نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ري زيرو إكس 5

لعنة فيليكس آرجيل2

لعنة فيليكس آرجيل2

 

قال بين بهدوء: “تعويض”. “نعم جيد جدا. إذا كنت مستعدة للقيام بذلك، فسوف تسير الأمور بالفعل بسرعة “. الآن شعرت بشيء مخيف يتدحرج عنه، لكن بعد فوات الأوان.

—كانت هناك أشياء مظلمة على قدم وساق في بيت آل ارجيل.

لكن المسؤول قابل غضبها بقوله: “أرجوك انتظري يا سيدتي. هناك المزيد للتقرير. لا تتخذي قرارك حتى تسمعي الأمر برمته”.

وصلت الكلمة لأول مرة إلى كروش في بداية ذلك العام، قبل شهرين تقريباً. أول ما فكرت به عندما سمعت اسم أرجيل لم يكن سوى فيريس. اجتماعها مع خادمها المحبوب لم يكن ليحدث بدون منزل أرجيل، حيث ولد.

“رئيس؟ لماذا الدوقة الفاضلة…؟ ” “ألا تتذكرين؟ لقد أخبرتك أنني سأجعلها تنضم إلينا هنا. حضّري لها الشاي “. بناءً على تعليمات بين المقصوصة، انحنت الخادمة إلى كروش وضغطت للخارج من خلال الباب. دخلت كروش، بدورها، إلى الغرفة. استقبلها صوت عند دخولها. “حسناً، حسناً، شيء شاب جميل لدينا هنا.” كان صاحب الصوت رجلاً غير لطيف المظهر. كان جسده كله ملفوفاً برداء أبيض. كان لديه شعر رمادي قصير ووجه يشبه الجرذان. لم تكن كروش سطحية بما يكفي للحكم على الناس من خلال مظهرهم، ولكن بدا أن الانجذاب للعنف كان يثقل كاهله. “يجب أن أطلب تساهلك ؛ كانت زيارتها مفاجئة للغاية. اسمح لي أن أقدم لك الدوقة كروش كارستن، حاكمة هذه المنطقة. سيدتي، إذا جاز لي…؟ ” وقف بجانب كروش، أعلن عنها بين، ثم حاول الانتقال إلى موضوع الزائر الآخر. أعطت كروش أدنى إيماءة، وأشار بين إلى الرجل الذي يشبه الجرذ. “هذا مايلز. إنه يتعامل في التحف التي أفضّلها. إنه ينتقل من بلد إلى آخر، ويتاجر في أكثر الأشياء غرابة… ربما لا يوجد شيء غريب مثل الميتيا، ولكن العديد من الأشياء المثيرة للاهتمام هي نفسها. ” ”سيدتي. يجب أن أقول، أنك أجمل دوقة واجهتها في جميع رحلاتي. أنا بالتأكيد لم أتوقع مقابلتك هنا. يا لها من متعة كبيرة، “قال الرجل ذو وجه الجرذ، وهو ينتقل بسلاسة من بين. كانت كلماته مهذبة تماماً، ولكن كان هناك تلميح من المراوغة بشأنها. تجاهلت كروش معظم ما قاله. تمتمت فقط، “تاجر تحف…؟” “هل سيدتي لديها ذوق للأشياء القديمة و المثيرة؟ سأضطر إلى زيارة مقر إقامتك الموقر في وقت آخر…” “أنا أقدر ذلك، لكن هذا لن يكون ضرورياً. ما زلت صغيرة جداً على الشعور بـ وزن التاريخ بشدة. هناك شيء أريد أن أتحدث إليكم عنه “.

لكن هذا لا يعني أن كروش كانت ممتنة لـ آل ارجيل. كانت. شاكرة لأنهم أحضروا الشخص المسمى فيليكس أرجيل إلى العالم، لكن ما فعلوه به خلال طفولته كان من الصعب مسامحتهم عليه.

“الآن بعد ذلك، سيدة كروش، ما الذي ترغبين في التحدث عنه؟” ”احم. الحق يقال، إن زيارتي اليوم كانت مدفوعة بتقرير تلقاه أحد مرؤوسي. الكلمة هي أن شخصية بغيضة كانت تزور بيت أرجيل مؤخراً”. “هل يمكن أنك تتحدثين عني؟” قال مايلز. “إذا كان الأمر كذلك، يجب أن أعتذر بصدق عن إعطاء الدوقة نفسها سبباً للخروج إلى هنا.” كان لديه نفس النغمة الذليلة كما كان من قبل، لكن النظرة في عينيه كانت مقلقة بصراحة. لا أحد يريد أن يُنظر إليه كشيء يتم تقييمه. “إذا نحينا جانباً مسألة من هو بالضبط، فقد قيل لمرؤوسي أن هذا الشخص تاجر عبيد. لقد جئت لأسمع جانب بين أرجيل من القصة”. استاء مايلز من هذا البيان المفتوح لشكوك كروش، لكن لم يكن هناك تغيير في موقف بين. دق على الطاولة بأصابعه، بدا صارماً كما كان دائماً. قال بين: “أتفهم أن لديك مخاوفك”. “ولكن لدينا عدد قليل جداً من المتصلين في هذا المنزل بعد الآن. الشخص الوحيد الذي يأتي ويذهب بأي تردد سيكون أميالاً عن هنا”. “إذن أنت تقول أن الشائعات عن تجارة العبيد هذا فقط؟” أومأ بين بحزم. لم تشعر بأي ريح تشير إلى أنه كان يحاول خداعها. في الواقع، كانت دوامات عواطفه ضعيفة بشكل استثنائي، كما لو كان منفصلاً. بعيداً عن طمأنة كروش، تركها ذلك مع عدم ثقة غير واضح في بين.

نتيجة لذلك، منذ أن أنقذت فيريس من عائلته وأخذته تحت جناحها، سعت كروش إلى تقليل الاتصال قدر الإمكان مع عائلة ارجيل. لم يثير فيريس القضية أيضاً ؛ كانوا فعالين في نفس الصفحة بشأن هذه المسألة. لذلك عندما تلقت تقريراً عن بيت آل ارجيل لأول مرة منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وجدت كروش نفسها مضطربة بشكل غير معهود.

“في هذه الحالة يا سيدتي، هل ستتحركين لإلقاء القبض عليهم على الفور؟”

“شيء غير مرغوب فيه يحدث في بيت أرجيل…؟”
“في الوقت الحالي، يا سيدتي، نحاول منع فيريس من سماع ذلك، ولكن… ماذا سنفعل؟”
كانت في مكتبها. شبكت كروش ذراعيها . و كانت نظرة مؤلمة على وجه المسؤول الذي أبلغها. كان من أحد فرق الخدم التي ورثتها عن والدها ميكارت مع الدوقية.
كان يعرف كروش منذ أن كانت طفلة، و فيريس منذ قدومه إلى منزل كارستن. شخص كان قريباً جداً منهم ومن العائلة لفترة طويلة شارك كروش مخاوفه بشكل طبيعي.
قالت كروش: “أنت على حق، أفضل ألا يكتشف فيريس”. لكن الأمر يعتمد على ما يحدث بالضبط. قد تكون هناك حاجة طبيعية لإخباره”.
“هذا صحيح يا سيدتي. وفقاً للتقرير، شوهد السيد أرجيل—والد فيريس—يدعو شخصية مشبوهة إلى منزله خلال الأشهر العديدة الماضية. قد يكون نخاس”.
“نخاس…؟”

عندما تحدث فوريير بهذه الطريقة، هز قلب كروش. فكرت مرة أخرى في اجتماعهم الأول. منذ ذلك الحين، وحتى هذه اللحظة بالذات، بدا فوريير أحياناً وكأنه يرى بوضوح أكثر من كروش، التي يُفترض أنه لديها موهبة قراءة الرياح. وقد عرفت كروش من التجربة كيف أن الكلمات التي قالها يمكن أن تكون قادرة على كسر الجمود. “إذا اكتشف أنني أخبرتك، فسيغضب فيريس مني.” “أوه، فقط أخبريه أنني أجبرتك. لقد أمسكت بك، وقلت إنني لن أسامحك أبداً إذا لم تخبريني. نعم! هذا ما يجب أن تقوليه”. “أنت تمزح. لا يمكنك ابداً ان تضغط علي يا صاحب السمو… صاحب السمو؟ هل انت بخير؟ سقطت على ركبتيك فجأة…” “نعم، أنا بخير… أنا بخير تماماً. يرجى المواصلة.” مر فوريير بهذه اللحظات في بعض الأحيان، نوع من الهجوم أو رد الفعل عبست كروش، لكنها أخبرت الأمير عن تاريخ فيريس والمعاملات المظلمة التي تجري في بيت آل ارجيل. —التقت كروش وفيريس قبل تسع سنوات. كان سبب ذلك اللقاء هو نفسه سبب هذا اللقاء: لقد رافقت كروش والدها، ميكارت، الذي كان يحقق في شائعات عن أحداث غير طبيعية في بيت آل ارجيل.

تجعد جبين كروش قليلاً في الكلمة. من الناحية الرسمية، لم يكن لدى مملكة لوغونيكا عبيد. كل من عمل يجب أن يتم تعويضه ؛ كانت العلاقة بين النبلاء وخدمهم علاقة صاحب عمل وموظف. ربما لم يعامل بعض الناس أفضل من معاملة العبيد—ولكن على الورق، لم تكن العبودية موجودة بموجب قوانين المملكة.

قاطعت الخادمة أفكارها وعادت إلى الغرفة. قالت: “الشاي جاهز”، وضعت صينية شاي فضية على المنضدة وسكبت المشروب بهدوء. رائحة حلوة من السائل الدافئ. التقطت كروش تلميحاً من القلق وعدم اليقين من الخادمة. قال مايلز: “أرجوك سيدة كروش”. “سيكون من الأسهل التحدث إذا بللت شفتيك…” “على ما يرام…” تراجعت الخادمة، لكن كروش تذكرت توترها. بالاقتران مع عيون مايلز الفضولية، ترددت كروش في تناول الكأس. لم يهتم بها بين ومايلز، حيث كانا يحتسيان من أكوابهما الخاصة. كانت تصورات كروش تدق جرس تحذير صاخب. حتى الشاي الذي عُرض عليها جعلها على حافة الهاوية. “إذا كنت ترغب في تبديد أي شكوك، فستكون الخطوة الأولى هي أن تُظهر لي البضائع التي يُزعم أن مايلز جلبها معه. ثم ستسمح للناس بالدخول لتفقد هذا المنزل. إذا وجدوا أن الشائعات لا أساس لها، فسأعتذر عن الشك فيك وأقدم شكلاً من أشكال التعويض. لكن—”

على نفس المنوال، إذن، لا يمكن السماح بتجارة العبيد داخل حدود لوغونيكا أيضاً.

—بعد أسبوع، تقرر أن تاجر العبيد كان بالفعل ذاهباً إلى بيت أرجيل.

“ومع ذلك، لا يوجد حد للأشخاص الذين يريدون أن يلطخوا أيديهم بهذا النوع من الأعمال… الادعاء بأن بيت آل ارجيل يعمل مع بائعي العبيد لبيع الناس في مجالنا لممالك أخرى؟ هذا يعني…”

—كانت هناك أشياء مظلمة على قدم وساق في بيت آل ارجيل.

هذا يعني أنهم كانوا خونة. ووقعت المسؤولية عن المشكلة على كروش التي تحكم هذه المنطقة. التحقيق الفوري من شأنه أن يسلط الضوء على الحقائق. إذا كانت التهم صحيحة، فسيتم معاقبة لورد الأسرة، ومن المرجح أن ينتهي وجود بيت أرجيل نفسه. إذا حدث ذلك، فسيكون من الصعب على فيريس تجنب التداعيات.

كان من الأسهل بكثير تصديق أنهم يبيعون الناس إلى قطاع الطرق. بالطبع، لو كانوا يفعلون ذلك، لما كان هناك أي اعتبار للظروف المخففة في إنزال العقوبة، لكن على الأقل بالإمكان فهم دوافعهم.

“ما يزرعه الوالدان، يحصده الأبناء”. هذه ليست مزحة. بماذا يفكر آل ارجيل؟ ” في ذهنها، وجدت كروش نفسها تتذكر اليوم الذي قابلت فيه فيريس لأول مرة.
لم يكن شيئاً سوى الجلد والعظام، كان أسوداً تقريباً من الأوساخ، صبي ضعيف لدرجة أنه بالكاد يستطيع التحدث. ألم يكفي أنهم قد أهدروا النصف الأول من حياة فيريس؟ وجدت كروش نفسها مليئة بالغضب الشديد لدرجة أنها عضت شفتها لكبحها، وهي لفتة غير عادية منها.

نتيجة لذلك، منذ أن أنقذت فيريس من عائلته وأخذته تحت جناحها، سعت كروش إلى تقليل الاتصال قدر الإمكان مع عائلة ارجيل. لم يثير فيريس القضية أيضاً ؛ كانوا فعالين في نفس الصفحة بشأن هذه المسألة. لذلك عندما تلقت تقريراً عن بيت آل ارجيل لأول مرة منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وجدت كروش نفسها مضطربة بشكل غير معهود.

لكن المسؤول قابل غضبها بقوله: “أرجوك انتظري يا سيدتي. هناك المزيد للتقرير. لا تتخذي قرارك حتى تسمعي الأمر برمته”.

وتابع: “إذا كنتي تتوقعين مني مثل هذه الأشياء، فأنت ترتكبين خطأ. كروش، أعرف مدى اهتمامك بفريس، لكن في هذه الحالة أدى ذلك إلى ضلالك. إنه ليس ضعيفاً كما تخشين، ولا ليناً لدرجة أنه يريد الحماية منك ومنّي”.

“…أنا آسفة. لقد أصبحت مضطربة بعض الشيء”.
”مفهوم تماما. أنت وأنا نتأثر بأي شيء يتعلق بفيريس. بغض النظر، بقدر ما يذهب بيت أرجيل، يبدو أنه أكثر من مجرد تجارة العبيد”.
“أكثر؟”
“نعم. التفاصيل ليست مؤكدة حتى الآن، ولكن يبدو أنه بدلاً من بيع العبيد للتاجر، فإن آل ارجيل يشترون كل عبد يمكنهم الحصول عليه”.
“يشترونهم؟”
أعطت الرجل نظرة عدم الفهم. نظراً لأن العبودية لم تكن موجودة رسمياً في لوغونيكا، فإن الأشخاص الذين يمارسون تجارة العبيد في المملكة لا يمكنهم، من حيث المبدأ، أن يكون لديهم أي هدف آخر سوى بيع العبيد إلى أمم أخرى.. شراء العبيد كعمال لن يبدو مختلفاً عن توظيفهم بشكل طبيعي ولن يثير أي شائعات سيئة.

 

قال المسؤول، معرباً عن نفس السؤال في ذهن كروش، “السؤال هو ما إذا كان بيت آل ارجيل على وشك القيام بأي شيء من شأنه أن يدفعهم لشراء العبيد”.

لا زال المنزل كما كان. لم يكن هناك أي شعور بأن فرقةً مسلحة تختبئ في أي مكان بالداخل. في الواقع، لم تكن هناك أي علامة على وجود أي شخص آخر على الإطلاق.

بدأ تراجع آل آرجيل منذ تسع سنوات، عندما أصبح بيت كارستن على علم بفيريس، وبعد ذلك وجه غضبه على أسرته بسبب تجاوزاتهم. كان بين أرجيل نبيلاً بدون رتبة من البلاط، وكان مشرفاً على مجموعة من البلدات والقرى داخل نطاق كارستن، وقد تم تقديره لعمله. لكن هذا تغير بعد الحادث الذي وقع مع فيريس، وفي النهاية فقدت الثقة ببيت أرجيل.

كان والدا فيريس كلاهما إنسانين تماماً، ومع ذلك فقد ولد فيريس بآذان قطة. قد يثير هو وأذنيه الشكوك في أن بيت أرجيل يحمل دماً قذرا، لذلك لمدة عشر سنوات تقريباً بعد ولادته، كان فيريس محبوساً في قبو المنزل ليلاً ونهاراً. في وقت لاحق، استقبله منزل كارستن بحجة التبني، وكانت هذه هي الطريقة التي التقى بها فيريس وكروش. وهكذا، فقد أمضوا أيامهم كمرافق وسيدته.

قام بين بعدة محاولات للتعافي بعد ذلك، لكن كل ذلك انتهى بالفشل، والآن كانت الأملاك الوحيدة التي تركتها الأسرة هي منزلهم وقطعة من الأرض غير المزروعة. كان عليهم أن يتركوا جميع خدمهم يذهبون، وآخر ما سمع به أي شخص، كان والد فيريس ووالدته يعيشان في أحسن الأحوال حياة متواضعة.
“في تلك الحالة، ما الذي يمكن أن يفعله بيت أرجيل ليتطلب عبيداً…؟”

“أوه-هو…” توقف بين ونظر إلى الوراء في هذه الملاحظة العفوية. كانت كروش طويلة بالنسبة للمرأة، لكنه كان رأساً أطول منها. أكثر ما يميز وجهه هو الخطوط التي جعدته، لا شيء مثل حلاوة فيريس. ربما ورث الابن وجه الإنثى من أمه. لم تتذكر كروش إلا بشكل خافت كيف كانت تبدو زوجة بين، لكن بدا لها منطقياً. “بين أرجيل… لقد أصبحت نحيفاً. تبدو أصغر مما كانت عليه عندما رأيتك آخر مرة”. “عندما يواجه الرجل العديد من المشاكل مثلي…”

كان من الأسهل بكثير تصديق أنهم يبيعون الناس إلى قطاع الطرق. بالطبع، لو كانوا يفعلون ذلك، لما كان هناك أي اعتبار للظروف المخففة في إنزال العقوبة، لكن على الأقل بالإمكان فهم دوافعهم.

قالت كروش: “أود طلب مساعدة سموك مع فيريس”. إذا حكمنا من خلال فورة غضبه، يبدو أن فوريير لم يفهم ما كانت تقود إليه حقاً. اتسعت عيناه عندما وضعت كروش يدها على صدرها وتابعت: “صاحب السمو، سيقضي فيريس العام المقبل في القلعة الملكية، كواحد من فرسان الحرس الملكي. هذا العام يمكن أن يحدد مستقبله—هذه هي أهمية الفروسية بالنسبة إلى فيريس. لذلك، أتمنى أن أراه يمر دون وقوع حوادث”.

“مهما كانت الحالة، في اللحظة التي دخلوا فيها تجارة العبيد، انتهك بيت أرجيل قوانين مملكتنا. والنخاس الذي يعمل بجرأة في أرضي ليس أفضل. سيتعين علينا اعتقال كلا الطرفين والتعامل معهم”.

“في هذه الحالة يا سيدتي، هل ستتحركين لإلقاء القبض عليهم على الفور؟”

لسوء الحظ، كان من الصعب جداً تصديق ادعاء الرجل بأنه تاجر تحف. كانت هناك ثمانية أو تسعة من أصل عشرة فرص أن يكون تاجر العبيد الذي كانت تبحث عنه. أشار بين إليها للجلوس على الأريكة. جلس هو ومايلز مقابلها.

“نعم، أنا… لا، انتظر.” سيكون من السهل إرسال جنودنا للقبض على بين آرجيل. لكن مثل هذا القرار سيكون متسرعاً للغاية. كانوا بحاجة إلى الحصول على أكثر من بين. “إذا تحركنا بشكل متهور للغاية، فقد ينجو النخاس بنفسه”.

“شيء غير مرغوب فيه يحدث في بيت أرجيل…؟” “في الوقت الحالي، يا سيدتي، نحاول منع فيريس من سماع ذلك، ولكن… ماذا سنفعل؟” كانت في مكتبها. شبكت كروش ذراعيها . و كانت نظرة مؤلمة على وجه المسؤول الذي أبلغها. كان من أحد فرق الخدم التي ورثتها عن والدها ميكارت مع الدوقية. كان يعرف كروش منذ أن كانت طفلة، و فيريس منذ قدومه إلى منزل كارستن. شخص كان قريباً جداً منهم ومن العائلة لفترة طويلة شارك كروش مخاوفه بشكل طبيعي. قالت كروش: “أنت على حق، أفضل ألا يكتشف فيريس”. لكن الأمر يعتمد على ما يحدث بالضبط. قد تكون هناك حاجة طبيعية لإخباره”. “هذا صحيح يا سيدتي. وفقاً للتقرير، شوهد السيد أرجيل—والد فيريس—يدعو شخصية مشبوهة إلى منزله خلال الأشهر العديدة الماضية. قد يكون نخاس”. “نخاس…؟”

”ذلك ممكن. في الأشهر الماضية، كان تواتر زياراته إلى بيت أرجيل مرة كل شهر أو شهرين”.

هذا يعني أنهم كانوا خونة. ووقعت المسؤولية عن المشكلة على كروش التي تحكم هذه المنطقة. التحقيق الفوري من شأنه أن يسلط الضوء على الحقائق. إذا كانت التهم صحيحة، فسيتم معاقبة لورد الأسرة، ومن المرجح أن ينتهي وجود بيت أرجيل نفسه. إذا حدث ذلك، فسيكون من الصعب على فيريس تجنب التداعيات.

“متى أتى هذا التقرير؟”
“قبل يومين. هذا يعني تركت لهم نافذة لمدة شهرين… “بدا أن المسؤول يخمن ما كان يدور في ذهن كروش. فكرت لبرهة طويلة ثم هزت رأسها، معتبرة أن ليس لديها خيار آخر.

“متى أتى هذا التقرير؟” “قبل يومين. هذا يعني تركت لهم نافذة لمدة شهرين… “بدا أن المسؤول يخمن ما كان يدور في ذهن كروش. فكرت لبرهة طويلة ثم هزت رأسها، معتبرة أن ليس لديها خيار آخر.

“تأكد من مراقبة بيت آل ارجيل في جميع الأوقات. في المرة التالية التي يأتي فيها تاجر العبيد إلى باب منزله، سنأخذهم معاً في الحال. أي اعتراضات؟”
“واحد فقط—أنت لا تفعلين هذا من أجل فيريس، أليس كذلك؟”
“بالكاد. بالطبع أنا أضعه في الاعتبار، لكن مسؤوليتي كدوقة أهم من مشاعري الشخصية. ولا يريد فيريس مني أن أضعه في مقدمة واجبي”.
أومأ المسؤول بارتياح. “ثم، كما تأمر سيادتك.”
انسحب، وترك كروش وحدها في مكتبها. جلست على كرسيها. ناظِرةً للسماء من النافذة. انجرفت خصلات من السحب البيضاء عبر اللون الأزرق الصافي، وهي علامة لا لبس فيها على أن رياح ذلك اليوم قوية.
لا أصدق أنني أعطيت فيريس مراعاة لا داعي لها لمجرد أن هذا الأمر يتعلق بأسرته.
ومع ذلك، خلال الشهرين التاليين، حيث لم يتغير شيء في منزل أرجيل، جاء الوقت المحدد لفيريس للإنضمام للحرس الملكي.
4

“أشياء سيئة تحدث في بيت أرجيل. همم أرى…” أومأ فوريير برأسه. اتصلت به كروش لمشاركة الشاي والتحدث وجهاً لوجه. كانوا في صالة الاستقبال لقصر كارستن، وتضمنت قائمة الضيوف لحفل الشاي هذين الاثنين فقط. استمرت عادة فوريير في زيارة الأسرة حتى بعد أن أصبحت كروش دوقة، على الرغم من أن ذلك كان بوتيرة أقل من ذي قبل.

“أشياء سيئة تحدث في بيت أرجيل. همم أرى…”
أومأ فوريير برأسه. اتصلت به كروش لمشاركة الشاي والتحدث وجهاً لوجه. كانوا في صالة الاستقبال لقصر كارستن، وتضمنت قائمة الضيوف لحفل الشاي هذين الاثنين فقط. استمرت عادة فوريير في زيارة الأسرة حتى بعد أن أصبحت كروش دوقة، على الرغم من أن ذلك كان بوتيرة أقل من ذي قبل.

“ما يزرعه الوالدان، يحصده الأبناء”. هذه ليست مزحة. بماذا يفكر آل ارجيل؟ ” في ذهنها، وجدت كروش نفسها تتذكر اليوم الذي قابلت فيه فيريس لأول مرة. لم يكن شيئاً سوى الجلد والعظام، كان أسوداً تقريباً من الأوساخ، صبي ضعيف لدرجة أنه بالكاد يستطيع التحدث. ألم يكفي أنهم قد أهدروا النصف الأول من حياة فيريس؟ وجدت كروش نفسها مليئة بالغضب الشديد لدرجة أنها عضت شفتها لكبحها، وهي لفتة غير عادية منها.

“لقد صادف أن لدي عمل في المنطقة، تفهمين!” يود القول. “اعتقدت أنني قد أذهب لأرى ما إذا كنتي بصحة جيدة.” كان من الغريب أن فوريير “يحدث” أن يظهر بشكل أساسي في الأيام التي لا تكون فيها كروش مشغولة للغاية لرؤيته. استمرت هذه المصادفات الغريبة في الجزء الأكبر من عشر سنوات حتى الآن، لكن كروش اختارت عدم استجوابه.

“الآن بعد ذلك، سيدة كروش، ما الذي ترغبين في التحدث عنه؟” ”احم. الحق يقال، إن زيارتي اليوم كانت مدفوعة بتقرير تلقاه أحد مرؤوسي. الكلمة هي أن شخصية بغيضة كانت تزور بيت أرجيل مؤخراً”. “هل يمكن أنك تتحدثين عني؟” قال مايلز. “إذا كان الأمر كذلك، يجب أن أعتذر بصدق عن إعطاء الدوقة نفسها سبباً للخروج إلى هنا.” كان لديه نفس النغمة الذليلة كما كان من قبل، لكن النظرة في عينيه كانت مقلقة بصراحة. لا أحد يريد أن يُنظر إليه كشيء يتم تقييمه. “إذا نحينا جانباً مسألة من هو بالضبط، فقد قيل لمرؤوسي أن هذا الشخص تاجر عبيد. لقد جئت لأسمع جانب بين أرجيل من القصة”. استاء مايلز من هذا البيان المفتوح لشكوك كروش، لكن لم يكن هناك تغيير في موقف بين. دق على الطاولة بأصابعه، بدا صارماً كما كان دائماً. قال بين: “أتفهم أن لديك مخاوفك”. “ولكن لدينا عدد قليل جداً من المتصلين في هذا المنزل بعد الآن. الشخص الوحيد الذي يأتي ويذهب بأي تردد سيكون أميالاً عن هنا”. “إذن أنت تقول أن الشائعات عن تجارة العبيد هذا فقط؟” أومأ بين بحزم. لم تشعر بأي ريح تشير إلى أنه كان يحاول خداعها. في الواقع، كانت دوامات عواطفه ضعيفة بشكل استثنائي، كما لو كان منفصلاً. بعيداً عن طمأنة كروش، تركها ذلك مع عدم ثقة غير واضح في بين.

“لقد صادف، تفهمين! مجرد مصادفة! لا تذهبي لفكرة خاطئة! ”

 

“بالتأكيد لا، صاحب السمو.”
“نعم، إجابة جيدة! إجابة جيدة حقًاً، ولكن… يمكنك حمل فكرة خاطئة قليلاً…”
تمتلك كروش كارستن نعمة إلهية، وهي القدرة على رؤية الريح.
سمحت لها نعمة قراءة الرياح برؤية غير المرئي وقراءة تدفقه. مع ذلك، يمكنها حتى معرفة الحالة الحقيقية لقلوب الناس. كان من دواعي فخرها أنها نادراً ما تنخدع.
رغم كل هذه النعمة والقوة، كان هناك شخصان يمكن أن يكذبا عليها ويفلتا بفعلتهما. كان أحدهم فيريس، الذي كان يعرف قلب كروش أفضل من أي شخص آخر، وبالتالي عرف كيف يحافظ على الأشياء بعيداً عنها. والآخر هو فوريير، الذي لم يكن لدى كروش رغبة في كشف أكاذيبه الصلعاء.
“وعلى الرغم من أنها صدفة أن أتيت، يبدو أنها كانت جيدة، أليس كذلك؟”
هبت رياح الكذب في كل مرة تحدث فيها فوريير بكلمة صدفة . لم تكن صدفة بل يقين. لقد جاء فوريير متعمداً للزيارة. كانت كروش بصراحة سعيدة جداً لأنه شعر بمثل هذه الصداقة تجاهها ومع فيريس. هذا هو السبب في أنها لم تشعر بالحاجة إلى الكشف عن كذبه. والآن، كانت تسمح له بإخفاء نواياه الحقيقية لمدة عشر سنوات.
“على أي حال، كروش، أنا أعرف كل شيء عنها، بالطبع. بالطبع أنا أعلم. ولكن فقط للتأكد من أننا على نفس الصفحة، اسمحي لي أن أطرح عليك السؤال، أين هو بيت آرجيل، بالضبط؟ ”

قالت كروش: “أود طلب مساعدة سموك مع فيريس”. إذا حكمنا من خلال فورة غضبه، يبدو أن فوريير لم يفهم ما كانت تقود إليه حقاً. اتسعت عيناه عندما وضعت كروش يدها على صدرها وتابعت: “صاحب السمو، سيقضي فيريس العام المقبل في القلعة الملكية، كواحد من فرسان الحرس الملكي. هذا العام يمكن أن يحدد مستقبله—هذه هي أهمية الفروسية بالنسبة إلى فيريس. لذلك، أتمنى أن أراه يمر دون وقوع حوادث”.

وضعت كروش قدراً كبيراً من التفكير في هذا الأمر، لكن أول ما قاله فوريير قلب المحادثة رأساً على عقب. لقد حاول معرفة ما كان يحدث بينما كان يتظاهر في نفس الوقت بأنه يعرف بالفعل. ابتسمت كروش نصف ابتسامة على موقف فوريير هذا، وقالت، “اعذرني.” حنت رأسها. “أحياناً يتسبب حجم صداقتي معك في أن أنسى نفسي. اعتذاري.”
“لا على الإطلاق، لا داعي لأن تقولي إنك آسفة! أؤكد لك أنني أتذكر كل شيء بتفصيل كبير. أنا ببساطة… أريد أن أتأكد من أننا نتذكر نفس الشيء! لا تترددي في الكلام”.
“نعم سموك. بيت أرجيل هو عائلة فيريس. اسمه الحقيقي، كما تتذكر، هو فيليكس أرجيل، وكان هو الابن الأكبر للعائلة”.
“آه، عائلة فيريس، أليس كذلك؟ وأنت تقولين إنه كان يُدعى فيليكس أرجيل؟ يا لها من حقيقة مثيرة للاهتمام—هذا، بالطبع، كنت أعرف ذلك بالفعل! ”

“بالتأكيد لا، صاحب السمو.” “نعم، إجابة جيدة! إجابة جيدة حقًاً، ولكن… يمكنك حمل فكرة خاطئة قليلاً…” تمتلك كروش كارستن نعمة إلهية، وهي القدرة على رؤية الريح. سمحت لها نعمة قراءة الرياح برؤية غير المرئي وقراءة تدفقه. مع ذلك، يمكنها حتى معرفة الحالة الحقيقية لقلوب الناس. كان من دواعي فخرها أنها نادراً ما تنخدع. رغم كل هذه النعمة والقوة، كان هناك شخصان يمكن أن يكذبا عليها ويفلتا بفعلتهما. كان أحدهم فيريس، الذي كان يعرف قلب كروش أفضل من أي شخص آخر، وبالتالي عرف كيف يحافظ على الأشياء بعيداً عنها. والآخر هو فوريير، الذي لم يكن لدى كروش رغبة في كشف أكاذيبه الصلعاء. “وعلى الرغم من أنها صدفة أن أتيت، يبدو أنها كانت جيدة، أليس كذلك؟” هبت رياح الكذب في كل مرة تحدث فيها فوريير بكلمة صدفة . لم تكن صدفة بل يقين. لقد جاء فوريير متعمداً للزيارة. كانت كروش بصراحة سعيدة جداً لأنه شعر بمثل هذه الصداقة تجاهها ومع فيريس. هذا هو السبب في أنها لم تشعر بالحاجة إلى الكشف عن كذبه. والآن، كانت تسمح له بإخفاء نواياه الحقيقية لمدة عشر سنوات. “على أي حال، كروش، أنا أعرف كل شيء عنها، بالطبع. بالطبع أنا أعلم. ولكن فقط للتأكد من أننا على نفس الصفحة، اسمحي لي أن أطرح عليك السؤال، أين هو بيت آرجيل، بالضبط؟ ”

هبت رياح الكذب مرة أخرى، لكن كروش لم تقل شيئاً. لكن من رد فعل فوريير المرتبك، بدا أنه كان يجهل تماماً العلاقة بين فيريس وآرجيل. لقد توقعت أن يكون فيريس قد شارك تاريخه الشخصي مع الأمير، لكن يبدو أنه لم يكن كذلك. إذا أراد فيريس الحفاظ على هذا الهدوء، فلم يكن من الممكن أن تتحدث كروش عنه، ومع ذلك…
“تبدين غير سعيدة، كروش. أياً كان ما تريدين التحدث عنه، هل هو حقاً عمل فظيع لدرجة جعل وجهك مظلماً؟ ونيابة عن فيريس، لا أقل”.

“—؟ لم أستطع الاعتماد على أي شخص غيرك يا صاحب السمو “. “فهمت، فهمت. انت في نهاية حبلك، اليس كذلك؟ ثم ليس لدي خيار—يمكنك الاعتماد علي! كح! كح! ههررك! ضرب فوريير على صدره—بقسوة شديدة، مما أدى إلى نوبة سعال أخرى. بدا الأمر كما لو أن سير الأمور في ذلك اليوم. كان كافياً لإثارة مخاوف بشأن صحة الأمير. “لا تقلقي. لقد كنت أعاني قليلاً من الحموضة في الآونة الأخيرة. كان أخي الأكبر يسعل أيضاً. ربما أصيب بنزلة برد “. “ليس لي الحق لتقديم طلب آخر منك، صاحب السمو، لكني آمل أن تعتني بنفسك. صحتك تهم عدداً أكبر من الأشخاص غيرك فقط. إذا كنت تشعر بتوعك، فلا داعي للقدوم إلى هنا…” “آه، ولكن عندما أشعر بأنني أضعف، أريد أن أتي لأرا—امم، لا تهتمي! الأهم من ذلك، هل لديك أي خطة لكيفية التعامل مع آل أرجيل؟ ” غيّر فوريير الموضوع، محمراً من كلمات كروش. “بمجرد أن نؤكد أن تاجر العبيد سيذهب حقاً إلى بيت آل ارجيل، سأذهب وأواجههم بنفسي. ثم سنكتشف حقيقة الأمر”. انتظر فوريير لحظة قبل الرد. ثم سأل: “هل تحتاجين حقاً إلى مواجهتهم بنفسك؟ يجب أن أصدق بأنه سيكون أمراً خطيراً”. “أود التعامل مع الأمور داخلياً، دون خروج الأمور عن السيطرة… وهناك فيريس للتفكير فيه “. إذا كان الأمر يتعلق ببساطة باعتقالهم، فيمكنها إرسال الجيش. ولكن إذا كان بيت آل ارجيل قد ارتكب جريمة كبرى، فقد يتم وضع فيريس عن غير قصد في موقف مشكوك فيه أيضاً. في أسوأ السيناريوهات، قد يضطر بيت كارستن إلى تبني فيريس رسمياً قبل التعامل مع آل ارجيل. “صاحب السمو، أطلب بتواضع أن تحافظ على هذا عن فيريس. سأبذل قصارى جهدي للتعامل مع هذا شخصياً، كمسألة محلية”. “بينما أراقبه في العاصمة—جيد جداً. هذا بيني وبينك سأحتفظ به لنفسي. ولكن إذا تغيرت الرياح وساءت الأمور، لا يمكنني أن أعدك بأنني سأبقى هادئاً حيال ذلك. حسنا؟” أومأ فوريير برأسه، على الرغم من مخاوفه المستمرة بشأن خطة كروش. لقد تعمد استخدام استعارة تغير الرياح للشابة المباركة بالقدرة على قراءة اليراح نفسه. رأت كروش نفسها تنعكس في عينيه القرمزية. مر برد طفيف أسفل عمودها الفقري. “أنا أفهم، صاحب السمو. إذا حانت تلك اللحظة، فأنا أثق في حكمك “. نظرت إلى الباب—على وجه التحديد، نحو ذروة بيت كارستن المنقوشة. للحظة، رأت صورة فوريير تتداخل مع ذروة الأسد الذي يكشف أنيابه.

“صاحب السمو…”
“أنت تتساءلين كيف أعرف؟ بالتأكيد لا داعي للسؤال. لقد رأيت وجهك طوال هذه السنوات، تماماً كما وعدتُ أنني سأكون في حديقة الزهور. الوضوح والهدوء يناسبك أكثر. هذا القلق هو الأكثر غرابة فيك. أخبريني بما حدث”.

 

عندما تحدث فوريير بهذه الطريقة، هز قلب كروش. فكرت مرة أخرى في اجتماعهم الأول. منذ ذلك الحين، وحتى هذه اللحظة بالذات، بدا فوريير أحياناً وكأنه يرى بوضوح أكثر من كروش، التي يُفترض أنه لديها موهبة قراءة الرياح. وقد عرفت كروش من التجربة كيف أن الكلمات التي قالها يمكن أن تكون قادرة على كسر الجمود.
“إذا اكتشف أنني أخبرتك، فسيغضب فيريس مني.”
“أوه، فقط أخبريه أنني أجبرتك. لقد أمسكت بك، وقلت إنني لن أسامحك أبداً إذا لم تخبريني. نعم! هذا ما يجب أن تقوليه”.
“أنت تمزح. لا يمكنك ابداً ان تضغط علي يا صاحب السمو… صاحب السمو؟ هل انت بخير؟ سقطت على ركبتيك فجأة…”
“نعم، أنا بخير… أنا بخير تماماً. يرجى المواصلة.”
مر فوريير بهذه اللحظات في بعض الأحيان، نوع من الهجوم أو رد الفعل عبست كروش، لكنها أخبرت الأمير عن تاريخ فيريس والمعاملات المظلمة التي تجري في بيت آل ارجيل.
—التقت كروش وفيريس قبل تسع سنوات. كان سبب ذلك اللقاء هو نفسه سبب هذا اللقاء: لقد رافقت كروش والدها، ميكارت، الذي كان يحقق في شائعات عن أحداث غير طبيعية في بيت آل ارجيل.

لا زال المنزل كما كان. لم يكن هناك أي شعور بأن فرقةً مسلحة تختبئ في أي مكان بالداخل. في الواقع، لم تكن هناك أي علامة على وجود أي شخص آخر على الإطلاق.

كان والدا فيريس كلاهما إنسانين تماماً، ومع ذلك فقد ولد فيريس بآذان قطة. قد يثير هو وأذنيه الشكوك في أن بيت أرجيل يحمل دماً قذرا، لذلك لمدة عشر سنوات تقريباً بعد ولادته، كان فيريس محبوساً في قبو المنزل ليلاً ونهاراً. في وقت لاحق، استقبله منزل كارستن بحجة التبني، وكانت هذه هي الطريقة التي التقى بها فيريس وكروش. وهكذا، فقد أمضوا أيامهم كمرافق وسيدته.

في السنوات العشر التي عرفوا فيها بعضهم البعض لم تكن كروش قد رأت فوريير يستغل منصبه أو يقدم أي مطالب غير مبررة ولو لمرة واحدة. بالطبع، غالباً ما كان الناس يذعنون له بسبب رتبته، لكنه لم يكن من النوع الذي يطلب مثل هذه الخدمة بنفسه.

“—”
نظراً لأن كروش ربطت كل هذا لـ فوريير، فقد استبعدت الأجزاء غير الضرورية، وجعلتها عمداً تبدو غامضة حيث يمكنها، لكنها في النهاية أخبرته معظم الحقائق. استمع فوريير إلى كل شيء بهدوء وتركيز مقلق تقريباً.

“… لا يغتفر.” انزلقت الكلمة حاملة معها غضب لا يخفى. كان فوريير قد أغمض عينيه، لكنه الآن فتحهما، ولونهما القرمزي يلمع كاللهب. “مثل هذا السلوك لا يغتفر! للإعتقاد أن صديقي فيريس قد عومل بطريقة غير إنسانية من قبل والدته ووالده! وما زالوا يخططون ويتآمرون! أنا بالتأكيد لن أظهر لهم أي رحمة. حتى بدون معرفة فيريس، أقسم أنني سأ—كح! كحح! ك-كح! دفعت اندفاعة الغضب فوريير إلى نوبة سعال. “سموك، لا تنفعل. هنا، اشرب بعض الشاي”. قدمت له كوباً، قام فوريير بشربه في جرعة واحدة وضربه مرة أخرى على الطاولة. “—لا ساخ-خن!” الشاي الساخن حول وجهه إلى اللون الأحمر وشوه الكلمات التي حاول أن يتكلمها. لكن المشاعر التي احتوتها، ومشاعر الصداقة مع فيريس، كان لا لبس فيها. “كروش، يجب أن تقبضي على هؤلاء الأوغاد، ويجب أن تفعلي ذلك على الفور. لحسن الحظ، فيريس موجود في العاصمة للتدريب في الوقت الحالي. قد لا نكون قادرين على اخفاء كل شيء عنه، ولكن على الأقل يمكننا حمايته من الاضطرار إلى رؤية أبشع جزء”. “أنا أفهم يا مولاي. لكننا نتعامل مع تاجر عبيد يعمل داخل حدودنا. إذا أردنا معرفة من أين أتى، فلا يمكننا التصرف باندفاع شديد. أرجو تفهمك لهذا الأمر”. “ارر… اهه… في هذه الحالة، لماذا أخبرتني عن هذا؟ إذا كنت لن تتصرفي على الفور، فستكون الأمور في طريق مسدود. وإذا كنت قد فكرت في المستقبل بعيداً، فما الذي تحتاجينه مني؟ ”

“… لا يغتفر.”
انزلقت الكلمة حاملة معها غضب لا يخفى. كان فوريير قد أغمض عينيه، لكنه الآن فتحهما، ولونهما القرمزي يلمع كاللهب.
“مثل هذا السلوك لا يغتفر! للإعتقاد أن صديقي فيريس قد عومل بطريقة غير إنسانية من قبل والدته ووالده! وما زالوا يخططون ويتآمرون! أنا بالتأكيد لن أظهر لهم أي رحمة. حتى بدون معرفة فيريس، أقسم أنني سأ—كح! كحح! ك-كح! دفعت اندفاعة الغضب فوريير إلى نوبة سعال.
“سموك، لا تنفعل. هنا، اشرب بعض الشاي”. قدمت له كوباً، قام فوريير بشربه في جرعة واحدة وضربه مرة أخرى على الطاولة.
“—لا ساخ-خن!” الشاي الساخن حول وجهه إلى اللون الأحمر وشوه الكلمات التي حاول أن يتكلمها. لكن المشاعر التي احتوتها، ومشاعر الصداقة مع فيريس، كان لا لبس فيها. “كروش، يجب أن تقبضي على هؤلاء الأوغاد، ويجب أن تفعلي ذلك على الفور. لحسن الحظ، فيريس موجود في العاصمة للتدريب في الوقت الحالي. قد لا نكون قادرين على اخفاء كل شيء عنه، ولكن على الأقل يمكننا حمايته من الاضطرار إلى رؤية أبشع جزء”.
“أنا أفهم يا مولاي. لكننا نتعامل مع تاجر عبيد يعمل داخل حدودنا. إذا أردنا معرفة من أين أتى، فلا يمكننا التصرف باندفاع شديد. أرجو تفهمك لهذا الأمر”.
“ارر… اهه… في هذه الحالة، لماذا أخبرتني عن هذا؟ إذا كنت لن تتصرفي على الفور، فستكون الأمور في طريق مسدود. وإذا كنت قد فكرت في المستقبل بعيداً، فما الذي تحتاجينه مني؟ ”

وضعت كروش قدراً كبيراً من التفكير في هذا الأمر، لكن أول ما قاله فوريير قلب المحادثة رأساً على عقب. لقد حاول معرفة ما كان يحدث بينما كان يتظاهر في نفس الوقت بأنه يعرف بالفعل. ابتسمت كروش نصف ابتسامة على موقف فوريير هذا، وقالت، “اعذرني.” حنت رأسها. “أحياناً يتسبب حجم صداقتي معك في أن أنسى نفسي. اعتذاري.” “لا على الإطلاق، لا داعي لأن تقولي إنك آسفة! أؤكد لك أنني أتذكر كل شيء بتفصيل كبير. أنا ببساطة… أريد أن أتأكد من أننا نتذكر نفس الشيء! لا تترددي في الكلام”. “نعم سموك. بيت أرجيل هو عائلة فيريس. اسمه الحقيقي، كما تتذكر، هو فيليكس أرجيل، وكان هو الابن الأكبر للعائلة”. “آه، عائلة فيريس، أليس كذلك؟ وأنت تقولين إنه كان يُدعى فيليكس أرجيل؟ يا لها من حقيقة مثيرة للاهتمام—هذا، بالطبع، كنت أعرف ذلك بالفعل! ”

قالت كروش: “أود طلب مساعدة سموك مع فيريس”.
إذا حكمنا من خلال فورة غضبه، يبدو أن فوريير لم يفهم ما كانت تقود إليه حقاً. اتسعت عيناه عندما وضعت كروش يدها على صدرها وتابعت: “صاحب السمو، سيقضي فيريس العام المقبل في القلعة الملكية، كواحد من فرسان الحرس الملكي. هذا العام يمكن أن يحدد مستقبله—هذه هي أهمية الفروسية بالنسبة إلى فيريس. لذلك، أتمنى أن أراه يمر دون وقوع حوادث”.

“في هذه الحالة يا سيدتي، هل ستتحركين لإلقاء القبض عليهم على الفور؟”

“وأنت تطلبين مني أن أرى ذلك يحدث؟ فقط لكي تعرفي، ماركوس، الرجل الذي يشرف على الحرس الملكي، عنيد لكنه عادل. إنه ليس من النوع الذي يقدم خدمات لا داعي لها. يمكنني أن أطلب منه أن يعطي فيريس معاملة خاصة، لكنني أضمن أنها ستقع على آذان صماء. وليس لدي أي نية لتقديم هذا النوع من المساعدة لفيريس، على أي حال. هذا سيؤذيه فقط—قد يرتدي زي امرأة، لكن لديه فخر رجل! ”

“مهما كانت الحالة، في اللحظة التي دخلوا فيها تجارة العبيد، انتهك بيت أرجيل قوانين مملكتنا. والنخاس الذي يعمل بجرأة في أرضي ليس أفضل. سيتعين علينا اعتقال كلا الطرفين والتعامل معهم”.

في السنوات العشر التي عرفوا فيها بعضهم البعض لم تكن كروش قد رأت فوريير يستغل منصبه أو يقدم أي مطالب غير مبررة ولو لمرة واحدة. بالطبع، غالباً ما كان الناس يذعنون له بسبب رتبته، لكنه لم يكن من النوع الذي يطلب مثل هذه الخدمة بنفسه.

“متى أتى هذا التقرير؟” “قبل يومين. هذا يعني تركت لهم نافذة لمدة شهرين… “بدا أن المسؤول يخمن ما كان يدور في ذهن كروش. فكرت لبرهة طويلة ثم هزت رأسها، معتبرة أن ليس لديها خيار آخر.

وتابع: “إذا كنتي تتوقعين مني مثل هذه الأشياء، فأنت ترتكبين خطأ. كروش، أعرف مدى اهتمامك بفريس، لكن في هذه الحالة أدى ذلك إلى ضلالك. إنه ليس ضعيفاً كما تخشين، ولا ليناً لدرجة أنه يريد الحماية منك ومنّي”.

“نعم، أنا… لا، انتظر.” سيكون من السهل إرسال جنودنا للقبض على بين آرجيل. لكن مثل هذا القرار سيكون متسرعاً للغاية. كانوا بحاجة إلى الحصول على أكثر من بين. “إذا تحركنا بشكل متهور للغاية، فقد ينجو النخاس بنفسه”.

“—”
ثم عقد فوريير ذراعيه وسعل مرة أخرى لفترة وجيزة. كان وجهه أحمر. كانت كروش ممتنة بصمت على كلماته. كان هناك من يرى قدرات فيريس ويقدره بالنسبة لهم. ولكن لم يكن هناك أي شخص آخر غير فوريير يثق تماماً ويدافع عن قلب فيريس.
“سموك، يجب أن أعتذر. يبدو أنني أعطيتك انطباعاً خاطئاً. ما أود أن أطلبه منك ليس أن تحصل على أي استراحات لفيريس في وحدته”.
“أوه؟ أليس كذلك؟ ” فوجئ فوريير عندما اكتشف أن ثورته العاطفية قد تم توجيهها بشكل خاطئ. لم تضغط كروش على النقطة، لكنها افترضت موقفاً يدعو إلى الاحترام.
“صاحب السمو، أفهم أنني أطلب الكثير، وأنا مستعدة لمواجهة توبيخك لي. ولكن إذا كان ذلك ممكناً، فهل تستطيع طلب فيريس في القلعة الملكية، أطلب منك التحدث معه”.
“…أن أتحدث معه؟ هذا كل شئ؟”
“نعم. أنت تفهم موقف فيريس. من غير المحتمل أن يتم الترحيب به”.
جعلت آذان القط لفيريس، الناس يشتبهون في أنه شبه بشري، قبوله في الحرس الملكي أمر استثنائي. لم يكن من المرجح أن يكون تفضيله للباس المرأة وقلة خبرته في السيف
تكسب له أي أصدقاء. لكن فيريس كان ميالاً إلى التصرف بشكل مثالي وفقاً لطبيعته، بغض النظر عن مدى معاداة الناس له. بغض النظر عن مدى الألم. “أنا لا أشك في قوة روحه. لكن لكل فرد حدوده. حتى أنه قد لا يدرك كيف أصبح مرهقاً عاطفياً. إذا كان بإمكانه تلقي كلمة طيبة منك قبل حدوث ذلك…”
“هل تعتقدين أن وجهاَ مألوفاً سيخفف عن ذهنه…؟ هاذا هو؟”
“نعم.” أخرجت كروش أنفاسها، سعيدة لأنها أوضحت وجهة نظرها.
ثم ابتسمت ومدت رقبتها برفق. “بغض النظر عن مدى اهتمامي بفيريس، فأنا لست مفرطة في حمايتي بحيث أعتمد على رتبتك للحصول على خدمات.”
لن يقدر فيريس ذلك إذا كانوا يمدون يدهم باستمرار حتى لا يسقط، أو يدفعون ظهره حتى لا يتوقف، أو يحمونه حتى لا يتأذى. لكن يمكن أن يقدموا فترة راحة للحظة. هذا ما طلبته من فوريير.
الآن بعد أن فهم فوريير ما تريده حقاً، عبس ونظر إليها بقلق. “ولكن مع ذلك، كروش—”
“ما الأمر يا مولاي؟”
“أعتقد أنك تبالغين في الحماية بنفس القدر. من الأفضل أن تعترفي بذلك لنفسك”.
لم تكن تتوقع ابداً أن يدلي فوريير بمثل هذا الادعاء، وقد أصابها ذلك بالذهول. تسبب رد فعلها في أن ينفجر فوريير ضاحكاً، ويصفع ركبتيه في التسلية.
“ممتاز! سأسمح لرد فعلك الأكثر غرابة الآن فقط أن يقنعني.
على أي حال، يتمتع الحرس الملكي بوقت فراغ كبير عندما لا يكونون في الخدمة. ومن غير المحتمل أن يتم تكليف الوافد الجديد بمرافقة والدي أو إخوتي الكبار في إحدى رحلاتهم. لن يمانعوا إذا سألت عن رفقة فيريس”.
يبدو أن فوريير مستمتعا تماماً عندما أعلن أنه سيوافق على طلب كروش. وأضاف وهو يغمز بشكل غير معهود: “لكن، إذا كان هذا هو كل ما كنت ستسألينه، فلماذا اخبرتني عن ما يجري في بيت أرجيل؟”
“الأمر ببساطة أنه إذا أصبحت الأمور مع العائلة علنية، فلا بد أن يسمع فيريس عنها. إذا حدث ذلك، فأنا أريد شخصاً قريباً منه يعرف ما يحدث. لم أستطع الاعتماد على أي شخص غيرك يا صاحب السمو”.
”أمم! في الواقع! لأنني رجل موثوق به! أود منك أن تعيدي كلماتك”.

هبت رياح الكذب مرة أخرى، لكن كروش لم تقل شيئاً. لكن من رد فعل فوريير المرتبك، بدا أنه كان يجهل تماماً العلاقة بين فيريس وآرجيل. لقد توقعت أن يكون فيريس قد شارك تاريخه الشخصي مع الأمير، لكن يبدو أنه لم يكن كذلك. إذا أراد فيريس الحفاظ على هذا الهدوء، فلم يكن من الممكن أن تتحدث كروش عنه، ومع ذلك… “تبدين غير سعيدة، كروش. أياً كان ما تريدين التحدث عنه، هل هو حقاً عمل فظيع لدرجة جعل وجهك مظلماً؟ ونيابة عن فيريس، لا أقل”.

“—؟ لم أستطع الاعتماد على أي شخص غيرك يا صاحب السمو “.
“فهمت، فهمت. انت في نهاية حبلك، اليس كذلك؟ ثم ليس لدي خيار—يمكنك الاعتماد علي! كح! كح! ههررك! ضرب فوريير على صدره—بقسوة شديدة، مما أدى إلى نوبة سعال أخرى. بدا الأمر كما لو أن سير الأمور في ذلك اليوم. كان كافياً لإثارة مخاوف بشأن صحة الأمير.
“لا تقلقي. لقد كنت أعاني قليلاً من الحموضة في الآونة الأخيرة. كان أخي الأكبر يسعل أيضاً. ربما أصيب بنزلة برد “.
“ليس لي الحق لتقديم طلب آخر منك، صاحب السمو، لكني آمل أن تعتني بنفسك. صحتك تهم عدداً أكبر من الأشخاص غيرك فقط. إذا كنت تشعر بتوعك، فلا داعي للقدوم إلى هنا…”
“آه، ولكن عندما أشعر بأنني أضعف، أريد أن أتي لأرا—امم، لا تهتمي! الأهم من ذلك، هل لديك أي خطة لكيفية التعامل مع آل أرجيل؟ ” غيّر فوريير الموضوع، محمراً من كلمات كروش.
“بمجرد أن نؤكد أن تاجر العبيد سيذهب حقاً إلى بيت آل ارجيل، سأذهب وأواجههم بنفسي. ثم سنكتشف حقيقة الأمر”.
انتظر فوريير لحظة قبل الرد. ثم سأل: “هل تحتاجين حقاً إلى مواجهتهم بنفسك؟ يجب أن أصدق بأنه سيكون أمراً خطيراً”.
“أود التعامل مع الأمور داخلياً، دون خروج الأمور عن السيطرة… وهناك فيريس للتفكير فيه “.
إذا كان الأمر يتعلق ببساطة باعتقالهم، فيمكنها إرسال الجيش. ولكن إذا كان بيت آل ارجيل قد ارتكب جريمة كبرى، فقد يتم وضع فيريس عن غير قصد في موقف مشكوك فيه أيضاً. في أسوأ السيناريوهات، قد يضطر بيت كارستن إلى تبني فيريس رسمياً قبل التعامل مع آل ارجيل.
“صاحب السمو، أطلب بتواضع أن تحافظ على هذا عن فيريس. سأبذل قصارى جهدي للتعامل مع هذا شخصياً، كمسألة محلية”.
“بينما أراقبه في العاصمة—جيد جداً. هذا بيني وبينك سأحتفظ به لنفسي. ولكن إذا تغيرت الرياح وساءت الأمور، لا يمكنني أن أعدك بأنني سأبقى هادئاً حيال ذلك. حسنا؟” أومأ فوريير برأسه، على الرغم من مخاوفه المستمرة بشأن خطة كروش.
لقد تعمد استخدام استعارة تغير الرياح للشابة المباركة بالقدرة على قراءة اليراح نفسه. رأت كروش نفسها تنعكس في عينيه القرمزية. مر برد طفيف أسفل عمودها الفقري.
“أنا أفهم، صاحب السمو. إذا حانت تلك اللحظة، فأنا أثق في حكمك “. نظرت إلى الباب—على وجه التحديد، نحو ذروة بيت كارستن المنقوشة. للحظة، رأت صورة فوريير تتداخل مع ذروة الأسد الذي يكشف أنيابه.

—بعد أسبوع، تقرر أن تاجر العبيد كان بالفعل ذاهباً إلى بيت أرجيل.

لم يبذل بين أي جهد للمقاومة، قادها فقط إلى غرفة الاستقبال كما لو كان يتوقع هذا. ساروا عبر ممر معتم—بدا أن الضوء كان منخفضاً عن عمد—وصعودوا سلماً ضيقاً إلى غرفة الاستقبال في الطابق الثاني.

5

“نعم كانوا. أنا ببساطة لست في وضع يسمح لي بالانغماس في أي نوع من الإفراط بعد الآن. الأشخاص الوحيدون هنا الآن هم أنا وزوجتي وخادمة واحدة بقيت معنا بدافع المودة الشخصية “. قادها إلى أسفل القاعة.

أثبت بين أرجيل استعداده المفاجئ لدعوة كروش إلى منزله. شغفه جعلها تشتبه في أنها مصيدة في البداية، لكن عندما وصلت، أظهر لها الداخل، فخف قلقها تدريجياً.

لسوء الحظ، كان من الصعب جداً تصديق ادعاء الرجل بأنه تاجر تحف. كانت هناك ثمانية أو تسعة من أصل عشرة فرص أن يكون تاجر العبيد الذي كانت تبحث عنه. أشار بين إليها للجلوس على الأريكة. جلس هو ومايلز مقابلها.

لا زال المنزل كما كان. لم يكن هناك أي شعور بأن فرقةً مسلحة تختبئ في أي مكان بالداخل. في الواقع، لم تكن هناك أي علامة على وجود أي شخص آخر على الإطلاق.

“مهما كانت الحالة، في اللحظة التي دخلوا فيها تجارة العبيد، انتهك بيت أرجيل قوانين مملكتنا. والنخاس الذي يعمل بجرأة في أرضي ليس أفضل. سيتعين علينا اعتقال كلا الطرفين والتعامل معهم”.

قالت كروش: “سمعت شائعات بأنك أطلقت خدمك”. “يبدو أن هذا صحيح.”

“نعم كانوا. أنا ببساطة لست في وضع يسمح لي بالانغماس في أي نوع من الإفراط بعد الآن. الأشخاص الوحيدون هنا الآن هم أنا وزوجتي وخادمة واحدة بقيت معنا بدافع المودة الشخصية “. قادها إلى أسفل القاعة.

“نعم كانوا. أنا ببساطة لست في وضع يسمح لي بالانغماس في أي نوع من الإفراط بعد الآن. الأشخاص الوحيدون هنا الآن هم أنا وزوجتي وخادمة واحدة بقيت معنا بدافع المودة الشخصية “. قادها إلى أسفل القاعة.

قالت كروش: “أود طلب مساعدة سموك مع فيريس”. إذا حكمنا من خلال فورة غضبه، يبدو أن فوريير لم يفهم ما كانت تقود إليه حقاً. اتسعت عيناه عندما وضعت كروش يدها على صدرها وتابعت: “صاحب السمو، سيقضي فيريس العام المقبل في القلعة الملكية، كواحد من فرسان الحرس الملكي. هذا العام يمكن أن يحدد مستقبله—هذه هي أهمية الفروسية بالنسبة إلى فيريس. لذلك، أتمنى أن أراه يمر دون وقوع حوادث”.

بين أرجيل هو والد فيريس، والرجل الذي كان محور الشكوك حول بيت آل ارجيل. حقيقة أن بين نفسه، وليس الخادمة من استقبل كروش عند الباب أعطى مصداقية لادعاءاته.

“—تعويض، كما تقولين؟”

“أنا آسف لأن زوجتي غير قادرة على الترحيب بك. إنها مريضة في السرير. وخادمتي تعتني بزائر آخر، لذلك تركتني لمضاعفة وقاحتي من خلال الترحيب بك بنفسي”.

—بعد أسبوع، تقرر أن تاجر العبيد كان بالفعل ذاهباً إلى بيت أرجيل.

“لا مانع. إنه خطأي لأنني حضرت فجأة. لكن كان يجب أن تكون هذه الزيارة مفاجئة، ولهذا، ليس لدي أي نية للاعتذار”.

لا زال المنزل كما كان. لم يكن هناك أي شعور بأن فرقةً مسلحة تختبئ في أي مكان بالداخل. في الواقع، لم تكن هناك أي علامة على وجود أي شخص آخر على الإطلاق.

“أوه-هو…”
توقف بين ونظر إلى الوراء في هذه الملاحظة العفوية. كانت كروش طويلة بالنسبة للمرأة، لكنه كان رأساً أطول منها. أكثر ما يميز وجهه هو الخطوط التي جعدته، لا شيء مثل حلاوة فيريس.
ربما ورث الابن وجه الإنثى من أمه. لم تتذكر كروش إلا بشكل خافت كيف كانت تبدو زوجة بين، لكن بدا لها منطقياً.
“بين أرجيل… لقد أصبحت نحيفاً. تبدو أصغر مما كانت عليه عندما رأيتك آخر مرة”.
“عندما يواجه الرجل العديد من المشاكل مثلي…”

“—نغغ. ماااالذي تتهدت عنه…؟ ” وجدت كروش أن شفتيها لا تستطيعان تكوين الكلمات في ردها، ثم أصابتها موجة من الدوار. انزلقت يدها عن مسند ذراع الأريكة وسقطت على الأرض. تذبذب وعيها. وعيناها تدور. بحلول الوقت الذي أدركت فيه أنها قد تم تخديرها، كان الأوان قد فات. لكنها لم تضع أي شيء في فمها…

فقط عندما عادت إلى ذكرياتها، أدركت كروش مدى تغير الرجل الذي أمامها. كان لـ بين ذات مرة لحية رفيعة وبدا رجلاً جيداً، ولكن الآن لم يكن هناك أي أثر للشبه مع اتجاهه السابق. كانت تعابير وجهه قاتمة، وظهرت بقع من الشعر الأبيض على رأسه وذقنه. السنوات التسع الماضية لم تكن لطيفة معه.

“كيف هو فيليكس؟ هل هو بخير؟” “—” اندهشت كروش بهدوء لسماعه يذكر فيريس. اعتبر بين الطفل كدليل على خيانة زوجته، وقد أدى ذلك في النهاية إلى سقوط منزل أرجيل. يُتوقع منه أن يظل مستاء من الصبي بسبب ذلك حتى الآن. ابتسم بيت في وجه كروش المذهول. “حتى أنت يمكن أن تتفاجئي, الدوقة…” “أعترف، لم أكن أتوقع ذلك. كنت متأكدة من أنك لن تفكر كثيراً في فيريس… أعني، فيليكس”. “أي من الوالدين لا يقدر طفله؟ أو إن لم يكن كنزاً، فما هو الوالد الذي يرغب في ترك طفله يموت في مكان ما؟ خاصة عندما يعلم أن الصبي هو من دمه”. كان صوت بين خافتاً، مع انعطاف ضئيل. كان من الصعب معرفة ما كان يفكر فيه حقاً. لكن كروش لم تكن تستمع إلى صوته. كانت تركز على الرياح، وهناك وجدت أسفاً وحزناً لا لبس فيه. بدا بين على الأقل مستاءً من الأعمال اللاإنسانية التي ارتكبها ضد فيريس، الذي اعترف به الآن على أنه ابنه الحقيقي. إذا كان قد اعتبر فيريس إبنه منذ البداية وأحبّه مثل أي أب آخر، لكانت الأمور مختلفة تماماً. هل كانوا ليكونوا أفضل؟ لم يكن السؤال الذي يمكن أن تجيب عليه كروش بسهولة. “آسف، لم أقصد التوقف. نظرا لأن غرفة الاستقبال لدينا مشغولة، ربما صالوننا… لكنك أتيتي لشيء آخر اليوم، أفترض”. استأنف بين المشي تماماً عندما بدأت كروش تعتقد أنها لا تستطيع تحمل المزيد. رمشت كروش مرة واحدة، لتبدد حزنها، وأجابت، “نعم. لدي عمل مع زائر آخر. أعلم أنني أفرض نفسي، لكن الأمور ستسير بشكل أسرع إذا اصطحبتني ببساطة إلى غرفة الاستقبال الخاصة بك. لكلينا. “” فهمت. بهذه الطريق، إذن، من فضلك”.

“كيف هو فيليكس؟ هل هو بخير؟”
“—”
اندهشت كروش بهدوء لسماعه يذكر فيريس. اعتبر بين الطفل كدليل على خيانة زوجته، وقد أدى ذلك في النهاية إلى سقوط منزل أرجيل. يُتوقع منه أن يظل مستاء من الصبي بسبب ذلك حتى الآن.
ابتسم بيت في وجه كروش المذهول.
“حتى أنت يمكن أن تتفاجئي, الدوقة…”
“أعترف، لم أكن أتوقع ذلك. كنت متأكدة من أنك لن تفكر كثيراً في فيريس… أعني، فيليكس”.
“أي من الوالدين لا يقدر طفله؟ أو إن لم يكن كنزاً، فما هو الوالد الذي يرغب في ترك طفله يموت في مكان ما؟ خاصة عندما يعلم أن الصبي هو من دمه”.
كان صوت بين خافتاً، مع انعطاف ضئيل. كان من الصعب معرفة ما كان يفكر فيه حقاً. لكن كروش لم تكن تستمع إلى صوته. كانت تركز على الرياح، وهناك وجدت أسفاً وحزناً لا لبس فيه. بدا بين على الأقل مستاءً من الأعمال اللاإنسانية التي ارتكبها ضد فيريس، الذي اعترف به الآن على أنه ابنه الحقيقي. إذا كان قد اعتبر فيريس إبنه منذ البداية وأحبّه مثل أي أب آخر، لكانت الأمور مختلفة تماماً. هل كانوا ليكونوا أفضل؟ لم يكن السؤال الذي يمكن أن تجيب عليه كروش بسهولة.
“آسف، لم أقصد التوقف. نظرا لأن غرفة الاستقبال لدينا مشغولة، ربما صالوننا… لكنك أتيتي لشيء آخر اليوم، أفترض”.
استأنف بين المشي تماماً عندما بدأت كروش تعتقد أنها لا تستطيع تحمل المزيد. رمشت كروش مرة واحدة، لتبدد حزنها، وأجابت، “نعم. لدي عمل مع زائر آخر. أعلم أنني أفرض نفسي، لكن الأمور ستسير بشكل أسرع إذا اصطحبتني ببساطة إلى غرفة الاستقبال الخاصة بك. لكلينا. “” فهمت. بهذه الطريق، إذن، من فضلك”.

“في هذه الحالة يا سيدتي، هل ستتحركين لإلقاء القبض عليهم على الفور؟”

لم يبذل بين أي جهد للمقاومة، قادها فقط إلى غرفة الاستقبال كما لو كان يتوقع هذا. ساروا عبر ممر معتم—بدا أن الضوء كان منخفضاً عن عمد—وصعودوا سلماً ضيقاً إلى غرفة الاستقبال في الطابق الثاني.

“ومع ذلك، لا يوجد حد للأشخاص الذين يريدون أن يلطخوا أيديهم بهذا النوع من الأعمال… الادعاء بأن بيت آل ارجيل يعمل مع بائعي العبيد لبيع الناس في مجالنا لممالك أخرى؟ هذا يعني…”

طرق بين. أجاب عليه صوت امرأة, فتح الباب وظهرت امرأة في منتصف العمر. للحكم من خلال ملابسها، كانت هذه آخر خادمة في المنزل.

قالت كروش: “سمعت شائعات بأنك أطلقت خدمك”. “يبدو أن هذا صحيح.”

تشنج وجه المرأة عندما رأت كروش. أعطتها الدوقة إيماءة صامتة فقط.

وتابع: “إذا كنتي تتوقعين مني مثل هذه الأشياء، فأنت ترتكبين خطأ. كروش، أعرف مدى اهتمامك بفريس، لكن في هذه الحالة أدى ذلك إلى ضلالك. إنه ليس ضعيفاً كما تخشين، ولا ليناً لدرجة أنه يريد الحماية منك ومنّي”.

“رئيس؟ لماذا الدوقة الفاضلة…؟ ”
“ألا تتذكرين؟ لقد أخبرتك أنني سأجعلها تنضم إلينا هنا.
حضّري لها الشاي “. بناءً على تعليمات بين المقصوصة، انحنت الخادمة إلى كروش وضغطت للخارج من خلال الباب. دخلت كروش، بدورها، إلى الغرفة. استقبلها صوت عند دخولها.
“حسناً، حسناً، شيء شاب جميل لدينا هنا.” كان صاحب الصوت رجلاً غير لطيف المظهر. كان جسده كله ملفوفاً برداء أبيض. كان لديه شعر رمادي قصير ووجه يشبه الجرذان. لم تكن كروش سطحية بما يكفي للحكم على الناس من خلال مظهرهم، ولكن بدا أن الانجذاب للعنف كان يثقل كاهله.
“يجب أن أطلب تساهلك ؛ كانت زيارتها مفاجئة للغاية. اسمح لي أن أقدم لك الدوقة كروش كارستن، حاكمة هذه المنطقة. سيدتي، إذا جاز لي…؟ ” وقف بجانب كروش، أعلن عنها بين، ثم حاول الانتقال إلى موضوع الزائر الآخر. أعطت كروش أدنى إيماءة، وأشار بين إلى الرجل الذي يشبه الجرذ. “هذا مايلز. إنه يتعامل في التحف التي أفضّلها. إنه ينتقل من بلد إلى آخر، ويتاجر في أكثر الأشياء غرابة… ربما لا يوجد شيء غريب مثل الميتيا، ولكن العديد من الأشياء المثيرة للاهتمام هي نفسها. ”
”سيدتي. يجب أن أقول، أنك أجمل دوقة واجهتها في جميع رحلاتي. أنا بالتأكيد لم أتوقع مقابلتك هنا.
يا لها من متعة كبيرة، “قال الرجل ذو وجه الجرذ، وهو ينتقل بسلاسة من بين. كانت كلماته مهذبة تماماً، ولكن كان هناك تلميح من المراوغة بشأنها.
تجاهلت كروش معظم ما قاله. تمتمت فقط، “تاجر تحف…؟”
“هل سيدتي لديها ذوق للأشياء القديمة و المثيرة؟ سأضطر إلى زيارة مقر إقامتك الموقر في وقت آخر…”
“أنا أقدر ذلك، لكن هذا لن يكون ضرورياً. ما زلت صغيرة جداً على الشعور بـ وزن التاريخ بشدة. هناك شيء أريد أن أتحدث إليكم عنه “.

“ومع ذلك، لا يوجد حد للأشخاص الذين يريدون أن يلطخوا أيديهم بهذا النوع من الأعمال… الادعاء بأن بيت آل ارجيل يعمل مع بائعي العبيد لبيع الناس في مجالنا لممالك أخرى؟ هذا يعني…”

هزت رأسها عن دعوة مايلز وحاولت جذب بين إلى المحادثة. كانت شكوكها بشأنه قد تضاءلت إلى حد ما أثناء حديثهما في الردهة، ولكن منذ أن قابلت مايلز، بدأت تشك مرة أخرى.

كان من الأسهل بكثير تصديق أنهم يبيعون الناس إلى قطاع الطرق. بالطبع، لو كانوا يفعلون ذلك، لما كان هناك أي اعتبار للظروف المخففة في إنزال العقوبة، لكن على الأقل بالإمكان فهم دوافعهم.

لسوء الحظ، كان من الصعب جداً تصديق ادعاء الرجل بأنه تاجر تحف. كانت هناك ثمانية أو تسعة من أصل عشرة فرص أن يكون تاجر العبيد الذي كانت تبحث عنه.
أشار بين إليها للجلوس على الأريكة. جلس هو ومايلز مقابلها.

وضعت كروش يديها على ركبتيها، ولم تسقط حذرها أبداً. لأنها جاءت لتتحدث فقط، لم تكن كروش تحمل سيفاً. ومع ذلك، كانت قادرة تماماً على التعامل مع عدو في القتال اليدوي إذا وصل الأمر إلى ذلك. لكنها لن تفعل أي شيء متهور.

“أشياء سيئة تحدث في بيت أرجيل. همم أرى…” أومأ فوريير برأسه. اتصلت به كروش لمشاركة الشاي والتحدث وجهاً لوجه. كانوا في صالة الاستقبال لقصر كارستن، وتضمنت قائمة الضيوف لحفل الشاي هذين الاثنين فقط. استمرت عادة فوريير في زيارة الأسرة حتى بعد أن أصبحت كروش دوقة، على الرغم من أن ذلك كان بوتيرة أقل من ذي قبل.

“الآن بعد ذلك، سيدة كروش، ما الذي ترغبين في التحدث عنه؟”
”احم. الحق يقال، إن زيارتي اليوم كانت مدفوعة بتقرير تلقاه أحد مرؤوسي. الكلمة هي أن شخصية بغيضة كانت تزور بيت أرجيل مؤخراً”.
“هل يمكن أنك تتحدثين عني؟” قال مايلز. “إذا كان الأمر كذلك، يجب أن أعتذر بصدق عن إعطاء الدوقة نفسها سبباً للخروج إلى هنا.” كان لديه نفس النغمة الذليلة كما كان من قبل، لكن النظرة في عينيه كانت مقلقة بصراحة. لا أحد يريد أن يُنظر إليه كشيء يتم تقييمه.
“إذا نحينا جانباً مسألة من هو بالضبط، فقد قيل لمرؤوسي أن هذا الشخص تاجر عبيد. لقد جئت لأسمع جانب بين أرجيل من القصة”.
استاء مايلز من هذا البيان المفتوح لشكوك كروش، لكن لم يكن هناك تغيير في موقف بين. دق على الطاولة بأصابعه، بدا صارماً كما كان دائماً.
قال بين: “أتفهم أن لديك مخاوفك”. “ولكن لدينا عدد قليل جداً من المتصلين في هذا المنزل بعد الآن. الشخص الوحيد الذي يأتي ويذهب بأي تردد سيكون أميالاً عن هنا”.
“إذن أنت تقول أن الشائعات عن تجارة العبيد هذا فقط؟”
أومأ بين بحزم. لم تشعر بأي ريح تشير إلى أنه كان يحاول خداعها. في الواقع، كانت دوامات عواطفه ضعيفة بشكل استثنائي، كما لو كان منفصلاً. بعيداً عن طمأنة كروش، تركها ذلك مع عدم ثقة غير واضح في بين.

“لا مانع. إنه خطأي لأنني حضرت فجأة. لكن كان يجب أن تكون هذه الزيارة مفاجئة، ولهذا، ليس لدي أي نية للاعتذار”.

 

ركع بين على ركبتيه ونظر في عيني كروش. “أشكرك على تعاونك الدوقة كارستن. بدونك، لم أكن لأحقق هدفي”.

قاطعت الخادمة أفكارها وعادت إلى الغرفة.
قالت: “الشاي جاهز”، وضعت صينية شاي فضية على المنضدة وسكبت المشروب بهدوء. رائحة حلوة من السائل الدافئ. التقطت كروش تلميحاً من القلق وعدم اليقين من الخادمة.
قال مايلز: “أرجوك سيدة كروش”. “سيكون من الأسهل التحدث إذا بللت شفتيك…”
“على ما يرام…”
تراجعت الخادمة، لكن كروش تذكرت توترها.
بالاقتران مع عيون مايلز الفضولية، ترددت كروش في تناول الكأس.
لم يهتم بها بين ومايلز، حيث كانا يحتسيان من أكوابهما الخاصة.
كانت تصورات كروش تدق جرس تحذير صاخب. حتى الشاي الذي عُرض عليها جعلها على حافة الهاوية.
“إذا كنت ترغب في تبديد أي شكوك، فستكون الخطوة الأولى هي أن تُظهر لي البضائع التي يُزعم أن مايلز جلبها معه. ثم ستسمح للناس بالدخول لتفقد هذا المنزل. إذا وجدوا أن الشائعات لا أساس لها، فسأعتذر عن الشك فيك وأقدم شكلاً من أشكال التعويض. لكن—”

لا زال المنزل كما كان. لم يكن هناك أي شعور بأن فرقةً مسلحة تختبئ في أي مكان بالداخل. في الواقع، لم تكن هناك أي علامة على وجود أي شخص آخر على الإطلاق.

“—تعويض، كما تقولين؟”

“بالتأكيد لا، صاحب السمو.” “نعم، إجابة جيدة! إجابة جيدة حقًاً، ولكن… يمكنك حمل فكرة خاطئة قليلاً…” تمتلك كروش كارستن نعمة إلهية، وهي القدرة على رؤية الريح. سمحت لها نعمة قراءة الرياح برؤية غير المرئي وقراءة تدفقه. مع ذلك، يمكنها حتى معرفة الحالة الحقيقية لقلوب الناس. كان من دواعي فخرها أنها نادراً ما تنخدع. رغم كل هذه النعمة والقوة، كان هناك شخصان يمكن أن يكذبا عليها ويفلتا بفعلتهما. كان أحدهم فيريس، الذي كان يعرف قلب كروش أفضل من أي شخص آخر، وبالتالي عرف كيف يحافظ على الأشياء بعيداً عنها. والآخر هو فوريير، الذي لم يكن لدى كروش رغبة في كشف أكاذيبه الصلعاء. “وعلى الرغم من أنها صدفة أن أتيت، يبدو أنها كانت جيدة، أليس كذلك؟” هبت رياح الكذب في كل مرة تحدث فيها فوريير بكلمة صدفة . لم تكن صدفة بل يقين. لقد جاء فوريير متعمداً للزيارة. كانت كروش بصراحة سعيدة جداً لأنه شعر بمثل هذه الصداقة تجاهها ومع فيريس. هذا هو السبب في أنها لم تشعر بالحاجة إلى الكشف عن كذبه. والآن، كانت تسمح له بإخفاء نواياه الحقيقية لمدة عشر سنوات. “على أي حال، كروش، أنا أعرف كل شيء عنها، بالطبع. بالطبع أنا أعلم. ولكن فقط للتأكد من أننا على نفس الصفحة، اسمحي لي أن أطرح عليك السؤال، أين هو بيت آرجيل، بالضبط؟ ”

على نفس المنوال، إذن، لا يمكن السماح بتجارة العبيد داخل حدود لوغونيكا أيضاً.

كان من الصعب تصديق أن صوت الهمس ينتمي إلى نفس الرجل الذي كان يبدو منفصلاً للغاية قبل ثوانٍ فقط. كانت هذه الكلمات القليلة مليئة بضجيج المشاعر. جافة، لكنها مشبعة، سيل عاطفي غير مركّز.
الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفهمه، إذا كان هناك أي شيء على الإطلاق، هو أنه كان يركز على شيء ما…

وضعت كروش قدراً كبيراً من التفكير في هذا الأمر، لكن أول ما قاله فوريير قلب المحادثة رأساً على عقب. لقد حاول معرفة ما كان يحدث بينما كان يتظاهر في نفس الوقت بأنه يعرف بالفعل. ابتسمت كروش نصف ابتسامة على موقف فوريير هذا، وقالت، “اعذرني.” حنت رأسها. “أحياناً يتسبب حجم صداقتي معك في أن أنسى نفسي. اعتذاري.” “لا على الإطلاق، لا داعي لأن تقولي إنك آسفة! أؤكد لك أنني أتذكر كل شيء بتفصيل كبير. أنا ببساطة… أريد أن أتأكد من أننا نتذكر نفس الشيء! لا تترددي في الكلام”. “نعم سموك. بيت أرجيل هو عائلة فيريس. اسمه الحقيقي، كما تتذكر، هو فيليكس أرجيل، وكان هو الابن الأكبر للعائلة”. “آه، عائلة فيريس، أليس كذلك؟ وأنت تقولين إنه كان يُدعى فيليكس أرجيل؟ يا لها من حقيقة مثيرة للاهتمام—هذا، بالطبع، كنت أعرف ذلك بالفعل! ”

قال بين بهدوء: “تعويض”. “نعم جيد جدا. إذا كنت مستعدة للقيام بذلك، فسوف تسير الأمور بالفعل بسرعة “. الآن شعرت بشيء مخيف يتدحرج عنه، لكن بعد فوات الأوان.

كان من الصعب تصديق أن صوت الهمس ينتمي إلى نفس الرجل الذي كان يبدو منفصلاً للغاية قبل ثوانٍ فقط. كانت هذه الكلمات القليلة مليئة بضجيج المشاعر. جافة، لكنها مشبعة، سيل عاطفي غير مركّز. الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفهمه، إذا كان هناك أي شيء على الإطلاق، هو أنه كان يركز على شيء ما…

“—نغغ. ماااالذي تتهدت عنه…؟ ” وجدت كروش أن شفتيها لا تستطيعان تكوين الكلمات في ردها، ثم أصابتها موجة من الدوار. انزلقت يدها عن مسند ذراع الأريكة وسقطت على الأرض. تذبذب وعيها. وعيناها تدور.
بحلول الوقت الذي أدركت فيه أنها قد تم تخديرها، كان الأوان قد فات. لكنها لم تضع أي شيء في فمها…

هزت رأسها عن دعوة مايلز وحاولت جذب بين إلى المحادثة. كانت شكوكها بشأنه قد تضاءلت إلى حد ما أثناء حديثهما في الردهة، ولكن منذ أن قابلت مايلز، بدأت تشك مرة أخرى.

“ها-ها!” قهق مايلز. “كلما اعتقدوا أنهم أكبر، كلما وقعوا في هذه الخدعة بشكل أفضل! لا تريدسن حتى مشروب؟ يجب أن تقبل كرم مضيفك يا سيدتي . إنه يساعد على التخلص من الهواء السيئ الذي يدخل إلى الداخل… “صفق باستهزاء، ليختفي كل الاحترام من نبرته. التوى وجهه في تعبير حقير، ومرر يده على خد كروش.
“آه، أنا أحب أن أرى امرأة قوية تزحف. هاها! ستقدمين لي هدية رائعة لأخذها إلى المنزل”.

وضعت كروش يديها على ركبتيها، ولم تسقط حذرها أبداً. لأنها جاءت لتتحدث فقط، لم تكن كروش تحمل سيفاً. ومع ذلك، كانت قادرة تماماً على التعامل مع عدو في القتال اليدوي إذا وصل الأمر إلى ذلك. لكنها لن تفعل أي شيء متهور.

من المؤكد أن الكلمات بدت مثل تلك الخاصة بتجار العبيد، لكن ما كان يقوله كان مجنوناً. كانت كروش دوقة مملكة لوغونيكا. سيعرف أي شخص في عقله الصحيح أن اعتبارها عبدة كان انتحاراً. مما يعني فقط أنه كان يفكر في شيء ما إلى جانب الاستعباد.

“بالتأكيد لا، صاحب السمو.” “نعم، إجابة جيدة! إجابة جيدة حقًاً، ولكن… يمكنك حمل فكرة خاطئة قليلاً…” تمتلك كروش كارستن نعمة إلهية، وهي القدرة على رؤية الريح. سمحت لها نعمة قراءة الرياح برؤية غير المرئي وقراءة تدفقه. مع ذلك، يمكنها حتى معرفة الحالة الحقيقية لقلوب الناس. كان من دواعي فخرها أنها نادراً ما تنخدع. رغم كل هذه النعمة والقوة، كان هناك شخصان يمكن أن يكذبا عليها ويفلتا بفعلتهما. كان أحدهم فيريس، الذي كان يعرف قلب كروش أفضل من أي شخص آخر، وبالتالي عرف كيف يحافظ على الأشياء بعيداً عنها. والآخر هو فوريير، الذي لم يكن لدى كروش رغبة في كشف أكاذيبه الصلعاء. “وعلى الرغم من أنها صدفة أن أتيت، يبدو أنها كانت جيدة، أليس كذلك؟” هبت رياح الكذب في كل مرة تحدث فيها فوريير بكلمة صدفة . لم تكن صدفة بل يقين. لقد جاء فوريير متعمداً للزيارة. كانت كروش بصراحة سعيدة جداً لأنه شعر بمثل هذه الصداقة تجاهها ومع فيريس. هذا هو السبب في أنها لم تشعر بالحاجة إلى الكشف عن كذبه. والآن، كانت تسمح له بإخفاء نواياه الحقيقية لمدة عشر سنوات. “على أي حال، كروش، أنا أعرف كل شيء عنها، بالطبع. بالطبع أنا أعلم. ولكن فقط للتأكد من أننا على نفس الصفحة، اسمحي لي أن أطرح عليك السؤال، أين هو بيت آرجيل، بالضبط؟ ”

ركع بين على ركبتيه ونظر في عيني كروش. “أشكرك على تعاونك الدوقة كارستن. بدونك، لم أكن لأحقق هدفي”.

“…”
كان وجهه خالياً من أي تعبير مثل القناع، لكن عينيه كانتا متحمستين.
احتدم فيهم الغضب، وشفقة مروعة.
“ما… هـ… ذ ؟”
“لا يزال بإمكانك التحدث؟ أنا متفاجئ. كان من المفترض أن يغمى عليك على الفور “. بدا بين مندهشاً. كانت كروش تعض لسانها وتتشبث بشدة بالوعي.
أمسكها بين من شعرها، رفع رأسها، وقال، “أليس هذا واضحاً؟ —أريد أن أعيد الطفل الذي سرقته مني. أنا بحاجة إلى ذلك الفتى”.

“—” ثم عقد فوريير ذراعيه وسعل مرة أخرى لفترة وجيزة. كان وجهه أحمر. كانت كروش ممتنة بصمت على كلماته. كان هناك من يرى قدرات فيريس ويقدره بالنسبة لهم. ولكن لم يكن هناك أي شخص آخر غير فوريير يثق تماماً ويدافع عن قلب فيريس. “سموك، يجب أن أعتذر. يبدو أنني أعطيتك انطباعاً خاطئاً. ما أود أن أطلبه منك ليس أن تحصل على أي استراحات لفيريس في وحدته”. “أوه؟ أليس كذلك؟ ” فوجئ فوريير عندما اكتشف أن ثورته العاطفية قد تم توجيهها بشكل خاطئ. لم تضغط كروش على النقطة، لكنها افترضت موقفاً يدعو إلى الاحترام. “صاحب السمو، أفهم أنني أطلب الكثير، وأنا مستعدة لمواجهة توبيخك لي. ولكن إذا كان ذلك ممكناً، فهل تستطيع طلب فيريس في القلعة الملكية، أطلب منك التحدث معه”. “…أن أتحدث معه؟ هذا كل شئ؟” “نعم. أنت تفهم موقف فيريس. من غير المحتمل أن يتم الترحيب به”. جعلت آذان القط لفيريس، الناس يشتبهون في أنه شبه بشري، قبوله في الحرس الملكي أمر استثنائي. لم يكن من المرجح أن يكون تفضيله للباس المرأة وقلة خبرته في السيف تكسب له أي أصدقاء. لكن فيريس كان ميالاً إلى التصرف بشكل مثالي وفقاً لطبيعته، بغض النظر عن مدى معاداة الناس له. بغض النظر عن مدى الألم. “أنا لا أشك في قوة روحه. لكن لكل فرد حدوده. حتى أنه قد لا يدرك كيف أصبح مرهقاً عاطفياً. إذا كان بإمكانه تلقي كلمة طيبة منك قبل حدوث ذلك…” “هل تعتقدين أن وجهاَ مألوفاً سيخفف عن ذهنه…؟ هاذا هو؟” “نعم.” أخرجت كروش أنفاسها، سعيدة لأنها أوضحت وجهة نظرها. ثم ابتسمت ومدت رقبتها برفق. “بغض النظر عن مدى اهتمامي بفيريس، فأنا لست مفرطة في حمايتي بحيث أعتمد على رتبتك للحصول على خدمات.” لن يقدر فيريس ذلك إذا كانوا يمدون يدهم باستمرار حتى لا يسقط، أو يدفعون ظهره حتى لا يتوقف، أو يحمونه حتى لا يتأذى. لكن يمكن أن يقدموا فترة راحة للحظة. هذا ما طلبته من فوريير. الآن بعد أن فهم فوريير ما تريده حقاً، عبس ونظر إليها بقلق. “ولكن مع ذلك، كروش—” “ما الأمر يا مولاي؟” “أعتقد أنك تبالغين في الحماية بنفس القدر. من الأفضل أن تعترفي بذلك لنفسك”. لم تكن تتوقع ابداً أن يدلي فوريير بمثل هذا الادعاء، وقد أصابها ذلك بالذهول. تسبب رد فعلها في أن ينفجر فوريير ضاحكاً، ويصفع ركبتيه في التسلية. “ممتاز! سأسمح لرد فعلك الأكثر غرابة الآن فقط أن يقنعني. على أي حال، يتمتع الحرس الملكي بوقت فراغ كبير عندما لا يكونون في الخدمة. ومن غير المحتمل أن يتم تكليف الوافد الجديد بمرافقة والدي أو إخوتي الكبار في إحدى رحلاتهم. لن يمانعوا إذا سألت عن رفقة فيريس”. يبدو أن فوريير مستمتعا تماماً عندما أعلن أنه سيوافق على طلب كروش. وأضاف وهو يغمز بشكل غير معهود: “لكن، إذا كان هذا هو كل ما كنت ستسألينه، فلماذا اخبرتني عن ما يجري في بيت أرجيل؟” “الأمر ببساطة أنه إذا أصبحت الأمور مع العائلة علنية، فلا بد أن يسمع فيريس عنها. إذا حدث ذلك، فأنا أريد شخصاً قريباً منه يعرف ما يحدث. لم أستطع الاعتماد على أي شخص غيرك يا صاحب السمو”. ”أمم! في الواقع! لأنني رجل موثوق به! أود منك أن تعيدي كلماتك”.

 

“تأكد من مراقبة بيت آل ارجيل في جميع الأوقات. في المرة التالية التي يأتي فيها تاجر العبيد إلى باب منزله، سنأخذهم معاً في الحال. أي اعتراضات؟” “واحد فقط—أنت لا تفعلين هذا من أجل فيريس، أليس كذلك؟” “بالكاد. بالطبع أنا أضعه في الاعتبار، لكن مسؤوليتي كدوقة أهم من مشاعري الشخصية. ولا يريد فيريس مني أن أضعه في مقدمة واجبي”. أومأ المسؤول بارتياح. “ثم، كما تأمر سيادتك.” انسحب، وترك كروش وحدها في مكتبها. جلست على كرسيها. ناظِرةً للسماء من النافذة. انجرفت خصلات من السحب البيضاء عبر اللون الأزرق الصافي، وهي علامة لا لبس فيها على أن رياح ذلك اليوم قوية. لا أصدق أنني أعطيت فيريس مراعاة لا داعي لها لمجرد أن هذا الأمر يتعلق بأسرته. ومع ذلك، خلال الشهرين التاليين، حيث لم يتغير شيء في منزل أرجيل، جاء الوقت المحدد لفيريس للإنضمام للحرس الملكي. 4

قال بين بهدوء: “تعويض”. “نعم جيد جدا. إذا كنت مستعدة للقيام بذلك، فسوف تسير الأمور بالفعل بسرعة “. الآن شعرت بشيء مخيف يتدحرج عنه، لكن بعد فوات الأوان.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط