الهجوم الأخير
في النهاية لم تنجح هذه المدافع الصخرية الضخمة في إطلاق النار للمرة الثانية. لقد بنى الدوق منصات إطلاق النار الست الطويلة داخل أسوار المدينة لتوفير رؤية واضحة للمدافع. طالما كانت المنصات أعلى من الجدران فلن يتمكن أي أعداء من الهروب من نطاق إطلاق الأسلحة. كان ينبغي أن تكون إستراتيجية سليمة لأن مثل هذا المنظر القيادي لن يؤدي فقط إلى تحسين الدقة ومدى المقذوفات لكنه سيوفر أيضًا ضغطًا ساحقًا على المحاصرين. لكن في مواجهة قوة جيش رولاند لم تخدم هذه المنصات المهيبة أي غرض آخر سوى كونها تدريبًا مباشرًا على الهدف لمدافع الجيش المعارض.
تم تحطيم الأجسام البشرية الضعيفة والهشة على الفور إلى سحابة من الضباب الأحمر. تدحرجت القطعة البرونزية مرتين بعد أن إصطدمت بالأرض ودهست أولئك الذين كانوا محظوظين بما يكفي للنجاة من الإنهيار الأولي تاركين وراءهم أثرًا كثيفًا من اللحم والدم. الضحايا الذين تم تقشير أطرافهم فقط ما زالوا ينتظرون مع آخر أنفاسهم في بينما يطلقون صرخات مؤلمة على أمل موت رحيم. ومع ذلك سرعان ما إبتعد إنتباه ويليون عن المشهد المأساوي أدناه. برج المراقبة الذي كان يقف عليه ويليون والنبلاء تدمر تماما منذ أن أدى وابل العدو الأول إلى إشعال النيران في سور المدينة لم يعد هؤلاء النبلاء يجرؤون على المشاهدة وتم إجلاؤهم على الفور. من الواضح أن هذه كانت أفضل خطوة حيث كان معدل إطلاق النار للعدو أعلى بكثير من توقعاتهم.
شعر بأن هذه 15 دقيقة كأنها أبدية بالنسبة إلى ويليون اصوات الإنفجارات المدوية لم تتوقف أبدا على قمة الجدار. مثلما تمكن رجال ويليون اخيرا من تحميل مسحوق الثلج سقطت قذيفة من العدو على المنصة المجاورة لهم. في تلك اللحظة كان الأمر كما لو ظهرت شمس مشعة على المنصة زاد حجمها حيث إجتاحت المدفع الصخري الضخم وكذلك أكثر من 20 رجلاً مسكينا كانوا بجانبها. ثم إنتشر اللهب المشتعل في جميع الإتجاهات وإندلعت الهزة في جميع أنحاء المدينة. إرتفعت سحب الغبار وإنفجرت في كل مكان تطايرت قطعة كبيرة من البرونز بعيدًا عن طريق الإنفجار وتحطمت على الحائط الحجري لمنصة أخرى قبل أن تسقط مباشرة فوق مجموعة من العمال الذين كانوا ينقلون القذائف.
” ربما نكون قد خسرنا المعركة اليوم لكن التاريخ سيذكرنا لأن أسمائنا ستسجل في الأغاني أحشدوا شجاعتكم وقفوا أقوياء وقاتلوا حتى أنفاسكم الأخيرة! فرسان عائلة بيرغرّ إلى النصر! “.
تم تحطيم الأجسام البشرية الضعيفة والهشة على الفور إلى سحابة من الضباب الأحمر. تدحرجت القطعة البرونزية مرتين بعد أن إصطدمت بالأرض ودهست أولئك الذين كانوا محظوظين بما يكفي للنجاة من الإنهيار الأولي تاركين وراءهم أثرًا كثيفًا من اللحم والدم. الضحايا الذين تم تقشير أطرافهم فقط ما زالوا ينتظرون مع آخر أنفاسهم في بينما يطلقون صرخات مؤلمة على أمل موت رحيم. ومع ذلك سرعان ما إبتعد إنتباه ويليون عن المشهد المأساوي أدناه. برج المراقبة الذي كان يقف عليه ويليون والنبلاء تدمر تماما منذ أن أدى وابل العدو الأول إلى إشعال النيران في سور المدينة لم يعد هؤلاء النبلاء يجرؤون على المشاهدة وتم إجلاؤهم على الفور. من الواضح أن هذه كانت أفضل خطوة حيث كان معدل إطلاق النار للعدو أعلى بكثير من توقعاتهم.
شعر بأن هذه 15 دقيقة كأنها أبدية بالنسبة إلى ويليون اصوات الإنفجارات المدوية لم تتوقف أبدا على قمة الجدار. مثلما تمكن رجال ويليون اخيرا من تحميل مسحوق الثلج سقطت قذيفة من العدو على المنصة المجاورة لهم. في تلك اللحظة كان الأمر كما لو ظهرت شمس مشعة على المنصة زاد حجمها حيث إجتاحت المدفع الصخري الضخم وكذلك أكثر من 20 رجلاً مسكينا كانوا بجانبها. ثم إنتشر اللهب المشتعل في جميع الإتجاهات وإندلعت الهزة في جميع أنحاء المدينة. إرتفعت سحب الغبار وإنفجرت في كل مكان تطايرت قطعة كبيرة من البرونز بعيدًا عن طريق الإنفجار وتحطمت على الحائط الحجري لمنصة أخرى قبل أن تسقط مباشرة فوق مجموعة من العمال الذين كانوا ينقلون القذائف.
لم يستغرق الأمر أكثر من 30 ثانية من العدو لإعادة تحميل وكانت كل طلقة أكثر دقة من السابقة مما أدى إلى تحويل المناطق القريبة من سور المدينة إلى منطقة محرمة. في البداية كانت الكرات النارية قد إصطدمت فقط خارج المدينة لكن سرعان ما بدأوا في الإنطلاق داخل الجدران. إجتاحت الإنفجارات الأرصفة العالية وبوابة المدينة كان الهواء داخل المدينة كثيفًا بالدخان وشظايا قذائف المدفعية والأوساخ في حين أن الإنفجارات المستمرة مصحوبة بأصوات النحيب جعلت الوضع في المدينة يشبه مشهدًا من الجحيم. بحلول الوقت الذي توقف فيه العدو عن إطلاق النار كانت المنصات الست قد تم تدميرها بالكامل وتم إختراق بوابة المدينة. كان على رجال الدوق كما كان مخططًا أن يقوموا على الفور بإغلاق الحواجز الحديدية أو خفض البوابات الحجرية الثقيلة لسد الممر والإستعداد للحفاظ على الخط.
” على الأقل أنت بجانبي ” ضحك ويليون ووجه رمحه نحو أقرب جندي عدو قبل أن تهطل عليه عاصفة من الرصاص.
ولكن بعد مشاهدة مثل هذه القوة النارية المرعبة كان من المستحيل الإستمرار في جعلهم يقفون على أرضهم. إنتشرت النيران في كل مكان بينما كانت تتبع السائل الزيتي وبدأت الجثث المتفحمة تتناثر في سور المدينة. حتى لو تمكن شخص ما من النجاة من هطول القذائف الغزيرة والإنفجارات فإن شجاعته قد تم سحقها تمامًا. أما المدنيون الذين تم تجنيدهم على عجل؟ لقد كانوا ببساطة خارج السؤال. أولئك الذين ما زالوا قادرين على الهروب ذهبوا منذ فترة طويلة تاركين البقية الذين كانوا إما خائفين أو أصيبوا بجروح بالغة. على الرغم من أن ويليون كان قد فكر في إمكانية الهزيمة إلا أنه لم يتوقع يحدث ذلك بسرعة فقد إنهار خط دفاعهم قبل أن تتاح لهم فرصة لمس العدو.
” على الأقل أنت بجانبي ” ضحك ويليون ووجه رمحه نحو أقرب جندي عدو قبل أن تهطل عليه عاصفة من الرصاص.
” ماذا… كان رولاند يفعل في العامين الماضيين؟ ” لم يستطع إلا أن يتساءل.
ولكن بعد مشاهدة مثل هذه القوة النارية المرعبة كان من المستحيل الإستمرار في جعلهم يقفون على أرضهم. إنتشرت النيران في كل مكان بينما كانت تتبع السائل الزيتي وبدأت الجثث المتفحمة تتناثر في سور المدينة. حتى لو تمكن شخص ما من النجاة من هطول القذائف الغزيرة والإنفجارات فإن شجاعته قد تم سحقها تمامًا. أما المدنيون الذين تم تجنيدهم على عجل؟ لقد كانوا ببساطة خارج السؤال. أولئك الذين ما زالوا قادرين على الهروب ذهبوا منذ فترة طويلة تاركين البقية الذين كانوا إما خائفين أو أصيبوا بجروح بالغة. على الرغم من أن ويليون كان قد فكر في إمكانية الهزيمة إلا أنه لم يتوقع يحدث ذلك بسرعة فقد إنهار خط دفاعهم قبل أن تتاح لهم فرصة لمس العدو.
” سيدي لا توجد طريقة لنا للرد… “.
” حتى الملك تيموثي لن يلومك لو كان هنا لقد بذلت قصارى جهدك وكان العدو ساحقًا للغاية “.
” من الأفضل أن نستسلم “.
” هذه الحيل البسيطة لن تساعدنا في صد العدو سنسمح لهم بالدخول ونواجههم بشكل عادل. لقد وصلت الأمور بالفعل إلى هذا الحد ويجب على شخص ما مواجهة الآثار ” لم يكن الدوق يتوقع أن يكون هادئًا جدًا في لحظاته الأخيرة. ومع ذلك فإن ما كان سيفعله سيتم تسجيله في سجلات التاريخ وسيكون بعد ذلك قادرًا على مواجهة جلالة الملك بكل فخر.
” في الواقع يا سيدي الإستسلام لا يعني أننا نستسلم إلى الأبد ستكون هناك دائمًا فرص أخرى طالما بقينا على قيد الحياة “.
بعد نصف ساعة ظهر جيش رولاند أخيرًا في الخارج عند بوابة المدينة. تم إرسال فريق صغير أولاً لإزالة الحطام الذي يسد المدخل وأيضًا للسيطرة على جانبي بوابة المدينة قبل أن تتقدم القوة الرئيسية إلى القلعة. بمجرد دخولهم المدينة بدأوا في إنشاء قاعدة تقريبية في منتصف الشارع الطويل. في غضون فترة زمنية قصيرة إنتهوا من عملهم ووضعوا إثنين من المدافع الفريدة بإتجاه القلعة.
” إنه على حق يمكننا أن ننتظر وقتنا ونعيد بناء قواتنا طالما بقينا في المنطقة الشرقية “.
” إنهم جميعًا واقفون في منطقة الكمين الثانية ” قالت رئيسة الفرسان بحزم.
” حتى الملك تيموثي لن يلومك لو كان هنا لقد بذلت قصارى جهدك وكان العدو ساحقًا للغاية “.
” أنا تحت أمرك سيدي “.
ظل ويليون صامتًا للحظة قبل أن يلتفت لينظر إلى غالينا. وجه المرأة كان مخطّطًا بعلامتين بلون أسود وجزء من شعرها إحترق بسبب اللهب عندما حاولت حماية ويليون أثناء إجلائهم. ومع ذلك كانت عينها تتألق بنفس النوع من السطوع الذي كانت تتمتع به دائمًا دون أدنى أثر للإحباط أو الإحراج.
–+–
” أنا تحت أمرك سيدي “.
” يقوم بتعطيلها؟ ولكن لماذا؟ ” سأل النبلاء في مفاجأة.
أخذ الدوق نفسًا عميقًا قبل أن يقول ” عليكم جميعًا الإستسلام “.
” هذه الحيل البسيطة لن تساعدنا في صد العدو سنسمح لهم بالدخول ونواجههم بشكل عادل. لقد وصلت الأمور بالفعل إلى هذا الحد ويجب على شخص ما مواجهة الآثار ” لم يكن الدوق يتوقع أن يكون هادئًا جدًا في لحظاته الأخيرة. ومع ذلك فإن ما كان سيفعله سيتم تسجيله في سجلات التاريخ وسيكون بعد ذلك قادرًا على مواجهة جلالة الملك بكل فخر.
” سيدي… وماذا عنك؟ “.
…
” لم أستعد خلال هذين العامين فقط حتى أتمكن من الإستسلام في النهاية ” قال ويليون ببطء ” سأجعل رولاند يفهم أن جيشه العظيم لا يستطيع التغلب على كل شيء وأنا بحاجة لأن أظهر له أن أتباع الملك تيموثي ليسوا جبناء سينحنون تحت طاغية غالينا أين الفرسان؟ “.
شعر بأن هذه 15 دقيقة كأنها أبدية بالنسبة إلى ويليون اصوات الإنفجارات المدوية لم تتوقف أبدا على قمة الجدار. مثلما تمكن رجال ويليون اخيرا من تحميل مسحوق الثلج سقطت قذيفة من العدو على المنصة المجاورة لهم. في تلك اللحظة كان الأمر كما لو ظهرت شمس مشعة على المنصة زاد حجمها حيث إجتاحت المدفع الصخري الضخم وكذلك أكثر من 20 رجلاً مسكينا كانوا بجانبها. ثم إنتشر اللهب المشتعل في جميع الإتجاهات وإندلعت الهزة في جميع أنحاء المدينة. إرتفعت سحب الغبار وإنفجرت في كل مكان تطايرت قطعة كبيرة من البرونز بعيدًا عن طريق الإنفجار وتحطمت على الحائط الحجري لمنصة أخرى قبل أن تسقط مباشرة فوق مجموعة من العمال الذين كانوا ينقلون القذائف.
” إنهم جميعًا واقفون في منطقة الكمين الثانية ” قالت رئيسة الفرسان بحزم.
” ليست هناك حاجة لكمين إستدعيهم إلى بوابة المدينة ” أعطى ويليون الأمر.
” إنهم جميعًا واقفون في منطقة الكمين الثانية ” قالت رئيسة الفرسان بحزم.
” الفيكونت أريبروك قم بتعطيل كافة الأفخاخ الموضوعة مسبقًا “.
” لم أستعد خلال هذين العامين فقط حتى أتمكن من الإستسلام في النهاية ” قال ويليون ببطء ” سأجعل رولاند يفهم أن جيشه العظيم لا يستطيع التغلب على كل شيء وأنا بحاجة لأن أظهر له أن أتباع الملك تيموثي ليسوا جبناء سينحنون تحت طاغية غالينا أين الفرسان؟ “.
” يقوم بتعطيلها؟ ولكن لماذا؟ ” سأل النبلاء في مفاجأة.
ظل ويليون صامتًا للحظة قبل أن يلتفت لينظر إلى غالينا. وجه المرأة كان مخطّطًا بعلامتين بلون أسود وجزء من شعرها إحترق بسبب اللهب عندما حاولت حماية ويليون أثناء إجلائهم. ومع ذلك كانت عينها تتألق بنفس النوع من السطوع الذي كانت تتمتع به دائمًا دون أدنى أثر للإحباط أو الإحراج.
” هذه الحيل البسيطة لن تساعدنا في صد العدو سنسمح لهم بالدخول ونواجههم بشكل عادل. لقد وصلت الأمور بالفعل إلى هذا الحد ويجب على شخص ما مواجهة الآثار ” لم يكن الدوق يتوقع أن يكون هادئًا جدًا في لحظاته الأخيرة. ومع ذلك فإن ما كان سيفعله سيتم تسجيله في سجلات التاريخ وسيكون بعد ذلك قادرًا على مواجهة جلالة الملك بكل فخر.
…
” إنه على حق يمكننا أن ننتظر وقتنا ونعيد بناء قواتنا طالما بقينا في المنطقة الشرقية “.
بعد نصف ساعة ظهر جيش رولاند أخيرًا في الخارج عند بوابة المدينة. تم إرسال فريق صغير أولاً لإزالة الحطام الذي يسد المدخل وأيضًا للسيطرة على جانبي بوابة المدينة قبل أن تتقدم القوة الرئيسية إلى القلعة. بمجرد دخولهم المدينة بدأوا في إنشاء قاعدة تقريبية في منتصف الشارع الطويل. في غضون فترة زمنية قصيرة إنتهوا من عملهم ووضعوا إثنين من المدافع الفريدة بإتجاه القلعة.
شعر بأن هذه 15 دقيقة كأنها أبدية بالنسبة إلى ويليون اصوات الإنفجارات المدوية لم تتوقف أبدا على قمة الجدار. مثلما تمكن رجال ويليون اخيرا من تحميل مسحوق الثلج سقطت قذيفة من العدو على المنصة المجاورة لهم. في تلك اللحظة كان الأمر كما لو ظهرت شمس مشعة على المنصة زاد حجمها حيث إجتاحت المدفع الصخري الضخم وكذلك أكثر من 20 رجلاً مسكينا كانوا بجانبها. ثم إنتشر اللهب المشتعل في جميع الإتجاهات وإندلعت الهزة في جميع أنحاء المدينة. إرتفعت سحب الغبار وإنفجرت في كل مكان تطايرت قطعة كبيرة من البرونز بعيدًا عن طريق الإنفجار وتحطمت على الحائط الحجري لمنصة أخرى قبل أن تسقط مباشرة فوق مجموعة من العمال الذين كانوا ينقلون القذائف.
لم يعد ويليون مهتمًا بما يفعله العدو لقد حرك حصانه برفق وقاد الفرسان حول زاوية الشارع وشكل صفًا واحدًا عبر الشارع من سبعة فرسان و 15 مدرع – لهجومه المضاد الأخير. في هذه اللحظة الأخيرة هؤلاء المحاربون الذين تجرأوا على الوقوف بجانبه أكثر أقنعوا ويليون بأن نظام النبلاء كان ضروريًا ومتفوقًا. فقط النبلاء الذين يفهمون معنى الولاء والشرف والواجب كانوا شجعانًا بما يكفي للهجوم إتجاه العدو في ظل هذه الصعاب غير المواتية. رؤية المزيد والمزيد من الغزاة يتجمعون ويستعدون في الشارع أنزل القناع على رأسه ورفع رمحه وأطلق نفسا طويلا.
” ربما نكون قد خسرنا المعركة اليوم لكن التاريخ سيذكرنا لأن أسمائنا ستسجل في الأغاني أحشدوا شجاعتكم وقفوا أقوياء وقاتلوا حتى أنفاسكم الأخيرة! فرسان عائلة بيرغرّ إلى النصر! “.
ولكن بعد مشاهدة مثل هذه القوة النارية المرعبة كان من المستحيل الإستمرار في جعلهم يقفون على أرضهم. إنتشرت النيران في كل مكان بينما كانت تتبع السائل الزيتي وبدأت الجثث المتفحمة تتناثر في سور المدينة. حتى لو تمكن شخص ما من النجاة من هطول القذائف الغزيرة والإنفجارات فإن شجاعته قد تم سحقها تمامًا. أما المدنيون الذين تم تجنيدهم على عجل؟ لقد كانوا ببساطة خارج السؤال. أولئك الذين ما زالوا قادرين على الهروب ذهبوا منذ فترة طويلة تاركين البقية الذين كانوا إما خائفين أو أصيبوا بجروح بالغة. على الرغم من أن ويليون كان قد فكر في إمكانية الهزيمة إلا أنه لم يتوقع يحدث ذلك بسرعة فقد إنهار خط دفاعهم قبل أن تتاح لهم فرصة لمس العدو.
قام ويليون بضرب خيله وإنطلق في الشارع الطويل يقود رجاله في هذا الفصل الأخير لقد رسمت سحب الدخان والنيران العالقة من حولهم ساحة المعركة تمامًا مما شكل مشهدًا هادئًا لدرجة أن الدوق إعتقد للحظة أنه لا يمكنه طلب مكان أفضل من هذا للراحة أخيرًا. وسرعان ما كان في منتصف الطريق إلى العدو ووصل إلى سرعته القصوى لكنه لم يسمع طقطقة تشبه الطبل للحوافر التي كان من المفترض أن تأتي من خلفه. عندما نظر إلى الوراء صُدم ويليون أكثر من 20 رجلاً بدأوا الهجوم معه الآن قد رحلوا الآن بإستثناء غالينا التي كانت تقترب من بعده لم يكن هذا الشارع مغلقًا ولكنه يتقاطع مع العديد من الطرق والأزقة الأصغر في تلك اللحظة فهم ويليون ما حدث.
لم يعد ويليون مهتمًا بما يفعله العدو لقد حرك حصانه برفق وقاد الفرسان حول زاوية الشارع وشكل صفًا واحدًا عبر الشارع من سبعة فرسان و 15 مدرع – لهجومه المضاد الأخير. في هذه اللحظة الأخيرة هؤلاء المحاربون الذين تجرأوا على الوقوف بجانبه أكثر أقنعوا ويليون بأن نظام النبلاء كان ضروريًا ومتفوقًا. فقط النبلاء الذين يفهمون معنى الولاء والشرف والواجب كانوا شجعانًا بما يكفي للهجوم إتجاه العدو في ظل هذه الصعاب غير المواتية. رؤية المزيد والمزيد من الغزاة يتجمعون ويستعدون في الشارع أنزل القناع على رأسه ورفع رمحه وأطلق نفسا طويلا.
‘ ماذا… حدث؟ ‘ أراد أن يسأل الفارسة التي كانت تهاجم معه بلا خوف ولكن عندما هبطت عيناه على عيني غالينا المليئين بالمعنى والعاطفة بدا وكأن لا شيء آخر يهمه الآن بدت نهاية مثل هذه ليست سيئة للغاية بالنسبة له.
” لم أستعد خلال هذين العامين فقط حتى أتمكن من الإستسلام في النهاية ” قال ويليون ببطء ” سأجعل رولاند يفهم أن جيشه العظيم لا يستطيع التغلب على كل شيء وأنا بحاجة لأن أظهر له أن أتباع الملك تيموثي ليسوا جبناء سينحنون تحت طاغية غالينا أين الفرسان؟ “.
” على الأقل أنت بجانبي ” ضحك ويليون ووجه رمحه نحو أقرب جندي عدو قبل أن تهطل عليه عاصفة من الرصاص.
” ليست هناك حاجة لكمين إستدعيهم إلى بوابة المدينة ” أعطى ويليون الأمر.
–+–
” حتى الملك تيموثي لن يلومك لو كان هنا لقد بذلت قصارى جهدك وكان العدو ساحقًا للغاية “.
لم يستغرق الأمر أكثر من 30 ثانية من العدو لإعادة تحميل وكانت كل طلقة أكثر دقة من السابقة مما أدى إلى تحويل المناطق القريبة من سور المدينة إلى منطقة محرمة. في البداية كانت الكرات النارية قد إصطدمت فقط خارج المدينة لكن سرعان ما بدأوا في الإنطلاق داخل الجدران. إجتاحت الإنفجارات الأرصفة العالية وبوابة المدينة كان الهواء داخل المدينة كثيفًا بالدخان وشظايا قذائف المدفعية والأوساخ في حين أن الإنفجارات المستمرة مصحوبة بأصوات النحيب جعلت الوضع في المدينة يشبه مشهدًا من الجحيم. بحلول الوقت الذي توقف فيه العدو عن إطلاق النار كانت المنصات الست قد تم تدميرها بالكامل وتم إختراق بوابة المدينة. كان على رجال الدوق كما كان مخططًا أن يقوموا على الفور بإغلاق الحواجز الحديدية أو خفض البوابات الحجرية الثقيلة لسد الممر والإستعداد للحفاظ على الخط.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
