نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

Re:Zero – Starting life in another world 4-1

الفصل 1 - العودة إلى العاصمة الملكية

الفصل 1 - العودة إلى العاصمة الملكية

الفصل 1

العودة إلى العاصمة الملكية

 

“اغفر فظاظتي. هذا غير متوقع إلى حد ما، لذا يرجى مسامحتي ” بعد ذلك قفز الرجل العجوز من مقعده. تمامًا كما كان من قبل، كان هبوطه صامتًا تقريبًا. وتابع: “سأفعل ما تقترحه. بالتأكيد أصبح حلقي جافًا قليلاً “.

“وأخيرًا، مُد ذراعيك عالياً إلى السماء للحصول على النهاية الموعودة – النصر! – النصر!”

كان من الغريب كيف مرت الأشجار من حوله بهذه السرعة، لكنه لم يشعر بأي ريح على الإطلاق. كما لو   يسافر داخل قبة زجاجية. حرصًا على عدم السماح للإحساس الغريب بكبت قوته، أمسك سوبارو بحذر شديد العربة وشق طريقه نحو مقعد السائق.

أستمع للأصوات الضبابية وهو يمسح العرق عن جبينه. رفع سوبارو يديه عالياً وتحدث بعبارته المعتادة. تبع ذلك صراخ، منهي تمرين صباح آخر.

 

الأشخاص الذين انضموا إليه في تمارينه الرياضية القاسية من سكان قرية إيرلهام، الأقرب إلى قصر روزوال. ربما نصف القرية موجودة هنا.

أجابت ريم: “لأنك بحاجة إلى معالج عالي الجودة لمعالجتك. سوبارو، هل قابلت المبعوثة؟ ”

خفف تعبير سوبارو دون أن يدرك ذلك على مرأى من الوجوه المألوفة. خفّض نظره قليلًا دون أن ينطق بكلمة، ولم يكن قادرًا على الرؤية لبضع لحظات.

“إذا كنت تمتلك قدرة جسدية فلا توجد مشكلة، ولكن إذا سقطت ستموت.”

أقترح سوبارو تعليم تمارين الراديو اليابانية لمساعدة القرية، حيث أن الندوب من أزمة الوحش الشيطاني الأخيرة لا تزال حديثة. أدى هذا إلى تحسين سمعته بين سكان العالم الآخر وانتشرت تمارينه على مستوى القرية بأكملها. في البداية، قلق سوبارو بشأن قلة المشاركين. لكن عند رؤية الأطفال ضحايا هجوم الوحش الشيطاني يستمتعون، شعر أن الأمر يستحق كل هذا العناء.

في البداية بدت ريم قلقة من اقتراح سوبارو، لكن سرعان ما بدت وكأنها لا تستطيع الانتظار.

[المترجم: تمارين الراديو هي تمارين رياضية يتم ممارستها على الموسيقى والتوجيه من الراديو وتحظى بشعبية في اليابان وأجزاء من الصين وتايوان، وتحتوي على عدة حركات منها: الانحناء، ثني الذراع].

في اللحظة التي لمس فيها الهواء أصابعه، ضربت الرياح جسم سوبارو بالكامل بشدة لدرجة أنه اعتقد أن يده قُطعت من معصمه. خفف التأثير غير المتوقع من قبضته على مقبض العربة وبالتالي فقد دعمه وتم ودفعه مباشرة إلى الجانب.

لا ينبغي الاستهانة بعادات وطنه. لم تكن رياضة الراديو اليابانية هي التقليد الشعبي الوحيد …

” كان شايًا جيدًا. حسنًا سيد سوبارو، أتمنى لك دوام الصحة “.

“حسنًا، أيها النقانق، اصطفوا! حان وقت طابع البطاطس! ”

ربما قال ذلك دون تفكير لأن موضوع اهتمامه لا يبدو أن هويتها كمبعوثة على الإطلاق. لاحظت الزائرة نظرة سوبارو وأجابت بابتسامة مثيرة.

رفع سوبارو صوته أثناء إخراج البطاطس النيئة ذات أحد الأطراف المقطعة إلى شرائح مسطحة. قام بغمس الطرف المقطع في حاوية حبر، ثم ضغط على الأوراق التي حملها الأطفال في قائمة الانتظار بفارغ الصبر. سجل “طابع البطاطس” الذي صرح به ثمار العمل في ذلك اليوم.

بعد لحظة ألتف الثعبان حول جسد سوبارو. أطلق صرخة مثيرة للشفقة حول مدى تشديده مما كان يتوقع. لكن جسده رُفِع قبل أن يصبح جثة على الطريق. طاف إلى عربة التنين بسهولة   ودفعته إلى الأمام.

“إذن ما رأيكم في بدء الحدث الذي طال انتظاره والمطلوب كثيرًا، يوم باك في أسبوع آخر؟ سيُسلط الضوء على الآذان المرنة ” “القط لطيف جدا!” “إنه رائع!” “إنه بديع!”

“مرتبط بشخص قرسي … هذا إلى حد كبير هو الموقف الذي أنا فيه هنا.”

لقد سرق فكرة طابع البطاطس من الألعاب خلال العطلة الصيفية في الوطن. استمتع الكثير من الأطفال بتخمين ما سيكون عليه طابع صباح ذلك اليوم. وهكذا استخدمها سوبارو لجذب عقولهم الشابة.

انحنى ويلهيلم وهو يتبادل ما بدا بطريقة ما وكأنه مزاح خفيف القلب مع الفتاة. كانت الفتاة لا تزال تنظر إليه نظرة حزينة، لكنها بدت وكأنها استعادت روح الدعابة عندما غمزت إلى سوبارو.

بعد فترة، انتهت محادثته الممتعة مع القرويين. لوح لهم سوبارو وذهب في طريقه. اقترب من شجرة على حافة ساحة القرية، ونادى بضجر الفتاة المتكئة على الجذع في الظل.

“مم، لا أحب أن أقول هذا، لكن غالبية الناس يولدون بدون نعمة. وأيضًا   كل شخص لديه نعمة على علم بذلك على حد علمي، لذلك … ”

“آه، لقد أرهقني ذلك. على أي حال آسف لجعلكِ تنتظرين، إيميليا ”

“نعمة صد الرياح، هاه؟”

“لا بأس. أرى أنك تعمل بجد، سوبارو ” لمست إيميليا شعرها الفضي بابتسامة ساحرة، وأنزلت غطاء رأسها الذي ترتديه من على رأسها “القرويون يبدون أكثر سعادة هذه الأيام، وكل الشكر لك، سوبارو.”

“هم من مخالب وأنياب الوحوش. لهذا السبب تفضل استخدام جانبك الأيسر، صحيح؟ ”

“ليس بالأمر المرهق. لقد أوضحت لهم كيفية القيام ببعض التمارين الصحية التي تساعد على تدفق الدم. لكني أشعر بالسوء لأنكِ تأتين معي كل صباح، يومًا بعد يوم “..

بدأ الآخرون في الصعود إلى العربة دون أن يدرك ذلك. سارع سوبارو بالصعود ووصل إلى إطار الباب. لكن الأصابع البيضاء مدت إليه قبل أن يتمكن من للمس الباب.

“حسنا. أنت لست في حالة جيدة بعد، ولا يمكن لرام وريم القدوم بسبب عملهما في القصر. علاوة على ذلك أنا حقا لا أمانع في القيام بذلك “.

ابتسم سوبارو عندما رأى عربة ضخمة متوقفة أمامه.

” لا تمانعين في قضاء صباحكِ معي؟ بفت! ليس ذلك. يبدو … أنكِ تحبين ولو قليلاً تواصلي مع القرويين الذين لم أكن على اتصال بهم أبدًا. أعتقد أنه ربما … رسمت خطًا بيننا حتى الآن “.

“همم”

بعد قول ذلك أمكنه أن يرى لمحة خجل صغيرة على وجه إيميليا تحت غطاء رأسها. أدى المشهد الجميل إلى تدفئة خدود سوبارو قبل أن يدرك حتى ما يحدث.

“حقا؟ أنت لا تضايقني؟ أنت لن تحرجني بتركي أقول معلومات خاطئة، أليس كذلك؟ إذا كنت تخدعني، فسوف أضربك! “

في الآونة الأخيرة، غالبًا ما تأتي إيميليا معه إلى القرية بمجرد أن تنهي محادثاتها اليومية مع الأرواح البسيطة، ويعودون معًا بعد إكمال سوبارو روتين التمرين الصباحي. لمدة خمس عشرة دقيقة، سار هو وإيميليا جنبًا إلى جنب من القرية إلى القصر. أحتفل سوبارو داخلياً بهذه اللحظات النادرة.

إذا كان هذا الرجل هو السائق بالفعل، وخادمًا، فيجب أن يكون السيد الذي يرافقه أقوى. بالتفكير في هذا، أدار سوبارو عينيه إلى عربة التنين.

“يجب أن أقول، توافقك مع القرويين مذهل سوبارو. ربما تكون أكثر شهرة من رام وريم الآن “.

“- وقد أدركت كل ذلك منذ البداية. ماكر جداً ”

 

رفع سوبارو صوته أثناء إخراج البطاطس النيئة ذات أحد الأطراف المقطعة إلى شرائح مسطحة. قام بغمس الطرف المقطع في حاوية حبر، ثم ضغط على الأوراق التي حملها الأطفال في قائمة الانتظار بفارغ الصبر. سجل “طابع البطاطس” الذي صرح به ثمار العمل في ذلك اليوم.

“حسنًا، أنا نوع ما البطل الذي أنقذهم. بالإضافة إلى ذلك أنا الرجل النبيل الذي لا يطلب الشكر أبدًا، ولا يتفاخر أبدًا بأفعاله … أنا متأكد من أنكِ ستقعين في حبي مرة أخرى! ”

“-مستحيل.”

“لم أكن في حالة حب في البداية، ضع في اعتبارك … أيضًا، أعتقد أن تقييمك بعيد قليلاً ” وضعت إيميليا إصبعًا على شفتيها، وأمالت رأسها قليلاً بنظرة متضاربة في عينيها. من جانبها، أصبح سوبارو منزعجًا قليلاً من تجاهلها له.

ارتفع حاجبا سوبارو بينما بدت الفتاة وكأنها تهدف عمدًا حول معرفة التفاصيل. على الرغم من أنه وجد صعوبة في تجاهل تصرفاتها الغريبة، إلا أنه عليه ببساطة أن يستمر في الحديث “كما تعلمين سيكون من المفيد نوعًا ما إذا كان بإمكانك إخباري ما هي هذه الأشياء ”

تابعت: “أعتقد أن القرويين يرونك شخصًا مثقفاً ذكي بشكل غريب أكثر من كونك بطلاً أنقذ الجميع. أعني، أنت تعرف بعض الأشياء الغامضة للغاية “.

لقد مر شهر تقريبًا منذ أن تم استدعاء سوبارو إلى عالم آخر. خلال ذلك الوقت، أخذ سوبارو على عاتقه تغيير مصائر الأشخاص الذين شارك معهم. كانت إيميليا الأولى، لكن علاقته مع الناس في القصر والقرية دليل على أنه فعل بعض الخير.

“لذا فهم يعاملوني كشخص متعلم جيدًا … لكن إلى جانب التمارين الرياضية، لا أعرف أي شيء …”

زينت شعرها بشريط أبيض، وجعل التألق في عينيها الواسعتين تبدو مثل قطة رائعة. في الواقع على رأسها …

“هناك الألعاب التي تلعبها مع الأطفال، طابع البطاطس … وأيضًا المايونيز ”

“إنه ضخم للغاية! وحراشفه صلبة للغاية! ووجهه مخيف جدا! ”

صفقت إيميليا يديها معًا بينما عيناها تلمعان. لقد أصبحت من أشد المعجبين بالمايونيز الذي صنعه سوبارو في القصر. يعد سوبارو عاشق المايونيز بالفطرة في عالمه، لذا أعاد إنتاج المايونيز لإضفاء بعض النكهة على وجباته. يبدو أن الصلصة ضربة ساحقة على إيميليا والقرويين.

قبل سوبارو اهتمام إيميليا ولفّ الحزام حول معصمه الأيمن ثم فتح باب العربة وتقدم للأمام.

“أعتقد أنهم يقللون من قيمة عملي الشاق قليلاً، إذا اعتقدوا أن المايونيز وإنقاذ الأطفال من الوحوش الشيطانية على نفس المستوى. أعني، أضع جسدي على المحك بعد كل شيء … ”

” حقا؟ أنا وإيميليا تان لا نبدو كزوج غريب بالنسبة لك؟ ”

لقد ذهب إلى الغابة لإنقاذ الأطفال، وتعرض للعض في كل مكان. عندما خرجت ريم لإنقاذه من موت محتم، قام بحمايتها وتعرض للعض، وكان على وشك أن يُلدغ أكثر عندما ظهرت روزوال لإنقاذه …

 

“هاه؟! عند التفكير في الأمر، لم يعجبني، لا شيء أعجبني! ”

انهارت جهوده عندما شعر بعضّة على أذنه.

بالتفكير في إنجازاته، كانت أقل بكثير مما أعتقد في الأصل. ربما من الأفضل أن نقول إنه متورط في العديد من الأمور، لكن جهوده الفردية لم تحقق شيئًا تقريبًا.

“أنت لا تفهم باروسو. يمكن للناس أن يعيشوا ثلاثة أو أربعة أيام بدون طعام بعد كل شيء “.

“شيش. لا تقلق بشأن أشياء صغيرة سخيفة من هذا القبيل “.

“روزوال، انتظري…! هذا … ”

“لكن إيميليا …”

“أنت بالتأكيد تتصرف وفقًا لمنطق مسلٍ للغاية. رائع حقاً. ومع ذلك في النهاية أنا مجرد سائق. لا أعتقد أنني سأفيدك كثيراً”.

“الجميع يعرف أنك عملت بجد، سوبارو. روزوال ورام وخاصة ريم، أليس كذلك؟ ”

أخذت إيميليا بالتفكير وغمغمت لـ نفسها، عندما هز سوبارو رأسه.

ظل تعبير سوبارو مثيرًا للشفقة على الرغم من تشجيع إيميليا. ركضت أمامه بضع خطوات واستدارت. أدت الحركة المفاجئة إلى سقوط غطاء رأسها للخلف، مما ترك شعرها الفضي الطويل يتدفق إلى أسفل ظهرها، متلألئًا تحت شمس الصباح.

عندما ابتعدوا لم يعد بإمكان سوبارو رؤية رام على الإطلاق، وجلس أخيرًا على مقعده في العربة. شعر أخيرًا بالراحة الكافية لبدء الاستمتاع براحة ركوب عربة التنين. يتمتع المقعد بشعور من الدرجة العالية مناسب للتصميم الباهظ الثمن للعربة، مما يجعل الثبات مدهش نظرًا لأن الطريق لم يكن جيدًا بشكل خاص.

“وأنا أيضاً ”

“مهلا انتظري! هناك الكثير من الأشياء التي ما زلت أرغب في أن أعرفها – ”

“-هاه؟”

في الجملة الأخيرة، اختفى سلوكها الخالي من الهموم، وحل محله الجدية المطلقة.

“أعرف جيدًا مدى صعوبة الأمر. لهذا السبب لا تكن مكتئباً، فهمت؟” أمالت إيميليا رأسها وسألت “ما هي إجابتك؟”

“بصراحة سأكون على ما يرام تمامًا، هل ستكون على ما يرام معها؟!”

أومأ سوبارو المذهول برأسه بقوة. جعل رد فعله إيميليا تبتسم ببهجة.

“… هل سيتم استدعائي؟”

“ماذا كان هذا؟ كنت تتحرك مثل لعبة مكسورة. أنت دائمًا هكذا ”

“روزوال، انتظري…! هذا … ”

“إيه، هذه المرة لم يكن عن قصد … وإلى جانب ذلك، أنتِ أكثر ظلمًا بمئة مرة. بغض النظر عن مقدار معاناتي، فأنا أقع في حبكِ مرة أخرى … ”

ارتفع حاجبا سوبارو بينما بدت الفتاة وكأنها تهدف عمدًا حول معرفة التفاصيل. على الرغم من أنه وجد صعوبة في تجاهل تصرفاتها الغريبة، إلا أنه عليه ببساطة أن يستمر في الحديث “كما تعلمين سيكون من المفيد نوعًا ما إذا كان بإمكانك إخباري ما هي هذه الأشياء ”

“نعم نعم. أعتقد أن لديك عادة سيئة للغاية تتمثل في إخفاء الأشياء، كما هو الحال الآن “.

“تفعل ما تعتقده حقًا في النهاية، هاه. أوه حسنًا، سيكون الأمر صعبًا إذا لم تكن رام هنا لتعتني بها “.

أظهرت إيميليا ابتسامة ساحرة غافلة عن صدق كلماته. بمشاهدتها وهي تضع غطاء رأسها وتمشي بجانبه مرة أخرى، فكر سوبارو مرة أخرى أنه لن يجد فتاة أفضل من هذه.

“حسنًا، أيها النقانق، اصطفوا! حان وقت طابع البطاطس! ”

ظهرت بوابة قصر روزوال في الأفق أثناء محادثتهما. بقيت بضع دقائق حتى يصلوا وتنتهي نعمة الصباح.

ظل تعبير سوبارو مثيرًا للشفقة على الرغم من تشجيع إيميليا. ركضت أمامه بضع خطوات واستدارت. أدت الحركة المفاجئة إلى سقوط غطاء رأسها للخلف، مما ترك شعرها الفضي الطويل يتدفق إلى أسفل ظهرها، متلألئًا تحت شمس الصباح.

“هناك … عربة متوقفة أمام القصر” عندما توقفت إيميليا فجأة وغمغمت، توقف سوبارو أيضًا ونظر في نفس الاتجاه. هناك بالفعل شيء مثل عربة يجرها حصان متوقفة عند البوابات، ولكن بدا الأمر غريباً، لأنه من الواضح أن العربة لم تكن تجرها الخيول.

استوعب سوبارو كلمات ريم ونظر إلى إيميليا “أنت تمزحين، صحيح؟ أنا الشخص الذي خرج من الحلقة؟ ” “آسفة، سوبارو “.

بعد كل شيء، المخلوق الذي يسحب العربة سحلية بحجم حصان. فوجئ سوبارو عند رؤية حجمه الهائل، مقارنة بالسحالي التي يعرفها، كان هذا أكبر عشرة أضعاف.

“لا، حتى في ذلك زوجتي لا مثيل لها.”

“أوه، حسنًا، لقد رأيتهم يمرون عبر العاصمة الملكية هنا وهناك. عربات التنين، هاه؟ ”

قوبلت كلمات روزوال الحازمة بردود متنوعة من جميع المجتمعين في غرفة الاستقبال.

” نعم، تنين الأرض يسحب العربة الموجودة خلفه، لذا فهي عربة تنين. انتظر، لا تقل لي أن له اسمًا شائعًا لا أعرفه؟ ”

بعد اعتذار إيميليا   تحدثت ريم بلطف إلى سوبارو.

“لا، لا، أنا الشخص الذي لا يعرف شيئًا عن ذلك. أنا متأكد من أنكِ على حق إيميليا، تحلى بالثقة في نفسك “.

سوبارو الذي تُرك، لم يكن لديه سوى رائحة الشاي غالي الثمن.

“حقا؟ أنت لا تضايقني؟ أنت لن تحرجني بتركي أقول معلومات خاطئة، أليس كذلك؟ إذا كنت تخدعني، فسوف أضربك! “

حصل سوبارو على إذن إيميليا بالذهاب. نظرًا لأن سوبارو لم يمانع، قامت ريم بالنظر إلى روزوال للحصول على تأكيد.

“لا أحد يفعل هذا بعد الآن …”

“… أعتقد أن هذه الصورة مثالية لكيفية قيام الخادمة اللطيفة بتولي دورها، هاه …؟”

عندما رفعت إيميليا يدها بغضب زائف، أمسك سوبارو برأسه وتظاهر بالضعف. استمرت تصرفاتهم الغريبة وهم يتقدمون في طريقهم إلى الأمام، ووصلوا أمام عربة التنين.

“إذن ما رأيكم في بدء الحدث الذي طال انتظاره والمطلوب كثيرًا، يوم باك في أسبوع آخر؟ سيُسلط الضوء على الآذان المرنة ” “القط لطيف جدا!” “إنه رائع!” “إنه بديع!”

“توقف … اللعنة، هذا مثير للإعجاب. إنه ضخم للغاية لدرجة أنه غير واقعي ” لقد شاهد هذه العربة عدة مرات خلال الفترة التي قضاها في العاصمة الملكية، ولكن هذه أول مرة يلقي نظرة عن قرب. السحلية التي أطلقت عليها إيميليا تنين الأرض في الواقع بحجم حصان، لكنها أرفع وأخف وزنًا. بدا الأمر وكأنه سيهزم حصانًا في ركلة جزاء.

ربما قال ذلك دون تفكير لأن موضوع اهتمامه لا يبدو أن هويتها كمبعوثة على الإطلاق. لاحظت الزائرة نظرة سوبارو وأجابت بابتسامة مثيرة.

عندما اقترب الاثنان، وقف رجل من مقعد عربة التنين وأعلن “أنا، أنا… من فضلك انظر أدناه “.

 

أمام عيني الزوج المذهول، قفز الرجل بخفة من أعلى المقعد للوقوف على الأرض تحته. التقط أنفاس سوبارو قليلاً عندما لاحظ أنه بالكاد أصدر صوتًا عند الهبوط. كان مقعد السائق حول مستوى عين سوبارو – وليس ارتفاعًا للقفز منه بشكل عرضي.

“نعم نعم. أعتقد أن لديك عادة سيئة للغاية تتمثل في إخفاء الأشياء، كما هو الحال الآن “.

انحنى الرجل العجوز وتحدث ببلاغة تليق برجل كبير السن.

“يا إلهي، هل عربات التنين بمثل هذه الندرة؟”

“مرحبا بعودتك. أرجو المعذرة لكوني أقف حاليًا أمام بوابتك “.

“آه، لا، لا تقلق بشأن ذلك. في الواقع أشعر بأنني محظوظ لأنني قريب   جدًا منه “.

قام برد شعره الأبيض الصلب بأدب قبل أن يرتدي بدلة سوداء مصممة بطريقة احترافية. على الرغم من تقدمه في السنوات، إلا أنه من الواضح أن جسده قد شحذ على مر السنين، وجعلت هالته سوبارو لا شعوريا يقف بثبات.

أظهرت إيميليا ابتسامة ساحرة غافلة عن صدق كلماته. بمشاهدتها وهي تضع غطاء رأسها وتمشي بجانبه مرة أخرى، فكر سوبارو مرة أخرى أنه لن يجد فتاة أفضل من هذه.

إذا كان هذا الرجل هو السائق بالفعل، وخادمًا، فيجب أن يكون السيد الذي يرافقه أقوى. بالتفكير في هذا، أدار سوبارو عينيه إلى عربة التنين.

تركت إيميليا وروزوال سوبارو يفحص محيطه عندما بدأوا في مناقشة ما سيفعلونه عند وصولهم. كان عملاً جادًا. بطبيعة الحال   لم يستطع سوبارو المشاركة في المحادثة ولذلك سرعان ما بدأ يشعر بالملل “إيميليا تان، إيميليا تان، دعيني أجلس بجانب النافذة!”

“المبعوث موجود بالفعل داخل القصر ومن المحتمل أنه مع ماركيز ميزرس الآن ”

“أنتِ ذاهبة إلى العاصمة الملكية، أليس كذلك؟ حسنًا، أنا ذاهب أيضًا! ”

بدا أن الرجل العجوز قرأ أفكارهم وأجاب على سؤالهم بشكل استباقي. أصبح سوبارو مشتتاً بسبب الكلمات، حيث وقفت إيميليا بجانبه وتواجه الرجل العجوز “مبعوث…؟ هل يمكن أن يكون هذا…؟”

“أفهم.”

“كما توقعتِ سيدة إيميليا، هذا يتعلق بالاختيار الملكي.”

في مواجهة سلوك الرجل الهادئ والذكي لدوافعه الخفية، لم يستطع سوبارو سوى التوتر.   علم أنه قد يتفوق عليه في الحرب الكلامية، لذلك قام على الفور برفع الراية البيضاء.

 

“لا تفعل أي شيء من شأنه أن يضر بـ ريم، تفهم باروسو؟”

عند سماع مصطلح الاختيار الملكي، رفع سوبارو رأسه. الطريقة التي توترت بها تعبيرات إيميليا جعلت سوبارو يتجعد حاجبيه ويشك في تحول   الأحداث هذا.

“ما الأمر، إيميليا تان؟ لما أنتِ متوترة؟ تحتاجين إلى تدليك؟”

تابع الرجل: “أعتقد أن المبعوث لديه رسالة رسمية لكم. يرجى العودة إلى القصر لاستلامها شخصيًا “.

“قد أشير إلى أنه إذا سمعت الآنسة بياتريس ذلك، فقد تقطعك إلى قطع صغيرة هذه المرة.”

“… هل سيتم استدعائي؟”

كما لو كانت تستجيب له، ارتجفت آذانها. لم يكن لديه أي فرص للاقتراب من نصف إنسان من قبل. الآذان الحقيقية حقا مشهد نادر بالنسبة له.

“اسألي الرسول شخصيًا من فضلك.”

“أوه لا، لقد كانت ضربة حظ”

تسبب رد الرجل العجوز المتحفظ في تيبس وجه إيميليا وهي تخفض رأسها “-لنذهب.” بدأت تمشي دون حتى النظر إلى سوبارو.

عندما اقترب الاثنان، وقف رجل من مقعد عربة التنين وأعلن “أنا، أنا… من فضلك انظر أدناه “.

ركض سوبارو بسرعة للحاق بها. في اللحظة الأخيرة نظر إلى الوراء ورأى أن الرجل لا يزال ينحني ويراقبهم وهم يرحلون بصمت.

“…أنا أعلم ذلك. لهذا السبب أحشر رأسي في الأمر و … ”

 

“مرحبًا، من الطبيعي أن تقع في حب شخص جميل من النظرة الأولى، لكن ألا تعلم أنه من الوقاحة التحديق؟” كانت المتحدثة فتاة ذات وجه جميل.

2

“اللعنة، ليس جيدًا، هاه … آه   لقد فهمت ذلك. كان لقاء إيميليا تان النعمة التي منحها لي العالم، هاه؟ ”

 

رداً على ذلك رفع ويلهيلم يده بهدوء وأشار إلى وجهه “إنها عيناه ”

“أهلا بكم من جديد، مرحباً سيدة إيميليا.”

“آه، لا، لا تقلق بشأن ذلك. في الواقع أشعر بأنني محظوظ لأنني قريب   جدًا منه “.

بعد أن رآهم السائق، وصل الاثنان إلى بهو القصر واستقبلتهما فتاة في زي خادمة – ريم.

“أوه، حسنًا، لقد رأيتهم يمرون عبر العاصمة الملكية هنا وهناك. عربات التنين، هاه؟ ”

الغريب هو أنه لم تكن هناك عاطفة في   صوتها العالي، واستُبدلت بنبرة هادئة. لقد كان وضع الترحيب بالضيف، شيء لم يره سوبارو في القصر مؤخرًا –   أظهرت ابتسامتها لسوبارو على وجه الخصوص.

قاطعت إيميليا “سوبارو. المانا هي شريان الحياة لكل كائن حي. عندما يركد هذا التدفق، فإنه يؤخر نقل جوهر الحياة … من فضلك   لا تحاول إخفاء الأمر”.

“شكرا لك. أنا آسفة لمغادرة القصر. يبدو أن لدينا ضيفًا؟ ”

تأكيد سوبارو الجذري جعل ويلهيلم يترك تركيزه للحظة وجيزة. هز رأسه على الفور.

“مبعوث من العاصمة الملكية زارنا والسيد روزوال يخاطبه الآن. هل ترغبين في الانضمام إليهم؟ ”

في تلك المرحلة صدر صوت جديد. نظرت ريم من خلال النافذة الأمامية الصغيرة.

“بالطبع. إنها مشكلتي، لذا لا يمكن إخراجي من الموضوع “.

“إذن لماذا تأخرت؟ كان كل شيء مرتباً وقت الإفطار “.

أومأت ريم رداً على ذلك وبدأت إيميليا تصعد الدرج. سار سوبارو بجانبها   وانضم إلى المحادثة وكأنه شيء طبيعي.

“هناك … عربة متوقفة أمام القصر” عندما توقفت إيميليا فجأة وغمغمت، توقف سوبارو أيضًا ونظر في نفس الاتجاه. هناك بالفعل شيء مثل عربة يجرها حصان متوقفة عند البوابات، ولكن بدا الأمر غريباً، لأنه من الواضح أن العربة لم تكن تجرها الخيول.

“حسنا. فقط لأن الضغط لا يعني أنه يمكنني تركه يصل إلي. من الأفضل أن أجمع نفسي معًا ولا أفعل أي شيء غبي “.

تفاجأ روزوال: “لأن النعمة ليست مطلقة. لا يمكن إعادة تنشيط رياح تنين الأرض   بمجرد توقفه لفترة وجيزة. هل نتوقف لتناول وجبة؟ ”

بعد رؤية سوبارو متحمسًا للغاية، توقفت إيميليا.

عندما ابتعدوا لم يعد بإمكان سوبارو رؤية رام على الإطلاق، وجلس أخيرًا على مقعده في العربة. شعر أخيرًا بالراحة الكافية لبدء الاستمتاع براحة ركوب عربة التنين. يتمتع المقعد بشعور من الدرجة العالية مناسب للتصميم الباهظ الثمن للعربة، مما يجعل الثبات مدهش نظرًا لأن الطريق لم يكن جيدًا بشكل خاص.

“ما الأمر، إيميليا تان؟ لما أنتِ متوترة؟ تحتاجين إلى تدليك؟”

” يا له من رد فعل لطيف. على أي حال … تدفق المانا داخل جسمك راكد بالفعل. إذا كان هناك وقت   لفعل شيء حيال ذلك، مياو “.

“لا … عذرًا   سوبارو، هذا اجتماع مهم، لذا …”

” هل ريم بخير بوجودها في الخارج ونحن نتقدم بهذه السرعة؟ ليس الأمر كما لو أنني قلق من سقوطها … لكن ألن يكون شعرها وملابسها في حالة من الفوضى بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى العاصمة الملكية؟ ”

“…أنا أعلم ذلك. لهذا السبب أحشر رأسي في الأمر و … ”

في تلك المرحلة صدر صوت جديد. نظرت ريم من خلال النافذة الأمامية الصغيرة.

وجدت إيميليا صعوبة في دفعه بسهولة، لذا قاطعتها ريم   “إنهم بالفعل في غرفة الاستقبال. لا يوجد مكان هناك للخدم الآخرين. فهمت؟”

“أنا ممتن للسير سوبارو على الشاي، وإلى جانب ذلك حان الوقت لنغادر ”

استوعب سوبارو كلمات ريم ونظر إلى إيميليا “أنت تمزحين، صحيح؟ أنا الشخص الذي خرج من الحلقة؟ ” “آسفة، سوبارو “.

“أثناء معركتك مع الوحوش الشيطانية، ركدت المانا في جسدك. حتى لو شفيت جراحك الجسدية، فإن علاج هذه الأمر أمر مختلف. بالتأكيد لاحظت هذا بنفسك، أليس كذلك؟ ”

“نعم. سوبارو، يرجى العودة إلى غرفتك ”

“أنا أشك في ذلك. إذا كان بإمكانك معرفة أنها   إيميليا تان من تحت غطاء رأسها، فأنا لا أعتقد أن عذر (أنا مجرد سائق) سيعمل بشكل جيد “.

بعد اعتذار إيميليا   تحدثت ريم بلطف إلى سوبارو.

في اللحظة التي لمس فيها الهواء أصابعه، ضربت الرياح جسم سوبارو بالكامل بشدة لدرجة أنه اعتقد أن يده قُطعت من معصمه. خفف التأثير غير المتوقع من قبضته على مقبض العربة وبالتالي فقد دعمه وتم ودفعه مباشرة إلى الجانب.

صعدت ريم إلى الطابق العلوي وخلفها إيميليا وبقي سوبارو في مكانه ينقر على لسانه.

شعورًا بالرغبة في اختبار فرضيته التي لا معنى لها إلى حد كبير، قام سوبارو بتمديد أصابعه. ثم تذكرت إيميليا شيئًا.

“حسنًا، لا أعرف الكثير عن هذا العالم، لذلك ربما لن أكون ذا فائدة كبيرة على أي حال …”

“بصراحة سأكون على ما يرام تمامًا، هل ستكون على ما يرام معها؟!”

تساءل عما إذا كان أنانياً أنه لا يزال يريد أن يكون جزءًا من هذا.

بعد اعتذار إيميليا   تحدثت ريم بلطف إلى سوبارو.

لقد مر شهر تقريبًا منذ أن تم استدعاء سوبارو إلى عالم آخر. خلال ذلك الوقت، أخذ سوبارو على عاتقه تغيير مصائر الأشخاص الذين شارك معهم. كانت إيميليا الأولى، لكن علاقته مع الناس في القصر والقرية دليل على أنه فعل بعض الخير.

“في المقام الأول، ماذا تنوي أن تفعل بالمجيء، سوبارو؟ سيكون هناك اجتماع مهم حقًا حول الاختيار الملكي، لذلك لن أتعامل معك على الإطلاق. علاوة على ذلك   يختلف هذا الاجتماع عن جميع الاجتماعات السابقة … ”

شعر بخيبة أمل لأنه لم يتم تضمينه في مثل هذه القضية المهمة “لقد تُركت هنا – حرفيًا ومجازياً”

“أنا وأنت مختلفان لأن سبب مشاركتي ليس للرومانسية”

“لكن قبول ذلك والاستسلام هما شيئان مختلفان. ماذا عليّ أن أفعل، هاه؟ ”

“تقصدين الفتاة ذات آذان القطة؟ لأكون صادقًا، ليست من النوع التي أريد أن أصطدم بها مرة أخرى، حقًا “.

لم يكن ناتسكي سوبارو شخصاً يدع الأمر يمر ويعود إلى غرفته للنوم على السرير.  فكر بصمت محاولًا التوصل إلى خطة للتعامل مع الموقف بطريقته.

لقد سرق فكرة طابع البطاطس من الألعاب خلال العطلة الصيفية في الوطن. استمتع الكثير من الأطفال بتخمين ما سيكون عليه طابع صباح ذلك اليوم. وهكذا استخدمها سوبارو لجذب عقولهم الشابة.

أخيرًا ألتوى وجه سوبارو بابتسامة شريرة بينما   يفكر في شيء ويفرقع أصابعه.

“لا أحد يقول الوغد المؤذي بعد الآن …”

“- وجدتها”

لوح لها سوبارو بابتسامة صغيرة في مقابلة سلوكها المعتاد. ردا على ذلك   لوحت له الفتاة ذات الوجه الشاحب وكأنها تدفعه بعيداً. عادت إلى الداخل بعد لحظة، بعد أن أوفت بواجبها لتوديعه بأقل جهد.

 

“أنا لا…”

3

” طعم جيد “.

 

“لا، لا، أنا الشخص الذي لا يعرف شيئًا عن ذلك. أنا متأكد من أنكِ على حق إيميليا، تحلى بالثقة في نفسك “.

“أليس الانتظار مملاً كل هذا الوقت؟ ما رأيك أن تأخذ استراحة؟ ”

” نعم، تنين الأرض يسحب العربة الموجودة خلفه، لذا فهي عربة تنين. انتظر، لا تقل لي أن له اسمًا شائعًا لا أعرفه؟ ”

تفاجأ الرجل العجوز الجالس على المقعد عندما جاء سوبارو مع بعض الشاي. كانت عربة التنين لا تزال متوقفة أمام البوابة الأمامية.

عبست رداً على ذلك “أنت جاد جداً   جدي ويل. هذا ليس مسلياً”

“اغفر فظاظتي. هذا غير متوقع إلى حد ما، لذا يرجى مسامحتي ” بعد ذلك قفز الرجل العجوز من مقعده. تمامًا كما كان من قبل، كان هبوطه صامتًا تقريبًا. وتابع: “سأفعل ما تقترحه. بالتأكيد أصبح حلقي جافًا قليلاً “.

لكن ريم حدقت في سوبارو المتحمس بإعجاب.

“جيد. لم أكن أعرف ما الذي يعجبك، لذلك أحضرت أغلى شاي يمكن أن أجده “.

“لهذا السبب لا يمكنني إحضارك. إذا ذهبت معي، فستحاول بشدة مرة أخرى بالتأكيد. لا أريد أن أجعلك تفعل شيئًا كهذا. فهمت؟”

كان لدى الرجل العجوز ابتسامة خفيفة على وجهه وهو يقبل الشاي. وقد أدى التعبير إلى تعميق التجاعيد حول فمه بما يتناسب مع عمره.

وهكذا تم وضع خطة الزيارة للعاصمة الملكية.

لاحظ سوبارو وهو يراقبه باهتمام الآن بعد أن أصبح قريبًا منه، عندما …

“حسناً إذن، حُسِم الأمر. سيرافقك سوبارو في رحلتك إلى العاصمة الملكية. ستتطلب الاستعدادات حوالي يوم واحد، لذا يجب أن تكون المغادرة في الصباح بعد الغد – اتفقنا؟ ”

“توقف، ما …؟”

عندما اقترب الاثنان، وقف رجل من مقعد عربة التنين وأعلن “أنا، أنا… من فضلك انظر أدناه “.

فجأة فاجأهُ تأثير خفيف من الجانب. سرعان ما وجد الجاني – كان تنين الأرض يحك أنفه على كتف سوبارو. نظر المخلوق الأسود   إلى سوبارو بعيون حادة.

“- وجدتها”

بدت نظرته غريبة. ربما لم يشعر بأي عداء في تلك العيون اللطيفة.

“لذا فهم يعاملوني كشخص متعلم جيدًا … لكن إلى جانب التمارين الرياضية، لا أعرف أي شيء …”

خاطب الرجل سوبارو بسرعة “ا- اعتذاري. هذا التنين البري هو الأفضل في منزلنا، لكن … ”

“… أعتقد أن هذه الصورة مثالية لكيفية قيام الخادمة اللطيفة بتولي دورها، هاه …؟”

“آه، لا، لا تقلق بشأن ذلك. في الواقع أشعر بأنني محظوظ لأنني قريب   جدًا منه “.

عندما عاد إلى الوراء، كانت إيميليا تنظر إليه وهي تنحني من مقعد ركاب عربة التنين.

“أنا مرتاح لسماع ذلك. يجب أن أقول، من النادر أن يتفاعل بهذه الطريقة ” بعد الاعتذار عن فظاظة المخلوق، وجه الرجل العجوز عينيه الزرقاوين إلى سوبارو.

“حسنا. أنت لست في حالة جيدة بعد، ولا يمكن لرام وريم القدوم بسبب عملهما في القصر. علاوة على ذلك أنا حقا لا أمانع في القيام بذلك “.

تشدد جسد سوبارو كما لو طُعن بسيف حاد.

“إنه يشبه طفلاً صغيراً!”

واصل الرجل. “- إذا جاز لي أن أسأل، هل هذه ندوب معركة؟”

 

“هؤلاء؟ حسنًا، حدثت بعض الأشياء، لكنني لن أوضح أبعد من ذلك، وأجل اعتبرهم ندوب المعركة … ”

للحظة وجيزة، كان ويلهيلم في حيرة من أمره أمام سلوك سوبارو الطموح.

“هم من مخالب وأنياب الوحوش. لهذا السبب تفضل استخدام جانبك الأيسر، صحيح؟ ”

أومأ سوبارو المذهول برأسه بقوة. جعل رد فعله إيميليا تبتسم ببهجة.

“……”

“وهذا ينطبق على ريم الجالسة بالخارج أيضًا، همم”

فوجئ سوبارو بأن الرجل العجوز يستطيع أن يقول بالضبط ما ترك الآثار المكشوفة من خلال الأكمام الملفوفة لسترة الجينز. كان صحيحًا أن سوبارو يفضل استخدام جانبه الأيسر منذ إصابته.

“وأنا أيضاً ”

“- أنا آسف بشدة على إهاناتي المتكررة. قد يكون سؤلاً لا ترغب في الإجابة عليه ” اعتذر الرجل ردًا على صمت سوبارو وأخذ رشفة من كوب الشاي الأسود.

تابع الرجل: “أعتقد أن المبعوث لديه رسالة رسمية لكم. يرجى العودة إلى القصر لاستلامها شخصيًا “.

” طعم جيد “.

“مم، لا أحب أن أقول هذا، لكن غالبية الناس يولدون بدون نعمة. وأيضًا   كل شخص لديه نعمة على علم بذلك على حد علمي، لذلك … ”

“… حسنًا، لم أبالغ. إنه أغلى شاي في القصر.  سأعاقب من قبل الخادمة ذات الشعر الوردي إذا تم الإمساك بي بسبب هذا … ”

“انتظر لحظة سوبارو. – خذ هذا. الأمر ليس بهذه الخطورة، لذا لن أوقفك، لكن أمسك هذه “.

لم يكن ذلك كذباً. سيكون لدى سوبارو محاضرة طويلة في انتظاره من رام إذا اكتشفت أنه استخدم شاي من الدرجة الأولى بدون إذن.

“أنا أكثر فائدة لما هو أكثر من ذلك بقليل!” كان هذا وداعهم الأخرق في الصباح الباكر.

أبقى الرجل المسن عينه مغلقة بينما يقيم سوبارو بالأخرى.

بعد كل شيء، المخلوق الذي يسحب العربة سحلية بحجم حصان. فوجئ سوبارو عند رؤية حجمه الهائل، مقارنة بالسحالي التي يعرفها، كان هذا أكبر عشرة أضعاف.

“الآن ماذا تريد من هذا الرجل العجوز بعد أن جذبتني بمثل هذا الشاي الرائع؟”

“إيميليا تان هادئة للغاية!”

في مواجهة سلوك الرجل الهادئ والذكي لدوافعه الخفية، لم يستطع سوبارو سوى التوتر.   علم أنه قد يتفوق عليه في الحرب الكلامية، لذلك قام على الفور برفع الراية البيضاء.

“لا بأس. أرى أنك تعمل بجد، سوبارو ” لمست إيميليا شعرها الفضي بابتسامة ساحرة، وأنزلت غطاء رأسها الذي ترتديه من على رأسها “القرويون يبدون أكثر سعادة هذه الأيام، وكل الشكر لك، سوبارو.”

“لقد فهمتني. اسمي ناتسكي سوبارو. في الوقت الحالي أنا خادم متدرب هنا في قصر روزوال. أود على الأقل أن أعرف اسمك “.

ابتسم سوبارو عندما رأى عربة ضخمة متوقفة أمامه.

اعترافًا بمكانته كمبتدئ، كان يأمل في الحصول على ذرة من الرحمة.

“لا، لقد قصدت فقط أن إيميليا تان مشغولة جدًا، لذا ربما سيؤدي رؤية المشهد خارج النافذة إلى التخلص من وحدتي؟”

عندما رأى سوبارو يحني رأسه بخنوع، خفف الرجل المسن تعابيره.

ابتسم سوبارو وتقدم ليدور من العربة إلى مقعد السائق. لكن إيميليا نادت لمنعه   وسلمت حزامًا مثبتًا على جدار العربة.

” هذه مبادرة احترام منك. أنا اسمي ويلهيلم. خادم السيدة كروش، وقد أوصلني هذا العمل إلى هذا المكان “.

“لقد فهمتني. اسمي ناتسكي سوبارو. في الوقت الحالي أنا خادم متدرب هنا في قصر روزوال. أود على الأقل أن أعرف اسمك “.

“ويلهيلم؟ شكرا جزيلا لك … سأكون ممتناً حقاً إذا كنت تستطيع على الأقل أن تخبرني ما الذي أتى بك إلى هنا … آه، هل ترغب في الدخول؟ ”

“بما أنني لا أعرف مكانتك داخل هذا القصر، لا يمكنني أن أحرك فمي بلا مبالاة. أتمنى ان تتفهم ذلك”

“أعتقد أن المبعوث يتحدث عن الأمر الآن؟”

“حول جسمك   وأشياء من هذا القبيل”

“حسنًا، نعم، لكنهم لن يسمحوا لي بالانضمام. ليس من الممتع أن تُترك خارج الحدث ولا تعرف القصة، لذلك اعتقدت أنه يجب أن أعرف   الأمر على طريقتي “.

رفع سوبارو حاجبيه من الإضافة غير المتوقعة. لاحظ أن وجه ريم لا يزال مستريحًا على كتفه، متوترة قليلاً. أظهرت إيميليا تعبيرًا مؤلمًا أيضًا.

علم أن هذا لم يكن رجلاً لإفشاء أسرار حول أمور مهمة. لكن جذب الثقة التدريجية للناس   تخصص سوبارو. لم يكن مجرد جانح دون أي موهبة لقراءة الحالة المزاجية.

تسارع تنين الأرض وبدأت سرعته ترتفع فجأة. أصبح القصر بعيدًا في لحظات، وتقلص جسد رام بجانب البوابة الأمامية بسرعة. قبل أن يفقد سوبارو رؤيتها للحظة، أمسكت بحواف تنورتها وانحنت قليلاً. لقد كانت طريقة شبيهة بأسلوب الخادمة لتوديع شخص ما.

للحظة وجيزة، كان ويلهيلم في حيرة من أمره أمام سلوك سوبارو الطموح.

ارتفع حاجبا سوبارو بينما بدت الفتاة وكأنها تهدف عمدًا حول معرفة التفاصيل. على الرغم من أنه وجد صعوبة في تجاهل تصرفاتها الغريبة، إلا أنه عليه ببساطة أن يستمر في الحديث “كما تعلمين سيكون من المفيد نوعًا ما إذا كان بإمكانك إخباري ما هي هذه الأشياء ”

“إنك تظل متحفظًا في مواجهة التطورات غير المتوقعة، وعندما تنكشف دوافعك، فإنك لا ترتعد بل تزداد تحديًا – مثل هذه الشخصية ستثير الاستياء بالتأكيد”.

في الجملة الأخيرة، اختفى سلوكها الخالي من الهموم، وحل محله الجدية المطلقة.

“… إذن أنت تقول إنني لا أستطيع حتى معرفة تلميحٍ بسيط؟”

“ماذا!!!”

“بما أنني لا أعرف مكانتك داخل هذا القصر، لا يمكنني أن أحرك فمي بلا مبالاة. أتمنى ان تتفهم ذلك”

“أعرف جيدًا مدى صعوبة الأمر. لهذا السبب لا تكن مكتئباً، فهمت؟” أمالت إيميليا رأسها وسألت “ما هي إجابتك؟”

تشدد تعبير ويلهيلم للحظة وجيزة ثم خف وهو يتجاهل بأدب الطلب الوقح. إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فسيُغضب سوبارو   رام.

“شكرا لك. أنا آسفة لمغادرة القصر. يبدو أن لدينا ضيفًا؟ ”

“أنت تبدو قريبًا جدًا من السيدة إيميليا. لا يبدو أنك مجرد خادم “.

لم يكن ناتسكي سوبارو شخصاً يدع الأمر يمر ويعود إلى غرفته للنوم على السرير.  فكر بصمت محاولًا التوصل إلى خطة للتعامل مع الموقف بطريقته.

” حقا؟ أنا وإيميليا تان لا نبدو كزوج غريب بالنسبة لك؟ ”

“آه، رائع جداً. كما ترين، مع بقاء رام في الخلف، لن أتمكن من رؤيتها لفترة، أليس كذلك؟ هذا هو السبب، أردت ببساطة أن أودعها   قبل مغادرتنا”.

” تان … “؟

عندما نهض سوبارو ووصل إلى الباب، ابتسم روزوال عندما استنتج نية سوبارو.

رفع ويلهيلم حاجبه من الأسلوب الغريب في الخطاب. بعد ذلك ابتسم   لأنه أدرك طبيعة مشاعر سوبارو.

خفضت الفتاة رأسها وهي تستفسر. رفع ويلهيلم نظرته ببساطة   وفكر مرة أخرى.

“إنك تمشي في طريق وعر للغاية. قد تصبح ملكة لوغونيكا التالية ذات يوم “.

“اهتمام شيطان السيف، ويلهيلم فان أستريا بك أمر مؤسف مثل رغبة ساحرة بك ”

“في الوقت الحالي، هي مجرد فتاة لطيفة جدًا وخادم ممل.   في المستقبل لن تعرف أبدًا ما الذي سيحدث. عندما طلبت من زوجتك أن تتزوجك، ويلهيلم، هل تعتقد أنها كانت أجمل امرأة في العالم كله؟ ”

“مرتبط بشخص قرسي … هذا إلى حد كبير هو الموقف الذي أنا فيه هنا.”

“زوجتي-”

أبقى الرجل المسن عينه مغلقة بينما يقيم سوبارو بالأخرى.

تأكيد سوبارو الجذري جعل ويلهيلم يترك تركيزه للحظة وجيزة. هز رأسه على الفور.

أقترح سوبارو تعليم تمارين الراديو اليابانية لمساعدة القرية، حيث أن الندوب من أزمة الوحش الشيطاني الأخيرة لا تزال حديثة. أدى هذا إلى تحسين سمعته بين سكان العالم الآخر وانتشرت تمارينه على مستوى القرية بأكملها. في البداية، قلق سوبارو بشأن قلة المشاركين. لكن عند رؤية الأطفال ضحايا هجوم الوحش الشيطاني يستمتعون، شعر أن الأمر يستحق كل هذا العناء.

“أرى. بالتأكيد هذا تمامًا كما تقول. أعتقد أن زوجتي هي الأجمل في العالم. شعرت أن الجميع   يحدق بها، وكنت بحاجة إلى جذبها قدر المستطاع. مثير للشفقة، صحيح؟ ”

“إيه، الالتفاف الصغير ليس بالأمر المهم. انتظري ريم ولا تفعلي أي حركات بهلوانية “.

“هل ترى؟ أنا أحب ذلك، إذا انتهى بها الأمر مع شخص ما، فقد أكون أنا هذا الشخص، حتى لو كنت لا أستحق، قد يتطلب الأمر الكثير من المثابرة، ولكن هذا أمر عادي بالنسبة لي “.

قام سوبارو بإزالة أوراق الشجر من على جسده ولاحظ تعبير تنين الأرض الضخم. ضاقت عينيه الصفراء وأطلق نفساً طويلاً كما لو يقول: هذا ما تحصل عليه عندما تلمسني…

“أنت بالتأكيد تتصرف وفقًا لمنطق مسلٍ للغاية. رائع حقاً. ومع ذلك في النهاية أنا مجرد سائق. لا أعتقد أنني سأفيدك كثيراً”.

جلس ويلهيلم على مقعد السائق   يقود تنين الأرض دون عناء. وخلفه قامت الفتاة ذات الشعر القصير بإخراج رأسها من نافذة العربة التي يجرها التنين.

“أنا أشك في ذلك. إذا كان بإمكانك معرفة أنها   إيميليا تان من تحت غطاء رأسها، فأنا لا أعتقد أن عذر (أنا مجرد سائق) سيعمل بشكل جيد “.

“ااااه – هذا سيء، سيء للغاية! ”

“…”

“هاه؟! عند التفكير في الأمر، لم يعجبني، لا شيء أعجبني! ”

محى بيان سوبارو المتقلب التعبير من وجه ويلهيلم “الرداء الذي ترتديه إيميليا تان من المفترض أن يمنع مستخدمي السحر السيئين من اكتشاف هويتها. بالإضافة إلى ذلك بسبب بعض الأشياء مؤخرًا،

 

تمت إضافة عباءة مقنعة مما يجعلها أقوى … لا يمكن للناس أن يروا من هي ما لم تكن تريدهم منهم ذلك، أو إذا أمكنهم اختراق سحرهم “.

كان هناك عدد قليل من الأماكن الأكثر ملاءمة لإجراء محادثة خاصة ولكن تحدثت هنا “لكن يجب أن أقول جدي ويل، لم أتوقع منك التحدث إلى ذلك الصبي أثناء انتظارك. أنت لا تحب التحدث إلى الناس، أليس كذلك؟ ”

كان الرداء المجهز بسحر من روزوال محاولة لمنع المتاعب قبل أن تتسبب خلفية إيميليا -النصف جان- في حدوث ذلك. كان من أجل حمايتها من الإعاقة غير العادلة التي كان عليها أن تتحملها   لأنها ولدت كـ نصف جان.

“ما هو الخطأ؟ آه، دوار الحركة، هاه؟ يحدث هذا كثيرًا للأشخاص الذين لم يعتادوا ركوب العربة. أفهم. سأقرضك باك، لذا … ”

“- وقد أدركت كل ذلك منذ البداية. ماكر جداً ”

“أوه، لا تكن هكذا، مياو. أعتقد أن أحدا لم يخبرك بأي شيء، أليس كذلك؟ ”

“أوه لا، لقد كانت ضربة حظ”

أومأ سوبارو المذهول برأسه بقوة. جعل رد فعله إيميليا تبتسم ببهجة.

“انتظر، أليس هذا غريبًا نوعًا ما؟”

تشدد تعبير ويلهيلم للحظة وجيزة ثم خف وهو يتجاهل بأدب الطلب الوقح. إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فسيُغضب سوبارو   رام.

تغير تعبير ويلهيلم عندما رأى سوبارو يبتسم. على الأقل   ربما اعتقد أن سوبارو لم يجلب الشاي بحسن نية.

“مم، لا أحب أن أقول هذا، لكن غالبية الناس يولدون بدون نعمة. وأيضًا   كل شخص لديه نعمة على علم بذلك على حد علمي، لذلك … ”

“أفترض أنني لا أستطيع أن أطلق على نفسي مجرد سائق، إذن … كما توقعت، أنا بالفعل مرتبط بالاختيار الملكي – أو مرتبط بشخص قريب”

إذا كان هذا الرجل هو السائق بالفعل، وخادمًا، فيجب أن يكون السيد الذي يرافقه أقوى. بالتفكير في هذا، أدار سوبارو عينيه إلى عربة التنين.

“مرتبط بشخص قرسي … هذا إلى حد كبير هو الموقف الذي أنا فيه هنا.”

إذا لم يكن هناك شيء آخر، فقد كان لديه وعي مكاني جيد. شعر بعدم الاستقرار، لكن حركاته نفسها ظلت سلسة.

“أنا وأنت مختلفان لأن سبب مشاركتي ليس للرومانسية”

“لأنك إذا أتيت ستفعل شيئًا مجنونًا. أنا أعرف أي نوع من الأوغاد المؤذين أنت … ”

“حسنًا، بالطبع لا، عندما تكون متزوجًا من أجمل امرأة في العالم. أعتقد أن إيميليا تان ستجذبك بسبب حبها “.

وقالت ريم “اصطحابه معك يبدو مناسباً، أليس كذلك؟ يبدو أن سوبارو لديه معارف في العاصمة الملكية. يجب أن يزورهم حتى يطمئنوا“. حتى وقت قريب، كان من الممكن الاعتماد على ريم لتقديم أكثر الآراء منطقية، لكنها الآن في صف سوبارو بقوة.

“لا، حتى في ذلك زوجتي لا مثيل لها.”

“هل يمكنني التوقف مؤقتًا؟ ومع ذلك   لن يتمكن تنين الأرض من الركض مرة أخرى لفترة قصيرة “.

قصد سوبارو تسليط الضوء على بعض الأشياء، لكن الرد الصارم تركه دون رد. بدا أن خدود ويلهيلم تتراخى مرة أخرى.

“مرحبًا، من الطبيعي أن تقع في حب شخص جميل من النظرة الأولى، لكن ألا تعلم أنه من الوقاحة التحديق؟” كانت المتحدثة فتاة ذات وجه جميل.

“ومع ذلك – يبدو أن الوقت قد نفد”.

للحظة وجيزة، كان ويلهيلم في حيرة من أمره أمام سلوك سوبارو الطموح.

“آه؟” صرخ سوبارو كأنه غائب بينما يشير ويلهيلم بصمت إلى القصر “ريم تخرج مع … من هذه؟”

” بالطبع. لن أفشل أبدًا في فعل أي شيء تطلبه مني السيدة كروش. أوه، جدي ويل، أنت قلق للغاية! ”

خرجت الخادمة ذات الشعر الأزرق المألوفة من القصر مع فتاة غير مألوفة. استنادًا إلى سلوك ويلهيلم ومحادثتهما السابقة، يجب أن تكون هذه المبعوثة مهمة للغاية.

“أثناء معركتك مع الوحوش الشيطانية، ركدت المانا في جسدك. حتى لو شفيت جراحك الجسدية، فإن علاج هذه الأمر أمر مختلف. بالتأكيد لاحظت هذا بنفسك، أليس كذلك؟ ”

” هذه الأشياء الخيالية غير عادية …”

“ومع ذلك   سوبارو ذاهب إلى العاصمة لأسباب طبية. جميع الأمور المتعلقة بالاختيار الملكي منفصلة عنك.  فهمت؟”

ربما قال ذلك دون تفكير لأن موضوع اهتمامه لا يبدو أن هويتها كمبعوثة على الإطلاق. لاحظت الزائرة نظرة سوبارو وأجابت بابتسامة مثيرة.

 

“مرحبًا، من الطبيعي أن تقع في حب شخص جميل من النظرة الأولى، لكن ألا تعلم أنه من الوقاحة التحديق؟” كانت المتحدثة فتاة ذات وجه جميل.

قام برد شعره الأبيض الصلب بأدب قبل أن يرتدي بدلة سوداء مصممة بطريقة احترافية. على الرغم من تقدمه في السنوات، إلا أنه من الواضح أن جسده قد شحذ على مر السنين، وجعلت هالته سوبارو لا شعوريا يقف بثبات.

قصت شعرها الكتاني وطولها لم يكن مناسباً لكونها لفتاة، وصلت إلى ارتفاع سوبارو تقريبًا. ومع ذلك كان جسدها حساسًا للغاية، وكل فعل لها أنثوي بشكل رهيب.

 

زينت شعرها بشريط أبيض، وجعل التألق في عينيها الواسعتين تبدو مثل قطة رائعة. في الواقع على رأسها …

“اهتمام شيطان السيف، ويلهيلم فان أستريا بك أمر مؤسف مثل رغبة ساحرة بك ”

“عند رؤيتهم شخصيًا، يجب أن أعترف، آذان القطط لها سحر معين”

“آه، لا، لا تقلق بشأن ذلك. في الواقع أشعر بأنني محظوظ لأنني قريب   جدًا منه “.

” مياو مياو؟”

“… فقط لأنك تقولين إنني في حالة سيئة بسبب شيء غير مرئي لا يعني -”

كما لو كانت تستجيب له، ارتجفت آذانها. لم يكن لديه أي فرص للاقتراب من نصف إنسان من قبل. الآذان الحقيقية حقا مشهد نادر بالنسبة له.

“لهذا السبب لا يمكنني إحضارك. إذا ذهبت معي، فستحاول بشدة مرة أخرى بالتأكيد. لا أريد أن أجعلك تفعل شيئًا كهذا. فهمت؟”

– لم يشعر سوبارو بمثل هذا الألم من قبل في إبقاء صديقه الداخلي تحت السيطرة.

“إنه مرتبط بالاختيار الملكي، أليس كذلك؟ أعلم، أعلم، أنه أمر مهم بما يكفي لزعزعة المملكة بأكملها وكل شيء، لكني أتوسل إليك، خذيني معكِ “ركع سوبارو على السجادة وضم يديه معًا لمناشدة يائسة.

عندما شرد ذهن سوبارو، التفتت الفتاة إلى ويلهيلم وهو يحييها.

“ومع ذلك   سوبارو ذاهب إلى العاصمة لأسباب طبية. جميع الأمور المتعلقة بالاختيار الملكي منفصلة عنك.  فهمت؟”

“مرحبًا أيها الجد ويل. آسفة لجعلك تنتظر بالخارج هكذا. كان الانتظار مملًا، مياو؟ ”

في مواجهة سلوك الرجل الهادئ والذكي لدوافعه الخفية، لم يستطع سوبارو سوى التوتر.   علم أنه قد يتفوق عليه في الحرب الكلامية، لذلك قام على الفور برفع الراية البيضاء.

“لا على الإطلاق.  شارك هذا الشاب اللطيف الرجل العجوز في محادثة، مما يساعدني على تضيع الوقت بشكل ممتع للغاية “.

قاطعت إيميليا “سوبارو. المانا هي شريان الحياة لكل كائن حي. عندما يركد هذا التدفق، فإنه يؤخر نقل جوهر الحياة … من فضلك   لا تحاول إخفاء الأمر”.

“همم؟”

“أوه، ماذا أفعل؟ هذا شيء مهم أيضًا … مياو ”

بعد سماع رد الرجل العجوز، وضعت الفتاة إصبعها على خدها وأمالت رأسها. ضاقت حدقتا عينيها الشبيهة بالقطط أثناء فحص سوبارو. بعد فحص دقيق صفقت يديها معًا وصرخت “أوه، أنت. أنت الفتى الذي تفضله السيدة إيميليا “.

“اسم من الأفضل أن تتذكره – إنها السيدة التي ستحكم هذا البلد يومًا ما ”

كان ما فعلته بعد ذلك فاجأه تمامًا “آه إيه إيه؟!”

“اللعنة، ليس جيدًا، هاه … آه   لقد فهمت ذلك. كان لقاء إيميليا تان النعمة التي منحها لي العالم، هاه؟ ”

” لا تتحرك. حان الوقت لإجراء فحص بسيط “.

علم أن هذا لم يكن رجلاً لإفشاء أسرار حول أمور مهمة. لكن جذب الثقة التدريجية للناس   تخصص سوبارو. لم يكن مجرد جانح دون أي موهبة لقراءة الحالة المزاجية.

ذُهل سوبارو عندما قامت الفتاة بلف أحد ذراعيها حول رقبته، واحتضنته بجسدها النحيل. نظرًا لأن طولهم متقارب، فقد ضغط وجهها على خد سوبارو وهمست في أذنه مما جعل جسده يرتعش في كل مكان، وأحمر خجلاً من الحرج. كان الإحساس الناعم مصحوبًا برائحة لطيفة بشكل غريب. جمده التحول المفاجئ للأحداث حيث كرس كل أوقية من قوة الإرادة للحفاظ على هدوئه.

وصل تسامح تنين الأرض إلى حدوده عندما فقد سوبارو نفسه في هذه اللحظة وتحولت لمساته إلى ضغط كبير. دفع ذيله سوبارو للطيران ودار حتى وقع على الأرض.

“همم”

“نعم نعم. أعتقد أن لديك عادة سيئة للغاية تتمثل في إخفاء الأشياء، كما هو الحال الآن “.

“ماذا!!!”

عندما ابتعدوا لم يعد بإمكان سوبارو رؤية رام على الإطلاق، وجلس أخيرًا على مقعده في العربة. شعر أخيرًا بالراحة الكافية لبدء الاستمتاع براحة ركوب عربة التنين. يتمتع المقعد بشعور من الدرجة العالية مناسب للتصميم الباهظ الثمن للعربة، مما يجعل الثبات مدهش نظرًا لأن الطريق لم يكن جيدًا بشكل خاص.

انهارت جهوده عندما شعر بعضّة على أذنه.

بعد قول ذلك أمكنه أن يرى لمحة خجل صغيرة على وجه إيميليا تحت غطاء رأسها. أدى المشهد الجميل إلى تدفئة خدود سوبارو قبل أن يدرك حتى ما يحدث.

ضحكت على صرخة سوبارو الرائعة وأطلقت سراحه من أحضانها بارتياح. تراجع على عجل ووقع على مؤخرته.

“أثناء معركتك مع الوحوش الشيطانية، ركدت المانا في جسدك. حتى لو شفيت جراحك الجسدية، فإن علاج هذه الأمر أمر مختلف. بالتأكيد لاحظت هذا بنفسك، أليس كذلك؟ ”

” يا له من رد فعل لطيف. على أي حال … تدفق المانا داخل جسمك راكد بالفعل. إذا كان هناك وقت   لفعل شيء حيال ذلك، مياو “.

” اللعنة! أنا متحمس جداً! أنا أعيش حلم عوالم الخيال الآن! ”

“ما-ما-ماذا فعلتي؟!”

“-هاه؟”

” فحصت جسمك قليلاً ”

 

أغلقت عينيها اللامعة وهي تقضم إصبعها بشكل استفزازي. حتى مع العلم أنها   تضايقه، لا يزال سوبارو مضطرباً ولم يستطع أخذها على أنها مجرد مزحة.

“أوه، مساعدة لطيفة ريم! تعالي إلى هنا! ”

“أوه، لا تكن هكذا، مياو. أعتقد أن أحدا لم يخبرك بأي شيء، أليس كذلك؟ ”

“ستكونين بخير هنا بمفردكِ أيتها الأخت الكبيرة؟ ليس من السهل الاحتفاظ بقصر تعتنين به بمفردكِ “.

“ماذا تقصد؟ عما ذلك؟”

” يا له من رد فعل لطيف. على أي حال … تدفق المانا داخل جسمك راكد بالفعل. إذا كان هناك وقت   لفعل شيء حيال ذلك، مياو “.

“حول جسمك   وأشياء من هذا القبيل”

“أوه، هل هذا صحيح؟ – فقط لأنك تحب تقطيع الناس أكثر من التحدث إليهم، أليس كذلك؟ ”

 

“لا بأس. أرى أنك تعمل بجد، سوبارو ” لمست إيميليا شعرها الفضي بابتسامة ساحرة، وأنزلت غطاء رأسها الذي ترتديه من على رأسها “القرويون يبدون أكثر سعادة هذه الأيام، وكل الشكر لك، سوبارو.”

 

 

“شكرا لك. أنا آسفة لمغادرة القصر. يبدو أن لدينا ضيفًا؟ ”

 

“حسنًا، لا أعرف الكثير عن هذا العالم، لذلك ربما لن أكون ذا فائدة كبيرة على أي حال …”

ارتفع حاجبا سوبارو بينما بدت الفتاة وكأنها تهدف عمدًا حول معرفة التفاصيل. على الرغم من أنه وجد صعوبة في تجاهل تصرفاتها الغريبة، إلا أنه عليه ببساطة أن يستمر في الحديث “كما تعلمين سيكون من المفيد نوعًا ما إذا كان بإمكانك إخباري ما هي هذه الأشياء ”

“الأحزمة مناسبة عندما تميل العربة إلى الجانب. استخدمه كمنقذ للحياة.  سآخذه منك عندما تصل إلى مقعد السائق “.

“أوه، ماذا أفعل؟ هذا شيء مهم أيضًا … مياو ”

“- وقد أدركت كل ذلك منذ البداية. ماكر جداً ”

“دعينا نترك الأمر عند هذا الحد، فيريس ” وبخ ويلهيلم الفتاة بسبب إغاظتها المفرطة.

” فحصت جسمك قليلاً ”

عبست رداً على ذلك “أنت جاد جداً   جدي ويل. هذا ليس مسلياً”

“لأنك إذا أتيت ستفعل شيئًا مجنونًا. أنا أعرف أي نوع من الأوغاد المؤذين أنت … ”

“أنا ممتن للسير سوبارو على الشاي، وإلى جانب ذلك حان الوقت لنغادر ”

“ليس بالأمر المرهق. لقد أوضحت لهم كيفية القيام ببعض التمارين الصحية التي تساعد على تدفق الدم. لكني أشعر بالسوء لأنكِ تأتين معي كل صباح، يومًا بعد يوم “..

انحنى ويلهيلم وهو يتبادل ما بدا بطريقة ما وكأنه مزاح خفيف القلب مع الفتاة. كانت الفتاة لا تزال تنظر إليه نظرة حزينة، لكنها بدت وكأنها استعادت روح الدعابة عندما غمزت إلى سوبارو.

تسارع تنين الأرض وبدأت سرعته ترتفع فجأة. أصبح القصر بعيدًا في لحظات، وتقلص جسد رام بجانب البوابة الأمامية بسرعة. قبل أن يفقد سوبارو رؤيتها للحظة، أمسكت بحواف تنورتها وانحنت قليلاً. لقد كانت طريقة شبيهة بأسلوب الخادمة لتوديع شخص ما.

” يبدو أنك يمكن أنه سيكون من الممتع مضايقتك، لكننا لا نمتلك الوقت اليوم. إذا لم أعد إلى المنزل قريبًا، فستكون السيدة العزيزة كروش قلقة للغاية لأنها لن تنام الليلة “.

“لا بأس. أرى أنك تعمل بجد، سوبارو ” لمست إيميليا شعرها الفضي بابتسامة ساحرة، وأنزلت غطاء رأسها الذي ترتديه من على رأسها “القرويون يبدون أكثر سعادة هذه الأيام، وكل الشكر لك، سوبارو.”

“لا أريد أن أتجاهل الجزء الأول، لكن من هي السيدة كروش؟”

لوح لها سوبارو بابتسامة صغيرة في مقابلة سلوكها المعتاد. ردا على ذلك   لوحت له الفتاة ذات الوجه الشاحب وكأنها تدفعه بعيداً. عادت إلى الداخل بعد لحظة، بعد أن أوفت بواجبها لتوديعه بأقل جهد.

“اسم من الأفضل أن تتذكره – إنها السيدة التي ستحكم هذا البلد يومًا ما ”

“إذن لماذا تأخرت؟ كان كل شيء مرتباً وقت الإفطار “.

في الجملة الأخيرة، اختفى سلوكها الخالي من الهموم، وحل محله الجدية المطلقة.

يبدو أن وقت المزاح الودي قد ولى ؛ حان الوقت لبدء العرض.

أعاد ويلهيلم فنجان الشاي الفارغ إليه.

” لا تتحرك. حان الوقت لإجراء فحص بسيط “.

” كان شايًا جيدًا. حسنًا سيد سوبارو، أتمنى لك دوام الصحة “.

 

قفز ويلهيلم بخفة إلى مقعد العربة وأمسك بـ لجام تنين الأرض.

غسل روزوال يديه من الموقف وابتسم. من ناحية أخرى وقفت رام بصمت تتعامل مع الصدمة عندما اكتشفت الأمر المفاجئ، وبالكاد استمعت إلى إيميليا.

“حسنًا، آسف لعدم وجود مقدمات ولكننا مشغولين حقًا. نراك في وقت لاحق!”

“أعرف أن جسدي في حالة سيئة، لكن كيف يكون ذلك مرتبطاً بالعاصمة الملكية؟ ”

“مهلا انتظري! هناك الكثير من الأشياء التي ما زلت أرغب في أن أعرفها – ”

عندما عاد إلى الوراء، كانت إيميليا تنظر إليه وهي تنحني من مقعد ركاب عربة التنين.

“يجب أن تناقش هذا مع السيدة إيميليا. إذا سمح القدر سنلتقي مرة أخرى في العاصمة الملكية. وداعاً، مياو! ”

“إيميليا تان هادئة للغاية!”

لم تقل الفتاة شيء وابتسامتها آخر ما رآه عندما دخلت عربة التنين. أدرك سوبارو بشكل غريزي أن خصمه ألقى به في حالة من عدم التوازن تمامًا، وأدرك أنها عدوه اللدود.

“حسنًا، لا أريد أن أطلب منك القيام بذلك … إذا فتحت الباب أثناء تحركنا فلن يبطئنا ذلك، أليس كذلك؟”

بينما سوبارو يكبت إحباطاته، قام ويلهيلم بفض الأمور بعبارة وجيزة “وداعاً”.

وجدت إيميليا صعوبة في دفعه بسهولة، لذا قاطعتها ريم   “إنهم بالفعل في غرفة الاستقبال. لا يوجد مكان هناك للخدم الآخرين. فهمت؟”

نهق تنين الأرض بينما تحركت عجلات العربة الثقيلة.   داس الأرض عدة مرات قبل اتخاذ خطوة قوية، وتسارع بسرعة في اللحظة التالية. أمام عيون سوبارو، انطلق تنين الأرض بسرعة على الطريق، مما تسبب في سحابة كبيرة من الغبار أثناء ابتعاده.

“روزوال، انتظري…! هذا … ”

سوبارو الذي تُرك، لم يكن لديه سوى رائحة الشاي غالي الثمن.

خرجت الخادمة ذات الشعر الأزرق المألوفة من القصر مع فتاة غير مألوفة. استنادًا إلى سلوك ويلهيلم ومحادثتهما السابقة، يجب أن تكون هذه المبعوثة مهمة للغاية.

 

” يا له من رد فعل لطيف. على أي حال … تدفق المانا داخل جسمك راكد بالفعل. إذا كان هناك وقت   لفعل شيء حيال ذلك، مياو “.

4

وجدت إيميليا صعوبة في دفعه بسهولة، لذا قاطعتها ريم   “إنهم بالفعل في غرفة الاستقبال. لا يوجد مكان هناك للخدم الآخرين. فهمت؟”

 

“حسنًا، حسنًا، حسنًا، هذا يكفي يا ريم.”

“وهل قمت بواجباتكِ كمبعوثة؟”

قام روزوال بتعديل ردائه ورفع إصبعه وهو يعتذر. بجانبه سارعت رام للتأكد من أن شعرها وملابسها في حالة جيدة، وبصورة واضحة في حالة معنوية عالية.

” بالطبع. لن أفشل أبدًا في فعل أي شيء تطلبه مني السيدة كروش. أوه، جدي ويل، أنت قلق للغاية! ”

“سوبارو؟ ما هذا؟”

تحدث الخادم والمبعوثة بينما ابتعد تنين الأرض عن قصر روزوال.

“هذه الرائحة … لا يمكن أن تكون! أوراق شاي رام العزيزة؟! باروسو قادر حقًا على أي شيء …! ”

جلس ويلهيلم على مقعد السائق   يقود تنين الأرض دون عناء. وخلفه قامت الفتاة ذات الشعر القصير بإخراج رأسها من نافذة العربة التي يجرها التنين.

الغريب هو أنه لم تكن هناك عاطفة في   صوتها العالي، واستُبدلت بنبرة هادئة. لقد كان وضع الترحيب بالضيف، شيء لم يره سوبارو في القصر مؤخرًا –   أظهرت ابتسامتها لسوبارو على وجه الخصوص.

كان هناك عدد قليل من الأماكن الأكثر ملاءمة لإجراء محادثة خاصة ولكن تحدثت هنا “لكن يجب أن أقول جدي ويل، لم أتوقع منك التحدث إلى ذلك الصبي أثناء انتظارك. أنت لا تحب التحدث إلى الناس، أليس كذلك؟ ”

“…”

“هذا مجرد سوء فهم.”

عندما عاد إلى الوراء، كانت إيميليا تنظر إليه وهي تنحني من مقعد ركاب عربة التنين.

“أوه، هل هذا صحيح؟ – فقط لأنك تحب تقطيع الناس أكثر من التحدث إليهم، أليس كذلك؟ ”

“دعينا نترك الأمر عند هذا الحد، فيريس ” وبخ ويلهيلم الفتاة بسبب إغاظتها المفرطة.

“… هذا سوء فهم أسوأ.”

“لا بأس. أرى أنك تعمل بجد، سوبارو ” لمست إيميليا شعرها الفضي بابتسامة ساحرة، وأنزلت غطاء رأسها الذي ترتديه من على رأسها “القرويون يبدون أكثر سعادة هذه الأيام، وكل الشكر لك، سوبارو.”

كانت تضايقه فقط، لكن ويلهيلم لم يقدم أي تفاصيل. ضغطت الفتاة على شفتيها   مستاءة من رد الفعل الصخري على استفزازاتها.

“شيش. لا تقلق بشأن أشياء صغيرة سخيفة من هذا القبيل “.

“لا تحبه، هاه… إذا لماذا كان الاستماع إلى ذلك الفتى أكثر متعة من عزيزتك فيريس؟ لم يكن يبدو مميزًا، لكنك أحببته كثيرًا، مواء؟ هل تعتقد أنه قوي جدًا لدرجة أنه يخفي قدراته؟ ”

“أفهم.”

“ليس كذلك. إنه هاوٍ – شبل بلا قوة. كما أنه ليس لديه أي موهبة جديرة بالذكر. أنا متأكد من أنه عادي للغاية “.

“روزوال؟!”

“فلماذا إذن، جدي ويل؟ قلت إنك كرهت الجميع “كل ما قالته الفتاة قالته في أسوأ صورة ممكنة.

كانت هذه الرحلة إلى العاصمة الملكية لإيميليا، المرشحة للاختيار الملكي، وروزوال راعي لها.  ذهب سوبارو لأسباب طبية، مع ريم كخادمة وروزوال. بلغ مجموع المجموعة أربعة أشخاص. ترك ذلك رام وبياتريس، اللذان يفترض أنهما سيظلان   في القصر.

رداً على ذلك رفع ويلهيلم يده بهدوء وأشار إلى وجهه “إنها عيناه ”

أستمع للأصوات الضبابية وهو يمسح العرق عن جبينه. رفع سوبارو يديه عالياً وتحدث بعبارته المعتادة. تبع ذلك صراخ، منهي تمرين صباح آخر.

“-عيناه؟”

“الأحزمة مناسبة عندما تميل العربة إلى الجانب. استخدمه كمنقذ للحياة.  سآخذه منك عندما تصل إلى مقعد السائق “.

خفضت الفتاة رأسها وهي تستفسر. رفع ويلهيلم نظرته ببساطة   وفكر مرة أخرى.

“لم أكن في حالة حب في البداية، ضع في اعتبارك … أيضًا، أعتقد أن تقييمك بعيد قليلاً ” وضعت إيميليا إصبعًا على شفتيها، وأمالت رأسها قليلاً بنظرة متضاربة في عينيها. من جانبها، أصبح سوبارو منزعجًا قليلاً من تجاهلها له.

“أثارت عيون الفتى اهتمامي قليلاً. قالوا إنه تجاوز حدود الموت. يقترب الكثيرون من الخط، ويتوقفون، ويتراجعون، لكن … “خفض ويلهيلم جفنيه عندما بدأ يفكر بعمق بينما خفت صوته “صاحب تلك العيون مر بالموت مرة واحدة، لا … عدة مرات   وعاد. أنا لا أعرف أي كائن من هذا القبيل. ربما الفضول دفعني للحديث معه “.

“سوبارو لطيف عندما يكون هكذا. ألا تعتقدين ذلك يا سيدة إيميليا؟ ”

لكن الفتاة رفضت بلا مبالاة تعبير ويلهيلم عن الدهشة “مواء، هذا لا معنى له …”

“نعم نعم. أعتقد أن لديك عادة سيئة للغاية تتمثل في إخفاء الأشياء، كما هو الحال الآن “.

هذه المرة أجاب ويلهيلم بابتسامة متوترة.

“هاه؟! عند التفكير في الأمر، لم يعجبني، لا شيء أعجبني! ”

تابعت الفتاة قائلة: “لكن إذا كان هذا صحيحًا   أيها الجد ويل، فلن يكون طريق هذا الصبي سهلاً “

“هذه الرائحة … لا يمكن أن تكون! أوراق شاي رام العزيزة؟! باروسو قادر حقًا على أي شيء …! ”

ضيّقت الفتاة عينيها عندما نظرت نحو الظهر العريض الجالس على مقعد السائق.

عندما شرد ذهن سوبارو، التفتت الفتاة إلى ويلهيلم وهو يحييها.

“اهتمام شيطان السيف، ويلهيلم فان أستريا بك أمر مؤسف مثل رغبة ساحرة بك ”

قصد سوبارو تسليط الضوء على بعض الأشياء، لكن الرد الصارم تركه دون رد. بدا أن خدود ويلهيلم تتراخى مرة أخرى.

 

انطلاقا من مدى سرعة ترك الأشجار عبر النافذة وتجربته مع السيارات في عالمه، فقد خمّن أنهم يتقدمون بسرعة ما يقرب من ستين ميلاً في الساعة. ومع ذلك شعر بأن الاهتزازات أخف بكثير مما قد يتوقعه المرء، على قدم المساواة مع سيارة السيدان النموذجية.

5

تردد سوبارو للحظة قبل أن يمسك بيدها وتركته عندما دخل العربة.

 

“-عيناه؟”

“أنتِ ذاهبة إلى العاصمة الملكية، أليس كذلك؟ حسنًا، أنا ذاهب أيضًا! ”

“أثارت عيون الفتى اهتمامي قليلاً. قالوا إنه تجاوز حدود الموت. يقترب الكثيرون من الخط، ويتوقفون، ويتراجعون، لكن … “خفض ويلهيلم جفنيه عندما بدأ يفكر بعمق بينما خفت صوته “صاحب تلك العيون مر بالموت مرة واحدة، لا … عدة مرات   وعاد. أنا لا أعرف أي كائن من هذا القبيل. ربما الفضول دفعني للحديث معه “.

مع عودة الضيف إلى المنزل، كان بإمكان أولئك الموجودين في غرفة الاستقبال أن يتنفسوا – تحطم الجو تمامًا بجملة واحدة خرجت من فم سوبارو.

“ليس بالأمر المرهق. لقد أوضحت لهم كيفية القيام ببعض التمارين الصحية التي تساعد على تدفق الدم. لكني أشعر بالسوء لأنكِ تأتين معي كل صباح، يومًا بعد يوم “..

“أترى؟” لقيت ابتسامة روزوال ردود فعل مرهقة من إيميليا “أفترض أنني سأفعل …”

“لا، لقد قصدت فقط أن إيميليا تان مشغولة جدًا، لذا ربما سيؤدي رؤية المشهد خارج النافذة إلى التخلص من وحدتي؟”

أظهر سوبارو تعبيرًا كئيبًا عند استبعاده من التبادل، مما دفع إيميليا إلى التنهد “فقط لكي تعرف، لن أذهب إلى هناك لألعب. هذا استدعاء مهم … مهم جدًا “.

رفع سوبارو حاجبيه من الإضافة غير المتوقعة. لاحظ أن وجه ريم لا يزال مستريحًا على كتفه، متوترة قليلاً. أظهرت إيميليا تعبيرًا مؤلمًا أيضًا.

“إنه مرتبط بالاختيار الملكي، أليس كذلك؟ أعلم، أعلم، أنه أمر مهم بما يكفي لزعزعة المملكة بأكملها وكل شيء، لكني أتوسل إليك، خذيني معكِ “ركع سوبارو على السجادة وضم يديه معًا لمناشدة يائسة.

“ماذا تقصد؟ عما ذلك؟”

بدت إيميليا متضاربة وهي تستطلع ردود أفعال الآخرين في الغرفة. لكن-

تساءل عما إذا كان أنانياً أنه لا يزال يريد أن يكون جزءًا من هذا.

“آه، يجب أن أقول إنك تفعل ما تريد.”

لم تقل الفتاة شيء وابتسامتها آخر ما رآه عندما دخلت عربة التنين. أدرك سوبارو بشكل غريزي أن خصمه ألقى به في حالة من عدم التوازن تمامًا، وأدرك أنها عدوه اللدود.

“هذه الرائحة … لا يمكن أن تكون! أوراق شاي رام العزيزة؟! باروسو قادر حقًا على أي شيء …! ”

 

غسل روزوال يديه من الموقف وابتسم. من ناحية أخرى وقفت رام بصمت تتعامل مع الصدمة عندما اكتشفت الأمر المفاجئ، وبالكاد استمعت إلى إيميليا.

روزوال، الذي قال هذا عن قصد تظاهر باللامبالاة في مواجهة سخط إيميليا.

وقالت ريم “اصطحابه معك يبدو مناسباً، أليس كذلك؟ يبدو أن سوبارو لديه معارف في العاصمة الملكية. يجب أن يزورهم حتى يطمئنوا“. حتى وقت قريب، كان من الممكن الاعتماد على ريم لتقديم أكثر الآراء منطقية، لكنها الآن في صف سوبارو بقوة.

خلال التبادل، رأى أخيرًا الأشخاص الذين ينتظرهم. روزوال ورام يخرجون من القصر.

“أوه، مساعدة لطيفة ريم! تعالي إلى هنا! ”

“إذا كان هذا مربوطاً بجدار العربة … فهو يشبه حزام الأمان نوعًا ما؟”

“نعم!”

“أوه لا، لقد كانت ضربة حظ”

ردت على نداء سوبارو بابتسامة تشبه الزهرة، جلست ريم بجانبه وخفضت رأسها. بدأ سوبارو في تمشيط شعرها بيده بوضوح، مع التأكد من أنه لن يفسد الأمر. ساعدت متعة ريم الواضحة إيميليا على إدراك أنه ليس لديها حلفاء في هذه الحجة.

 

“في المقام الأول، ماذا تنوي أن تفعل بالمجيء، سوبارو؟ سيكون هناك اجتماع مهم حقًا حول الاختيار الملكي، لذلك لن أتعامل معك على الإطلاق. علاوة على ذلك   يختلف هذا الاجتماع عن جميع الاجتماعات السابقة … ”

“أنا سعيد وقلق، لكن الأمر ليس كذلك. ولست متأكدًا من سبب إعطائي باك لدوار الحركة. هل من المفترض أن أستخدمه كحقيبة للطوارئ؟ ”

“هذا سبب إضافي للذهاب. سأبكي إذا لم أشارك على الإطلاق في اللحظة الحرجة التي قد تجعل إيميليا تان ملكة، حتى لو كان الأمر بعيداً “.

“يجب أن أقول، توافقك مع القرويين مذهل سوبارو. ربما تكون أكثر شهرة من رام وريم الآن “.

“لهذا السبب لا يمكنني إحضارك. إذا ذهبت معي، فستحاول بشدة مرة أخرى بالتأكيد. لا أريد أن أجعلك تفعل شيئًا كهذا. فهمت؟”

“آه، لا، لا تقلق بشأن ذلك. في الواقع أشعر بأنني محظوظ لأنني قريب   جدًا منه “.

“أنت من لا تفهمين إيميليا. إذا كانت المحاولة الجادة يمكن أن تساعدك، فأنا أريد أن أبذل قصارى جهدي، تفهمين ذلك، صحيح؟ ”

2

“أنا لا…”

أخيرًا ألتوى وجه سوبارو بابتسامة شريرة بينما   يفكر في شيء ويفرقع أصابعه.

أمام الحيرة في عيني إيميليا وهي تتذمر، ساد صمت محرج في غرفة الاستقبال. روزوال هو الذي حطم المزاج السيئ بصفقة يديه.

“- أنا آسف بشدة على إهاناتي المتكررة. قد يكون سؤلاً لا ترغب في الإجابة عليه ” اعتذر الرجل ردًا على صمت سوبارو وأخذ رشفة من كوب الشاي الأسود.

“نعم، هذا يكفي. يبدو أن هذه المحادثة لن تحقق أي تقدم، لذا دعونا نختتم الأمور. لقد قررت أن سوبارو يجب أن يرافقنا إلى العاصمة. هذه هي مساعدتي له بصفتي الراعي “.

كما أشار ويلهيلم، لا يزال يعاني من آثار ما بعد إصابته الجسدية، مثل شعوره بثقل أطرافه أكثر مما ينبغي. عبس سوبارو لأنه تم اكتشاف أمره بسهولة، لكنه لم يستطع تجاهل التماس إيميليا.

“روزوال؟!”

“بما أنني لا أعرف مكانتك داخل هذا القصر، لا يمكنني أن أحرك فمي بلا مبالاة. أتمنى ان تتفهم ذلك”

تغاضى روزوال   تمامًا عن تردد إيميليا. كما أوضحت الصدمة نفسها على وجهها، رفع سوبارو إبهامًا بالموافقة.

في البداية بدت ريم قلقة من اقتراح سوبارو، لكن سرعان ما بدت وكأنها لا تستطيع الانتظار.

“نعم! لقد قلتها يا روز-تشي! ”

انطلاقا من مدى سرعة ترك الأشجار عبر النافذة وتجربته مع السيارات في عالمه، فقد خمّن أنهم يتقدمون بسرعة ما يقرب من ستين ميلاً في الساعة. ومع ذلك شعر بأن الاهتزازات أخف بكثير مما قد يتوقعه المرء، على قدم المساواة مع سيارة السيدان النموذجية.

“ومع ذلك   سوبارو ذاهب إلى العاصمة لأسباب طبية. جميع الأمور المتعلقة بالاختيار الملكي منفصلة عنك.  فهمت؟”

“حسنًا، دعنا نتظاهر بأنني لم أسأل. ستبقى رام حقًا هنا؟ ”

“هاه؟ أسباب طبية؟”

“نعم. سوبارو، يرجى العودة إلى غرفتك ”

رفع سوبارو حاجبيه من الإضافة غير المتوقعة. لاحظ أن وجه ريم لا يزال مستريحًا على كتفه، متوترة قليلاً. أظهرت إيميليا تعبيرًا مؤلمًا أيضًا.

تفاجأ روزوال: “لأن النعمة ليست مطلقة. لا يمكن إعادة تنشيط رياح تنين الأرض   بمجرد توقفه لفترة وجيزة. هل نتوقف لتناول وجبة؟ ”

“أثناء معركتك مع الوحوش الشيطانية، ركدت المانا في جسدك. حتى لو شفيت جراحك الجسدية، فإن علاج هذه الأمر أمر مختلف. بالتأكيد لاحظت هذا بنفسك، أليس كذلك؟ ”

تشدد تعبير ويلهيلم للحظة وجيزة ثم خف وهو يتجاهل بأدب الطلب الوقح. إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فسيُغضب سوبارو   رام.

“… فقط لأنك تقولين إنني في حالة سيئة بسبب شيء غير مرئي لا يعني -”

التقت عيناه بعيون شخص يراقبهما سراً من القصر   وفتحت نافذة صغيرة فقط ثم أغلقتها. لجزء من الثانية قابلت عيون الفتاة التي ترتدي فستان عيني سوبارو، لذا أعادت فتح النافذة على الفور حتى يتمكن من رؤيتها بشكل أفضل.

قاطعت إيميليا “سوبارو. المانا هي شريان الحياة لكل كائن حي. عندما يركد هذا التدفق، فإنه يؤخر نقل جوهر الحياة … من فضلك   لا تحاول إخفاء الأمر”.

شعر بخيبة أمل لأنه لم يتم تضمينه في مثل هذه القضية المهمة “لقد تُركت هنا – حرفيًا ومجازياً”

كما أشار ويلهيلم، لا يزال يعاني من آثار ما بعد إصابته الجسدية، مثل شعوره بثقل أطرافه أكثر مما ينبغي. عبس سوبارو لأنه تم اكتشاف أمره بسهولة، لكنه لم يستطع تجاهل التماس إيميليا.

قام سوبارو بإخراج رأسه من النافذة لتوديع رام مرة أخيرة “حسنًا، نحن ذاهبون! أعتي بنفسك رام! ”

“أعرف أن جسدي في حالة سيئة، لكن كيف يكون ذلك مرتبطاً بالعاصمة الملكية؟ ”

كانت تضايقه فقط، لكن ويلهيلم لم يقدم أي تفاصيل. ضغطت الفتاة على شفتيها   مستاءة من رد الفعل الصخري على استفزازاتها.

أجابت ريم: “لأنك بحاجة إلى معالج عالي الجودة لمعالجتك. سوبارو، هل قابلت المبعوثة؟ ”

أومأت ريم رداً على ذلك وبدأت إيميليا تصعد الدرج. سار سوبارو بجانبها   وانضم إلى المحادثة وكأنه شيء طبيعي.

“تقصدين الفتاة ذات آذان القطة؟ لأكون صادقًا، ليست من النوع التي أريد أن أصطدم بها مرة أخرى، حقًا “.

زينت شعرها بشريط أبيض، وجعل التألق في عينيها الواسعتين تبدو مثل قطة رائعة. في الواقع على رأسها …

“هذه المبعوثة مستخدمة بارعة بشكل خاص لسحر المياه، حتى تحت معايير العاصمة. بهذه المهارة لا شك في أنه من الممكن استعادة صحتك. نظرًا لأنها مراوغة قليلاً، فقد مرت السيدة إيميليا ببعض المتاعب للتفاوض من أجل التعاون … ”

لقد مر شهر تقريبًا منذ أن تم استدعاء سوبارو إلى عالم آخر. خلال ذلك الوقت، أخذ سوبارو على عاتقه تغيير مصائر الأشخاص الذين شارك معهم. كانت إيميليا الأولى، لكن علاقته مع الناس في القصر والقرية دليل على أنه فعل بعض الخير.

“روزوال، انتظري…! هذا … ”

“انظري، أعلم أنكِ تخفين امتنانك لأنكِ محرجة، لكن ليس عليكِ أن تقولي الأمر على هذا النحو!” ابتسم سوبارو بسخرية وهو يعقد ذراعيه “يبدو أنني سأذهب إلى العاصمة الملكية. لماذا تتصرفين وكأنك لا تريدين مني الذهاب؟ ”

روزوال، الذي قال هذا عن قصد تظاهر باللامبالاة في مواجهة سخط إيميليا.

“أعني، إنه خطأي جزئيًا أنك لم تُشفى بالكامل، سوبارو. لقد انتهى بك الأمر في القصر لأنك قمت بحمايتي … وكان يجب أن أفعل شيئًا حيال الوحوش الشيطانية، لكنك فعلت ذلك في مكاني. إذن هذا هو رد الجميل لك، أو تعويضك عن خسارتك، ولكنك تريد النظر إلى … ”

“… إيميليا تان، بجدية؟ من أجل مصلحتي؟”

“بيكو لم تأت لتوديعنا، على الرغم من … يا لها من لولي باردة ”

احمر وجه إيميليا خجلًا وهي تقدم قائمة من الإعذار.

“… إذن أنت تقول إنني لا أستطيع حتى معرفة تلميحٍ بسيط؟”

“أعني، إنه خطأي جزئيًا أنك لم تُشفى بالكامل، سوبارو. لقد انتهى بك الأمر في القصر لأنك قمت بحمايتي … وكان يجب أن أفعل شيئًا حيال الوحوش الشيطانية، لكنك فعلت ذلك في مكاني. إذن هذا هو رد الجميل لك، أو تعويضك عن خسارتك، ولكنك تريد النظر إلى … ”

جلس ويلهيلم على مقعد السائق   يقود تنين الأرض دون عناء. وخلفه قامت الفتاة ذات الشعر القصير بإخراج رأسها من نافذة العربة التي يجرها التنين.

“انظري، أعلم أنكِ تخفين امتنانك لأنكِ محرجة، لكن ليس عليكِ أن تقولي الأمر على هذا النحو!” ابتسم سوبارو بسخرية وهو يعقد ذراعيه “يبدو أنني سأذهب إلى العاصمة الملكية. لماذا تتصرفين وكأنك لا تريدين مني الذهاب؟ ”

تشدد تعبير ويلهيلم للحظة وجيزة ثم خف وهو يتجاهل بأدب الطلب الوقح. إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فسيُغضب سوبارو   رام.

“لأنك إذا أتيت ستفعل شيئًا مجنونًا. أنا أعرف أي نوع من الأوغاد المؤذين أنت … ”

“آه، لا، لا تقلق بشأن ذلك. في الواقع أشعر بأنني محظوظ لأنني قريب   جدًا منه “.

“لا أحد يقول الوغد المؤذي بعد الآن …”

“……”

تمتم سوبارو وهو يضغط بيده على رقبته.  أخرجت إيميليا لسانها في وجهه وانتهى الاجتماع.

“ماذا كان هذا؟ كنت تتحرك مثل لعبة مكسورة. أنت دائمًا هكذا ”

“حسناً إذن، حُسِم الأمر. سيرافقك سوبارو في رحلتك إلى العاصمة الملكية. ستتطلب الاستعدادات حوالي يوم واحد، لذا يجب أن تكون المغادرة في الصباح بعد الغد – اتفقنا؟ ”

عندما اقترب الاثنان، وقف رجل من مقعد عربة التنين وأعلن “أنا، أنا… من فضلك انظر أدناه “.

قوبلت كلمات روزوال الحازمة بردود متنوعة من جميع المجتمعين في غرفة الاستقبال.

بدأ الآخرون في الصعود إلى العربة دون أن يدرك ذلك. سارع سوبارو بالصعود ووصل إلى إطار الباب. لكن الأصابع البيضاء مدت إليه قبل أن يتمكن من للمس الباب.

“أفهم.”

“إنه ضخم للغاية! وحراشفه صلبة للغاية! ووجهه مخيف جدا! ”

“لا اعتراض!”

“آه، يجب أن أقول إنك تفعل ما تريد.”

“- كما تأمر يا معلم روزوال.”

عبست رداً على ذلك “أنت جاد جداً   جدي ويل. هذا ليس مسلياً”

وهكذا تم وضع خطة الزيارة للعاصمة الملكية.

“ما هو الخطأ؟ آه، دوار الحركة، هاه؟ يحدث هذا كثيرًا للأشخاص الذين لم يعتادوا ركوب العربة. أفهم. سأقرضك باك، لذا … ”

 

 

6

ردت عليه إيميليا.

 

“نعم. سوبارو، يرجى العودة إلى غرفتك ”

– وبعد يومين، ارتجف سوبارو من الإعجاب أثناء وقوفه أمام بوابة القصر.

“لا، حتى في ذلك زوجتي لا مثيل لها.”

“هذا، هذا -!”

ضيّقت الفتاة عينيها عندما نظرت نحو الظهر العريض الجالس على مقعد السائق.

ابتسم سوبارو عندما رأى عربة ضخمة متوقفة أمامه.

عندما شرد ذهن سوبارو، التفتت الفتاة إلى ويلهيلم وهو يحييها.

بالطبع   كان تنين الأرض هو الذي سحب العربة، لكن هذا تفاخر بحجمه الهائل الذي جعل كل تنين أرض آخر رآه سوبارو يخجل.

وهكذا تم وضع خطة الزيارة للعاصمة الملكية.

“إنه ضخم للغاية! وحراشفه صلبة للغاية! ووجهه مخيف جدا! ”

كان الضغط العنيف والانعطاف غير المحظوظ قد شغلا بالفعل عقل سوبارو، لكن صوته انقطع وسط الريح العاتية عندما وصل صوت سلسلة عالية النبرة إلى أذنيه. أمامه مباشرة رأى ثعبانًا فضي اللون برأس كبير مستدير مسنن.

غضبت إيميليا   قليلاً في مواجهة بهجة سوبارو.

“إنه ضخم للغاية! وحراشفه صلبة للغاية! ووجهه مخيف جدا! ”

“إنه يشبه طفلاً صغيراً!”

بدت نظرته غريبة. ربما لم يشعر بأي عداء في تلك العيون اللطيفة.

حولت عينيها إلى ريم، واقفة إلى جانبها   بحثًا عن شخص يتفق معها.

خلال التبادل، رأى أخيرًا الأشخاص الذين ينتظرهم. روزوال ورام يخرجون من القصر.

لكن ريم حدقت في سوبارو المتحمس بإعجاب.

“انتظر لحظة سوبارو. – خذ هذا. الأمر ليس بهذه الخطورة، لذا لن أوقفك، لكن أمسك هذه “.

“سوبارو لطيف عندما يكون هكذا. ألا تعتقدين ذلك يا سيدة إيميليا؟ ”

“لذا فهم يعاملوني كشخص متعلم جيدًا … لكن إلى جانب التمارين الرياضية، لا أعرف أي شيء …”

“حسنًا، أعتقد أنه لطيف، لكن … مم … هذا سيئ بالنسبة له، أليس كذلك؟ ”

“همم؟”

زفرت إيميليا مرة أخرى.

“أنا أكثر فائدة لما هو أكثر من ذلك بقليل!” كان هذا وداعهم الأخرق في الصباح الباكر.

سوبارو الذي لم يأبه بآراء الفتيات، تقدم للمس تنين الأرض دون تفكير آخر وصرخ بصوت غريب.

“نعم، هذا يكفي. يبدو أن هذه المحادثة لن تحقق أي تقدم، لذا دعونا نختتم الأمور. لقد قررت أن سوبارو يجب أن يرافقنا إلى العاصمة. هذه هي مساعدتي له بصفتي الراعي “.

” اللعنة! أنا متحمس جداً! أنا أعيش حلم عوالم الخيال الآن! ”

” لا تتحرك. حان الوقت لإجراء فحص بسيط “.

وصل تسامح تنين الأرض إلى حدوده عندما فقد سوبارو نفسه في هذه اللحظة وتحولت لمساته إلى ضغط كبير. دفع ذيله سوبارو للطيران ودار حتى وقع على الأرض.

 

بعد عدة ثوان خرج سوبارو من وسط أوراق الشجر   وبصق الأوراق من فمه.

“آه، لا، لا تقلق بشأن ذلك. في الواقع أشعر بأنني محظوظ لأنني قريب   جدًا منه “.

“ما الذي حدث للتو؟”

أظهرت إيميليا ابتسامة ساحرة غافلة عن صدق كلماته. بمشاهدتها وهي تضع غطاء رأسها وتمشي بجانبه مرة أخرى، فكر سوبارو مرة أخرى أنه لن يجد فتاة أفضل من هذه.

“سوبارو، تنانين الأرض مخلوقات ذكية للغاية. حتى لو لم يتمكنوا من الحديث، يمكنهم التعبير عن أنفسهم بشكل جيد للغاية. لهذا السبب يجب على المرء أن يعاملهم بأقصى درجات الاحترام “.

“يجب أن أقول، توافقك مع القرويين مذهل سوبارو. ربما تكون أكثر شهرة من رام وريم الآن “.

“ألا يمكن أن تخبريني بذلك قبل قليل؟!”

“ومع ذلك – يبدو أن الوقت قد نفد”.

قام سوبارو بإزالة أوراق الشجر من على جسده ولاحظ تعبير تنين الأرض الضخم. ضاقت عينيه الصفراء وأطلق نفساً طويلاً كما لو يقول: هذا ما تحصل عليه عندما تلمسني…

“وأخيرًا، مُد ذراعيك عالياً إلى السماء للحصول على النهاية الموعودة – النصر! – النصر!”

خلال التبادل، رأى أخيرًا الأشخاص الذين ينتظرهم. روزوال ورام يخرجون من القصر.

“أثارت عيون الفتى اهتمامي قليلاً. قالوا إنه تجاوز حدود الموت. يقترب الكثيرون من الخط، ويتوقفون، ويتراجعون، لكن … “خفض ويلهيلم جفنيه عندما بدأ يفكر بعمق بينما خفت صوته “صاحب تلك العيون مر بالموت مرة واحدة، لا … عدة مرات   وعاد. أنا لا أعرف أي كائن من هذا القبيل. ربما الفضول دفعني للحديث معه “.

“مرحبا كيف حالكم؟ لقد تأخرت، صحيح؟ أنت الشخص الذي وضع المواعيد، روز تشي. الرجل الذي وضع المواعيد يجب أن يلتزم بها، ألا تعتقدين ذلك، ريم؟ ”

5

“أتفق! على الرغم من أنني الشخص الذي أيقظك اليوم عندما لم تستيقظ في الوقت المحدد، لم تـ. … يمكنك أن تمدحني   إذا أردت “.

“مرتبط بشخص قرسي … هذا إلى حد كبير هو الموقف الذي أنا فيه هنا.”

“حسنًا، حسنًا، حسنًا، هذا يكفي يا ريم.”

 

حث سوبارو ريم   على الصمت بعد الإضافة غير الضرورية. أكسبه ذلك نظرة حادة من إيميليا، لكنه تحملها قدر استطاعته وأعاد الموضوع إلى روزوال.

“… فقط لأنك تقولين إنني في حالة سيئة بسبب شيء غير مرئي لا يعني -”

“إذن لماذا تأخرت؟ كان كل شيء مرتباً وقت الإفطار “.

“حسنًا، لا أريد أن أطلب منك القيام بذلك … إذا فتحت الباب أثناء تحركنا فلن يبطئنا ذلك، أليس كذلك؟”

“آه، رائع جداً. كما ترين، مع بقاء رام في الخلف، لن أتمكن من رؤيتها لفترة، أليس كذلك؟ هذا هو السبب، أردت ببساطة أن أودعها   قبل مغادرتنا”.

قاطعت إيميليا “سوبارو. المانا هي شريان الحياة لكل كائن حي. عندما يركد هذا التدفق، فإنه يؤخر نقل جوهر الحياة … من فضلك   لا تحاول إخفاء الأمر”.

قام روزوال بتعديل ردائه ورفع إصبعه وهو يعتذر. بجانبه سارعت رام للتأكد من أن شعرها وملابسها في حالة جيدة، وبصورة واضحة في حالة معنوية عالية.

وجدت إيميليا صعوبة في دفعه بسهولة، لذا قاطعتها ريم   “إنهم بالفعل في غرفة الاستقبال. لا يوجد مكان هناك للخدم الآخرين. فهمت؟”

“حسنًا، دعنا نتظاهر بأنني لم أسأل. ستبقى رام حقًا هنا؟ ”

فجأة فاجأهُ تأثير خفيف من الجانب. سرعان ما وجد الجاني – كان تنين الأرض يحك أنفه على كتف سوبارو. نظر المخلوق الأسود   إلى سوبارو بعيون حادة.

“لا يمكن فعل شيء آخر. لا يمكننا ترك القصر دون رقابة، الآنسة بياتريس هنا، لذا يجب أن تعتني بها. إنه أمر مزعج “.

“لكن إيميليا …”

“تفعل ما تعتقده حقًا في النهاية، هاه. أوه حسنًا، سيكون الأمر صعبًا إذا لم تكن رام هنا لتعتني بها “.

“آه، يجب أن أقول إنك تفعل ما تريد.”

“قد أشير إلى أنه إذا سمعت الآنسة بياتريس ذلك، فقد تقطعك إلى قطع صغيرة هذه المرة.”

“ما هو الخطأ؟ آه، دوار الحركة، هاه؟ يحدث هذا كثيرًا للأشخاص الذين لم يعتادوا ركوب العربة. أفهم. سأقرضك باك، لذا … ”

كانت هذه الرحلة إلى العاصمة الملكية لإيميليا، المرشحة للاختيار الملكي، وروزوال راعي لها.  ذهب سوبارو لأسباب طبية، مع ريم كخادمة وروزوال. بلغ مجموع المجموعة أربعة أشخاص. ترك ذلك رام وبياتريس، اللذان يفترض أنهما سيظلان   في القصر.

” هل ريم بخير بوجودها في الخارج ونحن نتقدم بهذه السرعة؟ ليس الأمر كما لو أنني قلق من سقوطها … لكن ألن يكون شعرها وملابسها في حالة من الفوضى بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى العاصمة الملكية؟ ”

“ستكونين بخير هنا بمفردكِ أيتها الأخت الكبيرة؟ ليس من السهل الاحتفاظ بقصر تعتنين به بمفردكِ “.

بعد أن رآهم السائق، وصل الاثنان إلى بهو القصر واستقبلتهما فتاة في زي خادمة – ريم.

“أنت لا تفهم باروسو. يمكن للناس أن يعيشوا ثلاثة أو أربعة أيام بدون طعام بعد كل شيء “.

“لا … عذرًا   سوبارو، هذا اجتماع مهم، لذا …”

“ليس لديك خطط لتناول طعامك، هاه ؟!”

5

بعد أن رد على تصريح رام المليء بالحيوية والتحدي، أمسكت طوقه فجأة وسحبته جانبًا. اشتعلت أنفاس سوبارو عندما اقترب وجهها النقي منه.

مع عودة الضيف إلى المنزل، كان بإمكان أولئك الموجودين في غرفة الاستقبال أن يتنفسوا – تحطم الجو تمامًا بجملة واحدة خرجت من فم سوبارو.

“لا تفعل أي شيء من شأنه أن يضر بـ ريم، تفهم باروسو؟”

“أثناء معركتك مع الوحوش الشيطانية، ركدت المانا في جسدك. حتى لو شفيت جراحك الجسدية، فإن علاج هذه الأمر أمر مختلف. بالتأكيد لاحظت هذا بنفسك، أليس كذلك؟ ”

قامت رام بدفعه في صدره   مما أدى إلى خروج همهمة عندما غادرت. بحلول الوقت الذي ذهبت فيه ونظر سوبارو إلى عربة التنين، كانت ريم على وشك الانتهاء من تحميل الأمتعة.

لكن ريم حدقت في سوبارو المتحمس بإعجاب.

يبدو أن وقت المزاح الودي قد ولى ؛ حان الوقت لبدء العرض.

أومأ سوبارو المذهول برأسه بقوة. جعل رد فعله إيميليا تبتسم ببهجة.

“بيكو لم تأت لتوديعنا، على الرغم من … يا لها من لولي باردة ”

“سوبارو؟ ما هذا؟”

حدق سوبارو في المدخل البعيد للقصر   وشتم الفتاة الغائبة.

“لا أحد يقول الوغد المؤذي بعد الآن …”

بالطبع توقع الكثير، مما دفعه إلى مضايقة بياتريس بلا رحمة في اليوم السابق حتى يتمكن من المغادرة دون أي ندم. ومع ذلك   بدون وجودها لتقول وداعًا، كانت مغادرتهم ناقصة بعض الشيء. لكن-

“أفترض أنني لا أستطيع أن أطلق على نفسي مجرد سائق، إذن … كما توقعت، أنا بالفعل مرتبط بالاختيار الملكي – أو مرتبط بشخص قريب”

“-أوه.”

أعاد ويلهيلم فنجان الشاي الفارغ إليه.

التقت عيناه بعيون شخص يراقبهما سراً من القصر   وفتحت نافذة صغيرة فقط ثم أغلقتها. لجزء من الثانية قابلت عيون الفتاة التي ترتدي فستان عيني سوبارو، لذا أعادت فتح النافذة على الفور حتى يتمكن من رؤيتها بشكل أفضل.

ضحك روزوال عندما استدار سوبارو في هذا الاتجاه وذاك، وأصدر المقعد تحته صريرًا.

لوح لها سوبارو بابتسامة صغيرة في مقابلة سلوكها المعتاد. ردا على ذلك   لوحت له الفتاة ذات الوجه الشاحب وكأنها تدفعه بعيداً. عادت إلى الداخل بعد لحظة، بعد أن أوفت بواجبها لتوديعه بأقل جهد.

“بما أنني لا أعرف مكانتك داخل هذا القصر، لا يمكنني أن أحرك فمي بلا مبالاة. أتمنى ان تتفهم ذلك”

عندما عاد إلى الوراء، كانت إيميليا تنظر إليه وهي تنحني من مقعد ركاب عربة التنين.

“ما الذي حدث للتو؟”

“سوبارو؟ ما هذا؟”

“إيه، هذه المرة لم يكن عن قصد … وإلى جانب ذلك، أنتِ أكثر ظلمًا بمئة مرة. بغض النظر عن مقدار معاناتي، فأنا أقع في حبكِ مرة أخرى … ”

بدأ الآخرون في الصعود إلى العربة دون أن يدرك ذلك. سارع سوبارو بالصعود ووصل إلى إطار الباب. لكن الأصابع البيضاء مدت إليه قبل أن يتمكن من للمس الباب.

“أوه، ماذا أفعل؟ هذا شيء مهم أيضًا … مياو ”

“تعال ”

 

تردد سوبارو للحظة قبل أن يمسك بيدها وتركته عندما دخل العربة.

كما أشار ويلهيلم، لا يزال يعاني من آثار ما بعد إصابته الجسدية، مثل شعوره بثقل أطرافه أكثر مما ينبغي. عبس سوبارو لأنه تم اكتشاف أمره بسهولة، لكنه لم يستطع تجاهل التماس إيميليا.

الآن بعد أن صعد سوبارو، أومأت ريم من مكانها على مقعد السائق باتجاه رام التي تقف بمفردها أمام بوابة القصر.

“لكن إيميليا …”

أمسكت اللجام وبدأ تنين الأرض يتقدم بلطف وسحب العربة.

“ماذا!!!”

قام سوبارو بإخراج رأسه من النافذة لتوديع رام مرة أخيرة “حسنًا، نحن ذاهبون! أعتي بنفسك رام! ”

” اللعنة! أنا متحمس جداً! أنا أعيش حلم عوالم الخيال الآن! ”

“على الأقل حاول تفادي الضربات إذا حدث شيء ما، باروسو.  أنا أعترف أن لديك موهبة في ذلك “.

“هذا سبب إضافي للذهاب. سأبكي إذا لم أشارك على الإطلاق في اللحظة الحرجة التي قد تجعل إيميليا تان ملكة، حتى لو كان الأمر بعيداً “.

“أنا أكثر فائدة لما هو أكثر من ذلك بقليل!” كان هذا وداعهم الأخرق في الصباح الباكر.

“أنا أشك في ذلك. إذا كان بإمكانك معرفة أنها   إيميليا تان من تحت غطاء رأسها، فأنا لا أعتقد أن عذر (أنا مجرد سائق) سيعمل بشكل جيد “.

تسارع تنين الأرض وبدأت سرعته ترتفع فجأة. أصبح القصر بعيدًا في لحظات، وتقلص جسد رام بجانب البوابة الأمامية بسرعة. قبل أن يفقد سوبارو رؤيتها للحظة، أمسكت بحواف تنورتها وانحنت قليلاً. لقد كانت طريقة شبيهة بأسلوب الخادمة لتوديع شخص ما.

“لا، حتى في ذلك زوجتي لا مثيل لها.”

“… أعتقد أن هذه الصورة مثالية لكيفية قيام الخادمة اللطيفة بتولي دورها، هاه …؟”

“على الأقل حاول تفادي الضربات إذا حدث شيء ما، باروسو.  أنا أعترف أن لديك موهبة في ذلك “.

عندما ابتعدوا لم يعد بإمكان سوبارو رؤية رام على الإطلاق، وجلس أخيرًا على مقعده في العربة. شعر أخيرًا بالراحة الكافية لبدء الاستمتاع براحة ركوب عربة التنين. يتمتع المقعد بشعور من الدرجة العالية مناسب للتصميم الباهظ الثمن للعربة، مما يجعل الثبات مدهش نظرًا لأن الطريق لم يكن جيدًا بشكل خاص.

– لم يشعر سوبارو بمثل هذا الألم من قبل في إبقاء صديقه الداخلي تحت السيطرة.

انطلاقا من مدى سرعة ترك الأشجار عبر النافذة وتجربته مع السيارات في عالمه، فقد خمّن أنهم يتقدمون بسرعة ما يقرب من ستين ميلاً في الساعة. ومع ذلك شعر بأن الاهتزازات أخف بكثير مما قد يتوقعه المرء، على قدم المساواة مع سيارة السيدان النموذجية.

“لم أكن في حالة حب في البداية، ضع في اعتبارك … أيضًا، أعتقد أن تقييمك بعيد قليلاً ” وضعت إيميليا إصبعًا على شفتيها، وأمالت رأسها قليلاً بنظرة متضاربة في عينيها. من جانبها، أصبح سوبارو منزعجًا قليلاً من تجاهلها له.

ضحك روزوال عندما استدار سوبارو في هذا الاتجاه وذاك، وأصدر المقعد تحته صريرًا.

كان الضغط العنيف والانعطاف غير المحظوظ قد شغلا بالفعل عقل سوبارو، لكن صوته انقطع وسط الريح العاتية عندما وصل صوت سلسلة عالية النبرة إلى أذنيه. أمامه مباشرة رأى ثعبانًا فضي اللون برأس كبير مستدير مسنن.

“يا إلهي، هل عربات التنين بمثل هذه الندرة؟”

“كما توقعتِ سيدة إيميليا، هذا يتعلق بالاختيار الملكي.”

” هل ريم بخير بوجودها في الخارج ونحن نتقدم بهذه السرعة؟ ليس الأمر كما لو أنني قلق من سقوطها … لكن ألن يكون شعرها وملابسها في حالة من الفوضى بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى العاصمة الملكية؟ ”

“آه، لا، لا تقلق بشأن ذلك. في الواقع أشعر بأنني محظوظ لأنني قريب   جدًا منه “.

ردت عليه إيميليا.

“هذا سبب إضافي للذهاب. سأبكي إذا لم أشارك على الإطلاق في اللحظة الحرجة التي قد تجعل إيميليا تان ملكة، حتى لو كان الأمر بعيداً “.

“لا داعي للقلق، لأن عربة التنين محمية بـ نعمة ”

“دعينا نترك الأمر عند هذا الحد، فيريس ” وبخ ويلهيلم الفتاة بسبب إغاظتها المفرطة.

“نعمة؟”

قصت شعرها الكتاني وطولها لم يكن مناسباً لكونها لفتاة، وصلت إلى ارتفاع سوبارو تقريبًا. ومع ذلك كان جسدها حساسًا للغاية، وكل فعل لها أنثوي بشكل رهيب.

“نعم، نعمة. تُمنح النعمة من العالم نفسه عندما تولد. هناك أنواع عديدة لذلك لا توجد قاعدة عامة لهم، لكن بعض الفئات يحصلون دائمًا على بركة معينة. مثال على ذلك تنانين الأرض التي تتلقى نعمة “صد الرياح” “.

“لأنك إذا أتيت ستفعل شيئًا مجنونًا. أنا أعرف أي نوع من الأوغاد المؤذين أنت … ”

“نعمة صد الرياح، هاه؟”

وقالت ريم “اصطحابه معك يبدو مناسباً، أليس كذلك؟ يبدو أن سوبارو لديه معارف في العاصمة الملكية. يجب أن يزورهم حتى يطمئنوا“. حتى وقت قريب، كان من الممكن الاعتماد على ريم لتقديم أكثر الآراء منطقية، لكنها الآن في صف سوبارو بقوة.

“عندما يركض تنين الأرض، لا تؤثر الرياح عليه على الإطلاق وتمتد النعمة إلى العربة المرتبطة به، لذا فالعربة والأشخاص على متنها لا يتأثرون بالرياح أيضًا “.

عندما رفعت إيميليا يدها بغضب زائف، أمسك سوبارو برأسه وتظاهر بالضعف. استمرت تصرفاتهم الغريبة وهم يتقدمون في طريقهم إلى الأمام، ووصلوا أمام عربة التنين.

“وهذا ينطبق على ريم الجالسة بالخارج أيضًا، همم”

للحظة وجيزة، كان ويلهيلم في حيرة من أمره أمام سلوك سوبارو الطموح.

عندما أشار سوبارو إلى أنه يتفهم، ردت إيميليا بنظرة راضية “جيد جدًا”.

أخذت إيميليا بالتفكير وغمغمت لـ نفسها، عندما هز سوبارو رأسه.

ثم سأل سوبارو “إذًا إيميليا تان، ماذا عني؟ هل لدي نعمة؟ ”

 

من المفترض أنه عندما يتم استدعاؤك إلى عالم آخر تمتلك قدرات غش. بالتأكيد    العودة بالموت قوة خاصة لا مثيل لها، لكن سوبارو لم يفقد شغفه وأراد شيء خاص…

“همم؟”

“مم، لا أحب أن أقول هذا، لكن غالبية الناس يولدون بدون نعمة. وأيضًا   كل شخص لديه نعمة على علم بذلك على حد علمي، لذلك … ”

“لكن إيميليا …”

“اللعنة، ليس جيدًا، هاه … آه   لقد فهمت ذلك. كان لقاء إيميليا تان النعمة التي منحها لي العالم، هاه؟ ”

[المترجم: تمارين الراديو هي تمارين رياضية يتم ممارستها على الموسيقى والتوجيه من الراديو وتحظى بشعبية في اليابان وأجزاء من الصين وتايوان، وتحتوي على عدة حركات منها: الانحناء، ثني الذراع].

“نعم نعم. ستستغرق الرحلة ست ساعات حتى نصل إلى العاصمة الملكية، لذا كن فتى طيبًا وتصرف بهدوء “.

أمام عيني الزوج المذهول، قفز الرجل بخفة من أعلى المقعد للوقوف على الأرض تحته. التقط أنفاس سوبارو قليلاً عندما لاحظ أنه بالكاد أصدر صوتًا عند الهبوط. كان مقعد السائق حول مستوى عين سوبارو – وليس ارتفاعًا للقفز منه بشكل عرضي.

“إيميليا تان هادئة للغاية!”

” اللعنة! أنا متحمس جداً! أنا أعيش حلم عوالم الخيال الآن! ”

تركت إيميليا وروزوال سوبارو يفحص محيطه عندما بدأوا في مناقشة ما سيفعلونه عند وصولهم. كان عملاً جادًا. بطبيعة الحال   لم يستطع سوبارو المشاركة في المحادثة ولذلك سرعان ما بدأ يشعر بالملل “إيميليا تان، إيميليا تان، دعيني أجلس بجانب النافذة!”

” هذه مبادرة احترام منك. أنا اسمي ويلهيلم. خادم السيدة كروش، وقد أوصلني هذا العمل إلى هذا المكان “.

“ما هو الخطأ؟ آه، دوار الحركة، هاه؟ يحدث هذا كثيرًا للأشخاص الذين لم يعتادوا ركوب العربة. أفهم. سأقرضك باك، لذا … ”

 

“أنا سعيد وقلق، لكن الأمر ليس كذلك. ولست متأكدًا من سبب إعطائي باك لدوار الحركة. هل من المفترض أن أستخدمه كحقيبة للطوارئ؟ ”

وقالت ريم “اصطحابه معك يبدو مناسباً، أليس كذلك؟ يبدو أن سوبارو لديه معارف في العاصمة الملكية. يجب أن يزورهم حتى يطمئنوا“. حتى وقت قريب، كان من الممكن الاعتماد على ريم لتقديم أكثر الآراء منطقية، لكنها الآن في صف سوبارو بقوة.

“إذا وصل الأمر إلى هذا الحد، فقد ينزعج حتى باك …”

عندما اقترب الاثنان، وقف رجل من مقعد عربة التنين وأعلن “أنا، أنا… من فضلك انظر أدناه “.

أخذت إيميليا بالتفكير وغمغمت لـ نفسها، عندما هز سوبارو رأسه.

“يجب أن أقول، توافقك مع القرويين مذهل سوبارو. ربما تكون أكثر شهرة من رام وريم الآن “.

“لا، لقد قصدت فقط أن إيميليا تان مشغولة جدًا، لذا ربما سيؤدي رؤية المشهد خارج النافذة إلى التخلص من وحدتي؟”

“إذا وصل الأمر إلى هذا الحد، فقد ينزعج حتى باك …”

في تلك المرحلة صدر صوت جديد. نظرت ريم من خلال النافذة الأمامية الصغيرة.

شعر بخيبة أمل لأنه لم يتم تضمينه في مثل هذه القضية المهمة “لقد تُركت هنا – حرفيًا ومجازياً”

“- حسنًا، إذا كان هذا هو الحال، يجب أن تأتي إلى المقدمة هنا، سوبارو. لا يوجد شيء تفعله داخل العربة إذا كنت تشعر بالملل، صحيح؟ هنا يمكنك رؤية المعالم السياحية، وسأكون سعيدة بالتحدث معك “.

“توقف، ما …؟”

“هذا اقتراح مغري للغاية … إيميليا تان، لن تكوني وحيدة عندما أخرج؟”

“ااااه – هذا سيء، سيء للغاية! ”

“بصراحة سأكون على ما يرام تمامًا، هل ستكون على ما يرام معها؟!”

أمسكت اللجام وبدأ تنين الأرض يتقدم بلطف وسحب العربة.

حصل سوبارو على إذن إيميليا بالذهاب. نظرًا لأن سوبارو لم يمانع، قامت ريم بالنظر إلى روزوال للحصول على تأكيد.

“- وقد أدركت كل ذلك منذ البداية. ماكر جداً ”

“هل يمكنني التوقف مؤقتًا؟ ومع ذلك   لن يتمكن تنين الأرض من الركض مرة أخرى لفترة قصيرة “.

“تفعل ما تعتقده حقًا في النهاية، هاه. أوه حسنًا، سيكون الأمر صعبًا إذا لم تكن رام هنا لتعتني بها “.

“لماذا سيستغرق الأمر بعض الوقت؟” تساءل سوبارو.

“آه، لا، لا تقلق بشأن ذلك. في الواقع أشعر بأنني محظوظ لأنني قريب   جدًا منه “.

تفاجأ روزوال: “لأن النعمة ليست مطلقة. لا يمكن إعادة تنشيط رياح تنين الأرض   بمجرد توقفه لفترة وجيزة. هل نتوقف لتناول وجبة؟ ”

كان من الغريب كيف مرت الأشجار من حوله بهذه السرعة، لكنه لم يشعر بأي ريح على الإطلاق. كما لو   يسافر داخل قبة زجاجية. حرصًا على عدم السماح للإحساس الغريب بكبت قوته، أمسك سوبارو بحذر شديد العربة وشق طريقه نحو مقعد السائق.

“حسنًا، لا أريد أن أطلب منك القيام بذلك … إذا فتحت الباب أثناء تحركنا فلن يبطئنا ذلك، أليس كذلك؟”

“إنك تمشي في طريق وعر للغاية. قد تصبح ملكة لوغونيكا التالية ذات يوم “.

عندما نهض سوبارو ووصل إلى الباب، ابتسم روزوال عندما استنتج نية سوبارو.

“حسنا. فقط لأن الضغط لا يعني أنه يمكنني تركه يصل إلي. من الأفضل أن أجمع نفسي معًا ولا أفعل أي شيء غبي “.

“إذا كنت تمتلك قدرة جسدية فلا توجد مشكلة، ولكن إذا سقطت ستموت.”

كان هناك عدد قليل من الأماكن الأكثر ملاءمة لإجراء محادثة خاصة ولكن تحدثت هنا “لكن يجب أن أقول جدي ويل، لم أتوقع منك التحدث إلى ذلك الصبي أثناء انتظارك. أنت لا تحب التحدث إلى الناس، أليس كذلك؟ ”

“إيه، الالتفاف الصغير ليس بالأمر المهم. انتظري ريم ولا تفعلي أي حركات بهلوانية “.

محى بيان سوبارو المتقلب التعبير من وجه ويلهيلم “الرداء الذي ترتديه إيميليا تان من المفترض أن يمنع مستخدمي السحر السيئين من اكتشاف هويتها. بالإضافة إلى ذلك بسبب بعض الأشياء مؤخرًا،

“فهمت، تعال!، تعال! ”

“حسنًا، دعنا نتظاهر بأنني لم أسأل. ستبقى رام حقًا هنا؟ ”

في البداية بدت ريم قلقة من اقتراح سوبارو، لكن سرعان ما بدت وكأنها لا تستطيع الانتظار.

روزوال، الذي قال هذا عن قصد تظاهر باللامبالاة في مواجهة سخط إيميليا.

ابتسم سوبارو وتقدم ليدور من العربة إلى مقعد السائق. لكن إيميليا نادت لمنعه   وسلمت حزامًا مثبتًا على جدار العربة.

“أثارت عيون الفتى اهتمامي قليلاً. قالوا إنه تجاوز حدود الموت. يقترب الكثيرون من الخط، ويتوقفون، ويتراجعون، لكن … “خفض ويلهيلم جفنيه عندما بدأ يفكر بعمق بينما خفت صوته “صاحب تلك العيون مر بالموت مرة واحدة، لا … عدة مرات   وعاد. أنا لا أعرف أي كائن من هذا القبيل. ربما الفضول دفعني للحديث معه “.

“انتظر لحظة سوبارو. – خذ هذا. الأمر ليس بهذه الخطورة، لذا لن أوقفك، لكن أمسك هذه “.

“لأنك إذا أتيت ستفعل شيئًا مجنونًا. أنا أعرف أي نوع من الأوغاد المؤذين أنت … ”

“إذا كان هذا مربوطاً بجدار العربة … فهو يشبه حزام الأمان نوعًا ما؟”

تحدث الخادم والمبعوثة بينما ابتعد تنين الأرض عن قصر روزوال.

“الأحزمة مناسبة عندما تميل العربة إلى الجانب. استخدمه كمنقذ للحياة.  سآخذه منك عندما تصل إلى مقعد السائق “.

رفع سوبارو حاجبيه من الإضافة غير المتوقعة. لاحظ أن وجه ريم لا يزال مستريحًا على كتفه، متوترة قليلاً. أظهرت إيميليا تعبيرًا مؤلمًا أيضًا.

قبل سوبارو اهتمام إيميليا ولفّ الحزام حول معصمه الأيمن ثم فتح باب العربة وتقدم للأمام.

“في الوقت الحالي، هي مجرد فتاة لطيفة جدًا وخادم ممل.   في المستقبل لن تعرف أبدًا ما الذي سيحدث. عندما طلبت من زوجتك أن تتزوجك، ويلهيلم، هل تعتقد أنها كانت أجمل امرأة في العالم كله؟ ”

كان من الغريب كيف مرت الأشجار من حوله بهذه السرعة، لكنه لم يشعر بأي ريح على الإطلاق. كما لو   يسافر داخل قبة زجاجية. حرصًا على عدم السماح للإحساس الغريب بكبت قوته، أمسك سوبارو بحذر شديد العربة وشق طريقه نحو مقعد السائق.

 

إذا لم يكن هناك شيء آخر، فقد كان لديه وعي مكاني جيد. شعر بعدم الاستقرار، لكن حركاته نفسها ظلت سلسة.

“إنه يشبه طفلاً صغيراً!”

“هذا حقًا شيء جيد. لذلك هذه هي النعمة ”

صعدت ريم إلى الطابق العلوي وخلفها إيميليا وبقي سوبارو في مكانه ينقر على لسانه.

فهم سوبارو الظاهرة الغامضة لعالمه الحالي حيث نظر فجأة إلى الوضع برمته بموضوعية. أثرت نعمة صد الرياح على عربة التنين وكل من بداخلها. ماذا سيحدث إذا لامس شيء تحت تأثير النعمة شيئًا لم يكن كذلك؟

أمام الحيرة في عيني إيميليا وهي تتذمر، ساد صمت محرج في غرفة الاستقبال. روزوال هو الذي حطم المزاج السيئ بصفقة يديه.

شعورًا بالرغبة في اختبار فرضيته التي لا معنى لها إلى حد كبير، قام سوبارو بتمديد أصابعه. ثم تذكرت إيميليا شيئًا.

“حسنا. أنت لست في حالة جيدة بعد، ولا يمكن لرام وريم القدوم بسبب عملهما في القصر. علاوة على ذلك أنا حقا لا أمانع في القيام بذلك “.

“آه، هذا صحيح. سوبارو، لقد نسيت أن أذكر، من فضلك لا تخرج أي جزء من جسمك بعيدًا عن عربة التنين. سوف ينتهي بك الأمر خارج النعمة “.

الأشخاص الذين انضموا إليه في تمارينه الرياضية القاسية من سكان قرية إيرلهام، الأقرب إلى قصر روزوال. ربما نصف القرية موجودة هنا.

“-مستحيل.”

أبقى الرجل المسن عينه مغلقة بينما يقيم سوبارو بالأخرى.

في اللحظة التي لمس فيها الهواء أصابعه، ضربت الرياح جسم سوبارو بالكامل بشدة لدرجة أنه اعتقد أن يده قُطعت من معصمه. خفف التأثير غير المتوقع من قبضته على مقبض العربة وبالتالي فقد دعمه وتم ودفعه مباشرة إلى الجانب.

“لا، حتى في ذلك زوجتي لا مثيل لها.”

“ااااه – هذا سيء، سيء للغاية! ”

أغلقت عينيها اللامعة وهي تقضم إصبعها بشكل استفزازي. حتى مع العلم أنها   تضايقه، لا يزال سوبارو مضطرباً ولم يستطع أخذها على أنها مجرد مزحة.

ضربته الريح حتى فقد كل رؤيته بالأعلى والأسفل. كان سيقع الأرض مباشرة لولا أن الحزام مشدود حول معصمه الأيمن. طاف جسم سوبارو بالتوازي مع عربة التنين.  شعر بالألم في معصمه حتى بدا وكأنه سينقطع. ارتبطت حياته حرفياً بحزام إيميليا.

“آه؟” صرخ سوبارو كأنه غائب بينما يشير ويلهيلم بصمت إلى القصر “ريم تخرج مع … من هذه؟”

كان الضغط العنيف والانعطاف غير المحظوظ قد شغلا بالفعل عقل سوبارو، لكن صوته انقطع وسط الريح العاتية عندما وصل صوت سلسلة عالية النبرة إلى أذنيه. أمامه مباشرة رأى ثعبانًا فضي اللون برأس كبير مستدير مسنن.

هذه المرة أجاب ويلهيلم بابتسامة متوترة.

“- سأعاني من الكوابيس مرة أخرى.”

ضحك روزوال عندما استدار سوبارو في هذا الاتجاه وذاك، وأصدر المقعد تحته صريرًا.

بعد لحظة ألتف الثعبان حول جسد سوبارو. أطلق صرخة مثيرة للشفقة حول مدى تشديده مما كان يتوقع. لكن جسده رُفِع قبل أن يصبح جثة على الطريق. طاف إلى عربة التنين بسهولة   ودفعته إلى الأمام.

“مرحبا كيف حالكم؟ لقد تأخرت، صحيح؟ أنت الشخص الذي وضع المواعيد، روز تشي. الرجل الذي وضع المواعيد يجب أن يلتزم بها، ألا تعتقدين ذلك، ريم؟ ”

رأى سوبارو ريم في عالمه الدوار. أمسكت بلجام التنين بيد واحدة، وامتدت الأخرى إلى سوبارو لسحبه.

“إنه مرتبط بالاختيار الملكي، أليس كذلك؟ أعلم، أعلم، أنه أمر مهم بما يكفي لزعزعة المملكة بأكملها وكل شيء، لكني أتوسل إليك، خذيني معكِ “ركع سوبارو على السجادة وضم يديه معًا لمناشدة يائسة.

عندما أدرك أنه قد نجى بحياته بطريقة ما، فكر سوبارو ‘سأعيش حياة أكثر هدوءًا من الآن فصاعدًا …‘

قامت رام بدفعه في صدره   مما أدى إلى خروج همهمة عندما غادرت. بحلول الوقت الذي ذهبت فيه ونظر سوبارو إلى عربة التنين، كانت ريم على وشك الانتهاء من تحميل الأمتعة.

سوبارو الذي تم إنقاذه من هبوط فوضوي، أُغمي عليه على الفور.

ركض سوبارو بسرعة للحاق بها. في اللحظة الأخيرة نظر إلى الوراء ورأى أن الرجل لا يزال ينحني ويراقبهم وهم يرحلون بصمت.

 

” طعم جيد “.

لاحظ سوبارو وهو يراقبه باهتمام الآن بعد أن أصبح قريبًا منه، عندما …

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط