نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ري زيرو إكس 6

لعنة فيليكس آرجيل 3

لعنة فيليكس آرجيل 3

تركت السيدة كروش تذهب وحدها؟! كيف يمكن أن—؟ كيف تخطط لتحمل المسؤولية إذا حدث لها أي شيء؟ ”

“—من الذي طعن أمي حتى الموت؟”

تردد صدى الصوت، تقريبا في جميع أنحاء مكتب كارستن. صاحب الصوت الصاخب واليد التي ارتطمت بالمكتب الأسود هو فيريس. كان يرتدي زي الحرس الملكي، وعاد إلى القصر في وقت أقرب مما كان متوقعا. ساد المكان ضجة.

ولكن في حين أن الموتى الأحياء يتمتعون بميزة صعوبة تدميرهم، فقد ضاعت قدرتهم على التفكير ووضع الاستراتيجيات. حقيقة أن الطوق لم يتم كسره على الرغم من أنه فاق العدد بشكل كبير كان دليلاً على ذلك. في الوقت الحالي، كان باردوك، المسؤول العسكري الكبير الذي أحضرته كروش معها، يحاول حشد القوة العسكرية للتغلب على التفاوت في العدد. بمجرد أن يكون لديهم القوات، سيكون من السهل التغلب على المحاربين اللاموتى. “لكن هذا يعني أن السيدة كروش ربما…” “إذا لم ننقذ كروش، فحتى لو كان لدينا مليون رجل ولن يعني ذلك شيئا. علاوة على ذلك، يبدو أن العقل المدبر، بين أرجيل، يسأل عن فيليكس أرجيل”. ما إن انتهوا من الرسالة العاجلة حول ظهور المحاربين الأحياء حتى تلقوا كلمة تفيد بأن كروش قد تم احتجازها كرهينة في منزل آرجيل. طالب خطاب موقع من بين نفسه بتسليم فيريس مقابل سلامة كروش. بالطبع، لم يكونوا أغبياء بما يكفي ليقعوا فيها. قال فوريير: “لكن لا يمكننا ببساطة رفض طلبه أيضاً”. “حتى نرى الدوقة، علينا إعطاء الأولوية لسلامتها، وقد يعني ذلك الذهاب إلى طاولة المفاوضات.” “نعم، الطاولة التي بنوها. يتعلق الأمر بأسوأ طريقة ممكنة للتفاوض…” قال فيريس، مع عدم محاولته لإخفاء إحباطه. حدق في قصر أرجيل. عادة، قد يكون من الحنين رؤية مسقط رأس المرء مرة أخرى، لكن فيريس لم يشعر بأي شيء ممتع لهذا المنزل. لم يسبق له أن رأى المكان من الخارج بهذا الشكل. في ذاكرته، كانت موجودة فقط في ظلمة غرفة الطابق السفلي. “ماذا ستفعل؟” سأل فوريير. “قالت رسالة بين أنه سيتم السماح لك أنت وحدك بتجاوز اللاموتى. هل تعتقد أنه يمكننا الوثوق به؟ ”

—هل تخلى حقاً عن كونه فارساً بعد عشرة أيام فقط؟
لم يجرؤ أحد على المجازفة بإلقاء مثل هذه الدعابة حيث سار فيريس في الردهة مع تعبير عن الغضب الذي لم يروه من قبل واضحاً على وجهه. خرج الجميع عن طريقه حتى وصل إلى مكتب السكرتارية، ليضعها على عاتق المسؤول الرئيسي.
“انتظر لحظة، فيريس. أعرف أنك مستاء. وأنا أفهم، لكن هذا كان قرار السيدة كروش. كانت هناك ظروف يجب مراعاتها… ”
“ظروف؟! تقصد ما قد يحدث لي؟ أنا أعلم ما قد يحدث! وأنا لا أهتم! إذا كان ذلك يعني إبعاد السيدة كروش عن الخطر، فسأكون سعيداً بإعطاء قلبي وجسدي واسمي! ” كان صوته قد ارتفع لأعلى حد. مع كل غضبه، كان تفكيره عقلانياً بدرجة كافية.
في القلعة، أوضح فوريير ما كان على كروش أن تفعله. وبينما أدرك فيريس أنها كانت تفعل ذلك من أجله، فإن تعرض كروش نفسها للخطر من أجله هزم الغرض من خدمته كفارس لها.
كان بيت آل ارجيل غارقاً في الشر لدرجة أن الناس هناك لم يفكروا في الآخرين على أنهم بشر.
“ومع ذلك، لا أحد منكم يضع السيدة كروش أولاً…!”
“يجب أن تهدئ نفسك، فيريس. سترعب فقط كل من حولك، وبعد ذلك لن نتمكن من التحدث إليهم “.
“لكن…!” بدأت عيون فيريس تملأ بالدموع. لف أحدهم ذراعه حول كتفه، وهو نفس الشخص الذي تحدث للتو بهذا الصوت القوي. شاب ذو شعر ذهبي. كان المسؤول فيريس يتأرجح لالتقاط أنفاسه عند رؤية الرجل.
“صاحب السمو فوريير! لم أكن أعلم أنك ستكون مع فيريس … ”
“نعم، لأنني أنا من كشفت له الأمر، رغم أنه طُلب مني ألا أتحدث عنه. وقد أخبرتني كروش مسبقاً أنه إذا سارت الأمور بشكل سيء، يجب أن أستخدم حكمي. ليس لدي دليل، لكن… لديّ شعور سيء لن يزول. إنه يدور في داخلي”. وضع فوريير يده على صدره. إذا كان الأمير قد شاء كل هذا، فمن المؤكد أن المسؤول لا يمكن أن ينزعج من فيريس لذلك.
“مهما يحدث، فإن القلعة الملكية بعيدة جداً بالنسبة لي للتعامل معها بفعالية. لذلك من المنطقي أن أقترب أكثر من مركز الحدث. ومن المنطقي أن يرافقني أحد أفراد الحرس الملكي “.

“بالضبط. لكن لا يخيب ظنك. موهبة سحر المياه التي تكمن في داخلك—هي أعظم دليل على أن دمك مرتبط بي. تم تناقل إتقان السحر المائي عبر أجيال من عائلو أرجيل. لا يمكن لأي طفل غير شرعي أن يمتلكها! ”

“هل يعقل، صاحب السمو؟ أرتجف عندما فكر في ما سيقوله الكابتن عندما يعود… “كان فوريير يسعد بحيلته الصغيرة، لكن يوليوس، الذي وقع في هذه القضية برمتها، هبط على كتفيه. ومع ذلك، لا يبدو أنه منزعج على وجه التحديد لأنه تم جره. وأضاف: “إذا كان سموك كريماً لدرجة التحدث نيابة عنا…”.

“…آه.” لم يكن لدى مايلز الوقت الكافي للتحدث قبل أن يغرق في الضوء. اختفى التنين وراكبه في السماء، ولم يتركا أي أثر.

“بما أن هذا كان من فعلي، يمكنك ترك ذلك لي! حسناً…ليس لأنني متأكد من أن أعذاري سيكون لها تأثير كبير مع ماركوس، ولكن على الأقل، لن تكونا وحدكما عندما يوبخكما. إذا كان يجب أن تحصل على سيل من عقله، فسأفعل ذلك أيضاً”.

“بالتأكيد لم يخالفوا هذا القانون غير المكتوب—؟” “لا، أنت محق تماماً. لا يوجد في لوغونيكا راكبو تنين. لقد خبأت واحد فقط”. لهث مايلز. “هذا مستحيل!” اشتد غضبه من العثور على شخص ما يتعدى على مجاله في أعالي السماء بسبب إجابة الشاب اللامبالية. أمر تاجر العبيد، الذي كانت عيونه حمراء دموية، التنين بأن يغير وجهته بسرعة. كانوا يطيرون على قدم المساواة مع الغيوم. من يستطيع ببساطة أن “يختبئ” على هذا الارتفاع؟ في هذا العالم من الرياح المخيفة، كان مايلز والتنين واحداً. كان فخره كراكب تنين، وكذلك رابطة الثقة التي تم تشكيلها مع المخلوق منذ أن كانا صغيرين، هي التي جعلت هذه الرحلة ممكنة. إذا تمكنوا من رمي الفتى في لحظة عدم حذر، فسيكون قد انتهى.

“كلمات مطمئنة، صاحب السمو—والآن، ماذا عن الدوقة كارستن…؟”

وستكون المنافسة بين دوقة ونبيل فرعي بلا مركز. كان الاختلاف في القوة العسكرية لا يرقى إليه الشك. كانت النتيجة حتمية. سيكون الطيران عديم الجدوى بالمثل. إذا أرادوا ذلك، يمكن لبين ومايلز أن يأخذوا رأس كروش، لكن هذا سيوقع فقط على مذكرات الوفاة الخاصة بهم.

عندما عاد ما يشبه الهدوء إلى الغرفة، أعادهم يوليوس إلى السؤال المطروح. قاد هذا المسؤول، الذي أصبح الآن بعيداً عن طرق تشتيت انتباه زواره، إلى الركود قليلاً وأعطى نظرة غير مرتاحة لفيريس. قال: “صحيح أن السيدة كروش ذهبت بمفردها لتفقد منزل أرجيل”. لكن باردوك أحاط بمنطقة القصر بما يقرب من خمسين جندياً. يفتقر آل ارجيل إلى الموارد لتوظيف المرتزقة في هذا الوقت. حتى لو سلحوا عبيدهم وأرسلوهم، فسيكون من السهل إخضاعهم”.

“لديك قوة حقيقية! أنت قادر على ذلك. يمكنك إعادة زوجتي لي. أنا … أنا أعلم وحدي! أنا والدك، وأنا أفهم تألق قدراتك أفضل من أي شخص آخر! ”

“ولكن ماذا لو أخذوا السيدة كروش رهينة…؟”
“أعترف أنهم قد يشعرون بأنهم محاصرون للغاية بحيث يلجأون إلى العنف، لكنهم سيواجهون السيدة كروش. لقد قطعت ذات مرة أرنباً عملاقاً بتلويحة واحدة من سيفها. أشك في أنهم يمكن أن يكونوا أفضل منها. وقد فعلت كل ما في وسعها للاستعداد مسبقاً”.
قدم المسؤول كل الأسباب التي يمكنه من خلالها اراحة البال، على أمل تهدئة فيريس. صحيح، من الناحية الموضوعية، لا يبدو أن هناك أي طريقة يمكن أن اكون بها كروش في وضع غير مؤات. كان فيريس يثق في اجتهادها لو أن مشاركة بيت آل ارجيل لم تلقي بمشاعره في الارتباك. ومع ذلك، بقي القلق بداخله. هل كان مجرد وهم ولد من صعوباته مع عائلته؟

كان فيريس يمتلك آذان قط منذ ولادته، وبعد وصوله إلى العالم مباشرة تقريباً، تم حبسه في غرفة في الطابق السفلي. كانت والدته ووالده من البشر العاديين، لذا فإن وجود آذان قط كان يشير إلى خيانة أمه.

“…انتظر، فيريس. لن يريح أي من هذا القلق الذي طال أمده “.
“صاحب السمو؟” تحدث فوريير في الوقت الذي بدأ فيه فيريس في الهدوء والعزم على الثقة في كروش.
بدا فوريير كشخص مختلف. نظر فيريس في عينيه، وكان لديه شعور بأنه يستطيع رؤية روح الأمير ذاتها. كل من في الغرفة التقطو التغيير في فوريير.

بدا أن الشاب ذو الشعر الأحمر الذي ركب عرضاً على التنين المجنح يبذل قصارى جهده للضغط على مايلز. كانت الشمس على ظهر الصبي، مما جعل من المستحيل رؤية وجهه، ترك ذلك مايلز يتخيل الأسوأ.

نظر فوريير حول الغرفة، التي كانت تحبس أنفاسها الجماعية، ووضع يده على صدره قبل المتابعة. “القلق، لا يمكنني شرح ما يحدث في داخلي. ليس من الجيد لك أنت و كروش أن تستمرا منفصلين. في الواقع، يجب أن نذهب في أسرع وقت ممكن—كح، كح! ”
“صاحب السمو ؟!”
تلاشت كلمات فوريير في موجة من السعال احمر وجهه. اندفع فيريس لأخذ كتفيه، وركز انتباهه على تدفق المانا في جميع أنحاء جسد الأمير. اعترفت الأكاديمية الملكية للشفاء بفيريس بأنه تلميذها الأكثر إنجازاً. إذا أراد ذلك، يمكنه إعادة شخص ما من حافة الموت إلى صحة مثالية. لذلك عندما اشتكى له شخص ما من الشعور بالضيق، فقد اعتاد على تقييمهم بمجرد أن يمسك يده عليهم.
“ماذا…؟”
ابتعد فوريير على الفور عن يدي فيريس. قبل أن تتمكن أصابعه والمانا المتدفقة من خلالها من القيام بعملهم، وقف الأمير، ولا يزال يتعرق ويتنفس بصعوبة.
“هل أنت بخير يا صاحب السمو ؟!” سأل يوليوس.
حاول فوريير التصرف وكأن شيئاً لم يحدث. “لا شيء كبير. أعتذر عن اقلاقكم. أشعر بتحسن كبير الآن، بفضل فيريس”.
بدا أن هذا يرضي الجميع، لكن فيريس لم يستطع التخلي عن صدمته.
“أمم، صاحب السمو، فيري—أعني، لم أفعل…”
اخترقه القلق وهو يشاهد فوريير وهو يمسح العرق بينما كان يحاول الادعاء بأن كل شيء على ما يرام. لكن صوت فيريس الصغير المتردد غمرته فجأة صرخة من خارج المكتب.
“فظيع! لم تخرج السيدة كروش من قصر آرجيل، وبدأت معركة حول القصر! الجنود—يزعمون أنهم يحاربون الجثث الحية! ”

لكن بين اقترب أكثر من فيريس، كما لو كان هذا هو أهم شيء على الإطلاق. “هنا حيث تبدأ محادثتنا كبالغين متساوين. إذا كنت تريد شيئاً من شخص ما، فيجب أن تكون مستعداً لتقديم شيء ذي قيمة مماثلة في المقابل. نعم؟”

7

تم نقل بين بفرح وثناء من صميم قلبه وتوقع لقدرات طفله. شعر فيريس بموجة من الدوار أعقبها غثيان.

أول شيء لاحظته كروش عندما استيقظت هو الرائحة الكريهة.

تركت السيدة كروش تذهب وحدها؟! كيف يمكن أن—؟ كيف تخطط لتحمل المسؤولية إذا حدث لها أي شيء؟ ”

“اهنن…” تأوهت. كان حلقها جافاً. وانحنت عن الأرض.
ثم ملأت الرائحة أنفها، رائحة كريهة للغاية لدرجة أنها كانت مؤلمة جسدياً تقريباً. مثل فضلات الحيوانات الممزوجة بشيء متعفن. في اللحظة التي التقطت فيها نفحة منه، أدركت كروش أنها ليست في أي مكان جيد.

“…آه.” لم يكن لدى مايلز الوقت الكافي للتحدث قبل أن يغرق في الضوء. اختفى التنين وراكبه في السماء، ولم يتركا أي أثر.

كانت قادرة بطريقة ما على الجلوس، لكن يديها كانت مغلولة. هكذا كانت قدميها، وفوق ذلك كانت معصوبة العينين. كانت نعمة صغيرة أن عينيها قد غُطيت ببساطة بدلاً من إخمادها، لكن كروش لم تكن تفكر في مثل هذه الأشياء في تلك اللحظة.

“—من الذي طعن أمي حتى الموت؟”

“لا يبدو أنني أعاني من أي إصابات خطيرة. هل هذا حتى يكون لديهم مجال للمساومة معي…؟ ”

قال “هذ- هذه هي جد- جملتي…”. “اعتقد انها كذلك. أنا آسف لقلقك. لكنني بخير، بفضل خطة سموه “. نظر فيريس ورأى يوليوس، على الأرجح هناك بناءً على طلب فوريير، واقفاً بجانب كروش. لذلك كان هو الذي أنقذها. لكن لم يكن هناك وقت لفيريس للتعبير عن امتنانه الآن. نظرت كروش إلى الأعلى، وضيقت عينيها وهي تؤكد أن مصدر الحريق كان فوقهما. “فيريس، والداك…؟” “اخرجيني-! أخرجيني… الآن…! ” “فيريس؟”

تذكرت اللحظات التي سبقت فقدانها للوعي.
استعمل بين ومايلز نوعاً من المخدر لجعلها تنام. كان هناك شيء في الشاي—لكنه كان ترياقاً وليس سماً. كان المخدر في الغرفة نفسها، ولم تستسلم إلا كروش، التي كانت تشتبه في الشاي. لكنها انزعجت من بيان هناك الكثير من الثغرات المحتملة في الخطة.
“لو كنت مهملة وشربت الشاي، لما نجحت.”
“…لو أنك فعلتي ذلك، لكنا قد فعلنا شيئاً أكثر رعباً.”
لم تكن تتوقع إجابة، لكن جاءت إجابة واحدة. الصوت الذي لا يُنسى لا يخص أحد غير بين. لقد شعرت بوجود شخص قريب منها، لكنها لم تكن لتخمن أنه هو الجاني نفسه. لم تدع كروش صدمتها تظهر على وجهها. بدلا من ذلك، أطلقت ضحكة متناقضة.
“أنت لا تتوقف عن مفاجأتي. هذا، على الأقل، يجعلني أعتقد أنك مرتبط بفيليكس”.
“أنتي لا تعرفين مدى امتناني لسماع ذلك من شخص أقرب إلى هذا الصبي أكثر من أي شخص آخر. إنه يمنحني الثقة في أنه وأنا بالفعل نتشارك في علاقة دم”.
“يبدو أنك مهتم جداً بالإبن الذي تخليت عنه منذ ما يقرب من عشر سنوات.” لم تستطع رؤية بين، لكن نبرته كانت هادئة—لكن هذا لم يتحدث إلا عن عمق جنونه. اعتبرت كروش الأمر أكثر خطورة مما لو كان هستيريا.
“أخبرتك. انا احتاجه. وسوف تحضرينه إلي”.
“أنت محق في أنه عندما يكتشف فيليكس ما حدث لي، فمن المحتمل أن يركض إلى هنا. لكن سيكون لديك مشكلة أخرى للتعامل معها أولاً. أنا يعرف مرؤوسي أنني هنا، ولن يمر وقت طويل قبل أن يلاحظوا أنني لم أعد وينزلون على هذا المكان مثل الانهيار الجليدي”.

“…انتظر، فيريس. لن يريح أي من هذا القلق الذي طال أمده “. “صاحب السمو؟” تحدث فوريير في الوقت الذي بدأ فيه فيريس في الهدوء والعزم على الثقة في كروش. بدا فوريير كشخص مختلف. نظر فيريس في عينيه، وكان لديه شعور بأنه يستطيع رؤية روح الأمير ذاتها. كل من في الغرفة التقطو التغيير في فوريير.

وستكون المنافسة بين دوقة ونبيل فرعي بلا مركز. كان الاختلاف في القوة العسكرية لا يرقى إليه الشك. كانت النتيجة حتمية.
سيكون الطيران عديم الجدوى بالمثل. إذا أرادوا ذلك، يمكن لبين ومايلز أن يأخذوا رأس كروش، لكن هذا سيوقع فقط على مذكرات الوفاة الخاصة بهم.

ركزت كروش انتباهها عندما نزلت خطى الخدش إلى الطابق السفلي. نظرت نظرتها إلى النخاس ذي الوجه القاسي.

لن أحاول إقناعك بالاستسلام. لكن ماذا تخطط له؟ لا أستطيع أن أفهم ما ستكسبه من خلال وضعي في هذه الحالة”.

“أرى أن كونك معصوبة العينين ومقيّدة بالسلاسل لم يجعلك أكثر وداعة. أعتقد أن عائلة الدوق مكونة حقاً من أشياء أكثر صرامة من بقيتنا. حسناً، هذا فقط يجعل الأمور أسهل بالنسبة لي”.

“أرى أن كونك معصوبة العينين ومقيّدة بالسلاسل لم يجعلك أكثر وداعة. أعتقد أن عائلة الدوق مكونة حقاً من أشياء أكثر صرامة من بقيتنا. حسناً، هذا فقط يجعل الأمور أسهل بالنسبة لي”.

عندما نظر فيريس إلى والده، الميت، واختفاء والدته، تحدث إليه صوت خالٍ من المشاعر.

“سأعتبر أنك لا تنوي الرد علي؟”
على هذا السؤال، لم يدخر بين أي إجابة على الإطلاق ؛ سمعت كروش خطاه وهي تطول بعيداً. كان هناك صوت بعض المادة اللزجة من تحت نعل حذائه. يبدو أن هناك شيء غير صحي هنا بجانب الرائحة الكريهة.
“أوه، نعم ،” نادى بين مرة أخرى كروش، كما لو أنه تذكر شيئاً للتو. “هذا هو المكان الذي اعتاد فيليكس أن يقضي فيه أيامه، كل تلك السنوات العديدة الماضية. الغرفة التي حركتك لأخذه منا. ربما ستفهمينه بشكل أكبر الآن”.
“…هل هذا صحيح؟ أجابت، وصوتها مليء بالسخرية.
“سأتأكد من الاستفادة من هذه التجربة بشكل جيد.” أعطى بين فقط شخير غاضب. هذه المرة تراجعت الخطوات حتى لم تعد تسمعها، وتركت كروش معصوبة العينين وشأنها.
“إذن كانت هذه غرفة فيريس…” همهمت في نفسها.
فكرت كروش مرة أخرى عندما قابلت فيريس. إذا كان بين يقول الحقيقة، فعندئذ كانت تحت الأرض. كانت الغرفة التي كان الفتى القط محتجزاً فيها عندما كان طفلاً تحت المنزل.
كانت الأغلال على يديها ورجليها مصنوعة من المعدن، ولا يمكن إزالتها بسهولة. اوضح موقف بين أن لديه خطة في ذهنه للتعامل مع الحراس المرافقين لكروش. رأت الآن: أنها كانت في وضع يائس. لكن لا شيء أكثر من ذلك.
“هذا ليس بالضبط ما كنت أتوقعه، ولكن من السابق لأوانه الاستسلام”. لم يكن التخدير والاختطاف جزءاً من خطتها بالتأكيد. لكن إذا أعطتها طريقة لكشف أسرار المنزل، فربما كان الأمر يستحق ذلك. كان لديها اهتمام حقيقي واحد فقط … “أعتقد أنني كنت أطلب الكثير بالتفكير أنه يمكنني إنهاء هذا قبل أن يشعر فيريس أو سموه بالقلق.”

ركزت كروش انتباهها عندما نزلت خطى الخدش إلى الطابق السفلي. نظرت نظرتها إلى النخاس ذي الوجه القاسي.

لا شك أن كلاهما سيكونان قلقين للغاية عندما يسمعا بما حدث لها. لقد عذبها هذا الفكر أكثر بكثير من أي مسألة تتعلق بسلامتها.

تردد صدى الصوت، تقريبا في جميع أنحاء مكتب كارستن. صاحب الصوت الصاخب واليد التي ارتطمت بالمكتب الأسود هو فيريس. كان يرتدي زي الحرس الملكي، وعاد إلى القصر في وقت أقرب مما كان متوقعا. ساد المكان ضجة.

8

ركزت كروش انتباهها عندما نزلت خطى الخدش إلى الطابق السفلي. نظرت نظرتها إلى النخاس ذي الوجه القاسي.

كانت هناك تعويذة سرية تسمى قربان الملك الخالد.

من بعيد، استطاع رؤية قصر أرجيل مكللاً بالنيران. كان المحاربون اللاموتى المتبقون يحرقون أنفسهم. كان انتحارهم بمثابة إلهاء بسيط كان مايلز قد طهاه ليكسب لنفسه الوقت للهروب. كان من المفترض أن يكون لدى بين القيادة الشاملة للزومبي، ولكن بما أنه لم يكن هناك ما يمنعهم من تنفيذ أوامر مايلز لتدمير أنفسهم، فقد توقع أن بين يجب أن يكون ميتاً. كانت الدمى ومحرك الدمى على حد سواء عديمي الفائدة تماماَ. “كل هذا العمل، وجزائي الوحيد هو نسخة من كتاب التعويذة… اللعنة! هذا ما استحقه فقط؟ ما الذي سأقوله لهم حتى في فولاكيا، للعودة بهذه الطريقة…؟ ” “—أوه، لا داعي للقلق بشأن ذلك. إذا هبطت بهدوء”. لم يكد يخرج تمتمته الغاضبة حتى ذهل مايلز بالرد. كان الأمر طبيعياً فقط، بالنظر إلى مكانه: في السماء، بعيداً عن الأرض. عاليا جدا يمكنه أن ينظر إلى الأسفل على الغيوم. لا ينبغي لأحد التمكن من التحدث إليه هناك. ومع ذلك استمر صاحب الصوت بهدوء. “لم أتوقع قط راكب تنين. كدت أن أفقدك. أنت جاسوس قادر تماماً—ولهذا أنصحك بالهبوط بهدوء”.

لقد كانت واحدة من السحر الاستثنائي، من المفترض أن تكون من صنع ساحرة كانت تستعبد العالم قبل أن تضيع المعرفة. باختصار، سمح للمستخدم بالتحكم في الجثث حسب إرادته. قيل أن الساحرة التي ابتكرت التعويذة قادرة على إعادة الموتى ليبدو تماماً كما كانوا في الحياة، لكن هذا الجزء من التعويذة لم يتم تمريره.

للوهلة الأولى، بدا الأمر وكأنه عذر جيد. ولكن لكي تنجح، يجب على الدولة أن تغلق عينها على شيء واحد حاسم. قالت كروش: “أنت على حق، لا يمكننا أن نوجه إليك تهم تجارة الجثث. لكن كيف تتوقع أن تشرح ما فعلته بي؟ خطف دوقة وحبسها، ناهيك عن استخدام السحر المحرم. هذه جرائم. أخطر بكثير من العبودية”. “نعم، لدينا مشكلة هناك. إذا تم اعتقالي، فأنا أشك في أنني سأتجنب أبشع عقوبة يمكن أن ينزلوها علي. لذا لدي طلب منك يا أميرتي. اعتقدت أنه ربما يمكنك أنت وفارسك مساعدتي في العودة بأمان إلى بلدي الأم”. يمكن أن تشعر كروش بالثقة في كلماته، ريح قوية قالت إن هذا ليس خدعة. هذا يعني أنه يعتقد بأن لديه طريقة ما للخروج من هذه الشبكة.

تلاشت معظم الطقوس من الذاكرة الحية ؛ كان من المستحيل تكرار أي من تأثيرات التعويذة باستثناء تحريك الجثث. وحتى هذا المظهر الأساسي كان من المستحيل تحقيقه بدون ملقي لديه ميل طبيعي للتعويذة.

“—من الذي طعن أمي حتى الموت؟”

لقد كان تقارباً نادراً جداً—لم يكن أحد معروفاً بامتلاكه منذ أكثر من مائة عام.

“كلمات مطمئنة، صاحب السمو—والآن، ماذا عن الدوقة كارستن…؟”

“أنا منبهر لأننا تمكنا من تحقيق هذا الحد في تكرار التأثيرات.”
هز مايلز كتفيه بسعادة وهو يشاهد الجثة تتجول، ورائحة مقززة تنجرف منها ظهرت ابتسامة قاتمة على وجهه. لم يشعر بأي نفور من الجسد الذي يمشي.
كان الموتى مشهدا مألوفاً بالنسبة له. كان الأمر ببساطة أن أولئك الذين كانوا عادة نائمين قد استيقظوا الآن.
وتابع: “اسم مخيف بشكل فظيع لمثل هذه القوة المفيدة”. “هؤلاء العمال الرائعون الأموات. لا أصدق أننا نسينا هذه القدرة”.

“أرى أن كونك معصوبة العينين ومقيّدة بالسلاسل لم يجعلك أكثر وداعة. أعتقد أن عائلة الدوق مكونة حقاً من أشياء أكثر صرامة من بقيتنا. حسناً، هذا فقط يجعل الأمور أسهل بالنسبة لي”.

“الناس العاديون لن يفكروا في وضع الموتى في العمل اليدوي.”
“آه، سيدي، مرحباً بعودتك.”
من وسط الموتى جاء رجل كان على قيد الحياة، لكن وجهه لا يختلف عن وجه الزومبي. رجل حي ميت يسيطر على الأموات من خلال السحر السري، بينما كان مايلز هو الشرير الذي عمل معه.
كان مكاناً غارق في موجة لا تنتهي من الخطيئة.
منذ فترة طويلة فقدت الحس السليم للقلق بشأن مثل هذه الأشياء، على أي حال. وكيف حال أميرتنا الصغيرة في غرفتها تحت الأرض؟ ”
”لا تزال تقاوم. أولئك الذين ولدوا للنبلاء هم حقا سلالة مختلفة”.

“—!” لم يكد يخطر بباله هذا الفكر حتى شعر بوخزة في حدسه. كان نفس الشعور الذي شعر به قبل هجوم كروش، الذي قال إنه في خطر مميت. لقد ولدت من غريزة أعمق مما كان يعتقد، واحدة سعت إلى الحفاظ على الحياة والأطراف فوق كل شيء. لقد أنقذته أكثر من مرة. لكن هذه المرة، في هذه اللحظة، وجد مايلز أن ذراعيه وساقيه غير راغبين في الحركة. ولما لا؟ بعد كل شيء، لم يكن هناك جدوى من محاولة الهروب من الإحساس الطاغي بالموت الصاعد من تحته.

“بخير. هذا يجعل كل شيء أفضل عندما نكسرها في النهاية. لم تفعل أي شيء لها، أليس كذلك؟ ”

“أوه، أليس كذلك؟” “فكر في الأمر. يمكن فقط للأشخاص من سلالة محددة جداً استخدام هذه التعويذة لإحياء الموتى. هل تعتقدين أنني سأتركها تفلت من أصابعي بهذه السهولة؟ في اللحظة التي يموت فيها الناس، يصبحون عمالاً بقدرة تحمل غير محدودة”. “انا افهم الان. لم تكن أبداً متحالفاً مع بين من الناحية الفلسفية. كان الأمر دائما يتعلق بتجارة العبيد بالنسبة لك. في الواقع… لم تعد تجارة العبيد بعد الآن، أليس كذلك؟ لقد انحدرت إلى سرقة القبور البسيطة”.

“ليس لدي اهتمام بمثل هذه الأشياء. إنها الطعم الوحيد، لإحضار ابني إلى هنا”.
لم يكن السؤال ضرورياً حقاً، لكن بين أجاب عليه دون عاطفة. “كيف تبدو الأشياء في الخارج؟”

كان مايلز محظوظاً لأنه لم يبصق الدم في هذه المرحلة. أمسك باللجام بإحكام. بدأت إصاباته تنزف مرة أخرى. إذا لم يرتح قريباً، فلن يكون متأكداً من نجاته.

“أوه، مشغول للغاية. يبدو أن جنود سيادتها المتفاخرون يقفون بجانب أنفسهم على مرأى من مقاتلينا اللاموتى. أعتقد أنه سيكون أقل إنسانية ألا تخاف من تلك الوجوه المتعفنة”.

“ليست هواية مؤدبة جداً لديك أيضاً.” لم تعط كلماتها أي علامة على الضعف، ولكن مايلز بدا سعيداً تماماً.

من الطابق الثاني للقصر، كان من الممكن مشاهدة الاضطرابات في الخارج. كان الجنود الذين أحضرتهم كروش معها في معركة ضارية مع اللاموتى. ما إن يتم قتل الزومبي حتى يعود مرة أخرى، مراراً وتكراراً. كان ذلك كافياً لإيقاف أشجع بطل.

مرت ساعات منذ أن تركها بين في غرفة تحت الأرض. وفقاً لتقدير كروش، كان من المفترض أن يطوق باردوك، مستشارها العسكري، القصر بالفعل. لكنها لم تستطع الشعور بحدوث أي شيء من هذا القبيل. يبدو أن هناك خطأ ما. “قربان الملك الخالد—لا يصدق. ما هي أفضل طريقة للاستهزاء بقوانين المملكة؟ ” “هيه! هذه هي الدوقة بالنسبة لك. لا يعرف الكثير عن القربان”. “إنها تعويذة سرية ظلت بعيدة عن الأنظار إلى حد كبير، ولكن هناك سجلات لاستخدامها خلال أنصاف البشر… أشك في أنك من استخدمها. لا بد أنه كان بين أرجيل”. “يا إلهي. كيف تفكرين بشدة في هذه الغرفة التي تفوح منها الرائحة الكريهة؟ ” قام بمسح وجهه من الرائحة الكريهة التي انجرفت عبر الغرفة، لكن مع ذلك، أكد هذا شكوكها. بالطبع، لم يكن لدى كروش سوى الرائحة الكريهة في الغرفة الموجودة تحت الأرض ؛ لم يكن لديها أي فكرة عما إذا كان القربان قد تم استخدامه بالفعل. جاء التلميح مع مايلز: لقد أحضر معه المحاربين اللاموتى، كما لو كان يعرضهم عليها. “إذا كنت تحاول تخويفي، فأنا آسفة لإحباطك ،” قال كروش. “ألا يجب على الفتاة التي ترى جثة ماشية أن تصرخ صرخة لطيفة؟ بصراحة، حتى أنا أشعر بدمي يبرد عندما أنظر إليهم”. قالت كروش مع اقتراح ابتسامة: “أخشى أنني تركت أنوثتي خلفي منذ فترة طويلة”. نظر إليها مايلز، برفقة العديد من الزومبي، بسخط. لكن سرعان ما تغير تعبيره، وأشار إلى السقف فوق كروش المقيدة. “حسناً، يا أميرتي الصغيرة، بما أنك تجهلين ما يحدث في الخارج، دعيني أحضر لك الأخبار. وصل فارس لإنقاذ الأميرة المأسورة. على الرغم من أنه بالكاد بدا مثل واحد”. “—” ربما كان مايلز يتحدث عن فيريس. كان من المفترض أن يكون في العاصمة—ولكن من أجلها، عاد إلى أراضي كارستن بعد وقت قصير فقط. وكان فوريير متورط في ذلك، كانت شبه متأكدة. تخيلت نفسها وهي تخبره أنه يمكنه استخدام حكمه إذا سارت الأمور بشكل سيئ.

لقد قدمنا ​​لهم مطالبنا. ما هو ردهم؟ هل رأيت ابني؟ ”
“أخشى أنني لا أستطيع إخبارك. أنا لا أعرف حتى كيف يبدو. لقد رأيت بعض تنانين الأرض تغادر، لذلك أفترض أن مقرهم قد تم إبلاغه، لكنني لا أرى أي نصف إنسان”.

كان يوليوس على الأقل مرتاحاً لرؤية فيريس يمر بأمان، لكنه لم يستطع إلا أن يشعر بالإحباط بسبب عجزه.

“…لا تتحدث عن ذلك الفتى كما لو كان حيواناً ما. هذا هو ابني، الذي يشارك دمي “.
قال مايلز الكلمة المحرمة. أعطاه بين نظرة حادة. بدا أنه ليس عاقلاً تماماً، لذلك رفع مايلز يديه وعاد إلى الوراء.

“…هاه…” القصة لم تنقر عليه تماما. لم يكن يتخيل حدوث مثل هذا المشهد العائلي في هذا المنزل. “لكن لا يهم. لا بد لي من مساعدة السيدة كروش. هل هي حقا بخير؟ ”

كانت كلمة ابن غالباً على شفاه بين. بدا أنه يركز عليها.
ربما كان ذلك منطقياً فقط، لأنه بالكاد كان يدعو الطفل مرة أخرى بدافع الحب. حتى مايلز شعر ببعض التعاطف مع الصبي. كان ضياع حياة المرء بسبب قناعات والد المرء الشديدة ولكن الخاطئة هي مادة من الكوابيس.

عندما عاد ما يشبه الهدوء إلى الغرفة، أعادهم يوليوس إلى السؤال المطروح. قاد هذا المسؤول، الذي أصبح الآن بعيداً عن طرق تشتيت انتباه زواره، إلى الركود قليلاً وأعطى نظرة غير مرتاحة لفيريس. قال: “صحيح أن السيدة كروش ذهبت بمفردها لتفقد منزل أرجيل”. لكن باردوك أحاط بمنطقة القصر بما يقرب من خمسين جندياً. يفتقر آل ارجيل إلى الموارد لتوظيف المرتزقة في هذا الوقت. حتى لو سلحوا عبيدهم وأرسلوهم، فسيكون من السهل إخضاعهم”.

“حسناً، ليس هذا يعني أنني سأمتنع أو أبدي أي رحمة.”
نظر بين إلى أسفل ساحة المعركة بعيون متلألئة، في انتظار عودة ابنه إلى الوطن. خلفه، جلس مايلز على أريكة لم تتصخ من الجثث وانتظر اللحظة المناسبة. فاضت النية السيئة ورائحة اللحم المتعفن من المنزل. لكن كان عليه فقط الانتظار حتى يحين الوقت.

“… على الأقل، لم تتضرر صديقتك.” “هاه؟” جاء الهمس كإجابة على أفكاره. لم ترد الخادمة، التي تحدثت بالكلمات، بأي رد آخر، لكنها خرجت من الغرفة لتظهر لهم الطريق. سارع بها بين من الخلف، وترك فيريس، آخر من يخرج من غرفة الاستقبال، في حيرة. كان متأكداً من أن الخادمة كانت في تحالف مع بين. لم يكن لديها سبب لتجنيبه أي مساعدة أو أمل. لكن لم تبدو أنها مجنونة. والأغرب من ذلك كله، أن كلماتها أعطته إحساساً حقيقياً بالراحة. “…غريب.” وضع فيريس الشعور المزعج جانباً، معتقداً أنه غريب. بجانبه، استمر بين في لهجة متفائلة. أومأ فيريس برأسه وشخر لكنه تجاهل كل ما قاله الرجل.

9

خدش بين وجنتيه بشدة لدرجة أن الدم نزل منهم مثل الدموع. على الفور انبعث ضوء خافت من الجروح التي اختفت. لقد أساء إلى نفسه ثم شفى نفسه. كان هذا هو الاستخدام الأكثر إثارة للقلق لسحر الشفاء الذي شهده فيريس على الإطلاق.

وصل فيريس والآخرون إلى إقامة أرجيل ليجدوا أن المكان قد أصبح ساحة معركة. لقد قاموا بالإندفاع على عربة التنين الخاصة بهم بأقصى ما يمكن، واستغرق الأمر عدة ساعات. كان المكان جحيماً على الأرض بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى هناك.

وجده يوليوس وضع مشوش ليكون فيه. نظر فوريير بتمعن نحو القصر. لعبت عيناه القرمزية فوق المنزل والجنود الذين لا يموتون يتقاتلون في الخارج “إذا كانت كروش في الطابق العلوي، فقد يكون فيريس قادراً على إدارة شيء ما… ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فسنضطر إلى الاعتماد عليك يوليوس. خذ ذلك على محمل الجد وانتظر لحظتك”. قبل يوليوس بكل احترام كلمات فوريير. وجد الفارس نفسه مدركاً بشكل مؤلم لكبريائه. في الآونة الأخيرة، كانت هناك فرص كثيرة بالنسبة له لتصحيح افتراضاته اللاواعية، فيما يتعلق بكل من فيريس وأشياء أخرى. لم يكن لديه الحق في الاستخفاف بالآخرين في أي شيء، ولا أي سبب ليتم الإستخفاف به من قبل الآخرين. “أرى أنه لا يزال لدي الكثير لأفكر فيه.” وضع يوليوس يده على مقبض سيفه وانتظر اللحظة التي سيُطلب منه استلاله. كان هو، بصفته فارساً من الحرس الملكي، هو الذي عُهد إليه فوريير. سيتم اختبار قيمته الحقيقية كعضو في الحرس في ساحة المعركة اليوم.

“إذن هذا ما قصدوه بالمحاربين اللاموتى…” غمغم فيريس. ترنح رجل في الأمام واستقر رأس الرمح في رأسه. ما خرج من الجرح لم يكن دماً أحمر حيوياً بل قيحاً أصفر. سقط الرجل على الأرض. ومع ذلك، وعلى الرغم مما يبدو أنه جرح مميت، فقد قام برمي جسده، ابعد الرمح، وبعد ذلك، على ما يبدو غير منزعج من جمجمته المحطمة، مد ذراعيه وحاول إلحاق نفسه بالجندي التالي الذي شاهده.

“ليست هواية مؤدبة جداً لديك أيضاً.” لم تعط كلماتها أي علامة على الضعف، ولكن مايلز بدا سعيداً تماماً.

“تعويذة مظلمة تجعل الموتى أحياء. إذن فهذا هو قربان الملك الخالد. ” كان يوليوس يراقب أيضاً، والآن تحدث بصوت مثقل بالغضب في المشهد الفظيع. كان يوليوس هادئاً في العادة، لكنه شعر بعاطفة شديدة. كان مليئاً بالسخط الصالح من أجل أولئك الذين يتم التجديف على حياتهم بسبب هذا السحر. كانت يده في قبضة سيفه، وبدا وكأنه قد يندفع في أي لحظة.

“أرى أن كونك معصوبة العينين ومقيّدة بالسلاسل لم يجعلك أكثر وداعة. أعتقد أن عائلة الدوق مكونة حقاً من أشياء أكثر صرامة من بقيتنا. حسناً، هذا فقط يجعل الأمور أسهل بالنسبة لي”.

“—لا تفعل ذلك يا يوليوس. لن أتركك تمضي قدماً”. الصوت الذي أوقف يوليوس كان صوت فوريير، الذي لاحظ الوضع من داخل العربة. تسببت كلمات الأمير الصارمة في خروج التوتر من أكتاف يوليوس، كما لو كان محرجاً من تهوره.
“اعتذاري. المشهد ببساطة فظيع للغاية، وأثار غضبي”.
“أنا أفهم مشاعرك. هذا ليس موقف يمكننا التغاضي عنه. ولكن إذا اتخذنا القرار الخاطئ، فقد يؤدي ذلك إلى تضحيات لا داعي لها. يجب أن نتجنب ذلك”.
التفت فوريير إلى فيريس، الذي وجد نفسه يندب قليلاً تحت شدة نظرة صديقه. قبض فوريير على القيادة من خلال القيادة الحادة التي أظهرها في القلعة والقصر. لقد حدث ذلك من قبل، لكن هذا كان بحجم مختلف. في العادة، لم يكن فوريير يشبه الملوك—بأفضل معناه—ولكن تراثه أصبح الآن واضحاً بجلاء.
“وفقا لباردوك، سوف يستغرق الأمر ثلاث ساعات لجمع القوة الكافية تأكد من قدرتنا على تدمير العدو. علينا أن نوفر لهم الوقت حتى لا يحدث الأسوأ قبل ذلك الحين “. تولى فوريير القيادة في ساحة المعركة. “بالطبع، نريد حماية الأبرياء من التعرض للأذى. هل تفهمان؟ ” أومأ فيريس ويوليوس برأسه.

لقد كان تقارباً نادراً جداً—لم يكن أحد معروفاً بامتلاكه منذ أكثر من مائة عام.

تم نشر المحاربين اللاموتى ضد جنود كروش، الذين حاصروا منزل آرجيل. يبدو أن هناك ما لا يقل عن مائتي منهم، أربعة أضعاف القوة الودية.

“أنا فقط لا أستطيع التفوق على سموه…” أدى عدم كفاءتها إلى حدوث هذا الوضع. كانت تكره حماقتها، لكنها شعرت بسعادة غامرة لأنهما سيبذلان قصارى جهدهما لضمان سلامتها. تنهدت. واصل مايلز شماتته. “كان لدى بين طلب ما لذلك الفارس. لا أعرف ما الذي قد يفعله إذا أعطاه الصبي ما يريده بالفعل، لكنني أعلم أنه لا شيء أوافق عليه”.

ولكن في حين أن الموتى الأحياء يتمتعون بميزة صعوبة تدميرهم، فقد ضاعت قدرتهم على التفكير ووضع الاستراتيجيات. حقيقة أن الطوق لم يتم كسره على الرغم من أنه فاق العدد بشكل كبير كان دليلاً على ذلك.
في الوقت الحالي، كان باردوك، المسؤول العسكري الكبير الذي أحضرته كروش معها، يحاول حشد القوة العسكرية للتغلب على التفاوت في العدد. بمجرد أن يكون لديهم القوات، سيكون من السهل التغلب على المحاربين اللاموتى.
“لكن هذا يعني أن السيدة كروش ربما…”
“إذا لم ننقذ كروش، فحتى لو كان لدينا مليون رجل ولن يعني ذلك شيئا. علاوة على ذلك، يبدو أن العقل المدبر، بين أرجيل، يسأل عن فيليكس أرجيل”.
ما إن انتهوا من الرسالة العاجلة حول ظهور المحاربين الأحياء حتى تلقوا كلمة تفيد بأن كروش قد تم احتجازها كرهينة في منزل آرجيل. طالب خطاب موقع من بين نفسه بتسليم فيريس مقابل سلامة كروش.
بالطبع، لم يكونوا أغبياء بما يكفي ليقعوا فيها.
قال فوريير: “لكن لا يمكننا ببساطة رفض طلبه أيضاً”. “حتى نرى الدوقة، علينا إعطاء الأولوية لسلامتها، وقد يعني ذلك الذهاب إلى طاولة المفاوضات.”
“نعم، الطاولة التي بنوها. يتعلق الأمر بأسوأ طريقة ممكنة للتفاوض…”
قال فيريس، مع عدم محاولته لإخفاء إحباطه. حدق في قصر أرجيل.
عادة، قد يكون من الحنين رؤية مسقط رأس المرء مرة أخرى، لكن فيريس لم يشعر بأي شيء ممتع لهذا المنزل. لم يسبق له أن رأى المكان من الخارج بهذا الشكل. في ذاكرته، كانت موجودة فقط في ظلمة غرفة الطابق السفلي.
“ماذا ستفعل؟” سأل فوريير. “قالت رسالة بين أنه سيتم السماح لك أنت وحدك بتجاوز اللاموتى. هل تعتقد أنه يمكننا الوثوق به؟ ”

“الناس العاديون لن يفكروا في وضع الموتى في العمل اليدوي.” “آه، سيدي، مرحباً بعودتك.” من وسط الموتى جاء رجل كان على قيد الحياة، لكن وجهه لا يختلف عن وجه الزومبي. رجل حي ميت يسيطر على الأموات من خلال السحر السري، بينما كان مايلز هو الشرير الذي عمل معه. كان مكاناً غارق في موجة لا تنتهي من الخطيئة. منذ فترة طويلة فقدت الحس السليم للقلق بشأن مثل هذه الأشياء، على أي حال. وكيف حال أميرتنا الصغيرة في غرفتها تحت الأرض؟ ” ”لا تزال تقاوم. أولئك الذين ولدوا للنبلاء هم حقا سلالة مختلفة”.

قفز المحاربون على أي شيء قريب دون رحمة . لم يأتوا أبداً لمهاجمة بعضهم البعض، لكن لا يبدو أن لديهم القدرة على فعل أكثر من التمييز بين الأحياء والأموات. لكن هذا لم يكن سبباً للتردد.

“همم… جيد جداً. خدينا معاً هناك. لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة سار فيها فيليكس مع والده. أنا متأكد من أنه سيحبها. أليس كذلك؟ ” “ها-ها-ها-ها. أنت مضحك.” كانت مزحة رائعة. لم يكن فيريس ووالده يتجولان معاً.

“سأذهب. ستكون السيدة كروش في خطر إذا لم أفعل ذلك”.
بالنسبة لفيريس، كانت حياة كروش أكثر أهمية من حياته، وقيمة أكثر من العالم بأسره. كان سيعطي أي شيء على الإطلاق لاستعادتها.
بالتأكيد بما في ذلك نفسه.
“فيريس…”
“لا يمكنك إيقافي، صاحب السمو. أنت من أحضرني إلى هنا”.
لن أحاول إيقافك. أعلم أنك ستذهب حتى لو فعلت. لأنك فارس كروش. ليس لدي شك في أنك ستحميها”.
كان فيريس في طريقه بالفعل، وأجابه فوريير دون تردد.
بهذه الكلمات، شعر فيريس كما لو كان خلفه آلاف الجيوش.
بعد كل شيء، كانت كلمات فوريير جزءاً مما أطلق طموحات فيريس في الفوز باختبار الفروسية، وجزءاً من سبب كونه هو نفسه. عززه الفخر.
لكن فوريير استمر. مع ذلك لا يجب أن تفعل ذلك على حساب حياتك. أريدك أنت وكروش أن تعودا بأمان. لأنكم حياتي. إذا كنت عضواً حقيقياً في الحرس الملكي، فسوف تتبع أوامري”.
“—”
“يجب أن تعود. لن أفقد صديقا لشيء كهذا”.
لم يكن لدى فيريس حتى اسم للعاطفة التي تغمر قلبه.
كان فوريير قد اتصل بفيريس كصديقه عدة مرات من قبل، وفي كل مرة فعل ذلك، كان فيريس مصدوماً تماماً مثل المرة الأولى التي حدث فيها ذلك، تماماً مثل الكلمات المفقودة.
“نعم سموك!”
ثم انطلق، وصديقه يراقبه وهو يتجه بنظرة مألوفة وجريئة على وجهه.
أمام فيريس كان المكان الفظيع الذي ولد فيه، والسيدة التي كان يعتز بها، والأسرة التي تركها وراءه.

“اهنن…” تأوهت. كان حلقها جافاً. وانحنت عن الأرض. ثم ملأت الرائحة أنفها، رائحة كريهة للغاية لدرجة أنها كانت مؤلمة جسدياً تقريباً. مثل فضلات الحيوانات الممزوجة بشيء متعفن. في اللحظة التي التقطت فيها نفحة منه، أدركت كروش أنها ليست في أي مكان جيد.

 

أخيراً، وصل الثلاثي غير المتطابق إلى الغرفة الداخلية في الطابق الثالث.

“تبدو مستاءً يا يوليوس.”
تحدث فوريير إلى يوليوس بينما شاهدوا فيريس يصبح أصغر وأصغر في المسافة. كان يوليوس يشد قبضتيه.

“تعويذة مظلمة تجعل الموتى أحياء. إذن فهذا هو قربان الملك الخالد. ” كان يوليوس يراقب أيضاً، والآن تحدث بصوت مثقل بالغضب في المشهد الفظيع. كان يوليوس هادئاً في العادة، لكنه شعر بعاطفة شديدة. كان مليئاً بالسخط الصالح من أجل أولئك الذين يتم التجديف على حياتهم بسبب هذا السحر. كانت يده في قبضة سيفه، وبدا وكأنه قد يندفع في أي لحظة.

على ما يبدو، كان بين يقول الحقيقة في رسالته، لأن اللاموتى أغفلوا تماماً فيريس عندما اقترب من المنزل.
لا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للجنود البشريين الآخرين، الذين ألقى الزومبي بنفسهم عليهم دون رحمة.

أو هكذا آمن الجميع في الأمة، ولم يستطع يوليوس نفسه إنكار أنه تولى نفس القدر حتى هذه اللحظة. ولكن عندما رأى فوريير الآن، كان عليه أن يتساءل عما إذا كان الأمير أنيقاً فقط. ووجد نفسه تدريجياً غير قادر على تصديق القيل والقال الذي سار كالنار في الهشيم في القلعة الملكية.

كان يوليوس على الأقل مرتاحاً لرؤية فيريس يمر بأمان، لكنه لم يستطع إلا أن يشعر بالإحباط بسبب عجزه.

في مواجهة هجوم بين، أدرك فيريس أن الحديث لن يجدي نفعا. ومض ضوء أزرق خافت حول يديه، ونقله بهدوء إلى جثة والدته. بطريقة ما، بدت اللحظة مقدسة تقريباً. ثم انفتحت عينا الجثة. “هـ- هانا! أوه! هانا! ” كان بين منتشياً بينما كان الجسد يتحول، جلس بنفسه. كاد أن يدفع فيريس بعيداً عن الطريق ليتخد مكاناً بجانب السرير. شاهد فيريس والديه يتشاركان في لم الشمل، على الرغم من وفاة أحدهما قبل لحظات فقط. “هانا! كنت أنتظر هذه اللحظة! لأجلنا لنكون هكذا مرة أخرى—” “—” مع الدموع في عينيه، دعم بين زوجته وهي جالسة، لكنها لم تقل شيئاً. حدقت في وجه زوجها. رفعت يديها بلطف ووضعتها على خدي بين. ابتسم لشعوره بيديها، وابتسمت هانا أيضاً بصوت خافت. لقد كان رد فعل لم يكن ممكناً لمجرد جثة متحركة، مثل أحد المحاربين اللاموتى.

“أشعر بالشفقة—لمرافقته هنا ومع ذلك لا أستطيع أن أفعل أي شيء! لماذا أكون فارساً حتى إذا لم أستطع مساعدة صديقي في وقت حاجته؟ ”
أجاب فوريير: “لا تنفعل.” “ستكون هناك مرات عديدة قادمة عندما تكون هناك حاجة لقوتك. إن انزعاجك في هذه اللحظة ليس علامة على عجزك”.

window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"}) لا شك أن كلاهما سيكونان قلقين للغاية عندما يسمعا بما حدث لها. لقد عذبها هذا الفكر أكثر بكثير من أي مسألة تتعلق بسلامتها.

“إرر—شكراً لك.” لم يكن يوليوس يتوقع مثل هذه الكلمات من فوريير، لكن دهشته غمرها الاحترام. لم يكن معروفاً أن الأمير الرابع، فوريير لوغونيكا، لديه موهبة الإطراء. في الواقع، كانت العائلة المالكة بأكملها ودودة للغاية. وبهذه الطريقة، لم يكونوا ملائمين للحنكة السياسية.
وهكذا تركت إدارة لوغونيكا إلى أعلى النبلاء ومجلس الحكماء.

أخذ فيريس من كتفيه بيديه الكبيرتين وقال، “أود أن أسأل كيف كنت… لكن أولاً يجب أن أسأل ما الذي ترتديه بحق العالم. أنت نحيف للغاية—وأنت ترتدي ملابس نسائية؟ آمل ألا تكون قد أزعجتك وجهات نظر دوقة كارستن المنحرفة حول الجنس”.

أو هكذا آمن الجميع في الأمة، ولم يستطع يوليوس نفسه إنكار أنه تولى نفس القدر حتى هذه اللحظة. ولكن عندما رأى فوريير الآن، كان عليه أن يتساءل عما إذا كان الأمير أنيقاً فقط. ووجد نفسه تدريجياً غير قادر على تصديق القيل والقال الذي سار كالنار في الهشيم في القلعة الملكية.

“بالضبط. لكن لا يخيب ظنك. موهبة سحر المياه التي تكمن في داخلك—هي أعظم دليل على أن دمك مرتبط بي. تم تناقل إتقان السحر المائي عبر أجيال من عائلو أرجيل. لا يمكن لأي طفل غير شرعي أن يمتلكها! ”

“أنت تفكر في أنني أبدو افضل كتيراً عما سمعته.”
“—!”
“خذ الأمور ببساطة، لا داعي للصدمة. بالكاد يمكن أن أكون جاهلاً بالشائعات التي تحدثت عني في القلعة الملكية. لا يعني ذلك أنني عادة أهتم كثيراً بهم.
لكني أشعر اليوم بالصفاء بشكل غير عادي. على الأقل ما يكفي لهز قلب موظف قلق بصدق لأمتنا”.
اندلعت موجة جديدة من الرهبة في يوليوس، الذي شعر أن فوريير قد رأى من خلال طيشه. الحكيم الذي يتنهد حزيناً بجانبه في العربة لم يكن رجلاً يمكن قياسه بالشائعات. ومع ذلك، على الرغم من أن عيني ذلك الرجل الحكيم قد رأت كل شيء، إلا أنه كان ينضح أيضاً بالانسجام.
“فيريس سوف يتحدى عائلته. من واجب أصدقائه دعم ما ينقصه”.
“فيريس…؟ هل صاحب السمو يعتبره صديقاً؟ ”
“بالتاكيد. وإذا قمتَ بذلك أيضاً، فنحن في نفس الموقف”.

“همم… جيد جداً. خدينا معاً هناك. لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة سار فيها فيليكس مع والده. أنا متأكد من أنه سيحبها. أليس كذلك؟ ” “ها-ها-ها-ها. أنت مضحك.” كانت مزحة رائعة. لم يكن فيريس ووالده يتجولان معاً.

وجده يوليوس وضع مشوش ليكون فيه. نظر فوريير بتمعن نحو القصر. لعبت عيناه القرمزية فوق المنزل والجنود الذين لا يموتون يتقاتلون في الخارج “إذا كانت كروش في الطابق العلوي، فقد يكون فيريس قادراً على إدارة شيء ما… ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فسنضطر إلى الاعتماد عليك يوليوس. خذ ذلك على محمل الجد وانتظر لحظتك”. قبل يوليوس بكل احترام كلمات فوريير. وجد الفارس نفسه مدركاً بشكل مؤلم لكبريائه. في الآونة الأخيرة، كانت هناك فرص كثيرة بالنسبة له لتصحيح افتراضاته اللاواعية، فيما يتعلق بكل من فيريس وأشياء أخرى. لم يكن لديه الحق في الاستخفاف بالآخرين في أي شيء، ولا أي سبب ليتم الإستخفاف به من قبل الآخرين.
“أرى أنه لا يزال لدي الكثير لأفكر فيه.”
وضع يوليوس يده على مقبض سيفه وانتظر اللحظة التي سيُطلب منه استلاله. كان هو، بصفته فارساً من الحرس الملكي، هو الذي عُهد إليه فوريير. سيتم اختبار قيمته الحقيقية كعضو في الحرس في ساحة المعركة اليوم.

كانت كروش هي التي أخرجته من ذلك المكان—كروش، التي كانت شجاعة منذ الطفولة. قادت فيريس إلى الشمس، وأصبح إنساناً. بفضل كروش، اكتسب فيريس الإنسانية لأول مرة. “بدون السيدة كروش، لن أكون على ما أنا عليه! لذا أرجعها إلي—الآن! لا يهمني أن أخطئ فيك! لا يهمني الآباء! أنا لا أمزح! ” كان وجه فيريس الحلو ملتويا بالغضب. كشف عن أسنانه والشعار. لقد لوح بذراعيه في بين. “انظر إلى هذه الأذرع النحيلة! لا أستطيع استخدام سيف! لا يمكن أن تحمل درع! أنا فارسها وهذه الأذرع التي لا قيمة لها لا تستطيع حتى القتال من أجلها! وساقي ليست أفضل! لا أستطيع الركض بسرعة أو القفز عالياً… لا يمكنني فعل أي شيء! كل ما أريده هو أن أحميها، ولا يمكنني حتى أن أفعل ذلك! ” بمجرد أن أخرجته كروش من هذا المنزل، وحصل على دوره كمرافق لها، فعل فيريس كل ما في وسعه ليكون مصدر قوة لها. لقد حاول أن يحمل السيف ويكون فارساً. لكنه تُرك بلا جسد ليقوم بهذا الواجب. ” لقد سرقتهم مني! لقد سرقتهم مني وتركتني فارغاً… أعطتني السيدة كروش طريقي في الحياة وطريقي في الوجود! ” لم يبق له شيء، لكن كروش شجعته على العيش بالطريقة التي يعيشها الآن. لقد تم الاستهزاء به باعتباره ميؤوس منه، وسخر من أن لديه “ميول غريبة”، لكن الشيء الوحيد الذي يعني كل شيء بالنسبة لفيريس هو ما طلبته كروش منه. وهنا من بين جميع الأماكن، هل سيبتعد عن ذلك؟ “وبعد كل ما قمت به، ما زلت تريد أن تستمر في الأخذ مني! هل تسرق مني مرة أخرى شيء أقدره أكثر من حياتي ؟! لن تفعل، اللعنة عليك…! اللعنة عليك!!”

10

ثم تراجعت ابتسامتها—بالمعنى الحرفي للكلمة—وهي تتفتت إلى كومة من الغبار. بعد لحظة، كل ما تبقى كان كومة من رماد والدته، ةجثة والده مدفونة بينهم.

“مرحباً بك في المنزل، سيد فيليكس.”
شعر فيريس بشيء ما في غير محله عندما خرجت الخادمة لتحييه. لم يستطع معرفة ما إذا كان يتذكر المرأة في منتصف العمر أم لا. لكنها بدت وكأنها تتعرف عليه. لقد صُدم بشكل خاص بالطريقة التي غمرت بها عينيها كما لو كانت تحاول تذكر شيء ما.
لم يعطه أي من هذا أي عاطفة تجاه شخص انضم إلى آل أرجيل.

وجده يوليوس وضع مشوش ليكون فيه. نظر فوريير بتمعن نحو القصر. لعبت عيناه القرمزية فوق المنزل والجنود الذين لا يموتون يتقاتلون في الخارج “إذا كانت كروش في الطابق العلوي، فقد يكون فيريس قادراً على إدارة شيء ما… ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فسنضطر إلى الاعتماد عليك يوليوس. خذ ذلك على محمل الجد وانتظر لحظتك”. قبل يوليوس بكل احترام كلمات فوريير. وجد الفارس نفسه مدركاً بشكل مؤلم لكبريائه. في الآونة الأخيرة، كانت هناك فرص كثيرة بالنسبة له لتصحيح افتراضاته اللاواعية، فيما يتعلق بكل من فيريس وأشياء أخرى. لم يكن لديه الحق في الاستخفاف بالآخرين في أي شيء، ولا أي سبب ليتم الإستخفاف به من قبل الآخرين. “أرى أنه لا يزال لدي الكثير لأفكر فيه.” وضع يوليوس يده على مقبض سيفه وانتظر اللحظة التي سيُطلب منه استلاله. كان هو، بصفته فارساً من الحرس الملكي، هو الذي عُهد إليه فوريير. سيتم اختبار قيمته الحقيقية كعضو في الحرس في ساحة المعركة اليوم.

“اعفيني من الحديث الصغير. أين السيدة كروش؟ ”
“—السيد ينتظر. إذا كنت ستتبعني…”
للحظة، بدت الخادمة وكأنها تمسك بشيء قبل أن تجيب. لم تجب على سؤاله، لكن عندما استدارت ودخلت المنزل، تبعها، وهو يعلم أنه ليس لديه خيار آخر.
انجرفت رائحة كريهة من خلال الردهة المعتمة. تم نشر المحاربين اللاموتى داخل القصر أيضاً ؛ أنتجوا مجموعة متنوعة من أصوات الخدش. مع عدم وجود أحد للهجوم عليه—لم يكن فيريس والخادمة هدفهم—فوقفوا بغباء أو سقطوا على الجدار، ولم يعطوا أي إحساس حقيقي بأنهم على قيد الحياة.

“أخرجيني من هنا! خذيني بعيداً، تماماً مثل الماضي…! لا يوجد شيء هنا! إذا بقيت هنا، فلن أكون أنا بعد الآن…! اجعليني… إنساناً… ابقني بجانبك. معك يا سيدة كروش وسموه…! ” توسل إليها متعثراً بكلماته. سارت المشاعر عبر فيريس التي بدت غريبة حتى بالنسبة له. غيم الارتباك على وجه يوليوس، ونظر إلى كروش كما لو كان يطلب الإرشاد. أجابت بدورها، “—حسناً. دعنا نضع حدا لهذا الوقت من الظلم الذي تحملته”. حملته عن قرب، وربتت على ظهره بشكل مريح. فوجئ فيريس بمدى ارتياحه لهذه الإيماءة. “يوليوس، خذ زمام المبادرة. سأحمل فيريس”. أومأ يوليوس برأسه وانطلق أمامهم. لقد دفع بسهولة المحاربين اللاموتى الذين وقفوا في طريقهم بلا مبالاة، بينما ابتلعت النيران الآخرين. في الجثث المحترقة، رأى فيريس نفسه في هذا المنزل. احتراق، الإحتراق على الأرض. كانت الذكريات المروعة مغمورة بالنار، الأصل الذي كبته لفترة طويلة تحول إلى رماد في عباءة حمراء. “سيدة كروش، أنت بخير—!” قبل أن يعرف ما حدث تقريباً، كانوا خارج القصر. كان مسؤول عسكري يهرع إلى كروش، التي لا تزال متمسك بأكتاف فيريس. قالوا شيئاً لبعضهم البعض، وظلت يد كروش بيد فيريس طوال الوقت. “انظروا، المحاربين اللاموتى—!” نادى شخص ما. بدأ كل الزومبي في التحرك دفعة واحدة. قبل لحظات، كانوا يهاجمون أي شيء يقترب. الآن تحركوا جميعاً نحو القصر. دخلوا المنزل المحترق، واحداً تلو الآخر.

تجولت عيون فيريس هنا وهناك أثناء تحركهما عبر المنزل.
“الشعور بالحنين؟” سألته الخادمة. يبدو أنها أساءت فهم ما كان يبحث عنه.
أجاب بلا سخرية بسيطة، “ليس حقاً” وتجاهل. “لا أتذكر هذا المكان جيداً بما يكفي لأشعر بالحنين إليه. وحتى لو فعلت ذلك، لم يكن هناك أي جثث تتجول في آخر مرة كنت هنا”.
أثناء حديثه، أعطى فيريس كزة تجريبية على كتف أحد اللاموتى الذين وقفوا بلا حراك في الردهة. توقع نصفه أنه لن يستجيب مهما فعل، لكن عندما أدرك الرومبي أنه لمسه، اتجهت عيناه نحوه.
قالت الخادمة: “أنا مندهشة لأنك تستطيع جعل نفسك تلمسهم”.
“الجثث ليست جديدة بالنسبة علي. لقد رأيت الكثير من المصابين بجروح خطيرة أيضاً. لكنني لم آتي إلى هنا للدردشة “.
“—”
لم تقدم الخادمة أي رد. رد عليها فيريس لأنه لا يريد أن يتجاهل المرأة ببساطة، لكنه لم يكن في حالة مزاجية للتحدث. لقد شعر بالتواء في الجزء العلوي من بطنه منذ اللحظة التي دخل فيها هذا المنزل. لقد أدركها بسبب الظاهرة النفسية التي كانت عليها، وهي شهادة على مدى عمق احتقاره لهذا المكان.
بعد أن قطع فيريس محادثتهما بوضوح، قادته الخادمة في صمت إلى الطابق الثاني. طرقت على باب غرفة الاستقبال، وصرخت، “سيدي، لقد أحضرته”.
أجاب رجل بهدوء من الداخل. لم يتذكر فيريس الصوت، لكنه أرسل قشعريرة أسفل عموده الفقري. لم يدركها عقله ولا جسده، لكن روحه.
“—لقد عدت يا فيليكس.”
عندما دخل فيريس الغرفة، واجه رجل ملتح كبير. نظر فيريس إلى وجه الرجل، وأخيراً ومض شيء في ذاكرته. كان للرجل نفس شعر بلون الكستناء وعيون صفراء مثل فيريس—كانت تلك الأشياء الوحيدة التي ميزتهما كوالد وطفل، لكنه أصبح واثقاً أكثر فأكثر أنه كان نفس الوجه الذي كان يلوح في الأفق أعلى منه قبل تسع سنوات.
“نعم … أعتقد أن هذا هو شكله”، همس فيريس حيث تمكن أخيراً من تجميع ذكرياته مع وجه والده، بين أرجيل. كلمات بلا عاطفة من أجل لم الشمل مع والده. سمعتهم الخادمة، فجعدت جبينها، لكن رد فعلها طغى على رد فعل بين الأكثر روعة.

على ما يبدو، كان بين يقول الحقيقة في رسالته، لأن اللاموتى أغفلوا تماماً فيريس عندما اقترب من المنزل. لا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للجنود البشريين الآخرين، الذين ألقى الزومبي بنفسهم عليهم دون رحمة.

أخذ فيريس من كتفيه بيديه الكبيرتين وقال، “أود أن أسأل كيف كنت… لكن أولاً يجب أن أسأل ما الذي ترتديه بحق العالم. أنت نحيف للغاية—وأنت ترتدي ملابس نسائية؟ آمل ألا تكون قد أزعجتك وجهات نظر دوقة كارستن المنحرفة حول الجنس”.

8

“—”
“بشرتك جيدة بما فيه الكفاية، لكن ذراعيك ورجليك نحيفان للغاية… يا له من مشهد قاسٍ للغاية! ” لوى بين وجهه في حزن، وأطلق صرخة على ابنه البالغ. راقبه فيريس بلا تعبير، رغم وجود قشعريرة هائلة في عينه.
هذا الزي هو علامة على علاقتي مع كروش، وأنا نحيف بسبب ما يقرب من عشر سنوات من سوء المعاملة في هذا المنزل. إنها قاسية، حسناً، لكن لمن هذه القسوة ؟
”لكن جيد جدا! دعنا نضع هذا جانباً! لقد عدت إلى المنزل. كوالدك، هذا يجلب لي الفرح “. بدا غافلًا عن تعبير فيريس البارد، ابتسم بين وحاول أن يعانق ابنه. تجنب فيريس احتضانه برشاقة، وانزلق إلى جانب بينما كان بين يتعثر للأمام.
مسح فيريس الغرفة بسرعة، لكنه توقف عندما لم يجد أي علامة على كروش.
قال “كفى كلاماً”. ”أعد السيدة كروش. ثم أتمنى أن تختفي أنت وهذا المنزل”.
“يا لها من طريقة لتحية والدك! لا تخطئني يا فيليكس. أشعر بسعادة غامرة لأنك بأمان، لكنني لست كريماً لدرجة تحمل وقاجتك. إذا كنت تعتقد أنك على قدم المساواة معي بسبب ما حدث في الماضي، فأنت مخطئ”.
“—! كما لو أنني سأفكر بذلك! ” التقى بانفجار بين الغاضب بواحد منه. ما تم فعله لفيريس في هذا المنزل، لم يكن ليهتم أبداً باستخدامه للثأثير.

وستكون المنافسة بين دوقة ونبيل فرعي بلا مركز. كان الاختلاف في القوة العسكرية لا يرقى إليه الشك. كانت النتيجة حتمية. سيكون الطيران عديم الجدوى بالمثل. إذا أرادوا ذلك، يمكن لبين ومايلز أن يأخذوا رأس كروش، لكن هذا سيوقع فقط على مذكرات الوفاة الخاصة بهم.

كان فيريس يمتلك آذان قط منذ ولادته، وبعد وصوله إلى العالم مباشرة تقريباً، تم حبسه في غرفة في الطابق السفلي. كانت والدته ووالده من البشر العاديين، لذا فإن وجود آذان قط كان يشير إلى خيانة أمه.

8

على الرغم من أن فيريس محصور في الغرفة المظلمة تحت الأرض، فقد حصل فيريس على الحد الأدنى من التعليم. ولكن بمجرد أن وصل إلى مرحلة الطفولة، ازدادت معاملته سوءاً. بعد سن الخامسة، أُجبر على دخول غرفة أخرى تحت الأرض أصغر من الأولى، وقضى خمس سنوات هناك لا يفعل شيئاً سوى الاستيقاظ والنوم. لقد قضى حياته في الظلام بدون سبب للبقاء على قيد الحياة ولا أي معنى للحياة التي كانت لديه.

“إذن هذا ما قصدوه بالمحاربين اللاموتى…” غمغم فيريس. ترنح رجل في الأمام واستقر رأس الرمح في رأسه. ما خرج من الجرح لم يكن دماً أحمر حيوياً بل قيحاً أصفر. سقط الرجل على الأرض. ومع ذلك، وعلى الرغم مما يبدو أنه جرح مميت، فقد قام برمي جسده، ابعد الرمح، وبعد ذلك، على ما يبدو غير منزعج من جمجمته المحطمة، مد ذراعيه وحاول إلحاق نفسه بالجندي التالي الذي شاهده.

كانت كروش هي التي أخرجته من ذلك المكان—كروش، التي كانت شجاعة منذ الطفولة. قادت فيريس إلى الشمس، وأصبح إنساناً. بفضل كروش، اكتسب فيريس الإنسانية لأول مرة.
“بدون السيدة كروش، لن أكون على ما أنا عليه! لذا أرجعها إلي—الآن! لا يهمني أن أخطئ فيك! لا يهمني الآباء! أنا لا أمزح! ”
كان وجه فيريس الحلو ملتويا بالغضب. كشف عن أسنانه والشعار. لقد لوح بذراعيه في بين.
“انظر إلى هذه الأذرع النحيلة! لا أستطيع استخدام سيف! لا يمكن أن تحمل درع!
أنا فارسها وهذه الأذرع التي لا قيمة لها لا تستطيع حتى القتال من أجلها! وساقي ليست أفضل! لا أستطيع الركض بسرعة أو القفز عالياً… لا يمكنني فعل أي شيء! كل ما أريده هو أن أحميها، ولا يمكنني حتى أن أفعل ذلك! ”
بمجرد أن أخرجته كروش من هذا المنزل، وحصل على دوره كمرافق لها، فعل فيريس كل ما في وسعه ليكون مصدر قوة لها. لقد حاول أن يحمل السيف ويكون فارساً. لكنه تُرك بلا جسد ليقوم بهذا الواجب.
” لقد سرقتهم مني! لقد سرقتهم مني وتركتني فارغاً… أعطتني السيدة كروش طريقي في الحياة وطريقي في الوجود! ”
لم يبق له شيء، لكن كروش شجعته على العيش بالطريقة التي يعيشها الآن. لقد تم الاستهزاء به باعتباره ميؤوس منه، وسخر من أن لديه “ميول غريبة”، لكن الشيء الوحيد الذي يعني كل شيء بالنسبة لفيريس هو ما طلبته كروش منه. وهنا من بين جميع الأماكن، هل سيبتعد عن ذلك؟
“وبعد كل ما قمت به، ما زلت تريد أن تستمر في الأخذ مني! هل تسرق مني مرة أخرى شيء أقدره أكثر من حياتي ؟! لن تفعل، اللعنة عليك…! اللعنة عليك!!”

“…آه.” لم يكن لدى مايلز الوقت الكافي للتحدث قبل أن يغرق في الضوء. اختفى التنين وراكبه في السماء، ولم يتركا أي أثر.

إذا كان بإمكانه فعل ذلك، لكان فيريس قد قطع الشيطان الذي أطلق على نفسه والده حينها وهناك. لو كان بإمكانه فعل ذلك، لكان قد أحرقه بالسحر وألقى الرماد في نهر.
لكن فيريس لم يستطع فعل أي من هذه الأشياء. لم يكن لديه القوة.
“—”
وقف فول بصمت بينما كان فيريس يهاجمه. انتابته مشاعر الصبي، ونظر إلى طفله بوجه خالي من المشاعر مثل القناع. لم تكن عيناه بشريتين تماماً ؛ لا يبدو أنهم يركزون في أي مكان.
“…هل قلت كل ما لذيك لقوله؟” سأل أخيراً.
“ها-هاااه؟”
“إذا كان لديك ما تقوله، فاتركه. أنا والدك. يمكنني التغاضي عن نوبة غضب طفولية. يجب أن تكون هذه صفقة جيدة لتفريغ صدرك بعد كل هذه السنوات من الإنفصال”.
“—”
صدم فيريس في صمت.
لقد كشف عن مافي قلبه وروحه—لكن بين اعتبرها على أنها ليست أكثر من نوبة مزاجية؟ لكن في نفس الوقت، فهم. كان الأمر منطقياً جداً بالنسبة له.
لم يكن هناك شيء يمكن كسبه من البحث عن حوار مع هذا الرجل. كان يجب أن يعرف ذلك منذ البداية.
—يجب أن يعرف أنه لم يترك شيئاً في هذا المنزل.
أطلق نفساً. لم يكن يشعر باليأس أو حتى خيبة الأمل. لقد أدرك ببساطة كيف كانت الأمور.
“هل يمكنك التوقف عن منادات نفسك كأبي؟ هذا يجعلني أشعر بالمرض”.
“حتى أنني سأغفر موقفك المتحدي. لا يحتاج الأب والابن إلى التشريفات في لم شملهم “.
رأى فيريس أن بين ليس لديه نية للاستماع إليه فعلياَ. لم يستطع أن يتذكر أنه تحدث مع والده من قبل—وكاد أن يضحك ليدرك أن هذا هو الرجل بين. كان والده معيباً بدرجة أكبر مما كان يتخيله.
“أم أن هذا التمرد علامة على أنك تريد أن تعامل كرجل؟ يمكن أن أتأثر بالترفيه عن الفكرة. إذا كنا راشدين متساوين، فهناك طريقة أخرى للتعامل مع هذا النقاش “.
“…وما هي؟”
“العمل على وجهات نظرنا من أجل الحصول على ما نريد.”
ركضت يد بين على لحيته بشكل مهم وهو يدور حول الجانب البعيد من الأريكة. وضع يديه على ظهره، وانحنى إلى الأمام، لينظر في فيريس.
“لقد طلبتك هنا لأنه لدي عمل معك.”
“كان من الممكن أن ترسل رسالة. على الرغم من أنني كنت سأمزقها “.
“سأعترف أن هذه كانت طريقة ملتوية لعمل الأشياء. لكنها كانت ضرورية. كان علي اختبار قربان الملك الخالد—وقدراتك! ” كان عمليا يبصق في الوقت الذي انتهى فيه.
“هذا كل شيء…” أدرك فيريس أخيراً سبب استدعائه. لم يكن بين مهتماً بقدرات فيريس البدنية. “كنت بحاجة إلى سحري…”

12

“بالضبط. لكن لا يخيب ظنك. موهبة سحر المياه التي تكمن في داخلك—هي أعظم دليل على أن دمك مرتبط بي. تم تناقل إتقان السحر المائي عبر أجيال من عائلو أرجيل. لا يمكن لأي طفل غير شرعي أن يمتلكها! ”

لكن بين اقترب أكثر من فيريس، كما لو كان هذا هو أهم شيء على الإطلاق. “هنا حيث تبدأ محادثتنا كبالغين متساوين. إذا كنت تريد شيئاً من شخص ما، فيجب أن تكون مستعداً لتقديم شيء ذي قيمة مماثلة في المقابل. نعم؟”

“حسناً . ألستَ محظوظاً. تهانينا.” أعطى فيريس تصفيقا بطيئا. يمكن أن يثبت بين جميع الروابط العائلية التي يريدها. كان فيريس بعيداً جداً عن الاهتمام بذلك.

“—” “هذا يعمل دائماً بشكل أفضل مع نوعك. بدلاً من إيذائك، من الأفضل أن تؤذي شخصاً تهتمين به. عندما أتلقى صرخة جيدة وواضحة منه، أنا متأكد من أنك سوف—” “أحمق.” “هاه؟” قام مايلز بذكر فيريس كملاذ أخير، لكن كروش تحدثت عنه الآن. عبس مايلز عندما وقفت كروش. نظر إلى قدميها، حيث كان ينبغي تقييدها بالأرض. “انتظري! كيف يمكنك الوقوف؟ من المفترض أن تكون يديك وقدميك مقيدة—” ” يبدو أنك مشتت. هل انت متفاجئ؟ كان يجب أن تكون متشككاً في اللحظة التي لاحظت فيها رؤيتي الواضحة! ” ”فيه! اللعنة. لذا فمن المستقيم الذهاب للخطة ب، أليس كذلك يا أميرة؟ ” عندما هزت كروش رأسها، شهق ووضع أحد محاربيه اللاموتى عليها.

لكن بين اقترب أكثر من فيريس، كما لو كان هذا هو أهم شيء على الإطلاق. “هنا حيث تبدأ محادثتنا كبالغين متساوين. إذا كنت تريد شيئاً من شخص ما، فيجب أن تكون مستعداً لتقديم شيء ذي قيمة مماثلة في المقابل. نعم؟”

“حسناً . ألستَ محظوظاً. تهانينا.” أعطى فيريس تصفيقا بطيئا. يمكن أن يثبت بين جميع الروابط العائلية التي يريدها. كان فيريس بعيداً جداً عن الاهتمام بذلك.

“—”
“ولكن ماذا تعرف عن ذلك؟ لا شيئ. لذا فقد أخذت حريتي في تحديد السعر نيابة عنك. إذا أعطيتني ما أريد، فسأعيد لك دوقتك الثمينة. هذا هو الاتفاق.”
“ألا تعتقد أن هذا كله غير منطقي؟”
“المنطق لا تشوبه شائبة. لا يوجد شيء غريب في ذلك “.
لذلك، ذهب بين إلى هذه الأطوال السخيفة فقط ليلعب دور الطاغية. لقد أخذ كروش رهينة ليس لجعل فيريس يستمع إليه ولكن لمجرد المساومة معه.
“إنه أمر غبي لدرجة أنه يخترق الجانب الآخر ويصبح منطقياً مرة أخرى، على ما أعتقد… لذا، ما الذي تريد مني أن أفعله؟ هل تريد مني الاتصال بك أبي؟ ”
“ما أريده بسيط. وبفضل قدراتك، يجب أن يكون الأمر سهلاً للغاية—أنت!” تجاهل بين الوخز بنظرة منتصرة وصرخ في الخادمة التي كانت تقف بهدوء في الزاوية.
أومأت إليه. “هل آخذه؟ أو هل ترغب في مرافقتنا؟ ”

“اللعنة! اللعنة على تلك المرأة…! هذا أمر جاد. سوف تدفع ثمن هذا! ” بصق مايلز وشتم وهو يحاول وقف الدم المتدفق منه.

“همم… جيد جداً. خدينا معاً هناك. لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة سار فيها فيليكس مع والده. أنا متأكد من أنه سيحبها. أليس كذلك؟ ”
“ها-ها-ها-ها. أنت مضحك.” كانت مزحة رائعة. لم يكن فيريس ووالده يتجولان معاً.

“… على الأقل، لم تتضرر صديقتك.” “هاه؟” جاء الهمس كإجابة على أفكاره. لم ترد الخادمة، التي تحدثت بالكلمات، بأي رد آخر، لكنها خرجت من الغرفة لتظهر لهم الطريق. سارع بها بين من الخلف، وترك فيريس، آخر من يخرج من غرفة الاستقبال، في حيرة. كان متأكداً من أن الخادمة كانت في تحالف مع بين. لم يكن لديها سبب لتجنيبه أي مساعدة أو أمل. لكن لم تبدو أنها مجنونة. والأغرب من ذلك كله، أن كلماتها أعطته إحساساً حقيقياً بالراحة. “…غريب.” وضع فيريس الشعور المزعج جانباً، معتقداً أنه غريب. بجانبه، استمر بين في لهجة متفائلة. أومأ فيريس برأسه وشخر لكنه تجاهل كل ما قاله الرجل.

في هذه المرحلة، أدرك فيريس أن بين كان غير مستقر عقلياً. كان من الطبيعي ألا تبدو محادثته منطقية تماماً. إذا دفع فيريس للخلف، فربما يدمره بين. من الأفضل اللعب مع الوقت وانتظار فرصته.
للكنه كان لا يزال قلقاً بشأن سلامة كروش. مع بين بالطريقة التي كان عليها، لم تكن هناك ضمانات بأن كروش على ما يرام، حتى لو ادعى أنها كانت كذلك.

لم يستجب فيريس لهذا ولكنه اقترب من الجسد على السرير. مد يده إلى المرأة، التي بدت كما لو كانت نائمة، وترك المانا تركض في الجسد الهامد.

“… على الأقل، لم تتضرر صديقتك.”
“هاه؟”
جاء الهمس كإجابة على أفكاره. لم ترد الخادمة، التي تحدثت بالكلمات، بأي رد آخر، لكنها خرجت من الغرفة لتظهر لهم الطريق. سارع بها بين من الخلف، وترك فيريس، آخر من يخرج من غرفة الاستقبال، في حيرة.
كان متأكداً من أن الخادمة كانت في تحالف مع بين. لم يكن لديها سبب لتجنيبه أي مساعدة أو أمل. لكن لم تبدو أنها مجنونة.
والأغرب من ذلك كله، أن كلماتها أعطته إحساساً حقيقياً بالراحة.
“…غريب.” وضع فيريس الشعور المزعج جانباً، معتقداً أنه غريب. بجانبه، استمر بين في لهجة متفائلة. أومأ فيريس برأسه وشخر لكنه تجاهل كل ما قاله الرجل.

“تعويذة مظلمة تجعل الموتى أحياء. إذن فهذا هو قربان الملك الخالد. ” كان يوليوس يراقب أيضاً، والآن تحدث بصوت مثقل بالغضب في المشهد الفظيع. كان يوليوس هادئاً في العادة، لكنه شعر بعاطفة شديدة. كان مليئاً بالسخط الصالح من أجل أولئك الذين يتم التجديف على حياتهم بسبب هذا السحر. كانت يده في قبضة سيفه، وبدا وكأنه قد يندفع في أي لحظة.

أخيراً، وصل الثلاثي غير المتطابق إلى الغرفة الداخلية في الطابق الثالث.

“حسناً . ألستَ محظوظاً. تهانينا.” أعطى فيريس تصفيقا بطيئا. يمكن أن يثبت بين جميع الروابط العائلية التي يريدها. كان فيريس بعيداً جداً عن الاهتمام بذلك.

وقف بين عند الباب. “هل تعرف أين نحن؟” من الواضح أن فيريس لم يكن لديه ذاكرة فعلية للمكان، لكن هذه كانت الغرفة الأعمق في الطابق العلوي من قصر النبيل. كانت لديه فكرة جيدة جداً.
“غرفة النوم الرئيسية؟”
“طفل ناضج. أنت على صواب. ” قدم بين كلمات مدح خالية من المشاعر ثم فتح الباب. واندفعت رائحة الموت العاتية. كانت مشابهة للرائحة التي سادت المنزل بأكمله، ولكن هنا كانت مرتبة من حيث الحجم. لم تكن هذه جثة جديدة.
كان مصدر الرائحة داخل الغرفة.
قال بين “—زوجتي”. “هل تفهم يا فيليكس؟”
كانت جثة امرأة ملقاة على السرير ولا تزال المعانات ظاهرة على وجهها. لديها شعر كتاني. وترتدي ثوباً جميلاً بسبب ملابسها الرقيقة. بدت وكأنها قد نامت، ولم تستيقظ أبداً.

تم نشر المحاربين اللاموتى ضد جنود كروش، الذين حاصروا منزل آرجيل. يبدو أن هناك ما لا يقل عن مائتي منهم، أربعة أضعاف القوة الودية.

قدمها بين كزوجته. بمعنى أنها لـ فيريس، كانت…
“أ… أمي…؟”
لم يستطع تجاهل الألم الذي شعر به في قلبه لأنه أدرك لمن يجب أن تكون الجثة.

“—لا تفعل ذلك يا يوليوس. لن أتركك تمضي قدماً”. الصوت الذي أوقف يوليوس كان صوت فوريير، الذي لاحظ الوضع من داخل العربة. تسببت كلمات الأمير الصارمة في خروج التوتر من أكتاف يوليوس، كما لو كان محرجاً من تهوره. “اعتذاري. المشهد ببساطة فظيع للغاية، وأثار غضبي”. “أنا أفهم مشاعرك. هذا ليس موقف يمكننا التغاضي عنه. ولكن إذا اتخذنا القرار الخاطئ، فقد يؤدي ذلك إلى تضحيات لا داعي لها. يجب أن نتجنب ذلك”. التفت فوريير إلى فيريس، الذي وجد نفسه يندب قليلاً تحت شدة نظرة صديقه. قبض فوريير على القيادة من خلال القيادة الحادة التي أظهرها في القلعة والقصر. لقد حدث ذلك من قبل، لكن هذا كان بحجم مختلف. في العادة، لم يكن فوريير يشبه الملوك—بأفضل معناه—ولكن تراثه أصبح الآن واضحاً بجلاء. “وفقا لباردوك، سوف يستغرق الأمر ثلاث ساعات لجمع القوة الكافية تأكد من قدرتنا على تدمير العدو. علينا أن نوفر لهم الوقت حتى لا يحدث الأسوأ قبل ذلك الحين “. تولى فوريير القيادة في ساحة المعركة. “بالطبع، نريد حماية الأبرياء من التعرض للأذى. هل تفهمان؟ ” أومأ فيريس ويوليوس برأسه.

11

“هل يعقل، صاحب السمو؟ أرتجف عندما فكر في ما سيقوله الكابتن عندما يعود… “كان فوريير يسعد بحيلته الصغيرة، لكن يوليوس، الذي وقع في هذه القضية برمتها، هبط على كتفيه. ومع ذلك، لا يبدو أنه منزعج على وجه التحديد لأنه تم جره. وأضاف: “إذا كان سموك كريماً لدرجة التحدث نيابة عنا…”.

“بقدراتي السحرية، لا يمكنني إلا استدعاء قربان الملك الخالد بشكل غير كامل. الجثث المتحركة هي أفضل ما يمكنني إدارته. لكنك يا فيليكس مختلف! ” وقف فيريس محدقاً في جثة والدته بينما كان بين يتوسل. صعد الرجل إلى السرير ومسد وجه زوجته النائم. “لديك موهبة خاصة. قوة كافية لإعادة فتاة من حافة الموت دون ترديد ترانيم! بهذه الصلاحيات، يمكنك بالتأكيد إكمال القربان! يمكنك إعادة والدتك إلى الحياة! ”

“…آه.” لم يكن لدى مايلز الوقت الكافي للتحدث قبل أن يغرق في الضوء. اختفى التنين وراكبه في السماء، ولم يتركا أي أثر.

نظر فيريس إلى عيون بين الدموية وأدرك ما يريده الرجل حقاً. سعى لإعادة زوجته من الموت من خلال قربان الملك الخالد. كان يجمع الجثث ليجربها ويتدرب عليها بسحره الأسود. ربما كان يعتمد على تاجر العبيد لمساعدته في جمع الجثث. وبدا أن نتيجة عمله هي المحاربين اللاموتى الذين احتشدوا في الخارج—كم عدد الجثث التي دنسها؟

تم نقل بين بفرح وثناء من صميم قلبه وتوقع لقدرات طفله. شعر فيريس بموجة من الدوار أعقبها غثيان.

وعلى الرغم من كل ذلك، لم يحقق بين ما يريده حقاً واضطر إلى إدراك أنه يفتقر إلى القوة. ثم تذكر—لقد تذكر وجود ملقي تعاويذ يشاركه دمه وكان أقوى منه بكثير.

“ماذا تظنين نفسك فاعلة؟!” لكن لم يكن هناك جواب. فقط الحرارة الهائلة أخبرته بما قصدته الخادمة. كان منزعجاً من سرعة انتشار الحريق. اتضح له أن الخطة كانت طوال الوقت أن تموت الأسرة بأكملها معاً. ركل الباب بشراسة. “أنا أكره هذا المكان! والجميع فيه! كل هذا كله! أكرهه—!!” ما كان يجب أن يعود. تمنى لو لم ير والده أو والدته أو تلك الخادمة. اندفع عبر الردهة، دافعاً المحاربين اللاموتى الذين وقفوا بغباء. ستأخذ النار المنزل بأكمله، وسيتم حرق المحاربين اللاموتى المتبقيين معه. لكن كذلك كانت كروش في غرفة الطابق السفلي. نزل فيريس الدرج متجهاً إلى تلك الغرفة الخسيسة تحت الأرض. كان في الطابق الأول. إلى أين يذهب للوصول إلى الغرفة؟ كان في منزله، لكنه لم يكن يعلم. لم يكن يعرف شيئاً. كان الأمر مثيرا للغضب، ومثير للغضب الشديد. “لماذا هذا المكان يعذبني…!” كان يكره ساقيه لعدم قدرته على الجري بشكل أسرع. كان يكره ذاكرته لفشلها في مساعدته في العثور على غرفة الطابق السفلي. كان يكره والديه، اللذين لم يدفعا له فكرة ثانية. كان يكره الخادمة التي اختارت مرافقة والديه حتى الموت. كان الأمر كما لو أن كل شيء هنا، كل شيء، كل شبر من هذا المنزل، موجود فقط لإحداث معاناة له. “فيريس!” ولكن بينما كان على وشك أن ينفجر في البكاء، سمع صوتاً من الطابق السفلي. صدى في روحه مثل جرس حاد مدوي على الفور. “السيدة كروش—!” حتى عند اللهب القرمزي المندلع، حتى في مكان كثيف برائحة العفن، كانت كروش جميلة. وجدها فيريس في الغرفة الكبيرة، وهرع إليها، وتشبث بها دون تردد. حملته بقوة بين ذراعيها. قالت: “الشكر للإله على سلامتك”.

“لديك قوة حقيقية! أنت قادر على ذلك. يمكنك إعادة زوجتي لي. أنا … أنا أعلم وحدي! أنا والدك، وأنا أفهم تألق قدراتك أفضل من أي شخص آخر! ”

“أخرجيني من هنا! خذيني بعيداً، تماماً مثل الماضي…! لا يوجد شيء هنا! إذا بقيت هنا، فلن أكون أنا بعد الآن…! اجعليني… إنساناً… ابقني بجانبك. معك يا سيدة كروش وسموه…! ” توسل إليها متعثراً بكلماته. سارت المشاعر عبر فيريس التي بدت غريبة حتى بالنسبة له. غيم الارتباك على وجه يوليوس، ونظر إلى كروش كما لو كان يطلب الإرشاد. أجابت بدورها، “—حسناً. دعنا نضع حدا لهذا الوقت من الظلم الذي تحملته”. حملته عن قرب، وربتت على ظهره بشكل مريح. فوجئ فيريس بمدى ارتياحه لهذه الإيماءة. “يوليوس، خذ زمام المبادرة. سأحمل فيريس”. أومأ يوليوس برأسه وانطلق أمامهم. لقد دفع بسهولة المحاربين اللاموتى الذين وقفوا في طريقهم بلا مبالاة، بينما ابتلعت النيران الآخرين. في الجثث المحترقة، رأى فيريس نفسه في هذا المنزل. احتراق، الإحتراق على الأرض. كانت الذكريات المروعة مغمورة بالنار، الأصل الذي كبته لفترة طويلة تحول إلى رماد في عباءة حمراء. “سيدة كروش، أنت بخير—!” قبل أن يعرف ما حدث تقريباً، كانوا خارج القصر. كان مسؤول عسكري يهرع إلى كروش، التي لا تزال متمسك بأكتاف فيريس. قالوا شيئاً لبعضهم البعض، وظلت يد كروش بيد فيريس طوال الوقت. “انظروا، المحاربين اللاموتى—!” نادى شخص ما. بدأ كل الزومبي في التحرك دفعة واحدة. قبل لحظات، كانوا يهاجمون أي شيء يقترب. الآن تحركوا جميعاً نحو القصر. دخلوا المنزل المحترق، واحداً تلو الآخر.

خدش بين وجنتيه بشدة لدرجة أن الدم نزل منهم مثل الدموع. على الفور انبعث ضوء خافت من الجروح التي اختفت. لقد أساء إلى نفسه ثم شفى نفسه. كان هذا هو الاستخدام الأكثر إثارة للقلق لسحر الشفاء الذي شهده فيريس على الإطلاق.

قال بين “هذا أبعد مني”. “لكنه ليس أبعد منك. أنت عبقري! لا يوجد والد لا يفرح بقدرات طفله! أنت أفضل ابن! ”

وصل فيريس والآخرون إلى إقامة أرجيل ليجدوا أن المكان قد أصبح ساحة معركة. لقد قاموا بالإندفاع على عربة التنين الخاصة بهم بأقصى ما يمكن، واستغرق الأمر عدة ساعات. كان المكان جحيماً على الأرض بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى هناك.

تم نقل بين بفرح وثناء من صميم قلبه وتوقع لقدرات طفله. شعر فيريس بموجة من الدوار أعقبها غثيان.

“تعويذة مظلمة تجعل الموتى أحياء. إذن فهذا هو قربان الملك الخالد. ” كان يوليوس يراقب أيضاً، والآن تحدث بصوت مثقل بالغضب في المشهد الفظيع. كان يوليوس هادئاً في العادة، لكنه شعر بعاطفة شديدة. كان مليئاً بالسخط الصالح من أجل أولئك الذين يتم التجديف على حياتهم بسبب هذا السحر. كانت يده في قبضة سيفه، وبدا وكأنه قد يندفع في أي لحظة.

هل—هل كان هذا هو مدى عمق التواء عائلته؟
”انظر إلى هذا! هذا نص يصف قربان الملك الخالد الذي تم تناقله في منزلنا. الوصف غير مكتمل، لكنني تمكنت من استخدامه. أنا متأكد من أنك تستطيع اكتشاف ما فاتني وأداء الطقوس بأكملها! ” حفر بين في حقيبته وأخرج كتاباً بالياً.
تمت قراءة الكتاب مرات عديدة بحيث بدا أنه مغطى ليس فقط ببصمات الأصابع ولكن حتى بالدم. لقد تم استخدامه جيداً لدرجة يبدو أن أدنى لمسة قد تتسبب في انهياره إلى غبار.
“الآن، أعد زوجتي—أعد والدتك! إذا استطعت فعل ذلك، فسأعيد لك سيدتك. هذه هي الصفقة التي أعرضها عليك على قدم المساواة، كرجل! ”
دفع بين الكتاب في صدر فيريس. أمسكه الفتى القط بثبات. كان الغطاء ملطخاً بالدم الجاف، وشعر بثقله وكأنه قد امتص أرواح الموتى.
قربان الملك الخالد، طقس له القدرة على إحياء الموتى. إذا كان معالجاً، سيكون من غير الصحيح القول إن فيريس لم يكن مهتماً بمثل هذه الأشياء. ولكن بغض النظر عما قد يكون قد شعر به كمعالج، فإن عقله وإنسانيته الأساسية ثارت ضد هذه الفكرة.
ولكن إذا لم ينظر إلى الكتاب وأدى التعويذة، فقد تكون حياة كروش في خطر. والمرأة التي كانت مستلقية أمامه—لم يكن لديه شعور أسري تجاهها أكثر مما كان يشعر به مع بين، لكنها كانت لا تزال جثة والدته، وليس خسارة تماماً عليها. على الأقل، إذا كان هناك حقاً تعويذة يمكن أن تعيدها، فقد أراد أن يفعل ذلك.
“—”
ابتلع فيريس لعابه. قرر تأجيل القرار. بدلا من ذلك، قلب صفحات كتاب التعويذة. كانت بعض المقاطع غامضة، وغطت بصمات الأصابع عدة صفحات. تعامل فيريس مع كل شيء بعناية قدر استطاعته، وكان يتأمل في إرث عائلته، محاولاً إدخال التعويذة في رأسه.
وثم…
“…هل يجب أن أمضي قدماً وأستخدم القربان على هذه المرأة بأسرع ما يمكنني؟” تعمد تجنب استخدام كلمة أمي، وتحدث عنها على أنها غريبة من أجل الحفاظ على توازنه.
أضاء وجه بين. “نعم نعم!” أومأ برأسه بحماس. “هذا صحيح، بأسرع ما يمكن. أعد زوجتي. وبعد ذلك، يمكن لثلاثة منا أن نتشارك في لقاء فرح كعائلة! ”

كانت كلمة ابن غالباً على شفاه بين. بدا أنه يركز عليها. ربما كان ذلك منطقياً فقط، لأنه بالكاد كان يدعو الطفل مرة أخرى بدافع الحب. حتى مايلز شعر ببعض التعاطف مع الصبي. كان ضياع حياة المرء بسبب قناعات والد المرء الشديدة ولكن الخاطئة هي مادة من الكوابيس.

لم يستجب فيريس لهذا ولكنه اقترب من الجسد على السرير. مد يده إلى المرأة، التي بدت كما لو كانت نائمة، وترك المانا تركض في الجسد الهامد.

لن أحاول إقناعك بالاستسلام. لكن ماذا تخطط له؟ لا أستطيع أن أفهم ما ستكسبه من خلال وضعي في هذه الحالة”.

“متى ماتت؟ يبدو أنها كانت هنا منذ فترة “.
“منذ أكثر من عامين. أستخدم السحر بشكل دوري لمنع تحلل الجسد… الرائحة هي الشيء الوحيد الذي لم أتمكن من فعل أي شيء حياله. ولكن إذا كان بإمكانك إعادتها، فلا مشكلة. إنها ليست مثل الجثث الأخرى هنا بلحمها المتعفن. الجسد نفسه هو بالضبط كما كان عندما ماتت”.
منذ عامين. كان من الممكن أن يكون هذا عام الاحتفال بعيد ميلاد كروش الذي يتذكره فيريس بوضوح. كان ذلك العام نقطة تحول بالنسبة له، ويبدو أنه كان كذلك لوالديه.
لقد ترك المانا تمر عبر كل شبر من الجسد، ووجد أن بين كان يقول الحقيقة. بخلاف الافتقار إلى الوظائف الضرورية للحياة، كانت والدته محفوظة جيداً لدرجة أن المرء لن يظن أبداً أنها ماتت. لقد كانت حقاً كما كانت في لحظة وفاتها…
“فيليكس. هناك الكثير الذي أريد التحدث عنه، لكنني سأكبح جماح نفسي. في الوقت الحالي، ركز كل شيء على ما هو أمامك. أليست سيدتك غالية عليك؟ لا تخذلها الآن. او لاحقاً—”
“هل يمكنني أن أسأل شيئاً واحداً فقط؟” تدخل فيريس، ولمس جبين أمه المتوفاة. نظر إلى بين، الذي ابتلع بقية ما كان على وشك قوله. ثبته فيريس بنظرة ثاقبة.

كان التنين الطائر شيئاً أحضره مايلز من فولاكيا لمنحه وسيلة للهروب إذا لزم الأمر. كان لديه نفق من غرفة الطابق السفلي في القصر إلى الخارج، وكان ينوي إحضار كروش و وملقي التعاويذ معه، باستخدام التنين للهروب من شبكة اللاموتى من حولهم. كان من المهين الفرار من المنزل بمفرده، وخطته في حالة يرثى لها.

“—من الذي طعن أمي حتى الموت؟”

“—من الذي طعن أمي حتى الموت؟”

12

كان التنين الطائر شيئاً أحضره مايلز من فولاكيا لمنحه وسيلة للهروب إذا لزم الأمر. كان لديه نفق من غرفة الطابق السفلي في القصر إلى الخارج، وكان ينوي إحضار كروش و وملقي التعاويذ معه، باستخدام التنين للهروب من شبكة اللاموتى من حولهم. كان من المهين الفرار من المنزل بمفرده، وخطته في حالة يرثى لها.

ركزت كروش انتباهها عندما نزلت خطى الخدش إلى الطابق السفلي. نظرت نظرتها إلى النخاس ذي الوجه القاسي.

“متى ماتت؟ يبدو أنها كانت هنا منذ فترة “. “منذ أكثر من عامين. أستخدم السحر بشكل دوري لمنع تحلل الجسد… الرائحة هي الشيء الوحيد الذي لم أتمكن من فعل أي شيء حياله. ولكن إذا كان بإمكانك إعادتها، فلا مشكلة. إنها ليست مثل الجثث الأخرى هنا بلحمها المتعفن. الجسد نفسه هو بالضبط كما كان عندما ماتت”. منذ عامين. كان من الممكن أن يكون هذا عام الاحتفال بعيد ميلاد كروش الذي يتذكره فيريس بوضوح. كان ذلك العام نقطة تحول بالنسبة له، ويبدو أنه كان كذلك لوالديه. لقد ترك المانا تمر عبر كل شبر من الجسد، ووجد أن بين كان يقول الحقيقة. بخلاف الافتقار إلى الوظائف الضرورية للحياة، كانت والدته محفوظة جيداً لدرجة أن المرء لن يظن أبداً أنها ماتت. لقد كانت حقاً كما كانت في لحظة وفاتها… “فيليكس. هناك الكثير الذي أريد التحدث عنه، لكنني سأكبح جماح نفسي. في الوقت الحالي، ركز كل شيء على ما هو أمامك. أليست سيدتك غالية عليك؟ لا تخذلها الآن. او لاحقاً—” “هل يمكنني أن أسأل شيئاً واحداً فقط؟” تدخل فيريس، ولمس جبين أمه المتوفاة. نظر إلى بين، الذي ابتلع بقية ما كان على وشك قوله. ثبته فيريس بنظرة ثاقبة.

“كان يجب أن يزول السم الآن، همم؟ لنتحدث، يا أميرتي الصغيرة “. ابتسم مايلز بتكلف في كروش حيث كانت مقيدة بالسلاسل إلى الحائط.

“ليس من المفترض أن يكون هناك أي راكبي تنانين في لوغونيكا!” صرخ مايلز.

تنهدت على نظرته الفاسقة. “ليس لديك نظرة مهذبة للغاية.”

“أوه، أليس كذلك؟” “فكر في الأمر. يمكن فقط للأشخاص من سلالة محددة جداً استخدام هذه التعويذة لإحياء الموتى. هل تعتقدين أنني سأتركها تفلت من أصابعي بهذه السهولة؟ في اللحظة التي يموت فيها الناس، يصبحون عمالاً بقدرة تحمل غير محدودة”. “انا افهم الان. لم تكن أبداً متحالفاً مع بين من الناحية الفلسفية. كان الأمر دائما يتعلق بتجارة العبيد بالنسبة لك. في الواقع… لم تعد تجارة العبيد بعد الآن، أليس كذلك؟ لقد انحدرت إلى سرقة القبور البسيطة”.

“لا يمكنني تحمل الغطرسة. يستمتع العديد من الرجال برؤية امرأة فخورة تتأرجح ببطء—وأنا من بينهم “.

“—المبنى يحترق. علينا الخروج قبل أن ينزل على رؤوسنا”.

“ليست هواية مؤدبة جداً لديك أيضاً.” لم تعط كلماتها أي علامة على الضعف، ولكن مايلز بدا سعيداً تماماً.

للوهلة الأولى، بدا الأمر وكأنه عذر جيد. ولكن لكي تنجح، يجب على الدولة أن تغلق عينها على شيء واحد حاسم. قالت كروش: “أنت على حق، لا يمكننا أن نوجه إليك تهم تجارة الجثث. لكن كيف تتوقع أن تشرح ما فعلته بي؟ خطف دوقة وحبسها، ناهيك عن استخدام السحر المحرم. هذه جرائم. أخطر بكثير من العبودية”. “نعم، لدينا مشكلة هناك. إذا تم اعتقالي، فأنا أشك في أنني سأتجنب أبشع عقوبة يمكن أن ينزلوها علي. لذا لدي طلب منك يا أميرتي. اعتقدت أنه ربما يمكنك أنت وفارسك مساعدتي في العودة بأمان إلى بلدي الأم”. يمكن أن تشعر كروش بالثقة في كلماته، ريح قوية قالت إن هذا ليس خدعة. هذا يعني أنه يعتقد بأن لديه طريقة ما للخروج من هذه الشبكة.

مرت ساعات منذ أن تركها بين في غرفة تحت الأرض. وفقاً لتقدير كروش، كان من المفترض أن يطوق باردوك، مستشارها العسكري، القصر بالفعل. لكنها لم تستطع الشعور بحدوث أي شيء من هذا القبيل.
يبدو أن هناك خطأ ما.
“قربان الملك الخالد—لا يصدق. ما هي أفضل طريقة للاستهزاء بقوانين المملكة؟ ”
“هيه! هذه هي الدوقة بالنسبة لك. لا يعرف الكثير عن القربان”.
“إنها تعويذة سرية ظلت بعيدة عن الأنظار إلى حد كبير، ولكن هناك سجلات لاستخدامها خلال أنصاف البشر… أشك في أنك من استخدمها. لا بد أنه كان بين أرجيل”.
“يا إلهي. كيف تفكرين بشدة في هذه الغرفة التي تفوح منها الرائحة الكريهة؟ ” قام بمسح وجهه من الرائحة الكريهة التي انجرفت عبر الغرفة، لكن مع ذلك، أكد هذا شكوكها. بالطبع، لم يكن لدى كروش سوى الرائحة الكريهة في الغرفة الموجودة تحت الأرض ؛ لم يكن لديها أي فكرة عما إذا كان القربان قد تم استخدامه بالفعل. جاء التلميح مع مايلز: لقد أحضر معه المحاربين اللاموتى، كما لو كان يعرضهم عليها.
“إذا كنت تحاول تخويفي، فأنا آسفة لإحباطك ،” قال كروش.
“ألا يجب على الفتاة التي ترى جثة ماشية أن تصرخ صرخة لطيفة؟ بصراحة، حتى أنا أشعر بدمي يبرد عندما أنظر إليهم”.
قالت كروش مع اقتراح ابتسامة: “أخشى أنني تركت أنوثتي خلفي منذ فترة طويلة”. نظر إليها مايلز، برفقة العديد من الزومبي، بسخط. لكن سرعان ما تغير تعبيره، وأشار إلى السقف فوق كروش المقيدة.
“حسناً، يا أميرتي الصغيرة، بما أنك تجهلين ما يحدث في الخارج، دعيني أحضر لك الأخبار. وصل فارس لإنقاذ الأميرة المأسورة. على الرغم من أنه بالكاد بدا مثل واحد”.
“—”
ربما كان مايلز يتحدث عن فيريس. كان من المفترض أن يكون في العاصمة—ولكن من أجلها، عاد إلى أراضي كارستن بعد وقت قصير فقط. وكان فوريير متورط في ذلك، كانت شبه متأكدة. تخيلت نفسها وهي تخبره أنه يمكنه استخدام حكمه إذا سارت الأمور بشكل سيئ.

وجده يوليوس وضع مشوش ليكون فيه. نظر فوريير بتمعن نحو القصر. لعبت عيناه القرمزية فوق المنزل والجنود الذين لا يموتون يتقاتلون في الخارج “إذا كانت كروش في الطابق العلوي، فقد يكون فيريس قادراً على إدارة شيء ما… ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فسنضطر إلى الاعتماد عليك يوليوس. خذ ذلك على محمل الجد وانتظر لحظتك”. قبل يوليوس بكل احترام كلمات فوريير. وجد الفارس نفسه مدركاً بشكل مؤلم لكبريائه. في الآونة الأخيرة، كانت هناك فرص كثيرة بالنسبة له لتصحيح افتراضاته اللاواعية، فيما يتعلق بكل من فيريس وأشياء أخرى. لم يكن لديه الحق في الاستخفاف بالآخرين في أي شيء، ولا أي سبب ليتم الإستخفاف به من قبل الآخرين. “أرى أنه لا يزال لدي الكثير لأفكر فيه.” وضع يوليوس يده على مقبض سيفه وانتظر اللحظة التي سيُطلب منه استلاله. كان هو، بصفته فارساً من الحرس الملكي، هو الذي عُهد إليه فوريير. سيتم اختبار قيمته الحقيقية كعضو في الحرس في ساحة المعركة اليوم.

“أنا فقط لا أستطيع التفوق على سموه…” أدى عدم كفاءتها إلى حدوث هذا الوضع. كانت تكره حماقتها، لكنها شعرت بسعادة غامرة لأنهما سيبذلان قصارى جهدهما لضمان سلامتها. تنهدت.
واصل مايلز شماتته. “كان لدى بين طلب ما لذلك الفارس. لا أعرف ما الذي قد يفعله إذا أعطاه الصبي ما يريده بالفعل، لكنني أعلم أنه لا شيء أوافق عليه”.

في مواجهة هجوم بين، أدرك فيريس أن الحديث لن يجدي نفعا. ومض ضوء أزرق خافت حول يديه، ونقله بهدوء إلى جثة والدته. بطريقة ما، بدت اللحظة مقدسة تقريباً. ثم انفتحت عينا الجثة. “هـ- هانا! أوه! هانا! ” كان بين منتشياً بينما كان الجسد يتحول، جلس بنفسه. كاد أن يدفع فيريس بعيداً عن الطريق ليتخد مكاناً بجانب السرير. شاهد فيريس والديه يتشاركان في لم الشمل، على الرغم من وفاة أحدهما قبل لحظات فقط. “هانا! كنت أنتظر هذه اللحظة! لأجلنا لنكون هكذا مرة أخرى—” “—” مع الدموع في عينيه، دعم بين زوجته وهي جالسة، لكنها لم تقل شيئاً. حدقت في وجه زوجها. رفعت يديها بلطف ووضعتها على خدي بين. ابتسم لشعوره بيديها، وابتسمت هانا أيضاً بصوت خافت. لقد كان رد فعل لم يكن ممكناً لمجرد جثة متحركة، مثل أحد المحاربين اللاموتى.

“أوه، أليس كذلك؟”
“فكر في الأمر. يمكن فقط للأشخاص من سلالة محددة جداً استخدام هذه التعويذة لإحياء الموتى. هل تعتقدين أنني سأتركها تفلت من أصابعي بهذه السهولة؟ في اللحظة التي يموت فيها الناس، يصبحون عمالاً بقدرة تحمل غير محدودة”.
“انا افهم الان. لم تكن أبداً متحالفاً مع بين من الناحية الفلسفية. كان الأمر دائما يتعلق بتجارة العبيد بالنسبة لك. في الواقع… لم تعد تجارة العبيد بعد الآن، أليس كذلك؟ لقد انحدرت إلى سرقة القبور البسيطة”.

ولكن في حين أن الموتى الأحياء يتمتعون بميزة صعوبة تدميرهم، فقد ضاعت قدرتهم على التفكير ووضع الاستراتيجيات. حقيقة أن الطوق لم يتم كسره على الرغم من أنه فاق العدد بشكل كبير كان دليلاً على ذلك. في الوقت الحالي، كان باردوك، المسؤول العسكري الكبير الذي أحضرته كروش معها، يحاول حشد القوة العسكرية للتغلب على التفاوت في العدد. بمجرد أن يكون لديهم القوات، سيكون من السهل التغلب على المحاربين اللاموتى. “لكن هذا يعني أن السيدة كروش ربما…” “إذا لم ننقذ كروش، فحتى لو كان لدينا مليون رجل ولن يعني ذلك شيئا. علاوة على ذلك، يبدو أن العقل المدبر، بين أرجيل، يسأل عن فيليكس أرجيل”. ما إن انتهوا من الرسالة العاجلة حول ظهور المحاربين الأحياء حتى تلقوا كلمة تفيد بأن كروش قد تم احتجازها كرهينة في منزل آرجيل. طالب خطاب موقع من بين نفسه بتسليم فيريس مقابل سلامة كروش. بالطبع، لم يكونوا أغبياء بما يكفي ليقعوا فيها. قال فوريير: “لكن لا يمكننا ببساطة رفض طلبه أيضاً”. “حتى نرى الدوقة، علينا إعطاء الأولوية لسلامتها، وقد يعني ذلك الذهاب إلى طاولة المفاوضات.” “نعم، الطاولة التي بنوها. يتعلق الأمر بأسوأ طريقة ممكنة للتفاوض…” قال فيريس، مع عدم محاولته لإخفاء إحباطه. حدق في قصر أرجيل. عادة، قد يكون من الحنين رؤية مسقط رأس المرء مرة أخرى، لكن فيريس لم يشعر بأي شيء ممتع لهذا المنزل. لم يسبق له أن رأى المكان من الخارج بهذا الشكل. في ذاكرته، كانت موجودة فقط في ظلمة غرفة الطابق السفلي. “ماذا ستفعل؟” سأل فوريير. “قالت رسالة بين أنه سيتم السماح لك أنت وحدك بتجاوز اللاموتى. هل تعتقد أنه يمكننا الوثوق به؟ ”

ضحك مايلز فقط، وبدا غير متأثر برد كروش.
لذلك كانوا مخطئين في الشك في أن بيت أرجيل يعمل مع تاجر عبيد. ما كان مايلز يجلبه لهم على مدار الأشهر لم يكن عبيداً بل عدداً كبيراً من الجثث. كان دوره هو اقتناء الجثث التي يمكن استخدامها لاختبار قربان الملك الخالد.

“تعرضت والدتي للطعن مراراً وتكراراً. مراراً وتكراراً، مرات عديدة. هذا … حتى أنل أشعر بالسوء تجاهها “. قلبه يؤلم. على الرغم من أن فيريس لم يشعر بأي شيء تجاهها بصفتها والدته، لم يكن أحد يستحق أن يموت بهذه الطريقة القاسية. لكن فكرة أخرى رافقت هذا الأولى: من غير المرجح أن يكون هذا الغضب القاتل من عمل أحد المارة، وهو شخص غريب. إذا كان هناك أي شخص في السنوات العديدة الماضية كره والدته بما يكفي لقتلها، فقد كان …”ما هذا التعبير؟ … يا لها من طريقة للنظر إلى والدك. ماذا —ماذا تقول أنني فعلت؟! ” “أنا لا أقول أي شيء على الإطلاق.” “أنت! عيناك تقول ذلك! هل تعتقد أنه كان خطأ مني؟ هل تعتقد أيضا أنني كنت مخطئاً؟ النظر إليّ بهذه العيون الناقدة كل يوم—! من يلومني مع العلم أن من أحببت قد خانني؟! أقسم أنه لم يكن خطأي! ”

“بالمناسبة، المملكة ليس لديها قوانين ضد بيع الجثث.
قد لا يكون أكثر الأعمال شهرة في العالم، لكنه ليس جريمة أنت تفهمين؟” قال مايلز ساخراً.

“لا داعي للقلق بشأن ذلك. لقد قمت بفك قيودها. أعتقد أنها قادرة تماماً على الابتعاد بمفردها “. ثم أشارت الخادمة إلى أسفل الدرج، فهم فيريس على الفور مكان احتجاز كروش. لقد تم حبسها في غرفة القبو البشعة تلك. “هذا المكان مرة أخرى …!” “في الواقع. كان السيد بالأحرى وضع في طرقه”. اشتعل فيريس غضباً، لكن الخادمة، من جانبها، استمرت في الابتسام، ولا تزال وحيدة كما كانت من قبل. لم يترك التعبير وجهها وهي تقترب ببطء من السرير والجثتين. قال فيريس: “أنا ذاهب إلى هناك”. “لن تحاولي إيقافي؟” “من فضلك، افعل بالضبط ما يحلو لك. سأرى السيد وسيدة في طريقهما”. بعد كل هذا، وجد فيريس أنه ليس لديه أدنى فكرة عما كانت تفكر فيه الخادمة. ولكن عندما يتعلق الأمر بإقامة طقوس الجنازة على والدته وأبيه، فقد اعتقد أنه من الأنسب أن اقوم هذه الخادمة بذلك، بدلاً من الفتى الذي لا يشعر بأي شيء نحو الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم والديه. “سأتركك تتعاملين معها، إذن. وسأتحدث إلى السيدة كروش عنك”. لم تكن هناك فرصة للخادمة لأن تفلت من العقاب، لكن ربما كان بإمكانه أن يمنحها بعض الرأفة. مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، سارع بالخروج من غرفة النوم. وبينما كان يندفع في الردهة، سمع شيئاً خلفه. “—وداعا عزيزي فيليكس.” “هاه؟” ثم كان هناك صوت إنغلاق الباب وطنين أثناء قفله. توقف فيريس في مساره. أعطته تلك النقرة شعوراً سيئاً. لم يكن لديه سبب وجيه لذلك، لكن حدسه قال إن الصوت يشير إلى شيء لا يمكن الرجوع عنه. “انتظري! لماذا أغلقت الباب؟ ماذا ستفعلين؟!” عاد وضرب الباب بيأس، لكن لم يكن هناك جواب. في النهاية، على الرغم من ذلك، جاء الرد من الجانب البعيد والذي كان أكثر واقعية مما يمكن أن يكون عليه أي رد أخر.

للوهلة الأولى، بدا الأمر وكأنه عذر جيد. ولكن لكي تنجح، يجب على الدولة أن تغلق عينها على شيء واحد حاسم.
قالت كروش: “أنت على حق، لا يمكننا أن نوجه إليك تهم تجارة الجثث. لكن كيف تتوقع أن تشرح ما فعلته بي؟ خطف دوقة وحبسها، ناهيك عن استخدام السحر المحرم. هذه جرائم. أخطر بكثير من العبودية”.
“نعم، لدينا مشكلة هناك. إذا تم اعتقالي، فأنا أشك في أنني سأتجنب أبشع عقوبة يمكن أن ينزلوها علي. لذا لدي طلب منك يا أميرتي. اعتقدت أنه ربما يمكنك أنت وفارسك مساعدتي في العودة بأمان إلى بلدي الأم”.
يمكن أن تشعر كروش بالثقة في كلماته، ريح قوية قالت إن هذا ليس خدعة. هذا يعني أنه يعتقد بأن لديه طريقة ما للخروج من هذه الشبكة.

“—لا تفعل ذلك يا يوليوس. لن أتركك تمضي قدماً”. الصوت الذي أوقف يوليوس كان صوت فوريير، الذي لاحظ الوضع من داخل العربة. تسببت كلمات الأمير الصارمة في خروج التوتر من أكتاف يوليوس، كما لو كان محرجاً من تهوره. “اعتذاري. المشهد ببساطة فظيع للغاية، وأثار غضبي”. “أنا أفهم مشاعرك. هذا ليس موقف يمكننا التغاضي عنه. ولكن إذا اتخذنا القرار الخاطئ، فقد يؤدي ذلك إلى تضحيات لا داعي لها. يجب أن نتجنب ذلك”. التفت فوريير إلى فيريس، الذي وجد نفسه يندب قليلاً تحت شدة نظرة صديقه. قبض فوريير على القيادة من خلال القيادة الحادة التي أظهرها في القلعة والقصر. لقد حدث ذلك من قبل، لكن هذا كان بحجم مختلف. في العادة، لم يكن فوريير يشبه الملوك—بأفضل معناه—ولكن تراثه أصبح الآن واضحاً بجلاء. “وفقا لباردوك، سوف يستغرق الأمر ثلاث ساعات لجمع القوة الكافية تأكد من قدرتنا على تدمير العدو. علينا أن نوفر لهم الوقت حتى لا يحدث الأسوأ قبل ذلك الحين “. تولى فوريير القيادة في ساحة المعركة. “بالطبع، نريد حماية الأبرياء من التعرض للأذى. هل تفهمان؟ ” أومأ فيريس ويوليوس برأسه.

“بصراحة، ليس من السهل أخذ كلمتك. هل تعتقد أنه يمكنك إخراج فيريس وأنا من ساحة المعركة تلك؟ ”
“ليس بسهولة، إذا كنت لا توافقين على التعاون. لن أفعل أي شيء سيء لك. بمجرد أن أعود بأمان إلى فولاكيا، يمكنك أنت ومضيفك قضاء بقية أيامكم معاً. سوف أتفاوض بشأنه، لا تقلقي. أعترف أنني وقعت في حبك من النظرة الأولى، يا أميرة”.

12

“هواية بذوق فقير.” لم تصدق إعلانه بالحب، لكنه بالتأكيد كان ينظر إليها بشغف كبير. اعتقدت أنها يمكن أن تلمح فقط شخصية غامضة وراء تصرفات مايلز القوية. إذا تمكنت فقط من إقناعه بإخبارها من الذي يسحب خيوطه…
“إذا لم تفعلي ما أطلبه، فسأضطر إلى اللجوء إلى طرق أقل متعة لإقناعك بالمجيء. لكنني لا أستمتع بإيذاء النساء، لذلك سأجد شخصاً آخر… نعم، أعتقد أن صديقك الصغير سيفعل ذلك بشكل جيد”.

لم يستجب فيريس لهذا ولكنه اقترب من الجسد على السرير. مد يده إلى المرأة، التي بدت كما لو كانت نائمة، وترك المانا تركض في الجسد الهامد.

“—”
“هذا يعمل دائماً بشكل أفضل مع نوعك. بدلاً من إيذائك، من الأفضل أن تؤذي شخصاً تهتمين به. عندما أتلقى صرخة جيدة وواضحة منه، أنا متأكد من أنك سوف—”
“أحمق.”
“هاه؟”
قام مايلز بذكر فيريس كملاذ أخير، لكن كروش تحدثت عنه الآن. عبس مايلز عندما وقفت كروش. نظر إلى قدميها، حيث كان ينبغي تقييدها بالأرض.
“انتظري! كيف يمكنك الوقوف؟ من المفترض أن تكون يديك وقدميك مقيدة—”
” يبدو أنك مشتت. هل انت متفاجئ؟ كان يجب أن تكون متشككاً في اللحظة التي لاحظت فيها رؤيتي الواضحة! ”
”فيه! اللعنة. لذا فمن المستقيم الذهاب للخطة ب، أليس كذلك يا أميرة؟ ” عندما هزت كروش رأسها، شهق ووضع أحد محاربيه اللاموتى عليها.

“—” “بشرتك جيدة بما فيه الكفاية، لكن ذراعيك ورجليك نحيفان للغاية… يا له من مشهد قاسٍ للغاية! ” لوى بين وجهه في حزن، وأطلق صرخة على ابنه البالغ. راقبه فيريس بلا تعبير، رغم وجود قشعريرة هائلة في عينه. هذا الزي هو علامة على علاقتي مع كروش، وأنا نحيف بسبب ما يقرب من عشر سنوات من سوء المعاملة في هذا المنزل. إنها قاسية، حسناً، لكن لمن هذه القسوة ؟ ”لكن جيد جدا! دعنا نضع هذا جانباً! لقد عدت إلى المنزل. كوالدك، هذا يجلب لي الفرح “. بدا غافلًا عن تعبير فيريس البارد، ابتسم بين وحاول أن يعانق ابنه. تجنب فيريس احتضانه برشاقة، وانزلق إلى جانب بينما كان بين يتعثر للأمام. مسح فيريس الغرفة بسرعة، لكنه توقف عندما لم يجد أي علامة على كروش. قال “كفى كلاماً”. ”أعد السيدة كروش. ثم أتمنى أن تختفي أنت وهذا المنزل”. “يا لها من طريقة لتحية والدك! لا تخطئني يا فيليكس. أشعر بسعادة غامرة لأنك بأمان، لكنني لست كريماً لدرجة تحمل وقاجتك. إذا كنت تعتقد أنك على قدم المساواة معي بسبب ما حدث في الماضي، فأنت مخطئ”. “—! كما لو أنني سأفكر بذلك! ” التقى بانفجار بين الغاضب بواحد منه. ما تم فعله لفيريس في هذا المنزل، لم يكن ليهتم أبداً باستخدامه للثأثير.

تهربت كروش من المخلوق المتقدم. جعلتها آخر بقايا السم غير مستقرة بعض الشيء، لكن غضبها المتزايد جعلها تنسى ضعفها.

وستكون المنافسة بين دوقة ونبيل فرعي بلا مركز. كان الاختلاف في القوة العسكرية لا يرقى إليه الشك. كانت النتيجة حتمية. سيكون الطيران عديم الجدوى بالمثل. إذا أرادوا ذلك، يمكن لبين ومايلز أن يأخذوا رأس كروش، لكن هذا سيوقع فقط على مذكرات الوفاة الخاصة بهم.

“لا تزال هناك بعض الأسئلة التي أريد أن أطرحها عليك، لكن صبري له حدود. سوف أتغاضى عن فظاظتك لي وحتى عنفك. لكن تهديد فيريس—فارسي—لن أسمح به”.
“أوه، أليس كذلك؟ وماذا ستفعلين بالضبط بذراعيك النسائيتين النحيفتين ويديك مقيدتين بالسلاسل؟ ” حدق مايلز في كروش، التي كانت قد تراجعت مقابل الجدار، وابتسم ابتسامة بشعة، معتبرا أنه كان له اليد العليا مرة أخرى.

“متى ماتت؟ يبدو أنها كانت هنا منذ فترة “. “منذ أكثر من عامين. أستخدم السحر بشكل دوري لمنع تحلل الجسد… الرائحة هي الشيء الوحيد الذي لم أتمكن من فعل أي شيء حياله. ولكن إذا كان بإمكانك إعادتها، فلا مشكلة. إنها ليست مثل الجثث الأخرى هنا بلحمها المتعفن. الجسد نفسه هو بالضبط كما كان عندما ماتت”. منذ عامين. كان من الممكن أن يكون هذا عام الاحتفال بعيد ميلاد كروش الذي يتذكره فيريس بوضوح. كان ذلك العام نقطة تحول بالنسبة له، ويبدو أنه كان كذلك لوالديه. لقد ترك المانا تمر عبر كل شبر من الجسد، ووجد أن بين كان يقول الحقيقة. بخلاف الافتقار إلى الوظائف الضرورية للحياة، كانت والدته محفوظة جيداً لدرجة أن المرء لن يظن أبداً أنها ماتت. لقد كانت حقاً كما كانت في لحظة وفاتها… “فيليكس. هناك الكثير الذي أريد التحدث عنه، لكنني سأكبح جماح نفسي. في الوقت الحالي، ركز كل شيء على ما هو أمامك. أليست سيدتك غالية عليك؟ لا تخذلها الآن. او لاحقاً—” “هل يمكنني أن أسأل شيئاً واحداً فقط؟” تدخل فيريس، ولمس جبين أمه المتوفاة. نظر إلى بين، الذي ابتلع بقية ما كان على وشك قوله. ثبته فيريس بنظرة ثاقبة.

ولكن بينما كان يتحدث، رفعت كروش يديها. سقطت الأصفاد بنقرة واحدة.
“ماذا ؟!”
“لم تكن مشكلة بالنسبة لي إذا ظللت مقيدة أكتر—ولكن بغض النظر، اسمح لي أن أريكم ما سأفعله.”

window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"}) لا شك أن كلاهما سيكونان قلقين للغاية عندما يسمعا بما حدث لها. لقد عذبها هذا الفكر أكثر بكثير من أي مسألة تتعلق بسلامتها.

على الرغم من أن يديها وقدميها كانتا حرتين، لم يكن لدى كروش أسلحة—لكنها اتخذت موقفاً قتالياً على أي حال. كانت الغرفة تحت الأرض مظلمة وسميكة بالرائحة الكريهة. لكن بالنسبة لعيون كروش، كان كل شيء يلمع بوضوح من خلال هذا الهواء النتن. لم تفوت أدنى عاصفة من الرياح. لقد أوكلت روح السيافة الخاصة بها—المانا—لذلك النسيم، وانتقدت برؤيتها.
“—”
لم تتكلم بكلمات، لكن جسد المحارب اللاميت الذي كان يتقدم نحوها انكمش فجأة. وليس فقط من يقترب منها. حدث نفس الشيء لجميع الزومبي في الغرفة. ظهر الجرح نفسه عليهم جميعاً، كما لو أن سيفاً هائلًا قد جرحهم، وماتت حياتهم التي استؤنفت لفترة وجيزة مرة أخرى من الموت.
كان هذا هو ما سمح لها بالتعامل بسهولة مع الأرانب العملاقة، وهي التقنية التي أكسبتها الدوقة كروش كارستن لقب “فالكيري”. تقنية ضربة واحدة، مائة ساقط. بعد هجومها الرفيع المستوى بشكل استثنائي، قامت كروش بقبض يدها لتبديد ريشة الرياح التي حملتها ونظرت حول الطابق السفلي.

“—” “هذا يعمل دائماً بشكل أفضل مع نوعك. بدلاً من إيذائك، من الأفضل أن تؤذي شخصاً تهتمين به. عندما أتلقى صرخة جيدة وواضحة منه، أنا متأكد من أنك سوف—” “أحمق.” “هاه؟” قام مايلز بذكر فيريس كملاذ أخير، لكن كروش تحدثت عنه الآن. عبس مايلز عندما وقفت كروش. نظر إلى قدميها، حيث كان ينبغي تقييدها بالأرض. “انتظري! كيف يمكنك الوقوف؟ من المفترض أن تكون يديك وقدميك مقيدة—” ” يبدو أنك مشتت. هل انت متفاجئ؟ كان يجب أن تكون متشككاً في اللحظة التي لاحظت فيها رؤيتي الواضحة! ” ”فيه! اللعنة. لذا فمن المستقيم الذهاب للخطة ب، أليس كذلك يا أميرة؟ ” عندما هزت كروش رأسها، شهق ووضع أحد محاربيه اللاموتى عليها.

“هذه… نهاية مايلز، على ما أعتقد.” كانت معظم الجثث قد ماتت بالفعل عندما استخدمت هذه التقنية، لكنها رصدت مايلز بينهم.
كان غارقاً في الدم. في لحظة غير حذرة، تلقى ضربة كروش وتقاسم نفس مصير الزومبي. أغمضت كروش عينيها، معترفة بقلة خبرتها وفشلها في نقله حياً.
“عندما ذكر فيريس، فقدت أعصابي…” متذكّرة ما تسبب في ذلك، هزت رأسها. لكن سرعان ما عادت إلى التمركز. كان عليها أن تجد فيريس ؛ لا شك أنه كان على بعد مسافة قصيرة في الطابق العلوي.
“—الدوقة كارستن، هل أنت هنا؟!”
سمعت وقع أقدام على الدرج، وامتد ظل طويل إلى غرفة الطابق السفلي. تبعه رجل يرتدي زي الحرس الملكي الذي رمش بدهشة وارتياح عندما رآها. في اللحظة التي نظرت إليه، عرفت لمن يجب أن يأتي بأوامره.
“انا جيدة. أنت خادم صاحب السمو فوريير، أليس كذلك؟ عمل جيد في العثور على هذه الغرفة تحت الأرض “.
“الشكر للإله أنك بأمان. أنا يوليوس يوكوليوس من الحرس الملكي. أخبرني سموه عن هذه الغرفة… كان يعتقد أنك قد تكونين محتجزة هنا”.
“أرى. لم يكن يجب أن أقلقه هكذا”. كان الشعور بالارتياح، أكثر من المفاجأة، هذا ما شعرت به من كلمات يوليوس. ابتسمت بلطف، وظهرت نظرة تعاطف على وجه يوليوس، لكنه سرعان ما هز رأسه.
“لا أقصد التعجيل بك بينما أنت مرهقة، لكن إخراجك من هذا القصر هو أولويتي. يجب أن نسرع.”

في هذه المرحلة، أدرك فيريس أن بين كان غير مستقر عقلياً. كان من الطبيعي ألا تبدو محادثته منطقية تماماً. إذا دفع فيريس للخلف، فربما يدمره بين. من الأفضل اللعب مع الوقت وانتظار فرصته. للكنه كان لا يزال قلقاً بشأن سلامة كروش. مع بين بالطريقة التي كان عليها، لم تكن هناك ضمانات بأن كروش على ما يرام، حتى لو ادعى أنها كانت كذلك.

“يبدو أنك غير صبور. هل هناك مشاكل فوقنا؟ ” استشعرت نفحة حنق منه، وأشارت إلى أن كل شيء لم يكن على ما يرام. ردا على ذلك، نظر يوليوس إلى السقف.

كان من الواضح أن بين اهتز من سؤال فيريس. لقد وضع نفسه تحت المراقبة عندما انحدر إلى عالم الجنون. لم يكن أي شيء قاله فيريس قد ترك أي انطباع عليه، لكن هذا السؤال أثار رد فعل واضح.

“—المبنى يحترق. علينا الخروج قبل أن ينزل على رؤوسنا”.

تنهدت على نظرته الفاسقة. “ليس لديك نظرة مهذبة للغاية.”

13

9

“—من الذي طعن أمي حتى الموت؟”

ركزت كروش انتباهها عندما نزلت خطى الخدش إلى الطابق السفلي. نظرت نظرتها إلى النخاس ذي الوجه القاسي.

كان من الواضح أن بين اهتز من سؤال فيريس. لقد وضع نفسه تحت المراقبة عندما انحدر إلى عالم الجنون. لم يكن أي شيء قاله فيريس قد ترك أي انطباع عليه، لكن هذا السؤال أثار رد فعل واضح.

“هذه… نهاية مايلز، على ما أعتقد.” كانت معظم الجثث قد ماتت بالفعل عندما استخدمت هذه التقنية، لكنها رصدت مايلز بينهم. كان غارقاً في الدم. في لحظة غير حذرة، تلقى ضربة كروش وتقاسم نفس مصير الزومبي. أغمضت كروش عينيها، معترفة بقلة خبرتها وفشلها في نقله حياً. “عندما ذكر فيريس، فقدت أعصابي…” متذكّرة ما تسبب في ذلك، هزت رأسها. لكن سرعان ما عادت إلى التمركز. كان عليها أن تجد فيريس ؛ لا شك أنه كان على بعد مسافة قصيرة في الطابق العلوي. “—الدوقة كارستن، هل أنت هنا؟!” سمعت وقع أقدام على الدرج، وامتد ظل طويل إلى غرفة الطابق السفلي. تبعه رجل يرتدي زي الحرس الملكي الذي رمش بدهشة وارتياح عندما رآها. في اللحظة التي نظرت إليه، عرفت لمن يجب أن يأتي بأوامره. “انا جيدة. أنت خادم صاحب السمو فوريير، أليس كذلك؟ عمل جيد في العثور على هذه الغرفة تحت الأرض “. “الشكر للإله أنك بأمان. أنا يوليوس يوكوليوس من الحرس الملكي. أخبرني سموه عن هذه الغرفة… كان يعتقد أنك قد تكونين محتجزة هنا”. “أرى. لم يكن يجب أن أقلقه هكذا”. كان الشعور بالارتياح، أكثر من المفاجأة، هذا ما شعرت به من كلمات يوليوس. ابتسمت بلطف، وظهرت نظرة تعاطف على وجه يوليوس، لكنه سرعان ما هز رأسه. “لا أقصد التعجيل بك بينما أنت مرهقة، لكن إخراجك من هذا القصر هو أولويتي. يجب أن نسرع.”

“ط- طعنها؟ ما هذا…؟”
“لا فائدة من محاولة إخفاء ذلك. أنت في الواقع جيد جداً في الحفاظ على الجثث. كل شيء يبدو كما حدث في يوم وفاتها…بما في ذلك سبب الوفاة”.
كان من المستحيل تحدي قوانين شفاء السحر. كان المبدأ الأساسي لانضباط فيريس هو تشجيع قدرات الشفاء الطبيعية للجسد، مما يساعد الجسد على أن يصبح أكثر قدرة على مساعدة نفسه. لكن بالطبع، لم يكن للجثة قدرة طبيعية على الشفاء، ولهذا السبب لم يكن من الممكن تقنياً التئام جروح الجثة—على الرغم من وجود استثناءات.

“اهنن…” تأوهت. كان حلقها جافاً. وانحنت عن الأرض. ثم ملأت الرائحة أنفها، رائحة كريهة للغاية لدرجة أنها كانت مؤلمة جسدياً تقريباً. مثل فضلات الحيوانات الممزوجة بشيء متعفن. في اللحظة التي التقطت فيها نفحة منه، أدركت كروش أنها ليست في أي مكان جيد.

“تعرضت والدتي للطعن مراراً وتكراراً. مراراً وتكراراً، مرات عديدة. هذا … حتى أنل أشعر بالسوء تجاهها “.
قلبه يؤلم. على الرغم من أن فيريس لم يشعر بأي شيء تجاهها بصفتها والدته، لم يكن أحد يستحق أن يموت بهذه الطريقة القاسية. لكن فكرة أخرى رافقت هذا
الأولى: من غير المرجح أن يكون هذا الغضب القاتل من عمل أحد المارة، وهو شخص غريب. إذا كان هناك أي شخص في السنوات العديدة الماضية كره والدته بما يكفي لقتلها، فقد كان …”ما هذا التعبير؟ … يا لها من طريقة للنظر إلى والدك. ماذا —ماذا تقول أنني فعلت؟! ”
“أنا لا أقول أي شيء على الإطلاق.”
“أنت! عيناك تقول ذلك! هل تعتقد أنه كان خطأ مني؟ هل تعتقد أيضا أنني كنت مخطئاً؟ النظر إليّ بهذه العيون الناقدة كل يوم—! من يلومني مع العلم أن من أحببت قد خانني؟! أقسم أنه لم يكن خطأي! ”

لم يستجب فيريس لهذا ولكنه اقترب من الجسد على السرير. مد يده إلى المرأة، التي بدت كما لو كانت نائمة، وترك المانا تركض في الجسد الهامد.

لم يكن فيريس مضطراً لمحاولة إخراج الحقيقة من والده. اعترف بين بذلك عمليا بمحض إرادته.
لم يكن فيريس يعرف ما حدث في منزل أرجيل منذ أن أخذته عائلة كارستن بعيداً. لكن من الواضح أن والديه كانا قد اندلعا نوعاً ما في المشاكل. وقد تم القيام بأشياء لا يمكن التراجع عنها أبداً. كانت جثة والدته دليلاً على ذلك.
“هل الذنب هو الذي يجعلك ترغب في إعادتها؟ لأنك تريد الاعتذار؟ ”
“هل تسخر مني ؟! أريد من أحب أن يعيش وأعيش! أليس الجميع كذلك؟! ” كانت الرغوة تخرج من فم بين. مزق رأسه، ودمر شعره الممشط بعناية. “عندما تفقد شيئاً ثميناً بالنسبة لك، ستفهم! لا، والدتك ماتت! ألا تشعر بشيء؟! يجب أن ترغب في إعادتها…! ألا تريدها؟ هل يستطيع أي طفل أن يتخلى عن حب والديه؟ بسرعة الآن! أعدها إلى الحياة! أو—أو لا تهتم بما يحدث لسيدتك المحبوبة؟ هل تريدها أن تموت قبل أن تفهم—ما أشعر به؟! ”
“—”

في مواجهة هجوم بين، أدرك فيريس أن الحديث لن يجدي نفعا. ومض ضوء أزرق خافت حول يديه، ونقله بهدوء إلى جثة والدته. بطريقة ما، بدت اللحظة مقدسة تقريباً. ثم انفتحت عينا الجثة.
“هـ- هانا! أوه! هانا! ” كان بين منتشياً بينما كان الجسد يتحول، جلس بنفسه. كاد أن يدفع فيريس بعيداً عن الطريق ليتخد مكاناً بجانب السرير. شاهد فيريس والديه يتشاركان في لم الشمل، على الرغم من وفاة أحدهما قبل لحظات فقط.
“هانا! كنت أنتظر هذه اللحظة! لأجلنا لنكون هكذا مرة أخرى—”
“—”
مع الدموع في عينيه، دعم بين زوجته وهي جالسة، لكنها لم تقل شيئاً. حدقت في وجه زوجها. رفعت يديها بلطف ووضعتها على خدي بين. ابتسم لشعوره بيديها، وابتسمت هانا أيضاً بصوت خافت. لقد كان رد فعل لم يكن ممكناً لمجرد جثة متحركة، مثل أحد المحاربين اللاموتى.

مرت ساعات منذ أن تركها بين في غرفة تحت الأرض. وفقاً لتقدير كروش، كان من المفترض أن يطوق باردوك، مستشارها العسكري، القصر بالفعل. لكنها لم تستطع الشعور بحدوث أي شيء من هذا القبيل. يبدو أن هناك خطأ ما. “قربان الملك الخالد—لا يصدق. ما هي أفضل طريقة للاستهزاء بقوانين المملكة؟ ” “هيه! هذه هي الدوقة بالنسبة لك. لا يعرف الكثير عن القربان”. “إنها تعويذة سرية ظلت بعيدة عن الأنظار إلى حد كبير، ولكن هناك سجلات لاستخدامها خلال أنصاف البشر… أشك في أنك من استخدمها. لا بد أنه كان بين أرجيل”. “يا إلهي. كيف تفكرين بشدة في هذه الغرفة التي تفوح منها الرائحة الكريهة؟ ” قام بمسح وجهه من الرائحة الكريهة التي انجرفت عبر الغرفة، لكن مع ذلك، أكد هذا شكوكها. بالطبع، لم يكن لدى كروش سوى الرائحة الكريهة في الغرفة الموجودة تحت الأرض ؛ لم يكن لديها أي فكرة عما إذا كان القربان قد تم استخدامه بالفعل. جاء التلميح مع مايلز: لقد أحضر معه المحاربين اللاموتى، كما لو كان يعرضهم عليها. “إذا كنت تحاول تخويفي، فأنا آسفة لإحباطك ،” قال كروش. “ألا يجب على الفتاة التي ترى جثة ماشية أن تصرخ صرخة لطيفة؟ بصراحة، حتى أنا أشعر بدمي يبرد عندما أنظر إليهم”. قالت كروش مع اقتراح ابتسامة: “أخشى أنني تركت أنوثتي خلفي منذ فترة طويلة”. نظر إليها مايلز، برفقة العديد من الزومبي، بسخط. لكن سرعان ما تغير تعبيره، وأشار إلى السقف فوق كروش المقيدة. “حسناً، يا أميرتي الصغيرة، بما أنك تجهلين ما يحدث في الخارج، دعيني أحضر لك الأخبار. وصل فارس لإنقاذ الأميرة المأسورة. على الرغم من أنه بالكاد بدا مثل واحد”. “—” ربما كان مايلز يتحدث عن فيريس. كان من المفترض أن يكون في العاصمة—ولكن من أجلها، عاد إلى أراضي كارستن بعد وقت قصير فقط. وكان فوريير متورط في ذلك، كانت شبه متأكدة. تخيلت نفسها وهي تخبره أنه يمكنه استخدام حكمه إذا سارت الأمور بشكل سيئ.

ثم…
“هـ-هان … نا…؟”
وفجأة بدأت بخنق بين. كانت يداها حول رقبته، الذي صرخ تحت قوة لا ينبغي أن تمتلكها ذراعي المرأة الرفيعة.
“ماههه – ذا في…؟ فيلي – كس…! ” نظر إلى ابنه، وعيناه تتوسلان المساعدة. “اذهب وانظر إلى الشخص الذي تحبه، أينما كانت. أجاب فيريس بهدوء هذا ما أنا ذاهب لفعله. أصبح وجه بين متصلباً من الصدمة، لكن لم يُظهر فيريس أي إشارة لرد فعل. لن أسمح لأحد بأخذها مني خاصة من سرقوا مني كل شيء. هي أعطتني شيئاً، ولن تحصل عليه مني أبداً. لن أعطيك أبداً أياً من الأشياء التي حصلت عليها عندما أصبحت شخصاً”.
“هرك … هررك…”
“كان وضع إصبع على السيدة كروش خطأك الأول—إذا لم تفعل ذلك، فأنا…” وضع يده على صدره، لكنه لم يستطع إجبار نفسه لإنهاء جملته. فأغلق فمه.
حتى لو كان بإمكانه نطق الكلمات، فلن يسمعها بين.
كانت القوة قد تركت بالفعل ذراعيه وساقيه، وانقطع الضوء عن عينيه والروح من جسده. كان هذا هو الموت، الانفصال المطلق الذي لم يستطع حتى فيريس فعل أي شيء بشأنه.
“… كان يجب أن ترسل رسالةً فقط.”
تحدث فيريس مع الفراغ اللامحدود، وكان هذا هو أصدق ما قاله. ربما كان سيمزقها. ربما لم يكن ليقبلها أبداً. لكن ربما لم يكن ليفعل ذلك أيضاً. فقط ربما، كانت لديهم فرصة للتحدث مع بعضهم البعض.
بتنهيدة لطيفة، نظر فيريس إلى هانا. نظرت إليه مرة أخرى، وهي لا تزال تمسك بالزوج الذي خنقته، وابتسمت مرة أخرى.

“لديك قوة حقيقية! أنت قادر على ذلك. يمكنك إعادة زوجتي لي. أنا … أنا أعلم وحدي! أنا والدك، وأنا أفهم تألق قدراتك أفضل من أي شخص آخر! ”

ثم تراجعت ابتسامتها—بالمعنى الحرفي للكلمة—وهي تتفتت إلى كومة من الغبار. بعد لحظة، كل ما تبقى كان كومة من رماد والدته، ةجثة والده مدفونة بينهم.

10

عندما نظر فيريس إلى والده، الميت، واختفاء والدته، تحدث إليه صوت خالٍ من المشاعر.

كان مايلز محظوظاً لأنه لم يبصق الدم في هذه المرحلة. أمسك باللجام بإحكام. بدأت إصاباته تنزف مرة أخرى. إذا لم يرتح قريباً، فلن يكون متأكداً من نجاته.

“—السيد فيليكس. هل هذا ما أردته لكليهما؟ ”
كانت الخادمة التي بقيت معهم في كل شيء وظلت صامتة حتى النهاية.
هز فيريس رأسه. “…لا يقتصر الأمر على أن كتاب التعويذة غير مكتمل. لم تكن أبداً مسألة قوة كملقي للتعويذة. باستخدام تعويذة مروعة من هذا القبيل—إجبار جسد تم إيقافه على العمل من جديد—بالطبع سوف ينهار على الفور. ”
من المؤكد أن بين كان يعرف ذلك. كان مدركاً تماماً لمشكلة التعويذة نفسها ؛ هذا هو السبب في أنه لم يحيي زوجته بمفرده.
لماذا أراد فيريس أن يفعل ذلك؟ هل كان يأمل حقاً في شيء أكثر؟
أم أنه أراد فقط التخلي عن مسؤوليته عما سيحدث؟ الآن، لن يعرف فيريس أبداً.
“إذن ما الذي جعل السيدة… تخنق السيد؟”
“لا أستطيع أن أقول. كل ما فعلته هو إعادتها إلى الحياة باستخدام تعويذة معيبة.
ربما كانت الكراهية المستمرة قبل وفاتها هي التي جعلت الجثة تفعل ما فعلت”.
لقد طعنت حتى الموت، بعد كل شيء. الروح لم تسكن في الواقع في الجثة المقامة، ولكن ربما بقي ألمها. شيء آخر لم يفهمه فيريس.
“…ربما لم تستطع السيدة ببساطة أن تتحمل رؤية السيد يعيش في عار. لقد كانت تحبه حقاً، كما تعلم “. مقابل تقييم فيريس القاتم، كان للخادمة تفسير آخر. ربما كان تفسيراً جميلاً جداً لما حدث للتو.
“تعال إلى التفكير في الأمر، ماذا عنك؟ من أنت بالضبط؟” كان هناك شيء آخر لم يكن فيريس يعرفه، لكنه كان إجابة قد يتمكن من الحصول عليها. لم يكن لديه أي فكرة عن الوظيفة التي كانت الخادمة فيها. هل كانت في تحالف مع بين؟ لكنها لم تفعل شيئاً لوقف موته. ولا تبدو معادية لفريس الآن.
عندما وقف فيريس عابساً، ابتسمت الخادمة له لأول مرة. كانت ابتسامة وحيدة بشكل رهيب.

“أشعر بالشفقة—لمرافقته هنا ومع ذلك لا أستطيع أن أفعل أي شيء! لماذا أكون فارساً حتى إذا لم أستطع مساعدة صديقي في وقت حاجته؟ ” أجاب فوريير: “لا تنفعل.” “ستكون هناك مرات عديدة قادمة عندما تكون هناك حاجة لقوتك. إن انزعاجك في هذه اللحظة ليس علامة على عجزك”.

“أنا مجرد خادمة. أنا مدينة بالكثير للسيد والسيدة… حتى أنني حملتك بين ذراعي مرات عديدة، سيد فيليكس”.

“بقدراتي السحرية، لا يمكنني إلا استدعاء قربان الملك الخالد بشكل غير كامل. الجثث المتحركة هي أفضل ما يمكنني إدارته. لكنك يا فيليكس مختلف! ” وقف فيريس محدقاً في جثة والدته بينما كان بين يتوسل. صعد الرجل إلى السرير ومسد وجه زوجته النائم. “لديك موهبة خاصة. قوة كافية لإعادة فتاة من حافة الموت دون ترديد ترانيم! بهذه الصلاحيات، يمكنك بالتأكيد إكمال القربان! يمكنك إعادة والدتك إلى الحياة! ”

“…هاه…”
القصة لم تنقر عليه تماما. لم يكن يتخيل حدوث مثل هذا المشهد العائلي في هذا المنزل.
“لكن لا يهم. لا بد لي من مساعدة السيدة كروش. هل هي حقا بخير؟ ”

أول شيء لاحظته كروش عندما استيقظت هو الرائحة الكريهة.

“لا داعي للقلق بشأن ذلك. لقد قمت بفك قيودها. أعتقد أنها قادرة تماماً على الابتعاد بمفردها “. ثم أشارت الخادمة إلى أسفل الدرج، فهم فيريس على الفور مكان احتجاز كروش. لقد تم حبسها في غرفة القبو البشعة تلك.
“هذا المكان مرة أخرى …!”
“في الواقع. كان السيد بالأحرى وضع في طرقه”.
اشتعل فيريس غضباً، لكن الخادمة، من جانبها، استمرت في الابتسام، ولا تزال وحيدة كما كانت من قبل. لم يترك التعبير وجهها وهي تقترب ببطء من السرير والجثتين.
قال فيريس: “أنا ذاهب إلى هناك”. “لن تحاولي إيقافي؟”
“من فضلك، افعل بالضبط ما يحلو لك. سأرى السيد وسيدة في طريقهما”.
بعد كل هذا، وجد فيريس أنه ليس لديه أدنى فكرة عما كانت تفكر فيه الخادمة. ولكن عندما يتعلق الأمر بإقامة طقوس الجنازة على والدته وأبيه، فقد اعتقد أنه من الأنسب أن اقوم هذه الخادمة بذلك، بدلاً من الفتى الذي لا يشعر بأي شيء نحو الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم والديه.
“سأتركك تتعاملين معها، إذن. وسأتحدث إلى السيدة كروش عنك”.
لم تكن هناك فرصة للخادمة لأن تفلت من العقاب، لكن ربما كان بإمكانه أن يمنحها بعض الرأفة. مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، سارع بالخروج من غرفة النوم. وبينما كان يندفع في الردهة، سمع شيئاً خلفه.
“—وداعا عزيزي فيليكس.”
“هاه؟”
ثم كان هناك صوت إنغلاق الباب وطنين أثناء قفله. توقف فيريس في مساره. أعطته تلك النقرة شعوراً سيئاً. لم يكن لديه سبب وجيه لذلك، لكن حدسه قال إن الصوت يشير إلى شيء لا يمكن الرجوع عنه.
“انتظري! لماذا أغلقت الباب؟ ماذا ستفعلين؟!” عاد وضرب الباب بيأس، لكن لم يكن هناك جواب.
في النهاية، على الرغم من ذلك، جاء الرد من الجانب البعيد والذي كان أكثر واقعية مما يمكن أن يكون عليه أي رد أخر.

12

“—هذا ساخن!” جعل الإحساس بالحرق يده تقفز من مقبض الباب. في نفس اللحظة، اكتشف رائحة أخرى تختلط برائحة العفن النتنة في المنزل: شيء يحترق. إطلاق النار. تم إشعال النار في الغرفة التي كان قد غادرها للتو، من قبل الخادمة التي أغلقت نفسها داخلها.

“أنا فقط لا أستطيع التفوق على سموه…” أدى عدم كفاءتها إلى حدوث هذا الوضع. كانت تكره حماقتها، لكنها شعرت بسعادة غامرة لأنهما سيبذلان قصارى جهدهما لضمان سلامتها. تنهدت. واصل مايلز شماتته. “كان لدى بين طلب ما لذلك الفارس. لا أعرف ما الذي قد يفعله إذا أعطاه الصبي ما يريده بالفعل، لكنني أعلم أنه لا شيء أوافق عليه”.

“ماذا تظنين نفسك فاعلة؟!”
لكن لم يكن هناك جواب. فقط الحرارة الهائلة أخبرته بما قصدته الخادمة.
كان منزعجاً من سرعة انتشار الحريق. اتضح له أن الخطة كانت طوال الوقت أن تموت الأسرة بأكملها معاً. ركل الباب بشراسة.
“أنا أكره هذا المكان! والجميع فيه! كل هذا كله! أكرهه—!!”
ما كان يجب أن يعود. تمنى لو لم ير والده أو والدته أو تلك الخادمة.
اندفع عبر الردهة، دافعاً المحاربين اللاموتى الذين وقفوا بغباء. ستأخذ النار المنزل بأكمله، وسيتم حرق المحاربين اللاموتى المتبقيين معه. لكن كذلك كانت كروش في غرفة الطابق السفلي.
نزل فيريس الدرج متجهاً إلى تلك الغرفة الخسيسة تحت الأرض. كان في الطابق الأول. إلى أين يذهب للوصول إلى الغرفة؟ كان في منزله، لكنه لم يكن يعلم. لم يكن يعرف شيئاً. كان الأمر مثيرا للغضب، ومثير للغضب الشديد.
“لماذا هذا المكان يعذبني…!”
كان يكره ساقيه لعدم قدرته على الجري بشكل أسرع. كان يكره ذاكرته لفشلها في مساعدته في العثور على غرفة الطابق السفلي. كان يكره والديه، اللذين لم يدفعا له فكرة ثانية. كان يكره الخادمة التي اختارت مرافقة والديه حتى الموت. كان الأمر كما لو أن كل شيء هنا، كل شيء، كل شبر من هذا المنزل، موجود فقط لإحداث معاناة له.
“فيريس!”
ولكن بينما كان على وشك أن ينفجر في البكاء، سمع صوتاً من الطابق السفلي. صدى في روحه مثل جرس حاد مدوي على الفور.
“السيدة كروش—!”
حتى عند اللهب القرمزي المندلع، حتى في مكان كثيف برائحة العفن، كانت كروش جميلة. وجدها فيريس في الغرفة الكبيرة، وهرع إليها، وتشبث بها دون تردد. حملته بقوة بين ذراعيها.
قالت: “الشكر للإله على سلامتك”.

“سأعتبر أنك لا تنوي الرد علي؟” على هذا السؤال، لم يدخر بين أي إجابة على الإطلاق ؛ سمعت كروش خطاه وهي تطول بعيداً. كان هناك صوت بعض المادة اللزجة من تحت نعل حذائه. يبدو أن هناك شيء غير صحي هنا بجانب الرائحة الكريهة. “أوه، نعم ،” نادى بين مرة أخرى كروش، كما لو أنه تذكر شيئاً للتو. “هذا هو المكان الذي اعتاد فيليكس أن يقضي فيه أيامه، كل تلك السنوات العديدة الماضية. الغرفة التي حركتك لأخذه منا. ربما ستفهمينه بشكل أكبر الآن”. “…هل هذا صحيح؟ أجابت، وصوتها مليء بالسخرية. “سأتأكد من الاستفادة من هذه التجربة بشكل جيد.” أعطى بين فقط شخير غاضب. هذه المرة تراجعت الخطوات حتى لم تعد تسمعها، وتركت كروش معصوبة العينين وشأنها. “إذن كانت هذه غرفة فيريس…” همهمت في نفسها. فكرت كروش مرة أخرى عندما قابلت فيريس. إذا كان بين يقول الحقيقة، فعندئذ كانت تحت الأرض. كانت الغرفة التي كان الفتى القط محتجزاً فيها عندما كان طفلاً تحت المنزل. كانت الأغلال على يديها ورجليها مصنوعة من المعدن، ولا يمكن إزالتها بسهولة. اوضح موقف بين أن لديه خطة في ذهنه للتعامل مع الحراس المرافقين لكروش. رأت الآن: أنها كانت في وضع يائس. لكن لا شيء أكثر من ذلك. “هذا ليس بالضبط ما كنت أتوقعه، ولكن من السابق لأوانه الاستسلام”. لم يكن التخدير والاختطاف جزءاً من خطتها بالتأكيد. لكن إذا أعطتها طريقة لكشف أسرار المنزل، فربما كان الأمر يستحق ذلك. كان لديها اهتمام حقيقي واحد فقط … “أعتقد أنني كنت أطلب الكثير بالتفكير أنه يمكنني إنهاء هذا قبل أن يشعر فيريس أو سموه بالقلق.”

قال “هذ- هذه هي جد- جملتي…”.
“اعتقد انها كذلك. أنا آسف لقلقك. لكنني بخير، بفضل خطة سموه “.
نظر فيريس ورأى يوليوس، على الأرجح هناك بناءً على طلب فوريير، واقفاً بجانب كروش. لذلك كان هو الذي أنقذها. لكن لم يكن هناك وقت لفيريس للتعبير عن امتنانه الآن.
نظرت كروش إلى الأعلى، وضيقت عينيها وهي تؤكد أن مصدر الحريق كان فوقهما.
“فيريس، والداك…؟”
“اخرجيني-! أخرجيني… الآن…! ”
“فيريس؟”

خدش بين وجنتيه بشدة لدرجة أن الدم نزل منهم مثل الدموع. على الفور انبعث ضوء خافت من الجروح التي اختفت. لقد أساء إلى نفسه ثم شفى نفسه. كان هذا هو الاستخدام الأكثر إثارة للقلق لسحر الشفاء الذي شهده فيريس على الإطلاق.

“أخرجيني من هنا! خذيني بعيداً، تماماً مثل الماضي…! لا يوجد شيء هنا! إذا بقيت هنا، فلن أكون أنا بعد الآن…! اجعليني… إنساناً… ابقني بجانبك. معك يا سيدة كروش وسموه…! ” توسل إليها متعثراً بكلماته.
سارت المشاعر عبر فيريس التي بدت غريبة حتى بالنسبة له. غيم الارتباك على وجه يوليوس، ونظر إلى كروش كما لو كان يطلب الإرشاد.
أجابت بدورها، “—حسناً. دعنا نضع حدا لهذا الوقت من الظلم الذي تحملته”. حملته عن قرب، وربتت على ظهره بشكل مريح. فوجئ فيريس بمدى ارتياحه لهذه الإيماءة.
“يوليوس، خذ زمام المبادرة. سأحمل فيريس”.
أومأ يوليوس برأسه وانطلق أمامهم. لقد دفع بسهولة المحاربين اللاموتى الذين وقفوا في طريقهم بلا مبالاة، بينما ابتلعت النيران الآخرين. في الجثث المحترقة، رأى فيريس نفسه في هذا المنزل. احتراق، الإحتراق على الأرض.
كانت الذكريات المروعة مغمورة بالنار، الأصل الذي كبته لفترة طويلة تحول إلى رماد في عباءة حمراء.
“سيدة كروش، أنت بخير—!”
قبل أن يعرف ما حدث تقريباً، كانوا خارج القصر.
كان مسؤول عسكري يهرع إلى كروش، التي لا تزال متمسك بأكتاف فيريس. قالوا شيئاً لبعضهم البعض، وظلت يد كروش بيد فيريس طوال الوقت.
“انظروا، المحاربين اللاموتى—!” نادى شخص ما.
بدأ كل الزومبي في التحرك دفعة واحدة. قبل لحظات، كانوا يهاجمون أي شيء يقترب. الآن تحركوا جميعاً نحو القصر. دخلوا المنزل المحترق، واحداً تلو الآخر.

ولكن في حين أن الموتى الأحياء يتمتعون بميزة صعوبة تدميرهم، فقد ضاعت قدرتهم على التفكير ووضع الاستراتيجيات. حقيقة أن الطوق لم يتم كسره على الرغم من أنه فاق العدد بشكل كبير كان دليلاً على ذلك. في الوقت الحالي، كان باردوك، المسؤول العسكري الكبير الذي أحضرته كروش معها، يحاول حشد القوة العسكرية للتغلب على التفاوت في العدد. بمجرد أن يكون لديهم القوات، سيكون من السهل التغلب على المحاربين اللاموتى. “لكن هذا يعني أن السيدة كروش ربما…” “إذا لم ننقذ كروش، فحتى لو كان لدينا مليون رجل ولن يعني ذلك شيئا. علاوة على ذلك، يبدو أن العقل المدبر، بين أرجيل، يسأل عن فيليكس أرجيل”. ما إن انتهوا من الرسالة العاجلة حول ظهور المحاربين الأحياء حتى تلقوا كلمة تفيد بأن كروش قد تم احتجازها كرهينة في منزل آرجيل. طالب خطاب موقع من بين نفسه بتسليم فيريس مقابل سلامة كروش. بالطبع، لم يكونوا أغبياء بما يكفي ليقعوا فيها. قال فوريير: “لكن لا يمكننا ببساطة رفض طلبه أيضاً”. “حتى نرى الدوقة، علينا إعطاء الأولوية لسلامتها، وقد يعني ذلك الذهاب إلى طاولة المفاوضات.” “نعم، الطاولة التي بنوها. يتعلق الأمر بأسوأ طريقة ممكنة للتفاوض…” قال فيريس، مع عدم محاولته لإخفاء إحباطه. حدق في قصر أرجيل. عادة، قد يكون من الحنين رؤية مسقط رأس المرء مرة أخرى، لكن فيريس لم يشعر بأي شيء ممتع لهذا المنزل. لم يسبق له أن رأى المكان من الخارج بهذا الشكل. في ذاكرته، كانت موجودة فقط في ظلمة غرفة الطابق السفلي. “ماذا ستفعل؟” سأل فوريير. “قالت رسالة بين أنه سيتم السماح لك أنت وحدك بتجاوز اللاموتى. هل تعتقد أنه يمكننا الوثوق به؟ ”

فقط ملقي التعويذة، أو أي شخص مُنح سلطة من قبل مستخدِم السحر، يمكنه التحكم في الزومبي. مع موت بين، كان المحاربون ينتظرون نهايتهم فقط. “ربما لا ترغب الجثث في تدنيس نفسها بعد الموت،” قال يوليوس. كان زيه متسخاً بالقيح، وشاهد المحاربين اللاموتى وهم يسيرون إلى هلاكهم. لم يكن هناك رد. كل ما استطاعوا فعله هو المشاهدة حتى التهم الحريق الذي لا يمكن إيقافه المنزل وعاد جميع اللاموتى إلى الرماد.

تم نقل بين بفرح وثناء من صميم قلبه وتوقع لقدرات طفله. شعر فيريس بموجة من الدوار أعقبها غثيان.

14

كان يوليوس على الأقل مرتاحاً لرؤية فيريس يمر بأمان، لكنه لم يستطع إلا أن يشعر بالإحباط بسبب عجزه.

“اللعنة! اللعنة على تلك المرأة…! هذا أمر جاد. سوف تدفع ثمن هذا! ”
بصق مايلز وشتم وهو يحاول وقف الدم المتدفق منه.

خدش بين وجنتيه بشدة لدرجة أن الدم نزل منهم مثل الدموع. على الفور انبعث ضوء خافت من الجروح التي اختفت. لقد أساء إلى نفسه ثم شفى نفسه. كان هذا هو الاستخدام الأكثر إثارة للقلق لسحر الشفاء الذي شهده فيريس على الإطلاق.

كان الجرح يمتد من كتفه الأيمن إلى ظهره ولم يستطع علاجه بنفسه. قام بقطع بعض الملابس حوله بشكل فظ، وتمكن من إيقاف النزيف بما يكفي للتشبث بالوعي.

تنهدت على نظرته الفاسقة. “ليس لديك نظرة مهذبة للغاية.”

—نجا مايلز من الضربة التي قتلت الزومبي.
كان لديه دائماً حاسة سادسة عندما تكون حياته في خطر. لقد أنقذته اليوم أيضاً، لكن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءاً مما هي عليه. لم تهرب كروش فحسب، بل لم يكن مايلز قادراً حتى على التخلص من ملقي السحر الذي استخدم قربان الملك الخالد.

تركت السيدة كروش تذهب وحدها؟! كيف يمكن أن—؟ كيف تخطط لتحمل المسؤولية إذا حدث لها أي شيء؟ ”

من بعيد، استطاع رؤية قصر أرجيل مكللاً بالنيران. كان المحاربون اللاموتى المتبقون يحرقون أنفسهم. كان انتحارهم بمثابة إلهاء بسيط كان مايلز قد طهاه ليكسب لنفسه الوقت للهروب. كان من المفترض أن يكون لدى بين القيادة الشاملة للزومبي، ولكن بما أنه لم يكن هناك ما يمنعهم من تنفيذ أوامر مايلز لتدمير أنفسهم، فقد توقع أن بين يجب أن يكون ميتاً. كانت الدمى ومحرك الدمى على حد سواء عديمي الفائدة تماماَ.
“كل هذا العمل، وجزائي الوحيد هو نسخة من كتاب التعويذة… اللعنة!
هذا ما استحقه فقط؟ ما الذي سأقوله لهم حتى في فولاكيا، للعودة بهذه الطريقة…؟ ”
“—أوه، لا داعي للقلق بشأن ذلك. إذا هبطت بهدوء”.
لم يكد يخرج تمتمته الغاضبة حتى ذهل مايلز بالرد. كان الأمر طبيعياً فقط، بالنظر إلى مكانه: في السماء، بعيداً عن الأرض. عاليا جدا يمكنه أن ينظر إلى الأسفل على الغيوم. لا ينبغي لأحد التمكن من التحدث إليه هناك. ومع ذلك استمر صاحب الصوت بهدوء.
“لم أتوقع قط راكب تنين. كدت أن أفقدك. أنت جاسوس قادر تماماً—ولهذا أنصحك بالهبوط بهدوء”.

وجده يوليوس وضع مشوش ليكون فيه. نظر فوريير بتمعن نحو القصر. لعبت عيناه القرمزية فوق المنزل والجنود الذين لا يموتون يتقاتلون في الخارج “إذا كانت كروش في الطابق العلوي، فقد يكون فيريس قادراً على إدارة شيء ما… ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فسنضطر إلى الاعتماد عليك يوليوس. خذ ذلك على محمل الجد وانتظر لحظتك”. قبل يوليوس بكل احترام كلمات فوريير. وجد الفارس نفسه مدركاً بشكل مؤلم لكبريائه. في الآونة الأخيرة، كانت هناك فرص كثيرة بالنسبة له لتصحيح افتراضاته اللاواعية، فيما يتعلق بكل من فيريس وأشياء أخرى. لم يكن لديه الحق في الاستخفاف بالآخرين في أي شيء، ولا أي سبب ليتم الإستخفاف به من قبل الآخرين. “أرى أنه لا يزال لدي الكثير لأفكر فيه.” وضع يوليوس يده على مقبض سيفه وانتظر اللحظة التي سيُطلب منه استلاله. كان هو، بصفته فارساً من الحرس الملكي، هو الذي عُهد إليه فوريير. سيتم اختبار قيمته الحقيقية كعضو في الحرس في ساحة المعركة اليوم.

بدا أن الشاب ذو الشعر الأحمر الذي ركب عرضاً على التنين المجنح يبذل قصارى جهده للضغط على مايلز. كانت الشمس على ظهر الصبي، مما جعل من المستحيل رؤية وجهه، ترك ذلك مايلز يتخيل الأسوأ.

8

كان التنين الطائر شيئاً أحضره مايلز من فولاكيا لمنحه وسيلة للهروب إذا لزم الأمر. كان لديه نفق من غرفة الطابق السفلي في القصر إلى الخارج، وكان ينوي إحضار كروش و وملقي التعاويذ معه، باستخدام التنين للهروب من شبكة اللاموتى من حولهم. كان من المهين الفرار من المنزل بمفرده، وخطته في حالة يرثى لها.

window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"}) لا شك أن كلاهما سيكونان قلقين للغاية عندما يسمعا بما حدث لها. لقد عذبها هذا الفكر أكثر بكثير من أي مسألة تتعلق بسلامتها.

“ليس من المفترض أن يكون هناك أي راكبي تنانين في لوغونيكا!” صرخ مايلز.

في مواجهة هجوم بين، أدرك فيريس أن الحديث لن يجدي نفعا. ومض ضوء أزرق خافت حول يديه، ونقله بهدوء إلى جثة والدته. بطريقة ما، بدت اللحظة مقدسة تقريباً. ثم انفتحت عينا الجثة. “هـ- هانا! أوه! هانا! ” كان بين منتشياً بينما كان الجسد يتحول، جلس بنفسه. كاد أن يدفع فيريس بعيداً عن الطريق ليتخد مكاناً بجانب السرير. شاهد فيريس والديه يتشاركان في لم الشمل، على الرغم من وفاة أحدهما قبل لحظات فقط. “هانا! كنت أنتظر هذه اللحظة! لأجلنا لنكون هكذا مرة أخرى—” “—” مع الدموع في عينيه، دعم بين زوجته وهي جالسة، لكنها لم تقل شيئاً. حدقت في وجه زوجها. رفعت يديها بلطف ووضعتها على خدي بين. ابتسم لشعوره بيديها، وابتسمت هانا أيضاً بصوت خافت. لقد كان رد فعل لم يكن ممكناً لمجرد جثة متحركة، مثل أحد المحاربين اللاموتى.

على عكس تنانين الماء والأرض، كانت التنانين الطائرة فخورة ولن تخضع بسهولة لسيطرة الإنسان. حتى في إمبراطورية فولاكيا كان من الصعب الحصول عليهم ؛ خارج حدود الإمبراطورية، ما كان يجب أن يعرف على الإطلاق. لوغونيكا، الأمة التي أطلقت على نفسها اسم مملكة صديقة التنين، تحاول ترويضهم وتدريبهم—ستكون مهمة مرعبة.
كان من المفترض أن تنتمي السماء لإمبراطورية فولاكيا وحدها.

“—من الذي طعن أمي حتى الموت؟”

“بالتأكيد لم يخالفوا هذا القانون غير المكتوب—؟”
“لا، أنت محق تماماً. لا يوجد في لوغونيكا راكبو تنين. لقد خبأت واحد فقط”.
لهث مايلز. “هذا مستحيل!” اشتد غضبه من العثور على شخص ما يتعدى على مجاله في أعالي السماء بسبب إجابة الشاب اللامبالية.
أمر تاجر العبيد، الذي كانت عيونه حمراء دموية، التنين بأن يغير وجهته بسرعة. كانوا يطيرون على قدم المساواة مع الغيوم. من يستطيع ببساطة أن “يختبئ” على هذا الارتفاع؟ في هذا العالم من الرياح المخيفة، كان مايلز والتنين واحداً. كان فخره كراكب تنين، وكذلك رابطة الثقة التي تم تشكيلها مع المخلوق منذ أن كانا صغيرين، هي التي جعلت هذه الرحلة ممكنة. إذا تمكنوا من رمي الفتى في لحظة عدم حذر، فسيكون قد انتهى.

“هذه… نهاية مايلز، على ما أعتقد.” كانت معظم الجثث قد ماتت بالفعل عندما استخدمت هذه التقنية، لكنها رصدت مايلز بينهم. كان غارقاً في الدم. في لحظة غير حذرة، تلقى ضربة كروش وتقاسم نفس مصير الزومبي. أغمضت كروش عينيها، معترفة بقلة خبرتها وفشلها في نقله حياً. “عندما ذكر فيريس، فقدت أعصابي…” متذكّرة ما تسبب في ذلك، هزت رأسها. لكن سرعان ما عادت إلى التمركز. كان عليها أن تجد فيريس ؛ لا شك أنه كان على بعد مسافة قصيرة في الطابق العلوي. “—الدوقة كارستن، هل أنت هنا؟!” سمعت وقع أقدام على الدرج، وامتد ظل طويل إلى غرفة الطابق السفلي. تبعه رجل يرتدي زي الحرس الملكي الذي رمش بدهشة وارتياح عندما رآها. في اللحظة التي نظرت إليه، عرفت لمن يجب أن يأتي بأوامره. “انا جيدة. أنت خادم صاحب السمو فوريير، أليس كذلك؟ عمل جيد في العثور على هذه الغرفة تحت الأرض “. “الشكر للإله أنك بأمان. أنا يوليوس يوكوليوس من الحرس الملكي. أخبرني سموه عن هذه الغرفة… كان يعتقد أنك قد تكونين محتجزة هنا”. “أرى. لم يكن يجب أن أقلقه هكذا”. كان الشعور بالارتياح، أكثر من المفاجأة، هذا ما شعرت به من كلمات يوليوس. ابتسمت بلطف، وظهرت نظرة تعاطف على وجه يوليوس، لكنه سرعان ما هز رأسه. “لا أقصد التعجيل بك بينما أنت مرهقة، لكن إخراجك من هذا القصر هو أولويتي. يجب أن نسرع.”

قال الشاب: “سأحذرك مرة أخرى”. “فقط أنزل التنين على الأرض. لا يمكنني السماح لك بمغادرة البلاد”.
“هذا يكفي منك! ستموت قبل أن أنزل هذا التنين على الأرض! ”

“ليس من المفترض أن يكون هناك أي راكبي تنانين في لوغونيكا!” صرخ مايلز.

“…عار.”
كان مايل على حافة فقدان الوعي من فقدان الدم، مما تسبب في إبطاء التنين فجأة. صر أسنانه ضد القوة التي تلت ذلك، والتي اصطدمت بكل جروحه دفعة واحدة وتسببت في صرير في عظامه.
ومع ذلك، لم يكن لدى الفتى أي فرصة. مع عدم وجود أي شيء يتمسك به، انهار من ظهر التنين وسقط بينما كان مايلز يراقب.
هذا هو. سوف يتحول إلى أجزاء من جراء الإصطدام بالأرض، وبئس المصير له.
“من بحق الجحيم كان ذلك الفتى، على أي حال…؟ لا يهم. الآن، لا بد لي من…”

“سأذهب. ستكون السيدة كروش في خطر إذا لم أفعل ذلك”. بالنسبة لفيريس، كانت حياة كروش أكثر أهمية من حياته، وقيمة أكثر من العالم بأسره. كان سيعطي أي شيء على الإطلاق لاستعادتها. بالتأكيد بما في ذلك نفسه. “فيريس…” “لا يمكنك إيقافي، صاحب السمو. أنت من أحضرني إلى هنا”. لن أحاول إيقافك. أعلم أنك ستذهب حتى لو فعلت. لأنك فارس كروش. ليس لدي شك في أنك ستحميها”. كان فيريس في طريقه بالفعل، وأجابه فوريير دون تردد. بهذه الكلمات، شعر فيريس كما لو كان خلفه آلاف الجيوش. بعد كل شيء، كانت كلمات فوريير جزءاً مما أطلق طموحات فيريس في الفوز باختبار الفروسية، وجزءاً من سبب كونه هو نفسه. عززه الفخر. لكن فوريير استمر. مع ذلك لا يجب أن تفعل ذلك على حساب حياتك. أريدك أنت وكروش أن تعودا بأمان. لأنكم حياتي. إذا كنت عضواً حقيقياً في الحرس الملكي، فسوف تتبع أوامري”. “—” “يجب أن تعود. لن أفقد صديقا لشيء كهذا”. لم يكن لدى فيريس حتى اسم للعاطفة التي تغمر قلبه. كان فوريير قد اتصل بفيريس كصديقه عدة مرات من قبل، وفي كل مرة فعل ذلك، كان فيريس مصدوماً تماماً مثل المرة الأولى التي حدث فيها ذلك، تماماً مثل الكلمات المفقودة. “نعم سموك!” ثم انطلق، وصديقه يراقبه وهو يتجه بنظرة مألوفة وجريئة على وجهه. أمام فيريس كان المكان الفظيع الذي ولد فيه، والسيدة التي كان يعتز بها، والأسرة التي تركها وراءه.

كان مايلز محظوظاً لأنه لم يبصق الدم في هذه المرحلة. أمسك باللجام بإحكام. بدأت إصاباته تنزف مرة أخرى. إذا لم يرتح قريباً، فلن يكون متأكداً من نجاته.

14

“—!”
لم يكد يخطر بباله هذا الفكر حتى شعر بوخزة في حدسه. كان نفس الشعور الذي شعر به قبل هجوم كروش، الذي قال إنه في خطر مميت.
لقد ولدت من غريزة أعمق مما كان يعتقد، واحدة سعت إلى الحفاظ على الحياة والأطراف فوق كل شيء. لقد أنقذته أكثر من مرة. لكن هذه المرة، في هذه اللحظة، وجد مايلز أن ذراعيه وساقيه غير راغبين في الحركة. ولما لا؟ بعد كل شيء، لم يكن هناك جدوى من محاولة الهروب من الإحساس الطاغي بالموت الصاعد من تحته.

أول شيء لاحظته كروش عندما استيقظت هو الرائحة الكريهة.

“…آه.”
لم يكن لدى مايلز الوقت الكافي للتحدث قبل أن يغرق في الضوء. اختفى التنين وراكبه في السماء، ولم يتركا أي أثر.

“هل يعقل، صاحب السمو؟ أرتجف عندما فكر في ما سيقوله الكابتن عندما يعود… “كان فوريير يسعد بحيلته الصغيرة، لكن يوليوس، الذي وقع في هذه القضية برمتها، هبط على كتفيه. ومع ذلك، لا يبدو أنه منزعج على وجه التحديد لأنه تم جره. وأضاف: “إذا كان سموك كريماً لدرجة التحدث نيابة عنا…”.

تنهدت على نظرته الفاسقة. “ليس لديك نظرة مهذبة للغاية.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط