نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

Re:Zero – Starting life in another world 2-5

الفصل الخامس - صباح العام

الفصل الخامس - صباح العام

الفصل 5

صباح العام

1

 

“- !!”

حوّل روزوال نظره فجأة من سوبارو إلى المشهد المؤلم داخل الغرفة. بالنظر إلى جانب وجهه، فقد علم سوبارو إلى أي مدى أصبح وضعه محفوفًا بالمخاطر. لم يكن لدى سوبارو أي طريقة لإثبات براءته، فهذه المرة لم يفعل سوبارو شيئًا لكسب أدنى قدر من ثقة الآخرين. شدّت إيميليا قبضتها وتحدثت بصوت قلق.

لم يكن سوبارو على علم باللحظة التي عاد فيها إلى وعيه، فقد ظل صوت المطر الغزير يرن في أذنيه وتذبذبت رؤيته بين اللونين الأحمر والأبيض، كان العالم مائلًا مشوهًا في نظره.

“أيمكنكِ حمايتي حتى شروق شمس اليوم الخامس – أي صباح بعد غد؟”

غير قادر على الشعور بذراعيه أو ساقيه.. أطلق صرخة غليظة ومتألمة كما لو كان هنالك شخص ما يفرك أمعائه كما يفرك الغسيل بالماء.

إذا غادر القصر، فسيتم إسكاته نهائياً. كان ذلك أمرًا مؤكدًا ولكن، حتى لو بقي في القصر فلن يتمكن من تجنب التحول إلى لحم مفروم في المستقبل القريب.

تلوى بجسده وقفز، ولكن كل جزء من جسده كان يجهل ما يحدث له.

صاحت رام مرة أخرى غير قادرة على قبول عرض سوبارو مصممة أن كل هذه ما هي إلا ألعاب صبيانية. نظرت “رام” لأسفل قدمها ، وهي ترفس الأرض كما لو كانت تطأ قدميها.

– لم يكن يعرف ما الذي كان يحدث.

“همم؟”

لقد اختفت الآلام الحارقة التي كانت في ساقه المقطوعة والندوب الناتجة عن السلسلة.

في عالم لا يمكن أن يتحرك فيه شيء كانت السحابة وحدها هي ما يتحرك، تلوت السحابة وغيرت شكلها حتى أصبحت أشبه بتلته يمكن حملها في راحة يديه. شيئًا فشيئًا أخذت ملامح السحابة بالتشكل حتى توقفت

لقد فقد دمه، لقد فقد حياته، لقد مات.

أغمضت بياتريس عينيها وتحدثت وكأنها تقطع أي تحقيق إضافي.

لم يكن يريد الموت، فقد كان يكره الألم، والمعاناة ، والحزن ، والخوف الناتج عن ذلك؟

لم يثق في الجميع وناضل ضد الجميع في كفاحه اليائس من أجل العيش، لقد نسي مرور الوقت  حتى زقزقت معدته الفارغة، وأصبح سوبارو يحرص على البقاء ببساطة .. ولا شيء آخر.

أراد بحق إبعاد كل شيء، كل ما يمكن أن يراه ، أو يلمسه ، أو حتى يشعر به.

كان سوبارو يعرف ذلك، فقد تذكر أنهما أخبرتاه بهذا في وقت ما، كما كان يعرف عدة أسرار أخرى بين الأختين.

“-!”

“-“

فجأة، سمع شيئًا، سمع صوت شخص ما، صوت أشبه بصوت شخص يحاول يائسًا تهدئة وحش بري.

“كلا كلا كلا، انتظري ، انتظري ، إيميليا-تان ، ما الذي تفعلينه؟”

لم يفهم المعنى، ولن يفهم ولن حتى يسعى لفهم المعنى، فقد كان الاستماع غير مجدٍ، كان الاستماع ليؤذيه فحسب ولن يغير شيئًا!

“…شيء ما”

مع أنه رفض كل ذلك، عادت الألوان إلى العالم رغمًا عنه بالإضافة إلى صوره وأصواته.

“هوااه!”

أخبرته حواس جسده الأشعث بالكامل أن الدم كان يتحرك إلى كل أطرافه.

– لا يمكنني تحمل ذلك أكثر.

اصطدمت يده المضطربة بشيء ما فكسرت أظافره ومزق ظاهر يده مما جعله ينزف. اندفع الألم الحاد إلى دماغه مما قلل إلى حد ما من قوة صراخه.

“كنت تنام براحة تامة بينما كنت أتكبد عناء المجيء في الساعة المحددة.”

ثم أدرك ما كان يحدث، فقد رفع شخص ما ذراعيه المتألمتين ولفهما.

“في يومنا و عصرنا هذا ، لا يوجد أي شخص يطلق عليه (ساحرة) عداها على ما أظن”

شعر بشيء مماثل في ساقيه، فقد كان هناك شيء يغطيها ما جعله غير قادر على تحريك أي من رجليه.

“يبدو أنك في حالة تفكير عميق وجاد ؟”

فوقه مباشرة ، عدت رؤيته ليجد السقف الأبيض المألوف الذي رآه عدة مرات الآن.

“فقط هذه المرة، لا خيار آخر أمامي.”

أدرك أنه كان مستلقيًا على السرير الناعم.

“روزوال، خادمتك تتصرف بوقاحة مع ضيفك “.

أخيرًا تنفس مستنزفًا القوة من جسده المتيبس ، عندها …

من المؤكد أن كلمات سوبارو القاسية قد آذت إيميليا، رغم ذلك بقيت قلقة عليه لدرجة أنها تحدثت مباشرة إلى بياتريس بالرغم من أن شكوكها قد لا تكون في محلها؟

 “ضيفنا العزيز، ضيفنا العزيز.. هل هدأت أخيرًا؟ “

كان سوبارو خائفًا من أن أي تصرف يقوم به قد يثير شيئًا ما، لم يكن الأمر بسيطًا لعدة أسباب مثل عدم الرغبة في إيقاف بياتريس بينما كانت تركز على قراءتها.

“ضيفنا العزيز، ضيفنا العزيز .. هل توقف اضرابك أخيرًا؟ “

لقد كانت استغاثة حزينة ومؤلمة، استحوذت كلماتها على قلب سوبارو. لقد أراد حقًا أن يخبرها بما تريد أن تعرفه. لكن سوبارو لم يكن لديها كلمات يقولها لها. نظرت رام لسوبارو نظرة يائسة، لتقف إيميليا بجانب بياتريس ، كما لو كانت كلاهما تحميان سوبارو من نظرتها العدائية.

في اللحظة التي سمعت فيها أذناه الصوتين المألوفين ، تذكر سوبارو الصراخ.

“إنهما محبطتان على غير العادة، وتظنان أنهما قد تكونان أساءتا لك بطريقة، ما رأيك أن تقول لهما شيئًا في المرة القادمة التي تراهما فيها؟ “

2

“يا لها من نكتة، أتنسين أمر رجل يجلس أمامكِ مباشرة ..؟”

بدأ اليوم الأول الرابع لسوبارو في قصر روزوال بأسوء طريقة ممكنة.

حدق سوبارو في جانب وجه إيميليا وهو يحاول العثور على الكلمات التي تعبر عن نجاحه.

فقد شعر سوبارو بالخزي من موته ست مرات منذ وصوله إلى هذا العالم.

– عندما كان سوبارو يعاني كابوسًا مرارًا وتكرارًا… حيث أتاه حلم ذو شعور مؤلم اليأس والخسارة.

وبالطبع لم تكن ميتات مسالمة، فكل حالة وفاة جاءت مع إحساسه خسارة متناسب معها.

– فبالرغم من كل ما يعرفه ، قد يكون الطعام مسموماً.

ومع ذلك لم يعتد بعد على الألم والمعاناة، على الرغم من أنه كان يتمالك نفسه في كل مرة ، إلا  أن أحدًا لم يستطع  فهم الوحدة ، والخراب ، والألم الذي شعر به.

– عندما كان سوبارو يعاني كابوسًا مرارًا وتكرارًا… حيث أتاه حلم ذو شعور مؤلم اليأس والخسارة.

لقد قرر أنه بغض النظر عن الوضع الذي قد يجد نفسه فيه فإن قلبه على الأقل لن يستسلم، لكن هذا التصميم قد تحطم بسبب آخر تجربة له مع “العودة بالموت”.

بدأ اعترافه، وفي اللحظة التي ظن أنه سيقولها.

إن إحساسه بالخسارة واليأس والوحدة اقتلع قلب سوبارو بسبب الروابط التي شكلها مع الآخرين على مدار الأيام السابقة.

– لقد تحدث معها عن العودة بالموت، وأنه يأمل أن تقرضه قوتها.

كان من المستحيل أن يتعافى مما أصابه، فلم تكن لديه القوة لاستعادة نفسه القديمة.

كان صباح اليوم الخامس الذي كان يصبو إليه ولم يتمكن من بلوغه سابقًا.

ابتسمت له إيميليا الجالسة على السرير بجانب سوبارو وهي تربت على يده اليمنى المصابة.

أبى الصوت أن يخرج من جسده الذي لم يستطع المقاومة، فأطلق عقل سوبارو صرخة مدوية.

“- حسنًا ، انتهى كل شيء، أظن أنك أفقت بالكامل الآن، لكن لا يجب أن تتحرك بهذه الطريقة ، حسنًا؟ “

– ربما أراد تصديق الأمر على هذا النحو.

– في تلك اللحظة ، كان سوبارو وإيميليا الشخصان الوحيدان في الغرفة.

لقد رحب به عالم آخر فجأة حيث لم يكن لديه خيار سوى العيش فيه، بالنسبة لسوبارو الذي لطالما كان يعيش في صحراء شاسعة من القلق كان القصر الذي استقبله واحته. تلك الأيام الجميلة، والوقت العزيز على قلبه -والذي لم يبلغ أسبوعًا واحدًا- انقلب كل شيء لتصبح ذكريات بعيدة المنال عنه. لقد أعاد بناء كل شيء واستعاد حياته ليجد العالم قد أغمس أنيابه فيه.

تراجعت الخادمتان اللتان كانتا حاضرتين عندما استيقظ سوبارو في مواجهة سلوكه المشين بعد الاستيقاظ مباشرة تاركين الأمور لإيميليا.

استلقت الفتاة ذات الشعر الأزرق على السرير ببشرتها الباهتة حيث توقفت عن التنفس حيث لن تفتح عيناها مرة أخرى. كانت ترتدي فستانًا رقيقًا بدا بطريقة ما مثالي عليها. أدرك سوبارو فجأة أنه لم ير ريم في زي الخادمة مسبقًا.

“رام وريم كانتا قلقتان عليك للغاية”

“- أنا الوحيد القادر على فعل ذلك.”

تقلبت ملامح وجه سوبارو عندما ذكر عنده اسمين لم يرغب في سماعهما.

مر الوقت في أرشيف الكتب المحرمة بهدوء.

ردت الفعل تلك أظهرت بعض التفاجؤ على وجه إيميليا، لكنها تجاهلت الأمر بهزة صغيرة برأسها على الفور.

عندما نظر إليها بدا له أن النور في عينيها البنفسجيتين كان يتوسل إليه: إن كنت تعرف شيئًا فمن فضلك قله أخبرته عيناها التي كانت تنادي باسمه كثيرًا. أثر طلب إيميليا على سوبارو كثيرًا، كان يود حقًا أن يخبر الجميع بما يعرفه، لقد أراد الصراخ وقول كل شيء. ولكن عندما لم يرد سوبارو عليها، ارتجفت أصابع إيميليا الصغيرة قليلاً وهي تمسك كمه. كان يظن أن تكرار الماضي سيؤدي إلى مستقبل أفضل، ولكن ها هو ذا ، تحيط به السحابة المظلمة من كل جانب، ويرى نتائج أسوأ من تلك التي كان يتخيلها.

“إنهما محبطتان على غير العادة، وتظنان أنهما قد تكونان أساءتا لك بطريقة، ما رأيك أن تقول لهما شيئًا في المرة القادمة التي تراهما فيها؟ “

لقد شعر بالإحباط لأنه هو الذي أعطى إيميليا مثل هذه النظرة التي تدل على عدم الثقة.

“مستاءتان، هاه؟ كلا ، لم تفعلا أي شيء … لا يوجد شيء بيني وبنهما أصلًا”.

كان الأمر كما لو أن البرد والرعب الذي جعل جسده يهتز قد تنحى جانبا.

تجهمت حواجب إيميليا الأنثوية بهدوء من القسوة في صوته، كان رد سوبارو جيدًا، ولكنه لم يحتوي على ذرة اعتذار أو ما شابه، عوضًا عن ذلك طرح سؤالًا دون أن يكون فيه أدنى تلميح من السخرية.

أعادت بياتريس وضع نفسها لتواجه سوبارو ، عقدت ذراعيها ورفعت أنفها في الهواء بتغطرس.

“أوي ، إيميليا ، هل … تظنين أني مصدر إزعاج؟”

– عندما كان سوبارو يعاني كابوسًا مرارًا وتكرارًا… حيث أتاه حلم ذو شعور مؤلم اليأس والخسارة.

رفعت إيميليا إصبعها وبدا أنها تتحدث بسرعة لإبقاء سوبارو تحت السيطرة.

ثم تعثر ليصدم ظهره بالحائط  خله وينزلق بعد أن فقد إرادة الوقوف.

“كيف أعتبرك مصدر إزعاج؟ لقد أنقذت حياتي يا سوبارو، ما الذي يفترض بك فعله إذا قام شخص ما عليك دين له بالاستيقاظ والمغادرة؟ كنتُ لأكون في موقف لا أحسد عليه حقًا”.

“هناك الكثير من الأشياء أريد قولها لكِ، وفعلها معك.. لقد حدث الكثير. أردتكِ أن تعرفـ – “

استمع سوبارو إليها في صمت، مدركًا فيما بعد أنه كان يحدق باهتمام في كل تفاصيل وجه إيميليا وأفعالها.

لم يكن يعرف ما إذا كان ذلك يعني أي شيء أم لا – لكنه اعتقد أن الأمر يستحق المحاولة.

“هوااه، لقد كنت حقًا …”

تركت بياتريس خلفها كلمات ساخرة وهي تمر عبر الباب. أما سوبارو الذي كان الدم يتدفق إلى رأسه من بسبب تصرفها فقد بدا وكأنه يركل كرسيه بينما قفز ووصل نحو الباب. لقد تردد لثواني قليلة فقط ، لكن …

لقد شعر بالإحباط لأنه هو الذي أعطى إيميليا مثل هذه النظرة التي تدل على عدم الثقة.

الأخت الكبيرة الصريحة والمراعية.

لقد آلم ذلك إيميليا بشكل غير متوقع، أليس كذلك؟

كان سوبارو يعلم ذلك حق المعرفة، ولكنه وبالرغم من معرفته لم يستطع قبول الطعام.

كان التوقف عن التفكير في المستفيد الخاص بك باعتباره المتبرع هو أدنى شيء يمكنك القيام به.

جلب اهتمام إيميليا القليل من الدفء إلى قلب سوبارو.

كانت إيميليا هي الواحة الوحيدة التي وجدها سوبارو في مثل هذا العالم الغامض. بعد أن فقد سوبارو كل شيء كان يعلق آماله به، لم يكن لديه مكان آخر يلجأ إليه.

بدأ اعترافه، وفي اللحظة التي ظن أنه سيقولها.

“-“

تركت بياتريس خلفها كلمات ساخرة وهي تمر عبر الباب. أما سوبارو الذي كان الدم يتدفق إلى رأسه من بسبب تصرفها فقد بدا وكأنه يركل كرسيه بينما قفز ووصل نحو الباب. لقد تردد لثواني قليلة فقط ، لكن …

خطرت في باله فكرة صغيرة، ربما كان عليه أن يكشف لإيميليا حقيقة العودة بالموت؟

“لقد أبرمت ميثاقًا ينص على حمايتك، إن قيامك بإلقاء نفسك من على جرف لتقتل نفسك سيكون إهانة لكرامتي “.

“هذا صحيح…”

كلاهما كانتا تمسكان بيدي سوبارو أثناء نومه. لقد كانتا متواجدتين في الحلقة الرابعة قبل أن يحدث أي شيء في قصر روزوال، بعد أن رأيا سوبارو يتألم في نومه، كلاهما أشفقا عليه وأعطياه قدراً ضئيلاً من التعاطف.

بعد أن فكر سوبارو في الأمر مليًا،  أدرك أنه حاول تغيير واقعه المسدود بمفرده حتى هذه اللحظة، ولم يجد سوى مصير لا مفر منه .. وهو البقاء عالقًا بين الحاضر والماضي.

“انتظر-!”

يتطلب اختراق هذا الجمود تغييرًا جوهريًا.

بدا أن الجرف يدعوه لذا اتجه نحوه وهو يترنح ويسحب قدميه. كانت الرياح قوية لذا استخدام كم سترته لحماية نفسه من الرياح المعاكسة القوية ووقف على حافة الجرف محدقًا في السماء الزرقاء وراءه. كان خلفه كان منحدر تصطف على جانبيه الصخور الحادة أعمق بعشرات الأمتار عنه، إذا سقط من هذا الارتفاع ، فلن يستقبله سوى الموت. كان سوبارو يلهث بشدة وهو ينظر إلى الصخور أدناه قادرًا على تصور موته بدقة. سمع دقات القلب العالية التي نسيها مرة أخرى، وأطلقت رئتاه الهواء الذي كانتا تحتجزانه. كان جسده كله مبلل بالعرق مما جعل سوبارو يشعر بالبرد وهو يغلق عينيه.

ربما كان الحل هو تكوين رابطة ثقة مع طرف ثالث، شخص يمكنه الاعتماد عليه؟

لم يتذكر سوبارو ما تحدثوا عنه، لكنه شعر وكأنه قد تم تقييمه وكأنه مزهرية باهظة الثمن، لم يكن يعرف ما إذا كان هذا فقط هذه المرة أو ما إذا كان قد حدث من قبل ولم يلاحظ ذلك.

“- إيميليا ، هناك شيء أريد أن أخبرك به.”

“واو اكتشفت ذلك من المرة الأولى.”

بدت الغيوم وكأنها تنفصل حيث انفصلت داخله مشاعر التردد وعدم الارتياح.

لابد أنه تسخير أنه تمت استجابة إحدى دعواته .. مما يعني بالتأكيد وجود جنة يجب أن يكون ممتنًا لها.

عند سماع نبرة صوت سوبارو تنخفض هكذا جلست إيميليا على كرسي ونظرت إلى سوبارو بوجه متوتر بقلق.

في تلك اللحظة ، لم يشعر سوبارو بالحاجة إلى التعبير عن شعور هذا الألم بالكلمات.

بمشاهدة انعكاس نفسه في عينيها البنفسجتين، فكر سوبارو عندها في الكيفية التي يجب أن يبدأ بهذا.

إذا غادر القصر، فسيتم إسكاته نهائياً. كان ذلك أمرًا مؤكدًا ولكن، حتى لو بقي في القصر فلن يتمكن من تجنب التحول إلى لحم مفروم في المستقبل القريب.

كيف له أن يبدأ بالتحدث عن العودة بالموت؟ ربما على سوبارو أن يعلم أولاً ما إذا كان شيء مماثل قد حدث لأشخاص آخرين في ذلك العالم أيضًا؟

غير قادر على الشعور بذراعيه أو ساقيه.. أطلق صرخة غليظة ومتألمة كما لو كان هنالك شخص ما يفرك أمعائه كما يفرك الغسيل بالماء.

لقد كانت قصة مضحكة حقًا، وكان من المحتمل أن تعتقد أنها كانت مزحة ثقيلة.

لكن إيميليا ستستمع إلى سوبارو وهو يتحدث، أليس كذلك؟ علق سوبارو آماله على ما سيحدث بعد ذلك

“ماذا حـ  …”

– لقد تحدث معها عن العودة بالموت، وأنه يأمل أن تقرضه قوتها.

بينما لم يترك سلوكها مجالًا لكلمات الشكر بقي سوبارو ممتنًا وسعيدًا.

فتح سوبارو فمه رغم أنه مدرك جيدًا لموقفه وأنها ممتنة له.

“سوبارو، من فضلك. إذا كان هناك شيء يمكنك القيام به لرام وريم … من فضلك افعله “.

سيغيرون هذا الوضع المربك، وسيقاتلون ضد القدر وينتصرون … معًا.

أخبرته حواس جسده الأشعث بالكامل أن الدم كان يتحرك إلى كل أطرافه.

– أو هكذا اعتقد.

“و-وقت مستقطع! وقت مستقطع! أيمكننا التوقف؟ إنه يدخل إلى حلقي بطريقة خاطئة …! “

 “إيميليا. أنا م – “

“ماذا تفعل ، على ما أفترض؟! ترغب في الموت، على ما أظن ؟! “

بدأ اعترافه، وفي اللحظة التي ظن أنه سيقولها.

تركت بياتريس خلفها كلمات ساخرة وهي تمر عبر الباب. أما سوبارو الذي كان الدم يتدفق إلى رأسه من بسبب تصرفها فقد بدا وكأنه يركل كرسيه بينما قفز ووصل نحو الباب. لقد تردد لثواني قليلة فقط ، لكن …

“ــــ”

كان يأمل في حدوث هذه الفرصة..  إذا استقبلهما صباح اليوم الخامس، فيمكنهما الوفاء بالوعد الذي قطعاه.

شعر قلب سوبارو بعدم الارتياح، وأن هنالك خطب ما.

 

تساءل ما الخطب، ولكنه علم السبب فورًا، الأصوات.. لقد اختفت كلها، لم يعد هنالك أية أصوات في المكان.

“في مثل هذا الوقت. هل أنا أحمق؟ … أجل ، أنا أحمق “.

نبضات قلبه، وأنفاس إيميليا، وأصوات الصباح التي تتسلل من خلال النافذة، كلها اختفت من هذا العالم.

“مستاءتان، هاه؟ كلا ، لم تفعلا أي شيء … لا يوجد شيء بيني وبنهما أصلًا”.

وكان هذا مجرد مقدمة لما سيأتي.

“ماذا تفعل ، على ما أفترض؟! ترغب في الموت، على ما أظن ؟! “

– بعد ذلك حدث للصورة ما حدث للصوت، واختفت من العالم أيضًا، مر الوقت ببطء كما لو أن اللحظة ستستمر للأبد فالثانية التالية لم تأتِ أبدًا.

“يا لها من نكتة، أتنسين أمر رجل يجلس أمامكِ مباشرة ..؟”

بقي تعبير إيميليا الجاد جامدًا أمام عينيه بلا حراك. كانت أشبه بتمثال جليدي الذي لن يقوم بحركته التالية أبدًا.

“-سأقتلك!!”

حتى سوبارو بقي كما هو،  لم يستطع تحريك حتى فمه وعيناه.

خفضت بياتريس رأسها قليلاً عند سؤال سوبارو. “هذا هو الميثاق الذي أبرمته.”

اختفى الصوت، وتوقف الوقت، ولم يستطع  سوبارو حتى مد يده طلبًا للرحمة.

تقلبت ملامح وجه سوبارو عندما ذكر عنده اسمين لم يرغب في سماعهما.

لسبب ما، استمر عقل سوبارو فقط بالعمل خلال تلك الظاهرة التي تفوق فهمه.

– وفجأة أتت ..

-غبي جدا. كانت أفكاره متضاربة حتى ذلك الحين.

سحابة سوداء تغطي حدود رؤيته جعلت سوبارو غير غادر على الرمش بعينه حتى.

ألم. مرح. ألم. مرح. ألم. ألم. ألم-

في عالم لا يمكن أن يتحرك فيه شيء كانت السحابة وحدها هي ما يتحرك، تلوت السحابة وغيرت شكلها حتى أصبحت أشبه بتلته يمكن حملها في راحة يديه. شيئًا فشيئًا أخذت ملامح السحابة بالتشكل حتى توقفت

 

– ليظهر لسوبارو شيئًا كالكف أسود.

“هوااه، لقد كنت حقًا …”

كان الكف بخمسة أصابع وبلا ساعد، ولكن كان من المؤكد أن بإمكانه تشكيل الساعد إن أراد .

 

تحركت الأصابع السوداء لتسبح بانسيابية مشكلة شكل يد في الهواء فما كان من عقل سوبارو إلا وأن لهث عندما رأى إلى أين تتجه.

تنهدت بياتريس بينما انحنى سوبارو أمامها.

وصلت الأصابع السوداء ببطء إلى صدر سوبارو … وبدا أنها تغوص في أعماقه.

مع ذلك الهمس الخافت ، اختفى العالم المظلم فجأة آخذًا الظل وعقله معه.

شعر سوبارو بشعور في روحه، شعور بأصابع تسحق أعضائه الداخلية ، وتضرب قفصه الصدري …

“كل المواثيق ، هي أشياء أرغب فيها ، على ما أفترض”.

سيطر الانزعاج وعدم الارتياح على سوبارو، ولكن السحابة السوداء لم تتوقف عن الحركة.

السؤال لا معنى له.

كان الأمر كما لو أن السحابة لم تعثر على ما كانت تبحث عنه، وكان عليها البحث أعمق وأعمق داخل سوبارو.

لقد فقد دمه، لقد فقد حياته، لقد مات.

– مهلا ، توقف عندك

استمع سوبارو إليها في صمت، مدركًا فيما بعد أنه كان يحدق باهتمام في كل تفاصيل وجه إيميليا وأفعالها.

أبى الصوت أن يخرج من جسده الذي لم يستطع المقاومة، فأطلق عقل سوبارو صرخة مدوية.

كان هناك شيء حار يندفع من أعماق أعين سوبارو، فتح عينيه لإعطاء دموعه مكانًا للجري وحاول يائسًا منعها من التدفق.

– هذا ليس مضحكا.

– هذا ليس مضحكا.

اهتز سوبارو كل شيء حتى أبعد من أحشائه، حتى صميم كيانه.

3

هل يمكن لأي شخص أن يقول بكلمات لماذا تتألم أعضائه الداخلية؟

 

السؤال لا معنى له.

“إذا لماذا … لماذا قُتلت ريم …؟”

لا أحد يحتاج إلى التفكير في الأمر.

أمسك سوبارو بشعره بينما هب نسيم بارد ليأخذ نفسا من هواء الصباح المنعش.

في تلك اللحظة ، لم يشعر سوبارو بالحاجة إلى التعبير عن شعور هذا الألم بالكلمات.

“أظنني أتحدث عن الرائحة التي تدغدغ أنفي؟ سيكون من الحكمة تجنب مقابلة التوأم لبعض الوقت”.

كان الأمر بسيطًا حقًا، فبعد أن ضُغط على قلبه بلا رحمة، شعر وكأن روحه نفسها قد سُحقت.

أبى الصوت أن يخرج من جسده الذي لم يستطع المقاومة، فأطلق عقل سوبارو صرخة مدوية.

لم يستطع الصراخ ولم يستطع التلوي من الألم!

حتى لو كان لا معنى له فيما يتعلق بكسر الجمود …

 

“همم ، يا له من شعور رائع”

 

“ما الذي تقصده؟ قلت أنك ستأكل إذا فعلت هذا ، أليس كذلك؟ لذا كل، قلت لك (قل آه) وفعلت كل ما طلبته”.

“لمَ تستمرين في الحط من  قدر الناس حتى عندما لا تكونين مضطرة لذلك؟”

 

كان الأرشيف مليئًا بالكتب كالمعتاد ، وكان يفتقر إلى أي مكان مناسب للجلوس فيه. “كيف يفترض بي أن أقتل الوقت هنا …؟”

لم يكن هنالك سوى المعاناة، وبالإضافة إليها جاء شيء جعل سوبارو يتمنى أن يتمكن من الصراخ.

كان كلامها فيه تقليل كبير من شأنه، ولكن لم يكن منه إلا أن أثار المزيد من التساؤلات لدى سوبارو.

كان الألم يمزق الشخص المدعو “سوبارو”، كان عقله متوترًا ، ملتويًا ، وفي حالة انهيار. تم تقطيع سوبارو إلى أجزاء  غير قادر على تحكيم عقله حتى.

كانت بياتريس تحرك كم فستانها مما يدل على انزعاجها ، عندها أدرك سوبارو ما كانت تفعله بياتريس خارج القصر حيث مشت حتى وصولت إلى المكان الذي كان فيه.

“—بارو ،”

بدون تفكير ، تسرب صوت سوبارو من شفتيه كالأحمق، كانت يده تحمي عينيه من ضوء الشمس الثاقب من ضوء الصباح الذي استقبله.

“-؟”

لم يتذكر سوبارو ما تحدثوا عنه، لكنه شعر وكأنه قد تم تقييمه وكأنه مزهرية باهظة الثمن، لم يكن يعرف ما إذا كان هذا فقط هذه المرة أو ما إذا كان قد حدث من قبل ولم يلاحظ ذلك.

“سوبارو ، ما الخطب؟ لا تصمت هكذا فجأة، أنت تقلقني.”

ممر بياتريس سيمنع المهاجم من تحديد موقع سوبارو، من المؤكد أن ريم لم يكن لديها وسيلة مؤكدة لخرق الممر بنفسها.

كانت يداها على فخذيه بينما كانت الجميلة ذات الشعر الفضي تحدق في عيني سوبارو بقلق.

ثم أدرك ما كان يحدث، فقد رفع شخص ما ذراعيه المتألمتين ولفهما.

بدا أن سوبارو توقف عن حبس أنفاسه عندما كان متأكدًا من أن أصابعه تتحرك كما يريد، لمس صدره بحذر شديد ، متأكدًا من الخارج أن قلبه ينبض بهدوء.

“… لدي شعور سيء ، حسنًا؟ اعتن بإيميليا جيدًا الآن “.

حرك جسده ثم أخرج صوته ولم يشعر بأي ألم في قلبه.

لم يكن يعرف ما إذا كان ذلك يعني أي شيء أم لا – لكنه اعتقد أن الأمر يستحق المحاولة.

– لكن بقي الخوف.

“فهمت ، لذلك جاءت بياتريس لتعتذر، أنا سعيدة فقد أحسنت عملًا”

هوى سوبارو في حالة من اليأس إذ أن أمله الوحيد تمزق إلى أشلاء.

لطف بياتريس المغلف بالقسوة شق طريقه بعمق في قلبه. كانت تعبيرات بياتريس باردة ، ونظراتها مستفزه، وكأنها تنظر إلى مصدر إزعاج. ومع ذلك ، فإن لطفها والنية وراء كلماتها لم يسبق لسوبارو أن رأى مثله مثيل. لا شك أن بياتريس قالت الحقيقة، إذا أراد الفرار ، فستوافق وتساعده. لم يكن يعرف ماذا ينتظره بعد فراره، لكن لا يمكن أن يكون الأمر أسوء من هذا.

مجرد التفكير في تحديه للمرة الثانية جعله يرى السحابة السوداء المتمايلة في ذهنه.

لم يكن يريد الموت، فقد كان يكره الألم، والمعاناة ، والحزن ، والخوف الناتج عن ذلك؟

لم يكن أمام سوبارو خيار سوى مواجهة الحقائق.

لقد قضى سوبارو معهما ما يقرب من عشرين يومًا، لم يعرفا ذلك ولم يتمكن من إخبارهم. لكن تذكرت سوبارو. حتى وإن كانوا قد نسوا تلك الأيام، فإن روح سوبارو ما تزال تتذكرها. لقد رآهم، وضحك معهم وأمضى الوقت معهم. لقد سار سوبارو مع رام وريم أيضًا- تلك العوالم كانت موجودة بالفعل. ولهذا السبب –

غير قادرة على كبح مشاعرها، وضعت إيميليا راحة يدها على وجه سوبارو ، في حيرة عندما طرحت سؤالا متردد.

رفعت بياتريس حاجبيها بشكل مريب، لم يمد سوبارو يده اليمنى أمامه فحسب ، بل مد يده اليسرى أيضًا. كان من الصعب على شخص واحد أن يمسك بكلتا يدي شخص نائ،. كان يشك في أن شخصًا ما يمكن أن يستلقي على سرير إلى جانبه ويمسك بيديه دون صعوبة.

“- ماذا بك؟ كنت تتصرف بغرابة للتو، إن كان هنالك شيء ما … “

فلماذا شعر أن أحدًا ما كان يمسك بكلتا يديه؟ كان السبب بسيطًا.

“-اريد ان اطلب منكِ خدمة.”

“-اريد ان اطلب منكِ خدمة.”

قطع صوت سوبارو كلام إيميليا القلق بينما رمى نفسه مستلقيًا وأشاح بوجهه عنها،

“صحيح، أهناك أي كتب مكتوبة هنا بطريقة “آي” فقط؟ “

لم يستطع مواجهتها قد تكون ملامحه مروعة.

“ولمَ قد أعتذر لك ، على ما أفترض؟ وفوق كل شيء،  لن أغادر حتى يتم إزالة سوء الفهم هذا “.

إن  نظر إلى إيميليا في حالته العاطفية الحالية ، فلم يكن هناك ما يمكن أن يقوله لها.

كان بإمكان سوبارو استشعار التوتر السحري بينهما، ولم يلبث إلا وأن أصبح على الهامش بسبب تزايد العداء بينهما.

من خلال العمل بكامل طاقته للحفاظ على ثبات عقله ، تمكن سوبارو من قول شيء واحد فقط.

“ماذا تفعل ، على ما أفترض؟! ترغب في الموت، على ما أظن ؟! “

تخلص من الكلمات التي كان يريد أن يقولها، كما تخلص من المشاعر التي أرادها أن تسمعها.

“بالداخل.”

بل رمى كل شيء بعيدا.

شعر سوبارو بشعور في روحه، شعور بأصابع تسحق أعضائه الداخلية ، وتضرب قفصه الصدري …

“لا علاقة لي بأي شيء.”

كانت رام تحدق في سوبارو تاركة الغابة خلفها.

بلا هوادة  كان هذا كل ما قاله وهو يتقلب على السرير، لم ينظر حتى إلى ردة فعل إيميليا المصدومة.

اجتاح الألم قلب سوبارو عندما رأى النظرة على وجه رام ممتلئة بالكراهية. بينما كانت تقف هناك لم يكن لدى رام أي يوحي بالدقة والانضباط كما كانت عادتها. لقد كانت فروع الأشجار قد مزقت وخرقت تنورتها، كما لم يكن هناك أي أثر لغطاء الرأس الذي كانت ترتديه، أما شعرها الوردي الذي أفسدته الريح فقد جماله المعتاد.

دون وعي  أدركت سوبارو حقيقة واحدة في اللحظة التي لمس كفه صدره.

“آه-“

– لن يُسمح له بالتحرر، كان سوبارو وحيدًا وسيبقى وحيدًا.

“___”

3

حوّل روزوال نظره فجأة من سوبارو إلى المشهد المؤلم داخل الغرفة. بالنظر إلى جانب وجهه، فقد علم سوبارو إلى أي مدى أصبح وضعه محفوفًا بالمخاطر. لم يكن لدى سوبارو أي طريقة لإثبات براءته، فهذه المرة لم يفعل سوبارو شيئًا لكسب أدنى قدر من ثقة الآخرين. شدّت إيميليا قبضتها وتحدثت بصوت قلق.

 

للحظة سمحت هذه المشاعر لسوبارو بنسيان المشهد الموجود أمام عينيه، لكن اللحظة مرت عندما تجلت أمامه الحقيقة المروعة ، وهي حقيقة لم يجد مكانًا يهرب منها

بعد أن تخلص من إيميليا ، بدأ سوبارو بشكل كئيب حلقته الرابعة.

– هذا ليس مضحكا.

ذهب روزوال إلى غرفة سوبارو بعد أن علم أنه آذى إيميليا ببيانه القاسي.

بينما لم يترك سلوكها مجالًا لكلمات الشكر بقي سوبارو ممتنًا وسعيدًا.

لم يتذكر سوبارو ما تحدثوا عنه، لكنه شعر وكأنه قد تم تقييمه وكأنه مزهرية باهظة الثمن، لم يكن يعرف ما إذا كان هذا فقط هذه المرة أو ما إذا كان قد حدث من قبل ولم يلاحظ ذلك.

“من يهتم بذلك؟ من يهتم؟!”

“سأعاملك كضيف للفترة التي تريدها” شعر سوبارو أن روزوال قال شيئًا مريحًا أشبه بهذا، كما شعر أن التفاصيل لم تعد مهمة.

فجأة ، تلاشى التوتر في جسد سوبارو.

إذا غادر القصر، فسيتم إسكاته نهائياً. كان ذلك أمرًا مؤكدًا ولكن، حتى لو بقي في القصر فلن يتمكن من تجنب التحول إلى لحم مفروم في المستقبل القريب.

“الآن بعد أن ضاع نصف إحداهما، لا يمكنهما العودة شخصًا واحدًا للأبد، ومن غير المرجح أن يغفر روزوال ذلك أيضًا “.

شعر أن لعبته المحفوظة كانت ذات نهاية سيئة، ولكن حقيقة أنه كان يعيش فيما هو أشبه بالحفظ التلقائي جعلته أكثر وحشية.

لم يستطع الكلام، بل بالأحرى لم يستطع إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن فرحته، وأخيرًا قاطع فرحت سوبارو الجوفاء صوت أشبه بصوت الجرس “—سوبارو؟”

“___”

اتسعت عينا سوبارو لدى سماعه كلمة لعنة ، الكلمة التي يعتقد المهرج أنها سبب الوفاة. الموت بسبب الوهن عن طريق لعنة: كان هذا هو السبب المباشر لوفاة سوبارو خلال الحلقة الأولى والثانية، بعبارة أخرى ، مات ريم بنفس اللعنة التي قتلت سوبارو سابقًا.

بقي سوبارو على قمة السرير ولم يتحرك كثيرًا، لكن أنفاسه كانت سريعة وخشنة.

“… سوبارو.”

استخدم سوبارو القلم المصنوع من الريش لطعن يده عدة مرات بسبب خوفه من النوم، كلما شعر أن جفناه أصبحا أثقل، كان يجبر وعيه على الاستيقاظ باستعمال الألم، لن يعلم ما سيستيقظ عليه إن نام.

بدت بياتريس يافعة جدًا لكنها كانت هنا بسبب ميثاق  – لسبب ما ، شعرت سوبارو بشيء مثل وجع لا يطاق في عمق صدره عندما نظر إليها.

لقد مات ثلاث مرات بالفعل.

كانت بياتريس تحرك كم فستانها مما يدل على انزعاجها ، عندها أدرك سوبارو ما كانت تفعله بياتريس خارج القصر حيث مشت حتى وصولت إلى المكان الذي كان فيه.

في حلقة العاصمة الملكية، لم يمت أكثر من ثلاث مرات،  بالنسبة إلى سوبارو الذي وصل إلى المرة الرابعة وقد يموت فيها .. فقد كان يجهل ما سيحدث له إن مات.

بل رمى كل شيء بعيدا.

– إذا مات هذه المرة، فقد لا يعود أبدًا.

بعد أن سخرت من مشهد سوبارو المشين وتلقت رده الكئيب بدورها، ضاقت عينا بياتريس قليلاً.

لم يستطع إيجاد طريقة لتجنب الموت، ومع ذلك ، لم يكن يريد أن يموت.

– على الأقل في ذلك العالم.

لم يثق في الجميع وناضل ضد الجميع في كفاحه اليائس من أجل العيش، لقد نسي مرور الوقت  حتى زقزقت معدته الفارغة، وأصبح سوبارو يحرص على البقاء ببساطة .. ولا شيء آخر.

“-“

شعرت بأن ألم جرحه أشبه بتأكيد على وجوده، اختفت المسافات بين الطعنات في يده.

ردت بياتريس بعنف بينما أبعدت يد سوبارو التي كانت تمسك بها كانت بياتريس ترتدي نفس الفستان الذي اعتادت ارتداءه وهو ما بدا في غير محله على قمة الجرف. كانت أشبه بلوحة المناظر الطبيعية حيث تبرز فتاة صغيرة وحيدة.

ألم. مرح. ألم. مرح. ألم. ألم. ألم-

الطريقة التلقائية التي حملت بها إيميليا الحساء إلى شفتيه دون إهدار أي قطرة على الإطلاق جعلته يتساءل عما إذا كانت قد شاركت في مسابقة للتغذية السريعة أو شيء من هذا القبيل. حاول سوبارو مواكبة ملعقة تلو الأخرى قبل أن يلوح بيده لها بيده”

فجأة، ارتفع وجهه عندما سمع فجأة صوت فتاة صغيرة.

استخدمت الملعقة في غرف بعض الحساء الذي كان لا يزال دافئًا إلى حد ما ، ووجهته برفق نحو فم سوبارو.

“- لديك بالتأكيد نظرة جبانة تعلو وجهك.”

كانتا عيناها مفتوحتان على وسعهما، ارتجف لسان بياتريس لتستدير باضطراب أمال سوبارو رأسه قليلاً وهو ينظر إليها.

كانت تلك الفتاة تقف عند المدخل متكئة عليه، وترمق سوبارو بنظرة كما لو كانت تحدق في وحش.

خفضت بياتريس رأسها قليلاً عند سؤال سوبارو. “هذا هو الميثاق الذي أبرمته.”

بياتريس، التي لم يقابلها بعد ولو مرة واحدة خلال هذه الحلقة ، جاءت لزيارته.

حركت بياتريس بإصبعها وهي تتكلم، وفي اللحظة التالية شعر سوبارو بالتعب والانهيار.

تصاعدت يقظة سوبارو في ظل التغيير غير المسبوق للظروف.

لم يستطع إيجاد طريقة لتجنب الموت، ومع ذلك ، لم يكن يريد أن يموت.

“- إذا فأنتِ من أتى لي هذه المرة؟”

الطريقة التلقائية التي حملت بها إيميليا الحساء إلى شفتيه دون إهدار أي قطرة على الإطلاق جعلته يتساءل عما إذا كانت قد شاركت في مسابقة للتغذية السريعة أو شيء من هذا القبيل. حاول سوبارو مواكبة ملعقة تلو الأخرى قبل أن يلوح بيده لها بيده”

أدرك متأخراً أن صوته كان منخفضًا ومتخربطًا. فقد حمل صوته عداءً أكثر مما كان يتصور،  لربما كان صوته يعبر عن شعوره بأنه يعيش في عالم ملعون.

“هذا صحيح…”

“يا لك من أحمق، أن تضيع فرصة كهذه غضون يوم أو يومين.”

تأوه، وضرب والتفت، كان يصدر أصوات معاناة بينما كان العرق يبلل جسده بالكامل، منغمسًا في البكاء والأصوات الخافتة ، كانت روحه تتدحرج إلى أسفل ، أسفل ، أسفل ، وعندما تم قطع الخيط الأخير ، بالتأكيد لن يبقى شيء.

“لم يطلب أحد منكِ ذلك – لماذا أتيت؟”

“… سوبارو.”

بعد أن سخرت من مشهد سوبارو المشين وتلقت رده الكئيب بدورها، ضاقت عينا بياتريس قليلاً.

صرخ سوبارو من الألم ، بعد أن تعرض للركل بعنف تلاه هبوط شديد على الأرض.

“… طلب مني باك وتلك الفتاة الصغيرة أن أقوم بزيارتك.”

أغمض عينيه وفكر مرة أخرى في أيامه التي قضاها في القصر. آنذاك، ألم تكن هناك لحظات اقتربت فيها سوبارو والاختان من بعضهما البعض؟

“باك و … إيميليا؟”

بعد أن دمرت حماقته واحته، فما المشكلة في رمي كل شيء والهرب؟

“كنت تتصرف بغرابة منذ أن استيقظت ، على حسب قولهم، لذا اشتبهوا في أنني قد فعلت شيئًا لك عندما استيقظت لأول مرة. كان تصرفهم وقح إلى حد ما إذا جاز لي القول “.

وبدلاً من مغادرة الغرفة، توجهت نحو السرير، كان سوبارو على وشك أن يزيد من التشكي عندما …

ما قالته صحيح فقد كانت بياتريس بريئة ، لكن هذه الأشياء لم تنفع مع سوبارو.

“-“

من المؤكد أن كلمات سوبارو القاسية قد آذت إيميليا، رغم ذلك بقيت قلقة عليه لدرجة أنها تحدثت مباشرة إلى بياتريس بالرغم من أن شكوكها قد لا تكون في محلها؟

سيطر الانزعاج وعدم الارتياح على سوبارو، ولكن السحابة السوداء لم تتوقف عن الحركة.

نتيجة لذلك ، كانت أظهرت بياتريس نفسها في غرفة سوبارو على مضض بعد أن طلبوا منها المساعدة، واستخدموا باك لأنهم يعلمون أنه نقطة ضعفها.

بلا هوادة  كان هذا كل ما قاله وهو يتقلب على السرير، لم ينظر حتى إلى ردة فعل إيميليا المصدومة.

جلب اهتمام إيميليا القليل من الدفء إلى قلب سوبارو.

 

حتى لو كان لا معنى له فيما يتعلق بكسر الجمود …

“كان ذلك رائعًا.”

“فهمت، أنا بخير الآن، لقد أتيتِ للاعتذار وهذا يكفي”

في اللحظة التي امتلأ قلب سوبارو باليأس، أدرك أن بياتريس كانت إلى جانب السرير وقد مدت  يدها الصغيرة.

التوت شفتا بياتريس بينما حاول سوبارو إبعادها.

– على الأقل في ذلك العالم.

“ولمَ قد أعتذر لك ، على ما أفترض؟ وفوق كل شيء،  لن أغادر حتى يتم إزالة سوء الفهم هذا “.

شعر عقل سوبارو فورًا بشيء من الراحة ، وغرق وعيه في نوم عميق.

وبدلاً من مغادرة الغرفة، توجهت نحو السرير، كان سوبارو على وشك أن يزيد من التشكي عندما …

تحركت الأصابع السوداء لتسبح بانسيابية مشكلة شكل يد في الهواء فما كان من عقل سوبارو إلا وأن لهث عندما رأى إلى أين تتجه.

“- همم؟”

“- رائحة الساحرة، قد يكون أنفك مكسور؟ “

راقبها سوبارو وهي تحرك أنفها وتميل رأسها. لو بقيت صامتة لبدت ساحرة الجمال ، لكن …

******

بدت بياتريس مستاءة من التحديق في وجهها وغطت وجهها بكفيها بينما مازالت تحدق في سوبارو.

تساءل ما الخطب، ولكنه علم السبب فورًا، الأصوات.. لقد اختفت كلها، لم يعد هنالك أية أصوات في المكان.

“وجهك ليس باهتًا فحسب، بل قذر أيضًا .. أو بالأحرى جسدك كله كذلك”.

 

“-هاه؟”

بدت حركة سوبارو الصغيرة وكأنه محاولة للفرار في نظر تلك الفتاة التي غرقت عيناها بالدموع. هبت عاصفة من الرياح على الفور جعلت الباب يهتز بشدة -وأدت إلى تساقط شعر سوبارو على الأرض في اللحظة التي دفعته العاصفة المفاجئة إلى إغلاق عينيه- منذرة بألم حاد إثر جرح على خد سوبارو.

“أظنني أتحدث عن الرائحة التي تدغدغ أنفي؟ سيكون من الحكمة تجنب مقابلة التوأم لبعض الوقت”.

“بالداخل.”

ضغطت بياتريس على أنفها ولوحت بيدها الحرة كما لو كانت تبعد رائحته كريهة.

“لقد أبرمت ميثاقًا ينص على حمايتك، إن قيامك بإلقاء نفسك من على جرف لتقتل نفسك سيكون إهانة لكرامتي “.

“-“

لم يكن أمام سوبارو خيار سوى مواجهة الحقائق.

لكن عقل سوبارو لم يستطع تجاهل كلمة رائحة

“لماذا ماذا، على ما أفترض؟”

رائحة. من المؤكد أن شخصًا ما قد استخدم هذه الكلمة في نهاية الحمام الثالث –

ثم أدرك ما كان يحدث، فقد رفع شخص ما ذراعيه المتألمتين ولفهما.

“رائحة تصدر مني …؟”

السؤال لا معنى له.

“- رائحة الساحرة، قد يكون أنفك مكسور؟ “

“ما الذي تقصده؟ قلت أنك ستأكل إذا فعلت هذا ، أليس كذلك؟ لذا كل، قلت لك (قل آه) وفعلت كل ما طلبته”.

لقد تذكر تلك الكلمة، لقد هذه المفردة سابقًا. مما يعمي يعني –

خطرت في باله فكرة صغيرة، ربما كان عليه أن يكشف لإيميليا حقيقة العودة بالموت؟

“أتعنين ساحرة الغيرة؟”

كان يظن أن هذا اليوم أصبح بعيد المنال لدرجة أنه لن يبلغه

“في يومنا و عصرنا هذا ، لا يوجد أي شخص يطلق عليه (ساحرة) عداها على ما أظن”

– لقد تحدث معها عن العودة بالموت، وأنه يأمل أن تقرضه قوتها.

كان كلامها فيه تقليل كبير من شأنه، ولكن لم يكن منه إلا أن أثار المزيد من التساؤلات لدى سوبارو.

بياتريس، التي لم يقابلها بعد ولو مرة واحدة خلال هذه الحلقة ، جاءت لزيارته.

“ولماذا تنبعث هذه الرائحة مني؟”

جعل تعاطفها سوبارو يشعر بالخجل من نفسه أكثر. لقد انحازت إيميليا إلى سوبارو حتى في مثل هذا الضرب القاسي بالرغم من أن سوبارو قالت لها مثل تلك الأشياء الفظيعة في بداية الأسبوع ، على الرغم من أنه كان لا يزال يمسك لسانه في صمت …

“من يدري؟ ربما أعجبت الساحرة بك ، أو ربما تكره رؤيتك. في كلتا الحالتين فإن قيام الساحرة بمعاملتك معاملة خاصة سيجعلك مغناطيسًا للمشاكل”.

ألم. مرح. ألم. مرح. ألم. ألم. ألم-

أراحت بياتريس كتفيها، أشار سلوكها الكئيب إلى أن أي حديث إضافي عن ذلك الموضوع غير مرحب به.

لقد كان افتراضًا لا أساس له، ولكن بناءً على الأدلة الظرفية كان ذلك هو الاستنتاج الوحيد المعقول. إذا كان سوبارو هو الهدف لأسباب تتعلق بالخلافة الملكية ، فيمكنه فهمها على أنه هجوم استباقي وعشوائي على صف إيميليا. أما الضحية فقد كانت عشوائية سواء كان سوبارو أو ريم.

ساحرة – كائن منبوذ في جميع أنحاء العالم لدرجة أن الحكاية الخيالية “ساحرة الغيرة” لن تذكر اسمها حتى.

“فهمت ، لذلك جاءت بياتريس لتعتذر، أنا سعيدة فقد أحسنت عملًا”

لكن لم يكن لسوبارو أي صلة بالساحرة أو القصة، لقد قرأ عنها في كتاب فقط.

“النوم في اليوم الرابع والذي يعد الأكثر أهمية .. قد تكون لدي بالفعل رغبة في الموت “.

بدون وجود أي ذكرى لمقابلته الساحرة لذا لم يعلم بطبيعة الحال يكف له أن يكون قد حمل رائحتها دون لمسها.

“أعني … لا ، لا بأس، لا بأس ، فقط … تعال معي “.

– لقد ذكرت ريم سابقًا أن رائحة الساحرة الكريهة تنبعث منه، أليس كذلك؟

كان الأمر كما لو أن السحابة لم تعثر على ما كانت تبحث عنه، وكان عليها البحث أعمق وأعمق داخل سوبارو.

لقد شعر أن ذلك العداء الصادر منها كان مرتبطًا جزئيًا برائحة الساحرة. إذا كان الأمر كذلك، فقد أكسبها كراهيتها عن طريق شيء لا يذكره، مع تراكم الافتراءات، شعرت أنه ليس لديها خيار سوى إسكاته.

“لقد أبرمت ميثاقًا ينص على حمايتك، إن قيامك بإلقاء نفسك من على جرف لتقتل نفسك سيكون إهانة لكرامتي “.

بعد أن أدرك سوبارو أن هذا الشيء كان خارج سيطرته تنهد مطولاً

حتى لو كان لا معنى له فيما يتعلق بكسر الجمود …

بقي سوبارو صامتًا فنظرت بياتريس إليه عندما وصلت إلى مقبض الباب.

”استجمعت بعضًا من هدوءك، أخيرا استسلمت لمصيرك؟ “

“إذا لم تكن تعاني من شيء سأغادر، عليّ إخبار باك أننا أجرينا محادثة وحللنا الأمر على ما أعتقد”

“- لا تلمسها!”

بدت مستعدة للاختفاء في الممر عندما صرخ لإيقافها.

في اللحظة التي امتلأ قلب سوبارو باليأس، أدرك أن بياتريس كانت إلى جانب السرير وقد مدت  يدها الصغيرة.

“انتظري لحظة.”

“-“

بدت بياتريس مستاءة بشكل واضح وهي تنظر إليه، تابع سوبارو حديثه باستياء،

“لم يطلب أحد منكِ ذلك – لماذا أتيت؟”

“تشعرين بالسوء حيال ما فعلته بي ، أليس كذلك؟”

“-“

لم يكن يعرف ما إذا كان ذلك يعني أي شيء أم لا – لكنه اعتقد أن الأمر يستحق المحاولة.

“يا لها من مزحة قديمة مستهلكة، أنت مميز نوعًا ما لتمكنك من المزاح في موقف كهذا!”.

رمقت بياتريس سوبارو نظرة حزينة حيث استلقى سوبارو على السرير وسألها مرة أخرى.

تأوه، وضرب والتفت، كان يصدر أصوات معاناة بينما كان العرق يبلل جسده بالكامل، منغمسًا في البكاء والأصوات الخافتة ، كانت روحه تتدحرج إلى أسفل ، أسفل ، أسفل ، وعندما تم قطع الخيط الأخير ، بالتأكيد لن يبقى شيء.

“هل تشعرين بالسوء حيال ذلك؟ نعم ام لا؟”

أن تقترب منه إيميليا هكذا بعد أن عاملها بأسلوب سيء جعله يشعر بتأنيب الضمير، لم تكن مبالغة القول أنه فكر فيها كآلهة .. كنوره الوحيد في عالمه المظلم.

“لا أظن ذاك”

عندما توقف أدرك أنه قد أصبح في الغابة، فبعد أن هرع للخروج من القصر خرج عن الطريق المؤدية إلى القرية ليجد نفسه تائهًا على طريق جبلي. حجبت السماء والأشجار الكآبة من حوله لتجعل سوبارو يعتقد أنه يشبه المكان الذي مات فيه في المرة الثالثة. في اللحظة التي تذكر فيها وفاته، ليظهر له الطريق الثالث في وجه

“سأخبر باك بذلك”

لقد اختفت الآلام الحارقة التي كانت في ساقه المقطوعة والندوب الناتجة عن السلسلة.

أعادت بياتريس وضع نفسها لتواجه سوبارو ، عقدت ذراعيها ورفعت أنفها في الهواء بتغطرس.

هوى سوبارو في حالة من اليأس إذ أن أمله الوحيد تمزق إلى أشلاء.

“آه … أشعر بتأنيب بسيييييييط”.

“… لدي شعور سيء ، حسنًا؟ اعتن بإيميليا جيدًا الآن “.

“سأسامحكِ إن قدمتِ لي معروفًا صغيرًا.”

اتسعت عينا سوبارو لدى سماعه كلمة لعنة ، الكلمة التي يعتقد المهرج أنها سبب الوفاة. الموت بسبب الوهن عن طريق لعنة: كان هذا هو السبب المباشر لوفاة سوبارو خلال الحلقة الأولى والثانية، بعبارة أخرى ، مات ريم بنفس اللعنة التي قتلت سوبارو سابقًا.

“… أستخبرني به، على ما أفترض؟”

“باك و … إيميليا؟”

“أيمكنكِ حمايتي حتى شروق شمس اليوم الخامس – أي صباح بعد غد؟”

“… سوف أندم على ذلك لبقية أيامي. قد تكون في أعلى مراحل يأسك عندما نمت هكذا؟ “

لقد كان طلبًا وقحًا يطلبه من فتاة تبدو أصغر منه.

“جيد والآن، ماذا نقول عندما ننتهي من الأكل؟ “

ظلت بياتريس صامتة لبعض الوقت في مواجهة طلب سوبارو الصادق.

“لا ، آسف ، لكنني بصراحة لا أعرف، هناك الكثير من الأشياء التي أجهلها. ولكن…”

“يا له من غامض إلى حد ما، هل هنالك شخص يسعى خلفك يا ترى؟”

امتد خلفه صوت صراخ فتاة شديد النبرة، ولم يميز عقل سوبارو أبدًا صوت أي فتاة هو. لقد كان عازمًا، ولكن الآن عملية تفكيره كانت في حالة يرثى لها كما لو أن أحدهم قد شتتها. خفق قلبه بقوة، لكن صوت صرير جسده طغى عليه وكأنه يخون عقله. شعر بثقل في أطرافه، كان يركض بكل قوته، لكن يبدو أن العالم كان يتحرك في حركة بطيئة، كان الأمر كما لو أن عقل سوبارو كان يؤجل نتائج تغيير رأيه لأطول فترة ممكنة.

كان السؤال الذي وجهته بياتريس متوقعًا، بقيت بياتريس تحدق في سوبارو ببصرها وهي تتجول في الغرفة.

“-“

“أولًا، لا أريد إثارة الفتنة في هذا القصر، فبالنسبة لي هذا القصر هو مكان يجب ألا أفقده على ما أظن”.

“لقد ماتت ريم بالفعل! لن تعود أبدًا! ما الجيد في كونك تعرف شيئًا واحدًا الآن ؟! “

“… لا أريد أن التسبب في أي مشكلة، أريد فقط إطفاء أي شرار يتطاير”.

بذهول تمعن في (اللاشيء) الذي في عقله، ربما لم تكن كلمة (تمعن) هي الكلمة الصحيحة. لم تكن العيون موجودة داخل عقله، ولا يديه ولا رجليه ولا أي جزء من جسده. كل ما تبقى هو عقله المعنوي العائم. لم يكن يعرف شيئًا أو يدرك شيئًا ، كل ما نظر إليه كان الظلام الأشبه بغرفة خاوية. غرفة عبارة عن عالم بلا أرضية أو سقف ، مغطاة بسواد شديد لدرجة أنها تتحدى الفكر. فجأة ، في عالم الظلام الأبدي ، كان هناك معنى.. إذ ظهرت صورة ظلية فجأة أمام عقله. كانت معالم الصورة الظلية نحيلة وسوداء كالبقية، وكان الجزء العلوي من الجسم أكثر تشويشًا إذ أن عقله كان يرفض إدراكه. مع تشكل المظهر البشري لذلك الظل، اكتسب العقل أول رغبة قوية له. شعر بصدمة بينما كان الظل يتحرك بلطف.. كما لو كان ينقل شيئًا إلى ذهنه. لم يفهم. لم يكن على علم بأي شيء. لكن لسبب ما لم يستطع عقله أن يتجنب الظل –

“مثل هذا العذر لا يأتي إلى من شخص يريد رمي مشكلة على أحد آخر؟”

كان هذا هو مدى تعرضه للإرهاق ، عقليًا وجسديًا.

“فقط هذه المرة، لا خيار آخر أمامي.”

“أنا من النوع الذي يفي دائمًا بوعوده”

تنهدت بياتريس بينما انحنى سوبارو أمامها.

“ماذا تفعل ، على ما أفترض؟! ترغب في الموت، على ما أظن ؟! “

كان سوبارو لا يزال منحنيًا حتى اعتقد سمع صوتًا يشبه إغلاق الباب.

“لقد كنت مرتبكًا آنذاك، أليس كذلك؟ هذا يحدث لأي شخص، ما باليد حيلة، عمومًا سيكون من دواع سرور رام وريم الاستماع إليك متى ما أردت”.

تم رفض طلب سوبارو وعادت بياتريس إلى أرشيفها.

“على الأقل، سأدعك تموت في مكان لا أراك فيه كي حتى لا تزعج أحلامي ، على ما أفترض. إذا كنت ترغب في الفرار فسوف آخذك إلى ما وراء الأفق “.

في اللحظة التي سمع فيها ذلك الصوت ، انقطع أمل سوبارو الضعيف.

اصطدمت يده المضطربة بشيء ما فكسرت أظافره ومزق ظاهر يده مما جعله ينزف. اندفع الألم الحاد إلى دماغه مما قلل إلى حد ما من قوة صراخه.

“أيمكنك مد يدك ، على ما أفترض؟”

 

في اللحظة التي امتلأ قلب سوبارو باليأس، أدرك أن بياتريس كانت إلى جانب السرير وقد مدت  يدها الصغيرة.

“الأمر يشبه قيامك بحيلة بسيطة، فقط لأن لديك بعض الموهبة وقوة أكثر وأدق قليلاً من الآخرين تقوم بالتباهي هنا وهناك… تصرفاتك طفولية للغاية لعلمك “

اندفع سوبارو بصدمة تامة ليمسك بيدها بالكامل مما تسبب بانزعاج بياتريس، عبست بياتريس وهي تنظر إلى ظهر يده المتضررة.

فجأة ، تلاشى التوتر في جسد سوبارو.

“مقزز، هل أنت منحرف يائس يسعد بإيذاء نفسه؟ “

لم تكن لديه طريقة لمعرفة الوقت أو حتى الشعور بمرور الوقت، لذا تساءل ما هو الوقت بحلول ذلك الوقت.

“لقد أقفل روزوال سوق الانحراف، كنت فقط أحاول صنع وشم لنفسي وأفسدت الأمر”.

تحركت الأصابع السوداء لتسبح بانسيابية مشكلة شكل يد في الهواء فما كان من عقل سوبارو إلا وأن لهث عندما رأى إلى أين تتجه.

“إن إحساسك الفني ومهاراتك وموهبتك في الكذب ضعيفة … لن تنقذك كذباتك هذه من أي شيء”

“آه ، لقد كنت هناك ، أليس كذلك؟ لقد نسيت على ما أعتقد؟ “

زفرت بياتريس ثم وضعت راحة يدها الصغيرة فوق يد سوبارو كما لو كانت تحاول تغطية جروحه، ثم دعته أصابعها الناعمة حتى تشابكت أيديهما.

لذا حبس سوبارو أنفاسه ثم دخل حيث وجد الصراخ مستمرًا بلا انقطاع مالئًا الغرفة بأكملها.

“- سألبي رغبتك، تم تشكيل الميثاق باسم بياتريس “.

 

بيان بياتريس الرسمي ترك سوبارو يحتار في اختيار كلماته. فجأة ، بدت الفتاة أمام عينيه مختلفة تمامًا عن ذي قبل.

“…لديك وجهة نظر، لا أعرف أيًا من الأشياء المهمة بينكما. ولكن…”

وبينما كانت أصابعها تمسك بأصابعه، فإن الدفء الذي نقلته إليه جعل عقله يرى هالة الغموض التي تحيط بها.

لم تكن لديه طريقة لمعرفة الوقت أو حتى الشعور بمرور الوقت، لذا تساءل ما هو الوقت بحلول ذلك الوقت.

“سواءً أكان مؤقتًا أم  لا، الاتفاق هو ميثاق – ربما تأثرت بطلبك غير المنطقي.”

“ولماذا تنبعث هذه الرائحة مني؟”

حررت بياتريس أصابعها وعقدت ذراعيها مرة أخرى. انحنى سوبارو أمامها ، وقمع طاقة العاطفة التي أصابته.

بدأ اعترافه، وفي اللحظة التي ظن أنه سيقولها.

لم يستطع وصف شعوره بالكلمات، لكنها تدفقت من بئر لا قاع لها في أعماق قلبه.

لكن عقل سوبارو لم يستطع تجاهل كلمة رائحة

لم يكن يعرف كيف يتعامل مع تلقيه الخلاص من أقل المصادر المتوقعة.

 

“بجدية … ستجعلني فتاة صغيرة أبكي …”

إذا غادر القصر، فسيتم إسكاته نهائياً. كان ذلك أمرًا مؤكدًا ولكن، حتى لو بقي في القصر فلن يتمكن من تجنب التحول إلى لحم مفروم في المستقبل القريب.

“ألا يمكنك التوقف عن قول فتاة صغيرة ، على ما أفترض؟ وأيضًا ، لن أسامحك أبدًا إذا قلت كلمة واحدة لـباك عن هذا الأمر “.

نظرت العيون الزرقاء والصفراء غير المتشابهتان إلى الأسفل مما يعكس صورة سوبارو فيها. ارتفعت عينا سوبارو عندما شعر أن نظرة روزوال الفاحصة كانت ترى في روحه.

“إذا هذا هو الجزء المهم لديكِ؟! يأسكِ هذا يجعلكِ أشبه بالممسوسين لعلمك “.

كانت رام تحدق في سوبارو تاركة الغابة خلفها.

ابتسم سوبارو ابتسامة مريرة ردًا على نظرة بياتريس العدائية.

غير قادر على تصديق النتيجة أمام عينيه ، فتح النافذة وكاد يكسرها.

بدأت حلقته الرابعة باليأس. لم تكن في هذه الحلقة سوى ابتسامة صغيرة، ولكنها كانت موجودة على الأقل.

“على الرحب والسعة.”

4

نظرت العيون الزرقاء والصفراء غير المتشابهتان إلى الأسفل مما يعكس صورة سوبارو فيها. ارتفعت عينا سوبارو عندما شعر أن نظرة روزوال الفاحصة كانت ترى في روحه.

 

“أتساءل هل ستتوقف عن الغمغمة؟ هناك المزيد من الأماكن المناسبة لذلك “.

بفضل تشكيل ميثاق مؤقت مع بياتريس شعر سوبارو ببعض الأمان البسيط ولكن الملموس. ومع ذلك فإن الظروف الملحة التي يعيشها لم تتحسن بشكل أساسي على الإطلاق.

– لقد تحدث معها عن العودة بالموت، وأنه يأمل أن تقرضه قوتها.

كما كان معتادًا، واصل سوبارو حياته كناسك في الغرفة التي حصل عليها، لم تكن بياتريس بالقرب منه لتحميه أربع وعشرون ساعة في اليوم.

اهتز سوبارو كل شيء حتى أبعد من أحشائه، حتى صميم كيانه.

كانت المشكلة هي ليلة اليوم الرابع يصبح الخامس، لتقليل الجهد اللازم لحمايته خلال ذلك الوقت، كان يخطط لمغادرة الغرفة وعدم إظهار وجهه حتى الساعة المحددة.

بعد أن سخرت من مشهد سوبارو المشين وتلقت رده الكئيب بدورها، ضاقت عينا بياتريس قليلاً.

في المقابل ، كانت إيميليا هي من يزور سوبارو مرارًا وتكرارًا ، وتومئ برأسها حاليًا أثناء جلوسها على جانب السرير بابتسامة ساحرة على وجهها.

خيم الارتباك على عقله، كان يظن أنه سيتخطى المصاعب وستتحسن الأمور يوما ما. كلا، لقد ظن أن الأوضاع تحسنت بالفعل، وبمجرد أن راودته هذه الظنون يجد هذا الموقف أمامه!

“فهمت ، لذلك جاءت بياتريس لتعتذر، أنا سعيدة فقد أحسنت عملًا”

أمسك سوبارو بشعره بينما هب نسيم بارد ليأخذ نفسا من هواء الصباح المنعش.

أن تقترب منه إيميليا هكذا بعد أن عاملها بأسلوب سيء جعله يشعر بتأنيب الضمير، لم تكن مبالغة القول أنه فكر فيها كآلهة .. كنوره الوحيد في عالمه المظلم.

“صحيح سأقو… كلا !! مهلا! باك هو الذي تحدث وليس إيميليا ، أليس كذلك؟! “

عندما زارته إيميليا مرة أخرى وحاول الاعتذار عن وقاحته التي بدرت منه، وجد أنها قد تجاهلت كلماته المروعة التي قالها.

“سأعاملك كضيف للفترة التي تريدها” شعر سوبارو أن روزوال قال شيئًا مريحًا أشبه بهذا، كما شعر أن التفاصيل لم تعد مهمة.

“لقد كنت مرتبكًا آنذاك، أليس كذلك؟ هذا يحدث لأي شخص، ما باليد حيلة، عمومًا سيكون من دواع سرور رام وريم الاستماع إليك متى ما أردت”.

غير قادر على تصديق النتيجة أمام عينيه ، فتح النافذة وكاد يكسرها.

لم يقدم سوبارو إجابة مناسبة على طلب إيميليا اللطيف الذي توصلت له في النهاية.

“… لدي شعور سيء ، حسنًا؟ اعتن بإيميليا جيدًا الآن “.

كان ولائهما لها عظيماً لدرجة أنهم يقتلون أي شخص فقط لمعرفته بحقيقة مزعجة عنه من شأنها أن تتسبب في أذية إيميليا.  لقد اختبر سوبارو ذلك بشكل مباشر،  لكنه لم يستطع أن يكرههما مع ذلك.

لم ير سوبارو بياتريس تتجول إلا في أوقات الوجبات، باستثناء أنها زارت غرفته في اليوم السابق ، كانت بياتريس دائمًا في الأرشيف على كرسيها.

أغمض عينيه وفكر مرة أخرى في أيامه التي قضاها في القصر. آنذاك، ألم تكن هناك لحظات اقتربت فيها سوبارو والاختان من بعضهما البعض؟

فجأة ارتاحت معالم وجهه. لقد أدرك أن شخصًا ما كان يمسك بيده. وبدا أن الدفء الذي ينتقل إلى راحة يده يدفع بمشاعره السلبية جانبًا .. ثم رأى نورًا. ضوءًا أبيض. ضوءًا مبهر. ضوء بدا أنه يوجه وعيه مرة أخرى إلى –

– ربما أراد تصديق الأمر على هذا النحو.

تركت قدميه الأرض لتطير في الهواء، لم يستطع لمس أي شيء ولم يستطع الوصول إلى أي شيء. حركة سريعة، ورياح قوية، وألم في العينين والرأس وازداد الطنين في أذنيه. شعر وكأنه ترك قلبه النابض خلفه. ولم يستطيع سماع الرنين، حيث كان الرنين داخل جمجمته كالأسطوانة المكسورة. لكن إذا كان بإمكانه العودة فقط ، فعندئذ … من أجل صراخها بكلمة “سأقتلك“. فرده سيكون إن تمكنت من العودة – “- أقسم أني سأنقذك!” بعد اللحظة التي عبر فيها عن تصميمه ، تحطم رأسه في الأرض الصلبة. سمع صدى شيء ينكسر بشكل كبير، ثم لا شيء. لم يعد بإمكان الصوت المليء بالكراهية مطاردته، ولا حتى أي شيء آخر .. لا شيء بعد الآن –

نظرت إيميليا إلى الطبق المهمل على جانب السرير والوجبة التي لم يمسها  سوبارو تبرد ببطء، لذا جلست وأخذت تتحدث بنبرة كئيبة:

– فبالرغم من كل ما يعرفه ، قد يكون الطعام مسموماً.

“إذا أنت حقا لم تتناول وجبة الإفطار ، أليس كذلك؟”

“-اريد ان اطلب منكِ خدمة.”

“…آسف.”

تحركت الأصابع السوداء لتسبح بانسيابية مشكلة شكل يد في الهواء فما كان من عقل سوبارو إلا وأن لهث عندما رأى إلى أين تتجه.

بعد اقتراب إيميليا منه أصبح سوبارو أكثر هدوءً وانسحابًا. وبالرغم من ترفات سوبارو إلا أن رام وريم دأبا على أداء واجباتهم ك خادمتان على أكمل وجه.

8 كم مرة لم يستوعب سوبارو ما يحدث أمامه؟ كم مرة عليه أن يواجه مأساة غير متوقعة؟ ألم يحن الوقت الذي ينقذه أحد من هذا؟

حتى عندما علما أنه لن يلمس الطعام ولن يشكرهم عليه

هو – هي.

كان المظهر الذي كانت عليه عندما كانوا يقاتلون من أجل حياتهم في متجر السياج.

كانت أحدهما وقحة، بينما كانت الأخرى مهذبة سطحيًا، ولكن كلاهما كانا رسميتان ويؤديان أعمالهما على أتم وجه.

“يــؤلمني أن أسأل مثل هذا السؤال … ولكن ألديك أي فكرة عما حدث، أيها الضيف العزيز؟”

كان سوبارو يعلم ذلك حق المعرفة، ولكنه وبالرغم من معرفته لم يستطع قبول الطعام.

قادته إيميليا بيده إلى الغرفة الداخلية حيث وقف هناك … “روزوال و …”

– فبالرغم من كل ما يعرفه ، قد يكون الطعام مسموماً.

“ما الذي تقصده؟ قلت أنك ستأكل إذا فعلت هذا ، أليس كذلك؟ لذا كل، قلت لك (قل آه) وفعلت كل ما طلبته”.

كانت هذه هي الفكرة التي راودت عقله عندما نظر إليه.

“… سوبارو.”

كان يكره نفسه لأنه يشك فيهما، ومع ذلك كان يعرف أن هناك مستقبلًا حيث الأختان تلوحان بأسلحة مروعة لقتله.

 “إيميليا. أنا م – “

كان يعلم أن لديهما فضائل كثيرة لكنهما في الآن ذاته سيحاولان قتله على أي حال.

كان يعلم أن لديهما فضائل كثيرة لكنهما في الآن ذاته سيحاولان قتله على أي حال.

عندما قبل سوبارو هذه الحقيقة بدأ يأسه يسيطر عليه.

استخدم سوبارو القلم المصنوع من الريش لطعن يده عدة مرات بسبب خوفه من النوم، كلما شعر أن جفناه أصبحا أثقل، كان يجبر وعيه على الاستيقاظ باستعمال الألم، لن يعلم ما سيستيقظ عليه إن نام.

“قد يكون الأمر صعبًا لكن صحتك ستسوء إن لم تتناول القليل على الأقل ستسوء صحتك.”

“…شيء ما”

“لن تتحمل معدتي الطعام … حسنًا ، ربما سأتمكن من الأكل إذا قالت لي إيميليا تان (قل آآآآه)، لكن … “

حركت بياتريس بإصبعها وهي تتكلم، وفي اللحظة التالية شعر سوبارو بالتعب والانهيار.

قام سوبارو بعتاب نفسه لكونه مجرد مريض أخرق ليقول مثل عذا الكلام المتقلب بينما كانت إيميليا عندما كانت قلقة عليه للغاية.

“-“

ومع ذلك…

بدون وجود أي ذكرى لمقابلته الساحرة لذا لم يعلم بطبيعة الحال يكف له أن يكون قد حمل رائحتها دون لمسها.

“حسنًا إذن. قل آآآه “.

“هل تشعرين بالسوء حيال ذلك؟ نعم ام لا؟”

 

أراد بحق إبعاد كل شيء، كل ما يمكن أن يراه ، أو يلمسه ، أو حتى يشعر به.

 

فجأة ، تلاشى التوتر في جسد سوبارو.

لقد كان حلمًا مريرًا ، حلمًا جلب الحزن والشعور بالخسارة المؤلمة إلى قلبه. تقلصت روحه إلى حد الألم مما جعله سوبارو ينسى أن يتنفس من العذاب.

 

بدت بياتريس يافعة جدًا لكنها كانت هنا بسبب ميثاق  – لسبب ما ، شعرت سوبارو بشيء مثل وجع لا يطاق في عمق صدره عندما نظر إليها.

 

بدأ اليوم الأول الرابع لسوبارو في قصر روزوال بأسوء طريقة ممكنة.

“إيه؟”

لم يكن يعرف كيف حدث هذا، أو الخطأ الذي ارتكبه. كما أنه لم يعرف ماذا سيفعل حتى يسامحه العالم.

“قلت ، قل آه”

أشار روزوال إلى الباب المفتوح لغرفة النوم التي بجانبه.

كانت إيميليا قد وضعت صينية الطعام على حجرها ، ورفعت الملعقة ونظرت إلى سوبارو.

عند سماع نبرة صوت سوبارو تنخفض هكذا جلست إيميليا على كرسي ونظرت إلى سوبارو بوجه متوتر بقلق.

استخدمت الملعقة في غرف بعض الحساء الذي كان لا يزال دافئًا إلى حد ما ، ووجهته برفق نحو فم سوبارو.

“لا أظن ذاك”

هز سوبارو رأسه على الفور غير قادر على فهم ما كانت إيميليا تحاول القيام به.

نزل قليل من الدم من الجرح المؤلم الذي خلفته سكين الريح على خده. بلمسه الجرح أدرك سوبارو بعد فوات الأوان أنه شعر بهذا النوع من الجروح من قبل حيث تذكرت روح سوبارو حدتها. عندما ذلك عندما كان يفر من ريم في الجبال حيث قامت سكين الرياح بقطع ساق سوبارو اليمنى من عند الركبة، وعندما لمس الجرح ، أخبرته غرائز سوبارو أنه كان نفس السحر.

“كلا كلا كلا، انتظري ، انتظري ، إيميليا-تان ، ما الذي تفعلينه؟”

“مجرد خطوة واحدة … لا يمكنني حتى القيام … بشيء بسيط كهذا …”

“ما الذي تقصده؟ قلت أنك ستأكل إذا فعلت هذا ، أليس كذلك؟ لذا كل، قلت لك (قل آه) وفعلت كل ما طلبته”.

“-“

“هواه، هذه مثل الطقوس التي ترفض الفتيات القيام بها،  في الواقع وجوههم تتحول إلى اللون الأحمر الساطع عندما يقال لهن هذا الكلام، أليس كذلك؟ “

دون وعي  أدركت سوبارو حقيقة واحدة في اللحظة التي لمس كفه صدره.

“إذا كنت ستتحدث كطفل فلا تشعر بالحرج من أن يتم إطعامك كطفل، سيكون ذلك سخيفًا “.

شعر سوبارو بشعور في روحه، شعور بأصابع تسحق أعضائه الداخلية ، وتضرب قفصه الصدري …

بينما كان سوبارو يحاول التهرب من ذلك، قالت له إيميليا “قل آه” مرة أخرى بنظرة قوية وجذابة، لتخرج سوبارو أخيرًا تحت الضغط وشعر وكأن فتحة فمه ستصل إلى أذنيه عندما قال:

بدون تفكير ، تسرب صوت سوبارو من شفتيه كالأحمق، كانت يده تحمي عينيه من ضوء الشمس الثاقب من ضوء الصباح الذي استقبله.

“آآآآه …”

بينما كان سوبارو يحاول التهرب من ذلك، قالت له إيميليا “قل آه” مرة أخرى بنظرة قوية وجذابة، لتخرج سوبارو أخيرًا تحت الضغط وشعر وكأن فتحة فمه ستصل إلى أذنيه عندما قال:

“خذ، ابتلعها هيا، ها هي اللقمة التالية، خذ، خذ، خذ”.

لقد كانت قصة مضحكة حقًا، وكان من المحتمل أن تعتقد أنها كانت مزحة ثقيلة.

“هذا سريع جدا!! ألا يمكنني إرخاء دفاعاتي؟! “

“بعد .. تلك الأيام الممتعة…!”

الطريقة التلقائية التي حملت بها إيميليا الحساء إلى شفتيه دون إهدار أي قطرة على الإطلاق جعلته يتساءل عما إذا كانت قد شاركت في مسابقة للتغذية السريعة أو شيء من هذا القبيل. حاول سوبارو مواكبة ملعقة تلو الأخرى قبل أن يلوح بيده لها بيده”

كان من المفترض أن تقتل ريم سوبارو وليس العكس؟ فجأة ، همس شيطان صغير على كتف سوبارو – ربما لم تكن ميتة حقًا؟ ربما كان كل شيء خدعة ، حيلة لجعل سوبارو يرخي دفاعاته؟ كانت تلك مزحة ذات ذوق سيئ بشكل استثنائي، أسوأ من الكابوس الذي كان يتحقق أمامه.

“و-وقت مستقطع! وقت مستقطع! أيمكننا التوقف؟ إنه يدخل إلى حلقي بطريقة خاطئة …! “

“-“

“يا إلهي، كان كل شيء يسير على ما يرام.. بالمناسبة … سوبارو؟”

في اللحظة التالية ، أصابته.

“سعال ، سعال ، أنا بخير، حلقي… أشعر بشعور غريب …”

“إنهما محبطتان على غير العادة، وتظنان أنهما قد تكونان أساءتا لك بطريقة، ما رأيك أن تقول لهما شيئًا في المرة القادمة التي تراهما فيها؟ “

أشاح سوبارو بوجهه بعيدًا عن إيميليا متصنعًا  مزيف السعال في محاولة لجعل الحدث يبدو أكثر طبيعية. لم يكن يريد أن ترى إيميليا وجهه في ذلك الوقت.

ردت الفعل تلك أظهرت بعض التفاجؤ على وجه إيميليا، لكنها تجاهلت الأمر بهزة صغيرة برأسها على الفور.

كان هناك شيء حار يندفع من أعماق أعين سوبارو، فتح عينيه لإعطاء دموعه مكانًا للجري وحاول يائسًا منعها من التدفق.

“-أنا! أحبكما! كلاكما!”

استمرت في التعاطف معه في عالم لا يرى فيه أي أمل، حتى تساءل عما إن كان يستحق حقًا مثل هذه المعاملة …

بعد أن فقدت الفتاة نصفها الآخر لاحقته صرخة هددت بتمزيقه. لكنه غطى أذنيه ، وهز رأسه ، وأصدر أصواتًا صامتة ، وركض. ثم ركض.. واستمر في الركض.

… كان ناتسكي سوبارو في حالة من اليأس على وجه التحديد لأنه كان يرفض ما كانت الأوضاع عليه.

– وكانت ريم هناك مستلقية بينما تتشبث أختها الكبرى بها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

“أوي، سوبارو.”

“لماذا …؟”

عندما نادته بقلق ، قام سوبارو بتطهير حلقه قليلاً واختبر صوته عندما رد عليها.

– لم يكن هنالك سوى “العدم”.

“… مم ، آه ، آه، أجل، نعم، أنا بخير الآن على ما أعتقد، انا بخير.” لقد قام بإظهار أفضل تعبير له وهو يعيد وجهه إلى إيميليا …

حتى سوبارو بقي كما هو،  لم يستطع تحريك حتى فمه وعيناه.

… ليقابل عينيها اللطيفتين للغاية حيث نظرت إليه مباشرة. “لنكمل.”

– في أرشيف الكتب الممنوعة لم يكن لديه طريقة لمعرفة ما يجري في الخارج.

“… الطريقة التي تفعل بها هذا تجعله يبدو كما لو كان أمرًا مشوقًا …”

ساحرة – كائن منبوذ في جميع أنحاء العالم لدرجة أن الحكاية الخيالية “ساحرة الغيرة” لن تذكر اسمها حتى.

“-؟”

بذهول تمعن في (اللاشيء) الذي في عقله، ربما لم تكن كلمة (تمعن) هي الكلمة الصحيحة. لم تكن العيون موجودة داخل عقله، ولا يديه ولا رجليه ولا أي جزء من جسده. كل ما تبقى هو عقله المعنوي العائم. لم يكن يعرف شيئًا أو يدرك شيئًا ، كل ما نظر إليه كان الظلام الأشبه بغرفة خاوية. غرفة عبارة عن عالم بلا أرضية أو سقف ، مغطاة بسواد شديد لدرجة أنها تتحدى الفكر. فجأة ، في عالم الظلام الأبدي ، كان هناك معنى.. إذ ظهرت صورة ظلية فجأة أمام عقله. كانت معالم الصورة الظلية نحيلة وسوداء كالبقية، وكان الجزء العلوي من الجسم أكثر تشويشًا إذ أن عقله كان يرفض إدراكه. مع تشكل المظهر البشري لذلك الظل، اكتسب العقل أول رغبة قوية له. شعر بصدمة بينما كان الظل يتحرك بلطف.. كما لو كان ينقل شيئًا إلى ذهنه. لم يفهم. لم يكن على علم بأي شيء. لكن لسبب ما لم يستطع عقله أن يتجنب الظل –

أمالت إيميليا برأسها وعلى ما يبدو لم تلاحظ الطبيعة الفاتنة والرائعة لتصريحها.

– ليظهر لسوبارو شيئًا كالكف أسود.

أو ربما كان هذا في رأسه منذ البداية.

حركت بياتريس بإصبعها وهي تتكلم، وفي اللحظة التالية شعر سوبارو بالتعب والانهيار.

وهكذا انتهى من الأكل – بنفس طريقة قل (آآآآه)- ليحمر خديه من الخجل والمشاعر المعقدة، مع انتهاء الوجبة ، صفقت إيميليا مرة واحدة بارتياح.

“-“

“جيد والآن، ماذا نقول عندما ننتهي من الأكل؟ “

“بالطبع، لاحظـــــت ذلك منذ فترة، ولكن إن كان ذلك ممكنًا أود الترحيب به مجددًا كضيف عندي بمجرد أن يبوح بما بداخله ليشعر أنه أخف وزنا “.

“كان ذلك رائعًا.”

“همم؟”

“هذا سلوك سيء، مرة أخرى ، وقلها بشكل صحيح “.

“يـــــا لــه من كلام قاسٍ. هل الفرق بيننا وبينك – نحن الذين نمشي بشكل طبيعي وأنت التي تمضين الوقت في غرفة يتوقف فيها الوقت- كبير جدًا؟ ربــــما علينا اختبار ذلك “.

“شكرا لك علي الطعام.”

نظرت العيون الزرقاء والصفراء غير المتشابهتان إلى الأسفل مما يعكس صورة سوبارو فيها. ارتفعت عينا سوبارو عندما شعر أن نظرة روزوال الفاحصة كانت ترى في روحه.

“على الرحب والسعة.”

“في يومنا و عصرنا هذا ، لا يوجد أي شخص يطلق عليه (ساحرة) عداها على ما أظن”

في مواجهة ابتسامة إيميليا العريضة ، ربت سوبارو على بطنه والذي شعر بشكل غريب بالرضا والشبع.

لم يستطع فعل شيء سوى التحديق في حالة صدمة.

لم يشعر بأي اضطراب في بطنه بسبب حشوه بعد يومين من الجوع.

بعد أن دمرت حماقته واحته، فما المشكلة في رمي كل شيء والهرب؟

“لقد قالت رام (لم يأكل جيدًا منذ فترة ، لذا يجب أن نكون لطيفين على بطنه) لذا فقد أعدت ريم هذا الطعام خصيصًا لك، إنهما لطيفتان، أليس كذلك؟ “

لم يكن يريد الموت، فقد كان يكره الألم، والمعاناة ، والحزن ، والخوف الناتج عن ذلك؟

قالت إيميليا ذلك كما لو كانت تتفاخر نيابة عن الاختان لتطعن شكوك سوبارو بشيء أشبه بالخنجر.

كان الكف بخمسة أصابع وبلا ساعد، ولكن كان من المؤكد أن بإمكانه تشكيل الساعد إن أراد .

لو كانت هذه هي الحقيقة لكان سعيدًا لدرجة البكاء لإظهار مثل هذا القلق. لكن سوبارو عرف جيدًا ألم الوهم ذاته مما جعله يريد البكاء، فهذا اللطف والطيبة لا يكمن وراءهما إلا العداء.

سيطر الألم على رأسه في اللحظة التي تخيل فيها السحابة السوداء وكيف توقف العالم. اشتعلت أنفاسه ليتسبب إحساسه بأصابع يد إيميليا تلمس يده في التواء معدته من الألم. إذا استمرت إيميليا على وضعها المتوسل فإن قلب سوبارو سيفضح كل شيء، حتى لو لم يفعل فإن باك القادر على قراءة المشاعر سيتمكنن بسهولة اكتشاف حقيقة أن سوبارو يخفي شيئًا ما، ومع ذلك لم يستطع سوبارو شرح أي شيء عن العودة بالموت. وهذا يعني أن التعذيب سيستمر -وسيشعر بألم لا نهاية له- مرارًا وتكرارًا. شعر بلسانه يجف بسرعة.، وبسبب عدم قدرته على مقاومة رغبته في الفرار أخذ خطوة صغيرة إلى الوراء.

“حسنًا ، الآن بعد أن أكلت لابد أنك تشعر بالنعاس، لذا سأدعك ترتاح.”

لم يكن أمام سوبارو خيار سوى مواجهة الحقائق.

“يمكنك دائمًا النوم هنا بجانبي؟”

بدت بياتريس مستاءة بشكل واضح وهي تنظر إليه، تابع سوبارو حديثه باستياء،

“حسنًا حسنًا، يبدو أنك استعدت روحك القديمة، الآن ، لدي أشياء أحتاج إلى القيام بها أيضًا. لا تخبر أحدا أنني كنت أضيع وقتي هنا، حسنا؟ “

“ليس كـ…!”

غمزت إيميليا له وأخرجت لسانها.

“ماذا … ما هذه الأشياء الغبية التي أفكر بها هنا …”

شعر سوبارو بالخجل الشديد ، وهو يتذكر ما كانت تفعله إيميليا عادة في مثل هذا الوقت.

لتصلكم آخر أخبار الترجمة ولمزيد من محتوى ريزيرو تابعوا حساب الفريق على تويتر: @ReZeroAR

كان لدى إيميليا مسؤولية مملكة تقع على عاتقها، لم يكن لديها ثانية واحدة لتضيعها حيث كانت تقضي كل يوم في السعي من أجل مستقبل أفضل. ما كان ينبغي لها أن تضيع ثانية واحدة من ذلك الوقت الثمين على شخص لا قيمة له مثل سوبارو.

كانت إيميليا هي الواحة الوحيدة التي وجدها سوبارو في مثل هذا العالم الغامض. بعد أن فقد سوبارو كل شيء كان يعلق آماله به، لم يكن لديه مكان آخر يلجأ إليه.

“- إيميليا. أبقي بابكِ مغلقًا في الليل، ولا تسمحي لأي شخص بالدخول ، حسنًا؟ “

حركت بياتريس بإصبعها وهي تتكلم، وفي اللحظة التالية شعر سوبارو بالتعب والانهيار.

ربما قال ذلك لأن لطف إيميليا أعاد إشعال أصغر شرارة إرادة تحدي المصير.

مجرد التفكير في تحديه للمرة الثانية جعله يرى السحابة السوداء المتمايلة في ذهنه.

أعادت إيميليا شعرها الفضي إلى الوراء وأمالت رأسها قليلاً عند تحذير سوبارو المفاجئ.

فجأة نظرت بياتريس بعيدًا ولم تعره سوى خدها. قام سوبارو بثني يديه عدة مرات، مما يعكس الإحساس الدافئ والهادئ الذي شعر به أثناء نومه.

“هل ستقوم بالتسلل؟”

لم يكن يعرف كيف يتعامل مع تلقيه الخلاص من أقل المصادر المتوقعة.

“صحيح سأقو… كلا !! مهلا! باك هو الذي تحدث وليس إيميليا ، أليس كذلك؟! “

نظر إليها الجميع وهي تندفع ، ويداها ممسكتان بطرف تنورتها.

“واو اكتشفت ذلك من المرة الأولى.”

بعد أن دمرت حماقته واحته، فما المشكلة في رمي كل شيء والهرب؟

أخرج باك رأسه من شعر إيميليا وابتسم لها ولسوبارو. قام بتحريك ذيله بينما كان سوبارو يحدق به ، ولا شك أنه كان يستمع في هذا المكان المختبئ منذ البداية.

أبى الصوت أن يخرج من جسده الذي لم يستطع المقاومة، فأطلق عقل سوبارو صرخة مدوية.

“لم أكن أريد أن أتطفل على مثل هذا المشهد الجميل ، لكنك أصبحت جادً فجأة ، أليس كذلك؟ هذا ما لفت انتباهي “.

كنت لأخبرها لو كان بإمكاني ذلك ، كان يريد أن يصرخ قائلًا ذلك. كان سوبارو ليعترف بكل شيء ويطلب المغفرة لو لم يكن قلبه سيتحطم أثناء ذلك. ليس بغية مساعدة رام – لأنه يعلم أن ذلك لن يساعدها- بل ببساطة من أجل راحة البال.

“… لدي شعور سيء ، حسنًا؟ اعتن بإيميليا جيدًا الآن “.

“هذا سريع جدا!! ألا يمكنني إرخاء دفاعاتي؟! “

بوجود السحابة السوداء ، كان على سوبارو أن يصبح مراوغًا عند الحديث عن المستقبل. ومع ذلك ، فإن باك القادر على قراءة المشاعر قبل كلماته دون سؤال.

“يا لها من مزحة قديمة مستهلكة، أنت مميز نوعًا ما لتمكنك من المزاح في موقف كهذا!”.

تشكيت إيميليا: “لعلمكما فأنا لا أحب حقًا شعور التهميش في هذه المحادثة”.

تشكيت إيميليا: “لعلمكما فأنا لا أحب حقًا شعور التهميش في هذه المحادثة”.

“من المعروف أن الفتيات اللطيفات أمثالك يجب أن يكن حذرات على الدوام بشأن الزيارات الليلية ، وأن تحترس من السيارات والرجال. أليس كذلك يا أبي؟ “

كان يكره نفسه لأنه يشك فيهما، ومع ذلك كان يعرف أن هناك مستقبلًا حيث الأختان تلوحان بأسلحة مروعة لقتله.

“هذا صحيح يا ليا، اعلمي أن أباكِ يمنعكِ من رؤية الرجال … خاصة ذوو المظهر السيئ والشعر الداكن”

 

“بروتوس ؟!”

“لقد عشت حتى هذا الوقت وكل شيء …”

ضحك باك بصوت عالٍ بينما ذكر سوبارو اسم الخائن الشهير. قامت إيميليا بقرص باك الضاحك واعادته مرة أخرى لداخل شعرها ، وهذه المرة وقفت على قدميها.

صرخ سوبارو من الألم ، بعد أن تعرض للركل بعنف تلاه هبوط شديد على الأرض.

رأى سوبارو كلاهما يبتعدان، والآن بقي وحده في الغرفة يتقلب على السرير.

“ولمَ قد أعتذر لك ، على ما أفترض؟ وفوق كل شيء،  لن أغادر حتى يتم إزالة سوء الفهم هذا “.

لقد جعلهم ينتبهون له أكثر، لكن كانت تلك هي الوسيلة الوحيدة ليشعر ببعض الراحة، فبعد كل شيء لم يكن لأي منهما علاقة بالأزمة الحالية لذا ظن أنهما سيكونان على ما يرام.

كانت رام تصرخ بحزن عميق يكاد يمزق حلقها والدموع تنهمر من عينيها.

“أو، كلا …”

فجأة، ارتفع وجهه عندما سمع فجأة صوت فتاة صغيرة.

شعر عقل سوبارو فورًا بشيء من الراحة ، وغرق وعيه في نوم عميق.

الفصل 5 صباح العام 1

آلام النوم التي كانت تلازمه اختفت فجأة سالبة منه إرادة الاستيقاظ.

“-اريد ان اطلب منكِ خدمة.”

كما أن معدته كانت ممتلئة، لذا شعر وكأن وعيه عيه كان يغرق وبات غير قادر على المقاومة.

“من يدري؟ ربما أعجبت الساحرة بك ، أو ربما تكره رؤيتك. في كلتا الحالتين فإن قيام الساحرة بمعاملتك معاملة خاصة سيجعلك مغناطيسًا للمشاكل”.

5

-غبي جدا. كانت أفكاره متضاربة حتى ذلك الحين.

بدا وعي سوبارو وكأنه سحابة عائمة محصورة بين الحلم والواقع.

استمرت في التعاطف معه في عالم لا يرى فيه أي أمل، حتى تساءل عما إن كان يستحق حقًا مثل هذه المعاملة …

لقد سمع في مكان ما أن الأحلام لها آثار جانبية تتمثل في تنظيم معلومات دماغ اليقظة، هذا من شأنه أن يفسر لماذا رأى سوبارو سلسلة من الذكريات الواضحة والحيوية بعد أن أخر نومه طويلة له كما لو كانت تطارد أحلامه.

“همم؟”

تتكرر ذكريات سوبارو الحية “عن الموت” مرارًا وتكرارًا ، لتتعمق أكثر في ذهنه.

“هذا سلوك سيء، مرة أخرى ، وقلها بشكل صحيح “.

تأوه، وضرب والتفت، كان يصدر أصوات معاناة بينما كان العرق يبلل جسده بالكامل، منغمسًا في البكاء والأصوات الخافتة ، كانت روحه تتدحرج إلى أسفل ، أسفل ، أسفل ، وعندما تم قطع الخيط الأخير ، بالتأكيد لن يبقى شيء.

تراجعت الخادمتان اللتان كانتا حاضرتين عندما استيقظ سوبارو في مواجهة سلوكه المشين بعد الاستيقاظ مباشرة تاركين الأمور لإيميليا.

كان هذا هو مدى تعرضه للإرهاق ، عقليًا وجسديًا.

حتى عندما علما أنه لن يلمس الطعام ولن يشكرهم عليه

“-“

“هل يهمك معرفة ذلك حقًا، على ما أفترض؟ في الأيام الأربعة الماضية ، قضيت معظم وقتك مختبئًا في غرفتك ولم يكن لديك اتصال يذكر بهم. هل تسمح لك الأخت الكبرى بالضغط عليها بشأن هذه الأمور الآن؟ لا أعتقد ذلك. لا علاقة لك بهذا الأمر “.

فجأة ، تلاشى التوتر في جسد سوبارو.

“ولمَ قد أعتذر لك ، على ما أفترض؟ وفوق كل شيء،  لن أغادر حتى يتم إزالة سوء الفهم هذا “.

كان الأمر كما لو أن البرد والرعب الذي جعل جسده يهتز قد تنحى جانبا.

استلقت الفتاة ذات الشعر الأزرق على السرير ببشرتها الباهتة حيث توقفت عن التنفس حيث لن تفتح عيناها مرة أخرى. كانت ترتدي فستانًا رقيقًا بدا بطريقة ما مثالي عليها. أدرك سوبارو فجأة أنه لم ير ريم في زي الخادمة مسبقًا.

– يديه…

“ألا يمكنك إيقاف البكاء؟”

شخص ما كان يمسك يدي سوبارو.

 

لمسة شخص ما من العالم الحقيقي سحبت سوبارو من حالة فقدان الوعي إلى السرير. لقد كان إحساسًا دافئًا ، إحساسًا لطيفًا  أشبه بالتعاطف.

“لماذا …؟”

شعر وكأنه قد نال الخلاص وأن نسيمًا لطيف كان يرفه عن عقله الممزق. قلت أنفاسه المتضاربة ونسي معاناته وعاد الى نومه الهادئ.

منطقيًا فإن التواجد في الغرفة لمدة نصف يوم سيخرجه من هذه الليلة المليئة بالمشاكل، لكنه لم يكن لديه سوى إحساس غامض عن مقدار الوقت الذي مضى أثناء وجوده في الأرشيف.

من فعلها؟ ماذا كان؟ أكان حقيقية أم مجرد خدعة مريحة في الحلم؟

” كيف يمكن أن يكون له يد في هذا الأمر، على ما أفترض؟ لقد كان في أرشيف الكتب المحرمة طوال الليل “.

استمر في الشعور بالدفء بين راحتي يديه

“أتعنين ساحرة الغيرة؟”

– عندما كان سوبارو يعاني كابوسًا مرارًا وتكرارًا… حيث أتاه حلم ذو شعور مؤلم اليأس والخسارة.

6

“لا تجلس على الأرض مغمغمًا هكذا، هل تريد أن تضرب مثل الحشرة، على ما أفترض؟ “

 

هزت بياتريس رأسها لترمي على سوبارو الحقيقة الصادمة.

“- إلى متى ستستمر بالنوم ، على ما أفترض؟”

في مواجهة ابتسامة إيميليا العريضة ، ربت سوبارو على بطنه والذي شعر بشكل غريب بالرضا والشبع.

“هوااه!”

سحبت إيميليا سوبارو بإصرار مفاجئ وركضت برفقته، بدت وكأنها لن تقبل بـ”لا” كإجابة، لذا ظهرت ابتسامة متكلفة على وجهه.

صرخ سوبارو من الألم ، بعد أن تعرض للركل بعنف تلاه هبوط شديد على الأرض.

مع تركيزه على الجري فقط لم يكن يعرف كم مضى من الوقت. كان يتنفس بصعوبة، ركبتيه تتوسلان طلبًا للرحمة ، والعرق يقطر من ذقنه ، ومع ذلك استمر في الجري. إذا لم يستمر في الجري ، فإن المشاعر غير المتماسكة التي تتبعه قد تلحق به. وإن وصلت إليه هذه المرة، فسينتهي كل شيء. صرخة رام الحزينة والمتألمة – بكل الحقد والكراهية التي احتوتها- كانت لا تزال تدوي في أذنيه. لم يستطع العودة. الآن بعد أن هرب لن ترحمه رام ولا روزوال؛ وبالتأكيد لم يعد بإمكان إيميليا وباك الوثوق به نظرًا لصمته، وعلاوة على ذلك فقد تخلى عن بياتريس على الرغم من إبرام اتفاق معها لذا لن تكون حليفته بعد الآن.

عندما هز سوبارو رأسه وقام ، كانت بياتريس هناك -عابسة  وإحدى ساقيها مرفوعة بطريقة غير مألوفة- استنكرت بياتريس تصرفه مرة أخرى غير قادرة على إخفاء استيائها.

– لم يكن هنالك سوى “العدم”.

“كنت تنام براحة تامة بينما كنت أتكبد عناء المجيء في الساعة المحددة.”

– فبالرغم من كل ما يعرفه ، قد يكون الطعام مسموماً.

“لمَ تستمرين في الحط من  قدر الناس حتى عندما لا تكونين مضطرة لذلك؟”

لقد آلم ذلك إيميليا بشكل غير متوقع، أليس كذلك؟

عندما تحدث سوبارو مرة أخرى شعر بعرق بارد بعد أن أدرك أنه نام دون قصد، لقد وصل سابقًا إلى حد إيذاء نفسه ليبقى مستيقظًا وليحافظ على حذره.

“هذه مسألة خطيرة للغاية بحيث لا أستطيع تجاهـــلها ببساطة، من المؤكد أنكِ تفهمين هذا الأمر؟ “

“النوم في اليوم الرابع والذي يعد الأكثر أهمية .. قد تكون لدي بالفعل رغبة في الموت “.

تحركت الأصابع السوداء لتسبح بانسيابية مشكلة شكل يد في الهواء فما كان من عقل سوبارو إلا وأن لهث عندما رأى إلى أين تتجه.

“أتساءل هل ستتوقف عن الغمغمة؟ هناك المزيد من الأماكن المناسبة لذلك “.

دخل سوبارو وعيناه مفتوحتان على مصراعيها ، متجمدًا من التوتر مما رآه.

نظرت بياتريس إلى أسفل وشاهدت سوبارو وهو يرفع نفسه بخفة وجلست على كرسيها وهي تتحدث. عند رؤيتها في وضعها المعتاد مثل هذا ، أدركت سوبارو أن شيئًا ما قد تغير ونظر حوله في المكان

“- إذا كنت تعرف شيئًا فلن تفلــت مني أبدًا.”

– لقد كان بالفعل في الأرشيف عندما استيقظ.

“فقط هذه المرة، لا خيار آخر أمامي.”

“حسنا، هذه مفاجأة. هل حملتيني أثناء نومي؟ “

“ميثاق آخر، هاه؟ ربما لا ينبغي لي أن أقول هذا بينما تساعدينني، ولكن أليس هذا صعبًا؟ “

“لم أرغب في قضاء الوقت في غرفة تملؤها رائحتك ، على ما أعتقد. هذا الأرشيف هو مكان مخصص لي وليس لأحد آخر، أيمكنك أخذ راحتك هنا ، على ما أفترض؟ “

“… إلى متى ستبقى هكذا ، على ما أفترض؟ قف قبل أن تجدك “.

علم سوبارو أن تصرفات بياتريس -التي فعلتها دون إذن منه- حسنت وضعه.

“آه ، لقد كنت هناك ، أليس كذلك؟ لقد نسيت على ما أعتقد؟ “

ممر بياتريس سيمنع المهاجم من تحديد موقع سوبارو، من المؤكد أن ريم لم يكن لديها وسيلة مؤكدة لخرق الممر بنفسها.

“-ماذا …؟”

“لقد فكرتِ في الأمر مليًا، أليس كذلك؟”

شعر عقل سوبارو فورًا بشيء من الراحة ، وغرق وعيه في نوم عميق.

“لا تجلس على الأرض مغمغمًا هكذا، هل تريد أن تضرب مثل الحشرة، على ما أفترض؟ “

“…شيء ما”

أوه، إذا ما الذي تقرئينه؟ قال سوبارو ، وهو ينظر إلى الصفحات المفتوحة أمام  بياتريس وهو يخرج لسانه.

الفصل 5 صباح العام 1

على ما يبدو فإن التفكير في هذا كاعتبار سيكون مبالغًا فيه، نهض سوبارو من على الأرض ، محدقاً فجأة في يديه.

قام سوبارو بعتاب نفسه لكونه مجرد مريض أخرق ليقول مثل عذا الكلام المتقلب بينما كانت إيميليا عندما كانت قلقة عليه للغاية.

بقي يشعر بشعور غريب،  شخص ما كان يمسك بيده وهو نائم ، ولم –

كان صباح اليوم الخامس الذي كان يصبو إليه ولم يتمكن من بلوغه سابقًا.

” بياتريس ، لا تخبريني أنكِ أمسكتِ بيدي وأنا نائم؟”

تنهدت بياتريس بينما انحنى سوبارو أمامها.

“لن أقول لك شيئًا كهذا على ما أعتقد. لم أكن لأفعل ذلك، حتى لو طلب باك مني”.

– لم تعد هناك أي جدوى من المحاولة.

“يا له من قول … ولكن مهلا ، على الأقل يمكننا أن نموت معًا!”

لكن إيميليا ستستمع إلى سوبارو وهو يتحدث، أليس كذلك؟ علق سوبارو آماله على ما سيحدث بعد ذلك

“كلا. بالطبع لا.”

بوصول الثلاثة، كان سوبارو على وشك السؤال عندما تحدث روزوال ببساطة.

عضت بياتريس شفتيها بينما نظر سوبارو في أنحاء الغرفة مرة أخرى.

“كلا كلا كلا، انتظري ، انتظري ، إيميليا-تان ، ما الذي تفعلينه؟”

كان الأرشيف مليئًا بالكتب كالمعتاد ، وكان يفتقر إلى أي مكان مناسب للجلوس فيه. “كيف يفترض بي أن أقتل الوقت هنا …؟”

“- إيميليا ، هناك شيء أريد أن أخبرك به.”

مع اقتراب المهلة ازداد قلقه وتوتره ؛ لقد كان سؤالًا مفتوحًا حول المدة التي يمكنه خلالها الحفاظ على هدوئه، لو كان بإمكانه أن يغمر رأسه في شيء ما وينسى مرور الوقت –

“- لا تلمسها!”

“صحيح، أهناك أي كتب مكتوبة هنا بطريقة “آي” فقط؟ “

“يمكنك دائمًا النوم هنا بجانبي؟”

“- بالتفكير في أنك لا تستطيع أن تقرأ إلا أبسط الأشياء، كم عدد البشر الذين تعتقد أنهم سيبكون بفرح بمجرد التفكير في دخول أرشيف عائلة ميزرس للكتب الممنوعة؟ “

ألم. مرح. ألم. مرح. ألم. ألم. ألم-

“حسنًا ، أشعر بالسوء حيالهم … إذا ماذا ، أنت تعملين هنا بدوام كامل؟”

3

لم ير سوبارو بياتريس تتجول إلا في أوقات الوجبات، باستثناء أنها زارت غرفته في اليوم السابق ، كانت بياتريس دائمًا في الأرشيف على كرسيها.

عندما نادته بقلق ، قام سوبارو بتطهير حلقه قليلاً واختبر صوته عندما رد عليها.

خفضت بياتريس رأسها قليلاً عند سؤال سوبارو. “هذا هو الميثاق الذي أبرمته.”

عندما رفع سوبارو وجهه كانت بياتريس قد فقدت الاهتمام به بالفعل ، وخفضت عينيها إلى الكتاب بين يديها ، مما يدل على رفض المحادثة.

“ميثاق آخر، هاه؟ ربما لا ينبغي لي أن أقول هذا بينما تساعدينني، ولكن أليس هذا صعبًا؟ “

بفضل تشكيل ميثاق مؤقت مع بياتريس شعر سوبارو ببعض الأمان البسيط ولكن الملموس. ومع ذلك فإن الظروف الملحة التي يعيشها لم تتحسن بشكل أساسي على الإطلاق.

أغمضت بياتريس عينيها وتحدثت وكأنها تقطع أي تحقيق إضافي.

“-“

“كل المواثيق ، هي أشياء أرغب فيها ، على ما أفترض”.

“هواه، هذه مثل الطقوس التي ترفض الفتيات القيام بها،  في الواقع وجوههم تتحول إلى اللون الأحمر الساطع عندما يقال لهن هذا الكلام، أليس كذلك؟ “

لقد سمع مصطلح “ميثاق” عدة مرات منذ وصوله إلى هذا العالم  مصحوبًا دائمًا بإيحاءات ثقيلة.

“ليس كـ…!”

تحدثت بياتريس بالكلمة بنفس الأهمية التي تحدثت بها إيميليا وباك فيما يتعلق بالميثاق الروحي بينهما. قدّر سوبارو هذا أكثر بعد أن شكل ميثاقًا بشكل مؤقت مع بياتريس نفسها.

أعادت بياتريس وضع نفسها لتواجه سوبارو ، عقدت ذراعيها ورفعت أنفها في الهواء بتغطرس.

بدت بياتريس يافعة جدًا لكنها كانت هنا بسبب ميثاق  – لسبب ما ، شعرت سوبارو بشيء مثل وجع لا يطاق في عمق صدره عندما نظر إليها.

“لمَ تستمرين في الحط من  قدر الناس حتى عندما لا تكونين مضطرة لذلك؟”

“أوي، ألا بأس عندكِ هنا و… – هوااه!”

“لقد أبرمت ميثاقًا ينص على حمايتك، إن قيامك بإلقاء نفسك من على جرف لتقتل نفسك سيكون إهانة لكرامتي “.

“أسئلتك أصبحت مزعجة. يمكنك أن تقرأ شيئًا وأن تكون هادئًا ، على ما أفترض “.

“كلا كلا كلا، انتظري ، انتظري ، إيميليا-تان ، ما الذي تفعلينه؟”

أكدت بياتريس تصريحها بإلقاء كتاب عليه، وعندما أمسكه سوبارو أدرك أن الكتاب الذي التقطه كان مكتوبًا بطريقة “آي” بدءًا من العنوان.

“إنهما محبطتان على غير العادة، وتظنان أنهما قد تكونان أساءتا لك بطريقة، ما رأيك أن تقول لهما شيئًا في المرة القادمة التي تراهما فيها؟ “

عندما رفع سوبارو وجهه كانت بياتريس قد فقدت الاهتمام به بالفعل ، وخفضت عينيها إلى الكتاب بين يديها ، مما يدل على رفض المحادثة.

بعد اقتراب إيميليا منه أصبح سوبارو أكثر هدوءً وانسحابًا. وبالرغم من ترفات سوبارو إلا أن رام وريم دأبا على أداء واجباتهم ك خادمتان على أكمل وجه.

بدت وكأنها تصر بشدة على ترك سؤاله نصف المطروح غير مكتمل.

التزم سوبارو الصمت بينما واصلت الفتاتان المواجهة أمامه. أظهرت بياتريس أن كلماتها رام لم تكن تفاخرًا فارغًا، فقد كان لقوة بياتريس قيود وهذا الوضع من ضمن تلك القيود. ومع ذلك ، رفضت بياتريس بعناد التحرك ، وأيدت ميثاقها أمام سوبارو. مد سوبارو يده من الخلف نحو بياتريس. ثم …

بينما لم يترك سلوكها مجالًا لكلمات الشكر بقي سوبارو ممتنًا وسعيدًا.

ردت بياتريس بعنف بينما أبعدت يد سوبارو التي كانت تمسك بها كانت بياتريس ترتدي نفس الفستان الذي اعتادت ارتداءه وهو ما بدا في غير محله على قمة الجرف. كانت أشبه بلوحة المناظر الطبيعية حيث تبرز فتاة صغيرة وحيدة.

 

حررت بياتريس أصابعها وعقدت ذراعيها مرة أخرى. انحنى سوبارو أمامها ، وقمع طاقة العاطفة التي أصابته.

7

“ضيفنا العزيز، ضيفنا العزيز .. هل توقف اضرابك أخيرًا؟ “

مر الوقت في أرشيف الكتب المحرمة بهدوء.

“حسنًا ، أشعر بالسوء حيالهم … إذا ماذا ، أنت تعملين هنا بدوام كامل؟”

لم يكن هنالك أي تبادل للكلمات، مجرد أصوات تقليب الصفحات التي تردد صداها هنا وهناك.

ومع ذلك لم يكن قلب سوبارو مهتمًا بالقراءة في ذلك الوقت ؛ كل ما كان يفعله هو قلب الصفحة نفسها مرارًا وتكرارًا ، مما يجعل صوت تقليب الصفحات مجرد خدعة.

 

– في أرشيف الكتب الممنوعة لم يكن لديه طريقة لمعرفة ما يجري في الخارج.

ممر بياتريس سيمنع المهاجم من تحديد موقع سوبارو، من المؤكد أن ريم لم يكن لديها وسيلة مؤكدة لخرق الممر بنفسها.

كان غرفة بلا نوافذ، منعزلة عن العالم الخارجي تمامًا.

نظرت بياتريس إلى أسفل وشاهدت سوبارو وهو يرفع نفسه بخفة وجلست على كرسيها وهي تتحدث. عند رؤيتها في وضعها المعتاد مثل هذا ، أدركت سوبارو أن شيئًا ما قد تغير ونظر حوله في المكان

لم تكن لديه طريقة لمعرفة الوقت أو حتى الشعور بمرور الوقت، لذا تساءل ما هو الوقت بحلول ذلك الوقت.

نبضات قلبه، وأنفاس إيميليا، وأصوات الصباح التي تتسلل من خلال النافذة، كلها اختفت من هذا العالم.

منطقيًا فإن التواجد في الغرفة لمدة نصف يوم سيخرجه من هذه الليلة المليئة بالمشاكل، لكنه لم يكن لديه سوى إحساس غامض عن مقدار الوقت الذي مضى أثناء وجوده في الأرشيف.

“-؟”

لم يستطع الوثوق بحواسه لكنه تردد أيضًا في سؤال بياتريس.

أغمض عينيه وفكر مرة أخرى في أيامه التي قضاها في القصر. آنذاك، ألم تكن هناك لحظات اقتربت فيها سوبارو والاختان من بعضهما البعض؟

كان سوبارو خائفًا من أن أي تصرف يقوم به قد يثير شيئًا ما، لم يكن الأمر بسيطًا لعدة أسباب مثل عدم الرغبة في إيقاف بياتريس بينما كانت تركز على قراءتها.

وبالطبع لم تكن ميتات مسالمة، فكل حالة وفاة جاءت مع إحساسه خسارة متناسب معها.

كانت أصابعه التي تقلب صفحات الكتاب مخدرة وطرف لسانه يتوسل من أجل الحصول على الماء.

ممر بياتريس سيمنع المهاجم من تحديد موقع سوبارو، من المؤكد أن ريم لم يكن لديها وسيلة مؤكدة لخرق الممر بنفسها.

أما قلبه فقد كان ينبض أشبه بصياح جرس الإنذار، تنهد بعمق ثم تساءل إلى أي مدى يمكنه الصمود ضد هذا التوتر؟

“الأمر يشبه قيامك بحيلة بسيطة، فقط لأن لديك بعض الموهبة وقوة أكثر وأدق قليلاً من الآخرين تقوم بالتباهي هنا وهناك… تصرفاتك طفولية للغاية لعلمك “

إذا كانت البداية قاسية للغاية هكذا فقد تأتيه النهاية دون أي إنذار،

لم يشعر بأي اضطراب في بطنه بسبب حشوه بعد يومين من الجوع.

تردد صدى صوت همهمة فجأة في الأرشيف الصامت. “- نداء.”

تلاشت كلمات سوبارو بينما كان يأخذ لحظة للتنفس.

ظهرت معالم التفاجؤ على وجه سوبارو بينما وضعت بياتريس كتابها وأنزلت ساقيها على الأرض.

كأنني لا أعرف شيئًا عنهم ، كان سيقول ذلك، لكن تلك الجملة توقفت قبل بلوغ شفتيه. لقد منحته حلقاته المتكررة لأكثر من أسبوعين وقتًا كافيًا معهم، كان بإمكان سوبارو الرد بأنه صنع ذكريات معهم خلال الوقت الذي لم تكن بياتريس تعرف عنه شيئًا ، لكنه لم يفعل ، لأنه أدرك شيئًا ما فجأة. أدرك سوبارو أنه من الممكن أنه لا يعرف شيئًا عن رام وريم، لا وجهيهما الحقيقيين، أو مشاعرهما، أو الرابطة بينهما تمامًا كما ذكرت بياتريس. تساءل سوبارو عما تعلمه حقًا عنهم خلال تلك الحيوات الثلاثة الأولى. ما هو الهدف من شعور سوبارو بالخسارة واليأس وهو لم يكن يعرف شيئًا عنهم ؟ أكان كل هذا مجرد حلم سيئ؟ ما الذي يمكن أن يعتمد عليه سوبارو لدحض بياتريس التي نظرت بشدة إلى سوبارو في تلك اللحظة بالذات؟ أم أن سوبارو لم تعرف شيئًا ، ولا شيئًا واحدًا ، عن الاثنتان؟ على الرغم من أنه كان يعتبرهما شخصان ثمينان عليه القيام بحمايتهما …

بدلاً من التحدث إلى سوبارو، بدا الأمر وكأنها تحدث نفسها: “نداء لي ، على ما أفترض؟”

اصطدمت يده المضطربة بشيء ما فكسرت أظافره ومزق ظاهر يده مما جعله ينزف. اندفع الألم الحاد إلى دماغه مما قلل إلى حد ما من قوة صراخه.

حركت بياتريس بإصبعها وهي تتكلم، وفي اللحظة التالية شعر سوبارو بالتعب والانهيار.

كان عقل سوبارو في حالة من الفوضى عندما ظهرت فكرة الشامان بشكل جديد ومنفصل. لقد قامت ريم بقتل سوبارو سابقًا بدافع الولاء لروزوال، كان هذا هو الجواب الوحيد إذا كانت كلمات ريم التي قالتها خلال الحلقة الثالثة صحيحة. لذا تساءل عما إذا كانت ريم ، التي قتلته بيديها ، والشامان متصلان بطريقة ما، ولكن إذا كان هذا هو الحال ، فإن قتل ريم هذه المرة ليس له أي معنى على الإطلاق من وجهة نظر الشامان. لذلك ربما لم يكن ريم والشامان مرتبطين من الأساس …؟ في المرة الأولى، قتل سحر الشامان سوبارو ؛ في المرة الثانية ، أضعفت تعويذة الشامان سوبارو لقتله ريم بعدها لأي سبب من الأسباب. أما في الحلقة الثالثة، فقد قضت ريم عليه دون أي تأثير من الشامان على الإطلاق.

أصدر سوبارو أنينًا صغيرًا حيث ارتجف جسده بالكامل من الإحساس الذي يشبه إلى حد كبير الطفو على السطح، نظرت بياتريس إلى سوبارو بعد سماعها ذلك الصوت كما لو أنها تذكرت للتو وجوده عندها.

قطع صوت سوبارو كلام إيميليا القلق بينما رمى نفسه مستلقيًا وأشاح بوجهه عنها،

“آه ، لقد كنت هناك ، أليس كذلك؟ لقد نسيت على ما أعتقد؟ “

بقي سوبارو صامتًا فنظرت بياتريس إليه عندما وصلت إلى مقبض الباب.

“يا لها من نكتة، أتنسين أمر رجل يجلس أمامكِ مباشرة ..؟”

“لا ، آسف ، لكنني بصراحة لا أعرف، هناك الكثير من الأشياء التي أجهلها. ولكن…”

“لقد اتصل باك، يبدو أن هنالك مسألة ملحة”.

“من يدري؟ ربما أعجبت الساحرة بك ، أو ربما تكره رؤيتك. في كلتا الحالتين فإن قيام الساحرة بمعاملتك معاملة خاصة سيجعلك مغناطيسًا للمشاكل”.

شعر سوبارو أن ذلك هو تحذير يعنيه لذا اهتز صرخ سوبارو لإيقاف بياتريس  بينما كانت تلك الأخرى تتجاوزه  إلى الباب كما لو كان الأمر طبيعيًا.

ردت الفعل تلك أظهرت بعض التفاجؤ على وجه إيميليا، لكنها تجاهلت الأمر بهزة صغيرة برأسها على الفور.

“ا- انتظري، انتظري! إذا خرجت الآن … “

كان صباح اليوم الخامس الذي كان يصبو إليه ولم يتمكن من بلوغه سابقًا.

“يمكنك البقاء في هذا المكان المغلق إن أردت، قد تكون بأمان هنا؟ “

“-أنا! أحبكما! كلاكما!”

تركت بياتريس خلفها كلمات ساخرة وهي تمر عبر الباب. أما سوبارو الذي كان الدم يتدفق إلى رأسه من بسبب تصرفها فقد بدا وكأنه يركل كرسيه بينما قفز ووصل نحو الباب. لقد تردد لثواني قليلة فقط ، لكن …

“إذا كنت ستتحدث كطفل فلا تشعر بالحرج من أن يتم إطعامك كطفل، سيكون ذلك سخيفًا “.

“أوه، ليذهب هذا الخوف إلى الجحيم، لا يوجد شيء خطير.. أليس كذلك؟! “

“أتعنين ساحرة الغيرة؟”

دفع نفسه بكلمات ساخرة ثم فتح الباب بقوة وخرج.

“-!”

في اللحظة التالية ، أصابته.

“لماذا …؟”

“آه-“

بوصول الثلاثة، كان سوبارو على وشك السؤال عندما تحدث روزوال ببساطة.

بدون تفكير ، تسرب صوت سوبارو من شفتيه كالأحمق، كانت يده تحمي عينيه من ضوء الشمس الثاقب من ضوء الصباح الذي استقبله.

“خذ، ابتلعها هيا، ها هي اللقمة التالية، خذ، خذ، خذ”.

تحرك بثبات ولوح بيده في الهواء وكأنه يتحقق مما يراه، تحرك جسد سوبارو إلى الأمام نحو النافذة على الجانب الآخر من الممر الذي يطل على الحديقة الداخلية – ليجد الشمس قد بدأت للتو في شروقها.

خطرت في باله فكرة صغيرة، ربما كان عليه أن يكشف لإيميليا حقيقة العودة بالموت؟

كان صباح اليوم الخامس الذي كان يصبو إليه ولم يتمكن من بلوغه سابقًا.

“سواءً أكان مؤقتًا أم  لا، الاتفاق هو ميثاق – ربما تأثرت بطلبك غير المنطقي.”

“أيعني هذا … أني نجحت؟ تجاوزت الليلة الرابعة … ؟! “

“يمكنك دائمًا النوم هنا بجانبي؟”

غير قادر على تصديق النتيجة أمام عينيه ، فتح النافذة وكاد يكسرها.

”استجمعت بعضًا من هدوءك، أخيرا استسلمت لمصيرك؟ “

أمسك سوبارو بشعره بينما هب نسيم بارد ليأخذ نفسا من هواء الصباح المنعش.

ومع ذلك لم يعتد بعد على الألم والمعاناة، على الرغم من أنه كان يتمالك نفسه في كل مرة ، إلا  أن أحدًا لم يستطع  فهم الوحدة ، والخراب ، والألم الذي شعر به.

ثم تعثر ليصدم ظهره بالحائط  خله وينزلق بعد أن فقد إرادة الوقوف.

كان الألم يمزق الشخص المدعو “سوبارو”، كان عقله متوترًا ، ملتويًا ، وفي حالة انهيار. تم تقطيع سوبارو إلى أجزاء  غير قادر على تحكيم عقله حتى.

لم يستطع فعل شيء سوى التحديق في حالة صدمة.

“النوم في اليوم الرابع والذي يعد الأكثر أهمية .. قد تكون لدي بالفعل رغبة في الموت “.

لقد كان يائسًا .. مستسلمًا تمامًا ..  ومع ذلك ، تجاوز سوبارو اليوم الرابع ووصلت إلى اليوم الخامس. “ها ها ها ها…”

الفصل 5 صباح العام 1

دون أن يدرك حتى .. تسللت تلك الضحكة خارجه، وبمجرد أن بدأ بالضحك لم يتمكن من إيقاف نفسه.

وبينما كانت أصابعها تمسك بأصابعه، فإن الدفء الذي نقلته إليه جعل عقله يرى هالة الغموض التي تحيط بها.

“هيهيهيهي- هاهاها. ما هذا؟ أوي ماهذا؟ أنا للتو … ها ها … “

بوصول الثلاثة، كان سوبارو على وشك السؤال عندما تحدث روزوال ببساطة.

لم يستطع التفكير في أي طريقة عقلانية يعبر بها عن مشاعره.

وصلت سوبارو حد أن يظهر على وجهه معالم الاعتذار والتوسل لحماية نفسه مرارًا وتكرارًا. والآن تم دفعه إلى قمة منحدر ذهنيًا وجسديًا دون أن يكون هنالك مكان يركض فيه. كان الركض والركض والركض والركض هو بالضبط ما بلغه سوبارو في هذه المرحلة.

عانق ركبتيه ضاحكًا مثل رجل مجنون وظل جالسًا في الردهة.

كان ولائهما لها عظيماً لدرجة أنهم يقتلون أي شخص فقط لمعرفته بحقيقة مزعجة عنه من شأنها أن تتسبب في أذية إيميليا.  لقد اختبر سوبارو ذلك بشكل مباشر،  لكنه لم يستطع أن يكرههما مع ذلك.

كان يظن أن هذا اليوم أصبح بعيد المنال لدرجة أنه لن يبلغه

عندما رفع سوبارو وجهه كانت بياتريس قد فقدت الاهتمام به بالفعل ، وخفضت عينيها إلى الكتاب بين يديها ، مما يدل على رفض المحادثة.

لم يستطع الكلام، بل بالأحرى لم يستطع إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن فرحته، وأخيرًا قاطع فرحت سوبارو الجوفاء صوت أشبه بصوت الجرس “—سوبارو؟”

لم ير سوبارو بياتريس تتجول إلا في أوقات الوجبات، باستثناء أنها زارت غرفته في اليوم السابق ، كانت بياتريس دائمًا في الأرشيف على كرسيها.

رفع بصره منزعجًا ليرى فتاة ذات شعر فضي تقف في مكان أعمق في القاعة – إيميليا.

“مجرد خطوة واحدة … لا يمكنني حتى القيام … بشيء بسيط كهذا …”

لقد تمكن من إيجادها سليمة معافاة في صباح اليوم الخامس.

“في يومنا و عصرنا هذا ، لا يوجد أي شخص يطلق عليه (ساحرة) عداها على ما أظن”

كلاهما تجاوز الليلة الرابعة، هذه الحقيقة وحدها جعلت سوبارو يرتجف.

“وجهك ليس باهتًا فحسب، بل قذر أيضًا .. أو بالأحرى جسدك كله كذلك”.

كان يأمل في حدوث هذه الفرصة..  إذا استقبلهما صباح اليوم الخامس، فيمكنهما الوفاء بالوعد الذي قطعاه.

لذا حبس سوبارو أنفاسه ثم دخل حيث وجد الصراخ مستمرًا بلا انقطاع مالئًا الغرفة بأكملها.

سيقوم بتقديم إيميليا للأطفال في القرية ، وسيتمشيان في حديقة الزهور معًا، ويشكلان نفس الذكريات – ولكن …

أمالت إيميليا برأسها وعلى ما يبدو لم تلاحظ الطبيعة الفاتنة والرائعة لتصريحها.

“إيميليا …؟”

“- لا تلمسها!”

بدأ سوبارو يشعر بإحساس بالإنجاز الذي بالكاد بدا حقيقيًا بينما كانت إيميليا تراقبه في صمت.

3

ثم هرعت إيميليا إلى سوبارو كمل لو كانت تذكرت شيئًا للتو.

نظر إليها الجميع وهي تندفع ، ويداها ممسكتان بطرف تنورتها.

“سوبارو ، أين ذهبت؟”

لم يستطع وصف شعوره بالكلمات، لكنها تدفقت من بئر لا قاع لها في أعماق قلبه.

“إيه ، أنا …”

“آه … أشعر بتأنيب بسيييييييط”.

“أعني … لا ، لا بأس، لا بأس ، فقط … تعال معي “.

“-ماذا …؟”

سحبت إيميليا سوبارو بإصرار مفاجئ وركضت برفقته، بدت وكأنها لن تقبل بـ”لا” كإجابة، لذا ظهرت ابتسامة متكلفة على وجهه.

“هذا سلوك سيء، مرة أخرى ، وقلها بشكل صحيح “.

“إلى أين نحن ذاهبون … أوي ، إيميليا ، استمعي إلي، لقد بذلت قصارى جهدي لأصل إلى هذه المرحلة …”

أبى الصوت أن يخرج من جسده الذي لم يستطع المقاومة، فأطلق عقل سوبارو صرخة مدوية.

حدق سوبارو في جانب وجه إيميليا وهو يحاول العثور على الكلمات التي تعبر عن نجاحه.

غمزت إيميليا له وأخرجت لسانها.

“لماذا تظهرين مثل هذه التعابير؟ أعني ، لقد اتضح أن كل شيء على ما يرام … أليس كذلك؟ أنا بأمان وبصحة جيدة ، وأنت … نعم. دعينا نذهب إلى القرية … معًا ، ثم … “

“لا تجلس على الأرض مغمغمًا هكذا، هل تريد أن تضرب مثل الحشرة، على ما أفترض؟ “

“-“

“رام وريم كانتا قلقتان عليك للغاية”

“هناك الكثير من الأشياء أريد قولها لكِ، وفعلها معك.. لقد حدث الكثير. أردتكِ أن تعرفـ – “

هز سوبارو رأسه على الفور غير قادر على فهم ما كانت إيميليا تحاول القيام به.

“—سوبارو.”

“أنا اسف-!”

قاطعته بنداء قصير لاسمه، عندها لاحظ التذبذب اللحظي في عينيها ، والغضب الذي لم تعد تستطيع إخفاءه.

رفعت إيميليا إصبعها وبدا أنها تتحدث بسرعة لإبقاء سوبارو تحت السيطرة.

كان المظهر الذي كانت عليه عندما كانوا يقاتلون من أجل حياتهم في متجر السياج.

أصدر سوبارو أنينًا صغيرًا حيث ارتجف جسده بالكامل من الإحساس الذي يشبه إلى حد كبير الطفو على السطح، نظرت بياتريس إلى سوبارو بعد سماعها ذلك الصوت كما لو أنها تذكرت للتو وجوده عندها.

“ماذا حـ  …”

وبينما كانت أصابعها تمسك بأصابعه، فإن الدفء الذي نقلته إليه جعل عقله يرى هالة الغموض التي تحيط بها.

حدث ، حاول أن يسألها لكنه لم يستطع، لأنه قبل أن يتمكن من وضع الكلمة على شفتيه، وصل إلى أذناه صوت مفاجئ

في مواجهة ابتسامة إيميليا العريضة ، ربت سوبارو على بطنه والذي شعر بشكل غريب بالرضا والشبع.

– ظن أنها صرخة، وقد تكون عويلًا بدلاً من ذلك.

كانت هذه هي الفكرة التي راودت عقله عندما نظر إليه.

كان صوتًا طويلًا وعالي النبرة … مليئًا بالحزن الذي شوه الروح.

“آه … أشعر بتأنيب بسيييييييط”.

كان هواء الصباح في القصر ممزقًا بصرخة الألم التي لا تنتهي .. كما لو أن شخصًا ما تم تمزيقه.

3

مروا عبر الممر وصعدوا عبر السلالم، الجناح الشرقي من الطابق الثاني للقصر مخصصًا لغرف نوم الخدم ، حيث كانت غرفة سوبارو في الحلقات السابقة.

 

قادته إيميليا بيده إلى الغرفة الداخلية حيث وقف هناك … “روزوال و …”

“إذا لم تكن تعاني من شيء سأغادر، عليّ إخبار باك أننا أجرينا محادثة وحللنا الأمر على ما أعتقد”

… ضاقت عينا الرجل ذو الشعر النيلي الطويل عندما رأى كلاهما يندفعان. بجانب روزوال وقفت بياتريس التي أسندت ظهرها على الحائط بينما تلتف قطة رمادية على كتفيها.

في حين كان سلوك بياتريس منمقًا ورائعًا عضت رام لسانها بغضب شديد. تجاهلت بياتريس رام ونظرت إلى روزوال وهي ما تزال تقف بجواره،

بوصول الثلاثة، كان سوبارو على وشك السؤال عندما تحدث روزوال ببساطة.

وصلت الأصابع السوداء ببطء إلى صدر سوبارو … وبدا أنها تغوص في أعماقه.

“بالداخل.”

ابتسمت له إيميليا الجالسة على السرير بجانب سوبارو وهي تربت على يده اليمنى المصابة.

أشار روزوال إلى الباب المفتوح لغرفة النوم التي بجانبه.

بدت بياتريس مستاءة بشكل واضح وهي تنظر إليه، تابع سوبارو حديثه باستياء،

عندها استدار سوبارو لإيميليا التي أومأت له أيضًا، نظرة عينا إيميليا البنفسجية حسمت الأمور في عقله.

– لم يكن هنالك سوى “العدم”.

لذا حبس سوبارو أنفاسه ثم دخل حيث وجد الصراخ مستمرًا بلا انقطاع مالئًا الغرفة بأكملها.

– عندما كان سوبارو يعاني كابوسًا مرارًا وتكرارًا… حيث أتاه حلم ذو شعور مؤلم اليأس والخسارة.

دخل سوبارو وعيناه مفتوحتان على مصراعيها ، متجمدًا من التوتر مما رآه.

سيطر الانزعاج وعدم الارتياح على سوبارو، ولكن السحابة السوداء لم تتوقف عن الحركة.

كانت غرفة مرتبة للغاية حيث بدت وكأنها غرفة فتاة بها الحد الأدنى من المفروشات الضرورية مما شخصية خادمة صارمة.

“كنت تنام براحة تامة بينما كنت أتكبد عناء المجيء في الساعة المحددة.”

على الرغم من حصول سوبارو على غرفة متطابقة ، إلا أنه شعر بأنها مختلفة.

“لم تكن لدي أي نية للتنزه في الجبال الريفية أصلًا، ربما لم يكن عليك أن تهرب إلى مكان كهذا وتبكي حتى تنام؟ “

للحظة سمحت هذه المشاعر لسوبارو بنسيان المشهد الموجود أمام عينيه، لكن اللحظة مرت عندما تجلت أمامه الحقيقة المروعة ، وهي حقيقة لم يجد مكانًا يهرب منها

“همم؟”

“وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه -!”

“- رائحة الساحرة، قد يكون أنفك مكسور؟ “

كانت رام تصرخ بحزن عميق يكاد يمزق حلقها والدموع تنهمر من عينيها.

كان السؤال الذي وجهته بياتريس متوقعًا، بقيت بياتريس تحدق في سوبارو ببصرها وهي تتجول في الغرفة.

– وكانت ريم هناك مستلقية بينما تتشبث أختها الكبرى بها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

بينما لم يترك سلوكها مجالًا لكلمات الشكر بقي سوبارو ممتنًا وسعيدًا.

 

“يبدو أنك في حالة تفكير عميق وجاد ؟”

 

“إذا كنت ستتحدث كطفل فلا تشعر بالحرج من أن يتم إطعامك كطفل، سيكون ذلك سخيفًا “.

******

كان لدى إيميليا مسؤولية مملكة تقع على عاتقها، لم يكن لديها ثانية واحدة لتضيعها حيث كانت تقضي كل يوم في السعي من أجل مستقبل أفضل. ما كان ينبغي لها أن تضيع ثانية واحدة من ذلك الوقت الثمين على شخص لا قيمة له مثل سوبارو.

8
كم مرة لم يستوعب سوبارو ما يحدث أمامه؟
كم مرة عليه أن يواجه مأساة غير متوقعة؟ ألم يحن الوقت الذي ينقذه أحد من هذا؟

كانت هذه هي الفكرة التي راودت عقله عندما نظر إليه.

“-“

فجأة نظرت بياتريس بعيدًا ولم تعره سوى خدها. قام سوبارو بثني يديه عدة مرات، مما يعكس الإحساس الدافئ والهادئ الذي شعر به أثناء نومه.

استلقت الفتاة ذات الشعر الأزرق على السرير ببشرتها الباهتة حيث توقفت عن التنفس حيث لن تفتح عيناها مرة أخرى. كانت ترتدي فستانًا رقيقًا بدا بطريقة ما مثالي عليها.
أدرك سوبارو فجأة أنه لم ير ريم في زي الخادمة مسبقًا.

ابتسم سوبارو ابتسامة مريرة ردًا على نظرة بياتريس العدائية.

“لماذا … ريم …”

“إنهما محبطتان على غير العادة، وتظنان أنهما قد تكونان أساءتا لك بطريقة، ما رأيك أن تقول لهما شيئًا في المرة القادمة التي تراهما فيها؟ “

جثا سوبارو على ركبتيه فجأة بينما كان يتلعثم ويمسح شعره القصير بيده،
شعر بصداع شديد وهو يحاول إقناع عقله أن المشهد الذي أمامه كان مجرد خيالاته بسبب قلة نومه.
كانت هذه الحلقة الرابعة في القصر، وبالنسبة لسوبارو الذي مات بالفعل وعاد ثلاث مرات ، كانت ريم هي أكثر شخص يأخذ حذره منها

“أليس من المفترض أن تكوني حارستي الشخصية حتى … هذا الصباح؟”

“إذا لماذا … لماذا قُتلت ريم …؟”

” بياتريس ، لا تخبريني أنكِ أمسكتِ بيدي وأنا نائم؟”

كان من المفترض أن تقتل ريم سوبارو وليس العكس؟
فجأة ، همس شيطان صغير على كتف سوبارو – ربما لم تكن ميتة حقًا؟
ربما كان كل شيء خدعة ، حيلة لجعل سوبارو يرخي دفاعاته؟ كانت تلك مزحة ذات ذوق سيئ بشكل استثنائي، أسوأ من الكابوس الذي كان يتحقق أمامه.

السؤال لا معنى له.

 

كانت إيميليا قد وضعت صينية الطعام على حجرها ، ورفعت الملعقة ونظرت إلى سوبارو.

“-“

 

ظهرت معالم التفاجؤ على وجه سوبارو بينما وضعت بياتريس كتابها وأنزلت ساقيها على الأرض.

اقترب من ريم للتحقق من نبضها، ولكن …

“سأخبر باك بذلك”

“- لا تلمسها!”

ظلت بياتريس صامتة لبعض الوقت في مواجهة طلب سوبارو الصادق.

عندما مد يده للمس ريم، تم صفع يده بقوة.
عندما صاحت في سوبارو ونظرت لأعلى، وجد أن رام كانت تحدق في وجهه بغضب. قام ذاك الغضب المملوء بالدموع على وجهها بمحو أي كلمات كان سوبارو قد يستخدمها.

ضحك باك بصوت عالٍ بينما ذكر سوبارو اسم الخائن الشهير. قامت إيميليا بقرص باك الضاحك واعادته مرة أخرى لداخل شعرها ، وهذه المرة وقفت على قدميها.

“لا تلمس … أختي الصغيرة!”

بذهول تمعن في (اللاشيء) الذي في عقله، ربما لم تكن كلمة (تمعن) هي الكلمة الصحيحة. لم تكن العيون موجودة داخل عقله، ولا يديه ولا رجليه ولا أي جزء من جسده. كل ما تبقى هو عقله المعنوي العائم. لم يكن يعرف شيئًا أو يدرك شيئًا ، كل ما نظر إليه كان الظلام الأشبه بغرفة خاوية. غرفة عبارة عن عالم بلا أرضية أو سقف ، مغطاة بسواد شديد لدرجة أنها تتحدى الفكر. فجأة ، في عالم الظلام الأبدي ، كان هناك معنى.. إذ ظهرت صورة ظلية فجأة أمام عقله. كانت معالم الصورة الظلية نحيلة وسوداء كالبقية، وكان الجزء العلوي من الجسم أكثر تشويشًا إذ أن عقله كان يرفض إدراكه. مع تشكل المظهر البشري لذلك الظل، اكتسب العقل أول رغبة قوية له. شعر بصدمة بينما كان الظل يتحرك بلطف.. كما لو كان ينقل شيئًا إلى ذهنه. لم يفهم. لم يكن على علم بأي شيء. لكن لسبب ما لم يستطع عقله أن يتجنب الظل –

رفضت السماح لأي شخص بالوقوف بينهما.
بصوت مبكي كررت رام ما قالته وهي تتشبث بجسد ريم والدموع تتدفق بهدوء على وجهها.
لم يكن هناك ما يشير إلى أن الأخت الكبرى المخلصة تتوقع استيقاظ أختها الصغيرة على الإطلاق.
كانت تلك حقيقة واضحة كوضوح الشمس.

“انتظري رام! أنا…!”

– كانت ريم ميتة حقًا.

“بالطبع، لاحظـــــت ذلك منذ فترة، ولكن إن كان ذلك ممكنًا أود الترحيب به مجددًا كضيف عندي بمجرد أن يبوح بما بداخله ليشعر أنه أخف وزنا “.

بينما ترنح سوبارو إلى خارج الغرفة، وقف روزوال عند المدخل وأعلن استنتاجه.

“أسئلتك أصبحت مزعجة. يمكنك أن تقرأ شيئًا وأن تكون هادئًا ، على ما أفترض “.

“على ما يبدو فقد ماتت بسبب الوهن، أي أن قوتها سُرقت وهي نائمة حتى تباطأت ضربات قلبها وأُخمدت نيران حياتها. على الأرجح أن ذلك حدث نتيجة لعنة وليس سحرًا في حد ذاته “.

“-“

اتسعت عينا سوبارو لدى سماعه كلمة لعنة ، الكلمة التي يعتقد المهرج أنها سبب الوفاة.
الموت بسبب الوهن عن طريق لعنة: كان هذا هو السبب المباشر لوفاة سوبارو خلال الحلقة الأولى والثانية، بعبارة أخرى ، مات ريم بنفس اللعنة التي قتلت سوبارو سابقًا.

بدت حركة سوبارو الصغيرة وكأنه محاولة للفرار في نظر تلك الفتاة التي غرقت عيناها بالدموع. هبت عاصفة من الرياح على الفور جعلت الباب يهتز بشدة -وأدت إلى تساقط شعر سوبارو على الأرض في اللحظة التي دفعته العاصفة المفاجئة إلى إغلاق عينيه- منذرة بألم حاد إثر جرح على خد سوبارو.

“لكنني ظننت أن اللعنة جاءت من ريم …”

“لا تلمس … أختي الصغيرة!”

في الحلقة الثانية توفي سوبارو من الوهن بسبب لعنة بالإضافة إلى تحطيم رأسه بواسطة كرة حديدية.
استنتج سوبارو من ظروف تلك الليلة أن السحر والكرة الحديدية مرتبطان، لكن موت ريم نفسها بسبب لعنة مزقت فرضيته إلى أشلاء.

شعر سوبارو بالخجل الشديد ، وهو يتذكر ما كانت تفعله إيميليا عادة في مثل هذا الوقت.

“إذا الشامان وريم منفصلان …؟”

“-“

كان عقل سوبارو في حالة من الفوضى عندما ظهرت فكرة الشامان بشكل جديد ومنفصل.
لقد قامت ريم بقتل سوبارو سابقًا بدافع الولاء لروزوال، كان هذا هو الجواب الوحيد إذا كانت كلمات ريم التي قالتها خلال الحلقة الثالثة صحيحة.
لذا تساءل عما إذا كانت ريم ، التي قتلته بيديها ، والشامان متصلان بطريقة ما، ولكن إذا كان هذا هو الحال ، فإن قتل ريم هذه المرة ليس له أي معنى على الإطلاق من وجهة نظر الشامان.
لذلك ربما لم يكن ريم والشامان مرتبطين من الأساس …؟
في المرة الأولى، قتل سحر الشامان سوبارو ؛ في المرة الثانية ، أضعفت تعويذة الشامان سوبارو لقتله ريم بعدها لأي سبب من الأسباب. أما في الحلقة الثالثة، فقد قضت ريم عليه دون أي تأثير من الشامان على الإطلاق.

تتكرر ذكريات سوبارو الحية “عن الموت” مرارًا وتكرارًا ، لتتعمق أكثر في ذهنه.

“لأني حرصت على عدم فعل شيء في الحلقة الرابعة .. تعرضت ريم للقتل بدلًا عني…؟”

لتصلكم آخر أخبار الترجمة ولمزيد من محتوى ريزيرو تابعوا حساب الفريق على تويتر: @ReZeroAR

لقد كان افتراضًا لا أساس له، ولكن بناءً على الأدلة الظرفية كان ذلك هو الاستنتاج الوحيد المعقول.
إذا كان سوبارو هو الهدف لأسباب تتعلق بالخلافة الملكية ، فيمكنه فهمها على أنه هجوم استباقي وعشوائي على صف إيميليا. أما الضحية فقد كانت عشوائية سواء كان سوبارو أو ريم.

“ماذا …”

“يبدو أنك في حالة تفكير عميق وجاد ؟”

“أليس من المفترض أن تكوني حارستي الشخصية حتى … هذا الصباح؟”

نظرت العيون الزرقاء والصفراء غير المتشابهتان إلى الأسفل مما يعكس صورة سوبارو فيها. ارتفعت عينا سوبارو عندما شعر أن نظرة روزوال الفاحصة كانت ترى في روحه.

عندما قال ذلك بشفتيه تشكلت ابتسامة كما لو أنه لا يمكن أن تكون هنالك فكرة أفضل. لقد مات ثلاث مرات، ووصل إلى المرة الرابعة حيث فشل كل شيء. خلال هذه المرة لم يكن يقدر سوا حياته، لذا فإن حياته هي فقط ما بقي معه، ما الفائدة في الاستمرار في النضال إذا كانت هذه هي النتيجة؟

“يــؤلمني أن أسأل مثل هذا السؤال … ولكن ألديك أي فكرة عما حدث، أيها الضيف العزيز؟”

“أوه، ليذهب هذا الخوف إلى الجحيم، لا يوجد شيء خطير.. أليس كذلك؟! “

حوّل روزوال نظره فجأة من سوبارو إلى المشهد المؤلم داخل الغرفة.
بالنظر إلى جانب وجهه، فقد علم سوبارو إلى أي مدى أصبح وضعه محفوفًا بالمخاطر.
لم يكن لدى سوبارو أي طريقة لإثبات براءته، فهذه المرة لم يفعل سوبارو شيئًا لكسب أدنى قدر من ثقة الآخرين.
شدّت إيميليا قبضتها وتحدثت بصوت قلق.

“سيدة بياتريس …!”

“… سوبارو.”

تلوى بجسده وقفز، ولكن كل جزء من جسده كان يجهل ما يحدث له.

عندما نظر إليها بدا له أن النور في عينيها البنفسجيتين كان يتوسل إليه: إن كنت تعرف شيئًا فمن فضلك قله
أخبرته عيناها التي كانت تنادي باسمه كثيرًا.
أثر طلب إيميليا على سوبارو كثيرًا، كان يود حقًا أن يخبر الجميع بما يعرفه، لقد أراد الصراخ وقول كل شيء.
ولكن عندما لم يرد سوبارو عليها، ارتجفت أصابع إيميليا الصغيرة قليلاً وهي تمسك كمه.
كان يظن أن تكرار الماضي سيؤدي إلى مستقبل أفضل، ولكن ها هو ذا ، تحيط به السحابة المظلمة من كل جانب، ويرى نتائج أسوأ من تلك التي كان يتخيلها.

مجرد التفكير في تحديه للمرة الثانية جعله يرى السحابة السوداء المتمايلة في ذهنه.

“سوبارو …”

 

خيم الارتباك على عقله، كان يظن أنه سيتخطى المصاعب وستتحسن الأمور يوما ما.
كلا، لقد ظن أن الأوضاع تحسنت بالفعل، وبمجرد أن راودته هذه الظنون يجد هذا الموقف أمامه!

مع اقتراب المهلة ازداد قلقه وتوتره ؛ لقد كان سؤالًا مفتوحًا حول المدة التي يمكنه خلالها الحفاظ على هدوئه، لو كان بإمكانه أن يغمر رأسه في شيء ما وينسى مرور الوقت –

“__”

في اللحظة التي سمع فيها ذلك الصوت ، انقطع أمل سوبارو الضعيف.

سيطر الألم على رأسه في اللحظة التي تخيل فيها السحابة السوداء وكيف توقف العالم.
اشتعلت أنفاسه ليتسبب إحساسه بأصابع يد إيميليا تلمس يده في التواء معدته من الألم.
إذا استمرت إيميليا على وضعها المتوسل فإن قلب سوبارو سيفضح كل شيء، حتى لو لم يفعل فإن باك القادر على قراءة المشاعر سيتمكنن بسهولة اكتشاف حقيقة أن سوبارو يخفي شيئًا ما، ومع ذلك لم يستطع سوبارو شرح أي شيء عن العودة بالموت.
وهذا يعني أن التعذيب سيستمر -وسيشعر بألم لا نهاية له- مرارًا وتكرارًا.
شعر بلسانه يجف بسرعة.، وبسبب عدم قدرته على مقاومة رغبته في الفرار أخذ خطوة صغيرة إلى الوراء.

“حسنًا ، أشعر بالسوء حيالهم … إذا ماذا ، أنت تعملين هنا بدوام كامل؟”

“- إذا كنت تعرف شيئًا فلن تفلــت مني أبدًا.”

“بعد .. تلك الأيام الممتعة…!”

بدت حركة سوبارو الصغيرة وكأنه محاولة للفرار في نظر تلك الفتاة التي غرقت عيناها بالدموع.
هبت عاصفة من الرياح على الفور جعلت الباب يهتز بشدة -وأدت إلى تساقط شعر سوبارو على الأرض في اللحظة التي دفعته العاصفة المفاجئة إلى إغلاق عينيه- منذرة بألم حاد إثر جرح على خد سوبارو.

لقد جعلهم ينتبهون له أكثر، لكن كانت تلك هي الوسيلة الوحيدة ليشعر ببعض الراحة، فبعد كل شيء لم يكن لأي منهما علاقة بالأزمة الحالية لذا ظن أنهما سيكونان على ما يرام.

“آه …!”

“كنت تتصرف بغرابة منذ أن استيقظت ، على حسب قولهم، لذا اشتبهوا في أنني قد فعلت شيئًا لك عندما استيقظت لأول مرة. كان تصرفهم وقح إلى حد ما إذا جاز لي القول “.

لمس خده على الفور ليجد راحة يده قد تبللت بالدم.
الريح. لقد أصابته الريح.
من داخل الغرفة ، كانت رام تحدق في سوبارو بنظرة مليئة بالكراهية وهي توجه كفها تجاهه.

كان الأمر كما لو أن السحابة لم تعثر على ما كانت تبحث عنه، وكان عليها البحث أعمق وأعمق داخل سوبارو.

“إذا كنت تعرف شيئًا ما ، قله!”

 

“انتظري رام! أنا…!”

“… لا أريد أن التسبب في أي مشكلة، أريد فقط إطفاء أي شرار يتطاير”.

لا يمكنني كان سوبارو على وشك البوح بكل شيء، ولكنه لم يستطع إذ أن الكلمات ماتت على الفور على شفتيه لأنه كان يعلم ما سيحدث له.
لكن، كان يعني أنه لم يعد لديد طريقة لينجو بها بنفسه، من توقف لسان سوبارو عن الكلام أطلقت عليه رام عاصفة أخرى من الرياح كتحذير لما سيتبعه.
لو كان قادرًا على تقييم الأمر بهدوء لأطلق على حركتها (سكين الرياح).
لقد كانت تستخدم سحر الرياح – السحر الذي أحدث جروحًا أشبه بتلك الناتجة عن مخالب حيوانٍ ضارٍ، أرسلت هجمتها الحادة لدرجة قطع الأرض الفاصلة بين سوبارو وريم وقطع الباب إلى نصفين لتتوقف عند خد سوبارو.
لو أن تلك الضربة أصابته بقوتها لكانت نهايته، في مواجهة للهجمة التي حدثت أمام عينيه نسي سوبارو أن يتنفس حتى. لكن بياتريس مددت كفها ذات اللون الكريمي أمام سوبارو وواجهت سكين الرياح.

“م- مهلا. ماذا بك، لمَ انت مهتم براحة كفيّ هكذا ، على ما أفترض؟ “

“أنا من النوع الذي يفي دائمًا بوعوده”

“أعني … لا ، لا بأس، لا بأس ، فقط … تعال معي “.

هزت راحة كفها الصغيرة كما لو لم يكن ما فعلته شيئًا يذكر وهي تنظر إلى رام.

بدون تفكير ، تسرب صوت سوبارو من شفتيه كالأحمق، كانت يده تحمي عينيه من ضوء الشمس الثاقب من ضوء الصباح الذي استقبله.

“لقد قطعت وعدًا بحماية هذا الرجل من الأذى أثناء إقامته في القصر.”

تجهمت حواجب إيميليا الأنثوية بهدوء من القسوة في صوته، كان رد سوبارو جيدًا، ولكنه لم يحتوي على ذرة اعتذار أو ما شابه، عوضًا عن ذلك طرح سؤالًا دون أن يكون فيه أدنى تلميح من السخرية.

“سيدة بياتريس …!”

الأخت الكبيرة الصريحة والمراعية.

في حين كان سلوك بياتريس منمقًا ورائعًا عضت رام لسانها بغضب شديد.
تجاهلت بياتريس رام ونظرت إلى روزوال وهي ما تزال تقف بجواره،

“…آسف.”

“روزوال، خادمتك تتصرف بوقاحة مع ضيفك “.

مروا عبر الممر وصعدوا عبر السلالم، الجناح الشرقي من الطابق الثاني للقصر مخصصًا لغرف نوم الخدم ، حيث كانت غرفة سوبارو في الحلقات السابقة.

“بالطبع، لاحظـــــت ذلك منذ فترة، ولكن إن كان ذلك ممكنًا أود الترحيب به مجددًا كضيف عندي بمجرد أن يبوح بما بداخله ليشعر أنه أخف وزنا “.

لم يكن يريد الموت، فقد كان يكره الألم، والمعاناة ، والحزن ، والخوف الناتج عن ذلك؟

” كيف يمكن أن يكون له يد في هذا الأمر، على ما أفترض؟ لقد كان في أرشيف الكتب المحرمة طوال الليل “.

“___”

“هذه مسألة خطيرة للغاية بحيث لا أستطيع تجاهـــلها ببساطة، من المؤكد أنكِ تفهمين هذا الأمر؟ “

لقد كان حلمًا مريرًا ، حلمًا جلب الحزن والشعور بالخسارة المؤلمة إلى قلبه. تقلصت روحه إلى حد الألم مما جعله سوبارو ينسى أن يتنفس من العذاب.

مع فشل المفاوضات هز روزوال كتفيه ورفع كفيه في الهواء ليرى سوبارو الأجرام السماوية متعددة الألوان تطفو من راحة يده.
كانت ذات لون أحمر وأزرق وأصفر وأخضر – حتى سوبارو غير المدرب على السحر- أدرك أن تلك الألوان الأربعة كانت تمثل قوى سحرية حيث احتوت توهجاتهم الجميلة على طاقة تفوق خياله.

“بجدية … ستجعلني فتاة صغيرة أبكي …”

“الأمر يشبه قيامك بحيلة بسيطة، فقط لأن لديك بعض الموهبة وقوة أكثر وأدق قليلاً من الآخرين تقوم بالتباهي هنا وهناك… تصرفاتك طفولية للغاية لعلمك “

“انتظر-!”

“يـــــا لــه من كلام قاسٍ. هل الفرق بيننا وبينك – نحن الذين نمشي بشكل طبيعي وأنت التي تمضين الوقت في غرفة يتوقف فيها الوقت- كبير جدًا؟ ربــــما علينا اختبار ذلك “.

لم يستطع التفكير في أي طريقة عقلانية يعبر بها عن مشاعره.

كان بإمكان سوبارو استشعار التوتر السحري بينهما، ولم يلبث إلا وأن أصبح على الهامش بسبب تزايد العداء بينهما.

عندما سمعت بياتريس كلمات سوبارو الآسرة أظهرت وجهًا حزينًا وغاضبًا ونخرت.

“ومع ذلك، من كان يتوقع أنكِ ستتكبدين كل هذا العناء من أجله… هل أنت مغرمة به ؟”

“… أستخبرني به، على ما أفترض؟”

“نكاتك سيئة تمامًا مثل ذوقك في المكياج، باك هو شريكي المثالي. إذ لا يمكن لأمثالك مضاهاة مثل هذا الفراء الجميل “.

“همم؟”

بدت بياتريس بلا حماية وهي تقف أمام تلك الكرات الأربع العائمة والمتوهجة عند روزوال.
ومع ذلك ، فقد كان حول الفتاة “الواقفة ببساطة” هالة قوية لدرجة أن الهواء نفسه كان ينحني أمامها، كان هناك شيء غير مرئي، ولكنه مخيف يحوم حولها.
عندما احتد الموقف بتسليط الضوء على كل من أصحاب القوة الخارقة للطبيعة فصل صوت رام الحاد بينهما

“هذه إهانة لبياتريس ، هاه …”

“من يهتم بذلك؟ من يهتم؟!”

لأنه أيقن أنه لم يعد يريد الهرب أكثر، أراد أن يفعل شيئا ما.

نظر إليها الجميع وهي تندفع ، ويداها ممسكتان بطرف تنورتها.

“إذا كنت تعرف شيئًا ما ، قله!”

“دعوني أتولى الأمر ولا تتدخلوا، إذا كنت تعرف شيئًا فقله ، قل كل شيء! ساعدني … ساعدني في الانتقام لها! “

“لقد ماتت ريم بالفعل! لن تعود أبدًا! ما الجيد في كونك تعرف شيئًا واحدًا الآن ؟! “

لقد كانت استغاثة حزينة ومؤلمة، استحوذت كلماتها على قلب سوبارو. لقد أراد حقًا أن يخبرها بما تريد أن تعرفه. لكن سوبارو لم يكن لديها كلمات يقولها لها.
نظرت رام لسوبارو نظرة يائسة، لتقف إيميليا بجانب بياتريس ، كما لو كانت كلاهما تحميان سوبارو من نظرتها العدائية.

– في تلك اللحظة ، كان سوبارو وإيميليا الشخصان الوحيدان في الغرفة.

“آسفة يا رام. ما زلت أؤمن بسوبارو “.

ذهب روزوال إلى غرفة سوبارو بعد أن علم أنه آذى إيميليا ببيانه القاسي.

وضعت إيميليا راحة يدها باتجاه رام لإبقائها تحت المراقبة بينما تنظر إلى الخلف إلى سوبارو من زاوية عينها. تذبذبت عيناها ، في محاولة للعثور على كلمات قبل أن تقول

لمس خده على الفور ليجد راحة يده قد تبللت بالدم. الريح. لقد أصابته الريح. من داخل الغرفة ، كانت رام تحدق في سوبارو بنظرة مليئة بالكراهية وهي توجه كفها تجاهه.

“سوبارو، من فضلك. إذا كان هناك شيء يمكنك القيام به لرام وريم … من فضلك افعله “.

“فهمت ، لذلك جاءت بياتريس لتعتذر، أنا سعيدة فقد أحسنت عملًا”

جعل تعاطفها سوبارو يشعر بالخجل من نفسه أكثر.
لقد انحازت إيميليا إلى سوبارو حتى في مثل هذا الضرب القاسي بالرغم من أن سوبارو قالت لها مثل تلك الأشياء الفظيعة في بداية الأسبوع ، على الرغم من أنه كان لا يزال يمسك لسانه في صمت …

“ولماذا تنبعث هذه الرائحة مني؟”

“أنا اسف-!”

“بوينغ …”

كما لو كان خطو على مخاوف إيميليا بقدمه، لم يتقدم سوبارو للأمام بل تراجع للوراء.
في تلك اللحظة ، توقفت عينا إيميليا مع تسارع مشاعرها، لقد كان ذلك تعبيرًا عن الصدمة والحزن .. وقبل كل شيء خيبة أمل لا توصف لأن ثقتها على وشك أن يتم خيانتها.
ما رآه سوبارو حقًا في عيون إيميليا كان يأسه. كان يعلم أن أفعاله فتحت الباب أمام كابوس لا يمكن إبعاده أبدًا.
وعندما لم يعد سوبارو قادرًا على مواجهة عينا إيميليا ، أدار ظهره لها.
على الفور ، مدت إيميليا يدها نحو ظهره لكن هذا كان لمنع سكين الرياح من أن تصل لسوبارو.
اصطدمت الريح بقوة سحرية خالصة لتقوم المانا برد المانا الأخرى بينما ركض سوبارو خارجًا.

شخص ما كان يمسك يدي سوبارو.

“سوبارو -!”

ضحك باك بصوت عالٍ بينما ذكر سوبارو اسم الخائن الشهير. قامت إيميليا بقرص باك الضاحك واعادته مرة أخرى لداخل شعرها ، وهذه المرة وقفت على قدميها.

تجاهل سوبارو الصوت الذي كان يحاول إيقافه واندفع إلى آخر الممر في حالة ذهول. لقد شعر أن المواجهة السحرية وراءه تزداد شدتها، لكن سوبارو كان يفتقر إلى الشجاعة للنظر إلى الوراء.
كان ضعيفا، ضعيفًا وغير قادر على فعل أي شيء.
لهذا السبب هرب من إيميليا التي وثقت به بعد كل ذلك ، وبياتريس التي حاولت إنقاذ حياته متجاهًلا كل نواياهما الحسنة،
لم يعد يعرف ماذا يفعل بعد الآن، ما كان يعرفه هو أن “رام” صرخت خلفه وكأنها تبصق دماً –

“أعتذر عن تصرفاتي الأنانية، جلبت لكم الكثير من الحزن يا فتيات “.

“-سأقتلك!!”

“ماذا … ما هذه الأشياء الغبية التي أفكر بها هنا …”

بعد أن فقدت الفتاة نصفها الآخر لاحقته صرخة هددت بتمزيقه.
لكنه غطى أذنيه ، وهز رأسه ، وأصدر أصواتًا صامتة ، وركض.
ثم ركض..
واستمر في الركض.

كانت المشكلة هي ليلة اليوم الرابع يصبح الخامس، لتقليل الجهد اللازم لحمايته خلال ذلك الوقت، كان يخطط لمغادرة الغرفة وعدم إظهار وجهه حتى الساعة المحددة.

مع تركيزه على الجري فقط لم يكن يعرف كم مضى من الوقت. كان يتنفس بصعوبة، ركبتيه تتوسلان طلبًا للرحمة ، والعرق يقطر من ذقنه ، ومع ذلك استمر في الجري. إذا لم يستمر في الجري ، فإن المشاعر غير المتماسكة التي تتبعه قد تلحق به.
وإن وصلت إليه هذه المرة، فسينتهي كل شيء.
صرخة رام الحزينة والمتألمة – بكل الحقد والكراهية التي احتوتها- كانت لا تزال تدوي في أذنيه.
لم يستطع العودة.
الآن بعد أن هرب لن ترحمه رام ولا روزوال؛ وبالتأكيد لم يعد بإمكان إيميليا وباك الوثوق به نظرًا لصمته، وعلاوة على ذلك فقد تخلى عن بياتريس على الرغم من إبرام اتفاق معها لذا لن تكون حليفته بعد الآن.

بينما لم يترك سلوكها مجالًا لكلمات الشكر بقي سوبارو ممتنًا وسعيدًا.

“لا خيار آخر …! أريد ذلك … لكنني لا أستطيع!

“-“

لم يكن يعرف كيف حدث هذا، أو الخطأ الذي ارتكبه.
كما أنه لم يعرف ماذا سيفعل حتى يسامحه العالم.

“أعني … لا ، لا بأس، لا بأس ، فقط … تعال معي “.

“بعد .. تلك الأيام الممتعة…!”

استمرت في التعاطف معه في عالم لا يرى فيه أي أمل، حتى تساءل عما إن كان يستحق حقًا مثل هذه المعاملة …

لقد رحب به عالم آخر فجأة حيث لم يكن لديه خيار سوى العيش فيه، بالنسبة لسوبارو الذي لطالما كان يعيش في صحراء شاسعة من القلق كان القصر الذي استقبله واحته.
تلك الأيام الجميلة، والوقت العزيز على قلبه -والذي لم يبلغ أسبوعًا واحدًا- انقلب كل شيء لتصبح ذكريات بعيدة المنال عنه.
لقد أعاد بناء كل شيء واستعاد حياته ليجد العالم قد أغمس أنيابه فيه.

“-إلامَ ترمي؟!”

– لا يمكنني تحمل ذلك أكثر.

والأخت الصغيرة المهذبة ظاهريًا. فكر سوبارو باعتزاز في الأيام التي قضاها مع الفتاتين. كانت ذكريات ثمينة بالنسبة له رغم أنه قتل فيها أكثر من مرة. لكنها كانت أكثر من كافية لجعله يختار خيار قضاء الوقت معهم مرة أخرى لو كان ذلك ممكنًا صرخة سوبارو جعلت رام تفتح عينيها على وسعهما، متجمدة من الصدمة… بالطبع فعلت. فمن وجهة نظر رام ، كان اعتراف سوبارو بلا معنى ، هراء فارغ. وعلاوة على ذلك ، فقد سبق وتخلى عنها بالفعل في لحظة. تجمدت عملية تفكير رام للحظة واحدة فقط، في اللحظة التالية ، ذاب جسدها وقفز إلى العمل. لكن كان الافتتاح اللحظي كان مختلفًا رغم ذلك.

فجأة ، ظهرت تلك الفكرة أشبه بهمهمة في عقله

“- !!”

– لم تعد هناك أي جدوى من المحاولة.

كانت أصابعه التي تقلب صفحات الكتاب مخدرة وطرف لسانه يتوسل من أجل الحصول على الماء.

وسُحِر بصوته الذي يناشده ليستسلم وتراجعت وتيرته.
كان يعتقد أنه إذا فعل ما قالته له تلك الكلمات ، فسيكون ذلك أسهل بكثير.
فقد كان سوبارو من النوع الذي يبحث عن الحل الأسهل لأي مشكلة بعد كل شيء.
ليس سوبارو فقط، بل معظم البشر يفعلون ذلك، فعندما يواجهون خيارين غير مستساغين يبحثون عن طريق ثالث.
من يمكنه لومه على الشعور بأن هناك خيار ثالث مرسل من السماء؟
فجأة نزف الدم من رأسه مما جعل قلبه ينبض بقوة ، ويشعر بأنه بعيد.
تفقد أطرافه ليجد نفسه يجر قدماه كما لو كانا يرفضانه.

كانت تلك الفتاة تقف عند المدخل متكئة عليه، وترمق سوبارو بنظرة كما لو كانت تحدق في وحش.

“___”

“ليس كـ…!”

عندما توقف أدرك أنه قد أصبح في الغابة، فبعد أن هرع للخروج من القصر خرج عن الطريق المؤدية إلى القرية ليجد نفسه تائهًا على طريق جبلي.
حجبت السماء والأشجار الكآبة من حوله لتجعل سوبارو يعتقد أنه يشبه المكان الذي مات فيه في المرة الثالثة.
في اللحظة التي تذكر فيها وفاته، ليظهر له الطريق الثالث في وجه

أغمض عينيه وفكر مرة أخرى في أيامه التي قضاها في القصر. آنذاك، ألم تكن هناك لحظات اقتربت فيها سوبارو والاختان من بعضهما البعض؟

“إذا مت …”

لتصلكم آخر أخبار الترجمة ولمزيد من محتوى ريزيرو تابعوا حساب الفريق على تويتر: @ReZeroAR

– هل سينقذني ذلك مما أنا فيه؟

– مهلا ، توقف عندك

“نعم هذا صحيح. إذا مت، سيتغير كل هذا “.

كان الألم يمزق الشخص المدعو “سوبارو”، كان عقله متوترًا ، ملتويًا ، وفي حالة انهيار. تم تقطيع سوبارو إلى أجزاء  غير قادر على تحكيم عقله حتى.

عندما قال ذلك بشفتيه تشكلت ابتسامة كما لو أنه لا يمكن أن تكون هنالك فكرة أفضل.
لقد مات ثلاث مرات، ووصل إلى المرة الرابعة حيث فشل كل شيء.
خلال هذه المرة لم يكن يقدر سوا حياته، لذا فإن حياته هي فقط ما بقي معه،
ما الفائدة في الاستمرار في النضال إذا كانت هذه هي النتيجة؟

“صحيح، أهناك أي كتب مكتوبة هنا بطريقة “آي” فقط؟ “

“إذا كنت ستفعل ذلك، فافعله بالفعل. لا يهم ما يحدث لي بعد الآن … “

“لا يمكنك استعادة ما فقدته. ليس هناك الكثير الذي يمكنني القيام به فأنت لم يعد بإمكانك شرح موقفك للأخت الكبرى، لقد ضيعت هذه الفرصة “.

عضّ شفته معبّرًا عن كراهيته للموقف الذي كان في خضمه، كشفت له السماء الزرقاء أمام عيني سوبارو لتنعكس كراهيته فيها
و…

عندما زارته إيميليا مرة أخرى وحاول الاعتذار عن وقاحته التي بدرت منه، وجد أنها قد تجاهلت كلماته المروعة التي قالها.

“… جرف.”

2

لابد أنه تسخير أنه تمت استجابة إحدى دعواته .. مما يعني بالتأكيد وجود جنة يجب أن يكون ممتنًا لها.

لقد سمع مصطلح “ميثاق” عدة مرات منذ وصوله إلى هذا العالم  مصحوبًا دائمًا بإيحاءات ثقيلة.

– حتى يجد ناتسكي سوبارو الأحمق والمثير للشفقة السلام.

لقد مات ثلاث مرات بالفعل.

بدا أن الجرف يدعوه لذا اتجه نحوه وهو يترنح ويسحب قدميه.
كانت الرياح قوية لذا استخدام كم سترته لحماية نفسه من الرياح المعاكسة القوية ووقف على حافة الجرف محدقًا في السماء الزرقاء وراءه. كان خلفه كان منحدر تصطف على جانبيه الصخور الحادة أعمق بعشرات الأمتار عنه، إذا سقط من هذا الارتفاع ، فلن يستقبله سوى الموت.
كان سوبارو يلهث بشدة وهو ينظر إلى الصخور أدناه قادرًا على تصور موته بدقة.
سمع دقات القلب العالية التي نسيها مرة أخرى، وأطلقت رئتاه الهواء الذي كانتا تحتجزانه. كان جسده كله مبلل بالعرق مما جعل سوبارو يشعر بالبرد وهو يغلق عينيه.

“- لقد ترددت كثيرًا.”

– إذا أبقى عينيه مغمضتين وخطى خطوة إلى الأمام ، فسينتهي كل شيء.

“من يهتم بذلك؟ من يهتم؟!”

تساءل سوبارو عما سيحدث إذا مات هذه المرة.
هل سيعود إلى اليوم الأول في القصر ويبدأ الحلقة من جديد؟ كان يعتقد أنه لا يمانع.
إذا عاد بالفعل إلى اليوم الأول، فستكون إيميليا هناك ، وكذلك رام وريم والجميع. سيعمل سوبارو كخادم ويرى وجوه الجميع ويموت بسلام خلال نومه في اليوم الرابع.
إذا استمر في ذلك مرارًا وتكرارًا ، فستكون سوبارو على الأقل منغمسة في القليل من السلام اليومي.
بدت وكأنها خطة جيدة. كان يعتقد أنه إذا لم يستطع أن يأمل بخلاص أعظم فإن الموت لم يكن بهذا السوء.

“من المعروف أن الفتيات اللطيفات أمثالك يجب أن يكن حذرات على الدوام بشأن الزيارات الليلية ، وأن تحترس من السيارات والرجال. أليس كذلك يا أبي؟ “

“-“

“قد يكون الأمر صعبًا لكن صحتك ستسوء إن لم تتناول القليل على الأقل ستسوء صحتك.”

ومع ذلك ، فإن جسد سوبارو ، الذي يقف على قمة الجرف ، لم يتحرك إلى الأمام.
تحركت ركبتيه فقط – لتهتزا.
مد يده ليمنع ركبتيه من الارتعاش وينهار في اللحظة التي ثني فيها وركه. سقط على ركبتيه وكأنه يسجد أمام السماء. عض سوبارو شفته في كم كان مثيرًا للشفقة.

رفعت إيميليا إصبعها وبدا أنها تتحدث بسرعة لإبقاء سوبارو تحت السيطرة.

“مجرد خطوة واحدة … لا يمكنني حتى القيام … بشيء بسيط كهذا …”

“… لا أريد أن التسبب في أي مشكلة، أريد فقط إطفاء أي شرار يتطاير”.

– ربما كان ببساطة يفتقر إلى الشجاعة.

“حسنا، هذه مفاجأة. هل حملتيني أثناء نومي؟ “

حتى في المطاردة خسر أمام دوافعه ، وهو غير حاسم للغاية لوضعه موضع التنفيذ.
كان تصميمه وعزمه ضعيفين لدرجة أنه كان مضحكًا كان بإمكان سوبارو فقط أن يظل على ركبتيه ويبكي.
لم يكن يعرف لماذا يجب أن يعيش ، لكنه كان خائفًا جدًا من الموت.
صرخ سوبارو بعد أن غرس أظافره في الأرض في كم كان مثيرًا للشفقة.
استمر في البكاء والحزن على بؤسه حتى تلاشت قدرته على التحمل في النهاية.

“أليس من المفترض أن تكوني حارستي الشخصية حتى … هذا الصباح؟”

ظن سوبارو أن المشهد الذي رآه وهو فاقدًا للوعي كان كابوسًا.
كان في غرفة مضاءة جيدًا جالسًا على مائدة طعام مع إيميليا. كان رزوال في مقعد الشرف ، وكانت بياتريس هناك تسكب الشاي الأسود لباك الذي كان رأسه يغوص في الطبق الذي بجانبها مباشرة.
قامت إيميليا بتوبيخ باك على لعبه في مائدة الطعام ، أما ريم فقد كانت تدخلت وتخرج وهي تؤدي واجباتها ، بينما حضرت رام الطعام لروزوال متجاهلة كل شيء آخر.
ضحك سوبارو للتو ليضحك الآخرون معه.

“سأخبر باك بذلك”

– وهكذا ، رأى كابوسًا مليئًا بالسعادة والدفء.

بقي تعبير إيميليا الجاد جامدًا أمام عينيه بلا حراك. كانت أشبه بتمثال جليدي الذي لن يقوم بحركته التالية أبدًا.

لقد كان حلمًا مريرًا ، حلمًا جلب الحزن والشعور بالخسارة المؤلمة إلى قلبه.
تقلصت روحه إلى حد الألم مما جعله سوبارو ينسى أن يتنفس من العذاب.

اصطدمت يده المضطربة بشيء ما فكسرت أظافره ومزق ظاهر يده مما جعله ينزف. اندفع الألم الحاد إلى دماغه مما قلل إلى حد ما من قوة صراخه.

“-“

نظر إليها الجميع وهي تندفع ، ويداها ممسكتان بطرف تنورتها.

فجأة ارتاحت معالم وجهه.
لقد أدرك أن شخصًا ما كان يمسك بيده.
وبدا أن الدفء الذي ينتقل إلى راحة يده يدفع بمشاعره السلبية جانبًا .. ثم رأى نورًا.
ضوءًا أبيض. ضوءًا مبهر. ضوء بدا أنه يوجه وعيه مرة أخرى إلى –

رائحة. من المؤكد أن شخصًا ما قد استخدم هذه الكلمة في نهاية الحمام الثالث –

“- استيقظت أخيرًا؟”

“صحيح سأقو… كلا !! مهلا! باك هو الذي تحدث وليس إيميليا ، أليس كذلك؟! “

عندما فتح سوبارو عينيه ، كان منظر السماء البرتقالية لغروب الشمس أمامه مباشرة.
أدرك أيضًا أنه قد فقد الوعي على الأرض وهو مستلقٍ على ظهره ووجهه لأعلى. وأيضًا ما كان يفكر فيه قبل أن يفقد وعيه.

“ماذا تفعل ، على ما أفترض؟! ترغب في الموت، على ما أظن ؟! “

– لقد تخلى عن فكرة الانتحار ثم بكى حتى نام من الإرهاق.

“لقد أقفل روزوال سوق الانحراف، كنت فقط أحاول صنع وشم لنفسي وأفسدت الأمر”.

كان من المخزي أن يكون المرء مضحكًا أو مثيرًا للشفقة، لقد كان يتصرف كطفل رضيع، كلا ، بل كان سوبارو أسوء من الطفل بكثير إذ أنهم لا يرتكبون الآثام مثلما فعل.

“حسنًا ، أشعر بالسوء حيالهم … إذا ماذا ، أنت تعملين هنا بدوام كامل؟”

“أيمكنك قول شيء ما، على ما أفترض؟”

كان التوقف عن التفكير في المستفيد الخاص بك باعتباره المتبرع هو أدنى شيء يمكنك القيام به.

“…شيء ما”

“ماذا تفعل ، على ما أفترض؟! ترغب في الموت، على ما أظن ؟! “

“يا لها من مزحة قديمة مستهلكة، أنت مميز نوعًا ما لتمكنك من المزاح في موقف كهذا!”.

عندما تحدث سوبارو مرة أخرى شعر بعرق بارد بعد أن أدرك أنه نام دون قصد، لقد وصل سابقًا إلى حد إيذاء نفسه ليبقى مستيقظًا وليحافظ على حذره.

ردت بياتريس بعنف بينما أبعدت يد سوبارو التي كانت تمسك بها
كانت بياتريس ترتدي نفس الفستان الذي اعتادت ارتداءه وهو ما بدا في غير محله على قمة الجرف. كانت أشبه بلوحة المناظر الطبيعية حيث تبرز فتاة صغيرة وحيدة.

“-“

“… لا يوجد شخص عاقل يذهب للمشي مرتديًا هذا الزي.”

“صحيح سأقو… كلا !! مهلا! باك هو الذي تحدث وليس إيميليا ، أليس كذلك؟! “

“لم تكن لدي أي نية للتنزه في الجبال الريفية أصلًا، ربما لم يكن عليك أن تهرب إلى مكان كهذا وتبكي حتى تنام؟ “

“لماذا ماذا، على ما أفترض؟”

كانت بياتريس تحرك كم فستانها مما يدل على انزعاجها ، عندها أدرك سوبارو ما كانت تفعله بياتريس خارج القصر حيث مشت حتى وصولت إلى المكان الذي كان فيه.

“رائحة تصدر مني …؟”

“لماذا …؟”

كانت ركضة سوبارو السريعة أسرع بلحظة من تحول رام إلى الهجوم المليء بالغضب. أدار ظهره لرام رام مندفعًا ومتجاوزًا بياتريس ومحركًا جسده بسرعة الريح إلى الجرف مباشرة.

“لماذا ماذا، على ما أفترض؟”

لقد كان طلبًا وقحًا يطلبه من فتاة تبدو أصغر منه.

“لماذا قدمتِ إلى هنا؟ فأنا…”

“في يومنا و عصرنا هذا ، لا يوجد أي شخص يطلق عليه (ساحرة) عداها على ما أظن”

– بينما حرصت بياتريس على ميثاقها لحماية سوبارو ، لم يستطع هذا الآخر إخبارها بأي شيء.

“أنا اسف-!”

عندما سمعت بياتريس كلمات سوبارو الآسرة أظهرت وجهًا حزينًا وغاضبًا ونخرت.

بدأ اعترافه، وفي اللحظة التي ظن أنه سيقولها.

“لقد أبرمت ميثاقًا ينص على حمايتك، إن قيامك بإلقاء نفسك من على جرف لتقتل نفسك سيكون إهانة لكرامتي “.

تركت قدميه الأرض لتطير في الهواء، لم يستطع لمس أي شيء ولم يستطع الوصول إلى أي شيء. حركة سريعة، ورياح قوية، وألم في العينين والرأس وازداد الطنين في أذنيه. شعر وكأنه ترك قلبه النابض خلفه. ولم يستطيع سماع الرنين، حيث كان الرنين داخل جمجمته كالأسطوانة المكسورة. لكن إذا كان بإمكانه العودة فقط ، فعندئذ … من أجل صراخها بكلمة “سأقتلك“. فرده سيكون إن تمكنت من العودة – “- أقسم أني سأنقذك!” بعد اللحظة التي عبر فيها عن تصميمه ، تحطم رأسه في الأرض الصلبة. سمع صدى شيء ينكسر بشكل كبير، ثم لا شيء. لم يعد بإمكان الصوت المليء بالكراهية مطاردته، ولا حتى أي شيء آخر .. لا شيء بعد الآن –

“أليس من المفترض أن تكوني حارستي الشخصية حتى … هذا الصباح؟”

في اللحظة التي امتلأ قلب سوبارو باليأس، أدرك أن بياتريس كانت إلى جانب السرير وقد مدت  يدها الصغيرة.

“- لا أتذكر قول أي شيء عن الحد الزمني. كان هذا افتراضك غير الصحيح، على ما أفترض “.

لم يقدم سوبارو إجابة مناسبة على طلب إيميليا اللطيف الذي توصلت له في النهاية.

بقي سوبارو يحاول تذكر ما جرى بينهما بينما كانت بياتريس تنظر إليه من عين واحدة، كانت بياتريس تستغل هذا التناقض بين “افتراضاتهم” حول التفاصيل لمواصلة اتفاقها مع سوبارو.
صدم سوبارو كيف يمكن لفتاة ذات لسان سليط وشخصية كريهة مثل بياتريس أن تظهر مثل هذا التعاطف العميق.
إن كانت بياتريس لم تتركه، فقد يعني هذا أنه لم يكن مضطرًا للاستسلام؟

“- بالتفكير في أنك لا تستطيع أن تقرأ إلا أبسط الأشياء، كم عدد البشر الذين تعتقد أنهم سيبكون بفرح بمجرد التفكير في دخول أرشيف عائلة ميزرس للكتب الممنوعة؟ “

“هذا ليس وقت الآمال الزائفة.”

ألم. مرح. ألم. مرح. ألم. ألم. ألم-

“-!”

كان غرفة بلا نوافذ، منعزلة عن العالم الخارجي تمامًا.

هزت بياتريس رأسها لترمي على سوبارو الحقيقة الصادمة.

“الآن بعد أن ضاع نصف إحداهما، لا يمكنهما العودة شخصًا واحدًا للأبد، ومن غير المرجح أن يغفر روزوال ذلك أيضًا “.

“لا يمكنك استعادة ما فقدته. ليس هناك الكثير الذي يمكنني القيام به فأنت لم يعد بإمكانك شرح موقفك للأخت الكبرى، لقد ضيعت هذه الفرصة “.

“أنا-!”

بقي سوبارو يحاول تذكر ما جرى بينهما بينما كانت بياتريس تنظر إليه من عين واحدة، كانت بياتريس تستغل هذا التناقض بين “افتراضاتهم” حول التفاصيل لمواصلة اتفاقها مع سوبارو. صدم سوبارو كيف يمكن لفتاة ذات لسان سليط وشخصية كريهة مثل بياتريس أن تظهر مثل هذا التعاطف العميق. إن كانت بياتريس لم تتركه، فقد يعني هذا أنه لم يكن مضطرًا للاستسلام؟

كنت لأخبرها لو كان بإمكاني ذلك ، كان يريد أن يصرخ قائلًا ذلك.
كان سوبارو ليعترف بكل شيء ويطلب المغفرة لو لم يكن قلبه سيتحطم أثناء ذلك.
ليس بغية مساعدة رام – لأنه يعلم أن ذلك لن يساعدها- بل ببساطة من أجل راحة البال.

مر الوقت في أرشيف الكتب المحرمة بهدوء.

“في مثل هذا الوقت. هل أنا أحمق؟ … أجل ، أنا أحمق “.

“بروتوس ؟!”

وصلت سوبارو حد أن يظهر على وجهه معالم الاعتذار والتوسل لحماية نفسه مرارًا وتكرارًا. والآن تم دفعه إلى قمة منحدر ذهنيًا وجسديًا دون أن يكون هنالك مكان يركض فيه.
كان الركض والركض والركض والركض هو بالضبط ما بلغه سوبارو في هذه المرحلة.

“عثرت عليك أخيرًا – لن تذهب أبعد من ذلك.”

“إن كنتِ تعلمين أنه لا يمكنني العودة … فما الذي تخططين للقيام به من أجلي؟”

“إن كنتِ تعلمين أنه لا يمكنني العودة … فما الذي تخططين للقيام به من أجلي؟”

“على الأقل، سأدعك تموت في مكان لا أراك فيه كي حتى لا تزعج أحلامي ، على ما أفترض. إذا كنت ترغب في الفرار فسوف آخذك إلى ما وراء الأفق “.

“ما الذي تقصده؟ قلت أنك ستأكل إذا فعلت هذا ، أليس كذلك؟ لذا كل، قلت لك (قل آه) وفعلت كل ما طلبته”.

لطف بياتريس المغلف بالقسوة شق طريقه بعمق في قلبه.
كانت تعبيرات بياتريس باردة ، ونظراتها مستفزه، وكأنها تنظر إلى مصدر إزعاج. ومع ذلك ، فإن لطفها والنية وراء كلماتها لم يسبق لسوبارو أن رأى مثله مثيل.
لا شك أن بياتريس قالت الحقيقة، إذا أراد الفرار ، فستوافق وتساعده. لم يكن يعرف ماذا ينتظره بعد فراره، لكن لا يمكن أن يكون الأمر أسوء من هذا.

تنهدت بياتريس بينما انحنى سوبارو أمامها.

بعد أن دمرت حماقته واحته، فما المشكلة في رمي كل شيء والهرب؟

– على الأقل في ذلك العالم.

“-“

فجأة ارتاحت معالم وجهه. لقد أدرك أن شخصًا ما كان يمسك بيده. وبدا أن الدفء الذي ينتقل إلى راحة يده يدفع بمشاعره السلبية جانبًا .. ثم رأى نورًا. ضوءًا أبيض. ضوءًا مبهر. ضوء بدا أنه يوجه وعيه مرة أخرى إلى –

نزل قليل من الدم من الجرح المؤلم الذي خلفته سكين الريح على خده.
بلمسه الجرح أدرك سوبارو بعد فوات الأوان أنه شعر بهذا النوع من الجروح من قبل حيث تذكرت روح سوبارو حدتها.
عندما ذلك عندما كان يفر من ريم في الجبال حيث قامت سكين الرياح بقطع ساق سوبارو اليمنى من عند الركبة، وعندما لمس الجرح ، أخبرته غرائز سوبارو أنه كان نفس السحر.

قاطعته بنداء قصير لاسمه، عندها لاحظ التذبذب اللحظي في عينيها ، والغضب الذي لم تعد تستطيع إخفاءه.

“السحر الذي اقتلع رقبتي في النهاية أيضًا …؟ إذن .. فقد تعاونتا ضدي … “

“يمكنك البقاء في هذا المكان المغلق إن أردت، قد تكون بأمان هنا؟ “

أدى فهمه المتأخر لكيفية موته إلى تعميق اليأس الصامت في قلبه،
حتى الآن، كان لا يزال بإمكانه سماع صوت صراخ رام المملوء بالكراهية وقلبها ينتحب من فقدان ريم.
كانت تلك هي اللحظة، كانت تلك نقطة اللاعودة.
يجب ألا يهرب سوبارو من القصر أبدًا، حتى لو لم يكن لديه العزم على تحمل الألم ، كان عليه أن يواجه رام ويتحدث معها.
لقد أضاع فرصته والآن انفصلت قلوبهم إلى الأبد. بعد أن ترك الفرصة تفلت من بين يديه مرة واحدة ، لم تستطع سوبارو استعادتها أبدًا.

ظلت بياتريس صامتة لبعض الوقت في مواجهة طلب سوبارو الصادق.

– على الأقل في ذلك العالم.

كان يعلم أن لديهما فضائل كثيرة لكنهما في الآن ذاته سيحاولان قتله على أي حال.

بصوت منخفض قاتم ، قاطعت بياتريس تأمله الصامت.

كان سوبارو يعلم ذلك حق المعرفة، ولكنه وبالرغم من معرفته لم يستطع قبول الطعام.

“لطالما تحملت الأخت الكبرى من أجل الصغرى، وعاشت الصغرى لأجل الكبرى، لا يمكن لإحداهن العيش دون الأخرى”.

“… جرف.”

مررت بياتريس أصابعها من خلال شعرها المسرّح ، ولم تنظر للوراء إلى سوبارو وهي تواصل الحديث.

“سوبارو -!”

“الآن بعد أن ضاع نصف إحداهما، لا يمكنهما العودة شخصًا واحدًا للأبد، ومن غير المرجح أن يغفر روزوال ذلك أيضًا “.

“أيمكنك مد يدك ، على ما أفترض؟”

“ماذا تقصدين بذلك؟ ما الذي تعرفينه…؟”

لكن عقل سوبارو لم يستطع تجاهل كلمة رائحة

شعر وكأنها كانت تتجنب شيئًا ما، شيئًا مهمًا بحق.
حث سوبارو بياتريس على مشاركة أفكارها الحقيقية، لكنها حركت أصابعها من شعرها إلى كم سوبارو ، وشدته وجذبه برفق إلى الأرض وهي تمد قدمها.
كان سوبارو في حالة صدمة من الطريقة التي بدا أنه يسقط مباشرة على الأرض.
أعادت بياتريس شعرها للخلف.

فجأة، سمع شيئًا، سمع صوت شخص ما، صوت أشبه بصوت شخص يحاول يائسًا تهدئة وحش بري.

“هل يهمك معرفة ذلك حقًا، على ما أفترض؟ في الأيام الأربعة الماضية ، قضيت معظم وقتك مختبئًا في غرفتك ولم يكن لديك اتصال يذكر بهم. هل تسمح لك الأخت الكبرى بالضغط عليها بشأن هذه الأمور الآن؟ لا أعتقد ذلك. لا علاقة لك بهذا الأمر “.

– إذا مات هذه المرة، فقد لا يعود أبدًا.

“ليس كـ…!”

“إذا كنت ستتحدث كطفل فلا تشعر بالحرج من أن يتم إطعامك كطفل، سيكون ذلك سخيفًا “.

كأنني لا أعرف شيئًا عنهم ، كان سيقول ذلك، لكن تلك الجملة توقفت قبل بلوغ شفتيه.
لقد منحته حلقاته المتكررة لأكثر من أسبوعين وقتًا كافيًا معهم، كان بإمكان سوبارو الرد بأنه صنع ذكريات معهم خلال الوقت الذي لم تكن بياتريس تعرف عنه شيئًا ، لكنه لم يفعل ، لأنه أدرك شيئًا ما فجأة.
أدرك سوبارو أنه من الممكن أنه لا يعرف شيئًا عن رام وريم، لا وجهيهما الحقيقيين، أو مشاعرهما، أو الرابطة بينهما تمامًا كما ذكرت بياتريس.
تساءل سوبارو عما تعلمه حقًا عنهم خلال تلك الحيوات الثلاثة الأولى.
ما هو الهدف من شعور سوبارو بالخسارة واليأس وهو لم يكن يعرف شيئًا عنهم ؟ أكان كل هذا مجرد حلم سيئ؟
ما الذي يمكن أن يعتمد عليه سوبارو لدحض بياتريس التي نظرت بشدة إلى سوبارو في تلك اللحظة بالذات؟ أم أن سوبارو لم تعرف شيئًا ، ولا شيئًا واحدًا ، عن الاثنتان؟
على الرغم من أنه كان يعتبرهما شخصان ثمينان عليه القيام بحمايتهما …

كان يظن أن هذا اليوم أصبح بعيد المنال لدرجة أنه لن يبلغه

“إذا فبعد كل ذلك الجهد المضني الذي قمت به بمفردي، اتضح أني لا أعلم ولا أفهم شيئًا…؟”

“-؟”

– ليس لهذا علاقة بك.

كانت تلك الفتاة تقف عند المدخل متكئة عليه، وترمق سوبارو بنظرة كما لو كانت تحدق في وحش.

لم يكن سوبارو يعرف شيئًا، لقد فقد كل فرصه، ولم يتبق منه شيء سوى الجلد الذي على ظهره.
تحولت ذكريات الأيام التي قضاها في القصر في الظلام الذي غطي عينيه إلى غبار واحدة تلو الأخرى كما هو الحال مع قلب سوبارو الذي تحم أيضًا.
استلقى سوبارو على ظهره ثم وضع كفيه على وجهه وندب عجزه.
هل كان كل شيء بعيدًا عن متناوله منذ البداية؟ هل كان كل شيء رآه سوبارو مجرد حلم ، والوقت الذي أمضاه هناك مجرد وهم؟
بدا سوبارو وكأنه على وشك أن يندلع في البكاء عندما نادته بياتريس.

عندما هز سوبارو رأسه وقام ، كانت بياتريس هناك -عابسة  وإحدى ساقيها مرفوعة بطريقة غير مألوفة- استنكرت بياتريس تصرفه مرة أخرى غير قادرة على إخفاء استيائها.

“… إلى متى ستبقى هكذا ، على ما أفترض؟ قف قبل أن تجدك “.

لقد رحب به عالم آخر فجأة حيث لم يكن لديه خيار سوى العيش فيه، بالنسبة لسوبارو الذي لطالما كان يعيش في صحراء شاسعة من القلق كان القصر الذي استقبله واحته. تلك الأيام الجميلة، والوقت العزيز على قلبه -والذي لم يبلغ أسبوعًا واحدًا- انقلب كل شيء لتصبح ذكريات بعيدة المنال عنه. لقد أعاد بناء كل شيء واستعاد حياته ليجد العالم قد أغمس أنيابه فيه.

لقد نفذ صبرها من سوبارو الذي ما زال لم تحرك ، أمسكت براحة اليد التي غطت وجهه وشدتها.
مع فتح مجال رؤيته استخدمت الفتاة خفيفة الوزن وزنها بالكامل لنقل سوبارو إلى قدميه.

لم يثق في الجميع وناضل ضد الجميع في كفاحه اليائس من أجل العيش، لقد نسي مرور الوقت  حتى زقزقت معدته الفارغة، وأصبح سوبارو يحرص على البقاء ببساطة .. ولا شيء آخر.

“-“

تم رفض طلب سوبارو وعادت بياتريس إلى أرشيفها.

الإحساس الذي ينقله كفيها كان يسلب أفكاره.
متجاهلاً نية بياتريس في إثارة سوبارو بإصرار شديد ، شعر بكفيها ، وازن شعورهما.

“سوبارو ، أين ذهبت؟”

“م- مهلا. ماذا بك، لمَ انت مهتم براحة كفيّ هكذا ، على ما أفترض؟ “

“- إيميليا ، هناك شيء أريد أن أخبرك به.”

“لقد شعرت بهاتين اليدين من قبل ، تمامًا مثل هذا … في وقت سابق ، هل شعرت به؟”

“آسفة يا رام. ما زلت أؤمن بسوبارو “.

“… سوف أندم على ذلك لبقية أيامي. قد تكون في أعلى مراحل يأسك عندما نمت هكذا؟ “

– حتى يجد ناتسكي سوبارو الأحمق والمثير للشفقة السلام.

فجأة نظرت بياتريس بعيدًا ولم تعره سوى خدها. قام سوبارو بثني يديه عدة مرات، مما يعكس الإحساس الدافئ والهادئ الذي شعر به أثناء نومه.

بدت حركة سوبارو الصغيرة وكأنه محاولة للفرار في نظر تلك الفتاة التي غرقت عيناها بالدموع. هبت عاصفة من الرياح على الفور جعلت الباب يهتز بشدة -وأدت إلى تساقط شعر سوبارو على الأرض في اللحظة التي دفعته العاصفة المفاجئة إلى إغلاق عينيه- منذرة بألم حاد إثر جرح على خد سوبارو.

– عندما كان سوبارو يعاني كابوسًا مرارًا وتكرارًا… حيث أتاه حلم ذو شعور مؤلم اليأس والخسارة.

“السحر الذي اقتلع رقبتي في النهاية أيضًا …؟ إذن .. فقد تعاونتا ضدي … “

لم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي يشعر فيها بالدفء وهو يتألم، لقد حدث ذلك من قبل –

لم يشعر بأي اضطراب في بطنه بسبب حشوه بعد يومين من الجوع.

“في ذلك الوقت … شخص ما كان يمسك بيدي …”

“أيمكنك مد يدك ، على ما أفترض؟”

رفعت بياتريس حاجبيها بشكل مريب، لم يمد سوبارو يده اليمنى أمامه فحسب ، بل مد يده اليسرى أيضًا.
كان من الصعب على شخص واحد أن يمسك بكلتا يدي شخص نائ،. كان يشك في أن شخصًا ما يمكن أن يستلقي على سرير إلى جانبه ويمسك بيديه دون صعوبة.

حوّل روزوال نظره فجأة من سوبارو إلى المشهد المؤلم داخل الغرفة. بالنظر إلى جانب وجهه، فقد علم سوبارو إلى أي مدى أصبح وضعه محفوفًا بالمخاطر. لم يكن لدى سوبارو أي طريقة لإثبات براءته، فهذه المرة لم يفعل سوبارو شيئًا لكسب أدنى قدر من ثقة الآخرين. شدّت إيميليا قبضتها وتحدثت بصوت قلق.

“-“

جعل تعاطفها سوبارو يشعر بالخجل من نفسه أكثر. لقد انحازت إيميليا إلى سوبارو حتى في مثل هذا الضرب القاسي بالرغم من أن سوبارو قالت لها مثل تلك الأشياء الفظيعة في بداية الأسبوع ، على الرغم من أنه كان لا يزال يمسك لسانه في صمت …

فلماذا شعر أن أحدًا ما كان يمسك بكلتا يديه؟ كان السبب بسيطًا.

“من يهتم بذلك؟ من يهتم؟!”

“رام وريم “

تجاهل سوبارو الصوت الذي كان يحاول إيقافه واندفع إلى آخر الممر في حالة ذهول. لقد شعر أن المواجهة السحرية وراءه تزداد شدتها، لكن سوبارو كان يفتقر إلى الشجاعة للنظر إلى الوراء. كان ضعيفا، ضعيفًا وغير قادر على فعل أي شيء. لهذا السبب هرب من إيميليا التي وثقت به بعد كل ذلك ، وبياتريس التي حاولت إنقاذ حياته متجاهًلا كل نواياهما الحسنة، لم يعد يعرف ماذا يفعل بعد الآن، ما كان يعرفه هو أن “رام” صرخت خلفه وكأنها تبصق دماً –

كلاهما كانتا تمسكان بيدي سوبارو أثناء نومه.
لقد كانتا متواجدتين في الحلقة الرابعة قبل أن يحدث أي شيء في قصر روزوال، بعد أن رأيا سوبارو يتألم في نومه، كلاهما أشفقا عليه وأعطياه قدراً ضئيلاً من التعاطف.

بدا أن الجرف يدعوه لذا اتجه نحوه وهو يترنح ويسحب قدميه. كانت الرياح قوية لذا استخدام كم سترته لحماية نفسه من الرياح المعاكسة القوية ووقف على حافة الجرف محدقًا في السماء الزرقاء وراءه. كان خلفه كان منحدر تصطف على جانبيه الصخور الحادة أعمق بعشرات الأمتار عنه، إذا سقط من هذا الارتفاع ، فلن يستقبله سوى الموت. كان سوبارو يلهث بشدة وهو ينظر إلى الصخور أدناه قادرًا على تصور موته بدقة. سمع دقات القلب العالية التي نسيها مرة أخرى، وأطلقت رئتاه الهواء الذي كانتا تحتجزانه. كان جسده كله مبلل بالعرق مما جعل سوبارو يشعر بالبرد وهو يغلق عينيه.

“-“

وضعت إيميليا راحة يدها باتجاه رام لإبقائها تحت المراقبة بينما تنظر إلى الخلف إلى سوبارو من زاوية عينها. تذبذبت عيناها ، في محاولة للعثور على كلمات قبل أن تقول

سأقتلك ، صرخ الصوت المليء بالكراهية جاعلًا غضبها ينفجر عليه كاللعنة.
لقد شوهت الكلمات القاسية قلبه، ولكن أكثر من ذلك …

“- إيميليا ، هناك شيء أريد أن أخبرك به.”

“ألا يمكنك إيقاف البكاء؟”

السؤال لا معنى له.

كانت صرخة رام الحزينة مغمورة في اليأس بعد أن تمزق نصفها الآخر.
صرخ أحد أركان قلب سوبارو والذي كان من المفترض أن يكون قد تحطم بالفعل.

كان ولائهما لها عظيماً لدرجة أنهم يقتلون أي شخص فقط لمعرفته بحقيقة مزعجة عنه من شأنها أن تتسبب في أذية إيميليا.  لقد اختبر سوبارو ذلك بشكل مباشر،  لكنه لم يستطع أن يكرههما مع ذلك.

– وبطبيعته، كان سوبارو من النوع الذي يختار المسار الذي به أقل مقاومة.

“لقد قطعت وعدًا بحماية هذا الرجل من الأذى أثناء إقامته في القصر.”

لم يكن يريد أن يشعر بالألم والمعاناة واليأس، مجرد التفكير في العيش مع مثل هذه الأعباء جعله يريد الهرب.

دخل سوبارو وعيناه مفتوحتان على مصراعيها ، متجمدًا من التوتر مما رآه.

“ماذا … ما هذه الأشياء الغبية التي أفكر بها هنا …”

نظر إليها الجميع وهي تندفع ، ويداها ممسكتان بطرف تنورتها.

لأنه أيقن أنه لم يعد يريد الهرب أكثر، أراد أن يفعل شيئا ما.

لم يستطع الكلام، بل بالأحرى لم يستطع إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن فرحته، وأخيرًا قاطع فرحت سوبارو الجوفاء صوت أشبه بصوت الجرس “—سوبارو؟”

“لقد عشت حتى هذا الوقت وكل شيء …”

عند سماع نبرة صوت سوبارو تنخفض هكذا جلست إيميليا على كرسي ونظرت إلى سوبارو بوجه متوتر بقلق.

كان طلبه الوقح لبياتريس هو أن يصل إلى اليوم الخامس بسهولة، كان التفكير في ما استقبله في ذلك اليوم هو الذي حسم قرار سوبارو.

في تلك اللحظة ، لم يشعر سوبارو بالحاجة إلى التعبير عن شعور هذا الألم بالكلمات.

“هذا صحيح. حياتي هي حياتي. لهذا-“

السؤال لا معنى له.

ما الخطأ في القتال من أجل حياة أسهل وأكثر متعة؟

“إنهما محبطتان على غير العادة، وتظنان أنهما قد تكونان أساءتا لك بطريقة، ما رأيك أن تقول لهما شيئًا في المرة القادمة التي تراهما فيها؟ “

“- سأقرر كيفية استعمالها.”

من المؤكد أن كلمات سوبارو القاسية قد آذت إيميليا، رغم ذلك بقيت قلقة عليه لدرجة أنها تحدثت مباشرة إلى بياتريس بالرغم من أن شكوكها قد لا تكون في محلها؟

بمجرد أن قال سوبارو ذلك، شعر أنه تجاوز خطًا لا يمكنه التراجع عنه
عقدت بياتريس حواجبها من كلمات سوباروـ، ومع ذلك ، قبل أن يسألها عن سبب قيامها بذلك ، اتجهت أنظارها إلى الغابة ، مليئة بالحذر.

بقي سوبارو يحاول تذكر ما جرى بينهما بينما كانت بياتريس تنظر إليه من عين واحدة، كانت بياتريس تستغل هذا التناقض بين “افتراضاتهم” حول التفاصيل لمواصلة اتفاقها مع سوبارو. صدم سوبارو كيف يمكن لفتاة ذات لسان سليط وشخصية كريهة مثل بياتريس أن تظهر مثل هذا التعاطف العميق. إن كانت بياتريس لم تتركه، فقد يعني هذا أنه لم يكن مضطرًا للاستسلام؟

“- لقد ترددت كثيرًا.”

“لا تلمس … أختي الصغيرة!”

امتلأت كلمات بياتريس بالأسف مع تعمق حفيف الريح عبر أشجار الغابة، ليصل صوت الخطى الممزوج بأصوات الأوراق المتمايلة إلى آذني سوبارو أيضًا الذي استدار ليجد فتاة ذات شعر وردي واقفة أمامه.

علم سوبارو أن تصرفات بياتريس -التي فعلتها دون إذن منه- حسنت وضعه.

كانت رام تحدق في سوبارو تاركة الغابة خلفها.

“هل ستقوم بالتسلل؟”

“عثرت عليك أخيرًا – لن تذهب أبعد من ذلك.”

وصلت الأصابع السوداء ببطء إلى صدر سوبارو … وبدا أنها تغوص في أعماقه.

اجتاح الألم قلب سوبارو عندما رأى النظرة على وجه رام ممتلئة بالكراهية.
بينما كانت تقف هناك لم يكن لدى رام أي يوحي بالدقة والانضباط كما كانت عادتها. لقد كانت فروع الأشجار قد مزقت وخرقت تنورتها، كما لم يكن هناك أي أثر لغطاء الرأس الذي كانت ترتديه، أما شعرها الوردي الذي أفسدته الريح فقد جماله المعتاد.

من خلال العمل بكامل طاقته للحفاظ على ثبات عقله ، تمكن سوبارو من قول شيء واحد فقط.

– تساعد الأختان بعضهما في ارتداء الملابس وتصفيف الشعر

“-“

كان سوبارو يعرف ذلك، فقد تذكر أنهما أخبرتاه بهذا في وقت ما، كما كان يعرف عدة أسرار أخرى بين الأختين.

قام سوبارو بعتاب نفسه لكونه مجرد مريض أخرق ليقول مثل عذا الكلام المتقلب بينما كانت إيميليا عندما كانت قلقة عليه للغاية.

“هل ستهدئين، على ما أفترض؟ طالما أن الاتفاقية سارية، لا يمكنني التغاضي عن أي شخص كان “.

عندما هز سوبارو رأسه وقام ، كانت بياتريس هناك -عابسة  وإحدى ساقيها مرفوعة بطريقة غير مألوفة- استنكرت بياتريس تصرفه مرة أخرى غير قادرة على إخفاء استيائها.

“سيدة بياتريس ، تراجعي، فلا يمكنني التغاضي عنكِ أيضًا “.

“…شيء ما”

“كانت هذه مزحة على ما أظن. هل سمعتكِ تستخدمين كلمة (التغاضي) فيما يتعلق بي أنـا؟ “

– إذا أبقى عينيه مغمضتين وخطى خطوة إلى الأمام ، فسينتهي كل شيء.

“قد تكونين نسيت أنك لست في القصر ، سيدة بياتريس؟ أتعتقدين حقًا أنه يمكنك حماية هذا الرجل بعيدًا عن الأرشيف ، هنا في الغابة؟ “

في الحلقة الثانية توفي سوبارو من الوهن بسبب لعنة بالإضافة إلى تحطيم رأسه بواسطة كرة حديدية. استنتج سوبارو من ظروف تلك الليلة أن السحر والكرة الحديدية مرتبطان، لكن موت ريم نفسها بسبب لعنة مزقت فرضيته إلى أشلاء.

التزم سوبارو الصمت بينما واصلت الفتاتان المواجهة أمامه.
أظهرت بياتريس أن كلماتها رام لم تكن تفاخرًا فارغًا، فقد كان لقوة بياتريس قيود وهذا الوضع من ضمن تلك القيود.
ومع ذلك ، رفضت بياتريس بعناد التحرك ، وأيدت ميثاقها أمام سوبارو.
مد سوبارو يده من الخلف نحو بياتريس. ثم …

3

“بوينغ …”

– فبالرغم من كل ما يعرفه ، قد يكون الطعام مسموماً.

أمسك بشعر الفتاة وشده بقوة.
ثم أفلتها لتنسدل كمية شعر كبيرة ، نط نط

“صحيح سأقو… كلا !! مهلا! باك هو الذي تحدث وليس إيميليا ، أليس كذلك؟! “

“همم ، يا له من شعور رائع”

على ما يبدو فإن التفكير في هذا كاعتبار سيكون مبالغًا فيه، نهض سوبارو من على الأرض ، محدقاً فجأة في يديه.

“م – م- م- ما…”

بدت وكأنها تصر بشدة على ترك سؤاله نصف المطروح غير مكتمل.

كانتا عيناها مفتوحتان على وسعهما، ارتجف لسان بياتريس لتستدير باضطراب
أمال سوبارو رأسه قليلاً وهو ينظر إليها.

“-“

“همم؟”

شعر وكأنه قد نال الخلاص وأن نسيمًا لطيف كان يرفه عن عقله الممزق. قلت أنفاسه المتضاربة ونسي معاناته وعاد الى نومه الهادئ.

“ماذا تفعل ، على ما أفترض؟! ترغب في الموت، على ما أظن ؟! “

رفع بصره منزعجًا ليرى فتاة ذات شعر فضي تقف في مكان أعمق في القاعة – إيميليا.

“لا تكوني سخيفة، لا أريد الميتات الصغيرة. عندما يموت المرء، يجب أن يكون ذلك لمرة واحدة ، وأن تنهى حياته للأبد. هذا ما أؤمن به”.

“سواءً أكان مؤقتًا أم  لا، الاتفاق هو ميثاق – ربما تأثرت بطلبك غير المنطقي.”

أثناء حديثه ربّت على كتف بياتريس وتجاوزها بهدوء.
متجهًا إلى الأمام مباشرة بينما كانت رام تحدق بوجه يعلوه الدهشة ، زادت من حذرها بينما كانت سوبارو تسير أمامها ثم زفرت:

 

”استجمعت بعضًا من هدوءك، أخيرا استسلمت لمصيرك؟ “

“لقد اتصل باك، يبدو أن هنالك مسألة ملحة”.

“ليس تماما. الأمر أشبه بكوني … قررت فعل شيء ما “.

– إذا مات هذه المرة، فقد لا يعود أبدًا.

عبست رام لعدم فهم نية سوبارو.

ثم أدرك ما كان يحدث، فقد رفع شخص ما ذراعيه المتألمتين ولفهما.

“-ماذا …؟”

ضغطت بياتريس على أنفها ولوحت بيدها الحرة كما لو كانت تبعد رائحته كريهة.

“أعتذر عن تصرفاتي الأنانية، جلبت لكم الكثير من الحزن يا فتيات “.

“لن تتحمل معدتي الطعام … حسنًا ، ربما سأتمكن من الأكل إذا قالت لي إيميليا تان (قل آآآآه)، لكن … “

“-! إذا فقد فعلت شيئًا لريم…؟! “

“أسئلتك أصبحت مزعجة. يمكنك أن تقرأ شيئًا وأن تكون هادئًا ، على ما أفترض “.

“لا ، آسف ، لكنني بصراحة لا أعرف، هناك الكثير من الأشياء التي أجهلها. ولكن…”

كنت لأخبرها لو كان بإمكاني ذلك ، كان يريد أن يصرخ قائلًا ذلك. كان سوبارو ليعترف بكل شيء ويطلب المغفرة لو لم يكن قلبه سيتحطم أثناء ذلك. ليس بغية مساعدة رام – لأنه يعلم أن ذلك لن يساعدها- بل ببساطة من أجل راحة البال.

تلاشت كلمات سوبارو بينما كان يأخذ لحظة للتنفس.

لم يستطع وصف شعوره بالكلمات، لكنها تدفقت من بئر لا قاع لها في أعماق قلبه.

“هناك الكثير من الأشياء التي أجهاها لكني أعتقد أنني أعرف شيئًا واحدًا الآن.”

“إذا لم تكن تعاني من شيء سأغادر، عليّ إخبار باك أننا أجرينا محادثة وحللنا الأمر على ما أعتقد”

“-إلامَ ترمي؟!”

كانت رام تحدق في سوبارو تاركة الغابة خلفها.

صاحت رام مرة أخرى غير قادرة على قبول عرض سوبارو مصممة أن كل هذه ما هي إلا ألعاب صبيانية.
نظرت “رام” لأسفل قدمها ، وهي ترفس الأرض كما لو كانت تطأ قدميها.

“بالطبع، لاحظـــــت ذلك منذ فترة، ولكن إن كان ذلك ممكنًا أود الترحيب به مجددًا كضيف عندي بمجرد أن يبوح بما بداخله ليشعر أنه أخف وزنا “.

“لقد ماتت ريم بالفعل! لن تعود أبدًا! ما الجيد في كونك تعرف شيئًا واحدًا الآن ؟! “

هوى سوبارو في حالة من اليأس إذ أن أمله الوحيد تمزق إلى أشلاء.

“لا أقول أني أستطيع فعل أي شيء، لأنه بسبب عدم قدرتي لفعل شيء ما انتهى الأمر هكذا. أعلم أكثر من أي شخص أن هذا لن يقنع أي شخص “.

“همم؟”

لم يكن يقول ذلك بتحدٍ، فقد اخترق الندم قلبه بعمق.
كان يكره نفسه لغبائه وضعفه. ولو كان الموت من العار ممكننا لمات بالفعل.
مع ذلك ، سلوكه المخزي ، وحياته المخزية ، وعجزه المثير للشفقة

“أوي ، إيميليا ، هل … تظنين أني مصدر إزعاج؟”

– أحضرته كلها إلى هذا المكان.

دخل سوبارو وعيناه مفتوحتان على مصراعيها ، متجمدًا من التوتر مما رآه.

وبالتالي، أوصلته إلى استنتاجه.

“لأني حرصت على عدم فعل شيء في الحلقة الرابعة .. تعرضت ريم للقتل بدلًا عني…؟”

“وما الذي تعرفه عني وعن ريم ؟!”

ممر بياتريس سيمنع المهاجم من تحديد موقع سوبارو، من المؤكد أن ريم لم يكن لديها وسيلة مؤكدة لخرق الممر بنفسها.

“…لديك وجهة نظر، لا أعرف أيًا من الأشياء المهمة بينكما. ولكن…”

“مثل هذا العذر لا يأتي إلى من شخص يريد رمي مشكلة على أحد آخر؟”

لقد قضى سوبارو معهما ما يقرب من عشرين يومًا، لم يعرفا ذلك ولم يتمكن من إخبارهم.
لكن تذكرت سوبارو.
حتى وإن كانوا قد نسوا تلك الأيام، فإن روح سوبارو ما تزال تتذكرها. لقد رآهم، وضحك معهم وأمضى الوقت معهم.
لقد سار سوبارو مع رام وريم أيضًا- تلك العوالم كانت موجودة بالفعل.
ولهذا السبب –

بدت الغيوم وكأنها تنفصل حيث انفصلت داخله مشاعر التردد وعدم الارتياح.

“ليس هناك من طريقة لمعرفة ذلك يا فتيات ، ولكن …”

وقد كان يعلم السبب، فقد تمسك بشدة بالعيش دون خجل حتى هذه النقطة. حتى عندما أراد أن يموت .. تعرض لإصابة في النهاية ، ولم يكن قادرًا إلا على الجثو على ركبتيه. لم يكن سوبارو قادرًا على فعل شيء إلا قول:

“ماذا …”

“- سألبي رغبتك، تم تشكيل الميثاق باسم بياتريس “.

“-أنا! أحبكما! كلاكما!”

ومع ذلك…

الأخت الكبيرة الصريحة والمراعية.

“أيمكنكِ حمايتي حتى شروق شمس اليوم الخامس – أي صباح بعد غد؟”

هل يمكن لأي شخص أن يقول بكلمات لماذا تتألم أعضائه الداخلية؟

والأخت الصغيرة المهذبة ظاهريًا.
فكر سوبارو باعتزاز في الأيام التي قضاها مع الفتاتين.
كانت ذكريات ثمينة بالنسبة له رغم أنه قتل فيها أكثر من مرة.
لكنها كانت أكثر من كافية لجعله يختار خيار قضاء الوقت معهم مرة أخرى لو كان ذلك ممكنًا
صرخة سوبارو جعلت رام تفتح عينيها على وسعهما، متجمدة من الصدمة… بالطبع فعلت.
فمن وجهة نظر رام ، كان اعتراف سوبارو بلا معنى ، هراء فارغ.
وعلاوة على ذلك ، فقد سبق وتخلى عنها بالفعل في لحظة.
تجمدت عملية تفكير رام للحظة واحدة فقط، في اللحظة التالية ، ذاب جسدها وقفز إلى العمل.
لكن كان الافتتاح اللحظي كان مختلفًا رغم ذلك.

اختفى الصوت، وتوقف الوقت، ولم يستطع  سوبارو حتى مد يده طلبًا للرحمة.

“-!”

ثم هرعت إيميليا إلى سوبارو كمل لو كانت تذكرت شيئًا للتو.

كانت ركضة سوبارو السريعة أسرع بلحظة من تحول رام إلى الهجوم المليء بالغضب.
أدار ظهره لرام رام مندفعًا ومتجاوزًا بياتريس ومحركًا جسده بسرعة الريح إلى الجرف مباشرة.

“أتساءل هل ستتوقف عن الغمغمة؟ هناك المزيد من الأماكن المناسبة لذلك “.

“انتظر-!”

نتيجة لذلك ، كانت أظهرت بياتريس نفسها في غرفة سوبارو على مضض بعد أن طلبوا منها المساعدة، واستخدموا باك لأنهم يعلمون أنه نقطة ضعفها.

امتد خلفه صوت صراخ فتاة شديد النبرة، ولم يميز عقل سوبارو أبدًا صوت أي فتاة هو.
لقد كان عازمًا، ولكن الآن عملية تفكيره كانت في حالة يرثى لها كما لو أن أحدهم قد شتتها.
خفق قلبه بقوة، لكن صوت صرير جسده طغى عليه وكأنه يخون عقله.
شعر بثقل في أطرافه، كان يركض بكل قوته، لكن يبدو أن العالم كان يتحرك في حركة بطيئة، كان الأمر كما لو أن عقل سوبارو كان يؤجل نتائج تغيير رأيه لأطول فترة ممكنة.

“بوينغ …”

-غبي جدا. كانت أفكاره متضاربة حتى ذلك الحين.

“—بارو ،”

وقد كان يعلم السبب، فقد تمسك بشدة بالعيش دون خجل حتى هذه النقطة.
حتى عندما أراد أن يموت .. تعرض لإصابة في النهاية ، ولم يكن قادرًا إلا على الجثو على ركبتيه.
لم يكن سوبارو قادرًا على فعل شيء إلا قول:

“لقد كنت مرتبكًا آنذاك، أليس كذلك؟ هذا يحدث لأي شخص، ما باليد حيلة، عمومًا سيكون من دواع سرور رام وريم الاستماع إليك متى ما أردت”.

“هذه إهانة لبياتريس ، هاه …”

لم يكن سوبارو يعرف شيئًا، لقد فقد كل فرصه، ولم يتبق منه شيء سوى الجلد الذي على ظهره. تحولت ذكريات الأيام التي قضاها في القصر في الظلام الذي غطي عينيه إلى غبار واحدة تلو الأخرى كما هو الحال مع قلب سوبارو الذي تحم أيضًا. استلقى سوبارو على ظهره ثم وضع كفيه على وجهه وندب عجزه. هل كان كل شيء بعيدًا عن متناوله منذ البداية؟ هل كان كل شيء رآه سوبارو مجرد حلم ، والوقت الذي أمضاه هناك مجرد وهم؟ بدا سوبارو وكأنه على وشك أن يندلع في البكاء عندما نادته بياتريس.

بهذه الكلمات ، أعرب سوبارو عن أسفه النهائي وترك كل شيء وراءه.
تسابق إلى الهاوية ببضع خطوات أخرى. كان خائفًا جدًا من عد تلك الخطوات، كان مثيرًا للشفقة. مجنون.. كانت لديه الرغبة في الضحك. لكنه لم يضحك. لم يستطع أن يضحك.
كل ما كان يتركه وراءه هو حياة الموت. بالنسبة إلى سوبارو فإن التخلي عن المستقبل في هذا المكان يعني أنه قد مات بالفعل في الداخل.
إذا كان بإمكانه أن يعيش كرجل ميت يمشي، يمكنه أن يفعل “شيئًا” في تلك الحياة.
وكان هذا القرار -بفعل شيء ما بدلاً من عدم القيام بأي شيء- هو القرار الوحيد الذي يمكن لسوبارو اتخاذه.

لم يكن سوبارو على علم باللحظة التي عاد فيها إلى وعيه، فقد ظل صوت المطر الغزير يرن في أذنيه وتذبذبت رؤيته بين اللونين الأحمر والأبيض، كان العالم مائلًا مشوهًا في نظره.

“- أنا الوحيد القادر على فعل ذلك.”

“سوبارو، من فضلك. إذا كان هناك شيء يمكنك القيام به لرام وريم … من فضلك افعله “.

تركت قدميه الأرض لتطير في الهواء، لم يستطع لمس أي شيء ولم يستطع الوصول إلى أي شيء.
حركة سريعة، ورياح قوية، وألم في العينين والرأس وازداد الطنين في أذنيه. شعر وكأنه ترك قلبه النابض خلفه. ولم يستطيع سماع الرنين، حيث كان الرنين داخل جمجمته كالأسطوانة المكسورة.
لكن إذا كان بإمكانه العودة فقط ، فعندئذ …
من أجل صراخها بكلمة “سأقتلك“.
فرده سيكون إن تمكنت من العودة – “- أقسم أني سأنقذك!”
بعد اللحظة التي عبر فيها عن تصميمه ، تحطم رأسه في الأرض الصلبة.
سمع صدى شيء ينكسر بشكل كبير، ثم لا شيء.
لم يعد بإمكان الصوت المليء بالكراهية مطاردته، ولا حتى أي شيء آخر .. لا شيء بعد الآن

– ليس لهذا علاقة بك.

– لم يكن هنالك سوى “العدم”.

– ربما أراد تصديق الأمر على هذا النحو.

بذهول تمعن في (اللاشيء) الذي في عقله، ربما لم تكن كلمة (تمعن) هي الكلمة الصحيحة.
لم تكن العيون موجودة داخل عقله، ولا يديه ولا رجليه ولا أي جزء من جسده. كل ما تبقى هو عقله المعنوي العائم.
لم يكن يعرف شيئًا أو يدرك شيئًا ، كل ما نظر إليه كان الظلام الأشبه بغرفة خاوية.
غرفة عبارة عن عالم بلا أرضية أو سقف ، مغطاة بسواد شديد لدرجة أنها تتحدى الفكر.
فجأة ، في عالم الظلام الأبدي ، كان هناك معنى.. إذ ظهرت صورة ظلية فجأة أمام عقله.
كانت معالم الصورة الظلية نحيلة وسوداء كالبقية، وكان الجزء العلوي من الجسم أكثر تشويشًا إذ أن عقله كان يرفض إدراكه.
مع تشكل المظهر البشري لذلك الظل، اكتسب العقل أول رغبة قوية له.
شعر بصدمة بينما كان الظل يتحرك بلطف.. كما لو كان ينقل شيئًا إلى ذهنه.
لم يفهم. لم يكن على علم بأي شيء.
لكن لسبب ما لم يستطع عقله أن يتجنب الظل –

دون وعي  أدركت سوبارو حقيقة واحدة في اللحظة التي لمس كفه صدره.

“- لا أستطيع مقابلتك.. ليس بعد.”

“رائحة تصدر مني …؟”

مع ذلك الهمس الخافت ، اختفى العالم المظلم فجأة آخذًا الظل وعقله معه.

“-هاه؟”

 

أشار روزوال إلى الباب المفتوح لغرفة النوم التي بجانبه.

-النهاية-

كان سوبارو يعرف ذلك، فقد تذكر أنهما أخبرتاه بهذا في وقت ما، كما كان يعرف عدة أسرار أخرى بين الأختين.

******
ترجمة فريق: @ReZeroAR
تدقيق: @_SomeoneA_

كان لدى إيميليا مسؤولية مملكة تقع على عاتقها، لم يكن لديها ثانية واحدة لتضيعها حيث كانت تقضي كل يوم في السعي من أجل مستقبل أفضل. ما كان ينبغي لها أن تضيع ثانية واحدة من ذلك الوقت الثمين على شخص لا قيمة له مثل سوبارو.

لتصلكم آخر أخبار الترجمة ولمزيد من محتوى ريزيرو تابعوا حساب الفريق على تويتر:
@ReZeroAR

تركت قدميه الأرض لتطير في الهواء، لم يستطع لمس أي شيء ولم يستطع الوصول إلى أي شيء. حركة سريعة، ورياح قوية، وألم في العينين والرأس وازداد الطنين في أذنيه. شعر وكأنه ترك قلبه النابض خلفه. ولم يستطيع سماع الرنين، حيث كان الرنين داخل جمجمته كالأسطوانة المكسورة. لكن إذا كان بإمكانه العودة فقط ، فعندئذ … من أجل صراخها بكلمة “سأقتلك“. فرده سيكون إن تمكنت من العودة – “- أقسم أني سأنقذك!” بعد اللحظة التي عبر فيها عن تصميمه ، تحطم رأسه في الأرض الصلبة. سمع صدى شيء ينكسر بشكل كبير، ثم لا شيء. لم يعد بإمكان الصوت المليء بالكراهية مطاردته، ولا حتى أي شيء آخر .. لا شيء بعد الآن –

“كانت هذه مزحة على ما أظن. هل سمعتكِ تستخدمين كلمة (التغاضي) فيما يتعلق بي أنـا؟ “

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط