نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ري زيرو إكس 8

الحلم الذي رآه الملك الأسد

الحلم الذي رآه الملك الأسد

لم يحظ انهيار فوريير لوجونيكا باهتمام صغير نسبيًا في مملكة لوجونيكا.

 “بالتاكيد لا.  لا تقلق يا فيريس.  أنت لطيف ، وفي قلبك أنت قوي.  الجميع يحبك … وسيصادقونك كما فعلت أنا.  ربما كنت صديقك الأول ، لكن لا يجب أن تدعني أكون صديقك الوحيد  تذكر هذا:

 

 “فيريس ، ألا يفترض ب-؟  الا يفترض ان تكون مع ابي ، لا معي؟  أنت وريث أعظم معالج في المملكة.  إنه واجبك “.

 أصيب أحد أفراد العائلة المالكة بالمرض ، وتم التعامل مع الأمر باستخفاف.

إشتعلت النار في عيون كروش.

 

 “نعم سموك.”

 في العادة ، لم يكن من الممكن تخيل مثل هذا الشيء ، لكن في تلك اللحظة تم تبريره بسبب الظروف الغريبة في المملكة.

 في حديقة الفناء لقلعة لوغونيكا الملكية ، ازدهرت وفرة من الزهور الموسمية.  ولكن في صخب وقلق الأشهر العديدة الماضية ، وجدت النباتات الملونة نفسها وحيدة إلى حد ما.

 

 

 لم يكن فوريير العضو الوحيد في العائلة المالكة الذي سقط بسبب المرض.

 

 

 

 بدلاً من ذلك ، أصيب كل فرد من أفراد عائلة لوجونيكا المالكة بالمرض.  كان والد فوريير ، الملك الحالي ، راندوهال لوجونيكا ، من بينهم بالطبع.  كانت هناك اختلافات في أعراض المرض في كل منهم ،

 

 

 

 ولكن لا يمكن السماح بالتخمين البسيط مع مرض لا يعرف أحد اسمه وأصله.  طوال تاريخها الطويل ، لم تواجه المملكة شيئًا كهذا من قبل ، وارتجفت من زحف الأزمة.

 “-“

 

 

 “لذلك لقد إنتهت فترة الاختبار الخاصة بي أخيرًا وأصبحت عضوًا رسمياً في الحرس ، لكن القبطان هو الأسوأ!  إنه يتصرف بشكل مختلف تمامًا عن السابق!  يا له من متنمر! “

 

 

 “-“

 “مم ،لقد فكرت في ذلك كثيرًا.  فقط عندما تعتقد أن ماركوس جادُ كما يبدو ، إتضح أنه يمتلك جانبًا مؤذياً. اعتقدت أنكما ستتعايشان معا “.

 “صاحب السمو …!  صاحب السمو ، إذا حدث لك أي شيء …أنا سـ- … “

 

 كان هناك بُرعم واحد يتمايل بلطف في النسيم ، وينتظر بهدوء اللحظة المناسبة للإزدهار

 “سموك ، هل تستمع إلي؟  يتعرض فيري للتخويف من قبل رئيس لئيم في الحرس الملكي.  أنا أبحث عن بعض الراحة هنا! “

 “لا تتخلى عن واجبك كعضو في الحرس الملكي … كنت أنا من قمت بتعيينك كفارس كروش.  لا تخُن العهد الذي قطعناه على بعضنا البعض.  الوعد الذي قطعناه … كأصدقاء “.  أخذ نفساً طويلاً ، ابتسم فوريير مرة أخرى واستلقى على سريره.  “لقد سئمت من كل هذا الحديث.  لكنني تمكنت من الابتسام معك لأول مرة منذ فترة طويلة.  هذا مريح.”

 

 توفي شخص واحد الآن من المرض الذي أصاب العائلة المالكة بأكملها.  ولا يزال غير معروف لأَحد السبب أو كيفية علاجه.

 دمٓعت عيناه و إهتزَ صوته  ، لكن هذا فقط جعل فوريير يبتسم.

 

 

 

 هز فيريس رأسه بلا حول ولا قوة في تسلية فوريير.  ثم أحضر بعض الماء ألي سرير الأمير وسكبه داخل شفتي فوريير.  جلس الشاب بصعوبة ، وكان فيري يسمع صوت الماء داخل الإبريق وهو ينزل في حلقه.

 “- أوه ، هذا…”

 

 

 “أنا آسف لأنني أضعك دائمًا في مثل هذه المشاكل.  يبدو الأمر كما لو كنت مرافقي الشخصي هذه الأيام “.

 

 

 

 “لا تقلق ، لا تقلق!  في هذه الأيام ، إنه مجرد مواء ، لكن الأشخاص المتواضعين يحاولون جعل فيري يشفي الإصابات بعد تدريباتهم فقط لأنهم يعتقدون أنني لطيف.  أفضل أن أكون معك يا صاحب السمو.  والسيدة كروش لم تكن تتصرف بشكل ودي في الآونة الأخيرة … “

 “سموك ، هل تستمع إلي؟  يتعرض فيري للتخويف من قبل رئيس لئيم في الحرس الملكي.  أنا أبحث عن بعض الراحة هنا! “

 

 “نعم سموكم.  من فضلك ، فاجئني مرة أخرى.  أرجوك قل لي.”

 “نعم ، لابد أنها مشغولة للغاية.  لم أرها منذ أيام ، وأنا أشعر بالوحدة.  ربما يتعلق الأمر بإحباطي من عدم القدرة على الحركة.  هذا المرض اللعين

 “أول مرة رأتك فيها…“

 

 

 “-“

 “-“

 

 فوريير لوجونيكا عاش بشكل جيد حقاً “.

 مسح فوريير شفتيه المبللتين على كمه ، ثم إستلقي في وسادته وابتسم بضعف.  أظهرت ابتسامته أنيابه المميزة ، كما هو الحال دائمًا ، لكن لم يكن هناك طاقة فيها.  كانت ابتسامة مجبرة على إخفاء الألم الحاد الذي يمر عبر صدره عن فيريس.

 

 

 مدت له كروش خنجرًا أخذته من حزامها.  فأخذه ووجد أنه نقش عليه رمز الأسد الملك.  كان هذا إرثًا ثمينًا لقصر كارستين.

 كان فوريير هزيلا.  فقد شعره الذهبي اللامع بريقه ، وبدت عيناه ، اللتان كانتا حمراء مثل شمس الشفق ، باهتتين إلى حد ما.  كان يتحدث بصوت ضعيف ، وغالبًا ما يستسلم لنوبات السعال.  وفوق كل شيء ، لم يعد لديه حتى القوة للحركة .  في الشهر الماضي ، كان طريح الفراش تمامًا.

 

 

 

 – لقد بدأ كل شيء في يوم المشكلة في منزل أرجيل.  بعد أن احترق القصر بالكامل ، كان فوريير قد صعد  لعربة تنينه ، لينهار فقط.  ليتسبب المشهد في أن يضع فيريس جانبًا كل عواطفه ويركز كل شيء على شفاء الأمير.

 

 

 

 بدا فوريير وكأنه يتألم.  كان فيريس قد نقل قوة الحياة إليه ، ووضعه في العربة ، وعاد إلى القلعة بكل سرعة.  كان هذا هو المكان الذي علموا فيه لأول مرة الحقيقة القاتمة بأن العائلة المالكة بأكملها كانت مريضة.

 

 

 

 بعد ذلك ، تم حجز جميع المرضى ، بمن فيهم فوريير ، للراحة في الفراش في غرفهم الملكية.  استمر المرض دون تغيير كبير ، لكن ترك المرض عليه ظل غامضًا – حتى فيريس لم يستطع معرفة سبب ذلك. فيريس ، الذي لم يسبق له مثيل في فن استخدام المانا لعلاج الامراض.

 “الرجل الذي كان أسديِ المَلك قَد عاَش.  لن أسمح لأي شخص أن يَقول إنه لم يفعل ذلك “.

 

 “… لم أكن أعرف.  كم هذا محرج.”

 كانت هناك علامات.  فيريس نفسه رأى نوبات سعال فوريير ونوبات متقطعة من سوء الصحة.  في قصر كارستن ، كان يئن من الألم

 

 

 

 —لكنه رفض السماح لفيريس بفحصه

 “أنا آسف لأنني أضعك دائمًا في مثل هذه المشاكل.  يبدو الأمر كما لو كنت مرافقي الشخصي هذه الأيام “.

 

 “لقد كان ممتعاً ، فيريس.”

 في ذلك الوقت ، كان فيريس مشغولًا جدًا بالتفكير في نفسه وكروش لدرجة أنه تغاضى عن هذه الأشياء.  والآن فقط أصبح قريبًا من الأمير ، محاولًا تحسين الأمور الآن بعد أن أصبحت أكثر ملاءمةّ له.  كره فيريس نفسه كثيرًا ، أراد أن يختفي من الوجود.

 كانت تخبره أنها تتطلع إلى الفوز في الانتخابات الملكية وتولي العرش في النهاية.  لم يستطع فيريس قول أي شيء آخر ، لكن كروش نظرت حولهم وقالت ، “في المرة الأولى التي قابلت فيها سموه ، كان ذلك في هذه الحديقة.  غالبًا ما تحدثنا هنا ونظرنا إلى الزهور معًا “.  تحدثت بلطف.  أظهرت عيناها أنها كانت تتذكر شيئًا ما منذ زمن بعيد.

 

 جاءت عاصفة ، ريح باردة رَفعت شعر فوريير وكروش.

 “فيريس ، ألا يفترض ب-؟  الا يفترض ان تكون مع ابي ، لا معي؟  أنت وريث أعظم معالج في المملكة.  إنه واجبك “.

 “- لكننا لاَ نستطيعُ أن نبقىَ حزينين إلى الأبد.”

 

 “الرجل الذي كان أسديِ المَلك قَد عاَش.  لن أسمح لأي شخص أن يَقول إنه لم يفعل ذلك “.

 “كل شيء على ما يرام.  لقد تأكدت من أنني فعلت كل ما يفترض أن أفعله قبل أن آتي إلى سموك.  لا ترتكب خطأ الاعتقاد بأنني سأضعك أمام الملك “.

 

 

 “لم اكن اعلمُ ابدا.  لماذا توقفتيِ عن ربطه؟ “

 “أذن لقد كان مجرد سوء فهم.  كم هذا محرج-!  سوف تضحك علي كروش أذا سمعت هذا “.

 تعويذة سرية طورتها ساحرة يمكنها إحياء الموتى ، ومنح الجثث القدرة على المشي مرة أخرى.  لم يكن والده قادرًا على إلقاء التعويذة بنجاح ، ولكن إذا كان من الممكن القيام بذلك ، فيمكن إنقاذ حتى أولئك الذين رحلوا …

 

 “—هناك نقش جديد على قرصِ التنين.  لقد كشفَ التنين بالفعل عن مصير المملكة “.

 كانت ابتسامة فوريير وهو يتحدث بإسم كروش وحيدة.  يصبح الناس أكثر عرضة للوحدة حين تضعف أجسامهم بسبب المرض.  حتى فوريير ، مثالُ الحماس.

 

 

 

 “السيدة كروش …” أخذ فيريس يد فوريير في يده ، وربت عليها بلطف ، وهمس بالاسم كصلاة.

 “حسنًا ، إنه لطيف بدون حشد.  من الأفضل تقدير الأزهار -عندما يمكنكي رؤيتها بوضوح أكبر.  ألا تعتقدين ذلك؟ “

 

 

 كان يعلم أن كروش كانت مشغولة للغاية.  كانت واحدة من أعلى النبلاء مرتبة ، ومع عجز العائلة المالكة بأكملها ، لم تكن هناك لحظة لم تكن يداها فيها ممتلئتين.  ومع ذلك ، لم يستطع فيريس المساعدة في التفكير …

 عند رؤية هذا ، وجدت كروش نفسها غير قادرة على تكوين أي كلمات.  لكنها حشدت كل القوة التي كانت لديها لتبتسم.

 

 

 أتمنى أن تأتي الراحة لهذا الشخص اللطيف ، الوحيد ، و الثمين.

 “لقد كان ممتعاً ، فيريس.”

 

 

 لم يستطع فعل ذلك بنفسه.  لم يكن بديلاً لـ كروش.  كان فيريس يقدّر فوريير كثيرًا ، ومرة ​​أخرى ، لم يكن قادرًا على منح الأمير القوة التي يحتاجها.  مزق العجز قلب فيريس دائمًا ، مهددًا بكسره.

 يجب ألا ندير ظهورنا للشعب “.

 

 “سموك ، أنا أعرف كيف عملت وكافحت.  من فضلك ، استَرح بِسلام “.

 “… المظهر الحزين لا يناسبك.”  وجد صوت فوريير فيريس تحت عذاب نفسه ، ثم صدمه اللوم الذاتي مثل الصاعقة.

 —لكنه رفض السماح لفيريس بفحصه

 

 نظرت كروش إلى الأمام ، وهي تشك في أذنيها ، بينما كان شخص ما أمامها يمسك برأسه.

 صر على أسنانه عقليًا ، حشد ابتسامةً لفوريير.

 بدأ حديثهم حول الماضي في الازدهار.

 

 وهكذا ، كانت كروش أول من تركت مشاعرها الشخصية وتحدثت نيابة عن الحكيم.  “السير ميكلوتوف على حق.  إذا حدث أي شيء لجلالة الملك ، فلن تختفي المملكة.  سوف يقع على عاتقنا القيام بشيء حيال ذلك “.

 “أوه ، أنا لست حزينًا.  فيريس بخير – بخير تماماً! “

 

 

 

 من المستحيل أن يبكي.  ليس هنا ، ليس الآن.  قد يكون ضعيفًا ، لكن كان لديه كبرياءه.  لم يستطع شفاء مرض فوريير ، لكنه استطاع أن يبتسم.

 

 

 “-“

 إذا كان هذا هو كل ما يمكنه فعله ، فسوف يفعل ذلك حتي في الجحيم أو الماء المغلي.

 

 

 “نعم ، لابد أنها مشغولة للغاية.  لم أرها منذ أيام ، وأنا أشعر بالوحدة.  ربما يتعلق الأمر بإحباطي من عدم القدرة على الحركة.  هذا المرض اللعين“

 “يا صاحب السمو!  إذا كنت تأكل وتشرب فقط ثم تنام مباشرةً ، ستَسمُن …! “

 

 

 

 “وبعد ذلك … كروش لن  … تعجب بي بعد الآن …”

 

 

 

 كل ما يمكنه فعله هو تذكير الأمير بالأشياء اليومية ، لذلك ربما يستطيع فوريير إعادة النظر فيها في حلمه

 جلست كروش بسرعة على جانبه وفركت ظهره برفق حتى إنتهي السعال.  كان تنفسه قاسياً للغاية ، وبدا ظهره ضعيفاً للغاية.

قاعة التجمع الملكية ، وجدت كروش كارستين نفسها غير قادرة على التفكير في أي شيء لفترة طويلة جدًا.  لعدة أيام حتى الآن ، كان الأقوياء والنبلاء في المملكة ، جنبًا إلى جنب مع مجلس الحكماء ، المنظمة التي عملت أساسًا كعقل المملكة ، يناقشون ما يجب فعله حيال الاضطرابات التي تواجه أمتهم.

 “مم ،لقد فكرت في ذلك كثيرًا.  فقط عندما تعتقد أن ماركوس جادُ كما يبدو ، إتضح أنه يمتلك جانبًا مؤذياً. اعتقدت أنكما ستتعايشان معا “.

 

 

 سئمت كروش بشدة من الاجتماعات التي اضطرت لحضورها كدوقة.  لقد كانوا يتحدثون لفترة طويلة لدرجة أنها كانت تعرف حتى أصغر تفاصيل وجه كل شخص نبيل هناك.

 – كان اليوم صافياً ، لكن النسيم جعل الهواء أكثر برودة.

 

 

 كان عليهم التعامل مع الطقوس التي يتوقع حضور الملك فيها ،

 

 

 

 بينما يحاولون منع وصول أي كلام عن الوضع الحالي إلى القوى الكبرى الثلاث في العالم.  كان عليهم الاهتمام بجميع الواجبات التي كان كل فرد من أفراد العائلة المالكة يقوم بها عادة ، كل ذلك أثناء محاولة معرفة ما يجب فعله حيال المرض التي ظلت أصوله غامضة.  وفوق كل ذلك ، كان لكل من النبلاء أعمالهم المعتادة في مناطقهم للتعامل معها.  أدى ذلك إلى مستوى من الارتباك والإرهاق لم يمر به سوى القليل منهم من قبل.

 

 

 “توفي الأمير الثالث الليلة الماضية.  هذا هو الشخص السابع … “

 ولكن الآن ، بعد شهر من بدء كل هذا ، بدا أن حالة العائلة المالكة أخيرًا لم تَزدد سوءًا.  كان هذا ما كانوا قد بدأوا للتو في مناقشته عندما –

 

 

 

 “الأمير الأول زابينيل مات ، تقول …؟”

 

 

 فقط عندما عبّر فيريس عن الكلمات في قلبه ، أدرك أنها كانت بالضبط نفس الكلمات التي كان والده يهذي بها بجانب جثة والدته.  إن لم تكن كلمة بكلمة ، فعندئذ على الأقل كانت الروح متطابقة.

 كان التقرير المثير للدموع الذي أحضره الرسول من الأكاديمية الملكية للشفاء أكثر من كافٍ لإعادة الغرفة إلى حالة من الذعر.  كان الأمير الأول زابينيل لوغونيكا أول حالات المرض المؤكدة في القلعة الملكية.  ومن ثم ربما كانت الحالات الأقدم التي أصابها المرض هي الأسرع في …

 

 

 بالنسبة لهم ، فإن موت فوريير بالكاد يعتبر امر هامشيْ.

 “هذا مفاجئ للغاية!  كيف يمكن أن يكون هذا ممكناً؟  كيف يمكن أن يتركناَ سموه؟ “

 “لم اكن اعلمُ ابدا.  لماذا توقفتيِ عن ربطه؟ “

 

 

 “هذا مستحيل!  التقيت به بالأمس فقط ، وهو … لم يبدِ أي علامة على إقترابه من نهايته … “

 قالت كروش بحزن: “سموه أحب هذا المكان ، وهو المكان الذي أمضى فيه لحظاته الأخيرة.  لذلك سأُقسمُ لهُ هنا: سأجعلك فارسيِ “.

 

 استمر النسيم في النفخِ عليهم.  لكن مع رؤيتها الضبابية ، لم تراه كروش ، ولا حتى بمباركتها.  هناك ، في الحديقة ، اقتربت كروش من فوريير وهمست.

 حزن أولئك الذين كانوا قريبين بشكل خاص من زابينيل على نبأ وفاته المفاجئ.  لكنهم لم يكونوا الوحيدين الذين سمعوا التقرير.

 

 

 

 صدم الجميع في الغرفة.

 لقد قطعوا وعدًا ذاة مرة.  أقسموا بالإستمتاع بالأيام التي امتلأت بالضحك.

 

 لم يكادوا يفكروا في مدى حاجتهم إلى التنين أكثر مما تم تذكيرهم بمدي قوته.  متجاهلاً مشاعر كروش والآخرين ، بدأ ليب في قراءة النقش بنبرة سريعة.

 توفي شخص واحد الآن من المرض الذي أصاب العائلة المالكة بأكملها.  ولا يزال غير معروف لأَحد السبب أو كيفية علاجه.

 

 

 

 “سموك …” شعرت كروش ، أيضًا ، بالألم من سماع الأخبار.  كانت في العادة حريصة جدًا على الوقوف بشكل مستقيم ، لكنها الآن تشعر أنها قد تنقسم إلى نصفين مع القلق الذي يمزق أحشائها.  لم يكن بإمكانها سوى التفكير في فوريير ، مستلقيًا على فراشه ، وابتسامته الضعيفة عندما أتت لرؤيته.

خلال الأشهر العديدة الماضية ، وجد فيريس صعوبة متزايدة في تصديق أنه كان أحد فرسان الحرس الملكي.  كان يذهب إلى أكاديمية المعالجين للاطمئنان على أفراد العائلة المالكة ، ولمرافقة فوريير.  كيف كان أي من هذا عمل فارس؟  بدا الأمر أشبه كثيرًا بما يفعله ملقي التعاويذ في الأكاديمية الملكية للشفاء.

 

 سبعة ضحايا ومازالوا لا يعرفون سبب المرض.  كل ما عرفوه هو أنه بمجرد أن يصاب المريض بالحمى ويدخل في غيبوبة ، لم يعد بإمكانهم مساعدته.  كل هذا ، ونقطة واحدة فقط من المعرفة التي لا قيمة لها.

 “يجب أن نفكر في إمكانية أن يتركنا جلالة الملك أيضًا”.

 مررت كروش أصابعها برفق عبر شعره الذهبي الذي استقر على ركبتيها ، وربتت على خديه الشاحبين برفق.

 

 

 حتى وهي تعض شفتها ، سمعت كروش صوتًا خشنًا.  نظرت إلى الأمام لتجد أن كل من سمع الصوت قد ركز على وسط الغرفة ،

 

 

 “نعم ، على ما يبدو.  يبدو أن التنين قد نظر إلي بشكل إيجابي “.

 حيث وقف ميكلوتوف ، ممثل مجلس الحكماء.

 

 

 في لفتة من ليب ، تم دفع عربة بعجلات إلى غرفة التجميع الدائرية.  كانت على قمة العربة أحجار كريمة متلألئة ، شارات مملكة لوغونيكا التي حَملت جواهر التنين.

 “سيدي ميكلوتوف ، يا لها من مزحة سيئة!  جلالته؟  يتركنا؟”

 “صاحب السمو …!  صاحب السمو ، إذا حدث لك أي شيء …أنا سـ- … “

 

 

 “مم.  لا يمكن تجنب ما لا مفر منه ، مهما نظرنا بعيدًا عن الواقع.  لا يمكنناَ أن نكون متفائلين الآن.  وإلا فلن نكون قادرين على أداء واجبات أعلي مقعد في أمتنا.

 

 

 ابتسم فوريير كما لو كان فخورًا بنفسه ورفع يده.  قام بمسحِ خد كروش ، ولمسَ الدموع الساخنة التي تدفقت عليه ، وحركَ أصابعه على طول خط شفتيها.

 هل أنا مخطئ؟ “

 

 

 “نعم ، لابد أنها مشغولة للغاية.  لم أرها منذ أيام ، وأنا أشعر بالوحدة.  ربما يتعلق الأمر بإحباطي من عدم القدرة على الحركة.  هذا المرض اللعين“

 “اه…”

 

 

 

 “نحن نرى الآن مدى السرعة التي قد يتحول بها الوضع – وهذا يعني أنه حتى غدًا ، قد نجد أنفسنا نواجه الأسوأ.  عندما يحدث ذلك ستهتز المملكة ، ودورنا هو دعم المملكة في تلك الفترة.

 

 

 

 يجب ألا ندير ظهورنا للشعب “.

هو قال “كان إخلاصك … ثمينًا“.  “شيءً كنت أعتز به بِشدة.

 

 “سموك ، أنا أعرف كيف عملت وكافحت.  من فضلك ، استَرح بِسلام “.

 التصريح الواضح لميكلوتوف أراح أولئك الذين اعتقدوا أنه كان غير محترم.  ربما كانت كلماته قاسية تجاه ملك المملكة ، لكن هذا جعلها أكثر ضرورة.

 

 

 

 وهكذا ، كانت كروش أول من تركت مشاعرها الشخصية وتحدثت نيابة عن الحكيم.  “السير ميكلوتوف على حق.  إذا حدث أي شيء لجلالة الملك ، فلن تختفي المملكة.  سوف يقع على عاتقنا القيام بشيء حيال ذلك “.

 

 

 “سيدي ميكلوتوف ، يا لها من مزحة سيئة!  جلالته؟  يتركنا؟”

 كانت كروش واحدة من الحاضرين القلائل الذين حصلوا على رتبة دوق ، لكنها كانت تتمتع بخبرة قليلة نسبيًا ولم تثبت نفسها بعد.  ومع ذلك ، فقد ساعد حديثها بقية النبلاء في الشعور بنفس الشعور.  قال ميكلوتوف: “أنا ممتن لتأييدك”.  “بطبيعة الحال ، ما زلت آمل وأدعو للإله أن يتجاوز صاحب السمو وعائلة سموه بأمان هذه المحاكمة.  من فضلكم لا تسيؤوا فهمي في هذه النقطة “.

 توفي شخص واحد الآن من المرض الذي أصاب العائلة المالكة بأكملها.  ولا يزال غير معروف لأَحد السبب أو كيفية علاجه.

 

 قاطعت هذه الكلمات ضجة التجمع ، وتحولت كل العيون إلى مكبر الصوت.

 لقد إقترح بأن يبدأ المجلس في مناقشة ما يجب فعله مع المملكة في حالة عدم وجود ملك لهم – وأخيرًا ، ألقى نظرة ذات مغزى على كروش.  ربما كان يعبر عن امتنانه لكونها أول من يدعمه.  لكنها لم تره.  كانت قد انهارت بالفعل في مقعدها.

 

 

 “ترجعني الى الحياة؟  من فضلك ، لا تقل مثل هذه الأشياء “.

 مع الأشياء على ما هي عليه ، لن تكون قادرة على زيارة فوريير.  لقد أصبحت مقيدة بواجباتها كـ نبيلة لدرجة أنها لم يكن لديها الوقت حتى لرؤيته.  لم تستطع ترك هذا الوقت الثمين والمحدود يضيع.  كان هذا ما قالته لنفسها حتى عندما أجبرها واجبها على البقاء في الاجتماع.

 في مواجهة الوزن الهائل للخنجر في يده ، أدرك فيريس أخيرًا ما كان عليه فعله جنبًا إلى جنب مع كروش و سموه ، للمساعدة في حلمهم.  الآن ، لم يكن لديه سوى كروش.  كانت كل شيء بالنسبة له.

كروش ، هل هذه أنتيِ؟

 جاءت عاصفة ، ريح باردة رَفعت شعر فوريير وكروش.

 

 

 تفاجأت كروش إلى حد ما برؤية فوريير يفتح عينيه وهو يشعر بدخولها غرفته.  حاولت أن تمشي بهدوء قدر الإمكان حتى لا تزعج نومه.  لم يكن بإمكانه أن يشعر بوجود شخص ما فحسب ، بل كان يعرف أيضًا من هو.

 

 

 سيتم إنشاءُ الميثاق من جديد. “

 “أنت تدهشني يا صاحب السمو.  لدي شعور بأنه لا يوجد شيء يمكنني إخفاءه عنك “.

 طريقة العيش هذه ، قبل كل شيء ، صَدمت كروش.  كانت بالكاد تستطيع تحملها لأنها ألقت بظلالها الداكنة على قلبهاَ.

 

 “و … ربما لا يوجد.  هذا ببساطة هو مدى معرفتنا ببعضنا البعض.

 

 

 وجدت كروش أن صوتها ملفت للنَظر ، واكتشفت أنها لا تستطيع النظر إليه مباشرةً.  فوريير ،رفقة الابتسامة اللطيفة التي ما زالت على وجهه ، استمع باهتمام إلى نوتة الفرح في صوتها.

 حتى مع عيني مغمضتين ، حتى لو كنت في نوم عميق، أعلم أنها أنتيِ … لقد مر بعض الوقت.  هل كنتيِ بخير؟ “

 

 

 

 “لقد كنت مشغولةً للغاية ، لكن صحتي جيدة.  لونك يبدو جيدا اليوم يا صاحب السمو.  هذا مريح.”  جلست كروش على كرسي بجانب السرير ودرست وجه فوريير بعناية.

 “كروش.”

 

 حمل فيريس كتابًا أسود أثناء سيره في أروقة القلعة الملكية.  كان مغطاً بالدماء وبصمات الأصابع.  كان من الممكن أن يطلق عليه ، بمعنى ما ، هدية من والده.

 كانت زيارتها الأخيرة قبل أيام قليلة فقط ، ومع ذلك بدا أنه أرق الآن.  ولم يكن فوريير أبدًا شخصاً سميناً علي الإطلاق.  لذلك هذا لا يعتبر حرق الدهون.  الآن كان جسده يلتهم نفسه.  برزت عظام وجنتيه قليلاً.  كان من المستحيل عدم رؤية كيف كان المرض يجتاحه.

 الاتفاق مع التنين الذي أبرمته المملكة كان يحمي الناس لفترة طويلة جدًا.  لكنه جعلَ قلوبهم ضعيفة لدرجة أنهم كانوا على استعداد لتجاهل وفاة هذا الفتىَ الطيب الذي كان محبوبًا من قبل كل شخص قابله.  أصبحت قلوب الناس ضعيفة لدرجة أن موت فوريير كان شبه مَنسي في مواجهة الاتفاقية مع التنين.

 

 

 “كروش … أريد أن … أشعر بلمستك.”

 

 

 

 “نعم سموك.  بعد إذنك.”  مدت يدها برفق تحت الملاءات وأخذت يد فوريير المرتجفة.  لطالما كانت أصابعه نحيفة ، لكنها الآن نحيفة بشكل كبير.  فركت كف يده وشبكت أصابعها بأصابعه.

 كانت هناك علامات.  فيريس نفسه رأى نوبات سعال فوريير ونوبات متقطعة من سوء الصحة.  في قصر كارستن ، كان يئن من الألم

 

 

 “آه.  وقال “لمسة أصابعك مريحة“.  “يد المرأة.”

 التصريح الواضح لميكلوتوف أراح أولئك الذين اعتقدوا أنه كان غير محترم.  ربما كانت كلماته قاسية تجاه ملك المملكة ، لكن هذا جعلها أكثر ضرورة.

 

 

 “يدُ سموك تبدو نحيفة إلى حد ما ، بالنسبة لرجل.  لن يظن المرء أبدًا أنك تدربت لفترة طويلة بالسيف “.

 “صاحب السمو؟”

 

 

 “السيف … نعم ، السيف … أعتقد أنني الوحيد الذي يمكن أن يخرج أفضل ما لديك.  على الرغم من أنني أهملت تدريبي لعدة أيام الآن “.

 “و … ربما لا يوجد.  هذا ببساطة هو مدى معرفتنا ببعضنا البعض.

 

 

 “سموك سيتعافى بالتأكيد بعد أيام قليلة من الراحة و لن يستغرق وقتا طويلا.  على الرغم من أنهم يقولون إن الأمر يستغرق ثلاثة أيام من العمل للتعويض عن ضياع يوم واحد “.

 كانت زيارتها الأخيرة قبل أيام قليلة فقط ، ومع ذلك بدا أنه أرق الآن.  ولم يكن فوريير أبدًا شخصاً سميناً علي الإطلاق.  لذلك هذا لا يعتبر حرق الدهون.  الآن كان جسده يلتهم نفسه.  برزت عظام وجنتيه قليلاً.  كان من المستحيل عدم رؤية كيف كان المرض يجتاحه.

 

 

 “هل تطلبين مني العمل ثلاث مرات طول فترة استراحتي …؟  عديمة الرحمة!”  وبعد ذلك ، كما في كثير من الأحيان من قبل ، أصيب بنوبة سعال.

 “يقول:” عند هذا ، نهاية العائلة الملكي ، ستجد المملكة خمسة مرشحين تختارهم جواهر التنين، ومع ضريح جديد ،

 

الأولوية.

 جلست كروش بسرعة على جانبه وفركت ظهره برفق حتى إنتهي السعال.  كان تنفسه قاسياً للغاية ، وبدا ظهره ضعيفاً للغاية.

 

 

 وسُجل فيه مستقبلُ المملكة.  عدة مرات في الماضي ، حذرَ الحجر المملكة من التهديدات القادمة ، وكانوا قادرين على إجراء الاستعدادات مسبقًا.

 “آه ، نعم ، ماذا عن …؟  ماذا عن الأرجيل؟  و فيريس؟  هل كل شيء على ما يرام؟”  عندما لم تقل كروش شيئًا ، تحدث فوريير كما لو أن فكرة خطرت له للتو.

 “ممتاز.  انصتيِ بانتباه.  أنا … كنت أنوي أن أجعلك ملكتي “.

 

 

 شعرت كروش بأن تغيير الموضوع فكرة جيدة ، فأومأت برأسها وقالت ، “نعم.  شكرا لإهتمام صاحب السمو .  يسعدني أن أقول إن ما حدث في قصر آرجيل لم يذهب أبعد من قلة منا. كانت وفاة والدة فيريس ووالدها حادثاً.  لذا فيريس – “

 

 

 

 “يمكن أن يرث اسم أرجيل بأمان.  حسناً.  هذا جيد.  قد يقول إنه لا يريد ذلك ، لكنه لا يستطيع التخلص من كل شيء وُلد من أجله.  لا يجب أن يفعل ذلك “.

 حمل فيريس كتابًا أسود أثناء سيره في أروقة القلعة الملكية.  كان مغطاً بالدماء وبصمات الأصابع.  كان من الممكن أن يطلق عليه ، بمعنى ما ، هدية من والده.

 

 – كان اليوم صافياً ، لكن النسيم جعل الهواء أكثر برودة.

 “هل تعتقد أنه سيكون قادرًا على قبول ذلك؟

 ستختاركَ الشاَرة.  هل تظنون ان قرصَ التنين يتفوه بالكَذب؟  دعوا كلَ واحدٍ منكم يتم اختبارهُ بدوره “.

 

 

 “بالطبع – إنه صديقي وفارسكيِ بعد كل شيء!”  التفت فوريير إليها وابتسم ، مبينًا أسنانه.  كاد أن يسعلَ مرة أخرى ، لكنه دفعها إلى أسفل حلقه.  تسبب ذلك في خروج دمعةٍ عينيه ، لكنه ظل يبتسم.

 معًا … شيء أعتزُ به “.

 

 

 عند رؤية هذا ، وجدت كروش نفسها غير قادرة على تكوين أي كلمات.  لكنها حشدت كل القوة التي كانت لديها لتبتسم.

 

 

 

 لم تكن هذه أبدًا موهبة خاصة بها ، لكن فوريير أراد غالبًا أن يرى ابتسامتها.

 تجعدت عينا فوريير ، وظهرت أسنانه وهو يضحك.

 

 “هناك أيضا قضية دم التنين المحفوظ.  هناك دائمًا احتمال أن يتم السعي وراء عودته.  للوقاية من هذا ، أعتقد أنه من المناسب المضي قدمًا واستخدامه … “

 “مم … كنت أعرف … إن ابتسامتك … جميلة.”

 

 

 تحدثت دون أن تنظر إلى فيريس ، الذي عضَ شفته بسبب مشاعرِ العجز.

 ما كان ينبغي لها أن تترك كل البهجة الجيدة لفيريس.  كان يجب أن تتعلم على الأقل كيف تجعل نفسها تبتسم.  حاولت كروش أن تعيش الحياة دون ندم ، لكن هذا الشيء الوحيد الذي كانت تتمناه بشدة كان مختلفًا.

 

خلال الأشهر العديدة الماضية ، وجد فيريس صعوبة متزايدة في تصديق أنه كان أحد فرسان الحرس الملكي.  كان يذهب إلى أكاديمية المعالجين للاطمئنان على أفراد العائلة المالكة ، ولمرافقة فوريير.  كيف كان أي من هذا عمل فارس؟  بدا الأمر أشبه كثيرًا بما يفعله ملقي التعاويذ في الأكاديمية الملكية للشفاء.

 قاطعت هذه الكلمات ضجة التجمع ، وتحولت كل العيون إلى مكبر الصوت.

 

 رايتك في هذه الحديقة ، من مسافة بعيدة.  كنتي تتفحصينَ برعماً صغيراً “.

 “توفي الأمير الثالث الليلة الماضية.  هذا هو الشخص السابع … “

 

 

 هل أنا مخطئ؟ “

 ذهب آخر ، كل جهود المعالجين ذهبت سدى.  لم يرغب فيريس في سماع اسم أحد أفراد العائلة المالكة القتلى ، ولكن في الأكاديمية كانت الأخبار ستصل إليه سواء أراد ذلك أم لا.

 

 

 

 سبعة ضحايا ومازالوا لا يعرفون سبب المرض.  كل ما عرفوه هو أنه بمجرد أن يصاب المريض بالحمى ويدخل في غيبوبة ، لم يعد بإمكانهم مساعدته.  كل هذا ، ونقطة واحدة فقط من المعرفة التي لا قيمة لها.

 ركع كروش على ركبتيها في أحد أركان الحديقة وتركت فوريير يريح رأسه على ركبتيها بينما كان النسيم يتدفق فوقهما.  أغمض فوريير نصف عينيه بنعاس ، والحديقة تظهر في رؤيته الضبابية.

 

 

 “-“

 كانت الشارة عبارة عن حجر سبج مثلث منحوت بتصميم تنين مصنوع من الذهب.  في المنتصف كانت الجوهرة الحمراء تسمى جوهرة التنين ، الحجرُ الذي سخر من الطموحات الباطلة لأولئك الذين لم يكونوا مؤهلينَ للحُكم.

 

 

 حزينًا ، غادر فيريس غرفة مرض الملك بعد يوم آخر من تجربة العديد من تعويذات السحر العلاجي دون جدوى.  كان دائمًا ينظر إلى هذا المكان برهبة ، ولكن بعد قضاء الكثير من الوقت هناك ، لم يعد يشعر بالقلق حيال ذلك.  كانت عاطفته الأولية ، مثل الرعب و الرهبة ، قد أفسحت المجال منذ زمن بعيد للشعور بالعجز.

 كان عليهم التعامل مع الطقوس التي يتوقع حضور الملك فيها ،

 

 

 حمل فيريس كتابًا أسود أثناء سيره في أروقة القلعة الملكية.  كان مغطاً بالدماء وبصمات الأصابع.  كان من الممكن أن يطلق عليه ، بمعنى ما ، هدية من والده.

 لم تكن هذه أبدًا موهبة خاصة بها ، لكن فوريير أراد غالبًا أن يرى ابتسامتها.

 

 هل أنا مخطئ؟ “

 سر الملك الخالد …

 

 

 رايتك في هذه الحديقة ، من مسافة بعيدة.  كنتي تتفحصينَ برعماً صغيراً “.

 تعويذة سرية طورتها ساحرة يمكنها إحياء الموتى ، ومنح الجثث القدرة على المشي مرة أخرى.  لم يكن والده قادرًا على إلقاء التعويذة بنجاح ، ولكن إذا كان من الممكن القيام بذلك ، فيمكن إنقاذ حتى أولئك الذين رحلوا …

 “يجب أن نفكر في إمكانية أن يتركنا جلالة الملك أيضًا”.

 

 

 “صاحب السمو … إذا حدث أي شيء لسموه …”

 

 

 

 فكر فيريس في فوريير ، الذي أصبح أكثر نحافة وأضعف يومًا بعد يوم ، ولم يكن لأول مرة ، يتخيل نفسه يقدم القربان.  لم يكن موت فوريير ، من بين كل الأمور الأخرى ، أمرًا يمكنه ببساطة تجاهله.

 

 

 “لكنه كان موجودًا ، بما يكفي ليُدخل نفسه في قلبيِ وقَلبك.

 سيحتاج إلى معجزة لإنقاذ الأمير الرابع.  ولم يبدُ أبدًا أنه حصل على معجزة عندما طلب واحدة.  كان القربان هو الشيء الآخر الوحيد الذي يمكن أن يفكر فيه فيريس.  عندما دخل غرفة فوريير ، ضحك الأمير طريح الفراش بضعف وقال ، “فيريس ، عَملَ المكياج بشكل جيد جداً.  تعتقد كروش أن لوني كان جيدًا … هاها ، لقد قمنا بالتأكيد بتغطية الصوف على عينيها.  إنها موثوقة للغاية “.

 

 

 

 كان المكياج شيئًا وضعه فيريس لكي يبدو شحوب فوريير أكثر صحة.  كان فوريير قد توسل إلى فيريس ألا يجعله يبدو سيئًا أمام كروش عندما جاءت لزيارته.  كان فيريس مدركًا بشكل مؤلم أن هذا لا علاقة له بفخر فوريير ولكن بدلاً من ذلك اهتمامه بكروش.

 وهكذا ، كانت كروش أول من تركت مشاعرها الشخصية وتحدثت نيابة عن الحكيم.  “السير ميكلوتوف على حق.  إذا حدث أي شيء لجلالة الملك ، فلن تختفي المملكة.  سوف يقع على عاتقنا القيام بشيء حيال ذلك “.

 

 التصريح الواضح لميكلوتوف أراح أولئك الذين اعتقدوا أنه كان غير محترم.  ربما كانت كلماته قاسية تجاه ملك المملكة ، لكن هذا جعلها أكثر ضرورة.

 لم يقل فيريس شيئًا.  تحدث فوريير وكأنه يستطيع قراءة أفكار الصبي.

 كانت هناك أوقات في هذه الأيام لم يكن فيها فيريس متأكدًا من الذي كان يريح من في هذه الزيارات.

 

window.pubfuturetag = window.pubfuturetag || [];window.pubfuturetag.push({unit: "663b2a7000a9d3471ea9a021", id: "pf-8890-1"})  هز فيريس رأسه بلا حول ولا قوة في تسلية فوريير.  ثم أحضر بعض الماء ألي سرير الأمير وسكبه داخل شفتي فوريير.  جلس الشاب بصعوبة ، وكان فيري يسمع صوت الماء داخل الإبريق وهو ينزل في حلقه.

 “لا شيء … يزعجك بالفرسان ، فيريس؟  لا تنسى أن تتكيء على صديقك … نعم ، على يوليوس. أنت تحاول أن تتحمل الكثير لوحدك أحيانًا “.

 

 

 مع تصاعد الاشمئزاز ، ظهرت فكرة في عقل كروش: لم يكن أي من هؤلاء الناس حقا غير سعيد لأن الخط الملكي قد انتهى.  ما كانوا قلقين بشأنه هو تداعيات ذلك – ما إذا كان التنين سيتخلى عنهم.  كانوا خائفين من أن يخرجوا من عهد بركات التنين.

 كانت هناك أوقات في هذه الأيام لم يكن فيها فيريس متأكدًا من الذي كان يريح من في هذه الزيارات.

 كان ميكلوتوف أول من قطع صمت المزاج الكئيب.  نظر الحكيم العجوز إلى وجه كل من النبلاء المنكوبين ، في محاولة لإيقاظهم.

 

 

 “… أصدقائي.  أنت يا صاحب السمو … أنت صديقي الوحيد.  أليس كذلك؟  لذلك عندما لا تشعر بالقوة ، ينتهي بي الأمر … بالشعور بذلك بنفسي “.

 

 

 لمس فيريس دون وعي الشريط الأبيض الذي أعطته كروش له ، والذي كان لا يزال يرتديه في شعره.

 “بالتاكيد لا.  لا تقلق يا فيريس.  أنت لطيف ، وفي قلبك أنت قوي.  الجميع يحبك … وسيصادقونك كما فعلت أنا.  ربما كنت صديقك الأول ، لكن لا يجب أن تدعني أكون صديقك الوحيد  تذكر هذا:

 “حسنًا ، إنه لطيف بدون حشد.  من الأفضل تقدير الأزهار -عندما يمكنكي رؤيتها بوضوح أكبر.  ألا تعتقدين ذلك؟ “

 

 

 لا تجبر نفسك على أن تكون بمفردك “.

 

 

 

 “صاحب السمو …”

 

 

 

 لماذا كان يتحدث هكذا ، هل كانت هذه النهاية؟  لم تكن النهاية.  وكيف يمكن أن يبدو متناغمًا جدًا مع ما كان يشعر به فيريس؟  امتلكت كلمات فوريير قوة حقيقية في الآونة الأخيرة.  ليست قوة دنيوية ، ولكن قوة خارقة للحقيقة.  جعلت فيريس يخاف.

 

 

 “-“

 “صاحب السمو …!  صاحب السمو ، إذا حدث لك أي شيء …أنا سـ- … “

 

 

 

 “ترجعني الى الحياة؟  من فضلك ، لا تقل مثل هذه الأشياء “.

 “لا تحزن يا فيريس.  قلبك ثمين.  كن فخوراً بقدراتك …

 

 بيدها اليمنى لمست صدرها وبيدها اليسرى لمسته.  كانت مجرد لمسة من أصابعهاَ ، لكن فيريس اعتقد أن الحرارة فيهاَ قد تحرق جسده بالكامل.  ستبتلعُ نارُ تصميمهاَ كل فكرة دخِيلة.

 “-“

 

 

 لقد إقترح بأن يبدأ المجلس في مناقشة ما يجب فعله مع المملكة في حالة عدم وجود ملك لهم – وأخيرًا ، ألقى نظرة ذات مغزى على كروش.  ربما كان يعبر عن امتنانه لكونها أول من يدعمه.  لكنها لم تره.  كانت قد انهارت بالفعل في مقعدها.

 لقد قرأه فوريير مثل الكتاب.  كان مستلقيًا على سريره ولا يمكن أن يرى كتاب التعويذة في يد فيريس.  ومع ذلك فقد خمّن بالضبط ما كان يدور في ذهنه ورفضه.

 

 

 “اه…”

 “أنا هو أنا ، أنت تفهم.  بدأت حياتي عندما بدأت ، ويجب أن تنتهي عندما أنتهي.  ولكي تستمر بعد أن أنتهي – هذا ليس صحيحًا “.

 نظرت كروش إلى الأمام ، وهي تشك في أذنيها ، بينما كان شخص ما أمامها يمسك برأسه.

 

 “نحن الثلاثة … أنا ، و سموه ، وأنتيِ يا سيدة كروش …؟”

 “لكن … لكن لماذا؟  هل من الغريب أنني أريدك أن تعيش؟ كوني أريدُ أن يكون شخص مهم جدًا بالنسبة لي على قيد الحياة؟ “

 “نعم سموك.”

 

 

 فقط عندما عبّر فيريس عن الكلمات في قلبه ، أدرك أنها كانت بالضبط نفس الكلمات التي كان والده يهذي بها بجانب جثة والدته.  إن لم تكن كلمة بكلمة ، فعندئذ على الأقل كانت الروح متطابقة.

 كانت مملكة لوغونيكا تحت مباركة التنين ، وأنقذها المخلوق من الأزمة أكثر من مرة.  كان خوفهم صحيحًا.  كانت كروش تدركُ مثل أي منهم أنهُم كانوا يعتمدون على التنين.  لكن هل كان هذا حقًا أول شيء يجب أن يحزنوا عليه؟

 

 ذهب أحد مساعدي ليب بين الأشخاص الجالسين في القاعة ، ووضع الشارة أمام كل واحد منهم.  اندلع البعض في عرق بارد وهم ينظرون إلي الأسفل.  ابتلع الآخرون.  إذا توهج في أيديهم ، فإن الطريق إلى الملكية سيفتح لهُم.

 “لا تحزن يا فيريس.  قلبك ثمين.  كن فخوراً بقدراتك …

لم يحظ انهيار فوريير لوجونيكا باهتمام صغير نسبيًا في مملكة لوجونيكا.

 

 

 لديك ألطف قوة في كل العالم.  لا تحسُب الجروح التي لم تتمكن من شفائها ، بل أُحسب الاشخاص الذين تمكنت من إنقاذهم.  لا تحاول أن تنظر إلى الوراء طوال الوقت وأنت تمشي إلى الأمام … لن أسمح بذلك. “

 “نحن نرى الآن مدى السرعة التي قد يتحول بها الوضع – وهذا يعني أنه حتى غدًا ، قد نجد أنفسنا نواجه الأسوأ.  عندما يحدث ذلك ستهتز المملكة ، ودورنا هو دعم المملكة في تلك الفترة.

 

 ركع كروش على ركبتيها في أحد أركان الحديقة وتركت فوريير يريح رأسه على ركبتيها بينما كان النسيم يتدفق فوقهما.  أغمض فوريير نصف عينيه بنعاس ، والحديقة تظهر في رؤيته الضبابية.

 “صاحب السمو …”

 “توفي الأمير الثالث الليلة الماضية.  هذا هو الشخص السابع … “

 

 

 ببطء ، ببطء شديد ، جلس فوريير في سريره.  لقد أصبح منهكاً كثيرًا لدرجة أنه لم يعد قادرًا على الوقوف بقوته الخاصة ، لكنه أراد أن يرى فيريس شرارة الحياة تحترق بداخله.  استعادت العيون القرمزية بعض قوتها السابقة.

 

 

 

 وتابع: “وعلى أي حال ، ربما أفضل هذا الشيء.  أنا نعم.  أنا صديقك ورابع أمير لمملكة لوغونيكا.  حتى أنني هزمت كروش في معركة بالسيف.  يجب أن يكون المرض الصغير … كنزهة في الحديقة بالنسبة لي “.

 لذلك فعل فيريس كل ما في وسعه لابتسام مع خديه المتجمدتين.

 

 

 رفع فوريير يده وضرب فيريس برفق على جبهته.  كانت لمسته خفيفة للغاية ، لكن أصابعه كانت دافئة.

 “نحن الثلاثة … أنا ، و سموه ، وأنتيِ يا سيدة كروش …؟”

 

 

 “لا تتخلى عن واجبك كعضو في الحرس الملكي … كنت أنا من قمت بتعيينك كفارس كروش.  لا تخُن العهد الذي قطعناه على بعضنا البعض.  الوعد الذي قطعناه … كأصدقاء “.  أخذ نفساً طويلاً ، ابتسم فوريير مرة أخرى واستلقى على سريره.  لقد سئمت من كل هذا الحديث.  لكنني تمكنت من الابتسام معك لأول مرة منذ فترة طويلة.  هذا مريح.”

 “… صاحب السمو.  لم يكن أبدًا عبئًا عندَ فعل أمرٍ ماَ … “

 

 

 لم يبتسم فيريس.  كل ما فعله هو البكاء أمام فوريير ذلك اليوم.  لكن فوريير لم يتكلم بشكل خاطئ.  ما قاله بدا في بعض الأحيان … 

 

 

 

أنه خطيء، لكن اتضح دائمًا أنه صحيح.

 

 

 بينما يحاولون منع وصول أي كلام عن الوضع الحالي إلى القوى الكبرى الثلاث في العالم.  كان عليهم الاهتمام بجميع الواجبات التي كان كل فرد من أفراد العائلة المالكة يقوم بها عادة ، كل ذلك أثناء محاولة معرفة ما يجب فعله حيال المرض التي ظلت أصوله غامضة.  وفوق كل ذلك ، كان لكل من النبلاء أعمالهم المعتادة في مناطقهم للتعامل معها.  أدى ذلك إلى مستوى من الارتباك والإرهاق لم يمر به سوى القليل منهم من قبل.

 “لقد كان ممتعاً ، فيريس.”

 “- أوه ، هذا…”

 

 

 لذلك فعل فيريس كل ما في وسعه لابتسام مع خديه المتجمدتين.

 

 

 كان عليهم التعامل مع الطقوس التي يتوقع حضور الملك فيها ،

 “صحيح.  كان هذا ممتعا ، أليس كذلك يا صاحب السمو؟ “

 كانت ابتسامة فوريير وهو يتحدث بإسم كروش وحيدة.  يصبح الناس أكثر عرضة للوحدة حين تضعف أجسامهم بسبب المرض.  حتى فوريير ، مثالُ الحماس.

 

 

 

 – كان اليوم صافياً ، لكن النسيم جعل الهواء أكثر برودة.

 

 

 – كان اليوم صافياً ، لكن النسيم جعل الهواء أكثر برودة.

 “كروش… أود أن أذهب للخارج لفترة من الوقت.  هل يمكن أن تمديني بيدكي؟

 

 

 

 “بالطبع يا صاحب السمو.  إذا سمحت لي … “

 

 

 “حسنًا ، إنه لطيف بدون حشد.  من الأفضل تقدير الأزهار -عندما يمكنكي رؤيتها بوضوح أكبر.  ألا تعتقدين ذلك؟ “

 “أوه!  تريدين حملي بنفسك؟  هاها!  أنت بالفعل إمرأة قوية.  أنا مندهش مرة أخرى “.

 

 

 قالت كروش بحزن: “سموه أحب هذا المكان ، وهو المكان الذي أمضى فيه لحظاته الأخيرة.  لذلك سأُقسمُ لهُ هنا: سأجعلك فارسيِ “.

 في حديقة الفناء لقلعة لوغونيكا الملكية ، ازدهرت وفرة من الزهور الموسمية.  ولكن في صخب وقلق الأشهر العديدة الماضية ، وجدت النباتات الملونة نفسها وحيدة إلى حد ما.

 

 

 

 “حسنًا ، إنه لطيف بدون حشد.  من الأفضل تقدير الأزهار -عندما يمكنكي رؤيتها بوضوح أكبر.  ألا تعتقدين ذلك؟

 “فيريس ، دعني أخبرك لك قبل أي شخص آخر -أنا أتمنى أن أصبح ملكة“

 

 “يدُ سموك تبدو نحيفة إلى حد ما ، بالنسبة لرجل.  لن يظن المرء أبدًا أنك تدربت لفترة طويلة بالسيف “.

 “يمكنك قولُ ذلك.  صاحب السمو دائمًا ما يكون جيدًا جدًا في العثور على الجانب المشرق من الأشياء “.

 جاءت عاصفة ، ريح باردة رَفعت شعر فوريير وكروش.

 

 

 “أنا ، أليس كذلك؟  أعرف عددًا قليلاً من الجوانب الجيدة منكيِ ومن فيريس أيضًا.

 في مواجهة الوزن الهائل للخنجر في يده ، أدرك فيريس أخيرًا ما كان عليه فعله جنبًا إلى جنب مع كروش و سموه ، للمساعدة في حلمهم.  الآن ، لم يكن لديه سوى كروش.  كانت كل شيء بالنسبة له.

 

 

 في ذلك ، على الأقل ، لن يتفوقَ علي ميكارت “.

 بدا فوريير وكأنه يتألم.  كان فيريس قد نقل قوة الحياة إليه ، ووضعه في العربة ، وعاد إلى القلعة بكل سرعة.  كان هذا هو المكان الذي علموا فيه لأول مرة الحقيقة القاتمة بأن العائلة المالكة بأكملها كانت مريضة.

 

قاعة التجمع الملكية ، وجدت كروش كارستين نفسها غير قادرة على التفكير في أي شيء لفترة طويلة جدًا.  لعدة أيام حتى الآن ، كان الأقوياء والنبلاء في المملكة ، جنبًا إلى جنب مع مجلس الحكماء ، المنظمة التي عملت أساسًا كعقل المملكة ، يناقشون ما يجب فعله حيال الاضطرابات التي تواجه أمتهم.

 ركع كروش على ركبتيها في أحد أركان الحديقة وتركت فوريير يريح رأسه على ركبتيها بينما كان النسيم يتدفق فوقهما.  أغمض فوريير نصف عينيه بنعاس ، والحديقة تظهر في رؤيته الضبابية.

 في العادة ، لم يكن من الممكن تخيل مثل هذا الشيء ، لكن في تلك اللحظة تم تبريره بسبب الظروف الغريبة في المملكة.

 

 

 “كنت أنا وأنتي نأتي إلى هنا عندما كنا صغارًا لمشاهدة الزهور.

 

 

 جاء هذا من ميكلوتوف ، الذي كان وجهه الهادئ عادة يحمل نظرة تفاجأت غير عادية.  من الواضح أن كل من في الغرفة شعر بنفس الشعور.

 هل تتذكرين ، كروش؟

 “صحيح.  كان هذا ممتعا ، أليس كذلك يا صاحب السمو؟ “

 

 “-“

 “انا اتذكر.  كان والدي يصطحبني إلى القلعة ، وعندما أشعر بالملل ، كنت آتي دائمًا إلى هنا … وستلتقيِ بي دائمًا.  كان ذلك يريح قلبي الطفولي “.

 قاطعت هذه الكلمات ضجة التجمع ، وتحولت كل العيون إلى مكبر الصوت.

 

 

 “أول مرة رأتك فيها…

 “نعم ، على ما يبدو.  يبدو أن التنين قد نظر إلي بشكل إيجابي “.

 

 “بمرور الوقت ، بدأ سموه يزورنا في قصرنا.  لم أخبرك قط ، أليس كذلك؟  حتى التقيت سموه ، كنت أقوم دائمًا بربطِ شعري للخلف.  الآن أنا فقط أستخدم شريطًا لإبقائه مرتباً “.

 “لن أنساها أبدا.  لقد سقطتَ من السماء!  لقد صدمتُ حينها.”

 حدقت كروش بهدوء وهي تستمع إلى الحضور.  عاد كل ما كانوا يتحدثون عنه إلى السؤال عما سيفعله التنين الآن بعد أن إختفت العائلة المالكة.

 

 

 بدأ حديثهم حول الماضي في الازدهار.

هو قال “كان إخلاصك … ثمينًا“.  “شيءً كنت أعتز به بِشدة.

 

 “قولي لي ، كروش … كيف أَبليت؟“

 ابتسمت كروش عندما تذكرت الماضي ، لكن فوريير هز رأسه برفق.

 

 

 “وبعد ذلك … كروش لن  … تعجب بي بعد الآن …”

 “أنت مخطئة ، في الواقع.  المرة الأولى التي رأيتك فيها كانت قبل ذلك … أنا

 “-“

 

 

 رايتك في هذه الحديقة ، من مسافة بعيدة.  كنتي تتفحصينَ برعماً صغيراً “.

 “و … ربما لا يوجد.  هذا ببساطة هو مدى معرفتنا ببعضنا البعض.

 

 ذهب آخر ، كل جهود المعالجين ذهبت سدى.  لم يرغب فيريس في سماع اسم أحد أفراد العائلة المالكة القتلى ، ولكن في الأكاديمية كانت الأخبار ستصل إليه سواء أراد ذلك أم لا.

 “… لم أكن أعرف.  كم هذا محرج.”

 

 

 يجب ألا ندير ظهورنا للشعب “.

 “بالكاد.  رأيتك ثم هربت علي الفور.  خفقَ قلبي بشكل أسرع ، واشتعلت الحرارة في خدي ، وكل ما يمكنني فعله هو الوقوف هناك والنظر إليكيِ.  بعد ذلك ، كنت أَبحث عنكي دائمًا … والحقُ يُقال ، لم يكن اجتماعنا مجرد صدفة.  هيه هيه.  أراهن أنكي فوجئتيِ “.

 جاءت عاصفة ، ريح باردة رَفعت شعر فوريير وكروش.

 

 

 “نعم كثيرا جدا.”

 

 

 حمل فيريس كتابًا أسود أثناء سيره في أروقة القلعة الملكية.  كان مغطاً بالدماء وبصمات الأصابع.  كان من الممكن أن يطلق عليه ، بمعنى ما ، هدية من والده.

 تجعدت عينا فوريير ، وظهرت أسنانه وهو يضحك.

 

 

 “بمرور الوقت ، بدأ سموه يزورنا في قصرنا.  لم أخبرك قط ، أليس كذلك؟  حتى التقيت سموه ، كنت أقوم دائمًا بربطِ شعري للخلف.  الآن أنا فقط أستخدم شريطًا لإبقائه مرتباً “.

 مررت كروش أصابعها برفق عبر شعره الذهبي الذي استقر على ركبتيها ، وربتت على خديه الشاحبين برفق.

 

 

 “-“

 “فيما يتعلق بموضوع مفاجأتك ، اسمحيِ لي أن أعترف بالخطط الرائعة التي لدي للمستقبل …”

 “… صاحب السمو.  لم يكن أبدًا عبئًا عندَ فعل أمرٍ ماَ … “

 

 

 “نعم سموكم.  من فضلك ، فاجئني مرة أخرى.  أرجوك قل لي.”

 “وبعد ذلك … كروش لن  … تعجب بي بعد الآن …”

 

 الاتفاق مع التنين الذي أبرمته المملكة كان يحمي الناس لفترة طويلة جدًا.  لكنه جعلَ قلوبهم ضعيفة لدرجة أنهم كانوا على استعداد لتجاهل وفاة هذا الفتىَ الطيب الذي كان محبوبًا من قبل كل شخص قابله.  أصبحت قلوب الناس ضعيفة لدرجة أن موت فوريير كان شبه مَنسي في مواجهة الاتفاقية مع التنين.

 “ممتاز.  انصتيِ بانتباه.  أنا … كنت أنوي أن أجعلك ملكتي “.

 نظرت كروش إلى الأمام ، وهي تشك في أذنيها ، بينما كان شخص ما أمامها يمسك برأسه.

 

 

 “-“

 

 

 “لكن وجود التنين أفسد وقتنا الثمين معاً ،”

 “سأجعلكي ملكتي ، وسيكون فيريس فارسنا.  وبعد ذلك – يمكن لثلاثة منا أن يكونوا دائمًا معًا.  سيكون سببًا للرضا لا مثيل له.  ما رأيك في ذلك؟

 

 

 “مم ،لقد فكرت في ذلك كثيرًا.  فقط عندما تعتقد أن ماركوس جادُ كما يبدو ، إتضح أنه يمتلك جانبًا مؤذياً. اعتقدت أنكما ستتعايشان معا “.

 “أنتَ … أنت تعرفُ بالتأكيد كيف تُفاجئني …”

 أجاب ليب بسعادة: “هناك شارات ، تناقلتها اسرة لوغونيكا الملكية ، والتي تشير إلى اتفاقهم مع التنين.  تحمل الشارات تلك الجواهر ، والتي سوف تتألق عندما يحملها شخص مؤهل كمُرشح! “

 

 – وفي الظلام ، اعتقدت أنها رأت ابتسامة فوريير الأخيرة.

 وجدت كروش أن صوتها ملفت للنَظر ، واكتشفت أنها لا تستطيع النظر إليه مباشرةً.  فوريير ،رفقة الابتسامة اللطيفة التي ما زالت على وجهه ، استمع باهتمام إلى نوتة الفرح في صوتها.

 

 

 

 “لقد مررناَ … مررناَ بالكثير ، أليس كذلك؟  كنت أرغب بشدة في لفت انتباهكيِ … هيه!  لقد قادني ذلك إلى وضعك أنتيِ وفيريس في قدر كبير من المتاعب “.

 “-“

 

 

 “… صاحب السمو.  لم يكن أبدًا عبئًا عندَ فعل أمرٍ ماَ …

 ابتسم فوريير كما لو كان فخورًا بنفسه ورفع يده.  قام بمسحِ خد كروش ، ولمسَ الدموع الساخنة التي تدفقت عليه ، وحركَ أصابعه على طول خط شفتيها.

 

 

 “قولي لي ، كروش … كيف أَبليت؟

 

 

 “قولي لي ، كروش … كيف أَبليت؟“

 “صاحب السمو؟”

 

 

 

 “هل استطعت … أن أكون ملك أَسدٍ يَستحق إخلاصكيِ …؟”

 جلست كروش بسرعة على جانبه وفركت ظهره برفق حتى إنتهي السعال.  كان تنفسه قاسياً للغاية ، وبدا ظهره ضعيفاً للغاية.

 

 “أنت مخطئة ، في الواقع.  المرة الأولى التي رأيتك فيها كانت قبل ذلك … أنا

 “-“

 صر على أسنانه عقليًا ، حشد ابتسامةً لفوريير.

 

 “صحيح.  كان هذا ممتعا ، أليس كذلك يا صاحب السمو؟ “

 لقد قطعوا وعدًا ذاة مرة.  أقسموا بالإستمتاع بالأيام التي امتلأت بالضحك.

 

 

 جاء هذا من ميكلوتوف ، الذي كان وجهه الهادئ عادة يحمل نظرة تفاجأت غير عادية.  من الواضح أن كل من في الغرفة شعر بنفس الشعور.

 أصبح تنفس كروش متوترًا عند سؤال فوريير.

 

 

 

هو قال “كان إخلاصك … ثمينًا“.  “شيءً كنت أعتز به بِشدة.

 

 

 

 لا … لا تَنسيْ ذلك أبدا “.

 كان هناك مجموعة إتفقوا معه.  انتشر الشعور  ، ووجدت كروش أنه ليس لديها خيار سوى النظر إلى الأمام وإجبار نفسها على الابتسام.  البقاء هناك ورأسها لأسفل سيكون خيانة نهائية لما أراده فوريير.

 

 

 ابتسم فوريير كما لو كان فخورًا بنفسه ورفع يده.  قام بمسحِ خد كروش ، ولمسَ الدموع الساخنة التي تدفقت عليه ، وحركَ أصابعه على طول خط شفتيها.

 

 

 استمر النسيم في النفخِ عليهم.  لكن مع رؤيتها الضبابية ، لم تراه كروش ، ولا حتى بمباركتها.  هناك ، في الحديقة ، اقتربت كروش من فوريير وهمست.

 “كروش.”

 

 

 “حسنًا ، إنه لطيف بدون حشد.  من الأفضل تقدير الأزهار -عندما يمكنكي رؤيتها بوضوح أكبر.  ألا تعتقدين ذلك؟ “

 “نعم سموك.”

 همس فيريس “سيدة كروش”.

 

 لم يكن أحد يعلم أنه تم منح وسام الفروسية هنا في هذا اليوم – باستثناء

 “أنا … أُحِـ- …

 فوريير لوجونيكا عاش بشكل جيد حقاً “.

 

 “صاحب السمو؟”

 “-“

 بدأ حديثهم حول الماضي في الازدهار.

 

 

 جاءت عاصفة ، ريح باردة رَفعت شعر فوريير وكروش.

 

 

 “انا اتذكر.  كان والدي يصطحبني إلى القلعة ، وعندما أشعر بالملل ، كنت آتي دائمًا إلى هنا … وستلتقيِ بي دائمًا.  كان ذلك يريح قلبي الطفولي “.

 “صاحب السمو؟”

 

 

 لم يكن يريد أن يسبب لها أي مشكلة إضافية ، لكنه لم يستطع إخفاء الإرتجاف في صوته.  كان فيريس وعاءًا صغيرًا جدًا بحيث لا يستطيع يحمل المشاعر التي تعصف بداخله.  أجهدت الدموع رؤيته ، وأراد أن يهرب من الحديقة.

 “-“

 قاطعت هذه الكلمات ضجة التجمع ، وتحولت كل العيون إلى مكبر الصوت.

 

 لم يبتسم فيريس.  كل ما فعله هو البكاء أمام فوريير ذلك اليوم.  لكن فوريير لم يتكلم بشكل خاطئ.  ما قاله بدا في بعض الأحيان … 

 “سموك ، هل أنتَ مُتعب؟”

 

 

 كان هناك مجموعة إتفقوا معه.  انتشر الشعور  ، ووجدت كروش أنه ليس لديها خيار سوى النظر إلى الأمام وإجبار نفسها على الابتسام.  البقاء هناك ورأسها لأسفل سيكون خيانة نهائية لما أراده فوريير.

 “-“

 “ممتاز.  انصتيِ بانتباه.  أنا … كنت أنوي أن أجعلك ملكتي “.

 

 

 “سموك ، أنا أعرف كيف عملت وكافحت.  من فضلك ، استَرح بِسلام “.

 “لكن وجود التنين أفسد وقتنا الثمين معاً ،”

 

 “فيما يتعلق بموضوع مفاجأتك ، اسمحيِ لي أن أعترف بالخطط الرائعة التي لدي للمستقبل …”

 “-“

 

 

 مدت له كروش خنجرًا أخذته من حزامها.  فأخذه ووجد أنه نقش عليه رمز الأسد الملك.  كان هذا إرثًا ثمينًا لقصر كارستين.

 “شيء أخير…

 

 

 

 استمر النسيم في النفخِ عليهم.  لكن مع رؤيتها الضبابية ، لم تراه كروش ، ولا حتى بمباركتها.  هناك ، في الحديقة ، اقتربت كروش من فوريير وهمست.

 

 “أتمنى لو رأيتُ المستقبل الذي حَلمتَ به …”

 الأمر الأشد قسوة هو أن وفاة فوريير لوغونيكا تم التعامل معها تقريبًا على أنها تفاصيل عرضية في مواجهة وفاة الملك راندوهال لوغونيكا.  

 

 الأمر الأشد قسوة هو أن وفاة فوريير لوغونيكا تم التعامل معها تقريبًا على أنها تفاصيل عرضية في مواجهة وفاة الملك راندوهال لوغونيكا.  

لقد تشاركت معه ذكريات واحدة تلو الأخرى ، أشياء لم يكن يعرفها حتي – ولكن واحدة تلو الأخرى ، أصبحت ذكريات شاركها هو وكروش.  رابط جميل وحيوي للغاية لدرجة أنه لم يستطع إيقاف فيضان الدموع أو محيطِ الابتسامات.

 

 

كان التجمع هو كل ما تبقى الآن ، يكتنفه الاكتئاب الآن بعد أن تحققت أسوأ مخاوفه.  من جانبها ، انغمست كروش في شعور بالخسارة واللامبالاة.  كان فوريير بالنسبة لها حضورًا حاسمًا لدرجة أن فقدانه كان بمثابة صدمة وعذاب مثل فقدان نصف جسدها.

 “صاحب السمو؟”

 

 

 حتى الآن ، عندما أغمضت عينيها ، كانت ترى ابتسامته الأخيرة.  صورته وهو يأخذ أنفاسه الأخيرة كانت مثبتةً في ذاكرتها.

 

 

لقد تشاركت معه ذكريات واحدة تلو الأخرى ، أشياء لم يكن يعرفها حتي – ولكن واحدة تلو الأخرى ، أصبحت ذكريات شاركها هو وكروش.  رابط جميل وحيوي للغاية لدرجة أنه لم يستطع إيقاف فيضان الدموع أو محيطِ الابتسامات.

 وفي النهاية ، تلاشت المشاعرُ التي لم يكن قادرًا على إنهاء الاعتراف بها.

 

 

 مسح فوريير شفتيه المبللتين على كمه ، ثم إستلقي في وسادته وابتسم بضعف.  أظهرت ابتسامته أنيابه المميزة ، كما هو الحال دائمًا ، لكن لم يكن هناك طاقة فيها.  كانت ابتسامة مجبرة على إخفاء الألم الحاد الذي يمر عبر صدره عن فيريس.

 “- لكننا لاَ نستطيعُ أن نبقىَ حزينين إلى الأبد.”

 “و … ربما لا يوجد.  هذا ببساطة هو مدى معرفتنا ببعضنا البعض.

 

 

 كان ميكلوتوف أول من قطع صمت المزاج الكئيب.  نظر الحكيم العجوز إلى وجه كل من النبلاء المنكوبين ، في محاولة لإيقاظهم.

 “لا تتخلى عن واجبك كعضو في الحرس الملكي … كنت أنا من قمت بتعيينك كفارس كروش.  لا تخُن العهد الذي قطعناه على بعضنا البعض.  الوعد الذي قطعناه … كأصدقاء “.  أخذ نفساً طويلاً ، ابتسم فوريير مرة أخرى واستلقى على سريره.  “لقد سئمت من كل هذا الحديث.  لكنني تمكنت من الابتسام معك لأول مرة منذ فترة طويلة.  هذا مريح.”

 

 “آه.  وقال “لمسة أصابعك مريحة“.  “يد المرأة.”

 قال أحدهم “… هذا صحيح”.  “هذا ليس الوقت المناسب.  سيأسف جلالة الملك الراحل لرؤيتنا بهذه الطريقة “.

 – وفي الظلام ، اعتقدت أنها رأت ابتسامة فوريير الأخيرة.

 

 

 كان هناك مجموعة إتفقوا معه.  انتشر الشعور  ، ووجدت كروش أنه ليس لديها خيار سوى النظر إلى الأمام وإجبار نفسها على الابتسام.  البقاء هناك ورأسها لأسفل سيكون خيانة نهائية لما أراده فوريير.

 “هل تطلبين مني العمل ثلاث مرات طول فترة استراحتي …؟  عديمة الرحمة!”  وبعد ذلك ، كما في كثير من الأحيان من قبل ، أصيب بنوبة سعال.

 

 

 -صورة وجهه المبتسم ، وتذكرت كيف كان يحاول دائمًا انظر للجانب المُشرق.

 “لا تقلق ، لا تقلق!  في هذه الأيام ، إنه مجرد مواء ، لكن الأشخاص المتواضعين يحاولون جعل فيري يشفي الإصابات بعد تدريباتهم فقط لأنهم يعتقدون أنني لطيف.  أفضل أن أكون معك يا صاحب السمو.  والسيدة كروش لم تكن تتصرف بشكل ودي في الآونة الأخيرة … “

 

 

 “السلالة الملكية قد انتهت.  لقد إنتهي اتفاقنا مع التنين.

 حتى وهي تعض شفتها ، سمعت كروش صوتًا خشنًا.  نظرت إلى الأمام لتجد أن كل من سمع الصوت قد ركز على وسط الغرفة ،

 

 

 لا يمكن أن تكون هناك مأساة أعظم لمملكة دراغونفريند لوغونيكا “.

 

 

 “أنا هو أنا ، أنت تفهم.  بدأت حياتي عندما بدأت ، ويجب أن تنتهي عندما أنتهي.  ولكي تستمر بعد أن أنتهي – هذا ليس صحيحًا “.

 بهذه الكلمات ، تحطمت الصورة في عقلها.

 “سيدة … كروش …” التقط فيريس أنفاسه في تصريحها الغير متردد.

 

 “نعم ، على ما يبدو.  يبدو أن التنين قد نظر إلي بشكل إيجابي “.

 نظرت كروش إلى الأمام ، وهي تشك في أذنيها ، بينما كان شخص ما أمامها يمسك برأسه.

 “التنين؟  من يهتمُ لذلك…؟”  همست كروش ، ولم تدع الكلمات تخرج من فمها وهي تفحص الشارة.  حملتها في راحة يدها ليراها الجميع.  وثم…

 

 “صاحب السمو … إذا حدث أي شيء لسموه …”

 “كيف يمكن أن تختفي العائلة المالكة بأكملها؟  ماذا سيفعل التنين؟  إذا فقدنا الميثاق ، فستكون كارثة على أمتنا.  ماذا عن كون علاقاتنا مع الإمبراطورية والمملكة المقدسة سيئةً كما هي الآن …! “

 

 

 شعر بألمِ عجزه بشدة كما لو أن شفرة تحفرُ في صدره.  إذا كان بإمكانه فقط الركض إليها ، واحتضانُ كتفيهاَ ، وإلقاء بعض التعويذات السحرية التي من شأنها أن تشفي قلبها.

 عن ماذا يتحدث…؟

 

 

 “لا شيء … يزعجك بالفرسان ، فيريس؟  لا تنسى أن تتكيء على صديقك … نعم ، على يوليوس. أنت تحاول أن تتحمل الكثير لوحدك أحيانًا “.

 “هناك أيضا قضية دم التنين المحفوظ.  هناك دائمًا احتمال أن يتم السعي وراء عودته.  للوقاية من هذا ، أعتقد أنه من المناسب المضي قدمًا واستخدامه … “

 

 

 

 ما الذي تتحدثون جميعاً…؟

 

 

 

 حدقت كروش بهدوء وهي تستمع إلى الحضور.  عاد كل ما كانوا يتحدثون عنه إلى السؤال عما سيفعله التنين الآن بعد أن إختفت العائلة المالكة.

 

 

 “سموك …” شعرت كروش ، أيضًا ، بالألم من سماع الأخبار.  كانت في العادة حريصة جدًا على الوقوف بشكل مستقيم ، لكنها الآن تشعر أنها قد تنقسم إلى نصفين مع القلق الذي يمزق أحشائها.  لم يكن بإمكانها سوى التفكير في فوريير ، مستلقيًا على فراشه ، وابتسامته الضعيفة عندما أتت لرؤيته.

 كانت مملكة لوغونيكا تحت مباركة التنين ، وأنقذها المخلوق من الأزمة أكثر من مرة.  كان خوفهم صحيحًا.  كانت كروش تدركُ مثل أي منهم أنهُم كانوا يعتمدون على التنين.  لكن هل كان هذا حقًا أول شيء يجب أن يحزنوا عليه؟

 “سموك ، أنا أعرف كيف عملت وكافحت.  من فضلك ، استَرح بِسلام “.

 

 

 إذا كانوا يريدون مناقشة مستقبل المملكة ، لكان ذلك على ما يرام.  لو كانوا قلقين بشأن التفاوض مع دول أخرى بعد رحيل الملك ، لكانت قد سامحتهم.  لكن مناقشة كيفية التلاعب بالتنين – هل كان هذا حقًا أول شيء يدور في أذهانهم؟

 دمٓعت عيناه و إهتزَ صوته  ، لكن هذا فقط جعل فوريير يبتسم.

 

 “هل استطعت … أن أكون ملك أَسدٍ يَستحق إخلاصكيِ …؟”

 مع تصاعد الاشمئزاز ، ظهرت فكرة في عقل كروش: لم يكن أي من هؤلاء الناس حقا غير سعيد لأن الخط الملكي قد انتهى.  ما كانوا قلقين بشأنه هو تداعيات ذلك – ما إذا كان التنين سيتخلى عنهم.  كانوا خائفين من أن يخرجوا من عهد بركات التنين.

 

 

 

 وفاة الملك ، نهاية العائلة المالكة – كانت هذه مسألة ثانوية

 

 

 “- لذا يبدو أنه حتى أنا الغير الكفؤة ، يمكنني أن أفعل شيئًا من أجل مملكتنا.”

الأولوية.

 “بالتاكيد لا.  لا تقلق يا فيريس.  أنت لطيف ، وفي قلبك أنت قوي.  الجميع يحبك … وسيصادقونك كما فعلت أنا.  ربما كنت صديقك الأول ، لكن لا يجب أن تدعني أكون صديقك الوحيد  تذكر هذا:

 

 لم يكن فيريس بحاجة لأن يسأل من الذي كانت تتذكره.

 بالنسبة لهم ، فإن موت فوريير بالكاد يعتبر امر هامشيْ.

 لم يقل فيريس شيئًا.  تحدث فوريير وكأنه يستطيع قراءة أفكار الصبي.

 

 

 الشيء المريع هو أنه إذا لم تكن كروش قريبة جدًا من فوريير ، فإنها بلا شك ستتبنىَ نفس المخاوف مثل بقية الآخرين.  ستكون روحها فاترةً مثل روحهم.

 

 

 

 طريقة العيش هذه ، قبل كل شيء ، صَدمت كروش.  كانت بالكاد تستطيع تحملها لأنها ألقت بظلالها الداكنة على قلبهاَ.

 بين الحين والآخر ، تهبُ الرياح ، وترفعُ شعر كروش الطويل.  شاهد فيريس شعرها وهو يرقص مع الرياح وهو يقول ، “سمعت عن قرص التنين.  قالوا إنكيِ أحد المرشحين لتصبحي الملك القادم ، سيدة كروش  “.

 

 

 “هناك مسألة يجب أن أشارككم بهاَ جميعًا.”

 

 

 

 قاطعت هذه الكلمات ضجة التجمع ، وتحولت كل العيون إلى مكبر الصوت.

 

 

 “لا تتخلى عن واجبك كعضو في الحرس الملكي … كنت أنا من قمت بتعيينك كفارس كروش.  لا تخُن العهد الذي قطعناه على بعضنا البعض.  الوعد الذي قطعناه … كأصدقاء “.  أخذ نفساً طويلاً ، ابتسم فوريير مرة أخرى واستلقى على سريره.  “لقد سئمت من كل هذا الحديث.  لكنني تمكنت من الابتسام معك لأول مرة منذ فترة طويلة.  هذا مريح.”

 كان البارون ليب بارييل.  لم يكن من رتبة نبيلة عالية ، لكنه كان مفضلاً لدى جلالة الملك راندوهال وكان موضع تقدير كبير من قبل الملك الراحل.

 

 

 تعويذة سرية طورتها ساحرة يمكنها إحياء الموتى ، ومنح الجثث القدرة على المشي مرة أخرى.  لم يكن والده قادرًا على إلقاء التعويذة بنجاح ، ولكن إذا كان من الممكن القيام بذلك ، فيمكن إنقاذ حتى أولئك الذين رحلوا …

 عندما حظي ليب بالاهتمام الكافي من الحشد ، أدلى بإعلانه بصوت مرتعش.

 “بمرور الوقت ، بدأ سموه يزورنا في قصرنا.  لم أخبرك قط ، أليس كذلك؟  حتى التقيت سموه ، كنت أقوم دائمًا بربطِ شعري للخلف.  الآن أنا فقط أستخدم شريطًا لإبقائه مرتباً “.

 

 ذاهبين بفخرٍ بعيدا.  كان المشاهدون الوحيدون هم  الزهور في تلك الحديقة حيث بدأ كل شيء.

 “—هناك نقش جديد على قرصِ التنين.  لقد كشفَ التنين بالفعل عن مصير المملكة “.

 “-“

 

لقد تشاركت معه ذكريات واحدة تلو الأخرى ، أشياء لم يكن يعرفها حتي – ولكن واحدة تلو الأخرى ، أصبحت ذكريات شاركها هو وكروش.  رابط جميل وحيوي للغاية لدرجة أنه لم يستطع إيقاف فيضان الدموع أو محيطِ الابتسامات.

 تسببَ هذاَ في ضجة جديدة في قاعة التجمُع.  كان قرص التنين عبارة عن حجر ، وهو هدية من التنين وأحد كنوز المملكة.  

 

 

 

 وسُجل فيه مستقبلُ المملكة.  عدة مرات في الماضي ، حذرَ الحجر المملكة من التهديدات القادمة ، وكانوا قادرين على إجراء الاستعدادات مسبقًا.

 

 

 

 لم يكادوا يفكروا في مدى حاجتهم إلى التنين أكثر مما تم تذكيرهم بمدي قوته.  متجاهلاً مشاعر كروش والآخرين ، بدأ ليب في قراءة النقش بنبرة سريعة.

 

 

 الاتفاق مع التنين الذي أبرمته المملكة كان يحمي الناس لفترة طويلة جدًا.  لكنه جعلَ قلوبهم ضعيفة لدرجة أنهم كانوا على استعداد لتجاهل وفاة هذا الفتىَ الطيب الذي كان محبوبًا من قبل كل شخص قابله.  أصبحت قلوب الناس ضعيفة لدرجة أن موت فوريير كان شبه مَنسي في مواجهة الاتفاقية مع التنين.

 “يقول:” عند هذا ، نهاية العائلة الملكي ، ستجد المملكة خمسة مرشحين تختارهم جواهر التنين، ومع ضريح جديد ،

 

 

 “- سيدة كروش.”

 سيتم إنشاءُ الميثاق من جديد. “

 

 

 

 “قرصُ التنين يخبرنا أن نختار ملكًا جديدًا …؟  ولكن كيف لنا أن نجد هؤلاء المرشحين الخمسة ؟! “

 “نعم سموكم.  من فضلك ، فاجئني مرة أخرى.  أرجوك قل لي.”

 

 

 أجاب ليب بسعادة: “هناك شارات ، تناقلتها اسرة لوغونيكا الملكية ، والتي تشير إلى اتفاقهم مع التنين.  تحمل الشارات تلك الجواهر ، والتي سوف تتألق عندما يحملها شخص مؤهل كمُرشح! “

 “قولي لي ، كروش … كيف أَبليت؟“

 

 “صاحب السمو كان لديه حلم – أنا و أنت و هو  ، نحن الثلاثة ، نبني المستقبل معًا “.

 في لفتة من ليب ، تم دفع عربة بعجلات إلى غرفة التجميع الدائرية.  كانت على قمة العربة أحجار كريمة متلألئة ، شارات مملكة لوغونيكا التي حَملت جواهر التنين.

 

 

 

 “إذا اُعترف بك كبطل مخلص يمكنه حقًا قيادة المملكة ،

 كانت زيارتها الأخيرة قبل أيام قليلة فقط ، ومع ذلك بدا أنه أرق الآن.  ولم يكن فوريير أبدًا شخصاً سميناً علي الإطلاق.  لذلك هذا لا يعتبر حرق الدهون.  الآن كان جسده يلتهم نفسه.  برزت عظام وجنتيه قليلاً.  كان من المستحيل عدم رؤية كيف كان المرض يجتاحه.

 

 

 ستختاركَ الشاَرة.  هل تظنون ان قرصَ التنين يتفوه بالكَذب؟  دعوا كلَ واحدٍ منكم يتم اختبارهُ بدوره “.

 

 

 

 ذهب أحد مساعدي ليب بين الأشخاص الجالسين في القاعة ، ووضع الشارة أمام كل واحد منهم.  اندلع البعض في عرق بارد وهم ينظرون إلي الأسفل.  ابتلع الآخرون.  إذا توهج في أيديهم ، فإن الطريق إلى الملكية سيفتح لهُم.

 

 

 

 تم وضعُ الشارة أمام كروش أيضًا.  قالوا إن التنين يبحث عن الموالينَ للمملكة.  إذا كان الأمر كذلك ، فمن المؤكد أنهاَ ، كما هي الآن ، لن يتم اختيارهاَ.  لكن إذا َ…

 – وفي الظلام ، اعتقدت أنها رأت ابتسامة فوريير الأخيرة.

 

 حزينًا ، غادر فيريس غرفة مرض الملك بعد يوم آخر من تجربة العديد من تعويذات السحر العلاجي دون جدوى.  كان دائمًا ينظر إلى هذا المكان برهبة ، ولكن بعد قضاء الكثير من الوقت هناك ، لم يعد يشعر بالقلق حيال ذلك.  كانت عاطفته الأولية ، مثل الرعب و الرهبة ، قد أفسحت المجال منذ زمن بعيد للشعور بالعجز.

 قال ميكلوتوف “إذن دعونا نبدأ الاختبار”. بدا مجلس الحكماء أولاً ، حاملين الشارة في يَد واحدا تلوي الآخر.  لكن لم يكن هناك تغيير في الجوهرة المظلمة.  كان هناك بعض الأنفاس الهادئة ، وتنهات خيبة الامل.  لذلك بدأ اختبار الشارة ، وشق طريقه إلى الخارج بعد المجلس.  خيبة الأمل بعد خيبة الأمل ، ثم جاء دور كروش.

 “وبعد ذلك … كروش لن  … تعجب بي بعد الآن …”

 

 

 كانت الشارة عبارة عن حجر سبج مثلث منحوت بتصميم تنين مصنوع من الذهب.  في المنتصف كانت الجوهرة الحمراء تسمى جوهرة التنين ، الحجرُ الذي سخر من الطموحات الباطلة لأولئك الذين لم يكونوا مؤهلينَ للحُكم.

 حيث وقف ميكلوتوف ، ممثل مجلس الحكماء.

 

 

 “التنين؟  من يهتمُ لذلك…؟”  همست كروش ، ولم تدع الكلمات تخرج من فمها وهي تفحص الشارة.  حملتها في راحة يدها ليراها الجميع.  وثم…

 “الرجل الذي كان أسديِ المَلك قَد عاَش.  لن أسمح لأي شخص أن يَقول إنه لم يفعل ذلك “.

 

 

 “- أوه ، هذا…”

 

 

 “هناك مسألة يجب أن أشارككم بهاَ جميعًا.”

 جاء هذا من ميكلوتوف ، الذي كان وجهه الهادئ عادة يحمل نظرة تفاجأت غير عادية.  من الواضح أن كل من في الغرفة شعر بنفس الشعور.

 

 

 “سيدي ميكلوتوف ، يا لها من مزحة سيئة!  جلالته؟  يتركنا؟”

 كانت الشارة في يد كروش تتوهج بشكل مشرق.

 

 

 لقد قطعوا وعدًا ذاة مرة.  أقسموا بالإستمتاع بالأيام التي امتلأت بالضحك.

 “- لذا يبدو أنه حتى أنا الغير الكفؤة ، يمكنني أن أفعل شيئًا من أجل مملكتنا.”

 لم يكن أحد يعلم أنه تم منح وسام الفروسية هنا في هذا اليوم – باستثناء

 

 

 لم تشعر بصدمة.  كان قلبها هادئًا جدًا حيال ذلك.  عندما تم الإعتراف بها ، رفعت كروش رأسها وأغلقت عينيها.

 

 

 “صحيح.  كان هذا ممتعا ، أليس كذلك يا صاحب السمو؟ “

 – وفي الظلام ، اعتقدت أنها رأت ابتسامة فوريير الأخيرة.

 قاطعت هذه الكلمات ضجة التجمع ، وتحولت كل العيون إلى مكبر الصوت.

عندما علم فيريس بالانتخابات الملكية ، وأن كروش كانت أحد أولئك الذين تم اختيارهم كمرشحين لمنصب الملك ، قام بتمشيط القلعة بحثًا عنها ، حتى وصل إلى الحديقة.

 لا تجبر نفسك على أن تكون بمفردك “.

 

 شعرت كروش بأن تغيير الموضوع فكرة جيدة ، فأومأت برأسها وقالت ، “نعم.  شكرا لإهتمام صاحب السمو .  يسعدني أن أقول إن ما حدث في قصر آرجيل لم يذهب أبعد من قلة منا. كانت وفاة والدة فيريس ووالدها حادثاً.  لذا فيريس – “

 “- سيدة كروش.”

 

 

 

 وقفت أمام الزهور ، بدت ضعيفةً للغاية لدرجة أنه تردد في مناداتها.  لاَ عجب.  كان هذا هو المكان الذي أمضت فيه تلك اللحظات الأخيرة مع فوريير.  كان المكان الأكثر قداسة في قلب كروش ، المكان الوحيد الذي لم يتمكن حتى فيريس من دخوله.

 في ذلك الوقت ، كان فيريس مشغولًا جدًا بالتفكير في نفسه وكروش لدرجة أنه تغاضى عن هذه الأشياء.  والآن فقط أصبح قريبًا من الأمير ، محاولًا تحسين الأمور الآن بعد أن أصبحت أكثر ملاءمةّ له.  كره فيريس نفسه كثيرًا ، أراد أن يختفي من الوجود.

 

 

 شعر بألمِ عجزه بشدة كما لو أن شفرة تحفرُ في صدره.  إذا كان بإمكانه فقط الركض إليها ، واحتضانُ كتفيهاَ ، وإلقاء بعض التعويذات السحرية التي من شأنها أن تشفي قلبها.

 

 

 واحد ، أو ربما اثنين ، من المُلوك الأسود الذين كانوا حاضرين.  وكانت البداية ، وبالنسبة لهما كانت أيضًا استمرارًا لحلمهم حلم الأسد الملك.

 “فيريس ، هل هذا أنت؟  أحسنت ، لقد وجدتني هنا “.

 “هل تطلبين مني العمل ثلاث مرات طول فترة استراحتي …؟  عديمة الرحمة!”  وبعد ذلك ، كما في كثير من الأحيان من قبل ، أصيب بنوبة سعال.

 

 كان فوريير هزيلا.  فقد شعره الذهبي اللامع بريقه ، وبدت عيناه ، اللتان كانتا حمراء مثل شمس الشفق ، باهتتين إلى حد ما.  كان يتحدث بصوت ضعيف ، وغالبًا ما يستسلم لنوبات السعال.  وفوق كل شيء ، لم يعد لديه حتى القوة للحركة .  في الشهر الماضي ، كان طريح الفراش تمامًا.

 تحدثت دون أن تنظر إلى فيريس ، الذي عضَ شفته بسبب مشاعرِ العجز.

 التصريح الواضح لميكلوتوف أراح أولئك الذين اعتقدوا أنه كان غير محترم.  ربما كانت كلماته قاسية تجاه ملك المملكة ، لكن هذا جعلها أكثر ضرورة.

 

 

 بين الحين والآخر ، تهبُ الرياح ، وترفعُ شعر كروش الطويل.  شاهد فيريس شعرها وهو يرقص مع الرياح وهو يقول ، “سمعت عن قرص التنين.  قالوا إنكيِ أحد المرشحين لتصبحي الملك القادم ، سيدة كروش  “.

 

 

 

 “نعم ، على ما يبدو.  يبدو أن التنين قد نظر إلي بشكل إيجابي “.

 

 

إشتعلت النار في عيون كروش.

 بالكاد كان بإمكان فيريس أن يظل هادئًا عند هذا العصف من تيارات القدر.  لقد انضم إلى الحرس الملكي ، وتوفي والده ووالدته ، وفقد فوريير ، و الذي كان يعني الكثير له.  الآن كروش ، وقعت في عاصفة أخري ، و و دخلت في نوع من الانتخابات الملكية.  ألم يكن هناك شيء آمن أو مستقر بالنسبة له؟

 

 

 

 “ماذا يمكنني أن أفعل من أجلك ، سيدة كروش؟  أنا لا أعرف ما يجب القيام به…”

 

 

 

 لم يكن يريد أن يسبب لها أي مشكلة إضافية ، لكنه لم يستطع إخفاء الإرتجاف في صوته.  كان فيريس وعاءًا صغيرًا جدًا بحيث لا يستطيع يحمل المشاعر التي تعصف بداخله.  أجهدت الدموع رؤيته ، وأراد أن يهرب من الحديقة.

 

 

 

 “فيريس ، انظر إلي.”  كاد أن يجعله صوت كروش يقفز.

 كانت كروش واحدة من الحاضرين القلائل الذين حصلوا على رتبة دوق ، لكنها كانت تتمتع بخبرة قليلة نسبيًا ولم تثبت نفسها بعد.  ومع ذلك ، فقد ساعد حديثها بقية النبلاء في الشعور بنفس الشعور.  قال ميكلوتوف: “أنا ممتن لتأييدك”.  “بطبيعة الحال ، ما زلت آمل وأدعو للإله أن يتجاوز صاحب السمو وعائلة سموه بأمان هذه المحاكمة.  من فضلكم لا تسيؤوا فهمي في هذه النقطة “.

 

 “-“

 سمع خطىَ ، ثم دَخلت قدمان في مجال نظره.  رفع رأسه ووجد نفسه ينظر مباشرة إلى كروش.  سحرُ عينيها الكهرمانيتينِ خطفه.

 

 

 

 “فيريس ، دعني أخبرك لك قبل أي شخص آخر -أنا أتمنى أن أصبح ملكة

 بينما يحاولون منع وصول أي كلام عن الوضع الحالي إلى القوى الكبرى الثلاث في العالم.  كان عليهم الاهتمام بجميع الواجبات التي كان كل فرد من أفراد العائلة المالكة يقوم بها عادة ، كل ذلك أثناء محاولة معرفة ما يجب فعله حيال المرض التي ظلت أصوله غامضة.  وفوق كل ذلك ، كان لكل من النبلاء أعمالهم المعتادة في مناطقهم للتعامل معها.  أدى ذلك إلى مستوى من الارتباك والإرهاق لم يمر به سوى القليل منهم من قبل.

 

 لم يقل فيريس شيئًا.  تحدث فوريير وكأنه يستطيع قراءة أفكار الصبي.

 “سيدة … كروش …” التقط فيريس أنفاسه في تصريحها الغير متردد.

 

 

 

 كانت تخبره أنها تتطلع إلى الفوز في الانتخابات الملكية وتولي العرش في النهاية.  لم يستطع فيريس قول أي شيء آخر ، لكن كروش نظرت حولهم وقالت ، “في المرة الأولى التي قابلت فيها سموه ، كان ذلك في هذه الحديقة.  غالبًا ما تحدثنا هنا ونظرنا إلى الزهور معًا “.  تحدثت بلطف.  أظهرت عيناها أنها كانت تتذكر شيئًا ما منذ زمن بعيد.

 “مم ،لقد فكرت في ذلك كثيرًا.  فقط عندما تعتقد أن ماركوس جادُ كما يبدو ، إتضح أنه يمتلك جانبًا مؤذياً. اعتقدت أنكما ستتعايشان معا “.

 

 

 لم يكن فيريس بحاجة لأن يسأل من الذي كانت تتذكره.

 

 

 

 “بمرور الوقت ، بدأ سموه يزورنا في قصرنا.  لم أخبرك قط ، أليس كذلك؟  حتى التقيت سموه ، كنت أقوم دائمًا بربطِ شعري للخلف.  الآن أنا فقط أستخدم شريطًا لإبقائه مرتباً “.

 “بالطبع يا صاحب السمو.  إذا سمحت لي … “

 

 “توفي الأمير الثالث الليلة الماضية.  هذا هو الشخص السابع … “

 “لم اكن اعلمُ ابدا.  لماذا توقفتيِ عن ربطه؟ “

 

 

 

 قال لي سموه أن أكون صادقةً مع نفسيِ.  لذلك كان هذا ما فعلته.  اخترت الشريط الذي أعطيتهُ لك ، لكن … بدأ الأمر مع سموه. “

 

 

 “آه ، نعم ، ماذا عن …؟  ماذا عن الأرجيل؟  و فيريس؟  هل كل شيء على ما يرام؟”  عندما لم تقل كروش شيئًا ، تحدث فوريير كما لو أن فكرة خطرت له للتو.

 لمس فيريس دون وعي الشريط الأبيض الذي أعطته كروش له ، والذي كان لا يزال يرتديه في شعره.

 

 

 

لقد تشاركت معه ذكريات واحدة تلو الأخرى ، أشياء لم يكن يعرفها حتي – ولكن واحدة تلو الأخرى ، أصبحت ذكريات شاركها هو وكروش.  رابط جميل وحيوي للغاية لدرجة أنه لم يستطع إيقاف فيضان الدموع أو محيطِ الابتسامات.

 

 

 “صاحب السمو …”

 “فيريس ، الوقت الذي … تشاركنا فيه أنا و أنت مع صاحب السمو

 

 

 

 معًا … شيء أعتزُ به “.

 أصيب أحد أفراد العائلة المالكة بالمرض ، وتم التعامل مع الأمر باستخفاف.

 

 

 منذ اليوم الذي قادت فيه كروش فيريس من قصر آرجيل وجعلته إنسانًا لأولِ مرة ، كان دائمًا معها ، وسرعان ما توسعت دائرته لتشمل فوريير أيضًا.  كان قدرُ عظيم من أفضل أيام حياته رفقة هذين الاثنين.

 

 

 ولكن لا يمكن السماح بالتخمين البسيط مع مرض لا يعرف أحد اسمه وأصله.  طوال تاريخها الطويل ، لم تواجه المملكة شيئًا كهذا من قبل ، وارتجفت من زحف الأزمة.

 “لكن وجود التنين أفسد وقتنا الثمين معاً ،”

 

 

 ابتسم فوريير كما لو كان فخورًا بنفسه ورفع يده.  قام بمسحِ خد كروش ، ولمسَ الدموع الساخنة التي تدفقت عليه ، وحركَ أصابعه على طول خط شفتيها.

 واصلت”.  بالنسبة للكثيرين ، لم يكن سموه موجودًا إلا كوسيلة لمواصلة القسم.  إنهم لا يحزنون على موته ، ليس حقًا “.  تصلب فيريس  

 

 

 “أنتَ … أنت تعرفُ بالتأكيد كيف تُفاجئني …”

إشتعلت النار في عيون كروش.

 سيحتاج إلى معجزة لإنقاذ الأمير الرابع.  ولم يبدُ أبدًا أنه حصل على معجزة عندما طلب واحدة.  كان القربان هو الشيء الآخر الوحيد الذي يمكن أن يفكر فيه فيريس.  عندما دخل غرفة فوريير ، ضحك الأمير طريح الفراش بضعف وقال ، “فيريس ، عَملَ المكياج بشكل جيد جداً.  تعتقد كروش أن لوني كان جيدًا … هاها ، لقد قمنا بالتأكيد بتغطية الصوف على عينيها.  إنها موثوقة للغاية “.

 

 “- أوه ، هذا…”

 ماذا رَأت؟  ماذا حدث خلال ذلك الوقت عندما لم يستطع فيريس أن يكون معها؟

 “لكن … لكن لماذا؟  هل من الغريب أنني أريدك أن تعيش؟ كوني أريدُ أن يكون شخص مهم جدًا بالنسبة لي على قيد الحياة؟ “

 

 

 “لكنه كان موجودًا ، بما يكفي ليُدخل نفسه في قلبيِ وقَلبك.

 

 

 لم يكن أحد يعلم أنه تم منح وسام الفروسية هنا في هذا اليوم – باستثناء

 فوريير لوجونيكا عاش بشكل جيد حقاً “.

 

 

 

 بيدها اليمنى لمست صدرها وبيدها اليسرى لمسته.  كانت مجرد لمسة من أصابعهاَ ، لكن فيريس اعتقد أن الحرارة فيهاَ قد تحرق جسده بالكامل.  ستبتلعُ نارُ تصميمهاَ كل فكرة دخِيلة.

 لم يكن فوريير العضو الوحيد في العائلة المالكة الذي سقط بسبب المرض.

 

 

 “الرجل الذي كان أسديِ المَلك قَد عاَش.  لن أسمح لأي شخص أن يَقول إنه لم يفعل ذلك “.

 “-“

 

 لا … لا تَنسيْ ذلك أبدا “.

 الاتفاق مع التنين الذي أبرمته المملكة كان يحمي الناس لفترة طويلة جدًا.  لكنه جعلَ قلوبهم ضعيفة لدرجة أنهم كانوا على استعداد لتجاهل وفاة هذا الفتىَ الطيب الذي كان محبوبًا من قبل كل شخص قابله.  أصبحت قلوب الناس ضعيفة لدرجة أن موت فوريير كان شبه مَنسي في مواجهة الاتفاقية مع التنين.

 

 

 

 “موته ينتمي له.  أسديِ الملك لايزال بداخلي حتى الآن.  ما زلتُ أحلم بالحلم الذي حلمَ به ملكي – أنا وحدي من يمكنني تحقيقه. “

الأولوية.

 

 “—هناك نقش جديد على قرصِ التنين.  لقد كشفَ التنين بالفعل عن مصير المملكة “.

 لم يريَ أحد كيف أصبحت حياة المملكة مشَوهة.

 “هذا مستحيل!  التقيت به بالأمس فقط ، وهو … لم يبدِ أي علامة على إقترابه من نهايته … “

 

 جاءت عاصفة ، ريح باردة رَفعت شعر فوريير وكروش.

 كان الجميع يثقونَ بالتنين ، ويتوسلون إليه النِعم ، ويعتمدون على مساعدته ، وفي هذه العملية نَسوا جميعًا كيفية المشي بمفردهم.

 

 

 

 “لن يُحاول أي حاكم سواي تصحيح هذه المشكلة، لأن لاَ أَحد يتذكر أولئك الذين سعوا لأن يكونوا ملوكًا حقيقيين.  لذلك يقع على عاتقنا القيام بذلك “.

 كل ما يمكنه فعله هو تذكير الأمير بالأشياء اليومية ، لذلك ربما يستطيع فوريير إعادة النظر فيها في حلمه

 

 من المستحيل أن يبكي.  ليس هنا ، ليس الآن.  قد يكون ضعيفًا ، لكن كان لديه كبرياءه.  لم يستطع شفاء مرض فوريير ، لكنه استطاع أن يبتسم.

 همس فيريس “سيدة كروش”.

 

 

 “هناك مسألة يجب أن أشارككم بهاَ جميعًا.”

 مدت له كروش خنجرًا أخذته من حزامها.  فأخذه ووجد أنه نقش عليه رمز الأسد الملك.  كان هذا إرثًا ثمينًا لقصر كارستين.

 “نحن نرى الآن مدى السرعة التي قد يتحول بها الوضع – وهذا يعني أنه حتى غدًا ، قد نجد أنفسنا نواجه الأسوأ.  عندما يحدث ذلك ستهتز المملكة ، ودورنا هو دعم المملكة في تلك الفترة.

 

 كان يعلم أن كروش كانت مشغولة للغاية.  كانت واحدة من أعلى النبلاء مرتبة ، ومع عجز العائلة المالكة بأكملها ، لم تكن هناك لحظة لم تكن يداها فيها ممتلئتين.  ومع ذلك ، لم يستطع فيريس المساعدة في التفكير …

 “صاحب السمو كان لديه حلم – أنا و أنت و هو  ، نحن الثلاثة ، نبني المستقبل معًا “.

 

 

 

 “نحن الثلاثة … أنا ، و سموه ، وأنتيِ يا سيدة كروش …؟”

 سبعة ضحايا ومازالوا لا يعرفون سبب المرض.  كل ما عرفوه هو أنه بمجرد أن يصاب المريض بالحمى ويدخل في غيبوبة ، لم يعد بإمكانهم مساعدته.  كل هذا ، ونقطة واحدة فقط من المعرفة التي لا قيمة لها.

 

 

 في مواجهة الوزن الهائل للخنجر في يده ، أدرك فيريس أخيرًا ما كان عليه فعله جنبًا إلى جنب مع كروش و سموه ، للمساعدة في حلمهم.  الآن ، لم يكن لديه سوى كروش.  كانت كل شيء بالنسبة له.

 “فيريس ، دعني أخبرك لك قبل أي شخص آخر -أنا أتمنى أن أصبح ملكة“

 

 “فيريس ، الوقت الذي … تشاركنا فيه أنا و أنت مع صاحب السمو

 قالت كروش بحزن: “سموه أحب هذا المكان ، وهو المكان الذي أمضى فيه لحظاته الأخيرة.  لذلك سأُقسمُ لهُ هنا: سأجعلك فارسيِ “.

 

 

 

 في هذه اللحظة ، ركع فيريس بصمت وقدم لها الخنجر.  أخذته كروش و امسكته ، ولمست به فيريس أولاً على الكتف الأيسر ، ثم على الأَيمن ، مع رأس النصل.  ثم أعادت السكين إليه ، واستكملت طقوس التبعية.

 

 

 

 لم يكن أحد يعلم أنه تم منح وسام الفروسية هنا في هذا اليوم – باستثناء

 

 

 

 واحد ، أو ربما اثنين ، من المُلوك الأسود الذين كانوا حاضرين.  وكانت البداية ، وبالنسبة لهما كانت أيضًا استمرارًا لحلمهم حلم الأسد الملك.

 كان البارون ليب بارييل.  لم يكن من رتبة نبيلة عالية ، لكنه كان مفضلاً لدى جلالة الملك راندوهال وكان موضع تقدير كبير من قبل الملك الراحل.

 

 

 نظرت كروش إلى الخلف من جهة كتفها.  “نحن ذاهبون ، فيريس.  لاستعادة مملكتنا من التنين وتحقيق حلم سموه “.

 كان المكياج شيئًا وضعه فيريس لكي يبدو شحوب فوريير أكثر صحة.  كان فوريير قد توسل إلى فيريس ألا يجعله يبدو سيئًا أمام كروش عندما جاءت لزيارته.  كان فيريس مدركًا بشكل مؤلم أن هذا لا علاقة له بفخر فوريير ولكن بدلاً من ذلك اهتمامه بكروش.

 

 

 “نعم ، سيدة كروش.  أرشديني وسأتبعكيِ.  وسنجدُ إلى أين يأخذنا حلمُ سموه “.  لم يكن هناك أي تردد عندما انضم إليها.  أول المرشحين لمنصب الملك ، وهو الأكثر إلتزاماً بمرافقتها ،

 كان الجميع يثقونَ بالتنين ، ويتوسلون إليه النِعم ، ويعتمدون على مساعدته ، وفي هذه العملية نَسوا جميعًا كيفية المشي بمفردهم.

 

 إذا كان هذا هو كل ما يمكنه فعله ، فسوف يفعل ذلك حتي في الجحيم أو الماء المغلي.

 ذاهبين بفخرٍ بعيدا.  كان المشاهدون الوحيدون هم  الزهور في تلك الحديقة حيث بدأ كل شيء.

 

 

 

 كان هناك بُرعم واحد يتمايل بلطف في النسيم ، وينتظر بهدوء اللحظة المناسبة للإزدهار

 “هل استطعت … أن أكون ملك أَسدٍ يَستحق إخلاصكيِ …؟”

 

  • ••

                             النهاية

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط