نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

Re:Zero – Starting life in another world 4-4

الفصل 4 - مرشحو العرش وفرسانهم

الفصل 4 - مرشحو العرش وفرسانهم

الفصل 4

مرشحو العرش وفرسانهم

 

“-هذا يكفي. لن أسمح بمزيد من العنف في وجودي. إذا كنت ترغب في متابعة هذا – ”

1

“… سيدة فيلت.”

 

”مفهوم. أولاً   على الرغم من أنني أعتقد أن جميع الحاضرين يدركون جيدًا، سأبدأ بظروف ولادة السيدة إيميليا. كما ترون من شعرها الفضي الجميل، بشرتها شاحبة للغاية بحيث يمكن للمرء أن يرى من خلالها، عيون بنفسجية تبدو وكأنها تأسر الروح، وصوتها    يتردد صداه في الأذنين بشكل لا يُنسى، حتى في المرء أحلام. كما تعلمون جيدًا  هذه الصفات  دليل على أن دم الجان يتدفق عبر عروق السيدة إيميليا “.

كانت الفتاة ذات العيون الجامحة ذات الشعر الأشقر القذر ترتدي فستاناً قديماً متسخاً.  فتاة لصة من الأحياء الفقيرة، قذرة أكثر من نبيلة.  هذا هو شكل  الفتاة المسماة فيلت في عقل سوبارو.

عندما فكر في إمكانية ترك الرجل العجوز روم ليتعفن، مستخدمًا إيميليا كسبب، شعر بالقذارة.

عندما أدلى راينهارد بإعلانه، رافق  السيدة فيلت بهدوء أثناء دخولها غرفة العرش. سارت  برشاقة على السجادة الحمراء، بدت وكأنها ابنة نبيل.

“وماذا سيحدث للمملكة إذا حصلتِ عليها ومع ذلك لا قيمة لها؟”

لقد فكر سوبارو منذ فترة طويلة، أنها قد تتألق إذا قام شخص ما بتلميعها. لكن هذا الحجر غير المصقول تم الإعتناء به من خلال قوة عائلة راينهارد، لم يكن متلألئًا فقط.

“الإخلاص للسيد هو أحد مؤهلات الفارس. علاوة على ذلك  فإن القوة للدفاع عن الملكة  مطلوب. يجب أن يتمتع ببعض الخصائص الخاصة التي تمكنه من تجهيز طريق سيدته لتصبح ملكة. إذا لم يفعل، ثم … ”

– في الواقع   كان المصطلح الوحيد  هو مشعة.

تجمد تعبيره. كانت عيناها متجمدتين مع الاستعداد لإلقاء شيء ما جانبا بلا عاطفة، عندما كان صوتها الهادئ والصفاء واضحاً –

فيلت شعرت ببطء بنظرة سوبارو المذهلة ووقفت أمام راينهارد. أومأ برأسه بابتسامة ساحرة عند ظهورها وخاطبها بأقصى درجات الاحترام.

عندما  حياة كل الحاضرين تحت رحمة صاحب المخلب القوي – بدا الصوت المفاجئ للاستنشاق بصوت عالٍ للغاية “-هو هو هو!”

“سيدة فيلت، أشكركِ على  حضوركِ”

“سرقتي؟”

رفعت فيلت عينيها ونادته”- راينهارد”

عند رؤية روزوال بجانب إيميليا، أحنى ماركوس  رأسه بنظرة ثقيلة.

رد راينهارد  “نعم؟”

تابعت اناستاشيا  “أحد الأشياء العظيمة في كاراراجي هو كيف أعطت فتاة مثلي فرصة جيدة. اتضح أن لدي موهبة حقيقية لاستنشاق رائحة الذهب، وهي ممتعة أيضًا “.

التقت عيون الفارس والسيدة  وثم…

أجاب روم  “أنت لطيف جدا، يا صغير. هيي، ماذا عن ذلك أيها الفرسان؟ سيدكم الحبيب يعطيكم أمرًا. لماذا لا تهزوا ذيولكم وتفعلوا ما يقوله، آه! ”

“-لماذا أنت. لما جررتني إلى هنا بدون تفسير؟! ”

“مممم. بعبارة أخرى،أنت تقول إن المهم هو أن جوهرة التنين اختارت السيدة إيميليا، وأن ملاءمتها الفعلية للنجاح كملكة … غير ذي صلة؟ ”

…  رفعت حافة فستانها  وساقها الطويلة النحيلة واندفعت للأمام وكادت  تصطدم مباشرة بطرف ذقن راينهارد عندما رفع الفارس يده  وأوقفها بسهولة.

لاحظ راينهارد موقفها، فأومأ برأسه بأدب إلى إيميليا قبل العودة إلى الفرسان، تاركًا إيميليا وفيلت يصطفان بشكل غير مريح مع المرشحين الآخرين. فقط بريسكيلا لم تتغير، أظهرت نفس المظهر الملل. لم تكن تبدو وكأنها  تفكر في خطأها بأدنى حد.

“أنا مندهش. ما  تسبب   ذلك فجأة؟ ”

وأعقبت النفخة الصغيرة الخافتة إهانات مثل تلك التي كانت من قبل نحو الحراس. أدرك سوبارو وحده المعنى الحقيقي لكلمات روم.

بقيت متوازنة على ساق واحدة  وأمسكت  بعنف ثوبها  بغضب.

قاطع شيخ أصلع جالس بين مجلس الحكماء تفسير روزوال .

“لا تجذبني ثم تلعب دور الأعمى! إنه هذا المكان! هذه الملابس! هم! أنت! ماذا يجري بحق الجحيم هنا؟! لا يمكنني تحمل المزيد من هذا! ”

كان هذا هو نوع الفشل  الذي لم يتم تسريبه أبدًا إلى الغرباء “تمكن اللصوص بسهولة من التسلل إلى القصر الملكي في ذلك الوقت. نظرًا لوجود عدد من الأمور العاجلة الأخرى، لم يتم إجراء بحث شامل عن الابنة “.

كان فستانًا باهظًا، ولا شك أنه طُلب خصيصًا لها. عندما رأها تصرخ بعنف، أنزلت السيدات اللائي أحضرنها رؤوسهم نو الأرض كما لو كانت أعينهم تدور.

بدت كروش راضية “كل شخص يظهر هذا الوجه عندما يعرفون الحقيقة.  هذا ممتع للغاية ولا يصبح قديماً   أبدًا. – ليس لدى الكثير مثل  رد الفعل الكبير هذا ”

“لم يعجبكِ الفستان؟ أعتقد أنه يبدو جيدًا عليكِ “.

بدت كروش راضية “كل شخص يظهر هذا الوجه عندما يعرفون الحقيقة.  هذا ممتع للغاية ولا يصبح قديماً   أبدًا. – ليس لدى الكثير مثل  رد الفعل الكبير هذا ”

“هذا لا يتعلق بالفستان، وليس الأمر محرجًا! أنا أقول أنني أكره هذا! وليس الفستان فقط! أنا أكرهك أيضا! ألا تعتقد أن خطف فتاة واحتجازها رغماً عنها أمر محرج لفارس محترم؟! ”

“أنتِ تقولين أن … السماء اختارتكِ …؟”

أعلن راينهارد دون تردد “إذا كان من أجل ازدهار المملكة، فيجب القيام بذلك”.

الآن بعد أن أصبح  يتحدث بهدوء، كان وجه بوردو لطيفًا  ؛ الآن سوبارو يمكن أن يفهم لماذا هو في مجلس الحكماء. دفع رده الظل من عيني إيميليا، وحل محله تعبير أكثر إشراقًا وطبيعية عن الفرح.

وضعت فيلت يدها على جبهتها كما لو  أُصيبت بالصداع.

 

فكر سوبارو  ‘أنا سعيد للغاية. اعتقدت أنها قد تغيرت كلياً، لكن تغير فقط شكلها.  النمور لا تتغير  حقًا! ”

”جيد جداً. لا يمكن للمرء أن يفعل أي شيء بدون قوة. سأدرس هذا الدرس عليك. على الرغم من أنه لا يمكن أن يخدمك في هذا العالم، فربما يكون كذلك في العالم التالي “.

كان سيفكر في القصة التي  يجب أن يقولها  للرجل العجوز روم إذا كان عليه أن يذكر أنها أصبحت فتاة مختلفة تماماً.

ذهب هدوء روزوال  وحل محله مكانه  هالة ساحقة. مجرد النظر إليه سيبرد الشخص  حتى العظم. ربما  تذبذب الهواء من حوله ناتج عن كمية هائلة من المانا.

شعر بالارتياح لتمكنه من التأكد من سلامتها وتواجدها في مكان لم يكن يتوقع أن تتواجد فيه. من ناحية أخرى، لم يستطع إلا أن يعتقد أن جر فيلت إلى أن تصبح مرشحة  قد تم ترتيبه مسبقًا وليست مصادفة. بعد كل شيء، قابلها راينهارد   لأنها هي من سرقت شارة إيميليا …

فارس أمام كامل  فرسان الحرس الملكي لمملكة لوغونيكا “.

يبدو أن إيميليا  التي أدركت من هي فيلت، قد توصلت إلى نفس النتيجة التي توصل إليها سوبارو.

أفاد الفرسان أن مهمتهم  ناجحة. بفضل جهودهم، تم العثور على خمسة عذراوات – بمعنى آخر، تم تجميع المرشحين لملكة لوغونيكا.

“تلك الفتاة … من ذلك الوقت … ؟! لهذا السبب بدا راينهارد مندهشاً جداً … ”

“ليدي فيلت، إذا انتهيت من تحية صديقك القديم، أرجو أن تأتي إلى هنا”

من وجهة نظر إيميليا، انتقلت فيلت من لصة لشعارها إلى منافستها على العرش.

لكن راينهارد تابع فورًا  “كما ترون، فإن جوهرة التنين تعترف بالسيدة فيلت كعئراء التنين. الآن وقد تم تأكيد أمرها، أعتقد أن هذا الاختيار الملكي بالمعنى الحقيقي يبدأ الآن “.

أظهر المرشحون الآخرون والفرسان والنبلاء ردود أفعال مناسبة تجاه السلوك الفظ للوافدة الجديدة، ولم يكن هناك أي ردود فعل ودية. تحت النظرات الصارمة، أخرجت فيلت  لسانها بوقاحة.

لم تتحمل حتى أصغر جزء من الشك أو التردد.  مليئة بالثقة لدرجة أنها  بدت مخيفة.

في الوقت القصير الذي عرفها فيها سوبارو، لم تكن أبدًا شقية بهذا القدر. خمن أنه  بسبب أشياء مختلفة خلال الشهر الماضي.

“هذه صخور غريبة، فكرت في هذا الأمر عندما سرقت واحدة مثلها. لماذا يتوهجون؟ ”

مر  سوبارو بالكثير أيضاً، لكن تحولها من لصة  إلى مرشحة ملكية  قصة  منافسة لقصته.

نصف جان ذو شعر فضي، إيميليا، الساحرة المتجمدة.

فحصت  فيلت الغرفة لمعرفة  محيطها عندما لاحظت فجأة سوبارو بين الفرسان في الصف الأمامي وأضاءت عينيها “أوه، مهلاً! ماذا تفعل هنا يا سيد؟ ”

“إذا ركعت على ركبتيك في هذه اللحظة، فسأسمح لك بالمغادرة. ولكن إذا كنت مصراً على أن تظل عنيدًا … ”

دفعت فيلت راينهارد بعيدًا بيدها   ونظرت إلى سوبارو.

امتلأت عيون إيميليا  بالغضب وهي تنظر إلى بريسكيلا.

‘أين ذهب كل هذا السلوك المهذب؟‘ تساءل سوبارو وهو يرفع يده للتحية وأظهر وجه ودود.

تبعها روزوال  “وأنا الرجل المتواضع الذي رشح السيدة إيميليا، روزوال ل. ميزرس، برتبة ماركيز. نحن ممتنون لمجلس الحكماء للوقت الثمين “.

“مرحبًا   لقد مرت فترة. يبدو أنك بصحة جيدة! ” قالت فيلت.

جلب صراخ فيلت الغاضب صمتًا محرجًا آخر في القاعة. حتى سوبارو، الذي اشتهر  بأنه غير قادر  على قراءة الحالة المزاجية، استطاع  أن يقول أن الأمور تسير نحو منحدر حاد.

في اللحظة التي أفيلتت فيها التحية  من شفتيها، ركلت سوبارو مباشرة في بطنه  مما جعله ينهار على ركبتيه.

“أنا مندهش أكثر  لتجاهلك لحياتك.”

عنف من فراغ. تأوه سوبارو  وأجبر نفسه على الوقوف على ساق واحدة بينما عقدت فيلت ذراعيها وأومأت برأسها   “يبدو أن بطنك قد شُفي تمامًا، لكن لديك مجموعة كاملة من الندوب الجديدة في أماكن أخرى. هل أنت بخير؟ ”

“- لا تتحرك، راينهارد، ليس من الجيد فعل أي شيء غير مرغوب فيه هنا …”

“إذا كنتِ قلقة، فابتعدي عني ، اللعنة …! ضربة قوية بدلاً من ترحيب؟  ماذا لو كسرت شيئًا ما … ليس الأمر كما لو أنه مر كل هذا الوقت أيضًا “.

إذا كان هناك أي شيء، فقد امتلأت عيناه بالحسد، وشفتاه مشدودتان.

على الرغم من أن الجرح  مغلق  الآن، كان لدى سوبارو ندبة أفقية كبيرة بيضاء على بطنه.  لديه  ندوب من لدغات الوحش الشيطاني في جميع أنحاء جسده أيضًا.

بدت كروش راضية “كل شخص يظهر هذا الوجه عندما يعرفون الحقيقة.  هذا ممتع للغاية ولا يصبح قديماً   أبدًا. – ليس لدى الكثير مثل  رد الفعل الكبير هذا ”

لم يعد بإمكانه الحديث عن الندوب الموجودة على ظهره كونها عارًا على الفرسان.

ألتوى تعبير يوليوس كما لو  يستمع إلى   حلم طفل.

على الرغم من الهدوء والتحفظ ، أشار ماركوس إلى المنصة راغبًا في مواصلة إجراءات الاجتماع.

“ليس لدي أي نية لمنح معاملة خاصة لأي مرؤوس، بمن فيهم أنت. قدم نفسك “.

“ليدي فيلت، إذا انتهيت من تحية صديقك القديم، أرجو أن تأتي إلى هنا”

“حسنًا، لا تخطئ في ذلك لأننا نعمل بجد من أجل أي شخص آخر أو شيء من هذا القبيل، حسنًا؟ تخمينات الأميرة دائمًا ما تكون  وكأنها طبيعية. إنها محقة في كل شيء “.

شعرت بعبوسه عند النظرة إلى  وجهه  وهي تتقدم إلى الأمام.

“سوبارو  ألم تسمع؟” أجاب راينهارد.

“إذن ماذا تريدني أن أفعل هنا؟”

“…عادلة؟”

أجاب راينهارد: “تصرفي كسيدة، أود أن أقول ذلك، لكن لن تفعلي، أود منكِ أن تتأدبي قليلاً ”

“عفوا، افتح الطريق! لقد ألقينا القبض على دخيل. نحن بحاجة إلى أوامر من الكابتن! ”

عبست عندما سمعت  نكتة راينهارد.

كرجل ذو مكانة عالية هناك، ضيق ميكلوتوف عينيه بينما يفكر  في فيلت. بعد التزام الصمت لبعض الوقت، أطلق الرجل العجوز أنفاسه.

أخرج راينهارد شعار  من جيبه ووضعه في راحة يدها. أصدرت الأحجار الكريمة على الفور ضوءًا أبيض.

رفع فيريس يده   “نعم سيدي!”

“هذه صخور غريبة، فكرت في هذا الأمر عندما سرقت واحدة مثلها. لماذا يتوهجون؟ ”

أثار رد راينهارد غير المهتز تنهيدة من ريكرت.

لقد قالت فيلت بمرح شيئًا خطيرًا جدًا. بدا أن ماركوس لاحظ بيانها اللامبالي.

“- أنا أكره هذه المملكة!” واصلت “- أكره من في هذه الغرفة، وأكره الهيكل الذي بنيتموه، وأكره كل شيء صغير هنا. لهذا السبب أعتقد أنني سأكسر كل شيء.  ما رأيكم في  ذلك؟ ”

“سرقتي؟”

“أنا مندهش. ما  تسبب   ذلك فجأة؟ ”

لكن راينهارد تابع فورًا  “كما ترون، فإن جوهرة التنين تعترف بالسيدة فيلت كعئراء التنين. الآن وقد تم تأكيد أمرها، أعتقد أن هذا الاختيار الملكي بالمعنى الحقيقي يبدأ الآن “.

عندما نظر سوبارو إلى الجانب، بدا أن فيريس ويوليوس يفهمان الأمر. لم يستطع معرفة ما  يفكر فيه آل، كالمعتاد  لكن لم يُظهر آل أي علامة خاصة على المفاجأة.

وضع ماركوس يده على صدره وركع على ركبة واحدة. تبعه راينهارد، ثم كل فرسان الحرس الملكي.

“- هل الجميع راضون؟ يبدو أن كلاً من السيدة فيلت والسيدة إيميليا قد هدأتا بدرجة كافية … ”

أفاد الفرسان أن مهمتهم  ناجحة. بفضل جهودهم، تم العثور على خمسة عذراوات – بمعنى آخر، تم تجميع المرشحين لملكة لوغونيكا.

تجاهلت بريسكيلا  البيان بضحكة عالية  وضيقت عيونها .

علقت بريسكيلا  “فهمت. لهذا سيدخل هذا اليوم في التاريخ “.

“فيريس ليس  اسم رجل فقط. بل هو نفسه  ذكر  “.

كان هذا هو التعريف الدقيق لحدث ضخم يجب تسجيله. بالتأكيد   لابد من تأثر كل الحاضرين بهذه المناسبة، أو هكذا اعتقد سوبارو بينما  يراقب.

“وأنا.”

لاحظوا من جانبهم أن المسؤولين الحكوميين بدوا مضطربين، مع الارتباك والاستغراب الواضح على وجوههم.

بدأ باك باعتذار.

وتقدم رجل من بينهم إلى الأمام  “عفواً، إذا جاز لي بالسؤال”

قام ميكلوتوف بلمس لحيته “مممم. لذلك لم يتم ترشيحها من قبل فرسان الحرس الملكي، ولكن من قبل الماركيز. أود بشدة أن أسمع تفاصيل سبب ذلك “.

كان رجلاً في منتصف العمر لديه تجاعيد  غير صحية تحت عينيه. لمس لحيته الكثيفة وقال “ليس لدي كلمات كافية لأشكر فرسان المملكة، وفرسان الحرس الملكي على وجه الخصوص، على كل ما يتعلق بحفل الاختيار الملكي هذا. بدون مساعدتهم، لم يكن من الممكن بالتأكيد ترتيب ذلك في مثل هذا الوقت القصير “.

لاحظ يوليوس أن العبقرية التجارية للسيدة اناستاشيا هي هدية إلهية … ليس من المبالغة أنها تنافس هوشين نفسه “إن افتقاري للقدرة في هذا المجال يجعلني أشعر بالغيرة منها “.

أجاب ماركوس  “أنت لطيف للغاية.”

 

“ومع ذلك  لا يسعدني أن أقول هذا، على الرغم من أننا نتبع لوح التنين، ألا توجد مشكلات   مع تنوع أولئك الذين تم اختيارهم؟”

ارتفعت الحواجب المشكوك فيها من مصدر الصوت، لكن في اللحظة التالية  لاحظ الجميع ذلك – البرد القارص المنتشر في جميع أنحاء الغرفة مما يدل على غضب الروح العظيم.

“إلى ماذا تشير  بالضبط؟”

“آه، هذه أول مرة تراه؟ يمكنني أن أعلن بحزم أن فارسي فيريس  رجل “.

“إنني أتساءل عما إذا كنا نركز بشكل كبير على أولئك المؤهلين ليكونوا عذراء التنين، وليس بما فيه الكفاية على أولئك المؤهلين لارتداء تاج المملكة دون أن يصبحوا موضع سخرية؟”

انتشرت الهممات عبر الغرفة مرة أخرى حيث تكرر مصطلح عبد السيف على شفاه العديد من الفرسان. من الكلمات المكونة ، بدا أنه يعني “العبد الذي يقاتل بالسيف”.

من الواضح أن إعلان الرجل  ممزوج بالغضب.

“قلت لك، أليس كذلك؟ أنا جشعة. لذا بمجرد أن يكون شيئًا ما لي، يكون لي. وإذا حصلت على شغف أقوى، فإنني أستخدم كل ما لدي لإرضاء ذلك. حياتي في كاراراجي، شركة هوشين، وجميع الأشخاص الذين يعملون هناك، كلهم ​​جزء من سعيي لتحقيق الإنجاز. لن أتخلص منهم أبداً. وبالتالي…”

“أجل، أجل!” قال عدد قليل من المسؤولين المدنيين الآخرين في عرض للدعم.

“- أنا أكره النبلاء.”

وتابع: “العهد مع التنين هو أخطر ما في الأمر. لقد وصلت لوغونيكا إلى هذا الحد كمملكة صديقة التنين ولا يمكنها البقاء كأمة بدون العهد. لكن تقدير العهد أكثر بكثير مما يبذر الناس بذور الخلاف في المستقبل “.

أرسل آل نظرة ذات مغزى في اتجاه ماركوس.

“بعبارة أخرى  عذراء التنين التي بحثنا نحن الفرسان  عنها لا يستحقون ولائنا؟”

نادت من الخلف ولكن  تقدم سوبارو بجرأة إلى الأمام. تحت أنظار مجلس الحكماء فوق المنصة، صر الصبي أسنانه ورفع رأسه. كما تعلم من خلال الملاحظة، انحنى سوبارو على ركبة واحدة كما فعل الفرسان وفتح فمه، ونبض قلبه وهو يتحدث بأعلى درجات الاحترام التي يمكنه حشدها.

“ليس هذا هو ما سأقوله، ولكن بشكل أساسي أجل  ”

وتقدم رجل من بينهم إلى الأمام  “عفواً، إذا جاز لي بالسؤال”

تعرق الرجل   بعد سماع تلخيص ماركوس الصريح، وبعد لحظة اعترف بالمعنى الحقيقي لتعليقاته المنحرفة. لقد بذل الفرسان جهدًا يائسًا لحل مشكلة شبه مستعصية على الحل. هذه السخرية من جهودهم لم تغرس فيهم مشاعر لطيفة.

ماذا عن سوبارو؟ هل يمكن لأي شخص أن يفخر بما فعله؟

شعر سوبارو  الذي يقف مع الفرسان، بالغضب الشديد  وقال: “تنبعث منه رائحة وكأن شيئًا ما يحترق  …”

“ماذا تقصد؟” سأل سوبارو راينهارد من الجانب.

عند سماع سخرية سوبارو، تحدث آل بمرح إلى شخصين آخرين في نفس الصف.

بالنسبة إلى مجلس الحكماء والمسؤولين ، كانت خطط المرشحة ذات الدعم الأقوى بمثابة صاعقة من دون سابق إنذار.   من الواضح أن التبادل بأكمله قد أدى إلى نفور العديد من المؤيدين المحتملين. لكن أي شخص  سمع هذا الخطاب لن يساوره أي شك في أن أولئك الذين يدعمونها يثقون بها بأعلى مستوى ممكن.

“حسنًا، بدا الأمر كما لو أنه  يهين الفرسان. أنا لا أمانع، ولكن ما رأيكما؟ ”

“ها! أنتم أيها النبلاء ذوو النبلاء العالية لديكم بعض الذوق السيئ! هل  أسير عجوز  شيء يُحدق فيه؟! إذا كنت ستضحك، اضحك  أيها الشاب القذر! ”

وجه الاثنان اللذان خاطبهما، يوليوس وفيريس، رؤوسهما نحو آل وسوبارو.

بعد رد راينهارد، أغلق ميكلوتوف عينيه كما لو أن هذا البيان يحمل بعض المعنى الخاص.

تحدث فيريس أولاً “أنا لا أمانع حقًا. أعني  أيا كان ما يقوله ، فإن ولاء فيريس لشخص واحد فقط  “.

في اللحظة التي عالج فيها عقله المعلومات، تردد صدى صراخ سوبارو في جميع أنحاء القاعة.

تابع يوليوس  “لن أذهب إلى حد بعيد مثل فيريس، لكنني أشعر بنفس الشيء. لقد تعهدت بالفعل. في يوم من الأيام سيقدم آخرون ولائهم. لا أنوي أن أكون ضيق الأفق لدرجة أن أنزعج قبل ذلك اليوم “.

“هذا موقف متطرف – لا، موقف غير عقلاني! هل نصدق أن ابنة من العائلة المالكة اختفت دون أن  أثر قبل أربعة عشر عاماً  وظلت تعيش في الأحياء الفقيرة، والآن اكتشفتها بالمصادفة مع اقتراب الاختيار الملكي؟! وعلاوة على ذلك مؤهلة لتكون عذراء التنين؟! ”

قال آل  “لا أحد يتفوق عليك هاه، هذا جيد جدًا. بالطبع الأمر نفسه معي فيما يتعلق بالأميرة “.

وبهذه الطريقة  أنكر روزوال كل إمكانية لخلافة إيميليا فعليًا للعرش.

يمكن للإثنين الآخرين فقط أن يبتسموا ابتسامة ساخرة على ذلك. لم  يكن سوبارو يتمتع بالضبط بكونه الرجل الغريب.

غير قادر على الوقوف ساكناً، حول سوبارو نظره عندما لاحظ فجأة مشاجرة في نهاية الممر. بمجرد أن أدار رأسه لينظر، تقدم أحد الحراس، على ما يبدو في عجلة من أمره.

فيريس تابعة لـ كروش. آل تابع لـ بريسكيلا. من شأن ذلك أن يجعل يوليوس مؤيدًا لـ اناستاشيا. كانوا ثلاثة فرسان، يحملون الثقة الكاملة لأسيادهم. بمقارنة موقفهم بموقفه الخاص، أرسل شعورًا قويًا بالدونية من خلال سوبارو، على الرغم من أنه لا شك في أنه أراد تلبية رغبات إيميليا على الأقل مثل  البقية …

“- لا تتحرك، راينهارد، ليس من الجيد فعل أي شيء غير مرغوب فيه هنا …”

شعر سوبارو بشعور غريب بعدم الارتياح بينما  ينظر إلى  العرش وسط الغرفة. كان الرأي السابق مجرد البداية حيث عبّر المسؤولون المدنيون عن استيائهم واحداً تلو الآخر.

ضحك فيريس وهو يخرج لسانه وغمز له.

“يجب أن تكون المرشحة  عذراء وملكة تتسم بالنبل. ربما لا يدركون  أنه يجب عليهم ارتداء التاج؟ ”

“-”

“مهما كانوا يرتدون من ملابس، فإن سلوكهم يفضح طبيعتهم الحقيقية.”

“حتى لو كانت بالفعل تمتلك دمًا ملكيًا، فهل يمكن لشخص لديه مثل هذه التربية أن يتولى الواجبات الملكية …؟”

“إنها ليست مصقولة بما فيه الكفاية. تعليمهم نقص. كيف يمكن أن يصبحوا ملوك؟ ”

أعاد السؤال المتعلق لـ سوبارو   التوتر إلى وجه إيميليا.

قاطع صوت مألوف المسؤولين المدنيين.

“ألم تقل ما يكفي  أيها المتشرد؟!”

“بالتأكيد لا توجد مشكلة من ستكون،  الاختيار الملكي يبدو ممتعًا للغاية “.

الهدف من هذا العرض هو تحديد كيفية القيام بذلك.  عدم وجود قواعد صارمة وسريعة يعني أن كل ما يمكنه فعله هو متابعة النقاش، بغض النظر عن شعورهم .

“أهدأي!”

رفعت فيلت إصبعها ونظرت لأعلى  بحماس.

نظر سوبارو إلى إيميليا والآخرين. مما لا شك فيه أن موقف فيلت الفظ والجامع في وقت سابق هو ما تسبب بالفعل في إثارة غضب المسؤولين المدنيين. لكنه لم يستطع أن يقول إن المرشحين الآخرين لم يثيروا أي قلق بأنفسهم.

أثارت حجة بريسكيلا الجريئة غير المنطقية رد فعل ساخنًا من فيلت  “آه …؟”

في الحقيقة  ألتوى تعبير إيميليا كما لو  تحاول تحمل الألم  الشديد. أراد من أعماق قلبه أن يندفع في تلك اللحظة ويمنحها كتفًا لتتكئ عليه.

“إلى ماذا تشير  بالضبط؟”

“-صمتاً ” كلمة ميكلوتوف المنفردة أسكتت غرفة العرش

“مثل هذا العداء في مكان مهم مثل هذا … ما رأيك؟!”

كرجل ذو مكانة عالية هناك، ضيق ميكلوتوف عينيه بينما يفكر  في فيلت. بعد التزام الصمت لبعض الوقت، أطلق الرجل العجوز أنفاسه.

هكذا أعلن أنه الأقوى على الإطلاق.

“همم. كان هذا سلوكًا غير مؤدب إلى حد ما، لذلك أنا أفهم وجهة نظر السيد ريكرت. في ضوء ذلك  أعتقد أنه يجب على الجميع الاستماع إلى ملخص موجز للتاريخ الشخصي للمرشحين “.

“انتظر، ما زالوا في منتصف الاختيار! اتركوا الدخيل في الثكنات حتى … ”

أيد رجل عجوز أصلع رأي ميكلوتوف “…في الواقع يمكننا أن نقرر ما إذا كانت مناسبة أم لا بناء على ذلك “.

أعاد السؤال المتعلق لـ سوبارو   التوتر إلى وجه إيميليا.

عندما رأى بقية أعضاء مجلس الحكماء يمؤون، اتخذ المسؤول المدني الذي يُدعى على ما يبدو ريكرت خطوة إلى الوراء. تابع ميكلوتوف   “السير راينهارد. سنسمع أولاً إلى تاريخ سيدتكِ   “.

لكن بريسكيلا أحبطت جهوده منذ البداية، حيث ابتسمت  بمهارة وهي تخفي فمها من المعجبين بها.

بعد أن تم استدعاؤه، انحنى راينهارد على ركبة واحدة وأظهر  أقصى درجات الاحترام. لم يكن سوبارو متورطًا حتى، لكن تعرق جسده. بعد كل شيء  فإن قول الحقيقة بشكل صريح من شأنه أن يكشف بشكل طبيعي حياة فيلت الإجرامية ويثير المزيد من المشاكل.

“- هل الجميع راضون؟ يبدو أن كلاً من السيدة فيلت والسيدة إيميليا قد هدأتا بدرجة كافية … ”

“حتى قبل شهر تقريبًا، كانت السيدة فيلت تعيش في زاوية الحي السفلي للعاصمة الملكية – المعروف أيضًا باسم “الأحياء الفقيرة”.  أُتيحت لها فرصة  حيث  لمست جوهرة التنين. بعد أن حكمت أنها مؤهلة لتكون عذراء التنين، أحضرتها معي بالطبع “.

طوى القط الرمادي الصغير ذراعيه،  وزفر صغير بأنفه الوردي وهو يطفو ببطء لأسفل. تجمدت عيناه السوداوان تعبيراً عن برودة غير مسبوقة.

لتهدئة مخاوف سوبارو، قدم راينهارد تقريره بينما  يلتف ببراعة حول الأجزاء الإشكالية. كان للتفسير ثغرات كبيرة وواضحة، لكن لم يركز الجميع على ذلك، بل على أشياء أخرى معينة الأحياء الفقيرة … يا سيدي راينهارد، هل أنت مجنون؟!”  صرخ ريكرت “أحضرت متشردة من الشوارع إلى حفل لاختيار الملكة التي يجب أن تحمل مستقبل لوغونيكا؟! ماذا تعتبر العرش الملكي ؟! ”

يقررون  التخلي عن كل عمل إيميليا الشاق على جانب الطريق لاستخدامها كحصان سباق.

“…”

كانت بلا شك تشير إلى رد الفعل المحيط بها قبل لحظات، بما في ذلك السخرية الصاخبة عندما أطلقت على فنفسها  اسم بريسكيلا الأعلى. لم تدع  بريسكيلا ذلك يزعجها، ولم تقم بأي محاولة لدحضهم.

فعل راينهارد ما طُلب منه، معربًا عن أقصى درجات اللطف مع الموجودين على المنصة. لم يكشف تعبيره الشخصي الشجاع عن أدنى تلميح للسلبية. وجّه ريكرت كلماته إلى ميكلوتوف بعد ذلك.

من المؤكد أنه  يعتقد أنه من المناسب إعطاء فيلت نفس الفرصة لإلقاء الخطاب مثل  المرشحون الآخرون.

“يجب اختيار شخص مناسب للتاج. لا يمكننا ببساطة أن نخضع  إلى من يصادف أن يمشي – ”

مر الحراس أمام عينيه. بحلول الوقت الذي استعاد تركيزه فيه، ابتعد الرجل العجوز روم   بالفعل. تجمد سوبارو في مكانه، يراقبهم يذهبون في صمت.

عندما حاول ريكرت ببلاغة التأثير على ميكلوتوف، قام صوت مألوف بضرب الماء البارد على جهوده

يبدو أن إيميليا  التي أدركت من هي فيلت، قد توصلت إلى نفس النتيجة التي توصل إليها سوبارو.

“السيد. ريكرت، أنت متحمس للغاية بشأن هذا الأمر، أليس كذلك؟ ”

لاحظ راينهارد موقفها، فأومأ برأسه بأدب إلى إيميليا قبل العودة إلى الفرسان، تاركًا إيميليا وفيلت يصطفان بشكل غير مريح مع المرشحين الآخرين. فقط بريسكيلا لم تتغير، أظهرت نفس المظهر الملل. لم تكن تبدو وكأنها  تفكر في خطأها بأدنى حد.

“هراء  روزوال . ولا أوافق على سلوكك. ليس أنا فقط، بل كل المسؤولين. لقد أغفلنا هذا حتى الآن لأننا في وقت أزمة، لكني لن أكبت لساني. لا يتعلق الأمر بقيام منزل أستريا  بنقل المخنثين إلى هذه القاعات، ولا أنت، الأحمق الذي  يرشح نصف شيطانة لتكون ملكة  …! ”

“أوه، هل تعرفت عليهم؟ تم صنع هذا في فولاكيا جنوبًا.  إخراجها من هناك مشكلة كبيرة.  صعب  لذا فقد تم تعليق الطلب لفترة طويلة. أيضًا  يبدو رائعًا، لذا فهو مهم جدًا “.

“-السيد. ريكرت. أود أن أقترح عليك تعديل تعليقاتك “.

ذهب هدوء روزوال  وحل محله مكانه  هالة ساحقة. مجرد النظر إليه سيبرد الشخص  حتى العظم. ربما  تذبذب الهواء من حوله ناتج عن كمية هائلة من المانا.

تردد صدى الكلمات الباردة في جميع أنحاء الغرفة.  أحمر وجه ريكرت   من السخط  وتابع روزوال : “من السيئ  أن تطلق على نصف جان على أنه” نصف شيطانة “. علاوة على ذلك  تظل السيدة إيميليا مرشحة ملكية … هل تفهم أي منا يجب أن يتذكر مكانه؟ ”

توقفت إيميليا ونظرت للخلف.”— سوبارو …”

لم تتغير نبرة صوت روزوال عن المعتاد، لكن القوة الكامنة وراءها جعلت ريكرت يتجنب عينيه. هز رأسه   لإخفاء ترهيبه وأشار بشكل مثير إلى المنصة.

لتهدئة مخاوف سوبارو، قدم راينهارد تقريره بينما  يلتف ببراعة حول الأجزاء الإشكالية. كان للتفسير ثغرات كبيرة وواضحة، لكن لم يركز الجميع على ذلك، بل على أشياء أخرى معينة الأحياء الفقيرة … يا سيدي راينهارد، هل أنت مجنون؟!”  صرخ ريكرت “أحضرت متشردة من الشوارع إلى حفل لاختيار الملكة التي يجب أن تحمل مستقبل لوغونيكا؟! ماذا تعتبر العرش الملكي ؟! ”

“و- وماذا في ذلك؟ لا أعتقد أن ادعائي خطأ. التأهل كـ عذراء التنين لا يعني أنها مؤهلة لتكون ملكة. اللورد ميكلوتوف! لو سمحت أعد التفكير! لا يمكن بناء الازدهار المستقبلي للمملكة على انتخاب مرشحة ملكية فاحشة مثل – ”

اختتمت بريسكيلا حكايتها وهي تدوس  بكعب عالٍ بينما  كل العيون موجهة عليها.

“- سيدي راينهارد ”

خفض روزوال صوته وهو ينظر إلى مجلس الحكماء.

لم يخاطب ميكلوتوف ريكرت  الذي يحاول  التأثير على وجهة نظره، بل خاطب الفارس ذي الشعر الأحمر.

“كنت أفكر في وقت سابق أنك  كتكوت حسنة المظهر، لكن أعتقد أن لديكِ سرير زهور داخل رأسك أيضًا، أليس كذلك؟ إذا كنتِ تريدين  قتال، سأقاتل. يعلم الجميع  أنكِ تحلمين بأكثر مما يمكنكِ الحصول عليه “.

“هل هذه الفتاة …؟”

صرخ وهو ينظر إلى فيريس من أعلى إلى أسفل.

“لا يمكنني أن أكون متأكدًا تمامًا، لأن وسائل الإثبات   لم تعد موجودة. ومع ذلك  يجب أن أقاوم الرغبة في تسمية هذه مصادفة ”

“لا ينبغي أن يقدم تابعي مثل هذا العرض المثير للشفقة. وماذا عن قديس السيف؟ أنت المفترض الأقوى  على الأرض. قم بعمل شيء ما ”

“ماذا تسميه إذن؟”

ردا على تصريح ميكلوتوف، حبس المتواجدين في الغرفة أنفاسهم وحدقوا في فيلت.

“- أود أن أطلق عليه القدر”

ضربت الكلمات التي خرجت من شفاه راينهارد ريكرت بقوة أكبر “سيدي راينهارد … بالتأكيد، أنت لا تقول  …”

بعد رد راينهارد، أغلق ميكلوتوف عينيه كما لو أن هذا البيان يحمل بعض المعنى الخاص.

عندما حاول الرجل العجوز طرح السؤال، انفجر فيلت ضحكة محرجة.

لم يكن لدى سوبارو ولا من حوله أي فكرة عما يتحدث عنه الاثنان. يبدو أن الزوج فقط يعرف ما أشاروا إليه. محاطًا بمثل هذا الارتباك، وضع ميكلوتوف يده على جبهته، كما لو  يندب الموقف، ونظر إلى الرجال المسنين الآخرين.

“لماذا تتصرف بهذه السرعة يا راينهارد؟ … يكاد يبدو أنك ترغب في إسكات هذا الرجل المسن قبل أن يقول لك شيئًا مزعجًا. مخيف  … ”

“ألم تلاحظوا؟ ألقوا نظرة جيدة أخرى على سيدة فيلت. إذا كنتم لا تستطيعيون معرفة ذلك، يجب أن أشكك في ولائكم للمملكة ”

تكلم سوبارو  لإبقاء توتر منخفض تحت الضغط، لكن هدوء يوليوس لم يتعثر.

ردا على تصريح ميكلوتوف، حبس المتواجدين في الغرفة أنفاسهم وحدقوا في فيلت.

لم يرَ إذلال سوبارو لأنه  متمركز خارج الأبواب المزدوجة الضخمة. علاوة على ذلك أظهر سلوكه الاحترام تجاه شخص يعتقد أنه مرتبط بـ  أحد المرشحين الملكيين.

أشار ريكرت  إلى عيوب فيلت “بالنظر إليها، بالطبع يمكن للمرء أن يقول … إنها لا تزال صغيرة جدًا، وهناك الكثير من الأشياء التي يجب أن تتعلمها قبل أن تطأ قدمها على مقربة م-! ”

“ماذا، السيد ليب …؟ مممم. سيدة بريسكيلا، ما طبيعىة  علاقتك مع السيد ليب؟ ”

فجأة  تيبس وجهه كما لو  أدرك شيئًا ما، واتسعت عيناه  من الصدمة.

“…عادلة؟”

“الشعر الأشقر  والعيون القرمزية – ؟!”

قبل أن يستدعي سوبارو الشجاعة للنظر إلى الوراء، صدى صوت واضح.

بمجرد أن قالها ريكرت، صُدم  المسؤولين الآخرين بقوة مماثلة. الوحيد الذي لم يتأثر هو سوبارو، جاهل بالمعرفة العامة في ذلك العالم.

“بغض النظر عن مؤهلاتكِ ، فأنتِ  من الأحياء الفقيرة. من الممكن أن تمتلكي السلالة الملكية، التي من المفترض أنها مفقودة. لا أستطيع حتى أن أبدأ في فهم الضيق الذي يجب أن يجلبه لكِ هذا. هل أنتِ مصممة على رؤية ذلك؟ ”

عندما نظر سوبارو إلى الجانب، بدا أن فيريس ويوليوس يفهمان الأمر. لم يستطع معرفة ما  يفكر فيه آل، كالمعتاد  لكن لم يُظهر آل أي علامة خاصة على المفاجأة.

بينما صاح سوبارو بالتفسير، صُدم  بوردو أكثر.

“الشعر الأشقر والعيون القرمزية – هذه ميزة  سلالة دم عائلة لوغونيكا الملكية. لكن! لا يمكن أن تكون! ماتت كل السلالة الملكية في تلك الحادثة قبل نصف عام! من المستحيل ببساطة أن تكون هذه الفتاة من – ”

قام ميكلوتوف بفحص تعبيرات الأعضاء الآخرين في مجلس الحكماء، طالبًا التأكيد بإعلانه عن البدء الرسمي للاجتماع. ردا على ذلك، أنزل الرجال كبار السن رؤوسهم في الموافقة واحدا تلو الآخر.

قاطع راينهارد بهدوء إنكار ريكرت القوي.

متجاهلًا إلحاح رفيقه، صاح الحارس عائدًا إلى الرواق. كان العديد من الرجال يجرون الدخيل الذي تسلل إلى القلعة إلى الأمام.

“-السيد ريكرت، هل أنت على علم بحادثة   القصر منذ حوالي أربعة عشر عامًا؟ ”

كان ذلك أقصر أمر في العالم.

ضربت الكلمات التي خرجت من شفاه راينهارد ريكرت بقوة أكبر “سيدي راينهارد … بالتأكيد، أنت لا تقول  …”

“يبدو أن عيون الحثالة كلها على جسدي الرائع”

“قبل أربعة عشر عامًا، تسلل لصوص إلى القلعة واختطفوا ابنة الأمير الثاني الراحل اللورد فولد.  فر اللصوص ، ولم يتم العثور على الابنة “.

– وهكذا تقدمت السيدة والخادم  إلى المقدمة.

كان هذا هو نوع الفشل  الذي لم يتم تسريبه أبدًا إلى الغرباء “تمكن اللصوص بسهولة من التسلل إلى القصر الملكي في ذلك الوقت. نظرًا لوجود عدد من الأمور العاجلة الأخرى، لم يتم إجراء بحث شامل عن الابنة “.

 

“مممم. كان هذا الحادث هو سبب حل وإعادة تشكيل فرسان الحرس الملكي. إن أقاربك لم يكونوا غير متورطين في هذا الأمر  على ما أعتقد؟ ”

“آه، هذا صحيح، بعض الناس ينادونني بذلك. يبدو أنك على علم بذلك أيها الصغير “.

“أجل، وهكذا  لدي معلومات قد تكون غير معروفة  لولا ذلك. وبناءً على هذا … ”

“وهذا الوجه أسوأ. لا أستطيع حتى أن أشعر بالتعاطف. إنه تجسيد لـ  لص “.

رد ميكلوتوف على رد راينهارد البسيط بإيماءة خاصة به.

كان سلوك فيلت وقحًا حتى النهاية، وتبعها راينهارد. ترك الحكيم المتساهل التناقض يمر دون تعليق، وأجاب بهدوء “مفهوم”، بينما أومأ برأسه. وتابع: “على الرغم من وجود بعض الضجيج الطفيف، إلا أنني أرى أن جميع التصفيات قد انتهت. سيدة فيلت، هل لديكِ أي شيء آخر لتضيفه؟ ”

ومع ذلك  لم يظهر  ريكرت أي علامة على التراجع.

من المنصة. اشتعلت عيناها الحمراوان وهم يتفحصون وجوه أولئك المجتمعين. أخيرًا  أخذت نفساً عميقاً وابتسمت ببهجة وهي تلوح بإحدى يديها نحو مجلس الحكماء.

“هذا موقف متطرف – لا، موقف غير عقلاني! هل نصدق أن ابنة من العائلة المالكة اختفت دون أن  أثر قبل أربعة عشر عاماً  وظلت تعيش في الأحياء الفقيرة، والآن اكتشفتها بالمصادفة مع اقتراب الاختيار الملكي؟! وعلاوة على ذلك مؤهلة لتكون عذراء التنين؟! ”

“حتى لو كانت بالفعل تمتلك دمًا ملكيًا، فهل يمكن لشخص لديه مثل هذه التربية أن يتولى الواجبات الملكية …؟”

حتى بعد وابل المعلومات  لا يزال ريكرت مُصِراً على رأيه.

“هههه، هذا هو قائد الفرسان حقاً. تحب تلك الإمبراطورية الاحتفاظ بأسرارها، لكن يبدو أنك تعرف شيئًا أو شيئين عن الأجزاء المظلمة منها. نعم كنت عبدًا بالسيف، وطبيبًا  لمدة عشر سنوات في ذلك الوقت “.

“هذا سخيف! كل هذا مخطط.  من الممكن بسهولة العثور على فتاة ذات مؤهلات ثم تصبغ شعرها وتستخدام السحر لتغيير لون عينيها.  بالتأكيد لم تشارك يا ريانهارد في مثل هذا السلوك المخزي؟ ”

ومع ذلك   كروش نفسها هي التي قاطعت الهمهمة  “يبدو أن الكثيرين هنا لديهم فكرة خاطئة ”

“أقسم على سيفي”

“لقد أنقذتكِ دائمًا عندما كنتِ في ورطة! مرات عديدة! ادفعي ضريبة تلك الخدمات مرة أخرى، الآن! الآن أقول! بسرعة بسرعة!! افعلي شيئًا! ”

أزال راينهارد السيف من على ووضعه على الأرض، مقدمًا إياه في استعراض لأعلى درجات الاحترام. عندما رأى ريكرت  الفارس  يعرض مثل هذا احترام، توتر جسده.

“قلت لك، أليس كذلك؟ أنا جشعة. لذا بمجرد أن يكون شيئًا ما لي، يكون لي. وإذا حصلت على شغف أقوى، فإنني أستخدم كل ما لدي لإرضاء ذلك. حياتي في كاراراجي، شركة هوشين، وجميع الأشخاص الذين يعملون هناك، كلهم ​​جزء من سعيي لتحقيق الإنجاز. لن أتخلص منهم أبداً. وبالتالي…”

“… مع فقدان جميع أفراد العائلة المالكة ، لا توجد وسيلة لتأكيد ما إذا  تحمل دمًا ملكيًا أم لا. لا أعتقد أن أي شخص سوف يحني رأسه على أساس مجرد افتراض حول هويتها “.

استمع ميكلوتوف إلى التصريح الذي كان متهورًا دون سابق إنذار، أومأ برأسه ولم يتغير تعبيره وهو ينظر إلى الفارس الذي يقف بجانب الفتاة.

“هذا طبيعي. ومع ذلك  أنا متأكد من أن السيدة فيلت تستحق العرش … حتى بدون مطالبة بالدم ”

انحنى فيريس رسميًا   حيث أعرب عن ثقته الهائلة في سيدته. ثم عاد وجهه إلى تعبيره المألوف المعتاد وهو يبتسم إلى كروش.

أثار رد راينهارد غير المهتز تنهيدة من ريكرت.

إذا حاول الرجل العجوز روم التسلل إلى القلعة، فلن يكون الزناد سوى الرسالة التي تركها سوبارو في كادمون. استنتج الرجل العجوز الحاد أن سوبارو  لديه سبب للاعتقاد بأن فيلت  في القصر الملكي. وقد حاول الدخول بأي وسيلة ضرورية.

“يبدو أن قديس السيف  مستثمر فيها”  مرة أخرى  وجه نظره إلى فيلت، موضوع المسألة المطروحة.

أغلق ماركوس فمه بنظرة نادرة من الخزي. عند رؤية واجهته الرسمية تنهار، شعرت فيلت بالفخر الشديد بنفسها. استدارت أمام الجمهور المذهول.

“بغض النظر عن مؤهلاتكِ ، فأنتِ  من الأحياء الفقيرة. من الممكن أن تمتلكي السلالة الملكية، التي من المفترض أنها مفقودة. لا أستطيع حتى أن أبدأ في فهم الضيق الذي يجب أن يجلبه لكِ هذا. هل أنتِ مصممة على رؤية ذلك؟ ”

“فيريس ليس  اسم رجل فقط. بل هو نفسه  ذكر  “.

بدا البيان وكأنه اختبار، طقوس حتى يتمكن ريكرت من استخدام ردها للتخلي عن مخاوفه. فقط عندما تلقى رد فيلت يمكنه السماح بانتهاء المناقشة.

بعد تصريح راينهارد، انحسر الخطاب مثل المد وكأنه يثبت أنه على حق. تقدم روزوال للوقوف إلى جانب إيميليا.

لكن فيلت رفضت بشكل قاطع   وتجاهلت تمامًا تدفق المحادثة إلى تلك النقطة “هاه؟ ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل العجوز؟ لم أقل كلمة واحدة عن كوني أريد أن أصبح ملكة “.

عند سماع سخرية سوبارو، تحدث آل بمرح إلى شخصين آخرين في نفس الصف.

فاجأ الرد غير المتوقع الجميع في الغرفة.

الطريقة التي بدا بها راينهارد محاضرة تركت سوبارو يتساءل عما يجب فعله، ولكن أسرع مما يمكن أن يقول أي شيء، استمر النقاش بشيء لا يمكن تجاهله.

وتابعت قائلة: “لقد تم جري إلى هنا  رغماً عني، أخبرته أن يعيدني ولم  يفعل، وأخفى ملابسي القديمة لذا اضطررت إلى ارتداء هذا الشيء الغبي! أنا منزعجة!  أنا لا أقبل هذا! ”

“إنه لاشيء. آسف لكل المتاعب في منتصف وظيفة مهمة حقًا “.

جلب صراخ فيلت الغاضب صمتًا محرجًا آخر في القاعة. حتى سوبارو، الذي اشتهر  بأنه غير قادر  على قراءة الحالة المزاجية، استطاع  أن يقول أن الأمور تسير نحو منحدر حاد.

الآن بعد أن أصبح  يتحدث بهدوء، كان وجه بوردو لطيفًا  ؛ الآن سوبارو يمكن أن يفهم لماذا هو في مجلس الحكماء. دفع رده الظل من عيني إيميليا، وحل محله تعبير أكثر إشراقًا وطبيعية عن الفرح.

من بين المرشحين الصامتين المتبقين، طوت بريسكيلا   ذراعاها   بتعبير ملل وقالت   “- إلى متى سنستمع إلى هذه المناقشة المملّة التي لا طائل من ورائها؟”

أصبح عقل سوبارو فارغًا، ولكن بعد ذلك، وجد على الفور إجابة لسؤاله لمرة واحدة.

عندما سقطت كل العيون على الفتاة، اهتز صدرها الكامل فوق ذراعيها المطويتين “حتى لو كانت بالاسم فقط، فقد تم تجميع خمسة حتى يمكن بدء الاختيار. كل ما نحتاجه هو أن نبدأ، وسيتم إعدام من لا يستحق في الوقت المناسب. بعد كل شيء  سأكون آخر من يقف. سواء  الأمتعة الزائدة مؤهلة لتكون ملكة أو لا   “.

 

أثارت حجة بريسكيلا الجريئة غير المنطقية رد فعل ساخنًا من فيلت  “آه …؟”

“- بعد ذلك، سأعلن عن قواعد الاختيار الملكي!” كروش كارستين، سيدة عائلة كارستين. فارس كروش الأول، الفارس الأزرق، فيليكس أرجيل، المرشحون هم كروش كارستين و بريسكيلا بارييل و اناستاشيا هوشين و إيميليا و فيلت.  هؤلاء الخمسة يحملون المؤهلات ليكونوا عذراء التنين! ”

قفزت من المنصة ونظرت إلى بريسكيلا وجها لوجه.

دفعت فيلت راينهارد بعيدًا بيدها   ونظرت إلى سوبارو.

“كنت أفكر في وقت سابق أنك  كتكوت حسنة المظهر، لكن أعتقد أن لديكِ سرير زهور داخل رأسك أيضًا، أليس كذلك؟ إذا كنتِ تريدين  قتال، سأقاتل. يعلم الجميع  أنكِ تحلمين بأكثر مما يمكنكِ الحصول عليه “.

داس بوردو على قدمه، وذراعيه واسعتان وهو يصرخ، ونبرته وأسلوبه متوترين. حتى هذا الفعل لم يجلب أي رد فعل من إيميليا.   ثم أجابت روزوال : “سيد بوردو، هل انتهيت؟”

”هذه الغطرسة. هل تعرفين من أكون…؟”

“تلك الفتاة … من ذلك الوقت … ؟! لهذا السبب بدا راينهارد مندهشاً جداً … ”

“ها، أود أن أعرف …!”

وتقدم رجل من بينهم إلى الأمام  “عفواً، إذا جاز لي بالسؤال”

تجاهلت بريسكيلا  البيان بضحكة عالية  وضيقت عيونها .

“إذن مجرد فارس يتحدث إلينا عن الشؤون السياسية خارج نطاق اختصاصه …؟”

مع التقاط أنفاس سوبارو من التغيير الحاسم في الغلاف الجوي، صرخ آل من بجانبه   “أميرة، هذه هي …”

كان الرجل العجوز روم لا يزال يسجد بينما كان الاثنان يمازحان أمامه مباشرة. “لماذا، شعرت … أنا – أردت منك …”

لا بد أنه  يعرف بالضبط ما تنوي بريسكيلا   فعله.

ومع ذلك  لم يظهر  ريكرت أي علامة على التراجع.

ثم بعد صراخ آل، قطعت ريح عاصفة الغرفة. تحرك راينهارد أمامها مباشرة في جزء من الثانية وتحدث بصوت هادئ.

“يا لك من فتاة بغيضة. ما الذي تتحدثين عنه – ”

” اعذريني   سيدة بريسكيلا”

“نعم، كما تشائين سيدتي.”

في غمضة عين حرفيًا، وصل الفارس الذي أصبح على المنصة قبل لحظات بين المرشحين الملكيين. واجه الفارس ذو الشعر الأحمر  الفتاة ذات الشعر البرتقالي وخلفه إيميليا تقترب من فيلت لحمايتها.

خفض روزوال صوته وهو ينظر إلى مجلس الحكماء.

امتلأت عيون إيميليا  بالغضب وهي تنظر إلى بريسكيلا.

أشار ريكرت  إلى عيوب فيلت “بالنظر إليها، بالطبع يمكن للمرء أن يقول … إنها لا تزال صغيرة جدًا، وهناك الكثير من الأشياء التي يجب أن تتعلمها قبل أن تطأ قدمها على مقربة م-! ”

“مثل هذا العداء في مكان مهم مثل هذا … ما رأيك؟!”

“أنا أوافق أيضًا.”

ومع ذلك  لوحت بريسكيلا من الإزعاج بيدها.

“هذا سخيف! كل هذا مخطط.  من الممكن بسهولة العثور على فتاة ذات مؤهلات ثم تصبغ شعرها وتستخدام السحر لتغيير لون عينيها.  بالتأكيد لم تشارك يا ريانهارد في مثل هذا السلوك المخزي؟ ”

“أنا فقط أقوم بالتوضيح للعاهرة غير المدربة مكانها المناسب. بعد كل شيء لا يمكن تعويض عدم الأدب تجاهي إلا بحياتها “.

شعرت بعبوسه عند النظرة إلى  وجهه  وهي تتقدم إلى الأمام.

ضغطت إيميليا على   بريسكيلا”ألن تتأسفي؟ أم أنكِ  لا تدركين أنكِ فعلتي شيئًا خاطئًا؟ ”

حثت إيميليا بـ “هل أنا؟” بالطبع  لم يحصل على أي رد فعل. قد تكون الاستجابة الطبيعية أكثر من أن نأملها نظرًا لتوترها منذ لحظات سابقة. أثرت حساسية روزوال على أعصاب سوبارو بشكل أكثر قسوة.

للحظة  جعلت الكلمات وجه بريسكيلا خاليًا. ثم نظرت إلى إيميليا وضحكت ضحك لا يكاد يكون مقيّدًا.

كان هذا بالتأكيد أحد الخيارات المتاحة لإيميليا. لكنها لم تختره. أوضحت “مقارنة بالمرشحين الآخرين، أنا عديمة الخبرة وأفتقر إلى العرفة في العديد من المجالات. هناك جبل من الأشياء التي لا أعرفها ويجب أن أدرس. ومع ذلك  أعتقد أن جهودي للوصول إلى هدفي لا يقل عن أي جهد شخص آخر “.

“آه، هذا ممتع للغاية. نادراً ما كنت مستمتعة هكذا. يمكنكِ اعتبار ذلك مجاملة “.

كرجل ذو مكانة عالية هناك، ضيق ميكلوتوف عينيه بينما يفكر  في فيلت. بعد التزام الصمت لبعض الوقت، أطلق الرجل العجوز أنفاسه.

“يا لك من فتاة بغيضة. ما الذي تتحدثين عنه – ”

“لقد فعلنا ذلك بالفعل، لأننا ندرك جيدًا أننا نجسد كرامة المملكة يوميًا. نتدرب بالجسد والروح، بما في ذلك كيفية التصرف في مكان مهم. هل أنت مستعد لتعلم كل هذا؟ ”

قالت بريسكيلا: “هل ينبغي على المرء أن يعتذر عن فعل شيء خاطئ؟ إذا كان هذا هو الحال، فلماذا لا تعتذرين يا   نصف جان ذات الشعر الفضي؟ في حالتك يجب أن تقولي أنا آسفة لأني ولدت ”

“يا هذا!”

حتى سوبارو يمكن أن يقول أن الصدمة قد أصابت جسم إيميليا بالكامل. ارتجفت كتفاها وخفت خوفها من عينيها   وحل محله  ألم حاد.

مر الحراس أمام عينيه. بحلول الوقت الذي استعاد تركيزه فيه، ابتعد الرجل العجوز روم   بالفعل. تجمد سوبارو في مكانه، يراقبهم يذهبون في صمت.

“أنا … ليس لدي أي علاقة بالساحرة …”

ظلت نبرة روزوال غير رسمية حتى الآن “نعم، نعم. تقدمي على خطى كل هؤلاء الفرسان، أشعر بأني لست في مكاني “.

“هل مثل هذا العذر يعني أي شيء لأي شخص؟ أنتِ صورة  للكائن المحظور على العالم. إن منظرك ذاته يملأ الناس بالخوف ويجعل قلوبهم ترتجف. أليس هذا هو السبب في أنكِ تغطين وجهكِ وتحجين مظهركِ؟ ”

“هذا خطأك أيضًا، اللعنة! لقد تلاعبت بي! رجل لديه آذان القط، اللعنة! مجرد تذكر ذلك الأمر يجعلني أرتجف! ”

تعرضت إيميليا للاعتداء من جميع الجوانب من قبل كلمات بريسكيلا اللاذعة، وأثنت بصمت وجهها الشاحب.

الرجل العجوز روم، الذي لا علاقة له بالتواجد هناك على الإطلاق!

حتى سوبارو فهم  معنى بريسكيلا. لقد فهم ذلك، لكنه لم يستطع قبوله، لأنه تسبب بشكل غير عادل في الألم لإيميليا لأسباب لا علاقة لها بها على الإطلاق.

قام آل بتقييم بتقديم رده  بهدوء، ورفع العلم الأبيض في وقت قصير. جلب سلوكه السخط على وجه بريسكيلا، وبدا أن كل الحقد والعداء في تلك المرحلة قد تبدد.

لم يستطع التحمل بعد الآن. ومع ذلك  مرة أخرى، كان على سوبارو الانتظار حتى يتصرف  آل.

نصف جان ذو شعر فضي، إيميليا، الساحرة المتجمدة.

قدم آل نقدًا صريحًا لاستبداد بريسكيلا “يا أميرة، هل يمكننا ترك الأمر عند هذا الحد؟ إن إضافة المزيد من الأعداء هنا يضعنا في مأزق خطير، خاصة إذا كان أحدهم هو قديس السيف  ”

شاهد الشاب ذو الشعر الأحمر.  تصريحها يعني أنها تتخلى عن شخص قريب جدًا منها، وتتخلى عن حقها في إصدار الأوامر – وترفض المشاركة في الاختيار الملكي.

“لا ينبغي أن يقدم تابعي مثل هذا العرض المثير للشفقة. وماذا عن قديس السيف؟ أنت المفترض الأقوى  على الأرض. قم بعمل شيء ما ”

لاقى خطاب يوليوس  إيماءة سخية من ميكلوتوف.

“لن أستمر دقيقة واحدة …”

شعرت يميل رأسها. للحظة واحدة، أوقف سلوكها الوقت نفسه. ثم انفجرت الغرفة.

قام آل بتقييم بتقديم رده  بهدوء، ورفع العلم الأبيض في وقت قصير. جلب سلوكه السخط على وجه بريسكيلا، وبدا أن كل الحقد والعداء في تلك المرحلة قد تبدد.

“حسنًا، بدا الأمر كما لو أنه  يهين الفرسان. أنا لا أمانع، ولكن ما رأيكما؟ ”

لا أحد في الغرفة  بما في ذلك سوبارو، يمكنه إخفاء صدمته من تعامل آل  مع مثل هذه اللَّبْوَة المفترسة. ولكن على أقل تقدير، تم نزع فتيل التهديد الفوري المتمثل في حدوث انفجار.

عند سماع سخرية سوبارو، تحدث آل بمرح إلى شخصين آخرين في نفس الصف.

مع تسوية هذه المسألة، استقر الصمت على الغرفة مرة أخرى. فجأة  تردد صدى رنين عالي،  صوت رمي ​​عملة معدنية. وهكذا استحوذ ميكلوتوف على انتباه المجموعة.

ضغطت إيميليا على   بريسكيلا”ألن تتأسفي؟ أم أنكِ  لا تدركين أنكِ فعلتي شيئًا خاطئًا؟ ”

“- هل الجميع راضون؟ يبدو أن كلاً من السيدة فيلت والسيدة إيميليا قد هدأتا بدرجة كافية … ”

“مم، تم ضبطنا. انظر يا روزوال ؟ أخبرتك أنه ليس من الجيد المبالغة  “.

ردت إيميليا أولاً “نعم … أنا بخير. يبدو أنها أيضًا … ”

“- هذا وحده لا يكفي يا ماركيز روزوال .” انحنى يوليوس بأناقة.

“دعيني أذهب! ليس الأمر كما لو أنني فعلت أي شيء! ”

ألقى خطاب الفتاة المشرقة الوجه بالفوضى في القاعة كما لم يحدث من قبل.

ردًا على غضب فيلت، أومأت إيميليا على عجل وتركتها تذهب.

من المنصة. اشتعلت عيناها الحمراوان وهم يتفحصون وجوه أولئك المجتمعين. أخيرًا  أخذت نفساً عميقاً وابتسمت ببهجة وهي تلوح بإحدى يديها نحو مجلس الحكماء.

“كنت بخير، لذلك لم تكن بحاجة إلى فعل أي شيء!” أصبحت فيلت غاضبة “هل أبدو كطفلة صغيرة ضعيفة بالنسبة لكِ؟!”

أعاد السؤال المتعلق لـ سوبارو   التوتر إلى وجه إيميليا.

“… نعم، لم يكن ذلك ضروريًا. أنا آسفة”

أدى تحديقها إلى زيادة السخط في القاعة، لكن لم يعترض أحد على ذلك. حتى ريكرت، بعد أن احتج على كروش بمثل هذه القوة، كان يفتقر على ما يبدو إلى الشجاعة للدخول في حرب كلامية مع خصم لديه إصابة في دماغه. وهكذا  أجاب ميكلوتوف  “مم. أفهم إذن. بما أن السيد ليب  أحد معارفي منذ سنوات عديدة، يؤسفني سماع خبر وفاته … لكني أرى أن مطالبتك قائمة على أساس راسخ   سيدة بريسكيلا “.

“- أنا لا أشكركِ”

انضم سوبارو إلى المعركة لتحديد مكانه الخاص في العالم بوضوح.

لاحظ راينهارد موقفها، فأومأ برأسه بأدب إلى إيميليا قبل العودة إلى الفرسان، تاركًا إيميليا وفيلت يصطفان بشكل غير مريح مع المرشحين الآخرين. فقط بريسكيلا لم تتغير، أظهرت نفس المظهر الملل. لم تكن تبدو وكأنها  تفكر في خطأها بأدنى حد.

بطريقة ما، على الرغم من أن إيميليا  تتحرك بشكل عادي، إلا أنه لاحظ أن خطوتها بدت متوترة قبل أن تصل إلى المركز.

في كلتا الحالتين، رأى ميكلوتوف أن الخلاف قد تم تسويته، وأعلن من جديد  “إذن  دعونا نمضي قدمًا – الاختيار حول الخلافة الملكية. يقترح مجلس الحكماء بموجب هذا عقد اجتماع بين جميع المرشحين للاختيار الملكي “.

جعل الاحترام الدافئ لفريس في عيون كروش قوة علاقتهما واضحة.

 

“هذا عرض جيد جدًا. هل تدربتم جميعًا على هذا اليوم فقط؟ ”

2

يقررون  التخلي عن كل عمل إيميليا الشاق على جانب الطريق لاستخدامها كحصان سباق.

 

جعل الخطر الهائل ركبتي سوبارو تصرخان طلباً للرحمة. انتشر الاهتزاز من أطراف أصابعه.

أعاد إعلان ميكلوتوف الجاد التوتر إلى القاعة مرة أخرى. بشكل عفوي، حتى المرشحين وقفوا أكثر استقامة. و وجوه المتفرجين لم تعد تبدو هادئة.

“حسنًا، سيدة بريسكيلا بارييل، إذا سمحتِ …”

قام ميكلوتوف بفحص تعبيرات الأعضاء الآخرين في مجلس الحكماء، طالبًا التأكيد بإعلانه عن البدء الرسمي للاجتماع. ردا على ذلك، أنزل الرجال كبار السن رؤوسهم في الموافقة واحدا تلو الآخر.

ضاقت عيون ميكلوتوف.

“أشكركم على موافقتكم. دعونا نبدأ المناقشة. على الرغم من أن موضوع  المناقشة هو من ستكون الملكة … القضية هي طريقة الاختيار. لقد قمنا بتجميع المرشحين عبر جوهرة التنين، لكن طريقة الاختيار ليست ثابتة. لتحديد ذلك   اعتقد  أنه من الأفضل أن أسأل أولاً إلى أي مدى يرغب المرشحون في الذهاب “.

احتفظت بهذه الابتسامة على وجهها وهي تشير إلى فرسان الحرس الملكي بيدها الأخرى.

أومأ أعضاء مجلس الحكماء إلى جانب كلمات ميكلوتوف. نظرًا لعدم وجود اعتراضات، نظر ميكلوتوف نحو ماركوس، واقفًا على أهبة الاستعداد على زاوية المنصة. تقدم الفارس إلى الأمام مرة أخرى، وانحني بعمق كوكيل لكل من في القاعة.

لم تتغير نبرة صوت روزوال عن المعتاد، لكن القوة الكامنة وراءها جعلت ريكرت يتجنب عينيه. هز رأسه   لإخفاء ترهيبه وأشار بشكل مثير إلى المنصة.

طأعتقد أن كل مرشح حاضر لديهم ماضي وهدف.  سأجعل كل من في الغرفة يسمع ذلك. أولاً   دعونا نبدأ   مع السيدة كروش  والسير فيليكس أرجيل! ”

جعل الخطر الهائل ركبتي سوبارو تصرخان طلباً للرحمة. انتشر الاهتزاز من أطراف أصابعه.

أومأت كروش بهدوء بعد سماع كلمات ماركوس.

“حتى اليوم المحدد، سيعمل جميع المرشحين على العرش لدعم أراضيهم والمملكة إلى أقصى حد ممكن!”

“مم.”

“هذا سيء-”

رفع فيريس يده   “نعم سيدي!”

مر الحراس أمام عينيه. بحلول الوقت الذي استعاد تركيزه فيه، ابتعد الرجل العجوز روم   بالفعل. تجمد سوبارو في مكانه، يراقبهم يذهبون في صمت.

بينما سار فيريس للأمام للانضمام إلى جانب كروش، نظرت إلى ماركوس ودفعت خديها بأصابع السبابة.

ابتسمت اناستاشيا.

“الكابتن، أواصل  إخبارك  أنه فيريس، وليس فيليكس. هذا يضر فيريس “.

صدمة أقوى من أي صدمة اليوم ضربت ناتسكي سوبارو “-آه؟”

ارتفع ذقن ماركوس على الفور.

كان ذلك بقدر ما وصل إليه قبل أن يقوم بأخذ ذهني مزدوج.

“ليس لدي أي نية لمنح معاملة خاصة لأي مرؤوس، بمن فيهم أنت. قدم نفسك “.

“أعتذر بشدة عن إثارة هذه الضجة أمام العرش. سأزيل هذا على الفور – ”

ضغطت فيريس على يدها بسبب عدم الرضا وهي تقف إلى جانب سيدتها “كروش”.

“لا.”

“كروش كارستين، المرشحة الملكية والفارس  فيريس ”

بعبارة أخرى، كانت تعلن أنها تسعى للحصول على العرش الملكي بسبب جشعها.

أعلنت كروش عن نفسها دون أدنى خجل، وظلت فيريس  كما كانت دائمًا. قام ماركوس بتعديل مقدمتهم الذاتية.

2

“السير فيليكس أرجيل ”

شعر بانخفاض درجة الحرارة، أكثر برودة مما كان عليه المكان عندما ظهر باك.

بدا العبوس على وجه فيريس واضحاً.

“ألم تلاحظوا؟ ألقوا نظرة جيدة أخرى على سيدة فيلت. إذا كنتم لا تستطيعيون معرفة ذلك، يجب أن أشكك في ولائكم للمملكة ”

علق سوبارو  “هاه، إذن اسمها الحقيقي هو فيليكس؟ هذا اسم رجل قوي “.

“لا يمكننا ببساطة السماح له بالاستمرار في مثل هذا الاحتجاج الضعيف -”

في اليابان  من المعروف أن الأطفال الأكبر سنًا لعائلات الساموراي القديمة يرثون اسمًا معينًا بغض النظر عن الجنس.  هناك أيضًا تقليد راسخ حيث يقومون  بتبادل الجنرالات  وتحويلهم إلى فتيات جميلات جدًا.

– في الواقع   كان المصطلح الوحيد  هو مشعة.

“سوبارو  ألم تسمع؟” أجاب راينهارد.

وغابت عن ذلك المكان فارسها المعلن ناتسكي سوبارو  “مع استيفاء الحد الأدنى من الشروط، أعلن بموجب هذا  بدأ الاختيار -! ”

“سمعت ماذا؟”

“أنا مندهش. ما  تسبب   ذلك فجأة؟ ”

“فيريس ليس  اسم رجل فقط. بل هو نفسه  ذكر  “.

‘أين ذهب كل هذا السلوك المهذب؟‘ تساءل سوبارو وهو يرفع يده للتحية وأظهر وجه ودود.

“-”

نظر ميكلوتوف إلى إيميليا ثم تابع إلى روزوال  “يرجى تزويدنا بتفاصيل عن المرشحة السيدة إيميليا، بما في ذلك نسبها.”

أدى بيان راينهارد إلى توقف أفكار سوبارو. طوى ذراعيه  ومال رأسه   وأغمض عينيه   وفكر بجدية في معنى تلك الكلمات.

بدا مشهد ميكلوتوف وهو يصفع فخذيه ببهجة في غير محله.

“ماذا … ماذا قلت … الآن؟”

“ما الذي تقولِه، فيلت؟ أنا قبلت ذلك. ما قلته صحيح. لا يمكنني العيش بفقدان كبرياءكِ- ”

“فيريس ليس  اسم رجل فقط. بل هو نفسه  ذكر  “.

من بين المرشحين الصامتين المتبقين، طوت بريسكيلا   ذراعاها   بتعبير ملل وقالت   “- إلى متى سنستمع إلى هذه المناقشة المملّة التي لا طائل من ورائها؟”

كرر راينهارد رده كلمة بكلمة.

 

في اللحظة التي عالج فيها عقله المعلومات، تردد صدى صراخ سوبارو في جميع أنحاء القاعة.

شعرت بعبوسه عند النظرة إلى  وجهه  وهي تتقدم إلى الأمام.

“ماذا -؟!”

“-”

“هذا رجل؟! أم أن هذه نكتة بين الفرسان؟ هذا ليس مضحكا! ”

“سوبارو  ألم تسمع؟” أجاب راينهارد.

صرخ وهو ينظر إلى فيريس من أعلى إلى أسفل.

كان رجلاً في منتصف العمر لديه تجاعيد  غير صحية تحت عينيه. لمس لحيته الكثيفة وقال “ليس لدي كلمات كافية لأشكر فرسان المملكة، وفرسان الحرس الملكي على وجه الخصوص، على كل ما يتعلق بحفل الاختيار الملكي هذا. بدون مساعدتهم، لم يكن من الممكن بالتأكيد ترتيب ذلك في مثل هذا الوقت القصير “.

بالتأكيد   فيريس أطول  مقارنة بالفتيات. لكن ملامح الوجه وجسده  بدت   أنثوية تمامًا.  امتلك  بعض الأجزاء الصغيرة المهمة في جسد  المرأة، ولكن  هناك الكثير من النساء في العالم بصدور مسطحة، حتى عند بلوغهن. لم يكن ذلك دليلاً على أي شيء.

ألقى خطاب الفتاة المشرقة الوجه بالفوضى في القاعة كما لم يحدث من قبل.

ومع ذلك  فإن كروش، بعد أن التزمت الصمت بشأن الأمر حتى ذلك الحين، أكدت أن سبب صدمته هو الحقيقة.

“على الرغم من أنني أود الضغط للحصول على مزيد من التفاصيل، فهل الفارس بجانبك لديه أي شيء لإضافته؟”

“آه، هذه أول مرة تراه؟ يمكنني أن أعلن بحزم أن فارسي فيريس  رجل “.

“هذا سخيف! كل هذا مخطط.  من الممكن بسهولة العثور على فتاة ذات مؤهلات ثم تصبغ شعرها وتستخدام السحر لتغيير لون عينيها.  بالتأكيد لم تشارك يا ريانهارد في مثل هذا السلوك المخزي؟ ”

“يمكن لأي شخص أن يقول أي شيء … أحتاج إلى دليل. نعم، لن أصدق بدون دليل! ”

“-!”

“عندما كنت صغيرة، استحممت أنا وفيريس  معًا، في ذلك الوقت كان لديه بالتأكيد عضو ذكر بين …”

مع تسوية هذه المسألة، استقر الصمت على الغرفة مرة أخرى. فجأة  تردد صدى رنين عالي،  صوت رمي ​​عملة معدنية. وهكذا استحوذ ميكلوتوف على انتباه المجموعة.

“انا آسف جداً!! لا أريد أن أجعل فتاة جميلة تتحدث عن الأعضاء الذكرية! غلطتي!!”

تحدث ميكلوتوف مرة أخرى.

وهكذا  استسلم سوبارو وحدق في فيريس الذي يقف الآن بجانب كروش.

“بصفتي خادمة في أول شركة صغيرة كنت أعمل بها، قدمت اقتراحين للمالك وقد حققوا نجاحات كبيرة، لذلك انخرطت في صفقات أكبر وأكبر، وسرعان ما أصبحت أعيش بشكل كبير لدرجة أنني نسيت ما كنت عليه في الطبقة الدنيا.  من المفترض أن يكون الأمر ممتعًا، لكنني اكتشفت أنني لست حرة. كنت حتى أقل حرية من ذي قبل “.

“هذا خطأك أيضًا، اللعنة! لقد تلاعبت بي! رجل لديه آذان القط، اللعنة! مجرد تذكر ذلك الأمر يجعلني أرتجف! ”

قرص بوردو الثابت بنظرة، صوته أجش من مدى صدمته.

 

“يا هذا!”

غضب  الجميع بسبب إعلانها الوقح. الشخص الوحيد الذي لم يتأثر بغطرسها هو الرجل الذي أطلق على الفتاة لقب سيده.

 

مرتاحًا من المشهد، ربت سوبارو على كتف إيميليا وهو يتقدم للأمام.

“مرحبًا، مياو، لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ بمفردك، سوبارو. لم يقل فيري كلمة واحدة عن كونه فتاة “.

أعطى المرشحون سوبارو نظرات فارغة. خلف يوليوس المحترم، أظهر العديد من الفرسان الاستياء من بيان سوبارو الوقح.

“لا تعبث معي، أيتها العاهرة – تصحيح… أيها الوغد!”

“لا يمكنني أن أكون متأكدًا تمامًا، لأن وسائل الإثبات   لم تعد موجودة. ومع ذلك  يجب أن أقاوم الرغبة في تسمية هذه مصادفة ”

ضحك فيريس وهو يخرج لسانه وغمز له.

بدا أن باك، روزوال، وميكلوتوف فقط هم من شاركوا في هذه النكتة المعقدة. أخيرًا حوّل روزوال نظرته إلى بوردو الحائر وقال “لتوضيح الأمر ببساطة – كان هذا التبادل هو الخطاب من جانب السيدة إيميليا. أدرك أن الخطاب يختلف إلى حد ما عن  المرشحين الآخرين، ولكن … ”

بدت كروش راضية “كل شخص يظهر هذا الوجه عندما يعرفون الحقيقة.  هذا ممتع للغاية ولا يصبح قديماً   أبدًا. – ليس لدى الكثير مثل  رد الفعل الكبير هذا ”

رد سوبارو،”انتظر، من فضلك! ليست هناك حاجة للذهاب إلى هذا الحد – ”

على الرغم من ذلك. جلب هذا الأمر عبوسًا غير معهود على وجه ميكلوتوف.

صحح آل  “ناه، أنا لم أفز. الحياة ليست لطيفة بما يكفي لرجل مسلح ليهزم مجموعة من لاعبي كمال الأجسام السمينين. لقد كنت محظوظا لإحراز الخمسة الأوائل في حفل الفوز “.

“همم. من السيئ  أن تستمري في فعل ذلك مع العلم بما سيحدث   سيدة كروش “.

ذهبت كل شجاعتها. وهكذا عادت إيميليا إلى الفتاة التي أشعلت الحب في صدر سوبارو يومًا بعد يوم.

تغير وجه كروش مرة أخرى قليلاً وهي تهز رأسها  “يبدو أنك أسأت الفهم  لورد ميكلوتوف. أنا لا أمر فيريس بارتداء هذه الملابس. كل ذلك بمحض إرادته ”

رفع راينهارد يده إلى السماء، وأصابعه مستقيمة، مقطوعة في الهواء مثل السكين. كانت معصم الرجل العجوز مقيدة بأصفاد معدنية، لكن يد الفارس قطعت بينهما كما لو كانت من الورق. انزلقت الأغلال، المقطوعة إلى قسمين، كما لو أنها ذابت، وسقطت على الأرض. تردد صدى صوت عال في الغرفة. بالمعنى الحقيقي، أعلن هذا الصوت أن هذه كانت اللحظة التي أصبح فيها الاثنان سيدًا وخادمًا.

أعترض ريكرت  على كلمات كروش ” أعتقد أنه من واجب السيد  أن يشير للتابع بارتداء  ملابس مناسبة …”

“رأيي لن يتغير. لا لبس فيه أن مظهرك، الذي يذكرنا بساحرة الغيرة، سيكون له آثار سيئة على عامة الناس. سيضع الاختيار الملكي في حالة محفوفة بالمخاطر “.

ضاقت عيون كروش رداً على ذلك “من واجب السيد أن يرى أن التابع يرتدي ملابس مناسبة، كما تقول؟ في هذه الحالة  أرغب حقًا في أن يرتدي فيريس ما هو عليه الآن. هل تفهم لماذا؟ ”

رد سوبارو،”انتظر، من فضلك! ليست هناك حاجة للذهاب إلى هذا الحد – ”

“لماذا؟”

على الرغم من أن الآخرين متوترين، إلا أن ذكاء ميكلوتوف الحاد سمح له بالحفاظ على هدوئه في وجود باك.

“الأمر بسيط للغاية.  ينبغي على المرء أن يرتدي ملابس تجعل روحه تتألق أكثر. ملابس فيريس الحالية تناسبه أفضل بكثير من درع الفارس، تمامًا كما أرتدي ملابسي الخاصة لأنها تناسبني بشكل أفضل من أي فستان “.

صفقت اناستاشيا ذات الوجه الأحمر  بيدها عندما عادت مع يوليوس إلى المرشحين الآخرين. الآن بعد أن أكدت  المرشحة الثالثة هدفها، كانت التالية في الصف –

دفعت كروش صدرها في استعراض للفخر الشخصي وهي تتحدث. عندما وقف فيريس بجانبها، ابتسم – أو بالأحرى أُعجب بسيدته الشجاعة.

“لكن عندما يتحدث الناس في العاصمة عن” الفارس بين الفرسان “، فإنهم يتحدثون عنك، أليس كذلك؟ أنت معروف حقًا، بالإضافة إلى أنك لم تنكر ذلك مطلقًا، أليس كذلك؟ ”

جعل مظهر كروش  ريكرت يفقد كل خصلة من الجدال. بينما ظل صامتاً، لم يستطع سوبارو أيضًا إلا أن يشعر بصدره يتحرك أمام شجاعة كروش.

رفعت فيلت عينيها ونادته”- راينهارد”

علق راينهارد  بصوت مرتفع إلى حد ما بالنظر إلى الظروف “هذه هي السيدة كروش… من بين المرشحين هي أول من عبرت عن رأيها ولكنها أيضًا التي حظيت بأقوى دعم. مهما  تقول، فهي تتحدث بشعور مختلف مليء الثقة عن الآخرين “.

أظهرت عيناها البنفسجيتان زوبعة من المشاعر المتضاربة. خرج لسانها الأحمر من فمها وكأنها على وشك أن تقول شيئًا –

“ماذا تقصد؟” سأل سوبارو راينهارد من الجانب.

“لا تجعل كل شيء مرتفعًا وعظيمًا معي مع رفاقك. أعلم أنه ليس لدي القوة لمتابعة ما أشعر به كما أنا الآن … ”

“منزل كارستين الذي ترأسه السيدة كروش هو عائلة من الدوقات  الذين دعموا مملكة لوغونيكا منذ وقت مبكر من تاريخها. وقد أثبتوا ولاءهم  من خلال العديد من المساهمات. والحكمة التي تقود بها السيدة كروش نفسها بصفتها دوقة شابة تجعلها المفضلة في الاختيار الملكي “.

نظر مجلس الحكماء إليها وهي تتقدم للأمام. ومع ذلك لم تتوقف الهمسات. مرارًا وتكرارًا، التقطت آذان سوبارو كلمة نصف جان.

“إذن هي … أرى، المفضلة على أساس التسجيل المبكر ”

“ولكن إذا لم تكن يدي على المملكة كافية … ربما سأستخدم هذا البلد كنقطة انطلاق للحصول على المزيد.”

حتى سوبارو  الذي يفتقر إلى المعرفة التفصيلية للرتب والألقاب، عرف أنها على بعد خطوات قليلة من قمة الهرم. مع القضاء على العائلة المالكة، ربما فضل الرأي العام شخصًا قريبًا من الملك الراحل.

لمعت عيون فيلت الشبيهة بالقطط  بشدة نحو ماركوس. حافظ ماركوس بسهولة على اتزانه المعتاد تحت ضغط نظرة الفتاة الصغيرة القاتلة.

انتشرت الهمهمة الخافتة في القاعة حيث أومأ كبار السن لبعضهم البعض أمام تفوق كروش. على ما يبدو  كان كونها المفضلة في الاختيار الملكي أمرًا يجب قبوله كحقيقة.

ابتسمت اناستاشيا وهي تشير إلى قدميها. كان واضحا ما  تشير إليه – القصر نفسه.

ومع ذلك   كروش نفسها هي التي قاطعت الهمهمة  “يبدو أن الكثيرين هنا لديهم فكرة خاطئة ”

كانت الصدمة المطلقة من ذلك كافية لجعل سوبارو ينسى تمامًا غضبه من تصريحات روزوال  السابقة.

عندما عاد الهدوء إلى القاعة، أومأت بنظرة ثابتة.

“إذا جاز لي، هذا بالضبط كما ذكرت السيدة بريسكيلا في البداية. حتى لو كان ذلك مجرد إجراء شكلي، فهناك خمسة مرشحين، لذلك قد يبدأ اختيار العائلة المالكة. وإذا بدأ  يحتاج المرء فقط إلى التواجد، نعم؟ ”

“أسعى جاهدة لأكون على دراية كاملة بما يتوقعه الجميع من خلال تولي العرش. منزل كارستين هو منزل يتمتع بسلطة كبيرة ونفوذ سياسي لسنوات عديدة. هل يجب أن أنجح كملكة؟ فالسياسة والسياسة الوطنية مضمونة للاستمرار دون ضرر … صحيح؟ ”

“ثم  المرشحة التالية – السيدة إيميليا.”

 

“بالتأكيد بعد الدمار سيكون هناك تجديد. إذا كانت ستحظى بي، فليس لدي رغبة أكبر من أن أكون بجانبها خلال ذلك الوقت “.

أومأ العديد من الأشخاص في الغرفة برأسهم وهم يستمعون إلى خطاب كروش البليغ.

بكلمة أخيرة قاسية، أدار روزوال يده نحو سوبارو. انطلقت كرة النار من راحة يده، مع اقتراب الحرارة ببطء من سوبارو لحرقه إلى رماد.

“يؤسفني أن أحطم توقعاتكم، لكن لا يمكنني ضمان مثل هذا الشيء.”

أفاد الفرسان أن مهمتهم  ناجحة. بفضل جهودهم، تم العثور على خمسة عذراوات – بمعنى آخر، تم تجميع المرشحين لملكة لوغونيكا.

بعد بيان كروش، صمتت غرفة العرش لفترة وجيزة، فقط لتندلع الفوضى بعد عدة ثوان.

“انا آسف جداً!! لا أريد أن أجعل فتاة جميلة تتحدث عن الأعضاء الذكرية! غلطتي!!”

“ما  معنى هذا؟!” هتف العديد من هؤلاء المجتمعين بينما نظرت كروش إلى المنصة، ولم يتغير تعبيرها. هزت شعرها الأخضر الغامق بينما وجهت نظرتها الشجاعة وراءهم إلى لوحة جدارية محفورة على الحائط خلف العرش الملكي.

“أنا … ليس لدي أي علاقة بالساحرة …”

“مملكة صديقة التنين في لوغونيكا … ظلت هذه الأمة مزدهرة بتكريمها للعهد الذي تم مع التنين منذ فترة طويلة. بفضل التنين   تم تجنب الأزمات المختلفة، من الحرب إلى الطاعون إلى المجاعة. لم يختف عهد التنين من المملكة في أي وقت خلال تاريخها الطويل “.

وغابت عن ذلك المكان فارسها المعلن ناتسكي سوبارو  “مع استيفاء الحد الأدنى من الشروط، أعلن بموجب هذا  بدأ الاختيار -! ”

كل هذا  حسب قصة ماركوس “العهد مع التنين” في بداية الاجتماع.

نظر ميكلوتوف إلى إيميليا ثم تابع إلى روزوال  “يرجى تزويدنا بتفاصيل عن المرشحة السيدة إيميليا، بما في ذلك نسبها.”

جلب التمسك بالعهد بين مملكة لوغونيكا والتنين  الشهرة والازدهار عبر التاريخ. بينما  الجميع يفكر في معنى كلماتها، طوت كروش ذراعيها.

أرسل الإعلان  المصحوب بضحكة تُظهر أسنانها المتعرجة، رجفة في جميع أنحاء الغرفة.

“بالنسبة للجزء الأكبر، كان الازدهار الذي تم تحقيقه من خلال   العهد مع التنين أمرًا جيدًا. إذا نشبت الحرب، يتنفس التنين ويحرق أعداءنا. إذا كان هناك طاعون، فإنه يطلق المانا لشفاء الناس. إذا كانت هناك مجاعة، فإن نقع التربة بدم التنين يمنحنا النعمة. وهكذا أنقذنا إرشاد التنين من المشقة وضمن لنا المجد – “على الرغم من الأمور الجيدة التي تخرج من  شفتي كروش، لم يضيء وجهها. تحت الاهتمام الصامت من قبل المجلس بأكمله، قالت: “دعوني أسألكم. – ألا تعتقدون أن هذا مخجل؟”

“لا مانع. داخل غرفة العرش، يقررون مستقبل الأمة بأكملها. حتى لو لم أكن مؤهلاً لأن أكون في الداخل، فأنا فخور لمجرد أن أكون على حواف القاعة “.

عادت الغرفة إلى الصمت بشعور من التوتر أكبر من ذي قبل. ولكن إذا كان على المرء أن يقارن العواطف، فإن الغضب الأكثر سخونة هو بلا شك قادم من كروش التي تقف أمام العرش.

“إذا كنت تريد التحديق، فقم بإلقاء نظرة فاحصة وجادة على هذا الرجل العجوز القذر من الأحياء الفقيرة!”

” العهد يضمن لنا الحماية من أي أزمة وأي مشقة طالما أننا نحافظ عليه. وهكذا انحدرنا إلى الليونة والفساد، معتمدين الآن على تغيير القيادة لاستمرارنا “.

تجاهل ناتسكي سوبارو جهود إيميليا لإيقافه وأعلن نفسه فارسًا لها.

دفع كلام  كروش الصارم  أحد أعضاء مجلس الحكماء إلى النهوض، وارتجف جسده  من الغضب.

“مم، تم ضبطنا. انظر يا روزوال ؟ أخبرتك أنه ليس من الجيد المبالغة  “.

“- أنتي تذهبين بعيداً جداً، سيدة كروش! لا أستطيع السماح لأي شخص أن يستهين بالعهد! هل لديكِ أي فكرة عن التضحيات التي  دفعتها المملكة منذ العهد مع التنين منذ زمن بعيد…؟ هل تنكرين  التاريخ نفسه؟! ”

بكلمة أخيرة قاسية، أدار روزوال يده نحو سوبارو. انطلقت كرة النار من راحة يده، مع اقتراب الحرارة ببطء من سوبارو لحرقه إلى رماد.

“لقد ذكرت بالفعل أن هذا الازدهار الماضي هو في الغالب شيء جيد. لم تخرج أي كلمة على شفتي تدعي أنني  لم أستفد من النعمة. وُلد منزل كارستين مع المملكة وشارك في مجدها. لو دمرت أزمة المملكة، لكان منزلي قد شارك في مصيرها. كلما أنقذ التنين الأمة، كان ينقذ منزلي أيضًا ”  توقفت كروش لفترة وجيزة ” ومع ذلك  فإن المستقبل أمر مختلف. ألا تفكر في أي شيء من الوضع المثير للشفقة الذي تقوم به في هذه اللحظة؟ ألم تتوقف عن استخدام عقلك لأنك تتشبث بالتنين والعهد؟ عندما تندلع الحرب وينزل الطاعون والمجاعة على المملكة من جديد، ألا يوجد شيء يمكننا القيام به سوى ترديد الصلاة لـ التنين؟ ”

لم يستطع النظر إلى الوراء. لم يكن لديه الشجاعة.

“هذا -”

بدا البيان وكأنه اختبار، طقوس حتى يتمكن ريكرت من استخدام ردها للتخلي عن مخاوفه. فقط عندما تلقى رد فيلت يمكنه السماح بانتهاء المناقشة.

“لقد اعتمدت هذه الأمة على  لوح التنين لفترة طويلة جدًا، وأصبحت ناعمة وضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع الوقوف. تعتبر الأمة من العادي أن التنين  سوف يساعدنا كلما اهتزت. لكن هل يمكنك القول بأننا سعينا جاهدين لتجنب حدوث مثل هذه الأمور من البداية؟ عدد من المصائب في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الفشل  العظيم قبل أربعة عشر عامًا، هي أمور تعاملنا معها من خلال هذا الضعف “.

ربما لا شيء. يكاد يكون من المؤكد لا شيء. لم يكن يجب أن يكون حكمه خاطئًا، لكن –

حبس الجميع أنفاسهم من الصدمة، وأعينهم متسعة بسبب تصريح كروش. قابلت  نظرات الصدمة والغضب، ورفعت قبضتها وأعلنت بنبل “إذا كانت المملكة ستنهار بدون حماية التنين، فيجب أن تنهار. الأمة مباركة جداً في حالة ركود، والركود يجلب الفساد، والفساد يؤدي إلى زوالها. هذا ما أعتقده “.

“السيد. ميكلوتوف، ألا تفهم؟ نصف جان ذات شعر فضي بمظهر يتوافق مع ساحرة الغيرة كما تناقلتها الحكايات القديمة! دمرت ذات مرة نصف العالم. إنها تقود كل الكائنات الحية إلى اليأس والفوضى والإبادة! لا تدعي الجهل! ”

“هل  … هل تقولين إنكِ  ستدمرين الأمة؟!”

“بما في ذلك هذا الشاب، يجب أن يكون الكثير منكم ممتنًا لـ إيميليا أنني لم تقم بتحويل هذا المكان إلى نهر جليدي في الوقت الحالي. ناشدتني ابنتي الحبيبة اللطيفة، لذلك سوف أتصرف.  إذا لم تمنعني، فستصبحون جميعًا تماثيل جليد  الآن. ”

“لا. إذا كانت الأمة ستنهار بدون التنين، يجب أن نصبح التنين أنفسنا. كل شيء ألقت به المملكة على التنين حتى الآن يجب أن تتحمله الملكة والوزير والشعب. بالإضافة إلى…”

مشى آل ووقف بجانب بريسكيلا، ورفع إبهامه كما لو  يشجعها.

أخذت كروش نفسا عميقا.

في اللحظة التي عالج فيها عقله المعلومات، تردد صدى صراخ سوبارو في جميع أنحاء القاعة.

“عندما أصبح ملكة، سوف أجعلنا ننسى العهد مع التنين   مهما حدث. مملكة صديقة التنين  لوغونيكا لا تنتمي إلى التنين، ولكن لنا “.

“لا أفهم. في مواجهة هذا الرفض، لماذا ما زلت هنا حتى؟ ”

“-”

تحدث ميكلوتوف مرة أخرى.

“الأوقات الصعبة تنتظرنا. ربما ستكون كوارث تجنبناها في الماضي بسبب قوة التنين، أو ربما مصائب أكبر. لكني لا أريد أن أعيش بطريقة أخجل منها “.

كان ذلك أقصر أمر في العالم.

انخفض صوت كروش. هزت رأسها وخفضت بصرها.

“لن أستمر دقيقة واحدة …”

“لطالما راودتني شكوك حول حالة المملكة. أعتقد أن مسار الأحداث هذا هو فرصة أرسلتها السماء لتصحيح الأمر “.

“- سيدي راينهارد ”

من حيث الولاء للملك الراحل، أو عدمه، كان تصريحًا تجديفيًا يمكن منعه على الفور.

“هذا الرجل العجوز البذيء تخطى سن الشيخوخة قبل نصف عام. ظل غير قادر على التمييز بين الحلم والواقع، وتوفي بعد أيام قليلة “.

استوعب  سوبارو كل كلمات كروش  “النبلاء على حق من الناحية النظرية، ولكن …”

“هنا.”

يصعب إنكار الكثير مما قالته.

وبالكاد بدأت مقدمة الاختيار الملكي.

حوله، رأى أنه ليس الوحيد. لم يكن أحد على استعداد لرفع صوت ضد حجة الفتاة الجريئة. كانت هنا فتاة على استعداد لتحطيم تاريخ المملكة – جوهر ما يتطلبه الأمر لتصبح ملكة.

“سرقتي؟”

بعد أن استمع ميكلوتوف إلى ادعاءات كروش حتى النهاية، مرر الأمور إلى فيريس الواقف بجانبها

قاطع راينهارد بهدوء إنكار ريكرت القوي.

“مممم. نحن نفهم وجهة نظر السيدة كروش. الآن بعد ذلك  سير فيليكس أرجيل، هل هناك أي شيء ترغب في إضافته؟ ”

“بعبارة أخرى  عذراء التنين التي بحثنا نحن الفرسان  عنها لا يستحقون ولائنا؟”

على ما يبدو  كان مكان التابع للدفاع عن السيد  “شكرًا لك على سؤالك، ولكن ليس لدي أي شيء آخر لأضيفه. سيدة كروش تقول أفكارها كما هي بالضبط. وسيثبت التاريخ أن تصرفات السيدة كروش صحيحة. ليس لدي أدنى شك على الإطلاق في أن سيدتي هي من ستصبح الملكة ”

“لا. إذا كانت الأمة ستنهار بدون التنين، يجب أن نصبح التنين أنفسنا. كل شيء ألقت به المملكة على التنين حتى الآن يجب أن تتحمله الملكة والوزير والشعب. بالإضافة إلى…”

انحنى فيريس رسميًا   حيث أعرب عن ثقته الهائلة في سيدته. ثم عاد وجهه إلى تعبيره المألوف المعتاد وهو يبتسم إلى كروش.

تابعت اناستاشيا  “أحد الأشياء العظيمة في كاراراجي هو كيف أعطت فتاة مثلي فرصة جيدة. اتضح أن لدي موهبة حقيقية لاستنشاق رائحة الذهب، وهي ممتعة أيضًا “.

“سيدة كروش، أنتِ لا تصدقين حقاً. فيريس سيُغمى عليه – ”

“… سيدة فيلت.”

” من وقت لآخر  أفشل في فهم ما تقوله   فيريس.   لكن أسامحك “.

وقع العجوز روم  نفسه  بسهولة في فخها.

جعل الاحترام الدافئ لفريس في عيون كروش قوة علاقتهما واضحة.

“ا- انتظر … لا تخبرني، هو …”

مع ختام هذا التعبير عن الثقة من كروش، قام ميكلوتوف لفترة وجيزة بترتيب الأمور.

لم يستطع التحمل بعد الآن. ومع ذلك  مرة أخرى، كان على سوبارو الانتظار حتى يتصرف  آل.

“مممم، لقد سمعنا أخيرًا من شخص واحد …   على الرغم من أنه يبدو أن آرائها قد أحدثت ضجة كبيرة.”

رفع راينهارد يده إلى السماء، وأصابعه مستقيمة، مقطوعة في الهواء مثل السكين. كانت معصم الرجل العجوز مقيدة بأصفاد معدنية، لكن يد الفارس قطعت بينهما كما لو كانت من الورق. انزلقت الأغلال، المقطوعة إلى قسمين، كما لو أنها ذابت، وسقطت على الأرض. تردد صدى صوت عال في الغرفة. بالمعنى الحقيقي، أعلن هذا الصوت أن هذه كانت اللحظة التي أصبح فيها الاثنان سيدًا وخادمًا.

بالنسبة إلى مجلس الحكماء والمسؤولين ، كانت خطط المرشحة ذات الدعم الأقوى بمثابة صاعقة من دون سابق إنذار.   من الواضح أن التبادل بأكمله قد أدى إلى نفور العديد من المؤيدين المحتملين. لكن أي شخص  سمع هذا الخطاب لن يساوره أي شك في أن أولئك الذين يدعمونها يثقون بها بأعلى مستوى ممكن.

لقد اتخذ  تصميمه ونفسه وداس عليهم جميعًا.

سوبارو قال لنفسه   “ما زلت لا أعرف كيف سيختارون ، على الرغم من …”

أعترض ريكرت  على كلمات كروش ” أعتقد أنه من واجب السيد  أن يشير للتابع بارتداء  ملابس مناسبة …”

الهدف من هذا العرض هو تحديد كيفية القيام بذلك.  عدم وجود قواعد صارمة وسريعة يعني أن كل ما يمكنه فعله هو متابعة النقاش، بغض النظر عن شعورهم .

المرتزق آل  بذراع واحد من عالم آخر.

واصل  ماركوس الذي على ما يبدو استعاد رباطة جأشه.

وأعقبت النفخة الصغيرة الخافتة إهانات مثل تلك التي كانت من قبل نحو الحراس. أدرك سوبارو وحده المعنى الحقيقي لكلمات روم.

“ثم دعونا نستمر،  المرشحة التالية بجانب السيدة كروش. ”

“… نعم، لم يكن ذلك ضروريًا. أنا آسفة”

تقدمت الفتاة ذات الشعر البرتقالي إلى الأمام بنظرة متعجرفة على وجهها “همف، أخيرًا. إنه وقت بريسكيلا العليا، إذًا “.

“يجب أن تكون المرشحة  عذراء وملكة تتسم بالنبل. ربما لا يدركون  أنه يجب عليهم ارتداء التاج؟ ”

صُدم سوبارو   من  الكلمات الغريبة “الآن فقط، هل قالت وقت بريسكيلا العليا  …؟”

“ها! القدر مرة أخرى. ماذا، هل أنت عبد للقدر؟ ”

مشى آل ووقف بجانب بريسكيلا، ورفع إبهامه كما لو  يشجعها.

 

“يبدو أن عيون الحثالة كلها على جسدي الرائع”

بعد أن صنفت الكثير من الأشياء على أنها متواضعة، بما في ذلك نفسها، توقفت فيلت لالتقاط أنفاسها وأضافت  “لكن …”

“لقد قلت ذلك بلطف  يا أميرة ”

“لكن عندما يتحدث الناس في العاصمة عن” الفارس بين الفرسان “، فإنهم يتحدثون عنك، أليس كذلك؟ أنت معروف حقًا، بالإضافة إلى أنك لم تنكر ذلك مطلقًا، أليس كذلك؟ ”

متجاهلة حقيقة أن المظهر يعتبرها أقل “مدهشًا” من “غريب”، حركت بريسكيلا كتفيها مرة أخرى بفخر لإطراء آل غير العادي.

“سيدة فيلت، أشكركِ على  حضوركِ”

“حسنًا، سيدة بريسكيلا بارييل، إذا سمحتِ …”

لكن سوبارو  التي لم تستطع قبول الجملة الأخيرة، سألت الرجل الذي بجانبه، “هل سمعت خطأ؟ هل أطلقت عليه للتو لقب “أجدر فارس” …؟ ”

“على الرغم من أن هذا يؤلمني، إلا أنني يجب أن أفعل ذلك. أحتاج فقط لإثبات جلالتي للعجزة  وإثبات أنه ينبغي عليهم ببساطة أن يختاروا طاعتنا، أليس كذلك؟ مسألة بسيطة “.

“ها، أود أن أعرف …!”

أثناء حديثها، أخرجت مروحة من الفجوة المتسعة في صدريها، وفتحتها   واستخدمتها لإخفاء فمها وهي تضحك. اصطدم مظهرها الرائع بضحكتها الشريرة والسادية.

“… مع فقدان جميع أفراد العائلة المالكة ، لا توجد وسيلة لتأكيد ما إذا  تحمل دمًا ملكيًا أم لا. لا أعتقد أن أي شخص سوف يحني رأسه على أساس مجرد افتراض حول هويتها “.

“- بريسكيلا الأعلى. ما الشجاعة! “.

“لم أتحدث بعج. ما يجب القيام به هو … ”

مثل هذه الكلمات من الاستياء العميق  مرت عبر الغرفة بأكملها.

“- الحق يقال، أعتقد أن رغبات السيدة فيلت  للأسف  لا تزال في عالم الخيال”

بفضل تصريح كروش، كان الجو في القاعة بعيدًا عن الدفء. أدت تصريحات بريسكيلا إلى تبريد الهواء الذي كان أكثر برودة.

“-”

وبالكاد بدأت مقدمة الاختيار الملكي.

“ومع ذلك  فإن المشاعر هي منطقة لا يجوز لأي شخص أن يتدخل فيها. علاوة على ذلك  إنه شيء لا يمكن لأحد أن يفعل أي شيء حياله، بغض النظر عما قد يظنه. ومع ذلك  أعتذر عن وقاحتي السابقة.  لا، أعتذر بشدة عن وقاحتي  سيدة إيميليا. ”

 

تحولت الوجوه إلى اللون الأحمر عندما لمس يوليوس فجأة جزء الأمة القذر ” أعتقد أنه لا ينبغي الكشف عن مثل هذه التفاصيل بسهولة للجمهور سيد  يوليوس “.

3

“بعبارة أخرى  عذراء التنين التي بحثنا نحن الفرسان  عنها لا يستحقون ولائنا؟”

 

“إذن مجرد فارس يتحدث إلينا عن الشؤون السياسية خارج نطاق اختصاصه …؟”

دون تردد  قطعت بريسكيلا القلق الذي يعلو الغرفة بصوت مرهق.

لم يتذكر الكثير بعد أن أذل نفسه أمام إيميليا وجمهور ضخم. كل ما يتذكره هو أن قائد الفرسان سمح له بالرحيل وترك مصيره بيد إيميليا.

“هذه السخرية مملة وتافهة. أنا معتادة عليهم لدرجة أنهم لا يعدون حتى بمثابة تبجيل “.

“سيدة فيلت، أشكركِ على  حضوركِ”

كانت بلا شك تشير إلى رد الفعل المحيط بها قبل لحظات، بما في ذلك السخرية الصاخبة عندما أطلقت على فنفسها  اسم بريسكيلا الأعلى. لم تدع  بريسكيلا ذلك يزعجها، ولم تقم بأي محاولة لدحضهم.

“الرجل الذي ي؟هر مثل هذا التعبير لمن يرغب في الوقوف بجانبه … ليس فارساً.”

بعد تصريح بريسكيلا، قاطعها ميكلوتوف بفضول.

“-!”

“ظل هذا في ذهني منذ فترة طويلة. بارييل … مثل  السيد ليب بارييل؟ ممم. الآن بعد أن فكرت في الأمر، لم أر أي أثر للسيد ليب. أين هو…؟”

وتابعت قائلة: “لقد تم جري إلى هنا  رغماً عني، أخبرته أن يعيدني ولم  يفعل، وأخفى ملابسي القديمة لذا اضطررت إلى ارتداء هذا الشيء الغبي! أنا منزعجة!  أنا لا أقبل هذا! ”

“هذا الرجل العجوز البذيء تخطى سن الشيخوخة قبل نصف عام. ظل غير قادر على التمييز بين الحلم والواقع، وتوفي بعد أيام قليلة “.

لم يتذكر الكثير بعد أن أذل نفسه أمام إيميليا وجمهور ضخم. كل ما يتذكره هو أن قائد الفرسان سمح له بالرحيل وترك مصيره بيد إيميليا.

“ماذا، السيد ليب …؟ مممم. سيدة بريسكيلا، ما طبيعىة  علاقتك مع السيد ليب؟ ”

بعد تصريح بريسكيلا، قاطعها ميكلوتوف بفضول.

مع تعبير ميكلوتوف عن دهشته، علقت بريسكيلا على نحو سليم على وفاة زوجها.

“فيريس ليس  اسم رجل فقط. بل هو نفسه  ذكر  “.

“أعتقد أن هذا يجعلني أرملته. لم يلمسني بأطراف أصابعه، لذا فإن علاقتنا   بالمعنى الحرفي للكلمة  هي بالاسم وحده “.

“أنا … ليس لدي أي علاقة بالساحرة …”

صرح  آل على الفور  “يا أميرة، أليس من اللئيم وصف الأمر بهذه الطريقة؟”

“ولكن إذا لم تكن يدي على المملكة كافية … ربما سأستخدم هذا البلد كنقطة انطلاق للحصول على المزيد.”

لم تأبه بريسكيلا، وأطلّت بنظرتها عبر الحشد كما لو  تحدى أي شخص آخر على الشكوى.

عندما انحنت شفتي ميكلوتوفوابتسم، صفقت اناستاشيا يديها معًا  ولمعت عيناها.

“موت بلا معنى لإنهاء حياة لا قيمة لها. إذا كان لحياة ذلك الرجل العجوز أي معنى على الإطلاق، فهو في الحقيقة قد نقل ملكيته بالكامل إلي. وبناءً على ذلك فإن بيت بارييل  ملكي “.

إذا كان البرد الجليدي المتدفق في عموده الفقري يشير إلى أي مؤشر، فلن يتمكن سوبارو من تحمله.

أدى تحديقها إلى زيادة السخط في القاعة، لكن لم يعترض أحد على ذلك. حتى ريكرت، بعد أن احتج على كروش بمثل هذه القوة، كان يفتقر على ما يبدو إلى الشجاعة للدخول في حرب كلامية مع خصم لديه إصابة في دماغه. وهكذا  أجاب ميكلوتوف  “مم. أفهم إذن. بما أن السيد ليب  أحد معارفي منذ سنوات عديدة، يؤسفني سماع خبر وفاته … لكني أرى أن مطالبتك قائمة على أساس راسخ   سيدة بريسكيلا “.

في مواجهة المرشحة الملكية التالية، ترك سوبارو أفكاره وركز مرة أخرى.

”  بالتأكيد.”

استجاب راينهارد على الفور لصوت الفتاة الحاد، حيث تقدم جسده  إلى مركز الغرفة. بينما  الشاب ذو الشعر الأحمر يقف بجانب فيلت، لم تنظر فيلت إليه. بدلاً من ذلك عقدت ذراعيها وأشارت بذقنها.

عندما أومأت بريسكيلا برأسها بغرور، حول ميكلوتوف المحادثة الآن إلى التابع إلى جانبها.

“يؤسفني أن أحطم توقعاتكم، لكن لا يمكنني ضمان مثل هذا الشيء.”

“على الرغم من أنني أود الضغط للحصول على مزيد من التفاصيل، فهل الفارس بجانبك لديه أي شيء لإضافته؟”

شاهدت النظرات الباردة من جميع أنحاء الغرفة تهور سوبارو بالازدراء. لكن سوبارو لم يشعر بأي من ذلك.

“آآآآه … آه، أنا؟”

 

قام رد آل المتثاؤب بعمل رائع في تقليل العداء من حولها. كان الأمر كما لو أن الخادم  يبرد حرارة سيدته التي أدخلها إلى القاعة.

“ارك -!”

“نعم انت. ملابسك غير عادية للغاية. أنا لم أرك من بين فرسان الحرس الملكي …   ”

“قلت لك، أليس كذلك؟ أنا جشعة. لذا بمجرد أن يكون شيئًا ما لي، يكون لي. وإذا حصلت على شغف أقوى، فإنني أستخدم كل ما لدي لإرضاء ذلك. حياتي في كاراراجي، شركة هوشين، وجميع الأشخاص الذين يعملون هناك، كلهم ​​جزء من سعيي لتحقيق الإنجاز. لن أتخلص منهم أبداً. وبالتالي…”

“أوه، هل تعرفت عليهم؟ تم صنع هذا في فولاكيا جنوبًا.  إخراجها من هناك مشكلة كبيرة.  صعب  لذا فقد تم تعليق الطلب لفترة طويلة. أيضًا  يبدو رائعًا، لذا فهو مهم جدًا “.

وتابعت قائلة: “لقد تم جري إلى هنا  رغماً عني، أخبرته أن يعيدني ولم  يفعل، وأخفى ملابسي القديمة لذا اضطررت إلى ارتداء هذا الشيء الغبي! أنا منزعجة!  أنا لا أقبل هذا! ”

“إمبراطورية فولاكيا …؟ بعد ذلك، لم يتم تعيينك لفرسان الحرس الملكي “.

بوردو، تحت القوة الكاملة لنظرتها، فقد أنفاسه وتحول وجهه إلى اللون الأحمر.

“لقد قطعت كل صلاتي بفولاكيا. الآن أنا متجول يتماشى مع التدفق … لذا من فضلك  فقط نادني  آل. أيضا يبدو أنك مستاء قليلاً لأنني لا أظهر لك وجهي …  ”

“ماذا بك هنا؟ هذا هو النداء الأسوأ مظهرًا والأكثر إثارة للشفقة لحياتك على الإطلاق، وأنا  أكرهه حقًا “.

أثارت  تصريحات آل الفظة نظرات أكثر حدة. تحت الكثير من الاهتمام، قام آل بوضع يده تحت ذقن خوذته وبدأ في رفعها.

“اللعنة!”

“ارك -!”

مع خمدان الصدى، سكتت القاعة مرة أخرى.

فجأة  أطلق شخص ما صرخة  بينما ارتفعت الخوذة إلى مستوى الفم.  من الصعب إلقاء اللوم عليه في ذلك. بعد كل شيء  كان الجزء المرئي من وجه آل مُغطى بندوب  من الحروق والجروح وربما مصادر أخرى لا تزال موجودة.

بفضل تصريح كروش، كان الجو في القاعة بعيدًا عن الدفء. أدت تصريحات بريسكيلا إلى تبريد الهواء الذي كان أكثر برودة.

لم يكن من المبالغة القول أن ندوبه  أسوأ بعشر مرات من ندوب سوبارو “إنه ليس وجهاً عادياً للنظر إليه،. لهذا السبب أتمنى أن تسمح لي بإرتداء الخوذة وإبقاء وجهي مغطى أمام الجميع “.

“لقد قلت ذلك بلطف  يا أميرة ”

قاطعه ماركوس “قد يكون هذا فظاظة أكبر … إذا كنت من فولاكيا ولديك مثل هذه الجروح، فهل كنت عبدًا بالسيفة؟”

من بين المرشحين الصامتين المتبقين، طوت بريسكيلا   ذراعاها   بتعبير ملل وقالت   “- إلى متى سنستمع إلى هذه المناقشة المملّة التي لا طائل من ورائها؟”

“هههه، هذا هو قائد الفرسان حقاً. تحب تلك الإمبراطورية الاحتفاظ بأسرارها، لكن يبدو أنك تعرف شيئًا أو شيئين عن الأجزاء المظلمة منها. نعم كنت عبدًا بالسيف، وطبيبًا  لمدة عشر سنوات في ذلك الوقت “.

مشى آل ووقف بجانب بريسكيلا، ورفع إبهامه كما لو  يشجعها.

انتشرت الهممات عبر الغرفة مرة أخرى حيث تكرر مصطلح عبد السيف على شفاه العديد من الفرسان. من الكلمات المكونة ، بدا أنه يعني “العبد الذي يقاتل بالسيف”.

حتى سوبارو  سمع عن هوشين. إذا  تذكر بشكل صحيح، فإن الرجل هو الشخصية الرئيسية في إحدى القصص المتداولة في هذا العالم.

“أعتبر أنك كنت في معركة أو اثنتين، إذن؟”

– في الواقع   كان المصطلح الوحيد  هو مشعة.

“هذا هو الأمر  يا أخي. لقد أخطأت عندما كنت صغيرًا فقدت ذراعًا بسبب ذلك  “.

غضب  الجميع بسبب إعلانها الوقح. الشخص الوحيد الذي لم يتأثر بغطرسها هو الرجل الذي أطلق على الفتاة لقب سيده.

لم يتوانى آل، الذي  يلعب دور الأحمق، عن مناقشة التجربة المروعة. من جانبهم فإن أولئك الذين حدقوا فيه بمثل هذه العداوة من قبل أصبحوا مذهولين الآن.

” هذا بسيط للغاية. خدمتي تساوي الوقوف إلى جانب الفائز. إذا كنت تريد أي شيء ؛ سأسمح لك بأخذه. لكني لن أسمح لك بخدمة أي شخص آخر. هذا كل شيء.”

لكن سوبارو اهتز بسبب الكلمات أكثر من البقية.

قطعت الكلمات الحادة  قلب سوبارو.

بالعودة إلى عربة التنين، لم يقل آل الكثير عن جسده. لقد قلل من أهمية سبب فقده لذراعه الأخرى وتجنب موضوع خوذته تمامًا. لكن سوبارو  تجنب هذا الموضوع دون وعي أيضًا. بعد كل شيء مثله تمامًا، تم استدعاء آل  من عالم آخر

وضعت فيلت يدها على جبهتها كما لو  أُصيبت بالصداع.

بعبارة أخرى  فقد ذراعه وأصيب بالعديد من الجروح في وجهه لدرجة أنه لم يستطع إظهاره لأي شخص آخر – كان ذلك سوبارو في المستقبل، مع ندوب لا حصر لها محفورة بالفعل في جسده،  من الممكن أن يتعرض لذلك بنفسه.

أيد رجل عجوز أصلع رأي ميكلوتوف “…في الواقع يمكننا أن نقرر ما إذا كانت مناسبة أم لا بناء على ذلك “.

إذا كان البرد الجليدي المتدفق في عموده الفقري يشير إلى أي مؤشر، فلن يتمكن سوبارو من تحمله.

الآن بعد أن سار  سوبارو إلى الأمام فجأة، أدار روزوال رأسه وأعطاه نظرة باردة.

تحدث ميكلوتوف مرة أخرى.

ألتوى تعبير يوليوس كما لو  يستمع إلى   حلم طفل.

“مممم، من إمبراطورية فولاكيا … هل لهذا السبب أتيت للوقوف إلى جانب السيدة بريسكيلا؟ ”

عندما اجتاحت نظرة باك الخالية من المشاعر القاعة، جاءت ردود الفعل الأقوى من الفرسان. تم سحب سيوفهم بالفعل عندما رفعوا حذرهم تجاه القطة الصغيرة التي تطفو فوق رؤوسهم.

أجابت بريسكيلا “لا على الإطلاق. إنها نتيجة لعبة صغيرة خاصة بي. منذ البداية سأصبح ملكة  بسبب العناية الإلهية. ستكون النتيجة هي نفسها بغض النظر عن تابعي. وهكذا  أنا حرة في اختيار التابع الذي أحبه. كتحفة فنية، هذا الرجل مسلي بما فيه الكفاية “.

“بصفتي خادمة في أول شركة صغيرة كنت أعمل بها، قدمت اقتراحين للمالك وقد حققوا نجاحات كبيرة، لذلك انخرطت في صفقات أكبر وأكبر، وسرعان ما أصبحت أعيش بشكل كبير لدرجة أنني نسيت ما كنت عليه في الطبقة الدنيا.  من المفترض أن يكون الأمر ممتعًا، لكنني اكتشفت أنني لست حرة. كنت حتى أقل حرية من ذي قبل “.

“كيف اخترتِه  إذن؟”

أومأ العديد من الأشخاص في الغرفة برأسهم وهم يستمعون إلى خطاب كروش البليغ.

“ماذا تريد أن تعرف؟  لقد رأيته في مسابقة كمال الأجسام التي أجريتها في ممتلكاتي، مع عرض على الفائز وظيفة تابع لي. كان مشهداً ممتعاً “.

دوى صراخ غاضب في جميع أنحاء الغرفة “لا تقل هذا الهراء – !!”

أعطت بريسكيلا آل نظرة غنية بالمعنى عندما رد  ميكلوتوف “مممم، فهمت. لذلك  الفائز في تلك المسابقة هو … ”

ومع ذلك  فإن كروش، بعد أن التزمت الصمت بشأن الأمر حتى ذلك الحين، أكدت أن سبب صدمته هو الحقيقة.

صحح آل  “ناه، أنا لم أفز. الحياة ليست لطيفة بما يكفي لرجل مسلح ليهزم مجموعة من لاعبي كمال الأجسام السمينين. لقد كنت محظوظا لإحراز الخمسة الأوائل في حفل الفوز “.

” انتظر …!”

أظهر وجه ميكلوتوف دهشة من أن آل  قاطعه  ” ثم كيف أصبحت تابعًا للسيدة بريسكيلا …؟ ”

لكنه لم يستطع قول أي شيء.

زفرت بريسكيلا بفخر وصفعت  ظهر آل “أخبرتك. أنا حرة في اختيار من أريد “.

أجاب فيلت، “لدي فكرة جيدة عن سبب قولك لكل هذه الأشياء المحرجة وماذا كنت بعد ذلك – لقد رأيت كيف كرهت التواجد هنا لدرجة أنني لم أستطع تحمل ذلك، أليس كذلك؟ لذلك كنت تعتقد أنك ستعطيني دفعة مفيدة “.

“بادئ ذي بدء، سمحت لي عيني الرائعة أن أفهم أن لديه جسد جيد ، أكثر بكثير من مجرد مجموعة من الحمقى الذين لديه ثقة مفرطة في أذرعهم المليئة بالعضلات. وأكثر من ذلك فقد تباهى فقط بالهروب من فولاكيا والولادة من بعد الشلالات العظيمة “.

لا شك في أن حماقة الرجل العجوز روم  أدت إلى اكتشافه والقبض عليه. لكن سوبارو هو الذي سبب  هذه النتيجة. عرف سوبارو كم أصبحت فيلت ثمينة  بالنسبة للرجل العجوز روم.  يجب أن يعرف أن روم قد يفقد رأسه إذا حاول اختراق القلعة …

اختتمت بريسكيلا حكايتها وهي تدوس  بكعب عالٍ بينما  كل العيون موجهة عليها.

أثارت  تصريحات آل الفظة نظرات أكثر حدة. تحت الكثير من الاهتمام، قام آل بوضع يده تحت ذقن خوذته وبدأ في رفعها.

“وهكذا اخترت آل ليكون تابعًا لي. إنها العناية الإلهية سبب اختياري لـ آل، وطريقي لأصبح ملكة، سوف يتألق وفقًا لمجدي “.

وأعقبت النفخة الصغيرة الخافتة إهانات مثل تلك التي كانت من قبل نحو الحراس. أدرك سوبارو وحده المعنى الحقيقي لكلمات روم.

لم تتحمل حتى أصغر جزء من الشك أو التردد.  مليئة بالثقة لدرجة أنها  بدت مخيفة.

“إذن أنت تقول أن كل هذا كان أداء لإظهار قوة باك للجميع وقهرهم أنه يمكنه فعل أكثر من هذا؟! هل هذا هو؟!”

“أنتِ تقولين أن … السماء اختارتكِ …؟”

“آه، هذه أول مرة تراه؟ يمكنني أن أعلن بحزم أن فارسي فيريس  رجل “.

”  بالتأكيد. بعد كل شيء   لا يحدث شيء في هذا العالم لا يفيدني. علاوة على ذلك    أنا التي تستحق أن تصبح ملكة، وليس غيري. ما عليكم إلا أن تنحنوا أمامي وتخدموني ”

“الشعر الأشقر والعيون القرمزية – هذه ميزة  سلالة دم عائلة لوغونيكا الملكية. لكن! لا يمكن أن تكون! ماتت كل السلالة الملكية في تلك الحادثة قبل نصف عام! من المستحيل ببساطة أن تكون هذه الفتاة من – ”

غضب  الجميع بسبب إعلانها الوقح. الشخص الوحيد الذي لم يتأثر بغطرسها هو الرجل الذي أطلق على الفتاة لقب سيده.

من المنصة. اشتعلت عيناها الحمراوان وهم يتفحصون وجوه أولئك المجتمعين. أخيرًا  أخذت نفساً عميقاً وابتسمت ببهجة وهي تلوح بإحدى يديها نحو مجلس الحكماء.

“أميرة، ما هو أساس كل هذا؟”

“أنا جشعة، لذلك أريد أي شيء أراه. لكني لست راضية بعد. لا أعرف ما هو الشعور بالإنجاز الحقيقي. لذلك أريد دولة خاصة بي “.

” هذا بسيط للغاية. خدمتي تساوي الوقوف إلى جانب الفائز. إذا كنت تريد أي شيء ؛ سأسمح لك بأخذه. لكني لن أسمح لك بخدمة أي شخص آخر. هذا كل شيء.”

لم تأبه بريسكيلا، وأطلّت بنظرتها عبر الحشد كما لو  تحدى أي شخص آخر على الشكوى.

قامت بريسكيلا بإرجاعه شعرها البرتقالي للوراء، ورفعت يدها  نحو السماء. لقد كانت لفتة تعني أنني قلت كل ما يمكن قوله. وبذلك أدارت ظهرها إلى مجلس الحكماء على المنصة وابتعدت. قبل أن يدير ظهره ليتبعها، نظر فارسها إلى المنصة وقال  “قد لا يعجبكم ما تقوله، لكن الأميرة هي صاحبة المال. إذا كانت تريد شيئًا ما، طالما أنها لا تغير رأيها، فإنها تحصل عليه.   ذلك لأن السماوات نفسها اختارت بريسكيلا. أنا متأكد من أنك سمعت كيف أخذت أراضي … إيه، أراضي السيد ليب مؤخرًا؟ ”

دفع كلام  كروش الصارم  أحد أعضاء مجلس الحكماء إلى النهوض، وارتجف جسده  من الغضب.

أرسل آل نظرة ذات مغزى في اتجاه ماركوس.

رفع راينهارد يده إلى السماء، وأصابعه مستقيمة، مقطوعة في الهواء مثل السكين. كانت معصم الرجل العجوز مقيدة بأصفاد معدنية، لكن يد الفارس قطعت بينهما كما لو كانت من الورق. انزلقت الأغلال، المقطوعة إلى قسمين، كما لو أنها ذابت، وسقطت على الأرض. تردد صدى صوت عال في الغرفة. بالمعنى الحقيقي، أعلن هذا الصوت أن هذه كانت اللحظة التي أصبح فيها الاثنان سيدًا وخادمًا.

“لقد أكدنا هذا بالفعل لأنفسنا. بعد وفاة السيد ليب بارييل، سيطرت السيدة بريسكيلا على السياسة داخل أراضيه … مما أدى إلى ازدهار غير مسبوق في المنطقة “.

بدا البيان وكأنه اختبار، طقوس حتى يتمكن ريكرت من استخدام ردها للتخلي عن مخاوفه. فقط عندما تلقى رد فيلت يمكنه السماح بانتهاء المناقشة.

“حسنًا، لا تخطئ في ذلك لأننا نعمل بجد من أجل أي شخص آخر أو شيء من هذا القبيل، حسنًا؟ تخمينات الأميرة دائمًا ما تكون  وكأنها طبيعية. إنها محقة في كل شيء “.

“بالتأكيد بعد الدمار سيكون هناك تجديد. إذا كانت ستحظى بي، فليس لدي رغبة أكبر من أن أكون بجانبها خلال ذلك الوقت “.

“…”

بكلمة أخيرة قاسية، أدار روزوال يده نحو سوبارو. انطلقت كرة النار من راحة يده، مع اقتراب الحرارة ببطء من سوبارو لحرقه إلى رماد.

“حسنًا، إذا كنت تحت قيادة الأميرة، فيمكنك فعل ما تريد. إذا كنت ستراهن على الحصان الفائز، على الرغم من ذلك  أعتقد أنه من الأفضل أن تفعل ذلك عاجلاً وليس لاحقًا “.

ربتت إيميليا على ظهر روزوال   قبل أن تستدير  نحو سوبارو الذي لا يزال واقفاً خلفها.

كان الأمر كما لو أن السيد والخادم، المليئين بالثقة، قد نسوا تواضعهم في أرحام أمهاتهم. وعندما عادوا إلى مكانهم بين المرشحين خف التوتر في الأجواء.

كان ذلك لأن إيميليا  تقف خلف سوبارو.

“رجل يرتدي ملابس غير رسمية وفتاة جميلة، وأرملة غنية ورجل من عالم آخر، أشياء رائعة  هنا …”

كان هذا بالتأكيد أحد الخيارات المتاحة لإيميليا. لكنها لم تختره. أوضحت “مقارنة بالمرشحين الآخرين، أنا عديمة الخبرة وأفتقر إلى العرفة في العديد من المجالات. هناك جبل من الأشياء التي لا أعرفها ويجب أن أدرس. ومع ذلك  أعتقد أن جهودي للوصول إلى هدفي لا يقل عن أي جهد شخص آخر “.

غمغم سوبارو بينما استمر حفل الاختيار الملكي. المرشحة التالية  التي دعاها ماركوس هي الفتاة ذات الشعر البنفسجي.

في اللحظة التي أفيلتت فيها التحية  من شفتيها، ركلت سوبارو مباشرة في بطنه  مما جعله ينهار على ركبتيه.

“التالية إذن، السيدة اناستاشيا  وفارسها  السير يوليوس ايكوليوس. تقدموا إلى الأمام! ”

قالت بريسكيلا: “هل ينبغي على المرء أن يعتذر عن فعل شيء خاطئ؟ إذا كان هذا هو الحال، فلماذا لا تعتذرين يا   نصف جان ذات الشعر الفضي؟ في حالتك يجب أن تقولي أنا آسفة لأني ولدت ”

تصرفت الفتاة بأناقة، لكن بريسكيلا تركت بقايا من الانفعالات المحمومة تحوم فوق الغرفة. كان ذلك عندما رفع يوليوس يده إلى  وأرجحها لأسفل. تردد صدى الخشخشة الجافة، مما أدى إلى تغيير لا مفر منه في الغلاف الجوي.

رد الفرسان على الإساءة اللفظية المستمرة للرجل العجوز روم بضربات أكثر قسوة من ذي قبل.

قالت اناستاشيا لهذا العمل الكريم  “شكرًا لك على لطفك”  مبتسمة بسرور وهي تتقدم. وقف يوليوس بجانبها.

“يتم التغلب على الكلمات البذيئة من خلال رؤية صفات الشخص أمام عينيك. آمن بالسيدة إيميليا “.

– وهكذا تقدمت السيدة والخادم  إلى المقدمة.

“-”

في مواجهة المرشحة الملكية التالية، ترك سوبارو أفكاره وركز مرة أخرى.

“نعم بالضبط. لطالما نظرت إلى ذلك الرجل. عندما جاء الوقت لترسيخ اسم عائلتي كتجار، قررت تبني اسم هوشين تكريما له “.

 

“إذا ركعت على ركبتيك في هذه اللحظة، فسأسمح لك بالمغادرة. ولكن إذا كنت مصراً على أن تظل عنيدًا … ”

4

“-”

 

“بالتأكيد أنتِ لا تقولين … وجدتِ جوهرة التنين بالصدفة؟”

ابتسمت اناستاشيا.

– لم يعد يتحمل عيون إيميليا الباردة.

“إذا كنتم تتوقعون مني أن أكون قوية مثلهم ، فأنا في مأزق صغير. أشك في أنكم تريدون مني أن أكون أقوى من اللازم، لذلك أعتقد أن حيلتي هي أنني لا أملك واحدة “.

عندها فقط علم سوبارو حقًا النية الحقيقية وراء السؤال المطروح عليه. كان يوليوس يسأله عما إذا كان مستعدًا لتحمل ثقل لقب الفارس، مثلما فعل فرسان الحرس الملكي خلفه.

خفف سلوكها وابتسامتها اللطيفة بعض التوتر في الغرفة  “الآن بعد ذلك، أنا – اناستاشيا هوشين – سأتحدث. أتمنى أن لا تضغطوا علي “.

لقد راهن الرجل العجوز على حياته ونجح بطريقة عظيمة.

قام يوليوس بتمشيط الجزء الأمامي من شعره   بشكل غير ضروري للفت الانتباه إلى نفسه.

“أنا فارس السيدة اناستاشيا، يوليوس ايكوليوس. من فضلكم كونوا لطيفين معها “.

بينما سار فيريس للأمام للانضمام إلى جانب كروش، نظرت إلى ماركوس ودفعت خديها بأصابع السبابة.

استنتج سوبارو أخيرًا أن الحديث عن “حيلتها” كان مزحة عالية المستوى. لكن ما لم يستطع أن يخرج من رأسه هو التباين في لهجة اناستاشيا. على ما يبدو  لم يكن سوبارو هو الوحيد الذي لاحظ. سأل ميكلوتوف  “بهذه اللهجة الغريبة، هل أنتِ من  كاراراجي إذن؟”

“- هل الجميع راضون؟ يبدو أن كلاً من السيدة فيلت والسيدة إيميليا قد هدأتا بدرجة كافية … ”

“بالضبط. لقد ولدت في كاراراجي لأدنى فئة في رابطة المدن التجارية الحرة “.

لا أحد في الغرفة  بما في ذلك سوبارو، يمكنه إخفاء صدمته من تعامل آل  مع مثل هذه اللَّبْوَة المفترسة. ولكن على أقل تقدير، تم نزع فتيل التهديد الفوري المتمثل في حدوث انفجار.

ضاقت عيون ميكلوتوف قليلاً بعد سماع ذلك.

“سيدة فيلت، أشكركِ على  حضوركِ”

“مممم. أدنى فئة – إذن ما هي علاقتك بـ لوغونيكا؟ ” إذا كانت الطبقة الدنيا تعني نفس الشيء مثل  لوغونيكا،فستكون  اناستاشيا من عامة الشعب. اعتمادًا على معنى المصطلح، يمكن أن يعني شيئًا أقل من ذلك.

ربتت إيميليا على ظهر روزوال   قبل أن تستدير  نحو سوبارو الذي لا يزال واقفاً خلفها.

“لقد ولدت في الطبقة الدنيا، ولكن لدي الآن قصر  في المدينة. لدي متاجر في مجموعة من المدن الأخرى … هكذا جئت لأول مرة لـ لوغونيكا “.

“إنه لاشيء. آسف لكل المتاعب في منتصف وظيفة مهمة حقًا “.

أضاف يوليوس: “تشغل منصب رئيسة شركة هوشين، الشركة الأكثر نفوذاً في كاراراجي. لسنوات عديدة، احتلت شركة لوشيكا الصناعية هذا المنصب في بلدها، ولكن بفضل العبقرية التجارية الشخصية للسيدة اناستاشيا، أعيد تشكيلها تحت اسم جديد، شركة هوشين “.

“- أود أن أطلق عليه القدر”

واقفة بجانب يوليوس، رفعت  اناستاشيا حاجبها  كما لو كانت محرجة قليلاً.

إذا  من الممكن اعتبار إعلان يوليوس على أنه حقيقة، فإن تصريح اناستاشيا  متواضع للغاية بشأن ماضيها.

“سلالة الدم … ليس الأمر وكأن أي شخص يمكنه فعل أي شيء حيال شيء من هذا القبيل …!”

تابع يوليوس “بمرافقة توسعها الواسع عبر كاراراجي، كان هناك حديث عن التوسع في لوغونيكا أيضًا.  هذا هو الأمر للقائي بالسيدة اناستاشيا لأول مرة “.

“هل مثل هذا العذر يعني أي شيء لأي شخص؟ أنتِ صورة  للكائن المحظور على العالم. إن منظرك ذاته يملأ الناس بالخوف ويجعل قلوبهم ترتجف. أليس هذا هو السبب في أنكِ تغطين وجهكِ وتحجين مظهركِ؟ ”

أجاب ميكلوتوف، “ممممم. لذلك على الرغم من كونها ولدت في بدايات متواضعة، فقد أثبتت نفسها كتاجرة  لامعة … يجب أن أقول، هذا يذكرني بحكايات مؤسس كاراراجي نفسه “.

مثل هذه الكلمات من الاستياء العميق  مرت عبر الغرفة بأكملها.

عندما انحنت شفتي ميكلوتوفوابتسم، صفقت اناستاشيا يديها معًا  ولمعت عيناها.

عندما  حياة كل الحاضرين تحت رحمة صاحب المخلب القوي – بدا الصوت المفاجئ للاستنشاق بصوت عالٍ للغاية “-هو هو هو!”

“نعم بالضبط. لطالما نظرت إلى ذلك الرجل. عندما جاء الوقت لترسيخ اسم عائلتي كتجار، قررت تبني اسم هوشين تكريما له “.

“آه، هاهاها، إذا كان الأمر كذلك، فلن أظهر وجهي هنا، بالطبع لدي هدف خاص بي. – كما ترى  أنا في الحقيقة جشعة .”

أشاد ميكلوتوف بروح اناستاشيا “هوشين هو اسم رجل عظيم معروف في جميع أنحاء القارة، ويتم تبجيله منذ العصور القديمة وحتى الوقت الحاضر. لتسمين نفسكِ من بعده … أرى عرضًا رائعًا للروح “.

“بعبارة أخرى  عذراء التنين التي بحثنا نحن الفرسان  عنها لا يستحقون ولائنا؟”

حتى سوبارو  سمع عن هوشين. إذا  تذكر بشكل صحيح، فإن الرجل هو الشخصية الرئيسية في إحدى القصص المتداولة في هذا العالم.

“لم أكن أعتقد أنك كنت بهذه الشجاعة. هذا ليس مكانًا يتكلم فيه أمثالك. اعتذر وتراجع “.

تابعت اناستاشيا  “أحد الأشياء العظيمة في كاراراجي هو كيف أعطت فتاة مثلي فرصة جيدة. اتضح أن لدي موهبة حقيقية لاستنشاق رائحة الذهب، وهي ممتعة أيضًا “.

فجأة  أطلق شخص ما صرخة  بينما ارتفعت الخوذة إلى مستوى الفم.  من الصعب إلقاء اللوم عليه في ذلك. بعد كل شيء  كان الجزء المرئي من وجه آل مُغطى بندوب  من الحروق والجروح وربما مصادر أخرى لا تزال موجودة.

رأى سوبارو أن هذه العبارات  تثير ضجة كبيرة في كل مكان. انطلاقا من المظاهر وحدها، كانت اناستاشيا أصغر منه. نظرًا لسنها ورد الفعل من حوله، من الواضح أنها اشتهرت بأنها وحش في عالم الأعمال.

حوله، رأى أنه ليس الوحيد. لم يكن أحد على استعداد لرفع صوت ضد حجة الفتاة الجريئة. كانت هنا فتاة على استعداد لتحطيم تاريخ المملكة – جوهر ما يتطلبه الأمر لتصبح ملكة.

لاحظ يوليوس أن العبقرية التجارية للسيدة اناستاشيا هي هدية إلهية … ليس من المبالغة أنها تنافس هوشين نفسه “إن افتقاري للقدرة في هذا المجال يجعلني أشعر بالغيرة منها “.

في مواجهة المرشحة الملكية التالية، ترك سوبارو أفكاره وركز مرة أخرى.

لاقى خطاب يوليوس  إيماءة سخية من ميكلوتوف.

ردت إيميليا أولاً “نعم … أنا بخير. يبدو أنها أيضًا … ”

” يجب أن أكون فخورة  لأن أجدر فارس يحسدني”

شعرت يميل رأسها. للحظة واحدة، أوقف سلوكها الوقت نفسه. ثم انفجرت الغرفة.

لكن سوبارو  التي لم تستطع قبول الجملة الأخيرة، سألت الرجل الذي بجانبه، “هل سمعت خطأ؟ هل أطلقت عليه للتو لقب “أجدر فارس” …؟ ”

كانت الصدمة المطلقة من ذلك كافية لجعل سوبارو ينسى تمامًا غضبه من تصريحات روزوال  السابقة.

أجاب راينهارد على سؤال سوبارو “هذا ما يسمونه. من بين فرسان الحرس الملكي لمملكة لوغونيكا، يحتل يوليوس المرتبة الثانية بعد ماركوس، قائد الحرس. يوجد نائب قائد، لكنه منصب  موجود بالاسم فقط، لذا من الأفضل اعتباره شاغرًا. في مهارة السيف، واستخدام المانا، والنسب، والماضي، يفي يوليوس بجميع مؤهلات الفارس ولا يُعلى عليه. إنه بلا شك يستحق لقب “أجدر الفرسان.”

وتابع: “أنا سعيد للغاية بالتعرف عليكم”.

“لكن عندما يتحدث الناس في العاصمة عن” الفارس بين الفرسان “، فإنهم يتحدثون عنك، أليس كذلك؟ أنت معروف حقًا، بالإضافة إلى أنك لم تنكر ذلك مطلقًا، أليس كذلك؟ ”

“ا- انتظر … لا تخبرني، هو …”

“مؤهلات هذا اللقب مختلفة إلى حد ما. بالتأكيد   من حيث القوة بالسيف وحده، فأنا أقوى من يوليوس. لم ألتقي بعد بشخص أقوى مني “.

للحظة، التقت نظرة الصبي بروم، وفهم سوبارو نواياه.

هكذا أعلن أنه الأقوى على الإطلاق.

“قلت، لست أنا من يجب أن أعتذر، هذا كل ما لدي!”

لم يكن سوبارو متأكداً من كيفية الرد على ذلك، لكن راينهارد لم يكن يتفاخر.

“إنها ليست مصقولة بما فيه الكفاية. تعليمهم نقص. كيف يمكن أن يصبحوا ملوك؟ ”

إذا كان هناك أي شيء، فقد امتلأت عيناه بالحسد، وشفتاه مشدودتان.

تكلم سوبارو  لإبقاء توتر منخفض تحت الضغط، لكن هدوء يوليوس لم يتعثر.

الطريقة التي بدا بها راينهارد محاضرة تركت سوبارو يتساءل عما يجب فعله، ولكن أسرع مما يمكن أن يقول أي شيء، استمر النقاش بشيء لا يمكن تجاهله.

أثار رد راينهارد غير المهتز تنهيدة من ريكرت.

قال ميكلوتوف: “من الواضح أن العلاقات بين السيدة والخادم جيدة جدًا. مممم. سيدة اناستاشيا، هناك شيء أود أن أسألكِ عنه. أنت من مواليد كاراراجي. ما هو هدفكِ من السعي إلى أن تكوني ملكة؟ ”

قام ميكلوتوف بلمس لحيته “مممم. لذلك لم يتم ترشيحها من قبل فرسان الحرس الملكي، ولكن من قبل الماركيز. أود بشدة أن أسمع تفاصيل سبب ذلك “.

“آه، لذا فإن مسقط رأسي يزعجك حقًا، أليس كذلك؟”

تابع يوليوس “بمرافقة توسعها الواسع عبر كاراراجي، كان هناك حديث عن التوسع في لوغونيكا أيضًا.  هذا هو الأمر للقائي بالسيدة اناستاشيا لأول مرة “.

كان موضوعًا طبيعيًا يجب مناقشته.  الدول موجودة في هذا العالم أيضًا، مما يعني وجود حدود بين الدول والشعوب. لم يكن سوبارو يعرف مدى ارتفاع الحواجز، ولكن حتى في حالة الطوارئ، لم يكن عرش مملكتك شيئًا لتسليمه لزائر من دولة أخرى باستخفاف.

“- سيدي راينهارد ”

حبست الغرفة بأكملها أنفاسها بينما ابتسمت اناستاشيا المحاطة بالتوتر  بسخرية.

شعر سوبارو بشعور غريب بعدم الارتياح بينما  ينظر إلى  العرش وسط الغرفة. كان الرأي السابق مجرد البداية حيث عبّر المسؤولون المدنيون عن استيائهم واحداً تلو الآخر.

“لديكم مثل هذه التوقعات العالية، هذا يجعلني أشعر بالتوتر. لسوء الحظ  ليس لدي أي مُثل عليا مثل السيدة كروش، أو ثقة السيدة بريسكيلا بأنه قد تم اختيارها للعظمة “.

– لم يعد يتحمل عيون إيميليا الباردة.

“بالتأكيد أنتِ لا تقولين … وجدتِ جوهرة التنين بالصدفة؟”

“نعم، نحن كومة من القمامة في قاع كومة القمامة … ولكن حتى لو كنا نعيش في مكان كهذا، فقد قطعنا هذا الشوط من خلال وجود القليل من الفخر بأنفسنا على الأقل. بغض النظر عن مدى تواضع الآخرين في رؤيتنا، فإننا لا نخفض رؤوسنا “.

في مواجهة سؤال ميكلوتوف، أخرجت اناستاشيا لسانها وأجابت بشكل عرضي.

 

“آه، هاهاها، إذا كان الأمر كذلك، فلن أظهر وجهي هنا، بالطبع لدي هدف خاص بي. – كما ترى  أنا في الحقيقة جشعة .”

 

الإعلان الذي يتعارض تمامًا مع ما كان متوقعًا، جعل معظم الحاضرين يشكون في آذانهم.

“لماذا قضينا كل هذا الوقت !!”

“أعتقد أنني كنت أكثر جشعًا من المعتاد منذ أن كنت صغيرة جدًا. السبب في أنني أصبحت تاجرة من الدرجة الأولى م هو أنني أريده أكثر من أي شخص آخر “.

علق سوبارو  “هاه، إذن اسمها الحقيقي هو فيليكس؟ هذا اسم رجل قوي “.

“هل تريدين أكثر؟”

يمكن للإثنين الآخرين فقط أن يبتسموا ابتسامة ساخرة على ذلك. لم  يكن سوبارو يتمتع بالضبط بكونه الرجل الغريب.

“بصفتي خادمة في أول شركة صغيرة كنت أعمل بها، قدمت اقتراحين للمالك وقد حققوا نجاحات كبيرة، لذلك انخرطت في صفقات أكبر وأكبر، وسرعان ما أصبحت أعيش بشكل كبير لدرجة أنني نسيت ما كنت عليه في الطبقة الدنيا.  من المفترض أن يكون الأمر ممتعًا، لكنني اكتشفت أنني لست حرة. كنت حتى أقل حرية من ذي قبل “.

“ماذا تسميه إذن؟”

هزت اناستاشيا  وهي تعد على أصابعها الدرجات التي صعدتها.

أعلنت كروش عن نفسها دون أدنى خجل، وظلت فيريس  كما كانت دائمًا. قام ماركوس بتعديل مقدمتهم الذاتية.

“… ممممم. ولماذا  ذلك؟ ” سأل ميكلوتوف.

وقف ماركوس منتبهاً وترك أغلال الرجل العجوز روم. ثم أمر الحراس الذين يقفون خلفه بـ “فتح الأغلال”. لكن فيلت رفعت يدها لإيقافهم.

“هذا هو الجزء المخيف بشأن الجشع. كلما حصلت   أكثر، زادت رغبتك في الحصول على المزيد، أريد هذا. أريد ذلك، إنه لا يكفى. هذا لا يكفي أبدًا – أكثر، أكثر، أكثر وهذا عندما أدركت … “.

“يبدو أن قديس السيف  مستثمر فيها”  مرة أخرى  وجه نظره إلى فيلت، موضوع المسألة المطروحة.

ابتسمت اناستاشيا وهي تشير إلى قدميها. كان واضحا ما  تشير إليه – القصر نفسه.

أجابت على الموجه بـ “حسنًا” وفكرت في الأمر قليلاً “شيء واحد”

“أنا جشعة، لذلك أريد أي شيء أراه. لكني لست راضية بعد. لا أعرف ما هو الشعور بالإنجاز الحقيقي. لذلك أريد دولة خاصة بي “.

“الأمر بسيط للغاية.  ينبغي على المرء أن يرتدي ملابس تجعل روحه تتألق أكثر. ملابس فيريس الحالية تناسبه أفضل بكثير من درع الفارس، تمامًا كما أرتدي ملابسي الخاصة لأنها تناسبني بشكل أفضل من أي فستان “.

“أنت تقولين إنكِ   تريدين هذه المملكة  لموازنة جشعكِ؟”

تجاهلت بريسكيلا  البيان بضحكة عالية  وضيقت عيونها .

ردت اناستاشيا على توبيخ ميكلوتوف بابتسامة قوية.

تجعدت شفتاها بابتسامة لطيفة.

“مرحبًا، إذا أدى ذلك إلى تحطيم ميزاني إلى أجزاء صغيرة، فقم بتحطيمه. سأكون سعيدة حقًا   وأكون راضيًا تمامًا “.

قاطع راينهارد بهدوء إنكار ريكرت القوي.

بعبارة أخرى، كانت تعلن أنها تسعى للحصول على العرش الملكي بسبب جشعها.

بطريقة ما، على الرغم من أن إيميليا  تتحرك بشكل عادي، إلا أنه لاحظ أن خطوتها بدت متوترة قبل أن تصل إلى المركز.

“ولكن إذا لم تكن يدي على المملكة كافية … ربما سأستخدم هذا البلد كنقطة انطلاق للحصول على المزيد.”

وضع ماركوس منطق رفضه الامتثال لطلب فيلت. جلبت كلماته عبوسًا إلى وجه اللصة  وهي تعبث  بشعرها الأشقر.

“وماذا سيحدث للمملكة إذا حصلتِ عليها ومع ذلك لا قيمة لها؟”

بدا أن بوردو  يحاول إقناع روزوال بالخضوع.

“قلت لك، أليس كذلك؟ أنا جشعة. لذا بمجرد أن يكون شيئًا ما لي، يكون لي. وإذا حصلت على شغف أقوى، فإنني أستخدم كل ما لدي لإرضاء ذلك. حياتي في كاراراجي، شركة هوشين، وجميع الأشخاص الذين يعملون هناك، كلهم ​​جزء من سعيي لتحقيق الإنجاز. لن أتخلص منهم أبداً. وبالتالي…”

“الظروف لا تسمح لنا بالقيام بذلك. في كلتا الحالتين  لا يمكننا اتخاذ هذا القرار بأنفسنا !! ”

اجتاحت اناستاشيا بصرها على وجوه كل من في الغرفة “ماذا عن أن تسترخوا وتصبحوا ملكي؟”

تحرك راينهارد لتهدئة أعصاب سوبارو  من الأجواء غير السارة.

نظرت عبر الغرفة بنفس الابتسامة الدافئة واللطيفة التي أظهرتها من  البداية.

“سرقتي؟”

كانت طريقة تفكيرها قائمة على الرغبة، لكن ذلك جعل حجتها بسيطة للغاية. لقد أرادت العرش لرغباتها الخاصة، ومنذ اليوم الذي يصبح فيه عرشها، ستعمل بلا كلل من أجل ازدهار المملكة. لن تتخلص منها، بالنظر إلى أن شخصيتها طلبت منها تحويل أي شيء تملكه إلى شيء أعظم وأعظم من ذي قبل. كانت تلك رسالتها.

“أنا … أريد … أن أجعل السيدة إيميليا ملكة. لا، سأجعلها ملكة “.

“مممم. من المؤكد أن السيدة اناستاشيا أوضحت  ادعائها بما فيه الكفاية. هل لديك أي شيء تضيفه  سيدي يوليوس؟ ”

9

مع اختتام خطاب سيدته، حان الوقت لكي يرفع التابع قضيته. لقد جادل كلاهما مسبقًا حول لياقة السيدة لتكون ملكة ، لكن يوليوس تقدم للأمام وأشار إلى اناستاشيا بيده وقال  “استخدمت السيدة اناستاشيا كلمة الجشع للتعبير عن رغباتها، ولكن بعبارة أخرى  يكشف هذا عن عمق العاطفة وراء طموحها. من ناحية أخرى، من وجهة نظر العمل، فهي قادرة على اتخاذ أي قرار دون تأثير العاطفة ، وهي ميزة لا غنى عنها في ملكة دولة “.

أظهر المرشحون الآخرون والفرسان والنبلاء ردود أفعال مناسبة تجاه السلوك الفظ للوافدة الجديدة، ولم يكن هناك أي ردود فعل ودية. تحت النظرات الصارمة، أخرجت فيلت  لسانها بوقاحة.

“مممم. بالتأكيد، كما تقول “.

“ولذا هل ترغبين في أن يتم معاملتكِ بإنصاف كمرشحة للاختيار الملكي؟”

“علاوة على ذلك  كما ذكرت سابقًا، فإن السيدة اناستاشيا سيدة أعمال رائعة – وهو شيء تحتاجه هذه المملكة بشدة في هذه الساعة. اشتباكات خطيرة ومتكررة مع الدول المجاورة – ولا سيما المناوشات مع الإمبراطورية – استنزفت خزائننا. مع المجاعة الكبيرة في العام الماضي، أصبحت الموارد المالية لمملكة لوغونيكا محفوفة بالمخاطر “.

أعاد ميكلوتوف توجيه المحادثة.

تحولت الوجوه إلى اللون الأحمر عندما لمس يوليوس فجأة جزء الأمة القذر ” أعتقد أنه لا ينبغي الكشف عن مثل هذه التفاصيل بسهولة للجمهور سيد  يوليوس “.

“يجب أن تكون المرشحة  عذراء وملكة تتسم بالنبل. ربما لا يدركون  أنه يجب عليهم ارتداء التاج؟ ”

“لقد كانت أهمية إعادة البناء المالي للأمة معروفة منذ عدة عقود. لا أشعر بأي سبب لإخفاء هذا عن أولئك المجتمعين هنا. ألا تعتقد أن سبب ركود شؤون الأمة هو أننا صرفنا أعيننا عن هذه الحالة المالية الصعبة لفترة طويلة؟ ”

“إذن أنت تمثل. انزع تلك الأغلال عنه. كل شيء حتى الآن  مجرد صراخ جامح لرجل عجوز خرف “.

“إذن مجرد فارس يتحدث إلينا عن الشؤون السياسية خارج نطاق اختصاصه …؟”

“-!”

“هذا صحيح. ستؤثر هذه الشؤون على منزل ايكوليوس قليلاً. حتى لو صرفنا النظر عن ذلك، فلن يكون هناك بالتأكيد شيء لا رجوع فيه بالنسبة لجيلي. ومع ذلك  حتى لو خرج منزلي سالماً، لا يمكنني تجاهل مسألة سقوط العرش الذي أخدمه  “.

استجاب راينهارد على الفور لصوت الفتاة الحاد، حيث تقدم جسده  إلى مركز الغرفة. بينما  الشاب ذو الشعر الأحمر يقف بجانب فيلت، لم تنظر فيلت إليه. بدلاً من ذلك عقدت ذراعيها وأشارت بذقنها.

مع وجود عروق منتفخة من جباه مجلس الحكماء، نظر يوليوس إلى اناستاشيا.

“بالضبط. لقد ولدت في كاراراجي لأدنى فئة في رابطة المدن التجارية الحرة “.

“ومع ذلك  فقد ربطتنا شركة هوشين بالازدهار الشديد الذي تتمتع به كاراراجي، مما جلب رياحًا جديدة إلى لوغونيكا. لقد رأيت بنفسي أن السيدة اناستاشيا تستحق أن تكون ملكة إذا واصلنا السير على هذا الطريق. ماذا   تسمون هذا  إن لم يكن القدر؟ ”

“-”

ربما تغلبت الحماسة على يوليوس، فارتفعت لهجته وتسارعت كلماته.

وهكذا  لخص يوليوس كلمات وأفعال سوبارو حتى الآن، ورفضها، وبضربة واحدة.

“إذا اختارت السماء ملكة، فستختار السيدة اناستاشيا. أنا مكرس للعائلة المالكة، بعد أن تعهدت بالولاء للمملكة، أعلن بموجب هذا أن السيدة اناستاشيا تستحق العرش. – أشكركم على إقراضي آذانكم “.

جعل مظهر كروش  ريكرت يفقد كل خصلة من الجدال. بينما ظل صامتاً، لم يستطع سوبارو أيضًا إلا أن يشعر بصدره يتحرك أمام شجاعة كروش.

كان يوليوس يشبه إلى حد كبير مؤدي المسرح حيث لخص خطابه للجمهور. بدا أن الحاضرين  المفتونين به قد عادوا إلى رشدهم عندما نظروا إلى الوراء إلى السيدة والتابع. ومع ذلك  حتى ذلك الحين، لم يتراجع تعبير ماركوس الهادئ.

قام يوليوس بتمشيط الجزء الأمامي من شعره   بشكل غير ضروري للفت الانتباه إلى نفسه.

“لقد كنتِ رائعة، سيدة اناستاشيا. إنه بالفعل مكان مثل هذا حيث قد تتفتح زهورك حقًا “.

 

“أنت لطيف للغاية. شش، لم تكن بحاجة لقول ذلك. إنه أمر محرج جداً.”

أومأ العديد من الأشخاص في الغرفة برأسهم وهم يستمعون إلى خطاب كروش البليغ.

صفقت اناستاشيا ذات الوجه الأحمر  بيدها عندما عادت مع يوليوس إلى المرشحين الآخرين. الآن بعد أن أكدت  المرشحة الثالثة هدفها، كانت التالية في الصف –

شعر بشيء أقوى بكثير – نظرة الفتاة ذات الشعر الفضي خلفه.  بإيميليا.

بعد صمت قصير، نادى ماركوس اسم الفتاة ذات الشعر الفضي التي ظلت صامتة حتى تلك اللحظة.

رد راينهارد  “نعم؟”

“ثم  المرشحة التالية – السيدة إيميليا.”

عندما رأى بقية أعضاء مجلس الحكماء يمؤون، اتخذ المسؤول المدني الذي يُدعى على ما يبدو ريكرت خطوة إلى الوراء. تابع ميكلوتوف   “السير راينهارد. سنسمع أولاً إلى تاريخ سيدتكِ   “.

كانت المرشحة الوحيدة التي تفتقر إلى فارس خاص بها. بعد نداء اسمها رفعت رأسها. من الجانب  استطاع سوبارو أن يرى القلق على وجهها الشاحب الجميل، ولكن بإصرار قوي، ردت إيميليا.

اجتاحت اناستاشيا بصرها على وجوه كل من في الغرفة “ماذا عن أن تسترخوا وتصبحوا ملكي؟”

“نعم.”

رد باك على موقف الرجل العجوز بتحريك  ذيله  “أنت حر في مناداتي  ما تريد. ولكن إذا كنت تريد تفاصيل حول من وما أنا عليه، يجب أن تسأله هو، وليس أنا ” بناء على اقتراح باك، نادى ميكلوتوف روزوال “أفترض … يا لورد روزوال ؟”

تقدم إيميليا إلى الأمام. بدأ الآن دورها في الاختيار الملكي.

لا أحد سيفعل. والوحيدة  التي أرادها أن تعترف بجهوده رفضته.

– كان ذلك عندما فكر ناتسكي سوبارو قليلاً.

قام ميكلوتوف بفحص تعبيرات الأعضاء الآخرين في مجلس الحكماء، طالبًا التأكيد بإعلانه عن البدء الرسمي للاجتماع. ردا على ذلك، أنزل الرجال كبار السن رؤوسهم في الموافقة واحدا تلو الآخر.

 

 

5

حتى سوبارو  الذي يفتقر إلى المعرفة التفصيلية للرتب والألقاب، عرف أنها على بعد خطوات قليلة من قمة الهرم. مع القضاء على العائلة المالكة، ربما فضل الرأي العام شخصًا قريبًا من الملك الراحل.

 

وتابع: “أنا سعيد للغاية بالتعرف عليكم”.

تحركت اليد اليمنى والقدم اليمنى لإيميليا للأمام معًا إلى الوسط، فكر سوبارو …

كان ذلك بقدر ما وصل إليه قبل أن يقوم بأخذ ذهني مزدوج.

‘يجب أن أفعل شيئًا‘

“يا هذا!”

في أي يوم عادي، كان بإمكانه أن يقدر تمامًا كم كانت تبدو رائعة، لكن الوضع الآن  ينذر بالسوء في ظل هذه الظروف.

لم يقاوم سوبارو لأنه تم إبعاده عن المنصة بواسطة ذراع. عندما دفعته إيميليا إلى الأمام، لم يستطع النظر إلى وجهها.

بطريقة ما، على الرغم من أن إيميليا  تتحرك بشكل عادي، إلا أنه لاحظ أن خطوتها بدت متوترة قبل أن تصل إلى المركز.

حبس الجميع أنفاسهم من الصدمة، وأعينهم متسعة بسبب تصريح كروش. قابلت  نظرات الصدمة والغضب، ورفعت قبضتها وأعلنت بنبل “إذا كانت المملكة ستنهار بدون حماية التنين، فيجب أن تنهار. الأمة مباركة جداً في حالة ركود، والركود يجلب الفساد، والفساد يؤدي إلى زوالها. هذا ما أعتقده “.

نظر مجلس الحكماء إليها وهي تتقدم للأمام. ومع ذلك لم تتوقف الهمسات. مرارًا وتكرارًا، التقطت آذان سوبارو كلمة نصف جان.

“مهما كانوا يرتدون من ملابس، فإن سلوكهم يفضح طبيعتهم الحقيقية.”

تحرك راينهارد لتهدئة أعصاب سوبارو  من الأجواء غير السارة.

“مؤهلات هذا اللقب مختلفة إلى حد ما. بالتأكيد   من حيث القوة بالسيف وحده، فأنا أقوى من يوليوس. لم ألتقي بعد بشخص أقوى مني “.

“- لا بأس  سوبارو. لا داعي للقلق.”

“يتم الاختيار وفقًا لتوجيهات التنين عبر إشراق جواهر التنين والإرادة المشتركة لشعب الأمة!”

“لا تقرأ أفكاري هكذا. هل أنا كتاب مفتوح هنا؟ ”

وقف ماركوس منتبهاً وترك أغلال الرجل العجوز روم. ثم أمر الحراس الذين يقفون خلفه بـ “فتح الأغلال”. لكن فيلت رفعت يدها لإيقافهم.

“يتم التغلب على الكلمات البذيئة من خلال رؤية صفات الشخص أمام عينيك. آمن بالسيدة إيميليا “.

حتى لو كان ذلك يعني صنع عدو للعالم كله، فسيكون في زاوية إيميليا.

لكن   يجب أن يكون سوبارو هو الذي  يؤكد ذلك. بعد أن قالها راينهارد له ترك خيبة أمل مجهولة في صدره.

“أوه، هل تعرفت عليهم؟ تم صنع هذا في فولاكيا جنوبًا.  إخراجها من هناك مشكلة كبيرة.  صعب  لذا فقد تم تعليق الطلب لفترة طويلة. أيضًا  يبدو رائعًا، لذا فهو مهم جدًا “.

بعد تصريح راينهارد، انحسر الخطاب مثل المد وكأنه يثبت أنه على حق. تقدم روزوال للوقوف إلى جانب إيميليا.

واصل روزوال التحدث بنبرته العادية، على ما يبدو لصالح سوبارو.

عند رؤية روزوال بجانب إيميليا، أحنى ماركوس  رأسه بنظرة ثقيلة.

اجتاحت اناستاشيا بصرها على وجوه كل من في الغرفة “ماذا عن أن تسترخوا وتصبحوا ملكي؟”

“ثم  سيدة إيميليا، واللورد روزوال ل. ميزرس، إذا سمحت …”

ومع ذلك   كروش نفسها هي التي قاطعت الهمهمة  “يبدو أن الكثيرين هنا لديهم فكرة خاطئة ”

ظلت نبرة روزوال غير رسمية حتى الآن “نعم، نعم. تقدمي على خطى كل هؤلاء الفرسان، أشعر بأني لست في مكاني “.

فكر سوبارو  ‘أنا سعيد للغاية. اعتقدت أنها قد تغيرت كلياً، لكن تغير فقط شكلها.  النمور لا تتغير  حقًا! ”

حثت إيميليا بـ “هل أنا؟” بالطبع  لم يحصل على أي رد فعل. قد تكون الاستجابة الطبيعية أكثر من أن نأملها نظرًا لتوترها منذ لحظات سابقة. أثرت حساسية روزوال على أعصاب سوبارو بشكل أكثر قسوة.

أيد رجل عجوز أصلع رأي ميكلوتوف “…في الواقع يمكننا أن نقرر ما إذا كانت مناسبة أم لا بناء على ذلك “.

لكنه وضع على الفور تلك المشاعر القوية جانبًا بعد لحظة. بعد كل ذلك-

داس سوبارو على الأرض، محدقًا في روزوال حيث تبنى الأخير تعبيره المألوف المهرج مرة أخرى.

“أعضاء مجلس الحكماء، يسعدني أن ألتقي بكم للمرة الأولى. اسمي إيميليا. ليس لدي اسم عائلة. من فضلكم نادوني  إيميليا “.

قاطع راينهارد بهدوء إنكار ريكرت القوي.

يبدو أن اسمها، الذي يُنطق بصوت واضح مثل الجرس، يحفر نفسه في قلوب جميع الحاضرين. لم يرتعش صوتها، ونظرت إلى الأمام بثبات وقوة.

اعتبر يوليوس سخط سوبارو كما لو كان غبيًا  “يبدو أنك لا تفهم. الآن  لقد أعلنت عن نفسك كـ

كان على سوبارو أن يتساءل أين ذهب كل هذا القلق منذ لحظة. إيميليا التي ذكرت اسمها أمام مجلس الحكماء، لم يكن من المفترض أن يتفوق عليها المرشحون الآخرون على الإطلاق.

“… ممممم. ولماذا  ذلك؟ ” سأل ميكلوتوف.

تبعها روزوال  “وأنا الرجل المتواضع الذي رشح السيدة إيميليا، روزوال ل. ميزرس، برتبة ماركيز. نحن ممتنون لمجلس الحكماء للوقت الثمين “.

في أي يوم عادي، كان بإمكانه أن يقدر تمامًا كم كانت تبدو رائعة، لكن الوضع الآن  ينذر بالسوء في ظل هذه الظروف.

قام ميكلوتوف بلمس لحيته “مممم. لذلك لم يتم ترشيحها من قبل فرسان الحرس الملكي، ولكن من قبل الماركيز. أود بشدة أن أسمع تفاصيل سبب ذلك “.

لكن فيلت رفضت بشكل قاطع   وتجاهلت تمامًا تدفق المحادثة إلى تلك النقطة “هاه؟ ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل العجوز؟ لم أقل كلمة واحدة عن كوني أريد أن أصبح ملكة “.

نظر ميكلوتوف إلى إيميليا ثم تابع إلى روزوال  “يرجى تزويدنا بتفاصيل عن المرشحة السيدة إيميليا، بما في ذلك نسبها.”

صحح آل  “ناه، أنا لم أفز. الحياة ليست لطيفة بما يكفي لرجل مسلح ليهزم مجموعة من لاعبي كمال الأجسام السمينين. لقد كنت محظوظا لإحراز الخمسة الأوائل في حفل الفوز “.

”مفهوم. أولاً   على الرغم من أنني أعتقد أن جميع الحاضرين يدركون جيدًا، سأبدأ بظروف ولادة السيدة إيميليا. كما ترون من شعرها الفضي الجميل، بشرتها شاحبة للغاية بحيث يمكن للمرء أن يرى من خلالها، عيون بنفسجية تبدو وكأنها تأسر الروح، وصوتها    يتردد صداه في الأذنين بشكل لا يُنسى، حتى في المرء أحلام. كما تعلمون جيدًا  هذه الصفات  دليل على أن دم الجان يتدفق عبر عروق السيدة إيميليا “.

لم يكن لدى سوبارو ولا من حوله أي فكرة عما يتحدث عنه الاثنان. يبدو أن الزوج فقط يعرف ما أشاروا إليه. محاطًا بمثل هذا الارتباك، وضع ميكلوتوف يده على جبهته، كما لو  يندب الموقف، ونظر إلى الرجال المسنين الآخرين.

قاطع شيخ أصلع جالس بين مجلس الحكماء تفسير روزوال .

“يجوز التوصية فقط لمن هم من ولادات معينة لدخول فرسان الحرس الملكي، قمة الفروسية. هذا ليس خارج احترام النسب، ولكن لأن أسلافهم أظهروا ولائهم للمملكة، وصولاً إلى الدم الذي يتدفق في عروقهم. أنا لا أقبل أن تكون لديك أو من يطلق على نفسه اسم “المرتزقة” أي مؤهلات لتسمية أنفسكم بالفرسان “.

“والنصف الآخر من دمها بشري – وبعبارة أخرى، هي نصف جان؟”

“لم أتحدث بعج. ما يجب القيام به هو … ”

انتفخ وريد  جبين الرجل العجوز ذي الوجه الكبير، وانبعثت الكراهية من عينيه نعد النظر إلى  إيميليا “كيف تجرؤ على ذلك. ألا تخجل من إحضار  نصف جان ذات الشعر الفضي أمام العرش الملكي؟ ”

بينما سار فيريس للأمام للانضمام إلى جانب كروش، نظرت إلى ماركوس ودفعت خديها بأصابع السبابة.

رد ميكلوتوف  “السيد بوردو، حاذر من  كلماتك “.

لكن   يجب أن يكون سوبارو هو الذي  يؤكد ذلك. بعد أن قالها راينهارد له ترك خيبة أمل مجهولة في صدره.

“السيد. ميكلوتوف، ألا تفهم؟ نصف جان ذات شعر فضي بمظهر يتوافق مع ساحرة الغيرة كما تناقلتها الحكايات القديمة! دمرت ذات مرة نصف العالم. إنها تقود كل الكائنات الحية إلى اليأس والفوضى والإبادة! لا تدعي الجهل! ”

تسببت كلمات ميكلوتوف في تخلي باك عن تعبيره وهز كتفيه.

“-”

الآن بعد أن أصبح  يتحدث بهدوء، كان وجه بوردو لطيفًا  ؛ الآن سوبارو يمكن أن يفهم لماذا هو في مجلس الحكماء. دفع رده الظل من عيني إيميليا، وحل محله تعبير أكثر إشراقًا وطبيعية عن الفرح.

“إلى أي مدى تعتقد أن مظهركِ ونسبكِ فقط تجعل الآخرين يرتعدون؟ هل تطلب منا أن نضع مثل هذا الكائن على العرش الملكي؟ لا يمكن تصوره. حتى عامة الناس في الدول الأخرى  يطلقون علينا مجموعة من المجانين، ناهيك عن شعب مملكة لوغونيكا – الأمة التي تنام فيها الساحرة! ”

بالتأكيد   فيريس أطول  مقارنة بالفتيات. لكن ملامح الوجه وجسده  بدت   أنثوية تمامًا.  امتلك  بعض الأجزاء الصغيرة المهمة في جسد  المرأة، ولكن  هناك الكثير من النساء في العالم بصدور مسطحة، حتى عند بلوغهن. لم يكن ذلك دليلاً على أي شيء.

داس بوردو على قدمه، وذراعيه واسعتان وهو يصرخ، ونبرته وأسلوبه متوترين. حتى هذا الفعل لم يجلب أي رد فعل من إيميليا.   ثم أجابت روزوال : “سيد بوردو، هل انتهيت؟”

“أنا جشعة، لذلك أريد أي شيء أراه. لكني لست راضية بعد. لا أعرف ما هو الشعور بالإنجاز الحقيقي. لذلك أريد دولة خاصة بي “.

“إذا سألت ما إذا كان هذا هو كل ما لدي لأقوله، فأنا لم أقل بما فيه الكفاية. هل تدرك حتى ما فعلته أيها الساحر الأعلى للمحكمة؟ ”

“ظل هذا في ذهني منذ فترة طويلة. بارييل … مثل  السيد ليب بارييل؟ ممم. الآن بعد أن فكرت في الأمر، لم أر أي أثر للسيد ليب. أين هو…؟”

بدا أن بوردو  يحاول إقناع روزوال بالخضوع.

أطلق سوبارو على نفسه لقب فارس لإثبات أنه  مؤيد لإيميليا وجعلها في مقدمة أفكاره قبل المرشحين المنافسين، والفرسان، ومجلس الحكماء، وكل من شارك في الاختيار الملكي.

“أنا أفهم كثيرًا. أعرب السيد بوردو، متحدثًا نيابة عن مجلس الحكماء، عن أن رد فعل الجماهير عند رؤية السيدة إيميليا سيكون  سلبياً، أليس كذلك؟ ”

انتقلت أفكار سوبارو وراءه. شعر كل شيء بالبرد. تساءل عن نوع النظرة التي  على وجه إيميليا.

رفع روزوال إصبعه.

“إلى ماذا تشير  بالضبط؟”

“ومع ذلك  ربما نسيت سيد بوردو؟ إن القضية التي تتحدث عنها لا تحمل أي اعتبار للاختيار الملكي على الإطلاق “.

وتابعت إيميليا: “لا أعرف ما إذا كانت جهودي تستحق العرش. لكن رغبتي في جعل جهودي متساوية مع المهمة حقيقية. أعتقد أن هذه المشاعر ليست غير متكافئة مع مشاعر المرشحين الآخرين. لذلك  من فضلكم انظروا إلي بعيون غير متحيزة. انظروا إليّ بصفتي إيميليا، بلا اسم عائلة، ولا تنظروا إلى الساحرة  ولا نصف جان فضية الشعر، أنظروا لي بعدل”

“…ماذا تقصد؟”

عندما فكر في إمكانية ترك الرجل العجوز روم ليتعفن، مستخدمًا إيميليا كسبب، شعر بالقذارة.

خفض روزوال صوته وهو ينظر إلى مجلس الحكماء.

نادت من الخلف ولكن  تقدم سوبارو بجرأة إلى الأمام. تحت أنظار مجلس الحكماء فوق المنصة، صر الصبي أسنانه ورفع رأسه. كما تعلم من خلال الملاحظة، انحنى سوبارو على ركبة واحدة كما فعل الفرسان وفتح فمه، ونبض قلبه وهو يتحدث بأعلى درجات الاحترام التي يمكنه حشدها.

“إذا جاز لي، هذا بالضبط كما ذكرت السيدة بريسكيلا في البداية. حتى لو كان ذلك مجرد إجراء شكلي، فهناك خمسة مرشحين، لذلك قد يبدأ اختيار العائلة المالكة. وإذا بدأ  يحتاج المرء فقط إلى التواجد، نعم؟ ”

“-!”

ضاقت عيون ميكلوتوف.

الإعلان الذي يتعارض تمامًا مع ما كان متوقعًا، جعل معظم الحاضرين يشكون في آذانهم.

“مممم. بعبارة أخرى،أنت تقول إن المهم هو أن جوهرة التنين اختارت السيدة إيميليا، وأن ملاءمتها الفعلية للنجاح كملكة … غير ذي صلة؟ ”

“لماذا تتصرف بهذه السرعة يا راينهارد؟ … يكاد يبدو أنك ترغب في إسكات هذا الرجل المسن قبل أن يقول لك شيئًا مزعجًا. مخيف  … ”

“على الرغم من أنها قد تكون طريقة فظة لوصف الأمر، فكر فيها على أنها حصان. مظهر السيدة إيميليا خاص جداً. عملياً لا يمكن لأي إنسان أن ينظر إليها ولا يفكر في ساحرة الغيرة. يجب أن يتم استخدامها  كبيدق على رقعة الشطرنج لدينا “.

“اصمت  راينهارد. أفهم أنك ترغب في دعم سيدتكِ التي أقسمت على حمايتها بسيفك، لكن قبولها لسيفك مبني على استعدادها لأن تصبح ملكة. خلال وقائع هذا المؤتمر للاختيار الملكي، أعلنت ليدي فيلت علنًا أنها لا تنوي المشاركة في عملية الاختيار. يعني التخلي عن مؤهلاتها التخلي عن أي حق فس إعطائنا الأوامر لنا نحن فرسان الحرس الملكي … هل تفهم؟ ”

وبهذه الطريقة  أنكر روزوال كل إمكانية لخلافة إيميليا فعليًا للعرش.

رأى سوبارو أن هذه العبارات  تثير ضجة كبيرة في كل مكان. انطلاقا من المظاهر وحدها، كانت اناستاشيا أصغر منه. نظرًا لسنها ورد الفعل من حوله، من الواضح أنها اشتهرت بأنها وحش في عالم الأعمال.

كانت الصدمة المطلقة من ذلك كافية لجعل سوبارو ينسى تمامًا غضبه من تصريحات روزوال  السابقة.

وبينما  المتفرجون يبتعدون، صدى صوت واضح  بنفس النغمة المتجمدة.

لقد كان هو الراعي والداعم لإيميليا، الذي  عرف مدى صعوبة إيميليا في سعيها لتصبح ملكة، ومع ذلك قال ذلك.

في الوقت القصير الذي عرفها فيها سوبارو، لم تكن أبدًا شقية بهذا القدر. خمن أنه  بسبب أشياء مختلفة خلال الشهر الماضي.

سأل بوردو “إذن الاختيار الملكي بين خمسة مرشحين سيكون في الواقع بين أربعة؟”

أطلق سوبارو على نفسه لقب فارس لإثبات أنه  مؤيد لإيميليا وجعلها في مقدمة أفكاره قبل المرشحين المنافسين، والفرسان، ومجلس الحكماء، وكل من شارك في الاختيار الملكي.

“ألا تعتقد أن تقليص الخيارات يقلل من احتمالية ذلك؟ يدعو النقص الحالي لملك الدول الأخرى إلى التدخل في شؤوننا الداخلية. ألا يجب أن نعد إجراءات مضادة لتقليل هذا التهديد؟ ”

“مرحبًا   لقد مرت فترة. يبدو أنك بصحة جيدة! ” قالت فيلت.

دفع اقتراح روزوال بوردو إلى التفكير العميق. بدا الأعضاء الآخرون في مجلس الحكماء مستعدين ليقولوا، حسنًا إذا كان الأمر كذلك …

“- هذا هو بالفعل جوهر الأمر.”

يقررون  التخلي عن كل عمل إيميليا الشاق على جانب الطريق لاستخدامها كحصان سباق.

تجمدت ابتسامة الرجل العجوز الودودة عند اقترابها.

دوى صراخ غاضب في جميع أنحاء الغرفة “لا تقل هذا الهراء – !!”

استمع ميكلوتوف إلى التصريح الذي كان متهورًا دون سابق إنذار، أومأ برأسه ولم يتغير تعبيره وهو ينظر إلى الفارس الذي يقف بجانب الفتاة.

مع خمدان الصدى، سكتت القاعة مرة أخرى.

“إذا كنتم تتوقعون مني أن أكون قوية مثلهم ، فأنا في مأزق صغير. أشك في أنكم تريدون مني أن أكون أقوى من اللازم، لذلك أعتقد أن حيلتي هي أنني لا أملك واحدة “.

كان الصوت الوحيد المتبقي في الغرفة الصامتة هو التنفس الخشن للصبي الذي صرخ – سوبارو.

بعد تصريح بريسكيلا، قاطعها ميكلوتوف بفضول.

مع احمرار وجهه مع الغضب، أعلن الجزء الخلفي من عقل سوبارو، لقد قمت بذلك الآن.

فارس أمام كامل  فرسان الحرس الملكي لمملكة لوغونيكا “.

لكن الوقت  قد فات للتراجع. لم يستطع التراجع.

“لقد أكدنا هذا بالفعل لأنفسنا. بعد وفاة السيد ليب بارييل، سيطرت السيدة بريسكيلا على السياسة داخل أراضيه … مما أدى إلى ازدهار غير مسبوق في المنطقة “.

الآن بعد أن سار  سوبارو إلى الأمام فجأة، أدار روزوال رأسه وأعطاه نظرة باردة.

بعد رد راينهارد، أغلق ميكلوتوف عينيه كما لو أن هذا البيان يحمل بعض المعنى الخاص.

“لم أكن أعتقد أنك كنت بهذه الشجاعة. هذا ليس مكانًا يتكلم فيه أمثالك. اعتذر وتراجع “.

“-!”

“لا تقل هذا الهراء. قلت ما قصدته. وسأضيف هذا. يجب أن تعتذروا جميعًا “.

“مم، تم ضبطنا. انظر يا روزوال ؟ أخبرتك أنه ليس من الجيد المبالغة  “.

ذهب هدوء روزوال  وحل محله مكانه  هالة ساحقة. مجرد النظر إليه سيبرد الشخص  حتى العظم. ربما  تذبذب الهواء من حوله ناتج عن كمية هائلة من المانا.

“أنا أتفهم أنه يتم النظر إليّ بتحيز، لكوني نصف جان وساحرة. لكن مع ذلك أرفض تمامًا أن هذا يجب أن يسلبني هذه الفرصة “.

“أنا مندهش أكثر  لتجاهلك لحياتك.”

“لا تجذبني ثم تلعب دور الأعمى! إنه هذا المكان! هذه الملابس! هم! أنت! ماذا يجري بحق الجحيم هنا؟! لا يمكنني تحمل المزيد من هذا! ”

ضغط سوبارو على أسنانه. عرف الجزء الخلفي من عقله ما سيفعله  – قوة ساحقة، دوامة من اللهب العظيم. وأشار إلى مشهد الوحوش الشيطانية في الغابة محترقين دون رحمة أو شفقة.

“الكابتن، أواصل  إخبارك  أنه فيريس، وليس فيليكس. هذا يضر فيريس “.

“إذا ركعت على ركبتيك في هذه اللحظة، فسأسمح لك بالمغادرة. ولكن إذا كنت مصراً على أن تظل عنيدًا … ”

لقد اتخذ  تصميمه ونفسه وداس عليهم جميعًا.

كان الاختيار الملكي هو أخطر قضية للأمة بأكملها. لإهانتها بمشاعر فردية، حكم روزوال على سوبارو بالإعدام نيابة عن كرامة المملكة.

 

جعل الخطر الهائل ركبتي سوبارو تصرخان طلباً للرحمة. انتشر الاهتزاز من أطراف أصابعه.

داس سوبارو على الأرض، محدقًا في روزوال حيث تبنى الأخير تعبيره المألوف المهرج مرة أخرى.

لكن-

لقد ترك رسالة في محل بائع الفاكهة لينتظره. ما الذي  يفعله الرجل العجوز “روم” هنا –

“قلت، لست أنا من يجب أن أعتذر، هذا كل ما لدي!”

“لقد أبلغتكِ بالفعل عدة مرات، سيدة فيلت، لا يمكنني الامتثال للأوامر الخاصة بك -”

ارتجف صوته الصاخب. ولكن حتى مع ذلك   لن يركع سوبارو. لم يستطع الركوع، لأن إيميليا لم تفعل شيئًا خاطئًا.

حتى لو كان ذلك يعني صنع عدو للعالم كله، فسيكون في زاوية إيميليا.

”جيد جداً. لا يمكن للمرء أن يفعل أي شيء بدون قوة. سأدرس هذا الدرس عليك. على الرغم من أنه لا يمكن أن يخدمك في هذا العالم، فربما يكون كذلك في العالم التالي “.

“لا تهتمي بكل هذا …! – أسرعي وأنقذيني !! فيلت، هذا أنا! الرجل العجوز روم الذي عشتِ معه في الأحياء الفقيرة! لا أفهم كل هذا حقًا، لكن يمكنكِ إنقاذي الآن، أليس كذلك؟ ثم انقذيني! لا أريد أن أموت !! ”

مع تجاهل إنذاره الأخير، تجلت القوة المتدفقة من روزوال في شكل كرة لهب، ساطعة لدرجة أن نورها أبهر الغرفة بأكملها. كرة النار فوق يد روزوال اشتعلت بشدة مثل شمس مصغرة، لدرجة أن سوبارو، الذي كان واقفاً على بعد مسافة قصيرة  شعر أن جلده بدأ يحترق.

“فيريس ليس  اسم رجل فقط. بل هو نفسه  ذكر  “.

“مانا النار  – آل غوا!”

إذا كان هناك أي شيء، فقد امتلأت عيناه بالحسد، وشفتاه مشدودتان.

بكلمة أخيرة قاسية، أدار روزوال يده نحو سوبارو. انطلقت كرة النار من راحة يده، مع اقتراب الحرارة ببطء من سوبارو لحرقه إلى رماد.

 

حاول سوبارو على الفور المراوغة، لكن جسده ببساطة لم يتحرك. ربما  ذلك بسبب ارتعاش قدميه، أو ربما بسبب اقتراب  الموت الوشيك من عينيه إلى باقي جسده.

“-هذا يكفي. لن أسمح بمزيد من العنف في وجودي. إذا كنت ترغب في متابعة هذا – ”

لا.

دوى صدى النفخة الأخيرة مثل نداء رسمي. لكن قوة الإرادة الكامنة وراءها لم تقلل من قوة طلبها.

كان ذلك لأن إيميليا  تقف خلف سوبارو.

 

لهذا السبب  في تلك اللحظة بالذات، لم يستطع الانتقال من ذلك المكان …

فكر سوبارو  ‘أنا سعيد للغاية. اعتقدت أنها قد تغيرت كلياً، لكن تغير فقط شكلها.  النمور لا تتغير  حقًا! ”

“-!”

 

على الفور  حبس الجميع أنفاسهم لما تبع ذلك.

تصرفت الفتاة بأناقة، لكن بريسكيلا تركت بقايا من الانفعالات المحمومة تحوم فوق الغرفة. كان ذلك عندما رفع يوليوس يده إلى  وأرجحها لأسفل. تردد صدى الخشخشة الجافة، مما أدى إلى تغيير لا مفر منه في الغلاف الجوي.

في اللحظة التي اصطدمت فيها كرة النار بسوبارو، تم القضاء عليها بسبب وهج أزرق باهت غطى جسده بالكامل. تقاتلت قوى الأحمر والأبيض مع بعضها البعض – وتلاشت إلى بخار أبيض.

أجاب راينهارد: “تصرفي كسيدة، أود أن أقول ذلك، لكن لن تفعلي، أود منكِ أن تتأدبي قليلاً ”

وبينما  المتفرجون يبتعدون، صدى صوت واضح  بنفس النغمة المتجمدة.

أزال راينهارد السيف من على ووضعه على الأرض، مقدمًا إياه في استعراض لأعلى درجات الاحترام. عندما رأى ريكرت  الفارس  يعرض مثل هذا احترام، توتر جسده.

“-هذا يكفي. لن أسمح بمزيد من العنف في وجودي. إذا كنت ترغب في متابعة هذا – ”

قالت بريسكيلا: “هل ينبغي على المرء أن يعتذر عن فعل شيء خاطئ؟ إذا كان هذا هو الحال، فلماذا لا تعتذرين يا   نصف جان ذات الشعر الفضي؟ في حالتك يجب أن تقولي أنا آسفة لأني ولدت ”

تبع صوت إيميليا الحازم صوت أكثر حيادية.

في الوقت القصير الذي عرفها فيها سوبارو، لم تكن أبدًا شقية بهذا القدر. خمن أنه  بسبب أشياء مختلفة خلال الشهر الماضي.

“- إذن أنا مستعد لممارسة قوتي عندما تطلب ابنتي الحبيبة.”

من المنصة، رفع ميكلوتوف حاجبه ونظر إلى سوبارو “بالمناسبة، ما هو موقف ذلك الشاب؟”

ارتفعت الحواجب المشكوك فيها من مصدر الصوت، لكن في اللحظة التالية  لاحظ الجميع ذلك – البرد القارص المنتشر في جميع أنحاء الغرفة مما يدل على غضب الروح العظيم.

“سرقتي؟”

طوى القط الرمادي الصغير ذراعيه،  وزفر صغير بأنفه الوردي وهو يطفو ببطء لأسفل. تجمدت عيناه السوداوان تعبيراً عن برودة غير مسبوقة.

تكلم سوبارو  لإبقاء توتر منخفض تحت الضغط، لكن هدوء يوليوس لم يتعثر.

“أنتم أيها البشر الوضيعون تقولون بعض الأشياء أمام ابنتي.”

“مرحبًا   لقد مرت فترة. يبدو أنك بصحة جيدة! ” قالت فيلت.

“-”

لم يعترف شخص واحد في ذلك المكان بسوبارو كفارس. ومع ذلك أجاب: “ومع ذلك  سأجعل إيميليا ملكة”

عندما اجتاحت نظرة باك الخالية من المشاعر القاعة، جاءت ردود الفعل الأقوى من الفرسان. تم سحب سيوفهم بالفعل عندما رفعوا حذرهم تجاه القطة الصغيرة التي تطفو فوق رؤوسهم.

7

سوبارو، الذي أشعل فتيل هذه الأحداث، لم يدرك تمامًا ما  يحدث.

في اللحظة التالية، تلاشى التردد”كما تأمرين”

“-آه؟ إيه، ماذا؟ ”

استمع ميكلوتوف إلى التصريح الذي كان متهورًا دون سابق إنذار، أومأ برأسه ولم يتغير تعبيره وهو ينظر إلى الفارس الذي يقف بجانب الفتاة.

لقد مرت لحظة بعد أن تأكد أن روزوال سيحرقه حقاً حتى الموت. أعتقد أنه يحمي إيميليا، لكنها وقفت أمامه، والجميع ينظرون بحذر إلى باك، في وضع يسمح له بالدفاع عنها.

“فيلت…”

 

أعاد إعلان ميكلوتوف الجاد التوتر إلى القاعة مرة أخرى. بشكل عفوي، حتى المرشحين وقفوا أكثر استقامة. و وجوه المتفرجين لم تعد تبدو هادئة.

رد ميكلوتوف على رد راينهارد البسيط بإيماءة خاصة به.

 

“أتمنى أن أريك وجهك في المرآة الآن. تبدو  وديع وخاضع، تهز ذيلك ومتلهفًا للإرضاء، فقط لإنقاذ حياتك … لا يمكنك تسمية ذلك بالحياة! ”

كما احتوت نظراتهم الحذرة على شيء يشبه الخوف. ضربت نفخة ميكلوتوف الصاخبة المعرض الصامت مثل الصاعقة “—وحش نهاية العالم الصقيع الأبدي.”

شعر ميكلوتوف بموجات الإثارة فعدل ظهره وأعلن –

عند سماع هذه الكلمات، ارتعدت آذان باك وهو يجيب على الرجل العجوز.

“هل مثل هذا العذر يعني أي شيء لأي شخص؟ أنتِ صورة  للكائن المحظور على العالم. إن منظرك ذاته يملأ الناس بالخوف ويجعل قلوبهم ترتجف. أليس هذا هو السبب في أنكِ تغطين وجهكِ وتحجين مظهركِ؟ ”

“آه، هذا صحيح، بعض الناس ينادونني بذلك. يبدو أنك على علم بذلك أيها الصغير “.

ومع ذلك  لم يظهر  ريكرت أي علامة على التراجع.

على الرغم من أن الآخرين متوترين، إلا أن ذكاء ميكلوتوف الحاد سمح له بالحفاظ على هدوئه في وجود باك.

وضع ماركوس يده على صدره وركع على ركبة واحدة. تبعه راينهارد، ثم كل فرسان الحرس الملكي.

“أن أعامل كشاب في سني هي تجربة يجب أن أعتز بها بعمق.”

ضحك فيريس وهو يخرج لسانه وغمز له.

رد باك على موقف الرجل العجوز بتحريك  ذيله  “أنت حر في مناداتي  ما تريد. ولكن إذا كنت تريد تفاصيل حول من وما أنا عليه، يجب أن تسأله هو، وليس أنا ” بناء على اقتراح باك، نادى ميكلوتوف روزوال “أفترض … يا لورد روزوال ؟”

عندما اجتاحت نظرة باك الخالية من المشاعر القاعة، جاءت ردود الفعل الأقوى من الفرسان. تم سحب سيوفهم بالفعل عندما رفعوا حذرهم تجاه القطة الصغيرة التي تطفو فوق رؤوسهم.

عند  سماع النداء، خفض روزوال رأسه بشكل رسمي قبل أن يشير إلى باك و إيميليا بيد واحدة لكل منهما.

علقت بريسكيلا  “فهمت. لهذا سيدخل هذا اليوم في التاريخ “.

“كما توقعت، اللورد ميكلوتوف … هذا كائن خارق للطبيعة، أحد الأرواح العظيمة في الماضي، المعروف لأجدادنا باسم وحش نهاية العالم للصقيع الأبدي. وهو حاليًا روح السيدة إيميليا المتعاقد معها “.

تجاهلت بريسكيلا  البيان بضحكة عالية  وضيقت عيونها .

قرص بوردو الثابت بنظرة، صوته أجش من مدى صدمته.

حتى سوبارو يمكن أن يقول أن الصدمة قد أصابت جسم إيميليا بالكامل. ارتجفت كتفاها وخفت خوفها من عينيها   وحل محله  ألم حاد.

“لا يمكن أن يكون! واحد من الأرواح الأربعة العظيمة متعاقد مع  شخص ما … ونصف جان أيضاً! ”

لتهدئة مخاوف سوبارو، قدم راينهارد تقريره بينما  يلتف ببراعة حول الأجزاء الإشكالية. كان للتفسير ثغرات كبيرة وواضحة، لكن لم يركز الجميع على ذلك، بل على أشياء أخرى معينة الأحياء الفقيرة … يا سيدي راينهارد، هل أنت مجنون؟!”  صرخ ريكرت “أحضرت متشردة من الشوارع إلى حفل لاختيار الملكة التي يجب أن تحمل مستقبل لوغونيكا؟! ماذا تعتبر العرش الملكي ؟! ”

لكن حتى الرجل العجوز لم يستطع استدعاء الشجاعة للإشارة إلى كائن قادر على تحويله إلى تمثال جليدي.

“لطالما راودتني شكوك حول حالة المملكة. أعتقد أن مسار الأحداث هذا هو فرصة أرسلتها السماء لتصحيح الأمر “.

“بما في ذلك هذا الشاب، يجب أن يكون الكثير منكم ممتنًا لـ إيميليا أنني لم تقم بتحويل هذا المكان إلى نهر جليدي في الوقت الحالي. ناشدتني ابنتي الحبيبة اللطيفة، لذلك سوف أتصرف.  إذا لم تمنعني، فستصبحون جميعًا تماثيل جليد  الآن. ”

“- أنا أكره هذه المملكة!” واصلت “- أكره من في هذه الغرفة، وأكره الهيكل الذي بنيتموه، وأكره كل شيء صغير هنا. لهذا السبب أعتقد أنني سأكسر كل شيء.  ما رأيكم في  ذلك؟ ”

الطريقة غير الرسمية التي قالها إنها جعلت التهديد يبدو أكثر برودة، مما أدى إلى انتشار برودة  في القاعة. في مواجهة حضوره،  من الواضح جدًا أنه لم يكن يتباهى.

انحنى فيريس رسميًا   حيث أعرب عن ثقته الهائلة في سيدته. ثم عاد وجهه إلى تعبيره المألوف المعتاد وهو يبتسم إلى كروش.

عندما  حياة كل الحاضرين تحت رحمة صاحب المخلب القوي – بدا الصوت المفاجئ للاستنشاق بصوت عالٍ للغاية “-هو هو هو!”

“أنا فارس السيدة اناستاشيا، يوليوس ايكوليوس. من فضلكم كونوا لطيفين معها “.

بدا مشهد ميكلوتوف وهو يصفع فخذيه ببهجة في غير محله.

فحصت  فيلت الغرفة لمعرفة  محيطها عندما لاحظت فجأة سوبارو بين الفرسان في الصف الأمامي وأضاءت عينيها “أوه، مهلاً! ماذا تفعل هنا يا سيد؟ ”

“حتى قلبي نبض. اسمح لي أن أسمي هذا العرض التقديمي الأكثر إمتاعًا “.

“حسنًا، بدا الأمر كما لو أنه  يهين الفرسان. أنا لا أمانع، ولكن ما رأيكما؟ ”

تسببت كلمات ميكلوتوف في تخلي باك عن تعبيره وهز كتفيه.

عادت الغرفة إلى الصمت بشعور من التوتر أكبر من ذي قبل. ولكن إذا كان على المرء أن يقارن العواطف، فإن الغضب الأكثر سخونة هو بلا شك قادم من كروش التي تقف أمام العرش.

“مم، تم ضبطنا. انظر يا روزوال ؟ أخبرتك أنه ليس من الجيد المبالغة  “.

واقفة بجانب يوليوس، رفعت  اناستاشيا حاجبها  كما لو كانت محرجة قليلاً.

في تلك اللحظة  اختفى البرد الذي يلف الغرفة. وسط ذهول المتفرجين، ضرب روزوال برفق على جبهته.

كانت تراقب مجلس الحكماء على المنصة. سوبارو  الواقف بجانبها، لم يكن في مجال رؤيته على الإطلاق. ولكن عندما استدارت رأى  وجهها بوضوح.

“أوه يا إلهي، وكان لدي مثل هذه الثقة … إنه محبط للغاية.”

كان يوليوس يشبه إلى حد كبير مؤدي المسرح حيث لخص خطابه للجمهور. بدا أن الحاضرين  المفتونين به قد عادوا إلى رشدهم عندما نظروا إلى الوراء إلى السيدة والتابع. ومع ذلك  حتى ذلك الحين، لم يتراجع تعبير ماركوس الهادئ.

“ا- انتظر…! ما الذي تتحدث عنه؟”

”  بالتأكيد. بعد كل شيء   لا يحدث شيء في هذا العالم لا يفيدني. علاوة على ذلك    أنا التي تستحق أن تصبح ملكة، وليس غيري. ما عليكم إلا أن تنحنوا أمامي وتخدموني ”

بدا أن باك، روزوال، وميكلوتوف فقط هم من شاركوا في هذه النكتة المعقدة. أخيرًا حوّل روزوال نظرته إلى بوردو الحائر وقال “لتوضيح الأمر ببساطة – كان هذا التبادل هو الخطاب من جانب السيدة إيميليا. أدرك أن الخطاب يختلف إلى حد ما عن  المرشحين الآخرين، ولكن … ”

ربما تغلبت الحماسة على يوليوس، فارتفعت لهجته وتسارعت كلماته.

تحت نظرة ميكلوتوف، رفع روزوال كلتا يديه في استعراض للاستسلام.

“لطالما راودتني شكوك حول حالة المملكة. أعتقد أن مسار الأحداث هذا هو فرصة أرسلتها السماء لتصحيح الأمر “.

داس سوبارو على الأرض، محدقًا في روزوال حيث تبنى الأخير تعبيره المألوف المهرج مرة أخرى.

“-”

“إذن أنت تقول أن كل هذا كان أداء لإظهار قوة باك للجميع وقهرهم أنه يمكنه فعل أكثر من هذا؟! هل هذا هو؟!”

رفع فيريس يده   “نعم سيدي!”

بينما صاح سوبارو بالتفسير، صُدم  بوردو أكثر.

أجابت بريسكيلا “لا على الإطلاق. إنها نتيجة لعبة صغيرة خاصة بي. منذ البداية سأصبح ملكة  بسبب العناية الإلهية. ستكون النتيجة هي نفسها بغض النظر عن تابعي. وهكذا  أنا حرة في اختيار التابع الذي أحبه. كتحفة فنية، هذا الرجل مسلي بما فيه الكفاية “.

“كان ذلك تمثيل … أنت تقول؟! ثم كل هذا كان مهزلة من البداية إلى النهاية! روزوال! اللعنة عليك، ماذا تظن  هذا المكان؟! ”

“الرجل الذي ي؟هر مثل هذا التعبير لمن يرغب في الوقوف بجانبه … ليس فارساً.”

بدأ باك باعتذار.

 

“نعم، نعم، بالطبع أنت مستاء. أنا أعتذر. أعتذر بشدة. سامحني. آسف. ذنبي.  لكن كل ما قلته هو الحقيقة. ”

حبست الغرفة بأكملها أنفاسها بينما ابتسمت اناستاشيا المحاطة بالتوتر  بسخرية.

لكن الجزء الأخير جعل قلب بوردو ينبض بصوت أعلى. دار القط  حول الرجل العجوز وأضافت “السبب في عدم تجميدك الآن هو إحسان إيميليا. لا تنسى ذلك “.

“لأنني لم أرغب في فعل هذا الاختيار الملكي، أليس كذلك؟ ثم الأمر بسيط.  سأفعل ذلك، الاختيار الملكي. أنا فقط يجب أن أحاول أن أكون ملكة، أليس كذلك؟ ”

كان صوت باك هادئًا، لكنه  بارد إلى حد ما. رد بوردو بعناد رجل عجوز “ا- الآن أنت تهددني. هذه الكلمات واستعراض القوة، افعل كما أقول أو يجب أن تكون جليدًا، إذا لم يكن هذا ابتزازًا، فما هو… ؟! ”

“… ليس تابعًا لي.”

ثم أكدت إيميليا بصدق شكوكه “- نعم، أنا أهددك.” وتابعت: “سأقوم بعرض قضيتي على أعضاء مجلس الحكماء المحترمين مرة أخرى. اسمي إيميليا. قضيت وقتًا طويلاً في غابة إليور العظيمة، عالم الصقيع الأبدي، وخدمني باك، الروح العظيمة الذي يتحكم بـ  مانا النار. أنا نصف جان ذات شعر فضي. أطلق علي  سكان القرى المجاورة … ”

“ارك -!”

توقفت إيميليا  لفحص وجوه مجلس الحكماء على المنصة”… الساحرة  التي ولدت في الغابة المجمدة”

 

ساحرة. عند سماع تلك الكلمة، تغير الجو في الغرفة. أُغلقت أفواه الجميع، غير قادرين على الكلام ؛ الكل باستثناء واحد، ميكلوتوف، الذي يبدو أنه مصنوع من مواد أكثر صرامة من البقية.

“مانا النار  – آل غوا!”

“لقد أظهرتِ قوتكِ، والآن تحددين مطالبكِ. حقًا هذا هو طريق الساحرة.  إذن  ما الذي تسعى إليه الساحرة  لتهديدنا بذلك؟ ”

“لطالما راودتني شكوك حول حالة المملكة. أعتقد أن مسار الأحداث هذا هو فرصة أرسلتها السماء لتصحيح الأمر “.

“ليس لدي سوى طلب واحد.  أريد ببساطة معاملة عادلة.”

“نعم، كما تشائين سيدتي.”

“…عادلة؟”

بفضل تصريح كروش، كان الجو في القاعة بعيدًا عن الدفء. أدت تصريحات بريسكيلا إلى تبريد الهواء الذي كان أكثر برودة.

“أنا أتفهم أنه يتم النظر إليّ بتحيز، لكوني نصف جان وساحرة. لكن مع ذلك أرفض تمامًا أن هذا يجب أن يسلبني هذه الفرصة “.

لم يستطع إخفاء ارتعاشه.  من الغريب كيف كان حلقه جافًا جدًا، لكن عينيه كانتا على استعداد لتذرف الدموع. امتنع بشدة عن الصراخ.

“ولذا هل ترغبين في أن يتم معاملتكِ بإنصاف كمرشحة للاختيار الملكي؟”

“حسنًا، بدا الأمر كما لو أنه  يهين الفرسان. أنا لا أمانع، ولكن ما رأيكما؟ ”

لا شك في أن ذكرياتها  مليئة بالخبث الذي لا يوصف الذي كانت تعيشه. من المؤكد أن اضطهادها بسبب ظروف ولادتها لم يحدث إلا مرة أو مرتين.

“لديكم مثل هذه التوقعات العالية، هذا يجعلني أشعر بالتوتر. لسوء الحظ  ليس لدي أي مُثل عليا مثل السيدة كروش، أو ثقة السيدة بريسكيلا بأنه قد تم اختيارها للعظمة “.

“العدل هو شيء ثمين للغاية بالنسبة لي. هذا هو الشيء الوحيد الذي أطلبه منك: أطلب أن أعامل بنزاهة. في المقابل  لن أفعل شيئًا غير عادل، مثل استخدام روحي المتعاقد  كدرع لأخذ العرش الملكي “.

فارس أمام كامل  فرسان الحرس الملكي لمملكة لوغونيكا “.

كان هذا بالتأكيد أحد الخيارات المتاحة لإيميليا. لكنها لم تختره. أوضحت “مقارنة بالمرشحين الآخرين، أنا عديمة الخبرة وأفتقر إلى العرفة في العديد من المجالات. هناك جبل من الأشياء التي لا أعرفها ويجب أن أدرس. ومع ذلك  أعتقد أن جهودي للوصول إلى هدفي لا يقل عن أي جهد شخص آخر “.

حتى سوبارو  الذي يفتقر إلى المعرفة التفصيلية للرتب والألقاب، عرف أنها على بعد خطوات قليلة من قمة الهرم. مع القضاء على العائلة المالكة، ربما فضل الرأي العام شخصًا قريبًا من الملك الراحل.

رأى سوبارو بنفسه كيف أخذت إيميليا دراستها في القصر على محمل الجد. لهذا السبب عرف الحقيقة وراء تأكيدها أكثر من أي شخص آخر حاضر.

قام آل بتقييم بتقديم رده  بهدوء، ورفع العلم الأبيض في وقت قصير. جلب سلوكه السخط على وجه بريسكيلا، وبدا أن كل الحقد والعداء في تلك المرحلة قد تبدد.

لم يستطع إخفاء ارتعاشه.  من الغريب كيف كان حلقه جافًا جدًا، لكن عينيه كانتا على استعداد لتذرف الدموع. امتنع بشدة عن الصراخ.

“موت بلا معنى لإنهاء حياة لا قيمة لها. إذا كان لحياة ذلك الرجل العجوز أي معنى على الإطلاق، فهو في الحقيقة قد نقل ملكيته بالكامل إلي. وبناءً على ذلك فإن بيت بارييل  ملكي “.

وتابعت إيميليا: “لا أعرف ما إذا كانت جهودي تستحق العرش. لكن رغبتي في جعل جهودي متساوية مع المهمة حقيقية. أعتقد أن هذه المشاعر ليست غير متكافئة مع مشاعر المرشحين الآخرين. لذلك  من فضلكم انظروا إلي بعيون غير متحيزة. انظروا إليّ بصفتي إيميليا، بلا اسم عائلة، ولا تنظروا إلى الساحرة  ولا نصف جان فضية الشعر، أنظروا لي بعدل”

بكلمة أخيرة قاسية، أدار روزوال يده نحو سوبارو. انطلقت كرة النار من راحة يده، مع اقتراب الحرارة ببطء من سوبارو لحرقه إلى رماد.

دوى صدى النفخة الأخيرة مثل نداء رسمي. لكن قوة الإرادة الكامنة وراءها لم تقلل من قوة طلبها.

“أنا … ليس لدي أي علاقة بالساحرة …”

ساد الصمت الغرفة لبعض الوقت. لم يكن الأمر أنهم  في حيرة من أمرهم. كانوا ينتظرون.

وهكذا  استسلم سوبارو وحدق في فيريس الذي يقف الآن بجانب كروش.

أخيرًا  تنهد بوردو، الذي حٌصر من  أنظار جميع المجتمعين.

تجاهل ناتسكي سوبارو جهود إيميليا لإيقافه وأعلن نفسه فارسًا لها.

“رأيي لن يتغير. لا لبس فيه أن مظهرك، الذي يذكرنا بساحرة الغيرة، سيكون له آثار سيئة على عامة الناس. سيضع الاختيار الملكي في حالة محفوفة بالمخاطر “.

“… سيدة فيلت.”

كان صوته المنخفض، حتى تلك النقطة، يجادل ضد موقف إيميليا. تشكل ظل خافت حول عيون إيميليا البنفسجي. لكن بوردو واصل.

في الحقيقة  ألتوى تعبير إيميليا كما لو  تحاول تحمل الألم  الشديد. أراد من أعماق قلبه أن يندفع في تلك اللحظة ويمنحها كتفًا لتتكئ عليه.

“ومع ذلك  فإن المشاعر هي منطقة لا يجوز لأي شخص أن يتدخل فيها. علاوة على ذلك  إنه شيء لا يمكن لأحد أن يفعل أي شيء حياله، بغض النظر عما قد يظنه. ومع ذلك  أعتذر عن وقاحتي السابقة.  لا، أعتذر بشدة عن وقاحتي  سيدة إيميليا. ”

“توقف عن المزاح. على الأقل  إذا كنت ترغب حقًا في أن تكون فارس السيدة إيميليا المعلن “.

ركع بوردو على ركبتيه  مبديًا أكبر احترام ممكن “يمكنكِ تجميدي  إذا لم أخضع لإرادتكِ.  ومع ذلك  فأنت لم تطلبي سوى معاملة عادلة.  هذا عمل جدير بالاحترام”

“نعم انت. ملابسك غير عادية للغاية. أنا لم أرك من بين فرسان الحرس الملكي …   ”

الآن بعد أن أصبح  يتحدث بهدوء، كان وجه بوردو لطيفًا  ؛ الآن سوبارو يمكن أن يفهم لماذا هو في مجلس الحكماء. دفع رده الظل من عيني إيميليا، وحل محله تعبير أكثر إشراقًا وطبيعية عن الفرح.

“أقسم على سيفي”

تجعدت شفتاها بابتسامة لطيفة.

“أنت تقول إنك تقبل افتقارك الحالي للقوة؟ أرى؛ هذا تفكير جيد. إذا لم تكن قد اعترفت بضعفك، فربما أضطر إلى تقليص نفسي إلى مستواك المخزي “.

بوردو، تحت القوة الكاملة لنظرتها، فقد أنفاسه وتحول وجهه إلى اللون الأحمر.

أعلنت كروش عن نفسها دون أدنى خجل، وظلت فيريس  كما كانت دائمًا. قام ماركوس بتعديل مقدمتهم الذاتية.

أعاد ميكلوتوف توجيه المحادثة.

“أنا فقط أقوم بالتوضيح للعاهرة غير المدربة مكانها المناسب. بعد كل شيء لا يمكن تعويض عدم الأدب تجاهي إلا بحياتها “.

“على الرغم من أن هذا كان فعلاً عاصفا إلى حد ما، فقد قيل بما فيه الكفاية، على ما أعتقد. سيدة إيميليا، ماركيز روزوال، هل لديكم أي شيء لتقولوه؟ ”

رأى سوبارو بنفسه كيف أخذت إيميليا دراستها في القصر على محمل الجد. لهذا السبب عرف الحقيقة وراء تأكيدها أكثر من أي شخص آخر حاضر.

“لا.”

رد سوبارو،”انتظر، من فضلك! ليست هناك حاجة للذهاب إلى هذا الحد – ”

“لم أتحدث بعج. ما يجب القيام به هو … ”

“- بريسكيلا الأعلى. ما الشجاعة! “.

وضع ماركوس بسرعة حدًا لتعليق روزوال المرحة “- شكرًا جزيلاً لكِ إذن”

دفعت فيلت راينهارد بعيدًا بيدها   ونظرت إلى سوبارو.

ربتت إيميليا على ظهر روزوال   قبل أن تستدير  نحو سوبارو الذي لا يزال واقفاً خلفها.

“- إذن أنا مستعد لممارسة قوتي عندما تطلب ابنتي الحبيبة.”

أظهرت عيناها البنفسجيتان زوبعة من المشاعر المتضاربة. خرج لسانها الأحمر من فمها وكأنها على وشك أن تقول شيئًا –

“قلت، لست أنا من يجب أن أعتذر، هذا كل ما لدي!”

من المنصة، رفع ميكلوتوف حاجبه ونظر إلى سوبارو “بالمناسبة، ما هو موقف ذلك الشاب؟”

إذا حاول الرجل العجوز روم التسلل إلى القلعة، فلن يكون الزناد سوى الرسالة التي تركها سوبارو في كادمون. استنتج الرجل العجوز الحاد أن سوبارو  لديه سبب للاعتقاد بأن فيلت  في القصر الملكي. وقد حاول الدخول بأي وسيلة ضرورية.

أعاد السؤال المتعلق لـ سوبارو   التوتر إلى وجه إيميليا.

“إنها ليست مصقولة بما فيه الكفاية. تعليمهم نقص. كيف يمكن أن يصبحوا ملوك؟ ”

“آه، هذا، هو ، آه … ايرر …”

أجابت على الموجه بـ “حسنًا” وفكرت في الأمر قليلاً “شيء واحد”

ذهبت كل شجاعتها. وهكذا عادت إيميليا إلى الفتاة التي أشعلت الحب في صدر سوبارو يومًا بعد يوم.

مثل هذه الكلمات من الاستياء العميق  مرت عبر الغرفة بأكملها.

مرتاحًا من المشهد، ربت سوبارو على كتف إيميليا وهو يتقدم للأمام.

كانت تراقب مجلس الحكماء على المنصة. سوبارو  الواقف بجانبها، لم يكن في مجال رؤيته على الإطلاق. ولكن عندما استدارت رأى  وجهها بوضوح.

“كل شيء على ما يرام، إيميليا. أنا مستعد لهذا أيضًا.”

تبع صوت إيميليا الحازم صوت أكثر حيادية.

“جاهز ل…؟ انتظر، سوبارو،  انتظر…”

“الكابتن، أواصل  إخبارك  أنه فيريس، وليس فيليكس. هذا يضر فيريس “.

نادت من الخلف ولكن  تقدم سوبارو بجرأة إلى الأمام. تحت أنظار مجلس الحكماء فوق المنصة، صر الصبي أسنانه ورفع رأسه. كما تعلم من خلال الملاحظة، انحنى سوبارو على ركبة واحدة كما فعل الفرسان وفتح فمه، ونبض قلبه وهو يتحدث بأعلى درجات الاحترام التي يمكنه حشدها.

حاول سوبارو على الفور المراوغة، لكن جسده ببساطة لم يتحرك. ربما  ذلك بسبب ارتعاش قدميه، أو ربما بسبب اقتراب  الموت الوشيك من عينيه إلى باقي جسده.

“يسعدني أن ألتقي بكم أعضاء مجلس الحكماء. أولاً  أود أن أعتذر عن التقديم المتأخر. اسمي ناتسكي سوبارو! خادم في قصر روزوال وفارس المرشحة الملكية، السيدة إيميليا! ”

كانت طريقة تفكيرها قائمة على الرغبة، لكن ذلك جعل حجتها بسيطة للغاية. لقد أرادت العرش لرغباتها الخاصة، ومنذ اليوم الذي يصبح فيه عرشها، ستعمل بلا كلل من أجل ازدهار المملكة. لن تتخلص منها، بالنظر إلى أن شخصيتها طلبت منها تحويل أي شيء تملكه إلى شيء أعظم وأعظم من ذي قبل. كانت تلك رسالتها.

سوبارو  الذي يشعر بثقل صمت القاعة عليه، ضغط على أسنانه للتغلب على التوتر.

وتابعت إيميليا: “لا أعرف ما إذا كانت جهودي تستحق العرش. لكن رغبتي في جعل جهودي متساوية مع المهمة حقيقية. أعتقد أن هذه المشاعر ليست غير متكافئة مع مشاعر المرشحين الآخرين. لذلك  من فضلكم انظروا إلي بعيون غير متحيزة. انظروا إليّ بصفتي إيميليا، بلا اسم عائلة، ولا تنظروا إلى الساحرة  ولا نصف جان فضية الشعر، أنظروا لي بعدل”

وتابع: “أنا سعيد للغاية بالتعرف عليكم”.

“لن أستمر دقيقة واحدة …”

انضم سوبارو إلى المعركة لتحديد مكانه الخاص في العالم بوضوح.

ومع ذلك  لوحت بريسكيلا من الإزعاج بيدها.

شعر بانخفاض درجة الحرارة، أكثر برودة مما كان عليه المكان عندما ظهر باك.

“… نعم، لم يكن ذلك ضروريًا. أنا آسفة”

 

“ما الذي تقوله؟!”

6

“- بريسكيلا الأعلى. ما الشجاعة! “.

 

دوى صراخ غاضب في جميع أنحاء الغرفة “لا تقل هذا الهراء – !!”

تجاهل ناتسكي سوبارو جهود إيميليا لإيقافه وأعلن نفسه فارسًا لها.

“نعم، نعم، بالطبع أنت مستاء. أنا أعتذر. أعتذر بشدة. سامحني. آسف. ذنبي.  لكن كل ما قلته هو الحقيقة. ”

عندما أصدر سوبارو إعلانه، أصبحت القاعة خالية من الصوت، واستُبدلت بسحابة كثيفة غير سارة. عند رؤية نظرات المتفرجين المتضاربة، أدرك سوبارو أن شيئًا ما خطأ. سأل ميكلوتوف  “مممم. فارس، أنت؟  ماركيز روزوال … من هذا؟ ”

حثت إيميليا بـ “هل أنا؟” بالطبع  لم يحصل على أي رد فعل. قد تكون الاستجابة الطبيعية أكثر من أن نأملها نظرًا لتوترها منذ لحظات سابقة. أثرت حساسية روزوال على أعصاب سوبارو بشكل أكثر قسوة.

“آه، مجرد فتى جاهل … هذا عرض سيئ، حتى بالنسبة له “.

كان هذا هو التعريف الدقيق لحدث ضخم يجب تسجيله. بالتأكيد   لابد من تأثر كل الحاضرين بهذه المناسبة، أو هكذا اعتقد سوبارو بينما  يراقب.

“في الواقع  ما هو وضع فارس السيدة إيميليا الفعلي؟”

مع تجاهل إنذاره الأخير، تجلت القوة المتدفقة من روزوال في شكل كرة لهب، ساطعة لدرجة أن نورها أبهر الغرفة بأكملها. كرة النار فوق يد روزوال اشتعلت بشدة مثل شمس مصغرة، لدرجة أن سوبارو، الذي كان واقفاً على بعد مسافة قصيرة  شعر أن جلده بدأ يحترق.

“على عكس المرشحين الآخرين، تفتقر السيدة إيميليا حاليًا إلى فارس يمكنها أن تثق به. وهذا بالتأكيد أمر مثير للقلق. ومع ذلك  هذا لا يعني ببساطة أن أي شخص يمكن أن يكون فارسًا، ولا سيما من يدعي أنه فارس لشخص قد يصبح ملكة يومًا ما “.

“-”

واصل روزوال التحدث بنبرته العادية، على ما يبدو لصالح سوبارو.

“-!”

“الإخلاص للسيد هو أحد مؤهلات الفارس. علاوة على ذلك  فإن القوة للدفاع عن الملكة  مطلوب. يجب أن يتمتع ببعض الخصائص الخاصة التي تمكنه من تجهيز طريق سيدته لتصبح ملكة. إذا لم يفعل، ثم … ”

دفع كلام  كروش الصارم  أحد أعضاء مجلس الحكماء إلى النهوض، وارتجف جسده  من الغضب.

قاطع صوت فجأة خطاب روزوال، ينحدر من صف المرشحين. سقطت كل العيون على الشاب الوسيم ذو الشعر البنفسجي – يوليوس.

أجاب فيلت، “لدي فكرة جيدة عن سبب قولك لكل هذه الأشياء المحرجة وماذا كنت بعد ذلك – لقد رأيت كيف كرهت التواجد هنا لدرجة أنني لم أستطع تحمل ذلك، أليس كذلك؟ لذلك كنت تعتقد أنك ستعطيني دفعة مفيدة “.

“- هذا وحده لا يكفي يا ماركيز روزوال .” انحنى يوليوس بأناقة.

“لقد أنقذتكِ دائمًا عندما كنتِ في ورطة! مرات عديدة! ادفعي ضريبة تلك الخدمات مرة أخرى، الآن! الآن أقول! بسرعة بسرعة!! افعلي شيئًا! ”

“اغفر تدخلي. ومع ذلك هناك شيء يجب أن أسأله عنه “.

“-”

عندما أشار إليه يوليوس، عبس سوبارو  متذكرًا عداءه قبل الاختيار الملكي.

“ومع ذلك  فإن المشاعر هي منطقة لا يجوز لأي شخص أن يتدخل فيها. علاوة على ذلك  إنه شيء لا يمكن لأحد أن يفعل أي شيء حياله، بغض النظر عما قد يظنه. ومع ذلك  أعتذر عن وقاحتي السابقة.  لا، أعتذر بشدة عن وقاحتي  سيدة إيميليا. ”

“لا تحتاج إلى أن تكون دفاعيًا جدًا. لدي سؤال واحد فقط. بمجرد الانتهاء من ذلك  يمكنك أن تفعل ما يحلو لك “.

عنف من فراغ. تأوه سوبارو  وأجبر نفسه على الوقوف على ساق واحدة بينما عقدت فيلت ذراعيها وأومأت برأسها   “يبدو أن بطنك قد شُفي تمامًا، لكن لديك مجموعة كاملة من الندوب الجديدة في أماكن أخرى. هل أنت بخير؟ ”

“هل أبدو متوترًا بالنسبة لك؟ لماذا لا تسمح لي بالاسترخاء قليلاً، والتخلي عن السؤال  للغد؟ ”

“توقف عن المزاح. على الأقل  إذا كنت ترغب حقًا في أن تكون فارس السيدة إيميليا المعلن “.

الآن بعد أن أصبح  يتحدث بهدوء، كان وجه بوردو لطيفًا  ؛ الآن سوبارو يمكن أن يفهم لماذا هو في مجلس الحكماء. دفع رده الظل من عيني إيميليا، وحل محله تعبير أكثر إشراقًا وطبيعية عن الفرح.

“…ماذا تقصد بذلك؟”

هكذا أعلن أنه الأقوى على الإطلاق.

اعتبر يوليوس سخط سوبارو كما لو كان غبيًا  “يبدو أنك لا تفهم. الآن  لقد أعلنت عن نفسك كـ

متجاهلة حقيقة أن المظهر يعتبرها أقل “مدهشًا” من “غريب”، حركت بريسكيلا كتفيها مرة أخرى بفخر لإطراء آل غير العادي.

فارس أمام كامل  فرسان الحرس الملكي لمملكة لوغونيكا “.

“يا لك من فتاة بغيضة. ما الذي تتحدثين عنه – ”

أشار يوليوس ببطء إلى أن الفرسان اصطفوا خلفه. مدفوعًا بكلماته، وقف الفرسان في صفوفهم متيقظين دون إزعاج خيط واحد من السجادة، وهم يرفعون سيوفهم.

فجأة  أطلق شخص ما صرخة  بينما ارتفعت الخوذة إلى مستوى الفم.  من الصعب إلقاء اللوم عليه في ذلك. بعد كل شيء  كان الجزء المرئي من وجه آل مُغطى بندوب  من الحروق والجروح وربما مصادر أخرى لا تزال موجودة.

“هذا عرض جيد جدًا. هل تدربتم جميعًا على هذا اليوم فقط؟ ”

في الوقت القصير الذي عرفها فيها سوبارو، لم تكن أبدًا شقية بهذا القدر. خمن أنه  بسبب أشياء مختلفة خلال الشهر الماضي.

تكلم سوبارو  لإبقاء توتر منخفض تحت الضغط، لكن هدوء يوليوس لم يتعثر.

ومع ذلك  لم يظهر  ريكرت أي علامة على التراجع.

“لقد فعلنا ذلك بالفعل، لأننا ندرك جيدًا أننا نجسد كرامة المملكة يوميًا. نتدرب بالجسد والروح، بما في ذلك كيفية التصرف في مكان مهم. هل أنت مستعد لتعلم كل هذا؟ ”

أجاب روم  “أنت لطيف جدا، يا صغير. هيي، ماذا عن ذلك أيها الفرسان؟ سيدكم الحبيب يعطيكم أمرًا. لماذا لا تهزوا ذيولكم وتفعلوا ما يقوله، آه! ”

عندها فقط علم سوبارو حقًا النية الحقيقية وراء السؤال المطروح عليه. كان يوليوس يسأله عما إذا كان مستعدًا لتحمل ثقل لقب الفارس، مثلما فعل فرسان الحرس الملكي خلفه.

“ها، أود أن أعرف …!”

أطلق سوبارو على نفسه لقب فارس لإثبات أنه  مؤيد لإيميليا وجعلها في مقدمة أفكاره قبل المرشحين المنافسين، والفرسان، ومجلس الحكماء، وكل من شارك في الاختيار الملكي.

في اللحظة التالية، تلاشى التردد”كما تأمرين”

“أنا … أريد … أن أجعل السيدة إيميليا ملكة. لا، سأجعلها ملكة “.

 

“هل لديك ما يكفي من العزم والقوة الكافية للقيام بذلك؟”

“عندما أصبح ملكة، سوف أجعلنا ننسى العهد مع التنين   مهما حدث. مملكة صديقة التنين  لوغونيكا لا تنتمي إلى التنين، ولكن لنا “.

“العزم ليس كل شيء، وأنا أعلم أنني لست قويًا بما يكفي. قد لا يكون الشعور في قلبي هو نفس الولاء والإخلاص الذي يتمتع به الآخرون … لكن إجابتي لن تتغير “.

أخيرًا  تنهد بوردو، الذي حٌصر من  أنظار جميع المجتمعين.

أخذ سوبارو نفسًا عميقًا  واستعد أثناء تقدمه إلى الأمام.

 

“- سأجعل السيدة إيميليا ملكة. سأحقق أمنيتها “.

“هل مثل هذا العذر يعني أي شيء لأي شخص؟ أنتِ صورة  للكائن المحظور على العالم. إن منظرك ذاته يملأ الناس بالخوف ويجعل قلوبهم ترتجف. أليس هذا هو السبب في أنكِ تغطين وجهكِ وتحجين مظهركِ؟ ”

“… ألا تعتقدون أن هذا رد متغطرس بشكل استثنائي؟”

“-”

ألتوى تعبير يوليوس كما لو  يستمع إلى   حلم طفل.

“لم أتحدث بعج. ما يجب القيام به هو … ”

“هل تفهم؟ ينقسم الناس حسب ولادتهم. ربما يكون من الأفضل استخدام مصطلح القدرة. لا يتم ربح أي شيء من خلال محاولة تجاوز قدرة المرء. علاوة على ذلك  لن تكسب أبدًا ما تسعى إليه من خلال القيام بذلك، لا سيما لقب الفارس، الذي يخرج بشكل تافه من شفتيك “.

أيد رجل عجوز أصلع رأي ميكلوتوف “…في الواقع يمكننا أن نقرر ما إذا كانت مناسبة أم لا بناء على ذلك “.

دفع يوليوس غمد سيفه المغلف إلى الأرض. بعد ذلك  قام الفرسان المجتمعون خلفه بعمل الفعل  نفسه بعد لحظة. أظهر الصدى القاسي والثقيل أنه  وراءه جميع الفرسان.

“نعم.”

“أولئك الذين يسعون إلى لقب الفروسية يحتاجون إلى الولاء للإله وللمملكة والقوة لحماية ملكهم بالقوة. لا يجوز لأحد أن يطلق على نفسه فارسًا بدون أي من هذه الأشياء.  هل ما زلت تستطيع القول إن هناك الإرادة، والقوة، والعزم بداخلك؟ ”

“عندما كنت صغيرة، استحممت أنا وفيريس  معًا، في ذلك الوقت كان لديه بالتأكيد عضو ذكر بين …”

“لا تجعل كل شيء مرتفعًا وعظيمًا معي مع رفاقك. أعلم أنه ليس لدي القوة لمتابعة ما أشعر به كما أنا الآن … ”

اعتبر يوليوس سخط سوبارو كما لو كان غبيًا  “يبدو أنك لا تفهم. الآن  لقد أعلنت عن نفسك كـ

“أنت تقول إنك تقبل افتقارك الحالي للقوة؟ أرى؛ هذا تفكير جيد. إذا لم تكن قد اعترفت بضعفك، فربما أضطر إلى تقليص نفسي إلى مستواك المخزي “.

مع التقاط أنفاس سوبارو من التغيير الحاسم في الغلاف الجوي، صرخ آل من بجانبه   “أميرة، هذه هي …”

كان سوبارو عاجزًا عن الرد على يوليوس  الغير قادر على إخفاء ازدرائه..

سوبارو، الذي أشعل فتيل هذه الأحداث، لم يدرك تمامًا ما  يحدث.

“هل تفهم أنك تفتقر إلى القوة؟ هل أعلنت ذلك بصوت عالٍ انتظارًا لمكافأة؟ الضعف هو عار وليس كبرياء “.

“إذن أنت تقول أن كل هذا كان أداء لإظهار قوة باك للجميع وقهرهم أنه يمكنه فعل أكثر من هذا؟! هل هذا هو؟!”

“-!”

“أعتقد أن هذا يجعلني أرملته. لم يلمسني بأطراف أصابعه، لذا فإن علاقتنا   بالمعنى الحرفي للكلمة  هي بالاسم وحده “.

“بعد ذلك ستقول بلا شك أن مشاعرك ستساعدك. أرى. عواطفك تقهر كل شيء.  جيد، ولكن هل جاهدت لنيل حقك في الوقوف في هذا القصر بقوة مشاعرك القوية والسامية؟ هل أتيت إلى هنا في محاولة لإهانتنا، نحن فرسان الحرس الملكي، إلى أقصى درجة ممكنة؟ ”

لكن فيلت رفضت بشكل قاطع   وتجاهلت تمامًا تدفق المحادثة إلى تلك النقطة “هاه؟ ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل العجوز؟ لم أقل كلمة واحدة عن كوني أريد أن أصبح ملكة “.

اخترقته الكلمات الصارمة. ولكن حتى ذلك الحين، لم يغلق يوليوس نصله اللفظي.

مع وجود عروق منتفخة من جباه مجلس الحكماء، نظر يوليوس إلى اناستاشيا.

“يجوز التوصية فقط لمن هم من ولادات معينة لدخول فرسان الحرس الملكي، قمة الفروسية. هذا ليس خارج احترام النسب، ولكن لأن أسلافهم أظهروا ولائهم للمملكة، وصولاً إلى الدم الذي يتدفق في عروقهم. أنا لا أقبل أن تكون لديك أو من يطلق على نفسه اسم “المرتزقة” أي مؤهلات لتسمية أنفسكم بالفرسان “.

“اللعنة!”

“سلالة الدم … ليس الأمر وكأن أي شخص يمكنه فعل أي شيء حيال شيء من هذا القبيل …!”

غير قادر على الوقوف ساكناً، حول سوبارو نظره عندما لاحظ فجأة مشاجرة في نهاية الممر. بمجرد أن أدار رأسه لينظر، تقدم أحد الحراس، على ما يبدو في عجلة من أمره.

“في الواقع. هو تماما كما قلت. يتم فصل الناس بالولادة.  نفس الشيء في منزلك. فقط لأن شخصين ولدا لا يجعلهما متساويين “.

نظر مجلس الحكماء إليها وهي تتقدم للأمام. ومع ذلك لم تتوقف الهمسات. مرارًا وتكرارًا، التقطت آذان سوبارو كلمة نصف جان.

“-”

“ا- انتظر … لا تخبرني، هو …”

“بالطبع ليس كل الذين ولدوا من أسر فرسان يصبحون فرسانًا. كثير يفتقرون إلى الإرادة. يسعى الفارس إلى الأبد إلى ارتفاعات أعلى، ويرغب دائمًا في التخلي عن حياته جانباً، وينزف الدم، لحماية أي شخص يقف خلفه. هذا هو التكريم النهائي للمؤهلين “.

“الأمر بسيط للغاية.  ينبغي على المرء أن يرتدي ملابس تجعل روحه تتألق أكثر. ملابس فيريس الحالية تناسبه أفضل بكثير من درع الفارس، تمامًا كما أرتدي ملابسي الخاصة لأنها تناسبني بشكل أفضل من أي فستان “.

مع تفكير النبلاء الكلاسيكي، داس يوليوس على مشاعر سوبارو، رافضًا جوهر وجوده. وشعر كل فارس هناك بنفس الطريقة بالضبط.

لا.

لم يعترف شخص واحد في ذلك المكان بسوبارو كفارس. ومع ذلك أجاب: “ومع ذلك  سأجعل إيميليا ملكة”

“بطيء جدًا، راينهارد!”

“لا أفهم. في مواجهة هذا الرفض، لماذا ما زلت هنا حتى؟ ”

“لقد ولدت في الطبقة الدنيا، ولكن لدي الآن قصر  في المدينة. لدي متاجر في مجموعة من المدن الأخرى … هكذا جئت لأول مرة لـ لوغونيكا “.

شاهدت النظرات الباردة من جميع أنحاء الغرفة تهور سوبارو بالازدراء. لكن سوبارو لم يشعر بأي من ذلك.

“نعم، نعم، بالطبع أنت مستاء. أنا أعتذر. أعتذر بشدة. سامحني. آسف. ذنبي.  لكن كل ما قلته هو الحقيقة. ”

شعر بشيء أقوى بكثير – نظرة الفتاة ذات الشعر الفضي خلفه.  بإيميليا.

إذا  من الممكن اعتبار إعلان يوليوس على أنه حقيقة، فإن تصريح اناستاشيا  متواضع للغاية بشأن ماضيها.

لم يستطع النظر إلى الوراء. لم يكن لديه الشجاعة.

طأعتقد أن كل مرشح حاضر لديهم ماضي وهدف.  سأجعل كل من في الغرفة يسمع ذلك. أولاً   دعونا نبدأ   مع السيدة كروش  والسير فيليكس أرجيل! ”

بعد أن شعر بوجودها تردد للحظة ثم أجاب “- لأنها مميزة.”

قاطع صوت فجأة خطاب روزوال، ينحدر من صف المرشحين. سقطت كل العيون على الشاب الوسيم ذو الشعر البنفسجي – يوليوس.

كان هذا جوابه.

كان هذا بالتأكيد أحد الخيارات المتاحة لإيميليا. لكنها لم تختره. أوضحت “مقارنة بالمرشحين الآخرين، أنا عديمة الخبرة وأفتقر إلى العرفة في العديد من المجالات. هناك جبل من الأشياء التي لا أعرفها ويجب أن أدرس. ومع ذلك  أعتقد أن جهودي للوصول إلى هدفي لا يقل عن أي جهد شخص آخر “.

اتسعت عينا يوليوس قليلاً من المفاجأة. ومع ذلك تم إخفاء اندفاع المشاعر على الفور عندما هدأ وجهه مرة أخرى.

“في الواقع. هو تماما كما قلت. يتم فصل الناس بالولادة.  نفس الشيء في منزلك. فقط لأن شخصين ولدا لا يجعلهما متساويين “.

“أنت عنيد. أوافق على أن لديك سببًا للوقوف هنا بغض النظر عما إذا كنت مؤهلاً أم لا. في هذه الحالة  ليس لدي ما أقوله لك “.

“لقد قلت ذلك بلطف  يا أميرة ”

أدار يوليوس ظهره إلى سوبارو كما لو  يعود إلى خط المرشحين. لكن خطوته الأولى توقفت، ورأسه وحده عاد إلى الوراء

راقبته فيلت وقالت “نعم، أنا أكذب. واو، هل تبدو غبياً؟  “.

نحو سوبارو.

لقد مرت لحظة بعد أن تأكد أن روزوال سيحرقه حقاً حتى الموت. أعتقد أنه يحمي إيميليا، لكنها وقفت أمامه، والجميع ينظرون بحذر إلى باك، في وضع يسمح له بالدفاع عنها.

“—ومع ذلك لا تعتقد أنني أقبلك كفارس، أو سأفعل ذلك أبدًا.”

“-لماذا أنت. لما جررتني إلى هنا بدون تفسير؟! ”

“ماذا تكون…”

انضم سوبارو إلى المعركة لتحديد مكانه الخاص في العالم بوضوح.

“أفهم أنك تحترمها بما يكفي لدرجة أنك ترغب في حمايتها. ومع ذلك  فإن أفكارك … لا، سيكون من القبيح التوسع فيها بعمق “.

قال آل  “لا أحد يتفوق عليك هاه، هذا جيد جدًا. بالطبع الأمر نفسه معي فيما يتعلق بالأميرة “.

هز يوليوس رأسه  وهو يشفق على سوبارو.

نظر الرجل العجوز روم إلى السماء، بصوت أجش يرتجف من الحزن وشيء قوي لا يمكن وصفه.

“الرجل الذي ي؟هر مثل هذا التعبير لمن يرغب في الوقوف بجانبه … ليس فارساً.”

“لا ينبغي إطلاق سراحه، رغم أن السيدة فيلت تدافع عنه …”

انتقلت أفكار سوبارو وراءه. شعر كل شيء بالبرد. تساءل عن نوع النظرة التي  على وجه إيميليا.

“لا تعبث معي، أيتها العاهرة – تصحيح… أيها الوغد!”

كان خائفًا جدًا من معرفة ذلك.

عندما  حياة كل الحاضرين تحت رحمة صاحب المخلب القوي – بدا الصوت المفاجئ للاستنشاق بصوت عالٍ للغاية “-هو هو هو!”

هذا هو السبب في أن الشيء التالي الذي خرج من شفاه سوبارو المرتعشة  محاولة شفافة للوصول إلى الكلمة الأخيرة.

“هل  … هل تقولين إنكِ  ستدمرين الأمة؟!”

“أ- أنت تقول إن ما إذا  بإمكان الفرد أن يصبح فارسًا أم لا يتم تحديده منذ الولادة؟ ماذا، كان كل واحد منكم طفلًا ذهبيًا، الأفضل في كل شيء؟ لا تجعلني اضحك. أنت لست الشخص الذي يطلق عليه الفارس بين الفرسان هنا. لا تعتقد أن أي شيء تقوله يمكن أن أطيعه   “.

 

كانت إهانة رخيصة. لكن يوليوس لم يُظهر مشاعره وقال عرضًا  “قلت اسمك ناتسكي سوبارو؟ يجب أن تعلم أن التحدث بمثل هذه الإهانات الرخيصة للآخرين لا يقلل من قيمتك الشخصية فحسب، بل يضر بقيمة كل من حولك. ناتسكي سوبارو. – لا يوجد شيء جيد في هذا الشخص”.

“مرحبًا، مياو، لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ بمفردك، سوبارو. لم يقل فيري كلمة واحدة عن كونه فتاة “.

وهكذا  لخص يوليوس كلمات وأفعال سوبارو حتى الآن، ورفضها، وبضربة واحدة.

سأل بوردو “إذن الاختيار الملكي بين خمسة مرشحين سيكون في الواقع بين أربعة؟”

جعلت هذه الملاحظة الفردية سوبارو يدرك أنه وسلوكه الخاص قد وصل إلى الحضيض.

وهكذا  استسلم سوبارو وحدق في فيريس الذي يقف الآن بجانب كروش.

أعطى المرشحون سوبارو نظرات فارغة. خلف يوليوس المحترم، أظهر العديد من الفرسان الاستياء من بيان سوبارو الوقح.

لقد قالت فيلت بمرح شيئًا خطيرًا جدًا. بدا أن ماركوس لاحظ بيانها اللامبالي.

من جانبهم، لم يكن لدى صفوف المسؤولين المدنيين أي حب  لسوبارو، الذي بدا غير قادر على تقديم أي حجة لا تستند إلا إلى العاطفة. لم يكن لديه حتى الشجاعة للبحث ورؤية ما يعتقده مجلس الحكماء عنه.

عندما اجتاحت نظرة باك الخالية من المشاعر القاعة، جاءت ردود الفعل الأقوى من الفرسان. تم سحب سيوفهم بالفعل عندما رفعوا حذرهم تجاه القطة الصغيرة التي تطفو فوق رؤوسهم.

حتى لو كان ذلك يعني صنع عدو للعالم كله، فسيكون في زاوية إيميليا.

عند رؤية روزوال بجانب إيميليا، أحنى ماركوس  رأسه بنظرة ثقيلة.

حتى تلك اللحظة، كان تصميمه على هذا الجزء قوياً، على الأقل، ولكن …

“إذن أنت تقول أن كل هذا كان أداء لإظهار قوة باك للجميع وقهرهم أنه يمكنه فعل أكثر من هذا؟! هل هذا هو؟!”

قبل أن يستدعي سوبارو الشجاعة للنظر إلى الوراء، صدى صوت واضح.

بعد بيان كروش، صمتت غرفة العرش لفترة وجيزة، فقط لتندلع الفوضى بعد عدة ثوان.

“سوبارو، هذا يكفي.”

فارس فيلت الأول، راينهارد فان أستريا، قديس السيف.

صدمه ارتعاش اليد التي تلامس كتفه لدرجة أنه أراد أن ينظر بعيدًا.

داس بوردو على قدمه، وذراعيه واسعتان وهو يصرخ، ونبرته وأسلوبه متوترين. حتى هذا الفعل لم يجلب أي رد فعل من إيميليا.   ثم أجابت روزوال : “سيد بوردو، هل انتهيت؟”

أمسكت إيميليا بمعصم سوبارو وهي تحني رأسها أمام مجلس الحكماء وقالت “أعتذر عن إضاعة وقتكم. سيغادر على الفور “.

ابتسمت اناستاشيا.

قطعت الكلمات الحادة  قلب سوبارو.

“كنت أفكر في وقت سابق أنك  كتكوت حسنة المظهر، لكن أعتقد أن لديكِ سرير زهور داخل رأسك أيضًا، أليس كذلك؟ إذا كنتِ تريدين  قتال، سأقاتل. يعلم الجميع  أنكِ تحلمين بأكثر مما يمكنكِ الحصول عليه “.

لكنه لم يستطع قول أي شيء.

“ماذا -؟!”

لقد اتخذ  تصميمه ونفسه وداس عليهم جميعًا.

وهكذا  لخص يوليوس كلمات وأفعال سوبارو حتى الآن، ورفضها، وبضربة واحدة.

لم يقاوم سوبارو لأنه تم إبعاده عن المنصة بواسطة ذراع. عندما دفعته إيميليا إلى الأمام، لم يستطع النظر إلى وجهها.

في اللحظة التالية، تلاشى التردد”كما تأمرين”

من المنصة، بدا صوت ميكلوتوف أجشًا  ولكن بشكل غامض انتقل صوته بعيدًا.

ثم بعد أن التزم الرجل العجوز بالصمت حتى تلك اللحظة، أطلق صرخة حزينة تردد صداها في جميع أنحاء الغرفة.

“أعتقد أن بعضًا من هذا قد قضى وقتًا جيدًا، سيدة إيميليا” لم يتوقف أي منهما عن المشي بينما واصل ميكلوتوف.

وهكذا فقد رفضت كلمات ومشاعر سوبارو حتى تلك اللحظة بالذات.

“لقد أظهر لنا على الأقل  أنكِ لست نصف جان مثل الشخص الذي يخشاه العالم. لديك تابع جيد.”

“إلى ماذا تشير  بالضبط؟”

توقفت إيميليا ونظرت للخلف.”— سوبارو …”

“لقد كانت أهمية إعادة البناء المالي للأمة معروفة منذ عدة عقود. لا أشعر بأي سبب لإخفاء هذا عن أولئك المجتمعين هنا. ألا تعتقد أن سبب ركود شؤون الأمة هو أننا صرفنا أعيننا عن هذه الحالة المالية الصعبة لفترة طويلة؟ ”

كانت تراقب مجلس الحكماء على المنصة. سوبارو  الواقف بجانبها، لم يكن في مجال رؤيته على الإطلاق. ولكن عندما استدارت رأى  وجهها بوضوح.

“مممم، لقد سمعنا أخيرًا من شخص واحد …   على الرغم من أنه يبدو أن آرائها قد أحدثت ضجة كبيرة.”

تجمد تعبيره. كانت عيناها متجمدتين مع الاستعداد لإلقاء شيء ما جانبا بلا عاطفة، عندما كان صوتها الهادئ والصفاء واضحاً –

“هذا هو الجزء المخيف بشأن الجشع. كلما حصلت   أكثر، زادت رغبتك في الحصول على المزيد، أريد هذا. أريد ذلك، إنه لا يكفى. هذا لا يكفي أبدًا – أكثر، أكثر، أكثر وهذا عندما أدركت … “.

“… ليس تابعًا لي.”

في وسط الغرفة، استمر الجمود المتوتر، مع وقوف فيلت وماركوس ضد بعضهما البعض. انتفخ وريد  جبين فيلت بالطريقة التي رفض بها ماركوس طلبها.

وهكذا فقد رفضت كلمات ومشاعر سوبارو حتى تلك اللحظة بالذات.

توقفت إيميليا  لفحص وجوه مجلس الحكماء على المنصة”… الساحرة  التي ولدت في الغابة المجمدة”

 

“الشعر الأشقر والعيون القرمزية – هذه ميزة  سلالة دم عائلة لوغونيكا الملكية. لكن! لا يمكن أن تكون! ماتت كل السلالة الملكية في تلك الحادثة قبل نصف عام! من المستحيل ببساطة أن تكون هذه الفتاة من – ”

7

“إذا جاز لي، هذا بالضبط كما ذكرت السيدة بريسكيلا في البداية. حتى لو كان ذلك مجرد إجراء شكلي، فهناك خمسة مرشحين، لذلك قد يبدأ اختيار العائلة المالكة. وإذا بدأ  يحتاج المرء فقط إلى التواجد، نعم؟ ”

 

رفع فيريس يده   “نعم سيدي!”

تجول سوبارو في ممر خارج القاعة  بلا هدف.

ردت اناستاشيا على توبيخ ميكلوتوف بابتسامة قوية.

لم يتذكر الكثير بعد أن أذل نفسه أمام إيميليا وجمهور ضخم. كل ما يتذكره هو أن قائد الفرسان سمح له بالرحيل وترك مصيره بيد إيميليا.

“وماذا سيحدث للمملكة إذا حصلتِ عليها ومع ذلك لا قيمة لها؟”

من الخطأ القول إنه  هناك لأنه لا يريد أن يسبب المزيد من المتاعب لإيميليا. كان سبب هروبه، حتى بعد أن خالف تعليماتها للوصول إلى القصر في المقام الأول، أبسط بكثير.

كانت طريقة تفكيرها قائمة على الرغبة، لكن ذلك جعل حجتها بسيطة للغاية. لقد أرادت العرش لرغباتها الخاصة، ومنذ اليوم الذي يصبح فيه عرشها، ستعمل بلا كلل من أجل ازدهار المملكة. لن تتخلص منها، بالنظر إلى أن شخصيتها طلبت منها تحويل أي شيء تملكه إلى شيء أعظم وأعظم من ذي قبل. كانت تلك رسالتها.

– لم يعد يتحمل عيون إيميليا الباردة.

أشار ريكرت  إلى عيوب فيلت “بالنظر إليها، بالطبع يمكن للمرء أن يقول … إنها لا تزال صغيرة جدًا، وهناك الكثير من الأشياء التي يجب أن تتعلمها قبل أن تطأ قدمها على مقربة م-! ”

وبخ سوبارو  نفسه عقليًا لأن الحارس الذي رافقه إلى غرفة انتظار القلعة أعطاه نظرة قلقة.

“لطالما راودتني شكوك حول حالة المملكة. أعتقد أن مسار الأحداث هذا هو فرصة أرسلتها السماء لتصحيح الأمر “.

“هل حدث لك شيء؟”

تحركت اليد اليمنى والقدم اليمنى لإيميليا للأمام معًا إلى الوسط، فكر سوبارو …

لم يرَ إذلال سوبارو لأنه  متمركز خارج الأبواب المزدوجة الضخمة. علاوة على ذلك أظهر سلوكه الاحترام تجاه شخص يعتقد أنه مرتبط بـ  أحد المرشحين الملكيين.

“نعم، نحن كومة من القمامة في قاع كومة القمامة … ولكن حتى لو كنا نعيش في مكان كهذا، فقد قطعنا هذا الشوط من خلال وجود القليل من الفخر بأنفسنا على الأقل. بغض النظر عن مدى تواضع الآخرين في رؤيتنا، فإننا لا نخفض رؤوسنا “.

“إنه لاشيء. آسف لكل المتاعب في منتصف وظيفة مهمة حقًا “.

 

“لا مانع. داخل غرفة العرش، يقررون مستقبل الأمة بأكملها. حتى لو لم أكن مؤهلاً لأن أكون في الداخل، فأنا فخور لمجرد أن أكون على حواف القاعة “.

“ما  معنى هذا؟!” هتف العديد من هؤلاء المجتمعين بينما نظرت كروش إلى المنصة، ولم يتغير تعبيرها. هزت شعرها الأخضر الغامق بينما وجهت نظرتها الشجاعة وراءهم إلى لوحة جدارية محفورة على الحائط خلف العرش الملكي.

سخرية الكلمات، التي تم التحدث بها بصوت واضح، تركت سوبارو في حرج غير مريح. كان هنا رجل مفعم بالفخر لما  يفعله عند أطراف اختيار الملكة القادمة.

بقيت متوازنة على ساق واحدة  وأمسكت  بعنف ثوبها  بغضب.

ماذا عن سوبارو؟ هل يمكن لأي شخص أن يفخر بما فعله؟

عبست عندما سمعت  نكتة راينهارد.

لا أحد سيفعل. والوحيدة  التي أرادها أن تعترف بجهوده رفضته.

لم يخاطب ميكلوتوف ريكرت  الذي يحاول  التأثير على وجهة نظره، بل خاطب الفارس ذي الشعر الأحمر.

“-”

احتفظت بهذه الابتسامة على وجهها وهي تشير إلى فرسان الحرس الملكي بيدها الأخرى.

غير قادر على الوقوف ساكناً، حول سوبارو نظره عندما لاحظ فجأة مشاجرة في نهاية الممر. بمجرد أن أدار رأسه لينظر، تقدم أحد الحراس، على ما يبدو في عجلة من أمره.

أرسل الإعلان  المصحوب بضحكة تُظهر أسنانها المتعرجة، رجفة في جميع أنحاء الغرفة.

“عفوا، افتح الطريق! لقد ألقينا القبض على دخيل. نحن بحاجة إلى أوامر من الكابتن! ”

صرخ وهو ينظر إلى فيريس من أعلى إلى أسفل.

“انتظر، ما زالوا في منتصف الاختيار! اتركوا الدخيل في الثكنات حتى … ”

“- الحق يقال، أعتقد أن رغبات السيدة فيلت  للأسف  لا تزال في عالم الخيال”

“الظروف لا تسمح لنا بالقيام بذلك. في كلتا الحالتين  لا يمكننا اتخاذ هذا القرار بأنفسنا !! ”

“أخيرًا، تم تجميع جميع المرشحين. أسأل مجلس الحكماء، هل لدينا إجماع؟ ”

متجاهلًا إلحاح رفيقه، صاح الحارس عائدًا إلى الرواق. كان العديد من الرجال يجرون الدخيل الذي تسلل إلى القلعة إلى الأمام.

كان هذا هو نوع الفشل  الذي لم يتم تسريبه أبدًا إلى الغرباء “تمكن اللصوص بسهولة من التسلل إلى القصر الملكي في ذلك الوقت. نظرًا لوجود عدد من الأمور العاجلة الأخرى، لم يتم إجراء بحث شامل عن الابنة “.

تسأل سوبارو ما هو الأمر السيئ للغاية أنهم  يحتاجون إلى مقاطعة الاختيار الملكي  لأجله، نظر إلى الدخيل. ثم…

لكن سوبارو اهتز بسبب الكلمات أكثر من البقية.

صدمة أقوى من أي صدمة اليوم ضربت ناتسكي سوبارو “-آه؟”

على الفور  حبس الجميع أنفاسهم لما تبع ذلك.

حدق بذهول عندما قام أربعة رجال بسحب رجل من يديه وقدميه، كان  رجلاً عجوزاً أصلعاً عرفه سوبارو جيدًا.

“قبل أربعة عشر عامًا، تسلل لصوص إلى القلعة واختطفوا ابنة الأمير الثاني الراحل اللورد فولد.  فر اللصوص ، ولم يتم العثور على الابنة “.

الرجل العجوز روم، الذي لا علاقة له بالتواجد هناك على الإطلاق!

لقد راهن الرجل العجوز على حياته ونجح بطريقة عظيمة.

“-”

“كان ذلك تمثيل … أنت تقول؟! ثم كل هذا كان مهزلة من البداية إلى النهاية! روزوال! اللعنة عليك، ماذا تظن  هذا المكان؟! ”

لقد ترك رسالة في محل بائع الفاكهة لينتظره. ما الذي  يفعله الرجل العجوز “روم” هنا –

كان الاختيار الملكي هو أخطر قضية للأمة بأكملها. لإهانتها بمشاعر فردية، حكم روزوال على سوبارو بالإعدام نيابة عن كرامة المملكة.

أصبح عقل سوبارو فارغًا، ولكن بعد ذلك، وجد على الفور إجابة لسؤاله لمرة واحدة.

“على الرغم من أنني أود الضغط للحصول على مزيد من التفاصيل، فهل الفارس بجانبك لديه أي شيء لإضافته؟”

“ا- انتظر … لا تخبرني، هو …”

“سيدة فيلت، أشكركِ على  حضوركِ”

تبعني!

أخيرًا  تنهد بوردو، الذي حٌصر من  أنظار جميع المجتمعين.

في البداية  شك سوبارو في نفسه، ولكن بعد ذلك ساد اليقين بداخله.

إذا كان هناك أي شيء، فقد امتلأت عيناه بالحسد، وشفتاه مشدودتان.

إذا حاول الرجل العجوز روم التسلل إلى القلعة، فلن يكون الزناد سوى الرسالة التي تركها سوبارو في كادمون. استنتج الرجل العجوز الحاد أن سوبارو  لديه سبب للاعتقاد بأن فيلت  في القصر الملكي. وقد حاول الدخول بأي وسيلة ضرورية.

بالتأكيد   فيريس أطول  مقارنة بالفتيات. لكن ملامح الوجه وجسده  بدت   أنثوية تمامًا.  امتلك  بعض الأجزاء الصغيرة المهمة في جسد  المرأة، ولكن  هناك الكثير من النساء في العالم بصدور مسطحة، حتى عند بلوغهن. لم يكن ذلك دليلاً على أي شيء.

لا شك في أن حماقة الرجل العجوز روم  أدت إلى اكتشافه والقبض عليه. لكن سوبارو هو الذي سبب  هذه النتيجة. عرف سوبارو كم أصبحت فيلت ثمينة  بالنسبة للرجل العجوز روم.  يجب أن يعرف أن روم قد يفقد رأسه إذا حاول اختراق القلعة …

عند سماع هذه الكلمات، ارتعدت آذان باك وهو يجيب على الرجل العجوز.

“-!”

نادى سوبارو لإيقافهم، لكن صرخة كريهة أوفقت كلماته. بهدوء  اتسعت عيناه عندما أدرك أن سيل الإهانات  قادم عليه من الرجل العجوز روم نفسه.

مر الحراس أمام عينيه. بحلول الوقت الذي استعاد تركيزه فيه، ابتعد الرجل العجوز روم   بالفعل. تجمد سوبارو في مكانه، يراقبهم يذهبون في صمت.

“- إذن أنا مستعد لممارسة قوتي عندما تطلب ابنتي الحبيبة.”

إذا تحدث إلى الحراس في ذلك الوقت وهناك، يمكنه أن يشرح لهم من هو العجوز روم. لكن هذا يعني أيضًا الاعتراف بأن سوبارو  مرتبط بمتسلل حاول الدخول غير القانوني للقصر.

“لم أتحدث بعج. ما يجب القيام به هو … ”

لن ينتهي فقط مع سوبارو. سيجعله سلسلة أثقل وزنًا على كاحل إيميليا.

“إذن أنت تمثل. انزع تلك الأغلال عنه. كل شيء حتى الآن  مجرد صراخ جامح لرجل عجوز خرف “.

كان ذلك بقدر ما وصل إليه قبل أن يقوم بأخذ ذهني مزدوج.

دفع كلام  كروش الصارم  أحد أعضاء مجلس الحكماء إلى النهوض، وارتجف جسده  من الغضب.

عندما فكر في إمكانية ترك الرجل العجوز روم ليتعفن، مستخدمًا إيميليا كسبب، شعر بالقذارة.

فجأة قاطعت فيلت اعتذار ماركوس وحاول المغادرة.

” انتظر …!”

رفع فيريس يده   “نعم سيدي!”

نادى سوبارو لإيقافهم، لكن صرخة كريهة أوفقت كلماته. بهدوء  اتسعت عيناه عندما أدرك أن سيل الإهانات  قادم عليه من الرجل العجوز روم نفسه.

“-”

“ها! أنتم أيها النبلاء ذوو النبلاء العالية لديكم بعض الذوق السيئ! هل  أسير عجوز  شيء يُحدق فيه؟! إذا كنت ستضحك، اضحك  أيها الشاب القذر! ”

“أنا … ليس لدي أي علاقة بالساحرة …”

الرجل العجوز روم، الذي  يشاهد سوبارو يحبس أنفاسه، لعن  بوجهه المصاب بكدمات.

أجاب فيلت، “لدي فكرة جيدة عن سبب قولك لكل هذه الأشياء المحرجة وماذا كنت بعد ذلك – لقد رأيت كيف كرهت التواجد هنا لدرجة أنني لم أستطع تحمل ذلك، أليس كذلك؟ لذلك كنت تعتقد أنك ستعطيني دفعة مفيدة “.

“إذا كنت تريد التحديق، فقم بإلقاء نظرة فاحصة وجادة على هذا الرجل العجوز القذر من الأحياء الفقيرة!”

لكن سوبارو  التي لم تستطع قبول الجملة الأخيرة، سألت الرجل الذي بجانبه، “هل سمعت خطأ؟ هل أطلقت عليه للتو لقب “أجدر فارس” …؟ ”

قام أحد الحراس بصد  الكلمات الوقحة من الدخيل تجاه سوبارو، وهو أحد كبار الشخصيات، وقام بتدوير قبضته لأسفل عقابًا له.

نظر سوبارو إلى إيميليا والآخرين. مما لا شك فيه أن موقف فيلت الفظ والجامع في وقت سابق هو ما تسبب بالفعل في إثارة غضب المسؤولين المدنيين. لكنه لم يستطع أن يقول إن المرشحين الآخرين لم يثيروا أي قلق بأنفسهم.

“-راقب لسانك!”

“-”

“اللعنة!”

“في الواقع  ما هو وضع فارس السيدة إيميليا الفعلي؟”

رد سوبارو،”انتظر، من فضلك! ليست هناك حاجة للذهاب إلى هذا الحد – ”

حدق بذهول عندما قام أربعة رجال بسحب رجل من يديه وقدميه، كان  رجلاً عجوزاً أصلعاً عرفه سوبارو جيدًا.

أجاب روم  “أنت لطيف جدا، يا صغير. هيي، ماذا عن ذلك أيها الفرسان؟ سيدكم الحبيب يعطيكم أمرًا. لماذا لا تهزوا ذيولكم وتفعلوا ما يقوله، آه! ”

“أجل، وهكذا  لدي معلومات قد تكون غير معروفة  لولا ذلك. وبناءً على هذا … ”

“ألم تقل ما يكفي  أيها المتشرد؟!”

فجأة  تيبس وجهه كما لو  أدرك شيئًا ما، واتسعت عيناه  من الصدمة.

رد الفرسان على الإساءة اللفظية المستمرة للرجل العجوز روم بضربات أكثر قسوة من ذي قبل.

4

للحظة، التقت نظرة الصبي بروم، وفهم سوبارو نواياه.

“لا يمكنني أن أكون متأكدًا تمامًا، لأن وسائل الإثبات   لم تعد موجودة. ومع ذلك  يجب أن أقاوم الرغبة في تسمية هذه مصادفة ”

—حتى في ذلك المكان، كان الرجل العجوز روم يتستر عليه، لأنه إذا قال سوبارو شيئاً، فسيضع سوبارو في وضع أسوأ فقط.

شعرت بحكة  في شعرها وهي تراقب حارسها “إذن في النهاية، من أنت، حليفي أم عدوي هنا؟”

“- لا تندمجوا يا شابين.”

“مرحبًا، إذا أدى ذلك إلى تحطيم ميزاني إلى أجزاء صغيرة، فقم بتحطيمه. سأكون سعيدة حقًا   وأكون راضيًا تمامًا “.

وأعقبت النفخة الصغيرة الخافتة إهانات مثل تلك التي كانت من قبل نحو الحراس. أدرك سوبارو وحده المعنى الحقيقي لكلمات روم.

امتلأت عيون إيميليا  بالغضب وهي تنظر إلى بريسكيلا.

وتركت تلك الجملة ندبة عميقة للغاية في سوبارو.

“نعم بالضبط. لطالما نظرت إلى ذلك الرجل. عندما جاء الوقت لترسيخ اسم عائلتي كتجار، قررت تبني اسم هوشين تكريما له “.

مد سوبارو   يده، فقط لرفض يده، ورُفِضت مساعدته، تمامًا كما هو الحال في الغرفة. بغض النظر عما حاول فعله، فإن الشخص المعني لم يكن بحاجة إلى مساعدته أو يريدها.

“ارك -!”

“-”

“رأيي لن يتغير. لا لبس فيه أن مظهرك، الذي يذكرنا بساحرة الغيرة، سيكون له آثار سيئة على عامة الناس. سيضع الاختيار الملكي في حالة محفوفة بالمخاطر “.

ساد الصمت سوبارو. حياه الحراس، وجروا معهم العجوز روم مرة أخرى. وجهتهم هي غرفة العرش، في الأمام. تساءل عن العقاب الذي سيحصل عليه روم في قاعة الاختيار الملكي.

“علاوة على ذلك  كما ذكرت سابقًا، فإن السيدة اناستاشيا سيدة أعمال رائعة – وهو شيء تحتاجه هذه المملكة بشدة في هذه الساعة. اشتباكات خطيرة ومتكررة مع الدول المجاورة – ولا سيما المناوشات مع الإمبراطورية – استنزفت خزائننا. مع المجاعة الكبيرة في العام الماضي، أصبحت الموارد المالية لمملكة لوغونيكا محفوفة بالمخاطر “.

هز رأسه . كان لدى روم فرصة أفضل بكثير في الحصول على عفو دون أن يفتح سوبارو فمه الكبير. إلى جانب ذلك،  هناك ثلاثة أشخاص حاضرين يعرفونه، أحدهم عملياً قريب منه. لم يكن من المحتمل أن يحدث له أي شيء سيء.

“-”

ربما لا شيء. يكاد يكون من المؤكد لا شيء. لم يكن يجب أن يكون حكمه خاطئًا، لكن –

“سلالة الدم … ليس الأمر وكأن أي شخص يمكنه فعل أي شيء حيال شيء من هذا القبيل …!”

“ما  … لماذا أفعل هذا …؟”

شعرت بعبوسه عند النظرة إلى  وجهه  وهي تتقدم إلى الأمام.

 

جعل مظهر كروش  ريكرت يفقد كل خصلة من الجدال. بينما ظل صامتاً، لم يستطع سوبارو أيضًا إلا أن يشعر بصدره يتحرك أمام شجاعة كروش.

8

داس بوردو على قدمه، وذراعيه واسعتان وهو يصرخ، ونبرته وأسلوبه متوترين. حتى هذا الفعل لم يجلب أي رد فعل من إيميليا.   ثم أجابت روزوال : “سيد بوردو، هل انتهيت؟”

 

“إذا سألت ما إذا كان هذا هو كل ما لدي لأقوله، فأنا لم أقل بما فيه الكفاية. هل تدرك حتى ما فعلته أيها الساحر الأعلى للمحكمة؟ ”

انتشرت همسات في قاعة العرش. كان سبب هذا التبادل. بدأت الضجة عندما تلقى ماركوس بلاغًا من الحراس، وسحبوا متشردًا تسلل إلى القلعة إلى قاعة العرش. في البداية شكك الكثيرون في حكم  الحارس، لكن نظرة واحدة على الدخيل جعلت العديد من المشاركين يفهمون سبب قراره.

“هل تفهم أنك تفتقر إلى القوة؟ هل أعلنت ذلك بصوت عالٍ انتظارًا لمكافأة؟ الضعف هو عار وليس كبرياء “.

وثم…

تقدم إيميليا إلى الأمام. بدأ الآن دورها في الاختيار الملكي.

“قلت لك، دع الرجل العجوز روم يذهب. هذا كل ما أطلبه “.

“—ومع ذلك لا تعتقد أنني أقبلك كفارس، أو سأفعل ذلك أبدًا.”

“- لسوء الحظ، لا يمكنني الامتثال.”

طأعتقد أن كل مرشح حاضر لديهم ماضي وهدف.  سأجعل كل من في الغرفة يسمع ذلك. أولاً   دعونا نبدأ   مع السيدة كروش  والسير فيليكس أرجيل! ”

في وسط الغرفة، استمر الجمود المتوتر، مع وقوف فيلت وماركوس ضد بعضهما البعض. انتفخ وريد  جبين فيلت بالطريقة التي رفض بها ماركوس طلبها.

“العدل هو شيء ثمين للغاية بالنسبة لي. هذا هو الشيء الوحيد الذي أطلبه منك: أطلب أن أعامل بنزاهة. في المقابل  لن أفعل شيئًا غير عادل، مثل استخدام روحي المتعاقد  كدرع لأخذ العرش الملكي “.

رفع راينهارد صوته في محاولة للتوسط “قائد، أعتقد أن هذا التفسير غير كافٍ -” لكن ماركوس رفض تدخله.

“ومع ذلك  ربما نسيت سيد بوردو؟ إن القضية التي تتحدث عنها لا تحمل أي اعتبار للاختيار الملكي على الإطلاق “.

“اصمت  راينهارد. أفهم أنك ترغب في دعم سيدتكِ التي أقسمت على حمايتها بسيفك، لكن قبولها لسيفك مبني على استعدادها لأن تصبح ملكة. خلال وقائع هذا المؤتمر للاختيار الملكي، أعلنت ليدي فيلت علنًا أنها لا تنوي المشاركة في عملية الاختيار. يعني التخلي عن مؤهلاتها التخلي عن أي حق فس إعطائنا الأوامر لنا نحن فرسان الحرس الملكي … هل تفهم؟ ”

وتابع: “العهد مع التنين هو أخطر ما في الأمر. لقد وصلت لوغونيكا إلى هذا الحد كمملكة صديقة التنين ولا يمكنها البقاء كأمة بدون العهد. لكن تقدير العهد أكثر بكثير مما يبذر الناس بذور الخلاف في المستقبل “.

وضع ماركوس منطق رفضه الامتثال لطلب فيلت. جلبت كلماته عبوسًا إلى وجه اللصة  وهي تعبث  بشعرها الأشقر.

ربما لا شيء. يكاد يكون من المؤكد لا شيء. لم يكن يجب أن يكون حكمه خاطئًا، لكن –

“هذا أمر مزعج، لذلك دعنا نلخص الأمر، بعبارة أخرى  لن تفعل ما أقول لأنني لا أريد أن أشارك في هذا الاختيار الملكي؟ ”

ألقى خطاب الفتاة المشرقة الوجه بالفوضى في القاعة كما لم يحدث من قبل.

“- هذا هو بالفعل جوهر الأمر.”

“سمعت ماذا؟”

“أوه، فهمت. فهمت … أنت مزعج للغاية “.

علق سوبارو  “هاه، إذن اسمها الحقيقي هو فيليكس؟ هذا اسم رجل قوي “.

لمعت عيون فيلت الشبيهة بالقطط  بشدة نحو ماركوس. حافظ ماركوس بسهولة على اتزانه المعتاد تحت ضغط نظرة الفتاة الصغيرة القاتلة.

كانت الصدمة المطلقة من ذلك كافية لجعل سوبارو ينسى تمامًا غضبه من تصريحات روزوال  السابقة.

ثم بعد أن التزم الرجل العجوز بالصمت حتى تلك اللحظة، أطلق صرخة حزينة تردد صداها في جميع أنحاء الغرفة.

حتى سوبارو فهم  معنى بريسكيلا. لقد فهم ذلك، لكنه لم يستطع قبوله، لأنه تسبب بشكل غير عادل في الألم لإيميليا لأسباب لا علاقة لها بها على الإطلاق.

“لا تهتمي بكل هذا …! – أسرعي وأنقذيني !! فيلت، هذا أنا! الرجل العجوز روم الذي عشتِ معه في الأحياء الفقيرة! لا أفهم كل هذا حقًا، لكن يمكنكِ إنقاذي الآن، أليس كذلك؟ ثم انقذيني! لا أريد أن أموت !! ”

“بعبارة أخرى  عذراء التنين التي بحثنا نحن الفرسان  عنها لا يستحقون ولائنا؟”

راكعًا على السجادة المنتشرة على الأرض، ابتسم الرجل العجوز أكثر ابتسامة ودية ممكنة كما توسل إليها. ترك العرض المخزي فيلت صامتة. حتى الحاضرين أظهروا تلميحات من الاشمئزاز من الرجل العجوز البائس.

عندما رأى بقية أعضاء مجلس الحكماء يمؤون، اتخذ المسؤول المدني الذي يُدعى على ما يبدو ريكرت خطوة إلى الوراء. تابع ميكلوتوف   “السير راينهارد. سنسمع أولاً إلى تاريخ سيدتكِ   “.

“لقد أنقذتكِ دائمًا عندما كنتِ في ورطة! مرات عديدة! ادفعي ضريبة تلك الخدمات مرة أخرى، الآن! الآن أقول! بسرعة بسرعة!! افعلي شيئًا! ”

“- هل الجميع راضون؟ يبدو أن كلاً من السيدة فيلت والسيدة إيميليا قد هدأتا بدرجة كافية … ”

أرسل الرجل العجوز البصاق متطايرًا وهو يصرخ من أجل إنقاذ سريع، وهو يتجول بمنطق الخدمة الذاتية. لقد كان مشهدًا خبيثًا ومخزيًا لدرجة أنه حتى أولئك الذين يميلون إلى التعاطف والرحمة سوف يميلون بشدة إلى الابتعاد.

“نعم انت. ملابسك غير عادية للغاية. أنا لم أرك من بين فرسان الحرس الملكي …   ”

في فترة وجيزة من الزمن، صنع الرجل العجوز أعداء من معظم جمهور القاعة.

“نشأت سيدة فيلت في الأحياء الفقيرة … حيث يعيش أمثاله؟”

راينهارد، الذي استشعر الخطر في سلوك الرجل العجوز، بدأ على الفور في التقدم إلى الأمام.

تغير وجه كروش مرة أخرى قليلاً وهي تهز رأسها  “يبدو أنك أسأت الفهم  لورد ميكلوتوف. أنا لا أمر فيريس بارتداء هذه الملابس. كل ذلك بمحض إرادته ”

“هذا سيء-”

قامت بريسكيلا بإرجاعه شعرها البرتقالي للوراء، ورفعت يدها  نحو السماء. لقد كانت لفتة تعني أنني قلت كل ما يمكن قوله. وبذلك أدارت ظهرها إلى مجلس الحكماء على المنصة وابتعدت. قبل أن يدير ظهره ليتبعها، نظر فارسها إلى المنصة وقال  “قد لا يعجبكم ما تقوله، لكن الأميرة هي صاحبة المال. إذا كانت تريد شيئًا ما، طالما أنها لا تغير رأيها، فإنها تحصل عليه.   ذلك لأن السماوات نفسها اختارت بريسكيلا. أنا متأكد من أنك سمعت كيف أخذت أراضي … إيه، أراضي السيد ليب مؤخرًا؟ ”

أدرك الفارس ذو الشعر الأحمر غريزيًا النية الحقيقية للرجل العجوز ورأى أنه بحاجة للتكيف مع الظروف.

“قلت، لست أنا من يجب أن أعتذر، هذا كل ما لدي!”

“- لا تتحرك، راينهارد، ليس من الجيد فعل أي شيء غير مرغوب فيه هنا …”

“- هل الجميع راضون؟ يبدو أن كلاً من السيدة فيلت والسيدة إيميليا قد هدأتا بدرجة كافية … ”

لكن بريسكيلا أحبطت جهوده منذ البداية، حيث ابتسمت  بمهارة وهي تخفي فمها من المعجبين بها.

“هذا هو المكان الذي يتم فيه اختيار الملكة وتقول إنها ستدمر الأمة؟!”

“لماذا تتصرف بهذه السرعة يا راينهارد؟ … يكاد يبدو أنك ترغب في إسكات هذا الرجل المسن قبل أن يقول لك شيئًا مزعجًا. مخيف  … ”

احتفظت بهذه الابتسامة على وجهها وهي تشير إلى فرسان الحرس الملكي بيدها الأخرى.

‘لقد فهمت ‘ فكر راينهارد   وهو يضغط على أسنانه عندما أدرك خطأه. هزت بريسكيلا كتفيها بطريقة أكثر راحة لها. من حولهم، بدا أن الناس يتعافون من ذهولهم، وهمسوا حول ما رأوه للتو – رجل عجوز يتوسل بشكل مثير للشفقة من أجل حياته.

 

“هل رأيت؟ يا له من قبيح “.

“السيد. ميكلوتوف، ألا تفهم؟ نصف جان ذات شعر فضي بمظهر يتوافق مع ساحرة الغيرة كما تناقلتها الحكايات القديمة! دمرت ذات مرة نصف العالم. إنها تقود كل الكائنات الحية إلى اليأس والفوضى والإبادة! لا تدعي الجهل! ”

“وهذا الوجه أسوأ. لا أستطيع حتى أن أشعر بالتعاطف. إنه تجسيد لـ  لص “.

دوت صرخة روم الحزينة حول كيفية قيامه بتربية الفتاة في القاعة. ميكلوتوف، الذي ربما حركه الرثاء، نظف حلقه، ساعيًا إلى تنقية الهواء.

“لا ينبغي إطلاق سراحه، رغم أن السيدة فيلت تدافع عنه …”

“أعتذر بشدة عن إثارة هذه الضجة أمام العرش. سأزيل هذا على الفور – ”

حتى الفرسان الذين يأملون في التخلص من الجريمة بدأوا في الشعور بعبوس ضعيف نحو الرجل العجوز.

 

“نشأت سيدة فيلت في الأحياء الفقيرة … حيث يعيش أمثاله؟”

تكلم سوبارو  لإبقاء توتر منخفض تحت الضغط، لكن هدوء يوليوس لم يتعثر.

“حتى لو كانت بالفعل تمتلك دمًا ملكيًا، فهل يمكن لشخص لديه مثل هذه التربية أن يتولى الواجبات الملكية …؟”

ومع ذلك  فإن كروش، بعد أن التزمت الصمت بشأن الأمر حتى ذلك الحين، أكدت أن سبب صدمته هو الحقيقة.

“نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في هذا. أو افعل ما يقوله لوح التنين بالاسم فقط … ”

“أسعى جاهدة لأكون على دراية كاملة بما يتوقعه الجميع من خلال تولي العرش. منزل كارستين هو منزل يتمتع بسلطة كبيرة ونفوذ سياسي لسنوات عديدة. هل يجب أن أنجح كملكة؟ فالسياسة والسياسة الوطنية مضمونة للاستمرار دون ضرر … صحيح؟ ”

عض راينهارد شفته حيث أكد الهمس المنتشر أسوأ مخاوفه.   فات الأوان، وحُرم من أي فرصة لدحض الكلمات التي تحط من قدر الفتاة التي  يبجلها على أنها سيدته.

تحولت الوجوه إلى اللون الأحمر عندما لمس يوليوس فجأة جزء الأمة القذر ” أعتقد أنه لا ينبغي الكشف عن مثل هذه التفاصيل بسهولة للجمهور سيد  يوليوس “.

ثم مع استمرا همسات الفرسان في كل مكان حولها، شاهد من الخلف الفتاة تخفض رأسها قليلاً –

نظر الرجل العجوز روم إلى السماء، بصوت أجش يرتجف من الحزن وشيء قوي لا يمكن وصفه.

أخيرًا غير قادر على الاستماع إلى أي شيء، أطلقت الفتاة الصغيرة صيحة عالية النبرة كريهة الفم  “- هلا تصمتون جميعًا، أيها الحمقى المخصيين!!” دفعت موجة من الصدمة الغرفة إلى الصمت. نظر الحاضرون إلى بعضهم البعض، ويبدو أنهم غير قادرين على تصديق ما سمعته آذانهم، عندما تقدمت الفتاة   إلى الأمام. كان الرجل العجوز العملاق راكعاً وعليها أن تنظر إليه.  أحمرت عيونها وامتلأت  بالحزن.

“بالتأكيد لا توجد مشكلة من ستكون،  الاختيار الملكي يبدو ممتعًا للغاية “.

“ماذا بك هنا؟ هذا هو النداء الأسوأ مظهرًا والأكثر إثارة للشفقة لحياتك على الإطلاق، وأنا  أكرهه حقًا “.

رفعت فيلت خديها ورسمت نقشًا صغيرًا على رأسها للتظاهر. جعلتها إيماءة وجه الرجل العجوز روم شاحبًا. صرخ “أنت تكذبين!” ولمس يديه المقيدين برأسه على عجل.

“-”

عندما رأى بقية أعضاء مجلس الحكماء يمؤون، اتخذ المسؤول المدني الذي يُدعى على ما يبدو ريكرت خطوة إلى الوراء. تابع ميكلوتوف   “السير راينهارد. سنسمع أولاً إلى تاريخ سيدتكِ   “.

تجمدت ابتسامة الرجل العجوز الودودة عند اقترابها.

”  بالتأكيد.”

“مرحبًا، الرجل العجوز روم. نحن أبناء العشوائيات، لا توجد مساعدة لنا، أليس كذلك؟ نحن نعلم أن الأشخاص فوقنا ينظرون إلى حياة الفقراء التي نعيشها بازدراء، ولدينا جميعًا شخصيات فاسدة، بمن فيهم أنا. إنه مكان رهيب للعيش فيه “.

على الرغم من أن الجرح  مغلق  الآن، كان لدى سوبارو ندبة أفقية كبيرة بيضاء على بطنه.  لديه  ندوب من لدغات الوحش الشيطاني في جميع أنحاء جسده أيضًا.

بعد أن صنفت الكثير من الأشياء على أنها متواضعة، بما في ذلك نفسها، توقفت فيلت لالتقاط أنفاسها وأضافت  “لكن …”

“-آه؟ إيه، ماذا؟ ”

“نعم، نحن كومة من القمامة في قاع كومة القمامة … ولكن حتى لو كنا نعيش في مكان كهذا، فقد قطعنا هذا الشوط من خلال وجود القليل من الفخر بأنفسنا على الأقل. بغض النظر عن مدى تواضع الآخرين في رؤيتنا، فإننا لا نخفض رؤوسنا “.

أدرك الفارس ذو الشعر الأحمر غريزيًا النية الحقيقية للرجل العجوز ورأى أنه بحاجة للتكيف مع الظروف.

“فيلت…”

ضربت الكلمات التي خرجت من شفاه راينهارد ريكرت بقوة أكبر “سيدي راينهارد … بالتأكيد، أنت لا تقول  …”

“أتمنى أن أريك وجهك في المرآة الآن. تبدو  وديع وخاضع، تهز ذيلك ومتلهفًا للإرضاء، فقط لإنقاذ حياتك … لا يمكنك تسمية ذلك بالحياة! ”

“أنت تقول إنك تقبل افتقارك الحالي للقوة؟ أرى؛ هذا تفكير جيد. إذا لم تكن قد اعترفت بضعفك، فربما أضطر إلى تقليص نفسي إلى مستواك المخزي “.

أومأ العديد من الحاضرين برأسهم  على كلمات فيلت،  وكروش من بين عددهم.  الأفكار التي عبرت عنها كروش متوافقة إلى حد كبير مع كلمات فيلت.

وجه الاثنان اللذان خاطبهما، يوليوس وفيريس، رؤوسهما نحو آل وسوبارو.

وضعت الفتاة الصغيرة يديها على وركيها وقالت بصراحة: “إذا كنت تريدني أن أنقذ حياتك، فقد فعلت ذلك بشكل خاطئ. لا توجد طريقة لأتخلى عن حقي في الهروب من مكان رديء فقط لإنقاذك، إذا كان هذا ما ستفعله “.

“السيد. ريكرت، أنت متحمس للغاية بشأن هذا الأمر، أليس كذلك؟ ”

شاهد الشاب ذو الشعر الأحمر.  تصريحها يعني أنها تتخلى عن شخص قريب جدًا منها، وتتخلى عن حقها في إصدار الأوامر – وترفض المشاركة في الاختيار الملكي.

“إذا كنتم تتوقعون مني أن أكون قوية مثلهم ، فأنا في مأزق صغير. أشك في أنكم تريدون مني أن أكون أقوى من اللازم، لذلك أعتقد أن حيلتي هي أنني لا أملك واحدة “.

“… سيدة فيلت.”

أعاد السؤال المتعلق لـ سوبارو   التوتر إلى وجه إيميليا.

لم يستطع راينهارد تحمل الألم  في قلبه وهو يسير. لقد رأى ذلك قادمًا. لقد خمّن رد الفعل الذي ستظهره الفتاة الفخورة عندما ترى سلوك الرجل العجوز. وبهذا المعنى، كانت تلعب في أيدي بريسكيلا وكبار السن – لا، رجل عجوز واحد. الآن  سقطت أكتاف الرجل العجوز، تنحني للأمام على الأرض كما لو أن كل قوة الإرادة قد تركته. لكن راينهارد لم يفوت الإلتواء الغريزي لشفتي الرجل العجوز. كان هذا عرضاً لا يأس ولا ندم. لا، كان ممتلئًا بشعور أن أفعاله  حققوا النتيجة المرجوة.

– لم يعد يتحمل عيون إيميليا الباردة.

لقد راهن الرجل العجوز على حياته ونجح بطريقة عظيمة.

“أوه، فهمت. فهمت … أنت مزعج للغاية “.

حقًا، أراد راينهارد فضح مخطط الرجل العجوز حتى ذلك الحين، لإخبار فيلت أنها بحاجة إلى تغيير قرارها. لكن راينهارد لم يستطع فعل شيء من هذا القبيل – كانت يداه مقيدتين، على وجه التحديد بسبب من كان وماذا يكون.

– كان ذلك عندما فكر ناتسكي سوبارو قليلاً.

ثبت ماركوس، وهو يشاهد الرجل العجوز  عينيه على  الفتاة، قد قرر أن المناقشة قد انتهت. سحب الفارس أغلال الرجل العجوز، مرسلاً  صدى صوت السلسلة يتردد صداها عبر الغرفة.

انتشرت همسات في قاعة العرش. كان سبب هذا التبادل. بدأت الضجة عندما تلقى ماركوس بلاغًا من الحراس، وسحبوا متشردًا تسلل إلى القلعة إلى قاعة العرش. في البداية شكك الكثيرون في حكم  الحارس، لكن نظرة واحدة على الدخيل جعلت العديد من المشاركين يفهمون سبب قراره.

“أعتذر بشدة عن إثارة هذه الضجة أمام العرش. سأزيل هذا على الفور – ”

“ماذا -؟!”

فجأة قاطعت فيلت اعتذار ماركوس وحاول المغادرة.

“هذا سخيف! كل هذا مخطط.  من الممكن بسهولة العثور على فتاة ذات مؤهلات ثم تصبغ شعرها وتستخدام السحر لتغيير لون عينيها.  بالتأكيد لم تشارك يا ريانهارد في مثل هذا السلوك المخزي؟ ”

“أو شيء من هذا القبيل، على ما أعتقد. كنت أنتظر شخصًا ما للقفز إلى الاستنتاجات … ”

استمع ميكلوتوف إلى التصريح الذي كان متهورًا دون سابق إنذار، أومأ برأسه ولم يتغير تعبيره وهو ينظر إلى الفارس الذي يقف بجانب الفتاة.

أغلق ماركوس فمه بنظرة نادرة من الخزي. عند رؤية واجهته الرسمية تنهار، شعرت فيلت بالفخر الشديد بنفسها. استدارت أمام الجمهور المذهول.

“افعلها.”

“أنت، حرر يديه. هذه الأغلال صغيرة جدًا بالنسبة له. من المؤلم مجرد المشاهدة “.

أدار يوليوس ظهره إلى سوبارو كما لو  يعود إلى خط المرشحين. لكن خطوته الأولى توقفت، ورأسه وحده عاد إلى الوراء

“لقد أبلغتكِ بالفعل عدة مرات، سيدة فيلت، لا يمكنني الامتثال للأوامر الخاصة بك -”

علق راينهارد  بصوت مرتفع إلى حد ما بالنظر إلى الظروف “هذه هي السيدة كروش… من بين المرشحين هي أول من عبرت عن رأيها ولكنها أيضًا التي حظيت بأقوى دعم. مهما  تقول، فهي تتحدث بشعور مختلف مليء الثقة عن الآخرين “.

“لأنني لم أرغب في فعل هذا الاختيار الملكي، أليس كذلك؟ ثم الأمر بسيط.  سأفعل ذلك، الاختيار الملكي. أنا فقط يجب أن أحاول أن أكون ملكة، أليس كذلك؟ ”

ملأت صيحة ميكلوتوف العظيمة الغرفة بحماسة لا تصدق. لم يتكلم أحد، لكنهم جميعًا لم يتمكنوا من احتواء صرخاتهم القلبية.

“-!”

“- بسلطة مجلس الحكماء، أوافق.”

أرسل الإعلان  المصحوب بضحكة تُظهر أسنانها المتعرجة، رجفة في جميع أنحاء الغرفة.

صرح  آل على الفور  “يا أميرة، أليس من اللئيم وصف الأمر بهذه الطريقة؟”

بدا العديد من المتفرجين مذعورين من مدى استخفافها باتخاذ مثل هذا القرار الحاسم. لكن بطبيعة الحال  كان رد فعل الرجل العجوز أكبر، ومشاعره حيال إعلانها واضحة على وجهه.

لم يرَ إذلال سوبارو لأنه  متمركز خارج الأبواب المزدوجة الضخمة. علاوة على ذلك أظهر سلوكه الاحترام تجاه شخص يعتقد أنه مرتبط بـ  أحد المرشحين الملكيين.

“ما الذي تقولِه، فيلت؟ أنا قبلت ذلك. ما قلته صحيح. لا يمكنني العيش بفقدان كبرياءكِ- ”

حتى تلك اللحظة، كان تصميمه على هذا الجزء قوياً، على الأقل، ولكن …

“أوقف الهراء  أيها العجوز الغبي. ماذا؟ لقد عشت هذه المدة الطويلة دون أن تعرف أنك لا تستطيع التصرف كـ إنسان قيم لعين؟ لقد كنت معك لفترة كافية لمعرفة كل أنواع الأشياء عنك، مثل – عندما تكذب، يدور الوشم على جبهتك إلى الوراء! ”

كان على سوبارو أن يتساءل أين ذهب كل هذا القلق منذ لحظة. إيميليا التي ذكرت اسمها أمام مجلس الحكماء، لم يكن من المفترض أن يتفوق عليها المرشحون الآخرون على الإطلاق.

رفعت فيلت خديها ورسمت نقشًا صغيرًا على رأسها للتظاهر. جعلتها إيماءة وجه الرجل العجوز روم شاحبًا. صرخ “أنت تكذبين!” ولمس يديه المقيدين برأسه على عجل.

اختتمت بريسكيلا حكايتها وهي تدوس  بكعب عالٍ بينما  كل العيون موجهة عليها.

راقبته فيلت وقالت “نعم، أنا أكذب. واو، هل تبدو غبياً؟  “.

عندما أدلى راينهارد بإعلانه، رافق  السيدة فيلت بهدوء أثناء دخولها غرفة العرش. سارت  برشاقة على السجادة الحمراء، بدت وكأنها ابنة نبيل.

“-آه؟!”

ضاقت عيون ميكلوتوف.

وقع العجوز روم  نفسه  بسهولة في فخها.

8

“إذن أنت تمثل. انزع تلك الأغلال عنه. كل شيء حتى الآن  مجرد صراخ جامح لرجل عجوز خرف “.

“ماذا تكون…”

فوجئ ماركوس وقال.

كانت طريقة تفكيرها قائمة على الرغبة، لكن ذلك جعل حجتها بسيطة للغاية. لقد أرادت العرش لرغباتها الخاصة، ومنذ اليوم الذي يصبح فيه عرشها، ستعمل بلا كلل من أجل ازدهار المملكة. لن تتخلص منها، بالنظر إلى أن شخصيتها طلبت منها تحويل أي شيء تملكه إلى شيء أعظم وأعظم من ذي قبل. كانت تلك رسالتها.

“لا يمكننا ببساطة السماح له بالاستمرار في مثل هذا الاحتجاج الضعيف -”

“فيريس ليس  اسم رجل فقط. بل هو نفسه  ذكر  “.

صرح فيلت بحزم: “- هذا الرجل العجوز هو عائلتي، دعه يذهب الآن.” عند سماع هذه الكلمات، أظهر وجه ماركوس مفاجأة للحظة وجيزة.

“أجل، وهكذا  لدي معلومات قد تكون غير معروفة  لولا ذلك. وبناءً على هذا … ”

في اللحظة التالية، تلاشى التردد”كما تأمرين”

حتى الفرسان الذين يأملون في التخلص من الجريمة بدأوا في الشعور بعبوس ضعيف نحو الرجل العجوز.

وقف ماركوس منتبهاً وترك أغلال الرجل العجوز روم. ثم أمر الحراس الذين يقفون خلفه بـ “فتح الأغلال”. لكن فيلت رفعت يدها لإيقافهم.

سخرية الكلمات، التي تم التحدث بها بصوت واضح، تركت سوبارو في حرج غير مريح. كان هنا رجل مفعم بالفخر لما  يفعله عند أطراف اختيار الملكة القادمة.

“بطيء جدًا، راينهارد!”

كان صوت باك هادئًا، لكنه  بارد إلى حد ما. رد بوردو بعناد رجل عجوز “ا- الآن أنت تهددني. هذه الكلمات واستعراض القوة، افعل كما أقول أو يجب أن تكون جليدًا، إذا لم يكن هذا ابتزازًا، فما هو… ؟! ”

“هنا.”

“إذا جاز لي، هذا بالضبط كما ذكرت السيدة بريسكيلا في البداية. حتى لو كان ذلك مجرد إجراء شكلي، فهناك خمسة مرشحين، لذلك قد يبدأ اختيار العائلة المالكة. وإذا بدأ  يحتاج المرء فقط إلى التواجد، نعم؟ ”

استجاب راينهارد على الفور لصوت الفتاة الحاد، حيث تقدم جسده  إلى مركز الغرفة. بينما  الشاب ذو الشعر الأحمر يقف بجانب فيلت، لم تنظر فيلت إليه. بدلاً من ذلك عقدت ذراعيها وأشارت بذقنها.

 

“افعلها.”

حوله، رأى أنه ليس الوحيد. لم يكن أحد على استعداد لرفع صوت ضد حجة الفتاة الجريئة. كانت هنا فتاة على استعداد لتحطيم تاريخ المملكة – جوهر ما يتطلبه الأمر لتصبح ملكة.

كان ذلك أقصر أمر في العالم.

“يبدو أن عيون الحثالة كلها على جسدي الرائع”

“نعم سيدتي -”

بالتأكيد   فيريس أطول  مقارنة بالفتيات. لكن ملامح الوجه وجسده  بدت   أنثوية تمامًا.  امتلك  بعض الأجزاء الصغيرة المهمة في جسد  المرأة، ولكن  هناك الكثير من النساء في العالم بصدور مسطحة، حتى عند بلوغهن. لم يكن ذلك دليلاً على أي شيء.

رفع راينهارد يده إلى السماء، وأصابعه مستقيمة، مقطوعة في الهواء مثل السكين. كانت معصم الرجل العجوز مقيدة بأصفاد معدنية، لكن يد الفارس قطعت بينهما كما لو كانت من الورق. انزلقت الأغلال، المقطوعة إلى قسمين، كما لو أنها ذابت، وسقطت على الأرض. تردد صدى صوت عال في الغرفة. بالمعنى الحقيقي، أعلن هذا الصوت أن هذه كانت اللحظة التي أصبح فيها الاثنان سيدًا وخادمًا.

“- أنتي تذهبين بعيداً جداً، سيدة كروش! لا أستطيع السماح لأي شخص أن يستهين بالعهد! هل لديكِ أي فكرة عن التضحيات التي  دفعتها المملكة منذ العهد مع التنين منذ زمن بعيد…؟ هل تنكرين  التاريخ نفسه؟! ”

قال فيلت: “إذن ذهب كل هذا بالطريقة التي تريدها، أليس كذلك؟” “لا على الاطلاق. هذا كان مسترشدا بيد القدر “.

قرص بوردو الثابت بنظرة، صوته أجش من مدى صدمته.

“ها! القدر مرة أخرى. ماذا، هل أنت عبد للقدر؟ ”

بدا البيان وكأنه اختبار، طقوس حتى يتمكن ريكرت من استخدام ردها للتخلي عن مخاوفه. فقط عندما تلقى رد فيلت يمكنه السماح بانتهاء المناقشة.

“لا – أنا، أكثر من أي شيء آخر، فارسك، سيدة فيلت.”

قرص بوردو الثابت بنظرة، صوته أجش من مدى صدمته.

بدا أن فيلت تستسلم في مواجهة دعمه الذي لا يلين وهي تتمتم، “أنت لست مرحًا …”

“-السيد. ريكرت. أود أن أقترح عليك تعديل تعليقاتك “.

كان الرجل العجوز روم لا يزال يسجد بينما كان الاثنان يمازحان أمامه مباشرة. “لماذا، شعرت … أنا – أردت منك …”

تجاهل ناتسكي سوبارو جهود إيميليا لإيقافه وأعلن نفسه فارسًا لها.

أجاب فيلت، “لدي فكرة جيدة عن سبب قولك لكل هذه الأشياء المحرجة وماذا كنت بعد ذلك – لقد رأيت كيف كرهت التواجد هنا لدرجة أنني لم أستطع تحمل ذلك، أليس كذلك؟ لذلك كنت تعتقد أنك ستعطيني دفعة مفيدة “.

اخترقته الكلمات الصارمة. ولكن حتى ذلك الحين، لم يغلق يوليوس نصله اللفظي.

“إذا فهمت ذلك، فلماذا إذن -”

للحظة، التقت نظرة الصبي بروم، وفهم سوبارو نواياه.

عندما حاول الرجل العجوز طرح السؤال، انفجر فيلت ضحكة محرجة.

كانت تراقب مجلس الحكماء على المنصة. سوبارو  الواقف بجانبها، لم يكن في مجال رؤيته على الإطلاق. ولكن عندما استدارت رأى  وجهها بوضوح.

“ماذا تعتقد أنه يمكنني التسلل مرة أخرى إلى المدينة بعد التخلي عن عائلتي؟ من المستحيل أن أكون وقحًا إلى هذا الحد “.

“فيريس ليس  اسم رجل فقط. بل هو نفسه  ذكر  “.

عندما سمع الرجل العجوز روم هذه الكلمات، انكسر وجهه في تعبير مختلف عن المرارة. أدار ظهره إليها، وفرك وجهه بذراعه لإخفائها.

بريسكيلا بارييل، بريسكيلا الأعلى.

“لقد فقدت! وكل ذلك بسبب … ”

“بالضبط. لقد ولدت في كاراراجي لأدنى فئة في رابطة المدن التجارية الحرة “.

نظر الرجل العجوز روم إلى السماء، بصوت أجش يرتجف من الحزن وشيء قوي لا يمكن وصفه.

صدمه ارتعاش اليد التي تلامس كتفه لدرجة أنه أراد أن ينظر بعيدًا.

“… لقد ربيتها جيدًا – !!”

ربما تغلبت الحماسة على يوليوس، فارتفعت لهجته وتسارعت كلماته.

 

لا.

9

“أنا … أريد … أن أجعل السيدة إيميليا ملكة. لا، سأجعلها ملكة “.

 

في مواجهة المرشحة الملكية التالية، ترك سوبارو أفكاره وركز مرة أخرى.

دوت صرخة روم الحزينة حول كيفية قيامه بتربية الفتاة في القاعة. ميكلوتوف، الذي ربما حركه الرثاء، نظف حلقه، ساعيًا إلى تنقية الهواء.

“—ومع ذلك لا تعتقد أنني أقبلك كفارس، أو سأفعل ذلك أبدًا.”

“حسنًا  إذن  سيدة فيلت، سيد راينهارد، هل لي أن أستنتج أن كلاكما تنوون المشاركة في الاختيار الملكي؟”

وتقدم رجل من بينهم إلى الأمام  “عفواً، إذا جاز لي بالسؤال”

“بالطبع.”

لم يكن لدى سوبارو ولا من حوله أي فكرة عما يتحدث عنه الاثنان. يبدو أن الزوج فقط يعرف ما أشاروا إليه. محاطًا بمثل هذا الارتباك، وضع ميكلوتوف يده على جبهته، كما لو  يندب الموقف، ونظر إلى الرجال المسنين الآخرين.

“نعم، كما تشائين سيدتي.”

انخفض صوت كروش. هزت رأسها وخفضت بصرها.

كان سلوك فيلت وقحًا حتى النهاية، وتبعها راينهارد. ترك الحكيم المتساهل التناقض يمر دون تعليق، وأجاب بهدوء “مفهوم”، بينما أومأ برأسه. وتابع: “على الرغم من وجود بعض الضجيج الطفيف، إلا أنني أرى أن جميع التصفيات قد انتهت. سيدة فيلت، هل لديكِ أي شيء آخر لتضيفه؟ ”

مر الحراس أمام عينيه. بحلول الوقت الذي استعاد تركيزه فيه، ابتعد الرجل العجوز روم   بالفعل. تجمد سوبارو في مكانه، يراقبهم يذهبون في صمت.

من المؤكد أنه  يعتقد أنه من المناسب إعطاء فيلت نفس الفرصة لإلقاء الخطاب مثل  المرشحون الآخرون.

سوبارو قال لنفسه   “ما زلت لا أعرف كيف سيختارون ، على الرغم من …”

أجابت على الموجه بـ “حسنًا” وفكرت في الأمر قليلاً “شيء واحد”

“إذن أنت تمثل. انزع تلك الأغلال عنه. كل شيء حتى الآن  مجرد صراخ جامح لرجل عجوز خرف “.

رفعت فيلت إصبعها ونظرت لأعلى  بحماس.

“لماذا قضينا كل هذا الوقت !!”

من المنصة. اشتعلت عيناها الحمراوان وهم يتفحصون وجوه أولئك المجتمعين. أخيرًا  أخذت نفساً عميقاً وابتسمت ببهجة وهي تلوح بإحدى يديها نحو مجلس الحكماء.

“…”

“- أنا أكره النبلاء.”

غمس ميكلوتوف رأسه وهو يحدق في الصف المتألق من المرشحين الملكيين.

احتفظت بهذه الابتسامة على وجهها وهي تشير إلى فرسان الحرس الملكي بيدها الأخرى.

“ا- انتظر…! ما الذي تتحدث عنه؟”

“- أنا أكره الفرسان.”

“لا.”

ثم مع استمرار توسع ذراعيها على نطاق واسع، قالت  بابتسامة مذهلة وأقصى قدر من السم …

قاطع شيخ أصلع جالس بين مجلس الحكماء تفسير روزوال .

“- أنا أكره هذه المملكة!” واصلت “- أكره من في هذه الغرفة، وأكره الهيكل الذي بنيتموه، وأكره كل شيء صغير هنا. لهذا السبب أعتقد أنني سأكسر كل شيء.  ما رأيكم في  ذلك؟ ”

‘يجب أن أفعل شيئًا‘

شعرت يميل رأسها. للحظة واحدة، أوقف سلوكها الوقت نفسه. ثم انفجرت الغرفة.

“أوقف الهراء  أيها العجوز الغبي. ماذا؟ لقد عشت هذه المدة الطويلة دون أن تعرف أنك لا تستطيع التصرف كـ إنسان قيم لعين؟ لقد كنت معك لفترة كافية لمعرفة كل أنواع الأشياء عنك، مثل – عندما تكذب، يدور الوشم على جبهتك إلى الوراء! ”

“ما الذي تقوله؟!”

أثارت  تصريحات آل الفظة نظرات أكثر حدة. تحت الكثير من الاهتمام، قام آل بوضع يده تحت ذقن خوذته وبدأ في رفعها.

“هذا هو المكان الذي يتم فيه اختيار الملكة وتقول إنها ستدمر الأمة؟!”

“توقف عن المزاح. على الأقل  إذا كنت ترغب حقًا في أن تكون فارس السيدة إيميليا المعلن “.

“لماذا قضينا كل هذا الوقت !!”

توقفت إيميليا  لفحص وجوه مجلس الحكماء على المنصة”… الساحرة  التي ولدت في الغابة المجمدة”

انفجرت الصيحات الصاخبة والغاضبة من المتفرجين دفعة واحدة.

كان صوته المنخفض، حتى تلك النقطة، يجادل ضد موقف إيميليا. تشكل ظل خافت حول عيون إيميليا البنفسجي. لكن بوردو واصل.

“أوه، أين كل حديثكم الرفيع والقوي الآن؟ ماذا عن هذا الفخر والتاريخ؟ عندما أصبح ملكة، سأكسر كل ذلك.  سأصفع   رؤوس الذين لا يزالون غير قادرين على رؤية المملكة تنهار. أنتم جميعا بحاجة إلى نسمة من الهواء النقي “.

شاهدت النظرات الباردة من جميع أنحاء الغرفة تهور سوبارو بالازدراء. لكن سوبارو لم يشعر بأي من ذلك.

ألقى خطاب الفتاة المشرقة الوجه بالفوضى في القاعة كما لم يحدث من قبل.

“أوه يا إلهي، وكان لدي مثل هذه الثقة … إنه محبط للغاية.”

استمع ميكلوتوف إلى التصريح الذي كان متهورًا دون سابق إنذار، أومأ برأسه ولم يتغير تعبيره وهو ينظر إلى الفارس الذي يقف بجانب الفتاة.

“نعم، نحن كومة من القمامة في قاع كومة القمامة … ولكن حتى لو كنا نعيش في مكان كهذا، فقد قطعنا هذا الشوط من خلال وجود القليل من الفخر بأنفسنا على الأقل. بغض النظر عن مدى تواضع الآخرين في رؤيتنا، فإننا لا نخفض رؤوسنا “.

“سيدتك مشاكسة قليلاً. بعد سماع كلماتها، ما رأيك بها؟ ”

وقف ماركوس منتبهاً وترك أغلال الرجل العجوز روم. ثم أمر الحراس الذين يقفون خلفه بـ “فتح الأغلال”. لكن فيلت رفعت يدها لإيقافهم.

“- الحق يقال، أعتقد أن رغبات السيدة فيلت  للأسف  لا تزال في عالم الخيال”

دفعت كروش صدرها في استعراض للفخر الشخصي وهي تتحدث. عندما وقف فيريس بجانبها، ابتسم – أو بالأحرى أُعجب بسيدته الشجاعة.

“يا هذا!”

مع تفكير النبلاء الكلاسيكي، داس يوليوس على مشاعر سوبارو، رافضًا جوهر وجوده. وشعر كل فارس هناك بنفس الطريقة بالضبط.

“ومع ذلك يومًا ما  ستصل كلمات السيدة فيلت إلى الجميع. من واجبي أن أقدم لها دعمي الكامل حتى يأتي ذلك اليوم “.

المرتزق آل  بذراع واحد من عالم آخر.

ورد ميكلوتوف  “لكن السيدة فيلت تحسبك من بين الأشياء التي تنوي تدميرها، أليس كذلك؟”

بمجرد أن قالها ريكرت، صُدم  المسؤولين الآخرين بقوة مماثلة. الوحيد الذي لم يتأثر هو سوبارو، جاهل بالمعرفة العامة في ذلك العالم.

انحنى راينهارد  على ركبة واحدة تجاه ميكلوتوف، ولم يظهر أي علامة على التراجع.

لقد فكر سوبارو منذ فترة طويلة، أنها قد تتألق إذا قام شخص ما بتلميعها. لكن هذا الحجر غير المصقول تم الإعتناء به من خلال قوة عائلة راينهارد، لم يكن متلألئًا فقط.

“بالتأكيد بعد الدمار سيكون هناك تجديد. إذا كانت ستحظى بي، فليس لدي رغبة أكبر من أن أكون بجانبها خلال ذلك الوقت “.

لا شك في أن حماقة الرجل العجوز روم  أدت إلى اكتشافه والقبض عليه. لكن سوبارو هو الذي سبب  هذه النتيجة. عرف سوبارو كم أصبحت فيلت ثمينة  بالنسبة للرجل العجوز روم.  يجب أن يعرف أن روم قد يفقد رأسه إذا حاول اختراق القلعة …

شعرت بحكة  في شعرها وهي تراقب حارسها “إذن في النهاية، من أنت، حليفي أم عدوي هنا؟”

“… ممممم. ولماذا  ذلك؟ ” سأل ميكلوتوف.

“حليفكِ. أنتِ وأنتِ  وحدكِ “.

ثم بعد أن التزم الرجل العجوز بالصمت حتى تلك اللحظة، أطلق صرخة حزينة تردد صداها في جميع أنحاء الغرفة.

“…حسنا إذا. سأستخدمك جيدًا “.

قال فيلت: “إذن ذهب كل هذا بالطريقة التي تريدها، أليس كذلك؟” “لا على الاطلاق. هذا كان مسترشدا بيد القدر “.

بقبولها، أعلن المرشح النهائي للاختيار الملكي  السيدة والتابع.

“أنتم أيها البشر الوضيعون تقولون بعض الأشياء أمام ابنتي.”

غمس ميكلوتوف رأسه وهو يحدق في الصف المتألق من المرشحين الملكيين.

أجاب فيلت، “لدي فكرة جيدة عن سبب قولك لكل هذه الأشياء المحرجة وماذا كنت بعد ذلك – لقد رأيت كيف كرهت التواجد هنا لدرجة أنني لم أستطع تحمل ذلك، أليس كذلك؟ لذلك كنت تعتقد أنك ستعطيني دفعة مفيدة “.

“أخيرًا، تم تجميع جميع المرشحين. أسأل مجلس الحكماء، هل لدينا إجماع؟ ”

حتى الفرسان الذين يأملون في التخلص من الجريمة بدأوا في الشعور بعبوس ضعيف نحو الرجل العجوز.

عندما أغلق ميكلوتوف عينيه، تغير الجو من حوله. حمل صوت الرجل العجوز قوة الإرادة القوية.

رفع راينهارد يده إلى السماء، وأصابعه مستقيمة، مقطوعة في الهواء مثل السكين. كانت معصم الرجل العجوز مقيدة بأصفاد معدنية، لكن يد الفارس قطعت بينهما كما لو كانت من الورق. انزلقت الأغلال، المقطوعة إلى قسمين، كما لو أنها ذابت، وسقطت على الأرض. تردد صدى صوت عال في الغرفة. بالمعنى الحقيقي، أعلن هذا الصوت أن هذه كانت اللحظة التي أصبح فيها الاثنان سيدًا وخادمًا.

“- يا إخوتي، أطلب موافقتكم للإعلان عن أن هذا الاختيار الملكي سيبدأ بالمرشحين الخمسة المجتمعين حتى الآن.”

مع تجاهل إنذاره الأخير، تجلت القوة المتدفقة من روزوال في شكل كرة لهب، ساطعة لدرجة أن نورها أبهر الغرفة بأكملها. كرة النار فوق يد روزوال اشتعلت بشدة مثل شمس مصغرة، لدرجة أن سوبارو، الذي كان واقفاً على بعد مسافة قصيرة  شعر أن جلده بدأ يحترق.

“- بسلطة مجلس الحكماء، أوافق.”

من وجهة نظر إيميليا، انتقلت فيلت من لصة لشعارها إلى منافستها على العرش.

“وأنا.”

كان سلوك فيلت وقحًا حتى النهاية، وتبعها راينهارد. ترك الحكيم المتساهل التناقض يمر دون تعليق، وأجاب بهدوء “مفهوم”، بينما أومأ برأسه. وتابع: “على الرغم من وجود بعض الضجيج الطفيف، إلا أنني أرى أن جميع التصفيات قد انتهت. سيدة فيلت، هل لديكِ أي شيء آخر لتضيفه؟ ”

“أنا أوافق أيضًا.”

“ما الذي تقولِه، فيلت؟ أنا قبلت ذلك. ما قلته صحيح. لا يمكنني العيش بفقدان كبرياءكِ- ”

وافق أعضاء مجلس الحكماء واحدًا تلو الآخر على اقتراح ميكلوتوف بإيماءات رسمية. استمع ميكلوتوف إليهم حتى النهاية، وقام أخيرًا من مقعده، وسار بجانب العرش الفارغ قبل أن يفتح عينيه.

“أنا … ليس لدي أي علاقة بالساحرة …”

“- بعد ذلك، سأعلن عن قواعد الاختيار الملكي!” كروش كارستين، سيدة عائلة كارستين. فارس كروش الأول، الفارس الأزرق، فيليكس أرجيل، المرشحون هم كروش كارستين و بريسكيلا بارييل و اناستاشيا هوشين و إيميليا و فيلت.  هؤلاء الخمسة يحملون المؤهلات ليكونوا عذراء التنين! ”

“توقف عن المزاح. على الأقل  إذا كنت ترغب حقًا في أن تكون فارس السيدة إيميليا المعلن “.

بريسكيلا بارييل، بريسكيلا الأعلى.

دفع كلام  كروش الصارم  أحد أعضاء مجلس الحكماء إلى النهوض، وارتجف جسده  من الغضب.

المرتزق آل  بذراع واحد من عالم آخر.

لقد مرت لحظة بعد أن تأكد أن روزوال سيحرقه حقاً حتى الموت. أعتقد أنه يحمي إيميليا، لكنها وقفت أمامه، والجميع ينظرون بحذر إلى باك، في وضع يسمح له بالدفاع عنها.

“سيكون اليوم قبل شهر واحد من حفل صديقة التنين في ثلاث سنوات، لتجديد الاتفاقية مع التنين!”

واصل روزوال التحدث بنبرته العادية، على ما يبدو لصالح سوبارو.

رئيسة الشركة الشابة من دولة أجنبية، اناستاشيا هوشين. فارس اناستاشيا الأول، خيرة الفرسان، يوليوس ايكوليوس.

“ومع ذلك يومًا ما  ستصل كلمات السيدة فيلت إلى الجميع. من واجبي أن أقدم لها دعمي الكامل حتى يأتي ذلك اليوم “.

“يتم الاختيار وفقًا لتوجيهات التنين عبر إشراق جواهر التنين والإرادة المشتركة لشعب الأمة!”

 

فارس فيلت الأول، راينهارد فان أستريا، قديس السيف.

“نعم، نعم، بالطبع أنت مستاء. أنا أعتذر. أعتذر بشدة. سامحني. آسف. ذنبي.  لكن كل ما قلته هو الحقيقة. ”

“حتى اليوم المحدد، سيعمل جميع المرشحين على العرش لدعم أراضيهم والمملكة إلى أقصى حد ممكن!”

تصرفت الفتاة بأناقة، لكن بريسكيلا تركت بقايا من الانفعالات المحمومة تحوم فوق الغرفة. كان ذلك عندما رفع يوليوس يده إلى  وأرجحها لأسفل. تردد صدى الخشخشة الجافة، مما أدى إلى تغيير لا مفر منه في الغلاف الجوي.

نصف جان ذو شعر فضي، إيميليا، الساحرة المتجمدة.

أيد رجل عجوز أصلع رأي ميكلوتوف “…في الواقع يمكننا أن نقرر ما إذا كانت مناسبة أم لا بناء على ذلك “.

وغابت عن ذلك المكان فارسها المعلن ناتسكي سوبارو  “مع استيفاء الحد الأدنى من الشروط، أعلن بموجب هذا  بدأ الاختيار -! ”

انتشرت الهمهمة الخافتة في القاعة حيث أومأ كبار السن لبعضهم البعض أمام تفوق كروش. على ما يبدو  كان كونها المفضلة في الاختيار الملكي أمرًا يجب قبوله كحقيقة.

ملأت صيحة ميكلوتوف العظيمة الغرفة بحماسة لا تصدق. لم يتكلم أحد، لكنهم جميعًا لم يتمكنوا من احتواء صرخاتهم القلبية.

مثل هذه الكلمات من الاستياء العميق  مرت عبر الغرفة بأكملها.

شعر ميكلوتوف بموجات الإثارة فعدل ظهره وأعلن –

”  بالتأكيد.”

“دع الاختيار الملكي – يبدأ!!”

شاهدت النظرات الباردة من جميع أنحاء الغرفة تهور سوبارو بالازدراء. لكن سوبارو لم يشعر بأي من ذلك.

“أجل، وهكذا  لدي معلومات قد تكون غير معروفة  لولا ذلك. وبناءً على هذا … ”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط