نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

Re:Zero – Starting life in another world 5-4

الفصل الرابع - على شفا الجنون

الفصل الرابع - على شفا الجنون

الفصل الرابع

على شفا الجنون

1

بغض النظر عن مقدار ما تحدثت إليه، ومدى لمسته، ومدى استمرارها عبثًا في محاولاتها، لم يستجب الصبي أبدًا لريم بردود أفعاله المعتادة التي تشبه سوبارو.

– عندما تفرق الظلام واستيقظ، بدأ ضوء الشمس يحرق عينيه.

“انها نحيلة جدا … لكنها في الحقيقة يد صبي.”

“-ما زلت حياً ؟”

كانوا في منتصف الطريق تقريبًا. قد يستغرق الأمر من سبع إلى ثماني ساعات أخرى من السفر.

تدفق الدم الدافئ من خلال أطرافه.

شعرت وكأنها نظرت إلى القمر عدة مرات، فقط لتجد موقعه دون تغيير.

كان الجزء السفلي من جسده الممزق يقف بثبات على الأرض.

“هذا ليس خاصًا بسوبارو كشخص. فيري يكره الأشخاص الذين يفقدون إرادتهم في العيش، سبب نقي وبسيط”.

مباشرة بعد الطرفة الأولى، بدا له أن جميع وظائفه العقلية المفقودة عادت في الحال.

بقدر ما استطاعت أن تقول، فإن المشاكل العقلية التي تسببت في ضحكه ودموعه قد خفت أيضًا. ربما أحدث التغيير في المشهد بعض التغيير الطفيف في قلب سوبارو أيضًا.

بعد إعادة تشغيل دماغه الفورية تضررت دائرة قصيرة في دماغه من الحمل الزائد للمعلومات، مما جعل عينيه تدور حرفيًا.

“عفواً، سوبارو.”

سيطر الطنين الصادر من حوله على عقله….صدر لك الطنين من أصوات الحشود المارة وهم يمارسون حياتهم المعتادة.

“ أتوسل إليك، اترك تلك النكتة السيئة لوقت لاحق. لماذا تسبب الفوضى معي ؟”.

اختلط العديد من الناس على طول الطريق الترابي، ودفنوا مجال رؤيته بالأرواح الحية التي كان يتوق إليها بشدة.

“أنا … مستعدة لذلك.”

وقف سوبارو متجذر في مكانها بينما تفرقت الموجات البشرية من حوله. واشتدت دقات قلبه المتصدع.

توصل حينها سوبارو إلى استنتاج مفاده أن مظهر الرجل كان مطابق بشكل فظيع حقًا لشخص آخر في رأسه. بدا الأمر سرياليًا للغاية.(غير واقعي)

“هااي أنت! هل تستمع؟!”

خفضت كروش عينيها وهزت رأسها.

مع نقره لـ لسانه، وصله صوت خشن آتى من يمينه.

-وحقيقة أنها كانت نصف جان.

أدار سوبارو رأسه ببطء نحو ذلك الصوت ورأى وجهًا صارمًا عابسًا عليه ندبة عمودية.

عدلت ريم عناقها لسوبارو، وشابكت أصابعها بأصابعه.

فرك الرجل الندبة البيضاء بإصبعه.

بعد كل شيء، كان الأمل في المزيد هو مجرد أنانيتها.

“أعطني استراحة يا فتى. لا تحدق في الفضاء هكذا “.

“لا بد لي من العودة بسرعة -!”

“إيه، آه؟”

شككت في أنه كان نوعًا من التداخل السحري، وأصرت بأدب على أن يقوم فيريس بفحص سوبارو.

أدى الرد الخافت للغاية إلى تنهيدة الرجل.

“خلال ساعات العمل تكون مع الأخت، في وقت فراغك، مع السيدة إيميليا … وحتى أنك تقضي بعضًا من وقتك المحدود في مضايقة الآنسة بياتريس … كان علي أن أتحمل كل ذلك.”

“ما هذا الرد الضعيف؟ حسنًا، أيا كان. أكثر أهمية، أحدث شيء ما لك؟ “

خفضت كروش عينيها وهزت رأسها.

مد المتحدث يده وأخذ فاكهة حمراء لامعة وجميلة.

في حالته غير المستقرة تلك، استمر عذاب سوبارو على قدم وساق.

توصل حينها سوبارو إلى استنتاج مفاده أن مظهر الرجل كان مطابق بشكل فظيع حقًا لشخص آخر في رأسه. بدا الأمر سرياليًا للغاية.(غير واقعي)

بناءً على منصبها، اعتقدت أنه من غير المرجح أن تشارك في الأمر على الإطلاق. عند التفكير في دورها الذي تلعبه، قررت أن الخروج عن طريقها لدعم إيميليا تجاوز واجباتها.

ظل سوبارو صامتًا وهو يحدق شارد الذهن في حبة الفاكهة بيد الرجل. كان وعيه الحالي غائب بشدة.

لكن كانت تلك الكلمات لا تزال غير حساسة للغاية.

ومع ذلك، لم يشك الرجل في وجود خطأ ما في سوبارو، وبدلاً من ذلك مال برأسه إلى الأمام وقال،

تابع فيريس

“مرحبًا، كفي عبثا هنا. لقد سألتك عند عدد الذي تريده من تلك الفاكهة؟ لا تجعلني أكرر سؤالي  مجددا”.

“ما هذا الرد الضعيف؟ حسنًا، أيا كان. أكثر أهمية، أحدث شيء ما لك؟ “

مد الرجل يده من فوق المنضدة وأمسك بكتف سوبارو.

ألم يكن ضعفها، ورغبتها في احتكاره، سبب عدم قيامها بذلك؟

ألتصق به تقريبًا، اندفع جسد سوبارو الأعزل للأمام وتحطم على المنضدة.

“لم أكن لأكتشف هذه المشاعر، سواء كانت جيدة أو سيئة، لو لم أكن معك، سوبارو. لهذا السبب كنت أعتقد أن وقتي معك سعيد … وهذا يجعل الأمر صعبًا الآن “.

ترك ذلك الرجل بنظرة مندهشة على وجهه.

كيف سيكون شعور الانزلاق تحت البطانيات إلى جانبه، لمشاركته هذا الدفء ؟

“ماذا تفعل ؟! قف بشكل صحيح. ساقيك متذبذبة، اللعنة … “

أجابت كروش: “كان لدينا صفقة، على الأقل تبادلت الكلمات معه. لا يمكنني أبدًا أن أعامله بطريقة غير مهذبة. أعتقد أن الأمور ستكون صعبة من هنا، ولكن … “

“- ساقي؟”

“ماذا تفعل ؟! قف بشكل صحيح. ساقيك متذبذبة، اللعنة … “

أشار الرجل إلى الجزء السفلي من جسد سوبارو بنظرة غاضبة على وجهه.

عندما نادت ريم على الرجل الأكبر سنًا، رمش وهز رأسه.

“هذان الشيئان المتصلان بوركيك. ماذا ؟ أحلمت أنك قد فقدتهم أو شيء من هذا القبيل؟ “

“عفواً، سوبارو.”

عندما نظر سوبارو إلى أسفل، وجد أنه كان لديه ساقين، ولكنها ساقين ترتجفان رغم ذلك.

“-الساحرة.”

ونظرًا لأنهما كانا غير موثوقين وغير قادرين على دعم جسده، فقد كان يتكئ على رف الفاكهة في الوقت الحالي.

في رأسها، أدركت ريم أن إيميليا نفسها لم ترتكب أي خطأ.

بصوت منزعج قال الرجل

“على الرغم من أنني كنت ألمسه عن كثب حتى وقت قريب… إنه ترف لا يمكنني تحمله.”

“ أتوسل إليك، اترك تلك النكتة السيئة لوقت لاحق. لماذا تسبب الفوضى معي ؟”.

في الحقيقة، بعيدًا عن متناول الكلمات والمجاملات، نقلت كروش لها الدفء الذي لا يمكنها أبدًا العودة إليه. لقد قام أفضل معالج في المملكة بتشخيص حالته، ومع ذلك أعرب رئيس المعسكر السياسي المنافس عن تعاطفه. ما الذي يمكن أن تأمله ريم منهم أكثر من ذلك؟

لكن جسد سوبارو لم يستجب.

إذا كان هذا هو السبب في أنها فشلت في ملاحظة التغيير عاجلاً، فقد كانت غبيًا حقًا.

لم يتم تسجيل الواقع الذي أمامه على أنه حقيقي في عقله.

“أنا لا أمانع. لا يزال الأمر بعيدًا كل البعد عما سأتمكن عادةً من تقديمه، لذلك لا يسعني إلا أن أتمنى أن يلبي هذا العرض المتواضع احتياجاتكم على الرغم من ذلك “.

شعر بالانفصال إلى حد ما، وكأن نوعًا من الخلاف قد نشأ في العلاقة بين جسده وروحه.

“هذان الشيئان المتصلان بوركيك. ماذا ؟ أحلمت أنك قد فقدتهم أو شيء من هذا القبيل؟ “

ما الذي يفعله هنا؟

“عفواً، سوبارو.”

ما الذي حصل له؟

كانت ستعتذر لكل من سوبارو والتنين البري لمرافقتها في هذه الرحلة المتهورة. كانت ستواجههم تمامًا كما واجهت مخاوفها في الليلة السابقة.

شعر وكأن شيئًا قد حدث له، لكن ماذا؟

“لكنك هنا، أيضًا، لذلك ربما لا داعي للقلق بشأن ذلك.”

>-ماذا افعل هنا؟ ماذا؟ ماذا؟ ماذا…؟

لم تكن هناك أي طريقة لكي تختار أن تدير ظهرها لكل شيء.

فجأة، ظهر صوت فتاة في أذنيه.

“ممم؟”

“—سوبارو؟”

كانت أختها الكبيرة لطيفة، لذلك لا شك في أنها ستسامحها.

“-”

واصلت الاعتراف بالأشياء لنفسها بشكل غريب وكأن عدم رده أمر جيد. لم تتوقف كلمات ريم، مع تدفق مشاعر منها لم يكن من الممكن أن تقولها في وجهه.

غير قادر على النطق بكلمة، شعر سوبارو أن عينيه تتسعان عندما رفعه رأسه.

رفعت رأسها بشكل انعكاسي نحو الصوت.

خلف المنضدة، كان هناك شخصية صغيرة تقف بالقرب من ذلك الرجل طويل القامة، الذي ينظف الفاكهة.

“أنا آسفة أننا لم نتمكن من تقديم المساعدة. وبموجب الحق، يجب أن تحصلي على تعويض عن شيء من هذا القبيل … “

كانت ترتدي فستانًا معظمه أسود، مع مئزر أبيض وغطاء رأس أبيض. وقفت منتصبة بقوام صغير وجسم أنيق.

“لا أمانع إذا كنت لا ترغبين في الإجابة. أشعر بالحرج من السؤال “.

ومع ذلك الرجل بينهما، وجهت وجهها الجميل نحو سوبارو.

بعد نظرة كروش، رأت ريم أن عربة كانت تدخل فناء القصر من البوابات الحديدية. وعلى مقعد السائق يجلس رجل مسن مألوف.

كان شعرها الأزرق بطول كتفيها يرفرف في مهب الريح، مما لفت الانتباه إلى صورتها اللطيفة والمنعشة.

حتى روزوال التي رحب بها كضيف عاملها كرئيسة

تشكلت الدموع في عينيه.

على الرغم من أنه كان يستحم في لعنات الوحوش الشيطانية، ويمشي على حبله المشدود بين الحياة والموت، إلا أن سوبارو لم يتخلى عن أحد.

“آاااه؟”

اختلط العديد من الناس على طول الطريق الترابي، ودفنوا مجال رؤيته بالأرواح الحية التي كان يتوق إليها بشدة.

“سوبارو؟”

—وقتها رأت ريم رأس تنين الأرض يطير في الهواء.

تدفقت آهة منه بسبب عدم وضوح مجال رؤيته.

كان سوبارو نائماً بعمق …حدقت ريم في جانب وجهه، ونقلت مشاعرها بفارغ الصبر من خلال اللجام من أجل زيادة السرعة.

فرك كلتا عينيه بجدية، خوفًا من أن تتلاشى الصورة الواضحة والمميزة لتلك الفتاة.

“آاااا؟!

ومع ذلك، نمت أكثر فأكثر واقعية مع ارتفاع صوته.

كانت قدرتها على التحمل الذهني والبدني أقوى بكثير مما كانت عليه يوم مغادرتهم .

وقبل أن يدرك ذلك، فقد دعم المنضدة وسقط في الشارع.

راقب فيريس سيدته بصمت بينما هزت ريم رأسها .

غير قادر على إرسال القوة والإرادة إلى قدميه، رقد هناك وسط المارة، وتدفقت الدموع وهو يلهث بأنفاسًا مفككة.

بذلت ريم قصارى جهدها لتجاهل القلق الخافت المنبعث في عيون الرجل المسن في النهاية.

لا، لم يكن يتنفس …

ارتكبت ريم خطأ في الحكم وخططت للتخلي عن هؤلاء الأطفال، وكان سوبارو هو الذي أنقذهم.

“ها!…ها!….ها!…ها!…..ها!!…ها!…..”

لم يأتِ شيء جيد مع مثل هذا الضباب الأسود.

– لقد كان يضحك.

 

كان بإمكانه أن يدرك أن المزيد والمزيد من الناس كانوا يوجهون أنظارهم إليه.

 

كان شخص ما يراقبه. رآه شخص ما. لم يكن وحده. لم يكن معزولا.

“هذا هو السبب في أنني كنت … سعيدة للغاية لأنني تمكنت من البقاء مع لوحدي في قصر السيدة كروش، على الرغم من أنني كنت أعلم أن لديك الكثير من المخاوف…ولكني آسفة سوبارو. “

من هذا وحده، أدرك أنه أخيرا تم قبوله، حتى أنه كان يرقد هناك في الشارع مثل الدمية ذات الأوتار المقطوعة.

في تلك اللحظة، كانت الأشياء المحبوسة في قلبها تتساقط دفعة واحدة.

وبدلاً من الركض حول المنضدة، قفزت الفتاة من فوقها لتصل إلى جانبه.

تذكرت صوته.

“سوبارو-كن، ما الخطب ؟! هل انت بخير؟… “

لم يكن هذا مثل قمعها الطبيعي لعواطفها. كان الاضطراب الداخلي لريم كبيرا للغاية حتى تحول إلى حزن عميق.

لفت الفتاة ذراعيها حول سوبارو الساقط لتسنده عليه.

تساءلت عما إذا كانت هي نفسها التي تغيرت أم إيميليا؟

ولكن عندما فعلت …

كان الأمر دائمًا على هذا النحو عندما كانت مع سوبارو.

“إيه؟”

كان روزوال قد عهد إلى ريم بهذه الثروة على وجه التحديد لأنه كان يؤمن بولائها. كما أن شخصيتها الدؤوبة لن تسمح لها بخيانة مثل هذه الثقة.

شعرت بهزة مفاجئة، وعناق أشتد على ظهرها بكل قوته.

من هذا وحده، أدرك أنه أخيرا تم قبوله، حتى أنه كان يرقد هناك في الشارع مثل الدمية ذات الأوتار المقطوعة.

قبلت الفتاة ذلك العناق بدهشة.

مشاعرها من استشعار ذلك الدفء، وحقيقة أنه كان في حاجة إليها، قد تم نحتها في قلب ريم.

-كانت أنفاسها قريبة جدا، وكان دفئها مريحًا للغاية حيث قام بدفن أنفه في كتفها وعانقها بقوة.

كانت مهتمة بحالته ومقتنعة بأنه يجب ألا يترك بمفرده.

في حيرة، حاولت أن تقول شيئًا.

“سوبارو-كن، ما الخطب ؟! هل انت بخير؟… “

“إيه … سوبارو؟ أممم … “

قلة قليلة من الكائنات كانت قادرة على الشعور بوجود تلك المادة في المقام الأول. حتى رام لم تستطع التقاط تلك الرائحة بالطريقة التي تستطيع بها ريم.

كل كلمة، كل مقطع لفظي، كل حرف، كل نفس، كان كـ ترنيمة لسوبارو.

“أعتذر. لا يوجد شيء يمكنني القيام به، لكنني على الأقل سأصلي من أجل شفاء السيد سوبارو. آنسة ريم، توخى الحذر أثناء السفر في هذا الطريق “.

عانقها بقوة، ورفضت ذراعيه أن تتركها.

“أووه سيدي، سيدة كروش، يا له من خط مواء … آه، فيري يتهاوى إلى أشلاء.”

كما أن الفتاة لم تحرك حتى بوصة واحدة، قبلت بهدوء العناق، ولم تقم بأي خطوة لإبعاده.

إذا تعذر شفاء شخص ما، فتخلص منه.

دفء جسدها، ودقات قلبها، جعلته يشعر أن الآخرين كانوا على قيد الحياة مثل أي شيء آخر.

“مرحبًا، كفي عبثا هنا. لقد سألتك عند عدد الذي تريده من تلك الفاكهة؟ لا تجعلني أكرر سؤالي  مجددا”.

“ها!…ها!…ها!…ها!”

“لأنني … سأكون بجانبك دائمًا، سوبارو… دائما.”

واستمر ذلك المجنون المسمى ناتسكي  سوبارو في الضحك ببساطة.

بدت رام مستاءة من تمسك روزوال بالتسلسل الهرمي، لكن احترام ريم لمثل هذه الأشياء لم يكن بنفس قوة أختها الكبرى.

 

ألقى فيريس تقييمه الصريح بوجه صارم.

2

ابتسمت ريم قليلا. كانت ممتنة لكلمات كروش المراعية، خاصة في ذلك الوقت، عندما شعرت بأنها مستعدة للانهيار.

جلس فيريس على كرسي مغطى بالجلد، ووضع إصبعه على خده وقال بصوت جاد

>-ماذا افعل هنا؟ ماذا؟ ماذا؟ ماذا…؟

“لأكون صريحًا، لا يسع فيري إلا أن يقول إن كل شيء قد انتهى الآن، مواء …”

“فيري يفهم أنك ستعودين إلى القصر، لكن هل لديك أي أدلة للعلاج؟”

ارتعشت أذنيه، وأعاد شعره الكتاني إلى الوراء وهو يوجه عينيه بعيدًا عن سوبارو، النائم على سرير يبدو أنثويًا ونظر إلى ريم بنظرة شفقة في عينيه. وتابع:

عندما نظرت أمامها، كان كل من كروش و فيريس يقفان هناك بتعبيرات متفاجئة إلى حد ما.

“لا يستطيع فيري سوى شفاء الجروح الجسدية. …المشاكل مع الجسد قابلة للعلاج، سواء كانت في الداخل أو في الخارج … ولكن لا يوجد شيء يمكن أن يفعله فيري للعقل، مواء. “

– نشأت بداخلها فكرة، إغراء إلقاء أي شيء وكل شيء للريح.

بعد اعتذار فيريس عن عجزه، انحنت ريم لإظهار شكرها.

ما الذي فهمه عن الشخص المسمى سوبارو ليحكم أنه ليس لديه أي احتمالات للشفاء؟

“… لا، شكرًا جزيلاً لك على استنفاد كل جهودك.”

لم يظهر أي وحش شيطاني أو طيار ؛ لم تشعر حتى بأي شيء.

لكن بطريقة ما، بدا صوتها خالي من العاطفة.

لم يظهر أي وحش شيطاني أو طيار ؛ لم تشعر حتى بأي شيء.

لم يكن هذا مثل قمعها الطبيعي لعواطفها. كان الاضطراب الداخلي لريم كبيرا للغاية حتى تحول إلى حزن عميق.

مدت ريم يدها، وضربت رأس تنين الأرض وهو ينزل طرف أنفه تجاهها.

أغلق فيريس إحدى عينيه في نظرة مؤلمة.

راقب فيريس سيدته بصمت بينما هزت ريم رأسها .

لم تلاحظ ريم ردة فعله ومالت برأسها بلطف إلى الأمام، وحولت انتباهها إلى سوبارو المستلقى على السرير.

بالنسبة إلى ريم، التي تعلم أن هذا هو الرجل الذي تم منحه من حاكم لوغونيكا لقب “الأزرق”، القدوة والذروة لجميع مستخدمي سحر المياه، فقد كان سلوكه قاسيًا للغاية.

كان سوبارو راقدا على السرير للراحة، لكن هذا لا يعني أنه كان نائما.

“ما هذا الرد الضعيف؟ حسنًا، أيا كان. أكثر أهمية، أحدث شيء ما لك؟ “

كانت كلتا عينيه مفتوحتين على مصراعيهما محدقتان مباشرة في السقف.

ارتعشت أذنيه، وأعاد شعره الكتاني إلى الوراء وهو يوجه عينيه بعيدًا عن سوبارو، النائم على سرير يبدو أنثويًا ونظر إلى ريم بنظرة شفقة في عينيه. وتابع:

من وقت لآخر، كان يضحك بشكل متقطع، كما لو كان يتذكر شيئًا ما، وعندما يمر ذلك، كان يبكي فجأة.

كانت تعتقد أن الأفكار التي ظهرت في رأسها في الليلة السابقة كانت حلمًا سيئًا سببه عقلها الخجول وجسدها المتعب. لقد نسيته تمامًا، لقد كتبه المستقبل المبهج وكأنه لم يكن موجودًا من قبل.

في حالته غير المستقرة تلك، استمر عذاب سوبارو على قدم وساق.

على الرغم من أنه كان لمدة أربعة أيام فقط، يمكن للمرء أن يقول إن تدريب السيف قد أعطى الاثنين علاقة أشبه بـ المعلم والتلميذ.

– حقًا، كان ذلك التغيير في الصبي مفاجئًا.

شعرت أن عملها في القصر مجزي أكثر من ذي قبل. لم تعد تخشى الوقوف إلى جانب أختها، واكتسبت الثقة في الاقتراب أكثر من روزوال وبياتريس.

حتى ذلك الصباح – لا، طوال الوقت الذي كان يسير فيه مع ريم عبر العاصمة الملكية في ذلك الصباح – كان طبيعيا.

لكن بطريقة ما، بدا صوتها خالي من العاطفة.

بالتأكيد وقع الحادث الذي أثر عليه في اليوم السابق، لأن سلوكه وقتها أظهر بعض العلامات على أنه كان متوترًا، لكن سوبارو وقتها كان يسعى جاهدًا كي يتصرف كما كان يفعل عادةً. لذا احترمت رغباته بشدة وسعت لأن تكون قريبة منه دون تغيير سلوكه.

عندما نادت ريم على الرجل الأكبر سنًا، رمش وهز رأسه.

لم تكن لتعتقد أن أي شيء قد حدث يمكن أن يؤدي إلى حالته الحالية.

“لم أكن لأكتشف هذه المشاعر، سواء كانت جيدة أو سيئة، لو لم أكن معك، سوبارو. لهذا السبب كنت أعتقد أن وقتي معك سعيد … وهذا يجعل الأمر صعبًا الآن “.

تأسفت ريم بشكل مؤلم لأن لحظة تغيير سوبارو حدثت فجأة عندما رفعت عينيها عنه. ومع ذلك، كانت هناك في المتجر، تستمع إلى صاحب المتجر وهو يتحدث معه.

كانت لفتة كسولة وغير مألوفة منها. لأنها لن تفعل شيئًا كهذا حيث يمكن للآخرين رؤيته، لكنها لم تكن تشعر بالقلق حيال ذلك في الوقت الحالي.

بفضل جهود ريم الدؤوبة، باع المتجر بضاعته بشكل جيد، وبدا صاحب المتجر، في حالة معنوية عالية جدًا، حتى أنه مال إلى منحهم هدية تذكارية. وظل يسأل عن عدد الفاكهة التي أراد سوبارو أن يأخذها معه، حتى أنها تذكرت إجابته وقتها

 

“كيف سنلتهمهم كلهم؟”

“بدون فهم السبب، سيكون التعامل معه أمرًا صعبًا … يؤسفني أن أزعجك، سيد فيليكس.”

في اللحظة التالية، تغير سلوكه بشكل مفاجئ، وسقط في الشارع.

أعادت ريم شعرها إلى الوراء، الذي ترطب من هواء الصباح الضبابي، ورفعت رأسها برفق.

عندما أسندته ريم، بدا أن الحزن ودموع الفرح اللذان بداخله قد تغلبا عليه لدرجة أنه ظل يضحك ويبكي في وقت واحد.

ما الذي يفعله هنا؟

ونظرا لأنه لم يكن على ما يرام، أعادت ريم سوبارو إلى قصر كروش، متقبلة كل المشاكل التي قد تسببها.

-بالخروج من العاصمة الملكية، كانت الرحلة إلى إقطاعية روزوال هادئة نسبيًا.

شككت في أنه كان نوعًا من التداخل السحري، وأصرت بأدب على أن يقوم فيريس بفحص سوبارو.

لكن كانت تلك الكلمات لا تزال غير حساسة للغاية.

ومع ذلك، ذهب كل ذلك سدى.

“… نعم، يجب علينا التخييم.”

حتى فيريس، المعالج الأكثر قدرة في كل العاصمة الملكية، لم يستطع تحديد سبب تغييره المفاجئ. ….وإذا لم يستطع فيريس فعل أي شيء، فقد يعني ذلك جيدًا أن جمع كل المستخدمين السحريين العظماء في العاصمة الملكية بأكملها لن يكون كافياً لشفائه.

تدفق صوت واضح إلى الغرفة، كسر فجأة الصمت المحرج في الداخل.

حالة سوبارو الحالية لم تكن مرتبطة بالسحر. لأن عقله أصبح فجأة غير متوازن.

“…ماذا تقصد؟”

سأل فيريس

على الرغم من أنها جعلت هذا الرثاء للتخفيف عنها، ولكن فكرت ريم بعمق في أن تصرف سوبارو قد يكون فألًا جيدًا، والخطوة التالية بعد ذلك أن تتصرف بشكل جيد أثناء ركوب عربة التنين.

“فيري لا يريد حقًا أن يسأل، مواء، ولكن ماذا ستفعلين؟”

هذا هو السبب في أن إيميليا ظلت مصدر ازعاج لريم.

“بدون فهم السبب، سيكون التعامل معه أمرًا صعبًا … يؤسفني أن أزعجك، سيد فيليكس.”

“فهمت. هذه بالتأكيد حالة تنذر بالخطر. هل تعرفون السبب؟ “

“ممممم، لا تقلقي. في واقع الأمر، من الأفضل لفيري أن يعالجه الآن بما أنه لا يُحدث ضجة غريبة “.

بناءً على منصبها، اعتقدت أنه من غير المرجح أن تشارك في الأمر على الإطلاق. عند التفكير في دورها الذي تلعبه، قررت أن الخروج عن طريقها لدعم إيميليا تجاوز واجباتها.

كره سوبارو معالجة فيريس وغالبًا ما أعرب عن شكواه.

“خر- خرج من العربة وأنا نائمة ونام بجواري …؟”

في هذه النقطة، يمكن لريم أن تفهم كيف سيكون أسهل علاج سوبارو وهو مستلقي وغائب عن الوعي.

 

لكن كانت تلك الكلمات لا تزال غير حساسة للغاية.

نهضت على قدميها، وتمددت عالياً لأنها شعرت بنسيم الصباح البارد.

تابع فيريس

 

“لكن … ولكن هل من الجيد حقًا مواصلة العلاج هكذا مواء؟”

“هذان الشيئان المتصلان بوركيك. ماذا ؟ أحلمت أنك قد فقدتهم أو شيء من هذا القبيل؟ “

رفعت ريم، التي كانت تنظر الى سوبارو، رأسها وحولت نظرتها نحو فيريس.

لقد تحول حجمه وقوته وحرارته من لحظة إلى أخرى، مما أدى إلى ترسخ جذوره داخل ريم.

“…ماذا تقصد؟”

“إذا لم يعد بإمكانه أن يعيش حياة طبيعية، فإن علاجه لا معنى له، أليس كذلك؟”

“لا تنزعجي من سؤالي، مواء، ولكن العلاج لبوابة سوبارو سيجعل الحياة أسهل بالنسبة له، أليس كذلك؟”

عندما قطعوا التلال ودخلوا الطريق الجبلي، واقتربوا من القصر، زاد هذا الشعور بالضيق.

“أجل.”

ارتكبت ريم خطأ في الحكم وخططت للتخلي عن هؤلاء الأطفال، وكان سوبارو هو الذي أنقذهم.

“إذا لم يعد بإمكانه أن يعيش حياة طبيعية، فإن علاجه لا معنى له، أليس كذلك؟”

أدى الرد الخافت للغاية إلى تنهيدة الرجل.

“- إن سوبارو !!…!”

“بالطبع لا. لا يمكنني أبدًا أن أشكك في قدرتك أو شخصيتك أو ولائك. حتى لو كنت ستمسك خنجرًا أمامي، وعلى استعداد لإيذائي، فإن هذا الفكر ثابت “.

دفعت تلك الملاحظة غير الحساسة “ريم” إلى نسيان مكانة فيريس وجعلتها تصرخ.

مدت ريم يدها، وضربت رأس تنين الأرض وهو ينزل طرف أنفه تجاهها.

ولكن حتى في مواجهة مشاعر الخادمة، لم تتعثر نظرة فيريس المريبة.

وعلى الرغم من أن تصرفات الصبي صاحب أقوى رائحة للساحرة قابلتها على الإطلاق قد أذابت قلبها القاسي وأزاحت تلك التحيزات جانبًا …

“هل تقولين لي ألا أتوقف الآن، مواء؟ هل أنت جادة؟ صحيح أن بعض الأشياء حدثت له، ولكن إذا كان هذا كافيا لتحطيمه، فمن غير المحتمل أن يتعافى على الإطلاق! “

لفت الفتاة ذراعيها حول سوبارو الساقط لتسنده عليه.

نظر فيريس إلى سوبارو باحتقار غير مخفي .

ومع ذلك، لم يكن الأمر غير ذي صلة بحقيقة أن غريزة تنين الأرض أخبرته أن هذا الشيطان يحتل مكانًا أعلى منه في السلسلة الغذائية.

بالنسبة إلى ريم، التي تعلم أن هذا هو الرجل الذي تم منحه من حاكم لوغونيكا لقب “الأزرق”، القدوة والذروة لجميع مستخدمي سحر المياه، فقد كان سلوكه قاسيًا للغاية.

بعد مشاهدة تنفس سوبارو الهادئ ووجهه النائم، خرجت ريم من العربة وشرعت في الوقوف لمراقبة موقع المخيم.

إذا تعذر شفاء شخص ما، فتخلص منه.

“… لقد كنت مهملة للغاية.”

أكان هذا هو حكم المعالج الأول للمملكة؟

“إيه؟”

ما الذي فهمه عن الشخص المسمى سوبارو ليحكم أنه ليس لديه أي احتمالات للشفاء؟

كانت ريم قلقة بشأن الضغط على سوبارو، لكنها ستحتاج أيضًا إلى حمايته بعد عودتهم إلى القصر. لأنه لم يكن من المرجح أن يرحب روزوال والآخرون بهم ترحيبا حارا.

“أوه، يا لها من نظرة… سوبارو رجل محظوظ. لا يعني ذلك أنه أدرك ذلك من قبل “.

“هل تقولين لي ألا أتوقف الآن، مواء؟ هل أنت جادة؟ صحيح أن بعض الأشياء حدثت له، ولكن إذا كان هذا كافيا لتحطيمه، فمن غير المحتمل أن يتعافى على الإطلاق! “

“الوضع الحالي لسوبارو لا علاقة له بالاختيار الملكي. إنه ليس شخصًا سيفقد عقله بسبب إخفاقات طفيفة “.

هناك يوجد سوبارو النائم بتعبير لطيف لدرجة لا يمكن أن تحلم  به.

“صدقي كل ما تريدين. ولكن في ما يتعلق بفري، فإن الحفاظ على سلامته العقلية بعد كل ما حدث يمثل مشكلته الخاصة، مواء!. وإلى جانب ذلك … “

كان من الطبيعي أن تساور كروش شكوك.

 

تحدثت ريم بصوت رقيق، كسر سلسلة الأفكار التي تحولت إلى كراهية الذات.

وضع فيريس جانبًا لهجته المتقلبة وهو ينظر بجمود إلى ريم.

ومع ذلك، ذهب كل ذلك سدى.

“لا تسيئي الفهم. فيري لا يكره سوبارو، لذلك هذا ليس نوع من الحقد الخاص ضده “.

لم يزعج سيدها، روزوال معاملة إيميليا.

“…”

في المقام الأول، كانت إيميليا شخصًا صعبًا جدًا على ريم الاقتراب منه.

“هذا ليس خاصًا بسوبارو كشخص. فيري يكره الأشخاص الذين يفقدون إرادتهم في العيش، سبب نقي وبسيط”.

شعر بالانفصال إلى حد ما، وكأن نوعًا من الخلاف قد نشأ في العلاقة بين جسده وروحه.

أشار فيريس إلى سوبارو، ثم وضع إصبعه على ذقنه.

كانت طريقته في قول ذلك قاسية، لكن هذا ما تعلمه فيريس من مشاهدة الحياة والموت في كل ذلك الوقت. وقد أعلمها ذلك عن وجهات نظره حول الحياة نفسها.

“حتى كشخص مثلي متخصص في التوازن (المقصود علم النفس والتوازن العقلي)، لا توجد طريقة لاستخدام هذه القوة إلى جانب الشفاء. يساعد فيريس جميع أنواع الأشخاص ويومًا بعد يوم ليكونوا في خدمة السيدة كروش. مواء!، الجميع يكافح بجد للعيش، لذا لا يهم الشكر، لكن فيري يكره إضاعة هذه القوة على أي شخص “.

 

“أعتقد أن هذا مثير للإعجاب.”

تابع فيريس  “أنت محظوظة، مواء!. إذا توجهت على طول طريق ليفاس السريع، فيجب عليك العودة إلى القصر قبل الغد. قد يستغرق الأمر نصف يوم من السفر، أكثر أو أقل”.

“شكرًا لك – لكن ليس من الصواب إنقاذ الأشخاص الذين لا يريدون العيش. حتى لو قمت بشفاء الجسد، أليس هذا مجرد إنقاذ حياة غير مستخدمة؟ إذا كان الأمر كذلك، فقومي بإنهائه (قتله) قبل أن يسبب مشاكل للآخرين. حسنًا، في هذه الحالة لديك بالفعل قوي مواء !”.

“لم أكن لأكتشف هذه المشاعر، سواء كانت جيدة أو سيئة، لو لم أكن معك، سوبارو. لهذا السبب كنت أعتقد أن وقتي معك سعيد … وهذا يجعل الأمر صعبًا الآن “.

ألقى فيريس تقييمه الصريح بوجه صارم.

“لقد تحدث فيريس. وإذا لم تكن قوة فيريس كافية، فلا أحد في منزلي قادر على علاج ناتسكي  سوبارو. أنا آسفة لأننا لا نستطيع تقديم أي مساعدة “.

وراء هذا السلوك القاسي، شعرت ريم بصدق فيريس الشديد فيما يتعلق بالعديد من الأرواح التي لا شك في أنه أنقذها.

من وقت لآخر يقول بعض الأسماء. اسمي واسم أختي. و…..”

كانت طريقته في قول ذلك قاسية، لكن هذا ما تعلمه فيريس من مشاهدة الحياة والموت في كل ذلك الوقت. وقد أعلمها ذلك عن وجهات نظره حول الحياة نفسها.

“هاه؟ ماذا؟”

“مع ذلك، سوبارو …”

هذا هو السبب في أن إيميليا ظلت مصدر ازعاج لريم.

نظرت ريم، التي تعرضت للضرب من كلمات فيريس، إلى الصبي بأسف شديد.

كل كلمة، كل مقطع لفظي، كل حرف، كل نفس، كان كـ ترنيمة لسوبارو.

لم يكن سوبارو مدركًا أنه كان موضوع المحادثة حيث ألقى ضحكات خافتة ومتقطعة ومشوهة، كما لو أن سماع هذه الأشياء قد أثار الجروح المتبقية في ذهنه.

منذ اللحظة التي انغمس فيها في حياتها اليومية، خضع عالم ريم لتغييرات كبيرة. عندما يتغير ما تشعر به حيال العالم، يبدو كل شيء مختلفًا، حتى الأسود والأبيض يتفجران بالألوان الزاهية.

في أعماقها، لم تكن ريم تريد شيئًا أكثر من أن تفقد تحكمها بنفسها، وتحتضن سوبارو، وتبكي بصوت عالٍ.

“خلال ساعات العمل تكون مع الأخت، في وقت فراغك، مع السيدة إيميليا … وحتى أنك تقضي بعضًا من وقتك المحدود في مضايقة الآنسة بياتريس … كان علي أن أتحمل كل ذلك.”

لكن هذا من شأنه أن يجلب له العار ويلطخ سمعة الماركيز روزوال المحسن إليها.

استسلمت لضعفها في الفرار من تلك اليد، وأملت أن يتم العفو عن رغبتها الوديعة في لمسه.

أكثر من أي شيء آخر، سيكون ذلك خيانة للمشاعر التي حملتها بنفسها أثناء مراقبته طوال هذا الوقت.

فجأة، ظهر صوت فتاة في أذنيه.

تدفق صوت واضح إلى الغرفة، كسر فجأة الصمت المحرج في الداخل.

اعتذرت كروش، على الرغم من أنها لم تفعل شيئًا خاطئًا، ممل جعل ريم تقوم بانحناء منخفض آخر.

“- فيريس، أعتقد أن وجهة نظرك صارمة للغاية.”

مع هزة من شعرها الأخضر الطويل، انتقلت إلى حافة السرير.

رفعت رأسها بشكل انعكاسي نحو الصوت.

“هل تقولين لي ألا أتوقف الآن، مواء؟ هل أنت جادة؟ صحيح أن بعض الأشياء حدثت له، ولكن إذا كان هذا كافيا لتحطيمه، فمن غير المحتمل أن يتعافى على الإطلاق! “

عندما رأى فيريس الزائر، أشرق تعبيره. بعد كل شيء، كانت عيناه ممتلئتان دائمًا بالتفاني الغيور عندما يحدق بها.

-كانت أنفاسها قريبة جدا، وكان دفئها مريحًا للغاية حيث قام بدفن أنفه في كتفها وعانقها بقوة.

قالت ريم “السيدة كروش”.

“ما هذا الرد الضعيف؟ حسنًا، أيا كان. أكثر أهمية، أحدث شيء ما لك؟ “

“أنا لا أذهب إلى حد القول بأن الضعف جريمة. ومع ذلك، أعتقد أن التغاضي عن هذا الضعف والانغماس فيه مع ترك الوضع دون تصحيح هو أمر بالغ الخطأ”.

“هل حدث شيء ما … لكليكما؟”

عندما خفضت ريم رأسها على عجل عند وصول كروش، قامت الدوقة بفحصها بيدها.

لذا تجاهلت ريم مشاعرها واستجابت لتعليمات إيميليا مثل الإنسان الآلي. إذا لم تطلبها خاصة، فقد تجنبت ريم الاحتكاك بها حتى لا تخرج مشاعرها.

مع هزة من شعرها الأخضر الطويل، انتقلت إلى حافة السرير.

وراء هذا السلوك القاسي، شعرت ريم بصدق فيريس الشديد فيما يتعلق بالعديد من الأرواح التي لا شك في أنه أنقذها.

ضاقت عيناها عندما نظرت إلى سوبارو، الذي كان على وجهه ابتسامة شريرة في ذلك الحين.

“سيدة كروش، هل تشكين في قدرات فيري؟”

“فهمت. هذه بالتأكيد حالة تنذر بالخطر. هل تعرفون السبب؟ “

مدت ريم يدها، وضربت رأس تنين الأرض وهو ينزل طرف أنفه تجاهها.

عند سماع سؤال كروش، رفع فيريس كلتا يديه وأجاب

في هذه النقطة، يمكن لريم أن تفهم كيف سيكون أسهل علاج سوبارو وهو مستلقي وغائب عن الوعي.

“لا. وفقا لريم، فقد سقط فجأة، لذلك فحصه فيري من رأسه إلى أخمص قدميه. ولكن لا توجد علامة على أي تدخل من المانا، مواء “.

“أنا … مستعدة لذلك.”

“هل من الممكن أن تكون هذه لعنة ما؟ من الصعب تخيل ذلك، لكن يمكنني التفكير في شخص سيتخذ إجراءات ضد أولئك الذين لديهم معرفة بالمرشحين الملكيين. أو يمكن للمرء أن يشك في أن هذا عرض للقوة من قبل معسكر آخر. لكن…”

واستمر ذلك المجنون المسمى ناتسكي  سوبارو في الضحك ببساطة.

“لا يوجد احتمال كبير لذلك، أليس كذلك، مواء؟ ليس هناك الكثير من الوقت لإعداد شيء ما، ومن سيلاحق سوبارو في المقام الأول؟ سيعرف أي شخص معني أنه ضعيف، ولا يوجد لأذيته أي قيمة مواء على أي حال، بما في ذلك اللعنات. بجانب ذلك…”

توصل حينها سوبارو إلى استنتاج مفاده أن مظهر الرجل كان مطابق بشكل فظيع حقًا لشخص آخر في رأسه. بدا الأمر سرياليًا للغاية.(غير واقعي)

مع تأخر كلمات فيريس، أمال رأسه وانحنى برفق إلى كروش، التي وقفت هناك وذراعيها مطويتان.

“على الأقل، إذا كان بإمكانه مقابلة السيدة إيميليا …”

“سيدة كروش، هل تشكين في قدرات فيري؟”

مر الوقت، وكانت ريم تعتقد أن علاقتهما الضعيفة ستستمر دون أن تتأثر بالاختيار الملكي.

“بالطبع لا. لا يمكنني أبدًا أن أشكك في قدرتك أو شخصيتك أو ولائك. حتى لو كنت ستمسك خنجرًا أمامي، وعلى استعداد لإيذائي، فإن هذا الفكر ثابت “.

نعم، كانت ريم في بجانبه تمامًا، مما حد من تحركاته، لكنه أمضى معظم الوقت بهدوء في مقعده، وهو يحدق بشرود في الطريق.

“أووه سيدي، سيدة كروش، يا له من خط مواء … آه، فيري يتهاوى إلى أشلاء.”

بعد مشاهدة تنفس سوبارو الهادئ ووجهه النائم، خرجت ريم من العربة وشرعت في الوقوف لمراقبة موقع المخيم.

تركت كروش فيريس يتلوى ويتخبط وحولت نظرتها الثاقبة نحو ريم.

كبتت ريم الأسف في صوتها وأجابت على سؤال فيريس بشعاع أمل واحد.

“لقد تحدث فيريس. وإذا لم تكن قوة فيريس كافية، فلا أحد في منزلي قادر على علاج ناتسكي  سوبارو. أنا آسفة لأننا لا نستطيع تقديم أي مساعدة “.

“لماذا تسعين جاهدة من أجل ناتسكي  سوبارو هكذا؟”

اعتذرت كروش، على الرغم من أنها لم تفعل شيئًا خاطئًا، ممل جعل ريم تقوم بانحناء منخفض آخر.

“إنه … هادئ جدًا …”

“-لا على الاطلاق. تفكيرك العميق يجعلني عاجزة عن الكلام “.

تدفق صوت واضح إلى الغرفة، كسر فجأة الصمت المحرج في الداخل.

في الحقيقة، بعيدًا عن متناول الكلمات والمجاملات، نقلت كروش لها الدفء الذي لا يمكنها أبدًا العودة إليه. لقد قام أفضل معالج في المملكة بتشخيص حالته، ومع ذلك أعرب رئيس المعسكر السياسي المنافس عن تعاطفه. ما الذي يمكن أن تأمله ريم منهم أكثر من ذلك؟

كان الليل قد حل بالفعل على طريق ليفاس السريع.

لم يرتكب كل من كروش و فيريس أي خطأ. علمت ريم ذلك.

“ممم؟”

– بعد كل شيء، كان لديها شكوكها حول كيف انتهى الأمر سوبارو في تلك الحالة.

فجأة، ظهر صوت فتاة في أذنيه.

“-الساحرة.”

نعم، كانت ريم في بجانبه تمامًا، مما حد من تحركاته، لكنه أمضى معظم الوقت بهدوء في مقعده، وهو يحدق بشرود في الطريق.

أصبح الوجود، “ضباب (عفن)” الساحرة الذي يلف جسد سوبارو بالكامل، أكثر كثافة.

 

لم يكن واضحًا ما الذي ربط ذلك الضباب بحالة سوبارو الغير طبيعية، لكنها كانت الحقيقة أنها شعرت بزيادة قوة ذلك الضباب قبل أن ينهار سوبارو بقليل.

إذا كانوا قريبين من القصر، فإن وعيها المشترك مع رام سيبلغ أختها بلا شك بعودتهم.

إذا كان السبب هو “سم الساحرة”، فلا يمكنها انتقاد حكم فيريس بأنه لا يوجد شيء يمكنه فعله.

وعلق قائلاً: “يبدو أنني لم أتقدم خطوة واحدة منذ ذلك الوقت …”

قلة قليلة من الكائنات كانت قادرة على الشعور بوجود تلك المادة في المقام الأول. حتى رام لم تستطع التقاط تلك الرائحة بالطريقة التي تستطيع بها ريم.

“سوبارو؟”

لم يأتِ شيء جيد مع مثل هذا الضباب الأسود.

“لا على الاطلاق. هذه كلمات ضائعة على هذه العظام القديمة. إلى جانب ذلك، أشعر بالعجز. لم يخطر ببالي قط أن أفعل شيئًا قبل حدوث ذلك “.

أولئك الذين خططوا لأمور شريرة كانوا أغنياء بها.

بالتأكيد وقع الحادث الذي أثر عليه في اليوم السابق، لأن سلوكه وقتها أظهر بعض العلامات على أنه كان متوترًا، لكن سوبارو وقتها كان يسعى جاهدًا كي يتصرف كما كان يفعل عادةً. لذا احترمت رغباته بشدة وسعت لأن تكون قريبة منه دون تغيير سلوكه.

جعلها نفورها الفسيولوجي تجاهها-الساحرة- وذكريات الكراهية التي رافقتها، متحيزة بشدة ضد أولئك الذين يحملونها.(رائحة الساحرة)

“أووه سيدي، سيدة كروش، يا له من خط مواء … آه، فيري يتهاوى إلى أشلاء.”

وعلى الرغم من أن تصرفات الصبي صاحب أقوى رائحة للساحرة قابلتها على الإطلاق قد أذابت قلبها القاسي وأزاحت تلك التحيزات جانبًا …

لقد تدفقت تلك المشاعر عليها من أختها عبر الرابط المشترك بينهما.

بالرغم من ذلك.

تشكلت الدموع في عينيه.

أجل، بالرغم من ذلك.

لقد كانت رام.

علمت ريم أنه لا شيء جيد سيأتي من الساحرة.

حالته لم تتحسن.

– عرف الشيطان بداخلها هذا.

حتى أن وضع الحقيقة في الكلمات أصابها بحالة من الذعر.

 

ارتعشت أذنيه، وأعاد شعره الكتاني إلى الوراء وهو يوجه عينيه بعيدًا عن سوبارو، النائم على سرير يبدو أنثويًا ونظر إلى ريم بنظرة شفقة في عينيه. وتابع:

3

شعرت ريم بالإحساس من خلال يدها، وكأن العجلات نفسها تعبر عن حالة قلبها.

انحنت ريم وأعربت عن أعمق امتنانها.

كانت سعيدة لأن اسمها كان من بين من يهمس بهم. من ناحية أخرى، حقيقة أنه لم يرد عندما نادته جعلتها حزينة.

“- لقد مررتم بمشاكل كبيرة بالنسبة لنا. نيابة عن سيدي، أشكركم على كرمكم حتى يومنا هذا “.

“صدقي كل ما تريدين. ولكن في ما يتعلق بفري، فإن الحفاظ على سلامته العقلية بعد كل ما حدث يمثل مشكلته الخاصة، مواء!. وإلى جانب ذلك … “

أمامها وقف كلا من كروش و فيريس.

“إيه … سوبارو؟ أممم … “

كانت ريم والآخرون مجتمعين في قاعة الاستقبال في قصر كروش

 

– بعبارة أخرى، كانت ريم تودعهم.

“ لا يجب أن أضع مشاعري الشخصية في ذلك، ولكن…”

“أنا آسفة أننا لم نتمكن من تقديم المساعدة. وبموجب الحق، يجب أن تحصلي على تعويض عن شيء من هذا القبيل … “

كان يكفي. كان هذا كثير. لم يكن مطلوبًا منه أكثر من ذلك.

عند رؤية عيني كروش تنخفضان قليلاً، رفعت ريم وجهها وأجابت بحزم

إذا تم الشروع في التغيير، فمن المحتمل أن تسير الأمور في اتجاه جيد بعد ذلك.

“لا على الإطلاق. إنهاء طلبنا قبل الانتهاء منه يرجع إلى ظروفنا الخاصة. لقد أعطيتنا أقصى درجات الاعتبار (الاحترام) حتى الآن، سيدة كروش. من الصواب أن ندفع تعويضات كما وعدنا “.

“- فيريس، أعتقد أن وجهة نظرك صارمة للغاية.”

عند تلقي ردها، قدمت كروش اعتذارًا أخيرًا:

لم تفهم ريم حقًا ما إذا كان ذلك مؤهلًا كإجابة أم لا.

“أنا آسفة”.

“ممم؟”

لم تقل شيئا أكثر من ذلك.

كان يكفي. كان هذا كثير. لم يكن مطلوبًا منه أكثر من ذلك.

مع إغلاق شفتي سيدته، تابع فيريس.

على هذا المعدل، كانت الحقائق القاسية البعيدة عن مُثُل سوبارو تنتظره عند عودته إلى القصر.

“صراحة، هذا يترك الأمور نصف منتهية، لكن لا يمكن المساعدة في ذلك، مواء؟ ريم، كوني بصحة جيدة. بالنسبة لسوبارو … أتمنى أن يتعافى قريبًا، ما الذي يجب أن يقوله فيري على الأرجح؟ “

“هذا الدفء، وجودك القريب جدًا … إذا كان لدي ذلك، فهذا يكفي.”

مع إغلاق عين واحدة ورفع إصبع واحد، أشار فيريس إلى أن سوبارو الواقف خلف ريم، متكئا على الباب في حالة من الذهول.

وبدلاً من الركض حول المنضدة، قفزت الفتاة من فوقها لتصل إلى جانبه.

حالته لم تتحسن.

“أنا آسفة. حتى أنني مندهشة إلى حد ما من رد فعلي”.

كانت ردود أفعاله مملة كما كانت من قبل، حيث تقطعت السبل بوعيه في مكان ما بين الحلم والواقع.

كان الليل قد حل بالفعل على طريق ليفاس السريع.

وعلى الرغم من ذلك، فقد تبعهم في كل مكان عندما قادوه من يده مثل الطفل….كان بإمكانه على الأقل التأكد عدم السقوط…على الرغم من أنه لا يزال ينكسر فجأة في نوبات صغيرة من الضحك والدموع من وقت لآخر.

—وقتها رأت ريم رأس تنين الأرض يطير في الهواء.

أجابت ريم:

“- أختي؟”

“كلماتي لا تكفي للاعتذار عن الفظاظة التي تسبب بها أحد أفراد منزلنا. أشكركم من أعماق قلبي على معاملته بإحسان “.

من ناحية أخرى، احمرت خجلاً لأنها أدركت مدى تسامح قلبها فيما يتعلق بسوبارو.

أجابت كروش: “كان لدينا صفقة، على الأقل تبادلت الكلمات معه. لا يمكنني أبدًا أن أعامله بطريقة غير مهذبة. أعتقد أن الأمور ستكون صعبة من هنا، ولكن … “

“لا تنزعجي من سؤالي، مواء، ولكن العلاج لبوابة سوبارو سيجعل الحياة أسهل بالنسبة له، أليس كذلك؟”

نظرت ريم إلى سوبارو الذي يضحك بصوت خافت متقطع، وأمسكت بحافة مئزرها بإصرار.

أعطت ريم كلاهما قوسًا عميقًا أخيرًا قبل أن تقود سوبارو بيده خارج فيلا كروش.

“أنا … مستعدة لذلك.”

مع هزة من شعرها الأخضر الطويل، انتقلت إلى حافة السرير.

تمامًا كما أشارت كروش بحزن، كانت تعلم أن هناك العديد من الصعوبات القادمة. ومع ذلك، عيّنت ريم نفسها لتكون الشخص الذي سيمشي مع سوبارو عبر السراء والضراء.

بالنسبة إلى ريم، التي تعلم أن هذا هو الرجل الذي تم منحه من حاكم لوغونيكا لقب “الأزرق”، القدوة والذروة لجميع مستخدمي سحر المياه، فقد كان سلوكه قاسيًا للغاية.

بعد كل شيء، لم تنس أبدًا ما قاله لها منذ فترة طويلة.

“مع ذلك، سوبارو …”

“دعينا نضحك ونعانق بعضنا البعض ونتحدث عن الغد. لطالما حلمت بالضحك مع شيطان والتحدث عن المستقبل.”

لم تكن هناك تغييرات ملحوظة أثناء الليل.

لقد اعادت تلك اللحظة في رأسها عدة مرات، عشرات المرات، مئات المرات.

4

هذا هو السبب في أنها يمكن أن تعطي سوبارو ما لا يقل عما أعطاه لها. لأن ما حصلت عليه كان ثمينًا للغاية بحيث لا يمكن سداده بأي مبلغ من المال.

كانت تعلم أنها تدفعه بعيدًا جدًا، لكن لم يكن لديها وقت لتجنيبها لتحديد سبب هذا القلق.

خفضت كروش عينيها وهزت رأسها.

كانت طقوسًا صغيرة لنسيان حلم سيئ.

“يؤسفني أنني لم أتمكن من تلبية طلبك.”

أشار الرجل إلى الجزء السفلي من جسد سوبارو بنظرة غاضبة على وجهه.

ابتسمت ريم قليلا. كانت ممتنة لكلمات كروش المراعية، خاصة في ذلك الوقت، عندما شعرت بأنها مستعدة للانهيار.

ومع ذلك، كان الطريق مهجورًا منذ اليوم السابق.

“كل هذا بسبب عيوبنا – على الرغم من أن هذا الفصل قد وصل إلى نهاية مؤسفة، فإنني أصلي من أجل القيام بالعديد من الأشياء العظيمة، الآن وفي المستقبل، سيدة كروش.”

“اااا”

“وأنت أيضًا….أخبري لإيميليا، “دعينا نقاتل من أجل عدم جلب العار لـ أرواحنا.”

كانت ردود أفعاله مملة كما كانت من قبل، حيث تقطعت السبل بوعيه في مكان ما بين الحلم والواقع.

مع هذا التبادل، شعرت ريم بشدة أن واجبها في هذا المكان قد انتهى. تم التخلي عن علاج سوبارو قبل أن ينتهي، ولم تكن قادرة على تنفيذ أمر روزوال السري.

“ربما لم يكن البقاء في العاصمة الملكية هو ما كنت تريده حقًا، ولكن … في الحقيقة، أنا سعيدة بعض الشيء. لا يمكنني أن أكون معك في القصر، بعد كل شيء “.

لا شك في أنها ستُوبَّخ بشدة لرجوعها المفاجئ. ومع ذلك، كان عليها العودة إلى القصر … من أجل سوبارو.

أثناء تفكير ريم، استدار سوبارو بين ذراعيها، حيث بدا أنه يشعر بالقلق أثناء نومه.

“فيري يفهم أنك ستعودين إلى القصر، لكن هل لديك أي أدلة للعلاج؟”

ومع ذلك، شعرت أن هذا الرد أفضل إجابة استطاعت أن تصف ما تشعر به في أعماق قلبها.

كبتت ريم الأسف في صوتها وأجابت على سؤال فيريس بشعاع أمل واحد.

“ماذا تفعل ؟! قف بشكل صحيح. ساقيك متذبذبة، اللعنة … “

“على الأقل، إذا كان بإمكانه مقابلة السيدة إيميليا …”

حتى أن وضع الحقيقة في الكلمات أصابها بحالة من الذعر.

بغض النظر عن مقدار ما تحدثت إليه، ومدى لمسته، ومدى استمرارها عبثًا في محاولاتها، لم يستجب الصبي أبدًا لريم بردود أفعاله المعتادة التي تشبه سوبارو.

“هذا هو السبب في أنني كنت … سعيدة للغاية لأنني تمكنت من البقاء مع لوحدي في قصر السيدة كروش، على الرغم من أنني كنت أعلم أن لديك الكثير من المخاوف…ولكني آسفة سوبارو. “

ولكن حتى في هذه الحالة، في بعض الأحيان قد تتساقط الكلمات الغنية بالمعنى من فم سوبارو.

لم تفهم ريم حقًا ما إذا كان ذلك مؤهلًا كإجابة أم لا.

“أسماء …”

بعد كل شيء، ألمها شعور أنها لم تكن كافية لإنقاذ قلبه وعقله.

“ممم؟”

عندما نادت ريم على الرجل الأكبر سنًا، رمش وهز رأسه.

من وقت لآخر يقول بعض الأسماء. اسمي واسم أختي. و…..”

ظاهريًا، كانت ريم عادة بلا عاطفة، وتسعى دائمًا للحفاظ على هدوئها الداخلي، ولكن عندما كانت هناك حياة على المحك، ستفقد رؤية كل شيء من حولها.

كانت سعيدة لأن اسمها كان من بين من يهمس بهم. من ناحية أخرى، حقيقة أنه لم يرد عندما نادته جعلتها حزينة.

لم تكن لتعتقد أن أي شيء قد حدث يمكن أن يؤدي إلى حالته الحالية.

على الرغم من أن الكثير من سلوكه كان بلا معنى، إلا أن الاسم الذي غمغم به كثيرًا كان …

فجأة، أٍتولت على ريم الرغبة في إلقاء نظرة خاطفة مرة أخرى داخل العربة خلفها، والتي كانت تحميها.

“- السيدة إيميليا. إذا كان قادرًا على مقابلتها، فربما يساعده ذلك بطريقة ما “.

“لم أكن لأكتشف هذه المشاعر، سواء كانت جيدة أو سيئة، لو لم أكن معك، سوبارو. لهذا السبب كنت أعتقد أن وقتي معك سعيد … وهذا يجعل الأمر صعبًا الآن “.

“لكن فيري سمع أنهما افترقا بشكل سيئ للغاية. لم تمر حتى أربعة أيام منذ ذلك الحين ؛ هل هذا الوقت كافي لها لتهدأ ؟ إذا كان بإمكانك الانتظار لفترة أطول قليلاً … آه، ألا يمكنك ذلك حقًا ؟ “

بمعنى آخر، حتى لو اعتدى عليها سوبارو أثناء نومها، فلن تقاومه أبدًا.

“إنني أدرك جيدًا أن السيدة إيميليا لديها فهم ضعيف لقلبها. ومع ذلك، لم يعد هذا شيئًا يمكنني أن أقرره بنفسي. يجب أن أعود واستكمل مهامي….”

“أووه سيدي، سيدة كروش، يا له من خط مواء … آه، فيري يتهاوى إلى أشلاء.”

كانت كلمات ريم، المليئة بالاهتمام بسيدها وسيدتها، بغرض خداع قلبها.

“لقد تحدث فيريس. وإذا لم تكن قوة فيريس كافية، فلا أحد في منزلي قادر على علاج ناتسكي  سوبارو. أنا آسفة لأننا لا نستطيع تقديم أي مساعدة “.

كانت تخفي ما تريده حقًا، وتدفنه تحت واجباتها كخادمة.

ربما كان من الدقة أن نطلق عليها نصف مستيقظة.

بعد كل شيء، ألمها شعور أنها لم تكن كافية لإنقاذ قلبه وعقله.

كانت ستبذل قصارى جهدها.

فجأة، رفعت كروش وجهها وأضاقت عينيها.

“كيف أصف شيء لا شكل له داخل ريم لشخص آخر؟….أفترض أن السبب … سوبارو مميز؟”

“- لقد وصل ويلهيلم.”

“هذا ليس خاصًا بسوبارو كشخص. فيري يكره الأشخاص الذين يفقدون إرادتهم في العيش، سبب نقي وبسيط”.

بعد نظرة كروش، رأت ريم أن عربة كانت تدخل فناء القصر من البوابات الحديدية. وعلى مقعد السائق يجلس رجل مسن مألوف.

حملت ريم الصبي النائم على مقعد السائق مثل العروس في ليلة الزفاف، ووضعته على بطانية داخل العربة.

تابعت كروش  “في الوقت الحالي، هذه هي عربة التنين الوحيدة للمسافات الطويلة التي يستطيع منزلي إقراضها. لا يمكنني الكشف عن التفاصيل، ولكن تم طلب عدد كبير من هذه العربات لمسألة أخرى في وقت متأخر “.

“.شخص مثير للمتاعب ومذهل بشكل لا يصدق”

تابع فيريس  “أنت محظوظة، مواء!. إذا توجهت على طول طريق ليفاس السريع، فيجب عليك العودة إلى القصر قبل الغد. قد يستغرق الأمر نصف يوم من السفر، أكثر أو أقل”.

“انها نحيلة جدا … لكنها في الحقيقة يد صبي.”

اعتقدت ريم، الذي كان يراقب وصول عربة التنين، أن أشعة الشمس في الأعلى كانت مبهرة حقًا.

 

نظرًا لأن الوقت كان حوالي الظهر الآن، فإن السفر الآن يعني العودة إلى القصر في منتصف الليل تقريبًا.

مع يد واحدة احتضنت سوبارو على ركبتيها والأخرى تمسك باللجام، غادروا مرة أخرى.

إذا كانوا قريبين من القصر، فإن وعيها المشترك مع رام سيبلغ أختها بلا شك بعودتهم.

غير قادر على إرسال القوة والإرادة إلى قدميه، رقد هناك وسط المارة، وتدفقت الدموع وهو يلهث بأنفاسًا مفككة.

“شكرا جزيلا لك على لطفك.”

“أصبح  سعيدة عندما تكون على وفاق مع أختي. أعتقد أنه أمر رائع عندما تتحدث إلى السيدة إيميليا بوجهك الأحمر. عندما أراك تمزح مع الآنسة بياتريس، أعتقد أنه لطيف للغاية … لدي تلك الأنواع من المشاعر الدافئة بداخلي أيضًا “.

أجابت كروش، دون أي تلميح واحد من المجاملات الكاذبة

“- السيدة إيميليا. إذا كان قادرًا على مقابلتها، فربما يساعده ذلك بطريقة ما “.

“أنا لا أمانع. لا يزال الأمر بعيدًا كل البعد عما سأتمكن عادةً من تقديمه، لذلك لا يسعني إلا أن أتمنى أن يلبي هذا العرض المتواضع احتياجاتكم على الرغم من ذلك “.

لم تكن لتعتقد أن أي شيء قد حدث يمكن أن يؤدي إلى حالته الحالية.

اعتقدت ريم أن التعرف على كروش كشخص ربما كان أحد الأشياء السعيدة القليلة التي اكتسبتها من الوقت الذي قضته هناك.

ستنجح فقط في نطاق معين، وفقط بشرط أن تكون عقولهم مستيقظة.

“إذن هذه المرة يجب أن …-”

كان الجزء السفلي من جسده الممزق يقف بثبات على الأرض.

بينما كانت ريم تعلن وداعها الأخير، قاطعتها كروش

على هذا المعدل، كانت الحقائق القاسية البعيدة عن مُثُل سوبارو تنتظره عند عودته إلى القصر.

“ريم.”

“هذا هو السبب في أنني كنت … سعيدة للغاية لأنني تمكنت من البقاء مع لوحدي في قصر السيدة كروش، على الرغم من أنني كنت أعلم أن لديك الكثير من المخاوف…ولكني آسفة سوبارو. “

عندما توقفت ريم، رأت ترددًا في عيون كروش لأول مرة.

5

تابعت الدوقة، “هذا غير أنيق للغاية مني … لكن هناك شيء أود أن أسأله.”

لقد نقلوا، بوسائل غير دبلوماسية إلى حد ما، أنهم يرغبون في شفاء سوبارو، لذلك أعطتهم ريم ابتسامة صغيرة غنية بالامتنان.

“هاه؟ ماذا؟”

“-الساحرة.”

“لماذا تسعين جاهدة من أجل ناتسكي  سوبارو هكذا؟”

من ناحية، صُدمت لأنها لم تلاحظه يتحرك.

عند مشاهدة ريم والصبي يتكئ عليها، اختفت العاطفة من عيني كروش الكهرمانية. وتابعت قائلة: “العلاقة بينك وبين ناتسكي  سوبارو ليست نفس علاقة السيد والخادم التي أشاركها أنا وفريس. أنا ببساطة أجد أنه من المقيت الحكم على الرجال والنساء من خلال المظاهر فقط “.

“…ماذا تقصد؟”

“-”

على الرغم من أن هذه الكآبة قد غلفت سوبارو، إلا أن ريم كانت مستعدة لكي تستمع له اذا اخبرها.

مع صمت ريم، انخفضت نبرة صوت كروش، كما لو كانت تعتذر عن افتقارها إلى اللياقة.

علاوة على ذلك، فإن حقيقة قطعه على الفور تعني أنها كانت تتحكم في نفسها حتى لا تلتقطه ريم.

“لا أمانع إذا كنت لا ترغبين في الإجابة. أشعر بالحرج من السؤال “.

 

راقب فيريس سيدته بصمت بينما هزت ريم رأسها .

شدة ريم من عزمها بقوة، وأرجحت بزمام العربة، وبدأ تنين الأرض في الركض على الأرض.

“لا، أنا لا أتردد في الإجابة. أنا ببساطة غير متأكدة من الكلمات التي يجب أن أستخدمها- إنه أمر يصعب شرحه “.

أجابت كروش، دون أي تلميح واحد من المجاملات الكاذبة

عندما كانت على وشك التعبير عما بداخلها بالكلمات، شعرت أنها تتحول إلى شيء آخر تمامًا.

وغالبًا ما كانوا يشغلون أدوارًا حاسمة في حياة البشرية وكانوا محبوبين بسبب شخصياتهم اللطيفة.

كان من الطبيعي أن تساور كروش شكوك.

“مع ذلك، سوبارو …”

ما كان موجودًا داخل ريم لم يظل كما هو لمدة ثانية واحدة.

علمت ريم أن سوبارو الحالي لم يكن شخصيته الطبيعية وأن ما كان يفعله لم يكن من إرادته الفعلية. ومع ذلك، فإن جعله يعتمد عليها بهذه الطريقة جعلها في ذروة الفرح.

لقد تحول حجمه وقوته وحرارته من لحظة إلى أخرى، مما أدى إلى ترسخ جذوره داخل ريم.

ما هو أكثر إحساس سبب لها النار التي اشتعلت في صدرها؟

لم يكن الامر أنها لا تريد أن تقول ذلك. لم تستطع أن تقول ذلك.

لذا تجاهلت ريم مشاعرها واستجابت لتعليمات إيميليا مثل الإنسان الآلي. إذا لم تطلبها خاصة، فقد تجنبت ريم الاحتكاك بها حتى لا تخرج مشاعرها.

“كيف أصف شيء لا شكل له داخل ريم لشخص آخر؟….أفترض أن السبب … سوبارو مميز؟”

ولهذا السبب…

“-”

– بعبارة أخرى، كانت ريم تودعهم.

لم تفهم ريم حقًا ما إذا كان ذلك مؤهلًا كإجابة أم لا.

في العادة، كان التجار المتجولون في طريقهم إلى العاصمة الملكية والفلاحين العائدين بأدوات زراعية جديدة هنا وهناك في جميع أنحاء الطريق السريع.

ومع ذلك، شعرت أن هذا الرد أفضل إجابة استطاعت أن تصف ما تشعر به في أعماق قلبها.

وعلى الرغم من قرارها بعدم تقديم الدعم لها، وجدت نفسها تتبادل الكلمات مع إيميليا في كثير من الأحيان. بعد كل شيء، عرفت أنهما يشتركان في مصلحة مشتركة.

 

تاركين القصر خلفهم، راقبهم الرجل المسن وهم يذهبون.

“.شخص مثير للمتاعب ومذهل بشكل لا يصدق”

 

أجابت كروش: “كان لدينا صفقة، على الأقل تبادلت الكلمات معه. لا يمكنني أبدًا أن أعامله بطريقة غير مهذبة. أعتقد أن الأمور ستكون صعبة من هنا، ولكن … “

“هل حدث شيء ما … لكليكما؟”

علمت ريم أن سوبارو الحالي لم يكن شخصيته الطبيعية وأن ما كان يفعله لم يكن من إرادته الفعلية. ومع ذلك، فإن جعله يعتمد عليها بهذه الطريقة جعلها في ذروة الفرح.

عندما دعمت سوبارو، وضعت يدها على صدرها، وأمالت رأسها لعدم وجود رد فعل.

 

عندما نظرت أمامها، كان كل من كروش و فيريس يقفان هناك بتعبيرات متفاجئة إلى حد ما.

كان سوبارو نائماً بعمق …حدقت ريم في جانب وجهه، ونقلت مشاعرها بفارغ الصبر من خلال اللجام من أجل زيادة السرعة.

كان لدى ريم شعور مزعج أن ردود أفعالهم تشير إلى أنها قالت شيئًا فظًا.

“ كل شيء على ما يرام سوبارو. استرخ واخلد للنوم … “

كان السيد والخادم يتبادلان النظرات، ويومئان لبعضهما البعض.

بعد اعتذار فيريس عن عجزه، انحنت ريم لإظهار شكرها.

“أنا آسفة. حتى أنني مندهشة إلى حد ما من رد فعلي”.

كان شعرها الأزرق بطول كتفيها يرفرف في مهب الريح، مما لفت الانتباه إلى صورتها اللطيفة والمنعشة.

“لا، لا، كان هذا أمر لا مفر منه. حتى أن فيري تفاجأ أيضًا…. لم تكن من طريقة لكي يحدث شيء كتلك المحادثة في القصر الملكي … “

بينما كانت ريم تعلن وداعها الأخير، قاطعتها كروش

لم تفهم ريم حقًا ما قالوه. ومع ذلك، بدت كروش راضية عن ردها حيث قالت:

لم تكن مثل هذه الأفكار المتفائلة مثلها، لكن هذا أيضًا كان بلا شك تأثير الشاب أمام عينيها. وهذا التحول الداخلي كان شيئًا تعتبره ريم عزيزاً جدًا عليها.

“أعتذر عن سؤالي غير المهذب. أنا آسفة جدا – ناتسكي  سوبارو رجل محظوظ “.

ومع ذلك، حتى في تلك الحالة، قام بعمل اراده، حيث خرج من عربة التنين بإرادته الخاصة. .

كانت كروش تبتسم قليلاً.

“اااا”

تابع فيريس بإثارة، “إنه حقًا محظوظ. إذا استعاد حواسه، يجب على فيري أن يضايقه بشأن ذلك، مواء !”.

على الرغم من أن هذه الكآبة قد غلفت سوبارو، إلا أن ريم كانت مستعدة لكي تستمع له اذا اخبرها.

لقد نقلوا، بوسائل غير دبلوماسية إلى حد ما، أنهم يرغبون في شفاء سوبارو، لذلك أعطتهم ريم ابتسامة صغيرة غنية بالامتنان.

“لقد كنت أيضًا خيرًا لنا بشكل استثنائي، سيد ويلهيلم.”

ودعها الاثنان.

 

“كوني بصحة جيدة.”

ومع ذلك، ذهب كل ذلك سدى.

“حظا سعيدا، مواء!”

قالت ريم “السيدة كروش”.

أعطت ريم كلاهما قوسًا عميقًا أخيرًا قبل أن تقود سوبارو بيده خارج فيلا كروش.

“… لا، شكرًا جزيلاً لك على استنفاد كل جهودك.”

ويلهيلم، الذي كان ينتظر عند البوابات، استقبلها بإيماءة وهو يقدم لها زمام العربة.

لم يتم تسجيل الواقع الذي أمامه على أنه حقيقي في عقله.

قبلتهم، وانحنت شكرا للرجل المسن في المقابل.

“لا تنزعجي من سؤالي، مواء، ولكن العلاج لبوابة سوبارو سيجعل الحياة أسهل بالنسبة له، أليس كذلك؟”

“لقد كنت أيضًا خيرًا لنا بشكل استثنائي، سيد ويلهيلم.”

-كانت أنفاسها قريبة جدا، وكان دفئها مريحًا للغاية حيث قام بدفن أنفه في كتفها وعانقها بقوة.

“لا على الاطلاق. هذه كلمات ضائعة على هذه العظام القديمة. إلى جانب ذلك، أشعر بالعجز. لم يخطر ببالي قط أن أفعل شيئًا قبل حدوث ذلك “.

مع هزة من شعرها الأخضر الطويل، انتقلت إلى حافة السرير.

أضاق ويلهيلم عينيه وهو يشاهد سوبارو، وعينيه المليئة بالعواطف المعقدة.

عندما نادت ريم على الرجل الأكبر سنًا، رمش وهز رأسه.

الآن بعد أن فكرت ريم في الأمر، ربما كان الرجل العجوز هو الشخص الوحيد في قصر كروش الذي كان لديه أكبر اتصال مع سوبارو.

كان سوبارو هو من أنقذ ريم من طريق اليأس الخاطئ الذي سارت فيه.

على الرغم من أنه كان لمدة أربعة أيام فقط، يمكن للمرء أن يقول إن تدريب السيف قد أعطى الاثنين علاقة أشبه بـ المعلم والتلميذ.

ركض اهتزاز خافت عبر عربة التنين.

ربما شعر ويلهيلم بالأسف لأنه لم يستطع إنقاذ سوبارو أيضًا.

“لا بد لي من العودة بسرعة -!”

وعلق قائلاً: “يبدو أنني لم أتقدم خطوة واحدة منذ ذلك الوقت …”

“هذا الدفء، وجودك القريب جدًا … إذا كان لدي ذلك، فهذا يكفي.”

غمغم ويلهيلم في نفسه، وعلى ما يبدو كان يحدق في سوبارو كـ شيء بعيد المنال.

قبلتهم، وانحنت شكرا للرجل المسن في المقابل.

“سيد ويلهيلم؟”

دفء جسدها، ودقات قلبها، جعلته يشعر أن الآخرين كانوا على قيد الحياة مثل أي شيء آخر.

عندما نادت ريم على الرجل الأكبر سنًا، رمش وهز رأسه.

الجسد والروح؟

“أعتذر. لا يوجد شيء يمكنني القيام به، لكنني على الأقل سأصلي من أجل شفاء السيد سوبارو. آنسة ريم، توخى الحذر أثناء السفر في هذا الطريق “.

لم يزعج سيدها، روزوال معاملة إيميليا.

بذلت ريم قصارى جهدها لتجاهل القلق الخافت المنبعث في عيون الرجل المسن في النهاية.

بينما كانت عربة التنين تتقدم إلى الأمام، بدا أن سوبارو ينام بشكل سيء، لذلك أراحته ريم فوق ركبتيها، مستخدمة ذراعها الداعمة لمداعبة شعره الأسود عندما أدركت ذلك أخيرًا.

“شكرا جزيلا. كن بصحة جيدة، سيد ويلهيلم “.

على الرغم من أنها جعلت هذا الرثاء للتخفيف عنها، ولكن فكرت ريم بعمق في أن تصرف سوبارو قد يكون فألًا جيدًا، والخطوة التالية بعد ذلك أن تتصرف بشكل جيد أثناء ركوب عربة التنين.

حتى في أفضل الأوقات، كانت ريم أكثر حرجًا من الآخرين. يمكنها فقط أن تمد يدها بكلتا يديها وتفعل شيئًا واحدًا في كل مرة. والآن، قررت فقط ما ستدعمه يديها.

هذا هو السبب في أن إيميليا ظلت مصدر ازعاج لريم.

“سوبارو، بهذه الطريقة”

“بعد ما حدث، لم تتحدث إلي السيدة إيميليا ولا السيد روزوال بالتفصيل حول هذا الموضوع. كان الجوهر هو “سوبارو في القلعة، اذهبي واحضريه، سيكون في رعاية السيدة كروش …” لقد فوجئت حقًا عندما التقيت بك في القلعة بعد ذلك، ولكن رغم ذلك….”.

“آاااا؟!

في الواقع، أمر أيضًا كل من ريم و رام بالاقتراب منها.

دعمت جسده المهتز، ورفعت سوبارو من الخلف وأجلسته في مقعد السائق.

“قد يكون الوضع خانق بعض الشيء، لكن يرجى تحمله.”

أخذت ريم مكانها بجانبه، وقبلت وجود سوبارو فوق المقعد الضيق. جلست بجانبه مباشرة، ولفت ذراعها الأيسر حوله، وتمسك بزمام العربة بقوة بيدها اليمنى.

إذا كان ذلك ممكنًا، فقد أرادت أن يكون كل شخص عزيز عليها في متناول يدها. ساعدها بذل قصارى جهدها من أجل الآخرين على الشعور بقيمة وجودها في أعماقها. لم يكن من قبيل المبالغة القول إنها ولدت ولديها استعداد لأن تكون خادمة.

“قد يكون الوضع خانق بعض الشيء، لكن يرجى تحمله.”

“لم أكن لأكتشف هذه المشاعر، سواء كانت جيدة أو سيئة، لو لم أكن معك، سوبارو. لهذا السبب كنت أعتقد أن وقتي معك سعيد … وهذا يجعل الأمر صعبًا الآن “.

سيتعين عليهم السفر في هذا الموقف لفترة طويلة جدًا.

“ أتوسل إليك، اترك تلك النكتة السيئة لوقت لاحق. لماذا تسبب الفوضى معي ؟”.

كانت ريم قلقة بشأن الضغط على سوبارو، لكنها ستحتاج أيضًا إلى حمايته بعد عودتهم إلى القصر. لأنه لم يكن من المرجح أن يرحب روزوال والآخرون بهم ترحيبا حارا.

مر الوقت، وكانت ريم تعتقد أن علاقتهما الضعيفة ستستمر دون أن تتأثر بالاختيار الملكي.

إذا كان سوبارو بدون حلفاء آخرين، فيجب أن تكون ريم هي الشخص الذي يمكنه الاعتماد عليه.

لا شك في أنها ستُوبَّخ بشدة لرجوعها المفاجئ. ومع ذلك، كان عليها العودة إلى القصر … من أجل سوبارو.

“لأنني … سأكون بجانبك دائمًا، سوبارو… دائما.”

“ريم.”

شدة ريم من عزمها بقوة، وأرجحت بزمام العربة، وبدأ تنين الأرض في الركض على الأرض.

الآن بعد أن فكرت ريم في الأمر، ربما كان الرجل العجوز هو الشخص الوحيد في قصر كروش الذي كان لديه أكبر اتصال مع سوبارو.

تاركين القصر خلفهم، راقبهم الرجل المسن وهم يذهبون.

“إنني أدرك جيدًا أن السيدة إيميليا لديها فهم ضعيف لقلبها. ومع ذلك، لم يعد هذا شيئًا يمكنني أن أقرره بنفسي. يجب أن أعود واستكمل مهامي….”

ببطء، دارت عجلات العربة تدريجيًا بشكل أسرع وأسرع.

ربما كان من الدقة أن نطلق عليها نصف مستيقظة.

شعرت ريم بالإحساس من خلال يدها، وكأن العجلات نفسها تعبر عن حالة قلبها.

– بعبارة أخرى، كانت ريم تودعهم.

 

“هل تقولين لي ألا أتوقف الآن، مواء؟ هل أنت جادة؟ صحيح أن بعض الأشياء حدثت له، ولكن إذا كان هذا كافيا لتحطيمه، فمن غير المحتمل أن يتعافى على الإطلاق! “

4

“انها نحيلة جدا … لكنها في الحقيقة يد صبي.”

-بالخروج من العاصمة الملكية، كانت الرحلة إلى إقطاعية روزوال هادئة نسبيًا.

محاطة بأشخاص ليس لديهم أي فكرة عن فرارهم هناك، يمكنها هي وسوبارو الذي تعافى أن يبدأن  حياة جديدة معًا.

كانت ريم قلقًا بشأن تدهور حالة سوبارو، لكن لحسن الحظ لم يكن هناك ما يقرب من أي علامة على ذلك أثناء وجوده فوق عربة التنين.

4

نعم، كانت ريم في بجانبه تمامًا، مما حد من تحركاته، لكنه أمضى معظم الوقت بهدوء في مقعده، وهو يحدق بشرود في الطريق.

الآن بعد أن فكرت ريم في الأمر، ربما كان الرجل العجوز هو الشخص الوحيد في قصر كروش الذي كان لديه أكبر اتصال مع سوبارو.

بقدر ما استطاعت أن تقول، فإن المشاكل العقلية التي تسببت في ضحكه ودموعه قد خفت أيضًا. ربما أحدث التغيير في المشهد بعض التغيير الطفيف في قلب سوبارو أيضًا.

هناك يوجد سوبارو النائم بتعبير لطيف لدرجة لا يمكن أن تحلم  به.

برز الأمل في صدر ريم أن سوبارو قد يكون قادر على التعافي. ومع ذلك، فإن رائحة الساحرة التي ظلت تدغدغ أنفها قد سكبت دلوا من الماء البارد على توقعات قلبها.

هذا هو السبب في أن الجهد المطلوب لرعاية سوبارو في هذه الحالة لم يكن حقًا صعوبة من وجهة نظرها. في الواقع، كانت ستشعر بالرضا إذا كان سوبارو غير قادر على العيش يومًا بعد يوم بدونها.

“-”

عندما خفضت ريم رأسها على عجل عند وصول كروش، قامت الدوقة بفحصها بيدها.

تدريجيًا، مال رأس سوبارو ليستريح على كتفها مما وضع ابتسامة باهتة على شفتي ريم.

“كل هذا بسبب عيوبنا – على الرغم من أن هذا الفصل قد وصل إلى نهاية مؤسفة، فإنني أصلي من أجل القيام بالعديد من الأشياء العظيمة، الآن وفي المستقبل، سيدة كروش.”

في الحقيقة، كانت سعيدة لأنه كان أعزل، وبلا حراسة، وعهد بجسده بالكامل إليها.

بعد اتخاذ هذا القرار، وجهت ريم تنين الأرض للتوقف.

علمت ريم أن سوبارو الحالي لم يكن شخصيته الطبيعية وأن ما كان يفعله لم يكن من إرادته الفعلية. ومع ذلك، فإن جعله يعتمد عليها بهذه الطريقة جعلها في ذروة الفرح.

قريب بما فيه الكفاية لتشعر بأنفاسه، سحبت ريم جسد سوبارو بشكل أعمق نحوها.

“سوبارو، بهذه الطريقة، أبعد قليلاً.”

– بعد كل شيء، كان لديها شكوكها حول كيف انتهى الأمر سوبارو في تلك الحالة.

“اممم…اا.”

“-”

قريب بما فيه الكفاية لتشعر بأنفاسه، سحبت ريم جسد سوبارو بشكل أعمق نحوها.

ودعها الاثنان.

وعلى قمة مقعد السائق الضيق، انصهر كل منهما في بعضهما البعض بالفعل، لكن ريم اراحت سوبارو على ركبتها اليسرى. وقبضت بيدها اليمنى على اللجام بقوة وهي تثبت جسده في مكانه.

“سيدة كروش، هل تشكين في قدرات فيري؟”

كانت ريم تبذل قصارى جهدها لمنع سوبارو من الوقوع أثناء القيادة. وتركته يشغل معظم مقعد السائق الضيق.

ومع عدم الارتياح، أرجحت ريم اللجام لتحفيز تنين الأرض، الذي كان يركض بالفعل بسرعة يائسة، للإسراع بشكل أسرع.

عندما يصبح تنفس سوبارو مضطربًا، أعطته يدًا مطمئنة ؛ في بعض الأحيان كانت توقف عربة التنين لجعل سوبارو يشرب بعض الماء وتساعده في الضروريات الجسدية.

>الكلمات التي استخدمتها للرد على كروش عندما افترقنا…. أفترض أنها… لأن سوبارو مميز؟ ….أجل. كان هذا كل شيء.<

وضع التحرك بعربة التنين عبئًا لا يستهان به على السائق. ومع إيلاء اهتمام وثيق لأكثر من نصف يوم في كل مرة، سينهار الشخص الطبيعي من الإرهاق قبل انتهاء الرحلة.

“أعتقد أن هذا مثير للإعجاب.”

ومع ذلك، فإن جسد ريم المادي مصنوع من مواد أكثر متانة من جسد الشخص العادي. كانت قدرتها العقلية على التحمل قوية أيضًا، وأكثر من ذلك، حقيقة أن عملها كان من أجل سوبارو كان أفضل سبب لإشعال النار بداخلها.

كان سوبارو هو من أنقذ ريم من طريق اليأس الخاطئ الذي سارت فيه.

“ لا يجب أن أضع مشاعري الشخصية في ذلك، ولكن…”

وضع التحرك بعربة التنين عبئًا لا يستهان به على السائق. ومع إيلاء اهتمام وثيق لأكثر من نصف يوم في كل مرة، سينهار الشخص الطبيعي من الإرهاق قبل انتهاء الرحلة.

سوبارو، الذي احتضنها، لم يرد.

“ها!…ها!….ها!…ها!…..ها!!…ها!…..”

من نظرته، كان لا يزال يحوم بين الحلم والواقع. لذا كانت كلمات ريم موجهة لنفسها أكثر من منه.

حتى في أفضل الأوقات، كانت ريم أكثر حرجًا من الآخرين. يمكنها فقط أن تمد يدها بكلتا يديها وتفعل شيئًا واحدًا في كل مرة. والآن، قررت فقط ما ستدعمه يديها.

“ربما لم يكن البقاء في العاصمة الملكية هو ما كنت تريده حقًا، ولكن … في الحقيقة، أنا سعيدة بعض الشيء. لا يمكنني أن أكون معك في القصر، بعد كل شيء “.

“أسماء …”

في قصر روزوال، كان الوقت الذي يمكن أن تقضيه ريم مع سوبارو كل يوم محدودًا إلى حد ما. بعد كل شيء، كانت يديها ممتلئة بالعمل في القصر بينما كان دائمًا بالخارج مع شخص أو آخر.

5

“خلال ساعات العمل تكون مع الأخت، في وقت فراغك، مع السيدة إيميليا … وحتى أنك تقضي بعضًا من وقتك المحدود في مضايقة الآنسة بياتريس … كان علي أن أتحمل كل ذلك.”

وراء هذا السلوك القاسي، شعرت ريم بصدق فيريس الشديد فيما يتعلق بالعديد من الأرواح التي لا شك في أنه أنقذها.

“اااا”

“آاااه؟”

“كنت دائما مشغولا جدا. لم يكن لديك وقت للوقوف بلا حراك … في القصر، لقد عملت لأجل القرويين ولأجلي … في العاصمة الملكية للسيدة إيميليا … دائمًا ما كنت مشغول جدًا. “

لم تتخذ أي إجراءات خاصة لتجنب المزارع، لكنها لم ترَ رجلاً أو طفلاً واحداً.

بقدر ما تعرف ريم، كان سوبارو يعمل دائمًا ويعمل، ولم يتوقف أبدًا.

انحنت ريم وأعربت عن أعمق امتنانها.

ربما كان لشخص آخر، ربما كان لنفسه ؛ لم يكن هناك سبب واحد. لكن رؤية سوبارو يجري جيئة وذهابا بهذا الشكل وضع عاطفة واحدة في قلب ريم.

وقبل أن يدرك ذلك، فقد دعم المنضدة وسقط في الشارع.

“هذا هو السبب في أنني كنت … سعيدة للغاية لأنني تمكنت من البقاء مع لوحدي في قصر السيدة كروش، على الرغم من أنني كنت أعلم أن لديك الكثير من المخاوف…ولكني آسفة سوبارو. “

لم تكن مثل هذه الأفكار المتفائلة مثلها، لكن هذا أيضًا كان بلا شك تأثير الشاب أمام عينيها. وهذا التحول الداخلي كان شيئًا تعتبره ريم عزيزاً جدًا عليها.

همم سوبارو متجهما بينما اعتذرت ريم بابتسامة خافتة.

رفعت ريم، التي كانت تنظر الى سوبارو، رأسها وحولت نظرتها نحو فيريس.

كانت تداعب جبهته بهدوء اثناء غمغمته وتنهدت قليلاً.

لا شيء يمكن أن يجعلها تنسى الصدمة التي تعرضت لها صدرها عندما رأت حالة سوبارو في غرفة الانتظار بالقلعة.

“على الرغم من أنني سمعت أن لديك جدالًا مع السيدة إيميليا. ولكني آسفة سوبارو. “

“.شخص مثير للمتاعب ومذهل بشكل لا يصدق”

اعتذرت مرة أخرى.

نظر فيريس إلى سوبارو باحتقار غير مخفي .

كانت تفكر في يوم اجتماع الاختيار الملكي في القصر. لم تكن ريم موجودة بالفعل، لذلك لم تكن تعرف بالضبط ما قاله سوبارو وإيميليا لبعضهما البعض عندما تتمزق علاقتهما.

“-”

“بعد ما حدث، لم تتحدث إلي السيدة إيميليا ولا السيد روزوال بالتفصيل حول هذا الموضوع. كان الجوهر هو “سوبارو في القلعة، اذهبي واحضريه، سيكون في رعاية السيدة كروش …” لقد فوجئت حقًا عندما التقيت بك في القلعة بعد ذلك، ولكن رغم ذلك….”.

أكثر من أي شيء آخر، سيكون ذلك خيانة للمشاعر التي حملتها بنفسها أثناء مراقبته طوال هذا الوقت.

لا شيء يمكن أن يجعلها تنسى الصدمة التي تعرضت لها صدرها عندما رأت حالة سوبارو في غرفة الانتظار بالقلعة.

وفجأة، أدت الأفكار التي لم تكن تخصها إلى غرق عقلها في حالة من الفوضى.

كانت مهتمة بحالته ومقتنعة بأنه يجب ألا يترك بمفرده.

“مرحبًا، كفي عبثا هنا. لقد سألتك عند عدد الذي تريده من تلك الفاكهة؟ لا تجعلني أكرر سؤالي  مجددا”.

“لهذا السبب سأبقى بجانبك بقدر ما أستطيع، سوبارو. لكن نصف بقائي سيكون بدافع القلق، والنصف الآخر سيكون من أجلي … وجودي حولك يجعلني فتاة شقية، سوبارو. “

إذا غادروا في صباح اليوم التالي مع شروق الشمس، فمن المؤكد أنهم سيعودون إلى القصر قبل الظهيرة.

على الرغم من أنه كان يجب أن تعتني به وقتها، إلا أنها اكتشفت فرحتها الخاصة هناك.

“لا، لا، كان هذا أمر لا مفر منه. حتى أن فيري تفاجأ أيضًا…. لم تكن من طريقة لكي يحدث شيء كتلك المحادثة في القصر الملكي … “

كان الأمر دائمًا على هذا النحو عندما كانت مع سوبارو.

وفجأة، أدت الأفكار التي لم تكن تخصها إلى غرق عقلها في حالة من الفوضى.

لطالما اكتشفت أجزاء من نفسها لم تكن تعلم بوجودها. عدت ريم على أصابعها الأشياء التي أصبحت تدركها عن نفسها القديمة.

كان عليها أن تأخذ توبيخها دون كلمة واحدة من الشكوى. ومع ذلك، كان عليها على الأقل العمل لمنع إصابة سوبارو أثناء هذه العملية.

“لقد اكتشفت الكثير من الأشياء غير السارة في نفسي. اكتشفت أنني أشعر بالوحدة عندما تتماشى جيدًا مع أختي، أشعر بالانزعاج عندما تتحدث إلى السيدة إيميليا بوجه محمر، وأعتقد أن الأمر غير عادل عندما أراك تمزح مع الآنسة بياتريس “.

عندما يصبح تنفس سوبارو مضطربًا، أعطته يدًا مطمئنة ؛ في بعض الأحيان كانت توقف عربة التنين لجعل سوبارو يشرب بعض الماء وتساعده في الضروريات الجسدية.

 

كانت لفتة كسولة وغير مألوفة منها. لأنها لن تفعل شيئًا كهذا حيث يمكن للآخرين رؤيته، لكنها لم تكن تشعر بالقلق حيال ذلك في الوقت الحالي.

كانت ريم تبذل قصارى جهدها لمنع سوبارو من الوقوع أثناء القيادة. وتركته يشغل معظم مقعد السائق الضيق.

 

وعلى الرغم من قرارها بعدم تقديم الدعم لها، وجدت نفسها تتبادل الكلمات مع إيميليا في كثير من الأحيان. بعد كل شيء، عرفت أنهما يشتركان في مصلحة مشتركة.

لكن نفسها الحالية لم تكتشف هذه الأشياء السيئة فقط بأي مقياس طبيعي.

بالاعتماد فقط على ضوء القمر، كانت الحدود بين الحلم والواقع غير واضحة. انتقلت أفكارها من مكان إلى آخر بمحض إرادتها.

“أصبح  سعيدة عندما تكون على وفاق مع أختي. أعتقد أنه أمر رائع عندما تتحدث إلى السيدة إيميليا بوجهك الأحمر. عندما أراك تمزح مع الآنسة بياتريس، أعتقد أنه لطيف للغاية … لدي تلك الأنواع من المشاعر الدافئة بداخلي أيضًا “.

ولكن حتى في مواجهة مشاعر الخادمة، لم تتعثر نظرة فيريس المريبة.

واصلت الاعتراف بالأشياء لنفسها بشكل غريب وكأن عدم رده أمر جيد. لم تتوقف كلمات ريم، مع تدفق مشاعر منها لم يكن من الممكن أن تقولها في وجهه.

منذ اللحظة التي انغمس فيها في حياتها اليومية، خضع عالم ريم لتغييرات كبيرة. عندما يتغير ما تشعر به حيال العالم، يبدو كل شيء مختلفًا، حتى الأسود والأبيض يتفجران بالألوان الزاهية.

في تلك اللحظة، كانت الأشياء المحبوسة في قلبها تتساقط دفعة واحدة.

– عرف الشيطان بداخلها هذا.

“لم أكن لأكتشف هذه المشاعر، سواء كانت جيدة أو سيئة، لو لم أكن معك، سوبارو. لهذا السبب كنت أعتقد أن وقتي معك سعيد … وهذا يجعل الأمر صعبًا الآن “.

“كنت دائما مشغولا جدا. لم يكن لديك وقت للوقوف بلا حراك … في القصر، لقد عملت لأجل القرويين ولأجلي … في العاصمة الملكية للسيدة إيميليا … دائمًا ما كنت مشغول جدًا. “

بعد أن عبرت عن تلك الأفكار الدافئة، عضت ريم شفتها، وخفضت رأسها.

“لكنك هنا، أيضًا، لذلك ربما لا داعي للقلق بشأن ذلك.”

على الرغم من أن هذه الكآبة قد غلفت سوبارو، إلا أن ريم كانت مستعدة لكي تستمع له اذا اخبرها.

فرك الرجل الندبة البيضاء بإصبعه.

ألم يؤد موقفها السلبي إلى الوضع الحالي؟

سيتعين عليهم السفر في هذا الموقف لفترة طويلة جدًا.

إذا كانا قريبين جدًا، ألا يجب أن تسأل سوبارو عن مخاوفه؟

“أصبح  سعيدة عندما تكون على وفاق مع أختي. أعتقد أنه أمر رائع عندما تتحدث إلى السيدة إيميليا بوجهك الأحمر. عندما أراك تمزح مع الآنسة بياتريس، أعتقد أنه لطيف للغاية … لدي تلك الأنواع من المشاعر الدافئة بداخلي أيضًا “.

ألم يكن ضعفها، ورغبتها في احتكاره، سبب عدم قيامها بذلك؟

كانت مهتمة بحالته ومقتنعة بأنه يجب ألا يترك بمفرده.

أثناء تفكير ريم، استدار سوبارو بين ذراعيها، حيث بدا أنه يشعر بالقلق أثناء نومه.

“أووه سيدي، سيدة كروش، يا له من خط مواء … آه، فيري يتهاوى إلى أشلاء.”

“ كل شيء على ما يرام سوبارو. استرخ واخلد للنوم … “

مع يد واحدة احتضنت سوبارو على ركبتيها والأخرى تمسك باللجام، غادروا مرة أخرى.

تحدثت ريم بصوت رقيق، كسر سلسلة الأفكار التي تحولت إلى كراهية الذات.

بذلت ريم قصارى جهدها لتجاهل القلق الخافت المنبعث في عيون الرجل المسن في النهاية.

لقد أدت المسيرة القسرية بالفعل إلى إحداث ضغط كبير على جسده.

وقبل أن يدرك ذلك، فقد دعم المنضدة وسقط في الشارع.

كانت تنوي القيادة طوال الليل للوصول إلى القصر، ولكن بدا من الأفضل أن تخيم في مكان ما لفترة قصيرة. ونظرًا لأنه سيكون منتصف الليل بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات أخرى، فإن هذه السرعة ستجعلهم يصلون إلى القصر قبل بزوغ الفجر.

شعرت ريم بالإحساس من خلال يدها، وكأن العجلات نفسها تعبر عن حالة قلبها.

“في هذه الحالة، سيكون من الصعب نقل الاخبار إلى الأخت من خلال اتصالنا العقلي …”

أجابت ريم:

ستنجح فقط في نطاق معين، وفقط بشرط أن تكون عقولهم مستيقظة.

الفصل الرابع على شفا الجنون 1

كانت حدود المدى وقوة الإرادة صارمة بشكل خاص عندما كان ريم ترسل شيئا إلى رام.

“اممم…اا.”

لم يكن من الممكن الاتصال بـ رام في النطاق الحالي، وحتى لو لم يكن النطاق مشكلة، فسيكون قريبًا في وقت متأخر من الليل.

من ناحية، صُدمت لأنها لم تلاحظه يتحرك.

“… نعم، يجب علينا التخييم.”

أولئك الذين خططوا لأمور شريرة كانوا أغنياء بها.

 

“هذا ليس خاصًا بسوبارو كشخص. فيري يكره الأشخاص الذين يفقدون إرادتهم في العيش، سبب نقي وبسيط”.

بعد اتخاذ هذا القرار، وجهت ريم تنين الأرض للتوقف.

بناءً على منصبها، اعتقدت أنه من غير المرجح أن تشارك في الأمر على الإطلاق. عند التفكير في دورها الذي تلعبه، قررت أن الخروج عن طريقها لدعم إيميليا تجاوز واجباتها.

توقف المخلوق بلطف، وتنفس من خلال أنفه وهو ينظر إلى ريم.

“لا تنزعجي من سؤالي، مواء، ولكن العلاج لبوابة سوبارو سيجعل الحياة أسهل بالنسبة له، أليس كذلك؟”

تركت سوبارو في مقعد السائق، وقفزت على الأرض لتأكيد أن المنطقة كانت آمنة.

عندما توقفت ريم، رأت ترددًا في عيون كروش لأول مرة.

كان الليل قد حل بالفعل على طريق ليفاس السريع.

كان الأمر دائمًا على هذا النحو عندما كانت مع سوبارو.

للإضاءة، لم يكن لدى ريم سوى ضوء القمر وكريستالة لاجميت (كريستالة ضوئية) متصلة بعربة التنين للاعتماد عليها.

كانت كروش تبتسم قليلاً.

لحسن الحظ، كان هناك القليل من الغطاء السحابي في تلك الليلة، لذلك كان ضوء القمر يسمح بالرؤية. ربما كانت هناك فرصة ضئيلة للهجوم من قبل نوع من رجال الطرق.

لكن جسد سوبارو لم يستجب.

“عفواً، سوبارو.”

الشخص الوحيد الموجود بالجوار كان سوبارو، الذي ينام بهدوء بجانبها-

حملت ريم الصبي النائم على مقعد السائق مثل العروس في ليلة الزفاف، ووضعته على بطانية داخل العربة.

الآن بعد أن أصبحت مرشحة للاختيار الملكي.

بعد مشاهدة تنفس سوبارو الهادئ ووجهه النائم، خرجت ريم من العربة وشرعت في الوقوف لمراقبة موقع المخيم.

“سوبارو-كن، ما الخطب ؟! هل انت بخير؟… “

كان لديها القليل من القلق بشأن قطاع الطرق، ولكن من المعروف أن أكثر من عدد قليل من مجموعات الكلاب البرية والوحوش الشيطانية تجوب الطريق السريع في الليل.

– كانت ستعطيه كل ما لديها.

عرفت ريم أن الحيوانات البرية والوحوش الشيطانية المتعطشة لمذاق اللحم والدم كانت أخطر بكثير من البشر.

كبتت ريم الأسف في صوتها وأجابت على سؤال فيريس بشعاع أمل واحد.

“لكنك هنا، أيضًا، لذلك ربما لا داعي للقلق بشأن ذلك.”

“- ساقي؟”

مدت ريم يدها، وضربت رأس تنين الأرض وهو ينزل طرف أنفه تجاهها.

كانت حدود المدى وقوة الإرادة صارمة بشكل خاص عندما كان ريم ترسل شيئا إلى رام.

كان هذا هو المخلوق الحكيم الذي تمسك بها طوال المسيرة الإجبارية المتهورة.

كان الليل قد حل بالفعل على طريق ليفاس السريع.

على الرغم من أنه وريم كانا معارف لأول مرة، إلا أنه لم يُظهر أي علامة على التمرد على أوامرها. تخيلت أنه يجب الثناء على عائلة الدوقة لتدريبها هذا الوحوش المطيع.

مع صمت ريم، انخفضت نبرة صوت كروش، كما لو كانت تعتذر عن افتقارها إلى اللياقة.

ومع ذلك، لم يكن الأمر غير ذي صلة بحقيقة أن غريزة تنين الأرض أخبرته أن هذا الشيطان يحتل مكانًا أعلى منه في السلسلة الغذائية.

على الرغم من أن الكثير من سلوكه كان بلا معنى، إلا أن الاسم الذي غمغم به كثيرًا كان …

من بين الأنواع المختلفة من التنانين، كانت تنانين الأرض بارزة لعلاقاتها الودية مع سباقات البشر.

مع صمت ريم، انخفضت نبرة صوت كروش، كما لو كانت تعتذر عن افتقارها إلى اللياقة.

وغالبًا ما كانوا يشغلون أدوارًا حاسمة في حياة البشرية وكانوا محبوبين بسبب شخصياتهم اللطيفة.

مع يد واحدة احتضنت سوبارو على ركبتيها والأخرى تمسك باللجام، غادروا مرة أخرى.

تطلبت التنانين الطائرة والتنانين المائية تدريبًا خاصًا، وكان للكثير منهم مزاجًا سيئًا. بفضل ذلك، كان لديهم مكان ضئيل نسبيًا في الحياة اليومية للبشر.

أعادت ريم شعرها إلى الوراء، الذي ترطب من هواء الصباح الضبابي، ورفعت رأسها برفق.

على أي حال، كانت تنانين الأرض معروفة جيدًا بين أنواع التنين باللطف والألفة مع الناس، ولكن كنوع، رسموا الخط عندما يتعلق الأمر بجميع الوحوش الأخرى.

 

لم يكن هناك تقريبًا أي حيوانات برية جاهلة لدرجة أنها ستهاجم عن طيب خاطر تنينًا بريًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنانين الأرض نفسها تمتلك أنفًا حادًا بشكل غير عادي لأي نوع من الخطر.

“لكن فيري سمع أنهما افترقا بشكل سيئ للغاية. لم تمر حتى أربعة أيام منذ ذلك الحين ؛ هل هذا الوقت كافي لها لتهدأ ؟ إذا كان بإمكانك الانتظار لفترة أطول قليلاً … آه، ألا يمكنك ذلك حقًا ؟ “

لا شيء أقل من مجموعة كبيرة من رجال الطرق السريعة أو مجموعة كبيرة بشكل خاص من الوحوش الشيطانية ستهاجمهم، ويمكن لتنانين الأرض أن تشم مثل هذا التجمع الضخم قبل وصوله. كان هذا هو السبب الأكبر في أنها كانت كنوزًا ثمينة للتجار وغيرهم من المسافرين.

إذا كان سوبارو بدون حلفاء آخرين، فيجب أن تكون ريم هي الشخص الذي يمكنه الاعتماد عليه.

همست ريم باتجاه عربة التنين  “استرح جيدًا، سوبارو.”

 

واصلت مداعبة الوحش القريب وهي جالسة على الأرض. وبينما فعلت، اتكأت على جلده القاسي، وغطت نفسها ببطانية، ولفتت انتباهها إلى المنطقة المحيطة.

“على الرغم من أنني سمعت أن لديك جدالًا مع السيدة إيميليا. ولكني آسفة سوبارو. “

إذا غادروا في صباح اليوم التالي مع شروق الشمس، فمن المؤكد أنهم سيعودون إلى القصر قبل الظهيرة.

إذا غادروا في صباح اليوم التالي مع شروق الشمس، فمن المؤكد أنهم سيعودون إلى القصر قبل الظهيرة.

ستعود دون أن تحقق مهمتها.

عند سماع سؤال كروش، رفع فيريس كلتا يديه وأجاب

كان عليها أن تأخذ توبيخها دون كلمة واحدة من الشكوى. ومع ذلك، كان عليها على الأقل العمل لمنع إصابة سوبارو أثناء هذه العملية.

“سوبارو، بهذه الطريقة”

“ولإعادته إلى نفسه القديمة…”

بدا أن الوقت يتدفق ببطء.

بالتأكيد فقط إيميليا يمكنها فعل ذلك. لم يسع ريم إلا أن تغضب من ذلك.

– سوبارو.

في المقام الأول، كانت إيميليا شخصًا صعبًا جدًا على ريم الاقتراب منه.

وكل ما قيل، يبدو أن ريم قد استنفذت إلى حد ما أيضًا. ولأنها متأكدة من سلامتها النسبية، سعى جسدها جاهدًا للتعافي عندما كانت شبه مستيقظة.

حتى روزوال التي رحب بها كضيف عاملها كرئيسة

“هل تقولين لي ألا أتوقف الآن، مواء؟ هل أنت جادة؟ صحيح أن بعض الأشياء حدثت له، ولكن إذا كان هذا كافيا لتحطيمه، فمن غير المحتمل أن يتعافى على الإطلاق! “

الآن بعد أن أصبحت مرشحة للاختيار الملكي.

تدريجيًا، مال رأس سوبارو ليستريح على كتفها مما وضع ابتسامة باهتة على شفتي ريم.

في الواقع، أمر أيضًا كل من ريم و رام بالاقتراب منها.

قبلت الفتاة ذلك العناق بدهشة.

لم يزعج سيدها، روزوال معاملة إيميليا.

ومع ذلك، لم يكن الأمر غير ذي صلة بحقيقة أن غريزة تنين الأرض أخبرته أن هذا الشيطان يحتل مكانًا أعلى منه في السلسلة الغذائية.

بدت رام مستاءة من تمسك روزوال بالتسلسل الهرمي، لكن احترام ريم لمثل هذه الأشياء لم يكن بنفس قوة أختها الكبرى.

“كلماتي لا تكفي للاعتذار عن الفظاظة التي تسبب بها أحد أفراد منزلنا. أشكركم من أعماق قلبي على معاملته بإحسان “.

بالطبع، لم تكن رام غبية لدرجة أنها أعربت عن رأيها علانية في هذا الشأن. ومع ذلك، كثيرًا ما تلقت ريم تلميحات من عدم الرضا العميق من خلال تخاطرهم، في حين أنها عادة ما تشعر بالقليل جدًا.

لم يصدر سوبارو أي رد باستثناء الضحك أو البكاء.

المشاعر المعقدة التي شعرت بها ريم تجاه إيميليا لا علاقة لها بروزوال. كان الأمر فظًا بشكل رهيب، لكن أفكار ريم المتضاربة تجاه إيميليا كانت نتاج ظروف ولادتها

كما أن الفتاة لم تحرك حتى بوصة واحدة، قبلت بهدوء العناق، ولم تقم بأي خطوة لإبعاده.

-وحقيقة أنها كانت نصف جان.

ونظرًا لأنهما كانا غير موثوقين وغير قادرين على دعم جسده، فقد كان يتكئ على رف الفاكهة في الوقت الحالي.

بعبارة أخرى، لأنها كانت نصف شيطان.

لا، لم يكن يتنفس …

في رأسها، أدركت ريم أن إيميليا نفسها لم ترتكب أي خطأ.

كانت الأخت وريم نصفين من شيء واحد.

ومع ذلك، فإن الجزء العاطفي من نفسها لا يمكن أن يتقبلها.

“أنا … مستعدة لذلك.”

لم تكن إيميليا مخطئة. ومع ذلك، فقد أثر أنصاف الشياطين على حياة ريم، وكان تأثيرهم أكبر من أن يتم استبعاده بسهولة.

تابع فيريس بإثارة، “إنه حقًا محظوظ. إذا استعاد حواسه، يجب على فيري أن يضايقه بشأن ذلك، مواء !”.

ما زالت تتذكر كيف قضت طائفة الساحرة على مسقط رأسها.

– عرف الشيطان بداخلها هذا.

هذه الحقيقة أثرت بشكل رهيب في قلب ريم.

“آاااه؟”

ونتيجة لذلك، فقد حافظت بحزم على مكانتها كـ “الضيف والخادم” فيما يتعلق بإيميليا.

لحسن الحظ، كان هناك القليل من الغطاء السحابي في تلك الليلة، لذلك كان ضوء القمر يسمح بالرؤية. ربما كانت هناك فرصة ضئيلة للهجوم من قبل نوع من رجال الطرق.

لذا تجاهلت ريم مشاعرها واستجابت لتعليمات إيميليا مثل الإنسان الآلي. إذا لم تطلبها خاصة، فقد تجنبت ريم الاحتكاك بها حتى لا تخرج مشاعرها.

>الكلمات التي استخدمتها للرد على كروش عندما افترقنا…. أفترض أنها… لأن سوبارو مميز؟ ….أجل. كان هذا كل شيء.<

كانت علاقتهم الضمنية هي عدم مواجهة الآخر عن طريق الاختيار، سواء كانت نواياهم جيدة أو خبيثة.

“أجل.”

مر الوقت، وكانت ريم تعتقد أن علاقتهما الضعيفة ستستمر دون أن تتأثر بالاختيار الملكي.

5

بناءً على منصبها، اعتقدت أنه من غير المرجح أن تشارك في الأمر على الإطلاق. عند التفكير في دورها الذي تلعبه، قررت أن الخروج عن طريقها لدعم إيميليا تجاوز واجباتها.

لم تفهم ريم حقًا ما قالوه. ومع ذلك، بدت كروش راضية عن ردها حيث قالت:

– ومع ذلك، تغيرت مشاعر ريم تجاهها منذ ذلك الحين.

وضع فيريس جانبًا لهجته المتقلبة وهو ينظر بجمود إلى ريم.

تساءلت عما إذا كانت هي نفسها التي تغيرت أم إيميليا؟

ومع مرور الوقت والتواصل المستمر مع الناس، يمكن لسوبارو تجاوز حالته الحالية واستعادة نفسه.

من المحتمل أنه كلاهما، بدأوا في التغيير من خلال سبب مشترك

“أجل.”

– سوبارو.

عانقها بقوة، ورفضت ذراعيه أن تتركها.

منذ اللحظة التي انغمس فيها في حياتها اليومية، خضع عالم ريم لتغييرات كبيرة. عندما يتغير ما تشعر به حيال العالم، يبدو كل شيء مختلفًا، حتى الأسود والأبيض يتفجران بالألوان الزاهية.

“هااي أنت! هل تستمع؟!”

شعرت أن عملها في القصر مجزي أكثر من ذي قبل. لم تعد تخشى الوقوف إلى جانب أختها، واكتسبت الثقة في الاقتراب أكثر من روزوال وبياتريس.

أثناء تفكير ريم، استدار سوبارو بين ذراعيها، حيث بدا أنه يشعر بالقلق أثناء نومه.

وعلى الرغم من قرارها بعدم تقديم الدعم لها، وجدت نفسها تتبادل الكلمات مع إيميليا في كثير من الأحيان. بعد كل شيء، عرفت أنهما يشتركان في مصلحة مشتركة.

تحدثت ريم بصوت رقيق، كسر سلسلة الأفكار التي تحولت إلى كراهية الذات.

وعلى الرغم من أنها حملت ذلك الصبي في أفكارها العابرة، إلا أنها كانت تعرف فقط من هو قرة عينه.

لا، لم يكن يتنفس …

هذا هو السبب في أن إيميليا ظلت مصدر ازعاج لريم.

قريب بما فيه الكفاية لتشعر بأنفاسه، سحبت ريم جسد سوبارو بشكل أعمق نحوها.

 

“هل من الممكن أن تكون هذه لعنة ما؟ من الصعب تخيل ذلك، لكن يمكنني التفكير في شخص سيتخذ إجراءات ضد أولئك الذين لديهم معرفة بالمرشحين الملكيين. أو يمكن للمرء أن يشك في أن هذا عرض للقوة من قبل معسكر آخر. لكن…”

“لا يمكنني أن أحمل نفسي على حب أو كره السيدة إيميليا. أنا مترددة… أليس كذلك …؟ “

“إيه … سوبارو؟ أممم … “

كانت ليلة هادئة. كانت الأشياء الوحيدة التي سمعتها هي الأصوات الخافتة للحشرات وتنفس تنين الأرض بجانبها.

“سيدة كروش، هل تشكين في قدرات فيري؟”

بالاعتماد فقط على ضوء القمر، كانت الحدود بين الحلم والواقع غير واضحة. انتقلت أفكارها من مكان إلى آخر بمحض إرادتها.

“الوضع الحالي لسوبارو لا علاقة له بالاختيار الملكي. إنه ليس شخصًا سيفقد عقله بسبب إخفاقات طفيفة “.

بدا أن الوقت يتدفق ببطء.

“- أختي؟”

شعرت وكأنها نظرت إلى القمر عدة مرات، فقط لتجد موقعه دون تغيير.

لقد تدفقت تلك المشاعر عليها من أختها عبر الرابط المشترك بينهما.

كان الليل طويلا. كان ذلك الوقت وحده خلودًا عميقًا وباردًا.

“أكثر من ذلك … لا يمكنني ترك سوبارو في هذه الحالة بعد كل شيء.”

فجأة، أٍتولت على ريم الرغبة في إلقاء نظرة خاطفة مرة أخرى داخل العربة خلفها، والتي كانت تحميها.

“بعد ما حدث، لم تتحدث إلي السيدة إيميليا ولا السيد روزوال بالتفصيل حول هذا الموضوع. كان الجوهر هو “سوبارو في القلعة، اذهبي واحضريه، سيكون في رعاية السيدة كروش …” لقد فوجئت حقًا عندما التقيت بك في القلعة بعد ذلك، ولكن رغم ذلك….”.

هناك يوجد سوبارو النائم بتعبير لطيف لدرجة لا يمكن أن تحلم  به.

– بعبارة أخرى، كانت ريم تودعهم.

كيف سيكون شعور الانزلاق تحت البطانيات إلى جانبه، لمشاركته هذا الدفء ؟

لطالما اكتشفت أجزاء من نفسها لم تكن تعلم بوجودها. عدت ريم على أصابعها الأشياء التي أصبحت تدركها عن نفسها القديمة.

“على الرغم من أنني كنت ألمسه عن كثب حتى وقت قريب… إنه ترف لا يمكنني تحمله.”

من ناحية أخرى، احمرت خجلاً لأنها أدركت مدى تسامح قلبها فيما يتعلق بسوبارو.

وبّخت ريم نفسها لتأثرها بهذا الحافز العابر، لكن قلبها لم يتوقف عن التخيل.

ألقى فيريس تقييمه الصريح بوجه صارم.

– نشأت بداخلها فكرة، إغراء إلقاء أي شيء وكل شيء للريح.

قريب بما فيه الكفاية لتشعر بأنفاسه، سحبت ريم جسد سوبارو بشكل أعمق نحوها.

على هذا المعدل، كانت الحقائق القاسية البعيدة عن مُثُل سوبارو تنتظره عند عودته إلى القصر.

لم يكن هناك تقريبًا أي حيوانات برية جاهلة لدرجة أنها ستهاجم عن طيب خاطر تنينًا بريًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنانين الأرض نفسها تمتلك أنفًا حادًا بشكل غير عادي لأي نوع من الخطر.

لا يزال بإمكانها الهرب بعربة التنين الى مكان ما، وليس لديها أي شيء سوى ضميرها لتوبيخها. كانت الأموال التي منحها اياها روزوال لتغطية نفقات السفر كبيرة. مع ذلك، لا شك أنها وسوبارو يمكنهما التوجه إلى مكان ما والعيش في عزلة معًا.

ألم يكن ضعفها، ورغبتها في احتكاره، سبب عدم قيامها بذلك؟

ومع مرور الوقت والتواصل المستمر مع الناس، يمكن لسوبارو تجاوز حالته الحالية واستعادة نفسه.

بعد مشاهدة تنفس سوبارو الهادئ ووجهه النائم، خرجت ريم من العربة وشرعت في الوقوف لمراقبة موقع المخيم.

حتى لو كان مختلفًا عن ذي قبل، فقد يتمكنون من مشاركة نفس اللحظات معًا.

 

محاطة بأشخاص ليس لديهم أي فكرة عن فرارهم هناك، يمكنها هي وسوبارو الذي تعافى أن يبدأن  حياة جديدة معًا.

“ها!…ها!….ها!…ها!…..ها!!…ها!…..”

ستكون حياة هادئة مع من تهتم لأمره، مع عدم وجود من يعترض طريقها –

أولئك الذين خططوا لأمور شريرة كانوا أغنياء بها.

“هيي هيي، الآن هذا خيال …”

“فهمت. هذه بالتأكيد حالة تنذر بالخطر. هل تعرفون السبب؟ “

هزت ريم رأسها، وهي ممسكة بركبتيها، وضغطت على جبهتها تجاههما، وابتسمت بضعف لمخيلتها.

وبدلاً من الركض حول المنضدة، قفزت الفتاة من فوقها لتصل إلى جانبه.

لم تكن هناك أي طريقة لكي تختار أن تدير ظهرها لكل شيء.

لم يكن الامر أنها لا تريد أن تقول ذلك. لم تستطع أن تقول ذلك.

حتى أن يكون لديها مثل تلك الفكرة كانت خطيئة. لم تستطع أبدًا التخلي عن أختها ببساطة، وعدم العودة إلى القصر.

مع تأخر كلمات فيريس، أمال رأسه وانحنى برفق إلى كروش، التي وقفت هناك وذراعيها مطويتان.

كانت الأخت وريم نصفين من شيء واحد.

لم تفهم ريم حقًا ما قالوه. ومع ذلك، بدت كروش راضية عن ردها حيث قالت:

علاوة على ذلك، لم تستطع حتى تخيل ما يثقل كاهل رام واضطرت إلى حمله في غيابها.

الآن بعد أن فكرت ريم في الأمر، ربما كان الرجل العجوز هو الشخص الوحيد في قصر كروش الذي كان لديه أكبر اتصال مع سوبارو.

كانت أختها الكبيرة لطيفة، لذلك لا شك في أنها ستسامحها.

“أعطني استراحة يا فتى. لا تحدق في الفضاء هكذا “.

هذا هو السبب في أنها لا تستطيع أن تخون الأخت.

وكل ما قيل، يبدو أن ريم قد استنفذت إلى حد ما أيضًا. ولأنها متأكدة من سلامتها النسبية، سعى جسدها جاهدًا للتعافي عندما كانت شبه مستيقظة.

كان روزوال قد عهد إلى ريم بهذه الثروة على وجه التحديد لأنه كان يؤمن بولائها. كما أن شخصيتها الدؤوبة لن تسمح لها بخيانة مثل هذه الثقة.

“بعد ما حدث، لم تتحدث إلي السيدة إيميليا ولا السيد روزوال بالتفصيل حول هذا الموضوع. كان الجوهر هو “سوبارو في القلعة، اذهبي واحضريه، سيكون في رعاية السيدة كروش …” لقد فوجئت حقًا عندما التقيت بك في القلعة بعد ذلك، ولكن رغم ذلك….”.

“أكثر من ذلك … لا يمكنني ترك سوبارو في هذه الحالة بعد كل شيء.”

كان هذا فرعًا من الطريق السريع الرئيسي، لكن من الواضح أن رؤية أي شيء، حتى في الأفق البعيد، كان أمرًا غير طبيعي.

بعد كل شيء، كانت ريم تدرك جيدًا رغبتها الشخصية القوية في امتلاك الأشياء لنفسها.

“… لقد كنت مهملة للغاية.”

إذا كان ذلك ممكنًا، فقد أرادت أن يكون كل شخص عزيز عليها في متناول يدها. ساعدها بذل قصارى جهدها من أجل الآخرين على الشعور بقيمة وجودها في أعماقها. لم يكن من قبيل المبالغة القول إنها ولدت ولديها استعداد لأن تكون خادمة.

ولهذا السبب…

هذا هو السبب في أن الجهد المطلوب لرعاية سوبارو في هذه الحالة لم يكن حقًا صعوبة من وجهة نظرها. في الواقع، كانت ستشعر بالرضا إذا كان سوبارو غير قادر على العيش يومًا بعد يوم بدونها.

ببطء، دارت عجلات العربة تدريجيًا بشكل أسرع وأسرع.

لكن هذا لم يكن سوبارو الحقيقي.

“أكثر من ذلك … لا يمكنني ترك سوبارو في هذه الحالة بعد كل شيء.”

>الكلمات التي استخدمتها للرد على كروش عندما افترقنا…. أفترض أنها… لأن سوبارو مميز؟ ….أجل. كان هذا كل شيء.<

حالته لم تتحسن.

تذكرت ابتسامته.

كان الليل قد حل بالفعل على طريق ليفاس السريع.

تذكرت صوته.

خلف المنضدة، كان هناك شخصية صغيرة تقف بالقرب من ذلك الرجل طويل القامة، الذي ينظف الفاكهة.

تذكرت كلماته.

أكثر من أي شيء آخر، سيكون ذلك خيانة للمشاعر التي حملتها بنفسها أثناء مراقبته طوال هذا الوقت.

تذكرت ريم ما قاله لها ودفء يده التي وصل إلى ظهرها عندما كان كل شيء في حياتها راكدًا، عندما كانت تغرق في استسلامها.

نهضت على قدميها، وتمددت عالياً لأنها شعرت بنسيم الصباح البارد.

كان سوبارو هو من أنقذ ريم من طريق اليأس الخاطئ الذي سارت فيه.

“إذا لم يعد بإمكانه أن يعيش حياة طبيعية، فإن علاجه لا معنى له، أليس كذلك؟”

ارتكبت ريم خطأ في الحكم وخططت للتخلي عن هؤلاء الأطفال، وكان سوبارو هو الذي أنقذهم.

الشخص الوحيد الموجود بالجوار كان سوبارو، الذي ينام بهدوء بجانبها-

على الرغم من أنه كان يستحم في لعنات الوحوش الشيطانية، ويمشي على حبله المشدود بين الحياة والموت، إلا أن سوبارو لم يتخلى عن أحد.

مع نقره لـ لسانه، وصله صوت خشن آتى من يمينه.

لا رام ولا ريم.

“…”

كان يكفي. كان هذا كثير. لم يكن مطلوبًا منه أكثر من ذلك.

لقد كانت رام.

ما الذي احتاجته ريم أكثر من تكريس نفسها لناتسكي  سوبارو ..

“إذا لم يعد بإمكانه أن يعيش حياة طبيعية، فإن علاجه لا معنى له، أليس كذلك؟”

الجسد والروح؟

من هذا وحده، أدرك أنه أخيرا تم قبوله، حتى أنه كان يرقد هناك في الشارع مثل الدمية ذات الأوتار المقطوعة.

ما هو أكثر إحساس سبب لها النار التي اشتعلت في صدرها؟

جلس فيريس على كرسي مغطى بالجلد، ووضع إصبعه على خده وقال بصوت جاد

كانت ستفعل كل ما هو ضروري حتى يتمكن من استعادة ذاته الحقيقية، حتى تعرفه مرة أخرى.

“- فيريس، أعتقد أن وجهة نظرك صارمة للغاية.”

و لماذا؟

عندما نظر سوبارو إلى أسفل، وجد أنه كان لديه ساقين، ولكنها ساقين ترتجفان رغم ذلك.

لأن الشخص المعروف باسم ناتسكي  سوبارو-

كانت ستبذل قصارى جهدها.

“.شخص مثير للمتاعب ومذهل بشكل لا يصدق”

إذا كانا قريبين جدًا، ألا يجب أن تسأل سوبارو عن مخاوفه؟

 

“سوبارو، بهذه الطريقة”

5

لم يكن هناك تقريبًا أي حيوانات برية جاهلة لدرجة أنها ستهاجم عن طيب خاطر تنينًا بريًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنانين الأرض نفسها تمتلك أنفًا حادًا بشكل غير عادي لأي نوع من الخطر.

أعادت ريم شعرها إلى الوراء، الذي ترطب من هواء الصباح الضبابي، ورفعت رأسها برفق.

 

ربما كان من الدقة أن نطلق عليها نصف مستيقظة.

تابعت كروش  “في الوقت الحالي، هذه هي عربة التنين الوحيدة للمسافات الطويلة التي يستطيع منزلي إقراضها. لا يمكنني الكشف عن التفاصيل، ولكن تم طلب عدد كبير من هذه العربات لمسألة أخرى في وقت متأخر “.

شعرت ريم بالدوار قليلاً، وهي تحوم في مكان ما بين النوم والاستيقاظ بينما أخبرتها ساعتها الداخلية أن الوقت قد حان للوقوف على قدميها في النهاية.

“هذا ليس خاصًا بسوبارو كشخص. فيري يكره الأشخاص الذين يفقدون إرادتهم في العيش، سبب نقي وبسيط”.

لم تكن هناك تغييرات ملحوظة أثناء الليل.

بقدر ما استطاعت أن تقول، فإن المشاكل العقلية التي تسببت في ضحكه ودموعه قد خفت أيضًا. ربما أحدث التغيير في المشهد بعض التغيير الطفيف في قلب سوبارو أيضًا.

لم يظهر أي وحش شيطاني أو طيار ؛ لم تشعر حتى بأي شيء.

لم تكن هناك أي طريقة لكي تختار أن تدير ظهرها لكل شيء.

وكل ما قيل، يبدو أن ريم قد استنفذت إلى حد ما أيضًا. ولأنها متأكدة من سلامتها النسبية، سعى جسدها جاهدًا للتعافي عندما كانت شبه مستيقظة.

كانت سعيدة لأن اسمها كان من بين من يهمس بهم. من ناحية أخرى، حقيقة أنه لم يرد عندما نادته جعلتها حزينة.

نهضت على قدميها، وتمددت عالياً لأنها شعرت بنسيم الصباح البارد.

كبتت ريم الأسف في صوتها وأجابت على سؤال فيريس بشعاع أمل واحد.

كانت لفتة كسولة وغير مألوفة منها. لأنها لن تفعل شيئًا كهذا حيث يمكن للآخرين رؤيته، لكنها لم تكن تشعر بالقلق حيال ذلك في الوقت الحالي.

من وقت لآخر، كان يضحك بشكل متقطع، كما لو كان يتذكر شيئًا ما، وعندما يمر ذلك، كان يبكي فجأة.

الشخص الوحيد الموجود بالجوار كان سوبارو، الذي ينام بهدوء بجانبها-

 

“- سوبارو ؟!”

“عفواً، سوبارو.”

قفزت ريم في مفاجأة عندما لاحظت أن سوبارو كان بجانبها مباشرة، ملتف تحت بطانية.

“لا أمانع إذا كنت لا ترغبين في الإجابة. أشعر بالحرج من السؤال “.

منذ أن كان يتكئ على ريم للحصول على الدعم، سقط الشاب النائم بلطف على العشب، عابسًا وهو يدير جسده قليلاً.

على الرغم من أنه كان لمدة أربعة أيام فقط، يمكن للمرء أن يقول إن تدريب السيف قد أعطى الاثنين علاقة أشبه بـ المعلم والتلميذ.

“خر- خرج من العربة وأنا نائمة ونام بجواري …؟”

مد المتحدث يده وأخذ فاكهة حمراء لامعة وجميلة.

نظرت ريم على عجل بين الصبي وعربة التنين خلفه.

“أوه، يا لها من نظرة… سوبارو رجل محظوظ. لا يعني ذلك أنه أدرك ذلك من قبل “.

حتى أن وضع الحقيقة في الكلمات أصابها بحالة من الذعر.

لطالما كانت رام نموذجًا لضبط النفس من الخارج، لكن في الحقيقة، لقد بنيت من أشياء صارمة من الداخل أيضًا.

من ناحية، صُدمت لأنها لم تلاحظه يتحرك.

على الرغم من أنه كان يجب أن تعتني به وقتها، إلا أنها اكتشفت فرحتها الخاصة هناك.

من ناحية أخرى، احمرت خجلاً لأنها أدركت مدى تسامح قلبها فيما يتعلق بسوبارو.

بدا أن الوقت يتدفق ببطء.

بمعنى آخر، حتى لو اعتدى عليها سوبارو أثناء نومها، فلن تقاومه أبدًا.

ما كان موجودًا داخل ريم لم يظل كما هو لمدة ثانية واحدة.

“… لقد كنت مهملة للغاية.”

“أكثر من ذلك … لا يمكنني ترك سوبارو في هذه الحالة بعد كل شيء.”

على الرغم من أنها جعلت هذا الرثاء للتخفيف عنها، ولكن فكرت ريم بعمق في أن تصرف سوبارو قد يكون فألًا جيدًا، والخطوة التالية بعد ذلك أن تتصرف بشكل جيد أثناء ركوب عربة التنين.

كل ذلك الوقت على طريق ليفاس السريع، لم تصادف ريم تنينًا أرضيًا آخر ولو مرة واحدة.

لم يصدر سوبارو أي رد باستثناء الضحك أو البكاء.

“أصبح  سعيدة عندما تكون على وفاق مع أختي. أعتقد أنه أمر رائع عندما تتحدث إلى السيدة إيميليا بوجهك الأحمر. عندما أراك تمزح مع الآنسة بياتريس، أعتقد أنه لطيف للغاية … لدي تلك الأنواع من المشاعر الدافئة بداخلي أيضًا “.

ومع ذلك، حتى في تلك الحالة، قام بعمل اراده، حيث خرج من عربة التنين بإرادته الخاصة. .

بعد مشاهدة تنفس سوبارو الهادئ ووجهه النائم، خرجت ريم من العربة وشرعت في الوقوف لمراقبة موقع المخيم.

تمسكت ريم بالأمل في أن قلبه المكسور قد بدأ في التعافي وبدأت شخصيته في الإصلاح.

أجابت كروش: “كان لدينا صفقة، على الأقل تبادلت الكلمات معه. لا يمكنني أبدًا أن أعامله بطريقة غير مهذبة. أعتقد أن الأمور ستكون صعبة من هنا، ولكن … “

“-حسنا. دعنا نعود، سوبارو. “

“اممم…اا.”

إذا تم الشروع في التغيير، فمن المحتمل أن تسير الأمور في اتجاه جيد بعد ذلك.

“لكن فيري سمع أنهما افترقا بشكل سيئ للغاية. لم تمر حتى أربعة أيام منذ ذلك الحين ؛ هل هذا الوقت كافي لها لتهدأ ؟ إذا كان بإمكانك الانتظار لفترة أطول قليلاً … آه، ألا يمكنك ذلك حقًا ؟ “

لم تكن مثل هذه الأفكار المتفائلة مثلها، لكن هذا أيضًا كان بلا شك تأثير الشاب أمام عينيها. وهذا التحول الداخلي كان شيئًا تعتبره ريم عزيزاً جدًا عليها.

كانت ريم تبذل قصارى جهدها لمنع سوبارو من الوقوع أثناء القيادة. وتركته يشغل معظم مقعد السائق الضيق.

كانت تعتقد أن الأفكار التي ظهرت في رأسها في الليلة السابقة كانت حلمًا سيئًا سببه عقلها الخجول وجسدها المتعب. لقد نسيته تمامًا، لقد كتبه المستقبل المبهج وكأنه لم يكن موجودًا من قبل.

مع يد واحدة احتضنت سوبارو على ركبتيها والأخرى تمسك باللجام، غادروا مرة أخرى.

رفعت سوبارو الذي لا يزال نائماً، ووضعته على مقعد السائق وهي توقظ تنين الأرض.

المشاعر المعقدة التي شعرت بها ريم تجاه إيميليا لا علاقة لها بروزوال. كان الأمر فظًا بشكل رهيب، لكن أفكار ريم المتضاربة تجاه إيميليا كانت نتاج ظروف ولادتها

أحضرت الماء للوحش المستيقظ لشربه، ومكافأته على مراقبته لساعات طويلة، واستعدت لرحيلهم.

في أعماقها، لم تكن ريم تريد شيئًا أكثر من أن تفقد تحكمها بنفسها، وتحتضن سوبارو، وتبكي بصوت عالٍ.

مع يد واحدة احتضنت سوبارو على ركبتيها والأخرى تمسك باللجام، غادروا مرة أخرى.

لقد اعادت تلك اللحظة في رأسها عدة مرات، عشرات المرات، مئات المرات.

دارت عجلات العربة وتحرك المشهد.

“- لقد وصل ويلهيلم.”

كانوا في منتصف الطريق تقريبًا. قد يستغرق الأمر من سبع إلى ثماني ساعات أخرى من السفر.

“فهمت. هذه بالتأكيد حالة تنذر بالخطر. هل تعرفون السبب؟ “

كانت قدرتها على التحمل الذهني والبدني أقوى بكثير مما كانت عليه يوم مغادرتهم .

“لا. وفقا لريم، فقد سقط فجأة، لذلك فحصه فيري من رأسه إلى أخمص قدميه. ولكن لا توجد علامة على أي تدخل من المانا، مواء “.

كان سوبارو نائماً بعمق …حدقت ريم في جانب وجهه، ونقلت مشاعرها بفارغ الصبر من خلال اللجام من أجل زيادة السرعة.

هي لم تمانع ما إذا كان خوفًا لا أساس له من الصحة.

ركض اهتزاز خافت عبر عربة التنين.

إذا كان هذا هو السبب في أنها فشلت في ملاحظة التغيير عاجلاً، فقد كانت غبيًا حقًا.

عدلت ريم عناقها لسوبارو، وشابكت أصابعها بأصابعه.

تذكرت ابتسامته.

“انها نحيلة جدا … لكنها في الحقيقة يد صبي.”

في هذه النقطة، يمكن لريم أن تفهم كيف سيكون أسهل علاج سوبارو وهو مستلقي وغائب عن الوعي.

استسلمت لضعفها في الفرار من تلك اليد، وأملت أن يتم العفو عن رغبتها الوديعة في لمسه.

ابتسمت ريم قليلا. كانت ممتنة لكلمات كروش المراعية، خاصة في ذلك الوقت، عندما شعرت بأنها مستعدة للانهيار.

كانت طقوسًا صغيرة لنسيان حلم سيئ.

عندما دعمت سوبارو، وضعت يدها على صدرها، وأمالت رأسها لعدم وجود رد فعل.

“هذا الدفء، وجودك القريب جدًا … إذا كان لدي ذلك، فهذا يكفي.”

لقد تحول حجمه وقوته وحرارته من لحظة إلى أخرى، مما أدى إلى ترسخ جذوره داخل ريم.

بعد كل شيء، كان الأمل في المزيد هو مجرد أنانيتها.

مشاعرها من استشعار ذلك الدفء، وحقيقة أنه كان في حاجة إليها، قد تم نحتها في قلب ريم.

“هاه؟ ماذا؟”

كانت ستبذل قصارى جهدها.

“-الساحرة.”

– كانت ستعطيه كل ما لديها.

نظر فيريس إلى سوبارو باحتقار غير مخفي .

 

لم تكن مثل هذه الأفكار المتفائلة مثلها، لكن هذا أيضًا كان بلا شك تأثير الشاب أمام عينيها. وهذا التحول الداخلي كان شيئًا تعتبره ريم عزيزاً جدًا عليها.

6

خفضت كروش عينيها وهزت رأسها.

– كان هناك شيء خاطئ في الهواء.

– عندما تفرق الظلام واستيقظ، بدأ ضوء الشمس يحرق عينيه.

بينما كانت عربة التنين تتقدم إلى الأمام، بدا أن سوبارو ينام بشكل سيء، لذلك أراحته ريم فوق ركبتيها، مستخدمة ذراعها الداعمة لمداعبة شعره الأسود عندما أدركت ذلك أخيرًا.

لم يكن واضحًا ما الذي ربط ذلك الضباب بحالة سوبارو الغير طبيعية، لكنها كانت الحقيقة أنها شعرت بزيادة قوة ذلك الضباب قبل أن ينهار سوبارو بقليل.

ربما كانت حقيقة أنها كان لديها الكثير من الوقت للتفكير في الأمور طوال الليلة السابقة. بعد أن قبلت ريم إلى حد ما المشاعر المعقدة بداخلها، كانت مبتهجة من الداخل عندما رأت أن سوبارو قد خرج من عربة التنين في جوف الليل ليحتضنها.

“لكن … ولكن هل من الجيد حقًا مواصلة العلاج هكذا مواء؟”

إذا كان هذا هو السبب في أنها فشلت في ملاحظة التغيير عاجلاً، فقد كانت غبيًا حقًا.

“-حسنا. دعنا نعود، سوبارو. “

“إنه … هادئ جدًا …”

– عرف الشيطان بداخلها هذا.

كل ذلك الوقت على طريق ليفاس السريع، لم تصادف ريم تنينًا أرضيًا آخر ولو مرة واحدة.

كانت تنوي القيادة طوال الليل للوصول إلى القصر، ولكن بدا من الأفضل أن تخيم في مكان ما لفترة قصيرة. ونظرًا لأنه سيكون منتصف الليل بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات أخرى، فإن هذه السرعة ستجعلهم يصلون إلى القصر قبل بزوغ الفجر.

كان هذا فرعًا من الطريق السريع الرئيسي، لكن من الواضح أن رؤية أي شيء، حتى في الأفق البعيد، كان أمرًا غير طبيعي.

“-”

في العادة، كان التجار المتجولون في طريقهم إلى العاصمة الملكية والفلاحين العائدين بأدوات زراعية جديدة هنا وهناك في جميع أنحاء الطريق السريع.

لم يكن هناك تقريبًا أي حيوانات برية جاهلة لدرجة أنها ستهاجم عن طيب خاطر تنينًا بريًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنانين الأرض نفسها تمتلك أنفًا حادًا بشكل غير عادي لأي نوع من الخطر.

ومع ذلك، كان الطريق مهجورًا منذ اليوم السابق.

 

لم تتخذ أي إجراءات خاصة لتجنب المزارع، لكنها لم ترَ رجلاً أو طفلاً واحداً.

“ربما لم يكن البقاء في العاصمة الملكية هو ما كنت تريده حقًا، ولكن … في الحقيقة، أنا سعيدة بعض الشيء. لا يمكنني أن أكون معك في القصر، بعد كل شيء “.

والشيء الخاطئ بشكل خاص هو أن صرخات الطيور والحشرات قد اختفت من أذنيها قبل فترة قصيرة.

كانت الأخت وريم نصفين من شيء واحد.

اندفع شعور سيء إلى عقل ريم.

“ريم.”

مثل هذا الصمت يعني أن هناك كائنات البرية كانت مختبئة.

كانت طريقته في قول ذلك قاسية، لكن هذا ما تعلمه فيريس من مشاهدة الحياة والموت في كل ذلك الوقت. وقد أعلمها ذلك عن وجهات نظره حول الحياة نفسها.

لقد كان فألًا أكيدًا لشيء يتجاوز قدرة البشر.

تاركين القصر خلفهم، راقبهم الرجل المسن وهم يذهبون.

عندما قطعوا التلال ودخلوا الطريق الجبلي، واقتربوا من القصر، زاد هذا الشعور بالضيق.

والشيء الخاطئ بشكل خاص هو أن صرخات الطيور والحشرات قد اختفت من أذنيها قبل فترة قصيرة.

ومع عدم الارتياح، أرجحت ريم اللجام لتحفيز تنين الأرض، الذي كان يركض بالفعل بسرعة يائسة، للإسراع بشكل أسرع.

كانت لفتة كسولة وغير مألوفة منها. لأنها لن تفعل شيئًا كهذا حيث يمكن للآخرين رؤيته، لكنها لم تكن تشعر بالقلق حيال ذلك في الوقت الحالي.

كانت تعلم أنها تدفعه بعيدًا جدًا، لكن لم يكن لديها وقت لتجنيبها لتحديد سبب هذا القلق.

“بالطبع لا. لا يمكنني أبدًا أن أشكك في قدرتك أو شخصيتك أو ولائك. حتى لو كنت ستمسك خنجرًا أمامي، وعلى استعداد لإيذائي، فإن هذا الفكر ثابت “.

هي لم تمانع ما إذا كان خوفًا لا أساس له من الصحة.

لم يكن هذا مثل قمعها الطبيعي لعواطفها. كان الاضطراب الداخلي لريم كبيرا للغاية حتى تحول إلى حزن عميق.

كانت ستعتذر لكل من سوبارو والتنين البري لمرافقتها في هذه الرحلة المتهورة. كانت ستواجههم تمامًا كما واجهت مخاوفها في الليلة السابقة.

ضاقت عيناها عندما نظرت إلى سوبارو، الذي كان على وجهه ابتسامة شريرة في ذلك الحين.

وبعد أن فكرت في ذلك …

“أنا آسفة”.

“- أختي؟”

على الرغم من أنه كان يستحم في لعنات الوحوش الشيطانية، ويمشي على حبله المشدود بين الحياة والموت، إلا أن سوبارو لم يتخلى عن أحد.

وفجأة، أدت الأفكار التي لم تكن تخصها إلى غرق عقلها في حالة من الفوضى.

لم يأتِ شيء جيد مع مثل هذا الضباب الأسود.

غمرتها مستويات لا تطاق تقريبًا من القلق والغضب والتوتر، ثم تلاشى كل شيء على الفور، تاركًا ريم بمفردها.

كانت ريم تبذل قصارى جهدها لمنع سوبارو من الوقوع أثناء القيادة. وتركته يشغل معظم مقعد السائق الضيق.

لقد كانت رام.

لم تكن لتعتقد أن أي شيء قد حدث يمكن أن يؤدي إلى حالته الحالية.

لقد تدفقت تلك المشاعر عليها من أختها عبر الرابط المشترك بينهما.

“عفواً، سوبارو.”

لطالما كانت رام نموذجًا لضبط النفس من الخارج، لكن في الحقيقة، لقد بنيت من أشياء صارمة من الداخل أيضًا.

بناءً على منصبها، اعتقدت أنه من غير المرجح أن تشارك في الأمر على الإطلاق. عند التفكير في دورها الذي تلعبه، قررت أن الخروج عن طريقها لدعم إيميليا تجاوز واجباتها.

في العادة، كانت الأشياء الوحيدة التي يمكن أن تهزها مرتبطة بريم أو سيدهم.

واصلت الاعتراف بالأشياء لنفسها بشكل غريب وكأن عدم رده أمر جيد. لم تتوقف كلمات ريم، مع تدفق مشاعر منها لم يكن من الممكن أن تقولها في وجهه.

ومع ذلك، كان هذا الغضب يغرق رام لدرجة أنها وصل الى ريم عبر اتصالهما المشترك.

أخذت ريم مكانها بجانبه، وقبلت وجود سوبارو فوق المقعد الضيق. جلست بجانبه مباشرة، ولفت ذراعها الأيسر حوله، وتمسك بزمام العربة بقوة بيدها اليمنى.

علاوة على ذلك، فإن حقيقة قطعه على الفور تعني أنها كانت تتحكم في نفسها حتى لا تلتقطه ريم.

غمرتها مستويات لا تطاق تقريبًا من القلق والغضب والتوتر، ثم تلاشى كل شيء على الفور، تاركًا ريم بمفردها.

خمنت ريم أن أختها افترضت أنها كانت في العاصمة الملكية، ولم تتمكن من الوصول إليها في الوقت المناسب أثناء تعرض أختها الكبرى للخطر.

“فيري يفهم أنك ستعودين إلى القصر، لكن هل لديك أي أدلة للعلاج؟”

لكن ريم كانت قريبة بما يكفي لفعل شيء ما، حتى لو لم تكن هذه رغبة رام.

-كانت أنفاسها قريبة جدا، وكان دفئها مريحًا للغاية حيث قام بدفن أنفه في كتفها وعانقها بقوة.

ولهذا السبب…

لم تفهم ريم حقًا ما قالوه. ومع ذلك، بدت كروش راضية عن ردها حيث قالت:

“لا بد لي من العودة بسرعة -!”

“إيه؟”

لسبب ملح للإسراع، أمسكت باللجام بشدة لدرجة أن يدها أصبحت بيضاء.

ألم يكن ضعفها، ورغبتها في احتكاره، سبب عدم قيامها بذلك؟

في لحظة، أثار شعور ريم بالإلحاح ونفاد الصبر كل مخاوفها حول محيطها للريح.

ألقى فيريس تقييمه الصريح بوجه صارم.

ظاهريًا، كانت ريم عادة بلا عاطفة، وتسعى دائمًا للحفاظ على هدوئها الداخلي، ولكن عندما كانت هناك حياة على المحك، ستفقد رؤية كل شيء من حولها.

لذا تجاهلت ريم مشاعرها واستجابت لتعليمات إيميليا مثل الإنسان الآلي. إذا لم تطلبها خاصة، فقد تجنبت ريم الاحتكاك بها حتى لا تخرج مشاعرها.

لقد كان هذا عيب ريم المميز، وهو عيب أشارت إليه رام عدة مرات حتى أن زميل سابق قد أشار إليه أيضًا.

عندما نظرت أمامها، كان كل من كروش و فيريس يقفان هناك بتعبيرات متفاجئة إلى حد ما.

والآن كان هذا العيب يرفع رأسه القبيح مرة أخرى.

– ومع ذلك، تغيرت مشاعر ريم تجاهها منذ ذلك الحين.

 

لأن الشخص المعروف باسم ناتسكي  سوبارو-

—وقتها رأت ريم رأس تنين الأرض يطير في الهواء.

“- إن سوبارو !!…!”

“-”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط