الفصل 1 - الجزء الأول
المجلد 3: الفالكري الدموية
بسبب أناس مثل هؤلاء الذين أرادوا مساعدة المحتاجين، لم يستطع أن يكره البشر.
الفصل 1 – الجزء الأول – قطيع الحيوانات المفترسة
تسلل بريق خافت إلى عيني باردو، لكنه أخفاه بسرعة. لن يدرك الناس العاديون هذا التألق اللحظي. ومع ذلك، كان هذا العرض القصير أكثر من كافٍ لسيباس لملاحظة ذلك.
غلاق المجلد الثالث:
“مفهوم.”
كان سيباس يشعر بالشفقة في نفس الوقت ويريد معرفة المزيد عن الرجل الذي يمكنه وضع مظهر مثل هذا على وجه سوليوشن. لذلك سألها:
غلاف الفصل الأول:
“في الواقع، قد تكون محقًا في قول ذلك. ومع ذلك، فإن السيدة الشابة لا تحب وجود أشخاص بجانبها، لذا فأنا ملزم بالامتثال لطلباتها قدر الإمكان.”
“البشر حقًا عنقود متنوع.”
“أي نوع من الطعام هذا!؟”
ظهرت تلك النظرة الحسابية المثيرة للاشمئزاز في عيون الرجل مرة أخرى. تظاهر سيباس مرة أخرى أنه لم يلاحظ ذلك. أجاب زاك بعد لعق شفتيه عدة مرات:
اخترق صوت صاخب شبه هستيري الهواء، ثم تردد صدى صوت أدوات المائدة المحطمة في غرفة الطعام.
رفع سيباس بسهولة واحدة من أكبر قطع الأمتعة قبل أن يتحدث فجأة، كما لو كان قد فكر للتو في شيء ما.
التفت العديد من الناس للنظر إلى الفتاة التي كانت تثير ضجة.
ابتسم باردو بشكل غير مريح، ورأيه في السيدة الشابة المعنية سقط بدرجة أخرى.
كانت الفتاة جميلة لدرجة أن استخدام الكلمات لوصفها بدا غير ملائم. يمكن أن ينافس مظهرها أجمل امرأة في المملكة – تلك التي تحمل لقب “الذهبي” – وقد زاد غضبها من سحرها.
كان باردو الآن عابسًا بطريقة مبالغ فيها، و كان لديه تعبير مضطرب على وجهه. كانت هذه هي الطريقة التي يتفاعل بها الشخص البالغ في مواجهة طفل يصاب بنوبة غضب.
بالإضافة إلى ذلك، كانت كل خطوة تقوم بها أنيقة وراقية، حتى أثناء حدوث نوبة غضب.
كانت هناك بعض الآراء المشتركة في قبر نازاريك العظيم، مثل، “كل شيء لا ينتمي إلى نازاريك هو شكل حياة دنيئة”، و “بخلاف استثناءات قليلة نادرة، فإن البشر و نصف البشر ضعفاء و يجب سحقهم.” يعمل سيباس من خلال عقيدة مبتكره أن “أولئك الذين لا ينقذون الضعيف لا يمكنهم وصف أنفسهم أقوياء.”، وبالتالي كانت لديه شكوكه حول هذه الآراء. ومع ذلك، بدأ يشعر أنه قد يكون هناك بعض الحقيقة في آرائهم عندما التقى بأفراد بائسين مثل زاك.
لابد أنها كانت نبيلة في بلد ما، وريثة عائلة رفيعة. كانت تجعد شعرها الفرنسي الطويل في انزعاج، ونظرت في الطعام أمامها في حالة من عدم الرضا.
بينما كان يشاهد شخصية زاك المنسحبة، لوح سيباس بيده، كما لو كان لتنقية الهواء من حوله. بدا ملوثًا بطريقة ما، وتمسك به.
كانت هناك جميع أنواع الأطباق معبأة على الطاولة أمامها.
“هل هذا صحيح؟”
كانت هناك أرغفة خبز طازجة، لا تزال تُبَخر في السلة. كانت الأطباق مليئة بقطع سميكة ونادرة من اللحم الأحمر، تُقَدَم مع الذرة الحلو والبطاطا المهروسة بالزبدة. كان منظرهم ينشط الشهية. كانت الخضراوات الطازجة التي تتكون منها السلطة لا تزال هشة وناعمة، وتملأ صوصها المعطر الغرفة برائحة الحمضيات.
خدش زاك رأسه مرارًا وتكرارًا. على الرغم من أن شعره بدا نظيفًا بدرجة كافية، إلا أن الطريقة التي كان يحك بها جعلت الأمر يبدو كما لو كان سيبدأ في التخلص من قشور الجلد. تعمق عبوس القليل من الناس أكثر. ومع ذلك، سواء لاحظ ذلك أم لا، فقد انتهى به الأمر إلى الخدش أكثر.
استخدم أعلى نزل في إرانتل – الجناح الذهبي اللامع – سحر [الحفظ] للحفاظ على مكوناتهم طازجة. وبطبيعة الحال، لم يُسمح إلا لأفضل الطهاة بتحويل المكونات المذكورة إلى وجبات.
“مرة أخرى، أعتذر عن إذهال الجميع. على الرغم من أنني أعلم أنه لن يعفي هذه الجريمة، آمل أن تسمح لي بدفع ثمن وجبات الجميع هنا.”
ومع ذلك، على الرغم من الجهود الجبارة التي يبذلها أمهر الطهاة الذين استخدموا أجود المكونات لإنتاج أعمال فنية في الطهي – والتي لن يتمتع بها سوى النبلاء أو الملوك أو أغنى التجار بما يكفي لتذوقها – نظرت الفتاة بإشمئزاز إلى الأطباق أمامها.
كانت الكلمات التي قالتها بعد ذلك غير مناسبة على الإطلاق لهذا المكان، وتركت كل من في الغرفة عاجزين عن الكلام.
كان من الطبيعي أن يشعر الناس بالصدمة من شكواها، ولكن بعد ذلك، شعر الأشخاص الذين سمعوها أيضًا بالفضول حيال ما تأكله عادة.
“فهمت، السيدة الشابة. سأبدأ الاستعدادات للسفر على الفور.”
“مذاقه سيء!”
“نعم – في الوقت الحالي، يلتقي برجل أشعث المظهر. هل ترغب في سماع ما يقولونه؟”
كانت الكلمات التي قالتها بعد ذلك غير مناسبة على الإطلاق لهذا المكان، وتركت كل من في الغرفة عاجزين عن الكلام.
اندفعت عيون زاك، بحثًا عن عذر آخر لتقديمه. ومع ذلك، لم يجد شيئًا، فتجهم.
إلا أن الخادم العجوز خلف الفتاة أبقى تعبيره محايدًا ولم يغير موقفه. حتى عندما استدارت الفتاة ونظرت إليه، ظل غير متأثر، وكأنه لا يستطيع التعبير عن أي تعبيرات أخرى للوجه.
استخدم أعلى نزل في إرانتل – الجناح الذهبي اللامع – سحر [الحفظ] للحفاظ على مكوناتهم طازجة. وبطبيعة الحال، لم يُسمح إلا لأفضل الطهاة بتحويل المكونات المذكورة إلى وجبات.
“آه، لا أستطيع تحمل البقاء في هذه المدينة المتهالكة أكثر من ذلك! سنذهب الآن!”
“سوف تتحسن الأمور. إعطائكِ بشريًا واحدًا لا ينبغي أن يكون مشكلة.”
“لكن أيتها السيدة الشابة، لقد حان المساء بالفعل -“
كان الرجل الذي يُدعى باردو لوفلي تاجرًا يسيطر على جزء كبير من تجارة الحبوب في هذه المدينة. لسبب ما، جاء وبدأ يتحدث إلى سيباس.
“أخرس! قلت إننا ذاهبون، لذا سنذهب الآن، هل تفهمني!؟”
“مذاقه سيء!”
فقط بعد سماع نوبة غضب الفتاة الطفولية تغير وضع الخادم الشخصي. أنزل رأسه وقال:
كانت هناك ابتسامة غريبة على وجه سيباس المتجعد.
“فهمت، السيدة الشابة. سأبدأ الاستعدادات للسفر على الفور.”
“هل هذا صحيح؟ أنا شخصياً أشعر أنه سيكون من الأفضل أن يرافقكم حراس شخصيين أكفاء. الطريق إلى العاصمة الملكية طويل، وعلى عكس الإمبراطورية، فإن طرق المملكة ليست آمنة جدًا. يمكنني أن أوصي ببعض المرتزقة الموثوقين بهم.”
“همف! إذا فهمت هذا، فأسرع واستعد يا سيباس!”
فكر سيباس سريعًا في البحث عن الإجابة الأكثر ملاءمة للظروف الحالية.
تخلصت الفتاة من الشوكة التي كانت تمسكها ووقفت على قدميها، قبل أن تندفع خارج غرفة الطعام. كانت لا تزال غاضبة.
شعر سيباس أن أفعال باردو لم تكن مدفوعة بمكاسب شخصية بحتة. كان مهتمًا حقًا بالفتاة وخادمها الشخصي.
بعد أن مرت العاصفة، خفف صوت جليل جليل المزاج السيئ في المكان:
“- صاحب النزل.”
“أعتذر للجميع عن الإزعاج.”
لاحظ سيباس اللمعان الماكر في عيون الرجل الفقير أمامه وهو يبحث عن شيء ليقوله. ومع ذلك، لم يُظهر سيباس أي علامات تدل على اهتمامه.
التقط الخادم الكرسي الذي طرقته الفتاة واستبدله، ثم انحنى بعمق أمام كل من في غرفة الطعام كعلامة على الندم. عدد غير قليل منهم قبل اعتذار الرجل العجوز الطاهر بعيون شفقة.
“إذن، سأذهب لمقابلة شالتير ساما على العربة وأبلغها عندما نغادر. يجب أن تكون قد سئمت من الانتظار.”
“- صاحب النزل.”
“في الواقع، قد تكون محقًا في قول ذلك. ومع ذلك، فإن السيدة الشابة لا تحب وجود أشخاص بجانبها، لذا فأنا ملزم بالامتثال لطلباتها قدر الإمكان.”
“نعم.”
ابتسم باردو بشكل غير مريح، ورأيه في السيدة الشابة المعنية سقط بدرجة أخرى.
اقترب رجل كان ينتظر في الأجنحة من الخادم الشخصي.
“أعتذر عن اضطراري إلى رفض لطفك.”
“مرة أخرى، أعتذر عن إذهال الجميع. على الرغم من أنني أعلم أنه لن يعفي هذه الجريمة، آمل أن تسمح لي بدفع ثمن وجبات الجميع هنا.”
بالإضافة إلى ذلك، كانت كل خطوة تقوم بها أنيقة وراقية، حتى أثناء حدوث نوبة غضب.
ظهرت مظاهر البهجة على وجوه العديد من رواد المطعم عندما سمعوا هذه الكلمات. من المؤكد أن وجبة في نزل من الدرجة الأولى مثل هذا لن تكون رخيصة. إذا كان هذا الرجل العجوز على استعداد لدفع ثمن طعامهم، فسيكون هذا سببًا جيدًا كافيًا لمسامحة تلك الفتاة.
“لا حاجة لذلك. سأقوم بنقل الأمتعة، لذا أعطيني تقريرًا موجزًا لاحقًا.”
من ناحية أخرى، ظل وجه صاحب الحانة ساكنًا وهو ينحني بأدب استجابةً لاقتراح الخادم. كان رد الفعل الطبيعي هذا دليلًا على أن مشاهد مثل هذه قد شوهدت عدة مرات، منذ أن اتخذ هذا الزوج من السيد والخادم مسكنًا في الجناح الذهبي اللامع.
نظر سيباس نحو ركن من قاعة الطعام، إلى رجل فقير المظهر يجرف الطعام في فمه. عندما لاحظ الرجل عيني سيباس عليه، وقف على قدميه وسار بسرعة نحو سيباس.
نظر سيباس نحو ركن من قاعة الطعام، إلى رجل فقير المظهر يجرف الطعام في فمه. عندما لاحظ الرجل عيني سيباس عليه، وقف على قدميه وسار بسرعة نحو سيباس.
“أوه، لقد قال ‘لا أطيق الانتظار لأمتع نفسي بجسدها’، لذلك بما أنه من الصعب الحصول على هذه الفرص، أنوي أن أستمتع معه أيضًا.”
بالمقارنة مع الضيوف الآخرين، بدا الرجل في غير محله تمامًا. كان يفتقر إلى كل من الأسلوب والطبقة، ولذا فقد تميز عن كل من حوله.
“- فقط بإذن شالتير ساما. ومع ذلك، إذا سمحت لكِ بذلك، يمكنك أن تفعلِ به ما يحلو لكِ.”
على الرغم من أن ملابسه لم تكن أكثر رثة من ملابس الأشخاص القريبين، إلا أنها لم تكن على ما يرام. في الواقع، كان الأمر كوميديًا تمامًا – مثل مهرج يرتدي ملابس تنكرية.
كان من الطبيعي أن يشعر الناس بالصدمة من شكواها، ولكن بعد ذلك، شعر الأشخاص الذين سمعوها أيضًا بالفضول حيال ما تأكله عادة.
“سيد سيباس.”
أصبحت ابتسامة سوليوشن أكثر إشراقًا.
“ما الأمر، زاك سان؟”
“هل هذا صحيح؟”
عبس الضيوف الآخرون عندما سمعوا النغمات الحماسية التي تحدث بها زاك. الطريقة التي كان يداعب بها يديه سارت بشكل جيد مع الطريقة التي كان يتملق بها إلى سيباس.
ظهرت تلك النظرة الحسابية المثيرة للاشمئزاز في عيون الرجل مرة أخرى. تظاهر سيباس مرة أخرى أنه لم يلاحظ ذلك. أجاب زاك بعد لعق شفتيه عدة مرات:
ومع ذلك، ظل تعبير سيباس دون تغيير.
بينما كان يشاهد باردو يغادر، تمتم سيباس في نفسه:
“بصفتي موظفًا مأجورًا، ليس لدي مجال لاقتراح بديل… ولكن أليس من الأفضل إعادة النظر في قرار الانطلاق على الفور؟”
“هذا أحد الأسباب، و… لدي بعض… الأعمال الأخرى التي يجب الاهتمام بها.”
“هل تقول إنك تجد صعوبة في قيادة العربة في الليل؟”
“إنه ليس زميلًا جديرًا بالثقة. ليس لدي أي فكرة عن سبب توظيفك لشخص مثله، سيباس سان.”
“هذا أحد الأسباب، و… لدي بعض… الأعمال الأخرى التي يجب الاهتمام بها.”
اقترب رجل كان ينتظر في الأجنحة من الخادم الشخصي.
خدش زاك رأسه مرارًا وتكرارًا. على الرغم من أن شعره بدا نظيفًا بدرجة كافية، إلا أن الطريقة التي كان يحك بها جعلت الأمر يبدو كما لو كان سيبدأ في التخلص من قشور الجلد. تعمق عبوس القليل من الناس أكثر. ومع ذلك، سواء لاحظ ذلك أم لا، فقد انتهى به الأمر إلى الخدش أكثر.
اندفعت عيون زاك، بحثًا عن عذر آخر لتقديمه. ومع ذلك، لم يجد شيئًا، فتجهم.
“ومع ذلك، فإن السيدة الشابة على الأرجح لن تقبل هذا الاقتراح. أو بالأحرى، بالنظر إلى شخصية السيدة الشابة، فإنها لن تغير قرارها السابق.”
“فهمت، السيدة الشابة. سأبدأ الاستعدادات للسفر على الفور.”
بنظرة فولاذية صلبة على وجهه، خلص سيباس:
عبس الضيوف الآخرون عندما سمعوا النغمات الحماسية التي تحدث بها زاك. الطريقة التي كان يداعب بها يديه سارت بشكل جيد مع الطريقة التي كان يتملق بها إلى سيباس.
“لذلك، ليس لدينا خيار سوى الانطلاق.”
”يجب أن يكون البشر جنسًا متميزًا…”
“لكن…”
“من الجيد سماع ذلك. إذن، ما هو وضعه؟”
اندفعت عيون زاك، بحثًا عن عذر آخر لتقديمه. ومع ذلك، لم يجد شيئًا، فتجهم.
صورة شالتير:
“بالطبع، لن نغادر على الفور. سنحتاج بعض الوقت لتحميل أمتعة السيدة الشابة على العربة. خلال ذلك الوقت، يرجى الاستعداد لمغادرتنا.”
ومع ذلك، كان سيباس يتوقع ذلك.
لاحظ سيباس اللمعان الماكر في عيون الرجل الفقير أمامه وهو يبحث عن شيء ليقوله. ومع ذلك، لم يُظهر سيباس أي علامات تدل على اهتمامه.
كانت الخطة تسير على ما يرام. ومع ذلك، كان لا يزال بحاجة إلى تأكيد التفاصيل مع مراقبه.
كان هذا كله للتغطية على حقيقة أن كل شيء يسير كما هو مخطط له.
ابتسم سيباس بلطف للسمكة التي أخذت الطُعم:
“إذن، متى سنغادر؟”
“ماذا تقول، سيباس ساما؟ كيف يمكنني أن أزعجك أكثر من ذلك؟”
“ماذا عن ساعتين، ربما بعد ثلاث ساعات؟ إذا غادرنا بعد ذلك الوقت، فسوف يكتنف الظلام الشوارع. ربما يكون هذا هو الحد الأقصى.”
تلك الابتسامة – البريئة مثل الطفل – تتطلع سيباس إلى ما سيحدث.
ظهرت تلك النظرة الحسابية المثيرة للاشمئزاز في عيون الرجل مرة أخرى. تظاهر سيباس مرة أخرى أنه لم يلاحظ ذلك. أجاب زاك بعد لعق شفتيه عدة مرات:
إلا أن الخادم العجوز خلف الفتاة أبقى تعبيره محايدًا ولم يغير موقفه. حتى عندما استدارت الفتاة ونظرت إليه، ظل غير متأثر، وكأنه لا يستطيع التعبير عن أي تعبيرات أخرى للوجه.
“هيه، يجب أن يكون ذلك جيدًا.”
كانت مدينة الحصن موقعًا استراتيجيًا في الحرب. كان باردو منخرطًا بشدة في تجارة المواد الغذائية هنا، مما جعله هذا شخصية كبيرة بين العديد من تجار المدينة.
“ممتاز. إذن، هل يمكنني أن أطلب منك البدء في التحضير على الفور؟”
لم يستطع إخبار الرجل الآخر بالأسباب الحقيقية وراء تعيين زاك. ومع ذلك، إذا قال إنه وظف زاك لأنه كان لا شيء بالنسبة له، فإن سيباس سيبدو سيئًا في عيون الآخرين وستتأثر آرائهم عنه.
♦ ♦ ♦
“أي نوع من الطعام هذا!؟”
بينما كان يشاهد شخصية زاك المنسحبة، لوح سيباس بيده، كما لو كان لتنقية الهواء من حوله. بدا ملوثًا بطريقة ما، وتمسك به.
“أخشى أنني ذهبت بعيداً. أرجو إزالة هذه الكلمات من ذاكرتك؛ على الرغم من أنني ما زلت أقترح عليك محاولة إقناع سيدتك الشابة بخلاف ذلك.”
سيباس – وجهه الذي كان قناع الحيادية – قاتل الرغبة في التنهد.
فكر سيباس سريعًا في البحث عن الإجابة الأكثر ملاءمة للظروف الحالية.
بصراحة، لم يكن سيباس يحب مثل هذه الشخصيات الحقيرة. ربما استطاع زملاؤه ديميورغ و شالتير استخلاص بعض التسلية الطفيفة من هؤلاء الأشخاص من خلال معاملتهم مثل الألعاب، لكن سيباس لم يرغب في السماح لأشخاص مثل هؤلاء بالتقرب منه.
“لكن…”
كانت هناك بعض الآراء المشتركة في قبر نازاريك العظيم، مثل، “كل شيء لا ينتمي إلى نازاريك هو شكل حياة دنيئة”، و “بخلاف استثناءات قليلة نادرة، فإن البشر و نصف البشر ضعفاء و يجب سحقهم.” يعمل سيباس من خلال عقيدة مبتكره أن “أولئك الذين لا ينقذون الضعيف لا يمكنهم وصف أنفسهم أقوياء.”، وبالتالي كانت لديه شكوكه حول هذه الآراء. ومع ذلك، بدأ يشعر أنه قد يكون هناك بعض الحقيقة في آرائهم عندما التقى بأفراد بائسين مثل زاك.
“ممتاز. عندما يحين الوقت، سنكون في رعايتك.”
”يجب أن يكون البشر جنسًا متميزًا…”
بعد أن رفع يده لمداعبة شاربه المشذب بدقة، حول أفكاره إلى ما يجب أن يفعله بعد ذلك.
“آه، لا أستطيع تحمل البقاء في هذه المدينة المتهالكة أكثر من ذلك! سنذهب الآن!”
كانت الخطة تسير على ما يرام. ومع ذلك، كان لا يزال بحاجة إلى تأكيد التفاصيل مع مراقبه.
أصبحت ابتسامة سوليوشن أكثر إشراقًا.
تمامًا كما كان سيباس يفكر في الاتجاه الذي سيتقدم فيه، لاحظ رجلاً يقترب منه.
“يجب أن يكون من الصعب عليك أن تنطلق في هذا الوقت.”
“يجب أن يكون من الصعب عليك أن تنطلق في هذا الوقت.”
♦ ♦ ♦
كان من يخاطبه رجلاً حليق الذقن في أواخر الأربعينيات من عمره. كان شعره الأسود مخطّطًا بالأبيض، وبسبب تقدم العمر ووجبات الطعام الثقيلة، كانت بطنه ناعمة ومستديرة.
بالإضافة إلى ذلك، كانت كل خطوة تقوم بها أنيقة وراقية، حتى أثناء حدوث نوبة غضب.
كان يرتدي ملابس ذو ذوق رفيع، عاكسةً مكانته العالية وشعوره بالأناقة.
المجلد 3: الفالكري الدموية
“باردو سان، صحيح؟”
كان لديها تعبير جاد على وجهها، كما لو أن هستيريتها منذ الآن لم تكن أكثر من تمثيل.
خفض سيباس رأسه في اعتراف. مد الرجل (باردو) يده لإيقافه.
اندفعت عيون زاك، بحثًا عن عذر آخر لتقديمه. ومع ذلك، لم يجد شيئًا، فتجهم.
“آه، لا، لا، ليست هناك حاجة لمثل هذا الإجراء الرسمي.”
“هيه، يجب أن يكون ذلك جيدًا.”
كان الرجل الذي يُدعى باردو لوفلي تاجرًا يسيطر على جزء كبير من تجارة الحبوب في هذه المدينة. لسبب ما، جاء وبدأ يتحدث إلى سيباس.
“بالطبع، لن نغادر على الفور. سنحتاج بعض الوقت لتحميل أمتعة السيدة الشابة على العربة. خلال ذلك الوقت، يرجى الاستعداد لمغادرتنا.”
كانت مدينة الحصن موقعًا استراتيجيًا في الحرب. كان باردو منخرطًا بشدة في تجارة المواد الغذائية هنا، مما جعله هذا شخصية كبيرة بين العديد من تجار المدينة.
على الرغم من أنهم قرروا مغادرة هذه المدينة، إلا أنه أراد أن يتجنب باردو التفكير السيئ به. في المستقبل، قد يحتاجون إلى الاستفادة من الرجل.
بمجرد أن أصبح لدى المرء قوة قتالية تزيد عن عشرة آلاف رجل، أصبح إطعامهم مهمة تستهلك قدرًا كبيرًا من الوقت والقوى العاملة. لذلك، كانت سياسة المملكة في هذا الشأن هي إرسال قواتها إلى هذه المدينة بالحد الأدنى من الحصص الغذائية، وعندها سيعيدون الإمداد عند الوصول. لذلك كان التجار الذين تعاملوا بالطعام والسلاح مؤثرين جدًا في هذا المكان، على عكس المدن العادية.
“إذن، على الرغم من أنني أعتذر عن وقاحتي، يجب أن أتحرك أولاً، لأن السيدة الشابة تنتظر.”
أي شخص في إرانتل بهذه القوة لن يتحدث أبدًا مع شخص آخر لمجرد أنه كان يأكل في نفس المطعم. لذلك، يجب أن يكون لديه دافع للتواصل مع سيباس.
“لكن أيتها السيدة الشابة، لقد حان المساء بالفعل -“
ومع ذلك، كان سيباس يتوقع ذلك.
“ماذا تقول، سيباس ساما؟ كيف يمكنني أن أزعجك أكثر من ذلك؟”
“سيباس سان، هذا الشخص ليس من النوع الجيد.”
“نعم.”
“هل هو كذلك حقًا؟”
تغير تعبير سيباس لأول مرة حيث ابتسم وهو يجيب بلطف. كان رده يعني أنه يعرف بالضبط من الذي كان باردو يشير إليه.
“… حسنًا، هذا صحيح، إذن، بصفتي رئيسك، سأصدر أمرًا لكِ: مهامك اكتملت، وقد حان دوري للعمل. استريحي هنا حتى ننطلق.”
“إنه ليس زميلًا جديرًا بالثقة. ليس لدي أي فكرة عن سبب توظيفك لشخص مثله، سيباس سان.”
ومع ذلك، ظل تعبير سيباس دون تغيير.
فكر سيباس سريعًا في البحث عن الإجابة الأكثر ملاءمة للظروف الحالية.
“سيباس سان، هذا الشخص ليس من النوع الجيد.”
لم يستطع إخبار الرجل الآخر بالأسباب الحقيقية وراء تعيين زاك. ومع ذلك، إذا قال إنه وظف زاك لأنه كان لا شيء بالنسبة له، فإن سيباس سيبدو سيئًا في عيون الآخرين وستتأثر آرائهم عنه.
“همف! إذا فهمت هذا، فأسرع واستعد يا سيباس!”
على الرغم من أنهم قرروا مغادرة هذه المدينة، إلا أنه أراد أن يتجنب باردو التفكير السيئ به. في المستقبل، قد يحتاجون إلى الاستفادة من الرجل.
بصراحة، لم يكن سيباس يحب مثل هذه الشخصيات الحقيرة. ربما استطاع زملاؤه ديميورغ و شالتير استخلاص بعض التسلية الطفيفة من هؤلاء الأشخاص من خلال معاملتهم مثل الألعاب، لكن سيباس لم يرغب في السماح لأشخاص مثل هؤلاء بالتقرب منه.
“قد يكون هذا صحيحًا، لكن لا أحد باع نفسه بالطريقة التي يبيعها. من المؤكد أن شخصيته معيبة، لكن السيدة الشابة تقدر شغفه.”
صورة شالتير:
ابتسم باردو بشكل غير مريح، ورأيه في السيدة الشابة المعنية سقط بدرجة أخرى.
خدش زاك رأسه مرارًا وتكرارًا. على الرغم من أن شعره بدا نظيفًا بدرجة كافية، إلا أن الطريقة التي كان يحك بها جعلت الأمر يبدو كما لو كان سيبدأ في التخلص من قشور الجلد. تعمق عبوس القليل من الناس أكثر. ومع ذلك، سواء لاحظ ذلك أم لا، فقد انتهى به الأمر إلى الخدش أكثر.
كانت هناك لهذا الغرض بالتحديد، لذلك لم يستطع فعل شيء، لكن سيباس وجد صعوبة في تحملها اللوم على ذلك.
صورة شالتير:
(يقصد السيدة الشابة هنا)
صورة شالتير:
“أخشى أنني ذهبت بعيداً. أرجو إزالة هذه الكلمات من ذاكرتك؛ على الرغم من أنني ما زلت أقترح عليك محاولة إقناع سيدتك الشابة بخلاف ذلك.”
“لكن أيتها السيدة الشابة، لقد حان المساء بالفعل -“
“قد يكون هناك ميزة في كلماتك. ومع ذلك، عندما أفكر في والد السيدة الشابة؛ وهذا يعني، اللطف الذي أظهره لي، لا يمكنني ببساطة… “
“…نعم. شكرًا لك.”
“بالطبع، الولاء مهم…”
بالإضافة إلى ذلك، كانت كل خطوة تقوم بها أنيقة وراقية، حتى أثناء حدوث نوبة غضب.
تلاشى صوت باردو، والباقي كان غير مفهوم.
“ومع ذلك، فإن السيدة الشابة على الأرجح لن تقبل هذا الاقتراح. أو بالأحرى، بالنظر إلى شخصية السيدة الشابة، فإنها لن تغير قرارها السابق.”
“في هذه الحالة، هل تريد مني إرسال بعض الرجال الموثوقين بهم معك؟”
نظر سيباس حول الجناح الفاخر. بالطبع، لم يكن الأمر مثيرًا للإعجاب لسيباس، الذي كان مسؤولاً عن الطابق التاسع من ضريح نازاريك العظيم. كان افتقاره للدهشة ببساطة لأنه كان اختيارًا سيئًا للمقارنة.
“ليست هناك حاجة لك للذهاب إلى مثل هذا المدى من أجلنا.”
كانت هناك لهذا الغرض بالتحديد، لذلك لم يستطع فعل شيء، لكن سيباس وجد صعوبة في تحملها اللوم على ذلك.
ربما قيلت هذه الكلمات بلطف ودفء، لكنها كانت بمثابة إنكار صارم. ربما شعر باردو بالعزيمة الحازمة المخبأة في هذا الرد، ولهذا قرر تجربة زاوية مختلفة من المقاربة.
“سيد سيباس.”
“هل هذا صحيح؟ أنا شخصياً أشعر أنه سيكون من الأفضل أن يرافقكم حراس شخصيين أكفاء. الطريق إلى العاصمة الملكية طويل، وعلى عكس الإمبراطورية، فإن طرق المملكة ليست آمنة جدًا. يمكنني أن أوصي ببعض المرتزقة الموثوقين بهم.”
“بالطبع، لن نغادر على الفور. سنحتاج بعض الوقت لتحميل أمتعة السيدة الشابة على العربة. خلال ذلك الوقت، يرجى الاستعداد لمغادرتنا.”
يقع أمن الطرق في المملكة على عاتق النبلاء الذين يملكون الأرض التي تمر بها تلك الطرق. في المقابل، سيجمعون رسومًا من المسافرين. كان هذا امتيازًا للنبلاء، ولكن في الحقيقة، لم يكن أكثر من مجرد وسيلة لتحصيل ضريبة الطريق، وكان أمن الطرق مثقلاً بالثغرات في العديد من الأماكن. كان من الشائع جدًا للمسافرين مقابلة قطاع الطرق أو بائعي السيوف الذين تحولوا إلى قطاع الطرق أثناء السير على الطريق.
“بالطبع، لن نغادر على الفور. سنحتاج بعض الوقت لتحميل أمتعة السيدة الشابة على العربة. خلال ذلك الوقت، يرجى الاستعداد لمغادرتنا.”
في محاولة لحل هذه المشكلة، عملت “الأميرة الذهبية” بجد لتسيير الطرق من قبل حراس موالين للتاج. ومع ذلك، كان هناك عدد قليل جدًا من رجال الدوريات هؤلاء بحيث لا يكون للخطة أي تأثير. بالإضافة إلى ذلك، كان النبلاء قلقين من انتهاك امتيازاتهم، وعملوا على الوقوف في طريق رجال الدوريات.
غلاف الفصل الأول:
في النهاية، كان الوضع هو أن الدولة لم تستطع فيه ضمان سلامة الطرق الخاصة بها.
ظهرت تلك النظرة الحسابية المثيرة للاشمئزاز في عيون الرجل مرة أخرى. تظاهر سيباس مرة أخرى أنه لم يلاحظ ذلك. أجاب زاك بعد لعق شفتيه عدة مرات:
لذلك، عادة ما يستأجر التجار المتنقلون مغامرين أو عصابة من المرتزقة الموثوق بهم للدفاع عن أنفسهم. شخص قوي ومرموق مثل باردو سيعرف بالتأكيد مرتزقة مدربين تدريباً جيداً وموثوق بهم. ومع ذلك، لم يستطع سيباس قبول عرضه.
“ليست هناك حاجة لك للذهاب إلى مثل هذا المدى من أجلنا.”
“في الواقع، قد تكون محقًا في قول ذلك. ومع ذلك، فإن السيدة الشابة لا تحب وجود أشخاص بجانبها، لذا فأنا ملزم بالامتثال لطلباتها قدر الإمكان.”
“سامح سلوكي القبيح السابق، سيباس ساما.”
“هل هذا صحيح؟”
خدش زاك رأسه مرارًا وتكرارًا. على الرغم من أن شعره بدا نظيفًا بدرجة كافية، إلا أن الطريقة التي كان يحك بها جعلت الأمر يبدو كما لو كان سيبدأ في التخلص من قشور الجلد. تعمق عبوس القليل من الناس أكثر. ومع ذلك، سواء لاحظ ذلك أم لا، فقد انتهى به الأمر إلى الخدش أكثر.
كان باردو الآن عابسًا بطريقة مبالغ فيها، و كان لديه تعبير مضطرب على وجهه. كانت هذه هي الطريقة التي يتفاعل بها الشخص البالغ في مواجهة طفل يصاب بنوبة غضب.
بينما كان يشاهد شخصية زاك المنسحبة، لوح سيباس بيده، كما لو كان لتنقية الهواء من حوله. بدا ملوثًا بطريقة ما، وتمسك به.
“أعتذر عن اضطراري إلى رفض لطفك.”
كان لدى سوليوشن ابتسامة مرعبة. هذا التعبير المشمس والمبهج سيدخل قلب أي شخص يراه.
“من فضلك لا تقل ذلك. في الحقيقة، أردت أن أقدم لك معروفًا، على أمل بناء علاقة أقوى معك.”
“ومع ذلك، فإن السيدة الشابة على الأرجح لن تقبل هذا الاقتراح. أو بالأحرى، بالنظر إلى شخصية السيدة الشابة، فإنها لن تغير قرارها السابق.”
استقر سيباس ورفاقه في هذا النزل تحت القصة الدرامية لكونها وريثة وخادمها المخلص الذي ينحدر من مدينة في جزء من الإمبراطورية. ثم أظهروا القوة الشرائية الكبيرة التي تستحقها مثل هذه الخلفية، من أجل معرفة كيف سيكون رد فعل الناس من حولهم. كان الهدف الذي أراد باردو أن يفعله محسوبًا على التقرب من هؤلاء الأثرياء.
سيباس – وجهه الذي كان قناع الحيادية – قاتل الرغبة في التنهد.
ابتسم سيباس بلطف للسمكة التي أخذت الطُعم:
“هذا أحد الأسباب، و… لدي بعض… الأعمال الأخرى التي يجب الاهتمام بها.”
“سوف أنقل لطفك إلى والد السيدة الشابة (سيدي آينز)، باردو سان.”
بالمقارنة مع الضيوف الآخرين، بدا الرجل في غير محله تمامًا. كان يفتقر إلى كل من الأسلوب والطبقة، ولذا فقد تميز عن كل من حوله.
تسلل بريق خافت إلى عيني باردو، لكنه أخفاه بسرعة. لن يدرك الناس العاديون هذا التألق اللحظي. ومع ذلك، كان هذا العرض القصير أكثر من كافٍ لسيباس لملاحظة ذلك.
فكر سيباس سريعًا في البحث عن الإجابة الأكثر ملاءمة للظروف الحالية.
“إذن، على الرغم من أنني أعتذر عن وقاحتي، يجب أن أتحرك أولاً، لأن السيدة الشابة تنتظر.”
خدش زاك رأسه مرارًا وتكرارًا. على الرغم من أن شعره بدا نظيفًا بدرجة كافية، إلا أن الطريقة التي كان يحك بها جعلت الأمر يبدو كما لو كان سيبدأ في التخلص من قشور الجلد. تعمق عبوس القليل من الناس أكثر. ومع ذلك، سواء لاحظ ذلك أم لا، فقد انتهى به الأمر إلى الخدش أكثر.
أخذ سيباس زمام المبادرة قبل أن يتحدث باردو.
في محاولة لحل هذه المشكلة، عملت “الأميرة الذهبية” بجد لتسيير الطرق من قبل حراس موالين للتاج. ومع ذلك، كان هناك عدد قليل جدًا من رجال الدوريات هؤلاء بحيث لا يكون للخطة أي تأثير. بالإضافة إلى ذلك، كان النبلاء قلقين من انتهاك امتيازاتهم، وعملوا على الوقوف في طريق رجال الدوريات.
باردو – الذي شوهد من خلاله بواسطة سيباس – رمش بعينه ودرس تعبيرات سيباس لفترة وجيزة، قبل أن يتنهد:
طرق سيباس عدة مرات، وأعلن نفسه، ثم دخل الغرفة.
“- حسنًا، لا يمكنني فعل شيء حيال ذلك، إذن. سيباس سان، عندما تأتي إلى هذه المدينة مرة أخرى، من فضلك ابحث عني. سأرحب بكم بحرارة.”
“بالطبع، لن نغادر على الفور. سنحتاج بعض الوقت لتحميل أمتعة السيدة الشابة على العربة. خلال ذلك الوقت، يرجى الاستعداد لمغادرتنا.”
“ممتاز. عندما يحين الوقت، سنكون في رعايتك.”
كان من الطبيعي أن يشعر الناس بالصدمة من شكواها، ولكن بعد ذلك، شعر الأشخاص الذين سمعوها أيضًا بالفضول حيال ما تأكله عادة.
بينما كان يشاهد باردو يغادر، تمتم سيباس في نفسه:
“لكن…”
“البشر حقًا عنقود متنوع.”
“- صاحب النزل.”
شعر سيباس أن أفعال باردو لم تكن مدفوعة بمكاسب شخصية بحتة. كان مهتمًا حقًا بالفتاة وخادمها الشخصي.
ومع ذلك، ظل تعبير سيباس دون تغيير.
بسبب أناس مثل هؤلاء الذين أرادوا مساعدة المحتاجين، لم يستطع أن يكره البشر.
♦ ♦ ♦
ظهرت ابتسامة غير قسرية على وجه سيباس.
كانت هناك بعض الآراء المشتركة في قبر نازاريك العظيم، مثل، “كل شيء لا ينتمي إلى نازاريك هو شكل حياة دنيئة”، و “بخلاف استثناءات قليلة نادرة، فإن البشر و نصف البشر ضعفاء و يجب سحقهم.” يعمل سيباس من خلال عقيدة مبتكره أن “أولئك الذين لا ينقذون الضعيف لا يمكنهم وصف أنفسهم أقوياء.”، وبالتالي كانت لديه شكوكه حول هذه الآراء. ومع ذلك، بدأ يشعر أنه قد يكون هناك بعض الحقيقة في آرائهم عندما التقى بأفراد بائسين مثل زاك.
♦ ♦ ♦
فكر سيباس سريعًا في البحث عن الإجابة الأكثر ملاءمة للظروف الحالية.
طرق سيباس عدة مرات، وأعلن نفسه، ثم دخل الغرفة.
“لكن…”
“سامح سلوكي القبيح السابق، سيباس ساما.”
“- صاحب النزل.”
عندما أغلق سيباس الباب خلفه، استقبلته فتاة منحنية. من المحتمل أن يفاجأ أي شخص شاهد المشهد في غرفة الطعام من قبل، لأن الفتاة التي استقبلته كانت الوريثة الأنانية، المزاجية، ذي نوبة الغضب السابقة.
بينما كان يشاهد شخصية زاك المنسحبة، لوح سيباس بيده، كما لو كان لتنقية الهواء من حوله. بدا ملوثًا بطريقة ما، وتمسك به.
كان لديها تعبير جاد على وجهها، كما لو أن هستيريتها منذ الآن لم تكن أكثر من تمثيل.
انخفضت زوايا عينيها بينما كان فمها منحنيًا لأعلى. في حين أنها تشبه الابتسامة بشكل غامض، إلا أن الالتواءات المطلوبة لإنتاج مثل هذا التعبير سيكون من المستحيل على الإنسان تحقيقها. ربما يكون من الأفضل وصفه بأنه وجه مشوه مصنوع من الطين.
كان موقفها هو الموقف الذي يستخدمه المرؤوس لتحية الرئيس.
ظهرت مظاهر البهجة على وجوه العديد من رواد المطعم عندما سمعوا هذه الكلمات. من المؤكد أن وجبة في نزل من الدرجة الأولى مثل هذا لن تكون رخيصة. إذا كان هذا الرجل العجوز على استعداد لدفع ثمن طعامهم، فسيكون هذا سببًا جيدًا كافيًا لمسامحة تلك الفتاة.
كانت ملابسها ووجهها متشابهين، لكن يبدو أنها كانت شخصًا مختلفًا تمامًا.
“يجب أن يكون من الصعب عليك أن تنطلق في هذا الوقت.”
والشيء الآخر هو أن إحدى عينيها – عينها اليسرى – مغلقة. لم تكن قد أغلقت تلك العين بينما كانت في صالة الطعام.
والشيء الآخر هو أن إحدى عينيها – عينها اليسرى – مغلقة. لم تكن قد أغلقت تلك العين بينما كانت في صالة الطعام.
“لا داعي للاعتذار. كنتِ تقومين بعملك فقط.”
ربما قيلت هذه الكلمات بلطف ودفء، لكنها كانت بمثابة إنكار صارم. ربما شعر باردو بالعزيمة الحازمة المخبأة في هذا الرد، ولهذا قرر تجربة زاوية مختلفة من المقاربة.
نظر سيباس حول الجناح الفاخر. بالطبع، لم يكن الأمر مثيرًا للإعجاب لسيباس، الذي كان مسؤولاً عن الطابق التاسع من ضريح نازاريك العظيم. كان افتقاره للدهشة ببساطة لأنه كان اختيارًا سيئًا للمقارنة.
على الرغم من أن ملابسه لم تكن أكثر رثة من ملابس الأشخاص القريبين، إلا أنها لم تكن على ما يرام. في الواقع، كان الأمر كوميديًا تمامًا – مثل مهرج يرتدي ملابس تنكرية.
مما كان يراه، كانت هناك أكوام من الأمتعة في زاوية الغرفة. كانت معبأة وجاهزة للسفر. تم الانتهاء من الاستعدادات من قبل الشخص الآخر الوحيد في الغرفة.
كان من يخاطبه رجلاً حليق الذقن في أواخر الأربعينيات من عمره. كان شعره الأسود مخطّطًا بالأبيض، وبسبب تقدم العمر ووجبات الطعام الثقيلة، كانت بطنه ناعمة ومستديرة.
“سأقوم بترتيب الباقي.”
بسبب أناس مثل هؤلاء الذين أرادوا مساعدة المحتاجين، لم يستطع أن يكره البشر.
“ماذا تقول، سيباس ساما؟ كيف يمكنني أن أزعجك أكثر من ذلك؟”
ومع ذلك، كان سيباس يتوقع ذلك.
الفتاة التي رفعت رأسها للإجابة عليه كانت إحدى خادمات المعركة – سوليوشن إبسيلون.
تجعد جبين سوليوشن قليلاً، وخيبة الأمل على وجهها تتحدث عن نفسها. كأنه يريحها، تابع سيباس حديثه:
“حقًا الآن؟ لكني ألعب دور خادمك الآن، أليس كذلك؟”
“سيد سيباس.”
كانت هناك ابتسامة غريبة على وجه سيباس المتجعد.
لم يستطع إخبار الرجل الآخر بالأسباب الحقيقية وراء تعيين زاك. ومع ذلك، إذا قال إنه وظف زاك لأنه كان لا شيء بالنسبة له، فإن سيباس سيبدو سيئًا في عيون الآخرين وستتأثر آرائهم عنه.
بعد رؤية ابتسامة سيباس، تغير وجه سوليوشن لأول مرة، إلى ابتسامة غير مريحة.
“في الواقع، قد تكون محقًا في قول ذلك. ومع ذلك، فإن السيدة الشابة لا تحب وجود أشخاص بجانبها، لذا فأنا ملزم بالامتثال لطلباتها قدر الإمكان.”
“بالتأكيد، أنت خادمي الشخصي في الوقت الحالي. ومع ذلك، فأنا أيضًا تابعتك المخلصة، سيباس ساما.”
بالإضافة إلى ذلك، كانت كل خطوة تقوم بها أنيقة وراقية، حتى أثناء حدوث نوبة غضب.
“… حسنًا، هذا صحيح، إذن، بصفتي رئيسك، سأصدر أمرًا لكِ: مهامك اكتملت، وقد حان دوري للعمل. استريحي هنا حتى ننطلق.”
________________
“…نعم. شكرًا لك.”
“ومع ذلك، فإن السيدة الشابة على الأرجح لن تقبل هذا الاقتراح. أو بالأحرى، بالنظر إلى شخصية السيدة الشابة، فإنها لن تغير قرارها السابق.”
“إذن، سأذهب لمقابلة شالتير ساما على العربة وأبلغها عندما نغادر. يجب أن تكون قد سئمت من الانتظار.”
لم يستطع إخبار الرجل الآخر بالأسباب الحقيقية وراء تعيين زاك. ومع ذلك، إذا قال إنه وظف زاك لأنه كان لا شيء بالنسبة له، فإن سيباس سيبدو سيئًا في عيون الآخرين وستتأثر آرائهم عنه.
رفع سيباس بسهولة واحدة من أكبر قطع الأمتعة قبل أن يتحدث فجأة، كما لو كان قد فكر للتو في شيء ما.
لابد أنها كانت نبيلة في بلد ما، وريثة عائلة رفيعة. كانت تجعد شعرها الفرنسي الطويل في انزعاج، ونظرت في الطعام أمامها في حالة من عدم الرضا.
“بالحديث عن ذلك، هل يتحرك الهدف كما توقعنا؟”
“نعم – في الوقت الحالي، يلتقي برجل أشعث المظهر. هل ترغب في سماع ما يقولونه؟”
“نعم، كل شيء يسير كما هو متوقع.”
طرق سيباس عدة مرات، وأعلن نفسه، ثم دخل الغرفة.
ضغطت سوليوشن على الجلد الذي غطى عينها المغلقة بإحكام.
كانت هناك جميع أنواع الأطباق معبأة على الطاولة أمامها.
“من الجيد سماع ذلك. إذن، ما هو وضعه؟”
“- حسنًا، لا يمكنني فعل شيء حيال ذلك، إذن. سيباس سان، عندما تأتي إلى هذه المدينة مرة أخرى، من فضلك ابحث عني. سأرحب بكم بحرارة.”
“نعم – في الوقت الحالي، يلتقي برجل أشعث المظهر. هل ترغب في سماع ما يقولونه؟”
على الرغم من أنهم قرروا مغادرة هذه المدينة، إلا أنه أراد أن يتجنب باردو التفكير السيئ به. في المستقبل، قد يحتاجون إلى الاستفادة من الرجل.
“لا حاجة لذلك. سأقوم بنقل الأمتعة، لذا أعطيني تقريرًا موجزًا لاحقًا.”
إلا أن الخادم العجوز خلف الفتاة أبقى تعبيره محايدًا ولم يغير موقفه. حتى عندما استدارت الفتاة ونظرت إليه، ظل غير متأثر، وكأنه لا يستطيع التعبير عن أي تعبيرات أخرى للوجه.
“مفهوم.”
اقترب رجل كان ينتظر في الأجنحة من الخادم الشخصي.
التوى وجه سوليوشن فجأة.
ظهرت مظاهر البهجة على وجوه العديد من رواد المطعم عندما سمعوا هذه الكلمات. من المؤكد أن وجبة في نزل من الدرجة الأولى مثل هذا لن تكون رخيصة. إذا كان هذا الرجل العجوز على استعداد لدفع ثمن طعامهم، فسيكون هذا سببًا جيدًا كافيًا لمسامحة تلك الفتاة.
انخفضت زوايا عينيها بينما كان فمها منحنيًا لأعلى. في حين أنها تشبه الابتسامة بشكل غامض، إلا أن الالتواءات المطلوبة لإنتاج مثل هذا التعبير سيكون من المستحيل على الإنسان تحقيقها. ربما يكون من الأفضل وصفه بأنه وجه مشوه مصنوع من الطين.
في محاولة لحل هذه المشكلة، عملت “الأميرة الذهبية” بجد لتسيير الطرق من قبل حراس موالين للتاج. ومع ذلك، كان هناك عدد قليل جدًا من رجال الدوريات هؤلاء بحيث لا يكون للخطة أي تأثير. بالإضافة إلى ذلك، كان النبلاء قلقين من انتهاك امتيازاتهم، وعملوا على الوقوف في طريق رجال الدوريات.
“- آه، صحيح. سيباس ساما، أرجو السماح لي بتغيير الموضوع.”
التوى وجه سوليوشن فجأة.
“ما الأمر، سوليوشن؟”
كان هذا كله للتغطية على حقيقة أن كل شيء يسير كما هو مخطط له.
“… بعد كل هذا، هل يمكنني التخلص من هذا الرجل؟”
“أعتذر للجميع عن الإزعاج.”
حرر سيباس يده ليلمس شاربه وفكر في الأمر.
ومع ذلك، كان سيباس يتوقع ذلك.
“- فقط بإذن شالتير ساما. ومع ذلك، إذا سمحت لكِ بذلك، يمكنك أن تفعلِ به ما يحلو لكِ.”
“لا داعي للاعتذار. كنتِ تقومين بعملك فقط.”
تجعد جبين سوليوشن قليلاً، وخيبة الأمل على وجهها تتحدث عن نفسها. كأنه يريحها، تابع سيباس حديثه:
استخدم أعلى نزل في إرانتل – الجناح الذهبي اللامع – سحر [الحفظ] للحفاظ على مكوناتهم طازجة. وبطبيعة الحال، لم يُسمح إلا لأفضل الطهاة بتحويل المكونات المذكورة إلى وجبات.
“سوف تتحسن الأمور. إعطائكِ بشريًا واحدًا لا ينبغي أن يكون مشكلة.”
“ليست هناك حاجة لك للذهاب إلى مثل هذا المدى من أجلنا.”
“هل هذا صحيح؟ أنا أفهم. إذن، من فضلك قل لشالتير ساما إنني أريد ذلك الرجل، إذا أمكن ذلك بالطبع.”
“- صاحب النزل.”
كان لدى سوليوشن ابتسامة مرعبة. هذا التعبير المشمس والمبهج سيدخل قلب أي شخص يراه.
“هذا أحد الأسباب، و… لدي بعض… الأعمال الأخرى التي يجب الاهتمام بها.”
كان سيباس يشعر بالشفقة في نفس الوقت ويريد معرفة المزيد عن الرجل الذي يمكنه وضع مظهر مثل هذا على وجه سوليوشن. لذلك سألها:
“- صاحب النزل.”
“ماذا قال ذلك الرجل؟”
“نعم – في الوقت الحالي، يلتقي برجل أشعث المظهر. هل ترغب في سماع ما يقولونه؟”
“أوه، لقد قال ‘لا أطيق الانتظار لأمتع نفسي بجسدها’، لذلك بما أنه من الصعب الحصول على هذه الفرص، أنوي أن أستمتع معه أيضًا.”
“بالتأكيد، أنت خادمي الشخصي في الوقت الحالي. ومع ذلك، فأنا أيضًا تابعتك المخلصة، سيباس ساما.”
أصبحت ابتسامة سوليوشن أكثر إشراقًا.
“… بعد كل هذا، هل يمكنني التخلص من هذا الرجل؟”
تلك الابتسامة – البريئة مثل الطفل – تتطلع سيباس إلى ما سيحدث.
“في هذه الحالة، هل تريد مني إرسال بعض الرجال الموثوقين بهم معك؟”
صورة شالتير:
خدش زاك رأسه مرارًا وتكرارًا. على الرغم من أن شعره بدا نظيفًا بدرجة كافية، إلا أن الطريقة التي كان يحك بها جعلت الأمر يبدو كما لو كان سيبدأ في التخلص من قشور الجلد. تعمق عبوس القليل من الناس أكثر. ومع ذلك، سواء لاحظ ذلك أم لا، فقد انتهى به الأمر إلى الخدش أكثر.
نظر سيباس نحو ركن من قاعة الطعام، إلى رجل فقير المظهر يجرف الطعام في فمه. عندما لاحظ الرجل عيني سيباس عليه، وقف على قدميه وسار بسرعة نحو سيباس.
________________
اندفعت عيون زاك، بحثًا عن عذر آخر لتقديمه. ومع ذلك، لم يجد شيئًا، فتجهم.
ترجمة: Scrub
ابتسم سيباس بلطف للسمكة التي أخذت الطُعم:
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
