داخل الجامعة، لكنه لم يسمح لها بالوصول إلى رأسه. وبدلاً من ذلك، قام بتقييم الوضع بعناية واكتشف كيفية مساعدتي.

بمجرد انتهاء الحفل، انفصلت عن إليناليز وتوجهت إلى الفصل الدراسي المخصص لي. علي أن أشارك مرة واحدة في الشهر على الأقل. مما سمعته ليس هناك سوى ستة طلاب مميزين وأنا منهم. على ما يبدو أنهم مجموعة متنوعة من الأفراد غريبي الأطوار والمضطربين. حتى أن جينيوس، نائب المدير، قال: “من فضلك، من فضلك احرص على عدم الدخول في أي معارك.” ليس أني بحاجة إلى ذلك؛ ليس لدي أي نية لإثارة ضجة. بغض النظر عما قاله لي أي شخص، سأحني رأسي وأتركه يتدحرج من ظهري.

“أرى.” قال وهو يخدش مؤخرة أذنه: “أنت حقًا مذهل، بعد كل شيء”.

توجهت إلى نهاية ثلاثة مباني، إلى الفصل الدراسي الأعمق في الطابق الثالث. في منتصف الطريق، وجدت خطًا مرسومًا على الأرض مكتوبًا عليه، ما وراء هذه النقطة هو الفصل الدراسي للطلاب المميزين. وكأنهم يفصلون بيننا تقريبًا، على الرغم من أنه من المفترض أن يُسمح للطلاب المميزين بالتجول في أرض الجامعة بحرية. لا، ربما الأمر عكس ذلك. يميل الطلاب المميزون إلى الغرور والتسبب في المشاكل، لذلك هذا إجراء لمنع طلاب العام من الاقتراب منهم.

” ‘حادثة النزوح‘ “

بينما أفكر في هذا، وصلت إلى الفصل الدراسي. كان هناك لوحة فوق الباب مكتوب عليها غرفة الطلاب المميزين .

حدق حارس البوابة بشدة في وجهي بينما يؤكد هويتي ثم قال: “حسنًا”.

“عذراً على التطفل.” رفعت صوتي قليلاً ثم فتحت الباب وتسللت إلى الداخل. كان الفصل الدراسي مشهداً مألوفاً. كان هناك سبورة جديدة تمامًا ومكتبًا للمعلم. مكاتب خشبية تصطف على جانبي الغرفة، النوافذ مغلقة بإحكام لكن الغرفة مشرقة. وعلى النقيض من اتساع الغرفة، ليس هناك سوى أربعة أشخاص يجلسون على المكاتب.

قبل أن أدرك ما يحدث، أصبحتُ محاصرًا واللباس الداخلي لا يزال في يدي. لم يكن لدي أي فكرة عما يجري.

في الصف الأمامي، هناك صبي يقرأ ويدون الملاحظات. الشيء الأكثر لفتًا للانتباه فيه هو الطريقة التي يخفي بها شعره البني الداكن عينيه. ألقى نظرة سريعة في اتجاهي، قبل أن يفقد اهتمامه على الفور ويعود إلى كتابه. وعلى مسافة أبعد وأقرب إلى النوافذ جلست فتاتان وكلاهما من الحيوانات. تمضغ إحداهما قطعة لحم على عظمة. إنها من الكلاب. نظرت إلي بشكل مثير للريبة. أما الأخرى وهي من القطط، فقد كانت ساقاها مستندة على المكتب ويداها مطويتان خلف رأسها متكئةً إلى الخلف وتحدق فيّ.

“معلمي!”

ذكّرتني رؤيتهم بالفتاتين الصغيرتين اللتين التقيت بهما في قرية دولديا. ما هي أسمائهم مرة أخرى؟ كلاهما كانا طفلين جيدين. وبالمقارنة، بدت هاتان  سيئتان بعض الشيء. ذكروني بتلك الفتيات المراهقات المهووسات بالموضة في الوطن.

قبل أن أدرك ما يحدث، أصبحتُ محاصرًا واللباس الداخلي لا يزال في يدي. لم يكن لدي أي فكرة عما يجري.

ثم هناك الرجل الأخير، رجل رأيته في مكان ما من قبل. لديه وجه طويل ونظارات مستديرة، وهو نوع الرجل الذي ربما كان يُلقب بسبوك في حياتي الماضية. أمضى بضع لحظات وهو يحدق في وجهي، ثم وقف وفمه مفتوح على مصراعيه صاح.

“أوه نعم. أحمل معي بعض الوثائق يجب أن أذهب الآن. أراك مجدداً يا روديوس.”

أطلقت العنان على الفور لعين الاستبصار.

“فيتز… سيدي. أدرك أنك المسؤول عن غسل الملابس الداخلية للأميرة آرييل. ولكن..” تابعت الغوريلا. “لا يزال يسير أمام المسكن. على الرغم من الساعة المتأخرة، وعلى الرغم من أنه تم الاتفاق على أنه بمجرد غروب الشمس، فإن هذا الطريق مخصص للنساء فقط.”

“م- معلم!!” حطم مكتبه وكأنه مجرد عائق في طريقه. بدا مثل كاسحة الثلج حيث اصطدم بجميع المكاتب الأخرى بيننا وأرسلهم يطيرون واحدًا تلو الآخر بينما يندفع للأمام. نعم، كان يتجه نحوي!

“نعم، ما الأمر؟”

“المدفع الحجري!” سأضربه قبل أن يصل إليّ.

تحتوي الجامعة على مسكن ضخم مكون من خمسة طوابق ولكن البقاء هناك اختياري. أولئك الذين لديهم منزل في المدينة مكثوا فيه بشكل عام، ومع ذلك، يعيش معظم الطلاب في السكن الجامعي. تم تجهيز غرفة لي، مساحة بسيطة يبلغ عرضها حوالي عشرين حصيرًا، بها سرير بطابقين، هناك أيضاً طاولة وكرسي. عادةً ما يتشارك طالبان في غرفة واحدة، لكن الطلاب المميزين يعيشون بمفردهم. يمكنني أن أطلب شريكًا في الغرفة إذا أردت، لكنني قررت عدم ذلك. لم آتي إلى هنا لتكوين صداقات.

“معلمي!”

“لقد عشت في منطقة فيتوا في مملكة أسورا، وتم نقلي إلى قارة الشيطان بعد الحادث.”

صوبت مدفعي الحجري مباشرة إلى وجهه وأصبته بضربة قوية لكنه لم يترنح ولو قليلاً. كان لهذا المدفع ما يكفي من القوة لإسقاط رجل بالغ، لكن لم يكن له أي تأثير على هذا الرجل على الإطلاق؟ مستحيل. هل هذه حقًا قوة الطفل المبارك؟!

من الواضح أن الفصول الدراسية هنا لم تتضمن القفزات العالية أو الجمباز الأرضي، لذلك لم تكن هناك حصائر. في الواقع، لم يكن اسم الغرفة حتى “مخزن الصالة الرياضية” ، بل “معدات التدريب”.

أمسكني من خصري وحاول رفعي إلى السقف.

“أنا آسف يا معلم.”

“أوه أوه، تمهل تمهل! حرر التوتر من كتفيك واسترخي، اهدأ! توقف!”

“أوه… تلك الفتاة. لو أنها استمعت فقط.” تنفس فيتز الصعداء وهو يشاهدها تذهب. نظر إلى الوراء في وجهي وتدلى رأسه. “آسف. لو لم أسقط تلك الملابس الداخلية، لما حدث هذا أبدًا.”

لدى ذراعيه ما يكفي من القوة لتجعلني أطير وأرتطم بالسقف، لكن لحسن الحظ رفعني فقط إلى الأعلى.

“أوه أوه، تمهل تمهل! حرر التوتر من كتفيك واسترخي، اهدأ! توقف!”

“معلمي! هل نسيتني؟ إنه أنا زانوبا!” ابتسم زانوبا ابتسامة عريضة من الأذن إلى الأذن بينما يحتضنني بذراعيه بعناية.

ليس لدي أي فكرة عما مر به، ولكن إذا بدا أنه كان يتعرض للتنمر في المستقبل، فسأحرص على حمايته. التنمر مرفوض. مرفوض تماماً ومطلقاً.

ما الأمر مع تلك المقدمة؟ هل من المفترض أن تكون زوجة سيد إيسونو ما؟

“الصمت! الأميرة آرييل لديها ما تقوله!” (على الأرجح) بأمر لوك، صمت الصخب. مثير للإعجاب للغاية نظرًا لأنه لم يستخدم الميكروفون. “تفضلي يا أميرة آرييل.”

“نعم أنا أتذكرك تلميذي العزيز، من فضلك أطلق سراحي، هذا مرعب.”

“حادثة النزوح؟ لماذا؟” سأل.

من يقف أمامي هو الأمير الثالث لمملكة شيروني، زانوبا شيروني. يبدو أنه عندما تم إرسال زانوبا بعيدًا بحجة الدراسة في الخارج، تم إرساله إلى جامعة رانوا للسحر.

“إذا كنت سأبحث في هذا الأمر بجدية، فيجب أن أحصل على دفتر ملاحظات.” هناك حد لما يمكنني الاحتفاظ به في ذاكرتي. قررت ترك الكتب للغد وغادرت المكتبة.

في ظل الظروف العادية، سيتم التعامل مع الطفل المبارك الذي لا يستطيع التحكم في قوته كطفل ملعون. ومع ذلك، كان لدى نقابة السحرة قسم يدرس اللعنات والبركات ويمثل الأطفال المباركون عينات ممتازة. وهكذا سُمح لزانوبا بالتسجيل في الجامعة كطالب مميز مقابل السماح لهم بدراسته. أتى العرض في الوقت المناسب، نظرًا لأنه اكتسب مؤخرًا اهتمامًا بالسحر.

“آه نعم أنا طالب جديد. طالب مميز مع إعفاء من الفصول الدراسية.”

“أنا أهدف إلى أن أكون مثلك تمامًا يا معلمي. لقد مارست سحر الأرض كل يوم باجتهاد.” أعلن تلميذي المتفاني.

ذكّرتني رؤيتهم بالفتاتين الصغيرتين اللتين التقيت بهما في قرية دولديا. ما هي أسمائهم مرة أخرى؟ كلاهما كانا طفلين جيدين. وبالمقارنة، بدت هاتان  سيئتان بعض الشيء. ذكروني بتلك الفتيات المراهقات المهووسات بالموضة في الوطن.

“حقاً؟ يسعدني أن أرى جلالتك في حالة جيدة. بمجرد أن تهدأ الأمور، دعنا نصنع تمثالًا صغيرًا معًا.”

وعلى عكس الطابقين الأول والثاني، لم يكن هناك أي شخص يرتدي رداءً لحماية نفسه من البرد. كانت مليئة بالناس الذين يرتدون عباءات وسترات صوفية مريحة المظهر. ربما يرتدون البدلات أيضًا، بينما أنا الوحيد الذي يرتدي العرق.

“حسناً!” ابتسم وأومأ برأسه.

“بالفعل.” بدا وجهه صورة من الألم. هل جعلوه فتى مهامهم؟

هذا لطيف. لقد أعاد ذلك ذكرياتي عن طلابي من الطبقة الدنيا في المرحلة الإعدادية الذين تعلقوا بي بنفس الطريقة عندما تفاخرت بأنني صنعت جهاز الكمبيوتر الخاص بي بنفسي.

على ما يبدو، يمكنك أيضًا الدفع مقابل الانتقال إلى غرفة خاصة بالنبلاء والتي هي أكثر اتساعًا وأمانًا. أنا على يقين من أن هذا ليس شيئًا أحتاجه. لست مستهدفًا من قبل قتلة في الوقت الحالي.

“أيضًا، بينما نحن هنا في الجامعة، أنت طالب من الطبقة العليا. في أي سنة أنت الآن؟”

رن صوتها وسط الصمت. ارتجف قلبي عندما سمعتها. ربما هذا ما يُطلق عليه الناس الكاريزما. لم يكن الأمر مجرد أن صوتها مرتفع وواضح، بل أيضاً الاستماع إليه ممتعًا بعض الشيء.

“السنة الثانية. ها ها، من فضلك لا تشير إلي باسم ‘جلالتك’ أو طالب من الطبقة العليا. يمكنك فقط مناداتي زانوبا. أنت معلمي، بعد كل شيء.”

“فقط القليل من البحث.”

“زانوبا إذن.”

“معلمي! هل نسيتني؟ إنه أنا زانوبا!” ابتسم زانوبا ابتسامة عريضة من الأذن إلى الأذن بينما يحتضنني بذراعيه بعناية.

“نعم معلمي.”

وعلى عكس الطابقين الأول والثاني، لم يكن هناك أي شخص يرتدي رداءً لحماية نفسه من البرد. كانت مليئة بالناس الذين يرتدون عباءات وسترات صوفية مريحة المظهر. ربما يرتدون البدلات أيضًا، بينما أنا الوحيد الذي يرتدي العرق.

قاطعت صفعة عالية مفاجئة محادثتنا اللطيفة. نظرت بشكل غريزي في اتجاهها. الفتاة الوحشية التي كانت تضع قدميها على مكتبها ضربت إحداهما بالأرض. أما الأخرى فلا تزال على المكتب، مما يعني أن تنورتها باتت مفتوحة تمامًا لرؤية شيء معين. “أنا لا أحب هذا، ميو.”

ما الذي حدث؟ هل يتعرض للتنمر فعلاً؟ من المفترض أن زانوبا قوي جدًا، لكن هذا قد يكون مسألة هرمية اجتماعية. القوة الغاشمة لا تضعك بالضرورة في القمة.

قالت “ميو”! هذا شيء ربطته بقبيلة دولديا. وإيريس… لا، دعونا لا نسير في هذا الطريق.

المكان التالي الذي توجهت إليه هو مخزن صالة الألعاب الرياضية، وهي غرفة مجاورة لمنطقة التدريب حيث أجريت امتحاني في ذلك اليوم. كان المدخل مغلقًا بالطبع. لدي بعض الخيارات: الذهاب إلى مبني المعلمين للحصول على المفتاح أو سؤال معلم الصالة الرياضية إذا كان بإمكاني استعارة مفاتيحه. ثم هناك خيار فتحه باستخدام السحر. هذا ما اخترته، استخدمت سحر الأرض لإزالة القفل حتى أتمكن من الدخول.

“مهلاً زانوبا، ما الذي تتحدث عنه أنت وهذا الطفل الجديد مرارًا وتكرارًا؟”

كان المتجر مليئاً بالطلاب الذين يتسوقون بهدوء. بنظرة خاطفة رأيت الكتب المدرسية والبلورات السحرية والأرواب والسيوف الخشبية والعصي للمبتدئين والحقائب والأحذية والصابون، من بين الضروريات اليومية الأخرى. كما كانت هناك مواد غذائية مثل اللحوم المجففة واللحوم المدخنة، بالإضافة إلى زجاجات مياه الشرب والكحول. اشتريت مجموعة عشوائية من الورق وقلم وحبر وبعض الخيوط لربط الورق بها. لا يمكن الذهاب إلى الجامعة بدون حتى أبسط الإمدادات.

“الآنسة لينيا، هذا هو الشخص الذي تحدثت عنه من قبل، معلمي.”

“آه… هل قالت أي شيء آخر عني؟”

“هذا ليس ما أسأل عنه، ميو!” ضربت الفتاة ذات الأذنين القطة بغضب كعب قدمها الأخرى على الطاولة. “زانوبا لا تعبث حسنًا! أنت تعرف ما أتحدث عنه، أليس كذلك، ميو؟ كما تعلم، أم لا هاه؟!”

أرييل أنيموي أسورا، في السابعة عشرة من عمرها. الأميرة الثانية لمملكة أسورا. الابنة الوحيدة للملكة المتوجة، وما زالت الثالثة في ترتيب وراثة العرش على الرغم من صغر سنها. تدهورت صحة الملكة بعد ولادة أرييل، مما جعلها غير قادرة على إنجاب طفل آخر.

أصبح وجهه قاسي.

“لقد اجتمعتم جميعًا هنا من جميع أنحاء العالم. لدى الكثير منكم أفكار تختلف عن أفكارنا حول ما يشكل الحياة الطبيعية. ومع ذلك، هنا في هذه الجامعة، نحافظ على شعور بالنظام الذي قد يختلف عن أماكنكم الأصلية.”

ما الذي حدث؟ هل يتعرض للتنمر فعلاً؟ من المفترض أن زانوبا قوي جدًا، لكن هذا قد يكون مسألة هرمية اجتماعية. القوة الغاشمة لا تضعك بالضرورة في القمة.

“نعم بالتأكيد، إلى اللقاء.”

“إذا فعلت ذلك فأحضره إلى هنا.” قامت بحركة إشارة في اتجاهي.

انحنيت لحارس البوابة وتوجهت إلى الداخل حيث تنتظرني رائحة الكتب الرقيقة. لقد كان مزيجًا فريدًا من الروائح: رائحة العفن والحبر والورق. يوجد حمام عند المدخل، وهو مناسب لأولئك الذين شعروا بالحاجة إلى ذلك لحظة دخولهم المكتبة. قدمتْ تحية خفيفة لأمين المكتبة قبل التوجه إلى الداخل. كانت هناك مكاتب وطاولات مصطفة عند المدخل، وفي الداخل صفوف من خزائن الكتب الطويلة.

“أنا آسف يا معلم.”

أحضرت الأميرة معها حارسين. واحد منهم فيتز. فيتز الصامت كما يُلقب. يُقال أنه استخدم أسلوب الإلقاء الصامت وقتل مغتالاً يستهدف الأميرة. عرف الناس أنه إلف، لكن مكان ولادته ونشأته لغز كامل. لم يتمكن سوى عدد قليل من الناس من تعليم الإلقاء الصامت، لكن معلمه غير معروف.

“لا، لا بأس.” اقتربت من الفتاة القطة كما قيل لي.

سؤال جيد. قمت بفحصهم وشعرت بالرضا عن فرصي. لقد قاتلت بشكل أسوأ بكثير في الفترة التي قضيتها كمغامر. يمكنني أن آخذ هؤلاء الفتيات. ومع ذلك، فإن الرد سيكون بمثابة تأكيد ذنبي. قد يتم اتهامي خطأً، ولكن إذا أثرت ضجة، فقد أضيف العنف ضد المرأة إلى التهم الموجهة إلي – وهذه التهمة ستكون صحيحة أيضًا. وربما يؤدي ذلك إلى طردي.

فتاة ذات أذنين قطة وفتاة ذات أذنين كلب. كانت نظراتهم الثاقبة ستجعل ساقي ترتعش في الماضي، لكنهم لم يشعروني بالخوف على الإطلاق الآن. نظراتهم تفتقر، حسنًا كما تعلمون صحيح؟ كانوا بحاجة إلى بعض النية القاتلة هناك. هكذا الناس يحدق المخيفون حقًا – مثل روجيرد –

هراء. ينبض قلبي بشدة على الرغم من أن الشخص الذي أمامي رجل.

“تحياتي. يسعدني مقابلتكم أنا روديوس جريرات. سأكون تحت رعايتكم ابتداءً من اليوم. سأحرص 

بالطبع، هناك الكثير من الوحوش الطيبين مثل جيسلين. ومع ذلك، في نهاية المطاف، أنا دائمًا إلى جانب أولئك الذين يتعرضون للتنمر.

 على عدم التورط في أي شيء. أتمنى أن نتفق بشكل جيد.” قمت بانحناءة انقضاضية على الطريقة اليابانية. عندما يتعلق الأمر بأشخاص مثل هؤلاء، فمن الأفضل التصرف بشكل متواضع وبذل قصارى جهدي لعدم التورط.

كانت إليناليز، بزيها المدرسي الجديد، تعمل كعارضة أزياء لي. الطريقة التي تم بها تشكيل شعرها على شكل لفات لامعة جعلت الرداء الذي ترتديه يبدو أشبه بالأزياء التنكرية، لكن الزي الرسمي يناسبها تمامًا. على الرغم من أن هذا أيضًا بدا لي وكأنه زي تنكري لأنني أعرف شخصيتها الحقيقية.

أطلقت لينيا ضحكة مكتومة. “مباشرة إيه؟ ليس سيئاً على الإطلاق ميو. أنا لينيا ديدولديا في السنة الخامسة ميو. على الرغم من أنك قد لا تعرف ذلك بمجرد النظر إلي، فأنا في الواقع ابنة جايز، القائد المحارب لقرية دولديا في الغابة الكبرى. في مرحلة ما سوف أرث منصب رئيس القرية، لذا من الأفضل أن تبدأ بخدمتي الآن ميو!”

 “حثالة منحرف!” بصقت على الأرض بينما أقف هناك، مرتبكًا من الإساءة اللفظية المفاجئة. تعتبر الغوريلا حكيمة الغابة، لكن من الصعب التفكير بها بهذه الطريقة.

لذلك هي حقاً من قبيلة دولديا وابنة جايز. بالتفكير في الأمر، لقد قالوا إن ابنته الكبرى أُرسلت إلى بلد آخر للدراسة. إذن كان هذا؟ يا رجل، هذا بالتأكيد يعيد الذكريات.

“ساعدتك؟ هم الذين كانوا سيتعرضون للإصابة إذا قاومت بشدة.”

اندفعت: “أوه، حقًا؟ لقد اعتنى بي السيد جايز جيدًا عندما زرت قرية دولديا من قبل! آه، أنا متأثر جداً! للإعتقاد أنني سأتمكن من مقابلة ابنة الرجل الذي اعتنى بي في مكان مثل هذا! أوه هذا يعني أنكِ يجب أن تكوني حفيدة السيد جوستاف أيضًا أليس كذلك؟ كان السيد جوستاف جيدًا معي أيضًا. حتى أنه سمح لي بالبقاء في منزله خلال موسم الأمطار!

“أم، لقد أسقطت-“

“حـ – حقاً؟ لذا؟ أنت أحد معارف جدي…”

ذهبت إلى أمين المكتبة لأسأل عن كتاب ‘حساب استكشافي لمتاهة النقل الآني‘ ، وقرأته حتى وقت الغداء. كان صغيرًا، لا يصل حتى إلى مائة صفحة، يحكي قصة أنيموس مقدونيوس وهو مغامر من المناطق الشمالية ذهب لاستكشاف متاهة.

وعلى النقيض من فمها السابق، الذي كان يلفظ كلمة تلو الأخرى مثل مدفع رشاش، تُركت لينيا تحدق في وجهي مذهولة. لم يكن الأمر مهمًا حقًا، لكن القوة التي ركلت بها الطاولة جعلت قطعة معينة من الملابس مرئية للغاية. الأزرق المائي، هاه؟

وانتهى جينيوس بكلمات جعلته يبدو وكأنه حامي للحرية والعدالة. لم يكن هناك غناء للنشيد المدرسي. لم يكن هناك حتى نشيد مدرسي في البداية، على الرغم من أن البلاد لها أغنيتها الخاصة.

بجانبها، ارتعش أنف الفتاة التي تقضم العظم وتغير تعبيرها. “نتن.”

” ‘حادثة النزوح‘ “

 ذلك وقح. إنها تشير إليّ صحيح؟ ومع ذلك، لم أدع وجهي يكشف عن مشاعري، بل التفت برشاقة إلى الفتاة الكلب وانحنيت. “عذراً. هل يمكنني أن أسأل عن اسمكِ أيضًا؟”

بالطبع، هناك الكثير من الوحوش الطيبين مثل جيسلين. ومع ذلك، في نهاية المطاف، أنا دائمًا إلى جانب أولئك الذين يتعرضون للتنمر.

“بورسينا. أنا في الأساس مثل لينيا.”

ذهبت إلى أمين المكتبة لأسأل عن كتاب ‘حساب استكشافي لمتاهة النقل الآني‘ ، وقرأته حتى وقت الغداء. كان صغيرًا، لا يصل حتى إلى مائة صفحة، يحكي قصة أنيموس مقدونيوس وهو مغامر من المناطق الشمالية ذهب لاستكشاف متاهة.

“آنسة بورسينا، يا له من اسم جميل! شرف لي مقابلتكِ!”

بحق الجحيم؟ لماذا تم مناداتي بلص اللباس الداخلي؟ بالتأكيد، أنا فتى في الخامسة عشرة من عمري ولدي اهتمام كبير بالملابس الداخلية النسائية، لكنني لم أسرقها، ولم أحاول حتى شمها. لقد أمسكت به وهو يسقط ثم حاولت إعادته إلى الشخص الذي أسقطه.

قرصت أنفها وأدارت وجهها بعيداً. “اللعنة.”

لذلك هي حقاً من قبيلة دولديا وابنة جايز. بالتفكير في الأمر، لقد قالوا إن ابنته الكبرى أُرسلت إلى بلد آخر للدراسة. إذن كان هذا؟ يا رجل، هذا بالتأكيد يعيد الذكريات.

افترض أن تلك الكلمة الأخيرة بمثابة إهانة، على الرغم من أنه عندما تتحدث فتيات مثلها بهذه الطريقة، فإن ذلك في الواقع يثير الرجال الأكبر سنًا.

لقد بدا متفاجئًا عندما أحنيت رأسي. “كليف جريمور. أنا ساحر عبقري.”

وبغض النظر عن ذلك، فقد كان هذا هجومًا استباقيًا ناجحًا. على الأقل أريد أن أصدق أن جهودي كانت جيدة بما يكفي لتجنب الوقوع في شيء شنيع لاحقًا.

“ولماذا هذا؟”

لا . ليس هناك اندفاع. لم تكتشف حتى مملكة أسورا سبب حادثة النزوح حتى الآن. لو بإمكاني اكتشاف الأمر بهذه السرعة، لما طلب مني الهيتوغامي أن أسجل في الجامعة. كان سيطلب مني التسلل والتحقيق بدلاً من ذلك. في الواقع، لقد طلب مني فقط أن أبحث في الحادثة وليس أن أكتشف سببها. ربما من المفترض أن يحدث شيء ما أثناء قيامي بالبحث.

كان لدى زانوبا نظرة متضاربة على وجهه وهو يشاهدني أتفاعل معهما. بمجرد أن ابتعدنا، تحدث بصوت خافت. “معلمي، لماذا تتصرف بخضوع شديد تجاههم؟”

انسابت تلك الكلمات غير المعقولة من فم الشاب الذي يشبه بول وعلى جانبيه فتاتان بصدور منتفخة. التفت ذراعيه حول خصورهما وهو يصعد الدرج بينما يضحك بلا مبالاة. أنا متأكد تمامًا من أنه الرجل الذي رأيته في حفل الافتتاح. لوك أو أياً كان. ما هو اسمه الأخير؟ سكاي ووكر؟

“تلميذي العزيز، من المهم تجنب الصراعات غير الضرورية.”

قالت “ميو”! هذا شيء ربطته بقبيلة دولديا. وإيريس… لا، دعونا لا نسير في هذا الطريق.

“هل تعتقد ذلك حقاً…؟ حسنًا، بما أنك أنت من يقول ذلك، فسوف أبقي فمي مغلقًا.” لقد بدا غاضبًا حتى عندما أومأ برأسه.

توجهنا إلى حفل الافتتاح، والذي يبدو أنه أمر معتاد في هذه الجامعة. تم تجميع تلاميذ العام الجديد في فناء بارد. كان هناك فتاة تبدو وكأنها تشعر بالملل من نفسها، بينما يستمع صبي آخر باهتمام إلى خطاب المدير. تجمع المعارف بشكل غير رسمي وتحدث بعضهم بلا مبالاة. لم يصطف أحد بطريقة منظمة. لو كانت هذه جامعة يابانية، لكان مدرس التوجيه المدني بلا شك قد صرخ حتى رأسه. وقف مدير الجامعة أمام مجموعتنا المتنوعة، فوق منصة مبنية من الطوب المقاوم للسحر ليلقي خطابه.

ليس لدي أي فكرة عما مر به، ولكن إذا بدا أنه كان يتعرض للتنمر في المستقبل، فسأحرص على حمايته. التنمر مرفوض. مرفوض تماماً ومطلقاً.

“فقط القليل من البحث.”

وبينما كنت منشغلاً بهذا القرار، نادى أحدهم من خلفي. “مهلاً.”

الصورة التي برزت في رأسي كانت صورة عالم مجنون يرتدي معطفًا أبيض ونظارات ذات غطاء زجاجي، ويحمل في يديه قوارير من المادة اللزجة الخضراء. شخص ذكي ويحقق نتائج ناجحة، لكنه بخلاف ذلك نموذجاً حزينًا للإنسان.

“نعم، ما الأمر؟”

“نعم. استغرق الأمر مني ثلاث سنوات للعودة إلى المنزل. تم العثور على عائلتي جميعًا منذ ذلك الحين، ولكن لا يزال هناك أحد معارفي مفقود. بدت هذه فرصة جيدة لإجراء القليل من البحث.

نظرت إلى الخلف وكان الصبي الذي في مقدمة الفصل يقف هناك. “أنت. لقد قلت أن اسمك هو روديوس، أليس كذلك؟”

“إذا كان بهذا السوء، عليه فقط الخروج وشراء واحدة جديدة!”

“نعم، اسمي روديوس جريرات. يسعدني التعرف عليك.”

التزمت أرييل ومجموعتها الصمت بشأن وجود فيتز. كثرت الشائعات بأن قصر أسورا الملكي قد قام بتربية فيتز سرًا، كجزء من منظمة من آلات القتل القاسية. وهذا بالتأكيد لم يكن صحيحاً، إذا حكمنا من خلال محادثاتي معه.

لقد بدا متفاجئًا عندما أحنيت رأسي. “كليف جريمور. أنا ساحر عبقري.”

دار باقي خطابها في المقام الأول حول قواعد الجامعة، ويتلخص في حقيقة أنه حتى لو القواعد هنا تختلف عن تلك الموجودة في وطنك، فلا يزال يتعين عليك الالتزام بها. ولكن هناك شيء في كلماتها غرق في أعماق روحك وبقي هناك. اعتقدت أننا بحاجة إلى الالتزام بالقواعد وليس لأنني كنت يابانيًا في حياتي السابقة. شعرت بأنني مضطر للقيام بذلك لأنها قالت ذلك.

ساحر عبقري، إيه؟ رائع. لكن هل سيطلق على نفسه اسم العبقري بجدية؟ ألم يشعر بالحرج من فعل ذلك على الإطلاق؟

في تلك اللحظة فجأة لفت فيتز انتباهي. لم يكن من المفترض أن أعرف أنه يحدق بي بسبب نظارته الشمسية، لكنني متأكد بسبب مدى قوة نظراته.

“أنا في السنة الثانية، لكنني بالفعل في المستوى المتقدم في جميع السحر الهجومي. أنا أيضًا في المستوى المتقدم في الشفاء وإزالة السموم والسحر السامي أيضًا. مازلت مبتدئًا في الحواجز، ولكنني سأصبح قريبًا في المستوى المتوسط. لا يوجد أي معلمين محترمين في هذه الجامعة.”

أرييل أنيموي أسورا، في السابعة عشرة من عمرها. الأميرة الثانية لمملكة أسورا. الابنة الوحيدة للملكة المتوجة، وما زالت الثالثة في ترتيب وراثة العرش على الرغم من صغر سنها. تدهورت صحة الملكة بعد ولادة أرييل، مما جعلها غير قادرة على إنجاب طفل آخر.

“هذا مذهل.” أثنيت عليه بصدق. بات من المنطقي الآن لماذا أطلق على نفسه اسم العبقري. ما الذي يتطلبه الأمر لتصبح مستخدمًا متقدمًا لجميع أنواع السحر السبعة في عامين فقط؟ لا يزال بإمكاني فقط استخدام سحر الشفاء المتوسط وسحر إزالة السموم الأساسي.

وانتهت القصة بسطر يقول إنه سيترك مهمة غزو تلك المتاهة للقارئ. لم أتمكن من معرفة ما إذا كان هذا خيالًا أم واقعيًا، لكن تناثر مجموعتك واستهدافها من قبل وحوش كهذه بدا أمرًا مخيفًا للغاية.

لذلك هذا هو فصل الطلاب المميزين. كنت أعلم أنه سيكون هناك دائمًا شخص أفضل مني، لكن هذا ذكرني بالمنزل. ربما السبب الوحيد الذي جعل احترامي لذاتي لا يتراجع هو أنني في مستوى القديس في سحر الماء.

 ذلك وقح. إنها تشير إليّ صحيح؟ ومع ذلك، لم أدع وجهي يكشف عن مشاعري، بل التفت برشاقة إلى الفتاة الكلب وانحنيت. “عذراً. هل يمكنني أن أسأل عن اسمكِ أيضًا؟”

“لقد استغرقت عامين لتصبح في المستوى المتقدم في أربعة أنواع من السحر الهجومي. أنت حقاً لا تُصدق.”

***

“تسك، لا تبالغ.”

“أو هل ترغبون جميعًا في إرسالكم إلى المكتب الطبي؟” قد يكون صوته عالي النبرة، ولكن هناك بالتأكيد نية قتل وراء كلماته. أسمع الفتيات يبتلعن لعابهم من حولنا. كيف رجولي.

لقد قصدت بصدق أن أمدحه، لكنه نقر على لسانه وأصبح غاضبًا. كان يحدق بي بقوة لدرجة أنه من الممكن أن يمسك بي من ياقة قميصي. ولأنني أطول منه قليلاً، عليه أن يرفع نظره إلي بعض الشيء. “يمكنك استخدام السيف وكذلك السحر، أليس كذلك؟”

“واه.” مندهشًا، أطلقت شهقة عن غير قصد. لقد قرأت الكثير منذ قدومي إلى هذا العالم، لكن هذه المرة الأولى التي أرى فيها هذا العدد الهائل من الكتب في مكان واحد. تؤدي السلالم عبر فتحة في السقف إلى الطابق الثاني، الذي كما هو متوقع، مليئًا أيضًا بخزائن الكتب. تشير المكاتب والكراسي المنتشرة في كل مكان إلى أن عددًا لا بأس به من الأشخاص قد اعتادوا على الدراسة هنا.

“نعم حسنًا، لكنني لست جيدًا في ذلك كما تعتقد.” أنا من الناحية الفنية في المستوى المتوسط في أسلوب حاكم السيف. لم أتذكر شيئًا من أسلوب حاكم الماء. جزء من نظام كمال الأجسام الخاص بي يتضمن التلويح بسيف خشبي، لكن لم تكن تلك مهارة استخدام السيف في القتال.

تيبست حركاتي قليلاً بينما أعطيه بطاقة هوية الطالب التي تلقيتها منذ بضعة أيام.

لأكون صادقًا، بغض النظر عن مقدار الوقت الذي مر، ما زلت غير قادر على إتقانه بسهولة مثل التنفس كمقاتلي السيوف الآخرين مثل إيريس وروجيرد. لذلك أصبحت شبه مستسلم لطريق السيف. لم أستخدمه أبدًا مرة واحدة أثناء عيشي كمغامر. بالرغم من ذلك…

لقد بحثت عن الأدبيات المتعلقة بالانتقال الآني، لكنني لم أستخدم مكتبة من قبل. استغرق الأمر مني بعض الوقت فقط لألقي نظرة على أكوام الكتب. سمحت لي المكتبة بالاطلاع على فهرس مجموعتهم، والذي اخترت منه الكتب التي تحمل كلمة ‘النقل الآني‘ في عناوينها. بعد ذلك قمت بمطاردتهم عبر بحر الرفوف. استغرق ذلك وحده عدة ساعات. علاوة على ذلك، فإن معظم ما قمت بجمعه إما لم يكن مفصلاً بما فيه الكفاية، أو مكتوبًا بلغة تقنية، أو مكتوبًا بلغة لا أعرفها حتى، أو يتطلب معرفة مسبقة بالموضوع لفهمه.

“من قال لك ذلك؟ أن بوسعي استخدام السيف”.

أظن أنني سأراقب الوضع لفترة أطول قليلاً.

“… الآنسة إيريس.”

لقد سحبتني بعيدًا من ذراعي. حاولت مقاومتها، لكن كل ما فعلته هو أنني تركت علامات انزلاق على الأرض. ظننت أنني قد مرنت جسدي قليلاً، لكن قوتها على مستوى مختلف تماماً. أعني أن ذراعيها أضخم مرتين أو ثلاث مرات من ذراعي.

ماذا؟ صدمني ذلك. هل التقى بإيريس خلال العامين الماضيين؟ مستحيل…هي ليست هنا في الجامعة صحيح؟!

في نهاية المطاف، سآخذ بعض الدروس بنفسي. لم آت إلى هذه الجامعة للدراسة فقط، لكنني لم آت إلى هنا للتسكع فقط أيضًا. قررت التحقق من مرافق الجامعة في هذه الأثناء.

“إنها في هذه الجامعة أيضًا؟”

التقت أعيننا.

“ماذا؟ بالطبع ليست كذلك.” رد باقتضاب.

“الصمت! الأميرة آرييل لديها ما تقوله!” (على الأرجح) بأمر لوك، صمت الصخب. مثير للإعجاب للغاية نظرًا لأنه لم يستخدم الميكروفون. “تفضلي يا أميرة آرييل.”

“أم، إذن… أين التقيت بها؟”

إن فترة الالتحاق للطلاب سبع سنوات. يمكنك قضاء سنة في الخارج مرتين، بحد أقصى تسع سنوات من الدراسة. إذا أصبحت باحثًا تابعًا لنقابة السحرة، فيمكنك الاستمرار في استخدام معدات الجامعة بعد التخرج.

نظر إليّ فقط دون أن يجيب. هل كان هذا سؤالاً سيئاً؟ آه، لا تخبرني أنه أحد الأشخاص الذين ضربتهم منذ وقت طويل؟ ‘أنا آسف، أنا حقاً آسف، أعتذر نيابة عنها.‘ فكرت في داخلي.

في نهاية المطاف، سآخذ بعض الدروس بنفسي. لم آت إلى هذه الجامعة للدراسة فقط، لكنني لم آت إلى هنا للتسكع فقط أيضًا. قررت التحقق من مرافق الجامعة في هذه الأثناء.

“آه… هل قالت أي شيء آخر عني؟”

“لا تطلب من سيدك أن يتألم بدلاً منك.”

حدق بقوة التي كان من الممكن أن يكون لها تأثير صوتي خاص بها. بعد أن نظر إليّ صعودًا وهبوطًا، قال أخيرًا: “همف. قالت أنك صغير.”

من يقف أمامي هو الأمير الثالث لمملكة شيروني، زانوبا شيروني. يبدو أنه عندما تم إرسال زانوبا بعيدًا بحجة الدراسة في الخارج، تم إرساله إلى جامعة رانوا للسحر.

“حـ- حقاً؟ قالت أنا صغير؟” أتقصد.. في الأسفل؟

***

شعرت وكأنني على وشك البكاء. لذلك كان الجنس حقًا هو الذي أبعدها عني. لو كان أكبر حجمًا، إذن… بالتفكير في الأمر، كنت قد حصلت على شعور مماثل من الطريقة التي نظرت بها سارة إلي أيضًا. كان وجهها يقول: “أوه واو، أنت أصغر مما اعتقدت أنك ستكون.”

بجانبها، ارتعش أنف الفتاة التي تقضم العظم وتغير تعبيرها. “نتن.”

لا، لقد أخطأت! لقد بدا صغير فقط لأنه لم يكن يتفاعل! بمجرد أن يتم تنشيطه وينهض منتبهاً حينها يتمتع بشراسة الأسد!

“حادثة النزوح؟ لماذا؟” سأل.

“حـ – حسنًا، لقد مر عامان منذ أن افترقنا، وقد كبرت منذ ذلك الحين.” تلعثمت.

كان لدى زانوبا نظرة متضاربة على وجهه وهو يشاهدني أتفاعل معهما. بمجرد أن ابتعدنا، تحدث بصوت خافت. “معلمي، لماذا تتصرف بخضوع شديد تجاههم؟”

“ماذا؟ انفصلت أنت والآنسة إيريس؟”

قبل أن أدرك ما يحدث، أصبحتُ محاصرًا واللباس الداخلي لا يزال في يدي. لم يكن لدي أي فكرة عما يجري.

“همم؟” لقد شعرت أننا لم نكن على نفس الصفحة تمامًا. نشأ في داخلي شعور بعدم الارتياح. لكن قبل أن أتمكن من تأكيد هذا القلق…

حسنًا، نعم، قررت أن سراويل داخلية مثيرة كهذه لا تناسب الزي الرسمي.

“همم حسنًا أيًا كان. أنت لا تناسب الآنسة إيريس بغض النظر!”

على ما يبدو، يمكنك أيضًا الدفع مقابل الانتقال إلى غرفة خاصة بالنبلاء والتي هي أكثر اتساعًا وأمانًا. أنا على يقين من أن هذا ليس شيئًا أحتاجه. لست مستهدفًا من قبل قتلة في الوقت الحالي.

تلك الكلمات بمثابة الخناجر في القلب. زفر كليف البخار من أنفه وعاد إلى مقعده. يجب أن أبقي عيني على هذا.

بمجرد انتهاء الفصل الدراسي، ذهب زانوبا والآخرون إلى فصولهم الدراسية. من الطبيعي لشخص جاد مثل كليف أن يحضر الدروس بانتظام، لكن لينيا وبورسينا، اللتين بدتا من النوع الذي يلعب دور الهوكي، يفعلان ذلك أيضًا. وبحسب زانوبا، فإن استراحة الغداء ستكون بعد حوالي ساعتين من الآن. لقد ابتسم عندما دعاني لتناول الطعام معه وكنت سعيدًا بالقبول.

وصل المعلم بعد فترة وجيزة، وقدمت نفسي، وبعد محادثة قصيرة، انتهى الفصل الدراسي. على الرغم من أنه ينقصنا شخصًا واحدًا.

ذكّرتني رؤيتهم بالفتاتين الصغيرتين اللتين التقيت بهما في قرية دولديا. ما هي أسمائهم مرة أخرى؟ كلاهما كانا طفلين جيدين. وبالمقارنة، بدت هاتان  سيئتان بعض الشيء. ذكروني بتلك الفتيات المراهقات المهووسات بالموضة في الوطن.

“هاه؟ سمعت أن هناك طالبًا مميزًا آخر؟”

“ماذا يفعل هنا؟!”

عندما حاولت أن أسأل زانوبا، هز رأسه. “السيد الصامت معفى من الفصل الشهري.”

“قف!”

“ولماذا هذا؟”

رن صوتها وسط الصمت. ارتجف قلبي عندما سمعتها. ربما هذا ما يُطلق عليه الناس الكاريزما. لم يكن الأمر مجرد أن صوتها مرتفع وواضح، بل أيضاً الاستماع إليه ممتعًا بعض الشيء.

“سؤال جيد، ولكن ليس لدي إجابة عليه.”

وهكذا انتهى يومي الأول في الجامعة.

يبدو أن الشخص الأخير يُدعى بالصامت. لا تقل لي أنه يستطيع استخدام سحر الظل؟!

“آآآه، إنه اللورد لوك!”

“أعتقد أنه يجب أن يكون مذهل جدًا، أليس كذلك؟”

إن فترة الالتحاق للطلاب سبع سنوات. يمكنك قضاء سنة في الخارج مرتين، بحد أقصى تسع سنوات من الدراسة. إذا أصبحت باحثًا تابعًا لنقابة السحرة، فيمكنك الاستمرار في استخدام معدات الجامعة بعد التخرج.

“إنه معروف. هو يؤثر على الأكاديمية في كل فرصة، أو هكذا أسمع. لقد قام بزيادة العناصر الموجودة في قائمة الجامعة وابتكر أدوات سحرية… هذه الأزياء أيضًا أحد اقتراحات المعلم الصامت. تقول الشائعات أن إحدى القوى السبع العظمى أوصت به، لذا فهو يتلقى معاملة خاصة.”

 “حثالة منحرف!” بصقت على الأرض بينما أقف هناك، مرتبكًا من الإساءة اللفظية المفاجئة. تعتبر الغوريلا حكيمة الغابة، لكن من الصعب التفكير بها بهذه الطريقة.

الصورة التي برزت في رأسي كانت صورة عالم مجنون يرتدي معطفًا أبيض ونظارات ذات غطاء زجاجي، ويحمل في يديه قوارير من المادة اللزجة الخضراء. شخص ذكي ويحقق نتائج ناجحة، لكنه بخلاف ذلك نموذجاً حزينًا للإنسان.

وبغض النظر عن ذلك، فقد كان هذا هجومًا استباقيًا ناجحًا. على الأقل أريد أن أصدق أن جهودي كانت جيدة بما يكفي لتجنب الوقوع في شيء شنيع لاحقًا.

قال زانوبا: “هو عادةً ما يغلق على نفسه في غرفة الأبحاث الخاصة به، لكنه يخرج إذا كان لديه سبب لذلك، لذا أنا متأكد من أنك ستقابله في النهاية”. وذكر أيضًا أن الصامت طالب في السنة الثالثة. إذا رأيته، سأتأكد من إظهار الاحترام المناسب له.

لا، علي أن أصمم على موقفي. لم أفعل أي شيء خاطئ.

وهكذا، تم استيعابي في صفوف الطلاب المميزين.

اندفعت: “أوه، حقًا؟ لقد اعتنى بي السيد جايز جيدًا عندما زرت قرية دولديا من قبل! آه، أنا متأثر جداً! للإعتقاد أنني سأتمكن من مقابلة ابنة الرجل الذي اعتنى بي في مكان مثل هذا! أوه هذا يعني أنكِ يجب أن تكوني حفيدة السيد جوستاف أيضًا أليس كذلك؟ كان السيد جوستاف جيدًا معي أيضًا. حتى أنه سمح لي بالبقاء في منزله خلال موسم الأمطار!

***

“لقد عشت في منطقة فيتوا في مملكة أسورا، وتم نقلي إلى قارة الشيطان بعد الحادث.”

بمجرد انتهاء الفصل الدراسي، ذهب زانوبا والآخرون إلى فصولهم الدراسية. من الطبيعي لشخص جاد مثل كليف أن يحضر الدروس بانتظام، لكن لينيا وبورسينا، اللتين بدتا من النوع الذي يلعب دور الهوكي، يفعلان ذلك أيضًا. وبحسب زانوبا، فإن استراحة الغداء ستكون بعد حوالي ساعتين من الآن. لقد ابتسم عندما دعاني لتناول الطعام معه وكنت سعيدًا بالقبول.

“آسف. إذا لم يكن هناك مشكلة، هل تمانع أن تخبرني باسمك، إذن؟”

في نهاية المطاف، سآخذ بعض الدروس بنفسي. لم آت إلى هذه الجامعة للدراسة فقط، لكنني لم آت إلى هنا للتسكع فقط أيضًا. قررت التحقق من مرافق الجامعة في هذه الأثناء.

إن استخدام السحر محظور في المكتبة.

أول ما استكشفته هي مشفى الجامعة. كانت المشفى الموجودة في هذه الجامعة فسيحة وتحتوي على ثمانية أسرة واثنين من المعالجين وهو ما يعني على الأرجح أنه هناك الكثير من الحوادث السحرية التي أصيب فيها الناس. في تلك اللحظة بالذات، يُحمل رجل ضعف طولي على نقالة. كان يمسك بذراعه وإحدى ساقيه مثنيتين بزاوية غريبة. سيطر أحد المعالجين على المنطقة المصابة وبدأ ترديدًا سريعًا لسحر الشفاء من المستوى المتوسط وسرعان ما تلاشى تعبير الألم على وجه الرجل. لم أكن أريد أن أعترض طريقهم، لذا غادرت ورأيت اللوحة عند المدخل التي تقول ” المكتب الطبي رقم واحد” في طريقي للخروج.

ربت عليّ ثم أعطاني نظرة عامة حول ما يجب الحذر منه عند استخدام المكتبة.

المكان التالي الذي توجهت إليه هو مخزن صالة الألعاب الرياضية، وهي غرفة مجاورة لمنطقة التدريب حيث أجريت امتحاني في ذلك اليوم. كان المدخل مغلقًا بالطبع. لدي بعض الخيارات: الذهاب إلى مبني المعلمين للحصول على المفتاح أو سؤال معلم الصالة الرياضية إذا كان بإمكاني استعارة مفاتيحه. ثم هناك خيار فتحه باستخدام السحر. هذا ما اخترته، استخدمت سحر الأرض لإزالة القفل حتى أتمكن من الدخول.

بجانبها، ارتعش أنف الفتاة التي تقضم العظم وتغير تعبيرها. “نتن.”

بدت الرائحة في الداخل متعفنة ومغبرة قليلاً. كانت الرفوف محملة بدروع جلدية وأقنعة تشبه أقنعة الكندو، وفي الزاوية هناك ما يشبه السلة المحشوة بالعصي السحرية. أيضاً هناك فزاعة حديدية وبعض المسحوق الأبيض غير المعروف في جرة.

أما الصبي الآخر فهو شخص لا أعرفه. لقد بدا أكبر سناً مني قليلاً مع شعره البني الممشط إلى الخلف، كانت لديه نظرة تافهة حوله وسيف يتدلى من جانبه. لم يبدو كساحر وبالحكم على الطريقة التي يبدو بها فمن المحتمل أنه مبارز. الشيء الوحيد الجدير بالملاحظة عنه هو مظهره الجميل.

من الواضح أن الفصول الدراسية هنا لم تتضمن القفزات العالية أو الجمباز الأرضي، لذلك لم تكن هناك حصائر. في الواقع، لم يكن اسم الغرفة حتى “مخزن الصالة الرياضية” ، بل “معدات التدريب”.

بالمناسبة، وفقًا لبحثي، فإن السمات المحددة بدقة والتي اعتبرتها صفات الوسامة، شائعة في بلدان القارة الوسطى. وبغض النظر عن ذلك، فهذا الرجل يشبه بول نوعًا ما. وفي ملاحظة مماثلة، قِيل لي في كثير من الأحيان أنني لا أبدو سيء للغاية، باستثناء عندما ابتسم. إليناليز هي الوحيدة التي أخبرتني أن لدي ابتسامة رجولية مذهلة. وبما أنه لم يمدحها أحد من قبل، فإن ابتساماتي بعدها بدت مزيفة.

فكرت في التوجه إلى السطح بعد ذلك، لكن هذه منطقة تتساقط فيها الثلوج بكثرة لذا أسطح العديد من مباني الجامعة مائلة. كان لديهم غرفة خلفية واحدة على السطح، لكنني قررت التخلي عن ذلك في الوقت الحالي والتوجه إلى المكتبة بعد ذلك.

قال: “إنه ليس خطأك. فقط كن حذراً في المرة القادمة.”

إن المكتبة في هذه الجامعة منفصلة عن المباني الأخرى، لذلك اضطررت إلى مغادرة الحرم الجامعي الرئيسي للوصول إلى هناك. وبعد حوالي عشر دقائق من المشي، وصلت إلى المبنى المكون من طابقين وأوقفني حارس البوابة عند المدخل.

هذا شيء أعرفه بالفعل… على الرغم من أن سحر الشفاء يتضمن تمرير السحر عبر جسد شخص آخر. لقد شككت في أن الأمر مرتبط بالسبب الذي يجعلني لا أستطيع إلقاء السحر العلاجي بدون تعويذة، لكننا سنترك ذلك لوقت آخر.

“قف!”

حدق حارس البوابة بشدة في وجهي بينما يؤكد هويتي ثم قال: “حسنًا”.

“إيه؟”

“زانوبا… هل تتعرض للتنمر من قبل هذين الاثنين؟”

“لم أرك من قبل. هل أنت جديد هنا؟ لماذا لست في الصف؟”

في اللحظة التي خرجت فيها من الدرج، اتجهت كل الأنظار في الطابق العلوي نحوي على الفور… ربما لأن رائحتي كعامة الناس ولكن أيضًا شهدت ملابسي أيامًا أفضل. بسبب البرد، كنت أرتدي ردائي الرمادي القديم فوق زيي الرسمي. كان عمره خمس سنوات وأكمامه ممزقة، تشوه مقدمته غرز كبيرة على الصدر. مع نموي الأخير، بات حجم ملابسي أيضًا صغيرًا جدًا. وبصراحة، بدوت أشعثًا تمامًا.

“آه نعم أنا طالب جديد. طالب مميز مع إعفاء من الفصول الدراسية.”

وأثناء تناولنا الطعام، أخبرني زانوبا عن الأميرة أرييل ومجموعتها.

“أظهر لي هوية الطالب الخاصة بك.”

كانت إليناليز، بزيها المدرسي الجديد، تعمل كعارضة أزياء لي. الطريقة التي تم بها تشكيل شعرها على شكل لفات لامعة جعلت الرداء الذي ترتديه يبدو أشبه بالأزياء التنكرية، لكن الزي الرسمي يناسبها تمامًا. على الرغم من أن هذا أيضًا بدا لي وكأنه زي تنكري لأنني أعرف شخصيتها الحقيقية.

تيبست حركاتي قليلاً بينما أعطيه بطاقة هوية الطالب التي تلقيتها منذ بضعة أيام.

أطلقت لينيا ضحكة مكتومة. “مباشرة إيه؟ ليس سيئاً على الإطلاق ميو. أنا لينيا ديدولديا في السنة الخامسة ميو. على الرغم من أنك قد لا تعرف ذلك بمجرد النظر إلي، فأنا في الواقع ابنة جايز، القائد المحارب لقرية دولديا في الغابة الكبرى. في مرحلة ما سوف أرث منصب رئيس القرية، لذا من الأفضل أن تبدأ بخدمتي الآن ميو!”

حدق حارس البوابة بشدة في وجهي بينما يؤكد هويتي ثم قال: “حسنًا”.

“اللورد لوك، أنا التالية!”

ربت عليّ ثم أعطاني نظرة عامة حول ما يجب الحذر منه عند استخدام المكتبة.

ساحر عبقري، إيه؟ رائع. لكن هل سيطلق على نفسه اسم العبقري بجدية؟ ألم يشعر بالحرج من فعل ذلك على الإطلاق؟

إن استخدام السحر محظور في المكتبة.

كان لدى زانوبا نظرة متضاربة على وجهه وهو يشاهدني أتفاعل معهما. بمجرد أن ابتعدنا، تحدث بصوت خافت. “معلمي، لماذا تتصرف بخضوع شديد تجاههم؟”

بشكل عام، ممنوع إخراج الكتب من المكتبة منعاً باتاً، ولكن هناك قسم معين يمكنك الاستعارة منه.

أرييل أنيموي أسورا، في السابعة عشرة من عمرها. الأميرة الثانية لمملكة أسورا. الابنة الوحيدة للملكة المتوجة، وما زالت الثالثة في ترتيب وراثة العرش على الرغم من صغر سنها. تدهورت صحة الملكة بعد ولادة أرييل، مما جعلها غير قادرة على إنجاب طفل آخر.

بالنسبة للأخيرة، فأنت بحاجة إلى إذن من أمين المكتبة وكان مطلوبًا منك تسجيل اسمك.

وصل المعلم بعد فترة وجيزة، وقدمت نفسي، وبعد محادثة قصيرة، انتهى الفصل الدراسي. على الرغم من أنه ينقصنا شخصًا واحدًا.

وبطبيعة الحال، سيتم معاقبتك على أي كتب قمت بإتلافها أو تدنيسها.

“ربما يجب أن أسأل أمين المكتبة…؟”

نفس القواعد المتبعة في المكتبات العادية، لكن تمزيق الكتاب قد يؤدي إلى غرامة مالية واحتمال الطرد، على الرغم من أن معظم الكتب الموجودة في المكتبة مجرد نسخ. لا يزال ذلك مناسبًا، على ما أعتقد، نظرًا لقيمة الكتب الثمينة في هذا العالم.

“كان هذا لوك، أحد نبلاء الطبقة العليا في مملكة أسورا. إنه طالب من الناحية الفنية، لكنه أحد حراس الأميرة آرييل.”

“القواعد صارمة للغاية هنا، أليس كذلك؟” قلت.

“لورد لوك، هل يمكنني القدوم في الموعد التالي؟”

“لقد قام بعض الأشخاص الوضيعين بتبديل بعض الكتب سرًا من قبل وقاموا ببيع النسخ الأصلية في السوق.”

“ارتدي جوارب طويلة تصل إلى الفخذ وستكونين بخير، أليس كذلك؟”

“أرى.”

هاه؟

انحنيت لحارس البوابة وتوجهت إلى الداخل حيث تنتظرني رائحة الكتب الرقيقة. لقد كان مزيجًا فريدًا من الروائح: رائحة العفن والحبر والورق. يوجد حمام عند المدخل، وهو مناسب لأولئك الذين شعروا بالحاجة إلى ذلك لحظة دخولهم المكتبة. قدمتْ تحية خفيفة لأمين المكتبة قبل التوجه إلى الداخل. كانت هناك مكاتب وطاولات مصطفة عند المدخل، وفي الداخل صفوف من خزائن الكتب الطويلة.

لم يكن بحاجة إلى أن يخبرني مرتين. ربما لن أسلك هذا الطريق مرة أخرى، ولا حتى في منتصف النهار. ما زلت لا أستطيع تحمل النظرات العدائية من حشد كامل علي.

“واه.” مندهشًا، أطلقت شهقة عن غير قصد. لقد قرأت الكثير منذ قدومي إلى هذا العالم، لكن هذه المرة الأولى التي أرى فيها هذا العدد الهائل من الكتب في مكان واحد. تؤدي السلالم عبر فتحة في السقف إلى الطابق الثاني، الذي كما هو متوقع، مليئًا أيضًا بخزائن الكتب. تشير المكاتب والكراسي المنتشرة في كل مكان إلى أن عددًا لا بأس به من الأشخاص قد اعتادوا على الدراسة هنا.

أحكمت قبضتها علي وهي تدرس وجه فيتز. “همم،  من المدهش أنك ذهبت إلى هذا الحد للدفاع عن شخص ما. ما تقوله يجب أن يكون صحيحاً. ومع ذلك، تظل الحقيقة أن هذا الصبي انتهك قواعد النوم. سنجعل منه عبرة بمعاقبته – ماذا؟!”

تذكرت نصيحة الهيتوغامي:

توجهت إلى نهاية ثلاثة مباني، إلى الفصل الدراسي الأعمق في الطابق الثالث. في منتصف الطريق، وجدت خطًا مرسومًا على الأرض مكتوبًا عليه، ما وراء هذه النقطة هو الفصل الدراسي للطلاب المميزين. وكأنهم يفصلون بيننا تقريبًا، على الرغم من أنه من المفترض أن يُسمح للطلاب المميزين بالتجول في أرض الجامعة بحرية. لا، ربما الأمر عكس ذلك. يميل الطلاب المميزون إلى الغرور والتسبب في المشاكل، لذلك هذا إجراء لمنع طلاب العام من الاقتراب منهم.

“روديوس، اذهب وسجل في جامعة رانوا للسحر. هناك، يجب عليك التحقيق في حادثة النزوح في منطقة فيتوا. إذا قمت بذلك، ستتمكن من استعادة قدراتك وثقتك كرجل.”

“آسف. إذا لم يكن هناك مشكلة، هل تمانع أن تخبرني باسمك، إذن؟”

أوه، لقد نسيت هذا الجزء تمامًا. ولكن هذا مثالي. مع العدد الهائل من الكتب هنا، فلا بد لي من العثور على شيء عن النقل الآني. ومع ذلك، من أين يجب أن أبدأ؟

عدت إلى تجوالي بعد الغداء. لم أتمكن من التفكير في أماكن أخرى أرغب في إلقاء نظرة عليها، لذا بعد إلقاء نظرة خاطفة حولي، عدت إلى المكتبة.

“ربما يجب أن أسأل أمين المكتبة…؟”

لا، علي أن أصمم على موقفي. لم أفعل أي شيء خاطئ.

لا . ليس هناك اندفاع. لم تكتشف حتى مملكة أسورا سبب حادثة النزوح حتى الآن. لو بإمكاني اكتشاف الأمر بهذه السرعة، لما طلب مني الهيتوغامي أن أسجل في الجامعة. كان سيطلب مني التسلل والتحقيق بدلاً من ذلك. في الواقع، لقد طلب مني فقط أن أبحث في الحادثة وليس أن أكتشف سببها. ربما من المفترض أن يحدث شيء ما أثناء قيامي بالبحث.

“أوه… تلك الفتاة. لو أنها استمعت فقط.” تنفس فيتز الصعداء وهو يشاهدها تذهب. نظر إلى الوراء في وجهي وتدلى رأسه. “آسف. لو لم أسقط تلك الملابس الداخلية، لما حدث هذا أبدًا.”

في الوقت الحالي، استقريت على معرفة نظام الرفوف. تمت كتابة غالبية الكتب بلغة البشر، ولكن من بينها تلك المكتوبة بلغة الحاكم الشيطان والحاكم الوحش. وهناك أيضًا كتب بلغة الحاكم البشري. لا بد أن الحروف الهجائية التي لست على دراية بها هي لحاكم السماء أو ربما لغة حاكم البحر. تمنيت أن يترجموا تلك المجلدات إلى لغات أستطيع قراءتها.

ماذا؟ صدمني ذلك. هل التقى بإيريس خلال العامين الماضيين؟ مستحيل…هي ليست هنا في الجامعة صحيح؟!

“آه!”

كان المتجر مليئاً بالطلاب الذين يتسوقون بهدوء. بنظرة خاطفة رأيت الكتب المدرسية والبلورات السحرية والأرواب والسيوف الخشبية والعصي للمبتدئين والحقائب والأحذية والصابون، من بين الضروريات اليومية الأخرى. كما كانت هناك مواد غذائية مثل اللحوم المجففة واللحوم المدخنة، بالإضافة إلى زجاجات مياه الشرب والكحول. اشتريت مجموعة عشوائية من الورق وقلم وحبر وبعض الخيوط لربط الورق بها. لا يمكن الذهاب إلى الجامعة بدون حتى أبسط الإمدادات.

خرجت صرخة صغيرة مفاجئة من خلفي. التفتت فرأيت صبيًا صغيرًا ذو شعر أبيض ونظارة شمسية، يحمل عددًا من المجلدات واللفائف وينظر إليّ.

قال زانوبا: “هو عادةً ما يغلق على نفسه في غرفة الأبحاث الخاصة به، لكنه يخرج إذا كان لديه سبب لذلك، لذا أنا متأكد من أنك ستقابله في النهاية”. وذكر أيضًا أن الصامت طالب في السنة الثالثة. إذا رأيته، سأتأكد من إظهار الاحترام المناسب له.

أدركت أنه فيتز . استقمتُ على عجل، وضغطت قدميّ معًا وانحنيت. “أعتذر عن ذلك اليوم. كانت أفعالي الضحلة هي التي تسببت في فقدانك ماء وجهك. لقد خططت أن أحضر لك كعكة، لكن لسوء الحظ، كطالب جديد، كنت مشغولاً بأشياء كثيرة…”

ليس لدي أي فكرة عما مر به، ولكن إذا بدا أنه كان يتعرض للتنمر في المستقبل، فسأحرص على حمايته. التنمر مرفوض. مرفوض تماماً ومطلقاً.

“غـ_غاه؟! لا، لا بأس، من فضلك لا تنحني.”

“إذا فعلوا لك شيئًا لا يعجبك، من فضلك أخبرني. قد لا أمتلك الكثير من القوة، لكنني سأساعدك.”

كان هناك رجل في حياتي السابقة احترمته حقًا، اسمه ماسا. رجل عامل يستطيع أن يتغلب على ما تفرضه عليه الحياة من خلال السجود على يديه وركبتيه. كان أحد مراسيمه هو: “كلما أحدثت فوضى في شيء ما، ابحث عن مكان غير ضار مثل الحمام لتقديم اعتذار صادق، حتى لا يتم الصراخ عليك في مكان أكثر عمومية”. اعتذاري المفاجئ جعل فيتز يشعر بالذعر، وبدا أننا نسير في اتجاه من المرجح أن يسامحني فيه. نجاح!

“نعم أنا أتذكرك تلميذي العزيز، من فضلك أطلق سراحي، هذا مرعب.”

“رودي – أعني، روديوس، أليس كذلك؟ ما الذي تفعله هنا؟”

انحنيت لحارس البوابة وتوجهت إلى الداخل حيث تنتظرني رائحة الكتب الرقيقة. لقد كان مزيجًا فريدًا من الروائح: رائحة العفن والحبر والورق. يوجد حمام عند المدخل، وهو مناسب لأولئك الذين شعروا بالحاجة إلى ذلك لحظة دخولهم المكتبة. قدمتْ تحية خفيفة لأمين المكتبة قبل التوجه إلى الداخل. كانت هناك مكاتب وطاولات مصطفة عند المدخل، وفي الداخل صفوف من خزائن الكتب الطويلة.

“فقط القليل من البحث.”

لا، لقد أخطأت! لقد بدا صغير فقط لأنه لم يكن يتفاعل! بمجرد أن يتم تنشيطه وينهض منتبهاً حينها يتمتع بشراسة الأسد!

“في ماذا؟” ضغط فيتز.

“نعم أنا أتذكرك تلميذي العزيز، من فضلك أطلق سراحي، هذا مرعب.”

” ‘حادثة النزوح‘ “

“لا أنا لا أفعل.” هززت رأسي عندما سُئلت فجأة سؤال يذكرني بالأخ الأصغر لـ ملك القبضة، معتقدًا أنه من الأفضل أن أعترف بصدق بافتقاري إلى المعرفة بدلاً من إعطاء إجابة غير ناضجة.

عندما قلتها، تماسكت حواجبه معًا. هل قلت شيئًا غريبًا؟

لأكون صادقًا، بغض النظر عن مقدار الوقت الذي مر، ما زلت غير قادر على إتقانه بسهولة مثل التنفس كمقاتلي السيوف الآخرين مثل إيريس وروجيرد. لذلك أصبحت شبه مستسلم لطريق السيف. لم أستخدمه أبدًا مرة واحدة أثناء عيشي كمغامر. بالرغم من ذلك…

“حادثة النزوح؟ لماذا؟” سأل.

ذكّرتني رؤيتهم بالفتاتين الصغيرتين اللتين التقيت بهما في قرية دولديا. ما هي أسمائهم مرة أخرى؟ كلاهما كانا طفلين جيدين. وبالمقارنة، بدت هاتان  سيئتان بعض الشيء. ذكروني بتلك الفتيات المراهقات المهووسات بالموضة في الوطن.

“لقد عشت في منطقة فيتوا في مملكة أسورا، وتم نقلي إلى قارة الشيطان بعد الحادث.”

حارسها الآخر هو لوك نوتوس جريرات. الابن الثاني للرئيس الحالي لعائلة نوتوس، بيليمون نوتوس جريرات. منذ ولادته، تم تدريبه ليصبح أحد الفرسان الحارسين للأميرة أرييل، واستمر في هذا الدور في حالة تمكنت الأميرة من استعادة السلطة والعودة إلى الصراع على الخلافة. منذ اللحظة التي التحق فيها بالجامعة، كان تحت الأضواء باستمرار، مما جعله هدفًا للحسد والخوف والاحترام.

“قارة الشيطان؟!” قال فيتز. أعتقد أن مفاجأته مبالغ فيها قليلاً.

 ذلك وقح. إنها تشير إليّ صحيح؟ ومع ذلك، لم أدع وجهي يكشف عن مشاعري، بل التفت برشاقة إلى الفتاة الكلب وانحنيت. “عذراً. هل يمكنني أن أسأل عن اسمكِ أيضًا؟”

“نعم. استغرق الأمر مني ثلاث سنوات للعودة إلى المنزل. تم العثور على عائلتي جميعًا منذ ذلك الحين، ولكن لا يزال هناك أحد معارفي مفقود. بدت هذه فرصة جيدة لإجراء القليل من البحث.

قاطعت صفعة عالية مفاجئة محادثتنا اللطيفة. نظرت بشكل غريزي في اتجاهها. الفتاة الوحشية التي كانت تضع قدميها على مكتبها ضربت إحداهما بالأرض. أما الأخرى فلا تزال على المكتب، مما يعني أن تنورتها باتت مفتوحة تمامًا لرؤية شيء معين. “أنا لا أحب هذا، ميو.”

“هل هذا هو سبب مجيئك إلى هذه الجامعة؟”

“قف!”

“صحيح.” لم أستطع أن أخبره أن السبب الحقيقي هو العثور على علاج لضعف الانتصاب الذي أعانيه. إلى جانب ذلك، لم أكذب. أردت أن أعرف سبب وقوع حادثة النزوح.

كانت إليناليز، بزيها المدرسي الجديد، تعمل كعارضة أزياء لي. الطريقة التي تم بها تشكيل شعرها على شكل لفات لامعة جعلت الرداء الذي ترتديه يبدو أشبه بالأزياء التنكرية، لكن الزي الرسمي يناسبها تمامًا. على الرغم من أن هذا أيضًا بدا لي وكأنه زي تنكري لأنني أعرف شخصيتها الحقيقية.

“أرى.” قال وهو يخدش مؤخرة أذنه: “أنت حقًا مذهل، بعد كل شيء”.

لم يكن بحاجة إلى أن يخبرني مرتين. ربما لن أسلك هذا الطريق مرة أخرى، ولا حتى في منتصف النهار. ما زلت لا أستطيع تحمل النظرات العدائية من حشد كامل علي.

لم أكن متأكداً مما هو ‘مذهل‘ على أية حال، لأنني لم أكتشف أي شيء بعد. ربما اعترف بقوتي بعد معركتنا الوهمية في ذلك اليوم. حسناً، أياً كان. “هل لي أن أسأل، ماذا تفعل هنا؟” قلت.

بشكل عام، ممنوع إخراج الكتب من المكتبة منعاً باتاً، ولكن هناك قسم معين يمكنك الاستعارة منه.

“أوه نعم. أحمل معي بعض الوثائق يجب أن أذهب الآن. أراك مجدداً يا روديوس.”

“السنة الثانية. ها ها، من فضلك لا تشير إلي باسم ‘جلالتك’ أو طالب من الطبقة العليا. يمكنك فقط مناداتي زانوبا. أنت معلمي، بعد كل شيء.”

“نعم بالتأكيد، إلى اللقاء.”

أصبح وجهه قاسي.

استدار فيتز بعيدًا على عجل، متجهًا نحو مقدمة المكتبة. ومع ذلك، بعد بضع خطوات فقط، نظر فجأة إلى الوراء. “صحيح. يجب عليك قراءة كتاب من تأليف أنيموس يتحدث عن النقل الآني، يُسمى ‘حساب استكشافي لمتاهة النقل الآني‘ . إنه كتاب واقعي إبداعي ولكن من السهل قراءته.”

“لورد فيتز، سأترك هذا الأمر. لكن أنت هناك! من الأفضل ألا تظهر وجهك حول مسكن الفتيات في هذه الساعة مرة أخرى! في المرة القادمة التي أراك فيها، لن أظهر لك أي رحمة!” بصقت الغوريلا تلك الكلمات قبل أن تتراجع إلى النافذة التي قفزت منها. كما سخرت مني الفتيات الأخريات عندما اختفين. وفي لحظة ذهبوا جميعاً.

ثم هرب.

“… الآنسة إيريس.”

لا يبدو أنه يحمل ضغينة بشأن الاختبار. ربما هو في الواقع رجل جيد.

“أو هل ترغبون جميعًا في إرسالكم إلى المكتب الطبي؟” قد يكون صوته عالي النبرة، ولكن هناك بالتأكيد نية قتل وراء كلماته. أسمع الفتيات يبتلعن لعابهم من حولنا. كيف رجولي.

ذهبت إلى أمين المكتبة لأسأل عن كتاب ‘حساب استكشافي لمتاهة النقل الآني‘ ، وقرأته حتى وقت الغداء. كان صغيرًا، لا يصل حتى إلى مائة صفحة، يحكي قصة أنيموس مقدونيوس وهو مغامر من المناطق الشمالية ذهب لاستكشاف متاهة.

***

كانت هذه المتاهة، التي يُطلق عليها بشكل مناسب متاهة النقل الآني، نوعًا نادرًا كانت جميع أفخاخها تحت عنوان النقل الآني. هناك خمسة أنواع من الوحوش التي سكنت في الداخل، وجميعها مخلوقات ذكية للغاية وفهمت تصميم المتاهة والمكان الذي سترسل فيه فخاخ النقل الآني الشخص. إذا لم يحالفك الحظ بالوقوع في الفخ، فستجد الوحوش في انتظارك على الطرف الآخر. كان من الصعب تجنب تلك الفخاخ أثناء القتال، وإذا أصبحت المعركة فوضوية، فسيتم فصل فريقك على الفور، لذلك تم تصنيف هذه المتاهة على أنها خطيرة بشكل لا يصدق.

“إذا فعلوا لك شيئًا لا يعجبك، من فضلك أخبرني. قد لا أمتلك الكثير من القوة، لكنني سأساعدك.”

عندما تعمق أنيموس ورفاقه في المتاهة، درس أفخاخ النقل الآني التي وجدها هناك. كان هناك ثلاثة أنواع من الفخاخ بشكل رئيسي. الأول عبارة عن ناقل آني ثابت في اتجاه واحد من شأنه أن يرسل الأشخاص إلى نفس الموقع في كل مرة، ولكن لم تكن هناك طريقة للعودة من هناك. آخر عبارة عن ناقل آني ثابت في الاتجاهين. ستكون هناك دائرة سحرية في الوجهة، ويمكنك استخدامها للعودة. وأخيرًا، هناك الناقل الآني العشوائي، الذي ينقلك إلى وجهة عشوائية.

صوبت مدفعي الحجري مباشرة إلى وجهه وأصبته بضربة قوية لكنه لم يترنح ولو قليلاً. كان لهذا المدفع ما يكفي من القوة لإسقاط رجل بالغ، لكن لم يكن له أي تأثير على هذا الرجل على الإطلاق؟ مستحيل. هل هذه حقًا قوة الطفل المبارك؟!

الإستراتيجية الأساسية التي استخدمها المغامرون في متاهة النقل الآني هي استخدام الدوائر السحرية للانتقال بشكل متكرر إلى أماكن أعمق، لكن دوائر النقل الآني العشوائية كانت مختلطة مع الدوائر الأخرى. إذا خطوت على إحدى هؤلاء، فسيتم فصلك عن مجموعتك وإجبارك على محاربة سرب من الوحوش بنفسك.

لم يكن بحاجة إلى أن يخبرني مرتين. ربما لن أسلك هذا الطريق مرة أخرى، ولا حتى في منتصف النهار. ما زلت لا أستطيع تحمل النظرات العدائية من حشد كامل علي.

يحتوي كتاب أنيموس على أبحاثه ونظرياته حول كيفية التمييز بين الناقلات الآنية العشوائية والآخرين. في منتصف رحلته، اكتشف كيفية التمييز بينهم وسرعان ما تقدم بشكل أعمق في المتاهة. لكنه انجرف ونسي أن طريقته لم تكن مضمونة. في نهاية القصة، أخطأ في التعرف على الفخ وداس على ناقل آني عشوائي. محاطًا بعدد كبير من الأعداء، فقد ذراعًا واحدة لكنه تمكن بطريقة ما من الهروب حيًا. ومع ذلك، فقد رفاقه الثلاثة في هذه العملية. لم يعد أنيموس قادرًا على القتال، لذلك تخلى عن حياته كمغامر.

“زانوبا… هل تتعرض للتنمر من قبل هذين الاثنين؟”

وانتهت القصة بسطر يقول إنه سيترك مهمة غزو تلك المتاهة للقارئ. لم أتمكن من معرفة ما إذا كان هذا خيالًا أم واقعيًا، لكن تناثر مجموعتك واستهدافها من قبل وحوش كهذه بدا أمرًا مخيفًا للغاية.

“تلميذي العزيز، من المهم تجنب الصراعات غير الضرورية.”

على عكس المتاهات في حياتي السابقة والتي تم إنشاؤها بهدف أن تكون قابلة للحل، فمن الممكن تمامًا ألا تتمكن أبدًا من المرور عبر متاهات هذا العالم. بناءً على ما سمعته من مغامرين آخرين، تم تصميم المتاهات بشكل عام بطريقة تسمح لك بالوصول إلى المنتصف حيث توجد البلورة السحرية، ولكن لن أتفاجأ إذا كانت هناك متاهة خادعة واحدة على الأقل هناك. بدون نقطة نهاية حقيقية.

بحلول الوقت الذي غادرت فيه، كان الظلام قد حل في الخارج. لم تكن هناك أضواء في الشوارع هنا، لكن الطريق لا يزال مضاءً بشكل خافت لذا واصلت السير فيه. على الرغم من أن فصل الشتاء قد انتهى بالفعل، لا يزال هناك ثلج على الممرات. مشيت بحذر وأسرعت نحو المسكن.

امتلئ الجزء الخلفي من الكتاب بنظريات حول النقل الآني العشوائي. لم تكن التسميات دقيقة تمامًا، نظرًا لأن نطاق النقل الآني للأفخاخ العشوائية كان محددًا مسبقًا إلى حد ما. أيضًا، بينما يمكنك الانتقال فوريًا إلى وسط المتاهة، كان من النادر جدًا أن يتم نقلك فوريًا إلى الأرض نفسها. افترض أنيموس أن هذا بسبب المقاومة بين المانا في الوجهة ومانا الشخص الذي يتم نقله عن بعد، وهو نفس المبدأ الذي يفسر سبب عدم قدرتك على إلقاء تعويذة هجومية على جسد الشخص مباشرة.

“مستحيل يا لورد لوك، هذا ليس عدلاً.”

هذا شيء أعرفه بالفعل… على الرغم من أن سحر الشفاء يتضمن تمرير السحر عبر جسد شخص آخر. لقد شككت في أن الأمر مرتبط بالسبب الذي يجعلني لا أستطيع إلقاء السحر العلاجي بدون تعويذة، لكننا سنترك ذلك لوقت آخر.

“لقد اجتمعتم جميعًا هنا من جميع أنحاء العالم. لدى الكثير منكم أفكار تختلف عن أفكارنا حول ما يشكل الحياة الطبيعية. ومع ذلك، هنا في هذه الجامعة، نحافظ على شعور بالنظام الذي قد يختلف عن أماكنكم الأصلية.”

أما بالنسبة للنقل الآني، فقد تساءلت عما إذا هناك استثناء للنظرية. بعد كل شيء، يمكنك توجيه السحر الهجومي إلى التراب. ربما نقل الأشخاص إلى مادة صلبة يتطلب ببساطة قدرًا هائلاً من القوة السحرية.

“أوه أوه، تمهل تمهل! حرر التوتر من كتفيك واسترخي، اهدأ! توقف!”

وبينما أفكر، رن جرس الظهيرة. الزمن شيء عابر بالفعل.

“نعم بالتأكيد، إلى اللقاء.”

***

ولكن الأوان قد فات. بعد لحظات من الصراخ، انفتحت نوافذ الشرفات الأخرى بصخب. ثم ظهرت شخصيات تقفز من الطابق الأول، واحدة تلو الأخرى.

التقيت بزانوبا وتوجهنا إلى الكافتيريا وهي عبارة عن مبنى منفصل يتكون من ثلاثة طوابق، كل منها مخصص لأنواع مختلفة من الطلاب. الطابق الثالث كان مخصصًا للملوك والنبلاء البشريين. الطابق الثاني مخصصًا لعامة البشر والحيوانات. الطابق الأول للمغامرين والشياطين. لقد كانت طريقة تصنيف أكثر من كونها طريقة تمييز؛ ربما استنتجت الجامعة أنه إذا أكل النبلاء البشريون جنبًا إلى جنب مع المغامرين والشياطين، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى تأجيج نيران الصراع المحتمل.

“إنه أنت…” ضاقت عينيه. أصبحت النظرة على وجهه قاتمة. “أنت وفيتز…”

باعتباري مغامرًا، فأنا سعيد بتناول الطعام في الطابق الأول ولكن…

في الوقت الحالي، استقريت على معرفة نظام الرفوف. تمت كتابة غالبية الكتب بلغة البشر، ولكن من بينها تلك المكتوبة بلغة الحاكم الشيطان والحاكم الوحش. وهناك أيضًا كتب بلغة الحاكم البشري. لا بد أن الحروف الهجائية التي لست على دراية بها هي لحاكم السماء أو ربما لغة حاكم البحر. تمنيت أن يترجموا تلك المجلدات إلى لغات أستطيع قراءتها.

“تعال، تعال، من هذا الطريق.”

عندما أحنيت رأسي، خدش خده بخجل. “أهاها، إنه شعور غريب أن أسمعك تشكرني.”

حصلت على مجموعة الوجبات التي أوصى بها زانوبا وسمحت له بسحبي إلى الطابق الثالث.

يتنافس على العرش الأمير الأول جرابل والأمير الثاني هالفاست. شكل الأشخاص الأقوياء في مملكة أسورا فصائل خلفهم، على أمل دعم الأمير الذي سيصبح ملكًا، ثم جني الفوائد.

“أه…”

ظل لوك ساخطًا وحدق في وجهي لبضع دقات قبل أن يتنهد، بصق: “لوك نوتوس جريرات”. ثم دفعني.

في اللحظة التي خرجت فيها من الدرج، اتجهت كل الأنظار في الطابق العلوي نحوي على الفور… ربما لأن رائحتي كعامة الناس ولكن أيضًا شهدت ملابسي أيامًا أفضل. بسبب البرد، كنت أرتدي ردائي الرمادي القديم فوق زيي الرسمي. كان عمره خمس سنوات وأكمامه ممزقة، تشوه مقدمته غرز كبيرة على الصدر. مع نموي الأخير، بات حجم ملابسي أيضًا صغيرًا جدًا. وبصراحة، بدوت أشعثًا تمامًا.

السبب الذي جعله محموماً جدًا ألهمني. لا بد أنه اعتقد أنهم سيصابون إذا أطلقت العنان لقوتي. لذلك تصرف لضمان سلامتهم… ولكن مع ذلك، شعرت بالتعاطف في تصرفاته. إذا كانت هذه مانغا شوجو، فهذا هو المكان الذي تبدأ فيه قصة حبنا.

وعلى عكس الطابقين الأول والثاني، لم يكن هناك أي شخص يرتدي رداءً لحماية نفسه من البرد. كانت مليئة بالناس الذين يرتدون عباءات وسترات صوفية مريحة المظهر. ربما يرتدون البدلات أيضًا، بينما أنا الوحيد الذي يرتدي العرق.

تلك الكلمات بمثابة الخناجر في القلب. زفر كليف البخار من أنفه وعاد إلى مقعده. يجب أن أبقي عيني على هذا.

“زانوبا، لا أعتقد أنني مناسب هنا. هل يمكننا على الأقل تناول الطعام في الطابق الثاني؟” توسلت.

وانتهت القصة بسطر يقول إنه سيترك مهمة غزو تلك المتاهة للقارئ. لم أتمكن من معرفة ما إذا كان هذا خيالًا أم واقعيًا، لكن تناثر مجموعتك واستهدافها من قبل وحوش كهذه بدا أمرًا مخيفًا للغاية.

“لا، ليس في الطابق الثاني. لينيا وبورسينا هناك.”

“حسنًا، دعنا نأكل بشكل منفصل.” قلت أخيرًا.

“حسنًا، ماذا عن الطابق الأول؟”

بالطبع، هناك الكثير من الوحوش الطيبين مثل جيسلين. ومع ذلك، في نهاية المطاف، أنا دائمًا إلى جانب أولئك الذين يتعرضون للتنمر.

“الطابق الأول مليء بالوثنيين الذين لا يعرفون أي آداب للمائدة. إنه ليس مكانًا مناسبًا للملوك مثلي للذهاب إليه.”

“نعم، اسمي روديوس جريرات. يسعدني التعرف عليك.”

“حسنًا، دعنا نأكل بشكل منفصل.” قلت أخيرًا.

“حقاً؟ يسعدني أن أرى جلالتك في حالة جيدة. بمجرد أن تهدأ الأمور، دعنا نصنع تمثالًا صغيرًا معًا.”

“لا تكن بلا قلب. هل تعلم كم عانيت لعدم قدرتي على رؤيتك مرة أخرى حتى الآن يا معلم؟ يمكنك على الأقل تناول وجبة معي.”

بالنسبة للأخيرة، فأنت بحاجة إلى إذن من أمين المكتبة وكان مطلوبًا منك تسجيل اسمك.

“لا تطلب من سيدك أن يتألم بدلاً منك.”

“اعترفت بالهزيمة، هاه؟”

كنا نتجادل على رأس السلم، ورغم العرض إلا أننا لم نعترض طريق الطلاب المارين. وفجأة، جاءت موجة من الضجيج من الأسفل: جوقة من الأصوات الصاخبة، تقترب تدريجياً.

وبطبيعة الحال، سيتم معاقبتك على أي كتب قمت بإتلافها أو تدنيسها.

“آآآه يا لورد لوك!”

خرجت صرخة صغيرة مفاجئة من خلفي. التفتت فرأيت صبيًا صغيرًا ذو شعر أبيض ونظارة شمسية، يحمل عددًا من المجلدات واللفائف وينظر إليّ.

“اللورد لوك، أنا التالية!”

 ذلك وقح. إنها تشير إليّ صحيح؟ ومع ذلك، لم أدع وجهي يكشف عن مشاعري، بل التفت برشاقة إلى الفتاة الكلب وانحنيت. “عذراً. هل يمكنني أن أسأل عن اسمكِ أيضًا؟”

“مستحيل يا لورد لوك، هذا ليس عدلاً.”

“اعترفت بالهزيمة، هاه؟”

“لورد لوك، هل يمكنني القدوم في الموعد التالي؟”

“يسرني أن ألتقي بكم، أنا روديوس جريرات. سأكون تحت توجيهك خلال فترة وجودي هنا في الجامعة، أتمنى أن تعتني بي.”

يصعد رجل وسيم الدرج محاطًا بالنساء.

بجانبها، ارتعش أنف الفتاة التي تقضم العظم وتغير تعبيرها. “نتن.”

قال: “لا، أنا آسف. لقد قررت بالفعل أنه لا يمكنني سوى اصطحاب فتاتين في موعد واحد في وقت واحد. ليس لدي سوى ذراعين، كما تعلمون، لذلك إذا قمت بدعوة ثلاث فتيات فسيتم استبعاد واحدة، أليس كذلك؟”

فتاة ذات أذنين قطة وفتاة ذات أذنين كلب. كانت نظراتهم الثاقبة ستجعل ساقي ترتعش في الماضي، لكنهم لم يشعروني بالخوف على الإطلاق الآن. نظراتهم تفتقر، حسنًا كما تعلمون صحيح؟ كانوا بحاجة إلى بعض النية القاتلة هناك. هكذا الناس يحدق المخيفون حقًا – مثل روجيرد –

“أوه، هذا محزن.”

“أعتقد أنني فعلت، هاه؟”

“هيه، آسف. ولكنني رجل شعبي، كما تعلمون. دعونا نذهب في موعد في وقت آخر. أعتقد أن ذراعي اليسرى ستكون حرة الشهر المقبل.”

تم الترحيب بالطلاب من جميع الأجناس، بما في ذلك الشياطين الذين لا يزالون منبوذين بشدة من قبل عقيدة الميليس أو الوحوش الذين يميلون إلى الانعزال. حتى أنهم قبلوا الملوك البشريين الذين تم طردهم من بلادهم بسبب صراعات السلطة أو الأطفال النبلاء الذين ولدوا ملعونين. لم يكن هناك قوم سماويين أو قوم بحر مسجلين، ولكن إذا لديك مانا ويمكنك إلقاء السحر، فلديك الحرية في التقديم مهما كان تاريخك المتقلب. لقد أثارت هذه السياسة بعض المعارضة، مما سمعته، لكن مملكة أسورا هي وحدها التي يمكن أن تعارض القوة الموحدة للتحالف ونقابة السحرة وقد استثمرت مبلغًا ليس بالقليل من المال في نقابة السحرة نفسها.

انسابت تلك الكلمات غير المعقولة من فم الشاب الذي يشبه بول وعلى جانبيه فتاتان بصدور منتفخة. التفت ذراعيه حول خصورهما وهو يصعد الدرج بينما يضحك بلا مبالاة. أنا متأكد تمامًا من أنه الرجل الذي رأيته في حفل الافتتاح. لوك أو أياً كان. ما هو اسمه الأخير؟ سكاي ووكر؟

“نعم بالتأكيد، إلى اللقاء.”

التقت أعيننا.

عندما حاولت أن أسأل زانوبا، هز رأسه. “السيد الصامت معفى من الفصل الشهري.”

“إنه أنت…” ضاقت عينيه. أصبحت النظرة على وجهه قاتمة. “أنت وفيتز…”

يصعد رجل وسيم الدرج محاطًا بالنساء.

أحنيت رأسي. لقد علم بمباراتي ضد فيتز. لم يبدو فيتز غاضبًا مما حدث، ولكن ربما رفاقه غاضبين.

لدى ذراعيه ما يكفي من القوة لتجعلني أطير وأرتطم بالسقف، لكن لحسن الحظ رفعني فقط إلى الأعلى.

“يسرني أن ألتقي بكم، أنا روديوس جريرات. سأكون تحت توجيهك خلال فترة وجودي هنا في الجامعة، أتمنى أن تعتني بي.”

من يقف أمامي هو الأمير الثالث لمملكة شيروني، زانوبا شيروني. يبدو أنه عندما تم إرسال زانوبا بعيدًا بحجة الدراسة في الخارج، تم إرساله إلى جامعة رانوا للسحر.

“نعم. أنا أعرف. سمعت عنك من فيتز. من الواضح أنك كثير النسيان بجنون.” نظر لوك إلي، ساخطًا.

“اللورد لوك، أنا التالية!”

كثير النسيان بجنون … هل صحيح؟ لم أفهم ذلك حقًا. ماذا يعتقد أنني نسيت؟

وبغض النظر عن ذلك، فقد كان هذا هجومًا استباقيًا ناجحًا. على الأقل أريد أن أصدق أن جهودي كانت جيدة بما يكفي لتجنب الوقوع في شيء شنيع لاحقًا.

“أنت تعرف اسمي بالفعل، أليس كذلك؟”

“هل هذا هو سبب مجيئك إلى هذه الجامعة؟”

“لا أنا لا أفعل.” هززت رأسي عندما سُئلت فجأة سؤال يذكرني بالأخ الأصغر لـ ملك القبضة، معتقدًا أنه من الأفضل أن أعترف بصدق بافتقاري إلى المعرفة بدلاً من إعطاء إجابة غير ناضجة.

في اللحظة التي خرجت فيها من الدرج، اتجهت كل الأنظار في الطابق العلوي نحوي على الفور… ربما لأن رائحتي كعامة الناس ولكن أيضًا شهدت ملابسي أيامًا أفضل. بسبب البرد، كنت أرتدي ردائي الرمادي القديم فوق زيي الرسمي. كان عمره خمس سنوات وأكمامه ممزقة، تشوه مقدمته غرز كبيرة على الصدر. مع نموي الأخير، بات حجم ملابسي أيضًا صغيرًا جدًا. وبصراحة، بدوت أشعثًا تمامًا.

“لذا فقد اخترت عدم الاهتمام بالأمر. منطقي.”

“ماذا يفعل هنا؟!”

“آسف. إذا لم يكن هناك مشكلة، هل تمانع أن تخبرني باسمك، إذن؟”

بالمناسبة، وفقًا لبحثي، فإن السمات المحددة بدقة والتي اعتبرتها صفات الوسامة، شائعة في بلدان القارة الوسطى. وبغض النظر عن ذلك، فهذا الرجل يشبه بول نوعًا ما. وفي ملاحظة مماثلة، قِيل لي في كثير من الأحيان أنني لا أبدو سيء للغاية، باستثناء عندما ابتسم. إليناليز هي الوحيدة التي أخبرتني أن لدي ابتسامة رجولية مذهلة. وبما أنه لم يمدحها أحد من قبل، فإن ابتساماتي بعدها بدت مزيفة.

ظل لوك ساخطًا وحدق في وجهي لبضع دقات قبل أن يتنهد، بصق: “لوك نوتوس جريرات”. ثم دفعني.

لذلك هي حقاً من قبيلة دولديا وابنة جايز. بالتفكير في الأمر، لقد قالوا إن ابنته الكبرى أُرسلت إلى بلد آخر للدراسة. إذن كان هذا؟ يا رجل، هذا بالتأكيد يعيد الذكريات.

“آه، اللعنة، ما كان كل ذلك؟ لا أستطيع أن أصدق هذا!”

ماذا؟ صدمني ذلك. هل التقى بإيريس خلال العامين الماضيين؟ مستحيل…هي ليست هنا في الجامعة صحيح؟!

“على محمل الجد، كان ذلك الرداء بالي جدًا! إنه متهالك تمامًا عند الحواف!”

“آنسة بورسينا، يا له من اسم جميل! شرف لي مقابلتكِ!”

“إذا كان بهذا السوء، عليه فقط الخروج وشراء واحدة جديدة!”

“حسناً!” ابتسم وأومأ برأسه.

تبعته جماعته وأطلقوا الشتائم، لكن لم أسمعها. لوك نوتوس جريرات. اسم ميلاد والدي هو بول نوتوس جريرات. هل لوك طفل غير شرعي؟ لا، هذا لا يمكن أن يكون. لقد أنكر بول منذ زمن طويل اسم نوتوس. على لوك أن يكون ابن عم أو شيء من هذا القبيل.

“آآآه، إنه اللورد لوك!”

“سيدي، لقد لفتت انتباه شخصية غير سارة.”

قلت: “انتظروا. أرجوكم انتظروا، أنا لم أفعل أي شيء.”

“أعتقد أنني فعلت، هاه؟”

لم يكن بحاجة إلى أن يخبرني مرتين. ربما لن أسلك هذا الطريق مرة أخرى، ولا حتى في منتصف النهار. ما زلت لا أستطيع تحمل النظرات العدائية من حشد كامل علي.

“كان هذا لوك، أحد نبلاء الطبقة العليا في مملكة أسورا. إنه طالب من الناحية الفنية، لكنه أحد حراس الأميرة آرييل.”

“عذراً على التطفل.” رفعت صوتي قليلاً ثم فتحت الباب وتسللت إلى الداخل. كان الفصل الدراسي مشهداً مألوفاً. كان هناك سبورة جديدة تمامًا ومكتبًا للمعلم. مكاتب خشبية تصطف على جانبي الغرفة، النوافذ مغلقة بإحكام لكن الغرفة مشرقة. وعلى النقيض من اتساع الغرفة، ليس هناك سوى أربعة أشخاص يجلسون على المكاتب.

قلت: “بغض النظر عن ذلك، دعنا ننسى تناول الطعام هنا”.

“سأفعل.”

“أعتقد أنه ليس لدينا خيار.”

في الخارج، كانت الشمس تغرب والطلاب الذين أنهوا دروسهم يعودون تدريجياً إلى مسكنهم. يبدو أن البعض يتجه نحو المكتبة. ذهبت في الاتجاه المعاكس لمتجر الجامعة، الذي كان عند مدخل المبنى الرئيسي للجامعة.

تراجع كل منا خطوة إلى الوارء واتفقنا على تناول الطعام بالخارج. كان الطقس لطيفًا واستخدمت سحر الأرض لاستحضار بعض الكراسي والطاولة وإنشاء شرفة . عبر زانوبا عن رهبته من كل تعويذة ألقيتها صارخاً: “واو!” أسعدتني رؤية مدى تأثره العميق.

عندما قلتها، تماسكت حواجبه معًا. هل قلت شيئًا غريبًا؟

وأثناء تناولنا الطعام، أخبرني زانوبا عن الأميرة أرييل ومجموعتها.

“يا إلهي، هذا رجل لطيف.” يبدو أن إليناليز لم تحكم جيدًا على الشخصية أيضًا.

أرييل أنيموي أسورا، في السابعة عشرة من عمرها. الأميرة الثانية لمملكة أسورا. الابنة الوحيدة للملكة المتوجة، وما زالت الثالثة في ترتيب وراثة العرش على الرغم من صغر سنها. تدهورت صحة الملكة بعد ولادة أرييل، مما جعلها غير قادرة على إنجاب طفل آخر.

“يسرني أن ألتقي بكم، أنا روديوس جريرات. سأكون تحت توجيهك خلال فترة وجودي هنا في الجامعة، أتمنى أن تعتني بي.”

يتنافس على العرش الأمير الأول جرابل والأمير الثاني هالفاست. شكل الأشخاص الأقوياء في مملكة أسورا فصائل خلفهم، على أمل دعم الأمير الذي سيصبح ملكًا، ثم جني الفوائد.

لمحة من الغضب في صوته أثارت الهمهمة من حولنا. حتى في الظلام رأيت وجه الغوريلا يبيض.

ومع ذلك، نظرًا لحجم كل مجموعة، لم يكن الجميع متأكدين من تذوق العسل الذي تقاطر إلى أسفل. حتى الوزراء تم ترتيبهم في تسلسل هرمي، لذلك تم تجاهل من هم في الأسفل. عندما ولدت الأميرة الثانية، أولئك الذين شعروا أنهم لن يستفيدوا من دعم مرشحهم حولوا الولاء إليها. ومع ذلك، جماعتها هي الأضعف بين الفصائل، وخلال فوضى حادثة النزوح، فقد بعض أقوى أعضاء المجموعة مكانتهم. تمت عدة محاولات لاغتيال الأميرة الثانية وتحت ذريعة الدراسة في الخارج، هربت إلى هذه الجامعة.

أحضرت الأميرة معها حارسين. واحد منهم فيتز. فيتز الصامت كما يُلقب. يُقال أنه استخدم أسلوب الإلقاء الصامت وقتل مغتالاً يستهدف الأميرة. عرف الناس أنه إلف، لكن مكان ولادته ونشأته لغز كامل. لم يتمكن سوى عدد قليل من الناس من تعليم الإلقاء الصامت، لكن معلمه غير معروف.

“همم؟” لقد شعرت أننا لم نكن على نفس الصفحة تمامًا. نشأ في داخلي شعور بعدم الارتياح. لكن قبل أن أتمكن من تأكيد هذا القلق…

التزمت أرييل ومجموعتها الصمت بشأن وجود فيتز. كثرت الشائعات بأن قصر أسورا الملكي قد قام بتربية فيتز سرًا، كجزء من منظمة من آلات القتل القاسية. وهذا بالتأكيد لم يكن صحيحاً، إذا حكمنا من خلال محادثاتي معه.

صوبت مدفعي الحجري مباشرة إلى وجهه وأصبته بضربة قوية لكنه لم يترنح ولو قليلاً. كان لهذا المدفع ما يكفي من القوة لإسقاط رجل بالغ، لكن لم يكن له أي تأثير على هذا الرجل على الإطلاق؟ مستحيل. هل هذه حقًا قوة الطفل المبارك؟!

حارسها الآخر هو لوك نوتوس جريرات. الابن الثاني للرئيس الحالي لعائلة نوتوس، بيليمون نوتوس جريرات. منذ ولادته، تم تدريبه ليصبح أحد الفرسان الحارسين للأميرة أرييل، واستمر في هذا الدور في حالة تمكنت الأميرة من استعادة السلطة والعودة إلى الصراع على الخلافة. منذ اللحظة التي التحق فيها بالجامعة، كان تحت الأضواء باستمرار، مما جعله هدفًا للحسد والخوف والاحترام.

“ومع ذلك، ماذا كانت تقصد بالقواعد التي تمنع السير هنا؟” سألت.

وفي الختام، قال زانوبا: “لكن ابقى حذرًا، بعض هذه المعلومات هي تخميني الخاص”.

“معلمي! هل نسيتني؟ إنه أنا زانوبا!” ابتسم زانوبا ابتسامة عريضة من الأذن إلى الأذن بينما يحتضنني بذراعيه بعناية.

“نعم شكرًا. في الواقع، أنت على دراية حقاً.”

وعلى عكس الطابقين الأول والثاني، لم يكن هناك أي شخص يرتدي رداءً لحماية نفسه من البرد. كانت مليئة بالناس الذين يرتدون عباءات وسترات صوفية مريحة المظهر. ربما يرتدون البدلات أيضًا، بينما أنا الوحيد الذي يرتدي العرق.

“لأنني اضطررت إلى النظر في الأمر”.

الفصل الثالث: أول يوم دراسي جامعة رانوا للسحر. أعظم جامعة سحرية في العالم، تشغل قطعة أرض واسعة وترعاها ثلاث دول منفصلة بالإضافة إلى نقابة السحرة. المدير الحالي لها أحد كبار المسؤولين في نقابة السحرة، الساحر جورج من رتبة ملك الرياح. بلغ عدد الطلاب أكثر من عشرة آلاف مع وجود العديد من الأساتذة العاملين في الجامعة. على الرغم من اسم ‘الجامعة السحرية‘، يمكنك في الواقع تعلم مجموعة متنوعة من الأشياء المختلفة هناك.

“بواسطة من؟” سألت.

الإستراتيجية الأساسية التي استخدمها المغامرون في متاهة النقل الآني هي استخدام الدوائر السحرية للانتقال بشكل متكرر إلى أماكن أعمق، لكن دوائر النقل الآني العشوائية كانت مختلطة مع الدوائر الأخرى. إذا خطوت على إحدى هؤلاء، فسيتم فصلك عن مجموعتك وإجبارك على محاربة سرب من الوحوش بنفسك.

“اثنين من الوحوش الحمقاء.”

“بورسينا. أنا في الأساس مثل لينيا.”

“لينيا وبورسينا، هاه؟”

بدا زانوبا متضاربًا بعض الشيء، حتى عندما تحدث بشكل قاطع. إذا كان على ما يرام مع ظروفه، فهذا شيء واحد. لكن آثار التنمر غالباً ما يتم تجاهلها بسهولة من قبل الآخرين. أردت مساعدته… لكنني لم أكن أعرف مدى قوة خصومي المحتملين. غالبًا ما يقفز الوحوش سريعًا إلى الاستنتاجات ولم أرغب في أن أجعل منهم أعداء.

“بالفعل.” بدا وجهه صورة من الألم. هل جعلوه فتى مهامهم؟

في الوقت الحالي، استقريت على معرفة نظام الرفوف. تمت كتابة غالبية الكتب بلغة البشر، ولكن من بينها تلك المكتوبة بلغة الحاكم الشيطان والحاكم الوحش. وهناك أيضًا كتب بلغة الحاكم البشري. لا بد أن الحروف الهجائية التي لست على دراية بها هي لحاكم السماء أو ربما لغة حاكم البحر. تمنيت أن يترجموا تلك المجلدات إلى لغات أستطيع قراءتها.

“زانوبا… هل تتعرض للتنمر من قبل هذين الاثنين؟”

“إذا فعلت ذلك فأحضره إلى هنا.” قامت بحركة إشارة في اتجاهي.

“تنمر؟ لا، لقد اعترفت بالهزيمة فقط بعد خسارتي أمامهم. هذا كل شئ.”

***

“اعترفت بالهزيمة، هاه؟”

“زانوبا، لا أعتقد أنني مناسب هنا. هل يمكننا على الأقل تناول الطعام في الطابق الثاني؟” توسلت.

بدا زانوبا متضاربًا بعض الشيء، حتى عندما تحدث بشكل قاطع. إذا كان على ما يرام مع ظروفه، فهذا شيء واحد. لكن آثار التنمر غالباً ما يتم تجاهلها بسهولة من قبل الآخرين. أردت مساعدته… لكنني لم أكن أعرف مدى قوة خصومي المحتملين. غالبًا ما يقفز الوحوش سريعًا إلى الاستنتاجات ولم أرغب في أن أجعل منهم أعداء.

“أوه نعم. أحمل معي بعض الوثائق يجب أن أذهب الآن. أراك مجدداً يا روديوس.”

بالطبع، هناك الكثير من الوحوش الطيبين مثل جيسلين. ومع ذلك، في نهاية المطاف، أنا دائمًا إلى جانب أولئك الذين يتعرضون للتنمر.

“أوه نعم. أحمل معي بعض الوثائق يجب أن أذهب الآن. أراك مجدداً يا روديوس.”

“إذا فعلوا لك شيئًا لا يعجبك، من فضلك أخبرني. قد لا أمتلك الكثير من القوة، لكنني سأساعدك.”

“هذا كل شيء. سيداتي وسادتي، طريق السحر يمتد أمامكم!”

“هاهاها، لا يوجد شيء لإزعاجك يا معلم، كن مطمئناً. والأهم من ذلك، دعنا نتحدث عن التماثيل!” قال بضحكة.

نظرت إليناليز إلي وكأنني عبقري. “ولكن ألن يكون الجو باردًا بعض الشيء؟” سألتني.

أظن أنني سأراقب الوضع لفترة أطول قليلاً.

وهكذا، تم استيعابي في صفوف الطلاب المميزين.

***

بدا محموماً. حتى أنني سمعت الذعر في صوته. لست متأكد من السبب، لكنني أصبحت ممتن.

عدت إلى تجوالي بعد الغداء. لم أتمكن من التفكير في أماكن أخرى أرغب في إلقاء نظرة عليها، لذا بعد إلقاء نظرة خاطفة حولي، عدت إلى المكتبة.

قرصت أنفها وأدارت وجهها بعيداً. “اللعنة.”

لقد بحثت عن الأدبيات المتعلقة بالانتقال الآني، لكنني لم أستخدم مكتبة من قبل. استغرق الأمر مني بعض الوقت فقط لألقي نظرة على أكوام الكتب. سمحت لي المكتبة بالاطلاع على فهرس مجموعتهم، والذي اخترت منه الكتب التي تحمل كلمة ‘النقل الآني‘ في عناوينها. بعد ذلك قمت بمطاردتهم عبر بحر الرفوف. استغرق ذلك وحده عدة ساعات. علاوة على ذلك، فإن معظم ما قمت بجمعه إما لم يكن مفصلاً بما فيه الكفاية، أو مكتوبًا بلغة تقنية، أو مكتوبًا بلغة لا أعرفها حتى، أو يتطلب معرفة مسبقة بالموضوع لفهمه.

“هل هذا هو سبب مجيئك إلى هذه الجامعة؟”

“إذا كنت سأبحث في هذا الأمر بجدية، فيجب أن أحصل على دفتر ملاحظات.” هناك حد لما يمكنني الاحتفاظ به في ذاكرتي. قررت ترك الكتب للغد وغادرت المكتبة.

“الآنسة لينيا، هذا هو الشخص الذي تحدثت عنه من قبل، معلمي.”

في الخارج، كانت الشمس تغرب والطلاب الذين أنهوا دروسهم يعودون تدريجياً إلى مسكنهم. يبدو أن البعض يتجه نحو المكتبة. ذهبت في الاتجاه المعاكس لمتجر الجامعة، الذي كان عند مدخل المبنى الرئيسي للجامعة.

“ارتدي جوارب طويلة تصل إلى الفخذ وستكونين بخير، أليس كذلك؟”

كان المتجر مليئاً بالطلاب الذين يتسوقون بهدوء. بنظرة خاطفة رأيت الكتب المدرسية والبلورات السحرية والأرواب والسيوف الخشبية والعصي للمبتدئين والحقائب والأحذية والصابون، من بين الضروريات اليومية الأخرى. كما كانت هناك مواد غذائية مثل اللحوم المجففة واللحوم المدخنة، بالإضافة إلى زجاجات مياه الشرب والكحول. اشتريت مجموعة عشوائية من الورق وقلم وحبر وبعض الخيوط لربط الورق بها. لا يمكن الذهاب إلى الجامعة بدون حتى أبسط الإمدادات.

“… الآنسة إيريس.”

بحلول الوقت الذي غادرت فيه، كان الظلام قد حل في الخارج. لم تكن هناك أضواء في الشوارع هنا، لكن الطريق لا يزال مضاءً بشكل خافت لذا واصلت السير فيه. على الرغم من أن فصل الشتاء قد انتهى بالفعل، لا يزال هناك ثلج على الممرات. مشيت بحذر وأسرعت نحو المسكن.

“هل هذا هو سبب مجيئك إلى هذه الجامعة؟”

لم يكن أحد آخر بالجوار. كنت أسمع ضجيجًا بعيدًا، لكني شعرت وكأنني أتجول في مساحة فارغة خالية من الناس. امتد الطريق من مباني الجامعة الرئيسية أمام سكن النساء واستمر في التقدم. سرت دون تفكير على الطريق.

“أنت تعرف اسمي بالفعل، أليس كذلك؟”

هذا عندما حدث ذلك.

***

“همم؟”

شيء نزل من فوق. أبيض، لكنه ليس ثلجًا. بشكل غريزي أمسكت به.

وقفت بهدوء بجانب إليناليز. يبدو أن خطبة المدير ستكون طويلة في هذا العالم كما كانت في الماضي، لكن هذه الخطبة أكثر قبولًا. ربما لأن حديثه يفيض بشغف السحر!

“أوه.”

“والآن، أتمنى لكم جميعًا قضاء وقت ممتع كطلاب.” اختتمت آرييل خطابها بهذا السطر الأخير ونزلت من المسرح.

ما اتضح أمامي كان قماشًا أبيض نقيًا. عليه زخارف لكنها خفية وأنيقة. إن الاسم الصحيح لهذا العنصر تحديدًا هو ‘لباس داخلي‘، وهو ذو جودة عالية إلى حد ما. على أقل تقدير، بدا أغلى من تلك التي ترتديها إليناليز عادة.

“حقًا؟ لكن هذا ليس مكتوباً في قواعد الجامعة.” اعترضت.

ربما كان شخص ما يحاول تعليقه حتى يجف؟ نظرت للأعلى ورأيت شخصًا يطل من حافة إحدى الشرفات. ربما هو الشخص الذي أسقطه. أعتقد أن أعيننا التقت، لكن الظلام شديد لذلك لم أتمكن من تمييز وجهها. شعرت وكأنني رأيتها في مكان ما من قبل.

تبعته جماعته وأطلقوا الشتائم، لكن لم أسمعها. لوك نوتوس جريرات. اسم ميلاد والدي هو بول نوتوس جريرات. هل لوك طفل غير شرعي؟ لا، هذا لا يمكن أن يكون. لقد أنكر بول منذ زمن طويل اسم نوتوس. على لوك أن يكون ابن عم أو شيء من هذا القبيل.

“أم، لقد أسقطت-“

تلك الكلمات بمثابة الخناجر في القلب. زفر كليف البخار من أنفه وعاد إلى مقعده. يجب أن أبقي عيني على هذا.

“جيااااه! لص اللباس الداخلي!”

“على محمل الجد، كان ذلك الرداء بالي جدًا! إنه متهالك تمامًا عند الحواف!”

هاه؟

لم يكن أحد آخر بالجوار. كنت أسمع ضجيجًا بعيدًا، لكني شعرت وكأنني أتجول في مساحة فارغة خالية من الناس. امتد الطريق من مباني الجامعة الرئيسية أمام سكن النساء واستمر في التقدم. سرت دون تفكير على الطريق.

صرخة الطالبة لم تأت من فوق، بل من خلفي. استدرت مذعورًا لأجد الفتاة الصارخة تشير بإصبعها نحوي. هذا سوء فهم!

“لورد لوك، هل يمكنني القدوم في الموعد التالي؟”

ولكن الأوان قد فات. بعد لحظات من الصراخ، انفتحت نوافذ الشرفات الأخرى بصخب. ثم ظهرت شخصيات تقفز من الطابق الأول، واحدة تلو الأخرى.

لدى ذراعيه ما يكفي من القوة لتجعلني أطير وأرتطم بالسقف، لكن لحسن الحظ رفعني فقط إلى الأعلى.

قبل أن أدرك ما يحدث، أصبحتُ محاصرًا واللباس الداخلي لا يزال في يدي. لم يكن لدي أي فكرة عما يجري.

التزمت أرييل ومجموعتها الصمت بشأن وجود فيتز. كثرت الشائعات بأن قصر أسورا الملكي قد قام بتربية فيتز سرًا، كجزء من منظمة من آلات القتل القاسية. وهذا بالتأكيد لم يكن صحيحاً، إذا حكمنا من خلال محادثاتي معه.

” اه اه اه …”

“اللورد فيتز!”

“همف!”

“سأفعل.”

وقفت في المقدمة فتاة مفتولة العضلات أو ربما امرأة أو قاطع طريق أو غوريلا. كان عرض كتفيها ضعف عرض كتفي تقريبًا. هل هي وحش… أم لا، شيطانة؟

“نعم أنا أتذكرك تلميذي العزيز، من فضلك أطلق سراحي، هذا مرعب.”

 “حثالة منحرف!” بصقت على الأرض بينما أقف هناك، مرتبكًا من الإساءة اللفظية المفاجئة. تعتبر الغوريلا حكيمة الغابة، لكن من الصعب التفكير بها بهذه الطريقة.

“القواعد صارمة للغاية هنا، أليس كذلك؟” قلت.

بحق الجحيم؟ لماذا تم مناداتي بلص اللباس الداخلي؟ بالتأكيد، أنا فتى في الخامسة عشرة من عمري ولدي اهتمام كبير بالملابس الداخلية النسائية، لكنني لم أسرقها، ولم أحاول حتى شمها. لقد أمسكت به وهو يسقط ثم حاولت إعادته إلى الشخص الذي أسقطه.

“تعال، تعال، من هذا الطريق.”

قلت: “انتظروا. أرجوكم انتظروا، أنا لم أفعل أي شيء.”

لم يكن بحاجة إلى أن يخبرني مرتين. ربما لن أسلك هذا الطريق مرة أخرى، ولا حتى في منتصف النهار. ما زلت لا أستطيع تحمل النظرات العدائية من حشد كامل علي.

“أنت لم تفعل أي شيء؟” أمسكت الغوريلا بذراعي. “فلماذا لا تخبرني بما في يدك؟”

دار باقي خطابها في المقام الأول حول قواعد الجامعة، ويتلخص في حقيقة أنه حتى لو القواعد هنا تختلف عن تلك الموجودة في وطنك، فلا يزال يتعين عليك الالتزام بها. ولكن هناك شيء في كلماتها غرق في أعماق روحك وبقي هناك. اعتقدت أننا بحاجة إلى الالتزام بالقواعد وليس لأنني كنت يابانيًا في حياتي السابقة. شعرت بأنني مضطر للقيام بذلك لأنها قالت ذلك.

حسنًا، نعم، كنت أحمل لباس داخلي في يدي. إذا حكمنا من خلال النظرة على وجهها، فقد اعتبرت هذا دليلاً كافياً. شعرت بنظرات الجميع المعادية لي، وبدأت ساقاي ترتعش.

“تسك… حسنًا، أنا أفهم.” تركتني ولو بعنف بعض الشيء. وبعد إجبارهن على الامتثال، تراجعت الفتيات الأخريات أيضًا. تألم معصمي، لكن لا يبدو أن أي شفاء كان ضروريًا.

“أليس هذا الخاص بالأميرة أرييل؟ لا يهمني مدى إعجابك بها، إنه عمل وقح أن تفعل شيئًا كهذا في هذه الساعة. يجب عليك أن تخجل!”

“م- معلم!!” حطم مكتبه وكأنه مجرد عائق في طريقه. بدا مثل كاسحة الثلج حيث اصطدم بجميع المكاتب الأخرى بيننا وأرسلهم يطيرون واحدًا تلو الآخر بينما يندفع للأمام. نعم، كان يتجه نحوي!

تأثرت الفتيات الأخريات بكلمات الغوريلا اللاذعة وقلن: “هذا صحيح!” و”أنت منحرف!” و”اسقط ميتًا!” هذا كان كافياً. لقد شعرت بالفعل بالرغبة في البكاء.

“زانوبا، لا أعتقد أنني مناسب هنا. هل يمكننا على الأقل تناول الطعام في الطابق الثاني؟” توسلت.

“الآن، تعال معي. سنجعلك تندم على هذا كثيرًا حتى لا تفعل ذلك مرة أخرى!”

في ظل الظروف العادية، سيتم التعامل مع الطفل المبارك الذي لا يستطيع التحكم في قوته كطفل ملعون. ومع ذلك، كان لدى نقابة السحرة قسم يدرس اللعنات والبركات ويمثل الأطفال المباركون عينات ممتازة. وهكذا سُمح لزانوبا بالتسجيل في الجامعة كطالب مميز مقابل السماح لهم بدراسته. أتى العرض في الوقت المناسب، نظرًا لأنه اكتسب مؤخرًا اهتمامًا بالسحر.

لقد سحبتني بعيدًا من ذراعي. حاولت مقاومتها، لكن كل ما فعلته هو أنني تركت علامات انزلاق على الأرض. ظننت أنني قد مرنت جسدي قليلاً، لكن قوتها على مستوى مختلف تماماً. أعني أن ذراعيها أضخم مرتين أو ثلاث مرات من ذراعي.

نظر فيتز إلى وجهي المرتبك وهز رأسه. “إنه جديد هنا. وطالب مميز فوق ذلك، فهو يسكن بمفرده وليس لديه زميل في السكن. لا بد أنه ليس على علم بالقواعد الأكثر تعقيدًا في الجامعة. أود منكم أن تدعوا هذا يمر.”

بهذا المعدل، سأُسحب إلى الداخل لأتعرض لضرب مروع لا يوصف وكل ذلك بسبب اتهام كاذب. هل يجب أن أركض؟ رغم أنني لم أرتكب أي خطأ؟ لكن الركض سيكون بمثابة إعلان ذنبي… هل الأمر كما لو أن رجلاً يتُهم زوراً بأنه تحرش بفتاة في القطار؟ هل سيسمعونني إذا حاولت التحدث معهم؟ يبدو أنهم قد قرروا بالفعل أنني مذنب.

“ومع ذلك، ماذا كانت تقصد بالقواعد التي تمنع السير هنا؟” سألت.

لا، علي أن أصمم على موقفي. لم أفعل أي شيء خاطئ.

“اعترفت بالهزيمة، هاه؟”

استخدمت سحر الأرض لتثبيت قدمي في مكانها. نظرت الغوريلا إلى الوراء في مفاجأة، ثم سخرت. “أوه، ما هذا؟ هل تخطط للمقاومة؟ كم أنت شجاع لص اللباس الداخلي! هل تعتقد حقاً أنك تستطيع محاربة هذا العدد الكبير من الناس؟”

“أنا في السنة الثانية، لكنني بالفعل في المستوى المتقدم في جميع السحر الهجومي. أنا أيضًا في المستوى المتقدم في الشفاء وإزالة السموم والسحر السامي أيضًا. مازلت مبتدئًا في الحواجز، ولكنني سأصبح قريبًا في المستوى المتوسط. لا يوجد أي معلمين محترمين في هذه الجامعة.”

سؤال جيد. قمت بفحصهم وشعرت بالرضا عن فرصي. لقد قاتلت بشكل أسوأ بكثير في الفترة التي قضيتها كمغامر. يمكنني أن آخذ هؤلاء الفتيات. ومع ذلك، فإن الرد سيكون بمثابة تأكيد ذنبي. قد يتم اتهامي خطأً، ولكن إذا أثرت ضجة، فقد أضيف العنف ضد المرأة إلى التهم الموجهة إلي – وهذه التهمة ستكون صحيحة أيضًا. وربما يؤدي ذلك إلى طردي.

قلت: “بغض النظر عن ذلك، دعنا ننسى تناول الطعام هنا”.

“انتظروا! لا تفعلوا له أي شيء!” رن صوت صبي، عالي النبرة قليلاً.

ربت عليّ ثم أعطاني نظرة عامة حول ما يجب الحذر منه عند استخدام المكتبة.

“اللورد فيتز!”

قاطعت صفعة عالية مفاجئة محادثتنا اللطيفة. نظرت بشكل غريزي في اتجاهها. الفتاة الوحشية التي كانت تضع قدميها على مكتبها ضربت إحداهما بالأرض. أما الأخرى فلا تزال على المكتب، مما يعني أن تنورتها باتت مفتوحة تمامًا لرؤية شيء معين. “أنا لا أحب هذا، ميو.”

“ماذا! اللورد فيتز؟!”

“تنمر؟ لا، لقد اعترفت بالهزيمة فقط بعد خسارتي أمامهم. هذا كل شئ.”

“مثل هذا الصوت الجميل …”

“لقد استغرقت عامين لتصبح في المستوى المتقدم في أربعة أنواع من السحر الهجومي. أنت حقاً لا تُصدق.”

“ماذا يفعل هنا؟!”

بدت الرائحة في الداخل متعفنة ومغبرة قليلاً. كانت الرفوف محملة بدروع جلدية وأقنعة تشبه أقنعة الكندو، وفي الزاوية هناك ما يشبه السلة المحشوة بالعصي السحرية. أيضاً هناك فزاعة حديدية وبعض المسحوق الأبيض غير المعروف في جرة.

انقسم الحشد وكشفوا عن فتى صغير الحجم ذو شعر أبيض ويرتدي نظارة شمسية – فيتز. لقد فصل بيني وبين المرأة الغوريلا لشرح الوضع. “آسف. هذه هي الملابس الداخلية التي كنت أحاول نشرها لتجف، لكنها سقطت. لقد التقطهم من أجلي.” ارتجفت كتفيه وهو يحاول التقاط أنفاسه.

تقوم إليناليز بمسح المنطقة وتقييم الرجال الذين رأتهم. بدت وكأنها تكافح من أجل تحديد من تبدأ به أولاً.

“فيتز… سيدي. أدرك أنك المسؤول عن غسل الملابس الداخلية للأميرة آرييل. ولكن..” تابعت الغوريلا. “لا يزال يسير أمام المسكن. على الرغم من الساعة المتأخرة، وعلى الرغم من أنه تم الاتفاق على أنه بمجرد غروب الشمس، فإن هذا الطريق مخصص للنساء فقط.”

بجانبها، ارتعش أنف الفتاة التي تقضم العظم وتغير تعبيرها. “نتن.”

حقًا؟ لم أرى لافتة تقول ذلك.

عندما حاولت أن أسأل زانوبا، هز رأسه. “السيد الصامت معفى من الفصل الشهري.”

نظر فيتز إلى وجهي المرتبك وهز رأسه. “إنه جديد هنا. وطالب مميز فوق ذلك، فهو يسكن بمفرده وليس لديه زميل في السكن. لا بد أنه ليس على علم بالقواعد الأكثر تعقيدًا في الجامعة. أود منكم أن تدعوا هذا يمر.”

تقوم إليناليز بمسح المنطقة وتقييم الرجال الذين رأتهم. بدت وكأنها تكافح من أجل تحديد من تبدأ به أولاً.

بدا محموماً. حتى أنني سمعت الذعر في صوته. لست متأكد من السبب، لكنني أصبحت ممتن.

لم أكن متأكداً مما هو ‘مذهل‘ على أية حال، لأنني لم أكتشف أي شيء بعد. ربما اعترف بقوتي بعد معركتنا الوهمية في ذلك اليوم. حسناً، أياً كان. “هل لي أن أسأل، ماذا تفعل هنا؟” قلت.

نظرت الغوريلا تجاهي. يبدو أن تعبيرها يسأل. هل هذا صحيح؟

“إذا فعلوا لك شيئًا لا يعجبك، من فضلك أخبرني. قد لا أمتلك الكثير من القوة، لكنني سأساعدك.”

أومأت برأسي صعوداً وهبوطاً.

“أوه… تلك الفتاة. لو أنها استمعت فقط.” تنفس فيتز الصعداء وهو يشاهدها تذهب. نظر إلى الوراء في وجهي وتدلى رأسه. “آسف. لو لم أسقط تلك الملابس الداخلية، لما حدث هذا أبدًا.”

أحكمت قبضتها علي وهي تدرس وجه فيتز. “همم،  من المدهش أنك ذهبت إلى هذا الحد للدفاع عن شخص ما. ما تقوله يجب أن يكون صحيحاً. ومع ذلك، تظل الحقيقة أن هذا الصبي انتهك قواعد النوم. سنجعل منه عبرة بمعاقبته – ماذا؟!”

“يسرني أن ألتقي بكم، أنا روديوس جريرات. سأكون تحت توجيهك خلال فترة وجودي هنا في الجامعة، أتمنى أن تعتني بي.”

وبينما تتحدث، حاولت أن تسحبني، لكنها تجمدت بعد ذلك. كان فيتز قد أخرج عصاه وغرس طرفها في وجه الغوريلا.

لم يكن بحاجة إلى أن يخبرني مرتين. ربما لن أسلك هذا الطريق مرة أخرى، ولا حتى في منتصف النهار. ما زلت لا أستطيع تحمل النظرات العدائية من حشد كامل علي.

“ألم أقل أنه لم يرتكب أي خطأ؟ يكفي. والآن اتركي يده.”

“حسنًا، دعنا نأكل بشكل منفصل.” قلت أخيرًا.

“فـ-فيتز… سيدي؟”

أما بالنسبة للنقل الآني، فقد تساءلت عما إذا هناك استثناء للنظرية. بعد كل شيء، يمكنك توجيه السحر الهجومي إلى التراب. ربما نقل الأشخاص إلى مادة صلبة يتطلب ببساطة قدرًا هائلاً من القوة السحرية.

لمحة من الغضب في صوته أثارت الهمهمة من حولنا. حتى في الظلام رأيت وجه الغوريلا يبيض.

التقت أعيننا.

“أو هل ترغبون جميعًا في إرسالكم إلى المكتب الطبي؟” قد يكون صوته عالي النبرة، ولكن هناك بالتأكيد نية قتل وراء كلماته. أسمع الفتيات يبتلعن لعابهم من حولنا. كيف رجولي.

“إذا كنت سأبحث في هذا الأمر بجدية، فيجب أن أحصل على دفتر ملاحظات.” هناك حد لما يمكنني الاحتفاظ به في ذاكرتي. قررت ترك الكتب للغد وغادرت المكتبة.

“تسك… حسنًا، أنا أفهم.” تركتني ولو بعنف بعض الشيء. وبعد إجبارهن على الامتثال، تراجعت الفتيات الأخريات أيضًا. تألم معصمي، لكن لا يبدو أن أي شفاء كان ضروريًا.

حسنًا، نعم، قررت أن سراويل داخلية مثيرة كهذه لا تناسب الزي الرسمي.

“لورد فيتز، سأترك هذا الأمر. لكن أنت هناك! من الأفضل ألا تظهر وجهك حول مسكن الفتيات في هذه الساعة مرة أخرى! في المرة القادمة التي أراك فيها، لن أظهر لك أي رحمة!” بصقت الغوريلا تلك الكلمات قبل أن تتراجع إلى النافذة التي قفزت منها. كما سخرت مني الفتيات الأخريات عندما اختفين. وفي لحظة ذهبوا جميعاً.

“أيها الطلاب والطالبات، لقد مرت العديد من الأقمار منذ أن كان أولئك المعروفون بالسحرة يُعتبرون أقل شأنا من المبارزين. صحيح أن أساليب المبارزة بالسيف التي ابتكرها حكام السيوف هي الأعلى. لكن! السحر لا مثيل له! إن المبارزة في نهاية المطاف ليست أكثر من أداة للقتل. السحر مختلف. السحر له مستقبل! سوف نستعيد ما فقدناه وندمجه مع أساليب التعويذات الحالية لإنتاج كل ما هو جديد…”

“أوه… تلك الفتاة. لو أنها استمعت فقط.” تنفس فيتز الصعداء وهو يشاهدها تذهب. نظر إلى الوراء في وجهي وتدلى رأسه. “آسف. لو لم أسقط تلك الملابس الداخلية، لما حدث هذا أبدًا.”

“حـ – حقاً؟ لذا؟ أنت أحد معارف جدي…”

لماذا بحق السماء صبي مثله يغسل الملابس الداخلية في مسكن البنات، على أي حال؟ أو هكذا أردت أن أسأل… لكنه الحارس الشخصي للأميرة الذي يتمتع بثقة عالية وقدرة، لذا لا بد أنه حصل على إذن خاص. بدا وكأنه رجل أمين وغير ضار. لقد كان موثوقًا به وشابًا ونظارته جعلته يبدو أكثر ابهارًا، على الرغم من أنني سأسميه لطيف وليس وسيم.

كان لدى زانوبا نظرة متضاربة على وجهه وهو يشاهدني أتفاعل معهما. بمجرد أن ابتعدنا، تحدث بصوت خافت. “معلمي، لماذا تتصرف بخضوع شديد تجاههم؟”

هراء. ينبض قلبي بشدة على الرغم من أن الشخص الذي أمامي رجل.

“المدفع الحجري!” سأضربه قبل أن يصل إليّ.

بعبارة أخرى، ربما أقع في الحب. بعبارة فجة، أصبحت على استعداد للعق قدميه.

حصلت على مجموعة الوجبات التي أوصى بها زانوبا وسمحت له بسحبي إلى الطابق الثالث.

“أنت لم تفعل أي شيء خاطئ. لقد ساعدتني.” قلت.

“لورد فيتز، سأترك هذا الأمر. لكن أنت هناك! من الأفضل ألا تظهر وجهك حول مسكن الفتيات في هذه الساعة مرة أخرى! في المرة القادمة التي أراك فيها، لن أظهر لك أي رحمة!” بصقت الغوريلا تلك الكلمات قبل أن تتراجع إلى النافذة التي قفزت منها. كما سخرت مني الفتيات الأخريات عندما اختفين. وفي لحظة ذهبوا جميعاً.

“ساعدتك؟ هم الذين كانوا سيتعرضون للإصابة إذا قاومت بشدة.”

السبب الذي جعله محموماً جدًا ألهمني. لا بد أنه اعتقد أنهم سيصابون إذا أطلقت العنان لقوتي. لذلك تصرف لضمان سلامتهم… ولكن مع ذلك، شعرت بالتعاطف في تصرفاته. إذا كانت هذه مانغا شوجو، فهذا هو المكان الذي تبدأ فيه قصة حبنا.

السبب الذي جعله محموماً جدًا ألهمني. لا بد أنه اعتقد أنهم سيصابون إذا أطلقت العنان لقوتي. لذلك تصرف لضمان سلامتهم… ولكن مع ذلك، شعرت بالتعاطف في تصرفاته. إذا كانت هذه مانغا شوجو، فهذا هو المكان الذي تبدأ فيه قصة حبنا.

“أو هل ترغبون جميعًا في إرسالكم إلى المكتب الطبي؟” قد يكون صوته عالي النبرة، ولكن هناك بالتأكيد نية قتل وراء كلماته. أسمع الفتيات يبتلعن لعابهم من حولنا. كيف رجولي.

“ومع ذلك، ماذا كانت تقصد بالقواعد التي تمنع السير هنا؟” سألت.

“ماذا! اللورد فيتز؟!”

“أجل حسنًا، كما قالت الآنسة جولياد. عندما تغرب الشمس، لا يُسمح للطلاب الذكور بالاقتراب من سكن البنات”.

تراجع كل منا خطوة إلى الوارء واتفقنا على تناول الطعام بالخارج. كان الطقس لطيفًا واستخدمت سحر الأرض لاستحضار بعض الكراسي والطاولة وإنشاء شرفة . عبر زانوبا عن رهبته من كل تعويذة ألقيتها صارخاً: “واو!” أسعدتني رؤية مدى تأثره العميق.

على ما يبدو، تُسمى الغوريلا منذ لحظة جولياد. الاسم بالتأكيد يبعث تلميح للقوة. مثال مثالي لاسم شخص ما يطابق جسده.

“في ماذا؟” ضغط فيتز.

“حقًا؟ لكن هذا ليس مكتوباً في قواعد الجامعة.” اعترضت.

توجهت إلى نهاية ثلاثة مباني، إلى الفصل الدراسي الأعمق في الطابق الثالث. في منتصف الطريق، وجدت خطًا مرسومًا على الأرض مكتوبًا عليه، ما وراء هذه النقطة هو الفصل الدراسي للطلاب المميزين. وكأنهم يفصلون بيننا تقريبًا، على الرغم من أنه من المفترض أن يُسمح للطلاب المميزين بالتجول في أرض الجامعة بحرية. لا، ربما الأمر عكس ذلك. يميل الطلاب المميزون إلى الغرور والتسبب في المشاكل، لذلك هذا إجراء لمنع طلاب العام من الاقتراب منهم.

“لقد تم اتخاذ القرار بين الطلاب الذين يعيشون هنا في مساكن الطلبة. عندما تغرب الشمس، لا يُسمح للأولاد باستخدام هذا الطريق، ويجب عليهم أن يسلكوا طريقًا التفافيًا للوصول إلى وجهتهم.”

“ماذا يفعل هنا؟!”

قاعدة غير مكتوبة، هاه؟ لكان من الرائع أن يخبرني أحد بذلك مسبقًا. مثل زانوبا. “لم أكن أعرف.”

نفس القواعد المتبعة في المكتبات العادية، لكن تمزيق الكتاب قد يؤدي إلى غرامة مالية واحتمال الطرد، على الرغم من أن معظم الكتب الموجودة في المكتبة مجرد نسخ. لا يزال ذلك مناسبًا، على ما أعتقد، نظرًا لقيمة الكتب الثمينة في هذا العالم.

قال: “إنه ليس خطأك. فقط كن حذراً في المرة القادمة.”

قاعدة غير مكتوبة، هاه؟ لكان من الرائع أن يخبرني أحد بذلك مسبقًا. مثل زانوبا. “لم أكن أعرف.”

“سأفعل.”

“بواسطة من؟” سألت.

لم يكن بحاجة إلى أن يخبرني مرتين. ربما لن أسلك هذا الطريق مرة أخرى، ولا حتى في منتصف النهار. ما زلت لا أستطيع تحمل النظرات العدائية من حشد كامل علي.

“المدفع الحجري!” سأضربه قبل أن يصل إليّ.

قلت: “على أية حال، شكرًا لمساعدتي. لو لم تأت لإنقاذي، لا أعرف ماذا كان سيحدث.”

“آه، اللعنة، ما كان كل ذلك؟ لا أستطيع أن أصدق هذا!”

“لا تقلق بشأن هذا. لقد فعلت فقط ما سيفعله أي شخص آخر.”

ساحر عبقري، إيه؟ رائع. لكن هل سيطلق على نفسه اسم العبقري بجدية؟ ألم يشعر بالحرج من فعل ذلك على الإطلاق؟

ما سيفعله أي شخص آخر… حقًا؟

“حادثة النزوح؟ لماذا؟” سأل.

بعد فوات الأوان، كان لدي الكثير من الذكريات حول سوء فهمي أو اتهامي زورًا خلال السنوات القليلة الماضية. لقد بدأ الأمر بالوحوش ثم بول ثم أورستد. هل وجهي غير جدير بالثقة إلى هذا الحد؟

“أيضًا، بينما نحن هنا في الجامعة، أنت طالب من الطبقة العليا. في أي سنة أنت الآن؟”

ومع ذلك، لم يقرر فيتز بشكل تعسفي أنني مذنب. في الواقع، لقد دافع عني، على الرغم من أنني مخطئ جزئيًا فيما حدث. لقد بدا من النوع الهادئ، ومن الواضح أنه لم يحمل ضغينة بسبب الاختبار. حتى أنه قدم لي النصائح في المكتبة. كان لديه الكثير من النفوذ داخل الجامعة، لكنه لم يسمح لها بالوصول إلى رأسه. وبدلاً من ذلك، قام بتقييم الوضع بعناية واكتشف كيفية مساعدتي.

تيبست حركاتي قليلاً بينما أعطيه بطاقة هوية الطالب التي تلقيتها منذ بضعة أيام.

قد يبدو كصبي، لكنه رجل ذو شخصية. رجل من الدرجة الأولى بكل معنى الكلمة. لقد اتخذت قراري. وكإظهار لاحترامي له، فسأدعوه بالسيد فيتز.

“نعم، ما الأمر؟”

“إلى جانب ذلك، كان بإمكانك الخروج منها دون إيذاء أي شخص، أليس كذلك يا روديوس؟”

 ذلك وقح. إنها تشير إليّ صحيح؟ ومع ذلك، لم أدع وجهي يكشف عن مشاعري، بل التفت برشاقة إلى الفتاة الكلب وانحنيت. “عذراً. هل يمكنني أن أسأل عن اسمكِ أيضًا؟”

“مُطْلَقاً. أنا ممتن لك حقًا يا سيد فيتز.”

“ماذا؟ بالطبع ليست كذلك.” رد باقتضاب.

عندما أحنيت رأسي، خدش خده بخجل. “أهاها، إنه شعور غريب أن أسمعك تشكرني.”

“مهلاً زانوبا، ما الذي تتحدث عنه أنت وهذا الطفل الجديد مرارًا وتكرارًا؟”

“أوه؟ لماذا هذا؟”

“لا، لا بأس.” اقتربت من الفتاة القطة كما قيل لي.

عندما سألته، ابتسم ابتسامة عريضة وأظهر أسنانه. الابتسامة فاجأتني. “هذا سر.”

بدا محموماً. حتى أنني سمعت الذعر في صوته. لست متأكد من السبب، لكنني أصبحت ممتن.

وهكذا انتهى يومي الأول في الجامعة.

أطلقت العنان على الفور لعين الاستبصار.

أوه، لقد نسيت هذا الجزء تمامًا. ولكن هذا مثالي. مع العدد الهائل من الكتب هنا، فلا بد لي من العثور على شيء عن النقل الآني. ومع ذلك، من أين يجب أن أبدأ؟

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط