نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

Overlord 144

الفصل 1 - الجزء الأول - أيام إنري المضطربة والعصيبة

الفصل 1 - الجزء الأول - أيام إنري المضطربة والعصيبة

المجلد 8: القائدان
الفصل 1 – الجزء الأول – أيام إنري المضطربة والعصيبة

“عشرة؟! أليس هذا كثير؟!”

غلاف المجلد 8:

“لست متأكد تماماً، لكنني أعتقد أن هناك مجموعة كاملة من الرجال المجهولين يتجهون إلى الشمال.”

غلاف الفصل الأول:

صرخت إنري في هذه المرحلة، لكن صوتها ما زال عاجز عن اختراق الضجة التي سببها الغوبلين. تطايرت الملاعق والأطباق، بينما ارتفعت الصيحات والزئير الغاضب وسقطت مثل الأمواج في خليج تضربه عاصفة. بالطبع، كان كل شيء يتم إلقائه فارغ، لأن أياً من الغوبلين لن يحلم حتى بإهدار الطعام الذي اعدته إنري لهم. ومع ذلك، أصبح امر لا يغتفر على الإطلاق.

استيقظت إنري إيموت قبل أن تشرق الشمس لإعداد الإفطار. لم تكن طاهية جيدة مثل والدتها المتوفاة، وفوق ذلك هناك الكثير من الطعام لتحضيره.

“انتهيت من لحمي، ومع ذلك كان هناك المزيد في قاع الحساء! هل لديكم أي شيء من هذا القبيل؟ لا أعتقد ذلك! هذا ليس أقل من دليل على الحب!”

عدت نيمو و إنري نفسها والتسعة عشر غوبلين التابعين لها، كان عليها إعداد وجبة الإفطار لواحد وعشرين شخص. الطهي لشخصين إضافيين فوق هؤلاء سيجعل المجموع 23 و إعداد مثل هذا القدر من الطعام يتطلب الكثير من العمل، ويمكن اعتباره معركة في حد ذاته. ارتجفت إنري وهي تنظر إلى كمية الطعام الهائلة أمامها وأدركت أنها ستختفي في وجبة واحدة.

انكمش العديد من الغوبلين القريبين، وانخفضت رؤوسهم بينما ينظرون حولهم بقلق دون أن ينبسو ببنت شفة.

“هذا ما يقارب من ستة أضعاف ما كان عليه من قبل… “

كان التغيير الأكبر هو أن القرويين أصبحوا الآن قادرين على دخول الغابة بسهولة وحصاد مواردها. أصبح عمل الغوبلين، عامل رئيسي في هذا؛ أصبح من السهل الآن الحصول على اللحوم، التي بدت من الصعب الحصول عليها في السابق، وتم تزيين طاولاتهم بالفواكه والخضروات الطازجة. ونتيجة لذلك تحسن الوضع الغذائي في القرية بشكل كبير.

بعد أن أخذت نفس عميق، شمرت سواعدها و دعمت نفسها وذهبت إلى العمل.

عدت نيمو و إنري نفسها والتسعة عشر غوبلين التابعين لها، كان عليها إعداد وجبة الإفطار لواحد وعشرين شخص. الطهي لشخصين إضافيين فوق هؤلاء سيجعل المجموع 23 و إعداد مثل هذا القدر من الطعام يتطلب الكثير من العمل، ويمكن اعتباره معركة في حد ذاته. ارتجفت إنري وهي تنظر إلى كمية الطعام الهائلة أمامها وأدركت أنها ستختفي في وجبة واحدة.

قطعت الخضار بصمت، ثم اللحم. أصبحت هذه العملية محفورة في ذهن إنري.

“هل هم فرسان؟”

على الرغم من أن إنري لم تكن موهوبة بشكل خاص في الطهي، إلا أن حقيقة أنها تعلمت التعامل مع مثل هذه المهمة الهائلة في مثل هذا الوقت القصير باتت مثال حقيقي على كيفية صنع الألماس تحت الضغط.

“-لا! أريد أن أدعو الغوبلين!”

استيقظت أختها الصغيرة على صوت إنري وهي تحضر وجبة الإفطار وفركت عينيها من النعاس.

وبينما شاهد إنري تغادر، نظر كاجالي بنظرة باردة إلى نفيريا.

“صباح الخير، أوني تشان. اسمحي لي أن أساعد أيضًا!”

“اممم، لقد فعلت. ألقي نظرة.”

“صباح الخير نيمو. لا بأس بهذا، لكن لا يزال هناك هذا الشيء الذي طلبت منكِ مساعدتي في العناية به بالأمس…”

“اه شكراً لك.”

ومضت التعاسة على وجه نيمو للحظة، لكنها في النهاية لم تشتكي، رغم أنها حنت رأسها وردت “…” حسنًا” لأنها أطاعت إنري.

“حسناً~ “

توقفت يد إنري.

فكرت إنري بصمت في الموقف. كانت الأعشاب من قرية كارني مربحة بشكل لا يصدق. ومع ذلك، لا يمكن جمعها إلا خلال فترة زمنية قصيرة للغاية قبل أن تتفتح الأزهار، ولا يمكن التعامل معها إلا كدخل مؤقت في أحسن الأحوال. ومع ذلك، تم حصاد جميع الأماكن التي يعرفونها بالكامل، لذلك سيحتاجون إلى الخوض في الغابة للعثور على الأعشاب التي لم يتم لمسها بعد.

تألم قلبها.

“سيكون من الرائع أن يدرك الأشخاص الذين وصلوا حديثاً أنكم لستم من النوع السيئ.”

بلغت نيمو من العمر عشر سنوات، وبدت ذات يوم فتاة مفعمة بالحيوية والأمل. بعد تلك الحادثة، أصبحت نيمو التي بدت ساذجة وخالية من الهموم الآن مطيعة بخنوع لأختها، دون أي مرح أو نوبات غضب الأطفال ممن في سنها. لقد أصبحت فتاة جيدة الآن – جيدة جداً لدرجة أنها تحزنها.

ومع ذلك، فإن الغضب في عيون الغوبلين لم يتلاشى على الإطلاق.

ظهرت وجوه والديها المبتسمين في ذهن إنري. على الرغم من مرور عدة أشهر، فإن الجروح الناجمة عن هذا الحادث لم تلتئم بعد.

“فقط تخلوا عنها يا شباب. تم بالفعل حسم المنتصر. ها هي ذا قطعة اللحم الرائعة اللامعة هذه!”

إذا ماتوا بسبب المرض، لكانت قد أعدت نفسها لذلك. إذا ماتوا في حادث أو كارثة طبيعية، فلن تكره أي شخص آخر بسبب ذلك، وربما لم تكن لتتعرض للجرح أيضاً. لكن والديها قُتلا أمام عينيها وامتلئ قلبها بالاستياء. أصبح من المستحيل أن تشعر بخلاف ذلك.

لقد تُرك بلا مالك من المأساة التي حلت بقريتهم مؤخراً، وأصبح موطن للكيميائيين من إرانتل.

ضغطت إنري على عينيها. إذا كان هناك شخص قريب، فيمكنها العمل بجد حتى لا يروا ضعفها. ولكن عندما تكون بمفردها، أعادت الوحدة فتح الجروح في قلبها.

‘إذا تم كسر الشفرة، فسيكون من الصعب إصلاحها … … أنا آسفة، أوكا سان.’

“-أليس هذا صحيح؟”

“هل أنجزت مهامك؟” أومأت أختها برأسها على سبيل الرد، وكذلك فعلت إنري. “حقاً؟ إذاً اذهبي لمنادات نفي..- “

لا تزال ترى ابتسامات والديها اللطيفة تطفو في الظلام خلف عينيها. حتى عندما فتحتهم، لم تتلاشى أشكالهم من رؤيتها. أعادت عرض اللحظات الرقيقة من الماضي في ذهنها مراراً وتكراراً.

من الواضح أن إنري أصبحت قلقة بشأن الكيفية التي ستشرح بها وجود الغوبلين في القرية.

بعد ذلك جاءت العواطف السوداء في قلبها – كراهيتها للأشخاص الذين قتلوا والديها. مدفوعة بها، ضربت إنري ساطورها في اللحم بكل قوتها، وقسمته إلى نصفين.

“آه … لا تقلقي … بشأ…ني … إنري … اييه…”

ومع ذلك، نظراً لأنها استخدمت الكثير من القوة، فقد قطعت أيضاً جزء من اللوح، مما جعلها تجعد جبينها في الإحباط.

ولهذه الغاية، اقترح زعيم فوج الغوبلين – جوغيمو – تحصين القرية كإجراء مضاد لمثل هذا السيناريو. بمجرد أن ذكر أن الغوبلين لن يتمكنوا من حماية القرية إذا تعرضت للهجوم مرة أخرى بسبب نقص أعدادهم، حصل الاقتراح على الفور على موافقة بالإجماع من جميع الأطراف المعنية. كان هذا لأنه حتى الآن، لا يزال العديد من القرويين غير قادرين على نسيان الكابوس الذي حدث.

‘إذا تم كسر الشفرة، فسيكون من الصعب إصلاحها … … أنا آسفة، أوكا سان.’

لقد تُرك بلا مالك من المأساة التي حلت بقريتهم مؤخراً، وأصبح موطن للكيميائيين من إرانتل.

غطت إنري الحفرة واعتذرت عن إتلاف الساطور الذي هو رابطها الوحيد بوالدتها المتوفاة..

على الرغم من أن هذا سيترك المنزل فارغًا، إلا أنه لم يزعج إنري. بعد كل شيء، لم تكن هناك أي مشاكل كاقتحام اللصوص من قبل.

ركضت إصبعها برفق على الحافة للتأكد من أنه بخير، وفي تلك اللحظة، فتح الباب المجاور لها، والذي أدى إلى غرفة المعيشة.

“حقاً؟”

الشخص الذي دخل لم يكن بشرياً، ولكن شخص أقصر – أحد اشباه البشر المعروفين باسم الغوبلين.

“لكننا، لكننا أوضحنا قدر لا بأس به من شكوكهم. لقد رأيت للتو كيف يمكنهم الترحيب بكم بشكل طبيعي.”

“صباح الخير أني سان. حان دوري اليوم… ما المشكلة؟”

“هذا ليس جيداً، يجب أن تعتني بهذا الساطور. لا يوجد حداد في القرية، لذا لا يمكننا إصلاح معداتنا أيضاً.”

توقف الغوبلين في منتصف ركعوعه المثالي ليوجه عينيه القلقة إلى يدي إنري.

“هذا صحيح، أني سان.”

كانت إنري مجرد فتاة قروية، لكن الغوبلين خدموها دون تردد لأنها مستدعيتهم.

ومضت التعاسة على وجه نيمو للحظة، لكنها في النهاية لم تشتكي، رغم أنها حنت رأسها وردت “…” حسنًا” لأنها أطاعت إنري.

بعد تلك الحادثة، عندما تسائل القرويون عما إذا أصبحوا بحاجة إلى أخذ نوبات الحراسة الدائمة، تذكرت إنري القرن الذي أعطي لها واستخدمته لاستدعاء الغوبلين.

وبينما شاهد إنري تغادر، نظر كاجالي بنظرة باردة إلى نفيريا.

تفاجئ القرويون في البداية وخافوا من الغوبلين لأنهم ظهروا فجأة من العدم، لكنهم هدأوا عندما أخبرتهم إنري أنها استدعت الغوبلين بعنصر من منقذهم، آينز أوول غون. وغني عن القول، هذا بسبب الامتنان والثقة التي شعروا بها اتجاه آينز. بعد ذلك، أصبح العمل الذي قام به الغوبلين كافي للقرويين لوضع شكوكهم جانباً والترحيب بهم من أعماق قلوبهم.

“بالتأكيد. سأرش بعض الماء البارد على وجهه وعندما يهدأ سأحضره. إذا استغرقت وقتًا طويلًا، فسوف يقلق الآخرون. وماذا عن أوبا سان؟”

“صباح الخير، كايجالي سان، لقد استخدمت القليل من القوة مع الساطور…”

“ويمكنها أن تعالج الجروح! تتساوى سرعة الشفاء مع الجرعات المكررة كيميائياً!”

كان كايجالي أحد الغوبلين الذين تم استدعائهم من قبل إنري. قام بتجعيد حواجبه – بدا وكأنه دب آكل للبشر استيقظ من سباته الشتوي – ووضع تعبير قلق على وجهه قبل أن ينظر إلى إنري.

في هذا اليوم المنعش والبارد والصافي، انتقلت إنري إلى المنزل المجاور لها.

“هذا ليس جيداً، يجب أن تعتني بهذا الساطور. لا يوجد حداد في القرية، لذا لا يمكننا إصلاح معداتنا أيضاً.”

صمت الاثنان.

“همم… “

بينما انتظر الاثنان بصمت، وصل الذئب الكبير الذي امتطاه الغوبلين أمام إنري. و من تنفسه السريع، كان بإمكانها تخمين مقدار الجهد والتسارع الذي بذله للعودة إلى هنا.

“حسناً، لا بأس. سنفكر في حل عندما يحين الوقت. “

تضاعف هذا في مكان مثل قرية كارني، التي لم يكن لديهم وصول إلى الكهنة الذين يمكنهم استخدام سحر الشفاء.

تحدث كايجالي بصوت جاد ومبهج بينما يساعد في إعداد وجبة الإفطار. قام بسحب فتيل مشتعل من القدر الذي حمله، وبحركة متقنة أشعل الموقد. كانت السهولة المدروسة التي حول بها الجمرة الخافتة إلى لهب مشتعل دليل على مهارته.

أصبح من المستحيل أن يتجنب القرويين مساهمات الغوبلين. فكرت قرية كارني جيداً في الغوبلين لدرجة أنه كان من الشائع جداً سماع الناس يقولون إن الغوبلين جيران أفضل من البشر.

لكنهم لا يستطيعون الطبخ… لماذا هذا؟

في كل قرية، لا غنى عن الصيدلي – أي شخص يمكنه تحضير الأدوية في حالة المرض أو الإصابة. يمكن أن يقال إنهم مهمين بما يكفي لدرجة أن القرويين سوف يتوسلوهم قائلين “لست بحاجة إلى فعل أي شيء باستثناء صنع الدواء لنا”.

لم يستطع الغوبلين تحضير حتى أبسط الوجبات. نظراً لأنهم يأكلون اللحوم والخضروات النيئة دون شكوى، فقد اعتقدت أنهم قد يحبون الطعام النيء أكثر، ولكن أصبح من الواضح أنهم يفضلون الوجبات المطبوخة – على الرغم من أنهم لازالو قادرين على هضم الطعام النيء دون مشاكل.

“لقد وضعنا الكثير من التفكير في وضعية دخولنا كحرسك الشخصي أيضاً. “

هل ذلك لأن الكائنات المستدعاة لا تعرف كيفية الطبخ؟

وبينما شاهد إنري تغادر، نظر كاجالي بنظرة باردة إلى نفيريا.

مجرد فتاة قروية مثلها لم يكن لديها إجابة على هذا السؤال، وبهذا ألقت بنفسها في عملها مرة أخرى. و لحسن الحظ حافة الساطور لا تزال سليمة.

غلاف المجلد 8:

في النهاية، انتهت من تجهيز الإفطار.

“معظم القرى الرائدة غير قريتنا ستعامل الغوبلين كعدو، هذا صحيح… “

شوهدت مجموعة متنوعة من الأطباق على المائدة مقارنة بالأيام التي طبخت والدتها فيها.

شكلت الأعشاب جزء كبير من دخل قرية كارني. يمكن القول إنه التصدير المتخصص الوحيد الذي لم يتطلب الكثير من القوى العاملة لتنتجه قرية حدودية مثل قريتهم.

على سبيل المثال، أصبح هناك لحم. و على الرغم من أن الجوالة المحليين غالباً ما شاركوا صيدهم في الماضي، إلا أن ما يمكنهم إعادته لم يكن شيئ مقارنةً بالآن. السبب في حصولهم على الكثير من اللحوم الآن هو أن القرويين وسعوا منطقة نشاطهم.

كانت قد تلقت بوقين من آينز أوول غون. على الرغم من أن إحداهما اختفى بعد أن استخدمته، إلا أن الأخر كان مخبئ بأمان في منزل إنري.

قدمت غابة توب العظيمة فضلها لهم على شكل حطب، وطعام على شكل فواكه وخضروات برية، ومن الحيوانات لحوم وفراء، وحتى أعشاب طبية.

أومأت إنري برأسها، وعادت المرأة إلى القرية مع الغوبلين.

على الرغم من أن الغابة تعتبر بحق كنز دفين، إلا أنها أيضاً موطن للوحوش والوحوش البرية، والتي يمكن أن تشق طريقها مرة أخرى إلى القرية. نتيجة لذلك لم تكن الغابة مكان يمكن للقرويين الدخول إليه عرضاً. حتى الخبراء مثل الصيادين المحترفين أجبروا على الهرب مثل اللصوص الباحثين عن الكنوز على حواف أراضي ملك الغابة الحكيم. ولكن مع اختفاء ملك الغابة الحكيم وظهور الغوبلين، تغير الوضع بشكل جذري.

من الواضح أن إنري أصبحت قلقة بشأن الكيفية التي ستشرح بها وجود الغوبلين في القرية.

كان التغيير الأكبر هو أن القرويين أصبحوا الآن قادرين على دخول الغابة بسهولة وحصاد مواردها. أصبح عمل الغوبلين، عامل رئيسي في هذا؛ أصبح من السهل الآن الحصول على اللحوم، التي بدت من الصعب الحصول عليها في السابق، وتم تزيين طاولاتهم بالفواكه والخضروات الطازجة. ونتيجة لذلك تحسن الوضع الغذائي في القرية بشكل كبير.

على الرغم من أنه من المفترض أن يأكل الجميع معاً، إلا أن منزل إنري لم يكن قريب من الحجم الكافي لاستيعابهم جميعاً. على هذا النحو، أكلوا عادة في الخارج عندما يكون الطقس جيد.

بالإضافة إلى ذلك، نظراً لأن الغوبلين أصبحوا تابعين لإنري، فقد قاموا بتسليم الموارد من عمليات الصيد إلى منزلها.

لم يكن لدى إنري أي فكرة عن مدى روعة هذا الأمر. أكانت الجرعة أرجوانية لأنهم غرسوا الملفوف الأرجواني فيها؟

بالإضافة إلى ذلك، أصبح أحد أحدث الإضافات إلى القرية، جوالة قدمت مساهمات كبيرة لمؤن القرية.

“هذا ليس جيداً، يجب أن تعتني بهذا الساطور. لا يوجد حداد في القرية، لذا لا يمكننا إصلاح معداتنا أيضاً.”

كانت امرأة مغامرة من إرانتل. و لأسباب مختلفة، انتقلت إلى هذه القرية، وتعلمت طرق الصياد من الجوالة الذين يعيشون في القرية. نظراً لأنها كانت محاربة خلال أيام المغامرة، فقد كانت مهاراتها في استخدام القوس ممتازة، ويمكنها حتى إسقاط فريسة كبيرة ببضعة سهام. ويرجع ذلك جزئياً إلى جهودها التي أدت إلى تحسن توزيع اللحوم في القرية.

“هذا يكفي، كلكم! أخفضوا أصواتكم!”

أدى تحسن مستوى المعيشة إلى تغييرات انعكست على أجساد القرويين.

“بالتأكيد. سأرش بعض الماء البارد على وجهه وعندما يهدأ سأحضره. إذا استغرقت وقتًا طويلًا، فسوف يقلق الآخرون. وماذا عن أوبا سان؟”

قامت إنري بشد عضلاتها، وهي تستعرضهم.

♦ ♦ ♦

إن مكاسبها رائعة للغاية.

تماماً مثل الطريقة التي تعاملوا بها مع الطهي، حتى لو سلم أحدهم عينة عشب للغوبلين، فلن يتمكنوا من مطابقتها مع عشب مماثل أمامهم. الأمر المثير للدهشة أنه كان الأمر كما لو أنهم ولدوا غير قادرين على فعل هذا النوع من الأشياء، أو حتى تعلمها، كما لو أن شخص ما قد أزال القدرة على فعل ذلك من داخلهم.

‘مم، أشعر بالقوة… إنهم يكبرون أكثر…’

“…لقد عاد مبكراً قليلاً. كان يجب أن يجوب الغابة اليوم… هل حدث شيء ما؟”

أشاد الغوبلين بإنري في كل فرصة من خلال عبارات مثل “آني سان جسدها مشدود حقًا!” “نعم، ادفعي مرة أخرى!” “إنها منتفخة جداً بحيث لا يمكن السيطرة عليها!” “انظروا كم هي محددة!”. لقد قصدوا على الأرجح اشياء جيدة، ولكن كفتاة، من الصعب قبول مثل هذه الإطراءات.

“هل أنجزت مهامك؟” أومأت أختها برأسها على سبيل الرد، وكذلك فعلت إنري. “حقاً؟ إذاً اذهبي لمنادات نفي..- “

‘إذا انتهى بي الأمر مثلما وصفني الغوبلين، فلن يكون ذلك جيدًا..’

لذلك، لم تكن المرأة التي أنجبت عشرة أطفال شئ كثير، بل كثير جداً.

ابعدت إنري مثاليات الغوبلين من عقلها، وبدأت في تقديم وجبة الإفطار.

ماذا يمكنها أن تفعل لهؤلاء الأفراد الصاخبين والموثوقين من عائلتها…

تلك أيضاً مهمة شاقة. رغم أن الغوبلين لم يتجادلوا حول اختلاف بسيط في حجم حصص الطعام، إلا أن كمية اللحوم في حسائهم مشكلة كبيرة. تأكدت إنري أن أطباق وأوعية كل شخص تحتوي على نفس الكمية من اللحم قبل الانتقال إلى المهمة التالية.

“سيكون من الرائع أن يدرك الأشخاص الذين وصلوا حديثاً أنكم لستم من النوع السيئ.”

في النهاية، انتهت من تجهيز الإفطار، وتساقط العرق من جبهتها.

“بالإضافة إلى ذلك، ألست أنت من قال “نيمو هي زوجتي” وكل ذلك سابقاً؟”

“إذًا، دعنا ندعو الجميع (الغوبلين) ونفيريا~ “

كما فعلت، اجتاحت عيناها الحقول مترامية الأطراف.

“حسناً~ “

كانت استجابة نيمو مليئة بالطاقة. بعد تفكيك حجر الرحى، كشطت العجينة الخضراء المتراكمة في جرة صغيرة. و عادت إنري إلى المنزل متسائلة عما يجب أن تعده لتناول طعام الغداء.

“سأذهب! دعيني افعلها! اريد ان افعلها~ “

توقفت يد إنري.

عندما استدارت إنري، رأت نيمو واقفة خلفها وعيناها مشتعلة.

“لهذا السبب أقول، إنري آن سان ستكون زوجتي!”

“هل أنجزت مهامك؟” أومأت أختها برأسها على سبيل الرد، وكذلك فعلت إنري. “حقاً؟ إذاً اذهبي لمنادات نفي..- “

عندما استدارت إنري، رأت نيمو واقفة خلفها وعيناها مشتعلة.

“-لا! أريد أن أدعو الغوبلين!”

شكلت الأعشاب جزء كبير من دخل قرية كارني. يمكن القول إنه التصدير المتخصص الوحيد الذي لم يتطلب الكثير من القوى العاملة لتنتجه قرية حدودية مثل قريتهم.

لم يكن لدى إنري أي فكرة عن كيفية الرد على فورة أختها الصغيرة المفاجئة. أومئ كايجالي برأسه نحو نيمو، مشيراً على الأرجح إلى أنه سيكلفها بهذه المهمة.

يمكن لنفيريا أن يفهم هذا الشعور.

“سأترك ذلك لكِ إذاً. وسأذهب لإحضار نفيريا.”

“الجميع، يرجى الجلوس.”

“جيد! فكرة جيدة! آني سان، دعيني أذهب معكِ.”

غلاف الفصل الأول:

على الرغم من أن هذا سيترك المنزل فارغًا، إلا أنه لم يزعج إنري. بعد كل شيء، لم تكن هناك أي مشاكل كاقتحام اللصوص من قبل.

بعد حصاد القمح، تجول جباة الضرائب في القرية.

جنبا إلى جنب مع كايجالي، غادرت إنري المنزل بعد نيمو مباشرةً.

“صباح الخير نيمو. لا بأس بهذا، لكن لا يزال هناك هذا الشيء الذي طلبت منكِ مساعدتي في العناية به بالأمس…”

هبت الرياح على وجه إنري حاملة رائحة العشب ودفئ ضوء شمس الصباح اللطيف. أخذت إنري نفس عميق، وعندما التفتت لتنظر إلى كايجالي، رأته يتنفس أيضاً. لم تستطع إنري كبح ابتسامتها عند رؤيته، وابتسم كيجالي محاولاً استعادة كرامته المفقودة بتعبير شرس. ربما ستخاف إنري من الماضي، لكن إنري الحالية اعتادت على العيش مع الغوبلين، وعرفت أن هذه هي طريقة ابتسامتهم.

***

في هذا اليوم المنعش والبارد والصافي، انتقلت إنري إلى المنزل المجاور لها.

ظهرت وجوه والديها المبتسمين في ذهن إنري. على الرغم من مرور عدة أشهر، فإن الجروح الناجمة عن هذا الحادث لم تلتئم بعد.

لقد تُرك بلا مالك من المأساة التي حلت بقريتهم مؤخراً، وأصبح موطن للكيميائيين من إرانتل.

قطعت الخضار بصمت، ثم اللحم. أصبحت هذه العملية محفورة في ذهن إنري.

سكن المنزل شخصان. إحداهما امرأة عجوز، أخصائية العلاج بالأعشاب، ليزي بارياري. والآخر حفيدها وصديق إنري، نفيريا بارياري. قضى الاثنان أيامهما في المنزل، وهما يصقلان الأعشاب لصنع الجرعات والأدوية الأخرى.

“لا، لا، لا شيء يجب أن تشكريني عليه, آني سان.”

كان عدم العمل عن كثب مع القرويين الآخرين سبب وجيه للعزلة، وفي أسوء الأحوال، طردهم من القرية. لكن الأمور مختلفة بالنسبة لهذين الاثنين.

أدى تحسن مستوى المعيشة إلى تغييرات انعكست على أجساد القرويين.

في كل قرية، لا غنى عن الصيدلي – أي شخص يمكنه تحضير الأدوية في حالة المرض أو الإصابة. يمكن أن يقال إنهم مهمين بما يكفي لدرجة أن القرويين سوف يتوسلوهم قائلين “لست بحاجة إلى فعل أي شيء باستثناء صنع الدواء لنا”.

الرد الذي جاء من المنزل كان لا لسؤال نفيريا.

تضاعف هذا في مكان مثل قرية كارني، التي لم يكن لديهم وصول إلى الكهنة الذين يمكنهم استخدام سحر الشفاء.

سكن المنزل شخصان. إحداهما امرأة عجوز، أخصائية العلاج بالأعشاب، ليزي بارياري. والآخر حفيدها وصديق إنري، نفيريا بارياري. قضى الاثنان أيامهما في المنزل، وهما يصقلان الأعشاب لصنع الجرعات والأدوية الأخرى.

بالمناسبة، سيبقى الكهنة كصيادلة القرية في القرى الكبيرة.

ومضت التعاسة على وجه نيمو للحظة، لكنها في النهاية لم تشتكي، رغم أنها حنت رأسها وردت “…” حسنًا” لأنها أطاعت إنري.

تقاضى الكهنة رسوم مناسبة مقابل سحرهم الشافي. أو بالأحرى، قد يكون من الأفضل القول إنهم يحتاجون إلى تحصيل رسوم الشفاء. إذا لم يكن القرويين قادرين على الدفع، فسيعرضون عملهم بدلاً من ذلك. بالنسبة لأولئك الذين يفتقرون إلى القدرة حتى على القيام بذلك، سيستخدم الكهنة الأدوية المركبة من الأعشاب، لأن العلاجات العشبية أقل تكلفة من العلاج السحري.

“يجب أن يكون كل شيء على ما يرام، ولكن قد يكون من الصعب عليك أن تأتي معنا، آني سان.”

كان أحد الغوبلين في القرية رجل دين، وبإمكانه أن يشفي الجروح الطفيفة بسهولة، لكن القرويين اتفقوا مع الرأي السائد بأنه يجب عليه توفير قدراته لحالات الطوارئ، ما لم يكن أحدهم مصاب بجروح بالغة. ناهيك عن أن تعويذات الشفاء لرجل الدين محدودة للغاية وتفتقر إلى القدرة على شفاء الأمراض أو تحييد السموم..

جلبت الريح أيضاً صوت الجلبة من القرية إلى أذنيها.

لذلك، أصبح الجميع ممتن لعائلة بارياري على العمل الذي يقومون به.

“آه… “

ومع ذلك، لم يجرؤ القرويون على الاقتراب منهم على الرغم من العمل الحيوي الذي قاموا به.

“هذا صحيح، هذا صحيح. الآن، آني سان و نيمو سان، قفوا هنا، في المنتصف، هكذا…”

كان سبب ذلك واضح تماماً عندما اقترب المرء من مقر إقامة بارياري.

ألم حاد لاذع احرق عينيها وأنفها وفمها. والأسوء من ذلك، أن الرائحة الكريهة من داخل المنزل توحي بأن الجو المحيط بالمنزل لم يكن أكثر مما تسرب من الداخل.

كرمشت إنري أنفها، وكذلك فعل كيجالي – على الرغم من أن التعبير على وجهه بدا شرير أكثر.

“أين تعلمت كل هذا؟” هز نفيريا رأسه. “أوي، أوبا تشان، أنا ذاهب إلى مطعم إنري لتناول الإفطار، ماذا عنكِ؟”

انتشرت رائحة كريهة من المنزل الذي يقتربون منه. لم تكن الرائحة فظيعة في الواقع، على الرغم من أنها لا تزال تجعلهم يشعرون بالغثيان . قد تكون الرائحة المنبعثة من سحق الأعشاب منفرة، لكنها في النهاية كانت رائحة النباتات فقط، ولم تكن خطيرة في حد ذاتها.

بلغت نيمو من العمر عشر سنوات، وبدت ذات يوم فتاة مفعمة بالحيوية والأمل. بعد تلك الحادثة، أصبحت نيمو التي بدت ساذجة وخالية من الهموم الآن مطيعة بخنوع لأختها، دون أي مرح أو نوبات غضب الأطفال ممن في سنها. لقد أصبحت فتاة جيدة الآن – جيدة جداً لدرجة أنها تحزنها.

تنفست إنري من فمها، وطرقت الباب.

“فهمت… “

طرقت الباب عدة مرات، لكن لم يرد أحد. فقط عندما اعتقدت أنه لا يوجد أحد في المنزل، جاء صوت شخص يقترب من الجانب الآخر. و سمعت أحدهم يحرك القفل على الجانب الآخر، ثم انفتح الباب.

لقد تُرك بلا مالك من المأساة التي حلت بقريتهم مؤخراً، وأصبح موطن للكيميائيين من إرانتل.

ー!؟

“حسناً، الكثير منهم لم يبدوا سعداء برؤيتنا. بعد كل شيء، يجب أن نكون مثل العدو في قلوبهم.”

لم تكن تريد أن تتفاعل بتعابيرها أو كلماتها، لكن الرائحة المنبعثة من داخل المنزل كانت حقاً لا تطاق.

“أنا… لدي فضول، لماذا تفعلون هذا يا رفاق؟ أعني، أعلم أنكم أتباع لإنري وأنكم مخلصين لها، لكنني لا أفهم لماذا تساعدوني.”

كانت مؤلمة.

شوهدت مجموعة متنوعة من الأطباق على المائدة مقارنة بالأيام التي طبخت والدتها فيها.

ألم حاد لاذع احرق عينيها وأنفها وفمها. والأسوء من ذلك، أن الرائحة الكريهة من داخل المنزل توحي بأن الجو المحيط بالمنزل لم يكن أكثر مما تسرب من الداخل.

“ما الذي تعنيه؟ هذا طبيعي جداً بالنسبة لنا نحن الغوبلين.”

“صباح الخير يا إنري!”

“إنفي!”

كانت عيون نفيريا، التي كانت مرئية من بين فجوات شعره الطويل، مفتوحتين على مصراعيها ومحتقنتان بالدم. لا بد أنه بقي مستيقظ طوال الليل لإجراء التجارب الكيميائية مرة أخرى.

“ممم… “

لم تكن تريد أن تفتح فمها لتتحدث وهي محاطة برائحة تدمع العين، ولكن من الوقاحة ألا ترد التحية..

كانت قد تلقت بوقين من آينز أوول غون. على الرغم من أن إحداهما اختفى بعد أن استخدمته، إلا أن الأخر كان مخبئ بأمان في منزل إنري.

“صا- صباح الخير يا إنفي.”

عندما استدارت إنري، رأت نيمو واقفة خلفها وعيناها مشتعلة.

شعرت بجفاف حلقها عندما قالت ذلك.

على الأرجح، كانت في منتصف تجربة ما، ولم يكن لديها وقت لتهتم بأشياء تافهة مثل الأكل.

“صباح الخير آني سان. “

بالمناسبة، سيبقى الكهنة كصيادلة القرية في القرى الكبيرة.

“آه، صباح الخير، كاي… سان كايجالي… هاه، إنه الصباح بالفعل؟ كنت أعمل بجد و لم ألاحظ. إن رؤية الشمس تجعلني أدرك كيف مر الوقت… آه، لقد أجريت العديد من التجارب مؤخراً، أحتاج إلى الخروج من المنزل.”

نظرت إنري على طول خط رؤية نيمو، ورأت أن الأعشاب التي تراكمت بجانبها قبل مغادرة المنزل قد تقلصت إلى حفنة صغيرة.

تمدد نفيريا مثل قطة وتثائب.

“آه، هذا غريب. هل كنتم تخططون للسخرية مني منذ البداية؟”

“يبدو أنك كنت تحرق زيت منتصف الليل، هاه- “

لذلك، إذا تم تكليفهم بقطف الأعشاب، فإن الغوبلين بحاجة إلى أن يكون معهم كائن غير الغوبلين.

كانت إنري على وشك إضافة عبارة “الإفطار جاهز، تعال مع اوبا ساما.”، لكن نفيريا قاطعها. أو بالأحرى، بدلاً من القول إنه قاطعها، قد يكون من الأفضل أن نقول إنها غرق في حماسه الصبياني..

لم يكن لدى إنري أي فكرة عن كيفية الرد على فورة أختها الصغيرة المفاجئة. أومئ كايجالي برأسه نحو نيمو، مشيراً على الأرجح إلى أنه سيكلفها بهذه المهمة.

“إنه لأمر مدهش يا إنري!”

كان الغوبلين لا يزالون يتجادلون، وعلى الرغم من أنه ربما لم يكن من الآمن تركهم بمفردهم لفترة طويلة خشية أن يخرج الصراع عن نطاق السيطرة، إلا أن نفيريا كان يترنح بالفعل، ولم تستطع تجاهله و على الأرجح يعاني من الحرمان من النوم، بالنظر إلى الطريقة التي بدأ بها في الترنح في اللحظة التي جلس فيها، كما لو كان على وشك السقوط إلى الجانب في أي لحظة. و عندما بدأ تناول الإفطار بالفعل، بدا وكأنه زومبي محروم تماماً من الحياة أو الذكاء.

هرع نفيريا إليها. كانت رائحة ملابس عمله تفوح منها رائحة لاذعة ملئت باقي المنزل. على الرغم من أن إنري أرادت بشدة التراجع بعيداً عنه، إلا أنها أجبرت نفسها على تحمل ذلك، لأن نفيريا هو صديقها المقرب.

“آه، صباح الخير، كاي… سان كايجالي… هاه، إنه الصباح بالفعل؟ كنت أعمل بجد و لم ألاحظ. إن رؤية الشمس تجعلني أدرك كيف مر الوقت… آه، لقد أجريت العديد من التجارب مؤخراً، أحتاج إلى الخروج من المنزل.”

“ماذا، ما الأمر يا إنفي؟ “

لقد تُرك بلا مالك من المأساة التي حلت بقريتهم مؤخراً، وأصبح موطن للكيميائيين من إرانتل.

“عليكي أن تسمعي هذا! تمكنا أخيراً من إتقان الإجراء الخاص بتخمير نوع جديد من الجرعات. هذا سيغير العالم! على الرغم من أن كل ما فعلناه هو خلط الأعشاب التي جمعناها في المحلول، فقد تمكنا من إنتاج جرعة أرجوانية!”

عندما سألها عن المذيبات والاستخدام الصحيح للأدوات، كان كل ما حصل عليه في المقابل “اكتشف الأمر بنفسك ~” ، والذي لم يساعد في شيئ.

الرد الوحيد الذي تلقاه كان “هاااه؟”

شعرت بجفاف حلقها عندما قالت ذلك.

لم يكن لدى إنري أي فكرة عن مدى روعة هذا الأمر. أكانت الجرعة أرجوانية لأنهم غرسوا الملفوف الأرجواني فيها؟

كان عدم العمل عن كثب مع القرويين الآخرين سبب وجيه للعزلة، وفي أسوء الأحوال، طردهم من القرية. لكن الأمور مختلفة بالنسبة لهذين الاثنين.

“ويمكنها أن تعالج الجروح! تتساوى سرعة الشفاء مع الجرعات المكررة كيميائياً!”

“نعم! حراسك!”

رفع نفيريا يديه، متفاخراً بذراعيه الرقيقتين النحيفتين اللتين لم تشوبهما الإصابة. وفكرت إنري، “لدي عضلات أكبر من عضلاته” ، لكن نفيريا لم يتوقف عند هذا الحد.

أصبح نفيريا في حيرة من الكلام لأنه رأى كايجالي ينظر إليه ورأسه مائلة بزاوية. لكن بشكل عام، كان لا يزال ممتن لمساعدته.

“وهو ما…! “

ومضت التعاسة على وجه نيمو للحظة، لكنها في النهاية لم تشتكي، رغم أنها حنت رأسها وردت “…” حسنًا” لأنها أطاعت إنري.

“نعم، نعم، هذا رائع، أخبرنا عنه لاحقاً.”

‘أحتاج إلى كسب المزيد من المال ومعرفة نوع العتاد الذي يمكنني شرائه للغوبلين. يبدو أن الدرع الصفيحي الكامل يمكن أن يحمي جيداً. و بالحديث عن الدروع الواقية للبدن، هناك ذلك الرجل المحترم بالدرع الأسود… ما اسمه مرة أخرى؟’

تحدث كايجالي وهو يخطو خطوة إلى الأمام.

“ماذا بحق الجحيم كنت تفعل هناك مرة أخرى؟ السبب الوحيد الذي يجعل فتاة تستمع لرجل يتحدث عما يحبه هي إذا كانت تحب هذا الشخص. إذا كانت لا تحب هذا الشخص، فلن تؤدي تلك الثرثرة إلا إلى ازعاجها!”

“يبدو ان أني-سان نام قليلاً وعمل بشدة. ربما هو منتشي أو شيء من هذا القبيل؟ آني سان، اسمحي لي أن أعتني بهذا. لماذا لا تعودين أولاً؟”

“صباح الخير، كايجالي سان، لقد استخدمت القليل من القوة مع الساطور…”

“هل سيكون كل شيء على ما يرام؟ “

“ما هو الخطأ؟”

“بالتأكيد. سأرش بعض الماء البارد على وجهه وعندما يهدأ سأحضره. إذا استغرقت وقتًا طويلًا، فسوف يقلق الآخرون. وماذا عن أوبا سان؟”

“حسناً، فهمت قصدك، تختلف أعراقنا… ولكن مع ذلك، يجب أن يكون لديك الكثير من الأطفال لإسعاد آني سان.”

“لا تزال أوبا تشان تُدفن رأسها في بحثها… لا أعتقد أنها ستأتي لتناول الإفطار. أنا آسف، لقد مررتي بكل هذه المشاكل لتحضير وجبة الإفطار لنا… “

“حقا؟ منذ أن دُعيت، سيكون من الوقاحة الرفض. آني سان، آسف لأنني لا أستطيع الانضمام إليك، لكنني سأتناول الغداء في مكان مورغا سان.”

“آه، لا تقلق بشأن ذلك. كنت أفكر بأن ليزي ساما ربما ستفعل ذلك.”

“شئ كهذا. وإذا كنت بحاجة إلى مظهر أكثر إثارة للإعجاب… “

لقد ظهرت مثل هذه المواقف عدة مرات بالفعل، لذلك لم تكن مفاجأة.

في هذا اليوم المنعش والبارد والصافي، انتقلت إنري إلى المنزل المجاور لها.

“إذًا آني سان ، يجب أن تعودي أولاً. “

سماع كلمة “آني سان” جعلت إنري تجعد حواجبها، وسرعان ما غطته بابتسامة مرة.

مع هذا، لم يكن هناك شيء لفعله سوى المغادرة.

“شئ كهذا. وإذا كنت بحاجة إلى مظهر أكثر إثارة للإعجاب… “

“اذاً سأتركه لك. “

تردد صدى صوت إنري الغاضب عبر الهواء الصامت فوق مائدة الإفطار.

***

من بين هذه الخطط، اصبحت الأولوية القصوى هي الجدار المحيط بالقرية، وبناء أبراج المراقبة. ذهب دون أن يقال بأن كل هذه المشاريع تهدف إلى تحويل القرية إلى حصن.

وبينما شاهد إنري تغادر، نظر كاجالي بنظرة باردة إلى نفيريا.

والان جلست ثمار عملهم على الطاولة، تلك الزجاجة من الجرعة الأرجوانية، التي فحصتها ليزي إلى ما لا نهاية وملئت نفيريا بسعادة و حماس كبيران.

“ماذا بحق الجحيم كنت تفعل هناك مرة أخرى؟ السبب الوحيد الذي يجعل فتاة تستمع لرجل يتحدث عما يحبه هي إذا كانت تحب هذا الشخص. إذا كانت لا تحب هذا الشخص، فلن تؤدي تلك الثرثرة إلا إلى ازعاجها!”

رفع نفيريا يديه، متفاخراً بذراعيه الرقيقتين النحيفتين اللتين لم تشوبهما الإصابة. وفكرت إنري، “لدي عضلات أكبر من عضلاته” ، لكن نفيريا لم يتوقف عند هذا الحد.

“…أنا آسف، لقد اعتقدت أنه منذ أن حققنا هذا الاكتشاف المذهل… ولكنه كان مذهلاً حقاً! بل و حتى ثوري!”

قامت إنري بتجعيد حاجبيها وأخذت نفسًا عميقًا.

قاطع كايجالي التشدق ذي الفم الحركي بحركة قطع. من الواضح أن نفيريا لم يفهم الرسالة التي كان يحاول إيصالها.

“سوي الأمور مع هذا. إذا اعتقدت أنا أو أحد الفتيان أن لديك فرصة أخرى معها، فسنساعدك. الأمر كله يعتمد على مدى جديتك لقول شيء ما أو التصرف بطريقة تجعلها تقع في حبك.”

“انظر، آني سان. هل أنت بخير مع هذا؟ أنت في حالة حب مع آني سان، أليس كذلك؟”

“إذًا، هل سنذهب لتناول الغداء؟”

رد نفيريا بـ “مم”، وأومئ برأسه بقوة.

كانت مهمة الغوبلين الممتطي هي القيام بدوريات في السهول والعمل ككشافة. كانت عودة الفرسان بشكل دوري إلى القرية لتقديم التقارير مشهد مألوف.

“إذًا عليك أن تجعلها أهم شخص في قلبك. أهم من جرعاتك.”

“فقط تخلوا عنها يا شباب. تم بالفعل حسم المنتصر. ها هي ذا قطعة اللحم الرائعة اللامعة هذه!”

“…فهمت. سأحاول. “

قالت إنري وهي تجعد حاجبيها.”وفقاً لـ أنفي، فإن تكلفة التعاقد مع مغامر باهظة للغاية. على الرغم من أن مغامري إرانتل سيساعدون ببعض هذه التكاليف، إلا أنه سيكون من الصعب جداً على قرية مثلنا أن تدفع للمغامرين من أموالنا الخاصة.”

“تحاول أو لا. لا يوجد محاولة هنا. تحتاج للفوز بقلبها. أنا وبقية الفتيان سنبذل قصارى جهدنا لدعمك. بالإضافة إلى ذلك، نحن لسنا وحدنا، حتى ايموتو سان وافق على مساعدتك. أتمنى أن تجتمعو معاً وتقوم بدورك يا أني سان.”

غلاف المجلد 8:

“ممم… “

ومع ذلك، فإن الغضب في عيون الغوبلين لم يتلاشى على الإطلاق.

“إذا كنت تنتظرها لتقول “أنا معجبة بك” أولاً، فمن المرجح أن شخص آخر سوف ينتزعها بعيداً منك، هل تفهم؟ عليك أن تكتسب الشجاعة لتخبرها بما تشعر به حقاً.”

“لنذهب. “

هذه الجملة اخترقت قلب نفيريا مثل خنجر بين الضلوع.

ركضت إصبعها برفق على الحافة للتأكد من أنه بخير، وفي تلك اللحظة، فتح الباب المجاور لها، والذي أدى إلى غرفة المعيشة.

“ومع ذلك، على الرغم من كل ما قلته، يبدو أنك تبلي بلاءً حسناً على هذه الجبهة بنفسك، أني سان. في البداية لم يكن بإمكانك أن تقول كلمة أمامها حتى. لكن الآن يمكنك إجراء محادثة عادية، صحيح؟”

كان التغيير الأكبر هو أن القرويين أصبحوا الآن قادرين على دخول الغابة بسهولة وحصاد مواردها. أصبح عمل الغوبلين، عامل رئيسي في هذا؛ أصبح من السهل الآن الحصول على اللحوم، التي بدت من الصعب الحصول عليها في السابق، وتم تزيين طاولاتهم بالفواكه والخضروات الطازجة. ونتيجة لذلك تحسن الوضع الغذائي في القرية بشكل كبير.

“ذلك لأنه لم يكن لدي فرصة كبيرة للتحدث مع إنري إلا إذا جئت لأجمع الأعشاب… الآن بعد أن انتقلت إلى القرية، أصبحنا نتقابل كثيراً.”

على الرغم من أنه من المفترض أن يأكل الجميع معاً، إلا أن منزل إنري لم يكن قريب من الحجم الكافي لاستيعابهم جميعاً. على هذا النحو، أكلوا عادة في الخارج عندما يكون الطقس جيد.

“هذه هي الروح. كل ما تبقى هو جمع شجاعتك والصعود إلى المسرح. ربما يجب عليك إظهار قوتك أولاً. وفقًا للقرويين، لا يزال الرجال الأقوياء هم الأكثر جاذبية. حسناً بالنسبة للسيدات البالغات من العمر تسعة وأربعين عام في القرية على أي حال.”

كان التغيير الأكبر هو أن القرويين أصبحوا الآن قادرين على دخول الغابة بسهولة وحصاد مواردها. أصبح عمل الغوبلين، عامل رئيسي في هذا؛ أصبح من السهل الآن الحصول على اللحوم، التي بدت من الصعب الحصول عليها في السابق، وتم تزيين طاولاتهم بالفواكه والخضروات الطازجة. ونتيجة لذلك تحسن الوضع الغذائي في القرية بشكل كبير.

“أنا لست واثق جداً من قوة ذراعي. ربما يجب أن أقوم بالمزيد من أعمال المزرعة أو شيء من هذا القبيل؟”

“أليس الإله الذي تؤمن به شرير يا كونا؟!”

“ناه، ما يجب أن تستخدمه هو هذا، إنفي-نيسان.” تحدث كاجالي وهو يربت رأسه بلطف.

لم يكن لدى إنري أي فكرة عن مدى روعة هذا الأمر. أكانت الجرعة أرجوانية لأنهم غرسوا الملفوف الأرجواني فيها؟

“سوي الأمور مع هذا. إذا اعتقدت أنا أو أحد الفتيان أن لديك فرصة أخرى معها، فسنساعدك. الأمر كله يعتمد على مدى جديتك لقول شيء ما أو التصرف بطريقة تجعلها تقع في حبك.”

وبينما شاهد إنري تغادر، نظر كاجالي بنظرة باردة إلى نفيريا.

ثني كايجالي ذراعيه معاً وتقاطعت عضلات ذراعيه. و انتفخوا بقوة تحت جلده.

كان سبب ذلك واضح تماماً عندما اقترب المرء من مقر إقامة بارياري.

“شئ كهذا. وإذا كنت بحاجة إلى مظهر أكثر إثارة للإعجاب… “

“لقد وضعنا الكثير من التفكير في وضعية دخولنا كحرسك الشخصي أيضاً. “

بعد ذلك، ثني كايجالي صدره بشكل جانبي ممتد. على الرغم من أنه كان قصير جداً، إلا أن جسده الرياضي العضلي يشهد على حقيقة أنه محارب بالفطرة.

كما فعلت، اجتاحت عيناها الحقول مترامية الأطراف.

تساءل نفيريا لماذا طرح هذا؟ ومع ذلك، يمكنه أن يشعر بحسن نية كايجالي، لذلك لم يطرح هذا السؤال في الواقع.. ومع ذلك، كان هناك سؤال واحد يريد طرحه.

كان الغوبلين لا يزالون يتجادلون، وعلى الرغم من أنه ربما لم يكن من الآمن تركهم بمفردهم لفترة طويلة خشية أن يخرج الصراع عن نطاق السيطرة، إلا أن نفيريا كان يترنح بالفعل، ولم تستطع تجاهله و على الأرجح يعاني من الحرمان من النوم، بالنظر إلى الطريقة التي بدأ بها في الترنح في اللحظة التي جلس فيها، كما لو كان على وشك السقوط إلى الجانب في أي لحظة. و عندما بدأ تناول الإفطار بالفعل، بدا وكأنه زومبي محروم تماماً من الحياة أو الذكاء.

“أنا… لدي فضول، لماذا تفعلون هذا يا رفاق؟ أعني، أعلم أنكم أتباع لإنري وأنكم مخلصين لها، لكنني لا أفهم لماذا تساعدوني.”

لم يكتفوا بالمساعدة في بناء الجدران فحسب؛ بل حتى بناء أبراج المراقبة قد تم بشكل أسرع . كانت مهمتهم الحالية هي استكمال أبراج المراقبة على الجانبين الشرقي والغربي للقرية.

“حسناً، هذا بسيط.” رد كاجالي بتعبير غامض على وجهه. أجاب بنبرة أكثر ملاءمة لإقناع الأطفال الصغار بالتصرف جيداً “هذا لأننا جميعاً نريد أن تكون آني سان سعيدة. ومن ما نراه فأنت تتناسب مع هذا. لذلك كلما تزوجتما بشكل أسرع، كان ذلك أفضل.”

غطت إنري الحفرة واعتذرت عن إتلاف الساطور الذي هو رابطها الوحيد بوالدتها المتوفاة..

“لا حاجة لمثل هذا الاندفاع! يمكن لكلانا أن يقلل المسافة بيننا ببطء، صحيح؟”

الرد الوحيد الذي تلقاه كان “هاااه؟”

“…سيكون ذلك بطيئ جداً. أعني، ألا يستغرق البشر وقت طويل بين الحمل وإنجاب الأطفال؟”

كان عملها الآن كله من أجل الحصاد.

اتسعت عينا نفيريا وتحول وجهه إلى اللون الوردي حيث قفزت المحادثة فجأة إلى مرحلة الحمل، وهو الشكل الأخير للعلاقات بين الذكور والإناث.

“لا، لا، أنا جاد. مساعدتك في الحقل هي واحدة من أكثر المهام المتنازع عليها بيننا. هذا لأننا نأكل وجبات غدائك اللذيذة, آني سان.”

“حوالي تسعة أشهر؟”

كانت مهمة الغوبلين الممتطي هي القيام بدوريات في السهول والعمل ككشافة. كانت عودة الفرسان بشكل دوري إلى القرية لتقديم التقارير مشهد مألوف.

“حسناً، سيستغرق الأمر وقت طويل جداً لحوالي عشرة صغار – أعني، عشرة أطفال، أليس كذلك؟”

كانت امرأة مغامرة من إرانتل. و لأسباب مختلفة، انتقلت إلى هذه القرية، وتعلمت طرق الصياد من الجوالة الذين يعيشون في القرية. نظراً لأنها كانت محاربة خلال أيام المغامرة، فقد كانت مهاراتها في استخدام القوس ممتازة، ويمكنها حتى إسقاط فريسة كبيرة ببضعة سهام. ويرجع ذلك جزئياً إلى جهودها التي أدت إلى تحسن توزيع اللحوم في القرية.

“عشرة؟! أليس هذا كثير؟!”

تضاعف هذا في مكان مثل قرية كارني، التي لم يكن لديهم وصول إلى الكهنة الذين يمكنهم استخدام سحر الشفاء.

كان المتوسط خمسة أطفال لعائلة قروية خصوصاً مع الأوقات الصعبة أثناء البقاء على قيد الحياة حتى سن الرشد سيرتفع هذا الرقم. في المدينة، كان هذا الرقم عادةً أقل، بمساعدة الكهنة لعلاج الأمراض أو استخدام موانع الحمل.

في النهاية، انتهت من تجهيز الإفطار.

لذلك، لم تكن المرأة التي أنجبت عشرة أطفال شئ كثير، بل كثير جداً.

سكن المنزل شخصان. إحداهما امرأة عجوز، أخصائية العلاج بالأعشاب، ليزي بارياري. والآخر حفيدها وصديق إنري، نفيريا بارياري. قضى الاثنان أيامهما في المنزل، وهما يصقلان الأعشاب لصنع الجرعات والأدوية الأخرى.

“ما الذي تعنيه؟ هذا طبيعي جداً بالنسبة لنا نحن الغوبلين.”

“الجميع!”

“نحن لسنا غوبلين!”

بعد أن فقدت إنري والديها، أصبحت في وضع صعب، حيث سيكون من المستحيل رعاية ارض عائلتها بنفسها. أرادت أن تطلب المساعدة من القرويين الآخرين، ولكن نظراً للنقص العام في القوى العاملة في القرية، أصبح من الصعب بالفعل على كل أسرة رعاية محاصيلها. لكن بمساعدة الغوبلين، تم حل هذه المشكلة بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن الوحيدة التي ساعدها الغوبلين.

“حسناً، فهمت قصدك، تختلف أعراقنا… ولكن مع ذلك، يجب أن يكون لديك الكثير من الأطفال لإسعاد آني سان.”

انكمش العديد من الغوبلين القريبين، وانخفضت رؤوسهم بينما ينظرون حولهم بقلق دون أن ينبسو ببنت شفة.

“…حسناً، لا يمكنني أن أنكر أنها قد تكون سعيدة بمنزل مليء بالأطفال… لكن لا يزال يبدو نوعاً من الخطأ…”

لم يكن لدى إنري أي فكرة عن كيفية الرد على فورة أختها الصغيرة المفاجئة. أومئ كايجالي برأسه نحو نيمو، مشيراً على الأرجح إلى أنه سيكلفها بهذه المهمة.

“حقاً؟”

تمدد نفيريا مثل قطة وتثائب.

أصبح نفيريا في حيرة من الكلام لأنه رأى كايجالي ينظر إليه ورأسه مائلة بزاوية. لكن بشكل عام، كان لا يزال ممتن لمساعدته.

كان الغوبلين لا يزالون يتجادلون، وعلى الرغم من أنه ربما لم يكن من الآمن تركهم بمفردهم لفترة طويلة خشية أن يخرج الصراع عن نطاق السيطرة، إلا أن نفيريا كان يترنح بالفعل، ولم تستطع تجاهله و على الأرجح يعاني من الحرمان من النوم، بالنظر إلى الطريقة التي بدأ بها في الترنح في اللحظة التي جلس فيها، كما لو كان على وشك السقوط إلى الجانب في أي لحظة. و عندما بدأ تناول الإفطار بالفعل، بدا وكأنه زومبي محروم تماماً من الحياة أو الذكاء.

“إذًا دعنا نذهب، أني سان. أتمنى أن تتخذ خطوة قريباً. على الرغم من أن إبقائها منتظرة لفترة طويلة قد يسبب مشاكل… حسناً، أعتقد أن تقدم تكتيكي ثابت على الهدف الرئيسي هو استراتيجية تستحق الاتباع.”

“ايه؟ أنا أيضًا؟”

“أين تعلمت كل هذا؟” هز نفيريا رأسه. “أوي، أوبا تشان، أنا ذاهب إلى مطعم إنري لتناول الإفطار، ماذا عنكِ؟”

“ما هو الخطأ؟”

الرد الذي جاء من المنزل كان لا لسؤال نفيريا.

بعد أن فقدت إنري والديها، أصبحت في وضع صعب، حيث سيكون من المستحيل رعاية ارض عائلتها بنفسها. أرادت أن تطلب المساعدة من القرويين الآخرين، ولكن نظراً للنقص العام في القوى العاملة في القرية، أصبح من الصعب بالفعل على كل أسرة رعاية محاصيلها. لكن بمساعدة الغوبلين، تم حل هذه المشكلة بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن الوحيدة التي ساعدها الغوبلين.

على الأرجح، كانت في منتصف تجربة ما، ولم يكن لديها وقت لتهتم بأشياء تافهة مثل الأكل.

غلاف الفصل الأول:

يمكن لنفيريا أن يفهم هذا الشعور.

عندما بدأت قرية كارني في استقبال المهاجرين، كان العديد من الذين جاءوا من الناجين من تلك القرى.

كانت الأدوات الخيميائية والأدوات الأخرى في المنزل من درجة عالية للغاية، ولم يعرفوا كيفية استخدام معظمها. جلبتهم خادمة العظيم آينز أوول غون. و أُمر الاثنان باستخدام هذه المواد لإنتاج جرعات ومواد كيميائية جديدة. أوه، وقد أحضرت الخادمة نوعاً من الأعشاب الأسطورية التي يقال إنها تشفي جميع الأمراض.

“أين تعلمت كل هذا؟” هز نفيريا رأسه. “أوي، أوبا تشان، أنا ذاهب إلى مطعم إنري لتناول الإفطار، ماذا عنكِ؟”

عندما سألها عن المذيبات والاستخدام الصحيح للأدوات، كان كل ما حصل عليه في المقابل “اكتشف الأمر بنفسك ~” ، والذي لم يساعد في شيئ.

قبل أن تغادر المنزل، طلبت إنري من نيمو مساعدتها في طحن الأعشاب وتحويلها إلى عجينة و ذلك بسبب تجفيف بعض الأعشاب للحفاظ عليها، لكن البعض الآخر كان بحاجة إلى التقطيع لحفظه.

لذلك، كان الاثنان قد اضاعا الكثير من أوقات الطعام والنوم في سعيهما المتواصل لتعلم كيفية استخدام هذه الأجهزة في التجارب. لقد كانت عملية بطيئة، لكنهم أحرزوا بعض التقدم في النهاية. و بالطبع ارتكبوا أخطاء أيضاً.

كان ذلك لأن المخلوق الجبار المعروف باسم ملك الغابة الحكيم قد وسع أراضيه باستمرار، وعلى هذا النحو، لم يجرؤ أي وحش على التحرك في الغابة بالقرب من القرية. وهكذا أصبحت دفاعات القرية قريبة من الحصن.

أصبح الشهرين الماضيين مشغولين بالنسبة إلى ليزي، و بالطبع نفيريا لم يكن استثناء أيضاً.

كل هذا بفضل الغولم الحجرية التي أحضرتها معها الخادمة الجميلة التي خدمت منقذ القرية – آينز أوول غون..

والان جلست ثمار عملهم على الطاولة، تلك الزجاجة من الجرعة الأرجوانية، التي فحصتها ليزي إلى ما لا نهاية وملئت نفيريا بسعادة و حماس كبيران.

“حسناً، يتذكر عدد غير قليل من هؤلاء الأشخاص كيف تعرض أفراد عائلاتهم للهجوم والقتل. أو لا، قد تكون الذكريات التي يحملوها أثقل من ذلك.”

“ساعيد بعض الطعام معي إذًا.” تحدث نفيريا وهو يغلق الباب خلفه. ثم التفت إلى كايجالي.

كانت إنري مجرد فتاة قروية، لكن الغوبلين خدموها دون تردد لأنها مستدعيتهم.

“لنذهب. “

عند سماع سؤال بايبو، انحنى كيومي لإنري من أعلى ذئبه بينما كان يجيب، “حدث شيء ما في الغابة.”

♦ ♦ ♦

تنفست إنري من فمها، وطرقت الباب.

على الرغم من أنه من المفترض أن يأكل الجميع معاً، إلا أن منزل إنري لم يكن قريب من الحجم الكافي لاستيعابهم جميعاً. على هذا النحو، أكلوا عادة في الخارج عندما يكون الطقس جيد.

والان جلست ثمار عملهم على الطاولة، تلك الزجاجة من الجرعة الأرجوانية، التي فحصتها ليزي إلى ما لا نهاية وملئت نفيريا بسعادة و حماس كبيران.

نظراً لأنهم في الهواء الطلق، فمن المتوقع وجود قدر معين من الصخب والتسامح معه. لو بقوا في الداخل فلربما يصبح الأمر لا يطاق، ولكن حتى في ظل الظروف الحالية، سرعان ما تحول الوضع إلى صخب.

رفع أحد الغوبلين، ملعقة لإثبات وجهة نظره، وعرض قطعة من اللحم قد يخطئ المتفرجون في اعتبارها حبة بازلاء. لم تكن أكثر من قطعة صغيرة فاتت إنري أثناء توزيع الطعام على الجميع.

“لهذا السبب أقول، إنري آن سان ستكون زوجتي!”

“حسناً، يتذكر عدد غير قليل من هؤلاء الأشخاص كيف تعرض أفراد عائلاتهم للهجوم والقتل. أو لا، قد تكون الذكريات التي يحملوها أثقل من ذلك.”

“هاااي، أيها الفاسق، هل نسيت الاتفاقية التي قطعناها جميعاً على عدم لمس آني سان؟!”

بسماع ذلك، لم تستطع إنري إلا أن تتنهد بارتياح.

“هذا صحيح، إذا حاولت خداعنا، فسأتحرك أيضاً!”

هبت الرياح على وجه إنري حاملة رائحة العشب ودفئ ضوء شمس الصباح اللطيف. أخذت إنري نفس عميق، وعندما التفتت لتنظر إلى كايجالي، رأته يتنفس أيضاً. لم تستطع إنري كبح ابتسامتها عند رؤيته، وابتسم كيجالي محاولاً استعادة كرامته المفقودة بتعبير شرس. ربما ستخاف إنري من الماضي، لكن إنري الحالية اعتادت على العيش مع الغوبلين، وعرفت أن هذه هي طريقة ابتسامتهم.

“من أنت يا صديقي؟ كنت الأول!”

ركضت إصبعها برفق على الحافة للتأكد من أنه بخير، وفي تلك اللحظة، فتح الباب المجاور لها، والذي أدى إلى غرفة المعيشة.

ركل العديد من الغوبلين على كراسيهم عندما وقفوا فجأة، بل قفز بعضهم على الطاولة. ابتلعت إنري غضبها وتحدثت معهم بلطف.

‘إذا تم كسر الشفرة، فسيكون من الصعب إصلاحها … … أنا آسفة، أوكا سان.’

“الجميع، يرجى الجلوس.”

♦ ♦ ♦

ومع ذلك، فإن الغضب في عيون الغوبلين لم يتلاشى على الإطلاق.

شعرت بجفاف حلقها عندما قالت ذلك.

“فقط تخلوا عنها يا شباب. تم بالفعل حسم المنتصر. ها هي ذا قطعة اللحم الرائعة اللامعة هذه!”

“صباح الخير آني سان. “

رفع أحد الغوبلين، ملعقة لإثبات وجهة نظره، وعرض قطعة من اللحم قد يخطئ المتفرجون في اعتبارها حبة بازلاء. لم تكن أكثر من قطعة صغيرة فاتت إنري أثناء توزيع الطعام على الجميع.

“انا في البيت. كيف حالك؟ هل قمتي بطحنهم جميعاً؟”

“انتهيت من لحمي، ومع ذلك كان هناك المزيد في قاع الحساء! هل لديكم أي شيء من هذا القبيل؟ لا أعتقد ذلك! هذا ليس أقل من دليل على الحب!”

هرع نفيريا إليها. كانت رائحة ملابس عمله تفوح منها رائحة لاذعة ملئت باقي المنزل. على الرغم من أن إنري أرادت بشدة التراجع بعيداً عنه، إلا أنها أجبرت نفسها على تحمل ذلك، لأن نفيريا هو صديقها المقرب.

“أنت تمزح معي! هذه ليست أكثر من قطعة لحم أخطأت آني سان في أنها قطعة من الخضار.”

في النهاية، انتهت من تجهيز الإفطار.

“ربما هذا مجرد تمني من جانبك؟ ربما كان “اللحم” الذي أكلته مجرد بطاطس أو شيء من هذا القبيل، واللحوم الفعلية التي حصلت عليها كانت ذلك الشيء الصغير. من الأفضل أن تنتبه، فهذا دليل على أن آني سان لا تحبك. بالإضافة إلى ذلك، قال لي إلهي بوضوح، يجب أن تجعل إنري سعيدة.”

“حقاً؟”

“أليس الإله الذي تؤمن به شرير يا كونا؟!”

“هل انتي بخير؟ لم يتبقى الكثير.”

أصبح نصف الغوبلين واقفين، والنصف الآخر جالس ويتشاجر، مما أجج نيران الصراع. حتى نيمو انضمت بطريقة ما إلى المحرضين. فقط عدد قليل من الناس لم يشاركوا في هذه المعركة الملكية. كان هؤلاء الأشخاص ينزلون رؤوسهم نحو الطاولة، وكان أبرزهم نفيريا.

“لنذهب. “

“…ياقوت مسحوق… ريش غامض… مدقة خشب الدردار… مور… هاون… قطران… تاتاس؟”

نظراً لأنها كانت طريقة حاسمة بالنسبة لهم للحصول على عملات ثمينة، فإن جميع سكان قرية كارني يعرفون القليل على الأقل عن الأعشاب ومكان نموهم.

غمغم نفيريا في نفسه وهو يسكب الطعام في فمه، لكن الطعام في الملعقة لم يصل حتى إلى فمه قبل أن يعود إلى الوعاء. كانت عيناه مخبأتين بشعره الطويل، ولكن من المرجح أنه كان يسير على الخط الرفيع بين الأحلام والواقع.

“آه، لقد شكرت بالفعل غوبلين سان. و قال إنه تابعك فقط، لذلك يأمل أن أشكر آني سان أيضاً.”

“إنفي، هل أنت بخير؟”

“اممم، لقد فعلت. ألقي نظرة.”

كان الغوبلين لا يزالون يتجادلون، وعلى الرغم من أنه ربما لم يكن من الآمن تركهم بمفردهم لفترة طويلة خشية أن يخرج الصراع عن نطاق السيطرة، إلا أن نفيريا كان يترنح بالفعل، ولم تستطع تجاهله و على الأرجح يعاني من الحرمان من النوم، بالنظر إلى الطريقة التي بدأ بها في الترنح في اللحظة التي جلس فيها، كما لو كان على وشك السقوط إلى الجانب في أي لحظة. و عندما بدأ تناول الإفطار بالفعل، بدا وكأنه زومبي محروم تماماً من الحياة أو الذكاء.

“أريد أن أذهب إلى مكان جديد لقطف الأعشاب، هل يمكن أن تأتي معي؟”

“آه … لا تقلقي … بشأ…ني … إنري … اييه…”

نما القمح الذي زرعوه ببطء ولكن بثبات، ومع اقتراب موسم الحصاد، تحول القمح ببطء إلى اللون الذهبي. على الرغم من أن حقل القمح المطلي بالذهب كان مشهدًا جميلًا، إلا أن أعمال إزالة الأعشاب الضارة قبل ذلك كانت ضرورية ومزعجة. إذا لم يتم ذلك، فسيتم توزيع اللون الذهبي بشكل ضئيل للغاية.

“هاااي، إنفي، اجمع شتات نفسك!”

ماذا يمكنها أن تفعل لهؤلاء الأفراد الصاخبين والموثوقين من عائلتها…

“بالإضافة إلى ذلك، ألست أنت من قال “نيمو هي زوجتي” وكل ذلك سابقاً؟”

شعرت بجفاف حلقها عندما قالت ذلك.

“كان ذلك من الماضي، وها هو الآن. أنا فقط أدركت ذلك مؤخراً. اعتدت التفكير في أن نيمو سان في العاشرة من عمرها و بنفس طولنا تقريباً، وأنها في سن الزواج. لكن البشر … يعتبرونهم بالغين فقط في سن الخامسة عشر!”

“صباح الخير أني سان. حان دوري اليوم… ما المشكلة؟”

“ايه؟ هل هذا صحيح….؟ آني سان ليست نوع من أشباه البشر؟؟”

“نعم، نعم، هذا رائع، أخبرنا عنه لاحقاً.”

قفز الغوبلين من موضوع إلى آخر بسرعة لا تضاهى. أرادت إنري أن تسألهم ما هو”أشباه البشر” ، ولكن قبل أن تتمكن من فتح فمها، سئم الغوبلين بالفعل من المناقشة وبدأو في حجة جديدة تماماً وبدأ الجميع يشارك فيها.

بعد حصاد القمح، تجول جباة الضرائب في القرية.

“آه! لقد سرقت خبزي!”

“آه! لقد سرقت خبزي!”

“لا يزال ذئبي جائعاً!”

“هذا يكفي، كلكم! أخفضوا أصواتكم!”

“الجميع!”

في كل قرية، لا غنى عن الصيدلي – أي شخص يمكنه تحضير الأدوية في حالة المرض أو الإصابة. يمكن أن يقال إنهم مهمين بما يكفي لدرجة أن القرويين سوف يتوسلوهم قائلين “لست بحاجة إلى فعل أي شيء باستثناء صنع الدواء لنا”.

صرخت إنري في هذه المرحلة، لكن صوتها ما زال عاجز عن اختراق الضجة التي سببها الغوبلين. تطايرت الملاعق والأطباق، بينما ارتفعت الصيحات والزئير الغاضب وسقطت مثل الأمواج في خليج تضربه عاصفة. بالطبع، كان كل شيء يتم إلقائه فارغ، لأن أياً من الغوبلين لن يحلم حتى بإهدار الطعام الذي اعدته إنري لهم. ومع ذلك، أصبح امر لا يغتفر على الإطلاق.

على الرغم من أنها ضحكت بشدة، فإن إنري أظهرت غضبها عندما سألتهم.

قامت إنري بتجعيد حاجبيها وأخذت نفسًا عميقًا.

ومع ذلك، فإن الغضب في عيون الغوبلين لم يتلاشى على الإطلاق.

“هل لا تأكل الذئاب اللحوم؟ فقط لأنك في مستوى أعلى مني، لا تفكر في أنني لا أستطيع ضربك!”

يمكنهم إنجاز المهام التي لم يستطع القرويون والغوبلين القيام بها، مثل قطع الأشجار ونقلها بكميات كبيرة، وحفر الحفر، أو وضع أسس الجدران. ما كان يجب أن يستغرق سنوات لإنجازه نظرياً تم الانتهاء منه في غضون أيام، وأصبح الجدار المشيد أكبر وأكثر ثباتاً مما كان متوقع.

“ضربي أنا؟ بما أنك جائع جداً، ماذا عن تناول لكمة مني؟”

“بالطبع، من المستحيل أن نبيعه.”

وبمجرد أن وقفت إنري، عاد الجميع على الفور إلى مقاعدهم واستأنفوا وجبتهم بهدوء كما لو لم يكن هناك شيء خاطئ.

حتى لو أعطتهم ميزة الشك، فإن هذا الوضع جعلهم يبدون وكأنهم ضفادع تمد أذرعها إلى السماء.

“هذا يكفي، كلكم! أخفضوا أصواتكم!”

تفاجئ القرويون في البداية وخافوا من الغوبلين لأنهم ظهروا فجأة من العدم، لكنهم هدأوا عندما أخبرتهم إنري أنها استدعت الغوبلين بعنصر من منقذهم، آينز أوول غون. وغني عن القول، هذا بسبب الامتنان والثقة التي شعروا بها اتجاه آينز. بعد ذلك، أصبح العمل الذي قام به الغوبلين كافي للقرويين لوضع شكوكهم جانباً والترحيب بهم من أعماق قلوبهم.

تردد صدى صوت إنري الغاضب عبر الهواء الصامت فوق مائدة الإفطار.

في النهاية، انتهت من تجهيز الإفطار.

“آه… “

“حسناً، يتذكر عدد غير قليل من هؤلاء الأشخاص كيف تعرض أفراد عائلاتهم للهجوم والقتل. أو لا، قد تكون الذكريات التي يحملوها أثقل من ذلك.”

نظرت إنري في كل مكان متفاجئة، ولكن الشيء الوحيد الذي استطاعت رؤيته هو أن الغوبلين نظروا إليها بتعابير على وجوههم تقول، “كنا نتناول الإفطار بهدوء، أهذه مشكلة”، أو “الصراخ علينا فجأة بدون سبب أمر مزعج حقاً”. بعد الوقوف في صمت لبعض الوقت، عادت إلى مقعدها، ووجهها أحمر.

قفز الغوبلين من موضوع إلى آخر بسرعة لا تضاهى. أرادت إنري أن تسألهم ما هو”أشباه البشر” ، ولكن قبل أن تتمكن من فتح فمها، سئم الغوبلين بالفعل من المناقشة وبدأو في حجة جديدة تماماً وبدأ الجميع يشارك فيها.

“فوووواهاها!”

أشاد الغوبلين بإنري في كل فرصة من خلال عبارات مثل “آني سان جسدها مشدود حقًا!” “نعم، ادفعي مرة أخرى!” “إنها منتفخة جداً بحيث لا يمكن السيطرة عليها!” “انظروا كم هي محددة!”. لقد قصدوا على الأرجح اشياء جيدة، ولكن كفتاة، من الصعب قبول مثل هذه الإطراءات.

أول من كسر حاجز الصمت كانت نيمو. ثم غير قادرة على كبح نفسها، حذت إنري حذوها، ممسكة بطنها وهي تضحك ثم انضم الغوبلين أيضاً.

وكما ولو كان القدر، أصبح ملك الغابة الحكيم، الذي أبقى الوحوش بعيداً عن القرية، من أتباع محارب مدرع أسود ماهر بشكل مذهل وهجر أراضيه. و على الرغم من أنهم تمكنوا من إكمال الأسوار بجهد كبير، إلا أن القرويين لم يتمكنوا من الاستمتاع بإنجازهم، بل تنهدوا من حظهم الفاسد..

ولم يكن من الممكن أن يتم هذا التنسيق والتوقيت الخالي من العيوب دون مناقشة وإعداد دقيقين. كان من المدهش تماماً مدى جدية استعدادهم لمزحة كهذه.

“لا حاجة لمثل هذا الاندفاع! يمكن لكلانا أن يقلل المسافة بيننا ببطء، صحيح؟”

“آه، هذا غريب. هل كنتم تخططون للسخرية مني منذ البداية؟”

“لا، لا، أنا جاد. مساعدتك في الحقل هي واحدة من أكثر المهام المتنازع عليها بيننا. هذا لأننا نأكل وجبات غدائك اللذيذة, آني سان.”

على الرغم من أنها ضحكت بشدة، فإن إنري أظهرت غضبها عندما سألتهم.

“يجب أن يساعد جمع الكثير من الأعشاب وبيعها بعد ذلك في حل جزء من هذه المشكلة… وإلا، فكل ما يمكننا فعله هو بيع العناصر التي حصلنا عليها من غون ساما.”

“بالطبع، أني سان. لن نتجادل حول أشياء مثل هذه بشكل حقيقي.”

بعد ذلك، ثني كايجالي صدره بشكل جانبي ممتد. على الرغم من أنه كان قصير جداً، إلا أن جسده الرياضي العضلي يشهد على حقيقة أنه محارب بالفطرة.

“هذا صحيح، أني سان.”

أصبح لديها شعور سيء حيال هذا، لكنها ما زالت تحوّل خط نظرها إلى أسفل قليلاً… ووجدت أن رأس نفيريا يستريح ووجهه لأسفل في وعاء الحساء الخاص به.

“نعم نعم!”

“نعم نعم!”

تفاخر الغوبلين دون أدنى تلميح من الخجل، مما أدى إلى تشتيت أسئلة إنري بتعبيرات مرحة على وجوههم. رداً على ذلك استهدفت إنري كايجالي، ووجهت نظرة شرسة إليه. تحت نظرتها الصارمة، انكمش كايجالي، وتجاهل عينيها وهو يرد بصوت خفيض يتنازل عن كل المسؤولية..

“ساعيد بعض الطعام معي إذًا.” تحدث نفيريا وهو يغلق الباب خلفه. ثم التفت إلى كايجالي.

“كما ترين، كيف أقول هذا… اعتقدنا أنك بدوتي محبطة قليلاً، آني سان.”

“بالإضافة إلى ذلك، ألست أنت من قال “نيمو هي زوجتي” وكل ذلك سابقاً؟”

انكمش العديد من الغوبلين القريبين، وانخفضت رؤوسهم بينما ينظرون حولهم بقلق دون أن ينبسو ببنت شفة.

“لهذا السبب أرسلنا الكثير من الناس لمساعدة القرويين في عملهم. انه ليس سهل.”

“الجميع- “

اعتادت نيمو على الرائحة، التي كانت جيدة وحسنة، لكن عيني إنري كادت أن تدمع عندما هاجمتها الرائحة. بالمقارنة بدا بايبو، الذي يقف خلفها، غير متأثر. بقي أن نرى ما إذا كان ذلك بسبب تأثير الرائحة فقط على أنواع معينة، أو لأنه سيكون من الوقاحة بشكل رهيب أن يكرمش وجهه كهذا لأخت معشوقتهم الصغيرة.

“هذا بسبب… نحن جميعاً حراسك الشخصيين، آني سان. “

“سأذهب! دعيني افعلها! اريد ان افعلها~ “

“هذا صحيح!”

كان سبب ذلك واضح تماماً عندما اقترب المرء من مقر إقامة بارياري.

“نعم! حراسك!”

“آه… “

“لقد وضعنا الكثير من التفكير في وضعية دخولنا كحرسك الشخصي أيضاً. “

شكلت الأعشاب جزء كبير من دخل قرية كارني. يمكن القول إنه التصدير المتخصص الوحيد الذي لم يتطلب الكثير من القوى العاملة لتنتجه قرية حدودية مثل قريتهم.

“هذا صحيح، هذا صحيح. الآن، آني سان و نيمو سان، قفوا هنا، في المنتصف، هكذا…”

مع هذا، لم يكن هناك شيء لفعله سوى المغادرة.

“ايه؟ أنا أيضًا؟”

“هل هذا صحيح.”

“بالطبع، الآن، أنتما الاثنان، ارفعا ذراعيكما هكذا، هذا صحيح، بطريقة رائعة تماماً… نعم، هذا كل شيء!”

فكرت إنري بصمت في الموقف. كانت الأعشاب من قرية كارني مربحة بشكل لا يصدق. ومع ذلك، لا يمكن جمعها إلا خلال فترة زمنية قصيرة للغاية قبل أن تتفتح الأزهار، ولا يمكن التعامل معها إلا كدخل مؤقت في أحسن الأحوال. ومع ذلك، تم حصاد جميع الأماكن التي يعرفونها بالكامل، لذلك سيحتاجون إلى الخوض في الغابة للعثور على الأعشاب التي لم يتم لمسها بعد.

حتى لو أعطتهم ميزة الشك، فإن هذا الوضع جعلهم يبدون وكأنهم ضفادع تمد أذرعها إلى السماء.

“انتهيت من لحمي، ومع ذلك كان هناك المزيد في قاع الحساء! هل لديكم أي شيء من هذا القبيل؟ لا أعتقد ذلك! هذا ليس أقل من دليل على الحب!”

“اسمعوا، أنا أتفهم نواياكم الحسنة، وبدايةً، لست بحاجة لأن تكونو حراسي الشخصيين… حسناً، إنفي؟”

“بالطبع، أني سان. لن نتجادل حول أشياء مثل هذه بشكل حقيقي.”

أدارت إنري رأسها إلى صديق طفولتها الجالس بجانبها للحصول على المساعدة، لكنها وجدت أنه لا يوجد أحد هناك.

“-لا! أريد أن أدعو الغوبلين!”

أصبح لديها شعور سيء حيال هذا، لكنها ما زالت تحوّل خط نظرها إلى أسفل قليلاً… ووجدت أن رأس نفيريا يستريح ووجهه لأسفل في وعاء الحساء الخاص به.

وقعت قرية كارني على حافة غابة توب العظيمة، وكانت الغابة موطن للعديد من الوحوش البرية, بعبارة أخرى، منطقة خطرة. سيكون من المستحيل العيش بسلام هناك دون حماية الجدران القوية.

“إنفي!”

على الرغم من وجهها المتعرق وتعبيرها المتعب، تمكن بايبو من التعرف على ما يمكن التعرف عليه على الفور على أنه ابتسامة.

التقطت إنري على الفور إنفي الساقط، وصرخت بينما أصبح وجهها شاحب. هرع كونا بسرعة، وفتح عيني نفيريا بأصابعه.

“ما الذي تعنيه؟ هذا طبيعي جداً بالنسبة لنا نحن الغوبلين.”

“…إنه نائم فقط. إذا تركته هكذا حتى الظهر، فيجب أن يكون بخير.”

“آه! لقد سرقت خبزي!”

“إنفي … ماذا سأفعل بك؟”

فتحت إنري ذراعيها لتثني على نيمو، وازدهرت نظرة فخر على وجه نيمو. ربما كانت قد تأثرت بنفيريا، أو ربما أرادت مساعدة أختها بطريقة ما، لكن نيمو قد أنجزت مهامها بجد وبسرعة.

فكرت إنري في إعادة نفيريا إلى سريره. لذلك قامت بتثبيته على ظهرها، وبدأت في المغادرة، تاركة ورائها جواهر المحادثة مثل “ألا يجب أن يتم عكس مواقفهم؟” “نيمو سان، لا يمكنك قول هذه الأشياء…” “آني سان، أنت… “

بعد غسل أيديهم بجانب البئر، وصلت إنري وبايبو إلى المنزل للتو عندما سمعا صوت فتاة صغيرة.

بعد حصاد القمح، تجول جباة الضرائب في القرية.

نظرت إنري على طول خط رؤية نيمو، ورأت أن الأعشاب التي تراكمت بجانبها قبل مغادرة المنزل قد تقلصت إلى حفنة صغيرة.

من الواضح أن إنري أصبحت قلقة بشأن الكيفية التي ستشرح بها وجود الغوبلين في القرية.

بالطبع، كانت تلك الغابة حيث تكمن الوحوش، ولم تكن مكان يمكن لأشخاص مثل إنري التنزه فيه فقط. ومع ذلك، فالآن لديهم الغوبلين و لديهم خبير الأعشاب نفيريا. إذا تمكنت من الحصول على مساعدتهم، فيجب أن يكونوا قادرين على جني قدر كبير من المال.

هل يجب أن تقول إنهم وحوش تم استدعائها، أم أنهم أتباعها، أو ربما ينبغي لها أن تقول…

قفز الغوبلين من موضوع إلى آخر بسرعة لا تضاهى. أرادت إنري أن تسألهم ما هو”أشباه البشر” ، ولكن قبل أن تتمكن من فتح فمها، سئم الغوبلين بالفعل من المناقشة وبدأو في حجة جديدة تماماً وبدأ الجميع يشارك فيها.

كان لدى إنري شعور بأنهم قلقون عليها دائماً.

“حتى أولئك الذين يتوخون الحذر سيرغبون في توسيع أراضيهم. إذا كان الأمر كذلك، فلفترة من الوقت، ستتداخل أراضيهم مع المناطق الأخرى، وسيؤدي ذلك إلى كل أنواع الأخطار. ببساطة ستزداد فرص مقابلة وحش، وكذلك سيزداد الخطر. وإذا لم نكن محظوظين، فقد نصادف شيء ما خارج الغابة. نحن نعلم أنكِ شجاعة ورائعة، لكن لا داعي للسير إلى الخطر, آني سان.”

لم يهتموا فقط بحماية حياتها، بل فكروا في مشاعرها أيضاً. ماذا يمكن أن تفعل لهؤلاء الغوبلين؟

غطت إنري الحفرة واعتذرت عن إتلاف الساطور الذي هو رابطها الوحيد بوالدتها المتوفاة..

ماذا يمكنها أن تفعل لهؤلاء الأفراد الصاخبين والموثوقين من عائلتها…

“هذا صحيح، هذا صحيح. الآن، آني سان و نيمو سان، قفوا هنا، في المنتصف، هكذا…”

♦ ♦ ♦

“حسناً، لا بأس. سنفكر في حل عندما يحين الوقت. “

جمعت إنري الأعشاب التي كانت قد انتهت لتوها من قطعها واستخدمت ظهر يدها الذي لا يزال نظيف لمسح العرق المتسرب أسفل رقبتها. انبعثت رائحة من الكومة الكبيرة من المواد النباتية من العشب المقطوع حديثاً.

بالمناسبة، سيبقى الكهنة كصيادلة القرية في القرى الكبيرة.

أصبح جسدها متعب من العمل لساعات طويلة في الحقل وطريقة تشبث ملابسها المليئة بالعرق بجسدها جعلت إنري تشعر بعدم الارتياح.

وبهذه الطريقة، تمكن الغوبلين من إثبات وجودهم في القرية في غضون أيام قليلة وسرعان ما أصبحوا جزء لا غنى عنه من حياة القرية. يمكن رؤية هذا من المنزل الذي عاش فيه الغوبلين, لم يتم النظر في حقيقة أنهم من عرق آخر، و تم بناء منزلهم الكبير بالقرب من منزل إنري في وسط القرية.

لتحسين مزاجها، قامت إنري بتمديد جسدها.

ومع ذلك، فإن الغضب في عيون الغوبلين لم يتلاشى على الإطلاق.

كما فعلت، اجتاحت عيناها الحقول مترامية الأطراف.

“حسناً، فهمت قصدك، تختلف أعراقنا… ولكن مع ذلك، يجب أن يكون لديك الكثير من الأطفال لإسعاد آني سان.”

نما القمح الذي زرعوه ببطء ولكن بثبات، ومع اقتراب موسم الحصاد، تحول القمح ببطء إلى اللون الذهبي. على الرغم من أن حقل القمح المطلي بالذهب كان مشهدًا جميلًا، إلا أن أعمال إزالة الأعشاب الضارة قبل ذلك كانت ضرورية ومزعجة. إذا لم يتم ذلك، فسيتم توزيع اللون الذهبي بشكل ضئيل للغاية.

“حسناً. أحسنت.”

كان عملها الآن كله من أجل الحصاد.

بسماع ذلك، لم تستطع إنري إلا أن تتنهد بارتياح.

قامت بتقويم جسدها لإرخاء عضلاتها المتيبسة، ولتسمح لجسدها المشدود بالاسترخاء. شعرت برياح باردة منعشة على بشرتها التي تعرضت للحرارة الزائدة من ساعات طويلة من العمل.

ومع ذلك، فإن الغضب في عيون الغوبلين لم يتلاشى على الإطلاق.

جلبت الريح أيضاً صوت الجلبة من القرية إلى أذنيها.

“حقاً؟ هذا رائع. كانت فكرتهم هي المساعدة في أعمال القرية، لذلك إذا كنتِ تريدين أن تشكري شخص ما، فيجب أن تشكريه مباشرةً.”

بدا الأمر وكأنه شيء يضرب على شيء ما، ويصرخ من أجل جعل الناس يجمعون قوتهم كواحد. كانت هذه أصوات لم تسمع من قبل في القرية. في هذه اللحظة، عملت القرية على تحويل كل أنواع المخططات والأفكار إلى واقع ملموس.

“… من الأفضل أن أذهب لإبلاغ القائد.”

من بين هذه الخطط، اصبحت الأولوية القصوى هي الجدار المحيط بالقرية، وبناء أبراج المراقبة. ذهب دون أن يقال بأن كل هذه المشاريع تهدف إلى تحويل القرية إلى حصن.

“إذًا، دعنا ندعو الجميع (الغوبلين) ونفيريا~ “

***

“هذا صحيح!”

وقعت قرية كارني على حافة غابة توب العظيمة، وكانت الغابة موطن للعديد من الوحوش البرية, بعبارة أخرى، منطقة خطرة. سيكون من المستحيل العيش بسلام هناك دون حماية الجدران القوية.

قطعت كلمات بايبو في منتصف الطريق وهو ينظر إلى المسافة بعينيه الثاقبتين. مع نفس عميق، أصبح نصف الإنسان الصغير المسترخي والمبتهج في السابق محارب مخضرم في لحظة. اتبعت إنري خط نظر بايبو بعيداً.

ومع ذلك، فقد تم تصميم قرية كارني في صفوف مرتبة من المنازل التي تبتعد عن ساحة مركزية في جميع الاتجاهات. بدون أي شيء مثل الجداران، يمكن لأي شخص دخول القرية بسهولة. و حتى وقت قريب كانت القرية مسالمة ولم تدخلها الوحوش، رغم أنها بجوار الغابة مباشرةً.

لم يكن لدى إنري أي فكرة عن كيفية الرد على فورة أختها الصغيرة المفاجئة. أومئ كايجالي برأسه نحو نيمو، مشيراً على الأرجح إلى أنه سيكلفها بهذه المهمة.

كان ذلك لأن المخلوق الجبار المعروف باسم ملك الغابة الحكيم قد وسع أراضيه باستمرار، وعلى هذا النحو، لم يجرؤ أي وحش على التحرك في الغابة بالقرب من القرية. وهكذا أصبحت دفاعات القرية قريبة من الحصن.

“…حسناً، لا يمكنني أن أنكر أنها قد تكون سعيدة بمنزل مليء بالأطفال… لكن لا يزال يبدو نوعاً من الخطأ…”

وبعد ذلك، تغير كل هذا بسبب التدخل البشري.

وبهذه الطريقة، تمكن الغوبلين من إثبات وجودهم في القرية في غضون أيام قليلة وسرعان ما أصبحوا جزء لا غنى عنه من حياة القرية. يمكن رؤية هذا من المنزل الذي عاش فيه الغوبلين, لم يتم النظر في حقيقة أنهم من عرق آخر، و تم بناء منزلهم الكبير بالقرب من منزل إنري في وسط القرية.

هاجم فرسان الإمبراطورية القرية وقتلوا والديها. و نتيجة لذلك لم يتمسك أحد في القرية بالأمل في أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قبل.

حتى لو أعطتهم ميزة الشك، فإن هذا الوضع جعلهم يبدون وكأنهم ضفادع تمد أذرعها إلى السماء.

ولهذه الغاية، اقترح زعيم فوج الغوبلين – جوغيمو – تحصين القرية كإجراء مضاد لمثل هذا السيناريو. بمجرد أن ذكر أن الغوبلين لن يتمكنوا من حماية القرية إذا تعرضت للهجوم مرة أخرى بسبب نقص أعدادهم، حصل الاقتراح على الفور على موافقة بالإجماع من جميع الأطراف المعنية. كان هذا لأنه حتى الآن، لا يزال العديد من القرويين غير قادرين على نسيان الكابوس الذي حدث.

أشاد الغوبلين بإنري في كل فرصة من خلال عبارات مثل “آني سان جسدها مشدود حقًا!” “نعم، ادفعي مرة أخرى!” “إنها منتفخة جداً بحيث لا يمكن السيطرة عليها!” “انظروا كم هي محددة!”. لقد قصدوا على الأرجح اشياء جيدة، ولكن كفتاة، من الصعب قبول مثل هذه الإطراءات.

كانت الخطوة الأولى هي تفكيك المنازل الفارغة واستخدامها لبناء جدار. بالطبع، المواد غير كافية، لذلك أصبح عليهم دخول الغابة لقطع الأشجار من أجل الخشب. نظراً لأن دخول أعماق الغابة قد يعني التعدي على أراضي ملك الغابة الحكيم، فقد اضطروا إلى السفر لمسافات طويلة، على طول أطراف الغابة.

***

بطبيعة الحال، الغوبلين هم الذين وفروا الأمن للقرويين الذين يقطعون الأخشاب.

في هذا اليوم المنعش والبارد والصافي، انتقلت إنري إلى المنزل المجاور لها.

نتيجة لتوليهم هذه المهمة، اختفى حذر القرويين من الغوبلين تماماً تقريباً. و جزء من ذلك يرجع إلى أن الفرسان الذين هاجموهم كانوا بشرًا مثلهم تماماً. لقد حاولوا قتل القرويين على الرغم من كونهم أعضاء من نفس العرق. و في المقابل، ربما يكون الغوبلين من عرق مختلف، لكنهم عملوا بجد من أجل القرية تحت قيادة إنري. لم يعد قرار أي جانب يثقو به أمر يمكن تسويته بسهولة عن طريق اتخاذ القرار على أسس عرقية.

“اهاها. إذاً هل اعد الغداء للجميع ايضاً؟ مثل الإفطار؟”

والسبب الأكثر أهمية هو أن الغوبلين أقوى من أي شخص آخر. كمحاربين يمكنهم القيام بدوريات، وعندما يصاب الناس يمكن لرجل الدين من الغوبلين أن يشفيهم.

هاجم فرسان الإمبراطورية القرية وقتلوا والديها. و نتيجة لذلك لم يتمسك أحد في القرية بالأمل في أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قبل.

فأصبح من الصعب احتقار غوبلين مثلهم.

“يبدو أنك كنت تحرق زيت منتصف الليل، هاه- “

وبهذه الطريقة، تمكن الغوبلين من إثبات وجودهم في القرية في غضون أيام قليلة وسرعان ما أصبحوا جزء لا غنى عنه من حياة القرية. يمكن رؤية هذا من المنزل الذي عاش فيه الغوبلين, لم يتم النظر في حقيقة أنهم من عرق آخر، و تم بناء منزلهم الكبير بالقرب من منزل إنري في وسط القرية.

ولهذه الغاية، اقترح زعيم فوج الغوبلين – جوغيمو – تحصين القرية كإجراء مضاد لمثل هذا السيناريو. بمجرد أن ذكر أن الغوبلين لن يتمكنوا من حماية القرية إذا تعرضت للهجوم مرة أخرى بسبب نقص أعدادهم، حصل الاقتراح على الفور على موافقة بالإجماع من جميع الأطراف المعنية. كان هذا لأنه حتى الآن، لا يزال العديد من القرويين غير قادرين على نسيان الكابوس الذي حدث.

على الرغم من أن القرويين والغوبلين قد عملوا معاً على خطة الدفاع عن القرية، إلا أنه لم يكن هناك ببساطة أيدي كافية لإنجاز العمل بسرعة. على هذا النحو، قاموا في البداية ببناء أسوار بسيطة فقط.

“بالحديث عنهم، هل الغوبلين الآخرين مشغولين؟ أردت أن أعامل كل شخص على وجبة كشكر.”

وكما ولو كان القدر، أصبح ملك الغابة الحكيم، الذي أبقى الوحوش بعيداً عن القرية، من أتباع محارب مدرع أسود ماهر بشكل مذهل وهجر أراضيه. و على الرغم من أنهم تمكنوا من إكمال الأسوار بجهد كبير، إلا أن القرويين لم يتمكنوا من الاستمتاع بإنجازهم، بل تنهدوا من حظهم الفاسد..

لم يستطع الغوبلين تحضير حتى أبسط الوجبات. نظراً لأنهم يأكلون اللحوم والخضروات النيئة دون شكوى، فقد اعتقدت أنهم قد يحبون الطعام النيء أكثر، ولكن أصبح من الواضح أنهم يفضلون الوجبات المطبوخة – على الرغم من أنهم لازالو قادرين على هضم الطعام النيء دون مشاكل.

ومع ذلك، فهناك الان جدار قوي يدافع عن القرية.

تألم قلبها.

كل هذا بفضل الغولم الحجرية التي أحضرتها معها الخادمة الجميلة التي خدمت منقذ القرية – آينز أوول غون..

بالإضافة إلى ذلك، أصبح أحد أحدث الإضافات إلى القرية، جوالة قدمت مساهمات كبيرة لمؤن القرية.

كان الغولم مثل الروبوتات التي لا تنضب, عندما يعطون أمر سينفذوه بصمت، وقوتهم تفوق بكثير قوة البشر. و على الرغم من أن افتقارهم إلى البراعة يعني أنهم لا يستطيعون أداء مهام معينة تتطلب الدقة، إلا أن مشاركتهم في العمل مكنتهم من التقدم بسرعة لا تصدق. بفضل الجهود التي بذلها الغولم التي لا تعرف الكلل ولا الملل، سارت عملية بناء الجدار عملياً بلا توقف.

“آه، لا تقلق بشأن ذلك. كنت أفكر بأن ليزي ساما ربما ستفعل ذلك.”

يمكنهم إنجاز المهام التي لم يستطع القرويون والغوبلين القيام بها، مثل قطع الأشجار ونقلها بكميات كبيرة، وحفر الحفر، أو وضع أسس الجدران. ما كان يجب أن يستغرق سنوات لإنجازه نظرياً تم الانتهاء منه في غضون أيام، وأصبح الجدار المشيد أكبر وأكثر ثباتاً مما كان متوقع.

“انتهيت من لحمي، ومع ذلك كان هناك المزيد في قاع الحساء! هل لديكم أي شيء من هذا القبيل؟ لا أعتقد ذلك! هذا ليس أقل من دليل على الحب!”

لم يكتفوا بالمساعدة في بناء الجدران فحسب؛ بل حتى بناء أبراج المراقبة قد تم بشكل أسرع . كانت مهمتهم الحالية هي استكمال أبراج المراقبة على الجانبين الشرقي والغربي للقرية.

“عشرة؟! أليس هذا كثير؟!”

“آني سان ، لقد انتهيت هنا.”

أدارت إنري رأسها إلى صديق طفولتها الجالس بجانبها للحصول على المساعدة، لكنها وجدت أنه لا يوجد أحد هناك.

تم مقاطعة أفكار إنري من قبل غوبلين يساعدها في إزالة الأعشاب الضارة، غوبلين يسمى بايبو.

تقاضى الكهنة رسوم مناسبة مقابل سحرهم الشافي. أو بالأحرى، قد يكون من الأفضل القول إنهم يحتاجون إلى تحصيل رسوم الشفاء. إذا لم يكن القرويين قادرين على الدفع، فسيعرضون عملهم بدلاً من ذلك. بالنسبة لأولئك الذين يفتقرون إلى القدرة حتى على القيام بذلك، سيستخدم الكهنة الأدوية المركبة من الأعشاب، لأن العلاجات العشبية أقل تكلفة من العلاج السحري.

“اه شكراً لك.”

قامت بتقويم جسدها لإرخاء عضلاتها المتيبسة، ولتسمح لجسدها المشدود بالاسترخاء. شعرت برياح باردة منعشة على بشرتها التي تعرضت للحرارة الزائدة من ساعات طويلة من العمل.

“لا، لا، لا شيء يجب أن تشكريني عليه, آني سان.”

بعد ذلك جاءت العواطف السوداء في قلبها – كراهيتها للأشخاص الذين قتلوا والديها. مدفوعة بها، ضربت إنري ساطورها في اللحم بكل قوتها، وقسمته إلى نصفين.

على الرغم من تلويح بايبو بالأوساخ والأعشاب لدرء شكر إنري، إلا أن إنري ما زالت تشعر بأنها مدينة للغوبلين بدين لا يمكن سداده أبداً.

“شكرًا لعملك الشاق.”

بعد أن فقدت إنري والديها، أصبحت في وضع صعب، حيث سيكون من المستحيل رعاية ارض عائلتها بنفسها. أرادت أن تطلب المساعدة من القرويين الآخرين، ولكن نظراً للنقص العام في القوى العاملة في القرية، أصبح من الصعب بالفعل على كل أسرة رعاية محاصيلها. لكن بمساعدة الغوبلين، تم حل هذه المشكلة بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن الوحيدة التي ساعدها الغوبلين.

اقترح الغوبلين أنفسهم أنه ينبغي عليهم مساعدة الأسر التي فقدت عمالها في الهجوم في مزارعهم، والمرأة التي أمامها واحدة من هؤلاء الأشخاص.

بالانتقال إلى الاتجاه الذي نوديت منه، رأت إنري امرأة ممتلئة الجسم تقف بجانب حقل. و كان بجانبها غوبلين.

قفز الغوبلين من موضوع إلى آخر بسرعة لا تضاهى. أرادت إنري أن تسألهم ما هو”أشباه البشر” ، ولكن قبل أن تتمكن من فتح فمها، سئم الغوبلين بالفعل من المناقشة وبدأو في حجة جديدة تماماً وبدأ الجميع يشارك فيها.

“شكرا جزيلاً لك، إنري تشان. بسبب مساعدة غوبلين سان، فالعمل في الحقل على وشك الانتهاء.”

شعرت بجفاف حلقها عندما قالت ذلك.

“حقاً؟ هذا رائع. كانت فكرتهم هي المساعدة في أعمال القرية، لذلك إذا كنتِ تريدين أن تشكري شخص ما، فيجب أن تشكريه مباشرةً.”

بعد ذلك، ثني كايجالي صدره بشكل جانبي ممتد. على الرغم من أنه كان قصير جداً، إلا أن جسده الرياضي العضلي يشهد على حقيقة أنه محارب بالفطرة.

“آه، لقد شكرت بالفعل غوبلين سان. و قال إنه تابعك فقط، لذلك يأمل أن أشكر آني سان أيضاً.”

بينما انتظر الاثنان بصمت، وصل الذئب الكبير الذي امتطاه الغوبلين أمام إنري. و من تنفسه السريع، كان بإمكانها تخمين مقدار الجهد والتسارع الذي بذله للعودة إلى هنا.

سماع كلمة “آني سان” جعلت إنري تجعد حواجبها، وسرعان ما غطته بابتسامة مرة.

لم يكن لدى إنري أي فكرة عن مدى روعة هذا الأمر. أكانت الجرعة أرجوانية لأنهم غرسوا الملفوف الأرجواني فيها؟

اقترح الغوبلين أنفسهم أنه ينبغي عليهم مساعدة الأسر التي فقدت عمالها في الهجوم في مزارعهم، والمرأة التي أمامها واحدة من هؤلاء الأشخاص.

“وهو ما…! “

أصبح من المستحيل أن يتجنب القرويين مساهمات الغوبلين. فكرت قرية كارني جيداً في الغوبلين لدرجة أنه كان من الشائع جداً سماع الناس يقولون إن الغوبلين جيران أفضل من البشر.

ومع ذلك، فقد تم تصميم قرية كارني في صفوف مرتبة من المنازل التي تبتعد عن ساحة مركزية في جميع الاتجاهات. بدون أي شيء مثل الجداران، يمكن لأي شخص دخول القرية بسهولة. و حتى وقت قريب كانت القرية مسالمة ولم تدخلها الوحوش، رغم أنها بجوار الغابة مباشرةً.

“بالحديث عنهم، هل الغوبلين الآخرين مشغولين؟ أردت أن أعامل كل شخص على وجبة كشكر.”

“هل أنجزت مهامك؟” أومأت أختها برأسها على سبيل الرد، وكذلك فعلت إنري. “حقاً؟ إذاً اذهبي لمنادات نفي..- “

“من المفترض أن يقوم الآخرون بدوريات في القرية أو يساعدون الأشخاص الذين انتقلوا للتو إلى القرية. لكني سأمرر الرسالة لهم، أوبا سان.”

قطعت كلمات بايبو في منتصف الطريق وهو ينظر إلى المسافة بعينيه الثاقبتين. مع نفس عميق، أصبح نصف الإنسان الصغير المسترخي والمبتهج في السابق محارب مخضرم في لحظة. اتبعت إنري خط نظر بايبو بعيداً.

“إذًا سأترك هذا لكِ، إنري تشان. عندما يحين الوقت، سأحرص على أن يستمتع الجميع بالوليمة المصنوعة بكل ما لدي من مهارات. أثناء هذا أعتقد أنني سأعد الغداء لغوبلين سان هذا أولاً.”

الشخص الذي دخل لم يكن بشرياً، ولكن شخص أقصر – أحد اشباه البشر المعروفين باسم الغوبلين.

“حقا؟ منذ أن دُعيت، سيكون من الوقاحة الرفض. آني سان، آسف لأنني لا أستطيع الانضمام إليك، لكنني سأتناول الغداء في مكان مورغا سان.”

كما فعلت، اجتاحت عيناها الحقول مترامية الأطراف.

أومأت إنري برأسها، وعادت المرأة إلى القرية مع الغوبلين.

“شئ كهذا. وإذا كنت بحاجة إلى مظهر أكثر إثارة للإعجاب… “

“سيكون من الرائع أن يدرك الأشخاص الذين وصلوا حديثاً أنكم لستم من النوع السيئ.”

هذه الجملة اخترقت قلب نفيريا مثل خنجر بين الضلوع.

“حسناً، الكثير منهم لم يبدوا سعداء برؤيتنا. بعد كل شيء، يجب أن نكون مثل العدو في قلوبهم.”

“…ماذا؟”

“معظم القرى الرائدة غير قريتنا ستعامل الغوبلين كعدو، هذا صحيح… “

بطبيعة الحال، الغوبلين هم الذين وفروا الأمن للقرويين الذين يقطعون الأخشاب.

“لهذا السبب أرسلنا الكثير من الناس لمساعدة القرويين في عملهم. انه ليس سهل.”

“صباح الخير آني سان. “

“لكننا، لكننا أوضحنا قدر لا بأس به من شكوكهم. لقد رأيت للتو كيف يمكنهم الترحيب بكم بشكل طبيعي.”

“ماذا حدث؟”

“حسناً، يتذكر عدد غير قليل من هؤلاء الأشخاص كيف تعرض أفراد عائلاتهم للهجوم والقتل. أو لا، قد تكون الذكريات التي يحملوها أثقل من ذلك.”

أصبح لديها شعور سيء حيال هذا، لكنها ما زالت تحوّل خط نظرها إلى أسفل قليلاً… ووجدت أن رأس نفيريا يستريح ووجهه لأسفل في وعاء الحساء الخاص به.

على الرغم من أن قرية كارني قد دمرها الهجوم، إلا أن حوالي نصف سكان القرية تمكنوا من البقاء على قيد الحياة. من ناحية أخرى فقدت القرى الأخرى التي هوجمت من قبل الفرسان معظم سكانها.

“إنه كيومي سان… “

عندما بدأت قرية كارني في استقبال المهاجرين، كان العديد من الذين جاءوا من الناجين من تلك القرى.

“حسناً، سيستغرق الأمر وقت طويل جداً لحوالي عشرة صغار – أعني، عشرة أطفال، أليس كذلك؟”

صمت الاثنان.

“حسناً، فهمت قصدك، تختلف أعراقنا… ولكن مع ذلك، يجب أن يكون لديك الكثير من الأطفال لإسعاد آني سان.”

مددت إنري ظهرها مرة أخرى ونظرت إلى السماء. على الرغم من أن جرس الغداء لم يقرع بعد، إلا أن الوقت قد حان. لقد عملوا ما يكفي في الحقل لأخذ قسط من الراحة أيضاً.

“هل هم فرسان؟”

“إذًا، هل سنذهب لتناول الغداء؟”

ترجمة: Ismat تدقيق: Scrub

على الرغم من وجهها المتعرق وتعبيرها المتعب، تمكن بايبو من التعرف على ما يمكن التعرف عليه على الفور على أنه ابتسامة.

غلاف الفصل الأول:

“سيكون ذلك رائع، وجباتك دائما لذيذة، آني سان.”

“أهلاً بكي من جديد، أوني تشان.”

“حسناً, إنهم ليسوا بهذه الروعة.” أجابت إنري، وهي محرجة قليلاً.

ومضت التعاسة على وجه نيمو للحظة، لكنها في النهاية لم تشتكي، رغم أنها حنت رأسها وردت “…” حسنًا” لأنها أطاعت إنري.

“لا، لا، أنا جاد. مساعدتك في الحقل هي واحدة من أكثر المهام المتنازع عليها بيننا. هذا لأننا نأكل وجبات غدائك اللذيذة, آني سان.”

“آه! لقد سرقت خبزي!”

“اهاها. إذاً هل اعد الغداء للجميع ايضاً؟ مثل الإفطار؟”

“لا تزال أوبا تشان تُدفن رأسها في بحثها… لا أعتقد أنها ستأتي لتناول الإفطار. أنا آسف، لقد مررتي بكل هذه المشاكل لتحضير وجبة الإفطار لنا… “

كانت هناك عدة أسباب تجعل من الصعب القيام بذلك. على سبيل المثال، كان هناك فرق بين الغداء لثلاثة أشخاص وغداء لعشرين. مجرد تقطيع الخضار سيكون عمل روتيني في حد ذاته. بالإضافة إلى ذلك، عليها التأكد من أن كل شخص لديه حصص كافية، والتي ستكون مهمة متعبة. ومع ذلك فبالمقارنة مع حجم العمل الشاق الذي قام به الغوبلين والثناء الذي تلقوه، فهذا لم يكن شيئًا على الإطلاق.

كان التغيير الأكبر هو أن القرويين أصبحوا الآن قادرين على دخول الغابة بسهولة وحصاد مواردها. أصبح عمل الغوبلين، عامل رئيسي في هذا؛ أصبح من السهل الآن الحصول على اللحوم، التي بدت من الصعب الحصول عليها في السابق، وتم تزيين طاولاتهم بالفواكه والخضروات الطازجة. ونتيجة لذلك تحسن الوضع الغذائي في القرية بشكل كبير.

“أوه، لا، لا يمكننا أن نفرض نفسنا عليكي هكذا. بالإضافة إلى ذلك، يعد الاستمتاع بغدائك المعد يدوياً بمثابة مكافأة لمن يفوز بالحق في مساعدتك، آني سان.”

غلاف الفصل الأول:

لم تستطع إنري إلا أن تعيد ابتسامة مضطربة إلى الوجه الضئيل المبتهج. على الرغم من أنها تعرف أن الغوبلين قررو من سيتولى الوظيفة عن طريق حجر ورقة مقص، إلا أن إنري لم تكن تعرف ما إذا كانن ستطبخ شيئاً يستحق بالفعل كل هذا الثناء.

“أليس الإله الذي تؤمن به شرير يا كونا؟!”

“إذًا يجب أن نعود ونأكل؟”

لم يستطع الغوبلين تحضير حتى أبسط الوجبات. نظراً لأنهم يأكلون اللحوم والخضروات النيئة دون شكوى، فقد اعتقدت أنهم قد يحبون الطعام النيء أكثر، ولكن أصبح من الواضح أنهم يفضلون الوجبات المطبوخة – على الرغم من أنهم لازالو قادرين على هضم الطعام النيء دون مشاكل.

“همم أجل…”

ومع ذلك، نظراً لأنها استخدمت الكثير من القوة، فقد قطعت أيضاً جزء من اللوح، مما جعلها تجعد جبينها في الإحباط.

قطعت كلمات بايبو في منتصف الطريق وهو ينظر إلى المسافة بعينيه الثاقبتين. مع نفس عميق، أصبح نصف الإنسان الصغير المسترخي والمبتهج في السابق محارب مخضرم في لحظة. اتبعت إنري خط نظر بايبو بعيداً.

كان أحد الغوبلين في القرية رجل دين، وبإمكانه أن يشفي الجروح الطفيفة بسهولة، لكن القرويين اتفقوا مع الرأي السائد بأنه يجب عليه توفير قدراته لحالات الطوارئ، ما لم يكن أحدهم مصاب بجروح بالغة. ناهيك عن أن تعويذات الشفاء لرجل الدين محدودة للغاية وتفتقر إلى القدرة على شفاء الأمراض أو تحييد السموم..

رأوا غوبلين يمتطي ذئب أسود. بدا وكأنهم ينزلقون عبر السهل وهم يقتربون من القرية بسرعة عالية.

كانت هناك عدة أسباب تجعل من الصعب القيام بذلك. على سبيل المثال، كان هناك فرق بين الغداء لثلاثة أشخاص وغداء لعشرين. مجرد تقطيع الخضار سيكون عمل روتيني في حد ذاته. بالإضافة إلى ذلك، عليها التأكد من أن كل شخص لديه حصص كافية، والتي ستكون مهمة متعبة. ومع ذلك فبالمقارنة مع حجم العمل الشاق الذي قام به الغوبلين والثناء الذي تلقوه، فهذا لم يكن شيئًا على الإطلاق.

“إنه كيومي سان… “

أدارت إنري رأسها إلى صديق طفولتها الجالس بجانبها للحصول على المساعدة، لكنها وجدت أنه لا يوجد أحد هناك.

من بين فوج الغوبلين الذي استدعته إنري، كان هناك 12 من غوبلين المستوى 8، واثنان من المستوى 10 غوبلين نبال، و واحد من المستوى 10 غوبلين ساحر، و واحد من المستوى 10 غوبلين رجل دين، واثنان من المستوى 10 غوبلين ممتطي و واحد من المستوى 12 غوبلين قائد، ليصبح المجموع 19 غوبلين.

ظهرت وجوه والديها المبتسمين في ذهن إنري. على الرغم من مرور عدة أشهر، فإن الجروح الناجمة عن هذا الحادث لم تلتئم بعد.

كايجالي من هذا الصباح و بايبو الذين ساعد في الأعمال المنزلية كانو في المستوى 8، بينما كان كيومي، الذي كان امتطى ذئب أسود، و يرتدي درع جلدي ويحمل رمح، غوبلين ممتطي من المستوى 10.

كانت مهمة الغوبلين الممتطي هي القيام بدوريات في السهول والعمل ككشافة. كانت عودة الفرسان بشكل دوري إلى القرية لتقديم التقارير مشهد مألوف.

كانت مهمة الغوبلين الممتطي هي القيام بدوريات في السهول والعمل ككشافة. كانت عودة الفرسان بشكل دوري إلى القرية لتقديم التقارير مشهد مألوف.

“إذا كنت تنتظرها لتقول “أنا معجبة بك” أولاً، فمن المرجح أن شخص آخر سوف ينتزعها بعيداً منك، هل تفهم؟ عليك أن تكتسب الشجاعة لتخبرها بما تشعر به حقاً.”

“…يبدو وكأنه.”

إن مكاسبها رائعة للغاية.

ومع ذلك، كانت نبرة بايبو كئيبة للغاية. جعلها تعتقد أن شيئ سيئ قد حدث.

توقفت يد إنري.

“ما هو الخطأ؟”

تألم قلبها.

“…لقد عاد مبكراً قليلاً. كان يجب أن يجوب الغابة اليوم… هل حدث شيء ما؟”

“اذاً سأتركه لك. “

بعد سماع تفسير بايبو، تصاعدت حالة القلق في قلب إنري، وخشت أن تنتظرهم كارثة دموية..

“صباح الخير، أوني تشان. اسمحي لي أن أساعد أيضًا!”

بينما انتظر الاثنان بصمت، وصل الذئب الكبير الذي امتطاه الغوبلين أمام إنري. و من تنفسه السريع، كان بإمكانها تخمين مقدار الجهد والتسارع الذي بذله للعودة إلى هنا.

نظراً لأنهم في الهواء الطلق، فمن المتوقع وجود قدر معين من الصخب والتسامح معه. لو بقوا في الداخل فلربما يصبح الأمر لا يطاق، ولكن حتى في ظل الظروف الحالية، سرعان ما تحول الوضع إلى صخب.

“ماذا حدث؟”

فكرت إنري بصمت في الموقف. كانت الأعشاب من قرية كارني مربحة بشكل لا يصدق. ومع ذلك، لا يمكن جمعها إلا خلال فترة زمنية قصيرة للغاية قبل أن تتفتح الأزهار، ولا يمكن التعامل معها إلا كدخل مؤقت في أحسن الأحوال. ومع ذلك، تم حصاد جميع الأماكن التي يعرفونها بالكامل، لذلك سيحتاجون إلى الخوض في الغابة للعثور على الأعشاب التي لم يتم لمسها بعد.

عند سماع سؤال بايبو، انحنى كيومي لإنري من أعلى ذئبه بينما كان يجيب، “حدث شيء ما في الغابة.”

‘أحتاج إلى كسب المزيد من المال ومعرفة نوع العتاد الذي يمكنني شرائه للغوبلين. يبدو أن الدرع الصفيحي الكامل يمكن أن يحمي جيداً. و بالحديث عن الدروع الواقية للبدن، هناك ذلك الرجل المحترم بالدرع الأسود… ما اسمه مرة أخرى؟’

“…ماذا؟”

ومع ذلك، فهناك الان جدار قوي يدافع عن القرية.

“لست متأكد تماماً، لكنني أعتقد أن هناك مجموعة كاملة من الرجال المجهولين يتجهون إلى الشمال.”

كانت عيون نفيريا، التي كانت مرئية من بين فجوات شعره الطويل، مفتوحتين على مصراعيها ومحتقنتان بالدم. لا بد أنه بقي مستيقظ طوال الليل لإجراء التجارب الكيميائية مرة أخرى.

“هل هم فرسان؟”

هل يجب أن تقول إنهم وحوش تم استدعائها، أم أنهم أتباعها، أو ربما ينبغي لها أن تقول…

قاطعت إنري الاثنين دون قصد. على الرغم من أنها كانت عاجزة عن تغيير أي شيء، إلا أنها لا تزال غير قادرة على تجاهل المحادثة. ما زالت لا تستطيع أن تنسى خوفها عندما تعرضت القرية للهجوم.

على الرغم من أن قرية كارني قد دمرها الهجوم، إلا أن حوالي نصف سكان القرية تمكنوا من البقاء على قيد الحياة. من ناحية أخرى فقدت القرى الأخرى التي هوجمت من قبل الفرسان معظم سكانها.

أشار “الكثير من الرجال المجهولين متجهين إلى الشمال” الذين تحدثوا عنهم إلى المسارات التي عثروا عليها لآلاف الأشخاص الذين يسيرون في اتجاه الشمال. على الرغم من أن الآثار التي تركوها مماثلة في الحجم لآثار البشر، إلا أنها صنعت لاقدام عارية، لذلك استنتجوا في النهاية أن هؤلاء الأشخاص ليسوا بشر..

سكن المنزل شخصان. إحداهما امرأة عجوز، أخصائية العلاج بالأعشاب، ليزي بارياري. والآخر حفيدها وصديق إنري، نفيريا بارياري. قضى الاثنان أيامهما في المنزل، وهما يصقلان الأعشاب لصنع الجرعات والأدوية الأخرى.

“ليس لدي أي دليل قاطع، لكنني أعتقد أنه مختلف عن ذلك الوقت. أشعر أن شيئاً ما يحدث في أعماق الغابة.”

“إذًا، دعنا ندعو الجميع (الغوبلين) ونفيريا~ “

“هل هذا صحيح.”

كانت الخطوة الأولى هي تفكيك المنازل الفارغة واستخدامها لبناء جدار. بالطبع، المواد غير كافية، لذلك أصبح عليهم دخول الغابة لقطع الأشجار من أجل الخشب. نظراً لأن دخول أعماق الغابة قد يعني التعدي على أراضي ملك الغابة الحكيم، فقد اضطروا إلى السفر لمسافات طويلة، على طول أطراف الغابة.

بسماع ذلك، لم تستطع إنري إلا أن تتنهد بارتياح.

“ساعيد بعض الطعام معي إذًا.” تحدث نفيريا وهو يغلق الباب خلفه. ثم التفت إلى كايجالي.

“… من الأفضل أن أذهب لإبلاغ القائد.”

“آه، لقد شكرت بالفعل غوبلين سان. و قال إنه تابعك فقط، لذلك يأمل أن أشكر آني سان أيضاً.”

“حسناً. أحسنت.”

بعد أن فقدت إنري والديها، أصبحت في وضع صعب، حيث سيكون من المستحيل رعاية ارض عائلتها بنفسها. أرادت أن تطلب المساعدة من القرويين الآخرين، ولكن نظراً للنقص العام في القوى العاملة في القرية، أصبح من الصعب بالفعل على كل أسرة رعاية محاصيلها. لكن بمساعدة الغوبلين، تم حل هذه المشكلة بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن الوحيدة التي ساعدها الغوبلين.

“شكرًا لعملك الشاق.”

عند سماع سؤال بايبو، انحنى كيومي لإنري من أعلى ذئبه بينما كان يجيب، “حدث شيء ما في الغابة.”

بعد التلويح لهما، دفع كيومي ذئبه ورحل. و شاهدته إنري وبايبو وهو يدخل أبواب القرية التي تفتح ببطء.

بينما انتظر الاثنان بصمت، وصل الذئب الكبير الذي امتطاه الغوبلين أمام إنري. و من تنفسه السريع، كان بإمكانها تخمين مقدار الجهد والتسارع الذي بذله للعودة إلى هنا.

“إذًا يجب أن نعود أيضا؟”

“حسناً، هذا بسيط.” رد كاجالي بتعبير غامض على وجهه. أجاب بنبرة أكثر ملاءمة لإقناع الأطفال الصغار بالتصرف جيداً “هذا لأننا جميعاً نريد أن تكون آني سان سعيدة. ومن ما نراه فأنت تتناسب مع هذا. لذلك كلما تزوجتما بشكل أسرع، كان ذلك أفضل.”

“نعم، هيا. “

ماذا يمكنها أن تفعل لهؤلاء الأفراد الصاخبين والموثوقين من عائلتها…

***

لتحسين مزاجها، قامت إنري بتمديد جسدها.

بعد غسل أيديهم بجانب البئر، وصلت إنري وبايبو إلى المنزل للتو عندما سمعا صوت فتاة صغيرة.

لذلك، إذا تم تكليفهم بقطف الأعشاب، فإن الغوبلين بحاجة إلى أن يكون معهم كائن غير الغوبلين.

“أهلاً بكي من جديد، أوني تشان.”

“… من الأفضل أن أذهب لإبلاغ القائد.”

كان الصوت مصحوبًا بصوت صخري لصخور تطحن. اتبعت الصوت إلى مصدره، و رأت إنري نيمو تدير حجر الرحى خلف المنزل.

“الجميع، يرجى الجلوس.”

انبعثت رائحة نفاذة من حجر الرحى. على الرغم من أنها مشابهة للرائحة التي التصقت بيدي إنري من قبل، إلا أنها أكثر حدة بعدة مرات، بما يكفي لدرجة أنه يمكن للمرء أن يشمها من مسافة بعيدة..

تماماً مثل الطريقة التي تعاملوا بها مع الطهي، حتى لو سلم أحدهم عينة عشب للغوبلين، فلن يتمكنوا من مطابقتها مع عشب مماثل أمامهم. الأمر المثير للدهشة أنه كان الأمر كما لو أنهم ولدوا غير قادرين على فعل هذا النوع من الأشياء، أو حتى تعلمها، كما لو أن شخص ما قد أزال القدرة على فعل ذلك من داخلهم.

اعتادت نيمو على الرائحة، التي كانت جيدة وحسنة، لكن عيني إنري كادت أن تدمع عندما هاجمتها الرائحة. بالمقارنة بدا بايبو، الذي يقف خلفها، غير متأثر. بقي أن نرى ما إذا كان ذلك بسبب تأثير الرائحة فقط على أنواع معينة، أو لأنه سيكون من الوقاحة بشكل رهيب أن يكرمش وجهه كهذا لأخت معشوقتهم الصغيرة.

كانت إنري مجرد فتاة قروية، لكن الغوبلين خدموها دون تردد لأنها مستدعيتهم.

“انا في البيت. كيف حالك؟ هل قمتي بطحنهم جميعاً؟”

شكلت الأعشاب جزء كبير من دخل قرية كارني. يمكن القول إنه التصدير المتخصص الوحيد الذي لم يتطلب الكثير من القوى العاملة لتنتجه قرية حدودية مثل قريتهم.

“اممم، لقد فعلت. ألقي نظرة.”

كان المتوسط خمسة أطفال لعائلة قروية خصوصاً مع الأوقات الصعبة أثناء البقاء على قيد الحياة حتى سن الرشد سيرتفع هذا الرقم. في المدينة، كان هذا الرقم عادةً أقل، بمساعدة الكهنة لعلاج الأمراض أو استخدام موانع الحمل.

نظرت إنري على طول خط رؤية نيمو، ورأت أن الأعشاب التي تراكمت بجانبها قبل مغادرة المنزل قد تقلصت إلى حفنة صغيرة.

♦ ♦ ♦

“هل انتي بخير؟ لم يتبقى الكثير.”

قدمت غابة توب العظيمة فضلها لهم على شكل حطب، وطعام على شكل فواكه وخضروات برية، ومن الحيوانات لحوم وفراء، وحتى أعشاب طبية.

قبل أن تغادر المنزل، طلبت إنري من نيمو مساعدتها في طحن الأعشاب وتحويلها إلى عجينة و ذلك بسبب تجفيف بعض الأعشاب للحفاظ عليها، لكن البعض الآخر كان بحاجة إلى التقطيع لحفظه.

تردد صدى صوت إنري الغاضب عبر الهواء الصامت فوق مائدة الإفطار.

“ووه، لقد عملت بجد حقاً، نيمو!”

كانت إنري مجرد فتاة قروية، لكن الغوبلين خدموها دون تردد لأنها مستدعيتهم.

فتحت إنري ذراعيها لتثني على نيمو، وازدهرت نظرة فخر على وجه نيمو. ربما كانت قد تأثرت بنفيريا، أو ربما أرادت مساعدة أختها بطريقة ما، لكن نيمو قد أنجزت مهامها بجد وبسرعة.

لم تكن تريد أن تفتح فمها لتتحدث وهي محاطة برائحة تدمع العين، ولكن من الوقاحة ألا ترد التحية..

شكلت الأعشاب جزء كبير من دخل قرية كارني. يمكن القول إنه التصدير المتخصص الوحيد الذي لم يتطلب الكثير من القوى العاملة لتنتجه قرية حدودية مثل قريتهم.

“إنفي، هل أنت بخير؟”

نظراً لأنها كانت طريقة حاسمة بالنسبة لهم للحصول على عملات ثمينة، فإن جميع سكان قرية كارني يعرفون القليل على الأقل عن الأعشاب ومكان نموهم.

“آه، لا تقلق بشأن ذلك. كنت أفكر بأن ليزي ساما ربما ستفعل ذلك.”

فكرت إنري بصمت في الموقف. كانت الأعشاب من قرية كارني مربحة بشكل لا يصدق. ومع ذلك، لا يمكن جمعها إلا خلال فترة زمنية قصيرة للغاية قبل أن تتفتح الأزهار، ولا يمكن التعامل معها إلا كدخل مؤقت في أحسن الأحوال. ومع ذلك، تم حصاد جميع الأماكن التي يعرفونها بالكامل، لذلك سيحتاجون إلى الخوض في الغابة للعثور على الأعشاب التي لم يتم لمسها بعد.

“إذا كنت تنتظرها لتقول “أنا معجبة بك” أولاً، فمن المرجح أن شخص آخر سوف ينتزعها بعيداً منك، هل تفهم؟ عليك أن تكتسب الشجاعة لتخبرها بما تشعر به حقاً.”

بالطبع، كانت تلك الغابة حيث تكمن الوحوش، ولم تكن مكان يمكن لأشخاص مثل إنري التنزه فيه فقط. ومع ذلك، فالآن لديهم الغوبلين و لديهم خبير الأعشاب نفيريا. إذا تمكنت من الحصول على مساعدتهم، فيجب أن يكونوا قادرين على جني قدر كبير من المال.

“عشرة؟! أليس هذا كثير؟!”

بعد بعض التردد، تحدثت إنري عن خطتها لبايبو.

“حسناً. أحسنت.”

“أريد أن أذهب إلى مكان جديد لقطف الأعشاب، هل يمكن أن تأتي معي؟”

بسماع ذلك، لم تستطع إنري إلا أن تتنهد بارتياح.

من الناحية المنطقية، لم تكن هناك حاجة لأن تذهب إنري بنفسها. كل ما احتاجت إليه هو أن تطلب من الغوبلين الاعتناء بها, الذهاب إلى غابة توب العظيمة الخطرة نيابة عنها. ومع ذلك كان لدى الغوبلين التي استدعتهم ضعف غريب.

ومضت التعاسة على وجه نيمو للحظة، لكنها في النهاية لم تشتكي، رغم أنها حنت رأسها وردت “…” حسنًا” لأنها أطاعت إنري.

وهذا يعني أنهم لم يكن لديهم أي استعداد على الإطلاق لقطف الأعشاب، وذبح الحيوانات، وهذا النوع من العمل.

“هذه هي الروح. كل ما تبقى هو جمع شجاعتك والصعود إلى المسرح. ربما يجب عليك إظهار قوتك أولاً. وفقًا للقرويين، لا يزال الرجال الأقوياء هم الأكثر جاذبية. حسناً بالنسبة للسيدات البالغات من العمر تسعة وأربعين عام في القرية على أي حال.”

تماماً مثل الطريقة التي تعاملوا بها مع الطهي، حتى لو سلم أحدهم عينة عشب للغوبلين، فلن يتمكنوا من مطابقتها مع عشب مماثل أمامهم. الأمر المثير للدهشة أنه كان الأمر كما لو أنهم ولدوا غير قادرين على فعل هذا النوع من الأشياء، أو حتى تعلمها، كما لو أن شخص ما قد أزال القدرة على فعل ذلك من داخلهم.

“حسناً، سيستغرق الأمر وقت طويل جداً لحوالي عشرة صغار – أعني، عشرة أطفال، أليس كذلك؟”

لذلك، إذا تم تكليفهم بقطف الأعشاب، فإن الغوبلين بحاجة إلى أن يكون معهم كائن غير الغوبلين.

“هذا ما يقارب من ستة أضعاف ما كان عليه من قبل… “

“يجب أن يكون كل شيء على ما يرام، ولكن قد يكون من الصعب عليك أن تأتي معنا، آني سان.”

“-أليس هذا صحيح؟”

“همم؟ لماذا هذا؟”

“هل لا تأكل الذئاب اللحوم؟ فقط لأنك في مستوى أعلى مني، لا تفكر في أنني لا أستطيع ضربك!”

“حسناً، كما قال كيومي، هناك نوع من التغير في أعماق الغابة. إذا كان الأمر كذلك، فإن أعماق الغابة ستكون في حالة من الفوضى الآن.”

أصبح نفيريا في حيرة من الكلام لأنه رأى كايجالي ينظر إليه ورأسه مائلة بزاوية. لكن بشكل عام، كان لا يزال ممتن لمساعدته.

عند رؤية التعبير المفاجئ على وجه إنري، أوضح بايبو بصبر.

“من المفترض أن يقوم الآخرون بدوريات في القرية أو يساعدون الأشخاص الذين انتقلوا للتو إلى القرية. لكني سأمرر الرسالة لهم، أوبا سان.”

“حتى أولئك الذين يتوخون الحذر سيرغبون في توسيع أراضيهم. إذا كان الأمر كذلك، فلفترة من الوقت، ستتداخل أراضيهم مع المناطق الأخرى، وسيؤدي ذلك إلى كل أنواع الأخطار. ببساطة ستزداد فرص مقابلة وحش، وكذلك سيزداد الخطر. وإذا لم نكن محظوظين، فقد نصادف شيء ما خارج الغابة. نحن نعلم أنكِ شجاعة ورائعة، لكن لا داعي للسير إلى الخطر, آني سان.”

“ساعيد بعض الطعام معي إذًا.” تحدث نفيريا وهو يغلق الباب خلفه. ثم التفت إلى كايجالي.

“هل هذا صحيح… “

“لست متأكد تماماً، لكنني أعتقد أن هناك مجموعة كاملة من الرجال المجهولين يتجهون إلى الشمال.”

‘أنا لست متأكدة جداً من جزء شجاعة و رائعة، ولكن ربما يكون هذا مجرد أدب من الغوبلين.’

♦ ♦ ♦

“كانت هناك أيضاً تلك الحركة الكبيرة في وقت سابق. ماذا حدث هناك؟”

“همم… “

“أنا لا اعرف. في الأصل، كان يجب أن نرسل شخص على دراية بظروف غابة توب العظيمة للتحقيق… لكن إذا ذهبنا، ستضعف دفاعات القرية…. آه، فهمت! لماذا لا نستأجر مغامرين للتحقق من ذلك؟”

بسماع ذلك، لم تستطع إنري إلا أن تتنهد بارتياح.

قالت إنري وهي تجعد حاجبيها.”وفقاً لـ أنفي، فإن تكلفة التعاقد مع مغامر باهظة للغاية. على الرغم من أن مغامري إرانتل سيساعدون ببعض هذه التكاليف، إلا أنه سيكون من الصعب جداً على قرية مثلنا أن تدفع للمغامرين من أموالنا الخاصة.”

كانت عيون نفيريا، التي كانت مرئية من بين فجوات شعره الطويل، مفتوحتين على مصراعيها ومحتقنتان بالدم. لا بد أنه بقي مستيقظ طوال الليل لإجراء التجارب الكيميائية مرة أخرى.

“فهمت… “

ولهذه الغاية، اقترح زعيم فوج الغوبلين – جوغيمو – تحصين القرية كإجراء مضاد لمثل هذا السيناريو. بمجرد أن ذكر أن الغوبلين لن يتمكنوا من حماية القرية إذا تعرضت للهجوم مرة أخرى بسبب نقص أعدادهم، حصل الاقتراح على الفور على موافقة بالإجماع من جميع الأطراف المعنية. كان هذا لأنه حتى الآن، لا يزال العديد من القرويين غير قادرين على نسيان الكابوس الذي حدث.

“يجب أن يساعد جمع الكثير من الأعشاب وبيعها بعد ذلك في حل جزء من هذه المشكلة… وإلا، فكل ما يمكننا فعله هو بيع العناصر التي حصلنا عليها من غون ساما.”

“ماذا، ما الأمر يا إنفي؟ “

كانت قد تلقت بوقين من آينز أوول غون. على الرغم من أن إحداهما اختفى بعد أن استخدمته، إلا أن الأخر كان مخبئ بأمان في منزل إنري.

“بالإضافة إلى ذلك، ألست أنت من قال “نيمو هي زوجتي” وكل ذلك سابقاً؟”

“انسي ذلك، أني سان. نفضل أن تقومي فقط بنفخ البوق بدلاً من ذلك.”

“هذه هي الروح. كل ما تبقى هو جمع شجاعتك والصعود إلى المسرح. ربما يجب عليك إظهار قوتك أولاً. وفقًا للقرويين، لا يزال الرجال الأقوياء هم الأكثر جاذبية. حسناً بالنسبة للسيدات البالغات من العمر تسعة وأربعين عام في القرية على أي حال.”

“بالطبع، من المستحيل أن نبيعه.”

بعد حصاد القمح، تجول جباة الضرائب في القرية.

لم ترغب إنري في أن تصبح ذلك النوع من الأشخاص الحقراء الذين قد يبيعون هدية تُمنح بدافع النية الحسنة. كان هناك أيضاً احتمال أنه قد لا يكون من الممكن بيعه، لذلك قررت عدم القيام بذلك. حتى الآن هم ما زالوا يستفيدون من كرم الخادمة التي جلبت الغولم إلى القرية. هي لن ترتكب مثل هذا الفعل الجاحد.

“آه، صباح الخير، كاي… سان كايجالي… هاه، إنه الصباح بالفعل؟ كنت أعمل بجد و لم ألاحظ. إن رؤية الشمس تجعلني أدرك كيف مر الوقت… آه، لقد أجريت العديد من التجارب مؤخراً، أحتاج إلى الخروج من المنزل.”

“لكن هذا سيكون مشكلة. لا يمكن جمع الأعشاب إلا في هذا الموسم، لذا على الرغم من أن الأمر خطير بعض الشيء، فلا يزال يتعين عليّ ذلك…”

“ما الذي تعنيه؟ هذا طبيعي جداً بالنسبة لنا نحن الغوبلين.”

ابتسمت إنري لنيمو، التي كان لديها تعبير قلق على وجهها. لم تكن تريد أن تحزن آخر فرد من عائلتها، ولم ترغب في تفويت هذه الفرصة لكسب الكثير من المال. على الرغم من أنها عندما نظرت في أولوياتها، كان من الواضح أن هذا كان خطأ. بدلاً من ذلك يجب أن تراهن بحياتها من أجل خير القرية بأكملها وأن تعوض الغوبلين الذين اعتبروها معشوقتهم..

بعد بعض التردد، تحدثت إنري عن خطتها لبايبو.

‘أحتاج إلى كسب المزيد من المال ومعرفة نوع العتاد الذي يمكنني شرائه للغوبلين. يبدو أن الدرع الصفيحي الكامل يمكن أن يحمي جيداً. و بالحديث عن الدروع الواقية للبدن، هناك ذلك الرجل المحترم بالدرع الأسود… ما اسمه مرة أخرى؟’

أصبح جسدها متعب من العمل لساعات طويلة في الحقل وطريقة تشبث ملابسها المليئة بالعرق بجسدها جعلت إنري تشعر بعدم الارتياح.

على الرغم من أنها لم تكن تعرف مقدار تكلفة الدروع والأسلحة، إلا أنها كانت متأكدة إلى حد ما أنه ليس مبلغ صغير. في هذه اللحظة، مد بايبو يده أمام إنري، مشيراً إلى أنها يجب أن تنتظر قليلاً.

سماع كلمة “آني سان” جعلت إنري تجعد حواجبها، وسرعان ما غطته بابتسامة مرة.

“اممم… على الرغم من أن هذا مجرد رأي شخصي، فماذا عن مناقشة الأمر مع القائد؟ لست بحاجة إلى اتخاذ القرار مبكراً، آني سان. لا أريد أن يوبخني القائد لأنني فتحت فمي دون تفكير. بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن آني سان ترغب في الحصول على جميع أنواع الأعشاب أيضاً.”

“سيكون ذلك رائع، وجباتك دائما لذيذة، آني سان.”

تماماً كما كانت متاعب إنري تملئ رأسها، جاء صوت قرقرة رائع من بجانبها. التفتت للنظر، فرأت نيمو تنظر إليها بعبوس على وجهها.

كانت عيون نفيريا، التي كانت مرئية من بين فجوات شعره الطويل، مفتوحتين على مصراعيها ومحتقنتان بالدم. لا بد أنه بقي مستيقظ طوال الليل لإجراء التجارب الكيميائية مرة أخرى.

“أوني تشان، أنا جائعة. هل يمكننا أن نأكل الآن؟”

“حسناً. أحسنت.”

“مم، آسفة. اغسلي يديك, و بعد أن نحزم أمتعتنا سأذهب لأعد الطعام.”

جمعت إنري الأعشاب التي كانت قد انتهت لتوها من قطعها واستخدمت ظهر يدها الذي لا يزال نظيف لمسح العرق المتسرب أسفل رقبتها. انبعثت رائحة من الكومة الكبيرة من المواد النباتية من العشب المقطوع حديثاً.

“كاي~ “

“هذا ما يقارب من ستة أضعاف ما كان عليه من قبل… “

كانت استجابة نيمو مليئة بالطاقة. بعد تفكيك حجر الرحى، كشطت العجينة الخضراء المتراكمة في جرة صغيرة. و عادت إنري إلى المنزل متسائلة عما يجب أن تعده لتناول طعام الغداء.

كما فعلت، اجتاحت عيناها الحقول مترامية الأطراف.

________________

“حتى أولئك الذين يتوخون الحذر سيرغبون في توسيع أراضيهم. إذا كان الأمر كذلك، فلفترة من الوقت، ستتداخل أراضيهم مع المناطق الأخرى، وسيؤدي ذلك إلى كل أنواع الأخطار. ببساطة ستزداد فرص مقابلة وحش، وكذلك سيزداد الخطر. وإذا لم نكن محظوظين، فقد نصادف شيء ما خارج الغابة. نحن نعلم أنكِ شجاعة ورائعة، لكن لا داعي للسير إلى الخطر, آني سان.”

ترجمة: Ismat
تدقيق: Scrub

“ماذا بحق الجحيم كنت تفعل هناك مرة أخرى؟ السبب الوحيد الذي يجعل فتاة تستمع لرجل يتحدث عما يحبه هي إذا كانت تحب هذا الشخص. إذا كانت لا تحب هذا الشخص، فلن تؤدي تلك الثرثرة إلا إلى ازعاجها!”

***

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط