نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ري زيرو إكس 7

لعنة فيليكس آرجيل 4

لعنة فيليكس آرجيل 4

كان الحرس الملكي هم معبودي كل فارس في المملكة. فقط النخبة من ألفي فارس من المملكة سمح لهم بالانضمام، أقسم أفراد الحرس الملكي لحماية الملك والعائلة الملكية—كانوا في الأساس السيف والدرع الذي حمى قلب المملكة . قيل أنه في العصور القديمة، لعبت الحالة العائلية والدعم الشخصي دوراً رئيسياً في من ينضم إلى الحرس، ولكن اليوم لم يكن هذا هو الحال. لقد مثلوا الأقوى ابين فرسان المملكة. "ألا تعتقدين أن الأمر كثير بعض الشيء، أن تطلبي من فيري الانضمام إلى فرقة مشهورة كهذه؟" تمدد فيريس عبر الطاولة، عابساً. اتناء الظهيرة، في قاعة طعام الفرسان المزدحمة. كان معظمهم، في الواقع، فرساناً، مما جعل المكان مشهداً رائعاً. أولئك الذين خدموا المملكة، بدلاً من العمل بشكل مستقل، تميزوا بلون أرديتهم. كانت هناك أربعة جيوش ترتدي الأحمر والأزرق والأخضر والأسود على التوالي. تحركت مجموعات من نفس اللون معاً، في الغالب ؛ يبدو أن هناك صداقة كبيرة بين الرجال الذين ينتمون إلى نفس الجيش. يبدو أيضاً أن هناك تفاهماً غير معلن بشأن الجلوس في قاعة الطعام، حيث يجلس الجيش الأول بالقرب من المدخل والرابع يجلس بعيداً. بشكل عام، تم تسليم المقاعد الأبعد عن المدخل لفرسان من أعلى مكانة. ووفقاً للعرف أيضاً، تم منح المقاعد الأبعد على الإطلاق لأولئك الذين سُمح لهم بالاستعداد لارتداء الوشاح الأبيض للحرس الملكي—بعبارة أخرى، فيريس ورفاقه. تحدث شخص ما فجأة من أمام فيريس وهو ينظر بلا مبالاة حول قاعة الطعام. "لن يفيدك أن تبدو مملا للغاية، يا صديقي." "همم؟" جلس المتحدث أمامه، يدرس فيريس من خلال عيون لوزية الشكل. كان شعره أرجواني فاتح، ووجهه يشع بعناية فائقة من النقاء والذكورة. لا يمكن مقارنتها بالوجه الذي أحبه فيريس أكثر من غيره في العالم، لكنه كان وسيماً بالتأكيد. "يوليوس يوكوليوس... أليس كذلك؟" "يشرفني أنك تعرفني. وقد سمعت عنك أيضاً، فيليكس أرجيل. لقد أثارت ترقيتك... غير التقليدية الكثير من الشائعات". "هاه…؟" طفت ابتسامة على وجه يوليوس الشاب. كان ينظر إلى آذان القط على رأس فيريس. لم يترك فيريس عواطفه تصل إلى عينيه الصفراوين. كان معتاداً على تحديق الأخرين. كان التحيز ضد أنصاف البشر أمراً شائعاً في مملكة لوغونيكا، لذا فإن ترقية شخصية شبه إنسانية واضحة للحرس الملكي، النخبة من النخبة، كان لا بد أن تجعل الساخطين يتهامسون، حتى لو كانوا مخطئين بشأن خلفيته. ربما تسللت مشاعر فيريس إلى بصره، جعد يوليوس جبينه، وسعل، ثم أعطاه إيماءة مهذبة. "اعتذاري. لم أقصد التحديق. لقد سمعت الحديث، لكنني لم أستطع تصديق ذلك دون رؤيته بنفسي". "ربما سأسامحك إذا أخبرتني مياو عن نوع الحديث الذي سمعته. دعني أخمن. وحش منتفخ العضلات والفراء في كل مكان؟ سيكون الأمر محبطاً للغاية إذا كان الناس ينشرون شائعات كهذه عن الصغير "فيري" اللطيف! " "أخبرني الكابتن أنها كانت انعكاساً للدم شبه البشري لأسلافك. وهي آذان جيدة. أستطيع أن أرى لماذا قد تحاول أن تقضم أي شخص فوقهم". "...هل تحاول خوض معركة مع فيري؟" كان شخصاً نادراً يتحدث عن آذان فيريس بأي شيء آخر غير الازدراء الصريح. ومن الواضح أن يوليوس قد سمع حتى تفاصيل خلفية فيريس من قائده. ربما كانت هذه هي معموديته لأساليب الطبقة المتميزة—فقد تخلى فيريس عن مكانته كخليفة لعائلة نبيلة في وقت مبكر جداً. على عكس فيريس، كان يوليوس فارساً تم إنجازه بشكل واضح في مهارة المبارزة. إذا استمر هذا الأمر وانهارت الأمور حقاً، فإن الفتى—القط لم يكن لديه أمل في الفوز. "لكن لا تعتقد أنك ستنزل بدون خدش! فيري لطيف، ولكن ليس بهذا اللطافة! " "أنا أكره مقاطعتك عندما تقوم بعمل جيد مثل العمل بنفسك، لكنني أعتقد أنه قد يكون هناك سوء فهم بين أيدينا. ربما يمكننا التحدث عن ذلك؟ " "مياو ماذا؟" لم يلتقط يوليوس التحدي، وكان رد فعله غير متوقع لدرجة أن فيريس لم يستطع إلا أن يرمش في مفاجأة. في تلك اللحظة، سحب شخص الكرسي بجواره مباشرة. "ألم أخبرك يا يوليوس؟ قلت: اسمحوا لي أن أبدأ المحادثة. قلت إنك عرضة لسوء التواصل. خاصة مع الأشخاص الذين قابلتهم للتو ". أنا أقدر اهتمامك. لكنني لا أعتقد أن حكمي كان خاطئاً. لا أعتقد أنه كان بإمكاننا تجنب قدر معين من الارتباك بغض النظر عمن تحدث أولاً. انظر إليه الآن". الشاب الذي تحدث بسهولة إلى يوليوس وجه نظره إلى فيريس. كانت عيناه زرقاوان وشعره أحمر لدرجة أنه ربما كان لهباً مشتعلاً. تصلب فيريس دون وعي. "هل يمكن أن تكون... راينهارد فان أستريا؟" كان مظهره مميزاً جداً بحيث لا يمكن أن يكون أي شخص آخر. عند سؤال فيريس، ابتسم الشاب ذو الشعر الأحمر ابتسامة لطيفة وقال، "آه، أرى أنني لست بحاجة إلى تقديم نفسي. هذا هو اسمي بالفعل. للتوضيح، أنا مثلك عضو في الحرس الملكي. كما هو الحال مع يوليوس هناك". قال يوليوس: "بما أنك جديد، فمن الطبيعي أن يكون لديك بعض التحفظات حول ما تسمعه من زملائك الفرسان". "ولكن لدينا كلمة الكابتن للإستمرار. أنا على استعداد لقبول تقييمه كما هو". "اممم، أخشى أنني لست متأكداً مما يعنيه هذا." بدا أن رينهارد ويوليوس صديقان، وكانت هناك علاقة حميمة غير مقيدة في محادثتهما. ومع ذلك، بدا أن يوليوس كان يمنع شيئاً ما. لا يعني ذلك أن فيريس، الذي تم استبعاده تماماً، كان مهتماً بأقل قدر. كان الأهم بالنسبة له هو السؤال عن سبب اهتمام هذين الشخصين به حتى. خاصة قديس السيف، راينهارد. مما سمعه عن شخصية رينهارد، أراد فيريس أن يعتقد أنه ليس من النوع الذي يطرد الوافد الجديد. "ما الذي تريده مع فيري والذي من شأنه أن يجعلك تخرج عن طريقك للمجيء إلى هنا؟ أنت لست هنا... لتتنمر علي، أليس كذلك؟ " "أوه، بالكاد. هل يمكن أن نرتدي بياض الحرس الملكي أثناء مشاركتنا في مثل هذه الأنشطة الشائنة؟ نحن فقط ننفذ أوامر كابتننا". "هل تقصد الكابتن ماركوس؟" جعلت كلمات يوليوس الملتوية فيريس يفكر في الكابتن ماركوس، وهو رجل بوجه مثل الصخرة. ماذا كان يمكن أن ليفعلوه به كان بأمر من ذلك الرجل؟ قال راينهارد: "حسناً، باختصار، نريد أن نتأكد من أن ما كنت تخاف منه لا يحدث لك. أنا ويوليوس حول عمرك، واعتقدنا أنك قد تكون قادراً على اللجوء إلينا للحصول على المشورة، لأننا كنا في الحرس الملكي لفترة أطول". قال فيريس، وهو يضع يضع يده على ذقنه: "أوه، فهمت". كان الكابتن قد كلف الفرسان برعايته. كان لدى الفتى مزيج متقلب من العوامل في خلفيته: آذان القط، وقدرته الأقل مع السيف، وحقيقة أنه دخل الحرس من الباب الخلفي. لا شك في أنها أثقلت كاهل الكابتن ليتم تكليفه بمثل هذا الفارس. سيبقى هناك لمدة عام فقط، مع فترة اختبار مرفقة—لكن مع ذلك، كان عبئاً هائلاً. قال يوليوس: "بالحكم على رد فعلك، يبدو أنك تفهم الموقف الذي أنت فيه". قال فيريس: "إذا كان هذا يحدث لشخص آخر، فسيبدو الأمر كله مزحة، لكن سيكون الأمر أكثر صعوبة عندما يحدث لي". "بالمناسبة، ما الذي قاله لك الكابتن بالضبط عن فيري؟" تسبب هذا في أن يحدق راينهارد ويوليوس بعيون واسعة، ثم نظروا إلى بعضهم البعض وانغمسوا في التفكير للحظة. "بإنك المفضل للأمير الرابع، وأنك دخلت للحرس لأنه فرض الأمر." قال يوليوس. وأضاف راينهارد: "سمعت أيضاً أنك حصلت على توصية قوية جداً من المعالجين في القلعة الملكية، وكذلك من الأكاديمية الملكية للشفاء" "آمل ببساطة ألا تكون قدراتك مبالغاً فيها لتبرير قبول الكابتن لترقيتك غير العادية." أخبرت إجاباتهم فيريس، لخيبة أمله، أن السمعة التي سبقته كانت إلى حد ما كما كان يتوقع. في الوقت نفسه، كان متأكداً من أنه يمكن أن يشعر بعيون أكثر من ذي قبل مثبتة على مجموعتهم الصغيرة من جميع أنحاء قاعة الطعام. لا يبدو أنه السبب الوحيد الذي جعل الناس ينظرون في طريقهم. حتى قديس السيف راينهارد لم يأخذ في الحسبان كل المظاهر. لابد أنه كان هناك شيء عن يوليوس أيضاً. "هل من المؤكد أن الكابتن لا يحاول فقط الاحتفاظ بجميع مشاكله الكبرى في مكان واحد...؟" تمتم فيريس. لكنه لم يستطع التخلص من الشعور السيء حيث تحولت أفكاره إلى فترة الاختبار مع الحرس الملكي الذي كان على وشك البدء. 2 بالطبع، كانت هناك قصة معقدة وراء انضمام فيريس إلى الحرس الملكي، مع فترة تقييم مرفقة، لا أقل. فيريس الآن في الثامنة عشرة من عمره، وكان سيكون أكثر من سعيد ليعيش حياته تحت سيدته، كروش. لقد أشارت بنفسها إلى موافقتها على هذا، وكان الاثنان قريبين جداً لدرجة أنهما غالباً ما يتشاركان نفس الأفكار. لكن المشكلة الحقيقية كانت إحدى عاداتهم الأخرى. كان فيريس—اسمه الحقيقي هو فيليكس أرجيل—يرتدي ملابس نسائية، لكنه ذكر من الناحية البيولوجية. على هذا النحو، إذا كان سيخدم كروش، فسيكون من المناسب اجتماعياً أن يفعل ذلك كفارس وليس كخادم أو مساعد. لقد حدث أنه بسبب سلسلة معينة من الأحداث، تم تعيين فيريس فارساً لـ كروش، وقد قبلته على هذا النحو. كل ما كان يفتقر إليه حقاً هو الخبرة العملية في الفروسية. بالطبع، إذا اعترفت به سيدته كروش كفارس لها وأدت حفل التنصيب، فلن تكون هناك مشكلة رسمية. لكن كروش، دوقة كارستن ورئيسة العائلة، كانت في موقع مرتفع للغاية بحيث لا يمكنها قبول فارس بلا تاريخ. كانت كروش امرأة، وقد دفع سلوكها في الماضي الكثيرين إلى النظر إليها بازدراء. علاوة على ذلك، إذا قبلت فارساً ليس لديه مهارات مثبتة أو قدرة فعلية واستناداً فقط إلى طول معرفته، فلا بد أن تنتشر المزيد من الشائعات غير المواتية. من أجل تجنب ذلك، سيحتاج فيريس إلى إثبات نفسه كفارس حتى لا تكون سيرته الذاتية مصدر إحراج لسيدته. قدم الأمير الرابع للأمة، فوريير لوغونيكا، بعض المساعدة في حل هذه المشكلة. "أن تصبح فارس كروش مهم بالنسبة لي أيضاً. أنا بالكاد أحتاج إلى بذل مجهود بنفسي للحصول على موقع بين الفرسان لك. أنا سوف… احم! ربما يمكنني ببساطة التحدث إلى ماركوس أو أي شخص آخر. أنت فقط استرخي وانتظر!" كان فوريير قد كرم فيريس بضحكة صادقة ثم اندفع خارج الغرفة قبل أن يتمكن أي شخص من إيقافه. بعد ذلك بوقت قصير، تقرر تعيين فيريس في الحرس الملكي، وشرع في سنة الخدمة الذي ستسمح له بتذهيب أسطورته. وهذا لا يعني أن كل شيء سار بسلاسة تامة. في وقت قريب من دخول فيريس إلى الوحدة، خاطبه الكابتن ماركوس بنظرة صارمة وقال: "أنت هنا بناءً على طلب صاحب السمو فوريير، بالإضافة إلى عدد من التوصيات القوية الأخرى. منها توصية الدوقة كارستن. في ضوء كل هذا، أنا على استعداد للسماح لك بدخول الحرس الملكي... لكن ليس بدون شروط". بينما كانوا يتحدثون هناك في مكتبه في الحامية، اقترح الكابتن فترة الاختبار—في الواقع، الفترة التي يمكن فيها لفيريس تجربة حياة الحرس الملكي، وبعد ذلك يرمي المنشفة ليعود للمنزل إذا أراد ذلك. "إذا قررت أنا، خلال ذلك الوقت، أنك لن تكون ذا فائدة لي، فلن تبقى في وحدتي. ومع ذلك، إذا تم طردك خلال فترة الاختبار، فسأضمن أن يتم ذلك بطريقة لا تترك لطخة في سجلك. لا يمكنني التحدث عن مشاعر الأمير أو مؤيديك الآخرين، لكن سيكون ذلك أفضل من الاضطرار إلى قضاء الوقت كله في الظهور علانية على أنك وصمة عار على الحرس. أثق في قبولك اقتراحي؟ " كان ماركوس صريحاً ولم يحاول إخفاء حقيقة أنه تم وضعه في وضع حساس إلى حد ما. أحبه فيريس على الفور. لقد كان من دواعي الارتياح الشديد أن ترى الحقيقة في عيون شخص ما ولا داعي للقلق بشأن التجول بأدب حول الأدغال. "هل لي أن أسأل شيئاً واحداً فقط؟" "ما هو؟" "بمجرد انتهاء فترة الاختبار، ستعتبر جزءاً من اثني عشر شهراً من الخدمة، أليس كذلك؟ لأكون صادقاً، لا يمكنني تحمل الابتعاد عن السيدة كروش لمدة شهر أطول مما يجب". "—" ترك ماركوس مذهولاً من إعلان فيريس، ولو للحظة. كانت هناك لحظة بدا فيها متعباً، ولكن بعد ذلك أصبح وجهه مرة أخرى وجه جندي شرس. "أحب أعصابك. قال بخشونة: لديك الكثير من الشجاعة كمجرد صبي صغير—قد تفاجئنا حتى. "كنت خائفاً نوعاً ما في البداية... لكن كوني فارساً أصبح نوعاً من الملل أكثر مما كنت أتوقع." "أنت هنا فقط منذ بضعة أيام. قال يوليوس: "من المبكر جداً التفكير في أنك رأيت كل ما تقدمه الفروسية". "صحيح أن الحرس الملكي لا يدخلون الميدان كثيراً مثل بعض الوحدات الأخرى، لكن يجب أن نكرس أنفسنا بالكامل لكل ما أعطينا للقيام به. يجب أن نكون مستعدين في جميع الأوقات ". "نعم، أجل، أنت صارم، أعلم." لوح فيريس بيده محاولا تهدئة يوليوس. لقد طرح الموضوع فقط لتمضية الوقت، ولكن عندما يكونوا في العمل، يفكر يوليوس دائماً فقط في المهمة المطروحة. لقد مرت حوالي عشرة أيام منذ أن بدأ يوليوس في مراقبته، ولكن ما رآه فيريس حتى تلك النقطة يشير إلى مدى صعوبة الأمور. باارغم من… قال فيريس: "لن ينزعج أحد إذا استرخيت أكثر قليلاً". قال يوليوس: "عندما أحمل السيف، أشعر بالراحة بشكل طبيعي". "ولكن عندما أضعه جانباً، يجب أن أكون فارساً. يمكنك فعل المزيد من ذلك بنفسك، فيريس". "بليه! مياو متوتر جداً! " وضع فيريس تعبير، وتنهد يوليوس. لكن سرعان ما ابتسما مرة أخرى. لقد كانوا بالفعل قريبين بما يكفي لتبادل المزاح هكذا. قد يكون يوليوس غير مهذب إلى حد ما أثناء قيامه بواجباته المهنية، ولكن عندما يكون خارج العمل ، يكون من المثير للإهتمام التحدث إليه. شعر بصرامته المفرطة إلى حد ما على موقعه كفارس وكأنه مظهر من مظاهر طفولة معينة غير لائقة. لكن كل هذا كان سبب إعجاب فيريس به. كان لديه الكثير من المشاكل مع... "آه، كلاكما. أنا سعيدة لأنني وجدتكم". "ماذا؟" تحشر رينهارد في المكان الذي كان فيريس ويوليوس يتحادثان فيه في مكانهما المعتاد في قاعة الطعام. اعطى فيريس ربتة على كتفه بحركة سهلة وابتسم ليوليوس. كانت آذان فيريس مسطحة على رأسه. "اغهه، كمين مرة أخرى. رينهارد، لقد خرجت من العدم حقاً. حواس فيري ليست معتادة على الخداع بهذه السهولة. هل أنت متأكد أنك إنسان؟ هذا مرعب نوعاً ما..." أسلاف فيريس نصف بشر قدموا له أكثر من مظهره. كان لديه أيضاً أعضاء حسية استثنائية. يمكن لأذني القط على وجه الخصوص اكتشاف تغييرات طفيفة في محيطه، لدرجة أنه يستطيع أن يخبر عملياً متى استدار شخص ما لينظر إليه. ومع ذلك، كان راينهارد هو الاستثناء لإنهاء جميع الاستثناءات. لم يكن فيريس قد سمعه قادماً من قبل. "هذه هي الطريقة التي ولدت بها، يا عزيزي فيريس. أخشى أنه يتعين علينا أن نتعايش معها. الأهم من ذلك، لديك استدعاء. صاحب السمو فوريير يطلبك. نظراً لأن لديك بعض وقت الفراغ، يجب أن تذهب لرؤيته. أظهر له مدى أدائك لواجبك كواحد من فرسان الحرس الملكي". "... هل كنت تستمع؟" "بالتأكيد ليس عن قصد." راينهارد على الأقل كان يتمتع بالنعمة الجيدة ليبدو محرجاً. شعر فيريس بلمسة من الانزعاج. كانت قاعة الطعام الآن خالية قليلاً مما كانت عليه في بعض الأيام، ولكن لا يزال هناك الكثير من الثرثرة. كان فيريس ويوليوس جالسين في نهاية بعيدة؛ لا يمكن حتى لأذني فيريس أن تلتقط محادثة من تلك المسافة. "إذا طلبك سموه شخصياً، فمن الأفضل أن تسرع" قال يوليوس. "أنت لا تمانع لو رافقتك، أليس كذلك فيريس؟" "…بالطبع. أمم... وماذا عنك راينهارد؟ " قال راينهارد معتذراً: "أنا سعيد بدعوتك، لكن لدي خطط أخرى". "سأقوم برحلة صغيرة إلى حدودنا مع الإمبراطورية. لقد طُلب مني إلقاء نظرة". "رائع. مياو ألا يرسلونك كتيراً؟، راينهارد". أعطى فيريس الآخر نظرة حيرة. يوليوس، الذي قام من مقعده، أعطى راينهارد إيماءة علم: "لا تقلق، يمكنني مراقبة فيريس بنفسي. أعتني بمهمتك الخاصة". " المهمة تجعلها تبدو خطيرة للغاية..." "هذا ببساطة يعني أنني يجب أن أتعامل معه بهذه العقلية. حسنا. سأترك كل شيء لك ". أومأ راينهارد برأسه في يوليوس، الذي لوح عندما غادر قديس السيف قاعة الطعام. استدعاء من فوريير يعني أنهم سيتوجهون إلى غرفة الأمير في المقر الملكي. ساروا بجرأة على طول الطريق المؤدي مباشرة إلى القلعة، كما كان الامتياز المعروف للحرس الملكي. "سموه يطلبك كثيراً. يجب أن تكونا قريبين جداً". "حسناً، لقد عرفنا بعضنا البعض منذ وقت طويل. كانت حوالي... ثماني سنوات مياو؟ إنه يمنح فيري الكثير من القوة، كما تعلم... "أعطى يوليوس ابتسامة سيئة بينما كانوا يسيرون في الطريق بين الحامية والقلعة. لكن يوليوس ابتسم فقط بحزن. "ليس عليك التظاهر. لا أشعر بأي شيء يحسب في علاقتك مع سموه. لقد عرفنا بعضنا البعض لفترة وجيزة، وحتى يمكنني أن أقول ذلك. يبدو أن كلاكما أنت والأمير تقدران بعضكما البعض كتيراً". "...من المحرج أن تسمع أحدهم يقول ذلك. على أي حال، يقول مياو أنه لا يوجد شيء يحسب، لكنني دخلت إلى الحرس الملكي بسبب سموه، أليس كذلك؟ ألا تعتقد أن هذا استغلال لمنصبه؟ " "أعتذر لقولي مثل هذا الشيء الوقح لك في اجتماعنا الأول. لكن في غضون أسبوع بعد انضمامك... لا أعتقد أنه هناك أحد منا يشكك في قدرتك على أن تكون جزءاً من الحرس". أحنى يوليوس رأسه اعتذاراً، ورد عليه فيريس بيده. بلطف بالطبع. عندما نظر يوليوس مرة أخرى، ابتسم فيريس. "حسناً، أنا سعيد لأنكم تعتقدون ذلك يا رفاق. إذا كان فيري قد أخطأ، فلن يكون الأمر محرجاً فقط بالنسبة لفيري، مياو . سيبدو كل من ساندوني محرجين أيضاً... " "أعتقد أنك فعلت أكثر من اللازم لتبرير توصياتك الآن. لحسن الحظ، لقد أتيحت لك الفرصة حتى لإظهار ما تجيده حقاً—أعتقد أن أياً منا ليس خصماً للكابتن حتى الآن". قال فيريس باستخفاف: "لا أعتقد"، لكن بداخله كان يهز رأسه بشراسة. نظراً لافتقاره إلى المهارة في استخدام السيف، كانت الطريقة الوحيدة التي تمكن بها فيريس من إثبات نفسه للحراس الآخرين هي إظهار أن لديه بعض الموهبة في شيء آخر. في حالته، سيكون هذا بالتأكيد سحر الشفاء، ولحسن الحظ بالنسبة له، كان لديه الكثير من الفرص لإظهار ما يمكنه فعله في هذا الأسبوع. كان ذلك لأنه في مجال التدريب، قرر الكابتن ماركوس تدريب مرؤوسيه شخصياً. أثناء شفاءه لكل الإصابات المحسوبة بعناية، كان فيريس ممتناً لطريقة الكابتن غير التقليدية في إظهار اللطف. نتيجة لذلك، أدرك الجميع قدرات فيريس، وبينما لم يكن من الممكن إسكات ما قاله الناس خلف الأبواب المغلقة، توقفت الاعتراضات العامة على دخوله إلى الحرس. "هذا جعل حياتي أسهل كثيراً. ربما يجب أن أشكر الكابتن مياو". "بالطبع، سيراوغك فقط إذا قلت أي شيء." "نعم، سيراوغ بهذه الطريقة. لمثل هذا العامل الجاد، من المؤكد أنه لديه مراوغات غريبة. ياله من ألم." كان بإمكانه فقط أن يتخيل الكابتن ماركوس وهو يتظاهر بعدم فهم ما كان يُشكر عليه. كان مشهداً مخيباً للآمال. بجانب فيريس، كان يوليوس يهز رأسه كما لو كان يفهم بالضبط ما يدور في عقل فتى القط. قال يوليوس: "مع ذلك، بالعودة إلى موضوعنا الأصلي، قلت إنك كنت صديقاً لسموه لمدة ثماني سنوات حتى الآن. أشعر بالفضول الشديد لما كان عليه كلاكما عندما كنتما طفلين. هل تمانع في سؤالي؟ " "لا، لكنني لا أعتقد أن القصص مثيرة للإهتمام. قبل ثماني سنوات، كان فيري مجرد الصغير 'فيري، وكان صاحب السمو هو صاحب السمو... كنا نفس الشيء تماماً، حقاً". وضع فيريس يده على فمه وضحك. كان يتذكر أجزاء وأجزاء من كامل فترة صداقتهما. نما فوريير ليصبح شاباً قوياً، لكنه في أعماقه كان هو نفسه كما كان في أي وقت مضى. "تعلم، أعتقد أنني أحترم ذلك بشأن صاحب السمو." "إذا لم تتغير فضائل الأمير فورير، فهذا يحسب. ثمانية سنوات... بمجرد انتهاء الطفولة، لن يتمكن الجميع من البقاء على حالهم". على عكس ضحك فيريس المكبوت، بدا يوليوس حزيناً إلى حد ما. لاحظ فيريس ذلك وألقى نظرة استجواب. "تعال للتفكير في الأمر، لم أسمع الكثير عنك يوليوس." "هذا لأنه، لسوء الحظ، لم تكن حياتي غنية بما يكفي لتبرير أي قصص. لقد كانت عادية تماماً، ومملة كقصة قبل النوم ". "بليه. إذا كنت لا تريد التحدث عن ذلك حقاً، فلن أسأل... هل تعرف راينهارد منذ وقت طويل؟ تبدو أقرب إليه من معظمنا ". عند اسم قديس السيف، اختفى الحزن من وجه يوليوس. "رينهارد وأنا لدينا تاريخ طويل، مثلك تماماً وأميرك". نَحَّى ثأثره جانباً ونظر إلى المسافة كما لو كان يفكر مرة أخرى. "مر ما يقرب من عشر سنوات منذ أن التقينا لأول مرة. ولكن بعد أن أصبح كلانا فارسين، أصبحنا أصدقاء. نحن لا ننعم بالعديد من الذكريات الجيدة مثلك أنت وصاحب السمو". "هل تقصد أنك تعرف بعضكما البعض بشكل عابر، كرفاق نبلاء؟" "ممكن نعم و لا. كنت أعرف من هو، لكنني لست متأكداً من أنه كان يعرف من أكون. لأنه كان مميزاً جداً مقارنة بي، كنت سعيداً بشكل خاص لأكون قادراً على تكوين صداقات معه". "خاص، هاه...؟" لم يكن هناك شيء أعمق في الصداقة بين يوليوس وراينهارد. ومع ذلك، لم يكن من الممكن إعلان أنها مجرد صداقة. لكن فيريس لم يكن قريباً بما يكفي من يوليوس للسؤال عن مثل هذه الأشياء. كان فيريس حريصاً جداً على تجنب إبعاده عن غير قصد بقوله الشيء الخطأ—وهذا هو مقدار تقديره لـ يوليوس يوكوليوس. وجد الاثنان أنهما تجاذبا أطراف الحديث طوال الطريق إلى القلعة. حيو الحراس والمسؤولين المناوبين، ثم صعدوا إلى الدرج المؤدي إلى الطوابق العليا للقلعة، حيث يعيش فوريير وباقي أفراد العائلة الملكية. قالوا للرجال الذين يحرسون الدرج من هم وأين يذهبون وسرعان ما سُمح لهم بالدخول. صعدوا الدرج المؤدي إلى الغرف الملكية ونزلوا في ممر مغطى بالسجاد. وجد فيريس الغرفة التي يريدونها وطرق الباب. "صاحب السمو!" قال بنبرة غنائية. "مثلما طلبت، وصل عزيزك فيري!" دفعت التحية يوليوس إلى وضع كفه على جبهته. "فيريس، مهما كنت قريباً، هذا... حسناً، أعتقد أن الأوان قد فات الآن." هز كتفيه، وفي نفس اللحظة، فتح الباب. "هل ستتركه بهذه السهولة؟ هذا يعني مشكلة بالنسبة لي! إذا كان هذا كل ما ستفعله، فلماذا تراقبه؟ " خرج من الغرفة شاب ذو شعر ذهبي وعيون قرمزية صافية: فوريير لوغونيكا، رابع أمير للمملكة. نظر من فيريس إلى يوليوس، ثم ضحك، وأظهر أسنانه. "آهه، لا تهتم! مرحباً كلاكما. هل أنتما في صحة جيدة؟" "... قال يوليوس" ."كنت في أفضل حالاتي يا مولاي. تقديرك يشرفني". علق فيريس: "لكننا رأيناك قبل يومين فقط، أليس كذلك؟ بالكاد أمضينا وقتا طويلا حتى نمرض! " "أرى، ربما الأمر كذلك. ولكن إذا كنت بخير، فهذا كل ما يهم. على أي حال، هناك الكثير لنتحدث عنه، لكن دعونا لا نفعل ذلك هنا. ادخلا، كلاكما. " أشار لهم فوريير إلى غرفته. لقد كان كريماً بنفس القدر مع كل من يوليوس المحترم وفيريس الوقح لحسن الحظ. كانت غرفة فوريير بسيطة للغاية وكان من الصعب تصديق أنها تخص أحد أفراد العائلة الملكية. لا يعني ذلك أن فيريس كان في الكثير من الغرف الملكية الأخرى من قبل لأخذها كمرجع—لكن مسكم فوريير كان تقريباً بسيطاً مثل كروش. ربما كان نفورها من الإفراط قد أثر عليه. قال فيريس وهو جالس على الأريكة في منطقة الاستقبال: "تبدو قلقاً، يا صاحب السمو". "ماذا يحدث هنا؟" "تدخل للموضوع مباشرة! وعلى أي أساس تقول إنني أبدو قلق؟ " "لا يمكنك خداع آذان فيري. هناك ارتعاش في صوتك، ونبضك أسرع من المعتاد، وقد ابتلعت لعابك عدة مرات محاولاً الهدوء". "إلهي! يمكن لأذنيك حتى سماع دقات قلبي؟ " "اه-اههه. قال فيريس ببراءة. فوريير سقط على كرسي. كان رد فعله دليلاً كافياً على أنه كان يخفي شيئاً عنهم. أطلق يوليوس على فيريس نظرة صارمة لكونه لا يحترم شخصاً في مكانة فوريير، لكن فيريس ببساطة تجاهله. "حسناً، أعلم أنك تفعل كل ما في وسعك للتشبث، ولكن حقاً، ما الذي يحدث؟ الطريقة التي طردت بها جميع الخادمات والخدم مياو حتى تتمكن أنت وفيري ويوليوس من التحدث وحدنا تعطيني شعوراً سيئاً. "نعم، لاحظت جيداً. كان يجب أن أتوقع الكثير منكم، فيريس. قبل ذلك، هناك شيء واحد أرغب في التأكد منه. أنت - يوليوس ". استقرت نظرة فوريير على الفارس. للحظة، اندهش يوليوس، لكن سرعان ما عاد الاحترام إلى وجهه. أجاب بإيماءة. "نعم سموك. اسألني أي شيء تتمناه". "إجابة جيدة—هل يمكنك أن تنظر في عيني وتخبرني أنك صديق فيريس؟ إذا كان الأمر كذلك، يمكنك البقاء في هذه المناقشة، ولكن إذا لم يكن كذلك... حسناً، سأطلب منك مغادرة الغرفة". "سموك مباشر جداً..." كان فوريير غير قادر على أن يَخدع أو يُخدع. قد يكون مزعجاً في بعض الأحيان، لكنها كانت بلا شك إحدى سماته الجيدة. رد يوليوس على السؤال بوضع يده على صدره، بافتراض تعبير رسمي. "لم أعرف فيريس إلا لبضعة أيام، وزمالتنا ليست عميقة بما يكفي لأدعوه بلا خجل صديق. ومع ذلك، آمل بصدق أنه مع مرور الوقت، سنتقرب أكثر. هل هذا يجيب على سموك؟ " قال فيريس: "همف"، "التحدث عن المباشر..." ربما لم يكن يوليوس صريحاً مثل الأمير، لكن كان من الواضح أنه تحدث من قلبه. هذا يعني أنه كان يدخل عمداً في موقف محفوف بالمخاطر—متعجرف جداً بالنسبة لصديق جديد تماماً. لقد كان متعجرفاً، ومن المرجح أن يتعارض مع التيار—لكن فيريس أحب ذلك على ما يرام. بدا أن فوريير يشعر بنفس الشعور، لأنه أومأ برأسه مراراً وتكراراً ثم أعطى فيريس ابتسامة سعيدة. "يبدو أنك وجدت رفيقاً جيداً، فيريس! أرى أنه كان من المفيد أن أوصيك في الحرس الملكي. يجب ألا ترفع أنفك على صداقة يوليوس! " "سموك، عندما تضع الأمر على هذا النحو تجعلني أبدو وكأنني انضممت إلى الحرس لتكوين صداقات فقط وليس الأمر ممتعاً للغاية..." قال فوريير بابتسامة في محاولة فيريس السريعة لإخفاء إحراجه: "نعم، نعم، يا عزيزي". ولكن بعد ذلك شددت تعابير وجهه. "—الآن، إلى العمل." التقطت آذان فيريس تغييراً فورياً في الهواء. لم يكن مصدرها سوى فوريير. "صاحب السمو...؟" لقد ترك الكلمات تفلت منه في محاولة للتأكد من أن هذا لا يزال فوريير، وأن الشاب الذي جلس أمامه يبدو قاتماً بشكل مستحيل كان لا يزال الصديق الذي يعرفه. لم يستجب فوريير لسؤال فيريس ولكنه بدأ ببطء في التحدث بصوت هادئ. "بادئ ذي بدء، أنا أخبركم عن هذا على حد سواء من مسؤوليتي. أخبرتني كروش ألا أتحدث عن ذلك، لذلك لا ينبغي أن أخبر أحداً…" "سيدة كروش أخبرتك...؟" عندما ظهر اسم سيدته، أصبح فيريس منزعجاً أكثر. بالنسبة لها أن تخبر فوريير ألا يتحدث عن شيء لا يبشر بالخير، خاصة إذا لم تستطع حتى إخبار فيريس بذلك. "تم تداول شائعات سيئة حول مكان معين في مجال كارستن. كانت التحقيقات الخاصة جارية، لكنني تلقيت كلمة تفيد بأن كروش ذهبت لتفقد المكان بنفسها". "…هل هاذا هو؟" كان فيريس قلقاً للغاية من افتتاح فورير لدرجة أنه عندما سمع بما يحدث بالفعل، شعر بخيبة أمل تقريباً. تعرف كروش كيف تتعامل مع امورها. لا داعي للقلق عليها، حتى لو واجهت مشكلة صغيرة في جولتها. تابع فيريس: "وإذا كانوا يحققون في الأمر بالفعل، فلا أعتقد أن السيدة كروش يمكن أن تمسك خارج حذرها. إنها أكثر من مجرد مباراة لأي خصم عادي. سموك يجب أن يعرف ذلك أفضل من أي شخص آخر". "مم... لا أستطيع أن أتخيل خسارتها أمام أي شخص سواي، ومع ذلك..." كان هذا على ما يبدو أفضل إجابة يمكن أن يجمعها فوريير. للحكم على ما قيل حتى الآن، لم يستطع فيريس فهم مصدر قلق فوريير. ولكن حتى عندما بدت الأشياء التي قالها الأمير لا أساس لها من الصحة، فغالباً ما تبين أنها أكثر بكثير من مجرد تكهنات واهية. ربما كان هذا أحد تحذيراته غير السارة... "سموك، إذا جاز لي؟" بينما جلس الاثنان هناك بصمت، تدخل يوليوس. "مم. تفضل." "لم أقابل دوقة كارستن شخصياً، لذا لا يمكنني الحكم هناك، لكن... بما أنك اتصلت بفريس هنا، هل لي أن أفترض أن لديك شيئاً ما في ذهنك؟" "يوليوس، يجب أن تعلم أن صاحب السمو غالباً ما يفعل أشياء بدون سبب حقيقي..." "لا ليس هذه المرة. هذه المرة لدي أساس لأفعالي. من خلال…قال فوريير، غير قادر تماماً على المتابعة. هذا فاجأ فيريس. لكن لكي نكون منصفين، لم يكن منتبهاً تماماً. ربما لأنه لم يرغب في تصديق أن كروش يمكن أن تكون في خطر. وإذا كانت كلمات فوريير الأخيرة مفاجأة، فإن كلماته التالية كانت صدمة مطلقة. "المكان الذي تدور حوله كل هذه الشائعات؟ إنه منزلك. منزل آل أرجيل. " 3 —كانت هناك أشياء مظلمة على قدم وساق في بيت آل ارجيل. وصلت الكلمة لأول مرة إلى كروش في بداية ذلك العام، قبل شهرين تقريباً. أول ما فكرت به عندما سمعت اسم أرجيل لم يكن سوى فيريس. اجتماعها مع خادمها المحبوب لم يكن ليحدث بدون منزل أرجيل، حيث ولد. لكن هذا لا يعني أن كروش كانت ممتنة لـ آل ارجيل. كانت. شاكرة لأنهم أحضروا الشخص المسمى فيليكس أرجيل إلى العالم، لكن ما فعلوه به خلال طفولته كان من الصعب مسامحتهم عليه. نتيجة لذلك، منذ أن أنقذت فيريس من عائلته وأخذته تحت جناحها، سعت كروش إلى تقليل الاتصال قدر الإمكان مع عائلة ارجيل. لم يثير فيريس القضية أيضاً ؛ كانوا فعالين في نفس الصفحة بشأن هذه المسألة. لذلك عندما تلقت تقريراً عن بيت آل ارجيل لأول مرة منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وجدت كروش نفسها مضطربة بشكل غير معهود. "شيء غير مرغوب فيه يحدث في بيت أرجيل...؟" "في الوقت الحالي، يا سيدتي، نحاول منع فيريس من سماع ذلك، ولكن... ماذا سنفعل؟" كانت في مكتبها. شبكت كروش ذراعيها . و كانت نظرة مؤلمة على وجه المسؤول الذي أبلغها. كان من أحد فرق الخدم التي ورثتها عن والدها ميكارت مع الدوقية. كان يعرف كروش منذ أن كانت طفلة، و فيريس منذ قدومه إلى منزل كارستن. شخص كان قريباً جداً منهم ومن العائلة لفترة طويلة شارك كروش مخاوفه بشكل طبيعي. قالت كروش: "أنت على حق، أفضل ألا يكتشف فيريس". لكن الأمر يعتمد على ما يحدث بالضبط. قد تكون هناك حاجة طبيعية لإخباره". "هذا صحيح يا سيدتي. وفقاً للتقرير، شوهد السيد أرجيل—والد فيريس—يدعو شخصية مشبوهة إلى منزله خلال الأشهر العديدة الماضية. قد يكون نخاس". "نخاس...؟" تجعد جبين كروش قليلاً في الكلمة. من الناحية الرسمية، لم يكن لدى مملكة لوغونيكا عبيد. كل من عمل يجب أن يتم تعويضه ؛ كانت العلاقة بين النبلاء وخدمهم علاقة صاحب عمل وموظف. ربما لم يعامل بعض الناس أفضل من معاملة العبيد—ولكن على الورق، لم تكن العبودية موجودة بموجب قوانين المملكة. على نفس المنوال، إذن، لا يمكن السماح بتجارة العبيد داخل حدود لوغونيكا أيضاً. "ومع ذلك، لا يوجد حد للأشخاص الذين يريدون أن يلطخوا أيديهم بهذا النوع من الأعمال… الادعاء بأن بيت آل ارجيل يعمل مع بائعي العبيد لبيع الناس في مجالنا لممالك أخرى؟ هذا يعني..." هذا يعني أنهم كانوا خونة. ووقعت المسؤولية عن المشكلة على كروش التي تحكم هذه المنطقة. التحقيق الفوري من شأنه أن يسلط الضوء على الحقائق. إذا كانت التهم صحيحة، فسيتم معاقبة لورد الأسرة، ومن المرجح أن ينتهي وجود بيت أرجيل نفسه. إذا حدث ذلك، فسيكون من الصعب على فيريس تجنب التداعيات. "ما يزرعه الوالدان، يحصده الأبناء". هذه ليست مزحة. بماذا يفكر آل ارجيل؟ " في ذهنها، وجدت كروش نفسها تتذكر اليوم الذي قابلت فيه فيريس لأول مرة. لم يكن شيئاً سوى الجلد والعظام، كان أسوداً تقريباً من الأوساخ، صبي ضعيف لدرجة أنه بالكاد يستطيع التحدث. ألم يكفي أنهم قد أهدروا النصف الأول من حياة فيريس؟ وجدت كروش نفسها مليئة بالغضب الشديد لدرجة أنها عضت شفتها لكبحها، وهي لفتة غير عادية منها. لكن المسؤول قابل غضبها بقوله: "أرجوك انتظري يا سيدتي. هناك المزيد للتقرير. لا تتخذي قرارك حتى تسمعي الأمر برمته". "…أنا آسفة. لقد أصبحت مضطربة بعض الشيء". ”مفهوم تماما. أنت وأنا نتأثر بأي شيء يتعلق بفيريس. بغض النظر، بقدر ما يذهب بيت أرجيل، يبدو أنه أكثر من مجرد تجارة العبيد". "أكثر؟" "نعم. التفاصيل ليست مؤكدة حتى الآن، ولكن يبدو أنه بدلاً من بيع العبيد للتاجر، فإن آل ارجيل يشترون كل عبد يمكنهم الحصول عليه". "يشترونهم؟" أعطت الرجل نظرة عدم الفهم. نظراً لأن العبودية لم تكن موجودة رسمياً في لوغونيكا، فإن الأشخاص الذين يمارسون تجارة العبيد في المملكة لا يمكنهم، من حيث المبدأ، أن يكون لديهم أي هدف آخر سوى بيع العبيد إلى أمم أخرى.. شراء العبيد كعمال لن يبدو مختلفاً عن توظيفهم بشكل طبيعي ولن يثير أي شائعات سيئة. قال المسؤول، معرباً عن نفس السؤال في ذهن كروش، "السؤال هو ما إذا كان بيت آل ارجيل على وشك القيام بأي شيء من شأنه أن يدفعهم لشراء العبيد". بدأ تراجع آل آرجيل منذ تسع سنوات، عندما أصبح بيت كارستن على علم بفيريس، وبعد ذلك وجه غضبه على أسرته بسبب تجاوزاتهم. كان بين أرجيل نبيلاً بدون رتبة من البلاط، وكان مشرفاً على مجموعة من البلدات والقرى داخل نطاق كارستن، وقد تم تقديره لعمله. لكن هذا تغير بعد الحادث الذي وقع مع فيريس، وفي النهاية فقدت الثقة ببيت أرجيل. قام بين بعدة محاولات للتعافي بعد ذلك، لكن كل ذلك انتهى بالفشل، والآن كانت الأملاك الوحيدة التي تركتها الأسرة هي منزلهم وقطعة من الأرض غير المزروعة. كان عليهم أن يتركوا جميع خدمهم يذهبون، وآخر ما سمع به أي شخص، كان والد فيريس ووالدته يعيشان في أحسن الأحوال حياة متواضعة. "في تلك الحالة، ما الذي يمكن أن يفعله بيت أرجيل ليتطلب عبيداً...؟" كان من الأسهل بكثير تصديق أنهم يبيعون الناس إلى قطاع الطرق. بالطبع، لو كانوا يفعلون ذلك، لما كان هناك أي اعتبار للظروف المخففة في إنزال العقوبة، لكن على الأقل بالإمكان فهم دوافعهم. "مهما كانت الحالة، في اللحظة التي دخلوا فيها تجارة العبيد، انتهك بيت أرجيل قوانين مملكتنا. والنخاس الذي يعمل بجرأة في أرضي ليس أفضل. سيتعين علينا اعتقال كلا الطرفين والتعامل معهم". "في هذه الحالة يا سيدتي، هل ستتحركين لإلقاء القبض عليهم على الفور؟" "نعم، أنا... لا، انتظر." سيكون من السهل إرسال جنودنا للقبض على بين آرجيل. لكن مثل هذا القرار سيكون متسرعاً للغاية. كانوا بحاجة إلى الحصول على أكثر من بين. "إذا تحركنا بشكل متهور للغاية، فقد ينجو النخاس بنفسه". ”ذلك ممكن. في الأشهر الماضية، كان تواتر زياراته إلى بيت أرجيل مرة كل شهر أو شهرين". "متى أتى هذا التقرير؟" "قبل يومين. هذا يعني تركت لهم نافذة لمدة شهرين... "بدا أن المسؤول يخمن ما كان يدور في ذهن كروش. فكرت لبرهة طويلة ثم هزت رأسها، معتبرة أن ليس لديها خيار آخر. "تأكد من مراقبة بيت آل ارجيل في جميع الأوقات. في المرة التالية التي يأتي فيها تاجر العبيد إلى باب منزله، سنأخذهم معاً في الحال. أي اعتراضات؟" "واحد فقط—أنت لا تفعلين هذا من أجل فيريس، أليس كذلك؟" "بالكاد. بالطبع أنا أضعه في الاعتبار، لكن مسؤوليتي كدوقة أهم من مشاعري الشخصية. ولا يريد فيريس مني أن أضعه في مقدمة واجبي". أومأ المسؤول بارتياح. "ثم، كما تأمر سيادتك." انسحب، وترك كروش وحدها في مكتبها. جلست على كرسيها. ناظِرةً للسماء من النافذة. انجرفت خصلات من السحب البيضاء عبر اللون الأزرق الصافي، وهي علامة لا لبس فيها على أن رياح ذلك اليوم قوية. لا أصدق أنني أعطيت فيريس مراعاة لا داعي لها لمجرد أن هذا الأمر يتعلق بأسرته. ومع ذلك، خلال الشهرين التاليين، حيث لم يتغير شيء في منزل أرجيل، جاء الوقت المحدد لفيريس للإنضمام للحرس الملكي. 4 “أشياء سيئة تحدث في بيت أرجيل. همم أرى…" أومأ فوريير برأسه. اتصلت به كروش لمشاركة الشاي والتحدث وجهاً لوجه. كانوا في صالة الاستقبال لقصر كارستن، وتضمنت قائمة الضيوف لحفل الشاي هذين الاثنين فقط. استمرت عادة فوريير في زيارة الأسرة حتى بعد أن أصبحت كروش دوقة، على الرغم من أن ذلك كان بوتيرة أقل من ذي قبل. "لقد صادف أن لدي عمل في المنطقة، تفهمين!" يود القول. "اعتقدت أنني قد أذهب لأرى ما إذا كنتي بصحة جيدة." كان من الغريب أن فوريير "يحدث" أن يظهر بشكل أساسي في الأيام التي لا تكون فيها كروش مشغولة للغاية لرؤيته. استمرت هذه المصادفات الغريبة في الجزء الأكبر من عشر سنوات حتى الآن، لكن كروش اختارت عدم استجوابه. "لقد صادف، تفهمين! مجرد مصادفة! لا تذهبي لفكرة خاطئة! " "بالتأكيد لا، صاحب السمو." "نعم، إجابة جيدة! إجابة جيدة حقًاً، ولكن... يمكنك حمل فكرة خاطئة قليلاً..." تمتلك كروش كارستن نعمة إلهية، وهي القدرة على رؤية الريح. سمحت لها نعمة قراءة الرياح برؤية غير المرئي وقراءة تدفقه. مع ذلك، يمكنها حتى معرفة الحالة الحقيقية لقلوب الناس. كان من دواعي فخرها أنها نادراً ما تنخدع. رغم كل هذه النعمة والقوة، كان هناك شخصان يمكن أن يكذبا عليها ويفلتا بفعلتهما. كان أحدهم فيريس، الذي كان يعرف قلب كروش أفضل من أي شخص آخر، وبالتالي عرف كيف يحافظ على الأشياء بعيداً عنها. والآخر هو فوريير، الذي لم يكن لدى كروش رغبة في كشف أكاذيبه الصلعاء. "وعلى الرغم من أنها صدفة أن أتيت، يبدو أنها كانت جيدة، أليس كذلك؟" هبت رياح الكذب في كل مرة تحدث فيها فوريير بكلمة صدفة . لم تكن صدفة بل يقين. لقد جاء فوريير متعمداً للزيارة. كانت كروش بصراحة سعيدة جداً لأنه شعر بمثل هذه الصداقة تجاهها ومع فيريس. هذا هو السبب في أنها لم تشعر بالحاجة إلى الكشف عن كذبه. والآن، كانت تسمح له بإخفاء نواياه الحقيقية لمدة عشر سنوات. "على أي حال، كروش، أنا أعرف كل شيء عنها، بالطبع. بالطبع أنا أعلم. ولكن فقط للتأكد من أننا على نفس الصفحة، اسمحي لي أن أطرح عليك السؤال، أين هو بيت آرجيل، بالضبط؟ " وضعت كروش قدراً كبيراً من التفكير في هذا الأمر، لكن أول ما قاله فوريير قلب المحادثة رأساً على عقب. لقد حاول معرفة ما كان يحدث بينما كان يتظاهر في نفس الوقت بأنه يعرف بالفعل. ابتسمت كروش نصف ابتسامة على موقف فوريير هذا، وقالت، "اعذرني." حنت رأسها. "أحياناً يتسبب حجم صداقتي معك في أن أنسى نفسي. اعتذاري." "لا على الإطلاق، لا داعي لأن تقولي إنك آسفة! أؤكد لك أنني أتذكر كل شيء بتفصيل كبير. أنا ببساطة... أريد أن أتأكد من أننا نتذكر نفس الشيء! لا تترددي في الكلام". "نعم سموك. بيت أرجيل هو عائلة فيريس. اسمه الحقيقي، كما تتذكر، هو فيليكس أرجيل، وكان هو الابن الأكبر للعائلة". "آه، عائلة فيريس، أليس كذلك؟ وأنت تقولين إنه كان يُدعى فيليكس أرجيل؟ يا لها من حقيقة مثيرة للاهتمام—هذا، بالطبع، كنت أعرف ذلك بالفعل! " هبت رياح الكذب مرة أخرى، لكن كروش لم تقل شيئاً. لكن من رد فعل فوريير المرتبك، بدا أنه كان يجهل تماماً العلاقة بين فيريس وآرجيل. لقد توقعت أن يكون فيريس قد شارك تاريخه الشخصي مع الأمير، لكن يبدو أنه لم يكن كذلك. إذا أراد فيريس الحفاظ على هذا الهدوء، فلم يكن من الممكن أن تتحدث كروش عنه، ومع ذلك... "تبدين غير سعيدة، كروش. أياً كان ما تريدين التحدث عنه، هل هو حقاً عمل فظيع لدرجة جعل وجهك مظلماً؟ ونيابة عن فيريس، لا أقل". "صاحب السمو..." "أنت تتساءلين كيف أعرف؟ بالتأكيد لا داعي للسؤال. لقد رأيت وجهك طوال هذه السنوات، تماماً كما وعدتُ أنني سأكون في حديقة الزهور. الوضوح والهدوء يناسبك أكثر. هذا القلق هو الأكثر غرابة فيك. أخبريني بما حدث". عندما تحدث فوريير بهذه الطريقة، هز قلب كروش. فكرت مرة أخرى في اجتماعهم الأول. منذ ذلك الحين، وحتى هذه اللحظة بالذات، بدا فوريير أحياناً وكأنه يرى بوضوح أكثر من كروش، التي يُفترض أنه لديها موهبة قراءة الرياح. وقد عرفت كروش من التجربة كيف أن الكلمات التي قالها يمكن أن تكون قادرة على كسر الجمود. "إذا اكتشف أنني أخبرتك، فسيغضب فيريس مني." "أوه، فقط أخبريه أنني أجبرتك. لقد أمسكت بك، وقلت إنني لن أسامحك أبداً إذا لم تخبريني. نعم! هذا ما يجب أن تقوليه". "أنت تمزح. لا يمكنك ابداً ان تضغط علي يا صاحب السمو... صاحب السمو؟ هل انت بخير؟ سقطت على ركبتيك فجأة..." "نعم، أنا بخير... أنا بخير تماماً. يرجى المواصلة." مر فوريير بهذه اللحظات في بعض الأحيان، نوع من الهجوم أو رد الفعل عبست كروش، لكنها أخبرت الأمير عن تاريخ فيريس والمعاملات المظلمة التي تجري في بيت آل ارجيل. —التقت كروش وفيريس قبل تسع سنوات. كان سبب ذلك اللقاء هو نفسه سبب هذا اللقاء: لقد رافقت كروش والدها، ميكارت، الذي كان يحقق في شائعات عن أحداث غير طبيعية في بيت آل ارجيل. كان والدا فيريس كلاهما إنسانين تماماً، ومع ذلك فقد ولد فيريس بآذان قطة. قد يثير هو وأذنيه الشكوك في أن بيت أرجيل يحمل دماً قذرا، لذلك لمدة عشر سنوات تقريباً بعد ولادته، كان فيريس محبوساً في قبو المنزل ليلاً ونهاراً. في وقت لاحق، استقبله منزل كارستن بحجة التبني، وكانت هذه هي الطريقة التي التقى بها فيريس وكروش. وهكذا، فقد أمضوا أيامهم كمرافق وسيدته. "—" نظراً لأن كروش ربطت كل هذا لـ فوريير، فقد استبعدت الأجزاء غير الضرورية، وجعلتها عمداً تبدو غامضة حيث يمكنها، لكنها في النهاية أخبرته معظم الحقائق. استمع فوريير إلى كل شيء بهدوء وتركيز مقلق تقريباً. "... لا يغتفر." انزلقت الكلمة حاملة معها غضب لا يخفى. كان فوريير قد أغمض عينيه، لكنه الآن فتحهما، ولونهما القرمزي يلمع كاللهب. "مثل هذا السلوك لا يغتفر! للإعتقاد أن صديقي فيريس قد عومل بطريقة غير إنسانية من قبل والدته ووالده! وما زالوا يخططون ويتآمرون! أنا بالتأكيد لن أظهر لهم أي رحمة. حتى بدون معرفة فيريس، أقسم أنني سأ—كح! كحح! ك-كح! دفعت اندفاعة الغضب فوريير إلى نوبة سعال. "سموك، لا تنفعل. هنا، اشرب بعض الشاي". قدمت له كوباً، قام فوريير بشربه في جرعة واحدة وضربه مرة أخرى على الطاولة. "—لا ساخ-خن!" الشاي الساخن حول وجهه إلى اللون الأحمر وشوه الكلمات التي حاول أن يتكلمها. لكن المشاعر التي احتوتها، ومشاعر الصداقة مع فيريس، كان لا لبس فيها. "كروش، يجب أن تقبضي على هؤلاء الأوغاد، ويجب أن تفعلي ذلك على الفور. لحسن الحظ، فيريس موجود في العاصمة للتدريب في الوقت الحالي. قد لا نكون قادرين على اخفاء كل شيء عنه، ولكن على الأقل يمكننا حمايته من الاضطرار إلى رؤية أبشع جزء". "أنا أفهم يا مولاي. لكننا نتعامل مع تاجر عبيد يعمل داخل حدودنا. إذا أردنا معرفة من أين أتى، فلا يمكننا التصرف باندفاع شديد. أرجو تفهمك لهذا الأمر". "ارر... اهه... في هذه الحالة، لماذا أخبرتني عن هذا؟ إذا كنت لن تتصرفي على الفور، فستكون الأمور في طريق مسدود. وإذا كنت قد فكرت في المستقبل بعيداً، فما الذي تحتاجينه مني؟ " قالت كروش: "أود طلب مساعدة سموك مع فيريس". إذا حكمنا من خلال فورة غضبه، يبدو أن فوريير لم يفهم ما كانت تقود إليه حقاً. اتسعت عيناه عندما وضعت كروش يدها على صدرها وتابعت: "صاحب السمو، سيقضي فيريس العام المقبل في القلعة الملكية، كواحد من فرسان الحرس الملكي. هذا العام يمكن أن يحدد مستقبله—هذه هي أهمية الفروسية بالنسبة إلى فيريس. لذلك، أتمنى أن أراه يمر دون وقوع حوادث". "وأنت تطلبين مني أن أرى ذلك يحدث؟ فقط لكي تعرفي، ماركوس، الرجل الذي يشرف على الحرس الملكي، عنيد لكنه عادل. إنه ليس من النوع الذي يقدم خدمات لا داعي لها. يمكنني أن أطلب منه أن يعطي فيريس معاملة خاصة، لكنني أضمن أنها ستقع على آذان صماء. وليس لدي أي نية لتقديم هذا النوع من المساعدة لفيريس، على أي حال. هذا سيؤذيه فقط—قد يرتدي زي امرأة، لكن لديه فخر رجل! " في السنوات العشر التي عرفوا فيها بعضهم البعض لم تكن كروش قد رأت فوريير يستغل منصبه أو يقدم أي مطالب غير مبررة ولو لمرة واحدة. بالطبع، غالباً ما كان الناس يذعنون له بسبب رتبته، لكنه لم يكن من النوع الذي يطلب مثل هذه الخدمة بنفسه. وتابع: "إذا كنتي تتوقعين مني مثل هذه الأشياء، فأنت ترتكبين خطأ. كروش، أعرف مدى اهتمامك بفريس، لكن في هذه الحالة أدى ذلك إلى ضلالك. إنه ليس ضعيفاً كما تخشين، ولا ليناً لدرجة أنه يريد الحماية منك ومنّي". "—" ثم عقد فوريير ذراعيه وسعل مرة أخرى لفترة وجيزة. كان وجهه أحمر. كانت كروش ممتنة بصمت على كلماته. كان هناك من يرى قدرات فيريس ويقدره بالنسبة لهم. ولكن لم يكن هناك أي شخص آخر غير فوريير يثق تماماً ويدافع عن قلب فيريس. "سموك، يجب أن أعتذر. يبدو أنني أعطيتك انطباعاً خاطئاً. ما أود أن أطلبه منك ليس أن تحصل على أي استراحات لفيريس في وحدته". "أوه؟ أليس كذلك؟ " فوجئ فوريير عندما اكتشف أن ثورته العاطفية قد تم توجيهها بشكل خاطئ. لم تضغط كروش على النقطة، لكنها افترضت موقفاً يدعو إلى الاحترام. "صاحب السمو، أفهم أنني أطلب الكثير، وأنا مستعدة لمواجهة توبيخك لي. ولكن إذا كان ذلك ممكناً، فهل تستطيع طلب فيريس في القلعة الملكية، أطلب منك التحدث معه". "...أن أتحدث معه؟ هذا كل شئ؟" "نعم. أنت تفهم موقف فيريس. من غير المحتمل أن يتم الترحيب به". جعلت آذان القط لفيريس، الناس يشتبهون في أنه شبه بشري، قبوله في الحرس الملكي أمر استثنائي. لم يكن من المرجح أن يكون تفضيله للباس المرأة وقلة خبرته في السيف تكسب له أي أصدقاء. لكن فيريس كان ميالاً إلى التصرف بشكل مثالي وفقاً لطبيعته، بغض النظر عن مدى معاداة الناس له. بغض النظر عن مدى الألم. "أنا لا أشك في قوة روحه. لكن لكل فرد حدوده. حتى أنه قد لا يدرك كيف أصبح مرهقاً عاطفياً. إذا كان بإمكانه تلقي كلمة طيبة منك قبل حدوث ذلك..." "هل تعتقدين أن وجهاَ مألوفاً سيخفف عن ذهنه...؟ هاذا هو؟" "نعم." أخرجت كروش أنفاسها، سعيدة لأنها أوضحت وجهة نظرها. ثم ابتسمت ومدت رقبتها برفق. "بغض النظر عن مدى اهتمامي بفيريس، فأنا لست مفرطة في حمايتي بحيث أعتمد على رتبتك للحصول على خدمات." لن يقدر فيريس ذلك إذا كانوا يمدون يدهم باستمرار حتى لا يسقط، أو يدفعون ظهره حتى لا يتوقف، أو يحمونه حتى لا يتأذى. لكن يمكن أن يقدموا فترة راحة للحظة. هذا ما طلبته من فوريير. الآن بعد أن فهم فوريير ما تريده حقاً، عبس ونظر إليها بقلق. "ولكن مع ذلك، كروش—" "ما الأمر يا مولاي؟" "أعتقد أنك تبالغين في الحماية بنفس القدر. من الأفضل أن تعترفي بذلك لنفسك". لم تكن تتوقع ابداً أن يدلي فوريير بمثل هذا الادعاء، وقد أصابها ذلك بالذهول. تسبب رد فعلها في أن ينفجر فوريير ضاحكاً، ويصفع ركبتيه في التسلية. "ممتاز! سأسمح لرد فعلك الأكثر غرابة الآن فقط أن يقنعني. على أي حال، يتمتع الحرس الملكي بوقت فراغ كبير عندما لا يكونون في الخدمة. ومن غير المحتمل أن يتم تكليف الوافد الجديد بمرافقة والدي أو إخوتي الكبار في إحدى رحلاتهم. لن يمانعوا إذا سألت عن رفقة فيريس". يبدو أن فوريير مستمتعا تماماً عندما أعلن أنه سيوافق على طلب كروش. وأضاف وهو يغمز بشكل غير معهود: "لكن، إذا كان هذا هو كل ما كنت ستسألينه، فلماذا اخبرتني عن ما يجري في بيت أرجيل؟" "الأمر ببساطة أنه إذا أصبحت الأمور مع العائلة علنية، فلا بد أن يسمع فيريس عنها. إذا حدث ذلك، فأنا أريد شخصاً قريباً منه يعرف ما يحدث. لم أستطع الاعتماد على أي شخص غيرك يا صاحب السمو". ”أمم! في الواقع! لأنني رجل موثوق به! أود منك أن تعيدي كلماتك". "—؟ لم أستطع الاعتماد على أي شخص غيرك يا صاحب السمو ". "فهمت، فهمت. انت في نهاية حبلك، اليس كذلك؟ ثم ليس لدي خيار—يمكنك الاعتماد علي! كح! كح! ههررك! ضرب فوريير على صدره—بقسوة شديدة، مما أدى إلى نوبة سعال أخرى. بدا الأمر كما لو أن سير الأمور في ذلك اليوم. كان كافياً لإثارة مخاوف بشأن صحة الأمير. "لا تقلقي. لقد كنت أعاني قليلاً من الحموضة في الآونة الأخيرة. كان أخي الأكبر يسعل أيضاً. ربما أصيب بنزلة برد ". "ليس لي الحق لتقديم طلب آخر منك، صاحب السمو، لكني آمل أن تعتني بنفسك. صحتك تهم عدداً أكبر من الأشخاص غيرك فقط. إذا كنت تشعر بتوعك، فلا داعي للقدوم إلى هنا..." "آه، ولكن عندما أشعر بأنني أضعف، أريد أن أتي لأرا—امم، لا تهتمي! الأهم من ذلك، هل لديك أي خطة لكيفية التعامل مع آل أرجيل؟ " غيّر فوريير الموضوع، محمراً من كلمات كروش. "بمجرد أن نؤكد أن تاجر العبيد سيذهب حقاً إلى بيت آل ارجيل، سأذهب وأواجههم بنفسي. ثم سنكتشف حقيقة الأمر". انتظر فوريير لحظة قبل الرد. ثم سأل: "هل تحتاجين حقاً إلى مواجهتهم بنفسك؟ يجب أن أصدق بأنه سيكون أمراً خطيراً". "أود التعامل مع الأمور داخلياً، دون خروج الأمور عن السيطرة… وهناك فيريس للتفكير فيه ". إذا كان الأمر يتعلق ببساطة باعتقالهم، فيمكنها إرسال الجيش. ولكن إذا كان بيت آل ارجيل قد ارتكب جريمة كبرى، فقد يتم وضع فيريس عن غير قصد في موقف مشكوك فيه أيضاً. في أسوأ السيناريوهات، قد يضطر بيت كارستن إلى تبني فيريس رسمياً قبل التعامل مع آل ارجيل. "صاحب السمو، أطلب بتواضع أن تحافظ على هذا عن فيريس. سأبذل قصارى جهدي للتعامل مع هذا شخصياً، كمسألة محلية". "بينما أراقبه في العاصمة—جيد جداً. هذا بيني وبينك سأحتفظ به لنفسي. ولكن إذا تغيرت الرياح وساءت الأمور، لا يمكنني أن أعدك بأنني سأبقى هادئاً حيال ذلك. حسنا؟" أومأ فوريير برأسه، على الرغم من مخاوفه المستمرة بشأن خطة كروش. لقد تعمد استخدام استعارة تغير الرياح للشابة المباركة بالقدرة على قراءة اليراح نفسه. رأت كروش نفسها تنعكس في عينيه القرمزية. مر برد طفيف أسفل عمودها الفقري. "أنا أفهم، صاحب السمو. إذا حانت تلك اللحظة، فأنا أثق في حكمك ". نظرت إلى الباب—على وجه التحديد، نحو ذروة بيت كارستن المنقوشة. للحظة، رأت صورة فوريير تتداخل مع ذروة الأسد الذي يكشف أنيابه. —بعد أسبوع، تقرر أن تاجر العبيد كان بالفعل ذاهباً إلى بيت أرجيل. 5 أثبت بين أرجيل استعداده المفاجئ لدعوة كروش إلى منزله. شغفه جعلها تشتبه في أنها مصيدة في البداية، لكن عندما وصلت، أظهر لها الداخل، فخف قلقها تدريجياً. لا زال المنزل كما كان. لم يكن هناك أي شعور بأن فرقةً مسلحة تختبئ في أي مكان بالداخل. في الواقع، لم تكن هناك أي علامة على وجود أي شخص آخر على الإطلاق. قالت كروش: "سمعت شائعات بأنك أطلقت خدمك". "يبدو أن هذا صحيح." "نعم كانوا. أنا ببساطة لست في وضع يسمح لي بالانغماس في أي نوع من الإفراط بعد الآن. الأشخاص الوحيدون هنا الآن هم أنا وزوجتي وخادمة واحدة بقيت معنا بدافع المودة الشخصية ". قادها إلى أسفل القاعة. بين أرجيل هو والد فيريس، والرجل الذي كان محور الشكوك حول بيت آل ارجيل. حقيقة أن بين نفسه، وليس الخادمة من استقبل كروش عند الباب أعطى مصداقية لادعاءاته. "أنا آسف لأن زوجتي غير قادرة على الترحيب بك. إنها مريضة في السرير. وخادمتي تعتني بزائر آخر، لذلك تركتني لمضاعفة وقاحتي من خلال الترحيب بك بنفسي". "لا مانع. إنه خطأي لأنني حضرت فجأة. لكن كان يجب أن تكون هذه الزيارة مفاجئة، ولهذا، ليس لدي أي نية للاعتذار". "أوه-هو..." توقف بين ونظر إلى الوراء في هذه الملاحظة العفوية. كانت كروش طويلة بالنسبة للمرأة، لكنه كان رأساً أطول منها. أكثر ما يميز وجهه هو الخطوط التي جعدته، لا شيء مثل حلاوة فيريس. ربما ورث الابن وجه الإنثى من أمه. لم تتذكر كروش إلا بشكل خافت كيف كانت تبدو زوجة بين، لكن بدا لها منطقياً. "بين أرجيل... لقد أصبحت نحيفاً. تبدو أصغر مما كانت عليه عندما رأيتك آخر مرة". "عندما يواجه الرجل العديد من المشاكل مثلي..." فقط عندما عادت إلى ذكرياتها، أدركت كروش مدى تغير الرجل الذي أمامها. كان لـ بين ذات مرة لحية رفيعة وبدا رجلاً جيداً، ولكن الآن لم يكن هناك أي أثر للشبه مع اتجاهه السابق. كانت تعابير وجهه قاتمة، وظهرت بقع من الشعر الأبيض على رأسه وذقنه. السنوات التسع الماضية لم تكن لطيفة معه. "كيف هو فيليكس؟ هل هو بخير؟" "—" اندهشت كروش بهدوء لسماعه يذكر فيريس. اعتبر بين الطفل كدليل على خيانة زوجته، وقد أدى ذلك في النهاية إلى سقوط منزل أرجيل. يُتوقع منه أن يظل مستاء من الصبي بسبب ذلك حتى الآن. ابتسم بيت في وجه كروش المذهول. "حتى أنت يمكن أن تتفاجئي, الدوقة..." "أعترف، لم أكن أتوقع ذلك. كنت متأكدة من أنك لن تفكر كثيراً في فيريس... أعني، فيليكس". "أي من الوالدين لا يقدر طفله؟ أو إن لم يكن كنزاً، فما هو الوالد الذي يرغب في ترك طفله يموت في مكان ما؟ خاصة عندما يعلم أن الصبي هو من دمه". كان صوت بين خافتاً، مع انعطاف ضئيل. كان من الصعب معرفة ما كان يفكر فيه حقاً. لكن كروش لم تكن تستمع إلى صوته. كانت تركز على الرياح، وهناك وجدت أسفاً وحزناً لا لبس فيه. بدا بين على الأقل مستاءً من الأعمال اللاإنسانية التي ارتكبها ضد فيريس، الذي اعترف به الآن على أنه ابنه الحقيقي. إذا كان قد اعتبر فيريس إبنه منذ البداية وأحبّه مثل أي أب آخر، لكانت الأمور مختلفة تماماً. هل كانوا ليكونوا أفضل؟ لم يكن السؤال الذي يمكن أن تجيب عليه كروش بسهولة. "آسف، لم أقصد التوقف. نظرا لأن غرفة الاستقبال لدينا مشغولة، ربما صالوننا... لكنك أتيتي لشيء آخر اليوم، أفترض". استأنف بين المشي تماماً عندما بدأت كروش تعتقد أنها لا تستطيع تحمل المزيد. رمشت كروش مرة واحدة، لتبدد حزنها، وأجابت، "نعم. لدي عمل مع زائر آخر. أعلم أنني أفرض نفسي، لكن الأمور ستسير بشكل أسرع إذا اصطحبتني ببساطة إلى غرفة الاستقبال الخاصة بك. لكلينا. "" فهمت. بهذه الطريق، إذن، من فضلك". لم يبذل بين أي جهد للمقاومة، قادها فقط إلى غرفة الاستقبال كما لو كان يتوقع هذا. ساروا عبر ممر معتم—بدا أن الضوء كان منخفضاً عن عمد—وصعودوا سلماً ضيقاً إلى غرفة الاستقبال في الطابق الثاني. طرق بين. أجاب عليه صوت امرأة, فتح الباب وظهرت امرأة في منتصف العمر. للحكم من خلال ملابسها، كانت هذه آخر خادمة في المنزل. تشنج وجه المرأة عندما رأت كروش. أعطتها الدوقة إيماءة صامتة فقط. "رئيس؟ لماذا الدوقة الفاضلة…؟ " "ألا تتذكرين؟ لقد أخبرتك أنني سأجعلها تنضم إلينا هنا. حضّري لها الشاي ". بناءً على تعليمات بين المقصوصة، انحنت الخادمة إلى كروش وضغطت للخارج من خلال الباب. دخلت كروش، بدورها، إلى الغرفة. استقبلها صوت عند دخولها. "حسناً، حسناً، شيء شاب جميل لدينا هنا." كان صاحب الصوت رجلاً غير لطيف المظهر. كان جسده كله ملفوفاً برداء أبيض. كان لديه شعر رمادي قصير ووجه يشبه الجرذان. لم تكن كروش سطحية بما يكفي للحكم على الناس من خلال مظهرهم، ولكن بدا أن الانجذاب للعنف كان يثقل كاهله. "يجب أن أطلب تساهلك ؛ كانت زيارتها مفاجئة للغاية. اسمح لي أن أقدم لك الدوقة كروش كارستن، حاكمة هذه المنطقة. سيدتي، إذا جاز لي...؟ " وقف بجانب كروش، أعلن عنها بين، ثم حاول الانتقال إلى موضوع الزائر الآخر. أعطت كروش أدنى إيماءة، وأشار بين إلى الرجل الذي يشبه الجرذ. "هذا مايلز. إنه يتعامل في التحف التي أفضّلها. إنه ينتقل من بلد إلى آخر، ويتاجر في أكثر الأشياء غرابة... ربما لا يوجد شيء غريب مثل الميتيا، ولكن العديد من الأشياء المثيرة للاهتمام هي نفسها. " ”سيدتي. يجب أن أقول، أنك أجمل دوقة واجهتها في جميع رحلاتي. أنا بالتأكيد لم أتوقع مقابلتك هنا. يا لها من متعة كبيرة، "قال الرجل ذو وجه الجرذ، وهو ينتقل بسلاسة من بين. كانت كلماته مهذبة تماماً، ولكن كان هناك تلميح من المراوغة بشأنها. تجاهلت كروش معظم ما قاله. تمتمت فقط، "تاجر تحف...؟" “هل سيدتي لديها ذوق للأشياء القديمة و المثيرة؟ سأضطر إلى زيارة مقر إقامتك الموقر في وقت آخر..." "أنا أقدر ذلك، لكن هذا لن يكون ضرورياً. ما زلت صغيرة جداً على الشعور بـ وزن التاريخ بشدة. هناك شيء أريد أن أتحدث إليكم عنه ". هزت رأسها عن دعوة مايلز وحاولت جذب بين إلى المحادثة. كانت شكوكها بشأنه قد تضاءلت إلى حد ما أثناء حديثهما في الردهة، ولكن منذ أن قابلت مايلز، بدأت تشك مرة أخرى. لسوء الحظ، كان من الصعب جداً تصديق ادعاء الرجل بأنه تاجر تحف. كانت هناك ثمانية أو تسعة من أصل عشرة فرص أن يكون تاجر العبيد الذي كانت تبحث عنه. أشار بين إليها للجلوس على الأريكة. جلس هو ومايلز مقابلها. وضعت كروش يديها على ركبتيها، ولم تسقط حذرها أبداً. لأنها جاءت لتتحدث فقط، لم تكن كروش تحمل سيفاً. ومع ذلك، كانت قادرة تماماً على التعامل مع عدو في القتال اليدوي إذا وصل الأمر إلى ذلك. لكنها لن تفعل أي شيء متهور. "الآن بعد ذلك، سيدة كروش، ما الذي ترغبين في التحدث عنه؟" ”احم. الحق يقال، إن زيارتي اليوم كانت مدفوعة بتقرير تلقاه أحد مرؤوسي. الكلمة هي أن شخصية بغيضة كانت تزور بيت أرجيل مؤخراً". "هل يمكن أنك تتحدثين عني؟" قال مايلز. "إذا كان الأمر كذلك، يجب أن أعتذر بصدق عن إعطاء الدوقة نفسها سبباً للخروج إلى هنا." كان لديه نفس النغمة الذليلة كما كان من قبل، لكن النظرة في عينيه كانت مقلقة بصراحة. لا أحد يريد أن يُنظر إليه كشيء يتم تقييمه. "إذا نحينا جانباً مسألة من هو بالضبط، فقد قيل لمرؤوسي أن هذا الشخص تاجر عبيد. لقد جئت لأسمع جانب بين أرجيل من القصة". استاء مايلز من هذا البيان المفتوح لشكوك كروش، لكن لم يكن هناك تغيير في موقف بين. دق على الطاولة بأصابعه، بدا صارماً كما كان دائماً. قال بين: "أتفهم أن لديك مخاوفك". "ولكن لدينا عدد قليل جداً من المتصلين في هذا المنزل بعد الآن. الشخص الوحيد الذي يأتي ويذهب بأي تردد سيكون أميالاً عن هنا". "إذن أنت تقول أن الشائعات عن تجارة العبيد هذا فقط؟" أومأ بين بحزم. لم تشعر بأي ريح تشير إلى أنه كان يحاول خداعها. في الواقع، كانت دوامات عواطفه ضعيفة بشكل استثنائي، كما لو كان منفصلاً. بعيداً عن طمأنة كروش، تركها ذلك مع عدم ثقة غير واضح في بين. قاطعت الخادمة أفكارها وعادت إلى الغرفة. قالت: "الشاي جاهز"، وضعت صينية شاي فضية على المنضدة وسكبت المشروب بهدوء. رائحة حلوة من السائل الدافئ. التقطت كروش تلميحاً من القلق وعدم اليقين من الخادمة. قال مايلز: "أرجوك سيدة كروش". "سيكون من الأسهل التحدث إذا بللت شفتيك..." "على ما يرام…" تراجعت الخادمة، لكن كروش تذكرت توترها. بالاقتران مع عيون مايلز الفضولية، ترددت كروش في تناول الكأس. لم يهتم بها بين ومايلز، حيث كانا يحتسيان من أكوابهما الخاصة. كانت تصورات كروش تدق جرس تحذير صاخب. حتى الشاي الذي عُرض عليها جعلها على حافة الهاوية. "إذا كنت ترغب في تبديد أي شكوك، فستكون الخطوة الأولى هي أن تُظهر لي البضائع التي يُزعم أن مايلز جلبها معه. ثم ستسمح للناس بالدخول لتفقد هذا المنزل. إذا وجدوا أن الشائعات لا أساس لها، فسأعتذر عن الشك فيك وأقدم شكلاً من أشكال التعويض. لكن—" "—تعويض، كما تقولين؟" كان من الصعب تصديق أن صوت الهمس ينتمي إلى نفس الرجل الذي كان يبدو منفصلاً للغاية قبل ثوانٍ فقط. كانت هذه الكلمات القليلة مليئة بضجيج المشاعر. جافة، لكنها مشبعة، سيل عاطفي غير مركّز. الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفهمه، إذا كان هناك أي شيء على الإطلاق، هو أنه كان يركز على شيء ما... قال بين بهدوء: "تعويض". "نعم جيد جدا. إذا كنت مستعدة للقيام بذلك، فسوف تسير الأمور بالفعل بسرعة ". الآن شعرت بشيء مخيف يتدحرج عنه، لكن بعد فوات الأوان. "—نغغ. ماااالذي تتهدت عنه...؟ " وجدت كروش أن شفتيها لا تستطيعان تكوين الكلمات في ردها، ثم أصابتها موجة من الدوار. انزلقت يدها عن مسند ذراع الأريكة وسقطت على الأرض. تذبذب وعيها. وعيناها تدور. بحلول الوقت الذي أدركت فيه أنها قد تم تخديرها، كان الأوان قد فات. لكنها لم تضع أي شيء في فمها... "ها-ها!" قهق مايلز. "كلما اعتقدوا أنهم أكبر، كلما وقعوا في هذه الخدعة بشكل أفضل! لا تريدسن حتى مشروب؟ يجب أن تقبل كرم مضيفك يا سيدتي . إنه يساعد على التخلص من الهواء السيئ الذي يدخل إلى الداخل... "صفق باستهزاء، ليختفي كل الاحترام من نبرته. التوى وجهه في تعبير حقير، ومرر يده على خد كروش. "آه، أنا أحب أن أرى امرأة قوية تزحف. هاها! ستقدمين لي هدية رائعة لأخذها إلى المنزل". من المؤكد أن الكلمات بدت مثل تلك الخاصة بتجار العبيد، لكن ما كان يقوله كان مجنوناً. كانت كروش دوقة مملكة لوغونيكا. سيعرف أي شخص في عقله الصحيح أن اعتبارها عبدة كان انتحاراً. مما يعني فقط أنه كان يفكر في شيء ما إلى جانب الاستعباد. ركع بين على ركبتيه ونظر في عيني كروش. "أشكرك على تعاونك الدوقة كارستن. بدونك، لم أكن لأحقق هدفي". "..." كان وجهه خالياً من أي تعبير مثل القناع، لكن عينيه كانتا متحمستين. احتدم فيهم الغضب، وشفقة مروعة. "ما... هـ… ذ ؟" "لا يزال بإمكانك التحدث؟ أنا متفاجئ. كان من المفترض أن يغمى عليك على الفور ". بدا بين مندهشاً. كانت كروش تعض لسانها وتتشبث بشدة بالوعي. أمسكها بين من شعرها، رفع رأسها، وقال، "أليس هذا واضحاً؟ —أريد أن أعيد الطفل الذي سرقته مني. أنا بحاجة إلى ذلك الفتى". 6 "تركت السيدة كروش تذهب وحدها؟! كيف يمكن أن—؟ كيف تخطط لتحمل المسؤولية إذا حدث لها أي شيء؟ " تردد صدى الصوت، تقريبا في جميع أنحاء مكتب كارستن. صاحب الصوت الصاخب واليد التي ارتطمت بالمكتب الأسود هو فيريس. كان يرتدي زي الحرس الملكي، وعاد إلى القصر في وقت أقرب مما كان متوقعا. ساد المكان ضجة. —هل تخلى حقاً عن كونه فارساً بعد عشرة أيام فقط؟ لم يجرؤ أحد على المجازفة بإلقاء مثل هذه الدعابة حيث سار فيريس في الردهة مع تعبير عن الغضب الذي لم يروه من قبل واضحاً على وجهه. خرج الجميع عن طريقه حتى وصل إلى مكتب السكرتارية، ليضعها على عاتق المسؤول الرئيسي. "انتظر لحظة، فيريس. أعرف أنك مستاء. وأنا أفهم، لكن هذا كان قرار السيدة كروش. كانت هناك ظروف يجب مراعاتها... " "ظروف؟! تقصد ما قد يحدث لي؟ أنا أعلم ما قد يحدث! وأنا لا أهتم! إذا كان ذلك يعني إبعاد السيدة كروش عن الخطر، فسأكون سعيداً بإعطاء قلبي وجسدي واسمي! " كان صوته قد ارتفع لأعلى حد. مع كل غضبه، كان تفكيره عقلانياً بدرجة كافية. في القلعة، أوضح فوريير ما كان على كروش أن تفعله. وبينما أدرك فيريس أنها كانت تفعل ذلك من أجله، فإن تعرض كروش نفسها للخطر من أجله هزم الغرض من خدمته كفارس لها. كان بيت آل ارجيل غارقاً في الشر لدرجة أن الناس هناك لم يفكروا في الآخرين على أنهم بشر. "ومع ذلك، لا أحد منكم يضع السيدة كروش أولاً...!" "يجب أن تهدئ نفسك، فيريس. سترعب فقط كل من حولك، وبعد ذلك لن نتمكن من التحدث إليهم ". "لكن…!" بدأت عيون فيريس تملأ بالدموع. لف أحدهم ذراعه حول كتفه، وهو نفس الشخص الذي تحدث للتو بهذا الصوت القوي. شاب ذو شعر ذهبي. كان المسؤول فيريس يتأرجح لالتقاط أنفاسه عند رؤية الرجل. "صاحب السمو فوريير! لم أكن أعلم أنك ستكون مع فيريس ... " "نعم، لأنني أنا من كشفت له الأمر، رغم أنه طُلب مني ألا أتحدث عنه. وقد أخبرتني كروش مسبقاً أنه إذا سارت الأمور بشكل سيء، يجب أن أستخدم حكمي. ليس لدي دليل، لكن... لديّ شعور سيء لن يزول. إنه يدور في داخلي". وضع فوريير يده على صدره. إذا كان الأمير قد شاء كل هذا، فمن المؤكد أن المسؤول لا يمكن أن ينزعج من فيريس لذلك. "مهما يحدث، فإن القلعة الملكية بعيدة جداً بالنسبة لي للتعامل معها بفعالية. لذلك من المنطقي أن أقترب أكثر من مركز الحدث. ومن المنطقي أن يرافقني أحد أفراد الحرس الملكي ". "هل يعقل، صاحب السمو؟ أرتجف عندما فكر في ما سيقوله الكابتن عندما يعود... "كان فوريير يسعد بحيلته الصغيرة، لكن يوليوس، الذي وقع في هذه القضية برمتها، هبط على كتفيه. ومع ذلك، لا يبدو أنه منزعج على وجه التحديد لأنه تم جره. وأضاف: "إذا كان سموك كريماً لدرجة التحدث نيابة عنا...". "بما أن هذا كان من فعلي، يمكنك ترك ذلك لي! حسناً...ليس لأنني متأكد من أن أعذاري سيكون لها تأثير كبير مع ماركوس، ولكن على الأقل، لن تكونا وحدكما عندما يوبخكما. إذا كان يجب أن تحصل على سيل من عقله، فسأفعل ذلك أيضاً". "كلمات مطمئنة، صاحب السمو—والآن، ماذا عن الدوقة كارستن...؟" عندما عاد ما يشبه الهدوء إلى الغرفة، أعادهم يوليوس إلى السؤال المطروح. قاد هذا المسؤول، الذي أصبح الآن بعيداً عن طرق تشتيت انتباه زواره، إلى الركود قليلاً وأعطى نظرة غير مرتاحة لفيريس. قال: "صحيح أن السيدة كروش ذهبت بمفردها لتفقد منزل أرجيل". لكن باردوك أحاط بمنطقة القصر بما يقرب من خمسين جندياً. يفتقر آل ارجيل إلى الموارد لتوظيف المرتزقة في هذا الوقت. حتى لو سلحوا عبيدهم وأرسلوهم، فسيكون من السهل إخضاعهم". "ولكن ماذا لو أخذوا السيدة كروش رهينة...؟" "أعترف أنهم قد يشعرون بأنهم محاصرون للغاية بحيث يلجأون إلى العنف، لكنهم سيواجهون السيدة كروش. لقد قطعت ذات مرة أرنباً عملاقاً بتلويحة واحدة من سيفها. أشك في أنهم يمكن أن يكونوا أفضل منها. وقد فعلت كل ما في وسعها للاستعداد مسبقاً". قدم المسؤول كل الأسباب التي يمكنه من خلالها اراحة البال، على أمل تهدئة فيريس. صحيح، من الناحية الموضوعية، لا يبدو أن هناك أي طريقة يمكن أن اكون بها كروش في وضع غير مؤات. كان فيريس يثق في اجتهادها لو أن مشاركة بيت آل ارجيل لم تلقي بمشاعره في الارتباك. ومع ذلك، بقي القلق بداخله. هل كان مجرد وهم ولد من صعوباته مع عائلته؟ "...انتظر، فيريس. لن يريح أي من هذا القلق الذي طال أمده ". "صاحب السمو؟" تحدث فوريير في الوقت الذي بدأ فيه فيريس في الهدوء والعزم على الثقة في كروش. بدا فوريير كشخص مختلف. نظر فيريس في عينيه، وكان لديه شعور بأنه يستطيع رؤية روح الأمير ذاتها. كل من في الغرفة التقطو التغيير في فوريير. نظر فوريير حول الغرفة، التي كانت تحبس أنفاسها الجماعية، ووضع يده على صدره قبل المتابعة. "القلق، لا يمكنني شرح ما يحدث في داخلي. ليس من الجيد لك أنت و كروش أن تستمرا منفصلين. في الواقع، يجب أن نذهب في أسرع وقت ممكن—كح، كح! " "صاحب السمو ؟!" تلاشت كلمات فوريير في موجة من السعال احمر وجهه. اندفع فيريس لأخذ كتفيه، وركز انتباهه على تدفق المانا في جميع أنحاء جسد الأمير. اعترفت الأكاديمية الملكية للشفاء بفيريس بأنه تلميذها الأكثر إنجازاً. إذا أراد ذلك، يمكنه إعادة شخص ما من حافة الموت إلى صحة مثالية. لذلك عندما اشتكى له شخص ما من الشعور بالضيق، فقد اعتاد على تقييمهم بمجرد أن يمسك يده عليهم. "ماذا…؟" ابتعد فوريير على الفور عن يدي فيريس. قبل أن تتمكن أصابعه والمانا المتدفقة من خلالها من القيام بعملهم، وقف الأمير، ولا يزال يتعرق ويتنفس بصعوبة. "هل أنت بخير يا صاحب السمو ؟!" سأل يوليوس. حاول فوريير التصرف وكأن شيئاً لم يحدث. "لا شيء كبير. أعتذر عن اقلاقكم. أشعر بتحسن كبير الآن، بفضل فيريس". بدا أن هذا يرضي الجميع، لكن فيريس لم يستطع التخلي عن صدمته. "أمم، صاحب السمو، فيري—أعني، لم أفعل..." اخترقه القلق وهو يشاهد فوريير وهو يمسح العرق بينما كان يحاول الادعاء بأن كل شيء على ما يرام. لكن صوت فيريس الصغير المتردد غمرته فجأة صرخة من خارج المكتب. "فظيع! لم تخرج السيدة كروش من قصر آرجيل، وبدأت معركة حول القصر! الجنود—يزعمون أنهم يحاربون الجثث الحية! " 7 أول شيء لاحظته كروش عندما استيقظت هو الرائحة الكريهة. "اهنن..." تأوهت. كان حلقها جافاً. وانحنت عن الأرض. ثم ملأت الرائحة أنفها، رائحة كريهة للغاية لدرجة أنها كانت مؤلمة جسدياً تقريباً. مثل فضلات الحيوانات الممزوجة بشيء متعفن. في اللحظة التي التقطت فيها نفحة منه، أدركت كروش أنها ليست في أي مكان جيد. كانت قادرة بطريقة ما على الجلوس، لكن يديها كانت مغلولة. هكذا كانت قدميها، وفوق ذلك كانت معصوبة العينين. كانت نعمة صغيرة أن عينيها قد غُطيت ببساطة بدلاً من إخمادها، لكن كروش لم تكن تفكر في مثل هذه الأشياء في تلك اللحظة. "لا يبدو أنني أعاني من أي إصابات خطيرة. هل هذا حتى يكون لديهم مجال للمساومة معي...؟ " تذكرت اللحظات التي سبقت فقدانها للوعي. استعمل بين ومايلز نوعاً من المخدر لجعلها تنام. كان هناك شيء في الشاي—لكنه كان ترياقاً وليس سماً. كان المخدر في الغرفة نفسها، ولم تستسلم إلا كروش، التي كانت تشتبه في الشاي. لكنها انزعجت من بيان هناك الكثير من الثغرات المحتملة في الخطة. "لو كنت مهملة وشربت الشاي، لما نجحت." "...لو أنك فعلتي ذلك، لكنا قد فعلنا شيئاً أكثر رعباً." لم تكن تتوقع إجابة، لكن جاءت إجابة واحدة. الصوت الذي لا يُنسى لا يخص أحد غير بين. لقد شعرت بوجود شخص قريب منها، لكنها لم تكن لتخمن أنه هو الجاني نفسه. لم تدع كروش صدمتها تظهر على وجهها. بدلا من ذلك، أطلقت ضحكة متناقضة. "أنت لا تتوقف عن مفاجأتي. هذا، على الأقل، يجعلني أعتقد أنك مرتبط بفيليكس". "أنتي لا تعرفين مدى امتناني لسماع ذلك من شخص أقرب إلى هذا الصبي أكثر من أي شخص آخر. إنه يمنحني الثقة في أنه وأنا بالفعل نتشارك في علاقة دم". "يبدو أنك مهتم جداً بالإبن الذي تخليت عنه منذ ما يقرب من عشر سنوات." لم تستطع رؤية بين، لكن نبرته كانت هادئة—لكن هذا لم يتحدث إلا عن عمق جنونه. اعتبرت كروش الأمر أكثر خطورة مما لو كان هستيريا. "أخبرتك. انا احتاجه. وسوف تحضرينه إلي". "أنت محق في أنه عندما يكتشف فيليكس ما حدث لي، فمن المحتمل أن يركض إلى هنا. لكن سيكون لديك مشكلة أخرى للتعامل معها أولاً. أنا يعرف مرؤوسي أنني هنا، ولن يمر وقت طويل قبل أن يلاحظوا أنني لم أعد وينزلون على هذا المكان مثل الانهيار الجليدي". وستكون المنافسة بين دوقة ونبيل فرعي بلا مركز. كان الاختلاف في القوة العسكرية لا يرقى إليه الشك. كانت النتيجة حتمية. سيكون الطيران عديم الجدوى بالمثل. إذا أرادوا ذلك، يمكن لبين ومايلز أن يأخذوا رأس كروش، لكن هذا سيوقع فقط على مذكرات الوفاة الخاصة بهم. لن أحاول إقناعك بالاستسلام. لكن ماذا تخطط له؟ لا أستطيع أن أفهم ما ستكسبه من خلال وضعي في هذه الحالة". "أرى أن كونك معصوبة العينين ومقيّدة بالسلاسل لم يجعلك أكثر وداعة. أعتقد أن عائلة الدوق مكونة حقاً من أشياء أكثر صرامة من بقيتنا. حسناً، هذا فقط يجعل الأمور أسهل بالنسبة لي". "سأعتبر أنك لا تنوي الرد علي؟" على هذا السؤال، لم يدخر بين أي إجابة على الإطلاق ؛ سمعت كروش خطاه وهي تطول بعيداً. كان هناك صوت بعض المادة اللزجة من تحت نعل حذائه. يبدو أن هناك شيء غير صحي هنا بجانب الرائحة الكريهة. "أوه، نعم ،" نادى بين مرة أخرى كروش، كما لو أنه تذكر شيئاً للتو. "هذا هو المكان الذي اعتاد فيليكس أن يقضي فيه أيامه، كل تلك السنوات العديدة الماضية. الغرفة التي حركتك لأخذه منا. ربما ستفهمينه بشكل أكبر الآن". "…هل هذا صحيح؟ أجابت، وصوتها مليء بالسخرية. "سأتأكد من الاستفادة من هذه التجربة بشكل جيد." أعطى بين فقط شخير غاضب. هذه المرة تراجعت الخطوات حتى لم تعد تسمعها، وتركت كروش معصوبة العينين وشأنها. "إذن كانت هذه غرفة فيريس..." همهمت في نفسها. فكرت كروش مرة أخرى عندما قابلت فيريس. إذا كان بين يقول الحقيقة، فعندئذ كانت تحت الأرض. كانت الغرفة التي كان الفتى القط محتجزاً فيها عندما كان طفلاً تحت المنزل. كانت الأغلال على يديها ورجليها مصنوعة من المعدن، ولا يمكن إزالتها بسهولة. اوضح موقف بين أن لديه خطة في ذهنه للتعامل مع الحراس المرافقين لكروش. رأت الآن: أنها كانت في وضع يائس. لكن لا شيء أكثر من ذلك. "هذا ليس بالضبط ما كنت أتوقعه، ولكن من السابق لأوانه الاستسلام". لم يكن التخدير والاختطاف جزءاً من خطتها بالتأكيد. لكن إذا أعطتها طريقة لكشف أسرار المنزل، فربما كان الأمر يستحق ذلك. كان لديها اهتمام حقيقي واحد فقط … "أعتقد أنني كنت أطلب الكثير بالتفكير أنه يمكنني إنهاء هذا قبل أن يشعر فيريس أو سموه بالقلق." لا شك أن كلاهما سيكونان قلقين للغاية عندما يسمعا بما حدث لها. لقد عذبها هذا الفكر أكثر بكثير من أي مسألة تتعلق بسلامتها. 8 كانت هناك تعويذة سرية تسمى قربان الملك الخالد. لقد كانت واحدة من السحر الاستثنائي، من المفترض أن تكون من صنع ساحرة كانت تستعبد العالم قبل أن تضيع المعرفة. باختصار، سمح للمستخدم بالتحكم في الجثث حسب إرادته. قيل أن الساحرة التي ابتكرت التعويذة قادرة على إعادة الموتى ليبدو تماماً كما كانوا في الحياة، لكن هذا الجزء من التعويذة لم يتم تمريره. تلاشت معظم الطقوس من الذاكرة الحية ؛ كان من المستحيل تكرار أي من تأثيرات التعويذة باستثناء تحريك الجثث. وحتى هذا المظهر الأساسي كان من المستحيل تحقيقه بدون ملقي لديه ميل طبيعي للتعويذة. لقد كان تقارباً نادراً جداً—لم يكن أحد معروفاً بامتلاكه منذ أكثر من مائة عام. "أنا منبهر لأننا تمكنا من تحقيق هذا الحد في تكرار التأثيرات." هز مايلز كتفيه بسعادة وهو يشاهد الجثة تتجول، ورائحة مقززة تنجرف منها ظهرت ابتسامة قاتمة على وجهه. لم يشعر بأي نفور من الجسد الذي يمشي. كان الموتى مشهدا مألوفاً بالنسبة له. كان الأمر ببساطة أن أولئك الذين كانوا عادة نائمين قد استيقظوا الآن. وتابع: "اسم مخيف بشكل فظيع لمثل هذه القوة المفيدة". "هؤلاء العمال الرائعون الأموات. لا أصدق أننا نسينا هذه القدرة". "الناس العاديون لن يفكروا في وضع الموتى في العمل اليدوي." "آه، سيدي، مرحباً بعودتك." من وسط الموتى جاء رجل كان على قيد الحياة، لكن وجهه لا يختلف عن وجه الزومبي. رجل حي ميت يسيطر على الأموات من خلال السحر السري، بينما كان مايلز هو الشرير الذي عمل معه. كان مكاناً غارق في موجة لا تنتهي من الخطيئة. منذ فترة طويلة فقدت الحس السليم للقلق بشأن مثل هذه الأشياء، على أي حال. وكيف حال أميرتنا الصغيرة في غرفتها تحت الأرض؟ " ”لا تزال تقاوم. أولئك الذين ولدوا للنبلاء هم حقا سلالة مختلفة". "بخير. هذا يجعل كل شيء أفضل عندما نكسرها في النهاية. لم تفعل أي شيء لها، أليس كذلك؟ " "ليس لدي اهتمام بمثل هذه الأشياء. إنها الطعم الوحيد، لإحضار ابني إلى هنا". لم يكن السؤال ضرورياً حقاً، لكن بين أجاب عليه دون عاطفة. "كيف تبدو الأشياء في الخارج؟" "أوه، مشغول للغاية. يبدو أن جنود سيادتها المتفاخرون يقفون بجانب أنفسهم على مرأى من مقاتلينا اللاموتى. أعتقد أنه سيكون أقل إنسانية ألا تخاف من تلك الوجوه المتعفنة". من الطابق الثاني للقصر، كان من الممكن مشاهدة الاضطرابات في الخارج. كان الجنود الذين أحضرتهم كروش معها في معركة ضارية مع اللاموتى. ما إن يتم قتل الزومبي حتى يعود مرة أخرى، مراراً وتكراراً. كان ذلك كافياً لإيقاف أشجع بطل. لقد قدمنا ​​لهم مطالبنا. ما هو ردهم؟ هل رأيت ابني؟ " "أخشى أنني لا أستطيع إخبارك. أنا لا أعرف حتى كيف يبدو. لقد رأيت بعض تنانين الأرض تغادر، لذلك أفترض أن مقرهم قد تم إبلاغه، لكنني لا أرى أي نصف إنسان". "...لا تتحدث عن ذلك الفتى كما لو كان حيواناً ما. هذا هو ابني، الذي يشارك دمي ". قال مايلز الكلمة المحرمة. أعطاه بين نظرة حادة. بدا أنه ليس عاقلاً تماماً، لذلك رفع مايلز يديه وعاد إلى الوراء. كانت كلمة ابن غالباً على شفاه بين. بدا أنه يركز عليها. ربما كان ذلك منطقياً فقط، لأنه بالكاد كان يدعو الطفل مرة أخرى بدافع الحب. حتى مايلز شعر ببعض التعاطف مع الصبي. كان ضياع حياة المرء بسبب قناعات والد المرء الشديدة ولكن الخاطئة هي مادة من الكوابيس. "حسناً، ليس هذا يعني أنني سأمتنع أو أبدي أي رحمة." نظر بين إلى أسفل ساحة المعركة بعيون متلألئة، في انتظار عودة ابنه إلى الوطن. خلفه، جلس مايلز على أريكة لم تتصخ من الجثث وانتظر اللحظة المناسبة. فاضت النية السيئة ورائحة اللحم المتعفن من المنزل. لكن كان عليه فقط الانتظار حتى يحين الوقت. 9 وصل فيريس والآخرون إلى إقامة أرجيل ليجدوا أن المكان قد أصبح ساحة معركة. لقد قاموا بالإندفاع على عربة التنين الخاصة بهم بأقصى ما يمكن، واستغرق الأمر عدة ساعات. كان المكان جحيماً على الأرض بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى هناك. "إذن هذا ما قصدوه بالمحاربين اللاموتى..." غمغم فيريس. ترنح رجل في الأمام واستقر رأس الرمح في رأسه. ما خرج من الجرح لم يكن دماً أحمر حيوياً بل قيحاً أصفر. سقط الرجل على الأرض. ومع ذلك، وعلى الرغم مما يبدو أنه جرح مميت، فقد قام برمي جسده، ابعد الرمح، وبعد ذلك، على ما يبدو غير منزعج من جمجمته المحطمة، مد ذراعيه وحاول إلحاق نفسه بالجندي التالي الذي شاهده. "تعويذة مظلمة تجعل الموتى أحياء. إذن فهذا هو قربان الملك الخالد. " كان يوليوس يراقب أيضاً، والآن تحدث بصوت مثقل بالغضب في المشهد الفظيع. كان يوليوس هادئاً في العادة، لكنه شعر بعاطفة شديدة. كان مليئاً بالسخط الصالح من أجل أولئك الذين يتم التجديف على حياتهم بسبب هذا السحر. كانت يده في قبضة سيفه، وبدا وكأنه قد يندفع في أي لحظة. "—لا تفعل ذلك يا يوليوس. لن أتركك تمضي قدماً". الصوت الذي أوقف يوليوس كان صوت فوريير، الذي لاحظ الوضع من داخل العربة. تسببت كلمات الأمير الصارمة في خروج التوتر من أكتاف يوليوس، كما لو كان محرجاً من تهوره. "اعتذاري. المشهد ببساطة فظيع للغاية، وأثار غضبي". "أنا أفهم مشاعرك. هذا ليس موقف يمكننا التغاضي عنه. ولكن إذا اتخذنا القرار الخاطئ، فقد يؤدي ذلك إلى تضحيات لا داعي لها. يجب أن نتجنب ذلك". التفت فوريير إلى فيريس، الذي وجد نفسه يندب قليلاً تحت شدة نظرة صديقه. قبض فوريير على القيادة من خلال القيادة الحادة التي أظهرها في القلعة والقصر. لقد حدث ذلك من قبل، لكن هذا كان بحجم مختلف. في العادة، لم يكن فوريير يشبه الملوك—بأفضل معناه—ولكن تراثه أصبح الآن واضحاً بجلاء. "وفقا لباردوك، سوف يستغرق الأمر ثلاث ساعات لجمع القوة الكافية تأكد من قدرتنا على تدمير العدو. علينا أن نوفر لهم الوقت حتى لا يحدث الأسوأ قبل ذلك الحين ". تولى فوريير القيادة في ساحة المعركة. "بالطبع، نريد حماية الأبرياء من التعرض للأذى. هل تفهمان؟ " أومأ فيريس ويوليوس برأسه. تم نشر المحاربين اللاموتى ضد جنود كروش، الذين حاصروا منزل آرجيل. يبدو أن هناك ما لا يقل عن مائتي منهم، أربعة أضعاف القوة الودية. ولكن في حين أن الموتى الأحياء يتمتعون بميزة صعوبة تدميرهم، فقد ضاعت قدرتهم على التفكير ووضع الاستراتيجيات. حقيقة أن الطوق لم يتم كسره على الرغم من أنه فاق العدد بشكل كبير كان دليلاً على ذلك. في الوقت الحالي، كان باردوك، المسؤول العسكري الكبير الذي أحضرته كروش معها، يحاول حشد القوة العسكرية للتغلب على التفاوت في العدد. بمجرد أن يكون لديهم القوات، سيكون من السهل التغلب على المحاربين اللاموتى. "لكن هذا يعني أن السيدة كروش ربما..." "إذا لم ننقذ كروش، فحتى لو كان لدينا مليون رجل ولن يعني ذلك شيئا. علاوة على ذلك، يبدو أن العقل المدبر، بين أرجيل، يسأل عن فيليكس أرجيل". ما إن انتهوا من الرسالة العاجلة حول ظهور المحاربين الأحياء حتى تلقوا كلمة تفيد بأن كروش قد تم احتجازها كرهينة في منزل آرجيل. طالب خطاب موقع من بين نفسه بتسليم فيريس مقابل سلامة كروش. بالطبع، لم يكونوا أغبياء بما يكفي ليقعوا فيها. قال فوريير: "لكن لا يمكننا ببساطة رفض طلبه أيضاً". "حتى نرى الدوقة، علينا إعطاء الأولوية لسلامتها، وقد يعني ذلك الذهاب إلى طاولة المفاوضات." "نعم، الطاولة التي بنوها. يتعلق الأمر بأسوأ طريقة ممكنة للتفاوض..." قال فيريس، مع عدم محاولته لإخفاء إحباطه. حدق في قصر أرجيل. عادة، قد يكون من الحنين رؤية مسقط رأس المرء مرة أخرى، لكن فيريس لم يشعر بأي شيء ممتع لهذا المنزل. لم يسبق له أن رأى المكان من الخارج بهذا الشكل. في ذاكرته، كانت موجودة فقط في ظلمة غرفة الطابق السفلي. "ماذا ستفعل؟" سأل فوريير. "قالت رسالة بين أنه سيتم السماح لك أنت وحدك بتجاوز اللاموتى. هل تعتقد أنه يمكننا الوثوق به؟ " قفز المحاربون على أي شيء قريب دون رحمة . لم يأتوا أبداً لمهاجمة بعضهم البعض، لكن لا يبدو أن لديهم القدرة على فعل أكثر من التمييز بين الأحياء والأموات. لكن هذا لم يكن سبباً للتردد. "سأذهب. ستكون السيدة كروش في خطر إذا لم أفعل ذلك". بالنسبة لفيريس، كانت حياة كروش أكثر أهمية من حياته، وقيمة أكثر من العالم بأسره. كان سيعطي أي شيء على الإطلاق لاستعادتها. بالتأكيد بما في ذلك نفسه. "فيريس..." "لا يمكنك إيقافي، صاحب السمو. أنت من أحضرني إلى هنا". لن أحاول إيقافك. أعلم أنك ستذهب حتى لو فعلت. لأنك فارس كروش. ليس لدي شك في أنك ستحميها". كان فيريس في طريقه بالفعل، وأجابه فوريير دون تردد. بهذه الكلمات، شعر فيريس كما لو كان خلفه آلاف الجيوش. بعد كل شيء، كانت كلمات فوريير جزءاً مما أطلق طموحات فيريس في الفوز باختبار الفروسية، وجزءاً من سبب كونه هو نفسه. عززه الفخر. لكن فوريير استمر. مع ذلك لا يجب أن تفعل ذلك على حساب حياتك. أريدك أنت وكروش أن تعودا بأمان. لأنكم حياتي. إذا كنت عضواً حقيقياً في الحرس الملكي، فسوف تتبع أوامري". "—" "يجب أن تعود. لن أفقد صديقا لشيء كهذا". لم يكن لدى فيريس حتى اسم للعاطفة التي تغمر قلبه. كان فوريير قد اتصل بفيريس كصديقه عدة مرات من قبل، وفي كل مرة فعل ذلك، كان فيريس مصدوماً تماماً مثل المرة الأولى التي حدث فيها ذلك، تماماً مثل الكلمات المفقودة. "نعم سموك!" ثم انطلق، وصديقه يراقبه وهو يتجه بنظرة مألوفة وجريئة على وجهه. أمام فيريس كان المكان الفظيع الذي ولد فيه، والسيدة التي كان يعتز بها، والأسرة التي تركها وراءه. "تبدو مستاءً يا يوليوس." تحدث فوريير إلى يوليوس بينما شاهدوا فيريس يصبح أصغر وأصغر في المسافة. كان يوليوس يشد قبضتيه. على ما يبدو، كان بين يقول الحقيقة في رسالته، لأن اللاموتى أغفلوا تماماً فيريس عندما اقترب من المنزل. لا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للجنود البشريين الآخرين، الذين ألقى الزومبي بنفسهم عليهم دون رحمة. كان يوليوس على الأقل مرتاحاً لرؤية فيريس يمر بأمان، لكنه لم يستطع إلا أن يشعر بالإحباط بسبب عجزه. "أشعر بالشفقة—لمرافقته هنا ومع ذلك لا أستطيع أن أفعل أي شيء! لماذا أكون فارساً حتى إذا لم أستطع مساعدة صديقي في وقت حاجته؟ " أجاب فوريير: "لا تنفعل." "ستكون هناك مرات عديدة قادمة عندما تكون هناك حاجة لقوتك. إن انزعاجك في هذه اللحظة ليس علامة على عجزك". "إرر—شكراً لك." لم يكن يوليوس يتوقع مثل هذه الكلمات من فوريير، لكن دهشته غمرها الاحترام. لم يكن معروفاً أن الأمير الرابع، فوريير لوغونيكا، لديه موهبة الإطراء. في الواقع، كانت العائلة المالكة بأكملها ودودة للغاية. وبهذه الطريقة، لم يكونوا ملائمين للحنكة السياسية. وهكذا تركت إدارة لوغونيكا إلى أعلى النبلاء ومجلس الحكماء. أو هكذا آمن الجميع في الأمة، ولم يستطع يوليوس نفسه إنكار أنه تولى نفس القدر حتى هذه اللحظة. ولكن عندما رأى فوريير الآن، كان عليه أن يتساءل عما إذا كان الأمير أنيقاً فقط. ووجد نفسه تدريجياً غير قادر على تصديق القيل والقال الذي سار كالنار في الهشيم في القلعة الملكية. "أنت تفكر في أنني أبدو افضل كتيراً عما سمعته." "—!" "خذ الأمور ببساطة، لا داعي للصدمة. بالكاد يمكن أن أكون جاهلاً بالشائعات التي تحدثت عني في القلعة الملكية. لا يعني ذلك أنني عادة أهتم كثيراً بهم. لكني أشعر اليوم بالصفاء بشكل غير عادي. على الأقل ما يكفي لهز قلب موظف قلق بصدق لأمتنا". اندلعت موجة جديدة من الرهبة في يوليوس، الذي شعر أن فوريير قد رأى من خلال طيشه. الحكيم الذي يتنهد حزيناً بجانبه في العربة لم يكن رجلاً يمكن قياسه بالشائعات. ومع ذلك، على الرغم من أن عيني ذلك الرجل الحكيم قد رأت كل شيء، إلا أنه كان ينضح أيضاً بالانسجام. "فيريس سوف يتحدى عائلته. من واجب أصدقائه دعم ما ينقصه". "فيريس…؟ هل صاحب السمو يعتبره صديقاً؟ " "بالتاكيد. وإذا قمتَ بذلك أيضاً، فنحن في نفس الموقف". وجده يوليوس وضع مشوش ليكون فيه. نظر فوريير بتمعن نحو القصر. لعبت عيناه القرمزية فوق المنزل والجنود الذين لا يموتون يتقاتلون في الخارج "إذا كانت كروش في الطابق العلوي، فقد يكون فيريس قادراً على إدارة شيء ما... ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فسنضطر إلى الاعتماد عليك يوليوس. خذ ذلك على محمل الجد وانتظر لحظتك". قبل يوليوس بكل احترام كلمات فوريير. وجد الفارس نفسه مدركاً بشكل مؤلم لكبريائه. في الآونة الأخيرة، كانت هناك فرص كثيرة بالنسبة له لتصحيح افتراضاته اللاواعية، فيما يتعلق بكل من فيريس وأشياء أخرى. لم يكن لديه الحق في الاستخفاف بالآخرين في أي شيء، ولا أي سبب ليتم الإستخفاف به من قبل الآخرين. "أرى أنه لا يزال لدي الكثير لأفكر فيه." وضع يوليوس يده على مقبض سيفه وانتظر اللحظة التي سيُطلب منه استلاله. كان هو، بصفته فارساً من الحرس الملكي، هو الذي عُهد إليه فوريير. سيتم اختبار قيمته الحقيقية كعضو في الحرس في ساحة المعركة اليوم. 10 "مرحباً بك في المنزل، سيد فيليكس." شعر فيريس بشيء ما في غير محله عندما خرجت الخادمة لتحييه. لم يستطع معرفة ما إذا كان يتذكر المرأة في منتصف العمر أم لا. لكنها بدت وكأنها تتعرف عليه. لقد صُدم بشكل خاص بالطريقة التي غمرت بها عينيها كما لو كانت تحاول تذكر شيء ما. لم يعطه أي من هذا أي عاطفة تجاه شخص انضم إلى آل أرجيل. "اعفيني من الحديث الصغير. أين السيدة كروش؟ " "—السيد ينتظر. إذا كنت ستتبعني..." للحظة، بدت الخادمة وكأنها تمسك بشيء قبل أن تجيب. لم تجب على سؤاله، لكن عندما استدارت ودخلت المنزل، تبعها، وهو يعلم أنه ليس لديه خيار آخر. انجرفت رائحة كريهة من خلال الردهة المعتمة. تم نشر المحاربين اللاموتى داخل القصر أيضاً ؛ أنتجوا مجموعة متنوعة من أصوات الخدش. مع عدم وجود أحد للهجوم عليه—لم يكن فيريس والخادمة هدفهم—فوقفوا بغباء أو سقطوا على الجدار، ولم يعطوا أي إحساس حقيقي بأنهم على قيد الحياة. تجولت عيون فيريس هنا وهناك أثناء تحركهما عبر المنزل. "الشعور بالحنين؟" سألته الخادمة. يبدو أنها أساءت فهم ما كان يبحث عنه. أجاب بلا سخرية بسيطة، "ليس حقاً" وتجاهل. "لا أتذكر هذا المكان جيداً بما يكفي لأشعر بالحنين إليه. وحتى لو فعلت ذلك، لم يكن هناك أي جثث تتجول في آخر مرة كنت هنا". أثناء حديثه، أعطى فيريس كزة تجريبية على كتف أحد اللاموتى الذين وقفوا بلا حراك في الردهة. توقع نصفه أنه لن يستجيب مهما فعل، لكن عندما أدرك الرومبي أنه لمسه، اتجهت عيناه نحوه. قالت الخادمة: "أنا مندهشة لأنك تستطيع جعل نفسك تلمسهم". "الجثث ليست جديدة بالنسبة علي. لقد رأيت الكثير من المصابين بجروح خطيرة أيضاً. لكنني لم آتي إلى هنا للدردشة ". "—" لم تقدم الخادمة أي رد. رد عليها فيريس لأنه لا يريد أن يتجاهل المرأة ببساطة، لكنه لم يكن في حالة مزاجية للتحدث. لقد شعر بالتواء في الجزء العلوي من بطنه منذ اللحظة التي دخل فيها هذا المنزل. لقد أدركها بسبب الظاهرة النفسية التي كانت عليها، وهي شهادة على مدى عمق احتقاره لهذا المكان. بعد أن قطع فيريس محادثتهما بوضوح، قادته الخادمة في صمت إلى الطابق الثاني. طرقت على باب غرفة الاستقبال، وصرخت، "سيدي، لقد أحضرته". أجاب رجل بهدوء من الداخل. لم يتذكر فيريس الصوت، لكنه أرسل قشعريرة أسفل عموده الفقري. لم يدركها عقله ولا جسده، لكن روحه. "—لقد عدت يا فيليكس." عندما دخل فيريس الغرفة، واجه رجل ملتح كبير. نظر فيريس إلى وجه الرجل، وأخيراً ومض شيء في ذاكرته. كان للرجل نفس شعر بلون الكستناء وعيون صفراء مثل فيريس—كانت تلك الأشياء الوحيدة التي ميزتهما كوالد وطفل، لكنه أصبح واثقاً أكثر فأكثر أنه كان نفس الوجه الذي كان يلوح في الأفق أعلى منه قبل تسع سنوات. "نعم ... أعتقد أن هذا هو شكله"، همس فيريس حيث تمكن أخيراً من تجميع ذكرياته مع وجه والده، بين أرجيل. كلمات بلا عاطفة من أجل لم الشمل مع والده. سمعتهم الخادمة، فجعدت جبينها، لكن رد فعلها طغى على رد فعل بين الأكثر روعة. أخذ فيريس من كتفيه بيديه الكبيرتين وقال، "أود أن أسأل كيف كنت... لكن أولاً يجب أن أسأل ما الذي ترتديه بحق العالم. أنت نحيف للغاية—وأنت ترتدي ملابس نسائية؟ آمل ألا تكون قد أزعجتك وجهات نظر دوقة كارستن المنحرفة حول الجنس". "—" "بشرتك جيدة بما فيه الكفاية، لكن ذراعيك ورجليك نحيفان للغاية… يا له من مشهد قاسٍ للغاية! " لوى بين وجهه في حزن، وأطلق صرخة على ابنه البالغ. راقبه فيريس بلا تعبير، رغم وجود قشعريرة هائلة في عينه. هذا الزي هو علامة على علاقتي مع كروش، وأنا نحيف بسبب ما يقرب من عشر سنوات من سوء المعاملة في هذا المنزل. إنها قاسية، حسناً، لكن لمن هذه القسوة ؟ ”لكن جيد جدا! دعنا نضع هذا جانباً! لقد عدت إلى المنزل. كوالدك، هذا يجلب لي الفرح ". بدا غافلًا عن تعبير فيريس البارد، ابتسم بين وحاول أن يعانق ابنه. تجنب فيريس احتضانه برشاقة، وانزلق إلى جانب بينما كان بين يتعثر للأمام. مسح فيريس الغرفة بسرعة، لكنه توقف عندما لم يجد أي علامة على كروش. قال "كفى كلاماً". ”أعد السيدة كروش. ثم أتمنى أن تختفي أنت وهذا المنزل". "يا لها من طريقة لتحية والدك! لا تخطئني يا فيليكس. أشعر بسعادة غامرة لأنك بأمان، لكنني لست كريماً لدرجة تحمل وقاجتك. إذا كنت تعتقد أنك على قدم المساواة معي بسبب ما حدث في الماضي، فأنت مخطئ". "—! كما لو أنني سأفكر بذلك! " التقى بانفجار بين الغاضب بواحد منه. ما تم فعله لفيريس في هذا المنزل، لم يكن ليهتم أبداً باستخدامه للثأثير. كان فيريس يمتلك آذان قط منذ ولادته، وبعد وصوله إلى العالم مباشرة تقريباً، تم حبسه في غرفة في الطابق السفلي. كانت والدته ووالده من البشر العاديين، لذا فإن وجود آذان قط كان يشير إلى خيانة أمه. على الرغم من أن فيريس محصور في الغرفة المظلمة تحت الأرض، فقد حصل فيريس على الحد الأدنى من التعليم. ولكن بمجرد أن وصل إلى مرحلة الطفولة، ازدادت معاملته سوءاً. بعد سن الخامسة، أُجبر على دخول غرفة أخرى تحت الأرض أصغر من الأولى، وقضى خمس سنوات هناك لا يفعل شيئاً سوى الاستيقاظ والنوم. لقد قضى حياته في الظلام بدون سبب للبقاء على قيد الحياة ولا أي معنى للحياة التي كانت لديه. كانت كروش هي التي أخرجته من ذلك المكان—كروش، التي كانت شجاعة منذ الطفولة. قادت فيريس إلى الشمس، وأصبح إنساناً. بفضل كروش، اكتسب فيريس الإنسانية لأول مرة. "بدون السيدة كروش، لن أكون على ما أنا عليه! لذا أرجعها إلي—الآن! لا يهمني أن أخطئ فيك! لا يهمني الآباء! أنا لا أمزح! " كان وجه فيريس الحلو ملتويا بالغضب. كشف عن أسنانه والشعار. لقد لوح بذراعيه في بين. "انظر إلى هذه الأذرع النحيلة! لا أستطيع استخدام سيف! لا يمكن أن تحمل درع! أنا فارسها وهذه الأذرع التي لا قيمة لها لا تستطيع حتى القتال من أجلها! وساقي ليست أفضل! لا أستطيع الركض بسرعة أو القفز عالياً... لا يمكنني فعل أي شيء! كل ما أريده هو أن أحميها، ولا يمكنني حتى أن أفعل ذلك! " بمجرد أن أخرجته كروش من هذا المنزل، وحصل على دوره كمرافق لها، فعل فيريس كل ما في وسعه ليكون مصدر قوة لها. لقد حاول أن يحمل السيف ويكون فارساً. لكنه تُرك بلا جسد ليقوم بهذا الواجب. " لقد سرقتهم مني! لقد سرقتهم مني وتركتني فارغاً... أعطتني السيدة كروش طريقي في الحياة وطريقي في الوجود! " لم يبق له شيء، لكن كروش شجعته على العيش بالطريقة التي يعيشها الآن. لقد تم الاستهزاء به باعتباره ميؤوس منه، وسخر من أن لديه "ميول غريبة"، لكن الشيء الوحيد الذي يعني كل شيء بالنسبة لفيريس هو ما طلبته كروش منه. وهنا من بين جميع الأماكن، هل سيبتعد عن ذلك؟ "وبعد كل ما قمت به، ما زلت تريد أن تستمر في الأخذ مني! هل تسرق مني مرة أخرى شيء أقدره أكثر من حياتي ؟! لن تفعل، اللعنة عليك…! اللعنة عليك!!" إذا كان بإمكانه فعل ذلك، لكان فيريس قد قطع الشيطان الذي أطلق على نفسه والده حينها وهناك. لو كان بإمكانه فعل ذلك، لكان قد أحرقه بالسحر وألقى الرماد في نهر. لكن فيريس لم يستطع فعل أي من هذه الأشياء. لم يكن لديه القوة. "—" وقف فول بصمت بينما كان فيريس يهاجمه. انتابته مشاعر الصبي، ونظر إلى طفله بوجه خالي من المشاعر مثل القناع. لم تكن عيناه بشريتين تماماً ؛ لا يبدو أنهم يركزون في أي مكان. "...هل قلت كل ما لذيك لقوله؟" سأل أخيراً. "ها-هاااه؟" "إذا كان لديك ما تقوله، فاتركه. أنا والدك. يمكنني التغاضي عن نوبة غضب طفولية. يجب أن تكون هذه صفقة جيدة لتفريغ صدرك بعد كل هذه السنوات من الإنفصال". "—" صدم فيريس في صمت. لقد كشف عن مافي قلبه وروحه—لكن بين اعتبرها على أنها ليست أكثر من نوبة مزاجية؟ لكن في نفس الوقت، فهم. كان الأمر منطقياً جداً بالنسبة له. لم يكن هناك شيء يمكن كسبه من البحث عن حوار مع هذا الرجل. كان يجب أن يعرف ذلك منذ البداية. —يجب أن يعرف أنه لم يترك شيئاً في هذا المنزل. أطلق نفساً. لم يكن يشعر باليأس أو حتى خيبة الأمل. لقد أدرك ببساطة كيف كانت الأمور. "هل يمكنك التوقف عن منادات نفسك كأبي؟ هذا يجعلني أشعر بالمرض". "حتى أنني سأغفر موقفك المتحدي. لا يحتاج الأب والابن إلى التشريفات في لم شملهم ". رأى فيريس أن بين ليس لديه نية للاستماع إليه فعلياَ. لم يستطع أن يتذكر أنه تحدث مع والده من قبل—وكاد أن يضحك ليدرك أن هذا هو الرجل بين. كان والده معيباً بدرجة أكبر مما كان يتخيله. "أم أن هذا التمرد علامة على أنك تريد أن تعامل كرجل؟ يمكن أن أتأثر بالترفيه عن الفكرة. إذا كنا راشدين متساوين، فهناك طريقة أخرى للتعامل مع هذا النقاش ". "…وما هي؟" "العمل على وجهات نظرنا من أجل الحصول على ما نريد." ركضت يد بين على لحيته بشكل مهم وهو يدور حول الجانب البعيد من الأريكة. وضع يديه على ظهره، وانحنى إلى الأمام، لينظر في فيريس. "لقد طلبتك هنا لأنه لدي عمل معك." "كان من الممكن أن ترسل رسالة. على الرغم من أنني كنت سأمزقها ". "سأعترف أن هذه كانت طريقة ملتوية لعمل الأشياء. لكنها كانت ضرورية. كان علي اختبار قربان الملك الخالد—وقدراتك! " كان عمليا يبصق في الوقت الذي انتهى فيه. "هذا كل شيء..." أدرك فيريس أخيراً سبب استدعائه. لم يكن بين مهتماً بقدرات فيريس البدنية. "كنت بحاجة إلى سحري..." "بالضبط. لكن لا يخيب ظنك. موهبة سحر المياه التي تكمن في داخلك—هي أعظم دليل على أن دمك مرتبط بي. تم تناقل إتقان السحر المائي عبر أجيال من عائلو أرجيل. لا يمكن لأي طفل غير شرعي أن يمتلكها! " "حسناً . ألستَ محظوظاً. تهانينا." أعطى فيريس تصفيقا بطيئا. يمكن أن يثبت بين جميع الروابط العائلية التي يريدها. كان فيريس بعيداً جداً عن الاهتمام بذلك. لكن بين اقترب أكثر من فيريس، كما لو كان هذا هو أهم شيء على الإطلاق. "هنا حيث تبدأ محادثتنا كبالغين متساوين. إذا كنت تريد شيئاً من شخص ما، فيجب أن تكون مستعداً لتقديم شيء ذي قيمة مماثلة في المقابل. نعم؟" "—" "ولكن ماذا تعرف عن ذلك؟ لا شيئ. لذا فقد أخذت حريتي في تحديد السعر نيابة عنك. إذا أعطيتني ما أريد، فسأعيد لك دوقتك الثمينة. هذا هو الاتفاق." "ألا تعتقد أن هذا كله غير منطقي؟" "المنطق لا تشوبه شائبة. لا يوجد شيء غريب في ذلك ". لذلك، ذهب بين إلى هذه الأطوال السخيفة فقط ليلعب دور الطاغية. لقد أخذ كروش رهينة ليس لجعل فيريس يستمع إليه ولكن لمجرد المساومة معه. "إنه أمر غبي لدرجة أنه يخترق الجانب الآخر ويصبح منطقياً مرة أخرى، على ما أعتقد... لذا، ما الذي تريد مني أن أفعله؟ هل تريد مني الاتصال بك أبي؟ " "ما أريده بسيط. وبفضل قدراتك، يجب أن يكون الأمر سهلاً للغاية—أنت!" تجاهل بين الوخز بنظرة منتصرة وصرخ في الخادمة التي كانت تقف بهدوء في الزاوية. أومأت إليه. "هل آخذه؟ أو هل ترغب في مرافقتنا؟ " "همم... جيد جداً. خدينا معاً هناك. لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة سار فيها فيليكس مع والده. أنا متأكد من أنه سيحبها. أليس كذلك؟ " "ها-ها-ها-ها. أنت مضحك." كانت مزحة رائعة. لم يكن فيريس ووالده يتجولان معاً. في هذه المرحلة، أدرك فيريس أن بين كان غير مستقر عقلياً. كان من الطبيعي ألا تبدو محادثته منطقية تماماً. إذا دفع فيريس للخلف، فربما يدمره بين. من الأفضل اللعب مع الوقت وانتظار فرصته. للكنه كان لا يزال قلقاً بشأن سلامة كروش. مع بين بالطريقة التي كان عليها، لم تكن هناك ضمانات بأن كروش على ما يرام، حتى لو ادعى أنها كانت كذلك. "... على الأقل، لم تتضرر صديقتك." "هاه؟" جاء الهمس كإجابة على أفكاره. لم ترد الخادمة، التي تحدثت بالكلمات، بأي رد آخر، لكنها خرجت من الغرفة لتظهر لهم الطريق. سارع بها بين من الخلف، وترك فيريس، آخر من يخرج من غرفة الاستقبال، في حيرة. كان متأكداً من أن الخادمة كانت في تحالف مع بين. لم يكن لديها سبب لتجنيبه أي مساعدة أو أمل. لكن لم تبدو أنها مجنونة. والأغرب من ذلك كله، أن كلماتها أعطته إحساساً حقيقياً بالراحة. "…غريب." وضع فيريس الشعور المزعج جانباً، معتقداً أنه غريب. بجانبه، استمر بين في لهجة متفائلة. أومأ فيريس برأسه وشخر لكنه تجاهل كل ما قاله الرجل. أخيراً، وصل الثلاثي غير المتطابق إلى الغرفة الداخلية في الطابق الثالث. وقف بين عند الباب. "هل تعرف أين نحن؟" من الواضح أن فيريس لم يكن لديه ذاكرة فعلية للمكان، لكن هذه كانت الغرفة الأعمق في الطابق العلوي من قصر النبيل. كانت لديه فكرة جيدة جداً. "غرفة النوم الرئيسية؟" “طفل ناضج. أنت على صواب. " قدم بين كلمات مدح خالية من المشاعر ثم فتح الباب. واندفعت رائحة الموت العاتية. كانت مشابهة للرائحة التي سادت المنزل بأكمله، ولكن هنا كانت مرتبة من حيث الحجم. لم تكن هذه جثة جديدة. كان مصدر الرائحة داخل الغرفة. قال بين "—زوجتي". "هل تفهم يا فيليكس؟" كانت جثة امرأة ملقاة على السرير ولا تزال المعانات ظاهرة على وجهها. لديها شعر كتاني. وترتدي ثوباً جميلاً بسبب ملابسها الرقيقة. بدت وكأنها قد نامت، ولم تستيقظ أبداً. قدمها بين كزوجته. بمعنى أنها لـ فيريس، كانت… "أ... أمي...؟" لم يستطع تجاهل الألم الذي شعر به في قلبه لأنه أدرك لمن يجب أن تكون الجثة. 11 "بقدراتي السحرية، لا يمكنني إلا استدعاء قربان الملك الخالد بشكل غير كامل. الجثث المتحركة هي أفضل ما يمكنني إدارته. لكنك يا فيليكس مختلف! " وقف فيريس محدقاً في جثة والدته بينما كان بين يتوسل. صعد الرجل إلى السرير ومسد وجه زوجته النائم. "لديك موهبة خاصة. قوة كافية لإعادة فتاة من حافة الموت دون ترديد ترانيم! بهذه الصلاحيات، يمكنك بالتأكيد إكمال القربان! يمكنك إعادة والدتك إلى الحياة! " نظر فيريس إلى عيون بين الدموية وأدرك ما يريده الرجل حقاً. سعى لإعادة زوجته من الموت من خلال قربان الملك الخالد. كان يجمع الجثث ليجربها ويتدرب عليها بسحره الأسود. ربما كان يعتمد على تاجر العبيد لمساعدته في جمع الجثث. وبدا أن نتيجة عمله هي المحاربين اللاموتى الذين احتشدوا في الخارج—كم عدد الجثث التي دنسها؟ وعلى الرغم من كل ذلك، لم يحقق بين ما يريده حقاً واضطر إلى إدراك أنه يفتقر إلى القوة. ثم تذكر—لقد تذكر وجود ملقي تعاويذ يشاركه دمه وكان أقوى منه بكثير. "لديك قوة حقيقية! أنت قادر على ذلك. يمكنك إعادة زوجتي لي. أنا ... أنا أعلم وحدي! أنا والدك، وأنا أفهم تألق قدراتك أفضل من أي شخص آخر! " خدش بين وجنتيه بشدة لدرجة أن الدم نزل منهم مثل الدموع. على الفور انبعث ضوء خافت من الجروح التي اختفت. لقد أساء إلى نفسه ثم شفى نفسه. كان هذا هو الاستخدام الأكثر إثارة للقلق لسحر الشفاء الذي شهده فيريس على الإطلاق. قال بين "هذا أبعد مني". "لكنه ليس أبعد منك. أنت عبقري! لا يوجد والد لا يفرح بقدرات طفله! أنت أفضل ابن! " تم نقل بين بفرح وثناء من صميم قلبه وتوقع لقدرات طفله. شعر فيريس بموجة من الدوار أعقبها غثيان. هل—هل كان هذا هو مدى عمق التواء عائلته؟ ”انظر إلى هذا! هذا نص يصف قربان الملك الخالد الذي تم تناقله في منزلنا. الوصف غير مكتمل، لكنني تمكنت من استخدامه. أنا متأكد من أنك تستطيع اكتشاف ما فاتني وأداء الطقوس بأكملها! " حفر بين في حقيبته وأخرج كتاباً بالياً. تمت قراءة الكتاب مرات عديدة بحيث بدا أنه مغطى ليس فقط ببصمات الأصابع ولكن حتى بالدم. لقد تم استخدامه جيداً لدرجة يبدو أن أدنى لمسة قد تتسبب في انهياره إلى غبار. "الآن، أعد زوجتي—أعد والدتك! إذا استطعت فعل ذلك، فسأعيد لك سيدتك. هذه هي الصفقة التي أعرضها عليك على قدم المساواة، كرجل! " دفع بين الكتاب في صدر فيريس. أمسكه الفتى القط بثبات. كان الغطاء ملطخاً بالدم الجاف، وشعر بثقله وكأنه قد امتص أرواح الموتى. قربان الملك الخالد، طقس له القدرة على إحياء الموتى. إذا كان معالجاً، سيكون من غير الصحيح القول إن فيريس لم يكن مهتماً بمثل هذه الأشياء. ولكن بغض النظر عما قد يكون قد شعر به كمعالج، فإن عقله وإنسانيته الأساسية ثارت ضد هذه الفكرة. ولكن إذا لم ينظر إلى الكتاب وأدى التعويذة، فقد تكون حياة كروش في خطر. والمرأة التي كانت مستلقية أمامه—لم يكن لديه شعور أسري تجاهها أكثر مما كان يشعر به مع بين، لكنها كانت لا تزال جثة والدته، وليس خسارة تماماً عليها. على الأقل، إذا كان هناك حقاً تعويذة يمكن أن تعيدها، فقد أراد أن يفعل ذلك. "—" ابتلع فيريس لعابه. قرر تأجيل القرار. بدلا من ذلك، قلب صفحات كتاب التعويذة. كانت بعض المقاطع غامضة، وغطت بصمات الأصابع عدة صفحات. تعامل فيريس مع كل شيء بعناية قدر استطاعته، وكان يتأمل في إرث عائلته، محاولاً إدخال التعويذة في رأسه. وثم… "...هل يجب أن أمضي قدماً وأستخدم القربان على هذه المرأة بأسرع ما يمكنني؟" تعمد تجنب استخدام كلمة أمي، وتحدث عنها على أنها غريبة من أجل الحفاظ على توازنه. أضاء وجه بين. "نعم نعم!" أومأ برأسه بحماس. "هذا صحيح، بأسرع ما يمكن. أعد زوجتي. وبعد ذلك، يمكن لثلاثة منا أن نتشارك في لقاء فرح كعائلة! " لم يستجب فيريس لهذا ولكنه اقترب من الجسد على السرير. مد يده إلى المرأة، التي بدت كما لو كانت نائمة، وترك المانا تركض في الجسد الهامد. "متى ماتت؟ يبدو أنها كانت هنا منذ فترة ". "منذ أكثر من عامين. أستخدم السحر بشكل دوري لمنع تحلل الجسد... الرائحة هي الشيء الوحيد الذي لم أتمكن من فعل أي شيء حياله. ولكن إذا كان بإمكانك إعادتها، فلا مشكلة. إنها ليست مثل الجثث الأخرى هنا بلحمها المتعفن. الجسد نفسه هو بالضبط كما كان عندما ماتت". منذ عامين. كان من الممكن أن يكون هذا عام الاحتفال بعيد ميلاد كروش الذي يتذكره فيريس بوضوح. كان ذلك العام نقطة تحول بالنسبة له، ويبدو أنه كان كذلك لوالديه. لقد ترك المانا تمر عبر كل شبر من الجسد، ووجد أن بين كان يقول الحقيقة. بخلاف الافتقار إلى الوظائف الضرورية للحياة، كانت والدته محفوظة جيداً لدرجة أن المرء لن يظن أبداً أنها ماتت. لقد كانت حقاً كما كانت في لحظة وفاتها... "فيليكس. هناك الكثير الذي أريد التحدث عنه، لكنني سأكبح جماح نفسي. في الوقت الحالي، ركز كل شيء على ما هو أمامك. أليست سيدتك غالية عليك؟ لا تخذلها الآن. او لاحقاً—" "هل يمكنني أن أسأل شيئاً واحداً فقط؟" تدخل فيريس، ولمس جبين أمه المتوفاة. نظر إلى بين، الذي ابتلع بقية ما كان على وشك قوله. ثبته فيريس بنظرة ثاقبة. "—من الذي طعن أمي حتى الموت؟" 12 ركزت كروش انتباهها عندما نزلت خطى الخدش إلى الطابق السفلي. نظرت نظرتها إلى النخاس ذي الوجه القاسي. "كان يجب أن يزول السم الآن، همم؟ لنتحدث، يا أميرتي الصغيرة ". ابتسم مايلز بتكلف في كروش حيث كانت مقيدة بالسلاسل إلى الحائط. تنهدت على نظرته الفاسقة. "ليس لديك نظرة مهذبة للغاية." "لا يمكنني تحمل الغطرسة. يستمتع العديد من الرجال برؤية امرأة فخورة تتأرجح ببطء—وأنا من بينهم ". "ليست هواية مؤدبة جداً لديك أيضاً." لم تعط كلماتها أي علامة على الضعف، ولكن مايلز بدا سعيداً تماماً. مرت ساعات منذ أن تركها بين في غرفة تحت الأرض. وفقاً لتقدير كروش، كان من المفترض أن يطوق باردوك، مستشارها العسكري، القصر بالفعل. لكنها لم تستطع الشعور بحدوث أي شيء من هذا القبيل. يبدو أن هناك خطأ ما. "قربان الملك الخالد—لا يصدق. ما هي أفضل طريقة للاستهزاء بقوانين المملكة؟ " "هيه! هذه هي الدوقة بالنسبة لك. لا يعرف الكثير عن القربان". "إنها تعويذة سرية ظلت بعيدة عن الأنظار إلى حد كبير، ولكن هناك سجلات لاستخدامها خلال أنصاف البشر... أشك في أنك من استخدمها. لا بد أنه كان بين أرجيل". "يا إلهي. كيف تفكرين بشدة في هذه الغرفة التي تفوح منها الرائحة الكريهة؟ " قام بمسح وجهه من الرائحة الكريهة التي انجرفت عبر الغرفة، لكن مع ذلك، أكد هذا شكوكها. بالطبع، لم يكن لدى كروش سوى الرائحة الكريهة في الغرفة الموجودة تحت الأرض ؛ لم يكن لديها أي فكرة عما إذا كان القربان قد تم استخدامه بالفعل. جاء التلميح مع مايلز: لقد أحضر معه المحاربين اللاموتى، كما لو كان يعرضهم عليها. "إذا كنت تحاول تخويفي، فأنا آسفة لإحباطك ،" قال كروش. "ألا يجب على الفتاة التي ترى جثة ماشية أن تصرخ صرخة لطيفة؟ بصراحة، حتى أنا أشعر بدمي يبرد عندما أنظر إليهم". قالت كروش مع اقتراح ابتسامة: "أخشى أنني تركت أنوثتي خلفي منذ فترة طويلة". نظر إليها مايلز، برفقة العديد من الزومبي، بسخط. لكن سرعان ما تغير تعبيره، وأشار إلى السقف فوق كروش المقيدة. "حسناً، يا أميرتي الصغيرة، بما أنك تجهلين ما يحدث في الخارج، دعيني أحضر لك الأخبار. وصل فارس لإنقاذ الأميرة المأسورة. على الرغم من أنه بالكاد بدا مثل واحد". "—" ربما كان مايلز يتحدث عن فيريس. كان من المفترض أن يكون في العاصمة—ولكن من أجلها، عاد إلى أراضي كارستن بعد وقت قصير فقط. وكان فوريير متورط في ذلك، كانت شبه متأكدة. تخيلت نفسها وهي تخبره أنه يمكنه استخدام حكمه إذا سارت الأمور بشكل سيئ. "أنا فقط لا أستطيع التفوق على سموه..." أدى عدم كفاءتها إلى حدوث هذا الوضع. كانت تكره حماقتها، لكنها شعرت بسعادة غامرة لأنهما سيبذلان قصارى جهدهما لضمان سلامتها. تنهدت. واصل مايلز شماتته. "كان لدى بين طلب ما لذلك الفارس. لا أعرف ما الذي قد يفعله إذا أعطاه الصبي ما يريده بالفعل، لكنني أعلم أنه لا شيء أوافق عليه". "أوه، أليس كذلك؟" "فكر في الأمر. يمكن فقط للأشخاص من سلالة محددة جداً استخدام هذه التعويذة لإحياء الموتى. هل تعتقدين أنني سأتركها تفلت من أصابعي بهذه السهولة؟ في اللحظة التي يموت فيها الناس، يصبحون عمالاً بقدرة تحمل غير محدودة". "انا افهم الان. لم تكن أبداً متحالفاً مع بين من الناحية الفلسفية. كان الأمر دائما يتعلق بتجارة العبيد بالنسبة لك. في الواقع... لم تعد تجارة العبيد بعد الآن، أليس كذلك؟ لقد انحدرت إلى سرقة القبور البسيطة". ضحك مايلز فقط، وبدا غير متأثر برد كروش. لذلك كانوا مخطئين في الشك في أن بيت أرجيل يعمل مع تاجر عبيد. ما كان مايلز يجلبه لهم على مدار الأشهر لم يكن عبيداً بل عدداً كبيراً من الجثث. كان دوره هو اقتناء الجثث التي يمكن استخدامها لاختبار قربان الملك الخالد. "بالمناسبة، المملكة ليس لديها قوانين ضد بيع الجثث. قد لا يكون أكثر الأعمال شهرة في العالم، لكنه ليس جريمة أنت تفهمين؟" قال مايلز ساخراً. للوهلة الأولى، بدا الأمر وكأنه عذر جيد. ولكن لكي تنجح، يجب على الدولة أن تغلق عينها على شيء واحد حاسم. قالت كروش: "أنت على حق، لا يمكننا أن نوجه إليك تهم تجارة الجثث. لكن كيف تتوقع أن تشرح ما فعلته بي؟ خطف دوقة وحبسها، ناهيك عن استخدام السحر المحرم. هذه جرائم. أخطر بكثير من العبودية". "نعم، لدينا مشكلة هناك. إذا تم اعتقالي، فأنا أشك في أنني سأتجنب أبشع عقوبة يمكن أن ينزلوها علي. لذا لدي طلب منك يا أميرتي. اعتقدت أنه ربما يمكنك أنت وفارسك مساعدتي في العودة بأمان إلى بلدي الأم". يمكن أن تشعر كروش بالثقة في كلماته، ريح قوية قالت إن هذا ليس خدعة. هذا يعني أنه يعتقد بأن لديه طريقة ما للخروج من هذه الشبكة. "بصراحة، ليس من السهل أخذ كلمتك. هل تعتقد أنه يمكنك إخراج فيريس وأنا من ساحة المعركة تلك؟ " "ليس بسهولة، إذا كنت لا توافقين على التعاون. لن أفعل أي شيء سيء لك. بمجرد أن أعود بأمان إلى فولاكيا، يمكنك أنت ومضيفك قضاء بقية أيامكم معاً. سوف أتفاوض بشأنه، لا تقلقي. أعترف أنني وقعت في حبك من النظرة الأولى، يا أميرة". "هواية بذوق فقير." لم تصدق إعلانه بالحب، لكنه بالتأكيد كان ينظر إليها بشغف كبير. اعتقدت أنها يمكن أن تلمح فقط شخصية غامضة وراء تصرفات مايلز القوية. إذا تمكنت فقط من إقناعه بإخبارها من الذي يسحب خيوطه... "إذا لم تفعلي ما أطلبه، فسأضطر إلى اللجوء إلى طرق أقل متعة لإقناعك بالمجيء. لكنني لا أستمتع بإيذاء النساء، لذلك سأجد شخصاً آخر... نعم، أعتقد أن صديقك الصغير سيفعل ذلك بشكل جيد". "—" "هذا يعمل دائماً بشكل أفضل مع نوعك. بدلاً من إيذائك، من الأفضل أن تؤذي شخصاً تهتمين به. عندما أتلقى صرخة جيدة وواضحة منه، أنا متأكد من أنك سوف—" "أحمق." "هاه؟" قام مايلز بذكر فيريس كملاذ أخير، لكن كروش تحدثت عنه الآن. عبس مايلز عندما وقفت كروش. نظر إلى قدميها، حيث كان ينبغي تقييدها بالأرض. "انتظري! كيف يمكنك الوقوف؟ من المفترض أن تكون يديك وقدميك مقيدة—" " يبدو أنك مشتت. هل انت متفاجئ؟ كان يجب أن تكون متشككاً في اللحظة التي لاحظت فيها رؤيتي الواضحة! " ”فيه! اللعنة. لذا فمن المستقيم الذهاب للخطة ب، أليس كذلك يا أميرة؟ " عندما هزت كروش رأسها، شهق ووضع أحد محاربيه اللاموتى عليها. تهربت كروش من المخلوق المتقدم. جعلتها آخر بقايا السم غير مستقرة بعض الشيء، لكن غضبها المتزايد جعلها تنسى ضعفها. "لا تزال هناك بعض الأسئلة التي أريد أن أطرحها عليك، لكن صبري له حدود. سوف أتغاضى عن فظاظتك لي وحتى عنفك. لكن تهديد فيريس—فارسي—لن أسمح به". "أوه، أليس كذلك؟ وماذا ستفعلين بالضبط بذراعيك النسائيتين النحيفتين ويديك مقيدتين بالسلاسل؟ " حدق مايلز في كروش، التي كانت قد تراجعت مقابل الجدار، وابتسم ابتسامة بشعة، معتبرا أنه كان له اليد العليا مرة أخرى. ولكن بينما كان يتحدث، رفعت كروش يديها. سقطت الأصفاد بنقرة واحدة. "ماذا ؟!" "لم تكن مشكلة بالنسبة لي إذا ظللت مقيدة أكتر—ولكن بغض النظر، اسمح لي أن أريكم ما سأفعله." على الرغم من أن يديها وقدميها كانتا حرتين، لم يكن لدى كروش أسلحة—لكنها اتخذت موقفاً قتالياً على أي حال. كانت الغرفة تحت الأرض مظلمة وسميكة بالرائحة الكريهة. لكن بالنسبة لعيون كروش، كان كل شيء يلمع بوضوح من خلال هذا الهواء النتن. لم تفوت أدنى عاصفة من الرياح. لقد أوكلت روح السيافة الخاصة بها—المانا—لذلك النسيم، وانتقدت برؤيتها. "—" لم تتكلم بكلمات، لكن جسد المحارب اللاميت الذي كان يتقدم نحوها انكمش فجأة. وليس فقط من يقترب منها. حدث نفس الشيء لجميع الزومبي في الغرفة. ظهر الجرح نفسه عليهم جميعاً، كما لو أن سيفاً هائلًا قد جرحهم، وماتت حياتهم التي استؤنفت لفترة وجيزة مرة أخرى من الموت. كان هذا هو ما سمح لها بالتعامل بسهولة مع الأرانب العملاقة، وهي التقنية التي أكسبتها الدوقة كروش كارستن لقب "فالكيري". تقنية ضربة واحدة، مائة ساقط. بعد هجومها الرفيع المستوى بشكل استثنائي، قامت كروش بقبض يدها لتبديد ريشة الرياح التي حملتها ونظرت حول الطابق السفلي. "هذه... نهاية مايلز، على ما أعتقد." كانت معظم الجثث قد ماتت بالفعل عندما استخدمت هذه التقنية، لكنها رصدت مايلز بينهم. كان غارقاً في الدم. في لحظة غير حذرة، تلقى ضربة كروش وتقاسم نفس مصير الزومبي. أغمضت كروش عينيها، معترفة بقلة خبرتها وفشلها في نقله حياً. "عندما ذكر فيريس، فقدت أعصابي..." متذكّرة ما تسبب في ذلك، هزت رأسها. لكن سرعان ما عادت إلى التمركز. كان عليها أن تجد فيريس ؛ لا شك أنه كان على بعد مسافة قصيرة في الطابق العلوي. "—الدوقة كارستن، هل أنت هنا؟!" سمعت وقع أقدام على الدرج، وامتد ظل طويل إلى غرفة الطابق السفلي. تبعه رجل يرتدي زي الحرس الملكي الذي رمش بدهشة وارتياح عندما رآها. في اللحظة التي نظرت إليه، عرفت لمن يجب أن يأتي بأوامره. "انا جيدة. أنت خادم صاحب السمو فوريير، أليس كذلك؟ عمل جيد في العثور على هذه الغرفة تحت الأرض ". "الشكر للإله أنك بأمان. أنا يوليوس يوكوليوس من الحرس الملكي. أخبرني سموه عن هذه الغرفة... كان يعتقد أنك قد تكونين محتجزة هنا". "أرى. لم يكن يجب أن أقلقه هكذا". كان الشعور بالارتياح، أكثر من المفاجأة، هذا ما شعرت به من كلمات يوليوس. ابتسمت بلطف، وظهرت نظرة تعاطف على وجه يوليوس، لكنه سرعان ما هز رأسه. "لا أقصد التعجيل بك بينما أنت مرهقة، لكن إخراجك من هذا القصر هو أولويتي. يجب أن نسرع." "يبدو أنك غير صبور. هل هناك مشاكل فوقنا؟ " استشعرت نفحة حنق منه، وأشارت إلى أن كل شيء لم يكن على ما يرام. ردا على ذلك، نظر يوليوس إلى السقف. "—المبنى يحترق. علينا الخروج قبل أن ينزل على رؤوسنا". 13 "—من الذي طعن أمي حتى الموت؟" كان من الواضح أن بين اهتز من سؤال فيريس. لقد وضع نفسه تحت المراقبة عندما انحدر إلى عالم الجنون. لم يكن أي شيء قاله فيريس قد ترك أي انطباع عليه، لكن هذا السؤال أثار رد فعل واضح. "ط- طعنها؟ ما هذا…؟" "لا فائدة من محاولة إخفاء ذلك. أنت في الواقع جيد جداً في الحفاظ على الجثث. كل شيء يبدو كما حدث في يوم وفاتها...بما في ذلك سبب الوفاة". كان من المستحيل تحدي قوانين شفاء السحر. كان المبدأ الأساسي لانضباط فيريس هو تشجيع قدرات الشفاء الطبيعية للجسد، مما يساعد الجسد على أن يصبح أكثر قدرة على مساعدة نفسه. لكن بالطبع، لم يكن للجثة قدرة طبيعية على الشفاء، ولهذا السبب لم يكن من الممكن تقنياً التئام جروح الجثة—على الرغم من وجود استثناءات. "تعرضت والدتي للطعن مراراً وتكراراً. مراراً وتكراراً، مرات عديدة. هذا ... حتى أنل أشعر بالسوء تجاهها ". قلبه يؤلم. على الرغم من أن فيريس لم يشعر بأي شيء تجاهها بصفتها والدته، لم يكن أحد يستحق أن يموت بهذه الطريقة القاسية. لكن فكرة أخرى رافقت هذا الأولى: من غير المرجح أن يكون هذا الغضب القاتل من عمل أحد المارة، وهو شخص غريب. إذا كان هناك أي شخص في السنوات العديدة الماضية كره والدته بما يكفي لقتلها، فقد كان ..."ما هذا التعبير؟ ... يا لها من طريقة للنظر إلى والدك. ماذا —ماذا تقول أنني فعلت؟! " "أنا لا أقول أي شيء على الإطلاق." "أنت! عيناك تقول ذلك! هل تعتقد أنه كان خطأ مني؟ هل تعتقد أيضا أنني كنت مخطئاً؟ النظر إليّ بهذه العيون الناقدة كل يوم—! من يلومني مع العلم أن من أحببت قد خانني؟! أقسم أنه لم يكن خطأي! " لم يكن فيريس مضطراً لمحاولة إخراج الحقيقة من والده. اعترف بين بذلك عمليا بمحض إرادته. لم يكن فيريس يعرف ما حدث في منزل أرجيل منذ أن أخذته عائلة كارستن بعيداً. لكن من الواضح أن والديه كانا قد اندلعا نوعاً ما في المشاكل. وقد تم القيام بأشياء لا يمكن التراجع عنها أبداً. كانت جثة والدته دليلاً على ذلك. "هل الذنب هو الذي يجعلك ترغب في إعادتها؟ لأنك تريد الاعتذار؟ " "هل تسخر مني ؟! أريد من أحب أن يعيش وأعيش! أليس الجميع كذلك؟! " كانت الرغوة تخرج من فم بين. مزق رأسه، ودمر شعره الممشط بعناية. "عندما تفقد شيئاً ثميناً بالنسبة لك، ستفهم! لا، والدتك ماتت! ألا تشعر بشيء؟! يجب أن ترغب في إعادتها...! ألا تريدها؟ هل يستطيع أي طفل أن يتخلى عن حب والديه؟ بسرعة الآن! أعدها إلى الحياة! أو—أو لا تهتم بما يحدث لسيدتك المحبوبة؟ هل تريدها أن تموت قبل أن تفهم—ما أشعر به؟! " "—" في مواجهة هجوم بين، أدرك فيريس أن الحديث لن يجدي نفعا. ومض ضوء أزرق خافت حول يديه، ونقله بهدوء إلى جثة والدته. بطريقة ما، بدت اللحظة مقدسة تقريباً. ثم انفتحت عينا الجثة. "هـ- هانا! أوه! هانا! " كان بين منتشياً بينما كان الجسد يتحول، جلس بنفسه. كاد أن يدفع فيريس بعيداً عن الطريق ليتخد مكاناً بجانب السرير. شاهد فيريس والديه يتشاركان في لم الشمل، على الرغم من وفاة أحدهما قبل لحظات فقط. "هانا! كنت أنتظر هذه اللحظة! لأجلنا لنكون هكذا مرة أخرى—" "—" مع الدموع في عينيه، دعم بين زوجته وهي جالسة، لكنها لم تقل شيئاً. حدقت في وجه زوجها. رفعت يديها بلطف ووضعتها على خدي بين. ابتسم لشعوره بيديها، وابتسمت هانا أيضاً بصوت خافت. لقد كان رد فعل لم يكن ممكناً لمجرد جثة متحركة، مثل أحد المحاربين اللاموتى. ثم… "هـ-هان ... نا...؟" وفجأة بدأت بخنق بين. كانت يداها حول رقبته، الذي صرخ تحت قوة لا ينبغي أن تمتلكها ذراعي المرأة الرفيعة. "ماههه - ذا في...؟ فيلي - كس...! " نظر إلى ابنه، وعيناه تتوسلان المساعدة. "اذهب وانظر إلى الشخص الذي تحبه، أينما كانت. أجاب فيريس بهدوء هذا ما أنا ذاهب لفعله. أصبح وجه بين متصلباً من الصدمة، لكن لم يُظهر فيريس أي إشارة لرد فعل. لن أسمح لأحد بأخذها مني خاصة من سرقوا مني كل شيء. هي أعطتني شيئاً، ولن تحصل عليه مني أبداً. لن أعطيك أبداً أياً من الأشياء التي حصلت عليها عندما أصبحت شخصاً". "هرك ... هررك..." "كان وضع إصبع على السيدة كروش خطأك الأول—إذا لم تفعل ذلك، فأنا..." وضع يده على صدره، لكنه لم يستطع إجبار نفسه لإنهاء جملته. فأغلق فمه. حتى لو كان بإمكانه نطق الكلمات، فلن يسمعها بين. كانت القوة قد تركت بالفعل ذراعيه وساقيه، وانقطع الضوء عن عينيه والروح من جسده. كان هذا هو الموت، الانفصال المطلق الذي لم يستطع حتى فيريس فعل أي شيء بشأنه. "... كان يجب أن ترسل رسالةً فقط." تحدث فيريس مع الفراغ اللامحدود، وكان هذا هو أصدق ما قاله. ربما كان سيمزقها. ربما لم يكن ليقبلها أبداً. لكن ربما لم يكن ليفعل ذلك أيضاً. فقط ربما، كانت لديهم فرصة للتحدث مع بعضهم البعض. بتنهيدة لطيفة، نظر فيريس إلى هانا. نظرت إليه مرة أخرى، وهي لا تزال تمسك بالزوج الذي خنقته، وابتسمت مرة أخرى. ثم تراجعت ابتسامتها—بالمعنى الحرفي للكلمة—وهي تتفتت إلى كومة من الغبار. بعد لحظة، كل ما تبقى كان كومة من رماد والدته، ةجثة والده مدفونة بينهم. عندما نظر فيريس إلى والده، الميت، واختفاء والدته، تحدث إليه صوت خالٍ من المشاعر. "—السيد فيليكس. هل هذا ما أردته لكليهما؟ " كانت الخادمة التي بقيت معهم في كل شيء وظلت صامتة حتى النهاية. هز فيريس رأسه. "...لا يقتصر الأمر على أن كتاب التعويذة غير مكتمل. لم تكن أبداً مسألة قوة كملقي للتعويذة. باستخدام تعويذة مروعة من هذا القبيل—إجبار جسد تم إيقافه على العمل من جديد—بالطبع سوف ينهار على الفور. " من المؤكد أن بين كان يعرف ذلك. كان مدركاً تماماً لمشكلة التعويذة نفسها ؛ هذا هو السبب في أنه لم يحيي زوجته بمفرده. لماذا أراد فيريس أن يفعل ذلك؟ هل كان يأمل حقاً في شيء أكثر؟ أم أنه أراد فقط التخلي عن مسؤوليته عما سيحدث؟ الآن، لن يعرف فيريس أبداً. "إذن ما الذي جعل السيدة... تخنق السيد؟" "لا أستطيع أن أقول. كل ما فعلته هو إعادتها إلى الحياة باستخدام تعويذة معيبة. ربما كانت الكراهية المستمرة قبل وفاتها هي التي جعلت الجثة تفعل ما فعلت". لقد طعنت حتى الموت، بعد كل شيء. الروح لم تسكن في الواقع في الجثة المقامة، ولكن ربما بقي ألمها. شيء آخر لم يفهمه فيريس. "...ربما لم تستطع السيدة ببساطة أن تتحمل رؤية السيد يعيش في عار. لقد كانت تحبه حقاً، كما تعلم ". مقابل تقييم فيريس القاتم، كان للخادمة تفسير آخر. ربما كان تفسيراً جميلاً جداً لما حدث للتو. "تعال إلى التفكير في الأمر، ماذا عنك؟ من أنت بالضبط؟" كان هناك شيء آخر لم يكن فيريس يعرفه، لكنه كان إجابة قد يتمكن من الحصول عليها. لم يكن لديه أي فكرة عن الوظيفة التي كانت الخادمة فيها. هل كانت في تحالف مع بين؟ لكنها لم تفعل شيئاً لوقف موته. ولا تبدو معادية لفريس الآن. عندما وقف فيريس عابساً، ابتسمت الخادمة له لأول مرة. كانت ابتسامة وحيدة بشكل رهيب. "أنا مجرد خادمة. أنا مدينة بالكثير للسيد والسيدة... حتى أنني حملتك بين ذراعي مرات عديدة، سيد فيليكس". "…هاه…" القصة لم تنقر عليه تماما. لم يكن يتخيل حدوث مثل هذا المشهد العائلي في هذا المنزل. "لكن لا يهم. لا بد لي من مساعدة السيدة كروش. هل هي حقا بخير؟ " "لا داعي للقلق بشأن ذلك. لقد قمت بفك قيودها. أعتقد أنها قادرة تماماً على الابتعاد بمفردها ". ثم أشارت الخادمة إلى أسفل الدرج، فهم فيريس على الفور مكان احتجاز كروش. لقد تم حبسها في غرفة القبو البشعة تلك. "هذا المكان مرة أخرى ...!" "في الواقع. كان السيد بالأحرى وضع في طرقه". اشتعل فيريس غضباً، لكن الخادمة، من جانبها، استمرت في الابتسام، ولا تزال وحيدة كما كانت من قبل. لم يترك التعبير وجهها وهي تقترب ببطء من السرير والجثتين. قال فيريس: "أنا ذاهب إلى هناك". "لن تحاولي إيقافي؟" "من فضلك، افعل بالضبط ما يحلو لك. سأرى السيد وسيدة في طريقهما". بعد كل هذا، وجد فيريس أنه ليس لديه أدنى فكرة عما كانت تفكر فيه الخادمة. ولكن عندما يتعلق الأمر بإقامة طقوس الجنازة على والدته وأبيه، فقد اعتقد أنه من الأنسب أن اقوم هذه الخادمة بذلك، بدلاً من الفتى الذي لا يشعر بأي شيء نحو الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم والديه. "سأتركك تتعاملين معها، إذن. وسأتحدث إلى السيدة كروش عنك". لم تكن هناك فرصة للخادمة لأن تفلت من العقاب، لكن ربما كان بإمكانه أن يمنحها بعض الرأفة. مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، سارع بالخروج من غرفة النوم. وبينما كان يندفع في الردهة، سمع شيئاً خلفه. "—وداعا عزيزي فيليكس." "هاه؟" ثم كان هناك صوت إنغلاق الباب وطنين أثناء قفله. توقف فيريس في مساره. أعطته تلك النقرة شعوراً سيئاً. لم يكن لديه سبب وجيه لذلك، لكن حدسه قال إن الصوت يشير إلى شيء لا يمكن الرجوع عنه. "انتظري! لماذا أغلقت الباب؟ ماذا ستفعلين؟!" عاد وضرب الباب بيأس، لكن لم يكن هناك جواب. في النهاية، على الرغم من ذلك، جاء الرد من الجانب البعيد والذي كان أكثر واقعية مما يمكن أن يكون عليه أي رد أخر. "—هذا ساخن!" جعل الإحساس بالحرق يده تقفز من مقبض الباب. في نفس اللحظة، اكتشف رائحة أخرى تختلط برائحة العفن النتنة في المنزل: شيء يحترق. إطلاق النار. تم إشعال النار في الغرفة التي كان قد غادرها للتو، من قبل الخادمة التي أغلقت نفسها داخلها. "ماذا تظنين نفسك فاعلة؟!" لكن لم يكن هناك جواب. فقط الحرارة الهائلة أخبرته بما قصدته الخادمة. كان منزعجاً من سرعة انتشار الحريق. اتضح له أن الخطة كانت طوال الوقت أن تموت الأسرة بأكملها معاً. ركل الباب بشراسة. "أنا أكره هذا المكان! والجميع فيه! كل هذا كله! أكرهه—!!" ما كان يجب أن يعود. تمنى لو لم ير والده أو والدته أو تلك الخادمة. اندفع عبر الردهة، دافعاً المحاربين اللاموتى الذين وقفوا بغباء. ستأخذ النار المنزل بأكمله، وسيتم حرق المحاربين اللاموتى المتبقيين معه. لكن كذلك كانت كروش في غرفة الطابق السفلي. نزل فيريس الدرج متجهاً إلى تلك الغرفة الخسيسة تحت الأرض. كان في الطابق الأول. إلى أين يذهب للوصول إلى الغرفة؟ كان في منزله، لكنه لم يكن يعلم. لم يكن يعرف شيئاً. كان الأمر مثيرا للغضب، ومثير للغضب الشديد. "لماذا هذا المكان يعذبني...!" كان يكره ساقيه لعدم قدرته على الجري بشكل أسرع. كان يكره ذاكرته لفشلها في مساعدته في العثور على غرفة الطابق السفلي. كان يكره والديه، اللذين لم يدفعا له فكرة ثانية. كان يكره الخادمة التي اختارت مرافقة والديه حتى الموت. كان الأمر كما لو أن كل شيء هنا، كل شيء، كل شبر من هذا المنزل، موجود فقط لإحداث معاناة له. "فيريس!" ولكن بينما كان على وشك أن ينفجر في البكاء، سمع صوتاً من الطابق السفلي. صدى في روحه مثل جرس حاد مدوي على الفور. "السيدة كروش—!" حتى عند اللهب القرمزي المندلع، حتى في مكان كثيف برائحة العفن، كانت كروش جميلة. وجدها فيريس في الغرفة الكبيرة، وهرع إليها، وتشبث بها دون تردد. حملته بقوة بين ذراعيها. قالت: "الشكر للإله على سلامتك". قال "هذ- هذه هي جد- جملتي...". "اعتقد انها كذلك. أنا آسف لقلقك. لكنني بخير، بفضل خطة سموه ". نظر فيريس ورأى يوليوس، على الأرجح هناك بناءً على طلب فوريير، واقفاً بجانب كروش. لذلك كان هو الذي أنقذها. لكن لم يكن هناك وقت لفيريس للتعبير عن امتنانه الآن. نظرت كروش إلى الأعلى، وضيقت عينيها وهي تؤكد أن مصدر الحريق كان فوقهما. "فيريس، والداك...؟" "اخرجيني-! أخرجيني... الآن...! " "فيريس؟" "أخرجيني من هنا! خذيني بعيداً، تماماً مثل الماضي...! لا يوجد شيء هنا! إذا بقيت هنا، فلن أكون أنا بعد الآن...! اجعليني... إنساناً... ابقني بجانبك. معك يا سيدة كروش وسموه...! " توسل إليها متعثراً بكلماته. سارت المشاعر عبر فيريس التي بدت غريبة حتى بالنسبة له. غيم الارتباك على وجه يوليوس، ونظر إلى كروش كما لو كان يطلب الإرشاد. أجابت بدورها، "—حسناً. دعنا نضع حدا لهذا الوقت من الظلم الذي تحملته". حملته عن قرب، وربتت على ظهره بشكل مريح. فوجئ فيريس بمدى ارتياحه لهذه الإيماءة. "يوليوس، خذ زمام المبادرة. سأحمل فيريس". أومأ يوليوس برأسه وانطلق أمامهم. لقد دفع بسهولة المحاربين اللاموتى الذين وقفوا في طريقهم بلا مبالاة، بينما ابتلعت النيران الآخرين. في الجثث المحترقة، رأى فيريس نفسه في هذا المنزل. احتراق، الإحتراق على الأرض. كانت الذكريات المروعة مغمورة بالنار، الأصل الذي كبته لفترة طويلة تحول إلى رماد في عباءة حمراء. "سيدة كروش، أنت بخير—!" قبل أن يعرف ما حدث تقريباً، كانوا خارج القصر. كان مسؤول عسكري يهرع إلى كروش، التي لا تزال متمسك بأكتاف فيريس. قالوا شيئاً لبعضهم البعض، وظلت يد كروش بيد فيريس طوال الوقت. "انظروا، المحاربين اللاموتى—!" نادى شخص ما. بدأ كل الزومبي في التحرك دفعة واحدة. قبل لحظات، كانوا يهاجمون أي شيء يقترب. الآن تحركوا جميعاً نحو القصر. دخلوا المنزل المحترق، واحداً تلو الآخر. فقط ملقي التعويذة، أو أي شخص مُنح سلطة من قبل مستخدِم السحر، يمكنه التحكم في الزومبي. مع موت بين، كان المحاربون ينتظرون نهايتهم فقط. "ربما لا ترغب الجثث في تدنيس نفسها بعد الموت،" قال يوليوس. كان زيه متسخاً بالقيح، وشاهد المحاربين اللاموتى وهم يسيرون إلى هلاكهم. لم يكن هناك رد. كل ما استطاعوا فعله هو المشاهدة حتى التهم الحريق الذي لا يمكن إيقافه المنزل وعاد جميع اللاموتى إلى الرماد. 14 "اللعنة! اللعنة على تلك المرأة...! هذا أمر جاد. سوف تدفع ثمن هذا! " بصق مايلز وشتم وهو يحاول وقف الدم المتدفق منه. كان الجرح يمتد من كتفه الأيمن إلى ظهره ولم يستطع علاجه بنفسه. قام بقطع بعض الملابس حوله بشكل فظ، وتمكن من إيقاف النزيف بما يكفي للتشبث بالوعي. —نجا مايلز من الضربة التي قتلت الزومبي. كان لديه دائماً حاسة سادسة عندما تكون حياته في خطر. لقد أنقذته اليوم أيضاً، لكن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءاً مما هي عليه. لم تهرب كروش فحسب، بل لم يكن مايلز قادراً حتى على التخلص من ملقي السحر الذي استخدم قربان الملك الخالد. من بعيد، استطاع رؤية قصر أرجيل مكللاً بالنيران. كان المحاربون اللاموتى المتبقون يحرقون أنفسهم. كان انتحارهم بمثابة إلهاء بسيط كان مايلز قد طهاه ليكسب لنفسه الوقت للهروب. كان من المفترض أن يكون لدى بين القيادة الشاملة للزومبي، ولكن بما أنه لم يكن هناك ما يمنعهم من تنفيذ أوامر مايلز لتدمير أنفسهم، فقد توقع أن بين يجب أن يكون ميتاً. كانت الدمى ومحرك الدمى على حد سواء عديمي الفائدة تماماَ. "كل هذا العمل، وجزائي الوحيد هو نسخة من كتاب التعويذة... اللعنة! هذا ما استحقه فقط؟ ما الذي سأقوله لهم حتى في فولاكيا، للعودة بهذه الطريقة...؟ " "—أوه، لا داعي للقلق بشأن ذلك. إذا هبطت بهدوء". لم يكد يخرج تمتمته الغاضبة حتى ذهل مايلز بالرد. كان الأمر طبيعياً فقط، بالنظر إلى مكانه: في السماء، بعيداً عن الأرض. عاليا جدا يمكنه أن ينظر إلى الأسفل على الغيوم. لا ينبغي لأحد التمكن من التحدث إليه هناك. ومع ذلك استمر صاحب الصوت بهدوء. "لم أتوقع قط راكب تنين. كدت أن أفقدك. أنت جاسوس قادر تماماً—ولهذا أنصحك بالهبوط بهدوء". بدا أن الشاب ذو الشعر الأحمر الذي ركب عرضاً على التنين المجنح يبذل قصارى جهده للضغط على مايلز. كانت الشمس على ظهر الصبي، مما جعل من المستحيل رؤية وجهه، ترك ذلك مايلز يتخيل الأسوأ. كان التنين الطائر شيئاً أحضره مايلز من فولاكيا لمنحه وسيلة للهروب إذا لزم الأمر. كان لديه نفق من غرفة الطابق السفلي في القصر إلى الخارج، وكان ينوي إحضار كروش و وملقي التعاويذ معه، باستخدام التنين للهروب من شبكة اللاموتى من حولهم. كان من المهين الفرار من المنزل بمفرده، وخطته في حالة يرثى لها. "ليس من المفترض أن يكون هناك أي راكبي تنانين في لوغونيكا!" صرخ مايلز. على عكس تنانين الماء والأرض، كانت التنانين الطائرة فخورة ولن تخضع بسهولة لسيطرة الإنسان. حتى في إمبراطورية فولاكيا كان من الصعب الحصول عليهم ؛ خارج حدود الإمبراطورية، ما كان يجب أن يعرف على الإطلاق. لوغونيكا، الأمة التي أطلقت على نفسها اسم مملكة صديقة التنين، تحاول ترويضهم وتدريبهم—ستكون مهمة مرعبة. كان من المفترض أن تنتمي السماء لإمبراطورية فولاكيا وحدها. "بالتأكيد لم يخالفوا هذا القانون غير المكتوب—؟" "لا، أنت محق تماماً. لا يوجد في لوغونيكا راكبو تنين. لقد خبأت واحد فقط". لهث مايلز. "هذا مستحيل!" اشتد غضبه من العثور على شخص ما يتعدى على مجاله في أعالي السماء بسبب إجابة الشاب اللامبالية. أمر تاجر العبيد، الذي كانت عيونه حمراء دموية، التنين بأن يغير وجهته بسرعة. كانوا يطيرون على قدم المساواة مع الغيوم. من يستطيع ببساطة أن "يختبئ" على هذا الارتفاع؟ في هذا العالم من الرياح المخيفة، كان مايلز والتنين واحداً. كان فخره كراكب تنين، وكذلك رابطة الثقة التي تم تشكيلها مع المخلوق منذ أن كانا صغيرين، هي التي جعلت هذه الرحلة ممكنة. إذا تمكنوا من رمي الفتى في لحظة عدم حذر، فسيكون قد انتهى. قال الشاب: "سأحذرك مرة أخرى". "فقط أنزل التنين على الأرض. لا يمكنني السماح لك بمغادرة البلاد". "هذا يكفي منك! ستموت قبل أن أنزل هذا التنين على الأرض! " "…عار." كان مايل على حافة فقدان الوعي من فقدان الدم، مما تسبب في إبطاء التنين فجأة. صر أسنانه ضد القوة التي تلت ذلك، والتي اصطدمت بكل جروحه دفعة واحدة وتسببت في صرير في عظامه. ومع ذلك، لم يكن لدى الفتى أي فرصة. مع عدم وجود أي شيء يتمسك به، انهار من ظهر التنين وسقط بينما كان مايلز يراقب. هذا هو. سوف يتحول إلى أجزاء من جراء الإصطدام بالأرض، وبئس المصير له. "من بحق الجحيم كان ذلك الفتى، على أي حال...؟ لا يهم. الآن، لا بد لي من..." كان مايلز محظوظاً لأنه لم يبصق الدم في هذه المرحلة. أمسك باللجام بإحكام. بدأت إصاباته تنزف مرة أخرى. إذا لم يرتح قريباً، فلن يكون متأكداً من نجاته. "—!" لم يكد يخطر بباله هذا الفكر حتى شعر بوخزة في حدسه. كان نفس الشعور الذي شعر به قبل هجوم كروش، الذي قال إنه في خطر مميت. لقد ولدت من غريزة أعمق مما كان يعتقد، واحدة سعت إلى الحفاظ على الحياة والأطراف فوق كل شيء. لقد أنقذته أكثر من مرة. لكن هذه المرة، في هذه اللحظة، وجد مايلز أن ذراعيه وساقيه غير راغبين في الحركة. ولما لا؟ بعد كل شيء، لم يكن هناك جدوى من محاولة الهروب من الإحساس الطاغي بالموت الصاعد من تحته. "…آه." لم يكن لدى مايلز الوقت الكافي للتحدث قبل أن يغرق في الضوء. اختفى التنين وراكبه في السماء، ولم يتركا أي أثر. وبعد ذلك لم يعد هناك شيء. 15 "كان لدينا شخص ما في الداخل. لقد تواصلنا مع تلك الخادمة خلال الشهرين اللذين كنا نراقبهما فيهم بحثاً عن تاجر العبيد. اعتقدت أنه كان علينا أن نفعل أكثر من مجرد المشاهدة إذا أردنا أن تسير الأمور لصالحنا". عندما حدقوا في بقايا قصر أرجيل المحترق، أوضحت كروش لفيريس ما حدث في غيابه. حدقت في الحطام. "عندما تسممت، بدأت أشعر بالقلق من أن تعاونها معنا ربما كان خدعة. لكنها تخلصت من الشكوك عندما تسللت بعسداً عن مجرمينا لتفتح أغلالي في الطابق السفلي". "لماذا تبذل قصارى جهدها للمشاركة؟" قال فيريس. "يبدو الأمر خطيراً جداً..." "أثناء التحقيق الذي أجريناه، بدأت لدي أسئلة حول تاجر العبيد الذي كان يزور المنزل. كنت أتمنى أن آخذه حياً—ذلك خطئي. أنا شخصياً أعتقد أنه ربما كان عميلاً لإمبراطورية فولاكيا ... لكنني متأكد من أننا إذا سألناهم عن ذلك، فسوف يلعبون دور الأبرياء ". يبدو أن كروش لديها فهم جيد للاعبين المتورطين في هذه المؤامرة. الشيء الوحيد الذي لم تكتشفه هو ما كان بين يأمل في تحقيقه مع قربان الملك الخالد ولماذا كان بحاجة إلى فيريس. حقاً، فقط نظرة خاطفة على عقل بين يمكن أن تجيب على هذه الأسئلة. "أنا... لقد حشرت للتو نفسي في الطريق، أليس كذلك؟ لقد تجاوزت نفسي بطرق كثيرة..." حتى لو لم يعد فيريس، لكانت كروش قد أخرجت نفسها من سجنها وأوقفت خطة بين. ربما لم يكن المنزل قد احترق، تاركاً كل شيء كومة من الرماد. "...إذا ركزنا على الفرضية، فلن تكون حياتنا سوى ندم. ربما بدونك، سأكون ميتة تحت الأرض الآن. إذا لم تأتي أنت وصاحب السمو، فقد لا أقف هنا بأمان". "أنت تقولين ذلك فقط لجعلي أشعر بتحسن." "هذا صحيح، أنا كذلك. لكن الندم على أفعالك على أساس ما قد يكون أسوأ. يمكن أن يرهقك فقط ". بينما كان فيريس يحدق في الرماد بغير عزاء، عقدت كروش ذراعيها وتحدثت بحزم. "كنت قلقاً عليّ، وبدون القلق على سلامتك، عدت إلى مكان حاولت تجنبه طوال حياتك. عندما سمعت ذلك، محبوسة في تلك الغرفة تحت الأرض، شتمت عدم كفاءتي. لكنني كنت... سعيدة أيضاً. " "سعيدة يا سيدة كروش؟" "لابد أنه كان مؤلماً للغاية أن تعود إلى هنا. ما حدث لك في شبابك لا يكاد يتحدث عنه. لا أستطيع أن ألومك على عدم قدرتك على التفكير في الأمر أو عدم رغبتك في الاقتراب. وعلى الرغم من ذلك، أتيت إلى هنا لإنقاذي—يجب أن تسامحني، لكني كنت في غاية السعادة". ركعت كروش حتى تتمكن من النظر في وجه فيريس حيث كان جاثماً على ركبتيه. اخترقته عيناها الكهرمانيتان، مقطعتان من خلال الغيوم الداكنة التي علقت في قلبه. لماذا، كيف، كانت دائماً ما تصنع مثل هذا الدفء في صدره؟ "هل كنت...قادراً على مساعدتك يا سيدة كروش؟ هل تسمحين لي، أنا... بالبقاء بجانبك، وتكريس حياتي لك؟ " "أنا أقف مع جوابي." "…اخبريني مره اخرى. بالكلمات التي استخدمتها... في ذلك الوقت". شعرت بأن عواطفه تتأرجح—أسف شديد، وفي نفس الوقت تتوق إلى السعادة. إذا كان بإمكانه فقط اختراق كل هذه الأشياء، إذا كان فقط يمكنه أن يجد القوة للوقوف. "—ارفع رأسك وتطلع إلى الأمام. لا تدع تلك السحب المظلمة تتجمع في عينيك. قد يكون الأمر صعباً في البداية، لكنني سأساعدك. الآن، فقط ثق بي. "أرادها أن تنقذه بالكلمات التي استخدمتها لإخراجه من الظلام وإظهار العالم له للمرة الأولى. "—" بصمت، نظر فيريس إلى كروش، ثم نظر مرة أخرى إلى بقايا القصر المحترق. لسبب ما شعر بالدموع على خديه. ثم وجد أنه لا يستطيع إيقافهم. بكى فيريس كطفل، محتضناً بزوج من الذراعين النحيفتين والقويتين. 16 —بينما كانت تحمل فيريس الباكي، فكرت كروش في ما حدث في غرفة الطابق السفلي. كانت الخادمة قد انزلقت بعيداً عن بين و مايلز ونزلت إلى كروش. قامت بفك القيود والأغلال وأزالت العصابة عن عيون كروش. قبل أن تغادر الخادمة، نادت كروش واستجوبتها: "إلى جانب من أنت؟ لقد سممتني—لكنك الآن تلتزمين باتفاقيتنا وتساعدينني على الهروب. أفعالك لا معنى لها". "أعتذر إذا وجدتني محيرة. لكن لدي أهدافي الخاصة في ذهني ". "أوه، أليس كذلك؟ هل هذا هو سبب استمرارك في خدمة بيت أرجيل؟ " ذكر أحد التقارير إلى كروش أن بين وهذه الخادمة كانا يعرفان بعضهما البعض طوال معظم حياتهما. يبدو أن العلاقة كانت طويلة وقريبة جداً، مثل تلك التي كانت بين كروش و فيريس. وعرفت كروش أنها إذا شعرت بالجنون، فمن شبه المؤكد أن فيريس سيبقى معها بدلاً من التخلي عنها. بدأت الخادمة "سيدة كروش"، "هل سبق لك أن وقعت في الحب؟" فاجأها السؤال. نظرت كروش إلى الخادمة بعيون واسعة، غير متأكدة من قصدها. أغمضت الخادمة عينيها وهزت رأسها، صمتت كروش للحصول على إجابة. "ثم لا أعتقد أن أي قدر من الشرح سيساعدك على فهم ما أريد." "...يوضح تدفق هذه المحادثة لمن هي مشاعرك. لكن هناك الكثير من الأشياء التي لا تفسرها. هل كنت مرضعة فيليكس؟ " "—" في اللحظة التي قالت فيها كروش ذلك، تشدد وجه الخادمة الذي كان خالياً من التعابير سابقاً، وارتفعت الرياح. لا—بدا الأمر بهذه الطريقة فقط إلى كروش. في الواقع، كان ذلك بمثابة تضخم في المشاعر القوية. كان شيئاً مثل الوهم. نفس المشاعر المضطربة التي شعرت بها في بين كانت تسكن هذه المرأة أيضاً. لكن هذا لمح... "…انتظري. شعرك. عيونك…" بالنظر إلى وجه الخادمة المشدود، شرارة اشتعلت في ذهن كروش. الشعر الكتاني الرائع. عيون صفراء صافية وتعبير لطيف. إذا كانت تبتسم بلطف، شكت كروش في أن وجهها سيكون مشابهاً إلى حد كبير لوجه تعرفه جيداً. —عكست أن فيريس لقي مصيره بشبهة الكفر. "إذا فكرت أولاً في إيذاء فيليكس ..." "لن أفعل أي شيء لفيليكس. أنت من نأى بنفسك عنه، أليس كذلك؟ ما أريده لا علاقة له بفيليكس…مع ذلك الفتى ". كان هذا آخر ما قالته الخادمة وهي تبتعد عن كروش. مع فتح السلاسل، كان من الممكن إيقافها. لكن الاضطراب كان سيعني نهاية كل شيء عملت كروش من أجله. وجدت الدوقة نفسها، للحظة، عالقة بين أولوياتها الشخصية والرسمية. ثم، ما زالت غير قادرة على الاختيار، نادت الخادمة المغادرة. "هانا! هانا ريغريت! " "إذا كنت صاخبة جداً، فسوف تجذبين انتباه مايلز. الآن هو الوقت المناسب لتكوني مخلصة لواجبك". لم يكن أمام كروش خيار سوى مشاهدة الخادمة تختفي عن الأنظار. مر طعم الهزيمة المر في فمها، أملت كروش أن تحصل على فرصة أخرى للتحدث مع الخادمة. ثم تكتشف العلاقة الحقيقية بين تلك المرأة وفارسها. لكنها لن تتاح لها الفرصة أبداً. التهمت النيران قصر أرجيل: جثث والدة فيريس ووالده مع الخادمة وأي حقيقة كانت تحتفظ بها. تركت كروش مع شكوكها وسرها فقط، وهو الوحيد الذي لم تستطع إخبار فيريس به أبداً. 17 فوق الرؤوس، تبددت الغيوم التي اكتظت في السماء. أطلق فوريير نفساً بهدوء. قبل مغادرتهم القلعة، أمر ماركوس بوضع بعض التأمين في مكانه، وكان ما حدث في السماء دليلًا على نجاحه. على الرغم من أنه قد تكون هناك بعض الأسئلة في وقت لاحق حول استخدام تكتيك كان ممنوعاً في العادة بالقرب من حدود البلاد. "لكنني لا أعتقد أننا سنضطر إلى لقاء فولاكيا بقوة اليوم. إنهم لا يريدون أن يتعاملوا معنا أكثر مما نريده معهم". من الواضح أن بعض الوكالات الخارجية كانت متورطة في الأحداث الأخيرة المحيطة بـ بيت آل ارجيل. لم يلتق فوريير مع بين أرجيل شخصياً، لكن مكانة العائلة وتاريخها أقنعاه أن بين ليس لديه القدرة على فعل شيء كهذا بمفرده. لقد فكر في من قد يكون قد لعب دوراً في هذا. ربما أولئك داخل لوغونيكا الذين أرادوا رؤية كروش تسقط من النعمة. أو ربما متطفل من خارج البلاد، شخص لديه أهداف أكبر في الاعتبار. أجبر نفسه على التفكير في أسوأ سيناريو ممكن. كان من المحتمل أن ما أراده الفولاكيون من كل هذا هو الحصول على التعويذة السرية لـ بيت آل ارجيل التي سمحت لهم بالتحكم في المحاربين اللاموتى. قيل أن الإمبراطور فولاكيان الحالي رجل قاسٍ. بالنظر إلى الاحتكاك بين فولاكيا و لوغونيكا، كان من الضروري منع أي شخص آخر من تعلم التعويذة المحرمة. "تمكنت من فعل كل ما أردت القيام به. أحياناً أبهر نفسي". كانت قراءة فورير للوضع مثالية لدرجة أنه وجد نفسه ينفجر في تهنئة ذاتية تلقائية. أثبت حدس فوريير أحياناً أنه أكثر وضوحاً من المتوسط ​​، لكنه كان رائعاً هذه المرة بشكل خاص. ثم مرة أخرى، كان يركز تركيزه الكامل عليه منذ أن تحدثت معه كروش. من المؤكد أن هذا تركه أحياناً بألم في رأسه وثقل في صدره... "لكنه ثمن ضئيل للغاية لإنقاذ كروش و فيريس." كان هذان الشخصان يتحدثان الآن بالقرب من الأنقاض المحترقة لقصر أرجيل. لقد تمنى بشدة أن ينضم إليهم، لكن كان من الممكن أن يكون وقتاً غير مهذب للإقتحام. تشارك فيريس وكروش الرابطة التي كانت تخصهما وحدهما. صحيح أن فوريير كان لديه روابطه الخاصة مع كل منهم، لكنه كان يعلم أنه في هذه اللحظة كان من الضروري الحفاظ على مسافة بينه وبين الأسباب التي لم يتمكن من التعبير عنها بشكل كامل. "بالطبع، من الصعب بالنسبة لي أن أترك كروش كلها لفيريس الآن، بالنظر إلى مدى قلقي بشأنها..." "نيابة عن أصدقائك، صاحب السمو، اسمح لي أن أشكرك على احترامك." المتحدث كان يوليوس، الذي ركب مع فوريير في عربة التنين. يبدو أنه وجد الأحداث الأخيرة التي يعتقد أنها استفزازية بطريقته الخاصة. بدا تعبيره مختلفاً، بطريقة ما، عن الطريقة التي كان عليها قبل مغادرتهم القلعة. "لقد أعطيتك نصيبك العادل من المتاعب، أليس كذلك يا يوليوس؟ أحسنت إخراجهم في النهاية من هناك". "لا تحتاج لشكري، صاحب السمو. في الحقيقة، جعلتني أحداث اليوم أشعر بحدة كم أنا عاجز حقاً. أعتقد أنني ربما تركت اختياري للحرس الملكي يجعلني أنسى ما يعنيه حقاً أن تكون فارساً". ”واحد آخر جاد! يجب أن يكون الفرسان أكثر شجاعة! قم ببعض الأعمال الشجاعة، وستكون فارساً بدرجة كافية. نعم، أنا متأكد من ذلك". بدا يوليوس متفاجئاً تماماً بتصريح فوريير. لكنه تأقلم بسرعة وابتسم، ثم أومأ برأسه. "لقد فاجأتني أكثر من مرة اليوم، صاحب السمو. أنا، يوليوس، أقسم لك ولائي من جديد". "لست متأكداً تماماً من شعوري حيال ذلك، لكنني أقبل ولائك. الولاء للملكية هو حقا قيمة. دع قلبك لا يرتبط بي، بل اطلب رخاء أرضنا كلها. الآن... هل تعتقد أن الوقت قد حان؟ " انحنى فوريير لإلقاء نظرة على كروش و فيريس. فيريس، الذي كان يبكي بين ذراعي كروش في وقت سابق، تم إبعاده الآن، وهو ينفخ انفه. بدا الأمر وكأن الأمور قد هدأت. يمكنه الاتصال بهم قريباً. "ربما سأذهب وأنضم إليهم، بعد ذلك." الآن بشغف، صعد فوريير بفخر من عربة التنين ونزل على العشب، جاهزاً للذهاب إلى كروش و فيريس. ولكن عندما فعل ذلك، أظلمت رؤيته. "—صاحب السمو؟" بدا صوت يوليوس بعيداً بشكل لافت للنظر. الشيء التالي الذي عرفه، شعر بتأثير، وكان كل شيء جانبياً. لم يكن فوريير نفسه يعرف ما حدث. حتى وقت قريب كان ممتلئاً بإحساس أنه يستطيع رؤية كل ما يحدث في العالم، لكن هذا الشعور قد تخلى عنه تماماً الآن. ”فيريس! فيريس، تعال بسرعة! صاحب السمو فوريير يحتاجك! " كان صراخ يوليوس المذعور آخر ما سمعه فوريير عندما انزلق وعيه بعيداً. ذهب كل شيء للظلاك، أصبح العالم بعيداً. لكن قبل أن يغادره بقليل، سمع صوتين محبوبين ينادون باسمه. تشبث فوريير بهذا الصوت كما تغلب عليه الظلام.

كان الحرس الملكي هم معبودي كل فارس في المملكة. فقط النخبة من ألفي فارس من المملكة سمح لهم بالانضمام، أقسم أفراد الحرس الملكي لحماية الملك والعائلة الملكية—كانوا في الأساس السيف والدرع الذي حمى قلب المملكة . قيل أنه في العصور القديمة، لعبت الحالة العائلية والدعم الشخصي دوراً رئيسياً في من ينضم إلى الحرس، ولكن اليوم لم يكن هذا هو الحال. لقد مثلوا الأقوى ابين فرسان المملكة. "ألا تعتقدين أن الأمر كثير بعض الشيء، أن تطلبي من فيري الانضمام إلى فرقة مشهورة كهذه؟" تمدد فيريس عبر الطاولة، عابساً. اتناء الظهيرة، في قاعة طعام الفرسان المزدحمة. كان معظمهم، في الواقع، فرساناً، مما جعل المكان مشهداً رائعاً. أولئك الذين خدموا المملكة، بدلاً من العمل بشكل مستقل، تميزوا بلون أرديتهم. كانت هناك أربعة جيوش ترتدي الأحمر والأزرق والأخضر والأسود على التوالي. تحركت مجموعات من نفس اللون معاً، في الغالب ؛ يبدو أن هناك صداقة كبيرة بين الرجال الذين ينتمون إلى نفس الجيش. يبدو أيضاً أن هناك تفاهماً غير معلن بشأن الجلوس في قاعة الطعام، حيث يجلس الجيش الأول بالقرب من المدخل والرابع يجلس بعيداً. بشكل عام، تم تسليم المقاعد الأبعد عن المدخل لفرسان من أعلى مكانة. ووفقاً للعرف أيضاً، تم منح المقاعد الأبعد على الإطلاق لأولئك الذين سُمح لهم بالاستعداد لارتداء الوشاح الأبيض للحرس الملكي—بعبارة أخرى، فيريس ورفاقه. تحدث شخص ما فجأة من أمام فيريس وهو ينظر بلا مبالاة حول قاعة الطعام. "لن يفيدك أن تبدو مملا للغاية، يا صديقي." "همم؟" جلس المتحدث أمامه، يدرس فيريس من خلال عيون لوزية الشكل. كان شعره أرجواني فاتح، ووجهه يشع بعناية فائقة من النقاء والذكورة. لا يمكن مقارنتها بالوجه الذي أحبه فيريس أكثر من غيره في العالم، لكنه كان وسيماً بالتأكيد. "يوليوس يوكوليوس... أليس كذلك؟" "يشرفني أنك تعرفني. وقد سمعت عنك أيضاً، فيليكس أرجيل. لقد أثارت ترقيتك... غير التقليدية الكثير من الشائعات". "هاه…؟" طفت ابتسامة على وجه يوليوس الشاب. كان ينظر إلى آذان القط على رأس فيريس. لم يترك فيريس عواطفه تصل إلى عينيه الصفراوين. كان معتاداً على تحديق الأخرين. كان التحيز ضد أنصاف البشر أمراً شائعاً في مملكة لوغونيكا، لذا فإن ترقية شخصية شبه إنسانية واضحة للحرس الملكي، النخبة من النخبة، كان لا بد أن تجعل الساخطين يتهامسون، حتى لو كانوا مخطئين بشأن خلفيته. ربما تسللت مشاعر فيريس إلى بصره، جعد يوليوس جبينه، وسعل، ثم أعطاه إيماءة مهذبة. "اعتذاري. لم أقصد التحديق. لقد سمعت الحديث، لكنني لم أستطع تصديق ذلك دون رؤيته بنفسي". "ربما سأسامحك إذا أخبرتني مياو عن نوع الحديث الذي سمعته. دعني أخمن. وحش منتفخ العضلات والفراء في كل مكان؟ سيكون الأمر محبطاً للغاية إذا كان الناس ينشرون شائعات كهذه عن الصغير "فيري" اللطيف! " "أخبرني الكابتن أنها كانت انعكاساً للدم شبه البشري لأسلافك. وهي آذان جيدة. أستطيع أن أرى لماذا قد تحاول أن تقضم أي شخص فوقهم". "...هل تحاول خوض معركة مع فيري؟" كان شخصاً نادراً يتحدث عن آذان فيريس بأي شيء آخر غير الازدراء الصريح. ومن الواضح أن يوليوس قد سمع حتى تفاصيل خلفية فيريس من قائده. ربما كانت هذه هي معموديته لأساليب الطبقة المتميزة—فقد تخلى فيريس عن مكانته كخليفة لعائلة نبيلة في وقت مبكر جداً. على عكس فيريس، كان يوليوس فارساً تم إنجازه بشكل واضح في مهارة المبارزة. إذا استمر هذا الأمر وانهارت الأمور حقاً، فإن الفتى—القط لم يكن لديه أمل في الفوز. "لكن لا تعتقد أنك ستنزل بدون خدش! فيري لطيف، ولكن ليس بهذا اللطافة! " "أنا أكره مقاطعتك عندما تقوم بعمل جيد مثل العمل بنفسك، لكنني أعتقد أنه قد يكون هناك سوء فهم بين أيدينا. ربما يمكننا التحدث عن ذلك؟ " "مياو ماذا؟" لم يلتقط يوليوس التحدي، وكان رد فعله غير متوقع لدرجة أن فيريس لم يستطع إلا أن يرمش في مفاجأة. في تلك اللحظة، سحب شخص الكرسي بجواره مباشرة. "ألم أخبرك يا يوليوس؟ قلت: اسمحوا لي أن أبدأ المحادثة. قلت إنك عرضة لسوء التواصل. خاصة مع الأشخاص الذين قابلتهم للتو ". أنا أقدر اهتمامك. لكنني لا أعتقد أن حكمي كان خاطئاً. لا أعتقد أنه كان بإمكاننا تجنب قدر معين من الارتباك بغض النظر عمن تحدث أولاً. انظر إليه الآن". الشاب الذي تحدث بسهولة إلى يوليوس وجه نظره إلى فيريس. كانت عيناه زرقاوان وشعره أحمر لدرجة أنه ربما كان لهباً مشتعلاً. تصلب فيريس دون وعي. "هل يمكن أن تكون... راينهارد فان أستريا؟" كان مظهره مميزاً جداً بحيث لا يمكن أن يكون أي شخص آخر. عند سؤال فيريس، ابتسم الشاب ذو الشعر الأحمر ابتسامة لطيفة وقال، "آه، أرى أنني لست بحاجة إلى تقديم نفسي. هذا هو اسمي بالفعل. للتوضيح، أنا مثلك عضو في الحرس الملكي. كما هو الحال مع يوليوس هناك". قال يوليوس: "بما أنك جديد، فمن الطبيعي أن يكون لديك بعض التحفظات حول ما تسمعه من زملائك الفرسان". "ولكن لدينا كلمة الكابتن للإستمرار. أنا على استعداد لقبول تقييمه كما هو". "اممم، أخشى أنني لست متأكداً مما يعنيه هذا." بدا أن رينهارد ويوليوس صديقان، وكانت هناك علاقة حميمة غير مقيدة في محادثتهما. ومع ذلك، بدا أن يوليوس كان يمنع شيئاً ما. لا يعني ذلك أن فيريس، الذي تم استبعاده تماماً، كان مهتماً بأقل قدر. كان الأهم بالنسبة له هو السؤال عن سبب اهتمام هذين الشخصين به حتى. خاصة قديس السيف، راينهارد. مما سمعه عن شخصية رينهارد، أراد فيريس أن يعتقد أنه ليس من النوع الذي يطرد الوافد الجديد. "ما الذي تريده مع فيري والذي من شأنه أن يجعلك تخرج عن طريقك للمجيء إلى هنا؟ أنت لست هنا... لتتنمر علي، أليس كذلك؟ " "أوه، بالكاد. هل يمكن أن نرتدي بياض الحرس الملكي أثناء مشاركتنا في مثل هذه الأنشطة الشائنة؟ نحن فقط ننفذ أوامر كابتننا". "هل تقصد الكابتن ماركوس؟" جعلت كلمات يوليوس الملتوية فيريس يفكر في الكابتن ماركوس، وهو رجل بوجه مثل الصخرة. ماذا كان يمكن أن ليفعلوه به كان بأمر من ذلك الرجل؟ قال راينهارد: "حسناً، باختصار، نريد أن نتأكد من أن ما كنت تخاف منه لا يحدث لك. أنا ويوليوس حول عمرك، واعتقدنا أنك قد تكون قادراً على اللجوء إلينا للحصول على المشورة، لأننا كنا في الحرس الملكي لفترة أطول". قال فيريس، وهو يضع يضع يده على ذقنه: "أوه، فهمت". كان الكابتن قد كلف الفرسان برعايته. كان لدى الفتى مزيج متقلب من العوامل في خلفيته: آذان القط، وقدرته الأقل مع السيف، وحقيقة أنه دخل الحرس من الباب الخلفي. لا شك في أنها أثقلت كاهل الكابتن ليتم تكليفه بمثل هذا الفارس. سيبقى هناك لمدة عام فقط، مع فترة اختبار مرفقة—لكن مع ذلك، كان عبئاً هائلاً. قال يوليوس: "بالحكم على رد فعلك، يبدو أنك تفهم الموقف الذي أنت فيه". قال فيريس: "إذا كان هذا يحدث لشخص آخر، فسيبدو الأمر كله مزحة، لكن سيكون الأمر أكثر صعوبة عندما يحدث لي". "بالمناسبة، ما الذي قاله لك الكابتن بالضبط عن فيري؟" تسبب هذا في أن يحدق راينهارد ويوليوس بعيون واسعة، ثم نظروا إلى بعضهم البعض وانغمسوا في التفكير للحظة. "بإنك المفضل للأمير الرابع، وأنك دخلت للحرس لأنه فرض الأمر." قال يوليوس. وأضاف راينهارد: "سمعت أيضاً أنك حصلت على توصية قوية جداً من المعالجين في القلعة الملكية، وكذلك من الأكاديمية الملكية للشفاء" "آمل ببساطة ألا تكون قدراتك مبالغاً فيها لتبرير قبول الكابتن لترقيتك غير العادية." أخبرت إجاباتهم فيريس، لخيبة أمله، أن السمعة التي سبقته كانت إلى حد ما كما كان يتوقع. في الوقت نفسه، كان متأكداً من أنه يمكن أن يشعر بعيون أكثر من ذي قبل مثبتة على مجموعتهم الصغيرة من جميع أنحاء قاعة الطعام. لا يبدو أنه السبب الوحيد الذي جعل الناس ينظرون في طريقهم. حتى قديس السيف راينهارد لم يأخذ في الحسبان كل المظاهر. لابد أنه كان هناك شيء عن يوليوس أيضاً. "هل من المؤكد أن الكابتن لا يحاول فقط الاحتفاظ بجميع مشاكله الكبرى في مكان واحد...؟" تمتم فيريس. لكنه لم يستطع التخلص من الشعور السيء حيث تحولت أفكاره إلى فترة الاختبار مع الحرس الملكي الذي كان على وشك البدء. 2 بالطبع، كانت هناك قصة معقدة وراء انضمام فيريس إلى الحرس الملكي، مع فترة تقييم مرفقة، لا أقل. فيريس الآن في الثامنة عشرة من عمره، وكان سيكون أكثر من سعيد ليعيش حياته تحت سيدته، كروش. لقد أشارت بنفسها إلى موافقتها على هذا، وكان الاثنان قريبين جداً لدرجة أنهما غالباً ما يتشاركان نفس الأفكار. لكن المشكلة الحقيقية كانت إحدى عاداتهم الأخرى. كان فيريس—اسمه الحقيقي هو فيليكس أرجيل—يرتدي ملابس نسائية، لكنه ذكر من الناحية البيولوجية. على هذا النحو، إذا كان سيخدم كروش، فسيكون من المناسب اجتماعياً أن يفعل ذلك كفارس وليس كخادم أو مساعد. لقد حدث أنه بسبب سلسلة معينة من الأحداث، تم تعيين فيريس فارساً لـ كروش، وقد قبلته على هذا النحو. كل ما كان يفتقر إليه حقاً هو الخبرة العملية في الفروسية. بالطبع، إذا اعترفت به سيدته كروش كفارس لها وأدت حفل التنصيب، فلن تكون هناك مشكلة رسمية. لكن كروش، دوقة كارستن ورئيسة العائلة، كانت في موقع مرتفع للغاية بحيث لا يمكنها قبول فارس بلا تاريخ. كانت كروش امرأة، وقد دفع سلوكها في الماضي الكثيرين إلى النظر إليها بازدراء. علاوة على ذلك، إذا قبلت فارساً ليس لديه مهارات مثبتة أو قدرة فعلية واستناداً فقط إلى طول معرفته، فلا بد أن تنتشر المزيد من الشائعات غير المواتية. من أجل تجنب ذلك، سيحتاج فيريس إلى إثبات نفسه كفارس حتى لا تكون سيرته الذاتية مصدر إحراج لسيدته. قدم الأمير الرابع للأمة، فوريير لوغونيكا، بعض المساعدة في حل هذه المشكلة. "أن تصبح فارس كروش مهم بالنسبة لي أيضاً. أنا بالكاد أحتاج إلى بذل مجهود بنفسي للحصول على موقع بين الفرسان لك. أنا سوف… احم! ربما يمكنني ببساطة التحدث إلى ماركوس أو أي شخص آخر. أنت فقط استرخي وانتظر!" كان فوريير قد كرم فيريس بضحكة صادقة ثم اندفع خارج الغرفة قبل أن يتمكن أي شخص من إيقافه. بعد ذلك بوقت قصير، تقرر تعيين فيريس في الحرس الملكي، وشرع في سنة الخدمة الذي ستسمح له بتذهيب أسطورته. وهذا لا يعني أن كل شيء سار بسلاسة تامة. في وقت قريب من دخول فيريس إلى الوحدة، خاطبه الكابتن ماركوس بنظرة صارمة وقال: "أنت هنا بناءً على طلب صاحب السمو فوريير، بالإضافة إلى عدد من التوصيات القوية الأخرى. منها توصية الدوقة كارستن. في ضوء كل هذا، أنا على استعداد للسماح لك بدخول الحرس الملكي... لكن ليس بدون شروط". بينما كانوا يتحدثون هناك في مكتبه في الحامية، اقترح الكابتن فترة الاختبار—في الواقع، الفترة التي يمكن فيها لفيريس تجربة حياة الحرس الملكي، وبعد ذلك يرمي المنشفة ليعود للمنزل إذا أراد ذلك. "إذا قررت أنا، خلال ذلك الوقت، أنك لن تكون ذا فائدة لي، فلن تبقى في وحدتي. ومع ذلك، إذا تم طردك خلال فترة الاختبار، فسأضمن أن يتم ذلك بطريقة لا تترك لطخة في سجلك. لا يمكنني التحدث عن مشاعر الأمير أو مؤيديك الآخرين، لكن سيكون ذلك أفضل من الاضطرار إلى قضاء الوقت كله في الظهور علانية على أنك وصمة عار على الحرس. أثق في قبولك اقتراحي؟ " كان ماركوس صريحاً ولم يحاول إخفاء حقيقة أنه تم وضعه في وضع حساس إلى حد ما. أحبه فيريس على الفور. لقد كان من دواعي الارتياح الشديد أن ترى الحقيقة في عيون شخص ما ولا داعي للقلق بشأن التجول بأدب حول الأدغال. "هل لي أن أسأل شيئاً واحداً فقط؟" "ما هو؟" "بمجرد انتهاء فترة الاختبار، ستعتبر جزءاً من اثني عشر شهراً من الخدمة، أليس كذلك؟ لأكون صادقاً، لا يمكنني تحمل الابتعاد عن السيدة كروش لمدة شهر أطول مما يجب". "—" ترك ماركوس مذهولاً من إعلان فيريس، ولو للحظة. كانت هناك لحظة بدا فيها متعباً، ولكن بعد ذلك أصبح وجهه مرة أخرى وجه جندي شرس. "أحب أعصابك. قال بخشونة: لديك الكثير من الشجاعة كمجرد صبي صغير—قد تفاجئنا حتى. "كنت خائفاً نوعاً ما في البداية... لكن كوني فارساً أصبح نوعاً من الملل أكثر مما كنت أتوقع." "أنت هنا فقط منذ بضعة أيام. قال يوليوس: "من المبكر جداً التفكير في أنك رأيت كل ما تقدمه الفروسية". "صحيح أن الحرس الملكي لا يدخلون الميدان كثيراً مثل بعض الوحدات الأخرى، لكن يجب أن نكرس أنفسنا بالكامل لكل ما أعطينا للقيام به. يجب أن نكون مستعدين في جميع الأوقات ". "نعم، أجل، أنت صارم، أعلم." لوح فيريس بيده محاولا تهدئة يوليوس. لقد طرح الموضوع فقط لتمضية الوقت، ولكن عندما يكونوا في العمل، يفكر يوليوس دائماً فقط في المهمة المطروحة. لقد مرت حوالي عشرة أيام منذ أن بدأ يوليوس في مراقبته، ولكن ما رآه فيريس حتى تلك النقطة يشير إلى مدى صعوبة الأمور. باارغم من… قال فيريس: "لن ينزعج أحد إذا استرخيت أكثر قليلاً". قال يوليوس: "عندما أحمل السيف، أشعر بالراحة بشكل طبيعي". "ولكن عندما أضعه جانباً، يجب أن أكون فارساً. يمكنك فعل المزيد من ذلك بنفسك، فيريس". "بليه! مياو متوتر جداً! " وضع فيريس تعبير، وتنهد يوليوس. لكن سرعان ما ابتسما مرة أخرى. لقد كانوا بالفعل قريبين بما يكفي لتبادل المزاح هكذا. قد يكون يوليوس غير مهذب إلى حد ما أثناء قيامه بواجباته المهنية، ولكن عندما يكون خارج العمل ، يكون من المثير للإهتمام التحدث إليه. شعر بصرامته المفرطة إلى حد ما على موقعه كفارس وكأنه مظهر من مظاهر طفولة معينة غير لائقة. لكن كل هذا كان سبب إعجاب فيريس به. كان لديه الكثير من المشاكل مع... "آه، كلاكما. أنا سعيدة لأنني وجدتكم". "ماذا؟" تحشر رينهارد في المكان الذي كان فيريس ويوليوس يتحادثان فيه في مكانهما المعتاد في قاعة الطعام. اعطى فيريس ربتة على كتفه بحركة سهلة وابتسم ليوليوس. كانت آذان فيريس مسطحة على رأسه. "اغهه، كمين مرة أخرى. رينهارد، لقد خرجت من العدم حقاً. حواس فيري ليست معتادة على الخداع بهذه السهولة. هل أنت متأكد أنك إنسان؟ هذا مرعب نوعاً ما..." أسلاف فيريس نصف بشر قدموا له أكثر من مظهره. كان لديه أيضاً أعضاء حسية استثنائية. يمكن لأذني القط على وجه الخصوص اكتشاف تغييرات طفيفة في محيطه، لدرجة أنه يستطيع أن يخبر عملياً متى استدار شخص ما لينظر إليه. ومع ذلك، كان راينهارد هو الاستثناء لإنهاء جميع الاستثناءات. لم يكن فيريس قد سمعه قادماً من قبل. "هذه هي الطريقة التي ولدت بها، يا عزيزي فيريس. أخشى أنه يتعين علينا أن نتعايش معها. الأهم من ذلك، لديك استدعاء. صاحب السمو فوريير يطلبك. نظراً لأن لديك بعض وقت الفراغ، يجب أن تذهب لرؤيته. أظهر له مدى أدائك لواجبك كواحد من فرسان الحرس الملكي". "... هل كنت تستمع؟" "بالتأكيد ليس عن قصد." راينهارد على الأقل كان يتمتع بالنعمة الجيدة ليبدو محرجاً. شعر فيريس بلمسة من الانزعاج. كانت قاعة الطعام الآن خالية قليلاً مما كانت عليه في بعض الأيام، ولكن لا يزال هناك الكثير من الثرثرة. كان فيريس ويوليوس جالسين في نهاية بعيدة؛ لا يمكن حتى لأذني فيريس أن تلتقط محادثة من تلك المسافة. "إذا طلبك سموه شخصياً، فمن الأفضل أن تسرع" قال يوليوس. "أنت لا تمانع لو رافقتك، أليس كذلك فيريس؟" "…بالطبع. أمم... وماذا عنك راينهارد؟ " قال راينهارد معتذراً: "أنا سعيد بدعوتك، لكن لدي خطط أخرى". "سأقوم برحلة صغيرة إلى حدودنا مع الإمبراطورية. لقد طُلب مني إلقاء نظرة". "رائع. مياو ألا يرسلونك كتيراً؟، راينهارد". أعطى فيريس الآخر نظرة حيرة. يوليوس، الذي قام من مقعده، أعطى راينهارد إيماءة علم: "لا تقلق، يمكنني مراقبة فيريس بنفسي. أعتني بمهمتك الخاصة". " المهمة تجعلها تبدو خطيرة للغاية..." "هذا ببساطة يعني أنني يجب أن أتعامل معه بهذه العقلية. حسنا. سأترك كل شيء لك ". أومأ راينهارد برأسه في يوليوس، الذي لوح عندما غادر قديس السيف قاعة الطعام. استدعاء من فوريير يعني أنهم سيتوجهون إلى غرفة الأمير في المقر الملكي. ساروا بجرأة على طول الطريق المؤدي مباشرة إلى القلعة، كما كان الامتياز المعروف للحرس الملكي. "سموه يطلبك كثيراً. يجب أن تكونا قريبين جداً". "حسناً، لقد عرفنا بعضنا البعض منذ وقت طويل. كانت حوالي... ثماني سنوات مياو؟ إنه يمنح فيري الكثير من القوة، كما تعلم... "أعطى يوليوس ابتسامة سيئة بينما كانوا يسيرون في الطريق بين الحامية والقلعة. لكن يوليوس ابتسم فقط بحزن. "ليس عليك التظاهر. لا أشعر بأي شيء يحسب في علاقتك مع سموه. لقد عرفنا بعضنا البعض لفترة وجيزة، وحتى يمكنني أن أقول ذلك. يبدو أن كلاكما أنت والأمير تقدران بعضكما البعض كتيراً". "...من المحرج أن تسمع أحدهم يقول ذلك. على أي حال، يقول مياو أنه لا يوجد شيء يحسب، لكنني دخلت إلى الحرس الملكي بسبب سموه، أليس كذلك؟ ألا تعتقد أن هذا استغلال لمنصبه؟ " "أعتذر لقولي مثل هذا الشيء الوقح لك في اجتماعنا الأول. لكن في غضون أسبوع بعد انضمامك... لا أعتقد أنه هناك أحد منا يشكك في قدرتك على أن تكون جزءاً من الحرس". أحنى يوليوس رأسه اعتذاراً، ورد عليه فيريس بيده. بلطف بالطبع. عندما نظر يوليوس مرة أخرى، ابتسم فيريس. "حسناً، أنا سعيد لأنكم تعتقدون ذلك يا رفاق. إذا كان فيري قد أخطأ، فلن يكون الأمر محرجاً فقط بالنسبة لفيري، مياو . سيبدو كل من ساندوني محرجين أيضاً... " "أعتقد أنك فعلت أكثر من اللازم لتبرير توصياتك الآن. لحسن الحظ، لقد أتيحت لك الفرصة حتى لإظهار ما تجيده حقاً—أعتقد أن أياً منا ليس خصماً للكابتن حتى الآن". قال فيريس باستخفاف: "لا أعتقد"، لكن بداخله كان يهز رأسه بشراسة. نظراً لافتقاره إلى المهارة في استخدام السيف، كانت الطريقة الوحيدة التي تمكن بها فيريس من إثبات نفسه للحراس الآخرين هي إظهار أن لديه بعض الموهبة في شيء آخر. في حالته، سيكون هذا بالتأكيد سحر الشفاء، ولحسن الحظ بالنسبة له، كان لديه الكثير من الفرص لإظهار ما يمكنه فعله في هذا الأسبوع. كان ذلك لأنه في مجال التدريب، قرر الكابتن ماركوس تدريب مرؤوسيه شخصياً. أثناء شفاءه لكل الإصابات المحسوبة بعناية، كان فيريس ممتناً لطريقة الكابتن غير التقليدية في إظهار اللطف. نتيجة لذلك، أدرك الجميع قدرات فيريس، وبينما لم يكن من الممكن إسكات ما قاله الناس خلف الأبواب المغلقة، توقفت الاعتراضات العامة على دخوله إلى الحرس. "هذا جعل حياتي أسهل كثيراً. ربما يجب أن أشكر الكابتن مياو". "بالطبع، سيراوغك فقط إذا قلت أي شيء." "نعم، سيراوغ بهذه الطريقة. لمثل هذا العامل الجاد، من المؤكد أنه لديه مراوغات غريبة. ياله من ألم." كان بإمكانه فقط أن يتخيل الكابتن ماركوس وهو يتظاهر بعدم فهم ما كان يُشكر عليه. كان مشهداً مخيباً للآمال. بجانب فيريس، كان يوليوس يهز رأسه كما لو كان يفهم بالضبط ما يدور في عقل فتى القط. قال يوليوس: "مع ذلك، بالعودة إلى موضوعنا الأصلي، قلت إنك كنت صديقاً لسموه لمدة ثماني سنوات حتى الآن. أشعر بالفضول الشديد لما كان عليه كلاكما عندما كنتما طفلين. هل تمانع في سؤالي؟ " "لا، لكنني لا أعتقد أن القصص مثيرة للإهتمام. قبل ثماني سنوات، كان فيري مجرد الصغير 'فيري، وكان صاحب السمو هو صاحب السمو... كنا نفس الشيء تماماً، حقاً". وضع فيريس يده على فمه وضحك. كان يتذكر أجزاء وأجزاء من كامل فترة صداقتهما. نما فوريير ليصبح شاباً قوياً، لكنه في أعماقه كان هو نفسه كما كان في أي وقت مضى. "تعلم، أعتقد أنني أحترم ذلك بشأن صاحب السمو." "إذا لم تتغير فضائل الأمير فورير، فهذا يحسب. ثمانية سنوات... بمجرد انتهاء الطفولة، لن يتمكن الجميع من البقاء على حالهم". على عكس ضحك فيريس المكبوت، بدا يوليوس حزيناً إلى حد ما. لاحظ فيريس ذلك وألقى نظرة استجواب. "تعال للتفكير في الأمر، لم أسمع الكثير عنك يوليوس." "هذا لأنه، لسوء الحظ، لم تكن حياتي غنية بما يكفي لتبرير أي قصص. لقد كانت عادية تماماً، ومملة كقصة قبل النوم ". "بليه. إذا كنت لا تريد التحدث عن ذلك حقاً، فلن أسأل... هل تعرف راينهارد منذ وقت طويل؟ تبدو أقرب إليه من معظمنا ". عند اسم قديس السيف، اختفى الحزن من وجه يوليوس. "رينهارد وأنا لدينا تاريخ طويل، مثلك تماماً وأميرك". نَحَّى ثأثره جانباً ونظر إلى المسافة كما لو كان يفكر مرة أخرى. "مر ما يقرب من عشر سنوات منذ أن التقينا لأول مرة. ولكن بعد أن أصبح كلانا فارسين، أصبحنا أصدقاء. نحن لا ننعم بالعديد من الذكريات الجيدة مثلك أنت وصاحب السمو". "هل تقصد أنك تعرف بعضكما البعض بشكل عابر، كرفاق نبلاء؟" "ممكن نعم و لا. كنت أعرف من هو، لكنني لست متأكداً من أنه كان يعرف من أكون. لأنه كان مميزاً جداً مقارنة بي، كنت سعيداً بشكل خاص لأكون قادراً على تكوين صداقات معه". "خاص، هاه...؟" لم يكن هناك شيء أعمق في الصداقة بين يوليوس وراينهارد. ومع ذلك، لم يكن من الممكن إعلان أنها مجرد صداقة. لكن فيريس لم يكن قريباً بما يكفي من يوليوس للسؤال عن مثل هذه الأشياء. كان فيريس حريصاً جداً على تجنب إبعاده عن غير قصد بقوله الشيء الخطأ—وهذا هو مقدار تقديره لـ يوليوس يوكوليوس. وجد الاثنان أنهما تجاذبا أطراف الحديث طوال الطريق إلى القلعة. حيو الحراس والمسؤولين المناوبين، ثم صعدوا إلى الدرج المؤدي إلى الطوابق العليا للقلعة، حيث يعيش فوريير وباقي أفراد العائلة الملكية. قالوا للرجال الذين يحرسون الدرج من هم وأين يذهبون وسرعان ما سُمح لهم بالدخول. صعدوا الدرج المؤدي إلى الغرف الملكية ونزلوا في ممر مغطى بالسجاد. وجد فيريس الغرفة التي يريدونها وطرق الباب. "صاحب السمو!" قال بنبرة غنائية. "مثلما طلبت، وصل عزيزك فيري!" دفعت التحية يوليوس إلى وضع كفه على جبهته. "فيريس، مهما كنت قريباً، هذا... حسناً، أعتقد أن الأوان قد فات الآن." هز كتفيه، وفي نفس اللحظة، فتح الباب. "هل ستتركه بهذه السهولة؟ هذا يعني مشكلة بالنسبة لي! إذا كان هذا كل ما ستفعله، فلماذا تراقبه؟ " خرج من الغرفة شاب ذو شعر ذهبي وعيون قرمزية صافية: فوريير لوغونيكا، رابع أمير للمملكة. نظر من فيريس إلى يوليوس، ثم ضحك، وأظهر أسنانه. "آهه، لا تهتم! مرحباً كلاكما. هل أنتما في صحة جيدة؟" "... قال يوليوس" ."كنت في أفضل حالاتي يا مولاي. تقديرك يشرفني". علق فيريس: "لكننا رأيناك قبل يومين فقط، أليس كذلك؟ بالكاد أمضينا وقتا طويلا حتى نمرض! " "أرى، ربما الأمر كذلك. ولكن إذا كنت بخير، فهذا كل ما يهم. على أي حال، هناك الكثير لنتحدث عنه، لكن دعونا لا نفعل ذلك هنا. ادخلا، كلاكما. " أشار لهم فوريير إلى غرفته. لقد كان كريماً بنفس القدر مع كل من يوليوس المحترم وفيريس الوقح لحسن الحظ. كانت غرفة فوريير بسيطة للغاية وكان من الصعب تصديق أنها تخص أحد أفراد العائلة الملكية. لا يعني ذلك أن فيريس كان في الكثير من الغرف الملكية الأخرى من قبل لأخذها كمرجع—لكن مسكم فوريير كان تقريباً بسيطاً مثل كروش. ربما كان نفورها من الإفراط قد أثر عليه. قال فيريس وهو جالس على الأريكة في منطقة الاستقبال: "تبدو قلقاً، يا صاحب السمو". "ماذا يحدث هنا؟" "تدخل للموضوع مباشرة! وعلى أي أساس تقول إنني أبدو قلق؟ " "لا يمكنك خداع آذان فيري. هناك ارتعاش في صوتك، ونبضك أسرع من المعتاد، وقد ابتلعت لعابك عدة مرات محاولاً الهدوء". "إلهي! يمكن لأذنيك حتى سماع دقات قلبي؟ " "اه-اههه. قال فيريس ببراءة. فوريير سقط على كرسي. كان رد فعله دليلاً كافياً على أنه كان يخفي شيئاً عنهم. أطلق يوليوس على فيريس نظرة صارمة لكونه لا يحترم شخصاً في مكانة فوريير، لكن فيريس ببساطة تجاهله. "حسناً، أعلم أنك تفعل كل ما في وسعك للتشبث، ولكن حقاً، ما الذي يحدث؟ الطريقة التي طردت بها جميع الخادمات والخدم مياو حتى تتمكن أنت وفيري ويوليوس من التحدث وحدنا تعطيني شعوراً سيئاً. "نعم، لاحظت جيداً. كان يجب أن أتوقع الكثير منكم، فيريس. قبل ذلك، هناك شيء واحد أرغب في التأكد منه. أنت - يوليوس ". استقرت نظرة فوريير على الفارس. للحظة، اندهش يوليوس، لكن سرعان ما عاد الاحترام إلى وجهه. أجاب بإيماءة. "نعم سموك. اسألني أي شيء تتمناه". "إجابة جيدة—هل يمكنك أن تنظر في عيني وتخبرني أنك صديق فيريس؟ إذا كان الأمر كذلك، يمكنك البقاء في هذه المناقشة، ولكن إذا لم يكن كذلك... حسناً، سأطلب منك مغادرة الغرفة". "سموك مباشر جداً..." كان فوريير غير قادر على أن يَخدع أو يُخدع. قد يكون مزعجاً في بعض الأحيان، لكنها كانت بلا شك إحدى سماته الجيدة. رد يوليوس على السؤال بوضع يده على صدره، بافتراض تعبير رسمي. "لم أعرف فيريس إلا لبضعة أيام، وزمالتنا ليست عميقة بما يكفي لأدعوه بلا خجل صديق. ومع ذلك، آمل بصدق أنه مع مرور الوقت، سنتقرب أكثر. هل هذا يجيب على سموك؟ " قال فيريس: "همف"، "التحدث عن المباشر..." ربما لم يكن يوليوس صريحاً مثل الأمير، لكن كان من الواضح أنه تحدث من قلبه. هذا يعني أنه كان يدخل عمداً في موقف محفوف بالمخاطر—متعجرف جداً بالنسبة لصديق جديد تماماً. لقد كان متعجرفاً، ومن المرجح أن يتعارض مع التيار—لكن فيريس أحب ذلك على ما يرام. بدا أن فوريير يشعر بنفس الشعور، لأنه أومأ برأسه مراراً وتكراراً ثم أعطى فيريس ابتسامة سعيدة. "يبدو أنك وجدت رفيقاً جيداً، فيريس! أرى أنه كان من المفيد أن أوصيك في الحرس الملكي. يجب ألا ترفع أنفك على صداقة يوليوس! " "سموك، عندما تضع الأمر على هذا النحو تجعلني أبدو وكأنني انضممت إلى الحرس لتكوين صداقات فقط وليس الأمر ممتعاً للغاية..." قال فوريير بابتسامة في محاولة فيريس السريعة لإخفاء إحراجه: "نعم، نعم، يا عزيزي". ولكن بعد ذلك شددت تعابير وجهه. "—الآن، إلى العمل." التقطت آذان فيريس تغييراً فورياً في الهواء. لم يكن مصدرها سوى فوريير. "صاحب السمو...؟" لقد ترك الكلمات تفلت منه في محاولة للتأكد من أن هذا لا يزال فوريير، وأن الشاب الذي جلس أمامه يبدو قاتماً بشكل مستحيل كان لا يزال الصديق الذي يعرفه. لم يستجب فوريير لسؤال فيريس ولكنه بدأ ببطء في التحدث بصوت هادئ. "بادئ ذي بدء، أنا أخبركم عن هذا على حد سواء من مسؤوليتي. أخبرتني كروش ألا أتحدث عن ذلك، لذلك لا ينبغي أن أخبر أحداً…" "سيدة كروش أخبرتك...؟" عندما ظهر اسم سيدته، أصبح فيريس منزعجاً أكثر. بالنسبة لها أن تخبر فوريير ألا يتحدث عن شيء لا يبشر بالخير، خاصة إذا لم تستطع حتى إخبار فيريس بذلك. "تم تداول شائعات سيئة حول مكان معين في مجال كارستن. كانت التحقيقات الخاصة جارية، لكنني تلقيت كلمة تفيد بأن كروش ذهبت لتفقد المكان بنفسها". "…هل هاذا هو؟" كان فيريس قلقاً للغاية من افتتاح فورير لدرجة أنه عندما سمع بما يحدث بالفعل، شعر بخيبة أمل تقريباً. تعرف كروش كيف تتعامل مع امورها. لا داعي للقلق عليها، حتى لو واجهت مشكلة صغيرة في جولتها. تابع فيريس: "وإذا كانوا يحققون في الأمر بالفعل، فلا أعتقد أن السيدة كروش يمكن أن تمسك خارج حذرها. إنها أكثر من مجرد مباراة لأي خصم عادي. سموك يجب أن يعرف ذلك أفضل من أي شخص آخر". "مم... لا أستطيع أن أتخيل خسارتها أمام أي شخص سواي، ومع ذلك..." كان هذا على ما يبدو أفضل إجابة يمكن أن يجمعها فوريير. للحكم على ما قيل حتى الآن، لم يستطع فيريس فهم مصدر قلق فوريير. ولكن حتى عندما بدت الأشياء التي قالها الأمير لا أساس لها من الصحة، فغالباً ما تبين أنها أكثر بكثير من مجرد تكهنات واهية. ربما كان هذا أحد تحذيراته غير السارة... "سموك، إذا جاز لي؟" بينما جلس الاثنان هناك بصمت، تدخل يوليوس. "مم. تفضل." "لم أقابل دوقة كارستن شخصياً، لذا لا يمكنني الحكم هناك، لكن... بما أنك اتصلت بفريس هنا، هل لي أن أفترض أن لديك شيئاً ما في ذهنك؟" "يوليوس، يجب أن تعلم أن صاحب السمو غالباً ما يفعل أشياء بدون سبب حقيقي..." "لا ليس هذه المرة. هذه المرة لدي أساس لأفعالي. من خلال…قال فوريير، غير قادر تماماً على المتابعة. هذا فاجأ فيريس. لكن لكي نكون منصفين، لم يكن منتبهاً تماماً. ربما لأنه لم يرغب في تصديق أن كروش يمكن أن تكون في خطر. وإذا كانت كلمات فوريير الأخيرة مفاجأة، فإن كلماته التالية كانت صدمة مطلقة. "المكان الذي تدور حوله كل هذه الشائعات؟ إنه منزلك. منزل آل أرجيل. " 3 —كانت هناك أشياء مظلمة على قدم وساق في بيت آل ارجيل. وصلت الكلمة لأول مرة إلى كروش في بداية ذلك العام، قبل شهرين تقريباً. أول ما فكرت به عندما سمعت اسم أرجيل لم يكن سوى فيريس. اجتماعها مع خادمها المحبوب لم يكن ليحدث بدون منزل أرجيل، حيث ولد. لكن هذا لا يعني أن كروش كانت ممتنة لـ آل ارجيل. كانت. شاكرة لأنهم أحضروا الشخص المسمى فيليكس أرجيل إلى العالم، لكن ما فعلوه به خلال طفولته كان من الصعب مسامحتهم عليه. نتيجة لذلك، منذ أن أنقذت فيريس من عائلته وأخذته تحت جناحها، سعت كروش إلى تقليل الاتصال قدر الإمكان مع عائلة ارجيل. لم يثير فيريس القضية أيضاً ؛ كانوا فعالين في نفس الصفحة بشأن هذه المسألة. لذلك عندما تلقت تقريراً عن بيت آل ارجيل لأول مرة منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وجدت كروش نفسها مضطربة بشكل غير معهود. "شيء غير مرغوب فيه يحدث في بيت أرجيل...؟" "في الوقت الحالي، يا سيدتي، نحاول منع فيريس من سماع ذلك، ولكن... ماذا سنفعل؟" كانت في مكتبها. شبكت كروش ذراعيها . و كانت نظرة مؤلمة على وجه المسؤول الذي أبلغها. كان من أحد فرق الخدم التي ورثتها عن والدها ميكارت مع الدوقية. كان يعرف كروش منذ أن كانت طفلة، و فيريس منذ قدومه إلى منزل كارستن. شخص كان قريباً جداً منهم ومن العائلة لفترة طويلة شارك كروش مخاوفه بشكل طبيعي. قالت كروش: "أنت على حق، أفضل ألا يكتشف فيريس". لكن الأمر يعتمد على ما يحدث بالضبط. قد تكون هناك حاجة طبيعية لإخباره". "هذا صحيح يا سيدتي. وفقاً للتقرير، شوهد السيد أرجيل—والد فيريس—يدعو شخصية مشبوهة إلى منزله خلال الأشهر العديدة الماضية. قد يكون نخاس". "نخاس...؟" تجعد جبين كروش قليلاً في الكلمة. من الناحية الرسمية، لم يكن لدى مملكة لوغونيكا عبيد. كل من عمل يجب أن يتم تعويضه ؛ كانت العلاقة بين النبلاء وخدمهم علاقة صاحب عمل وموظف. ربما لم يعامل بعض الناس أفضل من معاملة العبيد—ولكن على الورق، لم تكن العبودية موجودة بموجب قوانين المملكة. على نفس المنوال، إذن، لا يمكن السماح بتجارة العبيد داخل حدود لوغونيكا أيضاً. "ومع ذلك، لا يوجد حد للأشخاص الذين يريدون أن يلطخوا أيديهم بهذا النوع من الأعمال… الادعاء بأن بيت آل ارجيل يعمل مع بائعي العبيد لبيع الناس في مجالنا لممالك أخرى؟ هذا يعني..." هذا يعني أنهم كانوا خونة. ووقعت المسؤولية عن المشكلة على كروش التي تحكم هذه المنطقة. التحقيق الفوري من شأنه أن يسلط الضوء على الحقائق. إذا كانت التهم صحيحة، فسيتم معاقبة لورد الأسرة، ومن المرجح أن ينتهي وجود بيت أرجيل نفسه. إذا حدث ذلك، فسيكون من الصعب على فيريس تجنب التداعيات. "ما يزرعه الوالدان، يحصده الأبناء". هذه ليست مزحة. بماذا يفكر آل ارجيل؟ " في ذهنها، وجدت كروش نفسها تتذكر اليوم الذي قابلت فيه فيريس لأول مرة. لم يكن شيئاً سوى الجلد والعظام، كان أسوداً تقريباً من الأوساخ، صبي ضعيف لدرجة أنه بالكاد يستطيع التحدث. ألم يكفي أنهم قد أهدروا النصف الأول من حياة فيريس؟ وجدت كروش نفسها مليئة بالغضب الشديد لدرجة أنها عضت شفتها لكبحها، وهي لفتة غير عادية منها. لكن المسؤول قابل غضبها بقوله: "أرجوك انتظري يا سيدتي. هناك المزيد للتقرير. لا تتخذي قرارك حتى تسمعي الأمر برمته". "…أنا آسفة. لقد أصبحت مضطربة بعض الشيء". ”مفهوم تماما. أنت وأنا نتأثر بأي شيء يتعلق بفيريس. بغض النظر، بقدر ما يذهب بيت أرجيل، يبدو أنه أكثر من مجرد تجارة العبيد". "أكثر؟" "نعم. التفاصيل ليست مؤكدة حتى الآن، ولكن يبدو أنه بدلاً من بيع العبيد للتاجر، فإن آل ارجيل يشترون كل عبد يمكنهم الحصول عليه". "يشترونهم؟" أعطت الرجل نظرة عدم الفهم. نظراً لأن العبودية لم تكن موجودة رسمياً في لوغونيكا، فإن الأشخاص الذين يمارسون تجارة العبيد في المملكة لا يمكنهم، من حيث المبدأ، أن يكون لديهم أي هدف آخر سوى بيع العبيد إلى أمم أخرى.. شراء العبيد كعمال لن يبدو مختلفاً عن توظيفهم بشكل طبيعي ولن يثير أي شائعات سيئة. قال المسؤول، معرباً عن نفس السؤال في ذهن كروش، "السؤال هو ما إذا كان بيت آل ارجيل على وشك القيام بأي شيء من شأنه أن يدفعهم لشراء العبيد". بدأ تراجع آل آرجيل منذ تسع سنوات، عندما أصبح بيت كارستن على علم بفيريس، وبعد ذلك وجه غضبه على أسرته بسبب تجاوزاتهم. كان بين أرجيل نبيلاً بدون رتبة من البلاط، وكان مشرفاً على مجموعة من البلدات والقرى داخل نطاق كارستن، وقد تم تقديره لعمله. لكن هذا تغير بعد الحادث الذي وقع مع فيريس، وفي النهاية فقدت الثقة ببيت أرجيل. قام بين بعدة محاولات للتعافي بعد ذلك، لكن كل ذلك انتهى بالفشل، والآن كانت الأملاك الوحيدة التي تركتها الأسرة هي منزلهم وقطعة من الأرض غير المزروعة. كان عليهم أن يتركوا جميع خدمهم يذهبون، وآخر ما سمع به أي شخص، كان والد فيريس ووالدته يعيشان في أحسن الأحوال حياة متواضعة. "في تلك الحالة، ما الذي يمكن أن يفعله بيت أرجيل ليتطلب عبيداً...؟" كان من الأسهل بكثير تصديق أنهم يبيعون الناس إلى قطاع الطرق. بالطبع، لو كانوا يفعلون ذلك، لما كان هناك أي اعتبار للظروف المخففة في إنزال العقوبة، لكن على الأقل بالإمكان فهم دوافعهم. "مهما كانت الحالة، في اللحظة التي دخلوا فيها تجارة العبيد، انتهك بيت أرجيل قوانين مملكتنا. والنخاس الذي يعمل بجرأة في أرضي ليس أفضل. سيتعين علينا اعتقال كلا الطرفين والتعامل معهم". "في هذه الحالة يا سيدتي، هل ستتحركين لإلقاء القبض عليهم على الفور؟" "نعم، أنا... لا، انتظر." سيكون من السهل إرسال جنودنا للقبض على بين آرجيل. لكن مثل هذا القرار سيكون متسرعاً للغاية. كانوا بحاجة إلى الحصول على أكثر من بين. "إذا تحركنا بشكل متهور للغاية، فقد ينجو النخاس بنفسه". ”ذلك ممكن. في الأشهر الماضية، كان تواتر زياراته إلى بيت أرجيل مرة كل شهر أو شهرين". "متى أتى هذا التقرير؟" "قبل يومين. هذا يعني تركت لهم نافذة لمدة شهرين... "بدا أن المسؤول يخمن ما كان يدور في ذهن كروش. فكرت لبرهة طويلة ثم هزت رأسها، معتبرة أن ليس لديها خيار آخر. "تأكد من مراقبة بيت آل ارجيل في جميع الأوقات. في المرة التالية التي يأتي فيها تاجر العبيد إلى باب منزله، سنأخذهم معاً في الحال. أي اعتراضات؟" "واحد فقط—أنت لا تفعلين هذا من أجل فيريس، أليس كذلك؟" "بالكاد. بالطبع أنا أضعه في الاعتبار، لكن مسؤوليتي كدوقة أهم من مشاعري الشخصية. ولا يريد فيريس مني أن أضعه في مقدمة واجبي". أومأ المسؤول بارتياح. "ثم، كما تأمر سيادتك." انسحب، وترك كروش وحدها في مكتبها. جلست على كرسيها. ناظِرةً للسماء من النافذة. انجرفت خصلات من السحب البيضاء عبر اللون الأزرق الصافي، وهي علامة لا لبس فيها على أن رياح ذلك اليوم قوية. لا أصدق أنني أعطيت فيريس مراعاة لا داعي لها لمجرد أن هذا الأمر يتعلق بأسرته. ومع ذلك، خلال الشهرين التاليين، حيث لم يتغير شيء في منزل أرجيل، جاء الوقت المحدد لفيريس للإنضمام للحرس الملكي. 4 “أشياء سيئة تحدث في بيت أرجيل. همم أرى…" أومأ فوريير برأسه. اتصلت به كروش لمشاركة الشاي والتحدث وجهاً لوجه. كانوا في صالة الاستقبال لقصر كارستن، وتضمنت قائمة الضيوف لحفل الشاي هذين الاثنين فقط. استمرت عادة فوريير في زيارة الأسرة حتى بعد أن أصبحت كروش دوقة، على الرغم من أن ذلك كان بوتيرة أقل من ذي قبل. "لقد صادف أن لدي عمل في المنطقة، تفهمين!" يود القول. "اعتقدت أنني قد أذهب لأرى ما إذا كنتي بصحة جيدة." كان من الغريب أن فوريير "يحدث" أن يظهر بشكل أساسي في الأيام التي لا تكون فيها كروش مشغولة للغاية لرؤيته. استمرت هذه المصادفات الغريبة في الجزء الأكبر من عشر سنوات حتى الآن، لكن كروش اختارت عدم استجوابه. "لقد صادف، تفهمين! مجرد مصادفة! لا تذهبي لفكرة خاطئة! " "بالتأكيد لا، صاحب السمو." "نعم، إجابة جيدة! إجابة جيدة حقًاً، ولكن... يمكنك حمل فكرة خاطئة قليلاً..." تمتلك كروش كارستن نعمة إلهية، وهي القدرة على رؤية الريح. سمحت لها نعمة قراءة الرياح برؤية غير المرئي وقراءة تدفقه. مع ذلك، يمكنها حتى معرفة الحالة الحقيقية لقلوب الناس. كان من دواعي فخرها أنها نادراً ما تنخدع. رغم كل هذه النعمة والقوة، كان هناك شخصان يمكن أن يكذبا عليها ويفلتا بفعلتهما. كان أحدهم فيريس، الذي كان يعرف قلب كروش أفضل من أي شخص آخر، وبالتالي عرف كيف يحافظ على الأشياء بعيداً عنها. والآخر هو فوريير، الذي لم يكن لدى كروش رغبة في كشف أكاذيبه الصلعاء. "وعلى الرغم من أنها صدفة أن أتيت، يبدو أنها كانت جيدة، أليس كذلك؟" هبت رياح الكذب في كل مرة تحدث فيها فوريير بكلمة صدفة . لم تكن صدفة بل يقين. لقد جاء فوريير متعمداً للزيارة. كانت كروش بصراحة سعيدة جداً لأنه شعر بمثل هذه الصداقة تجاهها ومع فيريس. هذا هو السبب في أنها لم تشعر بالحاجة إلى الكشف عن كذبه. والآن، كانت تسمح له بإخفاء نواياه الحقيقية لمدة عشر سنوات. "على أي حال، كروش، أنا أعرف كل شيء عنها، بالطبع. بالطبع أنا أعلم. ولكن فقط للتأكد من أننا على نفس الصفحة، اسمحي لي أن أطرح عليك السؤال، أين هو بيت آرجيل، بالضبط؟ " وضعت كروش قدراً كبيراً من التفكير في هذا الأمر، لكن أول ما قاله فوريير قلب المحادثة رأساً على عقب. لقد حاول معرفة ما كان يحدث بينما كان يتظاهر في نفس الوقت بأنه يعرف بالفعل. ابتسمت كروش نصف ابتسامة على موقف فوريير هذا، وقالت، "اعذرني." حنت رأسها. "أحياناً يتسبب حجم صداقتي معك في أن أنسى نفسي. اعتذاري." "لا على الإطلاق، لا داعي لأن تقولي إنك آسفة! أؤكد لك أنني أتذكر كل شيء بتفصيل كبير. أنا ببساطة... أريد أن أتأكد من أننا نتذكر نفس الشيء! لا تترددي في الكلام". "نعم سموك. بيت أرجيل هو عائلة فيريس. اسمه الحقيقي، كما تتذكر، هو فيليكس أرجيل، وكان هو الابن الأكبر للعائلة". "آه، عائلة فيريس، أليس كذلك؟ وأنت تقولين إنه كان يُدعى فيليكس أرجيل؟ يا لها من حقيقة مثيرة للاهتمام—هذا، بالطبع، كنت أعرف ذلك بالفعل! " هبت رياح الكذب مرة أخرى، لكن كروش لم تقل شيئاً. لكن من رد فعل فوريير المرتبك، بدا أنه كان يجهل تماماً العلاقة بين فيريس وآرجيل. لقد توقعت أن يكون فيريس قد شارك تاريخه الشخصي مع الأمير، لكن يبدو أنه لم يكن كذلك. إذا أراد فيريس الحفاظ على هذا الهدوء، فلم يكن من الممكن أن تتحدث كروش عنه، ومع ذلك... "تبدين غير سعيدة، كروش. أياً كان ما تريدين التحدث عنه، هل هو حقاً عمل فظيع لدرجة جعل وجهك مظلماً؟ ونيابة عن فيريس، لا أقل". "صاحب السمو..." "أنت تتساءلين كيف أعرف؟ بالتأكيد لا داعي للسؤال. لقد رأيت وجهك طوال هذه السنوات، تماماً كما وعدتُ أنني سأكون في حديقة الزهور. الوضوح والهدوء يناسبك أكثر. هذا القلق هو الأكثر غرابة فيك. أخبريني بما حدث". عندما تحدث فوريير بهذه الطريقة، هز قلب كروش. فكرت مرة أخرى في اجتماعهم الأول. منذ ذلك الحين، وحتى هذه اللحظة بالذات، بدا فوريير أحياناً وكأنه يرى بوضوح أكثر من كروش، التي يُفترض أنه لديها موهبة قراءة الرياح. وقد عرفت كروش من التجربة كيف أن الكلمات التي قالها يمكن أن تكون قادرة على كسر الجمود. "إذا اكتشف أنني أخبرتك، فسيغضب فيريس مني." "أوه، فقط أخبريه أنني أجبرتك. لقد أمسكت بك، وقلت إنني لن أسامحك أبداً إذا لم تخبريني. نعم! هذا ما يجب أن تقوليه". "أنت تمزح. لا يمكنك ابداً ان تضغط علي يا صاحب السمو... صاحب السمو؟ هل انت بخير؟ سقطت على ركبتيك فجأة..." "نعم، أنا بخير... أنا بخير تماماً. يرجى المواصلة." مر فوريير بهذه اللحظات في بعض الأحيان، نوع من الهجوم أو رد الفعل عبست كروش، لكنها أخبرت الأمير عن تاريخ فيريس والمعاملات المظلمة التي تجري في بيت آل ارجيل. —التقت كروش وفيريس قبل تسع سنوات. كان سبب ذلك اللقاء هو نفسه سبب هذا اللقاء: لقد رافقت كروش والدها، ميكارت، الذي كان يحقق في شائعات عن أحداث غير طبيعية في بيت آل ارجيل. كان والدا فيريس كلاهما إنسانين تماماً، ومع ذلك فقد ولد فيريس بآذان قطة. قد يثير هو وأذنيه الشكوك في أن بيت أرجيل يحمل دماً قذرا، لذلك لمدة عشر سنوات تقريباً بعد ولادته، كان فيريس محبوساً في قبو المنزل ليلاً ونهاراً. في وقت لاحق، استقبله منزل كارستن بحجة التبني، وكانت هذه هي الطريقة التي التقى بها فيريس وكروش. وهكذا، فقد أمضوا أيامهم كمرافق وسيدته. "—" نظراً لأن كروش ربطت كل هذا لـ فوريير، فقد استبعدت الأجزاء غير الضرورية، وجعلتها عمداً تبدو غامضة حيث يمكنها، لكنها في النهاية أخبرته معظم الحقائق. استمع فوريير إلى كل شيء بهدوء وتركيز مقلق تقريباً. "... لا يغتفر." انزلقت الكلمة حاملة معها غضب لا يخفى. كان فوريير قد أغمض عينيه، لكنه الآن فتحهما، ولونهما القرمزي يلمع كاللهب. "مثل هذا السلوك لا يغتفر! للإعتقاد أن صديقي فيريس قد عومل بطريقة غير إنسانية من قبل والدته ووالده! وما زالوا يخططون ويتآمرون! أنا بالتأكيد لن أظهر لهم أي رحمة. حتى بدون معرفة فيريس، أقسم أنني سأ—كح! كحح! ك-كح! دفعت اندفاعة الغضب فوريير إلى نوبة سعال. "سموك، لا تنفعل. هنا، اشرب بعض الشاي". قدمت له كوباً، قام فوريير بشربه في جرعة واحدة وضربه مرة أخرى على الطاولة. "—لا ساخ-خن!" الشاي الساخن حول وجهه إلى اللون الأحمر وشوه الكلمات التي حاول أن يتكلمها. لكن المشاعر التي احتوتها، ومشاعر الصداقة مع فيريس، كان لا لبس فيها. "كروش، يجب أن تقبضي على هؤلاء الأوغاد، ويجب أن تفعلي ذلك على الفور. لحسن الحظ، فيريس موجود في العاصمة للتدريب في الوقت الحالي. قد لا نكون قادرين على اخفاء كل شيء عنه، ولكن على الأقل يمكننا حمايته من الاضطرار إلى رؤية أبشع جزء". "أنا أفهم يا مولاي. لكننا نتعامل مع تاجر عبيد يعمل داخل حدودنا. إذا أردنا معرفة من أين أتى، فلا يمكننا التصرف باندفاع شديد. أرجو تفهمك لهذا الأمر". "ارر... اهه... في هذه الحالة، لماذا أخبرتني عن هذا؟ إذا كنت لن تتصرفي على الفور، فستكون الأمور في طريق مسدود. وإذا كنت قد فكرت في المستقبل بعيداً، فما الذي تحتاجينه مني؟ " قالت كروش: "أود طلب مساعدة سموك مع فيريس". إذا حكمنا من خلال فورة غضبه، يبدو أن فوريير لم يفهم ما كانت تقود إليه حقاً. اتسعت عيناه عندما وضعت كروش يدها على صدرها وتابعت: "صاحب السمو، سيقضي فيريس العام المقبل في القلعة الملكية، كواحد من فرسان الحرس الملكي. هذا العام يمكن أن يحدد مستقبله—هذه هي أهمية الفروسية بالنسبة إلى فيريس. لذلك، أتمنى أن أراه يمر دون وقوع حوادث". "وأنت تطلبين مني أن أرى ذلك يحدث؟ فقط لكي تعرفي، ماركوس، الرجل الذي يشرف على الحرس الملكي، عنيد لكنه عادل. إنه ليس من النوع الذي يقدم خدمات لا داعي لها. يمكنني أن أطلب منه أن يعطي فيريس معاملة خاصة، لكنني أضمن أنها ستقع على آذان صماء. وليس لدي أي نية لتقديم هذا النوع من المساعدة لفيريس، على أي حال. هذا سيؤذيه فقط—قد يرتدي زي امرأة، لكن لديه فخر رجل! " في السنوات العشر التي عرفوا فيها بعضهم البعض لم تكن كروش قد رأت فوريير يستغل منصبه أو يقدم أي مطالب غير مبررة ولو لمرة واحدة. بالطبع، غالباً ما كان الناس يذعنون له بسبب رتبته، لكنه لم يكن من النوع الذي يطلب مثل هذه الخدمة بنفسه. وتابع: "إذا كنتي تتوقعين مني مثل هذه الأشياء، فأنت ترتكبين خطأ. كروش، أعرف مدى اهتمامك بفريس، لكن في هذه الحالة أدى ذلك إلى ضلالك. إنه ليس ضعيفاً كما تخشين، ولا ليناً لدرجة أنه يريد الحماية منك ومنّي". "—" ثم عقد فوريير ذراعيه وسعل مرة أخرى لفترة وجيزة. كان وجهه أحمر. كانت كروش ممتنة بصمت على كلماته. كان هناك من يرى قدرات فيريس ويقدره بالنسبة لهم. ولكن لم يكن هناك أي شخص آخر غير فوريير يثق تماماً ويدافع عن قلب فيريس. "سموك، يجب أن أعتذر. يبدو أنني أعطيتك انطباعاً خاطئاً. ما أود أن أطلبه منك ليس أن تحصل على أي استراحات لفيريس في وحدته". "أوه؟ أليس كذلك؟ " فوجئ فوريير عندما اكتشف أن ثورته العاطفية قد تم توجيهها بشكل خاطئ. لم تضغط كروش على النقطة، لكنها افترضت موقفاً يدعو إلى الاحترام. "صاحب السمو، أفهم أنني أطلب الكثير، وأنا مستعدة لمواجهة توبيخك لي. ولكن إذا كان ذلك ممكناً، فهل تستطيع طلب فيريس في القلعة الملكية، أطلب منك التحدث معه". "...أن أتحدث معه؟ هذا كل شئ؟" "نعم. أنت تفهم موقف فيريس. من غير المحتمل أن يتم الترحيب به". جعلت آذان القط لفيريس، الناس يشتبهون في أنه شبه بشري، قبوله في الحرس الملكي أمر استثنائي. لم يكن من المرجح أن يكون تفضيله للباس المرأة وقلة خبرته في السيف تكسب له أي أصدقاء. لكن فيريس كان ميالاً إلى التصرف بشكل مثالي وفقاً لطبيعته، بغض النظر عن مدى معاداة الناس له. بغض النظر عن مدى الألم. "أنا لا أشك في قوة روحه. لكن لكل فرد حدوده. حتى أنه قد لا يدرك كيف أصبح مرهقاً عاطفياً. إذا كان بإمكانه تلقي كلمة طيبة منك قبل حدوث ذلك..." "هل تعتقدين أن وجهاَ مألوفاً سيخفف عن ذهنه...؟ هاذا هو؟" "نعم." أخرجت كروش أنفاسها، سعيدة لأنها أوضحت وجهة نظرها. ثم ابتسمت ومدت رقبتها برفق. "بغض النظر عن مدى اهتمامي بفيريس، فأنا لست مفرطة في حمايتي بحيث أعتمد على رتبتك للحصول على خدمات." لن يقدر فيريس ذلك إذا كانوا يمدون يدهم باستمرار حتى لا يسقط، أو يدفعون ظهره حتى لا يتوقف، أو يحمونه حتى لا يتأذى. لكن يمكن أن يقدموا فترة راحة للحظة. هذا ما طلبته من فوريير. الآن بعد أن فهم فوريير ما تريده حقاً، عبس ونظر إليها بقلق. "ولكن مع ذلك، كروش—" "ما الأمر يا مولاي؟" "أعتقد أنك تبالغين في الحماية بنفس القدر. من الأفضل أن تعترفي بذلك لنفسك". لم تكن تتوقع ابداً أن يدلي فوريير بمثل هذا الادعاء، وقد أصابها ذلك بالذهول. تسبب رد فعلها في أن ينفجر فوريير ضاحكاً، ويصفع ركبتيه في التسلية. "ممتاز! سأسمح لرد فعلك الأكثر غرابة الآن فقط أن يقنعني. على أي حال، يتمتع الحرس الملكي بوقت فراغ كبير عندما لا يكونون في الخدمة. ومن غير المحتمل أن يتم تكليف الوافد الجديد بمرافقة والدي أو إخوتي الكبار في إحدى رحلاتهم. لن يمانعوا إذا سألت عن رفقة فيريس". يبدو أن فوريير مستمتعا تماماً عندما أعلن أنه سيوافق على طلب كروش. وأضاف وهو يغمز بشكل غير معهود: "لكن، إذا كان هذا هو كل ما كنت ستسألينه، فلماذا اخبرتني عن ما يجري في بيت أرجيل؟" "الأمر ببساطة أنه إذا أصبحت الأمور مع العائلة علنية، فلا بد أن يسمع فيريس عنها. إذا حدث ذلك، فأنا أريد شخصاً قريباً منه يعرف ما يحدث. لم أستطع الاعتماد على أي شخص غيرك يا صاحب السمو". ”أمم! في الواقع! لأنني رجل موثوق به! أود منك أن تعيدي كلماتك". "—؟ لم أستطع الاعتماد على أي شخص غيرك يا صاحب السمو ". "فهمت، فهمت. انت في نهاية حبلك، اليس كذلك؟ ثم ليس لدي خيار—يمكنك الاعتماد علي! كح! كح! ههررك! ضرب فوريير على صدره—بقسوة شديدة، مما أدى إلى نوبة سعال أخرى. بدا الأمر كما لو أن سير الأمور في ذلك اليوم. كان كافياً لإثارة مخاوف بشأن صحة الأمير. "لا تقلقي. لقد كنت أعاني قليلاً من الحموضة في الآونة الأخيرة. كان أخي الأكبر يسعل أيضاً. ربما أصيب بنزلة برد ". "ليس لي الحق لتقديم طلب آخر منك، صاحب السمو، لكني آمل أن تعتني بنفسك. صحتك تهم عدداً أكبر من الأشخاص غيرك فقط. إذا كنت تشعر بتوعك، فلا داعي للقدوم إلى هنا..." "آه، ولكن عندما أشعر بأنني أضعف، أريد أن أتي لأرا—امم، لا تهتمي! الأهم من ذلك، هل لديك أي خطة لكيفية التعامل مع آل أرجيل؟ " غيّر فوريير الموضوع، محمراً من كلمات كروش. "بمجرد أن نؤكد أن تاجر العبيد سيذهب حقاً إلى بيت آل ارجيل، سأذهب وأواجههم بنفسي. ثم سنكتشف حقيقة الأمر". انتظر فوريير لحظة قبل الرد. ثم سأل: "هل تحتاجين حقاً إلى مواجهتهم بنفسك؟ يجب أن أصدق بأنه سيكون أمراً خطيراً". "أود التعامل مع الأمور داخلياً، دون خروج الأمور عن السيطرة… وهناك فيريس للتفكير فيه ". إذا كان الأمر يتعلق ببساطة باعتقالهم، فيمكنها إرسال الجيش. ولكن إذا كان بيت آل ارجيل قد ارتكب جريمة كبرى، فقد يتم وضع فيريس عن غير قصد في موقف مشكوك فيه أيضاً. في أسوأ السيناريوهات، قد يضطر بيت كارستن إلى تبني فيريس رسمياً قبل التعامل مع آل ارجيل. "صاحب السمو، أطلب بتواضع أن تحافظ على هذا عن فيريس. سأبذل قصارى جهدي للتعامل مع هذا شخصياً، كمسألة محلية". "بينما أراقبه في العاصمة—جيد جداً. هذا بيني وبينك سأحتفظ به لنفسي. ولكن إذا تغيرت الرياح وساءت الأمور، لا يمكنني أن أعدك بأنني سأبقى هادئاً حيال ذلك. حسنا؟" أومأ فوريير برأسه، على الرغم من مخاوفه المستمرة بشأن خطة كروش. لقد تعمد استخدام استعارة تغير الرياح للشابة المباركة بالقدرة على قراءة اليراح نفسه. رأت كروش نفسها تنعكس في عينيه القرمزية. مر برد طفيف أسفل عمودها الفقري. "أنا أفهم، صاحب السمو. إذا حانت تلك اللحظة، فأنا أثق في حكمك ". نظرت إلى الباب—على وجه التحديد، نحو ذروة بيت كارستن المنقوشة. للحظة، رأت صورة فوريير تتداخل مع ذروة الأسد الذي يكشف أنيابه. —بعد أسبوع، تقرر أن تاجر العبيد كان بالفعل ذاهباً إلى بيت أرجيل. 5 أثبت بين أرجيل استعداده المفاجئ لدعوة كروش إلى منزله. شغفه جعلها تشتبه في أنها مصيدة في البداية، لكن عندما وصلت، أظهر لها الداخل، فخف قلقها تدريجياً. لا زال المنزل كما كان. لم يكن هناك أي شعور بأن فرقةً مسلحة تختبئ في أي مكان بالداخل. في الواقع، لم تكن هناك أي علامة على وجود أي شخص آخر على الإطلاق. قالت كروش: "سمعت شائعات بأنك أطلقت خدمك". "يبدو أن هذا صحيح." "نعم كانوا. أنا ببساطة لست في وضع يسمح لي بالانغماس في أي نوع من الإفراط بعد الآن. الأشخاص الوحيدون هنا الآن هم أنا وزوجتي وخادمة واحدة بقيت معنا بدافع المودة الشخصية ". قادها إلى أسفل القاعة. بين أرجيل هو والد فيريس، والرجل الذي كان محور الشكوك حول بيت آل ارجيل. حقيقة أن بين نفسه، وليس الخادمة من استقبل كروش عند الباب أعطى مصداقية لادعاءاته. "أنا آسف لأن زوجتي غير قادرة على الترحيب بك. إنها مريضة في السرير. وخادمتي تعتني بزائر آخر، لذلك تركتني لمضاعفة وقاحتي من خلال الترحيب بك بنفسي". "لا مانع. إنه خطأي لأنني حضرت فجأة. لكن كان يجب أن تكون هذه الزيارة مفاجئة، ولهذا، ليس لدي أي نية للاعتذار". "أوه-هو..." توقف بين ونظر إلى الوراء في هذه الملاحظة العفوية. كانت كروش طويلة بالنسبة للمرأة، لكنه كان رأساً أطول منها. أكثر ما يميز وجهه هو الخطوط التي جعدته، لا شيء مثل حلاوة فيريس. ربما ورث الابن وجه الإنثى من أمه. لم تتذكر كروش إلا بشكل خافت كيف كانت تبدو زوجة بين، لكن بدا لها منطقياً. "بين أرجيل... لقد أصبحت نحيفاً. تبدو أصغر مما كانت عليه عندما رأيتك آخر مرة". "عندما يواجه الرجل العديد من المشاكل مثلي..." فقط عندما عادت إلى ذكرياتها، أدركت كروش مدى تغير الرجل الذي أمامها. كان لـ بين ذات مرة لحية رفيعة وبدا رجلاً جيداً، ولكن الآن لم يكن هناك أي أثر للشبه مع اتجاهه السابق. كانت تعابير وجهه قاتمة، وظهرت بقع من الشعر الأبيض على رأسه وذقنه. السنوات التسع الماضية لم تكن لطيفة معه. "كيف هو فيليكس؟ هل هو بخير؟" "—" اندهشت كروش بهدوء لسماعه يذكر فيريس. اعتبر بين الطفل كدليل على خيانة زوجته، وقد أدى ذلك في النهاية إلى سقوط منزل أرجيل. يُتوقع منه أن يظل مستاء من الصبي بسبب ذلك حتى الآن. ابتسم بيت في وجه كروش المذهول. "حتى أنت يمكن أن تتفاجئي, الدوقة..." "أعترف، لم أكن أتوقع ذلك. كنت متأكدة من أنك لن تفكر كثيراً في فيريس... أعني، فيليكس". "أي من الوالدين لا يقدر طفله؟ أو إن لم يكن كنزاً، فما هو الوالد الذي يرغب في ترك طفله يموت في مكان ما؟ خاصة عندما يعلم أن الصبي هو من دمه". كان صوت بين خافتاً، مع انعطاف ضئيل. كان من الصعب معرفة ما كان يفكر فيه حقاً. لكن كروش لم تكن تستمع إلى صوته. كانت تركز على الرياح، وهناك وجدت أسفاً وحزناً لا لبس فيه. بدا بين على الأقل مستاءً من الأعمال اللاإنسانية التي ارتكبها ضد فيريس، الذي اعترف به الآن على أنه ابنه الحقيقي. إذا كان قد اعتبر فيريس إبنه منذ البداية وأحبّه مثل أي أب آخر، لكانت الأمور مختلفة تماماً. هل كانوا ليكونوا أفضل؟ لم يكن السؤال الذي يمكن أن تجيب عليه كروش بسهولة. "آسف، لم أقصد التوقف. نظرا لأن غرفة الاستقبال لدينا مشغولة، ربما صالوننا... لكنك أتيتي لشيء آخر اليوم، أفترض". استأنف بين المشي تماماً عندما بدأت كروش تعتقد أنها لا تستطيع تحمل المزيد. رمشت كروش مرة واحدة، لتبدد حزنها، وأجابت، "نعم. لدي عمل مع زائر آخر. أعلم أنني أفرض نفسي، لكن الأمور ستسير بشكل أسرع إذا اصطحبتني ببساطة إلى غرفة الاستقبال الخاصة بك. لكلينا. "" فهمت. بهذه الطريق، إذن، من فضلك". لم يبذل بين أي جهد للمقاومة، قادها فقط إلى غرفة الاستقبال كما لو كان يتوقع هذا. ساروا عبر ممر معتم—بدا أن الضوء كان منخفضاً عن عمد—وصعودوا سلماً ضيقاً إلى غرفة الاستقبال في الطابق الثاني. طرق بين. أجاب عليه صوت امرأة, فتح الباب وظهرت امرأة في منتصف العمر. للحكم من خلال ملابسها، كانت هذه آخر خادمة في المنزل. تشنج وجه المرأة عندما رأت كروش. أعطتها الدوقة إيماءة صامتة فقط. "رئيس؟ لماذا الدوقة الفاضلة…؟ " "ألا تتذكرين؟ لقد أخبرتك أنني سأجعلها تنضم إلينا هنا. حضّري لها الشاي ". بناءً على تعليمات بين المقصوصة، انحنت الخادمة إلى كروش وضغطت للخارج من خلال الباب. دخلت كروش، بدورها، إلى الغرفة. استقبلها صوت عند دخولها. "حسناً، حسناً، شيء شاب جميل لدينا هنا." كان صاحب الصوت رجلاً غير لطيف المظهر. كان جسده كله ملفوفاً برداء أبيض. كان لديه شعر رمادي قصير ووجه يشبه الجرذان. لم تكن كروش سطحية بما يكفي للحكم على الناس من خلال مظهرهم، ولكن بدا أن الانجذاب للعنف كان يثقل كاهله. "يجب أن أطلب تساهلك ؛ كانت زيارتها مفاجئة للغاية. اسمح لي أن أقدم لك الدوقة كروش كارستن، حاكمة هذه المنطقة. سيدتي، إذا جاز لي...؟ " وقف بجانب كروش، أعلن عنها بين، ثم حاول الانتقال إلى موضوع الزائر الآخر. أعطت كروش أدنى إيماءة، وأشار بين إلى الرجل الذي يشبه الجرذ. "هذا مايلز. إنه يتعامل في التحف التي أفضّلها. إنه ينتقل من بلد إلى آخر، ويتاجر في أكثر الأشياء غرابة... ربما لا يوجد شيء غريب مثل الميتيا، ولكن العديد من الأشياء المثيرة للاهتمام هي نفسها. " ”سيدتي. يجب أن أقول، أنك أجمل دوقة واجهتها في جميع رحلاتي. أنا بالتأكيد لم أتوقع مقابلتك هنا. يا لها من متعة كبيرة، "قال الرجل ذو وجه الجرذ، وهو ينتقل بسلاسة من بين. كانت كلماته مهذبة تماماً، ولكن كان هناك تلميح من المراوغة بشأنها. تجاهلت كروش معظم ما قاله. تمتمت فقط، "تاجر تحف...؟" “هل سيدتي لديها ذوق للأشياء القديمة و المثيرة؟ سأضطر إلى زيارة مقر إقامتك الموقر في وقت آخر..." "أنا أقدر ذلك، لكن هذا لن يكون ضرورياً. ما زلت صغيرة جداً على الشعور بـ وزن التاريخ بشدة. هناك شيء أريد أن أتحدث إليكم عنه ". هزت رأسها عن دعوة مايلز وحاولت جذب بين إلى المحادثة. كانت شكوكها بشأنه قد تضاءلت إلى حد ما أثناء حديثهما في الردهة، ولكن منذ أن قابلت مايلز، بدأت تشك مرة أخرى. لسوء الحظ، كان من الصعب جداً تصديق ادعاء الرجل بأنه تاجر تحف. كانت هناك ثمانية أو تسعة من أصل عشرة فرص أن يكون تاجر العبيد الذي كانت تبحث عنه. أشار بين إليها للجلوس على الأريكة. جلس هو ومايلز مقابلها. وضعت كروش يديها على ركبتيها، ولم تسقط حذرها أبداً. لأنها جاءت لتتحدث فقط، لم تكن كروش تحمل سيفاً. ومع ذلك، كانت قادرة تماماً على التعامل مع عدو في القتال اليدوي إذا وصل الأمر إلى ذلك. لكنها لن تفعل أي شيء متهور. "الآن بعد ذلك، سيدة كروش، ما الذي ترغبين في التحدث عنه؟" ”احم. الحق يقال، إن زيارتي اليوم كانت مدفوعة بتقرير تلقاه أحد مرؤوسي. الكلمة هي أن شخصية بغيضة كانت تزور بيت أرجيل مؤخراً". "هل يمكن أنك تتحدثين عني؟" قال مايلز. "إذا كان الأمر كذلك، يجب أن أعتذر بصدق عن إعطاء الدوقة نفسها سبباً للخروج إلى هنا." كان لديه نفس النغمة الذليلة كما كان من قبل، لكن النظرة في عينيه كانت مقلقة بصراحة. لا أحد يريد أن يُنظر إليه كشيء يتم تقييمه. "إذا نحينا جانباً مسألة من هو بالضبط، فقد قيل لمرؤوسي أن هذا الشخص تاجر عبيد. لقد جئت لأسمع جانب بين أرجيل من القصة". استاء مايلز من هذا البيان المفتوح لشكوك كروش، لكن لم يكن هناك تغيير في موقف بين. دق على الطاولة بأصابعه، بدا صارماً كما كان دائماً. قال بين: "أتفهم أن لديك مخاوفك". "ولكن لدينا عدد قليل جداً من المتصلين في هذا المنزل بعد الآن. الشخص الوحيد الذي يأتي ويذهب بأي تردد سيكون أميالاً عن هنا". "إذن أنت تقول أن الشائعات عن تجارة العبيد هذا فقط؟" أومأ بين بحزم. لم تشعر بأي ريح تشير إلى أنه كان يحاول خداعها. في الواقع، كانت دوامات عواطفه ضعيفة بشكل استثنائي، كما لو كان منفصلاً. بعيداً عن طمأنة كروش، تركها ذلك مع عدم ثقة غير واضح في بين. قاطعت الخادمة أفكارها وعادت إلى الغرفة. قالت: "الشاي جاهز"، وضعت صينية شاي فضية على المنضدة وسكبت المشروب بهدوء. رائحة حلوة من السائل الدافئ. التقطت كروش تلميحاً من القلق وعدم اليقين من الخادمة. قال مايلز: "أرجوك سيدة كروش". "سيكون من الأسهل التحدث إذا بللت شفتيك..." "على ما يرام…" تراجعت الخادمة، لكن كروش تذكرت توترها. بالاقتران مع عيون مايلز الفضولية، ترددت كروش في تناول الكأس. لم يهتم بها بين ومايلز، حيث كانا يحتسيان من أكوابهما الخاصة. كانت تصورات كروش تدق جرس تحذير صاخب. حتى الشاي الذي عُرض عليها جعلها على حافة الهاوية. "إذا كنت ترغب في تبديد أي شكوك، فستكون الخطوة الأولى هي أن تُظهر لي البضائع التي يُزعم أن مايلز جلبها معه. ثم ستسمح للناس بالدخول لتفقد هذا المنزل. إذا وجدوا أن الشائعات لا أساس لها، فسأعتذر عن الشك فيك وأقدم شكلاً من أشكال التعويض. لكن—" "—تعويض، كما تقولين؟" كان من الصعب تصديق أن صوت الهمس ينتمي إلى نفس الرجل الذي كان يبدو منفصلاً للغاية قبل ثوانٍ فقط. كانت هذه الكلمات القليلة مليئة بضجيج المشاعر. جافة، لكنها مشبعة، سيل عاطفي غير مركّز. الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفهمه، إذا كان هناك أي شيء على الإطلاق، هو أنه كان يركز على شيء ما... قال بين بهدوء: "تعويض". "نعم جيد جدا. إذا كنت مستعدة للقيام بذلك، فسوف تسير الأمور بالفعل بسرعة ". الآن شعرت بشيء مخيف يتدحرج عنه، لكن بعد فوات الأوان. "—نغغ. ماااالذي تتهدت عنه...؟ " وجدت كروش أن شفتيها لا تستطيعان تكوين الكلمات في ردها، ثم أصابتها موجة من الدوار. انزلقت يدها عن مسند ذراع الأريكة وسقطت على الأرض. تذبذب وعيها. وعيناها تدور. بحلول الوقت الذي أدركت فيه أنها قد تم تخديرها، كان الأوان قد فات. لكنها لم تضع أي شيء في فمها... "ها-ها!" قهق مايلز. "كلما اعتقدوا أنهم أكبر، كلما وقعوا في هذه الخدعة بشكل أفضل! لا تريدسن حتى مشروب؟ يجب أن تقبل كرم مضيفك يا سيدتي . إنه يساعد على التخلص من الهواء السيئ الذي يدخل إلى الداخل... "صفق باستهزاء، ليختفي كل الاحترام من نبرته. التوى وجهه في تعبير حقير، ومرر يده على خد كروش. "آه، أنا أحب أن أرى امرأة قوية تزحف. هاها! ستقدمين لي هدية رائعة لأخذها إلى المنزل". من المؤكد أن الكلمات بدت مثل تلك الخاصة بتجار العبيد، لكن ما كان يقوله كان مجنوناً. كانت كروش دوقة مملكة لوغونيكا. سيعرف أي شخص في عقله الصحيح أن اعتبارها عبدة كان انتحاراً. مما يعني فقط أنه كان يفكر في شيء ما إلى جانب الاستعباد. ركع بين على ركبتيه ونظر في عيني كروش. "أشكرك على تعاونك الدوقة كارستن. بدونك، لم أكن لأحقق هدفي". "..." كان وجهه خالياً من أي تعبير مثل القناع، لكن عينيه كانتا متحمستين. احتدم فيهم الغضب، وشفقة مروعة. "ما... هـ… ذ ؟" "لا يزال بإمكانك التحدث؟ أنا متفاجئ. كان من المفترض أن يغمى عليك على الفور ". بدا بين مندهشاً. كانت كروش تعض لسانها وتتشبث بشدة بالوعي. أمسكها بين من شعرها، رفع رأسها، وقال، "أليس هذا واضحاً؟ —أريد أن أعيد الطفل الذي سرقته مني. أنا بحاجة إلى ذلك الفتى". 6 "تركت السيدة كروش تذهب وحدها؟! كيف يمكن أن—؟ كيف تخطط لتحمل المسؤولية إذا حدث لها أي شيء؟ " تردد صدى الصوت، تقريبا في جميع أنحاء مكتب كارستن. صاحب الصوت الصاخب واليد التي ارتطمت بالمكتب الأسود هو فيريس. كان يرتدي زي الحرس الملكي، وعاد إلى القصر في وقت أقرب مما كان متوقعا. ساد المكان ضجة. —هل تخلى حقاً عن كونه فارساً بعد عشرة أيام فقط؟ لم يجرؤ أحد على المجازفة بإلقاء مثل هذه الدعابة حيث سار فيريس في الردهة مع تعبير عن الغضب الذي لم يروه من قبل واضحاً على وجهه. خرج الجميع عن طريقه حتى وصل إلى مكتب السكرتارية، ليضعها على عاتق المسؤول الرئيسي. "انتظر لحظة، فيريس. أعرف أنك مستاء. وأنا أفهم، لكن هذا كان قرار السيدة كروش. كانت هناك ظروف يجب مراعاتها... " "ظروف؟! تقصد ما قد يحدث لي؟ أنا أعلم ما قد يحدث! وأنا لا أهتم! إذا كان ذلك يعني إبعاد السيدة كروش عن الخطر، فسأكون سعيداً بإعطاء قلبي وجسدي واسمي! " كان صوته قد ارتفع لأعلى حد. مع كل غضبه، كان تفكيره عقلانياً بدرجة كافية. في القلعة، أوضح فوريير ما كان على كروش أن تفعله. وبينما أدرك فيريس أنها كانت تفعل ذلك من أجله، فإن تعرض كروش نفسها للخطر من أجله هزم الغرض من خدمته كفارس لها. كان بيت آل ارجيل غارقاً في الشر لدرجة أن الناس هناك لم يفكروا في الآخرين على أنهم بشر. "ومع ذلك، لا أحد منكم يضع السيدة كروش أولاً...!" "يجب أن تهدئ نفسك، فيريس. سترعب فقط كل من حولك، وبعد ذلك لن نتمكن من التحدث إليهم ". "لكن…!" بدأت عيون فيريس تملأ بالدموع. لف أحدهم ذراعه حول كتفه، وهو نفس الشخص الذي تحدث للتو بهذا الصوت القوي. شاب ذو شعر ذهبي. كان المسؤول فيريس يتأرجح لالتقاط أنفاسه عند رؤية الرجل. "صاحب السمو فوريير! لم أكن أعلم أنك ستكون مع فيريس ... " "نعم، لأنني أنا من كشفت له الأمر، رغم أنه طُلب مني ألا أتحدث عنه. وقد أخبرتني كروش مسبقاً أنه إذا سارت الأمور بشكل سيء، يجب أن أستخدم حكمي. ليس لدي دليل، لكن... لديّ شعور سيء لن يزول. إنه يدور في داخلي". وضع فوريير يده على صدره. إذا كان الأمير قد شاء كل هذا، فمن المؤكد أن المسؤول لا يمكن أن ينزعج من فيريس لذلك. "مهما يحدث، فإن القلعة الملكية بعيدة جداً بالنسبة لي للتعامل معها بفعالية. لذلك من المنطقي أن أقترب أكثر من مركز الحدث. ومن المنطقي أن يرافقني أحد أفراد الحرس الملكي ". "هل يعقل، صاحب السمو؟ أرتجف عندما فكر في ما سيقوله الكابتن عندما يعود... "كان فوريير يسعد بحيلته الصغيرة، لكن يوليوس، الذي وقع في هذه القضية برمتها، هبط على كتفيه. ومع ذلك، لا يبدو أنه منزعج على وجه التحديد لأنه تم جره. وأضاف: "إذا كان سموك كريماً لدرجة التحدث نيابة عنا...". "بما أن هذا كان من فعلي، يمكنك ترك ذلك لي! حسناً...ليس لأنني متأكد من أن أعذاري سيكون لها تأثير كبير مع ماركوس، ولكن على الأقل، لن تكونا وحدكما عندما يوبخكما. إذا كان يجب أن تحصل على سيل من عقله، فسأفعل ذلك أيضاً". "كلمات مطمئنة، صاحب السمو—والآن، ماذا عن الدوقة كارستن...؟" عندما عاد ما يشبه الهدوء إلى الغرفة، أعادهم يوليوس إلى السؤال المطروح. قاد هذا المسؤول، الذي أصبح الآن بعيداً عن طرق تشتيت انتباه زواره، إلى الركود قليلاً وأعطى نظرة غير مرتاحة لفيريس. قال: "صحيح أن السيدة كروش ذهبت بمفردها لتفقد منزل أرجيل". لكن باردوك أحاط بمنطقة القصر بما يقرب من خمسين جندياً. يفتقر آل ارجيل إلى الموارد لتوظيف المرتزقة في هذا الوقت. حتى لو سلحوا عبيدهم وأرسلوهم، فسيكون من السهل إخضاعهم". "ولكن ماذا لو أخذوا السيدة كروش رهينة...؟" "أعترف أنهم قد يشعرون بأنهم محاصرون للغاية بحيث يلجأون إلى العنف، لكنهم سيواجهون السيدة كروش. لقد قطعت ذات مرة أرنباً عملاقاً بتلويحة واحدة من سيفها. أشك في أنهم يمكن أن يكونوا أفضل منها. وقد فعلت كل ما في وسعها للاستعداد مسبقاً". قدم المسؤول كل الأسباب التي يمكنه من خلالها اراحة البال، على أمل تهدئة فيريس. صحيح، من الناحية الموضوعية، لا يبدو أن هناك أي طريقة يمكن أن اكون بها كروش في وضع غير مؤات. كان فيريس يثق في اجتهادها لو أن مشاركة بيت آل ارجيل لم تلقي بمشاعره في الارتباك. ومع ذلك، بقي القلق بداخله. هل كان مجرد وهم ولد من صعوباته مع عائلته؟ "...انتظر، فيريس. لن يريح أي من هذا القلق الذي طال أمده ". "صاحب السمو؟" تحدث فوريير في الوقت الذي بدأ فيه فيريس في الهدوء والعزم على الثقة في كروش. بدا فوريير كشخص مختلف. نظر فيريس في عينيه، وكان لديه شعور بأنه يستطيع رؤية روح الأمير ذاتها. كل من في الغرفة التقطو التغيير في فوريير. نظر فوريير حول الغرفة، التي كانت تحبس أنفاسها الجماعية، ووضع يده على صدره قبل المتابعة. "القلق، لا يمكنني شرح ما يحدث في داخلي. ليس من الجيد لك أنت و كروش أن تستمرا منفصلين. في الواقع، يجب أن نذهب في أسرع وقت ممكن—كح، كح! " "صاحب السمو ؟!" تلاشت كلمات فوريير في موجة من السعال احمر وجهه. اندفع فيريس لأخذ كتفيه، وركز انتباهه على تدفق المانا في جميع أنحاء جسد الأمير. اعترفت الأكاديمية الملكية للشفاء بفيريس بأنه تلميذها الأكثر إنجازاً. إذا أراد ذلك، يمكنه إعادة شخص ما من حافة الموت إلى صحة مثالية. لذلك عندما اشتكى له شخص ما من الشعور بالضيق، فقد اعتاد على تقييمهم بمجرد أن يمسك يده عليهم. "ماذا…؟" ابتعد فوريير على الفور عن يدي فيريس. قبل أن تتمكن أصابعه والمانا المتدفقة من خلالها من القيام بعملهم، وقف الأمير، ولا يزال يتعرق ويتنفس بصعوبة. "هل أنت بخير يا صاحب السمو ؟!" سأل يوليوس. حاول فوريير التصرف وكأن شيئاً لم يحدث. "لا شيء كبير. أعتذر عن اقلاقكم. أشعر بتحسن كبير الآن، بفضل فيريس". بدا أن هذا يرضي الجميع، لكن فيريس لم يستطع التخلي عن صدمته. "أمم، صاحب السمو، فيري—أعني، لم أفعل..." اخترقه القلق وهو يشاهد فوريير وهو يمسح العرق بينما كان يحاول الادعاء بأن كل شيء على ما يرام. لكن صوت فيريس الصغير المتردد غمرته فجأة صرخة من خارج المكتب. "فظيع! لم تخرج السيدة كروش من قصر آرجيل، وبدأت معركة حول القصر! الجنود—يزعمون أنهم يحاربون الجثث الحية! " 7 أول شيء لاحظته كروش عندما استيقظت هو الرائحة الكريهة. "اهنن..." تأوهت. كان حلقها جافاً. وانحنت عن الأرض. ثم ملأت الرائحة أنفها، رائحة كريهة للغاية لدرجة أنها كانت مؤلمة جسدياً تقريباً. مثل فضلات الحيوانات الممزوجة بشيء متعفن. في اللحظة التي التقطت فيها نفحة منه، أدركت كروش أنها ليست في أي مكان جيد. كانت قادرة بطريقة ما على الجلوس، لكن يديها كانت مغلولة. هكذا كانت قدميها، وفوق ذلك كانت معصوبة العينين. كانت نعمة صغيرة أن عينيها قد غُطيت ببساطة بدلاً من إخمادها، لكن كروش لم تكن تفكر في مثل هذه الأشياء في تلك اللحظة. "لا يبدو أنني أعاني من أي إصابات خطيرة. هل هذا حتى يكون لديهم مجال للمساومة معي...؟ " تذكرت اللحظات التي سبقت فقدانها للوعي. استعمل بين ومايلز نوعاً من المخدر لجعلها تنام. كان هناك شيء في الشاي—لكنه كان ترياقاً وليس سماً. كان المخدر في الغرفة نفسها، ولم تستسلم إلا كروش، التي كانت تشتبه في الشاي. لكنها انزعجت من بيان هناك الكثير من الثغرات المحتملة في الخطة. "لو كنت مهملة وشربت الشاي، لما نجحت." "...لو أنك فعلتي ذلك، لكنا قد فعلنا شيئاً أكثر رعباً." لم تكن تتوقع إجابة، لكن جاءت إجابة واحدة. الصوت الذي لا يُنسى لا يخص أحد غير بين. لقد شعرت بوجود شخص قريب منها، لكنها لم تكن لتخمن أنه هو الجاني نفسه. لم تدع كروش صدمتها تظهر على وجهها. بدلا من ذلك، أطلقت ضحكة متناقضة. "أنت لا تتوقف عن مفاجأتي. هذا، على الأقل، يجعلني أعتقد أنك مرتبط بفيليكس". "أنتي لا تعرفين مدى امتناني لسماع ذلك من شخص أقرب إلى هذا الصبي أكثر من أي شخص آخر. إنه يمنحني الثقة في أنه وأنا بالفعل نتشارك في علاقة دم". "يبدو أنك مهتم جداً بالإبن الذي تخليت عنه منذ ما يقرب من عشر سنوات." لم تستطع رؤية بين، لكن نبرته كانت هادئة—لكن هذا لم يتحدث إلا عن عمق جنونه. اعتبرت كروش الأمر أكثر خطورة مما لو كان هستيريا. "أخبرتك. انا احتاجه. وسوف تحضرينه إلي". "أنت محق في أنه عندما يكتشف فيليكس ما حدث لي، فمن المحتمل أن يركض إلى هنا. لكن سيكون لديك مشكلة أخرى للتعامل معها أولاً. أنا يعرف مرؤوسي أنني هنا، ولن يمر وقت طويل قبل أن يلاحظوا أنني لم أعد وينزلون على هذا المكان مثل الانهيار الجليدي". وستكون المنافسة بين دوقة ونبيل فرعي بلا مركز. كان الاختلاف في القوة العسكرية لا يرقى إليه الشك. كانت النتيجة حتمية. سيكون الطيران عديم الجدوى بالمثل. إذا أرادوا ذلك، يمكن لبين ومايلز أن يأخذوا رأس كروش، لكن هذا سيوقع فقط على مذكرات الوفاة الخاصة بهم. لن أحاول إقناعك بالاستسلام. لكن ماذا تخطط له؟ لا أستطيع أن أفهم ما ستكسبه من خلال وضعي في هذه الحالة". "أرى أن كونك معصوبة العينين ومقيّدة بالسلاسل لم يجعلك أكثر وداعة. أعتقد أن عائلة الدوق مكونة حقاً من أشياء أكثر صرامة من بقيتنا. حسناً، هذا فقط يجعل الأمور أسهل بالنسبة لي". "سأعتبر أنك لا تنوي الرد علي؟" على هذا السؤال، لم يدخر بين أي إجابة على الإطلاق ؛ سمعت كروش خطاه وهي تطول بعيداً. كان هناك صوت بعض المادة اللزجة من تحت نعل حذائه. يبدو أن هناك شيء غير صحي هنا بجانب الرائحة الكريهة. "أوه، نعم ،" نادى بين مرة أخرى كروش، كما لو أنه تذكر شيئاً للتو. "هذا هو المكان الذي اعتاد فيليكس أن يقضي فيه أيامه، كل تلك السنوات العديدة الماضية. الغرفة التي حركتك لأخذه منا. ربما ستفهمينه بشكل أكبر الآن". "…هل هذا صحيح؟ أجابت، وصوتها مليء بالسخرية. "سأتأكد من الاستفادة من هذه التجربة بشكل جيد." أعطى بين فقط شخير غاضب. هذه المرة تراجعت الخطوات حتى لم تعد تسمعها، وتركت كروش معصوبة العينين وشأنها. "إذن كانت هذه غرفة فيريس..." همهمت في نفسها. فكرت كروش مرة أخرى عندما قابلت فيريس. إذا كان بين يقول الحقيقة، فعندئذ كانت تحت الأرض. كانت الغرفة التي كان الفتى القط محتجزاً فيها عندما كان طفلاً تحت المنزل. كانت الأغلال على يديها ورجليها مصنوعة من المعدن، ولا يمكن إزالتها بسهولة. اوضح موقف بين أن لديه خطة في ذهنه للتعامل مع الحراس المرافقين لكروش. رأت الآن: أنها كانت في وضع يائس. لكن لا شيء أكثر من ذلك. "هذا ليس بالضبط ما كنت أتوقعه، ولكن من السابق لأوانه الاستسلام". لم يكن التخدير والاختطاف جزءاً من خطتها بالتأكيد. لكن إذا أعطتها طريقة لكشف أسرار المنزل، فربما كان الأمر يستحق ذلك. كان لديها اهتمام حقيقي واحد فقط … "أعتقد أنني كنت أطلب الكثير بالتفكير أنه يمكنني إنهاء هذا قبل أن يشعر فيريس أو سموه بالقلق." لا شك أن كلاهما سيكونان قلقين للغاية عندما يسمعا بما حدث لها. لقد عذبها هذا الفكر أكثر بكثير من أي مسألة تتعلق بسلامتها. 8 كانت هناك تعويذة سرية تسمى قربان الملك الخالد. لقد كانت واحدة من السحر الاستثنائي، من المفترض أن تكون من صنع ساحرة كانت تستعبد العالم قبل أن تضيع المعرفة. باختصار، سمح للمستخدم بالتحكم في الجثث حسب إرادته. قيل أن الساحرة التي ابتكرت التعويذة قادرة على إعادة الموتى ليبدو تماماً كما كانوا في الحياة، لكن هذا الجزء من التعويذة لم يتم تمريره. تلاشت معظم الطقوس من الذاكرة الحية ؛ كان من المستحيل تكرار أي من تأثيرات التعويذة باستثناء تحريك الجثث. وحتى هذا المظهر الأساسي كان من المستحيل تحقيقه بدون ملقي لديه ميل طبيعي للتعويذة. لقد كان تقارباً نادراً جداً—لم يكن أحد معروفاً بامتلاكه منذ أكثر من مائة عام. "أنا منبهر لأننا تمكنا من تحقيق هذا الحد في تكرار التأثيرات." هز مايلز كتفيه بسعادة وهو يشاهد الجثة تتجول، ورائحة مقززة تنجرف منها ظهرت ابتسامة قاتمة على وجهه. لم يشعر بأي نفور من الجسد الذي يمشي. كان الموتى مشهدا مألوفاً بالنسبة له. كان الأمر ببساطة أن أولئك الذين كانوا عادة نائمين قد استيقظوا الآن. وتابع: "اسم مخيف بشكل فظيع لمثل هذه القوة المفيدة". "هؤلاء العمال الرائعون الأموات. لا أصدق أننا نسينا هذه القدرة". "الناس العاديون لن يفكروا في وضع الموتى في العمل اليدوي." "آه، سيدي، مرحباً بعودتك." من وسط الموتى جاء رجل كان على قيد الحياة، لكن وجهه لا يختلف عن وجه الزومبي. رجل حي ميت يسيطر على الأموات من خلال السحر السري، بينما كان مايلز هو الشرير الذي عمل معه. كان مكاناً غارق في موجة لا تنتهي من الخطيئة. منذ فترة طويلة فقدت الحس السليم للقلق بشأن مثل هذه الأشياء، على أي حال. وكيف حال أميرتنا الصغيرة في غرفتها تحت الأرض؟ " ”لا تزال تقاوم. أولئك الذين ولدوا للنبلاء هم حقا سلالة مختلفة". "بخير. هذا يجعل كل شيء أفضل عندما نكسرها في النهاية. لم تفعل أي شيء لها، أليس كذلك؟ " "ليس لدي اهتمام بمثل هذه الأشياء. إنها الطعم الوحيد، لإحضار ابني إلى هنا". لم يكن السؤال ضرورياً حقاً، لكن بين أجاب عليه دون عاطفة. "كيف تبدو الأشياء في الخارج؟" "أوه، مشغول للغاية. يبدو أن جنود سيادتها المتفاخرون يقفون بجانب أنفسهم على مرأى من مقاتلينا اللاموتى. أعتقد أنه سيكون أقل إنسانية ألا تخاف من تلك الوجوه المتعفنة". من الطابق الثاني للقصر، كان من الممكن مشاهدة الاضطرابات في الخارج. كان الجنود الذين أحضرتهم كروش معها في معركة ضارية مع اللاموتى. ما إن يتم قتل الزومبي حتى يعود مرة أخرى، مراراً وتكراراً. كان ذلك كافياً لإيقاف أشجع بطل. لقد قدمنا ​​لهم مطالبنا. ما هو ردهم؟ هل رأيت ابني؟ " "أخشى أنني لا أستطيع إخبارك. أنا لا أعرف حتى كيف يبدو. لقد رأيت بعض تنانين الأرض تغادر، لذلك أفترض أن مقرهم قد تم إبلاغه، لكنني لا أرى أي نصف إنسان". "...لا تتحدث عن ذلك الفتى كما لو كان حيواناً ما. هذا هو ابني، الذي يشارك دمي ". قال مايلز الكلمة المحرمة. أعطاه بين نظرة حادة. بدا أنه ليس عاقلاً تماماً، لذلك رفع مايلز يديه وعاد إلى الوراء. كانت كلمة ابن غالباً على شفاه بين. بدا أنه يركز عليها. ربما كان ذلك منطقياً فقط، لأنه بالكاد كان يدعو الطفل مرة أخرى بدافع الحب. حتى مايلز شعر ببعض التعاطف مع الصبي. كان ضياع حياة المرء بسبب قناعات والد المرء الشديدة ولكن الخاطئة هي مادة من الكوابيس. "حسناً، ليس هذا يعني أنني سأمتنع أو أبدي أي رحمة." نظر بين إلى أسفل ساحة المعركة بعيون متلألئة، في انتظار عودة ابنه إلى الوطن. خلفه، جلس مايلز على أريكة لم تتصخ من الجثث وانتظر اللحظة المناسبة. فاضت النية السيئة ورائحة اللحم المتعفن من المنزل. لكن كان عليه فقط الانتظار حتى يحين الوقت. 9 وصل فيريس والآخرون إلى إقامة أرجيل ليجدوا أن المكان قد أصبح ساحة معركة. لقد قاموا بالإندفاع على عربة التنين الخاصة بهم بأقصى ما يمكن، واستغرق الأمر عدة ساعات. كان المكان جحيماً على الأرض بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى هناك. "إذن هذا ما قصدوه بالمحاربين اللاموتى..." غمغم فيريس. ترنح رجل في الأمام واستقر رأس الرمح في رأسه. ما خرج من الجرح لم يكن دماً أحمر حيوياً بل قيحاً أصفر. سقط الرجل على الأرض. ومع ذلك، وعلى الرغم مما يبدو أنه جرح مميت، فقد قام برمي جسده، ابعد الرمح، وبعد ذلك، على ما يبدو غير منزعج من جمجمته المحطمة، مد ذراعيه وحاول إلحاق نفسه بالجندي التالي الذي شاهده. "تعويذة مظلمة تجعل الموتى أحياء. إذن فهذا هو قربان الملك الخالد. " كان يوليوس يراقب أيضاً، والآن تحدث بصوت مثقل بالغضب في المشهد الفظيع. كان يوليوس هادئاً في العادة، لكنه شعر بعاطفة شديدة. كان مليئاً بالسخط الصالح من أجل أولئك الذين يتم التجديف على حياتهم بسبب هذا السحر. كانت يده في قبضة سيفه، وبدا وكأنه قد يندفع في أي لحظة. "—لا تفعل ذلك يا يوليوس. لن أتركك تمضي قدماً". الصوت الذي أوقف يوليوس كان صوت فوريير، الذي لاحظ الوضع من داخل العربة. تسببت كلمات الأمير الصارمة في خروج التوتر من أكتاف يوليوس، كما لو كان محرجاً من تهوره. "اعتذاري. المشهد ببساطة فظيع للغاية، وأثار غضبي". "أنا أفهم مشاعرك. هذا ليس موقف يمكننا التغاضي عنه. ولكن إذا اتخذنا القرار الخاطئ، فقد يؤدي ذلك إلى تضحيات لا داعي لها. يجب أن نتجنب ذلك". التفت فوريير إلى فيريس، الذي وجد نفسه يندب قليلاً تحت شدة نظرة صديقه. قبض فوريير على القيادة من خلال القيادة الحادة التي أظهرها في القلعة والقصر. لقد حدث ذلك من قبل، لكن هذا كان بحجم مختلف. في العادة، لم يكن فوريير يشبه الملوك—بأفضل معناه—ولكن تراثه أصبح الآن واضحاً بجلاء. "وفقا لباردوك، سوف يستغرق الأمر ثلاث ساعات لجمع القوة الكافية تأكد من قدرتنا على تدمير العدو. علينا أن نوفر لهم الوقت حتى لا يحدث الأسوأ قبل ذلك الحين ". تولى فوريير القيادة في ساحة المعركة. "بالطبع، نريد حماية الأبرياء من التعرض للأذى. هل تفهمان؟ " أومأ فيريس ويوليوس برأسه. تم نشر المحاربين اللاموتى ضد جنود كروش، الذين حاصروا منزل آرجيل. يبدو أن هناك ما لا يقل عن مائتي منهم، أربعة أضعاف القوة الودية. ولكن في حين أن الموتى الأحياء يتمتعون بميزة صعوبة تدميرهم، فقد ضاعت قدرتهم على التفكير ووضع الاستراتيجيات. حقيقة أن الطوق لم يتم كسره على الرغم من أنه فاق العدد بشكل كبير كان دليلاً على ذلك. في الوقت الحالي، كان باردوك، المسؤول العسكري الكبير الذي أحضرته كروش معها، يحاول حشد القوة العسكرية للتغلب على التفاوت في العدد. بمجرد أن يكون لديهم القوات، سيكون من السهل التغلب على المحاربين اللاموتى. "لكن هذا يعني أن السيدة كروش ربما..." "إذا لم ننقذ كروش، فحتى لو كان لدينا مليون رجل ولن يعني ذلك شيئا. علاوة على ذلك، يبدو أن العقل المدبر، بين أرجيل، يسأل عن فيليكس أرجيل". ما إن انتهوا من الرسالة العاجلة حول ظهور المحاربين الأحياء حتى تلقوا كلمة تفيد بأن كروش قد تم احتجازها كرهينة في منزل آرجيل. طالب خطاب موقع من بين نفسه بتسليم فيريس مقابل سلامة كروش. بالطبع، لم يكونوا أغبياء بما يكفي ليقعوا فيها. قال فوريير: "لكن لا يمكننا ببساطة رفض طلبه أيضاً". "حتى نرى الدوقة، علينا إعطاء الأولوية لسلامتها، وقد يعني ذلك الذهاب إلى طاولة المفاوضات." "نعم، الطاولة التي بنوها. يتعلق الأمر بأسوأ طريقة ممكنة للتفاوض..." قال فيريس، مع عدم محاولته لإخفاء إحباطه. حدق في قصر أرجيل. عادة، قد يكون من الحنين رؤية مسقط رأس المرء مرة أخرى، لكن فيريس لم يشعر بأي شيء ممتع لهذا المنزل. لم يسبق له أن رأى المكان من الخارج بهذا الشكل. في ذاكرته، كانت موجودة فقط في ظلمة غرفة الطابق السفلي. "ماذا ستفعل؟" سأل فوريير. "قالت رسالة بين أنه سيتم السماح لك أنت وحدك بتجاوز اللاموتى. هل تعتقد أنه يمكننا الوثوق به؟ " قفز المحاربون على أي شيء قريب دون رحمة . لم يأتوا أبداً لمهاجمة بعضهم البعض، لكن لا يبدو أن لديهم القدرة على فعل أكثر من التمييز بين الأحياء والأموات. لكن هذا لم يكن سبباً للتردد. "سأذهب. ستكون السيدة كروش في خطر إذا لم أفعل ذلك". بالنسبة لفيريس، كانت حياة كروش أكثر أهمية من حياته، وقيمة أكثر من العالم بأسره. كان سيعطي أي شيء على الإطلاق لاستعادتها. بالتأكيد بما في ذلك نفسه. "فيريس..." "لا يمكنك إيقافي، صاحب السمو. أنت من أحضرني إلى هنا". لن أحاول إيقافك. أعلم أنك ستذهب حتى لو فعلت. لأنك فارس كروش. ليس لدي شك في أنك ستحميها". كان فيريس في طريقه بالفعل، وأجابه فوريير دون تردد. بهذه الكلمات، شعر فيريس كما لو كان خلفه آلاف الجيوش. بعد كل شيء، كانت كلمات فوريير جزءاً مما أطلق طموحات فيريس في الفوز باختبار الفروسية، وجزءاً من سبب كونه هو نفسه. عززه الفخر. لكن فوريير استمر. مع ذلك لا يجب أن تفعل ذلك على حساب حياتك. أريدك أنت وكروش أن تعودا بأمان. لأنكم حياتي. إذا كنت عضواً حقيقياً في الحرس الملكي، فسوف تتبع أوامري". "—" "يجب أن تعود. لن أفقد صديقا لشيء كهذا". لم يكن لدى فيريس حتى اسم للعاطفة التي تغمر قلبه. كان فوريير قد اتصل بفيريس كصديقه عدة مرات من قبل، وفي كل مرة فعل ذلك، كان فيريس مصدوماً تماماً مثل المرة الأولى التي حدث فيها ذلك، تماماً مثل الكلمات المفقودة. "نعم سموك!" ثم انطلق، وصديقه يراقبه وهو يتجه بنظرة مألوفة وجريئة على وجهه. أمام فيريس كان المكان الفظيع الذي ولد فيه، والسيدة التي كان يعتز بها، والأسرة التي تركها وراءه. "تبدو مستاءً يا يوليوس." تحدث فوريير إلى يوليوس بينما شاهدوا فيريس يصبح أصغر وأصغر في المسافة. كان يوليوس يشد قبضتيه. على ما يبدو، كان بين يقول الحقيقة في رسالته، لأن اللاموتى أغفلوا تماماً فيريس عندما اقترب من المنزل. لا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للجنود البشريين الآخرين، الذين ألقى الزومبي بنفسهم عليهم دون رحمة. كان يوليوس على الأقل مرتاحاً لرؤية فيريس يمر بأمان، لكنه لم يستطع إلا أن يشعر بالإحباط بسبب عجزه. "أشعر بالشفقة—لمرافقته هنا ومع ذلك لا أستطيع أن أفعل أي شيء! لماذا أكون فارساً حتى إذا لم أستطع مساعدة صديقي في وقت حاجته؟ " أجاب فوريير: "لا تنفعل." "ستكون هناك مرات عديدة قادمة عندما تكون هناك حاجة لقوتك. إن انزعاجك في هذه اللحظة ليس علامة على عجزك". "إرر—شكراً لك." لم يكن يوليوس يتوقع مثل هذه الكلمات من فوريير، لكن دهشته غمرها الاحترام. لم يكن معروفاً أن الأمير الرابع، فوريير لوغونيكا، لديه موهبة الإطراء. في الواقع، كانت العائلة المالكة بأكملها ودودة للغاية. وبهذه الطريقة، لم يكونوا ملائمين للحنكة السياسية. وهكذا تركت إدارة لوغونيكا إلى أعلى النبلاء ومجلس الحكماء. أو هكذا آمن الجميع في الأمة، ولم يستطع يوليوس نفسه إنكار أنه تولى نفس القدر حتى هذه اللحظة. ولكن عندما رأى فوريير الآن، كان عليه أن يتساءل عما إذا كان الأمير أنيقاً فقط. ووجد نفسه تدريجياً غير قادر على تصديق القيل والقال الذي سار كالنار في الهشيم في القلعة الملكية. "أنت تفكر في أنني أبدو افضل كتيراً عما سمعته." "—!" "خذ الأمور ببساطة، لا داعي للصدمة. بالكاد يمكن أن أكون جاهلاً بالشائعات التي تحدثت عني في القلعة الملكية. لا يعني ذلك أنني عادة أهتم كثيراً بهم. لكني أشعر اليوم بالصفاء بشكل غير عادي. على الأقل ما يكفي لهز قلب موظف قلق بصدق لأمتنا". اندلعت موجة جديدة من الرهبة في يوليوس، الذي شعر أن فوريير قد رأى من خلال طيشه. الحكيم الذي يتنهد حزيناً بجانبه في العربة لم يكن رجلاً يمكن قياسه بالشائعات. ومع ذلك، على الرغم من أن عيني ذلك الرجل الحكيم قد رأت كل شيء، إلا أنه كان ينضح أيضاً بالانسجام. "فيريس سوف يتحدى عائلته. من واجب أصدقائه دعم ما ينقصه". "فيريس…؟ هل صاحب السمو يعتبره صديقاً؟ " "بالتاكيد. وإذا قمتَ بذلك أيضاً، فنحن في نفس الموقف". وجده يوليوس وضع مشوش ليكون فيه. نظر فوريير بتمعن نحو القصر. لعبت عيناه القرمزية فوق المنزل والجنود الذين لا يموتون يتقاتلون في الخارج "إذا كانت كروش في الطابق العلوي، فقد يكون فيريس قادراً على إدارة شيء ما... ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فسنضطر إلى الاعتماد عليك يوليوس. خذ ذلك على محمل الجد وانتظر لحظتك". قبل يوليوس بكل احترام كلمات فوريير. وجد الفارس نفسه مدركاً بشكل مؤلم لكبريائه. في الآونة الأخيرة، كانت هناك فرص كثيرة بالنسبة له لتصحيح افتراضاته اللاواعية، فيما يتعلق بكل من فيريس وأشياء أخرى. لم يكن لديه الحق في الاستخفاف بالآخرين في أي شيء، ولا أي سبب ليتم الإستخفاف به من قبل الآخرين. "أرى أنه لا يزال لدي الكثير لأفكر فيه." وضع يوليوس يده على مقبض سيفه وانتظر اللحظة التي سيُطلب منه استلاله. كان هو، بصفته فارساً من الحرس الملكي، هو الذي عُهد إليه فوريير. سيتم اختبار قيمته الحقيقية كعضو في الحرس في ساحة المعركة اليوم. 10 "مرحباً بك في المنزل، سيد فيليكس." شعر فيريس بشيء ما في غير محله عندما خرجت الخادمة لتحييه. لم يستطع معرفة ما إذا كان يتذكر المرأة في منتصف العمر أم لا. لكنها بدت وكأنها تتعرف عليه. لقد صُدم بشكل خاص بالطريقة التي غمرت بها عينيها كما لو كانت تحاول تذكر شيء ما. لم يعطه أي من هذا أي عاطفة تجاه شخص انضم إلى آل أرجيل. "اعفيني من الحديث الصغير. أين السيدة كروش؟ " "—السيد ينتظر. إذا كنت ستتبعني..." للحظة، بدت الخادمة وكأنها تمسك بشيء قبل أن تجيب. لم تجب على سؤاله، لكن عندما استدارت ودخلت المنزل، تبعها، وهو يعلم أنه ليس لديه خيار آخر. انجرفت رائحة كريهة من خلال الردهة المعتمة. تم نشر المحاربين اللاموتى داخل القصر أيضاً ؛ أنتجوا مجموعة متنوعة من أصوات الخدش. مع عدم وجود أحد للهجوم عليه—لم يكن فيريس والخادمة هدفهم—فوقفوا بغباء أو سقطوا على الجدار، ولم يعطوا أي إحساس حقيقي بأنهم على قيد الحياة. تجولت عيون فيريس هنا وهناك أثناء تحركهما عبر المنزل. "الشعور بالحنين؟" سألته الخادمة. يبدو أنها أساءت فهم ما كان يبحث عنه. أجاب بلا سخرية بسيطة، "ليس حقاً" وتجاهل. "لا أتذكر هذا المكان جيداً بما يكفي لأشعر بالحنين إليه. وحتى لو فعلت ذلك، لم يكن هناك أي جثث تتجول في آخر مرة كنت هنا". أثناء حديثه، أعطى فيريس كزة تجريبية على كتف أحد اللاموتى الذين وقفوا بلا حراك في الردهة. توقع نصفه أنه لن يستجيب مهما فعل، لكن عندما أدرك الرومبي أنه لمسه، اتجهت عيناه نحوه. قالت الخادمة: "أنا مندهشة لأنك تستطيع جعل نفسك تلمسهم". "الجثث ليست جديدة بالنسبة علي. لقد رأيت الكثير من المصابين بجروح خطيرة أيضاً. لكنني لم آتي إلى هنا للدردشة ". "—" لم تقدم الخادمة أي رد. رد عليها فيريس لأنه لا يريد أن يتجاهل المرأة ببساطة، لكنه لم يكن في حالة مزاجية للتحدث. لقد شعر بالتواء في الجزء العلوي من بطنه منذ اللحظة التي دخل فيها هذا المنزل. لقد أدركها بسبب الظاهرة النفسية التي كانت عليها، وهي شهادة على مدى عمق احتقاره لهذا المكان. بعد أن قطع فيريس محادثتهما بوضوح، قادته الخادمة في صمت إلى الطابق الثاني. طرقت على باب غرفة الاستقبال، وصرخت، "سيدي، لقد أحضرته". أجاب رجل بهدوء من الداخل. لم يتذكر فيريس الصوت، لكنه أرسل قشعريرة أسفل عموده الفقري. لم يدركها عقله ولا جسده، لكن روحه. "—لقد عدت يا فيليكس." عندما دخل فيريس الغرفة، واجه رجل ملتح كبير. نظر فيريس إلى وجه الرجل، وأخيراً ومض شيء في ذاكرته. كان للرجل نفس شعر بلون الكستناء وعيون صفراء مثل فيريس—كانت تلك الأشياء الوحيدة التي ميزتهما كوالد وطفل، لكنه أصبح واثقاً أكثر فأكثر أنه كان نفس الوجه الذي كان يلوح في الأفق أعلى منه قبل تسع سنوات. "نعم ... أعتقد أن هذا هو شكله"، همس فيريس حيث تمكن أخيراً من تجميع ذكرياته مع وجه والده، بين أرجيل. كلمات بلا عاطفة من أجل لم الشمل مع والده. سمعتهم الخادمة، فجعدت جبينها، لكن رد فعلها طغى على رد فعل بين الأكثر روعة. أخذ فيريس من كتفيه بيديه الكبيرتين وقال، "أود أن أسأل كيف كنت... لكن أولاً يجب أن أسأل ما الذي ترتديه بحق العالم. أنت نحيف للغاية—وأنت ترتدي ملابس نسائية؟ آمل ألا تكون قد أزعجتك وجهات نظر دوقة كارستن المنحرفة حول الجنس". "—" "بشرتك جيدة بما فيه الكفاية، لكن ذراعيك ورجليك نحيفان للغاية… يا له من مشهد قاسٍ للغاية! " لوى بين وجهه في حزن، وأطلق صرخة على ابنه البالغ. راقبه فيريس بلا تعبير، رغم وجود قشعريرة هائلة في عينه. هذا الزي هو علامة على علاقتي مع كروش، وأنا نحيف بسبب ما يقرب من عشر سنوات من سوء المعاملة في هذا المنزل. إنها قاسية، حسناً، لكن لمن هذه القسوة ؟ ”لكن جيد جدا! دعنا نضع هذا جانباً! لقد عدت إلى المنزل. كوالدك، هذا يجلب لي الفرح ". بدا غافلًا عن تعبير فيريس البارد، ابتسم بين وحاول أن يعانق ابنه. تجنب فيريس احتضانه برشاقة، وانزلق إلى جانب بينما كان بين يتعثر للأمام. مسح فيريس الغرفة بسرعة، لكنه توقف عندما لم يجد أي علامة على كروش. قال "كفى كلاماً". ”أعد السيدة كروش. ثم أتمنى أن تختفي أنت وهذا المنزل". "يا لها من طريقة لتحية والدك! لا تخطئني يا فيليكس. أشعر بسعادة غامرة لأنك بأمان، لكنني لست كريماً لدرجة تحمل وقاجتك. إذا كنت تعتقد أنك على قدم المساواة معي بسبب ما حدث في الماضي، فأنت مخطئ". "—! كما لو أنني سأفكر بذلك! " التقى بانفجار بين الغاضب بواحد منه. ما تم فعله لفيريس في هذا المنزل، لم يكن ليهتم أبداً باستخدامه للثأثير. كان فيريس يمتلك آذان قط منذ ولادته، وبعد وصوله إلى العالم مباشرة تقريباً، تم حبسه في غرفة في الطابق السفلي. كانت والدته ووالده من البشر العاديين، لذا فإن وجود آذان قط كان يشير إلى خيانة أمه. على الرغم من أن فيريس محصور في الغرفة المظلمة تحت الأرض، فقد حصل فيريس على الحد الأدنى من التعليم. ولكن بمجرد أن وصل إلى مرحلة الطفولة، ازدادت معاملته سوءاً. بعد سن الخامسة، أُجبر على دخول غرفة أخرى تحت الأرض أصغر من الأولى، وقضى خمس سنوات هناك لا يفعل شيئاً سوى الاستيقاظ والنوم. لقد قضى حياته في الظلام بدون سبب للبقاء على قيد الحياة ولا أي معنى للحياة التي كانت لديه. كانت كروش هي التي أخرجته من ذلك المكان—كروش، التي كانت شجاعة منذ الطفولة. قادت فيريس إلى الشمس، وأصبح إنساناً. بفضل كروش، اكتسب فيريس الإنسانية لأول مرة. "بدون السيدة كروش، لن أكون على ما أنا عليه! لذا أرجعها إلي—الآن! لا يهمني أن أخطئ فيك! لا يهمني الآباء! أنا لا أمزح! " كان وجه فيريس الحلو ملتويا بالغضب. كشف عن أسنانه والشعار. لقد لوح بذراعيه في بين. "انظر إلى هذه الأذرع النحيلة! لا أستطيع استخدام سيف! لا يمكن أن تحمل درع! أنا فارسها وهذه الأذرع التي لا قيمة لها لا تستطيع حتى القتال من أجلها! وساقي ليست أفضل! لا أستطيع الركض بسرعة أو القفز عالياً... لا يمكنني فعل أي شيء! كل ما أريده هو أن أحميها، ولا يمكنني حتى أن أفعل ذلك! " بمجرد أن أخرجته كروش من هذا المنزل، وحصل على دوره كمرافق لها، فعل فيريس كل ما في وسعه ليكون مصدر قوة لها. لقد حاول أن يحمل السيف ويكون فارساً. لكنه تُرك بلا جسد ليقوم بهذا الواجب. " لقد سرقتهم مني! لقد سرقتهم مني وتركتني فارغاً... أعطتني السيدة كروش طريقي في الحياة وطريقي في الوجود! " لم يبق له شيء، لكن كروش شجعته على العيش بالطريقة التي يعيشها الآن. لقد تم الاستهزاء به باعتباره ميؤوس منه، وسخر من أن لديه "ميول غريبة"، لكن الشيء الوحيد الذي يعني كل شيء بالنسبة لفيريس هو ما طلبته كروش منه. وهنا من بين جميع الأماكن، هل سيبتعد عن ذلك؟ "وبعد كل ما قمت به، ما زلت تريد أن تستمر في الأخذ مني! هل تسرق مني مرة أخرى شيء أقدره أكثر من حياتي ؟! لن تفعل، اللعنة عليك…! اللعنة عليك!!" إذا كان بإمكانه فعل ذلك، لكان فيريس قد قطع الشيطان الذي أطلق على نفسه والده حينها وهناك. لو كان بإمكانه فعل ذلك، لكان قد أحرقه بالسحر وألقى الرماد في نهر. لكن فيريس لم يستطع فعل أي من هذه الأشياء. لم يكن لديه القوة. "—" وقف فول بصمت بينما كان فيريس يهاجمه. انتابته مشاعر الصبي، ونظر إلى طفله بوجه خالي من المشاعر مثل القناع. لم تكن عيناه بشريتين تماماً ؛ لا يبدو أنهم يركزون في أي مكان. "...هل قلت كل ما لذيك لقوله؟" سأل أخيراً. "ها-هاااه؟" "إذا كان لديك ما تقوله، فاتركه. أنا والدك. يمكنني التغاضي عن نوبة غضب طفولية. يجب أن تكون هذه صفقة جيدة لتفريغ صدرك بعد كل هذه السنوات من الإنفصال". "—" صدم فيريس في صمت. لقد كشف عن مافي قلبه وروحه—لكن بين اعتبرها على أنها ليست أكثر من نوبة مزاجية؟ لكن في نفس الوقت، فهم. كان الأمر منطقياً جداً بالنسبة له. لم يكن هناك شيء يمكن كسبه من البحث عن حوار مع هذا الرجل. كان يجب أن يعرف ذلك منذ البداية. —يجب أن يعرف أنه لم يترك شيئاً في هذا المنزل. أطلق نفساً. لم يكن يشعر باليأس أو حتى خيبة الأمل. لقد أدرك ببساطة كيف كانت الأمور. "هل يمكنك التوقف عن منادات نفسك كأبي؟ هذا يجعلني أشعر بالمرض". "حتى أنني سأغفر موقفك المتحدي. لا يحتاج الأب والابن إلى التشريفات في لم شملهم ". رأى فيريس أن بين ليس لديه نية للاستماع إليه فعلياَ. لم يستطع أن يتذكر أنه تحدث مع والده من قبل—وكاد أن يضحك ليدرك أن هذا هو الرجل بين. كان والده معيباً بدرجة أكبر مما كان يتخيله. "أم أن هذا التمرد علامة على أنك تريد أن تعامل كرجل؟ يمكن أن أتأثر بالترفيه عن الفكرة. إذا كنا راشدين متساوين، فهناك طريقة أخرى للتعامل مع هذا النقاش ". "…وما هي؟" "العمل على وجهات نظرنا من أجل الحصول على ما نريد." ركضت يد بين على لحيته بشكل مهم وهو يدور حول الجانب البعيد من الأريكة. وضع يديه على ظهره، وانحنى إلى الأمام، لينظر في فيريس. "لقد طلبتك هنا لأنه لدي عمل معك." "كان من الممكن أن ترسل رسالة. على الرغم من أنني كنت سأمزقها ". "سأعترف أن هذه كانت طريقة ملتوية لعمل الأشياء. لكنها كانت ضرورية. كان علي اختبار قربان الملك الخالد—وقدراتك! " كان عمليا يبصق في الوقت الذي انتهى فيه. "هذا كل شيء..." أدرك فيريس أخيراً سبب استدعائه. لم يكن بين مهتماً بقدرات فيريس البدنية. "كنت بحاجة إلى سحري..." "بالضبط. لكن لا يخيب ظنك. موهبة سحر المياه التي تكمن في داخلك—هي أعظم دليل على أن دمك مرتبط بي. تم تناقل إتقان السحر المائي عبر أجيال من عائلو أرجيل. لا يمكن لأي طفل غير شرعي أن يمتلكها! " "حسناً . ألستَ محظوظاً. تهانينا." أعطى فيريس تصفيقا بطيئا. يمكن أن يثبت بين جميع الروابط العائلية التي يريدها. كان فيريس بعيداً جداً عن الاهتمام بذلك. لكن بين اقترب أكثر من فيريس، كما لو كان هذا هو أهم شيء على الإطلاق. "هنا حيث تبدأ محادثتنا كبالغين متساوين. إذا كنت تريد شيئاً من شخص ما، فيجب أن تكون مستعداً لتقديم شيء ذي قيمة مماثلة في المقابل. نعم؟" "—" "ولكن ماذا تعرف عن ذلك؟ لا شيئ. لذا فقد أخذت حريتي في تحديد السعر نيابة عنك. إذا أعطيتني ما أريد، فسأعيد لك دوقتك الثمينة. هذا هو الاتفاق." "ألا تعتقد أن هذا كله غير منطقي؟" "المنطق لا تشوبه شائبة. لا يوجد شيء غريب في ذلك ". لذلك، ذهب بين إلى هذه الأطوال السخيفة فقط ليلعب دور الطاغية. لقد أخذ كروش رهينة ليس لجعل فيريس يستمع إليه ولكن لمجرد المساومة معه. "إنه أمر غبي لدرجة أنه يخترق الجانب الآخر ويصبح منطقياً مرة أخرى، على ما أعتقد... لذا، ما الذي تريد مني أن أفعله؟ هل تريد مني الاتصال بك أبي؟ " "ما أريده بسيط. وبفضل قدراتك، يجب أن يكون الأمر سهلاً للغاية—أنت!" تجاهل بين الوخز بنظرة منتصرة وصرخ في الخادمة التي كانت تقف بهدوء في الزاوية. أومأت إليه. "هل آخذه؟ أو هل ترغب في مرافقتنا؟ " "همم... جيد جداً. خدينا معاً هناك. لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة سار فيها فيليكس مع والده. أنا متأكد من أنه سيحبها. أليس كذلك؟ " "ها-ها-ها-ها. أنت مضحك." كانت مزحة رائعة. لم يكن فيريس ووالده يتجولان معاً. في هذه المرحلة، أدرك فيريس أن بين كان غير مستقر عقلياً. كان من الطبيعي ألا تبدو محادثته منطقية تماماً. إذا دفع فيريس للخلف، فربما يدمره بين. من الأفضل اللعب مع الوقت وانتظار فرصته. للكنه كان لا يزال قلقاً بشأن سلامة كروش. مع بين بالطريقة التي كان عليها، لم تكن هناك ضمانات بأن كروش على ما يرام، حتى لو ادعى أنها كانت كذلك. "... على الأقل، لم تتضرر صديقتك." "هاه؟" جاء الهمس كإجابة على أفكاره. لم ترد الخادمة، التي تحدثت بالكلمات، بأي رد آخر، لكنها خرجت من الغرفة لتظهر لهم الطريق. سارع بها بين من الخلف، وترك فيريس، آخر من يخرج من غرفة الاستقبال، في حيرة. كان متأكداً من أن الخادمة كانت في تحالف مع بين. لم يكن لديها سبب لتجنيبه أي مساعدة أو أمل. لكن لم تبدو أنها مجنونة. والأغرب من ذلك كله، أن كلماتها أعطته إحساساً حقيقياً بالراحة. "…غريب." وضع فيريس الشعور المزعج جانباً، معتقداً أنه غريب. بجانبه، استمر بين في لهجة متفائلة. أومأ فيريس برأسه وشخر لكنه تجاهل كل ما قاله الرجل. أخيراً، وصل الثلاثي غير المتطابق إلى الغرفة الداخلية في الطابق الثالث. وقف بين عند الباب. "هل تعرف أين نحن؟" من الواضح أن فيريس لم يكن لديه ذاكرة فعلية للمكان، لكن هذه كانت الغرفة الأعمق في الطابق العلوي من قصر النبيل. كانت لديه فكرة جيدة جداً. "غرفة النوم الرئيسية؟" “طفل ناضج. أنت على صواب. " قدم بين كلمات مدح خالية من المشاعر ثم فتح الباب. واندفعت رائحة الموت العاتية. كانت مشابهة للرائحة التي سادت المنزل بأكمله، ولكن هنا كانت مرتبة من حيث الحجم. لم تكن هذه جثة جديدة. كان مصدر الرائحة داخل الغرفة. قال بين "—زوجتي". "هل تفهم يا فيليكس؟" كانت جثة امرأة ملقاة على السرير ولا تزال المعانات ظاهرة على وجهها. لديها شعر كتاني. وترتدي ثوباً جميلاً بسبب ملابسها الرقيقة. بدت وكأنها قد نامت، ولم تستيقظ أبداً. قدمها بين كزوجته. بمعنى أنها لـ فيريس، كانت… "أ... أمي...؟" لم يستطع تجاهل الألم الذي شعر به في قلبه لأنه أدرك لمن يجب أن تكون الجثة. 11 "بقدراتي السحرية، لا يمكنني إلا استدعاء قربان الملك الخالد بشكل غير كامل. الجثث المتحركة هي أفضل ما يمكنني إدارته. لكنك يا فيليكس مختلف! " وقف فيريس محدقاً في جثة والدته بينما كان بين يتوسل. صعد الرجل إلى السرير ومسد وجه زوجته النائم. "لديك موهبة خاصة. قوة كافية لإعادة فتاة من حافة الموت دون ترديد ترانيم! بهذه الصلاحيات، يمكنك بالتأكيد إكمال القربان! يمكنك إعادة والدتك إلى الحياة! " نظر فيريس إلى عيون بين الدموية وأدرك ما يريده الرجل حقاً. سعى لإعادة زوجته من الموت من خلال قربان الملك الخالد. كان يجمع الجثث ليجربها ويتدرب عليها بسحره الأسود. ربما كان يعتمد على تاجر العبيد لمساعدته في جمع الجثث. وبدا أن نتيجة عمله هي المحاربين اللاموتى الذين احتشدوا في الخارج—كم عدد الجثث التي دنسها؟ وعلى الرغم من كل ذلك، لم يحقق بين ما يريده حقاً واضطر إلى إدراك أنه يفتقر إلى القوة. ثم تذكر—لقد تذكر وجود ملقي تعاويذ يشاركه دمه وكان أقوى منه بكثير. "لديك قوة حقيقية! أنت قادر على ذلك. يمكنك إعادة زوجتي لي. أنا ... أنا أعلم وحدي! أنا والدك، وأنا أفهم تألق قدراتك أفضل من أي شخص آخر! " خدش بين وجنتيه بشدة لدرجة أن الدم نزل منهم مثل الدموع. على الفور انبعث ضوء خافت من الجروح التي اختفت. لقد أساء إلى نفسه ثم شفى نفسه. كان هذا هو الاستخدام الأكثر إثارة للقلق لسحر الشفاء الذي شهده فيريس على الإطلاق. قال بين "هذا أبعد مني". "لكنه ليس أبعد منك. أنت عبقري! لا يوجد والد لا يفرح بقدرات طفله! أنت أفضل ابن! " تم نقل بين بفرح وثناء من صميم قلبه وتوقع لقدرات طفله. شعر فيريس بموجة من الدوار أعقبها غثيان. هل—هل كان هذا هو مدى عمق التواء عائلته؟ ”انظر إلى هذا! هذا نص يصف قربان الملك الخالد الذي تم تناقله في منزلنا. الوصف غير مكتمل، لكنني تمكنت من استخدامه. أنا متأكد من أنك تستطيع اكتشاف ما فاتني وأداء الطقوس بأكملها! " حفر بين في حقيبته وأخرج كتاباً بالياً. تمت قراءة الكتاب مرات عديدة بحيث بدا أنه مغطى ليس فقط ببصمات الأصابع ولكن حتى بالدم. لقد تم استخدامه جيداً لدرجة يبدو أن أدنى لمسة قد تتسبب في انهياره إلى غبار. "الآن، أعد زوجتي—أعد والدتك! إذا استطعت فعل ذلك، فسأعيد لك سيدتك. هذه هي الصفقة التي أعرضها عليك على قدم المساواة، كرجل! " دفع بين الكتاب في صدر فيريس. أمسكه الفتى القط بثبات. كان الغطاء ملطخاً بالدم الجاف، وشعر بثقله وكأنه قد امتص أرواح الموتى. قربان الملك الخالد، طقس له القدرة على إحياء الموتى. إذا كان معالجاً، سيكون من غير الصحيح القول إن فيريس لم يكن مهتماً بمثل هذه الأشياء. ولكن بغض النظر عما قد يكون قد شعر به كمعالج، فإن عقله وإنسانيته الأساسية ثارت ضد هذه الفكرة. ولكن إذا لم ينظر إلى الكتاب وأدى التعويذة، فقد تكون حياة كروش في خطر. والمرأة التي كانت مستلقية أمامه—لم يكن لديه شعور أسري تجاهها أكثر مما كان يشعر به مع بين، لكنها كانت لا تزال جثة والدته، وليس خسارة تماماً عليها. على الأقل، إذا كان هناك حقاً تعويذة يمكن أن تعيدها، فقد أراد أن يفعل ذلك. "—" ابتلع فيريس لعابه. قرر تأجيل القرار. بدلا من ذلك، قلب صفحات كتاب التعويذة. كانت بعض المقاطع غامضة، وغطت بصمات الأصابع عدة صفحات. تعامل فيريس مع كل شيء بعناية قدر استطاعته، وكان يتأمل في إرث عائلته، محاولاً إدخال التعويذة في رأسه. وثم… "...هل يجب أن أمضي قدماً وأستخدم القربان على هذه المرأة بأسرع ما يمكنني؟" تعمد تجنب استخدام كلمة أمي، وتحدث عنها على أنها غريبة من أجل الحفاظ على توازنه. أضاء وجه بين. "نعم نعم!" أومأ برأسه بحماس. "هذا صحيح، بأسرع ما يمكن. أعد زوجتي. وبعد ذلك، يمكن لثلاثة منا أن نتشارك في لقاء فرح كعائلة! " لم يستجب فيريس لهذا ولكنه اقترب من الجسد على السرير. مد يده إلى المرأة، التي بدت كما لو كانت نائمة، وترك المانا تركض في الجسد الهامد. "متى ماتت؟ يبدو أنها كانت هنا منذ فترة ". "منذ أكثر من عامين. أستخدم السحر بشكل دوري لمنع تحلل الجسد... الرائحة هي الشيء الوحيد الذي لم أتمكن من فعل أي شيء حياله. ولكن إذا كان بإمكانك إعادتها، فلا مشكلة. إنها ليست مثل الجثث الأخرى هنا بلحمها المتعفن. الجسد نفسه هو بالضبط كما كان عندما ماتت". منذ عامين. كان من الممكن أن يكون هذا عام الاحتفال بعيد ميلاد كروش الذي يتذكره فيريس بوضوح. كان ذلك العام نقطة تحول بالنسبة له، ويبدو أنه كان كذلك لوالديه. لقد ترك المانا تمر عبر كل شبر من الجسد، ووجد أن بين كان يقول الحقيقة. بخلاف الافتقار إلى الوظائف الضرورية للحياة، كانت والدته محفوظة جيداً لدرجة أن المرء لن يظن أبداً أنها ماتت. لقد كانت حقاً كما كانت في لحظة وفاتها... "فيليكس. هناك الكثير الذي أريد التحدث عنه، لكنني سأكبح جماح نفسي. في الوقت الحالي، ركز كل شيء على ما هو أمامك. أليست سيدتك غالية عليك؟ لا تخذلها الآن. او لاحقاً—" "هل يمكنني أن أسأل شيئاً واحداً فقط؟" تدخل فيريس، ولمس جبين أمه المتوفاة. نظر إلى بين، الذي ابتلع بقية ما كان على وشك قوله. ثبته فيريس بنظرة ثاقبة. "—من الذي طعن أمي حتى الموت؟" 12 ركزت كروش انتباهها عندما نزلت خطى الخدش إلى الطابق السفلي. نظرت نظرتها إلى النخاس ذي الوجه القاسي. "كان يجب أن يزول السم الآن، همم؟ لنتحدث، يا أميرتي الصغيرة ". ابتسم مايلز بتكلف في كروش حيث كانت مقيدة بالسلاسل إلى الحائط. تنهدت على نظرته الفاسقة. "ليس لديك نظرة مهذبة للغاية." "لا يمكنني تحمل الغطرسة. يستمتع العديد من الرجال برؤية امرأة فخورة تتأرجح ببطء—وأنا من بينهم ". "ليست هواية مؤدبة جداً لديك أيضاً." لم تعط كلماتها أي علامة على الضعف، ولكن مايلز بدا سعيداً تماماً. مرت ساعات منذ أن تركها بين في غرفة تحت الأرض. وفقاً لتقدير كروش، كان من المفترض أن يطوق باردوك، مستشارها العسكري، القصر بالفعل. لكنها لم تستطع الشعور بحدوث أي شيء من هذا القبيل. يبدو أن هناك خطأ ما. "قربان الملك الخالد—لا يصدق. ما هي أفضل طريقة للاستهزاء بقوانين المملكة؟ " "هيه! هذه هي الدوقة بالنسبة لك. لا يعرف الكثير عن القربان". "إنها تعويذة سرية ظلت بعيدة عن الأنظار إلى حد كبير، ولكن هناك سجلات لاستخدامها خلال أنصاف البشر... أشك في أنك من استخدمها. لا بد أنه كان بين أرجيل". "يا إلهي. كيف تفكرين بشدة في هذه الغرفة التي تفوح منها الرائحة الكريهة؟ " قام بمسح وجهه من الرائحة الكريهة التي انجرفت عبر الغرفة، لكن مع ذلك، أكد هذا شكوكها. بالطبع، لم يكن لدى كروش سوى الرائحة الكريهة في الغرفة الموجودة تحت الأرض ؛ لم يكن لديها أي فكرة عما إذا كان القربان قد تم استخدامه بالفعل. جاء التلميح مع مايلز: لقد أحضر معه المحاربين اللاموتى، كما لو كان يعرضهم عليها. "إذا كنت تحاول تخويفي، فأنا آسفة لإحباطك ،" قال كروش. "ألا يجب على الفتاة التي ترى جثة ماشية أن تصرخ صرخة لطيفة؟ بصراحة، حتى أنا أشعر بدمي يبرد عندما أنظر إليهم". قالت كروش مع اقتراح ابتسامة: "أخشى أنني تركت أنوثتي خلفي منذ فترة طويلة". نظر إليها مايلز، برفقة العديد من الزومبي، بسخط. لكن سرعان ما تغير تعبيره، وأشار إلى السقف فوق كروش المقيدة. "حسناً، يا أميرتي الصغيرة، بما أنك تجهلين ما يحدث في الخارج، دعيني أحضر لك الأخبار. وصل فارس لإنقاذ الأميرة المأسورة. على الرغم من أنه بالكاد بدا مثل واحد". "—" ربما كان مايلز يتحدث عن فيريس. كان من المفترض أن يكون في العاصمة—ولكن من أجلها، عاد إلى أراضي كارستن بعد وقت قصير فقط. وكان فوريير متورط في ذلك، كانت شبه متأكدة. تخيلت نفسها وهي تخبره أنه يمكنه استخدام حكمه إذا سارت الأمور بشكل سيئ. "أنا فقط لا أستطيع التفوق على سموه..." أدى عدم كفاءتها إلى حدوث هذا الوضع. كانت تكره حماقتها، لكنها شعرت بسعادة غامرة لأنهما سيبذلان قصارى جهدهما لضمان سلامتها. تنهدت. واصل مايلز شماتته. "كان لدى بين طلب ما لذلك الفارس. لا أعرف ما الذي قد يفعله إذا أعطاه الصبي ما يريده بالفعل، لكنني أعلم أنه لا شيء أوافق عليه". "أوه، أليس كذلك؟" "فكر في الأمر. يمكن فقط للأشخاص من سلالة محددة جداً استخدام هذه التعويذة لإحياء الموتى. هل تعتقدين أنني سأتركها تفلت من أصابعي بهذه السهولة؟ في اللحظة التي يموت فيها الناس، يصبحون عمالاً بقدرة تحمل غير محدودة". "انا افهم الان. لم تكن أبداً متحالفاً مع بين من الناحية الفلسفية. كان الأمر دائما يتعلق بتجارة العبيد بالنسبة لك. في الواقع... لم تعد تجارة العبيد بعد الآن، أليس كذلك؟ لقد انحدرت إلى سرقة القبور البسيطة". ضحك مايلز فقط، وبدا غير متأثر برد كروش. لذلك كانوا مخطئين في الشك في أن بيت أرجيل يعمل مع تاجر عبيد. ما كان مايلز يجلبه لهم على مدار الأشهر لم يكن عبيداً بل عدداً كبيراً من الجثث. كان دوره هو اقتناء الجثث التي يمكن استخدامها لاختبار قربان الملك الخالد. "بالمناسبة، المملكة ليس لديها قوانين ضد بيع الجثث. قد لا يكون أكثر الأعمال شهرة في العالم، لكنه ليس جريمة أنت تفهمين؟" قال مايلز ساخراً. للوهلة الأولى، بدا الأمر وكأنه عذر جيد. ولكن لكي تنجح، يجب على الدولة أن تغلق عينها على شيء واحد حاسم. قالت كروش: "أنت على حق، لا يمكننا أن نوجه إليك تهم تجارة الجثث. لكن كيف تتوقع أن تشرح ما فعلته بي؟ خطف دوقة وحبسها، ناهيك عن استخدام السحر المحرم. هذه جرائم. أخطر بكثير من العبودية". "نعم، لدينا مشكلة هناك. إذا تم اعتقالي، فأنا أشك في أنني سأتجنب أبشع عقوبة يمكن أن ينزلوها علي. لذا لدي طلب منك يا أميرتي. اعتقدت أنه ربما يمكنك أنت وفارسك مساعدتي في العودة بأمان إلى بلدي الأم". يمكن أن تشعر كروش بالثقة في كلماته، ريح قوية قالت إن هذا ليس خدعة. هذا يعني أنه يعتقد بأن لديه طريقة ما للخروج من هذه الشبكة. "بصراحة، ليس من السهل أخذ كلمتك. هل تعتقد أنه يمكنك إخراج فيريس وأنا من ساحة المعركة تلك؟ " "ليس بسهولة، إذا كنت لا توافقين على التعاون. لن أفعل أي شيء سيء لك. بمجرد أن أعود بأمان إلى فولاكيا، يمكنك أنت ومضيفك قضاء بقية أيامكم معاً. سوف أتفاوض بشأنه، لا تقلقي. أعترف أنني وقعت في حبك من النظرة الأولى، يا أميرة". "هواية بذوق فقير." لم تصدق إعلانه بالحب، لكنه بالتأكيد كان ينظر إليها بشغف كبير. اعتقدت أنها يمكن أن تلمح فقط شخصية غامضة وراء تصرفات مايلز القوية. إذا تمكنت فقط من إقناعه بإخبارها من الذي يسحب خيوطه... "إذا لم تفعلي ما أطلبه، فسأضطر إلى اللجوء إلى طرق أقل متعة لإقناعك بالمجيء. لكنني لا أستمتع بإيذاء النساء، لذلك سأجد شخصاً آخر... نعم، أعتقد أن صديقك الصغير سيفعل ذلك بشكل جيد". "—" "هذا يعمل دائماً بشكل أفضل مع نوعك. بدلاً من إيذائك، من الأفضل أن تؤذي شخصاً تهتمين به. عندما أتلقى صرخة جيدة وواضحة منه، أنا متأكد من أنك سوف—" "أحمق." "هاه؟" قام مايلز بذكر فيريس كملاذ أخير، لكن كروش تحدثت عنه الآن. عبس مايلز عندما وقفت كروش. نظر إلى قدميها، حيث كان ينبغي تقييدها بالأرض. "انتظري! كيف يمكنك الوقوف؟ من المفترض أن تكون يديك وقدميك مقيدة—" " يبدو أنك مشتت. هل انت متفاجئ؟ كان يجب أن تكون متشككاً في اللحظة التي لاحظت فيها رؤيتي الواضحة! " ”فيه! اللعنة. لذا فمن المستقيم الذهاب للخطة ب، أليس كذلك يا أميرة؟ " عندما هزت كروش رأسها، شهق ووضع أحد محاربيه اللاموتى عليها. تهربت كروش من المخلوق المتقدم. جعلتها آخر بقايا السم غير مستقرة بعض الشيء، لكن غضبها المتزايد جعلها تنسى ضعفها. "لا تزال هناك بعض الأسئلة التي أريد أن أطرحها عليك، لكن صبري له حدود. سوف أتغاضى عن فظاظتك لي وحتى عنفك. لكن تهديد فيريس—فارسي—لن أسمح به". "أوه، أليس كذلك؟ وماذا ستفعلين بالضبط بذراعيك النسائيتين النحيفتين ويديك مقيدتين بالسلاسل؟ " حدق مايلز في كروش، التي كانت قد تراجعت مقابل الجدار، وابتسم ابتسامة بشعة، معتبرا أنه كان له اليد العليا مرة أخرى. ولكن بينما كان يتحدث، رفعت كروش يديها. سقطت الأصفاد بنقرة واحدة. "ماذا ؟!" "لم تكن مشكلة بالنسبة لي إذا ظللت مقيدة أكتر—ولكن بغض النظر، اسمح لي أن أريكم ما سأفعله." على الرغم من أن يديها وقدميها كانتا حرتين، لم يكن لدى كروش أسلحة—لكنها اتخذت موقفاً قتالياً على أي حال. كانت الغرفة تحت الأرض مظلمة وسميكة بالرائحة الكريهة. لكن بالنسبة لعيون كروش، كان كل شيء يلمع بوضوح من خلال هذا الهواء النتن. لم تفوت أدنى عاصفة من الرياح. لقد أوكلت روح السيافة الخاصة بها—المانا—لذلك النسيم، وانتقدت برؤيتها. "—" لم تتكلم بكلمات، لكن جسد المحارب اللاميت الذي كان يتقدم نحوها انكمش فجأة. وليس فقط من يقترب منها. حدث نفس الشيء لجميع الزومبي في الغرفة. ظهر الجرح نفسه عليهم جميعاً، كما لو أن سيفاً هائلًا قد جرحهم، وماتت حياتهم التي استؤنفت لفترة وجيزة مرة أخرى من الموت. كان هذا هو ما سمح لها بالتعامل بسهولة مع الأرانب العملاقة، وهي التقنية التي أكسبتها الدوقة كروش كارستن لقب "فالكيري". تقنية ضربة واحدة، مائة ساقط. بعد هجومها الرفيع المستوى بشكل استثنائي، قامت كروش بقبض يدها لتبديد ريشة الرياح التي حملتها ونظرت حول الطابق السفلي. "هذه... نهاية مايلز، على ما أعتقد." كانت معظم الجثث قد ماتت بالفعل عندما استخدمت هذه التقنية، لكنها رصدت مايلز بينهم. كان غارقاً في الدم. في لحظة غير حذرة، تلقى ضربة كروش وتقاسم نفس مصير الزومبي. أغمضت كروش عينيها، معترفة بقلة خبرتها وفشلها في نقله حياً. "عندما ذكر فيريس، فقدت أعصابي..." متذكّرة ما تسبب في ذلك، هزت رأسها. لكن سرعان ما عادت إلى التمركز. كان عليها أن تجد فيريس ؛ لا شك أنه كان على بعد مسافة قصيرة في الطابق العلوي. "—الدوقة كارستن، هل أنت هنا؟!" سمعت وقع أقدام على الدرج، وامتد ظل طويل إلى غرفة الطابق السفلي. تبعه رجل يرتدي زي الحرس الملكي الذي رمش بدهشة وارتياح عندما رآها. في اللحظة التي نظرت إليه، عرفت لمن يجب أن يأتي بأوامره. "انا جيدة. أنت خادم صاحب السمو فوريير، أليس كذلك؟ عمل جيد في العثور على هذه الغرفة تحت الأرض ". "الشكر للإله أنك بأمان. أنا يوليوس يوكوليوس من الحرس الملكي. أخبرني سموه عن هذه الغرفة... كان يعتقد أنك قد تكونين محتجزة هنا". "أرى. لم يكن يجب أن أقلقه هكذا". كان الشعور بالارتياح، أكثر من المفاجأة، هذا ما شعرت به من كلمات يوليوس. ابتسمت بلطف، وظهرت نظرة تعاطف على وجه يوليوس، لكنه سرعان ما هز رأسه. "لا أقصد التعجيل بك بينما أنت مرهقة، لكن إخراجك من هذا القصر هو أولويتي. يجب أن نسرع." "يبدو أنك غير صبور. هل هناك مشاكل فوقنا؟ " استشعرت نفحة حنق منه، وأشارت إلى أن كل شيء لم يكن على ما يرام. ردا على ذلك، نظر يوليوس إلى السقف. "—المبنى يحترق. علينا الخروج قبل أن ينزل على رؤوسنا". 13 "—من الذي طعن أمي حتى الموت؟" كان من الواضح أن بين اهتز من سؤال فيريس. لقد وضع نفسه تحت المراقبة عندما انحدر إلى عالم الجنون. لم يكن أي شيء قاله فيريس قد ترك أي انطباع عليه، لكن هذا السؤال أثار رد فعل واضح. "ط- طعنها؟ ما هذا…؟" "لا فائدة من محاولة إخفاء ذلك. أنت في الواقع جيد جداً في الحفاظ على الجثث. كل شيء يبدو كما حدث في يوم وفاتها...بما في ذلك سبب الوفاة". كان من المستحيل تحدي قوانين شفاء السحر. كان المبدأ الأساسي لانضباط فيريس هو تشجيع قدرات الشفاء الطبيعية للجسد، مما يساعد الجسد على أن يصبح أكثر قدرة على مساعدة نفسه. لكن بالطبع، لم يكن للجثة قدرة طبيعية على الشفاء، ولهذا السبب لم يكن من الممكن تقنياً التئام جروح الجثة—على الرغم من وجود استثناءات. "تعرضت والدتي للطعن مراراً وتكراراً. مراراً وتكراراً، مرات عديدة. هذا ... حتى أنل أشعر بالسوء تجاهها ". قلبه يؤلم. على الرغم من أن فيريس لم يشعر بأي شيء تجاهها بصفتها والدته، لم يكن أحد يستحق أن يموت بهذه الطريقة القاسية. لكن فكرة أخرى رافقت هذا الأولى: من غير المرجح أن يكون هذا الغضب القاتل من عمل أحد المارة، وهو شخص غريب. إذا كان هناك أي شخص في السنوات العديدة الماضية كره والدته بما يكفي لقتلها، فقد كان ..."ما هذا التعبير؟ ... يا لها من طريقة للنظر إلى والدك. ماذا —ماذا تقول أنني فعلت؟! " "أنا لا أقول أي شيء على الإطلاق." "أنت! عيناك تقول ذلك! هل تعتقد أنه كان خطأ مني؟ هل تعتقد أيضا أنني كنت مخطئاً؟ النظر إليّ بهذه العيون الناقدة كل يوم—! من يلومني مع العلم أن من أحببت قد خانني؟! أقسم أنه لم يكن خطأي! " لم يكن فيريس مضطراً لمحاولة إخراج الحقيقة من والده. اعترف بين بذلك عمليا بمحض إرادته. لم يكن فيريس يعرف ما حدث في منزل أرجيل منذ أن أخذته عائلة كارستن بعيداً. لكن من الواضح أن والديه كانا قد اندلعا نوعاً ما في المشاكل. وقد تم القيام بأشياء لا يمكن التراجع عنها أبداً. كانت جثة والدته دليلاً على ذلك. "هل الذنب هو الذي يجعلك ترغب في إعادتها؟ لأنك تريد الاعتذار؟ " "هل تسخر مني ؟! أريد من أحب أن يعيش وأعيش! أليس الجميع كذلك؟! " كانت الرغوة تخرج من فم بين. مزق رأسه، ودمر شعره الممشط بعناية. "عندما تفقد شيئاً ثميناً بالنسبة لك، ستفهم! لا، والدتك ماتت! ألا تشعر بشيء؟! يجب أن ترغب في إعادتها...! ألا تريدها؟ هل يستطيع أي طفل أن يتخلى عن حب والديه؟ بسرعة الآن! أعدها إلى الحياة! أو—أو لا تهتم بما يحدث لسيدتك المحبوبة؟ هل تريدها أن تموت قبل أن تفهم—ما أشعر به؟! " "—" في مواجهة هجوم بين، أدرك فيريس أن الحديث لن يجدي نفعا. ومض ضوء أزرق خافت حول يديه، ونقله بهدوء إلى جثة والدته. بطريقة ما، بدت اللحظة مقدسة تقريباً. ثم انفتحت عينا الجثة. "هـ- هانا! أوه! هانا! " كان بين منتشياً بينما كان الجسد يتحول، جلس بنفسه. كاد أن يدفع فيريس بعيداً عن الطريق ليتخد مكاناً بجانب السرير. شاهد فيريس والديه يتشاركان في لم الشمل، على الرغم من وفاة أحدهما قبل لحظات فقط. "هانا! كنت أنتظر هذه اللحظة! لأجلنا لنكون هكذا مرة أخرى—" "—" مع الدموع في عينيه، دعم بين زوجته وهي جالسة، لكنها لم تقل شيئاً. حدقت في وجه زوجها. رفعت يديها بلطف ووضعتها على خدي بين. ابتسم لشعوره بيديها، وابتسمت هانا أيضاً بصوت خافت. لقد كان رد فعل لم يكن ممكناً لمجرد جثة متحركة، مثل أحد المحاربين اللاموتى. ثم… "هـ-هان ... نا...؟" وفجأة بدأت بخنق بين. كانت يداها حول رقبته، الذي صرخ تحت قوة لا ينبغي أن تمتلكها ذراعي المرأة الرفيعة. "ماههه - ذا في...؟ فيلي - كس...! " نظر إلى ابنه، وعيناه تتوسلان المساعدة. "اذهب وانظر إلى الشخص الذي تحبه، أينما كانت. أجاب فيريس بهدوء هذا ما أنا ذاهب لفعله. أصبح وجه بين متصلباً من الصدمة، لكن لم يُظهر فيريس أي إشارة لرد فعل. لن أسمح لأحد بأخذها مني خاصة من سرقوا مني كل شيء. هي أعطتني شيئاً، ولن تحصل عليه مني أبداً. لن أعطيك أبداً أياً من الأشياء التي حصلت عليها عندما أصبحت شخصاً". "هرك ... هررك..." "كان وضع إصبع على السيدة كروش خطأك الأول—إذا لم تفعل ذلك، فأنا..." وضع يده على صدره، لكنه لم يستطع إجبار نفسه لإنهاء جملته. فأغلق فمه. حتى لو كان بإمكانه نطق الكلمات، فلن يسمعها بين. كانت القوة قد تركت بالفعل ذراعيه وساقيه، وانقطع الضوء عن عينيه والروح من جسده. كان هذا هو الموت، الانفصال المطلق الذي لم يستطع حتى فيريس فعل أي شيء بشأنه. "... كان يجب أن ترسل رسالةً فقط." تحدث فيريس مع الفراغ اللامحدود، وكان هذا هو أصدق ما قاله. ربما كان سيمزقها. ربما لم يكن ليقبلها أبداً. لكن ربما لم يكن ليفعل ذلك أيضاً. فقط ربما، كانت لديهم فرصة للتحدث مع بعضهم البعض. بتنهيدة لطيفة، نظر فيريس إلى هانا. نظرت إليه مرة أخرى، وهي لا تزال تمسك بالزوج الذي خنقته، وابتسمت مرة أخرى. ثم تراجعت ابتسامتها—بالمعنى الحرفي للكلمة—وهي تتفتت إلى كومة من الغبار. بعد لحظة، كل ما تبقى كان كومة من رماد والدته، ةجثة والده مدفونة بينهم. عندما نظر فيريس إلى والده، الميت، واختفاء والدته، تحدث إليه صوت خالٍ من المشاعر. "—السيد فيليكس. هل هذا ما أردته لكليهما؟ " كانت الخادمة التي بقيت معهم في كل شيء وظلت صامتة حتى النهاية. هز فيريس رأسه. "...لا يقتصر الأمر على أن كتاب التعويذة غير مكتمل. لم تكن أبداً مسألة قوة كملقي للتعويذة. باستخدام تعويذة مروعة من هذا القبيل—إجبار جسد تم إيقافه على العمل من جديد—بالطبع سوف ينهار على الفور. " من المؤكد أن بين كان يعرف ذلك. كان مدركاً تماماً لمشكلة التعويذة نفسها ؛ هذا هو السبب في أنه لم يحيي زوجته بمفرده. لماذا أراد فيريس أن يفعل ذلك؟ هل كان يأمل حقاً في شيء أكثر؟ أم أنه أراد فقط التخلي عن مسؤوليته عما سيحدث؟ الآن، لن يعرف فيريس أبداً. "إذن ما الذي جعل السيدة... تخنق السيد؟" "لا أستطيع أن أقول. كل ما فعلته هو إعادتها إلى الحياة باستخدام تعويذة معيبة. ربما كانت الكراهية المستمرة قبل وفاتها هي التي جعلت الجثة تفعل ما فعلت". لقد طعنت حتى الموت، بعد كل شيء. الروح لم تسكن في الواقع في الجثة المقامة، ولكن ربما بقي ألمها. شيء آخر لم يفهمه فيريس. "...ربما لم تستطع السيدة ببساطة أن تتحمل رؤية السيد يعيش في عار. لقد كانت تحبه حقاً، كما تعلم ". مقابل تقييم فيريس القاتم، كان للخادمة تفسير آخر. ربما كان تفسيراً جميلاً جداً لما حدث للتو. "تعال إلى التفكير في الأمر، ماذا عنك؟ من أنت بالضبط؟" كان هناك شيء آخر لم يكن فيريس يعرفه، لكنه كان إجابة قد يتمكن من الحصول عليها. لم يكن لديه أي فكرة عن الوظيفة التي كانت الخادمة فيها. هل كانت في تحالف مع بين؟ لكنها لم تفعل شيئاً لوقف موته. ولا تبدو معادية لفريس الآن. عندما وقف فيريس عابساً، ابتسمت الخادمة له لأول مرة. كانت ابتسامة وحيدة بشكل رهيب. "أنا مجرد خادمة. أنا مدينة بالكثير للسيد والسيدة... حتى أنني حملتك بين ذراعي مرات عديدة، سيد فيليكس". "…هاه…" القصة لم تنقر عليه تماما. لم يكن يتخيل حدوث مثل هذا المشهد العائلي في هذا المنزل. "لكن لا يهم. لا بد لي من مساعدة السيدة كروش. هل هي حقا بخير؟ " "لا داعي للقلق بشأن ذلك. لقد قمت بفك قيودها. أعتقد أنها قادرة تماماً على الابتعاد بمفردها ". ثم أشارت الخادمة إلى أسفل الدرج، فهم فيريس على الفور مكان احتجاز كروش. لقد تم حبسها في غرفة القبو البشعة تلك. "هذا المكان مرة أخرى ...!" "في الواقع. كان السيد بالأحرى وضع في طرقه". اشتعل فيريس غضباً، لكن الخادمة، من جانبها، استمرت في الابتسام، ولا تزال وحيدة كما كانت من قبل. لم يترك التعبير وجهها وهي تقترب ببطء من السرير والجثتين. قال فيريس: "أنا ذاهب إلى هناك". "لن تحاولي إيقافي؟" "من فضلك، افعل بالضبط ما يحلو لك. سأرى السيد وسيدة في طريقهما". بعد كل هذا، وجد فيريس أنه ليس لديه أدنى فكرة عما كانت تفكر فيه الخادمة. ولكن عندما يتعلق الأمر بإقامة طقوس الجنازة على والدته وأبيه، فقد اعتقد أنه من الأنسب أن اقوم هذه الخادمة بذلك، بدلاً من الفتى الذي لا يشعر بأي شيء نحو الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم والديه. "سأتركك تتعاملين معها، إذن. وسأتحدث إلى السيدة كروش عنك". لم تكن هناك فرصة للخادمة لأن تفلت من العقاب، لكن ربما كان بإمكانه أن يمنحها بعض الرأفة. مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، سارع بالخروج من غرفة النوم. وبينما كان يندفع في الردهة، سمع شيئاً خلفه. "—وداعا عزيزي فيليكس." "هاه؟" ثم كان هناك صوت إنغلاق الباب وطنين أثناء قفله. توقف فيريس في مساره. أعطته تلك النقرة شعوراً سيئاً. لم يكن لديه سبب وجيه لذلك، لكن حدسه قال إن الصوت يشير إلى شيء لا يمكن الرجوع عنه. "انتظري! لماذا أغلقت الباب؟ ماذا ستفعلين؟!" عاد وضرب الباب بيأس، لكن لم يكن هناك جواب. في النهاية، على الرغم من ذلك، جاء الرد من الجانب البعيد والذي كان أكثر واقعية مما يمكن أن يكون عليه أي رد أخر. "—هذا ساخن!" جعل الإحساس بالحرق يده تقفز من مقبض الباب. في نفس اللحظة، اكتشف رائحة أخرى تختلط برائحة العفن النتنة في المنزل: شيء يحترق. إطلاق النار. تم إشعال النار في الغرفة التي كان قد غادرها للتو، من قبل الخادمة التي أغلقت نفسها داخلها. "ماذا تظنين نفسك فاعلة؟!" لكن لم يكن هناك جواب. فقط الحرارة الهائلة أخبرته بما قصدته الخادمة. كان منزعجاً من سرعة انتشار الحريق. اتضح له أن الخطة كانت طوال الوقت أن تموت الأسرة بأكملها معاً. ركل الباب بشراسة. "أنا أكره هذا المكان! والجميع فيه! كل هذا كله! أكرهه—!!" ما كان يجب أن يعود. تمنى لو لم ير والده أو والدته أو تلك الخادمة. اندفع عبر الردهة، دافعاً المحاربين اللاموتى الذين وقفوا بغباء. ستأخذ النار المنزل بأكمله، وسيتم حرق المحاربين اللاموتى المتبقيين معه. لكن كذلك كانت كروش في غرفة الطابق السفلي. نزل فيريس الدرج متجهاً إلى تلك الغرفة الخسيسة تحت الأرض. كان في الطابق الأول. إلى أين يذهب للوصول إلى الغرفة؟ كان في منزله، لكنه لم يكن يعلم. لم يكن يعرف شيئاً. كان الأمر مثيرا للغضب، ومثير للغضب الشديد. "لماذا هذا المكان يعذبني...!" كان يكره ساقيه لعدم قدرته على الجري بشكل أسرع. كان يكره ذاكرته لفشلها في مساعدته في العثور على غرفة الطابق السفلي. كان يكره والديه، اللذين لم يدفعا له فكرة ثانية. كان يكره الخادمة التي اختارت مرافقة والديه حتى الموت. كان الأمر كما لو أن كل شيء هنا، كل شيء، كل شبر من هذا المنزل، موجود فقط لإحداث معاناة له. "فيريس!" ولكن بينما كان على وشك أن ينفجر في البكاء، سمع صوتاً من الطابق السفلي. صدى في روحه مثل جرس حاد مدوي على الفور. "السيدة كروش—!" حتى عند اللهب القرمزي المندلع، حتى في مكان كثيف برائحة العفن، كانت كروش جميلة. وجدها فيريس في الغرفة الكبيرة، وهرع إليها، وتشبث بها دون تردد. حملته بقوة بين ذراعيها. قالت: "الشكر للإله على سلامتك". قال "هذ- هذه هي جد- جملتي...". "اعتقد انها كذلك. أنا آسف لقلقك. لكنني بخير، بفضل خطة سموه ". نظر فيريس ورأى يوليوس، على الأرجح هناك بناءً على طلب فوريير، واقفاً بجانب كروش. لذلك كان هو الذي أنقذها. لكن لم يكن هناك وقت لفيريس للتعبير عن امتنانه الآن. نظرت كروش إلى الأعلى، وضيقت عينيها وهي تؤكد أن مصدر الحريق كان فوقهما. "فيريس، والداك...؟" "اخرجيني-! أخرجيني... الآن...! " "فيريس؟" "أخرجيني من هنا! خذيني بعيداً، تماماً مثل الماضي...! لا يوجد شيء هنا! إذا بقيت هنا، فلن أكون أنا بعد الآن...! اجعليني... إنساناً... ابقني بجانبك. معك يا سيدة كروش وسموه...! " توسل إليها متعثراً بكلماته. سارت المشاعر عبر فيريس التي بدت غريبة حتى بالنسبة له. غيم الارتباك على وجه يوليوس، ونظر إلى كروش كما لو كان يطلب الإرشاد. أجابت بدورها، "—حسناً. دعنا نضع حدا لهذا الوقت من الظلم الذي تحملته". حملته عن قرب، وربتت على ظهره بشكل مريح. فوجئ فيريس بمدى ارتياحه لهذه الإيماءة. "يوليوس، خذ زمام المبادرة. سأحمل فيريس". أومأ يوليوس برأسه وانطلق أمامهم. لقد دفع بسهولة المحاربين اللاموتى الذين وقفوا في طريقهم بلا مبالاة، بينما ابتلعت النيران الآخرين. في الجثث المحترقة، رأى فيريس نفسه في هذا المنزل. احتراق، الإحتراق على الأرض. كانت الذكريات المروعة مغمورة بالنار، الأصل الذي كبته لفترة طويلة تحول إلى رماد في عباءة حمراء. "سيدة كروش، أنت بخير—!" قبل أن يعرف ما حدث تقريباً، كانوا خارج القصر. كان مسؤول عسكري يهرع إلى كروش، التي لا تزال متمسك بأكتاف فيريس. قالوا شيئاً لبعضهم البعض، وظلت يد كروش بيد فيريس طوال الوقت. "انظروا، المحاربين اللاموتى—!" نادى شخص ما. بدأ كل الزومبي في التحرك دفعة واحدة. قبل لحظات، كانوا يهاجمون أي شيء يقترب. الآن تحركوا جميعاً نحو القصر. دخلوا المنزل المحترق، واحداً تلو الآخر. فقط ملقي التعويذة، أو أي شخص مُنح سلطة من قبل مستخدِم السحر، يمكنه التحكم في الزومبي. مع موت بين، كان المحاربون ينتظرون نهايتهم فقط. "ربما لا ترغب الجثث في تدنيس نفسها بعد الموت،" قال يوليوس. كان زيه متسخاً بالقيح، وشاهد المحاربين اللاموتى وهم يسيرون إلى هلاكهم. لم يكن هناك رد. كل ما استطاعوا فعله هو المشاهدة حتى التهم الحريق الذي لا يمكن إيقافه المنزل وعاد جميع اللاموتى إلى الرماد. 14 "اللعنة! اللعنة على تلك المرأة...! هذا أمر جاد. سوف تدفع ثمن هذا! " بصق مايلز وشتم وهو يحاول وقف الدم المتدفق منه. كان الجرح يمتد من كتفه الأيمن إلى ظهره ولم يستطع علاجه بنفسه. قام بقطع بعض الملابس حوله بشكل فظ، وتمكن من إيقاف النزيف بما يكفي للتشبث بالوعي. —نجا مايلز من الضربة التي قتلت الزومبي. كان لديه دائماً حاسة سادسة عندما تكون حياته في خطر. لقد أنقذته اليوم أيضاً، لكن الأمور لا يمكن أن تزداد سوءاً مما هي عليه. لم تهرب كروش فحسب، بل لم يكن مايلز قادراً حتى على التخلص من ملقي السحر الذي استخدم قربان الملك الخالد. من بعيد، استطاع رؤية قصر أرجيل مكللاً بالنيران. كان المحاربون اللاموتى المتبقون يحرقون أنفسهم. كان انتحارهم بمثابة إلهاء بسيط كان مايلز قد طهاه ليكسب لنفسه الوقت للهروب. كان من المفترض أن يكون لدى بين القيادة الشاملة للزومبي، ولكن بما أنه لم يكن هناك ما يمنعهم من تنفيذ أوامر مايلز لتدمير أنفسهم، فقد توقع أن بين يجب أن يكون ميتاً. كانت الدمى ومحرك الدمى على حد سواء عديمي الفائدة تماماَ. "كل هذا العمل، وجزائي الوحيد هو نسخة من كتاب التعويذة... اللعنة! هذا ما استحقه فقط؟ ما الذي سأقوله لهم حتى في فولاكيا، للعودة بهذه الطريقة...؟ " "—أوه، لا داعي للقلق بشأن ذلك. إذا هبطت بهدوء". لم يكد يخرج تمتمته الغاضبة حتى ذهل مايلز بالرد. كان الأمر طبيعياً فقط، بالنظر إلى مكانه: في السماء، بعيداً عن الأرض. عاليا جدا يمكنه أن ينظر إلى الأسفل على الغيوم. لا ينبغي لأحد التمكن من التحدث إليه هناك. ومع ذلك استمر صاحب الصوت بهدوء. "لم أتوقع قط راكب تنين. كدت أن أفقدك. أنت جاسوس قادر تماماً—ولهذا أنصحك بالهبوط بهدوء". بدا أن الشاب ذو الشعر الأحمر الذي ركب عرضاً على التنين المجنح يبذل قصارى جهده للضغط على مايلز. كانت الشمس على ظهر الصبي، مما جعل من المستحيل رؤية وجهه، ترك ذلك مايلز يتخيل الأسوأ. كان التنين الطائر شيئاً أحضره مايلز من فولاكيا لمنحه وسيلة للهروب إذا لزم الأمر. كان لديه نفق من غرفة الطابق السفلي في القصر إلى الخارج، وكان ينوي إحضار كروش و وملقي التعاويذ معه، باستخدام التنين للهروب من شبكة اللاموتى من حولهم. كان من المهين الفرار من المنزل بمفرده، وخطته في حالة يرثى لها. "ليس من المفترض أن يكون هناك أي راكبي تنانين في لوغونيكا!" صرخ مايلز. على عكس تنانين الماء والأرض، كانت التنانين الطائرة فخورة ولن تخضع بسهولة لسيطرة الإنسان. حتى في إمبراطورية فولاكيا كان من الصعب الحصول عليهم ؛ خارج حدود الإمبراطورية، ما كان يجب أن يعرف على الإطلاق. لوغونيكا، الأمة التي أطلقت على نفسها اسم مملكة صديقة التنين، تحاول ترويضهم وتدريبهم—ستكون مهمة مرعبة. كان من المفترض أن تنتمي السماء لإمبراطورية فولاكيا وحدها. "بالتأكيد لم يخالفوا هذا القانون غير المكتوب—؟" "لا، أنت محق تماماً. لا يوجد في لوغونيكا راكبو تنين. لقد خبأت واحد فقط". لهث مايلز. "هذا مستحيل!" اشتد غضبه من العثور على شخص ما يتعدى على مجاله في أعالي السماء بسبب إجابة الشاب اللامبالية. أمر تاجر العبيد، الذي كانت عيونه حمراء دموية، التنين بأن يغير وجهته بسرعة. كانوا يطيرون على قدم المساواة مع الغيوم. من يستطيع ببساطة أن "يختبئ" على هذا الارتفاع؟ في هذا العالم من الرياح المخيفة، كان مايلز والتنين واحداً. كان فخره كراكب تنين، وكذلك رابطة الثقة التي تم تشكيلها مع المخلوق منذ أن كانا صغيرين، هي التي جعلت هذه الرحلة ممكنة. إذا تمكنوا من رمي الفتى في لحظة عدم حذر، فسيكون قد انتهى. قال الشاب: "سأحذرك مرة أخرى". "فقط أنزل التنين على الأرض. لا يمكنني السماح لك بمغادرة البلاد". "هذا يكفي منك! ستموت قبل أن أنزل هذا التنين على الأرض! " "…عار." كان مايل على حافة فقدان الوعي من فقدان الدم، مما تسبب في إبطاء التنين فجأة. صر أسنانه ضد القوة التي تلت ذلك، والتي اصطدمت بكل جروحه دفعة واحدة وتسببت في صرير في عظامه. ومع ذلك، لم يكن لدى الفتى أي فرصة. مع عدم وجود أي شيء يتمسك به، انهار من ظهر التنين وسقط بينما كان مايلز يراقب. هذا هو. سوف يتحول إلى أجزاء من جراء الإصطدام بالأرض، وبئس المصير له. "من بحق الجحيم كان ذلك الفتى، على أي حال...؟ لا يهم. الآن، لا بد لي من..." كان مايلز محظوظاً لأنه لم يبصق الدم في هذه المرحلة. أمسك باللجام بإحكام. بدأت إصاباته تنزف مرة أخرى. إذا لم يرتح قريباً، فلن يكون متأكداً من نجاته. "—!" لم يكد يخطر بباله هذا الفكر حتى شعر بوخزة في حدسه. كان نفس الشعور الذي شعر به قبل هجوم كروش، الذي قال إنه في خطر مميت. لقد ولدت من غريزة أعمق مما كان يعتقد، واحدة سعت إلى الحفاظ على الحياة والأطراف فوق كل شيء. لقد أنقذته أكثر من مرة. لكن هذه المرة، في هذه اللحظة، وجد مايلز أن ذراعيه وساقيه غير راغبين في الحركة. ولما لا؟ بعد كل شيء، لم يكن هناك جدوى من محاولة الهروب من الإحساس الطاغي بالموت الصاعد من تحته. "…آه." لم يكن لدى مايلز الوقت الكافي للتحدث قبل أن يغرق في الضوء. اختفى التنين وراكبه في السماء، ولم يتركا أي أثر. وبعد ذلك لم يعد هناك شيء. 15 "كان لدينا شخص ما في الداخل. لقد تواصلنا مع تلك الخادمة خلال الشهرين اللذين كنا نراقبهما فيهم بحثاً عن تاجر العبيد. اعتقدت أنه كان علينا أن نفعل أكثر من مجرد المشاهدة إذا أردنا أن تسير الأمور لصالحنا". عندما حدقوا في بقايا قصر أرجيل المحترق، أوضحت كروش لفيريس ما حدث في غيابه. حدقت في الحطام. "عندما تسممت، بدأت أشعر بالقلق من أن تعاونها معنا ربما كان خدعة. لكنها تخلصت من الشكوك عندما تسللت بعسداً عن مجرمينا لتفتح أغلالي في الطابق السفلي". "لماذا تبذل قصارى جهدها للمشاركة؟" قال فيريس. "يبدو الأمر خطيراً جداً..." "أثناء التحقيق الذي أجريناه، بدأت لدي أسئلة حول تاجر العبيد الذي كان يزور المنزل. كنت أتمنى أن آخذه حياً—ذلك خطئي. أنا شخصياً أعتقد أنه ربما كان عميلاً لإمبراطورية فولاكيا ... لكنني متأكد من أننا إذا سألناهم عن ذلك، فسوف يلعبون دور الأبرياء ". يبدو أن كروش لديها فهم جيد للاعبين المتورطين في هذه المؤامرة. الشيء الوحيد الذي لم تكتشفه هو ما كان بين يأمل في تحقيقه مع قربان الملك الخالد ولماذا كان بحاجة إلى فيريس. حقاً، فقط نظرة خاطفة على عقل بين يمكن أن تجيب على هذه الأسئلة. "أنا... لقد حشرت للتو نفسي في الطريق، أليس كذلك؟ لقد تجاوزت نفسي بطرق كثيرة..." حتى لو لم يعد فيريس، لكانت كروش قد أخرجت نفسها من سجنها وأوقفت خطة بين. ربما لم يكن المنزل قد احترق، تاركاً كل شيء كومة من الرماد. "...إذا ركزنا على الفرضية، فلن تكون حياتنا سوى ندم. ربما بدونك، سأكون ميتة تحت الأرض الآن. إذا لم تأتي أنت وصاحب السمو، فقد لا أقف هنا بأمان". "أنت تقولين ذلك فقط لجعلي أشعر بتحسن." "هذا صحيح، أنا كذلك. لكن الندم على أفعالك على أساس ما قد يكون أسوأ. يمكن أن يرهقك فقط ". بينما كان فيريس يحدق في الرماد بغير عزاء، عقدت كروش ذراعيها وتحدثت بحزم. "كنت قلقاً عليّ، وبدون القلق على سلامتك، عدت إلى مكان حاولت تجنبه طوال حياتك. عندما سمعت ذلك، محبوسة في تلك الغرفة تحت الأرض، شتمت عدم كفاءتي. لكنني كنت... سعيدة أيضاً. " "سعيدة يا سيدة كروش؟" "لابد أنه كان مؤلماً للغاية أن تعود إلى هنا. ما حدث لك في شبابك لا يكاد يتحدث عنه. لا أستطيع أن ألومك على عدم قدرتك على التفكير في الأمر أو عدم رغبتك في الاقتراب. وعلى الرغم من ذلك، أتيت إلى هنا لإنقاذي—يجب أن تسامحني، لكني كنت في غاية السعادة". ركعت كروش حتى تتمكن من النظر في وجه فيريس حيث كان جاثماً على ركبتيه. اخترقته عيناها الكهرمانيتان، مقطعتان من خلال الغيوم الداكنة التي علقت في قلبه. لماذا، كيف، كانت دائماً ما تصنع مثل هذا الدفء في صدره؟ "هل كنت...قادراً على مساعدتك يا سيدة كروش؟ هل تسمحين لي، أنا... بالبقاء بجانبك، وتكريس حياتي لك؟ " "أنا أقف مع جوابي." "…اخبريني مره اخرى. بالكلمات التي استخدمتها... في ذلك الوقت". شعرت بأن عواطفه تتأرجح—أسف شديد، وفي نفس الوقت تتوق إلى السعادة. إذا كان بإمكانه فقط اختراق كل هذه الأشياء، إذا كان فقط يمكنه أن يجد القوة للوقوف. "—ارفع رأسك وتطلع إلى الأمام. لا تدع تلك السحب المظلمة تتجمع في عينيك. قد يكون الأمر صعباً في البداية، لكنني سأساعدك. الآن، فقط ثق بي. "أرادها أن تنقذه بالكلمات التي استخدمتها لإخراجه من الظلام وإظهار العالم له للمرة الأولى. "—" بصمت، نظر فيريس إلى كروش، ثم نظر مرة أخرى إلى بقايا القصر المحترق. لسبب ما شعر بالدموع على خديه. ثم وجد أنه لا يستطيع إيقافهم. بكى فيريس كطفل، محتضناً بزوج من الذراعين النحيفتين والقويتين. 16 —بينما كانت تحمل فيريس الباكي، فكرت كروش في ما حدث في غرفة الطابق السفلي. كانت الخادمة قد انزلقت بعيداً عن بين و مايلز ونزلت إلى كروش. قامت بفك القيود والأغلال وأزالت العصابة عن عيون كروش. قبل أن تغادر الخادمة، نادت كروش واستجوبتها: "إلى جانب من أنت؟ لقد سممتني—لكنك الآن تلتزمين باتفاقيتنا وتساعدينني على الهروب. أفعالك لا معنى لها". "أعتذر إذا وجدتني محيرة. لكن لدي أهدافي الخاصة في ذهني ". "أوه، أليس كذلك؟ هل هذا هو سبب استمرارك في خدمة بيت أرجيل؟ " ذكر أحد التقارير إلى كروش أن بين وهذه الخادمة كانا يعرفان بعضهما البعض طوال معظم حياتهما. يبدو أن العلاقة كانت طويلة وقريبة جداً، مثل تلك التي كانت بين كروش و فيريس. وعرفت كروش أنها إذا شعرت بالجنون، فمن شبه المؤكد أن فيريس سيبقى معها بدلاً من التخلي عنها. بدأت الخادمة "سيدة كروش"، "هل سبق لك أن وقعت في الحب؟" فاجأها السؤال. نظرت كروش إلى الخادمة بعيون واسعة، غير متأكدة من قصدها. أغمضت الخادمة عينيها وهزت رأسها، صمتت كروش للحصول على إجابة. "ثم لا أعتقد أن أي قدر من الشرح سيساعدك على فهم ما أريد." "...يوضح تدفق هذه المحادثة لمن هي مشاعرك. لكن هناك الكثير من الأشياء التي لا تفسرها. هل كنت مرضعة فيليكس؟ " "—" في اللحظة التي قالت فيها كروش ذلك، تشدد وجه الخادمة الذي كان خالياً من التعابير سابقاً، وارتفعت الرياح. لا—بدا الأمر بهذه الطريقة فقط إلى كروش. في الواقع، كان ذلك بمثابة تضخم في المشاعر القوية. كان شيئاً مثل الوهم. نفس المشاعر المضطربة التي شعرت بها في بين كانت تسكن هذه المرأة أيضاً. لكن هذا لمح... "…انتظري. شعرك. عيونك…" بالنظر إلى وجه الخادمة المشدود، شرارة اشتعلت في ذهن كروش. الشعر الكتاني الرائع. عيون صفراء صافية وتعبير لطيف. إذا كانت تبتسم بلطف، شكت كروش في أن وجهها سيكون مشابهاً إلى حد كبير لوجه تعرفه جيداً. —عكست أن فيريس لقي مصيره بشبهة الكفر. "إذا فكرت أولاً في إيذاء فيليكس ..." "لن أفعل أي شيء لفيليكس. أنت من نأى بنفسك عنه، أليس كذلك؟ ما أريده لا علاقة له بفيليكس…مع ذلك الفتى ". كان هذا آخر ما قالته الخادمة وهي تبتعد عن كروش. مع فتح السلاسل، كان من الممكن إيقافها. لكن الاضطراب كان سيعني نهاية كل شيء عملت كروش من أجله. وجدت الدوقة نفسها، للحظة، عالقة بين أولوياتها الشخصية والرسمية. ثم، ما زالت غير قادرة على الاختيار، نادت الخادمة المغادرة. "هانا! هانا ريغريت! " "إذا كنت صاخبة جداً، فسوف تجذبين انتباه مايلز. الآن هو الوقت المناسب لتكوني مخلصة لواجبك". لم يكن أمام كروش خيار سوى مشاهدة الخادمة تختفي عن الأنظار. مر طعم الهزيمة المر في فمها، أملت كروش أن تحصل على فرصة أخرى للتحدث مع الخادمة. ثم تكتشف العلاقة الحقيقية بين تلك المرأة وفارسها. لكنها لن تتاح لها الفرصة أبداً. التهمت النيران قصر أرجيل: جثث والدة فيريس ووالده مع الخادمة وأي حقيقة كانت تحتفظ بها. تركت كروش مع شكوكها وسرها فقط، وهو الوحيد الذي لم تستطع إخبار فيريس به أبداً. 17 فوق الرؤوس، تبددت الغيوم التي اكتظت في السماء. أطلق فوريير نفساً بهدوء. قبل مغادرتهم القلعة، أمر ماركوس بوضع بعض التأمين في مكانه، وكان ما حدث في السماء دليلًا على نجاحه. على الرغم من أنه قد تكون هناك بعض الأسئلة في وقت لاحق حول استخدام تكتيك كان ممنوعاً في العادة بالقرب من حدود البلاد. "لكنني لا أعتقد أننا سنضطر إلى لقاء فولاكيا بقوة اليوم. إنهم لا يريدون أن يتعاملوا معنا أكثر مما نريده معهم". من الواضح أن بعض الوكالات الخارجية كانت متورطة في الأحداث الأخيرة المحيطة بـ بيت آل ارجيل. لم يلتق فوريير مع بين أرجيل شخصياً، لكن مكانة العائلة وتاريخها أقنعاه أن بين ليس لديه القدرة على فعل شيء كهذا بمفرده. لقد فكر في من قد يكون قد لعب دوراً في هذا. ربما أولئك داخل لوغونيكا الذين أرادوا رؤية كروش تسقط من النعمة. أو ربما متطفل من خارج البلاد، شخص لديه أهداف أكبر في الاعتبار. أجبر نفسه على التفكير في أسوأ سيناريو ممكن. كان من المحتمل أن ما أراده الفولاكيون من كل هذا هو الحصول على التعويذة السرية لـ بيت آل ارجيل التي سمحت لهم بالتحكم في المحاربين اللاموتى. قيل أن الإمبراطور فولاكيان الحالي رجل قاسٍ. بالنظر إلى الاحتكاك بين فولاكيا و لوغونيكا، كان من الضروري منع أي شخص آخر من تعلم التعويذة المحرمة. "تمكنت من فعل كل ما أردت القيام به. أحياناً أبهر نفسي". كانت قراءة فورير للوضع مثالية لدرجة أنه وجد نفسه ينفجر في تهنئة ذاتية تلقائية. أثبت حدس فوريير أحياناً أنه أكثر وضوحاً من المتوسط ​​، لكنه كان رائعاً هذه المرة بشكل خاص. ثم مرة أخرى، كان يركز تركيزه الكامل عليه منذ أن تحدثت معه كروش. من المؤكد أن هذا تركه أحياناً بألم في رأسه وثقل في صدره... "لكنه ثمن ضئيل للغاية لإنقاذ كروش و فيريس." كان هذان الشخصان يتحدثان الآن بالقرب من الأنقاض المحترقة لقصر أرجيل. لقد تمنى بشدة أن ينضم إليهم، لكن كان من الممكن أن يكون وقتاً غير مهذب للإقتحام. تشارك فيريس وكروش الرابطة التي كانت تخصهما وحدهما. صحيح أن فوريير كان لديه روابطه الخاصة مع كل منهم، لكنه كان يعلم أنه في هذه اللحظة كان من الضروري الحفاظ على مسافة بينه وبين الأسباب التي لم يتمكن من التعبير عنها بشكل كامل. "بالطبع، من الصعب بالنسبة لي أن أترك كروش كلها لفيريس الآن، بالنظر إلى مدى قلقي بشأنها..." "نيابة عن أصدقائك، صاحب السمو، اسمح لي أن أشكرك على احترامك." المتحدث كان يوليوس، الذي ركب مع فوريير في عربة التنين. يبدو أنه وجد الأحداث الأخيرة التي يعتقد أنها استفزازية بطريقته الخاصة. بدا تعبيره مختلفاً، بطريقة ما، عن الطريقة التي كان عليها قبل مغادرتهم القلعة. "لقد أعطيتك نصيبك العادل من المتاعب، أليس كذلك يا يوليوس؟ أحسنت إخراجهم في النهاية من هناك". "لا تحتاج لشكري، صاحب السمو. في الحقيقة، جعلتني أحداث اليوم أشعر بحدة كم أنا عاجز حقاً. أعتقد أنني ربما تركت اختياري للحرس الملكي يجعلني أنسى ما يعنيه حقاً أن تكون فارساً". ”واحد آخر جاد! يجب أن يكون الفرسان أكثر شجاعة! قم ببعض الأعمال الشجاعة، وستكون فارساً بدرجة كافية. نعم، أنا متأكد من ذلك". بدا يوليوس متفاجئاً تماماً بتصريح فوريير. لكنه تأقلم بسرعة وابتسم، ثم أومأ برأسه. "لقد فاجأتني أكثر من مرة اليوم، صاحب السمو. أنا، يوليوس، أقسم لك ولائي من جديد". "لست متأكداً تماماً من شعوري حيال ذلك، لكنني أقبل ولائك. الولاء للملكية هو حقا قيمة. دع قلبك لا يرتبط بي، بل اطلب رخاء أرضنا كلها. الآن... هل تعتقد أن الوقت قد حان؟ " انحنى فوريير لإلقاء نظرة على كروش و فيريس. فيريس، الذي كان يبكي بين ذراعي كروش في وقت سابق، تم إبعاده الآن، وهو ينفخ انفه. بدا الأمر وكأن الأمور قد هدأت. يمكنه الاتصال بهم قريباً. "ربما سأذهب وأنضم إليهم، بعد ذلك." الآن بشغف، صعد فوريير بفخر من عربة التنين ونزل على العشب، جاهزاً للذهاب إلى كروش و فيريس. ولكن عندما فعل ذلك، أظلمت رؤيته. "—صاحب السمو؟" بدا صوت يوليوس بعيداً بشكل لافت للنظر. الشيء التالي الذي عرفه، شعر بتأثير، وكان كل شيء جانبياً. لم يكن فوريير نفسه يعرف ما حدث. حتى وقت قريب كان ممتلئاً بإحساس أنه يستطيع رؤية كل ما يحدث في العالم، لكن هذا الشعور قد تخلى عنه تماماً الآن. ”فيريس! فيريس، تعال بسرعة! صاحب السمو فوريير يحتاجك! " كان صراخ يوليوس المذعور آخر ما سمعه فوريير عندما انزلق وعيه بعيداً. ذهب كل شيء للظلاك، أصبح العالم بعيداً. لكن قبل أن يغادره بقليل، سمع صوتين محبوبين ينادون باسمه. تشبث فوريير بهذا الصوت كما تغلب عليه الظلام.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط