نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

Overlord 67

الفصل 2 - الجزء الأول

الفصل 2 - الجزء الأول

المجلد 4: رجال السحالي الأبطال
الفصل 2 – الجزء الأول – تجميع رجال السحالي

“هل هذا صحيح… إذًا، ما الذي تخططين للقيام به؟”

غلاف الفصل الثاني:

‘آه، أين رأيت وحشًا كهذا من قبل’ –

أصبحت الشمس عالية في السماء بعد نصف يوم من ركوب رورورو. وصل زاريوسو إلى وجهته دون مواجهة أي من الأعداء الذين كان قلقًا بشأنهم.

ظهرت أسئلة من هذا القبيل في ذهن زاريوسو، لكن لم يجيب عليها أحد.

كان هناك العديد من المنازل التي تشبه تلك الخاصة بقبيلة المخلب الأخضر، محاطة بحواجز من الأوتاد الحادة من جميع الجوانب. كانت الفجوات بين الأوتاد صغيرة إلى حد ما، لكنها كانت كافية لإبعاد الوحوش مثل رورورو. كان هناك عدد أقل من المباني هنا مقارنةً بقبيلة المخلب الأخضر، لكنها أكبر.

لم تستطع كروش لولو الرد عليه.

ولهذا، لا يمكن تحديد القبيلة التي لديها عدد أكبر من الناس.

ملأ طعم مرّ فمه، طرد منه التعب. بينما كانت بالكاد مقبولة من حيث النكهة، بعد مضغها عدة مرات، ازدهرت النكهة على لسانه. بالإضافة إلى ذلك، حتى الأنفاس التي يزفرها كان لها نفس المذاق.

رفع كل مبنى علمًا يرقص في مهب الريح. كان العلم مزينًا برمز قبيلة “العين الحمراء”.

“… بعد ما ناقشناه بالأمس، نؤيد حاليًا الفرار.”

في الواقع، كانت هذه هي الوجهة الأولى التي اختارها زاريوسو – مكان إقامة قبيلة العين الحمراء.

غير قادرةً على تحمل الضغط من الداخل، انفجر الغطاء على مشاعر كروش لولو.

بعد النظر حوله، تنفس زاريوسو الصعداء.

“هل أنتِ مستعدة للانطلاق؟”

لحسن الحظ، ما زالوا يعيشون حيث أخبرته معلوماته السابقة أنهم سيكونون. كان يخشى أن يكونوا قد هاجروا بعد الحرب السابقة، وحينها سيضطر أن يبدأ بالعثور على قبيلتهم.

“قال المخلوق إننا سنكون الضحية الرابعة.”

بالنظر إلى الاتجاه الذي جاء منه، رأى زاريوسو قريته في حدود رؤيته. يجب أن يكونوا بالتأكيد يستعدون لترحيب كبير بضيوفهم القادمين. وبينما شعر بعدم الارتياح عندما غادر قريته، كان متأكدًا تمامًا الآن من أنهم لن يتعرضوا للهجوم.

“وماذا لو لم نستطع؟”

أفضل دليل على ذلك هو وصول زاريوسو بأمان إلى هنا.

ربما شعرت كروش بما كان يفكر فيه زاريوسو، لكنها ضحكت وكأنها تسخر من نفسها.

على الرغم من أنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان ذلك قد تم سهوًا من قبل ما يسمى بـ الوجود السامي أو إذا كان هذا التطور يندرج ضمن النطاق المتوقع للأحداث، يبدو أن العدو لم يقصد التراجع عن كلامه و الهجوم مبكرًا. هذا سمح لهم بإعداد أنفسهم.

من زاوية عينه، لاحظ زاريوسو العديد من المحاربين من قبيلة العين الحمراء يتبعون تحركاته من داخل الحاجز. مثل المحاربين من قبيلة المخلب الأخضر، لم يرتدوا أي دروع وحملوا رماحًا طويلة، كان كل منها في الأساس عبارة عن عصا طويلة مائلة برأس حادة عظمية. حمل آخرون القاذفات، لكن حقيقة عدم إطلاق أي منهم مقذوفات عليه تشير إلى أنهم لم يكن لديهم نية للهجوم على الفور.

بالطبع، حتى لو ظهرت قوى ذلك الوجود السامي، لم يكن أمام زاريوسو خيار سوى القتال بكل قوته.

“- هل هناك شيء خاطئ؟”

نزل زاريوسو من على رورورو وتمدد بتكاسل.

بينما كانت رحلة رورورو بالكاد مستقرة، شعر لسبب ما أنه لا يزال بإمكانه النوم فوقه.

على الرغم من أن ركوب رورورو لفترات طويلة جعل عضلاته متيبسة، إلا أن التمدد بهذه الطريقة جعله يشعر بالراحة.

انحنت كروش بعمق ورفعت ذيلها.

بعد ذلك، أشار زاريوسو إلى رورورو ليبقى في مكانه وينتظر. بعد ذلك، أخرج بعض الأسماك المجففة من أكياس سرجه وأطعمها إلى رورورو.

رفعت كروش لولو رأسها، كما لو كانت قد طعنت بإبرة. استدارت بصلابة نحو زاريوسو، الذي كان على وجهه نظرة مفاجأة.

في الأصل، كان ينوي أن يجلب شعبه حصصهم الغذائية إلى هنا، لكنه لم يستطع إصدار هذا الأمر لأنه ربما يضر بأراضي صيد قبيلة العين الحمراء.

“أشعر أن التحالف سيعزز روح التعاون المتبادل ويغير وجهات نظرنا. سيكون الجميع رفاقًا أراقوا الدماء معًا، وليس أناسًا من قبائل مختلفة.”

بعد التربيت على جميع رؤوس رورورو، انطلق زاريوسو بنفسه.

تضاءل صوت زاريوسو هنا، ثم درس رد فعل كروش لولو بعد أن قال، “لقد هربت منه.”

إذا أبقى رورورو بجانبه، فإن وجود الهيدرا قد يجعل الجانب الآخر حذرًا جدًا من الخروج والتحدث. منذ أن جاء زاريوسو ليقترح تحالفًا، لم يكن يريد الضغط عليهم بلا داعٍ.

(تفكر بدونية في نفسها لأنه الذي لديهم المهق مضطهدين)

تناثر الماء حول قدميه وهو يتقدم.

“اسمحي لي أن أصرح برأيي الصادق.”

من زاوية عينه، لاحظ زاريوسو العديد من المحاربين من قبيلة العين الحمراء يتبعون تحركاته من داخل الحاجز. مثل المحاربين من قبيلة المخلب الأخضر، لم يرتدوا أي دروع وحملوا رماحًا طويلة، كان كل منها في الأساس عبارة عن عصا طويلة مائلة برأس حادة عظمية. حمل آخرون القاذفات، لكن حقيقة عدم إطلاق أي منهم مقذوفات عليه تشير إلى أنهم لم يكن لديهم نية للهجوم على الفور.

أصبحت الشمس عالية في السماء بعد نصف يوم من ركوب رورورو. وصل زاريوسو إلى وجهته دون مواجهة أي من الأعداء الذين كان قلقًا بشأنهم.

لم يرغب زاريوسو في إثارة غضبهم أيضًا، لذلك اقترب ببطء حتى وصل إلى بوابتهم الرئيسية. ثم التفت إلى رجال السحالي الذين يراقبونه بحذر، وصرخ بأعلى صوته:

ومع ذلك، لن يتراجع زاريوسو هنا، لأنه من المحتمل أن يكون هذا شريان حياة يمكن أن ينقذ الجميع.

“أنا زاريوسو شاشا من قبيلة المخلب الأخضر! أطلب لقاءً مع زعيمكم!”

كانت الفكرة راديكالية – فكرة أن كل شخص يمكن الاستغناء عنه إلى جانب المحاربين والصيادين والكهنة. ومع ذلك، يمكنها فهم الأساس المنطقي وراء ذلك. أو بالأحرى، عندما يأخذ المرء نظرة طويلة على الأشياء، فإن التضحية بالآخرين هو الخيار الأكثر حكمة لمعظم المواقف.

بعد مرور بعض الوقت، وصل رجل سحلية عجوز يحمل عصا. كان يتبعه خمسة من أفراد قبيلته. رسم على جسد الرجل السحلية العجوز رسومات و وشوم بيضاء.

“- لماذا؟”

‘هل هو كبير الكهنة الخاص بقبيلتهم؟’

لم يتألم، ولكن –

وقف زاريوسو هناك بطريقة مثيرة للإعجاب حتى عندما كان يقف هناك منتظرًا.

لم تعرف كروش لولو ما سيقوله زاريوسو بعد ذلك، وأبقت عينيها مثبتتين عليه.

حاليا، كانا متساويين. وبالتالي، لم يستطع إظهار أي علامة ضعف. ظل زاريوسو ثابتًا حتى بينما كان الكاهن يتفقد العلامة التي على صدره.

‘ماذا يقول هذا الرجل!؟’

“أنا زاريوسو شاشا من المخلب الأخضر. هناك شيء يجب أن أناقشه معكم.”

نظرًا لعدم معاملتها كامرأة من قبل، فقد ألقيت بها هذه التجربة في حالة من الاضطراب. لم تلاحظ الطريقة التي ارتعش بها طرف ذيل زاريوسو قليلاً. كان الذكر الذي أمامها يكافح أيضًا للسيطرة على عواطفه ومنعها من الاندفاع للخارج.

“… على الرغم من أنني لا أرغب في الترحيب بك، فقد قرر قائدنا منحك لقاءً. تعال معي.”

نظر زاريوسو إلى الشمس، التي بدت صفراء زاهية رغم أنها أشرقت للتو، ثم نظر إلى البوابة الرئيسية. خيم عليه شعور بالارتباك، لأن شيئًا غريبًا قد خرج منها.

ترك هذا الرد الملتوي زاريوسو في حيرة من أمره.

“أعتقد أن هذا ما يسمونه الحب من النظرة الأولى. أيضًا، قد نموت في هذه المعركة، لذلك لم أرغب في ترك أي ندم ورائي.”

ما حيره هو عدم مناداتهم لقائدهم “بالزعيم”. بالإضافة إلى ذلك، لم يطلبوا منه أي دليل على هويته. لكنه لم يسأل عن هذا، سيكون الأمر مزعجًا إذا تحدث كثيرًا وأزعجهم. بشعور غامض بأن شيئًا ما كان خطأ، تبع زاريوسو مجموعة رجال السحالي.

“في الوقت الحالي، نخطط لإخلاء عشرة محاربين وعشرين صيادًا وثلاثة كهنة وسبعين ذكرًا ومائة أنثى وبعض الأطفال.”

♦ ♦ ♦

كان هذا سؤالًا لا يمكنه التهرب منه. أخذ زاريوسو نفسًا عميقًا، وكذلك فعلت كروش لولو.

تم جلبه إلى منزل صغير جيد التجهيز.

“- شكرًا جزيلًا لكِ.”

كان من السهل أن يكون أكبر من منزل شقيق زاريوسو في قريته. زُيِنَت الجدران بزخارف مرسومة بدهانات نادرة، مما يدل على المكانة العالية لساكنها.

إذا كانت لا تزال على استعداد للوقوف والتقدم، فهي ليست ضعيفة.

الغريب أن هذا المنزل يفتقر إلى النوافذ، رغم وجود فتحات تهوية منتشرة في جميع أنحاء جدرانه. مثل أي رجل سحلية آخر، يمكن أن يرى زاريوسو جيدًا في الظلام. ومع ذلك، هذا لا يعني أنهم استمتعوا بالعيش في الظلام.

“في الوقت الحالي، نخطط لإخلاء عشرة محاربين وعشرين صيادًا وثلاثة كهنة وسبعين ذكرًا ومائة أنثى وبعض الأطفال.”

ولما كان الأمر كذلك، لماذا عاش هذا القائد في كوخ صغير مظلم؟

على الرغم من أن ركوب رورورو لفترات طويلة جعل عضلاته متيبسة، إلا أن التمدد بهذه الطريقة جعله يشعر بالراحة.

ظهرت أسئلة من هذا القبيل في ذهن زاريوسو، لكن لم يجيب عليها أحد.

ومع ذلك، فكر زاريوسو بشكل مختلف.

بالنظر إلى الوراء، رأى أن الكاهن والمحاربين الذين قادوه إلى هنا لم يتم العثور عليهم في أي مكان.

أومأت كروش لولو.

عندما سمع لأول مرة الأشخاص الذين يقودونه يخبرون الجميع بالمغادرة، كان يعتقد أنهم كانوا مهملين للغاية، وكان قد سأل تقريبًا عن سبب قيامهم بذلك.

‘لماذا تخبرني بهذا؟ لماذا تخبرني بشيء كان يجب أن تحتفظ به سراً طوال حياتها، لشخص من خارج القبيلة – لمسافر؟ هل يمكن أنها لا تنوي السماح لي بالمغادرة على قيد الحياة… لا، لا يبدو الأمر كذلك.’

ومع ذلك، بمجرد أن علم زاريوسو أن الطلب جاء من زعيم القرية ازداد احترامه تجاه الشخص الموجود داخل الكوخ.

“- شكرًا لكِ.”

كان زاريوسو قد وعد شقيقه الأكبر بأنه سيعود بأمان، لكن هذا لا يعني أنه يجب أن يعود سالمًا. إن إحاطة المحاربين المسلحين لممارسة الضغط عليه لن يجدي نفعًا. بدلاً من ذلك، إذا فعلوا ذلك، لكان قد أصيب بخيبة أمل بسبب افتقارهم إلى البصيرة.

الغريب أن هذا المنزل يفتقر إلى النوافذ، رغم وجود فتحات تهوية منتشرة في جميع أنحاء جدرانه. مثل أي رجل سحلية آخر، يمكن أن يرى زاريوسو جيدًا في الظلام. ومع ذلك، هذا لا يعني أنهم استمتعوا بالعيش في الظلام.

ومع ذلك، إذا كان العدو قد توقع ذلك بالفعل، وقدم هذا العرض الرائع له…

بينما كان زاريوسو يتذكر المشاهد التي رآها كمغامر، كانت رورورو تزمجر بطريقة تهديدية من خلفه.

‘هل هذا يعني أنني سأتعامل مع مفاوض ماهر…’

لم تستطع كروش لولو الرد عليه.

تجاهل زاريوسو عمدًا الناس الذين يراقبونه من بعيد. صعد إلى الباب وصرخ بصوت عال:

“بالتأكيد. حقيبتي مليئة بكل ما أحتاجه.”

“أنا زاريوسو شاشا من قبيلة المخلب الأخضر! قيل لي أن زعيم هذه القبيلة هنا! هل يمكنني الالتقاء بك؟”

ما حيره هو عدم مناداتهم لقائدهم “بالزعيم”. بالإضافة إلى ذلك، لم يطلبوا منه أي دليل على هويته. لكنه لم يسأل عن هذا، سيكون الأمر مزعجًا إذا تحدث كثيرًا وأزعجهم. بشعور غامض بأن شيئًا ما كان خطأ، تبع زاريوسو مجموعة رجال السحالي.

أجاب صوت خافت، مما سمح له بالدخول. كان صوت أنثوي.

“يبدو أنه حتى حامل ألم الصقيع – أحد الكنوز الأربعة – يعتبرني شاذة أيضًا.”

دخل زاريوسو دون تردد.

“وماذا لو لم نستطع؟”

كما هو متوقع، كان الداخل مظلمًا للغاية.

“هل هذا غريب؟”

بينما كان يمتلك الرؤية الليلية، فإن التغيير الدراماتيكي في مستويات الضوء جعل زاريوسو يرمش.

بالإضافة إلى ذلك، حتى لو مات السحالي العجائز في المعركة، فسيكون ذلك موتًا مجيدًا لهم.

تعلقت رائحة كريهة في الهواء، ربما بسبب طهو نوع من الأعشاب. كان زاريوسو يتوقع رؤية امرأة عجوز، لكن الصوت حطم بسهولة هذا التصور المسبق له.

“هذا الشيء يخلط بين عقل الشخص وعويله، وهو مخلوق غير مادي. الأسلحة غير السحرية عديمة الفائدة ضده، لذلك لا نستطيع إرهاقه بالأرقام.”

“مرحبًا بك.”

“وماذا لو لم نستطع؟”

جاء الصوت عبر باب من داخل الغرفة المظلمة، لذلك افترض أنه لا بد أنه يخص شخصًا عجوزًا. لكن الآن، أدرك أن صوتها كان شابًا ومليئًا بالحيوية.

هذا هو السبب في أنه أرادهم أن يتحدوا ويقاتلوا. حتى لو خسروا، فإن عدد رجال السحالي سينخفض.

عندما تكيفت عيون زاريوسو أخيرًا مع الضوء المحيط، ظهر شكل امرأة سحلية في مجال رؤيته.

“- شكرًا جزيلًا لكِ.”

بياض الثلج.

ولما كان الأمر كذلك، لماذا عاش هذا القائد في كوخ صغير مظلم؟

كان هذا أول ما فكر به زاريوسو عندما رآها.

“إذًا، ماذا سيحدث إذا حاولت القبائل الخمس الإخلاء والفرار في الحال؟”

كانت قشورها بيضاء كالثلج ومشرقة كالنهار، نظيفة وخالية من العيوب.

لم يكن لدى كروش لولو أي فكرة عن كيفية الرد على رد زاريوسو البارد.

كانت عيناها المستديرة اللامعة قرمزية متوهجة مثل الياقوت. لم يكن جسدها النحيف ذكوريًا، بل أنثويًا.

“لقد لجأنا إلى أكل لحوم جنسنا – أكلنا رفاقنا الموتى.”

كان جسدها مغطى بتصاميم قبلية باللونين الأحمر والأسود تشير إلى أنها كانت بالغة، وأنها تعرف الكثير من التعاويذ…

عندما سمع رد كروش لولو الذي ينتقد الذات، أجاب زاريوسو بتعبير بدا أنه يقول، ما هذا الهراء الذي تنفثينه؟

… وأنها غير متزوجة.

تجاهل زاريوسو عمدًا الناس الذين يراقبونه من بعيد. صعد إلى الباب وصرخ بصوت عال:

(تبًا كيف عرف)

“خذ. هذه فاكهة ريكيريكو. كُلْهَا.”

عزيزي القارئ، هل طعنك رمح من قبل؟

لم تعرف كروش لولو ما سيقوله زاريوسو بعد ذلك، وأبقت عينيها مثبتتين عليه.

حصل هذا مع زاريوسو. لقد كان ألمًا شديدًا جعله يشعر أن شيئًا ساخنًا قد تم الضغط عليه بقوة على جسده، وهو ألم ينبض في جسده طرديًا مع دقات قلبه. شهد زاريوسو شيئًا من هذا القبيل.

نظر زاريوسو إلى الشمس، التي بدت صفراء زاهية رغم أنها أشرقت للتو، ثم نظر إلى البوابة الرئيسية. خيم عليه شعور بالارتباك، لأن شيئًا غريبًا قد خرج منها.

لم يتألم، ولكن –

“… إذًا حتى حامل ألم الصقيع يشعر أنه قد يموت؟”

وقف زاريوسو بصمت في وضعه الأصلي.

ملأ الصمت القصير الكوخ، لكنه لم يستمر. كان زاريوسو ضيفًا، لذلك كان على كروش لولو – بصفتها المضيفة – التحدث أولاً.

كان رد فعل نظيره على صمته غير قابل للقراءة. بابتسامة ساخرة، سألت:

‘لكن هذا كله خطأك! فقط اسرع وقل شيئًا!’

“يبدو أنه حتى حامل ألم الصقيع – أحد الكنوز الأربعة – يعتبرني شاذة أيضًا.”

كان هذا سؤالًا لا يمكنه التهرب منه. أخذ زاريوسو نفسًا عميقًا، وكذلك فعلت كروش لولو.

(شاذة ليس معناها ميول مثلية بل مختلفة عن الجميع)

ثم ماذا عن الاتفاق معه ثم الهرب مع الجميع؟

في البرية، كان المهق حالة نادرة جدًا. كان ذلك لأن المصابين بالمهق كانوا واضحين للغاية وكانوا يواجهون صعوبة في التغلب على قسوة الحياة.

“ما يقلقني هو ما سيحدث بعد الفرار و الإخلاء.”

ينطبق الشيء نفسه على رجال السحالي، الذين امتلكوا درجة من الحضارة. كان ذلك بسبب افتقارهم إلى التكنولوجيا لتقوية الأشخاص الذين يخشون الشمس ويعانون من ضعف البصر من البقاء على قيد الحياة. نتيجة لذلك، كان هناك عدد قليل جدًا من البالغين من أصحاب المهق، وقد قُتل بعضهم عند الولادة.

“آه، أنتَ لم تعطني إجابتك بعد. هل ستدعني آتي معك؟”

بين رجال السحالي، كان إعتبارهم مصدر إزعاج بالفعل أمرًا جيدًا. في أسوأ السيناريوهات، كان يُنظر إلى البعض على أنهم وحوش. كان هذا هو معنى السخرية في ابتسامتها.

بالإضافة إلى ذلك، حتى لو مات السحالي العجائز في المعركة، فسيكون ذلك موتًا مجيدًا لهم.

ومع ذلك، لم ينطبق أي من ذلك على زاريوسو.

عزيزي القارئ، هل طعنك رمح من قبل؟

“- ما خطبك؟” استفسرت المرأة، الذي وجهت السؤال إلى زاريوسو المتجمد على عتبة بابها.

ينطبق الشيء نفسه على رجال السحالي، الذين امتلكوا درجة من الحضارة. كان ذلك بسبب افتقارهم إلى التكنولوجيا لتقوية الأشخاص الذين يخشون الشمس ويعانون من ضعف البصر من البقاء على قيد الحياة. نتيجة لذلك، كان هناك عدد قليل جدًا من البالغين من أصحاب المهق، وقد قُتل بعضهم عند الولادة.

كان رد زاريوسو عبارة عن صرخة غريبة، مع وجود بعض الغوغاء في المنتصف.

ما كان يقصده هو أنه لن يسمح لقبيلة العين الحمراء بالهجرة إلى مكان آخر بأعداد غير منقوصة.

اتسعت عينا المرأة السحلية وانخفض فكها قليلاً. اشتمل هذا على دهشتها وارتباكها وإحراجها.

ولهذا، لا يمكن تحديد القبيلة التي لديها عدد أكبر من الناس.

كان يُعرف هذا الصوت باسم نداء التزاوج.

حصل هذا مع زاريوسو. لقد كان ألمًا شديدًا جعله يشعر أن شيئًا ساخنًا قد تم الضغط عليه بقوة على جسده، وهو ألم ينبض في جسده طرديًا مع دقات قلبه. شهد زاريوسو شيئًا من هذا القبيل.

بعد أن أدرك الفعل الأحمق الذي قام به دون وعي، تحرك ذيله ذهابًا وإيابًا؛ مما يعني أنه خجول مثل بشري لديه خدود حمراء. لقد ضرب بعنف لدرجة أنه بدا كما لو أن المنزل سيُهدم.

(شاذة ليس معناها ميول مثلية بل مختلفة عن الجميع)

“إيه، لا. هذا ليس المقصود. لم أقصد ذلك، أنا-“

“…حسنًا. إذًا، من فضلكِ ساعديني، كروش لولو.”

بدا أن رد فعل زاريوسو المذعور أدى إلى تهدئة الأنثى. حاولت تهدئته بنبرة غاضبة.

كانت تعلم جيدًا أن قبيلتها سوف يتم ذمها بسبب ذلك. لكن لماذا –

“من فضلك اهدأ. سيكون الأمر مزعجًا للغاية بالنسبة لي إذا فقدت السيطرة هنا.”

أفضل دليل على ذلك هو وصول زاريوسو بأمان إلى هنا.

“آه! آسف.”

ملأ النحيب الهواء بهدوء. من الناحية البيولوجية، كان هناك قدر ضئيل من الدموع، لكن الحقيقة هي أنه على المستوى النفسي، تم كسرها لدرجة البكاء.

بعد الاعتذار، دخل زاريوسو الكوخ. حتى الآن، كان ذيل المرأة السحلية مسطحًا على الأرض. يبدو أنها تمكنت أخيرًا من استعادة رباطة جأشها. ومع ذلك، فقد ارتعش طرفها وارتجفت، مما ألمح إلى أنها لم تهدأ تمامًا بعد.

اختار زاريوسو الصمت لأنه كان محرجًا مما فعله، لكن كروش لولو لم تدرك ذلك لأنها حاولت وضع غطاء على البركان الذي في قلبها.

“من هنا لو سمحت.”

بعد مرور الوقت الكافي لهم لاستعادة رباطة جأشهم، أدركت كروش لولو أنه يجب عليهم العودة إلى الموضوع الأصلي في الوقت الحالي.

“- شكرًا لكِ.”

حصل هذا مع زاريوسو. لقد كان ألمًا شديدًا جعله يشعر أن شيئًا ساخنًا قد تم الضغط عليه بقوة على جسده، وهو ألم ينبض في جسده طرديًا مع دقات قلبه. شهد زاريوسو شيئًا من هذا القبيل.

قادت الأنثى زاريوسو إلى ما بدا وكأنه مقعد على الأرض بدا وكأنه منسوج من ألياف نباتية. أخذت مكانًا مقابله بمجرد أن جلس.

حاليا، كانا متساويين. وبالتالي، لم يستطع إظهار أي علامة ضعف. ظل زاريوسو ثابتًا حتى بينما كان الكاهن يتفقد العلامة التي على صدره.

“أنا ممتن لمقابلتكِ. أنا مسافر من قبيلة المخلب الأخضر، زاريوسو شاشا.”

بعد الاعتذار، دخل زاريوسو الكوخ. حتى الآن، كان ذيل المرأة السحلية مسطحًا على الأرض. يبدو أنها تمكنت أخيرًا من استعادة رباطة جأشها. ومع ذلك، فقد ارتعش طرفها وارتجفت، مما ألمح إلى أنها لم تهدأ تمامًا بعد.

“شكرًا لك على تقديمك الرسمي. أنا القائم بأعمال زعيم قبيلة العين الحمراء، كروش لولو.”

ومع ذلك، إذا أخبرته بردها، فإن الكثير من الناس سيموتون بالتأكيد.

بعد تقديم نفسيهما، درس الاثنان بعضهما البعض، كما لو كانا يجريان تقييمًا لنظيرهما.

“احم، كنت أقول، ألا تخشى جسدي الأبيض هذا؟”

ملأ الصمت القصير الكوخ، لكنه لم يستمر. كان زاريوسو ضيفًا، لذلك كان على كروش لولو – بصفتها المضيفة – التحدث أولاً.

“قال المخلوق إننا سنكون الضحية الرابعة.”

“إذًا، دعنا نتوقف عن المجاملات. أود أن نكون قادرين على التحدث بحرية، لذلك سيكون من المناسب الاسترخاء.”

في النهاية، ضربت ذيولهم مرارًا وتكرارًا على الأرض، بقوة لدرجة أن المنزل بأكمله بدا وكأنه يهتز.

أومأ زاريوسو برأسه استجابة لطلب الانفتاح.

لم يمض وقت طويل حتى تخلصت كروش لولو من صدر زاريوسو.

“أنا ممتنة لذلك. الحقيقة هي أنني لست معتادة على التحدث بشكل رسمي.”

“إذًا، من فضلكِ أعطني ردكِ أيتها القائمة بأعمال زعيم قبيلة العين الحمراء، كروش لولو.”

♦ ♦ ♦

قطع زاريوسو كلماته في منتصف الطريق.

“إذًا، لماذا أتيت إلى هنا؟”

“… حسنًا، سأطرح عليكِ سؤالاً آخر. لماذا تلبسين هكذا؟”

كانت لدى كروش لولو فكرة عامة بالفعل، على الرغم من سؤالها.

كان من الطبيعي التردد، لأن هذا يتعلق بمصير قبيلة العين الحمراء.

ظهر الكائن الغامض في وسط قريتهم، ويبدو أن شخصًا آخر قد استخدم سحر التحكم في السحب من الدرجة الرابعة – [التحكم في السحب]. بالإضافة إلى ذلك، كان الزائر بطل رجال السحالي من قبيلة أخرى.

“أعتقد أن هذا ما يسمونه الحب من النظرة الأولى. أيضًا، قد نموت في هذه المعركة، لذلك لم أرغب في ترك أي ندم ورائي.”

وبالتالي، يمكن أن يكون هناك إجابة واحدة فقط. بينما كانت كروش لولو تتساءل عن كيف سيكون رد زاريوسو، سمعت إجابة فاقت توقعاتها تمامًا.

لم يمض وقت طويل حتى تخلصت كروش لولو من صدر زاريوسو.

“- من فضلك تزوجيني.”

كانت كروش لولو ممتنة لذلك.

عبس زاريوسو. لم يكن هذا ما تخيله.

ومع ذلك، لم ينطبق أي من ذلك على زاريوسو.

-!

“… إيه؟”

“آه -؟”

ومع ذلك، فقد كانوا القبيلة التي هم في أمس الحاجة إلى قوتهم خلال الصراع القادم.

للحظة، تساءلت كروش لولو عما إذا سمعت أوهامًا.

كانت حزمة عشب.

“احم، هذا ليس سبب مجيئي. بالإضافة إلى ذلك، أعلم جيدًا أن هذا النوع من الأمور يجب أن تأتي بعد أن ننتهي من مناقشة الأعمال. ومع ذلك، لا يمكنني إنكار ما أشعر به في قلبي. أعتقد أنكِ تفكري فيَّ أنني ذكر أحمق.”

ترك هذا الرد الملتوي زاريوسو في حيرة من أمره.

“اوو، إيه ، مم. أوه…”

إذا غادروا هذا المكان وبنوا حياة جديدة في مكان آخر، فسيستلزم ذلك الدخول في بيئة جديدة. سيكون عليهم أن يراهنوا بحياتهم في صراع من أجل الحياة والموت – من أجل البقاء – والفوز. وفي الحقيقة، لم يكن رجال السحالي هم حكام هذه البحيرة. لقد قاتلوا لسنوات لاقتناء مكانتهم في هذه الأراضي الرطبة. جنس مثلهم لا يستطيع بسهولة اقتلاع جذوره والازدهار في منطقة مجهولة.

بعد سماع هذه الكلمات التي لم تسمعها من قبل منذ ولادتها، والتي اعتقدت أنها لن توجه إليها أبدًا، مزقت عاصفة من الفوضى قلب كروش لولو، ولم تكن قادرة تمامًا على التركيز.

كان يُعرف هذا الصوت باسم نداء التزاوج.

ابتسم زاريوسو بمرارة عندما رأى كروش لولو في تلك الحالة، وتابع:

عزيزي القارئ، هل طعنك رمح من قبل؟

“أنا آسف، أنا حقًا آسف. لا ينبغي أن أفعل شيئًا كهذا في وقت كهذا. لا مانع إذا أخبرتني ردك لاحقًا..”

“إيه، أم … همم.”

لحسن الحظ، ما زالوا يعيشون حيث أخبرته معلوماته السابقة أنهم سيكونون. كان يخشى أن يكونوا قد هاجروا بعد الحرب السابقة، وحينها سيضطر أن يبدأ بالعثور على قبيلتهم.

بعد بعض العناء، تمكنت كروش لولو أخيرًا من جمع أفكارها مرة أخرى، أو على الأقل تمكنت من البدء في التفكير مرة أخرى. على أي حال، هدأت أخيرًا، ولكن عندما ظهرت كلمات زاريوسو في ذهنها، شعرت كما لو أن رأسها سيحترق في أي لحظة.

أفضل دليل على ذلك هو وصول زاريوسو بأمان إلى هنا.

درست وجه الرجل المقابل لها، مع الحرص على عدم ملاحظتها لأنها كانت تقيس تعابيره الرزينة.

“… إنه مثل الثلج الذي يغطي الجبال.”

‘لا أصدق أنه يمكن أن يكون هادئًا للغاية بعد أن قال لي هذا… هل يقدم مقترحات مثل هذه كثيرًا؟… بالحديث عن ذلك، إنه وسيم جدًا… آه! ما الذي أفكر فيه!؟ يجب أن يكون هذا مخطط له… نعم، هذا صحيح. من الواضح أنه يحاول فقط أن يغريني. علاوة على ذلك، ليس الأمر كما لو أن هناك شخص سيقدم اقتراح زواج لشخص مثلي …!’

“خذ. هذه فاكهة ريكيريكو. كُلْهَا.”

(تفكر بدونية في نفسها لأنه الذي لديهم المهق مضطهدين)

“آه! آسف.”

نظرًا لعدم معاملتها كامرأة من قبل، فقد ألقيت بها هذه التجربة في حالة من الاضطراب. لم تلاحظ الطريقة التي ارتعش بها طرف ذيل زاريوسو قليلاً. كان الذكر الذي أمامها يكافح أيضًا للسيطرة على عواطفه ومنعها من الاندفاع للخارج.

ناقشت كروش لولو مزايا وعيوب إنشاء تحالف. من المؤكد أن قبيلة المخلب الأخضر ستختار القتال، وكان زاريوسو هنا على الأرجح لتأمين تحالف للقتال معهم. كيف يمكنها تحويل ذلك لصالح قبيلة العين الحمراء؟

وهكذا مر الصمت بينهما لبعض الوقت. سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكن الاثنان من تبريد رؤوسهم بسبب الأفكار المحمومة.

تجاهل زاريوسو عمدًا الناس الذين يراقبونه من بعيد. صعد إلى الباب وصرخ بصوت عال:

بعد مرور الوقت الكافي لهم لاستعادة رباطة جأشهم، أدركت كروش لولو أنه يجب عليهم العودة إلى الموضوع الأصلي في الوقت الحالي.

عندما سمع رد كروش لولو الذي ينتقد الذات، أجاب زاريوسو بتعبير بدا أنه يقول، ما هذا الهراء الذي تنفثينه؟

تمامًا عندما فكرت كروش لولو في أن تسأل زاريوسو عن أسباب قدومه إلى هذه القرية، تذكرت ما قاله للتو.

عندما تكيفت عيون زاريوسو أخيرًا مع الضوء المحيط، ظهر شكل امرأة سحلية في مجال رؤيته.

‘كيف لي أن أسأل شيئًا كهذا!؟’

وقف زاريوسو بصمت في وضعه الأصلي.

صفع ذيل كروش لولو الأرض. ارتجف الذكر أمامها، كما لو أنه تعرض للضرب جسديًا.

“همم… حسنًا، لقد رأيت وحشًا كهذا من قبل…”

أصيبت كروش لولو بالذعر، مدركةً أن هذا كان سلوكًا فظًا للغاية.

“… متى سيتم مهاجمة قبيلة العين الحمراء؟”

حتى لو كان مسافرًا، فإنه لا يزال يمثل قبيلته. لم يكن رجل سحلية عادي، بل كان بطلاً يحمل ألم الصقيع. لم يكن هذا هو الموقف الذي كان عليها أن تتخذه مع شخص كهذا.

“أنا أرى… هل يمكن لجميع الكهنة إلقاء تعويذات كهذه؟”

‘لكن هذا كله خطأك! فقط اسرع وقل شيئًا!’

“…”

اختار زاريوسو الصمت لأنه كان محرجًا مما فعله، لكن كروش لولو لم تدرك ذلك لأنها حاولت وضع غطاء على البركان الذي في قلبها.

أغمضت كروش لولو عينيها واستدعت وجه الزعيم السابق.

استمر الصمت. أدركت أن هذا لا يمكن أن يستمر، اتخذت كروش لولو قرارها وقررت تغيير الموضوع.

“بصفتي القائمة بأعمال الزعيم، هل لي أن أسأل كم عدد الأشخاص الذين تنوي إخلائهم؟”

“بالنظر إلى أنك لست خائفًا من مظهري، أعتقد أنك شجاع جدًا، هل أنا على حق؟”

عندما تصطدم القبائل المستنفدة بقبيلة العين الحمراء – التي كانت قوتها غير منقوصة – ستكون معرضة لخطر الفناء. لتجنب ذلك، كان الخيار الوحيد أمامهم هو الاعتداء على أي قبائل لم تختر الانضمام إلى التحالف. لقد كان قرارًا عقلانيًا تمامًا تم اتخاذه من منظور قائد أفراده في خطر، وإذا كانت في مكانه، فربما تكون قد اتخذت هذا القرار أيضًا.

عندما سمع رد كروش لولو الذي ينتقد الذات، أجاب زاريوسو بتعبير بدا أنه يقول، ما هذا الهراء الذي تنفثينه؟

بينما كان زاريوسو يتذكر المشاهد التي رآها كمغامر، كانت رورورو تزمجر بطريقة تهديدية من خلفه.

ما الذي يفكر فيه بحق الجحيم؟ فكرت كروش لولو.

“نعم، تربية الأسماك التي يجب أن تؤكل.”

“احم، كنت أقول، ألا تخشى جسدي الأبيض هذا؟”

كان هناك العديد من المنازل التي تشبه تلك الخاصة بقبيلة المخلب الأخضر، محاطة بحواجز من الأوتاد الحادة من جميع الجوانب. كانت الفجوات بين الأوتاد صغيرة إلى حد ما، لكنها كانت كافية لإبعاد الوحوش مثل رورورو. كان هناك عدد أقل من المباني هنا مقارنةً بقبيلة المخلب الأخضر، لكنها أكبر.

“… إنه مثل الثلج الذي يغطي الجبال.”

“هل أنتِ مستعدة للانطلاق؟”

“… إيه؟”

وهكذا مر الصمت بينهما لبعض الوقت. سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكن الاثنان من تبريد رؤوسهم بسبب الأفكار المحمومة.

“- إنه لون جميل.”

لم يستطع زاريوسو الرد على ذلك. عندما فكر في الأمر بهدوء، كان هناك العديد من المزايا لإحضار كروش لولو معه. ومع ذلك، كذكر، لم يرغب في إحضار الأنثى التي كان يحبها إلى مكان كان يعلم أن هناك خطرًا كبيرًا ينتظرها.

وبالطبع، قال لها الشيء الوحيد الذي لم يقوله لها أحد من قبل.

لقد كانت نتيجة منطقية ومناسبة للغاية.

‘ماذا يقول هذا الرجل!؟’

كان كل شيء عنهم يكتنفه الغموض، لذا فإن الانتقال إلى مجالهم كان أمرًا محفوفًا بالمخاطر. بالإضافة إلى ذلك، فقد استوعبوا الناجين من القبيلتين اللتين تم تفكيكهما خلال الحرب السابقة، مما جعل الأمور أكثر خطورة.

غير قادرةً على تحمل الضغط من الداخل، انفجر الغطاء على مشاعر كروش لولو.

ظهر الكائن الغامض في وسط قريتهم، ويبدو أن شخصًا آخر قد استخدم سحر التحكم في السحب من الدرجة الرابعة – [التحكم في السحب]. بالإضافة إلى ذلك، كان الزائر بطل رجال السحالي من قبيلة أخرى.

عند رؤية كروش لولو في حالة خسارة كاملة لما يجب فعله بعد ذلك، قام زاريوسو بمد يده ولمس حراشف كروش لولو. كانت يده تربت تلك الحراشف اللامعة والجميلة والتي تبدو مصقولة – والتي كانت لطيفة إلى حد ما عند لمسها.

‘لماذا تخبرني بهذا؟ لماذا تخبرني بشيء كان يجب أن تحتفظ به سراً طوال حياتها، لشخص من خارج القبيلة – لمسافر؟ هل يمكن أنها لا تنوي السماح لي بالمغادرة على قيد الحياة… لا، لا يبدو الأمر كذلك.’

“شااا!” شهقت كروش لولو فيما بدا وكأنه خوف.

“… متى سيتم مهاجمة قبيلة العين الحمراء؟”

يبدو أن هذا الصوت قد برد رؤوسهم إلى حد ما.

أغمضت كروش لولو عينيها واستدعت وجه الزعيم السابق.

كان كلاهما يعلم أن شيئًا ما كان يحدث لهما، لكنهما لم يستطعا كبح جماحهما. ملأهم الذعر. لماذا لم يستطع السيطرة على نفسه ولمسها؟ ولماذا تركته يفعل ذلك؟ أصبحت هذه الأسئلة قلقًا، والتي بدورها تحولت إلى ارتباك.

“هل هذا صحيح… إذًا، ما الذي تخططين للقيام به؟”

في النهاية، ضربت ذيولهم مرارًا وتكرارًا على الأرض، بقوة لدرجة أن المنزل بأكمله بدا وكأنه يهتز.

كما هو متوقع، كان الداخل مظلمًا للغاية.

لم يمض وقت طويل حتى التقت أعينهم وأدركوا حالة ذيولهم. ثم تجمدت ذيولهم في منتصف الحركة، كما لو أن الوقت قد توقف بالنسبة لهم.

ثم ماذا عن الاتفاق معه ثم الهرب مع الجميع؟

“…”

♦ ♦ ♦

“…”

كان جسدها مغطى بتصاميم قبلية باللونين الأحمر والأسود تشير إلى أنها كانت بالغة، وأنها تعرف الكثير من التعاويذ…

يمكن للمرء أن يصف الحالة المزاجية في الهواء بأنها ثقيلة. كلمة “زمن” ستكون أيضًا قابلة للتطبيق تمامًا. حل الصمت عليهم مرة أخرى، ودرسوا بعضهم البعض خلسة قدر استطاعتهم. بعد ذلك، تمكنت كروش لولو أخيرًا من تعديل نفسها. بنظرة في عينيها قالت إنها لن تدع أي كذب يداهمها، سألت:

بعد سماع ذلك، نظر زاريوسو إلى ظهرها ووجد انتفاخًا هناك. جاءت الرائحة الكثيفة للعشب الطازج والأعشاب الأخرى منه. بسبب أنها كاهنة، يجب أن تمتلك المهارات المتعلقة بالأعشاب وما شابه، لذلك يجب أن تحمل هذه المواد.

“… لماذا … فعلت ذلك فجأة؟”

“كان لدى الجميع فكرة عن ماهية هذا اللحم. كانت هناك قوانين صارمة تم وضعها، وتم نفي العائلات التي انتهكت هذه القوانين. الزعيم لم يحضر تلك اللحوم إلا بعد أن غادر هؤلاء المنفيون. لكن الجميع تجاهل شكوكهم وأكلوا اللحم من أجل البقاء. بالطبع، لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو إلى الأبد. وصلت مشاعر الجميع المكبوتة إلى ذروتها، ثم انفجرت.”

في حين أن كروش لولو لم تعبر بشكل كاف عما تريد قوله، يبدو أن زاريوسو قد التقط معنى كلامها، وقدم إجابة مباشرة وصادقة.

“… عليكِ أن تتخذي هذا القرار. أعتقد أن سبب ابتسامة الزعيم السابق لك هو أنه كان يأتمنك على مستقبل القبيلة. ولما كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت للارتقاء إلى مستوى ثقته فيكِ. هذا كل ما لدي لأقوله. الباقي متروك لكِ.”

“أعتقد أن هذا ما يسمونه الحب من النظرة الأولى. أيضًا، قد نموت في هذه المعركة، لذلك لم أرغب في ترك أي ندم ورائي.”

توقفت هنا وابتسمت بتعب.

تُرِكَت كروش لولو مذهولة من كيفية الرد على اعتراف زاريوسو الجاد. ومع ذلك، كان هناك شيء في هذه الكلمات لا يمكن أن تقبله.

لقد كانت نتيجة منطقية ومناسبة للغاية.

“… إذًا حتى حامل ألم الصقيع يشعر أنه قد يموت؟”

“… إنه مثل الثلج الذي يغطي الجبال.”

“نحن لا نعرف شيئًا عن العدو، لذلك لا يمكننا الاستخفاف بهم… هل رأيتِ الوحش الذي استخدموه لنقل رسالتهم؟ الذي جاء إلى قريتنا كان هكذا…”

“… إذًا حتى حامل ألم الصقيع يشعر أنه قد يموت؟”

سلم زاريوسو كروش لولو رسمًا تخطيطيًا للوحش المعني. نظرت إليه وأومأت برأسها.

“هل هذا غريب؟”

“مم، إنه نفسه.”

كان من السهل أن يكون أكبر من منزل شقيق زاريوسو في قريته. زُيِنَت الجدران بزخارف مرسومة بدهانات نادرة، مما يدل على المكانة العالية لساكنها.

“هل تعرفين أي نوع من الوحوش هو هذا؟”

على الرغم من أنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان ذلك قد تم سهوًا من قبل ما يسمى بـ الوجود السامي أو إذا كان هذا التطور يندرج ضمن النطاق المتوقع للأحداث، يبدو أن العدو لم يقصد التراجع عن كلامه و الهجوم مبكرًا. هذا سمح لهم بإعداد أنفسهم.

“لا. لا أحد آخر في قبيلتي يعرف، في هذا الشأن.”

بدأت كروش لولو في إدراك إجابة هذا السؤال.

“همم… حسنًا، لقد رأيت وحشًا كهذا من قبل…”

نظرت كروش لولو في خياراتها.

تضاءل صوت زاريوسو هنا، ثم درس رد فعل كروش لولو بعد أن قال، “لقد هربت منه.”

“شااا!” شهقت كروش لولو فيما بدا وكأنه خوف.

“- إيه؟”

“… حسنًا، أظن أنه يجب عليَّ أن أقول إنه جيد… أليس كذلك؟”

“لم أتغلب عليه. أو بالأحرى، كاد أن يقتلني.”

في النهاية، ضربت ذيولهم مرارًا وتكرارًا على الأرض، بقوة لدرجة أن المنزل بأكمله بدا وكأنه يهتز.

بعد إدراك مدى قوة هذا الوحش، أخرجت كروش لولو الصعداء. يبدو أن إيقاف المحاربين كان الشيء الصحيح الذي يجب القيام به.

“…”

“هذا الشيء يخلط بين عقل الشخص وعويله، وهو مخلوق غير مادي. الأسلحة غير السحرية عديمة الفائدة ضده، لذلك لا نستطيع إرهاقه بالأرقام.”

أصبحت كروش لولو عاجزةً عن الكلام، لأنها أدركت بالفعل نوايا زاريوسو الحقيقية.

“لدى كاهننا تعاويذ يمكنها أن تسحر الأسلحة مؤقتًا…”

“هل تعرفين أي نوع من الوحوش هو هذا؟”

“… هل يمكنكم الدفاع ضد الهجمات العقلية؟”

“- لماذا؟”

“يمكننا تحسين المقاومة لمثل هذه الهجمات، لكن حماية عقول الجميع أمر بعيد عني.”

“إذًا، الزعيمة كروش لولو، دعيني أسألكِ مرة أخرى – هل ما زلتِ تشعرين بنفس الشعور؟”

“أنا أرى… هل يمكن لجميع الكهنة إلقاء تعويذات كهذه؟”

بالطبع، عرف زاريوسو من هي تلك الكومة من الأعشاب. لم يكن هناك شك في ذلك. بعد كل شيء، خرج ذيلها الأبيض من تلك الكومة.

“يمكن لأي كاهن تقريبًا تعزيز المقاومة، لكنني الوحيدة في قبيلتي الذي يمكنها درء تأثيرات الارتباك.”

ومع ذلك، فقد أراد من كروش لولو أن تعطيه إجابة. ربما أراد أن يرى ما إذا كانت كروش لولو – الزعيمة – تستحق الوقوف بجانبه كرفيق له.

أدركت كروش لولو أن تنفس زاريوسو أصبح خشنًا إلى حد ما. يبدو أنه أدرك أن منصب كروش لولو لم يكن للعرض.

عند رؤية كروش لولو في حالة خسارة كاملة لما يجب فعله بعد ذلك، قام زاريوسو بمد يده ولمس حراشف كروش لولو. كانت يده تربت تلك الحراشف اللامعة والجميلة والتي تبدو مصقولة – والتي كانت لطيفة إلى حد ما عند لمسها.

في الواقع، كانت كروش لولو كاهنًا مخضرمًا، وربما كانت قوتها تفوق أي كبير كهنة آخر بين رجال السحالي.

“وماذا لو لم نستطع؟”

“… متى سيتم مهاجمة قبيلة العين الحمراء؟”

“… على الرغم من أنني لا أرغب في الترحيب بك، فقد قرر قائدنا منحك لقاءً. تعال معي.”

“قال المخلوق إننا سنكون الضحية الرابعة.”

“… إذا رفض أي شخص اقتراحنا، فسنضطر إلى السير ضده أولاً.”

“هل هذا صحيح… إذًا، ما الذي تخططين للقيام به؟”

بعد أن أدرك الفعل الأحمق الذي قام به دون وعي، تحرك ذيله ذهابًا وإيابًا؛ مما يعني أنه خجول مثل بشري لديه خدود حمراء. لقد ضرب بعنف لدرجة أنه بدا كما لو أن المنزل سيُهدم.

مر الوقت.

وبالتالي، يمكن أن يكون هناك إجابة واحدة فقط. بينما كانت كروش لولو تتساءل عن كيف سيكون رد زاريوسو، سمعت إجابة فاقت توقعاتها تمامًا.

ناقشت كروش لولو مزايا وعيوب إنشاء تحالف. من المؤكد أن قبيلة المخلب الأخضر ستختار القتال، وكان زاريوسو هنا على الأرجح لتأمين تحالف للقتال معهم. كيف يمكنها تحويل ذلك لصالح قبيلة العين الحمراء؟

“أنا ممتنة لذلك. الحقيقة هي أنني لست معتادة على التحدث بشكل رسمي.”

لم تكن قبيلة العين الحمراء تنوي أبدًا تشكيل تحالف. كانوا يعتزمون الفرار. بعد كل شيء، كان قتال أي شخص يمكنه استخدام تعويذات المستوى الرابع حماقة. لم يكن هناك استنتاج آخر يمكن استخلاصه بالنظر إلى أن العدو يمكن أن يستخدم اللاموتى أيضًا.

بالنظر إلى الاتجاه الذي جاء منه، رأى زاريوسو قريته في حدود رؤيته. يجب أن يكونوا بالتأكيد يستعدون لترحيب كبير بضيوفهم القادمين. وبينما شعر بعدم الارتياح عندما غادر قريته، كان متأكدًا تمامًا الآن من أنهم لن يتعرضوا للهجوم.

ومع ذلك، هل سيكون من الحكمة حقًا إخبارهم بذلك؟

“لا لكن، قد يكون من الأسهل صيد الأسماك في المستقبل!”

بينما كانت أفكارها تدور في رأسها، ضاق زاريوسو عينيه، كما لو كان سيكشف روحه لها.

كان زاريوسو قد تبنى دون وعي الشخير اللفظي لأخيه الأكبر. لم تستطع كروش لولو إلا أن تضحك عندما رأت هذا.

“اسمحي لي أن أصرح برأيي الصادق.”

“- أنا حقًا لا أستطيع أن أهدأ.”

لم تعرف كروش لولو ما سيقوله زاريوسو بعد ذلك، وأبقت عينيها مثبتتين عليه.

“… هل يمكنكم الدفاع ضد الهجمات العقلية؟”

“ما يقلقني هو ما سيحدث بعد الفرار و الإخلاء.”

اتسعت عينا المرأة السحلية وانخفض فكها قليلاً. اشتمل هذا على دهشتها وارتباكها وإحراجها.

لم يكن لدى كروش لولو أي فكرة عما كان يتحدث عنه زاريوسو. شرح زاريوسو بهدوء.

“حسنًا، دعيني أسألكِ هذا – ماذا سيحدث إذا فزنا بسهولة في معركتنا؟ عندما ينخفض ​​المعروض من الأسماك، هل سنذبح القبائل الخمس بعضها البعض مرة أخرى؟”

“هل تعتقدين أنه يمكنكم الاستمرار في العيش كما كنتم دائمًا بعد مغادرة مكان مألوف؟”

“- لماذا؟”

“لا أعتقد ذلك… بالعكس، سيكون قريبًا من المستحيل، أليس كذلك؟”

ومع ذلك، فقد كانوا القبيلة التي هم في أمس الحاجة إلى قوتهم خلال الصراع القادم.

إذا غادروا هذا المكان وبنوا حياة جديدة في مكان آخر، فسيستلزم ذلك الدخول في بيئة جديدة. سيكون عليهم أن يراهنوا بحياتهم في صراع من أجل الحياة والموت – من أجل البقاء – والفوز. وفي الحقيقة، لم يكن رجال السحالي هم حكام هذه البحيرة. لقد قاتلوا لسنوات لاقتناء مكانتهم في هذه الأراضي الرطبة. جنس مثلهم لا يستطيع بسهولة اقتلاع جذوره والازدهار في منطقة مجهولة.

ينطبق الشيء نفسه على رجال السحالي، الذين امتلكوا درجة من الحضارة. كان ذلك بسبب افتقارهم إلى التكنولوجيا لتقوية الأشخاص الذين يخشون الشمس ويعانون من ضعف البصر من البقاء على قيد الحياة. نتيجة لذلك، كان هناك عدد قليل جدًا من البالغين من أصحاب المهق، وقد قُتل بعضهم عند الولادة.

“وهذا يعني أنه قد يكون من الصعب العثور على الطعام والمأوى، هل أنا على صواب؟”

كافح زاريوسو بشراسة شبح النوم، لكنه خسر وتثاءبَ مرة أخرى، بصوت أعلى من ذي قبل.

ردت كروش لولو “بالتأكيد” بنبرة حادة نوعًا ما نقلت شكوكها.

أدركت كروش لولو أن تنفس زاريوسو أصبح خشنًا إلى حد ما. يبدو أنه أدرك أن منصب كروش لولو لم يكن للعرض.

“إذًا، ماذا سيحدث إذا حاولت القبائل الخمس الإخلاء والفرار في الحال؟”

انحنت كروش لولو بعمق أمام زاريوسو ورفعت ذيلها كعلامة شكر.

“هذا -!”

لقد كانت نتيجة منطقية ومناسبة للغاية.

أصبحت كروش لولو عاجزةً عن الكلام، لأنها أدركت بالفعل نوايا زاريوسو الحقيقية.

انحنى زاريوسو عن قرب ولف ذراعيه برفق حول كروش لولو.

كانت المنطقة المحيطة بالبحيرة واسعة، ولكن في أي مكان هربت إليه قبيلة معينة سيكون أيضًا منطقة متنازع عليها بشدة بالنسبة للقبائل الأخرى. بمعنى آخر، مجرد الانتقال إلى مكان جديد من شأنه أن يشعل معركة من أجل البقاء. علاوة على ذلك، سيقاتلون جميعًا على الأسماك التي كانت طعامهم الأساسي. ماذا سيحدث إذا وقعت الأحداث بهذه الطريقة؟ على الرغم من كل ما عرفوه، قد يحدث شيء فظيع، مثل تلك الحرب من الماضي.

لذا، كل ما تبقى هو التحدث عن قرارها.

“إذًا أنت تخبرني… سبب رغبتك في القتال على الرغم من افتقارنا للثقة هو…”

في البرية، كان المهق حالة نادرة جدًا. كان ذلك لأن المصابين بالمهق كانوا واضحين للغاية وكانوا يواجهون صعوبة في التغلب على قسوة الحياة.

“…نعم. إنها ليست مجرد مسألة تخص قبيلتي، لكنني فكرت أيضًا في كيفية تقليل مناصب القبائل الأخرى.”

ينطبق الشيء نفسه على رجال السحالي، الذين امتلكوا درجة من الحضارة. كان ذلك بسبب افتقارهم إلى التكنولوجيا لتقوية الأشخاص الذين يخشون الشمس ويعانون من ضعف البصر من البقاء على قيد الحياة. نتيجة لذلك، كان هناك عدد قليل جدًا من البالغين من أصحاب المهق، وقد قُتل بعضهم عند الولادة.

“أي نوع من الأسباب هذا!؟”

اتسعت عينا المرأة السحلية وانخفض فكها قليلاً. اشتمل هذا على دهشتها وارتباكها وإحراجها.

هذا هو السبب في أنه أرادهم أن يتحدوا ويقاتلوا. حتى لو خسروا، فإن عدد رجال السحالي سينخفض.

“… لماذا … فعلت ذلك فجأة؟”

كانت الفكرة راديكالية – فكرة أن كل شخص يمكن الاستغناء عنه إلى جانب المحاربين والصيادين والكهنة. ومع ذلك، يمكنها فهم الأساس المنطقي وراء ذلك. أو بالأحرى، عندما يأخذ المرء نظرة طويلة على الأشياء، فإن التضحية بالآخرين هو الخيار الأكثر حكمة لمعظم المواقف.

“بعد ذلك، أنوي زيارة قبيلة أخرى – قبيلة ناب التنين.”

إذا كان هناك عدد أقل من رجال السحالي، فلن يحتاجوا إلى الكثير من الطعام. بهذه الطريقة، قد تتمكن القبائل المختلفة من التعايش في وئام.

أغمضت كروش لولو عينيها واستدعت وجه الزعيم السابق.

بحثت كروش لولو عن طريقة ما لإنكار هذه الفكرة.

بينما كانت رحلة رورورو بالكاد مستقرة، شعر لسبب ما أنه لا يزال بإمكانه النوم فوقه.

“- أنت تخبرني أنك تريد تقليل أعدادنا وإنشاء حياة جديدة في مكان آخر دون أن تعرف حتى مدى خطورة منزلنا الجديد؟”

قادت الأنثى زاريوسو إلى ما بدا وكأنه مقعد على الأرض بدا وكأنه منسوج من ألياف نباتية. أخذت مكانًا مقابله بمجرد أن جلس.

“حسنًا، دعيني أسألكِ هذا – ماذا سيحدث إذا فزنا بسهولة في معركتنا؟ عندما ينخفض ​​المعروض من الأسماك، هل سنذبح القبائل الخمس بعضها البعض مرة أخرى؟”

♦ ♦ ♦

“لا لكن، قد يكون من الأسهل صيد الأسماك في المستقبل!”

ومع ذلك، فقد كانوا القبيلة التي هم في أمس الحاجة إلى قوتهم خلال الصراع القادم.

“وماذا لو لم نستطع؟”

“…اوه يا عزيزي.”

لم يكن لدى كروش لولو أي فكرة عن كيفية الرد على رد زاريوسو البارد.

أومأ زاريوسو برأسه، وتحدث ذيله المنتصب بقوة عن مشاعره أكثر مما يمكن أن تحدثه كلماته.

بدا أن زاريوسو قد فكر في السيناريو الأسوأ أثناء التخطيط، والذي بدا وكأنه موقف متطرف لكروش. إذا فعلوا كما كانت تفكر، فستحدث مأساة عندما تصبح الأوقات صعبة. ومع ذلك، إذا فعلوا ما أشار إليه زاريوسو، ققد يتم تجنب المأساة.

عبس زاريوسو. لم يكن هذا ما تخيله.

بالإضافة إلى ذلك، حتى لو مات السحالي العجائز في المعركة، فسيكون ذلك موتًا مجيدًا لهم.

“كان لدى الجميع فكرة عن ماهية هذا اللحم. كانت هناك قوانين صارمة تم وضعها، وتم نفي العائلات التي انتهكت هذه القوانين. الزعيم لم يحضر تلك اللحوم إلا بعد أن غادر هؤلاء المنفيون. لكن الجميع تجاهل شكوكهم وأكلوا اللحم من أجل البقاء. بالطبع، لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو إلى الأبد. وصلت مشاعر الجميع المكبوتة إلى ذروتها، ثم انفجرت.”

“… إذا رفض أي شخص اقتراحنا، فسنضطر إلى السير ضده أولاً.”

بالطبع، عرف زاريوسو من هي تلك الكومة من الأعشاب. لم يكن هناك شك في ذلك. بعد كل شيء، خرج ذيلها الأبيض من تلك الكومة.

نغمته المنخفضة جعلت كروش لولو ترتجف.

“آه، نعم، أشعر ببعض الإرهاق. كان اليومان الماضيان مشغولين للغاية، لذلك لم يكن لدي وقت للنوم.”

ما كان يقصده هو أنه لن يسمح لقبيلة العين الحمراء بالهجرة إلى مكان آخر بأعداد غير منقوصة.

كانت كروش لولو ممتنة لذلك.

لقد كانت نتيجة منطقية ومناسبة للغاية.

ومع ذلك، إذا كان العدو قد توقع ذلك بالفعل، وقدم هذا العرض الرائع له…

عندما تصطدم القبائل المستنفدة بقبيلة العين الحمراء – التي كانت قوتها غير منقوصة – ستكون معرضة لخطر الفناء. لتجنب ذلك، كان الخيار الوحيد أمامهم هو الاعتداء على أي قبائل لم تختر الانضمام إلى التحالف. لقد كان قرارًا عقلانيًا تمامًا تم اتخاذه من منظور قائد أفراده في خطر، وإذا كانت في مكانه، فربما تكون قد اتخذت هذا القرار أيضًا.

عندما تكيفت عيون زاريوسو أخيرًا مع الضوء المحيط، ظهر شكل امرأة سحلية في مجال رؤيته.

“أشعر أنه طالما أننا نشكل تحالفًا، حتى لو خسرنا، ستكون هناك فرصة ضئيلة لقتل بعضنا البعض عندما تنتقل قبائلنا إلى أراض جديدة.”

“بالمناسبة، هل قبيلة العين الحمراء تربي الأسماك؟”

لم تفهم كروش لولو معنى هذه الكلمات، وظهر جهلها على وجهها. عندها قرر زاريوسو الشرح بعبارات أبسط.

بعد سماع هذه الكلمات التي لم تسمعها من قبل منذ ولادتها، والتي اعتقدت أنها لن توجه إليها أبدًا، مزقت عاصفة من الفوضى قلب كروش لولو، ولم تكن قادرة تمامًا على التركيز.

“أشعر أن التحالف سيعزز روح التعاون المتبادل ويغير وجهات نظرنا. سيكون الجميع رفاقًا أراقوا الدماء معًا، وليس أناسًا من قبائل مختلفة.”

نظرت كروش لولو في خياراتها.

“همم، فهمت الآن.” غمغمت كروش لولو مع بزوغ فجر التنوير عليها.

“احم، كنت أقول، ألا تخشى جسدي الأبيض هذا؟”

بعبارة أخرى، قد لا تنحدر القبائل التي قاتلت جنبًا إلى جنب بالضرورة إلى العنف بمجرد ندرة الطعام. ومع ذلك، نظرًا لرأي كروش لولو وتجاربها السابقة، تساءلت عما إذا كان بإمكانهم الوصول إلى مثل هذه الحالة.

كان هذا أول ما فكر به زاريوسو عندما رآها.

بمجرد أن خفضت كروش لولو رأسها وبدأت في التفكير، سأل زاريوسو:

وهكذا مر الصمت بينهما لبعض الوقت. سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكن الاثنان من تبريد رؤوسهم بسبب الأفكار المحمومة.

“فكري في الأمر، كيف نجت قبيلتكِ في تلك الفترة؟”

♦ ♦ ♦

رفعت كروش لولو رأسها، كما لو كانت قد طعنت بإبرة. استدارت بصلابة نحو زاريوسو، الذي كان على وجهه نظرة مفاجأة.

“يبدو أنه حتى حامل ألم الصقيع – أحد الكنوز الأربعة – يعتبرني شاذة أيضًا.”

لم يكن يعرف إجابة ذلك السؤال حقًا.

لم تستطع الاعتراف بخطاياها للأشخاص الذين وقفوا إلى جانبها، المتواطئين في خيانتها. لكن الآن، يمكنها أن تفرغ ما بداخلها من أعباءً لـ زاريوسو. هذا هو السبب في أنها كانت تستمر في الحديث عن الماضي.

بينما لم يعرفوا بعضهم البعض لفترة طويلة، كان لدى كروش لولو فهم تقريبي لشخصية زاريوسو، وأخبرتها غرائزها أن سؤاله لا يشكل تهديدًا لقبيلتها.

بالنظر إلى الوراء، رأى أن الكاهن والمحاربين الذين قادوه إلى هنا لم يتم العثور عليهم في أي مكان.

ضاقت كروش لولو عينيها وحدقت في زاريوسو، كما لو كانت تحاول اختراقه بنظرتها الثاقبة. كانت تعلم أن زاريوسو سيكون مرتبكًا بشأن سبب نظر شخص ما إليه بهذه الطريقة.

ومع ذلك، فقد أراد من كروش لولو أن تعطيه إجابة. ربما أراد أن يرى ما إذا كانت كروش لولو – الزعيمة – تستحق الوقوف بجانبه كرفيق له.

“- هل يجب عليّ أن أخبرك؟”

“من فضلك اهدأ. سيكون الأمر مزعجًا للغاية بالنسبة لي إذا فقدت السيطرة هنا.”

♦ ♦ ♦

“نحن لا نعرف شيئًا عن العدو، لذلك لا يمكننا الاستخفاف بهم… هل رأيتِ الوحش الذي استخدموه لنقل رسالتهم؟ الذي جاء إلى قريتنا كان هكذا…”

كانت نبرتها مليئة بالازدراء و الاستياء. كان التغيير رائعًا لدرجة أنه جعل زاريوسو يتساءل عما إذا كان يتحدث إلى شخص آخر.

_____________________

ومع ذلك، لن يتراجع زاريوسو هنا، لأنه من المحتمل أن يكون هذا شريان حياة يمكن أن ينقذ الجميع.

تجعد الذيل الأبيض، وصفع بشكل متكرر الأرض.

“أود أن أسمع ذلك. هل استطعتم فعلها بقوة الكهنة؟ أم أن هناك طريقة أخرى؟ ربما تكون هناك طريقة لـ – “

“أنا أرى… هل يمكن لجميع الكهنة إلقاء تعويذات كهذه؟”

قطع زاريوسو كلماته في منتصف الطريق.

لماذا كانت سعيدة جدًا بهذا؟

إذا كان هناك حقًا طريقة لإنقاذ الجميع، فلن تكون النظرة على وجه كروش لولو مريرة.

في حين أن كروش لولو لم تعبر بشكل كاف عما تريد قوله، يبدو أن زاريوسو قد التقط معنى كلامها، وقدم إجابة مباشرة وصادقة.

ربما شعرت كروش بما كان يفكر فيه زاريوسو، لكنها ضحكت وكأنها تسخر من نفسها.

يمكنها قتل زاريوسو. شخصيًا، لم ترغب في القيام بذلك، لكن الأمر مختلف بسبب منصبها.

“أنت على حق. لا توجد طريقة لإنقاذ الجميع.”

بعد إدراك مدى قوة هذا الوحش، أخرجت كروش لولو الصعداء. يبدو أن إيقاف المحاربين كان الشيء الصحيح الذي يجب القيام به.

توقفت هنا وابتسمت بتعب.

“خذ. هذه فاكهة ريكيريكو. كُلْهَا.”

“لقد لجأنا إلى أكل لحوم جنسنا – أكلنا رفاقنا الموتى.”

“- فهمت. اترك الأمر لي يا زاريوسو.”

تركت الصدمة المذهلة زاريوسو عاجزًا عن الكلام. إن قتل الضعيف – تقليل أعدادهم – لم يكن ممنوعًا، لكن أكل بني جنسكم كان فعلًا ممنوعًا، ومن المحرمات بين المحرمات.

“… إيه؟”

‘لماذا تخبرني بهذا؟ لماذا تخبرني بشيء كان يجب أن تحتفظ به سراً طوال حياتها، لشخص من خارج القبيلة – لمسافر؟ هل يمكن أنها لا تنوي السماح لي بالمغادرة على قيد الحياة… لا، لا يبدو الأمر كذلك.’

“بالنظر إلى أنك لست خائفًا من مظهري، أعتقد أنك شجاع جدًا، هل أنا على حق؟”

♦ ♦ ♦

في الواقع، كانت كروش لولو كاهنًا مخضرمًا، وربما كانت قوتها تفوق أي كبير كهنة آخر بين رجال السحالي.

حتى كروش لولو كانت مندهشة من سبب إخبار زاريوسو بكل هذا.

تمامًا عندما فكرت كروش لولو في أن تسأل زاريوسو عن أسباب قدومه إلى هذه القرية، تذكرت ما قاله للتو.

كانت تعلم جيدًا أن قبيلتها سوف يتم ذمها بسبب ذلك. لكن لماذا –

بدأت كروش لولو في إدراك إجابة هذا السؤال.

ثم واصلت حديثها وكأن فمها لم يعد تحت سيطرتها.

“بالمناسبة، هل قبيلة العين الحمراء تربي الأسماك؟”

“في ذلك الوقت – أثناء الحرب القبلية – كانت قبيلتنا في حالة يرثى لها بسبب نقص الطعام. ومع ذلك، لم نشارك في القتال لأن قبيلتنا بها عدد أكبر من الكهنة وعدد أقل من المحاربين نسبيًا. يمكن للكهنة أن يصنعوا الطعام بالسحر.”

“حسنًا دعينا نذهب. المقاعد ليست مستقرة جدًا، لذا من الأفضل أن تتمسكي بي.”

كما لو كانت تحت سيطرة إرادة شخص آخر، استمرت كروش لولو.

في النهاية، ضربت ذيولهم مرارًا وتكرارًا على الأرض، بقوة لدرجة أن المنزل بأكمله بدا وكأنه يهتز.

“ومع ذلك، فإن الطعام الذي صنعه الكهنة بالسحر كان أكثر بقليل من مجرد تدبير مؤقت، وكانت قبيلتنا تتجه ببطء وثبات نحو الدمار. ومع ذلك، عاد الزعيم فجأة ببعض الطعام ذات يوم؛ كانت لحوم حمراء طازجة.”

“لا.”

– ‘ربما أردت أن أعترف… بذنوبي له.’

كانت حزمة عشب.

ملأ الهواء صوت صرير أسنانها.

بعد سماع هذه الكلمات التي لم تسمعها من قبل منذ ولادتها، والتي اعتقدت أنها لن توجه إليها أبدًا، مزقت عاصفة من الفوضى قلب كروش لولو، ولم تكن قادرة تمامًا على التركيز.

استمع الذكر الذي أمامها بصمت. لم يظهر أي تعبير على الإطلاق.

♦ ♦ ♦

كانت كروش لولو ممتنة لذلك.

لم يرغب زاريوسو في إثارة غضبهم أيضًا، لذلك اقترب ببطء حتى وصل إلى بوابتهم الرئيسية. ثم التفت إلى رجال السحالي الذين يراقبونه بحذر، وصرخ بأعلى صوته:

“كان لدى الجميع فكرة عن ماهية هذا اللحم. كانت هناك قوانين صارمة تم وضعها، وتم نفي العائلات التي انتهكت هذه القوانين. الزعيم لم يحضر تلك اللحوم إلا بعد أن غادر هؤلاء المنفيون. لكن الجميع تجاهل شكوكهم وأكلوا اللحم من أجل البقاء. بالطبع، لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو إلى الأبد. وصلت مشاعر الجميع المكبوتة إلى ذروتها، ثم انفجرت.”

كل نفس أخذه زاريوسو وأطلقه ملأه بالنعيم، كما انتشر إحساس بالبرودة في كامل جسده. رد:

أغمضت كروش لولو عينيها واستدعت وجه الزعيم السابق.

“- أنت تخبرني أنك تريد تقليل أعدادنا وإنشاء حياة جديدة في مكان آخر دون أن تعرف حتى مدى خطورة منزلنا الجديد؟”

“نحن الذين أكلنا ذلك اللحم… حتى عندما عرفنا ما هو… كنا مذنبين بنفس جريمة الزعيم. عندما أفكر في الأمر الآن، يبدو الأمر مضحكًا تقريبًا.”

“مم، لم تكن هناك مشاكل في ذلك. يجب أن نكون قادرين على الوصول إلى قرية الذيل المحلوق بحلول اليوم، وقد اخترنا بالفعل الأشخاص الذين سنقوم بإخلائهم.”

بعد أن أنهت حديثها، نظرت كروش لولو في عين زاريوسو. ولأنها لم تر في عينيه أي علامة على الاشمئزاز، فقد مرت بها فرحة سرية تبعها مفاجأة لفرحها.

أومأ زاريوسو برأسه، وتحدث ذيله المنتصب بقوة عن مشاعره أكثر مما يمكن أن تحدثه كلماته.

لماذا كانت سعيدة جدًا بهذا؟

“احم، هذا ليس سبب مجيئي. بالإضافة إلى ذلك، أعلم جيدًا أن هذا النوع من الأمور يجب أن تأتي بعد أن ننتهي من مناقشة الأعمال. ومع ذلك، لا يمكنني إنكار ما أشعر به في قلبي. أعتقد أنكِ تفكري فيَّ أنني ذكر أحمق.”

بدأت كروش لولو في إدراك إجابة هذا السؤال.

تمامًا عندما فكرت كروش لولو في أن تسأل زاريوسو عن أسباب قدومه إلى هذه القرية، تذكرت ما قاله للتو.

“…ارجوكَ انظر إليّ. في بعض الأحيان، يظهر أشخاص مثلي في قبيلة العين الحمراء. عندما يكبرون، يطورون شكلاً من أشكال القدرة الخاصة – في حالتي، كنت موهوبة في السحر الكهنوتي. لذلك، كنت احارب لأكون زعيم القبيلة القادم… وهكذا رفعت رايتي في ثورة ضد الزعيم. تلك المعركة قسمت القبيلة إلى قسمين، لكننا انتصرنا لأننا كنا أقوى.”

“يبدو أن هذا هو ما يعتقده الكهنة. هل يمكنكي محاولة تغيير رأيهم وإقناعهم بتربية الأسماك لملء بطونهم؟ يبدو أن الكهنة في قبيلتنا قد قبلوا ذلك.”

“وهكذا أصبحت مخازن الطعام لديكم الآن كافية لأن أعدادكم قد تناقصت؟”

لم يكن لدى كروش لولو أي فكرة عما كان يتحدث عنه زاريوسو. شرح زاريوسو بهدوء.

“نعم هذا صحيح… وفي النهاية نجت قبيلتنا. عندما تمردنا، صمد الزعيم حتى النهاية المريرة، ومات بعد أن غطته جروح لا حصر لها. قبل أن يتلقى الضربة القاتلة المنهية لحياته، نظر إليّ وابتسم عندما حصل هذا.”

“فكري في الأمر، كيف نجت قبيلتكِ في تلك الفترة؟”

انزلقت الكلمات بشكل مؤلم من فم كروش لولو.

ناقشت كروش لولو مزايا وعيوب إنشاء تحالف. من المؤكد أن قبيلة المخلب الأخضر ستختار القتال، وكان زاريوسو هنا على الأرجح لتأمين تحالف للقتال معهم. كيف يمكنها تحويل ذلك لصالح قبيلة العين الحمراء؟

كان هذا هو الذنب الذي كان في قلبها بسبب قتلها الزعيم السابق.

“لا لكن، قد يكون من الأسهل صيد الأسماك في المستقبل!”

لم تستطع الاعتراف بخطاياها للأشخاص الذين وقفوا إلى جانبها، المتواطئين في خيانتها. لكن الآن، يمكنها أن تفرغ ما بداخلها من أعباءً لـ زاريوسو. هذا هو السبب في أنها كانت تستمر في الحديث عن الماضي.

ما كان يقصده هو أنه لن يسمح لقبيلة العين الحمراء بالهجرة إلى مكان آخر بأعداد غير منقوصة.

“كانت ابتسامته لم أكن أتوقع أن يعطيها لشخص على وشك قتله. لم يكن هناك كراهية أو استياء أو عداء أو حقد – لقد كانت ابتسامة جميلة! كنت أتساءل… هل يمكن أن يكون الزعيم قد فعل كل هذا بعد أن أخذ كل شيء آخر في الاعتبار؟ في المقابل، كنا نتصرف فقط بدافع من العداء والمثالية. كان الزعيم هو الذي على حق! وبعد موت الزعيم – أي بعد قتل الذي ضحى على وحمل كل ذنوبنا – اتحدت قبيلتنا مرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فقد ترك لنا هدية الفراق المتمثلة في حل مشكلة نقص الطعام لدينا!”

تدفق دفء أجسادهم إلى بعضهم البعض، ورافقها ذلك هزة صغيرة لنبضات قلبهما. للحظة، بدا كما لو أن قلوبهم كانت تتزامن ببطء مع بعضها البعض.

حتى الآن، وصلت كروش لولو بالفعل إلى نقطة الانهيار.

ما كان يقصده هو أنه لن يسمح لقبيلة العين الحمراء بالهجرة إلى مكان آخر بأعداد غير منقوصة.

لقد كافحت لفترة طويلة مع شعورها بالذنب وعبء أن تصبح زعيمة بالنيابة عنه. وهكذا، عندما تترك نفسها تنهار، فإنها ستفعل ذلك بقوة هائلة. ومع ذلك، ابتلعت كروش لولو الطوفان الوشيك بداخلها، لأنها كانت تعلم أنه إذا سمحت لأفكارها بالوقوع في الفوضى، فقد لا تتمكن حتى من الكلام.

“لا أعتقد ذلك… بالعكس، سيكون قريبًا من المستحيل، أليس كذلك؟”

ملأ النحيب الهواء بهدوء. من الناحية البيولوجية، كان هناك قدر ضئيل من الدموع، لكن الحقيقة هي أنه على المستوى النفسي، تم كسرها لدرجة البكاء.

كانت كروش لولو ممتنة لذلك.

♦ ♦ ♦

عندما تصطدم القبائل المستنفدة بقبيلة العين الحمراء – التي كانت قوتها غير منقوصة – ستكون معرضة لخطر الفناء. لتجنب ذلك، كان الخيار الوحيد أمامهم هو الاعتداء على أي قبائل لم تختر الانضمام إلى التحالف. لقد كان قرارًا عقلانيًا تمامًا تم اتخاذه من منظور قائد أفراده في خطر، وإذا كانت في مكانه، فربما تكون قد اتخذت هذا القرار أيضًا.

يا له من جسد ضعيف تمتلكه.

“هل تعرفين أي نوع من الوحوش هو هذا؟”

في العالم الطبيعي، كان الضعف لا يطاق. بينما كان الأطفال لا يزالون مجموعة محمية، كان هناك اختلاف بسيط بين الذكور والإناث في عرق رجال السحالي. كل منهم قيمته القوة. ومن هذا المنطلق يجب أن يسخر من الأنثى التي أمامه. بعد كل شيء، كيف يمكن لزعيم قبيلة أن يظهر ضعفه أمام عضو في قبيلة أخرى – أمام شخص غريب؟

ضاقت كروش لولو عينيها وحدقت في زاريوسو، كما لو كانت تحاول اختراقه بنظرتها الثاقبة. كانت تعلم أن زاريوسو سيكون مرتبكًا بشأن سبب نظر شخص ما إليه بهذه الطريقة.

ومع ذلك، فكر زاريوسو بشكل مختلف.

_____________________

ربما شعر أنها أنثى جميلة، ولكن أكثر من ذلك، بدت له كمحاربة. كانت محاربة أصيبت، وتلهث يائسةً، لكنها استمرت في المضي قدمًا, وشعر زاريوسو أن هذا كان مجرد كشف عن جانبها الضعيف.

بعد مرور بعض الوقت، وصل رجل سحلية عجوز يحمل عصا. كان يتبعه خمسة من أفراد قبيلته. رسم على جسد الرجل السحلية العجوز رسومات و وشوم بيضاء.

إذا كانت لا تزال على استعداد للوقوف والتقدم، فهي ليست ضعيفة.

“همم، فهمت الآن.” غمغمت كروش لولو مع بزوغ فجر التنوير عليها.

انحنى زاريوسو عن قرب ولف ذراعيه برفق حول كروش لولو.

“بالمناسبة، هل قبيلة العين الحمراء تربي الأسماك؟”

“- نحن لا نعرف كل شيء، وقد يتخذ كل منا قرارًا مختلفًا في موقف مختلف. لو كنت أنا مكانكِ، كنت سأفعل نفس الشيء. لكني لا أريد أن أحاول أن أريحكِ، لأنه لا يوجد شيء اسمه إجابة صحيحة في هذا العالم. كل ما يمكننا فعله هو اختيار المضي قدمًا، وأعتقد أنه حتى بعد كل الأسف والبؤس والجروح التي تغطي باطن قدميكِ، كل ما يمكنكي فعله هو اختيار الضغط للأمام.”

تعلقت رائحة كريهة في الهواء، ربما بسبب طهو نوع من الأعشاب. كان زاريوسو يتوقع رؤية امرأة عجوز، لكن الصوت حطم بسهولة هذا التصور المسبق له.

تدفق دفء أجسادهم إلى بعضهم البعض، ورافقها ذلك هزة صغيرة لنبضات قلبهما. للحظة، بدا كما لو أن قلوبهم كانت تتزامن ببطء مع بعضها البعض.

“من فضلك اهدأ. سيكون الأمر مزعجًا للغاية بالنسبة لي إذا فقدت السيطرة هنا.”

يا له من شعور غريب.

“يبدو أنه حتى حامل ألم الصقيع – أحد الكنوز الأربعة – يعتبرني شاذة أيضًا.”

كان هذا دفئًا لم يشعر به زاريوسو من قبل في حياته. لم يكن لأنه كان يحتضن امرأة سحلية.

في البرية، كان المهق حالة نادرة جدًا. كان ذلك لأن المصابين بالمهق كانوا واضحين للغاية وكانوا يواجهون صعوبة في التغلب على قسوة الحياة.

‘هل يمكن أن يكون ذلك لأنني أحمل هذه الأنثى بالذات – كروش لولو – بين ذراعي؟’

بينما كان يحدق بغباء في الذيل المتمايل ويربت على شارد الذهن رورورو لتهدئته، كانت كومة الحشائش قد مشت بالفعل نحو زاريوسو.

لم يمض وقت طويل حتى تخلصت كروش لولو من صدر زاريوسو.

كافح زاريوسو بشراسة شبح النوم، لكنه خسر وتثاءبَ مرة أخرى، بصوت أعلى من ذي قبل.

ندم زاريوسو لفترة وجيزة على رحيل دفئها، لكنه التزم الصمت لأنه لم يكن يعرف كيف يعبر عن هذا الشعور.

“بالتأكيد. حقيبتي مليئة بكل ما أحتاجه.”

“يبدو أنني أحرجت نفسي أمامك… هل تعتقد أنني دونية الآن؟”

في حين أن كروش لولو لم تعبر بشكل كاف عما تريد قوله، يبدو أن زاريوسو قد التقط معنى كلامها، وقدم إجابة مباشرة وصادقة.

“ماذا تقصدين بالحرج؟ هل أبدو مثل الرجل الذي يضحك على شخص يواصل المضي قدمًا على الرغم من جراحه وقلقه على المستقبل؟ … لكني أعتقد أنك تبدين جميلة جدًا.”

ترك هذا الرد الملتوي زاريوسو في حيرة من أمره.

“-!”

نظر زاريوسو إلى الشمس، التي بدت صفراء زاهية رغم أنها أشرقت للتو، ثم نظر إلى البوابة الرئيسية. خيم عليه شعور بالارتباك، لأن شيئًا غريبًا قد خرج منها.

“-!”

بياض الثلج.

تجعد الذيل الأبيض، وصفع بشكل متكرر الأرض.

“ومع ذلك، فإن الطعام الذي صنعه الكهنة بالسحر كان أكثر بقليل من مجرد تدبير مؤقت، وكانت قبيلتنا تتجه ببطء وثبات نحو الدمار. ومع ذلك، عاد الزعيم فجأة ببعض الطعام ذات يوم؛ كانت لحوم حمراء طازجة.”

“…اوه يا عزيزي.”

“لا أعتقد ذلك… بالعكس، سيكون قريبًا من المستحيل، أليس كذلك؟”

لم يستفسر زاريوسو عما تقصده كروش لولو بهذه الكلمات. بدلًا من ذلك، سأل سؤالا آخر.

كان هناك العديد من المنازل التي تشبه تلك الخاصة بقبيلة المخلب الأخضر، محاطة بحواجز من الأوتاد الحادة من جميع الجوانب. كانت الفجوات بين الأوتاد صغيرة إلى حد ما، لكنها كانت كافية لإبعاد الوحوش مثل رورورو. كان هناك عدد أقل من المباني هنا مقارنةً بقبيلة المخلب الأخضر، لكنها أكبر.

“بالمناسبة، هل قبيلة العين الحمراء تربي الأسماك؟”

يبدو أن هذا الصوت قد برد رؤوسهم إلى حد ما.

“تربي؟”

“هل هذا صحيح… إذًا، ما الذي تخططين للقيام به؟”

“نعم، تربية الأسماك التي يجب أن تؤكل.”

“…حسنًا. إذًا، من فضلكِ ساعديني، كروش لولو.”

“نحن لا نفعل ذلك، لأن الأسماك نعمة من الطبيعة.”

“إذًا، لماذا أتيت إلى هنا؟”

مما يمكن أن يقوله زاريوسو، لم تستعمل أي قبيلة رجل سحالي تربية الأسماك على الإطلاق. كان ذلك لأنهم شعروا أن زراعة طعامهم هو شكل من أشكال الكفر.

“… لماذا … فعلت ذلك فجأة؟”

“يبدو أن هذا هو ما يعتقده الكهنة. هل يمكنكي محاولة تغيير رأيهم وإقناعهم بتربية الأسماك لملء بطونهم؟ يبدو أن الكهنة في قبيلتنا قد قبلوا ذلك.”

تجاهل زاريوسو عمدًا الناس الذين يراقبونه من بعيد. صعد إلى الباب وصرخ بصوت عال:

أومأت كروش لولو.

“لا أعتقد ذلك… بالعكس، سيكون قريبًا من المستحيل، أليس كذلك؟”

“إذًا سأعلمكم كيفية تربية الأسماك. الشيء المهم هو خلاصتهم. تحتاجون إلى إطعامهم بالفواكه التي تستحضرها تعاويذ الكاهن. تنمو الأسماك بشكل كبير وبدهون كثيرة عندما تتغذى جيدًا.”

“- شكرًا لكِ.”

“هل من المناسب حقًا أن تخبرني بأسرار تربية الأسماك؟”

“…”

“بالتأكيد. ليس هناك فائدة من إخفاء ذلك. من المهم أن أساعد أكبر عدد ممكن من القبائل في ذلك.”

إذا أبقى رورورو بجانبه، فإن وجود الهيدرا قد يجعل الجانب الآخر حذرًا جدًا من الخروج والتحدث. منذ أن جاء زاريوسو ليقترح تحالفًا، لم يكن يريد الضغط عليهم بلا داعٍ.

انحنت كروش لولو بعمق أمام زاريوسو ورفعت ذيلها كعلامة شكر.

“هذا الشيء يخلط بين عقل الشخص وعويله، وهو مخلوق غير مادي. الأسلحة غير السحرية عديمة الفائدة ضده، لذلك لا نستطيع إرهاقه بالأرقام.”

“لك أسمى آيات الامتنان.”

تجاهل زاريوسو عمدًا الناس الذين يراقبونه من بعيد. صعد إلى الباب وصرخ بصوت عال:

“أنتِ… حسنًا، ليس عليكِ أن تشكريني، لكن في المقابل، أود أن أسألك شيئًا مرة أخرى.”

جاء الصوت عبر باب من داخل الغرفة المظلمة، لذلك افترض أنه لا بد أنه يخص شخصًا عجوزًا. لكن الآن، أدرك أن صوتها كان شابًا ومليئًا بالحيوية.

اختفت العاطفة من وجه كروش لولو، وأدى هذا التحول في الموقف إلى تهدئة قلب زاريوسو.

“كان لدى الجميع فكرة عن ماهية هذا اللحم. كانت هناك قوانين صارمة تم وضعها، وتم نفي العائلات التي انتهكت هذه القوانين. الزعيم لم يحضر تلك اللحوم إلا بعد أن غادر هؤلاء المنفيون. لكن الجميع تجاهل شكوكهم وأكلوا اللحم من أجل البقاء. بالطبع، لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو إلى الأبد. وصلت مشاعر الجميع المكبوتة إلى ذروتها، ثم انفجرت.”

كان هذا سؤالًا لا يمكنه التهرب منه. أخذ زاريوسو نفسًا عميقًا، وكذلك فعلت كروش لولو.

“… سننضم إليكم، قبيلة العين الحمراء، لأنني لا أرغب في جعل ابتسامة الزعيم السابق بلا معنى، وأيضًا لأنني أريد أن أعطي قبيلة العين الحمراء أفضل فرصة لها للبقاء على قيد الحياة.”

ثم سأل زاريوسو:

ملأ طعم مرّ فمه، طرد منه التعب. بينما كانت بالكاد مقبولة من حيث النكهة، بعد مضغها عدة مرات، ازدهرت النكهة على لسانه. بالإضافة إلى ذلك، حتى الأنفاس التي يزفرها كان لها نفس المذاق.

“ما الذي تنوي قبيلة العين الحمراء فعله بشأن المعركة القادمة؟”

كان هذا هو الذنب الذي كان في قلبها بسبب قتلها الزعيم السابق.

“… بعد ما ناقشناه بالأمس، نؤيد حاليًا الفرار.”

“أنا آسف، أنا حقًا آسف. لا ينبغي أن أفعل شيئًا كهذا في وقت كهذا. لا مانع إذا أخبرتني ردك لاحقًا..”

“إذًا، الزعيمة كروش لولو، دعيني أسألكِ مرة أخرى – هل ما زلتِ تشعرين بنفس الشعور؟”

من زاوية عينه، لاحظ زاريوسو العديد من المحاربين من قبيلة العين الحمراء يتبعون تحركاته من داخل الحاجز. مثل المحاربين من قبيلة المخلب الأخضر، لم يرتدوا أي دروع وحملوا رماحًا طويلة، كان كل منها في الأساس عبارة عن عصا طويلة مائلة برأس حادة عظمية. حمل آخرون القاذفات، لكن حقيقة عدم إطلاق أي منهم مقذوفات عليه تشير إلى أنهم لم يكن لديهم نية للهجوم على الفور.

لم تستطع كروش لولو الرد عليه.

“أنا زاريوسو شاشا من قبيلة المخلب الأخضر! أطلب لقاءً مع زعيمكم!”

كان من الطبيعي التردد، لأن هذا يتعلق بمصير قبيلة العين الحمراء.

بعد مرور الوقت الكافي لهم لاستعادة رباطة جأشهم، أدركت كروش لولو أنه يجب عليهم العودة إلى الموضوع الأصلي في الوقت الحالي.

ومع ذلك، لم يستطع زاريوسو فعل أي شيء حيال هذا الرد، لكنه فرض ابتسامة على وجهه.

“لا لكن، قد يكون من الأسهل صيد الأسماك في المستقبل!”

“… عليكِ أن تتخذي هذا القرار. أعتقد أن سبب ابتسامة الزعيم السابق لك هو أنه كان يأتمنك على مستقبل القبيلة. ولما كان الأمر كذلك، فقد حان الوقت للارتقاء إلى مستوى ثقته فيكِ. هذا كل ما لدي لأقوله. الباقي متروك لكِ.”

“ليس غريبًا… إنه خطير جدًا.”

كانت عيون كروش لولو المستديرة تدور حول الغرفة. لا يعني ذلك أنها أرادت الفرار أو طلب المساعدة، لكنها كانت تبحث عن الإجابة الصحيحة في قلبها.

ومع ذلك، إذا كان العدو قد توقع ذلك بالفعل، وقدم هذا العرض الرائع له…

بغض النظر عن الكيفية التي انتهى بها الأمر، كل ما كان على زاريوسو فعله هو قبول إجابتها.

“…نعم. إنها ليست مجرد مسألة تخص قبيلتي، لكنني فكرت أيضًا في كيفية تقليل مناصب القبائل الأخرى.”

“بصفتي القائمة بأعمال الزعيم، هل لي أن أسأل كم عدد الأشخاص الذين تنوي إخلائهم؟”

أصبحت الشمس عالية في السماء بعد نصف يوم من ركوب رورورو. وصل زاريوسو إلى وجهته دون مواجهة أي من الأعداء الذين كان قلقًا بشأنهم.

“في الوقت الحالي، نخطط لإخلاء عشرة محاربين وعشرين صيادًا وثلاثة كهنة وسبعين ذكرًا ومائة أنثى وبعض الأطفال.”

لقد كانت نتيجة منطقية ومناسبة للغاية.

“… أما بالنسبة للآخرين؟”

لحسن الحظ، ما زالوا يعيشون حيث أخبرته معلوماته السابقة أنهم سيكونون. كان يخشى أن يكونوا قد هاجروا بعد الحرب السابقة، وحينها سيضطر أن يبدأ بالعثور على قبيلتهم.

“- اعتمادًا على الظروف، قد نضطر إلى تركهم جميعًا يموتون.”

أفضل دليل على ذلك هو وصول زاريوسو بأمان إلى هنا.

حدقت كروش لولو في الفضاء الفارغ وغمغمت:

بالطبع، حتى لو ظهرت قوى ذلك الوجود السامي، لم يكن أمام زاريوسو خيار سوى القتال بكل قوته.

“- حقًا…”

قدمت له ثمرة بنية اللون. وضعها زاريوسو في فمه وأكلها دون تردد.

“إذًا، من فضلكِ أعطني ردكِ أيتها القائمة بأعمال زعيم قبيلة العين الحمراء، كروش لولو.”

كانت نبرتها مليئة بالازدراء و الاستياء. كان التغيير رائعًا لدرجة أنه جعل زاريوسو يتساءل عما إذا كان يتحدث إلى شخص آخر.

♦ ♦ ♦

“آه، نعم، أشعر ببعض الإرهاق. كان اليومان الماضيان مشغولين للغاية، لذلك لم يكن لدي وقت للنوم.”

نظرت كروش لولو في خياراتها.

“آه، أنتَ لم تعطني إجابتك بعد. هل ستدعني آتي معك؟”

يمكنها قتل زاريوسو. شخصيًا، لم ترغب في القيام بذلك، لكن الأمر مختلف بسبب منصبها.

في البرية، كان المهق حالة نادرة جدًا. كان ذلك لأن المصابين بالمهق كانوا واضحين للغاية وكانوا يواجهون صعوبة في التغلب على قسوة الحياة.

وماذا عن قتله والفرار مع باقي أهل القرية؟ تخلت كروش لولو عن هذا الاتجاه من التفكير، لأنها كانت مقامرة خطيرة للغاية وكانت تتعلق بمستقبلهم. إلى جانب ذلك، لم يكن هناك ما يضمن أنه قد جاء بمفرده حقًا.

“نحن لا نفعل ذلك، لأن الأسماك نعمة من الطبيعة.”

ثم ماذا عن الاتفاق معه ثم الهرب مع الجميع؟

“فكري في الأمر، كيف نجت قبيلتكِ في تلك الفترة؟”

من المحتمل أن يكون ذلك مشكلة أيضًا. إذا حاولوا أن يكونوا أذكياء ومفسدين بدلاً من ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى حرب مع قبيلة المخلب الأخضر – حرب من شأنها أن تؤدي إلى إبادة شعبهم. بعد كل شيء، كانت نيتهم ​​تقليص عدد السكان، ولا يهم من سيموت من أجل حدوث ذلك.

كانت عيون كروش لولو المستديرة تدور حول الغرفة. لا يعني ذلك أنها أرادت الفرار أو طلب المساعدة، لكنها كانت تبحث عن الإجابة الصحيحة في قلبها.

في النهاية، إذا لم يتلق إجابة بالموافقة على التحالف، فمن المحتمل أنه سيقود جيشًا إلى قبيلة العين الحمراء لتدميرهم.

بغض النظر عن الكيفية التي انتهى بها الأمر، كل ما كان على زاريوسو فعله هو قبول إجابتها.

ومع ذلك، لم تكن تعرف ما إذا كان زاريوسو قد أدرك أن هناك عيبًا في تلك الخطة. لا تزال مشكلة ندرة الغذاء قائمة.

لم تعرف كروش لولو ما سيقوله زاريوسو بعد ذلك، وأبقت عينيها مثبتتين عليه.

ثم فجأة بزغ فجر التنوير على كروش لولو، وابتسمت. لم يكن هناك أبدًا طريقة للخروج. منذ اللحظة التي اقترح فيها زاريوسو التحالف؛ منذ اللحظة التي اقترح فيها عليهم العمل مع قبيلة المخلب الأخضر –

أومأت كروش لولو.

كانت الطريقة الوحيدة لبقاء قبيلة العين الحمراء على قيد الحياة هي التحالف معهم والانضمام إلى المعركة معًا. كان يجب على زاريوسو أن يدرك ذلك أيضًا.

تم جلبه إلى منزل صغير جيد التجهيز.

ومع ذلك، فقد أراد من كروش لولو أن تعطيه إجابة. ربما أراد أن يرى ما إذا كانت كروش لولو – الزعيمة – تستحق الوقوف بجانبه كرفيق له.

أغمضت كروش لولو عينيها واستدعت وجه الزعيم السابق.

لذا، كل ما تبقى هو التحدث عن قرارها.

رفعت كروش لولو رأسها، كما لو كانت قد طعنت بإبرة. استدارت بصلابة نحو زاريوسو، الذي كان على وجهه نظرة مفاجأة.

ومع ذلك، إذا أخبرته بردها، فإن الكثير من الناس سيموتون بالتأكيد.

“تربي؟”

“دعيني أعلمكِ شيئًا. نحن لا نكافح من أجل الموت، نحن نكافح من أجل الانتصار. ربما قلت الكثير من الأشياء التي جعلتكِ غير مرتاحة، لكن طالما أننا نهزم العدو، يمكننا أن نضحك على كل شيء. أرجو أن تفهمي ذلك.”

حاليا، كانا متساويين. وبالتالي، لم يستطع إظهار أي علامة ضعف. ظل زاريوسو ثابتًا حتى بينما كان الكاهن يتفقد العلامة التي على صدره.

أومأت كروش لولو برأسها لتظهر أنها تفهم.

بدأت كروش لولو في إدراك إجابة هذا السؤال.

كان رجلاً عطوفًا، و بهذا ردت كروش لولو بقرارها:

تُرِكَت كروش لولو مذهولة من كيفية الرد على اعتراف زاريوسو الجاد. ومع ذلك، كان هناك شيء في هذه الكلمات لا يمكن أن تقبله.

“… سننضم إليكم، قبيلة العين الحمراء، لأنني لا أرغب في جعل ابتسامة الزعيم السابق بلا معنى، وأيضًا لأنني أريد أن أعطي قبيلة العين الحمراء أفضل فرصة لها للبقاء على قيد الحياة.”

(تبًا كيف عرف)

انحنت كروش بعمق ورفعت ذيلها.

يمكنها قتل زاريوسو. شخصيًا، لم ترغب في القيام بذلك، لكن الأمر مختلف بسبب منصبها.

“- شكرًا جزيلًا لكِ.”

ملأ الهواء صوت صرير أسنانها.

أومأ زاريوسو برأسه، وتحدث ذيله المنتصب بقوة عن مشاعره أكثر مما يمكن أن تحدثه كلماته.

أدركت كروش لولو أن تنفس زاريوسو أصبح خشنًا إلى حد ما. يبدو أنه أدرك أن منصب كروش لولو لم يكن للعرض.

♦ ♦ ♦

لم يتألم، ولكن –

جاء الصباح.

“إذًا أنت تخبرني… سبب رغبتك في القتال على الرغم من افتقارنا للثقة هو…”

نظر زاريوسو نحو البوابة الرئيسية لقرية قبيلة العين الحمراء، حيث وقف أمام رورورو.

♦ ♦ ♦

فتح فمه وأخرج تثاؤبًا. كان لا يزال يشعر بالتعب قليلاً، لأنه كان يجلس في الاجتماع القبلي لقبيلة العين الحمراء حتى وقت متأخر من الليلة الماضية. ومع ذلك، كان الوقت جوهريًا، وكان عليه أن يزور قبيلة أخرى بحلول اليوم.

“إنهم القبيلة التي تقدر القوة على كل شيء، أليس كذلك؟ لقد سمعت أن لديهم أعظم قوة قتالية بين جميع القبائل.”

كافح زاريوسو بشراسة شبح النوم، لكنه خسر وتثاءبَ مرة أخرى، بصوت أعلى من ذي قبل.

“يمكننا تحسين المقاومة لمثل هذه الهجمات، لكن حماية عقول الجميع أمر بعيد عني.”

بينما كانت رحلة رورورو بالكاد مستقرة، شعر لسبب ما أنه لا يزال بإمكانه النوم فوقه.

لم يستطع زاريوسو الرد على ذلك. عندما فكر في الأمر بهدوء، كان هناك العديد من المزايا لإحضار كروش لولو معه. ومع ذلك، كذكر، لم يرغب في إحضار الأنثى التي كان يحبها إلى مكان كان يعلم أن هناك خطرًا كبيرًا ينتظرها.

نظر زاريوسو إلى الشمس، التي بدت صفراء زاهية رغم أنها أشرقت للتو، ثم نظر إلى البوابة الرئيسية. خيم عليه شعور بالارتباك، لأن شيئًا غريبًا قد خرج منها.

“- نحن لا نعرف كل شيء، وقد يتخذ كل منا قرارًا مختلفًا في موقف مختلف. لو كنت أنا مكانكِ، كنت سأفعل نفس الشيء. لكني لا أريد أن أحاول أن أريحكِ، لأنه لا يوجد شيء اسمه إجابة صحيحة في هذا العالم. كل ما يمكننا فعله هو اختيار المضي قدمًا، وأعتقد أنه حتى بعد كل الأسف والبؤس والجروح التي تغطي باطن قدميكِ، كل ما يمكنكي فعله هو اختيار الضغط للأمام.”

كانت حزمة عشب.

ابتسم زاريوسو بمرارة عندما رأى كروش لولو في تلك الحالة، وتابع:

كانت عبارة عن مجموعة من الملابس التي كانت مصنوعة من شرائط طويلة من القماش ومحشوة بأعشاب طويلة. إذا غطست في مستنقع، فستبدو مثل كومة من الحشائش من مسافة بعيدة.

كافح زاريوسو بشراسة شبح النوم، لكنه خسر وتثاءبَ مرة أخرى، بصوت أعلى من ذي قبل.

‘آه، أين رأيت وحشًا كهذا من قبل’ –

نظر نحو مساكن قبيلة العين الحمراء. كانت مليئة بالطاقة المحمومة، حيث كان العديد من السحالي يركضون ذهابًا وإيابًا. وقفت كروش جانبًا لتشاهد، ثم أجابت:

بينما كان زاريوسو يتذكر المشاهد التي رآها كمغامر، كانت رورورو تزمجر بطريقة تهديدية من خلفه.

في حين أن كروش لولو لم تعبر بشكل كاف عما تريد قوله، يبدو أن زاريوسو قد التقط معنى كلامها، وقدم إجابة مباشرة وصادقة.

بالطبع، عرف زاريوسو من هي تلك الكومة من الأعشاب. لم يكن هناك شك في ذلك. بعد كل شيء، خرج ذيلها الأبيض من تلك الكومة.

وفقًا للتعويذات التي ألقاها كهنة القرية، كانت قبيلة الذيل المحلوق أول من تعرضت للهجوم. كانت حقيقة أن أول قبيلة تعرضت للهجوم لم تكن قبيلة ناب التنين بمثابة هبة من السماء عندما فكروا في الوقت الذي غادروا فيه.

بينما كان يحدق بغباء في الذيل المتمايل ويربت على شارد الذهن رورورو لتهدئته، كانت كومة الحشائش قد مشت بالفعل نحو زاريوسو.

“زاريوسو، تبدو متعبًا.”

“- صباح الخير.”

جاء الصوت عبر باب من داخل الغرفة المظلمة، لذلك افترض أنه لا بد أنه يخص شخصًا عجوزًا. لكن الآن، أدرك أن صوتها كان شابًا ومليئًا بالحيوية.

“مم، صباح الخير … يبدو أنكِ جمعتِ القبيلة.”

“زاريوسو، تبدو متعبًا.”

نظر نحو مساكن قبيلة العين الحمراء. كانت مليئة بالطاقة المحمومة، حيث كان العديد من السحالي يركضون ذهابًا وإيابًا. وقفت كروش جانبًا لتشاهد، ثم أجابت:

“…”

“مم، لم تكن هناك مشاكل في ذلك. يجب أن نكون قادرين على الوصول إلى قرية الذيل المحلوق بحلول اليوم، وقد اخترنا بالفعل الأشخاص الذين سنقوم بإخلائهم.”

“… هل يمكنكم الدفاع ضد الهجمات العقلية؟”

وفقًا للتعويذات التي ألقاها كهنة القرية، كانت قبيلة الذيل المحلوق أول من تعرضت للهجوم. كانت حقيقة أن أول قبيلة تعرضت للهجوم لم تكن قبيلة ناب التنين بمثابة هبة من السماء عندما فكروا في الوقت الذي غادروا فيه.

“نعم هذا صحيح… وفي النهاية نجت قبيلتنا. عندما تمردنا، صمد الزعيم حتى النهاية المريرة، ومات بعد أن غطته جروح لا حصر لها. قبل أن يتلقى الضربة القاتلة المنهية لحياته، نظر إليّ وابتسم عندما حصل هذا.”

“إذًا، لماذا ستأتين معي، كروش لولو؟”

لم يكن لدى كروش لولو أي فكرة عن كيفية الرد على رد زاريوسو البارد.

“الجواب بسيط يا زاريوسو. ولكن قبل أن أجيب عليك، قل لي – ماذا تنوي أن تفعل بعد ذلك؟”

“لا لكن، قد يكون من الأسهل صيد الأسماك في المستقبل!”

بعد الاجتماع الطويل الذي استمر من المساء حتى منتصف الليل، لم يشعر أي منهما بعدم الارتياح من مخاطبة بعضهما البعض بأسمائهما الأولى. حتى الطريقة التي تحدثوا بها قد تغيرت، ربما لأنهم أصبحوا على دراية ببعضهم البعض.

“بعد ذلك، أنوي زيارة قبيلة أخرى – قبيلة ناب التنين.”

تحركت كومة الحشائش قليلًا. لم يكن لدى زاريوسو أي فكرة عما تعنيه هذه الكلمات لأنه لم يستطع رؤية وجهها.

“إنهم القبيلة التي تقدر القوة على كل شيء، أليس كذلك؟ لقد سمعت أن لديهم أعظم قوة قتالية بين جميع القبائل.”

“أنا أرى… هل يمكن لجميع الكهنة إلقاء تعويذات كهذه؟”

“مم، هذا صحيح. نظرًا لأننا لم نتواصل معهم كثيرًا، فمن الأفضل أن نعد أنفسنا لأي شيء.”

“لك أسمى آيات الامتنان.”

كان كل شيء عنهم يكتنفه الغموض، لذا فإن الانتقال إلى مجالهم كان أمرًا محفوفًا بالمخاطر. بالإضافة إلى ذلك، فقد استوعبوا الناجين من القبيلتين اللتين تم تفكيكهما خلال الحرب السابقة، مما جعل الأمور أكثر خطورة.

‘هل يمكن أن يكون ذلك لأنني أحمل هذه الأنثى بالذات – كروش لولو – بين ذراعي؟’

تميز زاريوسو خلال تلك الحرب، لذلك سيكون عدوًا مكروهًا للناجين من هاتين القبيلتين.

“…”

ومع ذلك، فقد كانوا القبيلة التي هم في أمس الحاجة إلى قوتهم خلال الصراع القادم.

“كان لدى الجميع فكرة عن ماهية هذا اللحم. كانت هناك قوانين صارمة تم وضعها، وتم نفي العائلات التي انتهكت هذه القوانين. الزعيم لم يحضر تلك اللحوم إلا بعد أن غادر هؤلاء المنفيون. لكن الجميع تجاهل شكوكهم وأكلوا اللحم من أجل البقاء. بالطبع، لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو إلى الأبد. وصلت مشاعر الجميع المكبوتة إلى ذروتها، ثم انفجرت.”

“هذا كل شيء… إذًا سيكون من الأفضل لي أن أرافقك.”

صفع ذيل كروش لولو الأرض. ارتجف الذكر أمامها، كما لو أنه تعرض للضرب جسديًا.

“- لماذا؟”

ولما كان الأمر كذلك، لماذا عاش هذا القائد في كوخ صغير مظلم؟

“هل هذا غريب؟”

“تربي؟”

تحركت كومة الحشائش قليلًا. لم يكن لدى زاريوسو أي فكرة عما تعنيه هذه الكلمات لأنه لم يستطع رؤية وجهها.

نظر زاريوسو إلى الشمس، التي بدت صفراء زاهية رغم أنها أشرقت للتو، ثم نظر إلى البوابة الرئيسية. خيم عليه شعور بالارتباك، لأن شيئًا غريبًا قد خرج منها.

“ليس غريبًا… إنه خطير جدًا.”

أصبحت الشمس عالية في السماء بعد نصف يوم من ركوب رورورو. وصل زاريوسو إلى وجهته دون مواجهة أي من الأعداء الذين كان قلقًا بشأنهم.

“هل هناك أي مكان آمن خلال هذه الأوقات؟”

“… حسنًا، أظن أنه يجب عليَّ أن أقول إنه جيد… أليس كذلك؟”

لم يستطع زاريوسو الرد على ذلك. عندما فكر في الأمر بهدوء، كان هناك العديد من المزايا لإحضار كروش لولو معه. ومع ذلك، كذكر، لم يرغب في إحضار الأنثى التي كان يحبها إلى مكان كان يعلم أن هناك خطرًا كبيرًا ينتظرها.

نغمته المنخفضة جعلت كروش لولو ترتجف.

“- أنا حقًا لا أستطيع أن أهدأ.”

لم يستطع زاريوسو الرد على ذلك. عندما فكر في الأمر بهدوء، كان هناك العديد من المزايا لإحضار كروش لولو معه. ومع ذلك، كذكر، لم يرغب في إحضار الأنثى التي كان يحبها إلى مكان كان يعلم أن هناك خطرًا كبيرًا ينتظرها.

لم يستطع رؤية وجه كروش لولو داخل كومة الأعشاب، لكنها بدت وكأنها تبتسم.

درست وجه الرجل المقابل لها، مع الحرص على عدم ملاحظتها لأنها كانت تقيس تعابيره الرزينة.

“… حسنًا، سأطرح عليكِ سؤالاً آخر. لماذا تلبسين هكذا؟”

“لدى كاهننا تعاويذ يمكنها أن تسحر الأسلحة مؤقتًا…”

“هل هو قبيح؟”

“يمكننا تحسين المقاومة لمثل هذه الهجمات، لكن حماية عقول الجميع أمر بعيد عني.”

لم يكن قبيحًا بقدر ما كان غريبًا. ومع ذلك، هل من الأفضل الثناء عليها؟ لم يعرف زاريوسو كيف يجيب، ولكن بعد بعض التفكير، قام بقياس التعبير الذي لم يستطع رؤيته وأجاب:

“إذًا، الزعيمة كروش لولو، دعيني أسألكِ مرة أخرى – هل ما زلتِ تشعرين بنفس الشعور؟”

“… حسنًا، أظن أنه يجب عليَّ أن أقول إنه جيد… أليس كذلك؟”

على الرغم من أنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان ذلك قد تم سهوًا من قبل ما يسمى بـ الوجود السامي أو إذا كان هذا التطور يندرج ضمن النطاق المتوقع للأحداث، يبدو أن العدو لم يقصد التراجع عن كلامه و الهجوم مبكرًا. هذا سمح لهم بإعداد أنفسهم.

“لا.”

من زاوية عينه، لاحظ زاريوسو العديد من المحاربين من قبيلة العين الحمراء يتبعون تحركاته من داخل الحاجز. مثل المحاربين من قبيلة المخلب الأخضر، لم يرتدوا أي دروع وحملوا رماحًا طويلة، كان كل منها في الأساس عبارة عن عصا طويلة مائلة برأس حادة عظمية. حمل آخرون القاذفات، لكن حقيقة عدم إطلاق أي منهم مقذوفات عليه تشير إلى أنهم لم يكن لديهم نية للهجوم على الفور.

أخرسته كروش لولو بإنكار قاطع. ربما كان هذا هو سبب شعور زاريوسو بالضعف فجأة.

لم يستطع زاريوسو الرد على ذلك. عندما فكر في الأمر بهدوء، كان هناك العديد من المزايا لإحضار كروش لولو معه. ومع ذلك، كذكر، لم يرغب في إحضار الأنثى التي كان يحبها إلى مكان كان يعلم أن هناك خطرًا كبيرًا ينتظرها.

“ببساطة لأنني لا أتعامل بشكل جيد مع ضوء الشمس. وبالتالي، أنا بحاجة لارتداء هكذا عندما أذهب للخارج.”

أومأ زاريوسو برأسه استجابة لطلب الانفتاح.

“أنا أرى…”

“أنا زاريوسو شاشا من المخلب الأخضر. هناك شيء يجب أن أناقشه معكم.”

“آه، أنتَ لم تعطني إجابتك بعد. هل ستدعني آتي معك؟”

بعد تقديم نفسيهما، درس الاثنان بعضهما البعض، كما لو كانا يجريان تقييمًا لنظيرهما.

بغض النظر عما قاله لها، سيكون كل هذا بلا معنى. سيكون وجودها حوله مفيدًا لهدفه المتمثل في تكوين تحالف. لا بد أنها اقترحت الكثير لأنها شعرت بنفس الطريقة. وبالتالي، لم يكن هناك سبب لرفضه لها.

“أنا ممتن لمقابلتكِ. أنا مسافر من قبيلة المخلب الأخضر، زاريوسو شاشا.”

“…حسنًا. إذًا، من فضلكِ ساعديني، كروش لولو.”

تدفق دفء أجسادهم إلى بعضهم البعض، ورافقها ذلك هزة صغيرة لنبضات قلبهما. للحظة، بدا كما لو أن قلوبهم كانت تتزامن ببطء مع بعضها البعض.

بشعور من الفرح بدا وكأنه ينبع من أعماق قلبها، أجابت كروش لولو:

“- لماذا؟”

“- فهمت. اترك الأمر لي يا زاريوسو.”

ومع ذلك، بمجرد أن علم زاريوسو أن الطلب جاء من زعيم القرية ازداد احترامه تجاه الشخص الموجود داخل الكوخ.

“هل أنتِ مستعدة للانطلاق؟”

وبالتالي، يمكن أن يكون هناك إجابة واحدة فقط. بينما كانت كروش لولو تتساءل عن كيف سيكون رد زاريوسو، سمعت إجابة فاقت توقعاتها تمامًا.

“بالتأكيد. حقيبتي مليئة بكل ما أحتاجه.”

“بعد ذلك، أنوي زيارة قبيلة أخرى – قبيلة ناب التنين.”

بعد سماع ذلك، نظر زاريوسو إلى ظهرها ووجد انتفاخًا هناك. جاءت الرائحة الكثيفة للعشب الطازج والأعشاب الأخرى منه. بسبب أنها كاهنة، يجب أن تمتلك المهارات المتعلقة بالأعشاب وما شابه، لذلك يجب أن تحمل هذه المواد.

ترجمة: Scrub

“زاريوسو، تبدو متعبًا.”

تحركت كومة الحشائش قليلًا. لم يكن لدى زاريوسو أي فكرة عما تعنيه هذه الكلمات لأنه لم يستطع رؤية وجهها.

“آه، نعم، أشعر ببعض الإرهاق. كان اليومان الماضيان مشغولين للغاية، لذلك لم يكن لدي وقت للنوم.”

لم تكن قبيلة العين الحمراء تنوي أبدًا تشكيل تحالف. كانوا يعتزمون الفرار. بعد كل شيء، كان قتال أي شخص يمكنه استخدام تعويذات المستوى الرابع حماقة. لم يكن هناك استنتاج آخر يمكن استخلاصه بالنظر إلى أن العدو يمكن أن يستخدم اللاموتى أيضًا.

بعد قوله ذلك، ظهرت يد بيضاء الحراشف من تحت كومة الحشائش.

ربما شعرت كروش بما كان يفكر فيه زاريوسو، لكنها ضحكت وكأنها تسخر من نفسها.

“خذ. هذه فاكهة ريكيريكو. كُلْهَا.”

بعد تقديم نفسيهما، درس الاثنان بعضهما البعض، كما لو كانا يجريان تقييمًا لنظيرهما.

قدمت له ثمرة بنية اللون. وضعها زاريوسو في فمه وأكلها دون تردد.

“…”

ملأ طعم مرّ فمه، طرد منه التعب. بينما كانت بالكاد مقبولة من حيث النكهة، بعد مضغها عدة مرات، ازدهرت النكهة على لسانه. بالإضافة إلى ذلك، حتى الأنفاس التي يزفرها كان لها نفس المذاق.

كانت عيناها المستديرة اللامعة قرمزية متوهجة مثل الياقوت. لم يكن جسدها النحيف ذكوريًا، بل أنثويًا.

”موو! ما هذا الإحساس الرائع الذي يملأ رأسي؟”

“نحن الذين أكلنا ذلك اللحم… حتى عندما عرفنا ما هو… كنا مذنبين بنفس جريمة الزعيم. عندما أفكر في الأمر الآن، يبدو الأمر مضحكًا تقريبًا.”

كان زاريوسو قد تبنى دون وعي الشخير اللفظي لأخيه الأكبر. لم تستطع كروش لولو إلا أن تضحك عندما رأت هذا.

“لا لا شيء. هيا بنا. رورورو، سأترك الأمر لك.”

“لقد اختفت رغبتك في النوم، أليس كذلك؟ لكن الحقيقة هي أنها لم تختف حقًا، لذا لا تعتاد عليها كثيرًا. سيكون من الأفضل أن تجد مكانًا للراحة.”

عندما تصطدم القبائل المستنفدة بقبيلة العين الحمراء – التي كانت قوتها غير منقوصة – ستكون معرضة لخطر الفناء. لتجنب ذلك، كان الخيار الوحيد أمامهم هو الاعتداء على أي قبائل لم تختر الانضمام إلى التحالف. لقد كان قرارًا عقلانيًا تمامًا تم اتخاذه من منظور قائد أفراده في خطر، وإذا كانت في مكانه، فربما تكون قد اتخذت هذا القرار أيضًا.

كل نفس أخذه زاريوسو وأطلقه ملأه بالنعيم، كما انتشر إحساس بالبرودة في كامل جسده. رد:

“ببساطة لأنني لا أتعامل بشكل جيد مع ضوء الشمس. وبالتالي، أنا بحاجة لارتداء هكذا عندما أذهب للخارج.”

“إذًا، سآخذ قيلولة بينما أنا فوق رورورو.”

رفعت كروش لولو رأسها، كما لو كانت قد طعنت بإبرة. استدارت بصلابة نحو زاريوسو، الذي كان على وجهه نظرة مفاجأة.

بقوله ذلك، صعد زاريوسو على الفور فوق رورورو. تبعته كروش لولو. بينما كان رورورو يحدق في زاريوسو بسبب الشعور الشرير لكومة العشب التي تتسلقه، تمكن زاريوسو أخيرًا من تهدئته.

قدمت له ثمرة بنية اللون. وضعها زاريوسو في فمه وأكلها دون تردد.

“حسنًا دعينا نذهب. المقاعد ليست مستقرة جدًا، لذا من الأفضل أن تتمسكي بي.”

بغض النظر عن الكيفية التي انتهى بها الأمر، كل ما كان على زاريوسو فعله هو قبول إجابتها.

“حسنًا.”

نغمته المنخفضة جعلت كروش لولو ترتجف.

أحاطت ذراعي كروش لولو بخصر زاريوسو. جعل الوخز من ملابسها زاريوسو يشعر بالحكة.

“بالنظر إلى أنك لست خائفًا من مظهري، أعتقد أنك شجاع جدًا، هل أنا على حق؟”

“…”

بالإضافة إلى ذلك، حتى لو مات السحالي العجائز في المعركة، فسيكون ذلك موتًا مجيدًا لهم.

عبس زاريوسو. لم يكن هذا ما تخيله.

عندما تصطدم القبائل المستنفدة بقبيلة العين الحمراء – التي كانت قوتها غير منقوصة – ستكون معرضة لخطر الفناء. لتجنب ذلك، كان الخيار الوحيد أمامهم هو الاعتداء على أي قبائل لم تختر الانضمام إلى التحالف. لقد كان قرارًا عقلانيًا تمامًا تم اتخاذه من منظور قائد أفراده في خطر، وإذا كانت في مكانه، فربما تكون قد اتخذت هذا القرار أيضًا.

“- هل هناك شيء خاطئ؟”

“… إيه؟”

“لا لا شيء. هيا بنا. رورورو، سأترك الأمر لك.”

“نحن الذين أكلنا ذلك اللحم… حتى عندما عرفنا ما هو… كنا مذنبين بنفس جريمة الزعيم. عندما أفكر في الأمر الآن، يبدو الأمر مضحكًا تقريبًا.”

‘ما الذي جعله سعيدًا للغاية؟’ جاءت ضحكة كروش المرحة من ورائه.

بعد قوله ذلك، ظهرت يد بيضاء الحراشف من تحت كومة الحشائش.

_____________________

أومأت كروش لولو.

ترجمة: Scrub

وفقًا للتعويذات التي ألقاها كهنة القرية، كانت قبيلة الذيل المحلوق أول من تعرضت للهجوم. كانت حقيقة أن أول قبيلة تعرضت للهجوم لم تكن قبيلة ناب التنين بمثابة هبة من السماء عندما فكروا في الوقت الذي غادروا فيه.

بعد مرور بعض الوقت، وصل رجل سحلية عجوز يحمل عصا. كان يتبعه خمسة من أفراد قبيلته. رسم على جسد الرجل السحلية العجوز رسومات و وشوم بيضاء.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط