الفصل 4 - الجزء الثالث
المجلد 4: رجال السحالي الأبطال
الفصل 4 – الجزء الثالث – فجر اليأس
لوح زينبيرو لهما بينما كانا يتمشيان نحوهما، ثم حرك ذقنه للإشارة إلى أنه يجب عليهما النظر خارج البوابة.
كانت هناك قدرة تعرف باسم استشعار الخطر.
“مسموح لكم أن ترفعوا رؤوسكم.”
لدى المغامرين واللصوص وذوي المهارات الحسية هذه القدرة و كما يوحي الاسم، فقد سمحت لمستخدمها بالشعور بالخطر.
في ظل الظروف العادية، سيكون من المفترض أن تشعر كروش بالتغير في الهواء وتستيقظ من سباتها. ومع ذلك، يبدو أنها لم تفعل ذلك.
كان هناك نوعان من الاختلافات الرئيسية لهذه القدرة. نوع يتجاهل المنطق والتحليل، ويتخذ قرارات سريعة بناءً على تصورات المرء و الآخر نتاج التفكير المنطقي والاستنتاجي. تنتمي الحاسة السادس والحدس الذي يضرب به المثل إلى الفئة الأولى، في حين أن أولئك الذين التقطوا آثارًا حسية دقيقة ولاحظوا التغيرات في البيئة يندرجون في الفئة الأخيرة.
كان زاريوسو قد سمع عن الشياطين خلال رحلاته.
من الطبيعي أن يتعلم المرء النوع الثاني عندما يكون في ساحة المعركة أو عند السفر بمفرده، حتى لو لم يبتعد عن الطريق لصقله. لقد كان شكلاً من أشكال الخبرة المكتسبة من التواجد في بيئات خطرة.
“… هل هذا جيش من الأساطير؟”
تفوق رجال السحالي على البشر في هذا الجانب. كان هذا لأن قدراتهم البيولوجية – حواسهم – أكثر حدة، ولأنهم عاشوا في ظروف أكثر عدائية. عادةً ما يعيش الإنسان في مكان آمن بعيدًا عن الوحوش، لكن غالبًا ما كان لدى رجال السحالي الوحوش كجيران.
بعد رؤية أجسادهم الضعيفة راكعة بشكل مثير للشفقة في الوحل، بدت الشيطانة سعيدة للغاية و أبلغت سيدها:
في حالة زاريوسو، كان مسافرًا، وبالتالي اعتاد على الرحلات الطويلة بمفرده. وبالتالي، يمكنه قياس التغيرات في الجو والمزاج بدقة وحرص.
نقر زاريوسو على لسانه بعد الرد على زينبيرو.
انفتحت عيناه عندما شعر بتوتر يتدفق عبر الهواء.
بعد رؤية أجسادهم الضعيفة راكعة بشكل مثير للشفقة في الوحل، بدت الشيطانة سعيدة للغاية و أبلغت سيدها:
لستقبله المشهد المألوف للغرفة – على الرغم من أنه عاش هناك لبضعة أيام فقط. مهما نظر الإنسان عن كثب، لن يتمكنوا من الرؤية داخل المكان الخالي من الضوء، لكن هذه لم تكن مشكلة لـ رجال السحالي.
لم يتم حفظ تلك الوحوش المستدعاة في مكان ما، بل تم تدميرها.
لم يكن هناك شيء غير عادي في الغرفة.
كانت هناك قدرة تعرف باسم استشعار الخطر.
نظر زاريوسو حوله وتنفس الصعداء بعد التأكد من عدم وجود شيء غير عادي حوله و في نفس الوقت، جلس.
ارتجفت الأرض واعتدى تحطم هائل على زاريوسو في عالم الظلام هذا. اهتز الجدار الترابي بعنف.
بصفته محاربًا بارزًا، يستطيع زاريوسو الانتقال من وضع النوم السلمي إلى الاستيقاظ تمامًا في لحظة. لن تُثقل عينيه بالنوم – يمكنه الدخول في المعركة الآن دون أي مشاكل.
“… قد لا تصدقني إذا قلت هذا، لكن من فضلك استمع إليَّ. اعتقدت في الأصل أن تغير الطقس من قبل كانت نتيجة تعويذة المستوى الرابع [التحكم في الغيوم]، لكنني كنت مخطئة. [التحكم في الغيوم] يمكنها التحكم في السحب، لكنها لا يمكنها توليد رياح باردة مثل هذه. لذلك… هذا لا يتحكم في الغيوم فحسب، بل يغير الطقس. بعبارة أخرى، أعتقد أن العدو استخدم تعويذة من المستوى السادس… [التحكم في الطقس].”
ارتبط أيضًا بعادة رجال السحالي في النوم الخفيف.
“… آه، هل يمكن أن تخبرنا بما يجب أن نفعله، زاريوسو سان؟ هل يجب أن نستعد للركض؟”
ومع ذلك، لم تظهر على كروش أي علامات على التحرك من حيث كانت نائمة بجانبه.
“همم؟ اوو…؟ “
كل ما فعلته هو الأنين بهدوء لأنها حُرمت من دفء زاريوسو.
في حالة من الذعر، تسلق زاريوسو على عجل جدارًا ترابيًا ونظر حوله، ثم صُعق من المشهد المضحك من حوله.
في ظل الظروف العادية، سيكون من المفترض أن تشعر كروش بالتغير في الهواء وتستيقظ من سباتها. ومع ذلك، يبدو أنها لم تفعل ذلك.
ركضت قشعريرة في عمود زاريوسو الفقري عندما رآه. أخبرته غرائزه أن الفرق بين الوجود أمامه و الليتش الكبير من الأمس مثل الفرق بين المحارب والرضيع.
ملأ شعور بالندم زاريوسو – هل وضع عبئًا كبيرًا على كروش؟
“موو.”
كما تذكر الليلة الماضية، شعر أنه ربما يكون عبء كروش أكبر من عبءه. يبدو أن كروش الأنثى تعرضت لضغوط أكثر من زاريوسو الذكر خلال عملية هزيمة الليتش الكبير.
“أسرع!”
أراد لها أن تكون قادرة على مواصلة النوم، ولكن عند الاستماع بعناية، استطاع سماع أصوات العديد من رجال السحالي يندفعون له. في مثل هذه الحالات الطارئة، سيكون تركها تنام أكثر خطورة من إيقاظها.
“- لا تخافوا. لا تلحقوا بنا العار أمام خصومنا.”
“كروش، كروش.”
“… لماذا تآسف يا آني كي؟”
قام زاريوسو بهز كروش عدة مرات، باستخدام بعض القوة.
“- ومع ذلك، لقد هزمتونا سابقًا، وأنتم غير راغبون في أن أحكمكم. لذلك، سنهاجم مرة أخرى في غضون أربع ساعات. إذا كان لا يزال بإمكانكم الفوز، فلن أتي ضدكم بعد الآن. في الواقع، سأضمن أنني سأدفع لكم التعويضات المناسبة.”
“همم؟ ممم … “
لم تكن هذه الرياح شديدة البرودة ظاهرة طبيعية. لم يكن هناك شك في أنها كانت نتيجة السحر.
بعد ارتعاش ذيلها، فتحت عينيها القرمزيتين.
رفع ملقي السحر آينز يده، وأسكت شاسوريو، الذي كان على وشك التحدث.
“همم؟ اوو…؟ “
خلف تلك الشيطانة (ألبيدو) توأمان من إلف الظلام، و فتاة ذات شعر فضي. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك وحش ذو مظهر شرير طاف في الهواء، وأخيرًا وحش بذيل يشبه الذكر البشري.
“يبدو أنه حدث شيء ما.”
اقتربت الهياكل العظمية من الصخرة العملاقة بسرعة مذهلة، ثم تكوّن أخيرًا السلم الذي شكله جيش اللاموتى.
هذه الكلمات جعلت كروش يقظة كاملة. استلقى ألم الصقيع بجانبه، وبعد أن رفعه، وقف على قدميه، وتبعته كروش بعد فترة وجيزة.
لم يُجب شاسوريو على سؤال زعيم قبيلة الناب الصغير، بل ابتسم فقط على سبيل الرد. عرف الزعيم ما يعنيه ذلك، وهز رأسه.
توجه الاثنان إلى الخارج، وأدركا على الفور مصدر الاضطراب.
“إذا كان هدف العدو هو إظهار قوته، فمن المحتمل أنهم لن يقضوا على رجال السحالي. في هذه الحالة، يجب أن يكون لدينا شخص يمكنه قيادة رجال السحالي الباقين على قيد الحياة. إذا متنا جميعًا هنا، فسيكون ذلك بمثابة ضربة كبيرة لمستقبل رجال السحالي.”
كانت السماء فوق القرية مغطاة بطبقة سميكة من السحب الداكنة.
غيّرَ الضوء الأزرق الصافي شكله باستمرار، مما أدى إلى إضاءة المناطق المحيطة في وهج وهمي. إذا لم يكن هذا من عمل العدو، فربما يكون قد استهوى به، لكن في الوقت الحالي لم يكونوا في حالة مزاجية لمثل هذه الأشياء.
عندما نظروا إلى المسافة، أدركوا أن هذه السحب كانت مختلفة عن الغيوم العادية، لأن السماء البعيدة كانت مشرقة وواضحة.
تم إعداد زاريوسو لهذا الغرض. هذا هو السبب في أنه عانق كروش بشدة قبل الذهاب.
بعبارة أخرى، هذا يعني –
ثم تحرك جنود الهياكل العظمية الآخرون أيضا. بدوا أكثر دقة من الهياكل العظمية السابقة، وكان هناك حوالي مائة منهم. كانوا يحملون الرماح مع اللافتات المرفقة، من النوع الذي قد يحمله المضربون.
“هل… سيأتون مرة أخرى؟”
التقت عيونهم وضحكوا. ثم أعادوا انتباههم إلى العدو.
إشارة لهجوم عدو آخر –
تفوق رجال السحالي على البشر في هذا الجانب. كان هذا لأن قدراتهم البيولوجية – حواسهم – أكثر حدة، ولأنهم عاشوا في ظروف أكثر عدائية. عادةً ما يعيش الإنسان في مكان آمن بعيدًا عن الوحوش، لكن غالبًا ما كان لدى رجال السحالي الوحوش كجيران.
“يبدو هكذا.”
أصبحت كروش عاجزة عن الكلام. كانت حقيقة لا جدال فيها أن الآخرين اعتقدوا أنها سيئة بسبب حالتها.
وافقت كروش على تقييمه. اندلع الجدل بين رجال السحالي من القبائل الخمس وهم يحدقون في السماء الملبدة بالغيوم. ومع ذلك، لم يكن هناك خوف على وجوههم.
تمامًا كما كان زاريوسو و زينبيرو على وشك أن يطلبوا من رجال السحالي المذعورين أن يهدأوا –
كان ذلك لأنهم حققوا النصر حتى في هذه الظروف العصيبة، وجعلتهم جميعًا أقوى.
“… هذه تبدو كأسلحة سحرية.”
ركض الاثنان إلى البوابة الرئيسية للقرية مصحوبين بصوت تناثر المياه. لقد مروا بالعديد من رجال السحالي يستعدون للمعركة، ووصلوا إلى وجهتهم بعد فترة طويلة.
لم يعد هذا مجرد أمر لا يصدق. كانوا يواجهون شخصًا يتمتع بمثل هذه القوة المروعة، والذي يمكنه بسهولة أن يثني العالم لأهوائه، ولمثل هذا السبب البسيط الذي لا طائل من ورائه.
كان هناك العديد من المحاربين مجتمعين عند البوابة الرئيسية، ونظر الجميع إلى الخارج. كان هناك بعض الوجوه المألوفة بينهم، بما في ذلك زينبيرو، الذي قاتل ونزف معهم، وزعيم قبيلة الناب الصغير بجانبه.
كما تذكر الليلة الماضية، شعر أنه ربما يكون عبء كروش أكبر من عبءه. يبدو أن كروش الأنثى تعرضت لضغوط أكثر من زاريوسو الذكر خلال عملية هزيمة الليتش الكبير.
لوح زينبيرو لهما بينما كانا يتمشيان نحوهما، ثم حرك ذقنه للإشارة إلى أنه يجب عليهما النظر خارج البوابة.
“أنا اسف.”
وقف زاريوسو و كروش بجانب زينبيرو ونظروا في هذا الاتجاه.
ماذا يمكن أن يقول؟
أمامهم، على الجانب الآخر من الحدود بين المستنقع والغابة، كانت هناك صفوف من الهياكل العظمية.
تنهد الزعماء الأربعة الذين لم يشاركوا بعمق. ربما توصلوا إلى استنتاج مفاده أن ما ينتظرهم كان تضحية حية.
“إذًا، عادوا مرة أخرى.”
أبقى زاريوسو عينيه مركزتين على الهياكل العظمية التي تواجههم. كان هذا من أجل فهم قوة خصومهم وإعداد الدفاعات المناسبة.
“همم…”
رفع ملقي السحر الذي جمد البحيرة يده التي لم تكن تحمل عصا ولوح بها في القرية. يبدو أنه قد أصدر أمرًا، كما أخبرته غرائز زاريوسو، وفي اللحظة التالية تم التحقق من صحة غرائزه بطريقة مرعبة.
نقر زاريوسو على لسانه بعد الرد على زينبيرو.
“…ماذا؟”
لقد توقعوا هذا، لكن هذا جاء هذا بسرعة. لقد اعتقدوا أن الخسائر الفادحة التي تسببوا بها ستستغرق من العدو بعض الوقت للتعويض.
شياطين.
كما اتضح أنهم كانوا خارج المقدرة تمامًا. لقد حشد خصمهم مثل هذا الجيش الضخم في مثل هذا الوقت القصير.
نظر ملك الموت إلى زاريوسو وقرية رجال السحالي بنظرة مهيبة وهو يقف مثل حاكم هذا العالم. يبدو أن ما كان ينبغي أن يكون جسمًا صغيرًا في المسافة قد توسع لعشرات أضعاف حجمه الفعلي.
“… ومع ذلك، يبدون أضعف من الهياكل العظمية السابقة.”
كان هناك معنى خفي لهذه الكلمات. أشار زينبيرو إلى أن الهياكل العظمية قبل ذلك كانت أقوى من الهياكل العظمية التي هاجمتهم في وقت سابق.
لم يستطع زاريوسو الكلام.
أبقى زاريوسو عينيه مركزتين على الهياكل العظمية التي تواجههم. كان هذا من أجل فهم قوة خصومهم وإعداد الدفاعات المناسبة.
“ماذاااا!؟”
في الواقع، كانوا جميعًا هياكل عظمية، لكنهم كانوا مختلفين بشكل كبير عن الهياكل العظمية التي حاربوها سابقًا.
عرف شاسوريو أن محاولة التحدث على أي حال لن تكون حكيمة، لذلك يمكنه فقط إبقاء فمه مغلقًا.
من خلال المظهر وحده، يكمن الاختلاف الأكبر في معداتهم. كانت الهياكل العظمية السابقة مسلحة فقط بالسيوف الصدئة، لكن امتلكت الهياكل العظمية مجموعات كاملة من المعدات. بالإضافة إلى ذلك، بدوا أكثر أناقةً من أولئك الذين كانوا في اللقاء السابق. يبدو أن هناك ثلاث فئات واسعة من المعدات الشخصية على الهياكل العظمية الموجودة أمامهم.
“… لماذا تآسف يا آني كي؟”
تم تجهيز معظم الهياكل العظمية بدروع صدرية، تحمل ترسًا مثلثًا مقلوبًا في يد، وجميع أنواع الأسلحة اليدوية في اليد الأخرى. حتى أنهم حملوا سهامًا و أقواسًا على ظهورهم. تجهزت هذه الهياكل العظمية المسلحة تجهيزًا كاملاً للهجوم والدفاع والقتال من مسافة قريبة أو طويلة.
شكلت الرماح المتقاطعة ممرًا يؤدي إلى الصخرة الضخمة.
لم يكن هذا كل شيء، كان هناك هياكل عظمية مزينة بشيء يشبه دروع الصدر، لكنهم ارتدوا خوذات حمراء ممزقة، وحملوا سيوفًا وتروسًا مستديرة.
من خلال كل هذا، كانت عيون زاريوسو ثابتة بشدة على المجموعة التي أمامهم. كان مثل فلاح ينظر إلى ملكه وهو يفحص بلا توقف الوحوش فوق تلك الصخرة الضخمة.
تتألف المجموعة الأخيرة من الهياكل العظمية الأقل عددًا، ولكن الأفضل تجهيزًا. ارتدوا بدلات من الدروع الذهبية اللامعة الكاملة وحملوا الحراب اللامعة. لم تشوه أي بقعة من الأوساخ رؤوسهم الحمراء اللامعة.
ماذا يدور في ذهن حاكم الموت هذا؟
عندما فتشهم زاريوسو، أدرك شيئًا. فرك عينيه عدة مرات متسائلاً إن كان مخطئ. ومع ذلك، بقي الواقع أمامه على ما هو عليه.
“… هذه تبدو كأسلحة سحرية.”
“إيه…؟ مستحيل…”
“لا تفكروا… في أن العدو … سوف يتركنا نذهب.”
“كيف، كيف يمكن أن يكون هذا …”
“شكرًا – ارفعوا رؤوسكم.”
أدركت كروش أن زاريوسو كان يتمتم بصوت مؤلم وهي لهثت مصدومة. في ذلك الوقت، تحدث زينبيرو:
بعد سماع أصواتهم المليئة بالشكوك، صرخ الكائن ذو الذيل الذي يشبه الذكر البشري.
“… أوه، يبدو أنك لاحظت ذلك أيضًا.”
“- احبلني.”
بدا صوت زينبيرو محقونًا.
“من فضلكم انتظروا، أريد القتال أيضًا!” صرخت كروش وهي تحتج على استبعادها في هذا المنعطف. “علاوة على ذلك، إذا كان على أحدنا البقاء في الخلف، ألن يكون من الأفضل لو كان شاسوريو؟ إنه الزعيم الذي يثق به الجميع!”
“مم…”
كروش، التي صعدت مع زاريوسو للنظر حولها، مذهولة تمامًا كما هو. جاء صوت يائس من فمها المتطاير.
توقف زاريوسو عن أي شيء. لم يرد أن يستمر، لأنه سيخاف إذا استمر في الكلام، لكن كان عليه أن يقول ذلك:
خفضت كروش صوتها حتى لا يسمعها أحد، واستطردت، “ومع ذلك، فإن هذه التعويذة تفوق قدرتي، لذلك لست متأكدًا مما إذا كان هذا هو الحال.”
“… هذه تبدو كأسلحة سحرية.”
كانت تلك اللعنة غير المعهودة من شاسوريو مليئة بمزيج معقد من المشاعر.
أومأت كروش بثبات من بجانبه.
نظر الزعيمان إلى زاريوسو و كروش، وأومأوا برأسهما.
كانت جميع الأسلحة التي استخدمها جيش الهياكل العظمية هذا سحرية بطبيعتها. حمل البعض سيوفًا مشتعلة، بينما حمل البعض الآخر مطارق تتصاعد منها الكهرباء. امتلك البعض حرابًا غُلِفَ رؤوسها بالضوء الأخضر، بينما امتلك البعض الآخر منجل يقطر سائلًا أرجوانيًا لزجًا.
“هذا…”
“ليس ذلك فحسب. ألق نظرة على دروعهم وتروسهم. إنهم جميعًا… مسحورون أيضًا.”
وقف زاريوسو و كروش بجانب زينبيرو ونظروا في هذا الاتجاه.
ألقى زاريوسو نظرة فاحصة عندما سمع زينبيرو يتحدث.
تذكر زاريوسو الأقزام الذين تكلم عنهم مع زينبيرو منذ عدة أيام.
وبعد ذلك، تأوه بفزع. كان ذلك لأن زاريوسو أدرك أن تلك الدروع اللامعة لا تعكس ضوء الشمس، ولكن يبدو أنها تتوهج من الداخل.
“ما الذي يفعلونه؟”
أي نوع من الحكام يمكنه أن يجهز هذا العدد الكبير من الهياكل العظمية بهذه العناصر السحرية؟ إذا كان الأمر يتعلق فقط بسحر بسيط، فقد سمع زاريوسو أن بعض الدول العظيمة يمكن أن تجمع كميات مثل هذه بعد التخطيط الطويل. ومع ذلك، فإن إضفاء العديد من الأسلحة السحرية بخصائص عنصرية – وفي التنوع الذي سبقه – كان أمرًا آخر تمامًا.
– وتجمدت البحيرة.
تذكر زاريوسو الأقزام الذين تكلم عنهم مع زينبيرو منذ عدة أيام.
كان من المستحيل تخيل أن مثل هذه البحيرة الضخمة يمكن أن تتجمد، لكن الجليد اللامع أمام عينيه حقيقة واقعة.
الأقزام كانوا من الأعراق التي تعيش في الجبال، ولديهم مهارة استثنائية فيما يتعلق بالمعادن. خلال حفلة شرب، شارك الأقزام ذات مرة أسطورة بطولية – أسطورة الإمبراطور الذي أسس إمبراطورية الأقزام، وبطل يرتدي درعًا كاملًا من الادمانتيت، ورجل ذبح التنانين بنفسه، و “الحداد السحري” للأبطال الثلاثة عشر. حتى تلك الأساطير لم تتحدث عن جيش مكون من أكثر من خمسة آلاف جندي مجهز بمعدات سحرية كهذه.
“إلى اللقاء، رجل السحلية سان.”
إذًا، ما الذي كان ينظر إليه زاريوسو الآن؟
“لحظة من فضلك – هل سيذوب هذا الجليد؟”
“… هل هذا جيش من الأساطير؟”
عرف زاريوسو كيف هي قوة سحر المستوى السادس وكيف هي مروعة. فاق مثل هذا السحر حتى إيغفا، أقوى خصم قاتله زاريوسو على الإطلاق، واعتبر أقوى شكل من أشكال السحر في العالم.
إذا لم يأتوا من الأساطير بشرية، فلا بد أنهم جاءوا من نوع من الأساطير الإلهية.
غيّرَ الضوء الأزرق الصافي شكله باستمرار، مما أدى إلى إضاءة المناطق المحيطة في وهج وهمي. إذا لم يكن هذا من عمل العدو، فربما يكون قد استهوى به، لكن في الوقت الحالي لم يكونوا في حالة مزاجية لمثل هذه الأشياء.
ارتجف زاريوسو. لقد أدرك أنه تحدى خصمًا لم يكن يتجاوز توقعاته فحسب، بل كان يجب ألا يتم استفزازه أبدًا.
“نختار الاستسلام…”
ومع ذلك، فقد جمع الجميع هنا بنية الموت. كيف يمكن لمن توصل إلى مثل هذه الخطة السخيفة أن يخاف الآن؟ كان يعلم بالفعل أن هذا العدو خارج حدود خياله. كان الحل هو كيف سيتعاملون معها.
قام زاريوسو بحماية عينيه بشكل انعكاسي. كان الموت المحقق ينتظر أي شخص قد أصيب بهذه الصخرة الضخمة.
“هذا مستحيل. يجب أن يكون ذلك وهمًا أو شيء من هذا القبيل.”
نظر زاريوسو حوله وتنفس الصعداء بعد التأكد من عدم وجود شيء غير عادي حوله و في نفس الوقت، جلس.
عندما سمع الجميع هذه الكلمات، عبرت نظرة على وجوههم بدت وكأنها تقول، “ما هذا الهراء الذي تنفثه؟” لم يكن عدوهم يتحرك، لكنهم شعروا أنهم حقيقيون بما فيه الكفاية. لقد انبثقوا من وجود مخيف ولا يمكن أن يكونوا مجرد أوهام.
“هذا مستحيل. يجب أن يكون ذلك وهمًا أو شيء من هذا القبيل.”
ومع ذلك، قال زعيم قبيلة الناب الصغير هذه الكلمات المثيرة للشك. لم يقلها لأنه أصيب بالجنون.
قام زاريوسو بهز كروش عدة مرات، باستخدام بعض القوة.
“ما هو الأساس الذي لديك لذلك؟”
“هذا كل ما أود قوله. إذًا، سوف أتطلع إلى الأحداث التي ستحدث خلال أربع ساعات.”
رداً على سؤال زاريوسو، أجاب زعيم قبيلة الناب الصغير بثقة:
من خلال المظهر وحده، يكمن الاختلاف الأكبر في معداتهم. كانت الهياكل العظمية السابقة مسلحة فقط بالسيوف الصدئة، لكن امتلكت الهياكل العظمية مجموعات كاملة من المعدات. بالإضافة إلى ذلك، بدوا أكثر أناقةً من أولئك الذين كانوا في اللقاء السابق. يبدو أن هناك ثلاث فئات واسعة من المعدات الشخصية على الهياكل العظمية الموجودة أمامهم.
لقد أرسلنا دوريات استكشافية، لكن لم يبلغ أحد عن رؤية لا ميت هكذا. لا توجد طريقة لم نكن لنرصدهم إذا كانوا بهذه الأعداد. بالطبع، كل الكشافة الذين أرسلناهم عادوا بسلام.”
“هناك، لنذهب.”
“همم… ومع ذلك، لا أعتقد أنها أوهام.”
‘ماذا!؟’
“… لكن… لا، ربما ليسوا كذلك. إذا لم يكونوا أوهامًا، فربما حفروا في الأرض أو استخدموا وسائل مماثلة للحركة. سيشرح النفق سبب عدم رصدهم في وقت سابق.”
في الواقع، صرخ كل رجال السحالي.
“لا يهم إذا حفروا في الأرض أو طاروا في السماء، ماذا سنفعل حيالهم؟ على الرغم من أنه لا يبدو أنهم سيقاتلون حتى الآن، إلا أنهم لا يبدون وكأنهم يريدون التفاوض أيضًا.”
بعد ذلك جاء صوت أمطار الرمال والحطام المتساقط على الأرض. ورافقه صرخات مفاجئة من القرية.
“يبدو أن هذا هو الحال… على الرغم من الظروف الحالية، أشعر أن العدو سيحاول شيئًا ما…”
تمامًا عندما كان زاريوسو على وشك مواساتها –
حدق زاريوسو في جيش الهياكل العظمية.
“لا تقلق، أني كي.”
كان يبحث عن قائدهم – ثم هبت عليهم عاصفة من الرياح شديدة البرودة. لم يكن حدثًا لمرة واحدة – هبت الرياح الباردة مرارًا وتكرارًا.
زينبيرو، الذي صعد إلى جانبه، كان ينظر على مهل إلى قوات العدو.
لم تكن هذه الرياح شديدة البرودة ظاهرة طبيعية. لم يكن هناك شك في أنها كانت نتيجة السحر.
نظر زاريوسو حوله وتنفس الصعداء بعد التأكد من عدم وجود شيء غير عادي حوله و في نفس الوقت، جلس.
“رياح؟ إيه… غير ممكن! أليس هذا هو نفس النوع من السحر… كيف يكون ذلك ممكنًا…”
“أنا، لا أعرف. أنا لا أعرف ما هذا أيضًا – “
ارتجفت كروش وهي تعانق نفسها. لم يبدو أنها كانت تفعل ذلك بسبب البرد فقط، لذلك سألها زاريوسو:
أصيب رجال السحالي المحاربين بالذعر عندما تقدم الجيش بخطوات منتظمة لدرجة أنه يمكن قياسها بعصا سرعة. حتى أن بعضهم زأر في تحذير. ومع ذلك، كان زاريوسو محتارًا عندما شاهد حركة الهياكل العظمية.
“كروش، ما الأمر مع هذه الرياح الباردة…”
سارت امرأة شاحبة البشرة وراء ملك الموت. كانت تشبه البشر، لكنها اختلفت عنهم في جانب رئيسي واحد – وهو الأجنحة عند خصرها.
“… قد لا تصدقني إذا قلت هذا، لكن من فضلك استمع إليَّ. اعتقدت في الأصل أن تغير الطقس من قبل كانت نتيجة تعويذة المستوى الرابع [التحكم في الغيوم]، لكنني كنت مخطئة. [التحكم في الغيوم] يمكنها التحكم في السحب، لكنها لا يمكنها توليد رياح باردة مثل هذه. لذلك… هذا لا يتحكم في الغيوم فحسب، بل يغير الطقس. بعبارة أخرى، أعتقد أن العدو استخدم تعويذة من المستوى السادس… [التحكم في الطقس].”
“هاهاهاها-“
خفضت كروش صوتها حتى لا يسمعها أحد، واستطردت، “ومع ذلك، فإن هذه التعويذة تفوق قدرتي، لذلك لست متأكدًا مما إذا كان هذا هو الحال.”
لن يعرض معظم ملقو السحر مصفوفات سحرية كهذه في الهواء عند إلقاء تعويذاتهم. كانت تصرفات العدو بعيدة كل البعد عن معرفة زاريوسو. لذلك، سأل زاريوسو الأنثى التي عرفت أكثر عن السحر:
عرف زاريوسو كيف هي قوة سحر المستوى السادس وكيف هي مروعة. فاق مثل هذا السحر حتى إيغفا، أقوى خصم قاتله زاريوسو على الإطلاق، واعتبر أقوى شكل من أشكال السحر في العالم.
من خلال المظهر وحده، يكمن الاختلاف الأكبر في معداتهم. كانت الهياكل العظمية السابقة مسلحة فقط بالسيوف الصدئة، لكن امتلكت الهياكل العظمية مجموعات كاملة من المعدات. بالإضافة إلى ذلك، بدوا أكثر أناقةً من أولئك الذين كانوا في اللقاء السابق. يبدو أن هناك ثلاث فئات واسعة من المعدات الشخصية على الهياكل العظمية الموجودة أمامهم.
“هل هذه… قوة ذاك السامي؟ فهمت… هذا من شأنه أن يفسر ذلك.”
في الواقع، كانت فرصه في البقاء على قيد الحياة ضئيلة للغاية. لا، يمكنه أن يستنتج أنها غير موجودة.
إذا كان بإمكانه استخدام سحر المستوى السادس، فسيكون لقب “السامي” مستحقًا عن جدارة.
ابتعد شاسوريو بعد أن ترك هذه الكلمات وراءه. ثم سمع صوت تكسير الجليد وتناثر الماء. قفز الرؤساء الثلاثة الآخرون من الجدار الترابي خلف شاسوريو. لوح زينبيرو للاثنين اللذين بقيا أثناء مغادرته.
“أوي أوي أوي، عندما أنظر حولي، لا يبدو الأمر جيدًا.”
جاءت أصوات من كل مكان في القرية.
سلطت غمغمة زينبيرو الضوء على الحالة المزاجية في الهواء.
شكلت الرماح المتقاطعة ممرًا يؤدي إلى الصخرة الضخمة.
لا يمكن لمثل هذه الرياح الباردة أن تهب في هذا الطقس – بمعنى آخر، كان هذا تغييرًا خارقًا في البيئة يفوق قدرتهم على الفهم. انخفضت معنويات رجال السحالي إلى الحضيض.
عندما فتشهم زاريوسو، أدرك شيئًا. فرك عينيه عدة مرات متسائلاً إن كان مخطئ. ومع ذلك، بقي الواقع أمامه على ما هو عليه.
في السابق، ظهرت الغيوم فقط. لا يزال بإمكان الكهنة السيطرة على الغيوم إذا اجتمعوا معًا وأقاموا نارًا ضخمة وأقاموا طقوسًا. ومع ذلك، عندما شعر رجال السحالي بقبلة باردة من هذه الرياح الشبيهة بالخريف، أدركوا مدى قوة خصمهم ليكون قادرًا على التلاعب بهذه الظواهر الطبيعية التي لا يمكن السيطرة عليها عادةً.
“… بالنظر إلى أرقامهم، لم أستطع تركك تذهب بمفردك، آني كي. إذا ذهب شخص واحد فقط، فمن المحتمل أن يعتقدوا أننا نتجاهلهم.”
حتى بدون كلمات كروش، أظهرت الرياح العاصفة باستمرار مدى قوة خصمهم القادم.
أخيرًا، دخل الرجل ذو الذيل في الظلام. كان هناك صوت لطيف، واختفت معه القوة التي تربط الاثنين.
“تشيه، إنهم يتحركون.”
وبعد ذلك، تأوه بفزع. كان ذلك لأن زاريوسو أدرك أن تلك الدروع اللامعة لا تعكس ضوء الشمس، ولكن يبدو أنها تتوهج من الداخل.
قام زاريوسو بجز أسنانه وقمع الرغبة في حفيف ذيله بقوة مطلقة من الإرادة. ‘إذًا هم سيهجامون الآن؟’.
وخلفهم، شكل الأشخاص الذين بدا أنهم من المقربين منه طابورًا، ونظروا إلى القرية كما لو كانوا ينتظرون شيئًا ما. ومع ذلك، لم يفعلوا أي شيء آخر غير ذلك.
أصيب رجال السحالي المحاربين بالذعر عندما تقدم الجيش بخطوات منتظمة لدرجة أنه يمكن قياسها بعصا سرعة. حتى أن بعضهم زأر في تحذير. ومع ذلك، كان زاريوسو محتارًا عندما شاهد حركة الهياكل العظمية.
“أنا اسف…”
لم تكن تلك مقدمة لمعركة.
ظهرت مظاهر التفاهم على وجوه رجال السحالي.
تمامًا كما كان زاريوسو و زينبيرو على وشك أن يطلبوا من رجال السحالي المذعورين أن يهدأوا –
بعد الحصول على موافقة زينبيرو، آخر زعيم، لم يعد بإمكان شاسوريو العثور على أي سبب لرفض طلب شقيقه الأصغر.
“- هدئوا من أنفسكم!”
أدى استيائه إلى إذكاء نيران الغضب في قلبه، لكنه قاومه. بعد كل شيء، الآن لم يكن الوقت المناسب لعمل مشهد بطولي.
رن صراخ ابتلع الأرض وحطم السماء.
وقفت الصخرة الضخمة التي لم تكن هناك من قبل الآن بين القوتين. اقترب جنود اللاموتى من الصخرة، ثم سقطوا على ركبة واحدة بعد أن رفعوا دروعهم كما لو كانوا يحجبون السماء. قفزت الهياكل العظمية الأخرى على تلك الدروع، وبعد الحفاظ على توازنهم برشاقة، رفعوا دروعهم أيضًا.
نظر الجميع في اتجاه الصوت و استقرت عيونهم على شاسوريو.
“أي تأخير لن يؤدي إلا إلى غضب السامي.”
“أقولها مرة أخرى، هدئوا أنفسكم.”
أومأت كروش بثبات من بجانبه.
الشيء الوحيد الذي يمكن سماعه في هذا الفضاء الصامت هو صوته الواثق والوقار الذي يتردد صداه في آذانهم.
أخيرًا، دخل الرجل ذو الذيل في الظلام. كان هناك صوت لطيف، واختفت معه القوة التي تربط الاثنين.
“أيضًا، لا تخافوا أيها المحاربون. لا تخيبوا آمال الأسلاف الذين يقفون ورائكم.”
“أنا، لا أعرف. أنا لا أعرف ما هذا أيضًا – “
مر شاسوريو عبر رجال السحالي الذي هدئوا للتو، وجاء إلى جانب زاريوسو.
هذه الكلمات جعلت كروش يقظة كاملة. استلقى ألم الصقيع بجانبه، وبعد أن رفعه، وقف على قدميه، وتبعته كروش بعد فترة وجيزة.
“أخي الصغير، ماذا فعل العدو الآن؟”
“لا، ليست هناك حاجة لذلك. فكر في الليتش الكبير السابق. نحن الآن نواجه ملقي سحر يتخطى إلى حد كبير ذلك الليتش، لذلك يجب أن نكون لعبة أطفال بالنسبة له لشن هجوم من مسافة مثل هذه. على الأرجح… يريد أن يخبرنا بشيء.”
“مم، آني كي. لقد بدأوا في التحرك… لكن لا يبدو أنهم يستعدون للقتال.”
تنهد الزعماء الأربعة الذين لم يشاركوا بعمق. ربما توصلوا إلى استنتاج مفاده أن ما ينتظرهم كان تضحية حية.
“موو.”
“الأوغاد…”
تشكل الخمسمائة هيكل عظمي الذين تحركوا إلى عشر مراتب.
“وحش!”
“ما الذي يفعلونه؟”
لم يتم حفظ تلك الوحوش المستدعاة في مكان ما، بل تم تدميرها.
كأنهم ينتظرون الرد هذا السؤال، تحرك الجيش مرة أخرى.
لم يستطع زاريوسو كبح صراخه بالصدمة.
وبتنسيق مثالي، انقسموا إلى قسمين من المركز، تاركين مسافة بينهما يبلغ مساحتها ما يقرب من عشرين هيكلًا عظميًا. داخل تلك المساحة كان هناك شخص.
رفع ملقي السحر الذي جمد البحيرة يده التي لم تكن تحمل عصا ولوح بها في القرية. يبدو أنه قد أصدر أمرًا، كما أخبرته غرائز زاريوسو، وفي اللحظة التالية تم التحقق من صحة غرائزه بطريقة مرعبة.
لم يكن كبيرًا جدًا. حتى على مسافة مائتين وخمسين مترًا، كان من الواضح أنه أصغر من زاريوسو.
كانت الحقيقة أن القوي سيستخدم الذبح لإزالة وصمة الهزيمة.
ارتدى رداءًا أسود وأشع بهالة مروعة من الشر. بدا مشابهًا لـ اللبتش الكبير الذي حاربوه بالأمس، لذلك ربما كان ملقيًا سحريًا أيضًا.
“ماذا؟… لا تقل لي… أن هذا كل شيء؟” سأل زاريوسو بنظرة غبية على وجهه.
ومع ذلك، كان الاختلاف الرئيسي بين الاثنين هو قوتهم.
من خلال المظهر وحده، يكمن الاختلاف الأكبر في معداتهم. كانت الهياكل العظمية السابقة مسلحة فقط بالسيوف الصدئة، لكن امتلكت الهياكل العظمية مجموعات كاملة من المعدات. بالإضافة إلى ذلك، بدوا أكثر أناقةً من أولئك الذين كانوا في اللقاء السابق. يبدو أن هناك ثلاث فئات واسعة من المعدات الشخصية على الهياكل العظمية الموجودة أمامهم.
ركضت قشعريرة في عمود زاريوسو الفقري عندما رآه. أخبرته غرائزه أن الفرق بين الوجود أمامه و الليتش الكبير من الأمس مثل الفرق بين المحارب والرضيع.
في اللحظة التي أدرك فيها زاريوسو ما كان يفعله العدو، ارتجف في كل مكان، كما لو أن البرق قد ضربه.
حتى في هذا النطاق، استطاع أن يشعر بالجليد والوجود الخبيث المنبعث منه. بالإضافة إلى ذلك، كانت معداته بعيدة كل البعد عن مخيلته.
ساروا خلف ملقي السحر ذو القوة التي لا يسبر غورها.
كان مثل تجسيد الموت الذي لا يقاوم – الحاكم المطلق.
سكبت كروش قوتها في ذراعها لاحتضان زاريوسو، كما لو أنها لم ترغب أبدًا في التخلي عنها.
“حاكم الموت…”
وافقت كروش على تقييمه. اندلع الجدل بين رجال السحالي من القبائل الخمس وهم يحدقون في السماء الملبدة بالغيوم. ومع ذلك، لم يكن هناك خوف على وجوههم.
الكلمات التي سقطت من فم زاريوسو وصفت تمامًا الوحش الذي أمامه.
إشارة لهجوم عدو آخر –
بالتأكيد، كان هذا الشخص ملكًا يحكم الموت.
‘ماذا!؟’
“…أوه!”
“هذا…”
ماذا يدور في ذهن حاكم الموت هذا؟
“شكرًا – ارفعوا رؤوسكم.”
أصيب السحالي بالذعر عندما نظروا إلى لورد الفناء هذا. بعد ذلك، توسعت مجموعة سحرية يبلغ عرضها حوالي عشرة أمتار من حول ملقي السحر ذاك على شكل نصف كرة.
كما اتضح أنهم كانوا خارج المقدرة تمامًا. لقد حشد خصمهم مثل هذا الجيش الضخم في مثل هذا الوقت القصير.
في شكل نصف الكرة كانت هناك سيجيلات شفافة تشبه الحروف والرموز توهجت بضوء أبيض مزرق. تحركت هذه الإشارات بسرعة محيرة، اختلف كل منها من لحظة إلى أخرى.
ظهر هذا التمثال الحجري الضخم فجأة من الغابة. قد يكون من الأسهل تصديق ذلك من خلال وصفه بأنه مجرد وهم.
غيّرَ الضوء الأزرق الصافي شكله باستمرار، مما أدى إلى إضاءة المناطق المحيطة في وهج وهمي. إذا لم يكن هذا من عمل العدو، فربما يكون قد استهوى به، لكن في الوقت الحالي لم يكونوا في حالة مزاجية لمثل هذه الأشياء.
“… بالنظر إلى أرقامهم، لم أستطع تركك تذهب بمفردك، آني كي. إذا ذهب شخص واحد فقط، فمن المحتمل أن يعتقدوا أننا نتجاهلهم.”
شعر زاريوسو، الغير قادر على فهم ما يجري، بالارتباك.
ترجمة: Scrub
لن يعرض معظم ملقو السحر مصفوفات سحرية كهذه في الهواء عند إلقاء تعويذاتهم. كانت تصرفات العدو بعيدة كل البعد عن معرفة زاريوسو. لذلك، سأل زاريوسو الأنثى التي عرفت أكثر عن السحر:
“مستحيل…”
“ما هذا؟”
حدق زاريوسو في جيش الهياكل العظمية.
“أنا، لا أعرف. أنا لا أعرف ما هذا أيضًا – “
عندما سمع زاريوسو هذا، ملأه إحساس عميق باليأس، كما لو كانت نهاية العالم.
بدا رد كروش خائفًا بعض الشيء. يبدو أن معرفتها بالسحر جعلتها أكثر خوفًا من هذه الظاهرة غير المعروفة.
“مستحيل…”
تمامًا عندما كان زاريوسو على وشك مواساتها –
“هل ستكون أنت من يقود الهجوم… غوون دونو؟”
ألقيت تعويذة، لكن الدائرة السحرية تحركت وتحولت إلى عدد لا يحصى من حركات الضوء، التي طارت إلى السماء. وبعد ذلك، انتشروا من الهواء، مثل انفجار –
سواء فازوا أو خسروا، سيكون من الصعب جدًا على رجال السحالي البقاء على قيد الحياة إذا تم تجميد البحيرة.
– وتجمدت البحيرة.
دفعت كروش نفسها إلى الفراغ بين زاريوسو و زينبيرو، مما جعل زينبيرو يسقط تقريبًا. ومع ذلك، كان يجب أن يكون هذا أمرًا يمكن التسامح معه.
لم يكن لدى أحد أي فكرة عما يجري.
حتى لو مات أحد الأبطال، يمكن للقبيلة الاستمرار في القتال طالما كان هناك زعماء آخرون حولهم. سيكون العار هو فقدان ألم الصقيع الذي يحمله؛ بدونه، لن يكونوا قادرين على تحمل برد البحيرة.
كان هناك الزعيم البارز شاسوريو، والكاهنة الموهوبة بشكل لا يصدق كروش، وزاريوسو الذي سافر على نطاق واسع. حتى هؤلاء الأفراد، الذين كانوا موهوبين بشكل غير عادي في مجالات تخصصهم، لم يتمكنوا من فهم ما كان يحدث في الوقت الحالي على الفور.
“هل يمكن أن تكون… شيطانة؟”
لم يكن لديهم أي فكرة عن سبب غرق أقدامهم في الجليد.
للاعتقاد بأن خصمهم يمكن أن يستدعي عشرين وحشًا من هذا القبيل بتلويحة من يده.
بعد فترة وجيزة – بعد أن تمكنت أدمغتهم من تحليل ما كان يحدث – انطلقت صرخات اليأس.
وبعد ذلك، ألقى الصخرة.
في الواقع، صرخ كل رجال السحالي.
“- زاريوسو، اذهب وأقنعها. أراك بعد أربع ساعات.”
حتى زاريوسو فعل ذلك. لم تكن كروش و شاسوريو وحتى زينبيرو، الأجرأ منهم جميعًا، استثناءً. دفعهم الرعب الذي انبثق من أعمق أعماق نفوسهم إلى الصراخ خوفًا.
أصيب رجال السحالي المحاربين بالذعر عندما تقدم الجيش بخطوات منتظمة لدرجة أنه يمكن قياسها بعصا سرعة. حتى أن بعضهم زأر في تحذير. ومع ذلك، كان زاريوسو محتارًا عندما شاهد حركة الهياكل العظمية.
كان المشهد أمام أعينهم مروعًا جدًا بحيث لا يمكن تحمله. البحيرة التي لا يمكن أن تتجمد أبدًا، والتي لم تتجمد أبدًا منذ خلقها، أصبحت الآن طبقة صلبة من الجليد.
الكلمات التي سقطت من فم زاريوسو وصفت تمامًا الوحش الذي أمامه.
رفع رجال السحالي أقدامهم على عجل. لحسن الحظ، لم يكن الجليد سميكًا جدًا وكسر على الفور، لكن الأجزاء المحطمة تجمدت على الفور مرة أخرى. أثبت البرد القارس من الأسفل أن هذا لم يكن سرابًا.
ارتدى رداءًا أسود وأشع بهالة مروعة من الشر. بدا مشابهًا لـ اللبتش الكبير الذي حاربوه بالأمس، لذلك ربما كان ملقيًا سحريًا أيضًا.
في حالة من الذعر، تسلق زاريوسو على عجل جدارًا ترابيًا ونظر حوله، ثم صُعق من المشهد المضحك من حوله.
“لا تفكروا… في أن العدو … سوف يتركنا نذهب.”
كل شيء، بقدر ما يمكن أن تراه عيناه، قد تجمد.
كان ذلك لأنهم حققوا النصر حتى في هذه الظروف العصيبة، وجعلتهم جميعًا أقوى.
كان من المستحيل تخيل أن مثل هذه البحيرة الضخمة يمكن أن تتجمد، لكن الجليد اللامع أمام عينيه حقيقة واقعة.
“أحضروهم هنا!” صاح شقيقه شاسوريو.
خاف زاريوسو على مزارع الأسماك، لكن الآن لم يكن الوقت المناسب للقلق بشأن مثل هذه الأشياء.
سلطت غمغمة زينبيرو الضوء على الحالة المزاجية في الهواء.
“مستحيل…”
بدا رد كروش خائفًا بعض الشيء. يبدو أن معرفتها بالسحر جعلتها أكثر خوفًا من هذه الظاهرة غير المعروفة.
كروش، التي صعدت مع زاريوسو للنظر حولها، مذهولة تمامًا كما هو. جاء صوت يائس من فمها المتطاير.
تتألف المجموعة الأخيرة من الهياكل العظمية الأقل عددًا، ولكن الأفضل تجهيزًا. ارتدوا بدلات من الدروع الذهبية اللامعة الكاملة وحملوا الحراب اللامعة. لم تشوه أي بقعة من الأوساخ رؤوسهم الحمراء اللامعة.
مثلها مثل زاريوسو، لم تستطع تصديق ما كانت تراه.
“وداعًا، رجال السحالي.”
“وحش!”
من الطبيعي أن يتعلم المرء النوع الثاني عندما يكون في ساحة المعركة أو عند السفر بمفرده، حتى لو لم يبتعد عن الطريق لصقله. لقد كان شكلاً من أشكال الخبرة المكتسبة من التواجد في بيئات خطرة.
شتم بصوت عال. في الوقت نفسه، آملَ في أن تؤدي الشتائم إلى حد ما إلى تخفيف الرعب في قلبه.
كانت السماء فوق القرية مغطاة بطبقة سميكة من السحب الداكنة.
(كلمة وحش تعتبر سبة أعتقد)
ومع ذلك، لم تظهر على كروش أي علامات على التحرك من حيث كانت نائمة بجانبه.
“أحضروهم هنا!” صاح شقيقه شاسوريو.
حتى لو مات أحد الأبطال، يمكن للقبيلة الاستمرار في القتال طالما كان هناك زعماء آخرون حولهم. سيكون العار هو فقدان ألم الصقيع الذي يحمله؛ بدونه، لن يكونوا قادرين على تحمل برد البحيرة.
انهار العديد من رجال السحالي بالفعل. عمل المحاربون الذين لا يزال بإمكانهم التحرك معًا لإخراج أصدقائهم الذين سقطوا في المستنقع المتجمد.
شكلت الرماح المتقاطعة ممرًا يؤدي إلى الصخرة الضخمة.
كان السحالي الذين انهاروا شاحبين بشكل مروع واهتزوا بشكل لا يمكن السيطرة عليه. ربما سرق البرد حيويتهم.
من خلال المظهر وحده، يكمن الاختلاف الأكبر في معداتهم. كانت الهياكل العظمية السابقة مسلحة فقط بالسيوف الصدئة، لكن امتلكت الهياكل العظمية مجموعات كاملة من المعدات. بالإضافة إلى ذلك، بدوا أكثر أناقةً من أولئك الذين كانوا في اللقاء السابق. يبدو أن هناك ثلاث فئات واسعة من المعدات الشخصية على الهياكل العظمية الموجودة أمامهم.
“آني كي، سأذهب لإلقاء نظرة حولنا!”
“ما … ما هذا!؟ ما الذي يجري بحق الجحيم!؟”
مع وجود ألم الصقيع في متناول اليد، لن يتأثر زاريوسو بالتأثيرات الباردة لهذا المستوى.
ومع ذلك، فقد جمع الجميع هنا بنية الموت. كيف يمكن لمن توصل إلى مثل هذه الخطة السخيفة أن يخاف الآن؟ كان يعلم بالفعل أن هذا العدو خارج حدود خياله. كان الحل هو كيف سيتعاملون معها.
“لا… لا تذهب!”
حتى لو وضع المرء كل قبائل رجال السحالي معًا، فلن يكون لديهم سوى عدد قليل من الأسلحة السحرية. بعبارات أخرى. مجرد هزيمة أحدهم سيكون أمرًا صعبًا للغاية.
“لماذا، أني كي!؟”
انفتحت عيناه عندما شعر بتوتر يتدفق عبر الهواء.
“في الغالب العدو سيتحرك قريبًا! أنا أمنعك من مغادرة هذا المكان! استوعب الموقف ولا تدع أي معلومات تفلت منك! لقد سافرت حول العالم وراكمت كل أنواع المعرفة؛ أنت الوحيد الذي يمكنه التعامل مع هذه المهمة!”
تفوق رجال السحالي على البشر في هذا الجانب. كان هذا لأن قدراتهم البيولوجية – حواسهم – أكثر حدة، ولأنهم عاشوا في ظروف أكثر عدائية. عادةً ما يعيش الإنسان في مكان آمن بعيدًا عن الوحوش، لكن غالبًا ما كان لدى رجال السحالي الوحوش كجيران.
التفت عيون شاسوريو عن زاريوسو، وتحدث إلى المحاربين من حوله.
“… بالنظر إلى أرقامهم، لم أستطع تركك تذهب بمفردك، آني كي. إذا ذهب شخص واحد فقط، فمن المحتمل أن يعتقدوا أننا نتجاهلهم.”
“سألقي الآن تعويذة ستدافع ضد البرد، [الطاقة الحامية – الجليد]. قولوا للجميع في القرية ألا يلمسوا الجليد.”
مع هذا التصفيق – تم إبادة كل هؤلاء الكائنات غير المادية.
“سوف أساعد في التعاويذ أيضًا.”
مثلها مثل زاريوسو، لم تستطع تصديق ما كانت تراه.
“شكرًا لكِ! كروش. اشفي أي شخص في حالة حرجة!”
أي نوع من الحكام يمكنه أن يجهز هذا العدد الكبير من الهياكل العظمية بهذه العناصر السحرية؟ إذا كان الأمر يتعلق فقط بسحر بسيط، فقد سمع زاريوسو أن بعض الدول العظيمة يمكن أن تجمع كميات مثل هذه بعد التخطيط الطويل. ومع ذلك، فإن إضفاء العديد من الأسلحة السحرية بخصائص عنصرية – وفي التنوع الذي سبقه – كان أمرًا آخر تمامًا.
بدأت كروش و شاسوريو في إلقاء التعاويذ على رجال السحالي.
حتى لو وضع المرء كل قبائل رجال السحالي معًا، فلن يكون لديهم سوى عدد قليل من الأسلحة السحرية. بعبارات أخرى. مجرد هزيمة أحدهم سيكون أمرًا صعبًا للغاية.
بقي زاريوسو على الجدار الترابي، و ركزت نظرته الشديدة باهتمام على تشكيل العدو وأخذ كل حركة يقوم بها العدو في عين الاعتبار. كان عليه أن ينفذ المهمة التي عهد بها إليه أخوه الأكبر.
“هاهاهاها-“
“هناك، لنذهب.”
“أخي!”
زينبيرو، الذي صعد إلى جانبه، كان ينظر على مهل إلى قوات العدو.
“ليس ذلك فحسب. ألق نظرة على دروعهم وتروسهم. إنهم جميعًا… مسحورون أيضًا.”
“هيا، ارتخي قليلاً. أخوك الكبير يعتمد على معرفتك، أليس كذلك؟ لن يوبخك إذا فاتك شيء. ما هو أكثر أهمية هو أنك لا تركز بشكل مفرط وتطور رؤية جيدة للوضع.”
خاف زاريوسو على مزارع الأسماك، لكن الآن لم يكن الوقت المناسب للقلق بشأن مثل هذه الأشياء.
ساعدت نغمة زينبيرو المريحة على تهدئة رأس زاريوسو.
“… هذا صحيح، لأنك هنا أيضًا، زينبيرو.”
تمامًا كما فعلوا في المعركة مع الليتش الكبير، تمكنوا من تقسيم العبء فيما بينهم والعمل معًا، بينما كان يشرف على كل شيء.
“في أسبوع واحد فقط ربحت قلبي، والآن تريدني أن أشاهدك تموت؟”
نظر زاريوسو حوله ووجد أن المحاربين كانوا يتسلقون الجدران الترابية ويراقبون العدو. في الواقع، لم يكن يقاتل بمفرده، بل مع الجميع.
تفوق رجال السحالي على البشر في هذا الجانب. كان هذا لأن قدراتهم البيولوجية – حواسهم – أكثر حدة، ولأنهم عاشوا في ظروف أكثر عدائية. عادةً ما يعيش الإنسان في مكان آمن بعيدًا عن الوحوش، لكن غالبًا ما كان لدى رجال السحالي الوحوش كجيران.
يبدو أنه قد اهتز من تلك القوة المهيمنة – بتلك التعويذة.
حتى بدون كلمات كروش، أظهرت الرياح العاصفة باستمرار مدى قوة خصمهم القادم.
زفر زاريوسو، كما لو كان يطرد الهواء غير النظيف المتراكم داخله.
ارتجفت الأرض واعتدى تحطم هائل على زاريوسو في عالم الظلام هذا. اهتز الجدار الترابي بعنف.
“آسف.”
“… لكن… لا، ربما ليسوا كذلك. إذا لم يكونوا أوهامًا، فربما حفروا في الأرض أو استخدموا وسائل مماثلة للحركة. سيشرح النفق سبب عدم رصدهم في وقت سابق.”
“لا تعتذر.”
رداً على سؤال زاريوسو، أجاب زعيم قبيلة الناب الصغير بثقة:
“… هذا صحيح، لأنك هنا أيضًا، زينبيرو.”
تقدمت المجموعة في صمت، ومرت تحت الرماح واللافتات، وصعدت السلالم المؤدية إلى الصخرة الضخمة. داسوا على الجنود اللاموتى بلا تردد على الإطلاق، وقفوا مثل الملوك والملكات فوق الصخرة الضخمة ثم لوح ملك الموت بيده.
“هاه، لا تنظر إليَّ عندما يتعلق الأمر بالعمل الذهني.”
هل هذا جنرال العدو؟ إنه يُشع بالقوة لدرجة أنني أصبت بقشعريرة في عمودي الفقري بمجرد النظر إليه. يبدو مثل الليتش الكبير الذي هزمته… ولكن لا يوجد مقارنة بين قوتهم…”
التقت عيونهم وضحكوا. ثم أعادوا انتباههم إلى العدو.
كان هناك الزعيم البارز شاسوريو، والكاهنة الموهوبة بشكل لا يصدق كروش، وزاريوسو الذي سافر على نطاق واسع. حتى هؤلاء الأفراد، الذين كانوا موهوبين بشكل غير عادي في مجالات تخصصهم، لم يتمكنوا من فهم ما كان يحدث في الوقت الحالي على الفور.
“ومع ذلك، هذا الوحش هناك، كأنه اتى من الجحيم.”
ثم تحرك جنود الهياكل العظمية الآخرون أيضا. بدوا أكثر دقة من الهياكل العظمية السابقة، وكان هناك حوالي مائة منهم. كانوا يحملون الرماح مع اللافتات المرفقة، من النوع الذي قد يحمله المضربون.
“نعم، إنه على مستوى مختلف تمامًا.”
“هل تساومت معه؟”
نظر ملك الموت إلى زاريوسو وقرية رجال السحالي بنظرة مهيبة وهو يقف مثل حاكم هذا العالم. يبدو أن ما كان ينبغي أن يكون جسمًا صغيرًا في المسافة قد توسع لعشرات أضعاف حجمه الفعلي.
“كروش، كروش.”
“… يجب أن يكون ذلك السامي الذي تحدثوا عنه.”
دفعت كروش نفسها إلى الفراغ بين زاريوسو و زينبيرو، مما جعل زينبيرو يسقط تقريبًا. ومع ذلك، كان يجب أن يكون هذا أمرًا يمكن التسامح معه.
“على الأرجح أجل. آمل أن يكون الوحيد الذي يمكنه تجميد بحيرة بسحر كهذا.”
قام زاريوسو و شاسوريو بدس الجليد الرقيق على سطح البحيرة تحت أقدامهما أثناء انطلاقهما معًا. بعد مغادرة البوابة الرئيسية، استطاع زاريوسو أن يشعر بحاشية ملك اللاموتى وهم ينظرون إليهم، كما لو أن نظراتهم كانت تمارس ضغطًا جسديًا فعليًا. يمكنه أيضًا أن يشعر بالمظهر المضطرب من خلفه، وربما كان أكثرهم قلقًا هي كروش.
“نعم انا ايضًا. نحن السحالي يجب أن نبدو مثل النمل الصغير لشخص يمكنه أن يخرج شيئًا كهذا. اللعنة، اللعنة! نحن لسنا أكثر من ديدان بالنسبة له. بالحديث عن… إنهم يتحركون.”
تفوق رجال السحالي على البشر في هذا الجانب. كان هذا لأن قدراتهم البيولوجية – حواسهم – أكثر حدة، ولأنهم عاشوا في ظروف أكثر عدائية. عادةً ما يعيش الإنسان في مكان آمن بعيدًا عن الوحوش، لكن غالبًا ما كان لدى رجال السحالي الوحوش كجيران.
رفع ملقي السحر الذي جمد البحيرة يده التي لم تكن تحمل عصا ولوح بها في القرية. يبدو أنه قد أصدر أمرًا، كما أخبرته غرائز زاريوسو، وفي اللحظة التالية تم التحقق من صحة غرائزه بطريقة مرعبة.
لم يكن لديهم أي فكرة عن سبب غرق أقدامهم في الجليد.
“ااااع!”
“لا… لا تذهب!”
جاءت أصوات من كل مكان في القرية.
أمام عينيه، رأى تمثالًا ضخمًا من الحجر بزوج من الذراعين والساقين.
“ما … ما هذا!؟ ما الذي يجري بحق الجحيم!؟”
لقد فعل هذا حتى لا يفوته أي شيء.
كان زاريوسو يعتقد أنه لم يعد من الممكن أن يتفاجأ، ولكن بعد رؤية ما كان أمامه، لم يستطع إلا أن يبكي رداً على ذلك.
“[تحرير السيطرة]. استمتعوا بوقتكم يا رجال السحالي.”
أمام عينيه، رأى تمثالًا ضخمًا من الحجر بزوج من الذراعين والساقين.
“ماذا؟… لا تقل لي… أن هذا كل شيء؟” سأل زاريوسو بنظرة غبية على وجهه.
نبض صدره القوي الذي يشبه اللوح بضوء أحمر، مثل نبضات القلب. كانت أطرافه سميكة وقليلة، ويبدو جميلًا تقريبًا… حسنًا، كان من الممكن أن يكون كذلك، لو لم يكن ارتفاعه أكثر من ثلاثين مترًا.
شعر زاريوسو، الغير قادر على فهم ما يجري، بالارتباك.
ظهر هذا التمثال الحجري الضخم فجأة من الغابة. قد يكون من الأسهل تصديق ذلك من خلال وصفه بأنه مجرد وهم.
“إذًا، أراكم لاحقًا، رجال السحالي – [البوابة]. “
تحرك التمثال ببطء، وأمسك صخرة عملاقة من العدم.
ومع ذلك، فقد جمع الجميع هنا بنية الموت. كيف يمكن لمن توصل إلى مثل هذه الخطة السخيفة أن يخاف الآن؟ كان يعلم بالفعل أن هذا العدو خارج حدود خياله. كان الحل هو كيف سيتعاملون معها.
وبعد ذلك، ألقى الصخرة.
لقد توقعوا هذا، لكن هذا جاء هذا بسرعة. لقد اعتقدوا أن الخسائر الفادحة التي تسببوا بها ستستغرق من العدو بعض الوقت للتعويض.
قام زاريوسو بحماية عينيه بشكل انعكاسي. كان الموت المحقق ينتظر أي شخص قد أصيب بهذه الصخرة الضخمة.
مر شاسوريو عبر رجال السحالي الذي هدئوا للتو، وجاء إلى جانب زاريوسو.
ارتجفت الأرض واعتدى تحطم هائل على زاريوسو في عالم الظلام هذا. اهتز الجدار الترابي بعنف.
سار حاكم الموت على الطريق الذي صنعه اللاموتى. وظهرت صور ظلية للعديد من الأشخاص من خلفه. لم يلاحظ أحد وصولهم.
بعد ذلك جاء صوت أمطار الرمال والحطام المتساقط على الأرض. ورافقه صرخات مفاجئة من القرية.
“أنا، لا أعرف. أنا لا أعرف ما هذا أيضًا – “
كانوا مستعدين للموت، لكنهم لم يكونوا مستعدين لهذا الرعب الذي لا يمكن تصوره. جعل هذا الدرس الصادم حتى المحاربين القدامى في تلك المعركة يصرخون مثل الأطفال.
“إذًا، أراكم لاحقًا، رجال السحالي – [البوابة]. “
تنفس زاريوسو الصعداء عندما أدرك أنه لا يزال على قيد الحياة. عندما فتح عينيه بتوتر، رأى جيش اللاموتى يتحرك، ولاحظ أن التمثال الضخم لم يكن في أي مكان يمكن رؤيته.
لم يُجب شاسوريو على سؤال زعيم قبيلة الناب الصغير، بل ابتسم فقط على سبيل الرد. عرف الزعيم ما يعنيه ذلك، وهز رأسه.
وقفت الصخرة الضخمة التي لم تكن هناك من قبل الآن بين القوتين. اقترب جنود اللاموتى من الصخرة، ثم سقطوا على ركبة واحدة بعد أن رفعوا دروعهم كما لو كانوا يحجبون السماء. قفزت الهياكل العظمية الأخرى على تلك الدروع، وبعد الحفاظ على توازنهم برشاقة، رفعوا دروعهم أيضًا.
“مم…”
في اللحظة التي أدرك فيها زاريوسو ما كان يفعله العدو، ارتجف في كل مكان، كما لو أن البرق قد ضربه.
رداً على سؤال زاريوسو، أجاب زعيم قبيلة الناب الصغير بثقة:
“لا تقولوا لي… أن هذا الجيش العظيم مجرد سلالم؟ إنهم يستخدمون جيشًا أسطوريًا مثل هذا كسلالم؟!”
تفوق رجال السحالي على البشر في هذا الجانب. كان هذا لأن قدراتهم البيولوجية – حواسهم – أكثر حدة، ولأنهم عاشوا في ظروف أكثر عدائية. عادةً ما يعيش الإنسان في مكان آمن بعيدًا عن الوحوش، لكن غالبًا ما كان لدى رجال السحالي الوحوش كجيران.
اقتربت الهياكل العظمية من الصخرة العملاقة بسرعة مذهلة، ثم تكوّن أخيرًا السلم الذي شكله جيش اللاموتى.
ثم تحرك جنود الهياكل العظمية الآخرون أيضا. بدوا أكثر دقة من الهياكل العظمية السابقة، وكان هناك حوالي مائة منهم. كانوا يحملون الرماح مع اللافتات المرفقة، من النوع الذي قد يحمله المضربون.
كأنهم ينتظرون الرد هذا السؤال، تحرك الجيش مرة أخرى.
طُرِزَت لافتاتهم بالقماش الأحمر اللامع بنفس علامة السيجيل.
تمتم ملك الموت بشيء، ثم ألقى يده، كما لو كان يأمر بالهجوم. طارت الوحوش لتطوق القرية، وبدأت تتلو بصوت واحد:
تموج رؤوسهم في الريح، وسار هؤلاء اللاموتى إلى المستنقع بتنسيق متقن. قاموا بسحق الجليد تحت أقدامهم وهم يتقدمون في صمت. بعد ذلك، سار مجموعة أخرى من الهياكل العظمية إلى المستنقع بنفس حركة السوائل، مع الحرص على الحفاظ على التباعد المناسب من المجموعة الأولى. لقد عبروا برماحهم مع رماح المحاربين أمامهم.
لقد سمع عن طبيعتهم المخيفة. على ما يبدو، قبل مائتي عام كان هناك وحش ملكًا للشياطين – إله الشياطين، الذي حشد الشياطين إلى رايته وكاد أن يدمر العالم.
شكلت الرماح المتقاطعة ممرًا يؤدي إلى الصخرة الضخمة.
أصيب زاريوسو وشاسوريو بصدمة شديدة لدرجة أنهم لم يتمكنوا من الكلام. في الواقع، تساءلوا عما إذا كانوا قد أخطأوا بالسمع.
“… هل هذا طريق الملك؟”
“ماذا هناك لافهمه!؟ الى جانب ذلك، قد لا تخسرون! إذا ساهمت بقدراتي الكهنوتية، فقد نفوز!”
كان زينبيرو على حق.
“هل تمزح معي!؟”
سار حاكم الموت على الطريق الذي صنعه اللاموتى. وظهرت صور ظلية للعديد من الأشخاص من خلفه. لم يلاحظ أحد وصولهم.
في الواقع، كانوا جميعًا هياكل عظمية، لكنهم كانوا مختلفين بشكل كبير عن الهياكل العظمية التي حاربوها سابقًا.
ساروا خلف ملقي السحر ذو القوة التي لا يسبر غورها.
“شكرًا لكِ! كروش. اشفي أي شخص في حالة حرجة!”
ارتدى رداءًا أسود يبدو أنه مصنوع من الظلام نفسه، وانبثق بريق من خشب الأبنوس من العصا التي كان يحملها. شكل هذا الإشراق نفسه في وجوه البشر المعذبة، التي تتلاشى وتختفي إلى لا شيء. تحت غطاء رداءه كان هناك وجه هيكل عظمي، وداخل تجاويف عينيه الفارغة تراقصت نقاط من الضوء الأحمر الساطع.
ظهرت غيوم عديدة من الضباب الأسود أمام ملك الموت – عشرين منهم في المجموع. دارت دون توقف، وأصبحت بشكل أكبر وأكبر، حتى شكلوا سحابة واحدة من الضباب الأسود يبلغ حجمها حوالي مائة وخمسين سنتيمترًا. سرعان ما ظهر عدد لا يحصى من الوجوه المخيفة في الضباب.
كانت مزينة بأشياء لا حصر لها من المجوهرات السحرية، والتي كانت أمثالها خارجة عن فهم زاريوسو. لقد سار إلى الأمام في جو ملكي.
مع هذا التصفيق – تم إبادة كل هؤلاء الكائنات غير المادية.
سارت امرأة شاحبة البشرة وراء ملك الموت. كانت تشبه البشر، لكنها اختلفت عنهم في جانب رئيسي واحد – وهو الأجنحة عند خصرها.
“هل ستكون أنت من يقود الهجوم… غوون دونو؟”
“هل يمكن أن تكون… شيطانة؟”
“… يجب أن يكون ذلك السامي الذي تحدثوا عنه.”
♦ ♦ ♦
“أخي!”
شياطين.
رداً على سؤال زاريوسو، أجاب زعيم قبيلة الناب الصغير بثقة:
كان هناك شياطين اشتهروا بالقوة الغاشمة و إفساد العقل. عُرف هؤلاء الغرباء بشكل جماعي باسم الشياطين. قيل إنهم وحوش أسطورية بسبب قسوتهم و حقدهم، وجدوا لتدمير جميع الكائنات ذات التحيز الخير. كانت أسمائهم مرادفًا للشر.
ومع ذلك، فقد جمع الجميع هنا بنية الموت. كيف يمكن لمن توصل إلى مثل هذه الخطة السخيفة أن يخاف الآن؟ كان يعلم بالفعل أن هذا العدو خارج حدود خياله. كان الحل هو كيف سيتعاملون معها.
كان زاريوسو قد سمع عن الشياطين خلال رحلاته.
تموج رؤوسهم في الريح، وسار هؤلاء اللاموتى إلى المستنقع بتنسيق متقن. قاموا بسحق الجليد تحت أقدامهم وهم يتقدمون في صمت. بعد ذلك، سار مجموعة أخرى من الهياكل العظمية إلى المستنقع بنفس حركة السوائل، مع الحرص على الحفاظ على التباعد المناسب من المجموعة الأولى. لقد عبروا برماحهم مع رماح المحاربين أمامهم.
لقد سمع عن طبيعتهم المخيفة. على ما يبدو، قبل مائتي عام كان هناك وحش ملكًا للشياطين – إله الشياطين، الذي حشد الشياطين إلى رايته وكاد أن يدمر العالم.
لستقبله المشهد المألوف للغرفة – على الرغم من أنه عاش هناك لبضعة أيام فقط. مهما نظر الإنسان عن كثب، لن يتمكنوا من الرؤية داخل المكان الخالي من الضوء، لكن هذه لم تكن مشكلة لـ رجال السحالي.
أخيرًا هزم الأبطال الثلاثة عشر إله الشياطين، ولا يزال من الممكن رؤية آثار تلك المعركة حتى يومنا هذا.
وقف زاريوسو و كروش بجانب زينبيرو ونظروا في هذا الاتجاه.
إذا كان اللاموتى من الوحوش التي تكره الأحياء، فإن الشياطين هي الوحوش التي تريد أن تجعل الحياة تعاني.
“كروش، كروش.”
خلف تلك الشيطانة (ألبيدو) توأمان من إلف الظلام، و فتاة ذات شعر فضي. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك وحش ذو مظهر شرير طاف في الهواء، وأخيرًا وحش بذيل يشبه الذكر البشري.
“ااااع!”
الوحش المخيف وحده لا يبدو قوياً للغاية، لكن طرف ذيله بدأ يرتعش بمجرد النظر إلى كل واحد منهم. كانت غرائزه البدائية تصرخ في وجهه ليهرب بكل قوته.
“أي تأخير لن يؤدي إلا إلى غضب السامي.”
تقدمت المجموعة في صمت، ومرت تحت الرماح واللافتات، وصعدت السلالم المؤدية إلى الصخرة الضخمة. داسوا على الجنود اللاموتى بلا تردد على الإطلاق، وقفوا مثل الملوك والملكات فوق الصخرة الضخمة ثم لوح ملك الموت بيده.
من خلال كل هذا، كانت عيون زاريوسو ثابتة بشدة على المجموعة التي أمامهم. كان مثل فلاح ينظر إلى ملكه وهو يفحص بلا توقف الوحوش فوق تلك الصخرة الضخمة.
في لحظة، ظهر عرش ذو ظهر مرتفع متوهج بنور أسود، وجلس عليه ملك اللاموتى على الفور.
ظل زاريوسو و شاسوريو راكعين في الوحل حيث تم التخلي عنهما، بدون القوة للوقوف.
وخلفهم، شكل الأشخاص الذين بدا أنهم من المقربين منه طابورًا، ونظروا إلى القرية كما لو كانوا ينتظرون شيئًا ما. ومع ذلك، لم يفعلوا أي شيء آخر غير ذلك.
ثم تحرك جنود الهياكل العظمية الآخرون أيضا. بدوا أكثر دقة من الهياكل العظمية السابقة، وكان هناك حوالي مائة منهم. كانوا يحملون الرماح مع اللافتات المرفقة، من النوع الذي قد يحمله المضربون.
ما الذي يجري؟
وبعد ذلك، ألقى الصخرة.
بدا العديد من السحاليين غير مرتاحين، وفي النهاية قرروا أخيرًا ترك أكثرهم حكمة يتحدثون.
“ماذا؟… لا تقل لي… أن هذا كل شيء؟” سأل زاريوسو بنظرة غبية على وجهه.
“… آه، هل يمكن أن تخبرنا بما يجب أن نفعله، زاريوسو سان؟ هل يجب أن نستعد للركض؟”
كما تذكر الليلة الماضية، شعر أنه ربما يكون عبء كروش أكبر من عبءه. يبدو أن كروش الأنثى تعرضت لضغوط أكثر من زاريوسو الذكر خلال عملية هزيمة الليتش الكبير.
كان ذلك الصوت خاليًا تمامًا من الروح القتالية. تحدث الذيل المتدلي عما كان في قلبه.
بعد فترة وجيزة – بعد أن تمكنت أدمغتهم من تحليل ما كان يحدث – انطلقت صرخات اليأس.
“لا، ليست هناك حاجة لذلك. فكر في الليتش الكبير السابق. نحن الآن نواجه ملقي سحر يتخطى إلى حد كبير ذلك الليتش، لذلك يجب أن نكون لعبة أطفال بالنسبة له لشن هجوم من مسافة مثل هذه. على الأرجح… يريد أن يخبرنا بشيء.”
“سيكون من الممل للغاية الاستسلام بدون قتال. ضعوا بعض المقاومة الرمزية. نود أن نستمتع بانتصارنا.”
ظهرت مظاهر التفاهم على وجوه رجال السحالي.
تم تجهيز معظم الهياكل العظمية بدروع صدرية، تحمل ترسًا مثلثًا مقلوبًا في يد، وجميع أنواع الأسلحة اليدوية في اليد الأخرى. حتى أنهم حملوا سهامًا و أقواسًا على ظهورهم. تجهزت هذه الهياكل العظمية المسلحة تجهيزًا كاملاً للهجوم والدفاع والقتال من مسافة قريبة أو طويلة.
من خلال كل هذا، كانت عيون زاريوسو ثابتة بشدة على المجموعة التي أمامهم. كان مثل فلاح ينظر إلى ملكه وهو يفحص بلا توقف الوحوش فوق تلك الصخرة الضخمة.
أصيب رجال السحالي المحاربين بالذعر عندما تقدم الجيش بخطوات منتظمة لدرجة أنه يمكن قياسها بعصا سرعة. حتى أن بعضهم زأر في تحذير. ومع ذلك، كان زاريوسو محتارًا عندما شاهد حركة الهياكل العظمية.
لقد فعل هذا حتى لا يفوته أي شيء.
“… آه، كدت أنسى ،” أجاب آينز بشكل عرضي. “أردت فقط تجنب تلطيخ ثيابي في ذلك المستنقع. سأبدد السحر بمجرد أن أعود.”
الآن بعد أن أصبحوا قريبين جدًا، يمكنه فحصهم بتفصيل كبير، ويمكنهم حتى مقابلة عيون بعضهم البعض.
“ليس ذلك فحسب. ألق نظرة على دروعهم وتروسهم. إنهم جميعًا… مسحورون أيضًا.”
هل كان ملك الموت هذا يراقب السحلية الضعيفة هذه من مكانه على عرشه؟ لا يبدو إلف الظلام عدائيًا بشكل خاص. كانت على وجه الفتاة ذات الشعر الفضي ابتسامة ساخرة. كان تعبير الشيطانة اللطيف مفارقة تقشعر لها الأبدان. كان تعبير الوحش المخيف غير قابل للقراءة. كانت عيون الرجل ذو الذيل خالية من أي عاطفة.
“Kcab og ot evah uoy. (إذًا مع السلامة.)”
بعد أن درسوا بعضهم البعض لفترة، رفع ملك اللاموتى يده إلى صدره مرة أخرى. رأى العديد من رجال السحالي هذا، وذيولهم ضربت الأرض بعنف.
“Kcab og ot evah uoy. (إذًا مع السلامة.)”
“- لا تخافوا. لا تلحقوا بنا العار أمام خصومنا.”
بعبارة أخرى، هذا يعني –
دفع تشجيع زاريوسو الحاد جميع رجال السحالي إلى الوقوف بشكل مستقيم ودفع صدورهم.
“همم… لكن هل سيذوب الجليد؟ إذا لم يحدث ذلك، فلن نتمكن حتى من القتال.”
ظهرت غيوم عديدة من الضباب الأسود أمام ملك الموت – عشرين منهم في المجموع. دارت دون توقف، وأصبحت بشكل أكبر وأكبر، حتى شكلوا سحابة واحدة من الضباب الأسود يبلغ حجمها حوالي مائة وخمسين سنتيمترًا. سرعان ما ظهر عدد لا يحصى من الوجوه المخيفة في الضباب.
“… حشد كل محاربي رجال السحالي و…”
“هذا…”
‘لذا ستجعل منا مثالاً أيها الوغد!؟’ لعن زاريوسو في قلبه.
تذكر زاريوسو الوحوش التي أتت إلى القرى كرسل، والمخلوقات التي رآها أثناء رحلاته.
ظهرت مظاهر التفاهم على وجوه رجال السحالي.
سبق أن شرحت كروش هذا في القرية، ولكن كان من الصعب جدًا إيذاء الوحوش غير المادية بدون مساعدة الأسلحة السحرية أو الأسلحة المصنوعة من معادن خاصة أو السحر أو فنون الدفاع عن النفس المتخصصة.
كل ما فعلته هو الأنين بهدوء لأنها حُرمت من دفء زاريوسو.
حتى لو وضع المرء كل قبائل رجال السحالي معًا، فلن يكون لديهم سوى عدد قليل من الأسلحة السحرية. بعبارات أخرى. مجرد هزيمة أحدهم سيكون أمرًا صعبًا للغاية.
“أنا اسف…”
للاعتقاد بأن خصمهم يمكن أن يستدعي عشرين وحشًا من هذا القبيل بتلويحة من يده.
“وداعًا، رجال السحالي.”
“… إذًا هذا ما يقصدونه عندما يقولون إنه يمكن للمرء أن يتحكم في الموت.”
رفع ملقي السحر الذي جمد البحيرة يده التي لم تكن تحمل عصا ولوح بها في القرية. يبدو أنه قد أصدر أمرًا، كما أخبرته غرائز زاريوسو، وفي اللحظة التالية تم التحقق من صحة غرائزه بطريقة مرعبة.
‘عدونا هو وحش قوي بشكل لا يصدق، تعهد الليتش الكبير القوي الذي قاتلوه بالولاء له.’ فكر زاريوسو بيأس.
اقتربت الهياكل العظمية من الصخرة العملاقة بسرعة مذهلة، ثم تكوّن أخيرًا السلم الذي شكله جيش اللاموتى.
تمتم ملك الموت بشيء، ثم ألقى يده، كما لو كان يأمر بالهجوم. طارت الوحوش لتطوق القرية، وبدأت تتلو بصوت واحد:
“همم؟ ممم … “
“بموجب هذا ننقل إرادة السامي.”
نظر زاريوسو حوله وتنفس الصعداء بعد التأكد من عدم وجود شيء غير عادي حوله و في نفس الوقت، جلس.
“السامي يريد أن يتكلم. أرسلوا ممثلينكم على الفور.”
سقط زاريوسو و شاسوريو فجأة على ركبتيهما، وغرقت رأساهما في المستنقع. بدت وكأنها حركة طبيعية تمامًا للمتفرجين.
“أي تأخير لن يؤدي إلا إلى غضب السامي.”
كانت مزينة بأشياء لا حصر لها من المجوهرات السحرية، والتي كانت أمثالها خارجة عن فهم زاريوسو. لقد سار إلى الأمام في جو ملكي.
بعد قولهم هذا، عادوا إلى جانب سيدهم.
من خلال المظهر وحده، يكمن الاختلاف الأكبر في معداتهم. كانت الهياكل العظمية السابقة مسلحة فقط بالسيوف الصدئة، لكن امتلكت الهياكل العظمية مجموعات كاملة من المعدات. بالإضافة إلى ذلك، بدوا أكثر أناقةً من أولئك الذين كانوا في اللقاء السابق. يبدو أن هناك ثلاث فئات واسعة من المعدات الشخصية على الهياكل العظمية الموجودة أمامهم.
“ماذا؟… لا تقل لي… أن هذا كل شيء؟” سأل زاريوسو بنظرة غبية على وجهه.
“كروش، ما الأمر مع هذه الرياح الباردة…”
أرسل مثل هذه القوة لمجرد تمرير رسالة؟
أبقى زاريوسو عينيه مركزتين على الهياكل العظمية التي تواجههم. كان هذا من أجل فهم قوة خصومهم وإعداد الدفاعات المناسبة.
ومع ذلك، فإن الشيء الأكثر روعة هو ما حدث بعد ذلك. بعد تلقي توجيهات من حاكم الموت، صفقت الفتاة ذات الشعر الفضي خلفه بقوة.
“إذا كان هدف العدو هو إظهار قوته، فمن المحتمل أنهم لن يقضوا على رجال السحالي. في هذه الحالة، يجب أن يكون لدينا شخص يمكنه قيادة رجال السحالي الباقين على قيد الحياة. إذا متنا جميعًا هنا، فسيكون ذلك بمثابة ضربة كبيرة لمستقبل رجال السحالي.”
مع هذا التصفيق – تم إبادة كل هؤلاء الكائنات غير المادية.
نظر زاريوسو حوله ووجد أن المحاربين كانوا يتسلقون الجدران الترابية ويراقبون العدو. في الواقع، لم يكن يقاتل بمفرده، بل مع الجميع.
“ماذاااا!؟”
“- زاريوسو، اذهب وأقنعها. أراك بعد أربع ساعات.”
لم يستطع زاريوسو كبح صراخه بالصدمة.
“أقولها مرة أخرى، هدئوا أنفسكم.”
لم يتم حفظ تلك الوحوش المستدعاة في مكان ما، بل تم تدميرها.
تحرك التمثال ببطء، وأمسك صخرة عملاقة من العدم.
يمكن لرجال الدين تدمير اللاموتى. بينما كان مجرد نفيهم صعبًا بما فيه الكفاية، مع وجود تباين كافٍ في مستويات القوة، لا يمكن لرجل دين أن يحول اللاموتى فحسب، بل يدمرهم تمامًا. ومع ذلك، كان القيام بذلك للعديد من اللاموتى في وقت واحد مهمة شاقة.
“لا تقاوموا.”
بعبارة أخرى، كانت الفتاة ذات الشعر الفضي بقوة ملك الموت. في هذه الحالة، قد يكون الأشخاص الذين بجانبها مماثلين لها في القوة.
ظهرت غيوم عديدة من الضباب الأسود أمام ملك الموت – عشرين منهم في المجموع. دارت دون توقف، وأصبحت بشكل أكبر وأكبر، حتى شكلوا سحابة واحدة من الضباب الأسود يبلغ حجمها حوالي مائة وخمسين سنتيمترًا. سرعان ما ظهر عدد لا يحصى من الوجوه المخيفة في الضباب.
“هاهاهاها-“
“- احبلني.”
لم يستطع زاريوسو منع نفسه من الضحك.
“في الغالب العدو سيتحرك قريبًا! أنا أمنعك من مغادرة هذا المكان! استوعب الموقف ولا تدع أي معلومات تفلت منك! لقد سافرت حول العالم وراكمت كل أنواع المعرفة؛ أنت الوحيد الذي يمكنه التعامل مع هذه المهمة!”
كان هذا فقط متوقعًا. ماذا يمكنه أن يفعل غير الضحك؟ لقد كانوا أقوى بكثير –
أرسل مثل هذه القوة لمجرد تمرير رسالة؟
“أخي!”
كانت السماء فوق القرية مغطاة بطبقة سميكة من السحب الداكنة.
“- آه، آني كي!”
“ما الذي يفعلونه؟”
نظر زاريوسو إلى الأسفل ردًا على النداء من الأسفل ووجد أن شاسوريو و كروش كانا عند سفح الجدار. تسلق الاثنان الجدار الترابي ونظروا معًا إلى ملقي السحر على العرش.
كان المشهد أمام أعينهم مروعًا جدًا بحيث لا يمكن تحمله. البحيرة التي لا يمكن أن تتجمد أبدًا، والتي لم تتجمد أبدًا منذ خلقها، أصبحت الآن طبقة صلبة من الجليد.
دفعت كروش نفسها إلى الفراغ بين زاريوسو و زينبيرو، مما جعل زينبيرو يسقط تقريبًا. ومع ذلك، كان يجب أن يكون هذا أمرًا يمكن التسامح معه.
“… هذه تبدو كأسلحة سحرية.”
هل هذا جنرال العدو؟ إنه يُشع بالقوة لدرجة أنني أصبت بقشعريرة في عمودي الفقري بمجرد النظر إليه. يبدو مثل الليتش الكبير الذي هزمته… ولكن لا يوجد مقارنة بين قوتهم…”
“… آني كي، هل انتهيت؟”
“… آني كي، هل انتهيت؟”
سكبت كروش قوتها في ذراعها لاحتضان زاريوسو، كما لو أنها لم ترغب أبدًا في التخلي عنها.
”موو. انتهى الأمر في معظم الأحيان. لقد استنفذنا أنا و كروش المانا. وبعد سماع هؤلاء الرسل… شعرنا أنه من الأفضل حسم هذا الأمر أولاً. أما ما قاله هؤلاء الرسل… زاريوسو، هل ترغب في القدوم معي؟”
“… هذا صحيح، لأنك هنا أيضًا، زينبيرو.”
نظر زاريوسو بصمت إلى شاسوريو، ثم أومأ بعمق. بدا شاسوريو غير مرتاح لفترة وجيزة، لكنه استأنف تعبيره المعتاد على الفور.
“هل… سيأتون مرة أخرى؟”
“أنا اسف.”
ركضت قشعريرة في عمود زاريوسو الفقري عندما رآه. أخبرته غرائزه أن الفرق بين الوجود أمامه و الليتش الكبير من الأمس مثل الفرق بين المحارب والرضيع.
“لا تقلق، أني كي.”
“سوف أساعد في التعاويذ أيضًا.”
قفز شاسوريو من الجدار الترابي مع ذلك الاعتذار، وهبط مع تناثر المياه وهو يخترق الجليد الضيق للمستنقع.
أخيرًا هزم الأبطال الثلاثة عشر إله الشياطين، ولا يزال من الممكن رؤية آثار تلك المعركة حتى يومنا هذا.
“إذًا، سأذهب.”
زينبيرو، الذي صعد إلى جانبه، كان ينظر على مهل إلى قوات العدو.
“احذر.”
في الواقع، كانوا جميعًا هياكل عظمية، لكنهم كانوا مختلفين بشكل كبير عن الهياكل العظمية التي حاربوها سابقًا.
عانق زاريوسو كروش بإحكام، ثم قفز إلى المستنقع وراء زاريوسو.
“من المحتمل أن يكون الأمر كما تخمن.”
قام زاريوسو و شاسوريو بدس الجليد الرقيق على سطح البحيرة تحت أقدامهما أثناء انطلاقهما معًا. بعد مغادرة البوابة الرئيسية، استطاع زاريوسو أن يشعر بحاشية ملك اللاموتى وهم ينظرون إليهم، كما لو أن نظراتهم كانت تمارس ضغطًا جسديًا فعليًا. يمكنه أيضًا أن يشعر بالمظهر المضطرب من خلفه، وربما كان أكثرهم قلقًا هي كروش.
“كروش، ما الأمر مع هذه الرياح الباردة…”
حارب زاريوسو الرغبة في البقاء معها.
تشكل الخمسمائة هيكل عظمي الذين تحركوا إلى عشر مراتب.
تحدث شاسوريو حينها.
“[تحرير السيطرة]. استمتعوا بوقتكم يا رجال السحالي.”
“…أنا اسف.”
“هل تساومت معه؟”
“… لماذا تآسف يا آني كي؟”
في لحظة، ظهر عرش ذو ظهر مرتفع متوهج بنور أسود، وجلس عليه ملك اللاموتى على الفور.
“… إذا انهارت المفاوضات، فقد يقتلوننا كمثال للآخرين.”
ارتجف زاريوسو. لقد أدرك أنه تحدى خصمًا لم يكن يتجاوز توقعاته فحسب، بل كان يجب ألا يتم استفزازه أبدًا.
تم إعداد زاريوسو لهذا الغرض. هذا هو السبب في أنه عانق كروش بشدة قبل الذهاب.
في حالة من الذعر، تسلق زاريوسو على عجل جدارًا ترابيًا ونظر حوله، ثم صُعق من المشهد المضحك من حوله.
“… بالنظر إلى أرقامهم، لم أستطع تركك تذهب بمفردك، آني كي. إذا ذهب شخص واحد فقط، فمن المحتمل أن يعتقدوا أننا نتجاهلهم.”
رفع رجال السحالي أقدامهم على عجل. لحسن الحظ، لم يكن الجليد سميكًا جدًا وكسر على الفور، لكن الأجزاء المحطمة تجمدت على الفور مرة أخرى. أثبت البرد القارس من الأسفل أن هذا لم يكن سرابًا.
كان زاريوسو شخصًا مشهورًا بين رجال السحالي وكان مثاليًا للمفاوضات. ومع ذلك، كان مسافرًا، وموته لن يضر بوحدة رجال السحالي. من وجهة النظر هذه، لن يكون هناك ندم إذا مات.
إذا هاجم آينز بجيش، فقد يكون لدى السحالي فرصة للنصر. بعبارة أخرى، كان يأمل في إطالة أمد تلك الحرب البغيضة التي وصفها بأنها تجربة. في هذه الحالة، قد يكون لديهم فرصة ضئيلة وعابرة للنصر.
حتى لو مات أحد الأبطال، يمكن للقبيلة الاستمرار في القتال طالما كان هناك زعماء آخرون حولهم. سيكون العار هو فقدان ألم الصقيع الذي يحمله؛ بدونه، لن يكونوا قادرين على تحمل برد البحيرة.
عرفت كروش أنها لا تستطيع إقناع الآخرين، وبدلاً من ذلك التفتت إلى زاريوسو.
سار الاثنان إلى الأمام في صمت، وكل خطوة تقربهما من الموت.
قام زاريوسو بجز أسنانه وقمع الرغبة في حفيف ذيله بقوة مطلقة من الإرادة. ‘إذًا هم سيهجامون الآن؟’.
وصلوا إلى سلالم اللاموتى الذي أدى إلى العرش، ورفعوا أصواتهم. إذا كان العرش قد تراجع إلى الوراء، فربما سُمح لهم بالصعود، ولكن نظرًا لوقوعه على حافة الصخرة، فربما يعني ذلك أنهم لا يريدون السماح لهم بالصعود.
خفضت كروش صوتها حتى لا يسمعها أحد، واستطردت، “ومع ذلك، فإن هذه التعويذة تفوق قدرتي، لذلك لست متأكدًا مما إذا كان هذا هو الحال.”
فبعد كل شيء، كان على الملوك أن يتمتعوا بميزة قيادية.
للاعتقاد بأن خصمهم يمكن أن يستدعي عشرين وحشًا من هذا القبيل بتلويحة من يده.
لم تكن هناك مثل هذه القاعدة بين رجال السحالي، ولكن مارست العديد من الأعراق هذه العادة. صحيح أن هذا سيكون فظًا جدًا إذا حضروا لإجراء حوار.
تموج رؤوسهم في الريح، وسار هؤلاء اللاموتى إلى المستنقع بتنسيق متقن. قاموا بسحق الجليد تحت أقدامهم وهم يتقدمون في صمت. بعد ذلك، سار مجموعة أخرى من الهياكل العظمية إلى المستنقع بنفس حركة السوائل، مع الحرص على الحفاظ على التباعد المناسب من المجموعة الأولى. لقد عبروا برماحهم مع رماح المحاربين أمامهم.
بعبارة أخرى، كان هذا حوارًا بالاسم فقط. لم تكن هناك نية للتحدث معهم بشروط متساوية.
“لماذا، أني كي!؟”
بدلاً من ذلك، كان توقع المعاملة المتساوية في الواقع علامة على جهلهم. قد يكون زاريوسو والآخرون قد ربحوا المعركة السابقة، ولكن بعد رؤية مجموعة من كبار العدو على الصخرة الضخمة، حتى أنهم سيضطرون إلى استنتاج أن انتصارهم السابق لم يكن له أي معنى على الإطلاق. لم يكن أكثر من لعب أطفال.
أمام عينيه، رأى تمثالًا ضخمًا من الحجر بزوج من الذراعين والساقين.
“لقد وصلنا! أنا شاسوريو شاشا، ممثل رجال السحالي، وهذا هو أعظم بطل لرجال السحالي!”
“هاه، لا تنظر إليَّ عندما يتعلق الأمر بالعمل الذهني.”
“أنا زاريوسو شاشا!”
ما الذي يجري؟
ومع ذلك، لم يكن هناك تملق في أصواتهم الحادة. كانوا يعرفون أنها كانت لفتة حمقاء، لكنها كانت آخر بوصة من الكرامة التي يمتلكونها. قد تكون المعركة السابقة عرضًا جانبيًا في نظر خصومهم، لكنهم لم يتمكنوا من التخلي عن فخر المحاربين الذين سقطوا في ساحة المعركة تلك.
“أنا اسف.”
لم يكن هناك رد. لقد أدار ملك الموت رأسه فقط لينظر إليهم من أعلى عرشه، ونظر إليهم دون تحفظ على الإطلاق. لم يكن هناك ما يشير إلى أنه سيفعل أي شيء على الإطلاق.
لستقبله المشهد المألوف للغرفة – على الرغم من أنه عاش هناك لبضعة أيام فقط. مهما نظر الإنسان عن كثب، لن يتمكنوا من الرؤية داخل المكان الخالي من الضوء، لكن هذه لم تكن مشكلة لـ رجال السحالي.
كان الشخص الذي أجاب عليهم هي الشيطانة التي نمت أجنحة سوداء من خصرها.
بعبارة أخرى، كانت الفتاة ذات الشعر الفضي بقوة ملك الموت. في هذه الحالة، قد يكون الأشخاص الذين بجانبها مماثلين لها في القوة.
“سيدنا يشعر أنكم لم تتبنوا موقف استماع محترم بما فيه الكفاية.”
ظهرت مظاهر التفاهم على وجوه رجال السحالي.
“…ماذا؟”
“… حشد كل محاربي رجال السحالي و…”
بعد سماع أصواتهم المليئة بالشكوك، صرخ الكائن ذو الذيل الذي يشبه الذكر البشري.
ظهر هذا التمثال الحجري الضخم فجأة من الغابة. قد يكون من الأسهل تصديق ذلك من خلال وصفه بأنه مجرد وهم.
“-ديميورغس.”
وصلوا إلى سلالم اللاموتى الذي أدى إلى العرش، ورفعوا أصواتهم. إذا كان العرش قد تراجع إلى الوراء، فربما سُمح لهم بالصعود، ولكن نظرًا لوقوعه على حافة الصخرة، فربما يعني ذلك أنهم لا يريدون السماح لهم بالصعود.
“اركعوا.”
“في الغالب العدو سيتحرك قريبًا! أنا أمنعك من مغادرة هذا المكان! استوعب الموقف ولا تدع أي معلومات تفلت منك! لقد سافرت حول العالم وراكمت كل أنواع المعرفة؛ أنت الوحيد الذي يمكنه التعامل مع هذه المهمة!”
سقط زاريوسو و شاسوريو فجأة على ركبتيهما، وغرقت رأساهما في المستنقع. بدت وكأنها حركة طبيعية تمامًا للمتفرجين.
ظل زاريوسو و شاسوريو راكعين في الوحل حيث تم التخلي عنهما، بدون القوة للوقوف.
غطى الطين البارد أجسادهم، وتجمد الجليد الممزق على الفور مرة أخرى.
كل ما فعلته هو الأنين بهدوء لأنها حُرمت من دفء زاريوسو.
لم يتمكنوا من الوقوف. مهما حاولوا بجد، فإن أجسادهم لم تتزحزح شبرًا واحدًا. كان الأمر كما لو أن يدًا ضخمة غير مرئية كانت تضغط عليهم وتنتزع الحرية من أجسادهم.
“… آه، كدت أنسى ،” أجاب آينز بشكل عرضي. “أردت فقط تجنب تلطيخ ثيابي في ذلك المستنقع. سأبدد السحر بمجرد أن أعود.”
“لا تقاوموا.”
“… في ذلك الوقت، اعتقدت أننا قد نموت جميعًا، ولكن الآن هناك فرصة أن يعيش أحدنا.”
في اللحظة التي دخل فيها الصوت إلى آذانهم مرة أخرى، شعر زاريوسو وشاسوريو كما لو أن أجسادهم قد نمت فجأة دماغًا إضافيًا – وهو عضو يتلقى أوامر من الآخرين، وأطاعه أجسادهم.
كان عقله يدور حول نفس السؤال.
بعد رؤية أجسادهم الضعيفة راكعة بشكل مثير للشفقة في الوحل، بدت الشيطانة سعيدة للغاية و أبلغت سيدها:
“هاهاهاها-“
“آينز ساما، هم الآن جاهزون للاستماع إليك.”
“ما … ما هذا!؟ ما الذي يجري بحق الجحيم!؟”
“شكرًا – ارفعوا رؤوسكم.”
“على الأرجح أجل. آمل أن يكون الوحيد الذي يمكنه تجميد بحيرة بسحر كهذا.”
“مسموح لكم أن ترفعوا رؤوسكم.”
الوحش المخيف وحده لا يبدو قوياً للغاية، لكن طرف ذيله بدأ يرتعش بمجرد النظر إلى كل واحد منهم. كانت غرائزه البدائية تصرخ في وجهه ليهرب بكل قوته.
أدار زاريوسو و شاسوريو رأسيهما، الجزء الوحيد من أجسادهما الذي كان بإمكانهما تحريكه، وبدا وكأنهما يائسان لرؤية ملكهما.
في لحظة، ظهر عرش ذو ظهر مرتفع متوهج بنور أسود، وجلس عليه ملك اللاموتى على الفور.
“أنا… آينز أوول غوون، سيد ضريح نازاريك العظيم. أولاً، أود أن أشكركم على مساعدتي في إكمال هذه التجربة.”
مر شاسوريو عبر رجال السحالي الذي هدئوا للتو، وجاء إلى جانب زاريوسو.
‘تجربة؟ لقد قتلت الكثير منا وأنت تجرؤ على تسميتها تجربة!؟’
“السامي يريد أن يتكلم. أرسلوا ممثلينكم على الفور.”
أدى استيائه إلى إذكاء نيران الغضب في قلبه، لكنه قاومه. بعد كل شيء، الآن لم يكن الوقت المناسب لعمل مشهد بطولي.
كانت الحقيقة أن القوي سيستخدم الذبح لإزالة وصمة الهزيمة.
“حسنًا، دعونا نصل إلى النقطة… اخضعوا لحكمي.”
كأنهم ينتظرون الرد هذا السؤال، تحرك الجيش مرة أخرى.
رفع ملقي السحر آينز يده، وأسكت شاسوريو، الذي كان على وشك التحدث.
في الواقع، صرخ كل رجال السحالي.
عرف شاسوريو أن محاولة التحدث على أي حال لن تكون حكيمة، لذلك يمكنه فقط إبقاء فمه مغلقًا.
“آني كي، سأذهب لإلقاء نظرة حولنا!”
“- ومع ذلك، لقد هزمتونا سابقًا، وأنتم غير راغبون في أن أحكمكم. لذلك، سنهاجم مرة أخرى في غضون أربع ساعات. إذا كان لا يزال بإمكانكم الفوز، فلن أتي ضدكم بعد الآن. في الواقع، سأضمن أنني سأدفع لكم التعويضات المناسبة.”
الكلمات التي سقطت من فم زاريوسو وصفت تمامًا الوحش الذي أمامه.
“…أيمكنني طرح سؤال؟”
“أنا اسف…”
“هذا جيد. اسأل.”
“إذا كان هدف العدو هو إظهار قوته، فمن المحتمل أنهم لن يقضوا على رجال السحالي. في هذه الحالة، يجب أن يكون لدينا شخص يمكنه قيادة رجال السحالي الباقين على قيد الحياة. إذا متنا جميعًا هنا، فسيكون ذلك بمثابة ضربة كبيرة لمستقبل رجال السحالي.”
“هل ستكون أنت من يقود الهجوم… غوون دونو؟”
ألقى زاريوسو نظرة فاحصة عندما سمع زينبيرو يتحدث.
عبست الفتاة ذات الشعر الفضي خلفه، بينما اتسعت ابتسامة الشيطانة. ربما كانوا مستاءين من إضافة هذا اللقب (دونو) الغير محترم كفاية. ومع ذلك، فإنهم لم يفعلوا أي شيء خارج عن المألوف، ربما لأن سيدهم لم يطرحه أيضًا.
لقد فعل هذا حتى لا يفوته أي شيء.
تجاهلهم آينز واستمر في الحديث.
اجتاحت موجة من القلق زاريوسو. كان لديه شعور بأن كروش ستصر على اتباعه. بعد ذلك، أصدرت كروش إنذارًا بسيطًا وقويًا إلى زاريوسو.
“لا. لن أتحرك. سيكون المهاجم أحد اتباعي المخلصين… وهو وحده. اسمه كوكيتوس.”
“-ديميورغس.”
عندما سمع زاريوسو هذا، ملأه إحساس عميق باليأس، كما لو كانت نهاية العالم.
“أسرع!”
إذا هاجم آينز بجيش، فقد يكون لدى السحالي فرصة للنصر. بعبارة أخرى، كان يأمل في إطالة أمد تلك الحرب البغيضة التي وصفها بأنها تجربة. في هذه الحالة، قد يكون لديهم فرصة ضئيلة وعابرة للنصر.
تذكر زاريوسو الوحوش التي أتت إلى القرى كرسل، والمخلوقات التي رآها أثناء رحلاته.
ومع ذلك، لن يرسل جيشًا.
“موو.”
شخص واحد فقط سيهاجم.
“ماذاااا!؟”
كان الجيش المهزوم قد حشد قواته في عرض كبير، ومع ذلك ارسلوا شخصًا واحدًا فقط للهجوم. ما لم يكن هذا عقابًا، فإن ما تعنيه كلمات آينز هو أنه كان واثقًا تمامًا من هذا الشخص.
تنفس زاريوسو الصعداء عندما أدرك أنه لا يزال على قيد الحياة. عندما فتح عينيه بتوتر، رأى جيش اللاموتى يتحرك، ولاحظ أن التمثال الضخم لم يكن في أي مكان يمكن رؤيته.
شخص امتلك ثقة ملك الموت القوي بشكل لا يصدق. إذًا، كانت الإجابة الوحيدة هي أن الشخص المعني كان أيضًا قويًا بشكل لا يصدق، لدرجة أنه لم يكن لدى رجال السحالي الأمل في النصر.
“إيه…؟ مستحيل…”
“نختار الاستسلام…”
لم يكن لديهم أي فكرة عن سبب غرق أقدامهم في الجليد.
“سيكون من الممل للغاية الاستسلام بدون قتال. ضعوا بعض المقاومة الرمزية. نود أن نستمتع بانتصارنا.”
“هاه، لا تنظر إليَّ عندما يتعلق الأمر بالعمل الذهني.”
قاطع آينز شاسوريو ومنعه من التحدث أكثر.
“… لكن… لا، ربما ليسوا كذلك. إذا لم يكونوا أوهامًا، فربما حفروا في الأرض أو استخدموا وسائل مماثلة للحركة. سيشرح النفق سبب عدم رصدهم في وقت سابق.”
‘لذا ستجعل منا مثالاً أيها الوغد!؟’ لعن زاريوسو في قلبه.
“هل تساومت معه؟”
كانت الحقيقة أن القوي سيستخدم الذبح لإزالة وصمة الهزيمة.
“… في ذلك الوقت، اعتقدت أننا قد نموت جميعًا، ولكن الآن هناك فرصة أن يعيش أحدنا.”
بعبارة أخرى، كانوا سيقدمون تضحية حية. سيكون هذا عرضًا للهيمنة المطلقة، مصممًا للقضاء على أي أثر للتمرد داخل رجال السحالي.
– وتجمدت البحيرة.
“هذا كل ما أود قوله. إذًا، سوف أتطلع إلى الأحداث التي ستحدث خلال أربع ساعات.”
“[تحرير السيطرة]. استمتعوا بوقتكم يا رجال السحالي.”
“لحظة من فضلك – هل سيذوب هذا الجليد؟”
تجاهلهم آينز واستمر في الحديث.
سواء فازوا أو خسروا، سيكون من الصعب جدًا على رجال السحالي البقاء على قيد الحياة إذا تم تجميد البحيرة.
كان هناك نوعان من الاختلافات الرئيسية لهذه القدرة. نوع يتجاهل المنطق والتحليل، ويتخذ قرارات سريعة بناءً على تصورات المرء و الآخر نتاج التفكير المنطقي والاستنتاجي. تنتمي الحاسة السادس والحدس الذي يضرب به المثل إلى الفئة الأولى، في حين أن أولئك الذين التقطوا آثارًا حسية دقيقة ولاحظوا التغيرات في البيئة يندرجون في الفئة الأخيرة.
“… آه، كدت أنسى ،” أجاب آينز بشكل عرضي. “أردت فقط تجنب تلطيخ ثيابي في ذلك المستنقع. سأبدد السحر بمجرد أن أعود.”
ومع ذلك، فإن الشيء الأكثر روعة هو ما حدث بعد ذلك. بعد تلقي توجيهات من حاكم الموت، صفقت الفتاة ذات الشعر الفضي خلفه بقوة.
‘ماذا!؟’
“لا تقلق، أني كي.”
أصيب زاريوسو وشاسوريو بصدمة شديدة لدرجة أنهم لم يتمكنوا من الكلام. في الواقع، تساءلوا عما إذا كانوا قد أخطأوا بالسمع.
سار حاكم الموت على الطريق الذي صنعه اللاموتى. وظهرت صور ظلية للعديد من الأشخاص من خلفه. لم يلاحظ أحد وصولهم.
لقد جمد البحيرة لمجرد أنه لا يريد أن يتسخ؟
“أنا، لا أعرف. أنا لا أعرف ما هذا أيضًا – “
لم يعد هذا مجرد أمر لا يصدق. كانوا يواجهون شخصًا يتمتع بمثل هذه القوة المروعة، والذي يمكنه بسهولة أن يثني العالم لأهوائه، ولمثل هذا السبب البسيط الذي لا طائل من ورائه.
اقتربت الهياكل العظمية من الصخرة العملاقة بسرعة مذهلة، ثم تكوّن أخيرًا السلم الذي شكله جيش اللاموتى.
‘لماذا هذا النوع من الأقوياء خصمنا؟’ شعر زاريوسو و شاسوريو بالرعب الذي عاناه عندما كانا بمفردهما كأطفال.
”موو. انتهى الأمر في معظم الأحيان. لقد استنفذنا أنا و كروش المانا. وبعد سماع هؤلاء الرسل… شعرنا أنه من الأفضل حسم هذا الأمر أولاً. أما ما قاله هؤلاء الرسل… زاريوسو، هل ترغب في القدوم معي؟”
“إذًا، أراكم لاحقًا، رجال السحالي – [البوابة]. “
اختفى الوحش المخيف في الظلام بعد فتاة إلف الظلام.
بعد أن قال جملته، لوح آينز بيده، وظهرت نصف كرة من الظلام أمام العرش. ثم دخل في الظلام.
أدركت كروش أن زاريوسو كان يتمتم بصوت مؤلم وهي لهثت مصدومة. في ذلك الوقت، تحدث زينبيرو:
“وداعًا، رجال السحالي.”
“شكرًا لكِ! كروش. اشفي أي شخص في حالة حرجة!”
“إلى اللقاء، رجل السحلية سان.”
“على الأرجح أجل. آمل أن يكون الوحيد الذي يمكنه تجميد بحيرة بسحر كهذا.”
“سييا، رجال السحالي.”
أمامهم، على الجانب الآخر من الحدود بين المستنقع والغابة، كانت هناك صفوف من الهياكل العظمية.
ودعت المرأتان وصبي إلف الظلام السحالي بنبرة غير مبالية قبل أن يخطووا إلى الظلام أيضًا.
كل ما فعلته هو الأنين بهدوء لأنها حُرمت من دفء زاريوسو.
“إرم، إييه، آه ، باي باي، اعتنوا بنفسكم.”
لم يستطع زاريوسو الكلام.
“Kcab og ot evah uoy.
(إذًا مع السلامة.)”
قام زاريوسو بحماية عينيه بشكل انعكاسي. كان الموت المحقق ينتظر أي شخص قد أصيب بهذه الصخرة الضخمة.
اختفى الوحش المخيف في الظلام بعد فتاة إلف الظلام.
كأنهم ينتظرون الرد هذا السؤال، تحرك الجيش مرة أخرى.
“[تحرير السيطرة]. استمتعوا بوقتكم يا رجال السحالي.”
كانت تلك اللعنة غير المعهودة من شاسوريو مليئة بمزيج معقد من المشاعر.
أخيرًا، دخل الرجل ذو الذيل في الظلام. كان هناك صوت لطيف، واختفت معه القوة التي تربط الاثنين.
“على الأرجح أجل. آمل أن يكون الوحيد الذي يمكنه تجميد بحيرة بسحر كهذا.”
ظل زاريوسو و شاسوريو راكعين في الوحل حيث تم التخلي عنهما، بدون القوة للوقوف.
“- لا تخافوا. لا تلحقوا بنا العار أمام خصومنا.”
لم ينتبهوا حتى للألم المستمر الناتج عن البرد القارص. كان ذلك لأن الصدمة التي عانوا منها للتو تجاوزت بكثير أي ألم جسدي ربما شعروا به.
سكبت كروش قوتها في ذراعها لاحتضان زاريوسو، كما لو أنها لم ترغب أبدًا في التخلي عنها.
“الأوغاد…”
لن يعرض معظم ملقو السحر مصفوفات سحرية كهذه في الهواء عند إلقاء تعويذاتهم. كانت تصرفات العدو بعيدة كل البعد عن معرفة زاريوسو. لذلك، سأل زاريوسو الأنثى التي عرفت أكثر عن السحر:
كانت تلك اللعنة غير المعهودة من شاسوريو مليئة بمزيج معقد من المشاعر.
في اللحظة التي أدرك فيها زاريوسو ما كان يفعله العدو، ارتجف في كل مكان، كما لو أن البرق قد ضربه.
♦ ♦ ♦
مع هذا التصفيق – تم إبادة كل هؤلاء الكائنات غير المادية.
تم الترحيب بهم من قبل مختلف الزعماء الذين تسلقوا الجدران الترابية لتجنب البرد. لم يكن هناك رجال سحالي أخرين في الجوار.
ماذا يمكن أن يقول؟
ربما فعلوا ذلك لأنهم كانوا يتطلعون إلى مناقشة الأمور على انفراد. واستشعارًا بذلك، قرر شاسوريو عدم تلطيف الكلام وأخبرهم بأحداث الحوار التي لم تكن حوارًا.
“-ماذا؟”
لم يكن هناك رد فعل كبير على رواية شاسوريو الكئيبة، كانت مفاجأة خفيفة فقط. ربما كان ذلك لأنهم توقعوا استنتاجًا من هذا القبيل.
وافقت كروش على تقييمه. اندلع الجدل بين رجال السحالي من القبائل الخمس وهم يحدقون في السماء الملبدة بالغيوم. ومع ذلك، لم يكن هناك خوف على وجوههم.
“همم… لكن هل سيذوب الجليد؟ إذا لم يحدث ذلك، فلن نتمكن حتى من القتال.”
“أنت أناني جدًا!”
“سوف تتحسن الامور. قالوا إنهم سيذوبون الجليد.”
“يبدو أنه حدث شيء ما.”
“هل تساومت معه؟”
أصيب زاريوسو وشاسوريو بصدمة شديدة لدرجة أنهم لم يتمكنوا من الكلام. في الواقع، تساءلوا عما إذا كانوا قد أخطأوا بالسمع.
لم يُجب شاسوريو على سؤال زعيم قبيلة الناب الصغير، بل ابتسم فقط على سبيل الرد. عرف الزعيم ما يعنيه ذلك، وهز رأسه.
تم إعداد زاريوسو لهذا الغرض. هذا هو السبب في أنه عانق كروش بشدة قبل الذهاب.
“أثناء توجهكم إلى تلك المحادثات، نظرنا حولنا… ووجدنا آثارًا للعدو في البحيرة. ربما قوات هيكل عظمي. على الأرجح، كانوا يحاصروننا وينتظرون الأوامر.
“… هل هذا طريق الملك؟”
“لا تفكروا… في أن العدو … سوف يتركنا نذهب.”
سلطت غمغمة زينبيرو الضوء على الحالة المزاجية في الهواء.
“يبدو أنهم جادون جدًا بشأن هذا الأمر، مما يعني…”
“- ومع ذلك، لقد هزمتونا سابقًا، وأنتم غير راغبون في أن أحكمكم. لذلك، سنهاجم مرة أخرى في غضون أربع ساعات. إذا كان لا يزال بإمكانكم الفوز، فلن أتي ضدكم بعد الآن. في الواقع، سأضمن أنني سأدفع لكم التعويضات المناسبة.”
“من المحتمل أن يكون الأمر كما تخمن.”
كان ذلك لأنهم حققوا النصر حتى في هذه الظروف العصيبة، وجعلتهم جميعًا أقوى.
تنهد الزعماء الأربعة الذين لم يشاركوا بعمق. ربما توصلوا إلى استنتاج مفاده أن ما ينتظرهم كان تضحية حية.
لم يكن هناك رد. لقد أدار ملك الموت رأسه فقط لينظر إليهم من أعلى عرشه، ونظر إليهم دون تحفظ على الإطلاق. لم يكن هناك ما يشير إلى أنه سيفعل أي شيء على الإطلاق.
“إذًا، ماذا يجب أن نفعل؟”
“حسنًا، دعونا نصل إلى النقطة… اخضعوا لحكمي.”
“… حشد كل محاربي رجال السحالي و…”
توجه الاثنان إلى الخارج، وأدركا على الفور مصدر الاضطراب.
“آني كي… هل يمكنك السماح لخمسة أشخاص فقط بالمشاركة؟”
أمامهم، على الجانب الآخر من الحدود بين المستنقع والغابة، كانت هناك صفوف من الهياكل العظمية.
نظر زاريوسو إلى كروش المحيرة من زاوية عينه، وناشده جميع الذكور الحاضرين.
لقد أرسلنا دوريات استكشافية، لكن لم يبلغ أحد عن رؤية لا ميت هكذا. لا توجد طريقة لم نكن لنرصدهم إذا كانوا بهذه الأعداد. بالطبع، كل الكشافة الذين أرسلناهم عادوا بسلام.”
“إذا كان هدف العدو هو إظهار قوته، فمن المحتمل أنهم لن يقضوا على رجال السحالي. في هذه الحالة، يجب أن يكون لدينا شخص يمكنه قيادة رجال السحالي الباقين على قيد الحياة. إذا متنا جميعًا هنا، فسيكون ذلك بمثابة ضربة كبيرة لمستقبل رجال السحالي.”
“في الغالب العدو سيتحرك قريبًا! أنا أمنعك من مغادرة هذا المكان! استوعب الموقف ولا تدع أي معلومات تفلت منك! لقد سافرت حول العالم وراكمت كل أنواع المعرفة؛ أنت الوحيد الذي يمكنه التعامل مع هذه المهمة!”
“… لديه وجهة نظر، أليس كذلك، شاسوريو؟”
لقد سمع عن طبيعتهم المخيفة. على ما يبدو، قبل مائتي عام كان هناك وحش ملكًا للشياطين – إله الشياطين، الذي حشد الشياطين إلى رايته وكاد أن يدمر العالم.
“مم، زاريوسو … أنت على حق.”
“مم، زاريوسو … أنت على حق.”
نظر الزعيمان إلى زاريوسو و كروش، وأومأوا برأسهما.
(كلمة وحش تعتبر سبة أعتقد)
“-هذا جيد. أنا أوافق على ذلك.”
“مم…”
بعد الحصول على موافقة زينبيرو، آخر زعيم، لم يعد بإمكان شاسوريو العثور على أي سبب لرفض طلب شقيقه الأصغر.
كيف بدت هذه الكلمات جوفاء. حتى كروش، التي تحدثت عنهم، لم تستطع أن تصدق ما قالته للتو.
“إذًا تقرر الأمر. اعتقدت أيضًا أنه يجب على شخص ما البقاء على قيد الحياة لقيادة القبائل الموحدة – يجب أن تكون كروش جيدة لهذا الواجب. ربما يؤثر مرضها المهق على واجباتها، لكن قوتها الكهنوتية لا يمكن تعويضها.”
كان يبحث عن قائدهم – ثم هبت عليهم عاصفة من الرياح شديدة البرودة. لم يكن حدثًا لمرة واحدة – هبت الرياح الباردة مرارًا وتكرارًا.
“من فضلكم انتظروا، أريد القتال أيضًا!” صرخت كروش وهي تحتج على استبعادها في هذا المنعطف. “علاوة على ذلك، إذا كان على أحدنا البقاء في الخلف، ألن يكون من الأفضل لو كان شاسوريو؟ إنه الزعيم الذي يثق به الجميع!”
“همم؟ اوو…؟ “
“لهذا السبب بالتحديد لا يمكننا تجنبه. العدو يريد أن يملأنا باليأس ويجعلنا قابلين للتتبع باستعراض القوة الساحقة. ومع ذلك، هل تعتقدين أنهم سيوفرون على السحلي الذي يمكن أن يلهم الأمل لهم مثله؟ لا أعتقد ذلك.. أليس كذلك؟”
“كروش، كروش.”
“أيضًا… كروش هي الأقل شعبية بين الزعماء بسبب إصابتها بالمهق.”
“…أنا اسف.”
أصبحت كروش عاجزة عن الكلام. كانت حقيقة لا جدال فيها أن الآخرين اعتقدوا أنها سيئة بسبب حالتها.
طُرِزَت لافتاتهم بالقماش الأحمر اللامع بنفس علامة السيجيل.
عرفت كروش أنها لا تستطيع إقناع الآخرين، وبدلاً من ذلك التفتت إلى زاريوسو.
رفع رجال السحالي أقدامهم على عجل. لحسن الحظ، لم يكن الجليد سميكًا جدًا وكسر على الفور، لكن الأجزاء المحطمة تجمدت على الفور مرة أخرى. أثبت البرد القارس من الأسفل أن هذا لم يكن سرابًا.
“أريد أن أذهب أيضًا. عندما طلبتني إلى هنا، كنت قد أعددت نفسي بالفعل. لماذا ما زلت تقول شيئًا كهذا؟”
لم يستطع زاريوسو منع نفسه من الضحك.
“… في ذلك الوقت، اعتقدت أننا قد نموت جميعًا، ولكن الآن هناك فرصة أن يعيش أحدنا.”
نظر الجميع في اتجاه الصوت و استقرت عيونهم على شاسوريو.
“هل تمزح معي!؟”
لقد سمع عن طبيعتهم المخيفة. على ما يبدو، قبل مائتي عام كان هناك وحش ملكًا للشياطين – إله الشياطين، الذي حشد الشياطين إلى رايته وكاد أن يدمر العالم.
ارتجف الهواء، كما لو كان رد فعل على غضب كروش. دوى صوت الصفع من الجدار الترابي، بينما كان ذيل كروش يضرب بقوة.
“احذر.”
“- زاريوسو، اذهب وأقنعها. أراك بعد أربع ساعات.”
وبتنسيق مثالي، انقسموا إلى قسمين من المركز، تاركين مسافة بينهما يبلغ مساحتها ما يقرب من عشرين هيكلًا عظميًا. داخل تلك المساحة كان هناك شخص.
ابتعد شاسوريو بعد أن ترك هذه الكلمات وراءه. ثم سمع صوت تكسير الجليد وتناثر الماء. قفز الرؤساء الثلاثة الآخرون من الجدار الترابي خلف شاسوريو. لوح زينبيرو للاثنين اللذين بقيا أثناء مغادرته.
‘لذا ستجعل منا مثالاً أيها الوغد!؟’ لعن زاريوسو في قلبه.
بعد مشاهدتهم يغادرون، التفت زاريوسو إلى كروش.
بالتأكيد، كان هذا الشخص ملكًا يحكم الموت.
“كروش، من فضلكِ، افهمي.”
التفت عيون شاسوريو عن زاريوسو، وتحدث إلى المحاربين من حوله.
“ماذا هناك لافهمه!؟ الى جانب ذلك، قد لا تخسرون! إذا ساهمت بقدراتي الكهنوتية، فقد نفوز!”
إذا كان اللاموتى من الوحوش التي تكره الأحياء، فإن الشياطين هي الوحوش التي تريد أن تجعل الحياة تعاني.
كيف بدت هذه الكلمات جوفاء. حتى كروش، التي تحدثت عنهم، لم تستطع أن تصدق ما قالته للتو.
نظر زاريوسو إلى كروش المحيرة من زاوية عينه، وناشده جميع الذكور الحاضرين.
“لا أريد أن تموت الأنثى التي أحبها. من فضلكِ أعطني آخر أمنية لهذا الرجل الأحمق.”
أصيب السحالي بالذعر عندما نظروا إلى لورد الفناء هذا. بعد ذلك، توسعت مجموعة سحرية يبلغ عرضها حوالي عشرة أمتار من حول ملقي السحر ذاك على شكل نصف كرة.
احتضنت كروش زاريوسو مع تعبير مؤلم على وجهها.
“إذًا، أراكم لاحقًا، رجال السحالي – [البوابة]. “
“أنت أناني جدًا!”
توجه الاثنان إلى الخارج، وأدركا على الفور مصدر الاضطراب.
“أنا اسف…”
“أحضروهم هنا!” صاح شقيقه شاسوريو.
“من المحتمل أن تموت …”
“أقولها مرة أخرى، هدئوا أنفسكم.”
“مم…”
طُرِزَت لافتاتهم بالقماش الأحمر اللامع بنفس علامة السيجيل.
في الواقع، كانت فرصه في البقاء على قيد الحياة ضئيلة للغاية. لا، يمكنه أن يستنتج أنها غير موجودة.
كان هناك نوعان من الاختلافات الرئيسية لهذه القدرة. نوع يتجاهل المنطق والتحليل، ويتخذ قرارات سريعة بناءً على تصورات المرء و الآخر نتاج التفكير المنطقي والاستنتاجي. تنتمي الحاسة السادس والحدس الذي يضرب به المثل إلى الفئة الأولى، في حين أن أولئك الذين التقطوا آثارًا حسية دقيقة ولاحظوا التغيرات في البيئة يندرجون في الفئة الأخيرة.
“في أسبوع واحد فقط ربحت قلبي، والآن تريدني أن أشاهدك تموت؟”
“… هذا صحيح، لأنك هنا أيضًا، زينبيرو.”
“مم…”
كانت مزينة بأشياء لا حصر لها من المجوهرات السحرية، والتي كانت أمثالها خارجة عن فهم زاريوسو. لقد سار إلى الأمام في جو ملكي.
“لقائكِ كان ثروتي، وكذلك سوء حظي.”
اختفى الوحش المخيف في الظلام بعد فتاة إلف الظلام.
سكبت كروش قوتها في ذراعها لاحتضان زاريوسو، كما لو أنها لم ترغب أبدًا في التخلي عنها.
“آني كي، سأذهب لإلقاء نظرة حولنا!”
لم يستطع زاريوسو الكلام.
ارتبط أيضًا بعادة رجال السحالي في النوم الخفيف.
ماذا يقول؟
لم تكن هذه الرياح شديدة البرودة ظاهرة طبيعية. لم يكن هناك شك في أنها كانت نتيجة السحر.
ماذا يمكن أن يقول؟
“… هذا صحيح، لأنك هنا أيضًا، زينبيرو.”
كان عقله يدور حول نفس السؤال.
شخص امتلك ثقة ملك الموت القوي بشكل لا يصدق. إذًا، كانت الإجابة الوحيدة هي أن الشخص المعني كان أيضًا قويًا بشكل لا يصدق، لدرجة أنه لم يكن لدى رجال السحالي الأمل في النصر.
بعد مرور بعض الوقت، رفعت كروش رأسها، وامتلأ وجهها بالإصرار.
شكلت الرماح المتقاطعة ممرًا يؤدي إلى الصخرة الضخمة.
اجتاحت موجة من القلق زاريوسو. كان لديه شعور بأن كروش ستصر على اتباعه. بعد ذلك، أصدرت كروش إنذارًا بسيطًا وقويًا إلى زاريوسو.
ومع ذلك، لم يكن هناك تملق في أصواتهم الحادة. كانوا يعرفون أنها كانت لفتة حمقاء، لكنها كانت آخر بوصة من الكرامة التي يمتلكونها. قد تكون المعركة السابقة عرضًا جانبيًا في نظر خصومهم، لكنهم لم يتمكنوا من التخلي عن فخر المحاربين الذين سقطوا في ساحة المعركة تلك.
“- احبلني.”
بعبارة أخرى، كانت الفتاة ذات الشعر الفضي بقوة ملك الموت. في هذه الحالة، قد يكون الأشخاص الذين بجانبها مماثلين لها في القوة.
“-ماذا؟”
“- آه، آني كي!”
“أسرع!”
قام زاريوسو بحماية عينيه بشكل انعكاسي. كان الموت المحقق ينتظر أي شخص قد أصيب بهذه الصخرة الضخمة.
______________
“إذًا، سأذهب.”
ترجمة: Scrub
أبقى زاريوسو عينيه مركزتين على الهياكل العظمية التي تواجههم. كان هذا من أجل فهم قوة خصومهم وإعداد الدفاعات المناسبة.
“هل… سيأتون مرة أخرى؟”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
