نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 86

فاصل: سيلفييت (الجزء الأول)

فاصل: سيلفييت (الجزء الأول)

فاصل: سيلفييت (الجزء الأول)

في الصباح، استيقظت على صوت الطيور. لا يزال الجو مظلمًا إلى حد ما في الخارج عندما ألقيت نظرة من النافذة.

“هل ستركضين مرة أخرى اليوم؟”

“مم… آآآه…”

“لا لا شيء. اه من هنا.” هربت من أوهامي الجامحة عندما سألتني الأميرة. لا أستطيع أن أصدق كم أنا حمقاء، أحلم بمستقبل لن يأتي أبدًا. ارتعدت تنهيدة على شفتي.

دفعت نفسي للوقوف في محاولة للتخلص من النعاس الملتصق بي ثم انزلقت من السرير الذي لم يكن مترفًا ولا فظًا وتمددت.

“سنذهب للتسوق اليوم.”

من تحت سريري، أخرجت دلوًا، وملأته بالسحر ثم غسلت وجهي. بدأت بالإحماء لتماريني الصباحية. مددت قدمي، ثم لففت ذراعي في دوائر لإرخاء مفاصلي وعضلات كتفي، وأخيراً أخذت نفسًا عميقًا.

“…”

يبدو أن جسدي في حالة جيدة اليوم. لا بد أن ذلك بفضل الحلم الجيد الذي حلمت به. لقد لعب رودي دور البطولة فيه حيث مارس الحب معي. لم أتذكر سبب قيامه بذلك، لكنني أتذكر كم جعلني ذلك سعيدة. شعرت بخيبة أمل عندما استيقظت لأكتشف أنه مجرد حلم.

“ماذا علي أن أفعل…؟”

استبدلت بيجاماتي بملابس يسهل التنقل فيها؛ قميص وسروال بني فاتح مصنوع من مادة ناعمة. ليس أقلها إثارة.

“هل ستركضين مرة أخرى اليوم؟”

تماماً كما كنت على وشك المغادرة، توقفت. “أوه، لا أستطيع أن أنسى هذا.”

يدور فصل المهارات العملية حول استخدام السحر الذي تعلمته، ولكنه ركز بشكل أساسي على المعارك الوهمية. أثبت أخذ هذا الفصل مع المغامرين السابقين أنه مثير للاهتمام بشكل خاص. ربما لم يحصلوا على أفضل الدرجات في الفصول الدراسية، لكنهم أظهروا قدراتهم الحقيقية في ساحة المعركة. إنهم أقوياء ومباشرين وعمليين. حتى أولئك الذين يقتربون من منتصف العمر تصرفوا بذكاء وتحركوا برشاقة أكبر من الطلاب الأصغر منهم.

ارتديت قبعة عملاقة غطت شعري وأذني بالكامل، وخرجت من الغرفة.

“أنتِ بطيئة جدًا بحوالي نصف خطوة في أخذ زمام المبادرة. لا يمكنكِ الضغط على خصمك إذا لم يصل إليه هجومك. اقتربي.” أمر.

الغرفة المجاورة لي عبارة عن جناح فاخر  يحتوي على سرير مغطى، الأميرة ذات الشعر الذهبي الجميل مدسوسة فيه. بدا وجهها ملائكيًا أثناء نومها، وليس هناك ما يشير إلى أنها ستستيقظ قريبًا. الوقت لا يزال مبكراً على ذلك.

وبغض النظر عن ذلك، فقد أحببته أيضًا. لم يكن هناك سوى شيئين أستطيع سماعهما أثناء الركض في الصباح الباكر: صوت قدمي وصوت تنفسي. هذين الأمرين طردا أفكاري وصفيا ذهني. أكون في أقصى حالاتي عندما أركض.

تسللت بهدوء لكي لا أوقظها وذهبت إلى الغرفة المجاورة لها. كان هناك شاب يجلس على كرسي ويبدو عليه النعاس بعض الشيء، يرتدي قميصًا عاديًا، لكن سرواله مصنوع من الجلد ويحمل سيفًا معلقًا على جانبه. كان شعره أبيض اللون، وأخفت نظارة شمسية كبيرة وجهه. هو صغير بما يكفي ليشبه امرأة تقريبًا، لكن شيء ما في جسده بدا ذكوري بشكل واضح.

إن أحد أهدافي في بداية كل يوم هو الاستمرار في الركض في مدينة شريا السحرية حتى لا أستطيع بعد الآن. ومن خلال القيام بذلك، لم أتمكن من التعرف على تخطيط المدينة فحسب، بل تعلمت أيضًا حدودي الجسدية. لم يعلمني أحد هذا، ولكن هذا شيء اعتقدت أن رودي قد يفعله لو كان في موقفي.

يوجد جرس على الطاولة بجانبه. إذا قرعه فإن الجرس المرتبط في الغرفة المجاورة سوف يرن أيضًا ويعطي إشارة للاثنين المنتظرين في مكان قريب – فارس الأميرة ومرافقة الأميرة – ليطيرا في هذا الاتجاه.

“على ما يرام. استمتعي.”

“صباح الخير يا فيتز.”

“تبدين أكثر طبيعية عندما لا تبتسمين أيتها الأميرة.”

“مم … صباح الخير، سيلفي.”

“نعم صباح الخير.”

عندما استقبلته، ابتسم فيتز بهدوء وأعاد الإيماءة. إن فيتز هذا أحد مرافقي الأميرة وصديقي. لقد جعلته واجباته المصاحبة مشغولاً، ولكن عندما يكون لدينا إجازة، يدرس معي الإلقاء الصامت. إنه شخص مجتهد جدًا. أفترض أنه يمكنك القول أنني معلمته، على الرغم من أنني بالطبع لن أسمي نفسي بهذه الصفة.

“سيلفي، لا أشعر برغبة في ارتداء حمالة الصدر اليوم.”

لن يتحرك فيتز من مكانه حتى تستيقظ الأميرة. إنه مخلص جدًا لعمله، بعد كل شيء.

ومع ذلك، فقد أنقذتني. لقد عاملتني على قدم المساواة وكانت بجانبي عندما شعرت بالوحدة المؤلمة. وعلى هذا النحو، أصبحت صديقة لي. الصداقة الثانية التي صنعتها على الإطلاق. يمكنك حتى أن تقول أنها أفضل صديق لي. ليست مثل رودي، لكنني سعيدة بوجود صديقة مثلها. رؤية ألوانها الحقيقية لم تجعلني أكرهها حيث أنها وحيدة الآن أيضًا، تكافح في بلد أجنبي وجاء دوري لمساعدتها.

“هل ستركضين مرة أخرى اليوم؟”

“سيلفي، لا أشعر برغبة في ارتداء حمالة الصدر اليوم.”

“نعم. من المهم المواظبة على التمارين الرياضية.”

“مم… آآآه…”

“على ما يرام. استمتعي.”

“حقاً؟ حسنًا، من فضلك.”

غادرت، وانزلقت إلى الردهة التي بدت مميتة حيث أنها مغطاة حاليًا بنوع من الهدوء الذي يميز ساعات الصباح. أحببت هذا النوع من الهدوء. هذا المكان دائمًا صاخب ومليء بالضوضاء ولكن خلال هذا الوقت بالذات يتشبع بالسكون. يحل الصمت ليلًا أيضًا، لكن ذلك بدا غريبًا، كما لو هناك شيء كامن بعيدًا عن الأنظار.

على ما يبدو، ليس لديها أي شيء مخطط له بشكل خاص لهذا اليوم. في بعض الأحيان، كنا نأخذ يومًا للاسترخاء بعد مناقشة جماعية كبيرة، على الرغم من أنها قليلة ومتباعدة وتعتمد كليًا على أهواء الأميرة . حسنًا، لم يكن وصفها بأنها نزوة صحيحًا تمامًا، فقد قررت ذلك بعد أخذ حالتنا العقلية في الاعتبار.

تحركت خلسة حتى لا أوقظ أي شخص آخر وأخذت السلم المركزي إلى الطابق الأول ثم خرجت من الأمام مباشرة. على بعد خطوات قليلة في الظلام الخافت، نظرت إلى الوراء. مبنى ضخم ذو سقف أحمر ملأ أفقي. سكن الطلاب بجامعة رانوا للسحر.

أعرف هدفي الآن، وأخيراً. ولكن بعد ذلك، فجأة أدركت شيئًا ما. عندما فعلت، ضغطت على أسناني بقوة.

***

إن أحد أهدافي في بداية كل يوم هو الاستمرار في الركض في مدينة شريا السحرية حتى لا أستطيع بعد الآن. ومن خلال القيام بذلك، لم أتمكن من التعرف على تخطيط المدينة فحسب، بل تعلمت أيضًا حدودي الجسدية. لم يعلمني أحد هذا، ولكن هذا شيء اعتقدت أن رودي قد يفعله لو كان في موقفي.

الركض هو روتيني الصباحي اليومي. هذا شيء أفعله منذ أن انفصلنا عن رودي. الجري مهم. لم أفهم ذلك مباشرة بعد رحيل رودي، لكنني أفعل الآن. أصبحت القدرة على الاستمرار في الجري عندما وصلت إلى الحد الأقصى، مقتنعًا أنك لا تستطيع الذهاب إلى أبعد من ذلك، هي الفارق بين الحياة والموت. بغض النظر عن مدى براعتك في السحر أو المبارزة بالسيف، في النهاية، الشيء الأكثر أهمية هو القدرة على التحمل.

ومع ذلك، لا بد أنني اكتسبت بعض القدرة على التحمل مؤخرًا لأن الشمس قد بدأت في الشروق قبل أن أقترب من التعب. ربما أحتاج إلى الاستيقاظ مبكرًا في صباح الغد. ومع ذلك، سأعود إلى الجامعة في الوقت الحالي.

وبغض النظر عن ذلك، فقد أحببته أيضًا. لم يكن هناك سوى شيئين أستطيع سماعهما أثناء الركض في الصباح الباكر: صوت قدمي وصوت تنفسي. هذين الأمرين طردا أفكاري وصفيا ذهني. أكون في أقصى حالاتي عندما أركض.

“أوه.” تذكرت فجأة مسار الركض الخاص بي في الصباح. “إذا كنا سنذهب إلى متجر الملابس، فقد وجدت طريقًا جيدًا لنا لنسلكه. ينبغي أن يكون طريقا مختصراً.”

“هوف… هوف …”

في وقت سابق، في المتجر ذهبت الأميرة مباشرة إلى قسم الملابس الداخلية. وبعد مناقشة مكثفة مع المضيفة، اشتروا لي ملابس داخلية. صحيح أنا.

إن أحد أهدافي في بداية كل يوم هو الاستمرار في الركض في مدينة شريا السحرية حتى لا أستطيع بعد الآن. ومن خلال القيام بذلك، لم أتمكن من التعرف على تخطيط المدينة فحسب، بل تعلمت أيضًا حدودي الجسدية. لم يعلمني أحد هذا، ولكن هذا شيء اعتقدت أن رودي قد يفعله لو كان في موقفي.

أنا راضية عن منصبي الحالي جزئيًا لأنني اعتبرت الأميرة صديقة، ولكن أيضًا لأنني لم أمانع في خدمة شخص ما. وببساطة، أحببت القيام بالأشياء للآخرين أكثر مما أحببت القيام بها لنفسي. بدت الأميرة وحارسها محبطين من هذا في بعض الأحيان وطلبا مني تكوين آرائي الخاصة وأوصياني بأن أجد الأشياء التي أحب القيام بها من أجل مصلحتي الخاصة. ولكن ليس هناك شيء أريد فعله حقًا. فُقد والداي خلال حادثة النزوح، ولكن تم العثور عليهما بالفعل. أو بالأحرى، اكتشفت أنهم ماتوا. إذا وجدت شيئًا أريد القيام به فسوف أحول انتباهي إليه. حتى ذلك الحين، فأنا راضية بمساعدة شخص مثل الأميرة التي لديها خطط وطموحات كبيرة.

مررت عبر منطقة الورش التي تعج بالتجارة والناس الذين يفرغون بضائعهم بشكل صاخب، لكن هذا الجزء منها هادئ. على الرغم من… عندما نظرت في الاتجاه الذي شعرت فيه بالناس يتحركون، بدا أن الحرفيين قد بدأوا عملهم بالفعل. وفي هذه الحالة، ربما سيذهبون إلى الفراش بعد ذلك مباشرة.

عدت إلى غرفتي بعد العشاء. عندما حان وقت النوم، نظرت إلى الملابس الداخلية المنتشرة فوق سريري.. حمالة صدر وسراويل داخلية متطابقة.

مررت بمتجر على الزاوية يحمل اسمًا غريبًا، وقررت أن أسلك زقاقًا خلفيًا ضيقًا غير مألوف. لم يكن تصميم مدينة شريا السحرية معقدًا بشكل خاص، لكنه مليء بالعديد من الأزقة الصغيرة التي لم أكن على دراية بها، لذا أنوي حفظها كلها. لا شك أن رودي سيفعل الشيء نفسه في مكاني.

“سيلفي، لا أشعر برغبة في ارتداء حمالة الصدر اليوم.”

“آه، إذن هذا هو المكان الذي يؤدي إليه؟”

“نعم صباح الخير.”

انفتح الزقاق على شارع أعرفه. قادني من مكان في منطقة الورش المليئة بورش ومساكن الحرفيين، إلى جزء من منطقة التجارة حيث اصطفت المتاجر جنبًا إلى جنب، ويفصل بينها طريق رئيسي كبير ومتعرج. لم أكن أدرك أن هناك زقاق أصغر يربطهم. من المحتمل أنه المسار الذي يستخدمه الحرفيون يوميًا. الآن بعد أن عرفت ذلك، بإمكاني أن أسلك طريقًا مختصرة قليلاً من الجامعة إلى منطقة التجارة عندما أذهب للتسوق.

“أتمنى أن يصبحوا أكبر قليلاً…”

الإنجاز جلب لي السعادة واصلت الركض.

عدت إلى غرفتي بعد العشاء. عندما حان وقت النوم، نظرت إلى الملابس الداخلية المنتشرة فوق سريري.. حمالة صدر وسراويل داخلية متطابقة.

بعد الركض في جميع أنحاء المدينة قليلاً، أضاءت السماء. إن مشاهدة شروق الشمس إحدى مكافآت الاستيقاظ مبكرًا. أعجبني مشهد الشروق حيث يبقى المنظر ثابتًا بغض النظر عن البلد الذي أنا فيه مما جلب الراحة. لم أتعب أبداً من رؤيته.

“أنا متأكدة من أنك لم تكن منتبهًا في الفصل يا لوك.”

ومع ذلك، لا بد أنني اكتسبت بعض القدرة على التحمل مؤخرًا لأن الشمس قد بدأت في الشروق قبل أن أقترب من التعب. ربما أحتاج إلى الاستيقاظ مبكرًا في صباح الغد. ومع ذلك، سأعود إلى الجامعة في الوقت الحالي.

“همم…”

عندما عدت إلى المسكن، كانت الأميرة قد استيقظت للتو. لا تزال نصف نائمة، جلست على السرير ونهضت منه ببطء.

“سيلفي… صباح الخير.” استقبلتني، ومدت ذراعيها على نطاق واسع.

غادرت، وانزلقت إلى الردهة التي بدت مميتة حيث أنها مغطاة حاليًا بنوع من الهدوء الذي يميز ساعات الصباح. أحببت هذا النوع من الهدوء. هذا المكان دائمًا صاخب ومليء بالضوضاء ولكن خلال هذا الوقت بالذات يتشبع بالسكون. يحل الصمت ليلًا أيضًا، لكن ذلك بدا غريبًا، كما لو هناك شيء كامن بعيدًا عن الأنظار.

“نعم صباح الخير.”

“صباح الخير يا فيتز.”

هذه إشارة لي ولصديقي الذي لا ينام من الغرفة المجاورة للبدء في تلبيس الأميرة. لقد كافحت مع الأمر في البداية؛ كانت ملابسها مختلفة جذريًا عما كنت أعرفه، مع وجود كتل من الأزرار والدانتيل. لكن في العام الماضي، أنشأت الجامعة زيًا موحدًا مصممًا بشكل جيد ولكنه سهل الارتداء إلى حدٍ ما، لذلك أصبح من السهل الآن وضع ملابس الأميرة . كل ما علي فعله هو فك أزرار بيجامتها وخلعها ثم ملابسها الداخلية و…

تسللت بهدوء لكي لا أوقظها وذهبت إلى الغرفة المجاورة لها. كان هناك شاب يجلس على كرسي ويبدو عليه النعاس بعض الشيء، يرتدي قميصًا عاديًا، لكن سرواله مصنوع من الجلد ويحمل سيفًا معلقًا على جانبه. كان شعره أبيض اللون، وأخفت نظارة شمسية كبيرة وجهه. هو صغير بما يكفي ليشبه امرأة تقريبًا، لكن شيء ما في جسده بدا ذكوري بشكل واضح.

“سيلفي، لا أشعر برغبة في ارتداء حمالة الصدر اليوم.”

فجأة، تذكرت ما فكرت فيه خلال الدرس بعد ظهر اليوم. الشيء الذي أردت فعله.

في بعض الأحيان تقدم طلبات أنانية، لكنني لم أشتكي. كما كانت الأمور على حالها، فأنا في الأساس خادمتها. لقد استمعت إلى ما قالته وتحركت حسب رغبتها. ليس لدي أي مانع – فقد أنقذتني في أعقاب حادثة النزوح، عندما لم أكن أعلم ما ينبغى فعله – لكنني أدركت أنها لم تفعل ذلك إلا لمصلحتها الخاصة. لقد استغلت من وماذا تستطيع. ومع ذلك، فقد نجوت إلى هذا الحد بفضلها وأردت مساعدتها قدر استطاعتي، مع الأخذ في الاعتبار مدى الألم الذي أصابها من نفيها من وطنها.

بصراحة لا أعرف ما تفكر به حقًا. لقد أعجبت بسلوكها اللطيف، لكنني بدأت أفهم ألوانها الحقيقية. لها ابتسامة سحرت كل من رآها، لكنها في الغالب غير صادقة. إنها ابتسامة الهدف منها طمأنة الطرف الآخر وتحريكه بطريقة مفيدة لها. تضع تلك الابتسامة في كثير من الأحيان. ربما كل الابتسامات التي رأيتها منها أكاذيب. لقد رأيتهم كثيرًا مما جعلني أتساءل.

لم أنم جيدًا في تلك الليلة.

ومع ذلك، فقد أنقذتني. لقد عاملتني على قدم المساواة وكانت بجانبي عندما شعرت بالوحدة المؤلمة. وعلى هذا النحو، أصبحت صديقة لي. الصداقة الثانية التي صنعتها على الإطلاق. يمكنك حتى أن تقول أنها أفضل صديق لي. ليست مثل رودي، لكنني سعيدة بوجود صديقة مثلها. رؤية ألوانها الحقيقية لم تجعلني أكرهها حيث أنها وحيدة الآن أيضًا، تكافح في بلد أجنبي وجاء دوري لمساعدتها.

يمكنني أن أقول أن أنظار الجميع ملتصقة بالأميرة. لقد أصبحت سيئة السمعة في هذه المدينة. تماماً كما خططت. بالتفكير في كيفية مساعدتي في تحقيق ذلك جعلني هذا سعيدة نوعاً ما.

“سيلفي، ما الأمر؟”

تحركت خلسة حتى لا أوقظ أي شخص آخر وأخذت السلم المركزي إلى الطابق الأول ثم خرجت من الأمام مباشرة. على بعد خطوات قليلة في الظلام الخافت، نظرت إلى الوراء. مبنى ضخم ذو سقف أحمر ملأ أفقي. سكن الطلاب بجامعة رانوا للسحر.

“تبدين أكثر طبيعية عندما لا تبتسمين أيتها الأميرة.”

عندما استقبلته، ابتسم فيتز بهدوء وأعاد الإيماءة. إن فيتز هذا أحد مرافقي الأميرة وصديقي. لقد جعلته واجباته المصاحبة مشغولاً، ولكن عندما يكون لدينا إجازة، يدرس معي الإلقاء الصامت. إنه شخص مجتهد جدًا. أفترض أنه يمكنك القول أنني معلمته، على الرغم من أنني بالطبع لن أسمي نفسي بهذه الصفة.

قالت ضاحكةً: “يا إلهي… أنتِ الشخص الوحيد الذي سيقول لي ذلك على الإطلاق”. هل هذا مزيف أيضًا؟ بالطبع، حتى لو كان مزيفًا، فهذا لا يعني بالضرورة أنها مستاءة.

***

ومن ناحية أخرى، بدت بشرة الأميرة جميلة وناعمة. لم أستطع أن أحمل لها شمعة، خصوصًا الآن حيث أنني متعرقة بالكامل ومغطاة بالتراب من ركضي.

“أجل بالتأكيد، أفهم.”

“على ما يرام. لقد انتهيت يا أميرة.”

***

“شكرًا لكِ. والآن اذهبي للاستحمام قبل أن نأكل.”

“حاول ألا تتلاعب بهن كثيرًا حتى لا تطعن في الظهر.”

عدت إلى غرفتي كما قيل لي، وأخرجت الدلو واستخدمت السحر لملئه بالماء الدافئ. لا يزال هذا البلد باردًا في هذا الوقت من العام لذا من الجميل أن أتمكن من استخدام السحر في أشياء كهذه.

يجمع الفارس المعلومات عن المدينة بطريقة مختلفة عني. لم أفكر كثيرًا في أساليبه، لكن المواعيد الثابتة مع الفتيات على الأرجح جزءًا من اهتمامه بنفسه.

“أوف…”

السحر المدمج صعب، ولكن على الرغم من حقيقة أن الكثيرين في عامنا يرسبون فيه، تحاول الأميرة جاهدة. من المحبب رؤية شغفها. أحببت الأشخاص المتفائلين والمتحمسين لدراستهم. لقد كان رودي هكذا، وأنا أحب الأشخاص الذين يذكرونني به.

حمالة صدر، هاه؟ لدى الأميرة تنوع كبير وجميعهم لطيفين حقًا. معظمها قد أحضرتها معها، ولكن تم شراء بعضها بسعر مخفض من مملكة أسورا، من خلال مكان يسمى شركة ريمات في شريا والتي لديها تشكيلة واسعة من الملابس الداخلية، من بين أشياء أخرى.

مررت بمتجر على الزاوية يحمل اسمًا غريبًا، وقررت أن أسلك زقاقًا خلفيًا ضيقًا غير مألوف. لم يكن تصميم مدينة شريا السحرية معقدًا بشكل خاص، لكنه مليء بالعديد من الأزقة الصغيرة التي لم أكن على دراية بها، لذا أنوي حفظها كلها. لا شك أن رودي سيفعل الشيء نفسه في مكاني.

وفي الوقت نفسه، فإن صدري مسطح حتى بالنسبة لشخص لديه دماء إلف. مسطح بشكل محبط. مسطح بما فيه الكفاية لدرجة أنني لست بحاجة حتى إلى حمالة صدر.

تُعتبر شريا مدينة قديمة. في الوقت الحالي، مع وجود الجامعة في مركزها، طورت المدينة مناطق تسوق يسهل العثور عليها. ولكن عندما تم بناء المدينة لأول مرة، لم تكن مقسمة بشكل أنيق. منذ فترة طويلة، كانت شوارعها معقدة ومتشابكة. بينما كانت شريا جزءًا من رانوا، فإنها تقع مباشرة على الحدود مع بشيرانت ونيريس، وقد تم تصميمها كالمتاهة لردع احتمال الغزو من البلدان الأخرى.

“أتمنى أن يصبحوا أكبر قليلاً…”

يجمع الفارس المعلومات عن المدينة بطريقة مختلفة عني. لم أفكر كثيرًا في أساليبه، لكن المواعيد الثابتة مع الفتيات على الأرجح جزءًا من اهتمامه بنفسه.

إن دم الإلف كثيف في عروقي. لقد عرّفني رودي على مفهوم الارتداد الجيني، لكن في الحقيقة، ألم يكن من الممكن أن يكون لدي سلف واحد يتمتع بموهبة جيدة؟ يعني شعري الأخضر في الأصل وجود دم شيطاني في خط عائلتي، وكذلك والدتي نصف وحش لذا فقد تم مباركتها من ناحية الصدر.

ومع ذلك، فقد أنقذتني. لقد عاملتني على قدم المساواة وكانت بجانبي عندما شعرت بالوحدة المؤلمة. وعلى هذا النحو، أصبحت صديقة لي. الصداقة الثانية التي صنعتها على الإطلاق. يمكنك حتى أن تقول أنها أفضل صديق لي. ليست مثل رودي، لكنني سعيدة بوجود صديقة مثلها. رؤية ألوانها الحقيقية لم تجعلني أكرهها حيث أنها وحيدة الآن أيضًا، تكافح في بلد أجنبي وجاء دوري لمساعدتها.

لأكون صادقةً تمامًا، أردت أن يصبحوا أكبر قليلاً. حتى قليلاً فقط. جسدي غير الأنثوي لم يزعجني في الماضي، لكنه قد يحدث فرقاً في مستقبلي. سيكون أمرًا مدمرًا أن ألتقي بشخص أحببته ويظن أنني رجل.

هذه إشارة لي ولصديقي الذي لا ينام من الغرفة المجاورة للبدء في تلبيس الأميرة. لقد كافحت مع الأمر في البداية؛ كانت ملابسها مختلفة جذريًا عما كنت أعرفه، مع وجود كتل من الأزرار والدانتيل. لكن في العام الماضي، أنشأت الجامعة زيًا موحدًا مصممًا بشكل جيد ولكنه سهل الارتداء إلى حدٍ ما، لذلك أصبح من السهل الآن وضع ملابس الأميرة . كل ما علي فعله هو فك أزرار بيجامتها وخلعها ثم ملابسها الداخلية و…

“هممم.” تنهدت ثم مسحت جسدي وارتديت ملابسي. ارتديت حمالة صدر بالطبع. لم أعتقد أنها ضرورية، لكن الأميرة أمرتني بارتداء واحدة.

“آه، إذن هذا هو المكان الذي يؤدي إليه؟”

ألقيت الماء القذر في دلو في زاوية الغرفة؛ سأستخدمه للقيام بالغسيل لاحقًا. “حسنًا، لنعطي كل ما لدينا مرة أخرى اليوم.”

لن يتحرك فيتز من مكانه حتى تستيقظ الأميرة. إنه مخلص جدًا لعمله، بعد كل شيء.

صفعت خدي كتشجيع لنفسي قبل أن أخرج من الغرفة.

هذا ليس كل شيء. كلما زادت السنوات التي تقضيها في الجامعة، زاد عدد الفصول التي لا علاقة لها بالسحر ويمكنك الالتحاق بها. حتى الحصول على تجارة سيكون أمر سهل، ولهذا السبب هناك أشخاص عملوا كمغامرين لفترة طويلة، لكنهم استخدموا الأموال التي جمعوها للتسجيل في الجامعة بمجرد تقاعدهم.

***

الغرفة المجاورة لي عبارة عن جناح فاخر  يحتوي على سرير مغطى، الأميرة ذات الشعر الذهبي الجميل مدسوسة فيه. بدا وجهها ملائكيًا أثناء نومها، وليس هناك ما يشير إلى أنها ستستيقظ قريبًا. الوقت لا يزال مبكراً على ذلك.

كانت الفصول الدراسية مملة. يدور معظمها حول أشياء علمني إياها رودي بالفعل، وقد جعلني هذا أدرك تمامًا مدى معرفته بالسحر. حتى عندما سألته عن أشياء غير موجودة في كتاب السحر، أجابني بسهولة.

“أجل بالتأكيد، أفهم.”

أتلقى الكثير من الفصول الصعبة حول السحر المدمج مؤخرًا، لكن معظمها يتلخص في أنه ‘إذا قمت بدمج هذا السحر وهذا السحر، فستحدث هذه الظاهرة، لكننا لسنا متأكدين تمامًا من السبب.’ على ما يبدو، لم يتمكن أحد حتى الآن من فك الشفرة الكامنة وراء كيفية عمل السحر المدمج. لكن رودي علم بالأمر. ربما لم يكن لديه سوى نظرياته الخاصة، لكنه شرحها بطريقة أستطيع فهمها ومعظمها أكثر منطقية بالنسبة لي من نظريات المعلم.

بمجرد انتهاء الدرس، عدت لرعاية الأميرة . تعمل هي والآخرون باستمرار لتحقيق طموحاتها، وعلى الرغم من أنني لم أفهم تمامًا ما يحدث فقد ساعدت حيثما أمكنني.

“مرحبًا سيلفي، ما هو مبدأ العمل وراء هذا السحر؟”

“هيا، من فضلك أسرعي.”

“أوه، هذا… إذا أخذت جمرة من نار المخيم ووضعته في وعاء، فإن الماء يسخن أيضًا، أليس كذلك؟ إنه نفس المفهوم.”

على ما يبدو، ليس لديها أي شيء مخطط له بشكل خاص لهذا اليوم. في بعض الأحيان، كنا نأخذ يومًا للاسترخاء بعد مناقشة جماعية كبيرة، على الرغم من أنها قليلة ومتباعدة وتعتمد كليًا على أهواء الأميرة . حسنًا، لم يكن وصفها بأنها نزوة صحيحًا تمامًا، فقد قررت ذلك بعد أخذ حالتنا العقلية في الاعتبار.

وبينما أستمع إلى المحاضرات المملة وأتذكر تعاليم رودي، تطرح الأميرة علي أحيانًا أسئلة وأجيب عليها. كانت متحمسة لدراستها، حتى لو لم تكن هذه الأشياء ذات فائدة كبيرة لها عندما تعود إلى المنزل. لم تكن تحاول فقط الحصول على درجات جيدة، بل تحاول فهم السحر.

“أوف…”

السحر المدمج صعب، ولكن على الرغم من حقيقة أن الكثيرين في عامنا يرسبون فيه، تحاول الأميرة جاهدة. من المحبب رؤية شغفها. أحببت الأشخاص المتفائلين والمتحمسين لدراستهم. لقد كان رودي هكذا، وأنا أحب الأشخاص الذين يذكرونني به.

“سيلفي… صباح الخير.” استقبلتني، ومدت ذراعيها على نطاق واسع.

أنا راضية عن منصبي الحالي جزئيًا لأنني اعتبرت الأميرة صديقة، ولكن أيضًا لأنني لم أمانع في خدمة شخص ما. وببساطة، أحببت القيام بالأشياء للآخرين أكثر مما أحببت القيام بها لنفسي. بدت الأميرة وحارسها محبطين من هذا في بعض الأحيان وطلبا مني تكوين آرائي الخاصة وأوصياني بأن أجد الأشياء التي أحب القيام بها من أجل مصلحتي الخاصة. ولكن ليس هناك شيء أريد فعله حقًا. فُقد والداي خلال حادثة النزوح، ولكن تم العثور عليهما بالفعل. أو بالأحرى، اكتشفت أنهم ماتوا. إذا وجدت شيئًا أريد القيام به فسوف أحول انتباهي إليه. حتى ذلك الحين، فأنا راضية بمساعدة شخص مثل الأميرة التي لديها خطط وطموحات كبيرة.

لست من أتباع عقيدة ميليس، لكن إذا  تزوجت، سأريد أن يركز شريكي عليّ أنا فقط. ربما لن يعجب رودي بذلك، لذا يجب أن أكون متفتحة الذهن إذا تزوجنا. لا أرغب أبدًا في أن يشعر أنني متعجرفة. حتى أنه قد ينفصل عني، على الرغم من أنني لا أعتقد أنه سيفعل ذلك حقًا. إذا أحضر فتاة أخرى إلى المنزل، فإن أفضل إجراء بالنسبة لي، كزوجته، هو الاعتراف بها والانسجام معها. إذا كان هناك أكثر من ثلاثة منا، فسأقوم بدور الوسيط لمنعهم جميعًا من القتال – انتظر، لا، لا، لا. زوجة؟ لماذا أفترض أنني ورودي سوف نتزوج في المقام الأول؟

في الوقت الراهن؟ قد تقول أن هناك شيئًا ما أريد فعله… لا، هذه ليست الكلمات الصحيحة. كيف يجب أن أصف ذلك؟ إنه… شعور معقد.

كانت الفصول الدراسية مملة. يدور معظمها حول أشياء علمني إياها رودي بالفعل، وقد جعلني هذا أدرك تمامًا مدى معرفته بالسحر. حتى عندما سألته عن أشياء غير موجودة في كتاب السحر، أجابني بسهولة.

“سيلفي، سيلفي!”

“الفصل التالي هو المهارات العملية. لماذا لستِ مركزة؟”

“ما الأمر يا أميرة؟”

لقد أجبروني على تجربة العناصر الموجودة في المتجر. قد يبدو الأمر متعجرفًا أن أقول ذلك، لكنني أعتقد أن الملابس الداخلية، بقماشها الأخضر الفاتح وأزهار الدانتيل، تناسبني جيدًا. لا يزال جسدي نحيفًا جدًا لدرجة أنه يمكن الخلط بيني وبين صبي، لذلك لا يمكنك القول تمامًا أنني سأبدو مثيرةً فيهما، ولكن… ربما إذا رآني رودي فإنه على الأقل سيعتقد أنني أبدو لطيفة.

“الفصل التالي هو المهارات العملية. لماذا لستِ مركزة؟”

“هل ستركضين مرة أخرى اليوم؟”

“أجل بالتأكيد، أفهم.”

“هوف… هوف …”

يتنوع الطلاب في هذه الجامعة. جاء الكثير من مملكة رانوا، ودوقية بشيرانت، ودوقية نيريس، ولكن هناك أيضًا البشر مثل الأميرة ، الذين جاءوا للدراسة من بلدان بعيدة في القارة الوسطى. هناك وحوش وإلف من الغابة العظيمة البعيدة، وشياطين من قارة الشيطان. وبصرف النظر عن البشر، كان العديد من الطلاب ذوو دماء مختلطة، لذلك اندمجت معهم.

مررت بمتجر على الزاوية يحمل اسمًا غريبًا، وقررت أن أسلك زقاقًا خلفيًا ضيقًا غير مألوف. لم يكن تصميم مدينة شريا السحرية معقدًا بشكل خاص، لكنه مليء بالعديد من الأزقة الصغيرة التي لم أكن على دراية بها، لذا أنوي حفظها كلها. لا شك أن رودي سيفعل الشيء نفسه في مكاني.

المسكن مفروش بالكامل، وطالما أنت قادر على دفع رسوم التسجيل، فلن تقلق بشأن احتياجاتك اليومية. علاوة على ذلك، يمكنك الانضمام إلى نقابة السحرة بمجرد تخرجك. كان من السهل أن تصبح أستاذًا للسحر في جامعة في بلد آخر إذا أصبحت عضوًا في نقابة السحرة وتحمل شهادة تخرج من جامعة السحر.

عندما استقبلته، ابتسم فيتز بهدوء وأعاد الإيماءة. إن فيتز هذا أحد مرافقي الأميرة وصديقي. لقد جعلته واجباته المصاحبة مشغولاً، ولكن عندما يكون لدينا إجازة، يدرس معي الإلقاء الصامت. إنه شخص مجتهد جدًا. أفترض أنه يمكنك القول أنني معلمته، على الرغم من أنني بالطبع لن أسمي نفسي بهذه الصفة.

هذا ليس كل شيء. كلما زادت السنوات التي تقضيها في الجامعة، زاد عدد الفصول التي لا علاقة لها بالسحر ويمكنك الالتحاق بها. حتى الحصول على تجارة سيكون أمر سهل، ولهذا السبب هناك أشخاص عملوا كمغامرين لفترة طويلة، لكنهم استخدموا الأموال التي جمعوها للتسجيل في الجامعة بمجرد تقاعدهم.

“سيلفي، لا أشعر برغبة في ارتداء حمالة الصدر اليوم.”

يدور فصل المهارات العملية حول استخدام السحر الذي تعلمته، ولكنه ركز بشكل أساسي على المعارك الوهمية. أثبت أخذ هذا الفصل مع المغامرين السابقين أنه مثير للاهتمام بشكل خاص. ربما لم يحصلوا على أفضل الدرجات في الفصول الدراسية، لكنهم أظهروا قدراتهم الحقيقية في ساحة المعركة. إنهم أقوياء ومباشرين وعمليين. حتى أولئك الذين يقتربون من منتصف العمر تصرفوا بذكاء وتحركوا برشاقة أكبر من الطلاب الأصغر منهم.

“مم … صباح الخير، سيلفي.”

كان لدى بعض هؤلاء الطلاب الأصغر سنًا حركاتهم وتقنياتهم الأصلية، لكن تلك الأصالة كانت الشيء الوحيد المثير للاهتمام في قدراتهم، ولم تجعلهم بالضرورة منيعين بينما المغامرون السابقون مختلفين. كل إجراء قاموا به، حتى تلك التي قد تبدو عديمة الجدوى أو غير مهمة للوهلة الأولى، قادتهم إلى النصر.

“همم…”

“أنت قوي كما كنت دائمًا يا سيد فريك. إذا لم يكن هناك الكثير من المتاعب، هل تمانع في إعطائي بعض النصائح؟”

رجل من عائلة نوتوس، هاه؟ بالتفكير في الأمر، دماء نوتوس تجري أيضًا في عروق رودي، أليس كذلك؟ ربما هو زير نساء أيضًا. تذكرت كيف تغير موقفه تجاهي عندما اكتشف أنني فتاة. من المحتمل أنه سيواصل مطاردة التنورة حتى بعد أن يتزوج من شخص ما. والده فعلها بالتأكيد. ليس لدى السيد بول سوى امرأتان، لكن ذلك لأن زوجته، الآنسة زينيث، من أتباع عقيدة ميليس التي تصر على الزواج الأحادي.

“أنتِ بطيئة جدًا بحوالي نصف خطوة في أخذ زمام المبادرة. لا يمكنكِ الضغط على خصمك إذا لم يصل إليه هجومك. اقتربي.” أمر.

ابتسامة الأميرة مشرقة. لاحظت ذلك عندما أرشدتها إلى الطريق الذي اكتشفته للتو في الصباح.

“افهم. إذا اعتقد خصمك أنك ستضربه بالفعل، فسيؤثر ذلك على قدرته على المراوغة، حتى ولو بشكل طفيف. أليس كذلك؟”

“هل ستخرجين بملابس كهذه؟”

لقد تعلمت الكثير من هذا الفصل أيضًا.

يجمع الفارس المعلومات عن المدينة بطريقة مختلفة عني. لم أفكر كثيرًا في أساليبه، لكن المواعيد الثابتة مع الفتيات على الأرجح جزءًا من اهتمامه بنفسه.

يعتبر فريك الأكبر في صفنا. هو في السادسة والأربعين تقريبًا، على ما أعتقد؛ ليس رائع مع الفصول الدراسية القائمة على المحاضرات، ولكنه في المستوى الأعلى عندما يتعلق الأمر بالقتال الوهمي. لقد استخدم عصا طويلة معززة بالفولاذ، وخلال المعارك الوهمية، ردد التعويذات بينما يتحرك بسرعة للأمام، ويوقف التعويذات أحيانًا لضرب خصمه بعصاه أو ركله. استاء منه الطلاب الآخرون لاستخدامه هجمات جسدية على الرغم من أنه من المفترض أن نمارس السحر وتجنبوه في  المعركة الوهمية.

“أوه.” تذكرت فجأة مسار الركض الخاص بي في الصباح. “إذا كنا سنذهب إلى متجر الملابس، فقد وجدت طريقًا جيدًا لنا لنسلكه. ينبغي أن يكون طريقا مختصراً.”

شخصياً، لم أرى مشكلة. فريك هو الوحيد الذي أخذ المعارك الوهمية على محمل الجد. دارت المعارك داخل دائرة سحرية، والتي كانت كبيرة، لكنها لا تزال تمثل قيودًا. في ظل هذه الظروف، فمن المنطقي أكثر أن تقترب من خصمك وتضربه بشكل فعال بدلاً من التوقف عن الحركة وتبادل الهجمات السحرية.

عندما عدت إلى المسكن، كانت الأميرة قد استيقظت للتو. لا تزال نصف نائمة، جلست على السرير ونهضت منه ببطء.

عندما كنا أصغر سناً، تدرب رودي كما لو كانت كل معركة حقيقية. أنا مقتنعة بأن هذا هو النهج الصحيح. أردت أن أتبع مثال فريك، ولذلك بحثت عنه بنشاط كخصم أثناء المعارك الوهمية.

من تحت سريري، أخرجت دلوًا، وملأته بالسحر ثم غسلت وجهي. بدأت بالإحماء لتماريني الصباحية. مددت قدمي، ثم لففت ذراعي في دوائر لإرخاء مفاصلي وعضلات كتفي، وأخيراً أخذت نفسًا عميقًا.

بالمناسبة، هدف السيد فريك هو أن يصبح أستاذًا في الجامعة. يُعجبني الأشخاص الذين يعرفون ما يريدون في الحياة.

لقد أجبروني على تجربة العناصر الموجودة في المتجر. قد يبدو الأمر متعجرفًا أن أقول ذلك، لكنني أعتقد أن الملابس الداخلية، بقماشها الأخضر الفاتح وأزهار الدانتيل، تناسبني جيدًا. لا يزال جسدي نحيفًا جدًا لدرجة أنه يمكن الخلط بيني وبين صبي، لذلك لا يمكنك القول تمامًا أنني سأبدو مثيرةً فيهما، ولكن… ربما إذا رآني رودي فإنه على الأقل سيعتقد أنني أبدو لطيفة.

***

مررت عبر منطقة الورش التي تعج بالتجارة والناس الذين يفرغون بضائعهم بشكل صاخب، لكن هذا الجزء منها هادئ. على الرغم من… عندما نظرت في الاتجاه الذي شعرت فيه بالناس يتحركون، بدا أن الحرفيين قد بدأوا عملهم بالفعل. وفي هذه الحالة، ربما سيذهبون إلى الفراش بعد ذلك مباشرة.

بمجرد انتهاء الدرس، عدت لرعاية الأميرة . تعمل هي والآخرون باستمرار لتحقيق طموحاتها، وعلى الرغم من أنني لم أفهم تمامًا ما يحدث فقد ساعدت حيثما أمكنني.

“أوه، هذا… إذا أخذت جمرة من نار المخيم ووضعته في وعاء، فإن الماء يسخن أيضًا، أليس كذلك؟ إنه نفس المفهوم.”

“سنذهب للتسوق اليوم.”

تحركت خلسة حتى لا أوقظ أي شخص آخر وأخذت السلم المركزي إلى الطابق الأول ثم خرجت من الأمام مباشرة. على بعد خطوات قليلة في الظلام الخافت، نظرت إلى الوراء. مبنى ضخم ذو سقف أحمر ملأ أفقي. سكن الطلاب بجامعة رانوا للسحر.

“مفهوم.”

“إيهيهي.” خدشت خدي عندما أثنت عليّ الأميرة، ودخلنا إلى متجر الملابس.

على ما يبدو، ليس لديها أي شيء مخطط له بشكل خاص لهذا اليوم. في بعض الأحيان، كنا نأخذ يومًا للاسترخاء بعد مناقشة جماعية كبيرة، على الرغم من أنها قليلة ومتباعدة وتعتمد كليًا على أهواء الأميرة . حسنًا، لم يكن وصفها بأنها نزوة صحيحًا تمامًا، فقد قررت ذلك بعد أخذ حالتنا العقلية في الاعتبار.

“هوف… هوف …”

كان للسفر إلى مثل هذه الدولة الأجنبية البعيدة أثره على أتباع الأميرة . عانت مرافقة الأميرة ما يشبه الانهيار العصبي، وكنت حزينة جدًا عندما اكتشفت أن والدي قد ماتا. لذا المقصود من هذه الاستراحات أن تكون بمثابة تغيير لضمان عدم غمرنا بالحزن لدرجة تحويلنا لعديمي فائدة.

“أجل بالتأكيد، أفهم.”

“هل ستخرجين بملابس كهذه؟”

إن أحد أهدافي في بداية كل يوم هو الاستمرار في الركض في مدينة شريا السحرية حتى لا أستطيع بعد الآن. ومن خلال القيام بذلك، لم أتمكن من التعرف على تخطيط المدينة فحسب، بل تعلمت أيضًا حدودي الجسدية. لم يعلمني أحد هذا، ولكن هذا شيء اعتقدت أن رودي قد يفعله لو كان في موقفي.

“ليس هناك أي فائدة من ارتداء الملابس الفاخرة عندما يكون هذا هو بالضبط ما سنشتريه.”

تُعتبر شريا مدينة قديمة. في الوقت الحالي، مع وجود الجامعة في مركزها، طورت المدينة مناطق تسوق يسهل العثور عليها. ولكن عندما تم بناء المدينة لأول مرة، لم تكن مقسمة بشكل أنيق. منذ فترة طويلة، كانت شوارعها معقدة ومتشابكة. بينما كانت شريا جزءًا من رانوا، فإنها تقع مباشرة على الحدود مع بشيرانت ونيريس، وقد تم تصميمها كالمتاهة لردع احتمال الغزو من البلدان الأخرى.

عادةً ما ترتدي الأميرة وخادمتها ملابسهما كاملة، لكن لسبب ما يكونا غير مبالين بهذا عندما يذهبان للتسوق. في هذه الأثناء، مجرد دخولي إلى متجر الأميرة المفضل يجعلني أشعر بالخجل الشديد بشأن الطريقة التي ننظر بها حولنا.

“سنذهب للتسوق اليوم.”

“هيا، من فضلك أسرعي.”

غادرت، وانزلقت إلى الردهة التي بدت مميتة حيث أنها مغطاة حاليًا بنوع من الهدوء الذي يميز ساعات الصباح. أحببت هذا النوع من الهدوء. هذا المكان دائمًا صاخب ومليء بالضوضاء ولكن خلال هذا الوقت بالذات يتشبع بالسكون. يحل الصمت ليلًا أيضًا، لكن ذلك بدا غريبًا، كما لو هناك شيء كامن بعيدًا عن الأنظار.

رافقها حفنة منا. غادرنا الجامعة وسرنا على الطريق الرئيسي. دائماً ما نجذب الانتباه عندما تتحرك الأميرة وفارسها ومرافقتها كمجموعة. الأميرة جميلة، الفارس وسيم والخادمة ملفتة للنظر.

يمكنني أن أقول أن أنظار الجميع ملتصقة بالأميرة. لقد أصبحت سيئة السمعة في هذه المدينة. تماماً كما خططت. بالتفكير في كيفية مساعدتي في تحقيق ذلك جعلني هذا سعيدة نوعاً ما.

يمكنني أن أقول أن أنظار الجميع ملتصقة بالأميرة. لقد أصبحت سيئة السمعة في هذه المدينة. تماماً كما خططت. بالتفكير في كيفية مساعدتي في تحقيق ذلك جعلني هذا سعيدة نوعاً ما.

في وقت سابق، في المتجر ذهبت الأميرة مباشرة إلى قسم الملابس الداخلية. وبعد مناقشة مكثفة مع المضيفة، اشتروا لي ملابس داخلية. صحيح أنا.

“أوه.” تذكرت فجأة مسار الركض الخاص بي في الصباح. “إذا كنا سنذهب إلى متجر الملابس، فقد وجدت طريقًا جيدًا لنا لنسلكه. ينبغي أن يكون طريقا مختصراً.”

“…”

“حقاً؟ حسنًا، من فضلك.”

عدت إلى غرفتي كما قيل لي، وأخرجت الدلو واستخدمت السحر لملئه بالماء الدافئ. لا يزال هذا البلد باردًا في هذا الوقت من العام لذا من الجميل أن أتمكن من استخدام السحر في أشياء كهذه.

ابتسامة الأميرة مشرقة. لاحظت ذلك عندما أرشدتها إلى الطريق الذي اكتشفته للتو في الصباح.

“مم… آآآه…”

“آه، هناك بالفعل طريق هنا… ليس مريحًا للغاية بالنظر إلى مدى تعقيده وضيقه ولكنه يتمتع بجاذبية خاصة به.”

يمكنني أن أقول أن أنظار الجميع ملتصقة بالأميرة. لقد أصبحت سيئة السمعة في هذه المدينة. تماماً كما خططت. بالتفكير في كيفية مساعدتي في تحقيق ذلك جعلني هذا سعيدة نوعاً ما.

“بالنظر إلى عمر المباني، يجب أن تكون من بقايا المدينة عندما تم بناؤها لأول مرة.” لاحظ الفارس بينما ينظر حوله.

“ليس هناك أي فائدة من ارتداء الملابس الفاخرة عندما يكون هذا هو بالضبط ما سنشتريه.”

تُعتبر شريا مدينة قديمة. في الوقت الحالي، مع وجود الجامعة في مركزها، طورت المدينة مناطق تسوق يسهل العثور عليها. ولكن عندما تم بناء المدينة لأول مرة، لم تكن مقسمة بشكل أنيق. منذ فترة طويلة، كانت شوارعها معقدة ومتشابكة. بينما كانت شريا جزءًا من رانوا، فإنها تقع مباشرة على الحدود مع بشيرانت ونيريس، وقد تم تصميمها كالمتاهة لردع احتمال الغزو من البلدان الأخرى.

انفتح الزقاق على شارع أعرفه. قادني من مكان في منطقة الورش المليئة بورش ومساكن الحرفيين، إلى جزء من منطقة التجارة حيث اصطفت المتاجر جنبًا إلى جنب، ويفصل بينها طريق رئيسي كبير ومتعرج. لم أكن أدرك أن هناك زقاق أصغر يربطهم. من المحتمل أنه المسار الذي يستخدمه الحرفيون يوميًا. الآن بعد أن عرفت ذلك، بإمكاني أن أسلك طريقًا مختصرة قليلاً من الجامعة إلى منطقة التجارة عندما أذهب للتسوق.

“أنا متأكدة من أنك لم تكن منتبهًا في الفصل يا لوك.”

في الوقت الراهن؟ قد تقول أن هناك شيئًا ما أريد فعله… لا، هذه ليست الكلمات الصحيحة. كيف يجب أن أصف ذلك؟ إنه… شعور معقد.

“لا، هذا مجرد شيء التقطته من فتاة ذهبت معها في موعد منذ بضعة أيام. بعضهن لديهن معلومات جيدة.”

بمجرد انتهاء الدرس، عدت لرعاية الأميرة . تعمل هي والآخرون باستمرار لتحقيق طموحاتها، وعلى الرغم من أنني لم أفهم تمامًا ما يحدث فقد ساعدت حيثما أمكنني.

يجمع الفارس المعلومات عن المدينة بطريقة مختلفة عني. لم أفكر كثيرًا في أساليبه، لكن المواعيد الثابتة مع الفتيات على الأرجح جزءًا من اهتمامه بنفسه.

ومع ذلك، فقد أنقذتني. لقد عاملتني على قدم المساواة وكانت بجانبي عندما شعرت بالوحدة المؤلمة. وعلى هذا النحو، أصبحت صديقة لي. الصداقة الثانية التي صنعتها على الإطلاق. يمكنك حتى أن تقول أنها أفضل صديق لي. ليست مثل رودي، لكنني سعيدة بوجود صديقة مثلها. رؤية ألوانها الحقيقية لم تجعلني أكرهها حيث أنها وحيدة الآن أيضًا، تكافح في بلد أجنبي وجاء دوري لمساعدتها.

“حاول ألا تتلاعب بهن كثيرًا حتى لا تطعن في الظهر.”

تُعتبر شريا مدينة قديمة. في الوقت الحالي، مع وجود الجامعة في مركزها، طورت المدينة مناطق تسوق يسهل العثور عليها. ولكن عندما تم بناء المدينة لأول مرة، لم تكن مقسمة بشكل أنيق. منذ فترة طويلة، كانت شوارعها معقدة ومتشابكة. بينما كانت شريا جزءًا من رانوا، فإنها تقع مباشرة على الحدود مع بشيرانت ونيريس، وقد تم تصميمها كالمتاهة لردع احتمال الغزو من البلدان الأخرى.

“أنا رجل من عائلة نوتوس. أتأكد من وضع مسافة بيني وبين أي مثيرات للشغب.”

“آه، هذا هو المكان الذي يؤدي إليه.إنه بالتأكيد طريق مختصر.” قال الفارس في دهشة ونحن نغادر الزقاق. وجهتنا متجر الملابس أمام أعيننا.

رجل من عائلة نوتوس، هاه؟ بالتفكير في الأمر، دماء نوتوس تجري أيضًا في عروق رودي، أليس كذلك؟ ربما هو زير نساء أيضًا. تذكرت كيف تغير موقفه تجاهي عندما اكتشف أنني فتاة. من المحتمل أنه سيواصل مطاردة التنورة حتى بعد أن يتزوج من شخص ما. والده فعلها بالتأكيد. ليس لدى السيد بول سوى امرأتان، لكن ذلك لأن زوجته، الآنسة زينيث، من أتباع عقيدة ميليس التي تصر على الزواج الأحادي.

أغمضت عيني بعد أن تلفظت بهذه الكلمات.

أتساءل كم كان من الممكن أن يكون عدد شركاء السيد بول لو لم تكن المدام زينيث متدينة. ثلاثة؟ لا، ربما أشبه بخمسة. لدى الفارس نفس سلالة نوتوس، ويكره أن يتم تقييده أيضًا، لذلك ربما هي سمة عائلية.

“حاول ألا تتلاعب بهن كثيرًا حتى لا تطعن في الظهر.”

لست من أتباع عقيدة ميليس، لكن إذا  تزوجت، سأريد أن يركز شريكي عليّ أنا فقط. ربما لن يعجب رودي بذلك، لذا يجب أن أكون متفتحة الذهن إذا تزوجنا. لا أرغب أبدًا في أن يشعر أنني متعجرفة. حتى أنه قد ينفصل عني، على الرغم من أنني لا أعتقد أنه سيفعل ذلك حقًا. إذا أحضر فتاة أخرى إلى المنزل، فإن أفضل إجراء بالنسبة لي، كزوجته، هو الاعتراف بها والانسجام معها. إذا كان هناك أكثر من ثلاثة منا، فسأقوم بدور الوسيط لمنعهم جميعًا من القتال – انتظر، لا، لا، لا. زوجة؟ لماذا أفترض أنني ورودي سوف نتزوج في المقام الأول؟

“سيلفي، ما الأمر؟”

“سيلفي، سيلفي!”

“لا لا شيء. اه من هنا.” هربت من أوهامي الجامحة عندما سألتني الأميرة. لا أستطيع أن أصدق كم أنا حمقاء، أحلم بمستقبل لن يأتي أبدًا. ارتعدت تنهيدة على شفتي.

“رودي، هاه؟”

“آه، هذا هو المكان الذي يؤدي إليه.إنه بالتأكيد طريق مختصر.” قال الفارس في دهشة ونحن نغادر الزقاق. وجهتنا متجر الملابس أمام أعيننا.

لن يتحرك فيتز من مكانه حتى تستيقظ الأميرة. إنه مخلص جدًا لعمله، بعد كل شيء.

“بالفعل. هذا إنجاز تمامًا يا سيلفي.”

أغمضت عيني بعد أن تلفظت بهذه الكلمات.

“إيهيهي.” خدشت خدي عندما أثنت عليّ الأميرة، ودخلنا إلى متجر الملابس.

أنا راضية عن منصبي الحالي جزئيًا لأنني اعتبرت الأميرة صديقة، ولكن أيضًا لأنني لم أمانع في خدمة شخص ما. وببساطة، أحببت القيام بالأشياء للآخرين أكثر مما أحببت القيام بها لنفسي. بدت الأميرة وحارسها محبطين من هذا في بعض الأحيان وطلبا مني تكوين آرائي الخاصة وأوصياني بأن أجد الأشياء التي أحب القيام بها من أجل مصلحتي الخاصة. ولكن ليس هناك شيء أريد فعله حقًا. فُقد والداي خلال حادثة النزوح، ولكن تم العثور عليهما بالفعل. أو بالأحرى، اكتشفت أنهم ماتوا. إذا وجدت شيئًا أريد القيام به فسوف أحول انتباهي إليه. حتى ذلك الحين، فأنا راضية بمساعدة شخص مثل الأميرة التي لديها خطط وطموحات كبيرة.

***

“أتمنى أن يصبحوا أكبر قليلاً…”

عدت إلى غرفتي بعد العشاء. عندما حان وقت النوم، نظرت إلى الملابس الداخلية المنتشرة فوق سريري.. حمالة صدر وسراويل داخلية متطابقة.

“لا، هذا مجرد شيء التقطته من فتاة ذهبت معها في موعد منذ بضعة أيام. بعضهن لديهن معلومات جيدة.”

“همم…”

قالت ضاحكةً: “يا إلهي… أنتِ الشخص الوحيد الذي سيقول لي ذلك على الإطلاق”. هل هذا مزيف أيضًا؟ بالطبع، حتى لو كان مزيفًا، فهذا لا يعني بالضرورة أنها مستاءة.

في وقت سابق، في المتجر ذهبت الأميرة مباشرة إلى قسم الملابس الداخلية. وبعد مناقشة مكثفة مع المضيفة، اشتروا لي ملابس داخلية. صحيح أنا.

لن يتحرك فيتز من مكانه حتى تستيقظ الأميرة. إنه مخلص جدًا لعمله، بعد كل شيء.

قالت لي: “أنتِ بحاجة إلى بعض الملابس الداخلية المثيرة يا سيلفي، حتى تشعري بالثقة وتتولى المسؤولية عندما يحين الوقت المناسب”. ربما سمعتني أتمتم لنفسي في الصباح. ومع ذلك، ماذا تقصد بقولها ‘عندما يأتي الوقت المناسب’؟

***

لقد أجبروني على تجربة العناصر الموجودة في المتجر. قد يبدو الأمر متعجرفًا أن أقول ذلك، لكنني أعتقد أن الملابس الداخلية، بقماشها الأخضر الفاتح وأزهار الدانتيل، تناسبني جيدًا. لا يزال جسدي نحيفًا جدًا لدرجة أنه يمكن الخلط بيني وبين صبي، لذلك لا يمكنك القول تمامًا أنني سأبدو مثيرةً فيهما، ولكن… ربما إذا رآني رودي فإنه على الأقل سيعتقد أنني أبدو لطيفة.

***

“رودي، هاه؟”

“همم…”

فجأة، تذكرت ما فكرت فيه خلال الدرس بعد ظهر اليوم. الشيء الذي أردت فعله.

“سيلفي، ما الأمر؟”

ربما ما أريده هو أن أنسجم مع رودي. بفضله حياتي على ما هي عليه الآن. أرغب في مصادقته ورد الجميل – لا، ذلك ليس صحيحًا تمامًا. الأمر لا يتعلق بذلك فقط. من المؤكد أن هذه المشاعر لم تأت فقط من الامتنان. على الأغلب أنا…نعم، أعتقد أنني أفعل حقًا…

الركض هو روتيني الصباحي اليومي. هذا شيء أفعله منذ أن انفصلنا عن رودي. الجري مهم. لم أفهم ذلك مباشرة بعد رحيل رودي، لكنني أفعل الآن. أصبحت القدرة على الاستمرار في الجري عندما وصلت إلى الحد الأقصى، مقتنعًا أنك لا تستطيع الذهاب إلى أبعد من ذلك، هي الفارق بين الحياة والموت. بغض النظر عن مدى براعتك في السحر أو المبارزة بالسيف، في النهاية، الشيء الأكثر أهمية هو القدرة على التحمل.

“…”

عندما استقبلته، ابتسم فيتز بهدوء وأعاد الإيماءة. إن فيتز هذا أحد مرافقي الأميرة وصديقي. لقد جعلته واجباته المصاحبة مشغولاً، ولكن عندما يكون لدينا إجازة، يدرس معي الإلقاء الصامت. إنه شخص مجتهد جدًا. أفترض أنه يمكنك القول أنني معلمته، على الرغم من أنني بالطبع لن أسمي نفسي بهذه الصفة.

احمر وجهي عندما وصلت إلى نتيجة. غطست في السرير كما لو أحاول التخلص منها واحتضنت البطانية بالقرب مني. انكمشت في كرة ضيقة، وقاومت الرغبة في التدحرج.

عدت إلى غرفتي كما قيل لي، وأخرجت الدلو واستخدمت السحر لملئه بالماء الدافئ. لا يزال هذا البلد باردًا في هذا الوقت من العام لذا من الجميل أن أتمكن من استخدام السحر في أشياء كهذه.

أعرف هدفي الآن، وأخيراً. ولكن بعد ذلك، فجأة أدركت شيئًا ما. عندما فعلت، ضغطت على أسناني بقوة.

“حاول ألا تتلاعب بهن كثيرًا حتى لا تطعن في الظهر.”

“ماذا علي أن أفعل…؟”

ربما ما أريده هو أن أنسجم مع رودي. بفضله حياتي على ما هي عليه الآن. أرغب في مصادقته ورد الجميل – لا، ذلك ليس صحيحًا تمامًا. الأمر لا يتعلق بذلك فقط. من المؤكد أن هذه المشاعر لم تأت فقط من الامتنان. على الأغلب أنا…نعم، أعتقد أنني أفعل حقًا…

أغمضت عيني بعد أن تلفظت بهذه الكلمات.

هذا ليس كل شيء. كلما زادت السنوات التي تقضيها في الجامعة، زاد عدد الفصول التي لا علاقة لها بالسحر ويمكنك الالتحاق بها. حتى الحصول على تجارة سيكون أمر سهل، ولهذا السبب هناك أشخاص عملوا كمغامرين لفترة طويلة، لكنهم استخدموا الأموال التي جمعوها للتسجيل في الجامعة بمجرد تقاعدهم.

لم أنم جيدًا في تلك الليلة.

السحر المدمج صعب، ولكن على الرغم من حقيقة أن الكثيرين في عامنا يرسبون فيه، تحاول الأميرة جاهدة. من المحبب رؤية شغفها. أحببت الأشخاص المتفائلين والمتحمسين لدراستهم. لقد كان رودي هكذا، وأنا أحب الأشخاص الذين يذكرونني به.

بعد الركض في جميع أنحاء المدينة قليلاً، أضاءت السماء. إن مشاهدة شروق الشمس إحدى مكافآت الاستيقاظ مبكرًا. أعجبني مشهد الشروق حيث يبقى المنظر ثابتًا بغض النظر عن البلد الذي أنا فيه مما جلب الراحة. لم أتعب أبداً من رؤيته.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط