نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

Re:Zero – Starting life in another world 6-1

الفصل 1: مفاوضات غير ناضجة (غير مكتملة).

الفصل 1: مفاوضات غير ناضجة (غير مكتملة).

المجلد 6

الفصل الأول

مفاوضات غير ناضجة (غير مكتملة)

 

سوبارو وريم استجابا بلطافة على ملاحظة ويلهيلم.

1

ميزان القوة ببساطة وضع سوبارو في وضع صعب للغاية. كان بحاجة إلى طريقة لدعم جانبه.

 

“آسف، لكنني أخر زائر لهذا اليوم – الموضوع هو … ما إذا كان بإمكانها مساعدتي بشيء ما “.

في الوقت الحالي، كانت ظاهرة العودة بواسطة الموت هذه المرة في السلسلة الثالثة من الدورات من وجهة نظر سوبارو.

“أنت ترتدي مظهر رجل تطارده المحنة … وهي ليست محنة ذات عواقب بسيطة.”

السلسلة الأولى تضمنت الدورات الزمنية المتعلقة بحادث سرقة الشارة في يوم استدعائه.

“أنا لا أعرف لماذا أنت مهووس جدًا بطائفة الساحرة. لقد شوهت الطائفة حياة الكثيرين. ربما أنت واحد منهم ربما يكون غضبك وكراهيتك عادلين تمامًا. ومع ذلك، هذا لا علاقة له بهذه المفاوضات “.

أما الثانية فتمحورت حول هجوم الوحش الشيطاني على قصر روزوال.

قاطع سوبارو كلامها معترًا على الكلمة التي أزعجته، لكن ريم لم تدقق. هز سوبارو رأسه ردًا على سؤالها الأخير.

“هذه هي السلسلة الثالثة… لقد مت بالفعل مرتين، ما الذي يجب أن أفعله هذه المرة؟!”

لم يره سوبارو خلال المرة الأولى أو الثانية من خلال السلسلة الحالية من الدورات.

في الدورات السابقة، ربط سوبارو الخيوط معا من خلال المعلومات التي جمعها عن طريق خوض تجربة العودة بواسطة الموت مراتٍ عديدة. مكنته من اجتياز مواقف قد تبدو مستحيلة. لكن هذه المرة، تخبّط سوبارو نحو “موته” ليس مرة واحدة بل مرتين؛ ولم يكن لديه حتى الصورة الكاملة لما حدث في كل دورة والذي أدى إلى موته.

بدلاً من سوبارو، الذي خضع للصمت، قالت كروش ببطء له.

ولكن حتى مع المكاسب عديمة القيمة من العودة بواسطة الموت، فقد ربح معلومة واحدة صلبة وأكيدة

 

“بيتيلغيوس روماني–كونتي…!”

كانت الدوامة المستعرة داخل صدره بمثابة عاطفة قريبة من الكراهية تجاه المرأة التي أعاقت طريقه.

قائد غريبي الأطوار في طائفة الساحرة، والذي كان السبب الرئيس للمأساة التي حلت بالقرية والقصر برمتها.

“لقد كانت عينيك على هذا النحو منذ لحظة عودتك إلى القصر.”

القضاء على ذلك المجنون البغيض كان القوة الدافعة وراء كل تصرفات سوبارو.

“علاوة على ذلك، لا أريد فعل مثل هذا الأمر. القيام بذلك بعد أن مكثت هنا لعدة أيام من شأنه أن يسبب مشاكل سياسية، وأنا أفضل عدم تلطيخ السجادة التي أرسلها لي والدي كهدية “.

للهروب من هذه الدورة، كان بحاجة إلى إلقاء شبكة واسعة جدًا والحفر عبر أعماق ذاكرته.

لم يره سوبارو خلال المرة الأولى أو الثانية من خلال السلسلة الحالية من الدورات.

– الكراهية التي تراكمت داخل سوبارو من ميتته الأولى والثانية قد أججت لهيب تعطشه للدماء.

“لقد أخبرتك بالفعل، سوبارو ناتسكي. إذا كنت لا تصدق حتى الأكاذيب التي تقولها لنفسك، فليس هناك فرصة لخداع أي شخص آخر “.

“أولاً، أحتاج إلى معرفة مقدار الوقت الذي أملكه بالفعل.”

كان سوبارو متسم بالحذر، لكن راسل لم يظهر أي نية سيئة على وجهه. ومع ذلك، كان سوبارو حذرًا مما قد يكون مخفيًا في كلامه. لقد بدا وكأنه يشركه عن قصد في مبارزة لفظية، مما جعل من الصعب على سوبارو أن يعجب به.

وقعت هجمة طائفة الساحرة على القصر والقرية قبل نصف يوم من وصول سوبارو إلى القرية.

بعد رده على مزاح سوبارو العرضي، استدار ويلهيلم لمواجهتهم مرة أخرى.

بوضع التفاصيل المثيرة للشفقة حول ميتته الثانية جانبًا، فقد وصل سوبارو إلى القرية في نفس الوقت تقريبًا.

“ايوو. إنه لأمر مخيف أن يكون لدي رجل أكبر سنًا مهتما بي بدلاً من فتاة “.

“بالتفكير رجوعًا من تلك النقطة، لدي على الأغلب خمسة أيـ… لا، أربعة أيام ونصف؟”

أثارت ملاحظتها الجافة رد فعل مثير من سوبارو.

عندما نطق هذه الكلمات، قام سوبارو صرّ أسنانه (الضغط عليها) على قلة الوقت المتبقي لديه. عند الأخذ بعين الاعتبار المدة التي يستغرقها في السفر من العاصمة الملكية إلى القصر، لم يترك له ذلك أكثر من يومين. في تلك الفترة المحدودة، كان عليه أن يوقف طائفة الساحرة — عن طريق لوي رقبة بيتيلغيوس.

“لكن سيدة كروش! هذه المرة لقد تمادى كثيرًا، مياو! “

“يمكنني البكاء بشأن ذلك لاحقًا… التالي هو معرفة شرط النصر كي أستطيع الخروج من هذه الدورات المتكررة.”

“لقد كشف عما في روحه. لا يتماشى مع معتقداتي أن يمتنع عن الإجابة “.

هناك مأساة حتمية لا مفر منها على الإطلاق ستنزل على القصر والقرية، وكانت طائفة الساحرة هي المسؤولة. الحل الوحيد الذي يستطيع سوبارو التفكير به ردًا على مصيره الحالي—

“إيه، أعني … كما قلت الآن.”

“سأقوم بتقطيع بيتيلغيوس إربًا.”

عندما أشار فيريس إلى ذلك، أدرك سوبارو لأول مرة أنه كان يمسك بملعقة كبيرة في يده اليمنى – وأنه كان يمسكها بفظاظة للخلف، كما لو كان سيطعن شخصًا بها.

بوضع حد لذلك القاتل الماكر، ذلك المجنون، منبع الشر كلّه، حينها كل شي يمكن أن يُنقَذ.

للهروب من هذه الدورة، كان بحاجة إلى إلقاء شبكة واسعة جدًا والحفر عبر أعماق ذاكرته.

وتطلب تحقيق هذا الشرط البسيط حلاً بسيطًا بنفس القدر – بعبارة أخرى، القوة.

كانت الشمس قد انخفضت بالفعل في الغرب. كان ظلام الليل يغطي العالم ببطء. مع ضوء المصابيح الكرستالية المحوطة للطريق والتي تسطع عليه، انحنى سوبارو إلى الخلف على سياج حديدي وبدأ بإطلاق.

احتاج سوبارو لكي يتولى أمر بيتيلغيوس إلى مجموعة خاصة من القوات (الجنود) لمواجهة أتباع الساحرة.

صرَّ سوبارو على أسنانه بغضب عندما قالتها كروش بعبارات يمكن أن يفهمها.

عندما فكر في ذلك، فإن القوة العسكرية لمعسكر إيميليا كانت هزيلةً جدًا في الواقع.

شاهد سوبارو عربة التنين تتلاشى في الطرقات وهو يسأل ويلهيلم عن الزائر.

في المقام الأول، سوبارو لم يسبق وان رأى تلميح لقوات خاصة تحت قيادة روزوال.

“لا … أنا – أريد فقط أن أنقذ الجميع …” كان استنتاج كروش بعيدًا عن الواقع.

ربما كان روزوال نفسه قوياً لدرجة أنه لم يكن بحاجة إلى جيش للدفاع عن أراضيه.

“نعم هذا صحيح. لهذا السبب أردت أن أتحدث إليك عن هذا … “

“بالتفكير في الأمر، أين كان روزوال بحق الجحيم أثناء الهجوم …؟”

-لا! لا لا لا لا!

لم يره سوبارو خلال المرة الأولى أو الثانية من خلال السلسلة الحالية من الدورات.

سكب سوبارو أكبر قدر ممكن من المودة في ابتسامة.

كان هذا المهرج الساحر مبهرجًا في كلٌ من المظهر وطريقة القتال.

كان صوت تعجب وتشكيك أكثر من كونه كلمة، كان إشارة بسيطة على عدم الاستيعاب أيضًا. لكن كروش تجاهلته، قاطعت ساقيها النحيفتين (وضعت ساقًا فوق الأخرى بينما هي جالسة) وكررت.

لو قاتل بجدية، لكان هناك دليلا واضحًا حينها حول القصر. لكن لم تظهر مثل هذه العلامات.

“لا … أنا – أريد فقط أن أنقذ الجميع …” كان استنتاج كروش بعيدًا عن الواقع.

“طائفة الساحرة يهاجمون عندما يكون روزوال بعيدًا؟ أو ربما روزوال لا يمكنه القتال لأنه اغتيل فجأة؟ “

“إذًا هذا هو … لا، رد ماركيز ماذرز؟”

إذا كان ما حدث بالفعل هو الاحتمال الأخير، فإن طائفة الساحرة كانت دقيقة في مخططاتها، وإذا كان الذي حدث هو الفكرة الأولى، فقد أسقط روزوال الكرة حقًا. لم يكن بإمكان سوبارو سوى أن يتنهد فقط في كلتا الحالتين.

لقد احتاج إلى قوة قتالية غشيمة لمعارضة طائفة الساحرة.

“….. علاوة على ذلك، ما زلت لا أعرف أي شيء عن ذلك الوحش الذي دمر القصر في نهاية المرة الثانية لي.”

على الرغم من أن فيريس عوى من الفزع، إلا أنه انحنى بهدوء لأمر كروش.

تذكر سوبارو مشهد الوحش ذي الأربعة أرجل والذي قد ألقى نظرة خاطفة عليه قبل وفاته، لقد كان ضخمًا لدرجة أن المخلوق كان يمكن بالخطأ في اعتباره قصرًا بحد ذاته.

“سيكون وقت الأرض قريبًا. حان وقت العشاء. كل ذلك وفقًا للجدول الزمني، على ما يبدو “.

قد جمدت أنفاسه كل شيء حوله. لا شك أن سوبارو قد مات بفعل البرد القارس.

“ناه. في الوقت الحالي، إذا كنا سنعود بمفردنا، فليس هناك الكثير مما يمكننا القيام به. يجب أن نذهب مع قوات كبيرة بما يكفي لخوض معركة لائقة. وإذا لم نتمكن من فعل ذلك، فنحن بحاجة إلى إيجاد حل آخر بطريقة ما.”

إذا كان هذا الوحش جزءًا من ترسانة طائفة الساحرة…

أومأ ويلهيلم برأسه ردًا على كلمات راسل، خافضا وجهه المتجعد بشدة. “كما أنا عليه الآن، لا شيء جيد يأتي استنادا باسم عائلة زوجتي.”

“ليس لدي القوة الكافية لخوض قتال.”

“علاوة على ذلك، لا أريد فعل مثل هذا الأمر. القيام بذلك بعد أن مكثت هنا لعدة أيام من شأنه أن يسبب مشاكل سياسية، وأنا أفضل عدم تلطيخ السجادة التي أرسلها لي والدي كهدية “.

بالنظر في الأمور لقد كان يواجه طائفة الساحرة وبيتيلغيوس، وربما هذا الوحش الذي ينفث الثلج أيضًا.

مزقت كلمات كروش بهدوء قلب سوبارو المكشوف.

ميزان القوة ببساطة وضع سوبارو في وضع صعب للغاية. كان بحاجة إلى طريقة لدعم جانبه.

“صحيح. تصريحاتك تفتقر إلى المصداقية، كما أن التعاون معك لا يحمل أي جاذبية لاستمالتي. وبناءً على ذلك، سأراقب من بعيد “.

وعرف سوبارو المكان المناسب لذلك.

“من الصعب على أن أسمي ذلك تغييرًا طفيفًا. يجب أن يكون هناك سبب لوجود مثل هذا اللمعان المظلم في عينيك – والذي أفهمه أفضل من معظم الناس. “

 

في أعماقه، كان يعتقد أن هناك آخرين يسهل التعامل معهم أكثر من كروش. لكن بسبب مشاعر سوبارو الخاصة، وسهولة الاتصال بها في الوقت الحالي، قادته إلى الاجتماع الحالي.

2

“طائفة الساحرة؟ نعم، من الممكن أن يتحركوا في هذه المرحلة. سيكون هذا متناسب مع عقيدتهم وأنشطتهم حتى الآن. يمكنني الموافقة بناءً على هذه العوامل. ومع ذلك، فإن المشكلة تكمن في مكان آخر “.

 

“-!”

بعد المرور بالمحلات التجارية والأكشاك على طول الشارع التجاري، مروراً بالطبقات الوسطى من العاصمة الملكية، وصل سوبارو وريم إلى قصر كروش عند أعتاب المساء. متمسكين بيدي بعضهما البعض تحت السماء التي أصبحت تدريجيًا قرمزية اللون، وقد استقبلهم ويلهيلم عند البوابة الأمامية.

كان صوت تعجب وتشكيك أكثر من كونه كلمة، كان إشارة بسيطة على عدم الاستيعاب أيضًا. لكن كروش تجاهلته، قاطعت ساقيها النحيفتين (وضعت ساقًا فوق الأخرى بينما هي جالسة) وكررت.

“أرى أنك قد عدت.”

“هي-هي-هي … آو، آو، آو، آو! يا ريم! سوف تمزقينه …! “

الرجل المسن مرتديا ملابس سوداء رسمية بأكمام طويلة، ضاق عينيه الزرقاوين وهو يرى الاثنين يقتربان من بعضهما البعض.

كانت الشمس قد انخفضت بالفعل في الغرب. كان ظلام الليل يغطي العالم ببطء. مع ضوء المصابيح الكرستالية المحوطة للطريق والتي تسطع عليه، انحنى سوبارو إلى الخلف على سياج حديدي وبدأ بإطلاق.

“سيد سوبارو، أعتقد أنه من طبيعة الصبي أن يكون له قلب متقلب، لكن برأيي الشخصي لا يمكنني الموافقة على ذلك.”

“حتى لو – حتى لو كنت أكره طائفة الساحرة، فماذا في ذلك؟ إنهم آفة هذا العالم. سيكون من الأفضل لو قتلوا حتى آخر واحد منهم. هذا صحيح، هذا ما أعتقده، لكنه ليس سببًا لقطع المفاوضات والتخلي عن الناس …! “

“ما الذي تتحدث عنه، ويلهيلم؟ أنا فقط أمسك بيد ريم حتى لا أضيع. أليس هذا صحيحا ريم؟ “

قدمت إيميليا شيئًا ما لتمهيد الطريق للعناية الطبية بسوبارو. كان لدى سوبارو شعور واضح بالذنب على مستويات متعددة لإهدار لطفها مرة أخرى.

“نعم، بالطبع هو كما قلت، إحساس سوبارو بالحذر فقير إلى حد ما، لذلك سأكون قلقةً للغاية بشأن ما قد يحدث له إذا رفعت عينيّ ويدي عنه. حتى عندما كنا في القصر، لم أستطع أن أتخلى حذري”.

“أرى ذلك. طائفة الساحرة، أليس كذلك؟ “

“إيه، أعتقد أن هذا قد يكون مبالغًا فيه قليلاً …”

بيان كروش لم يعبّر عن شخصية سوبارو الحقيقية على الإطلاق.

سوبارو وريم استجابا بلطافة على ملاحظة ويلهيلم.

“للأسف، لا. السيدة كروش شخص صارم بشكل ملحوظ. إنها تنظر إلينا بعيون حادة إلى حد ما، كما أنها صارمة للغاية في وجهات نظرها. حكما من الأحداث حتى الآن، لن يكون التأثير عليها أمرًا سهلاً “.

ابتسم سوبارو بابتسامة ضعيفة بعد سماع رد ريم الجاد وهو يحول بصره إلى المنطقة الواقعة أمام مدخل القصر.

سوبارو وريم استجابا بلطافة على ملاحظة ويلهيلم.

“يبدو أن شخصًا سيلتقي مع كروش مجددا؟”

كانت تشير بإصبعها نحو سوبارو، وكانت عيون وصوت كروش مثل الخناجر.

كان ينظر إلى عربة التنين الواقفة خارج البوابة الأمامية ذات القضبان الحديدية وهو يطرح السؤال.

شاهد سوبارو عربة التنين تتلاشى في الطرقات وهو يسأل ويلهيلم عن الزائر.

كانت العربة تفتقر إلى الزخرفة المبهرجة ولكنها كانت لا تزال حسنة المظهر إلى حد ما، ولا شك في أنها تبرز حالة المالك. رأى سوبارو أن ما كان يجر هذه العربة هو تنين الأرض الأحمر الذي كان يتميز بجلد لامع للغاية.

“إذا نجحت السيدة كروش في مساعيها الحالية، فلن نشعر سوى بالسعادة. أنه سيساعد في تحقيق طموحك الكبير أيضًا، سيد ويلهيلم. لدي آمال كبيرة “.

السائق، مرتديا ملابس رسمية خاصة به، لم ينخرط في المجاملات والحديث واكتفى بمجرد الإشارة بعينيه.

حصل طلب سوبارو على ردود فعل مختلفة من الآخرين في غرفة الاستقبال، لكن كروش أومأت برأسها.

“صحيح. الآن بعد أن شاركت في الاختيار الملكي، لا تستطيع السيدة كروش رفض أولئك الذين يطلبون الالتقاء معها. بالطبع، دعت البعض منهم بنفسها “.

“أنت ترتدي مظهر رجل تطارده المحنة … وهي ليست محنة ذات عواقب بسيطة.”

“أظن أن جميعهم اتو من أشغال الأعمال الخشبية ليلتقوا بملك مستقبلي محتمل. حسنًا، أعتقد أنه حتى الأشخاص مثل هؤلاء لديهم مشاكلهم الخاصة … “

3

ابتسم ويلهيلم ابتسامة باهتة بينما سمع سوبارو وهو يذكر هذه الحقائق بخفة.

بعد ذلك، صعد راسل على متن عربة التنين.

ولكن بعد ذلك، ارتعش وجه الرجل العجوز. عيناه الزرقاوان حدقتا في سوبارو، على ما يبدو باحثتان عن شيء ما.

قاطع سوبارو كلامها معترًا على الكلمة التي أزعجته، لكن ريم لم تدقق. هز سوبارو رأسه ردًا على سؤالها الأخير.

“سيد سوبارو. هل تغير شيء ما في قلبك أثناء غيابك؟ “

“- أنت لم تقل،” أريد أن أنقذ إيميليا “ولو مرة واحدة.”

“إيه؟ ما هو فجأة؟ هل أصبحت قاتل سيدة في الساعتين أو الثلاث التي ذهبت فيها؟ “

أيا كان ما شعرت به، من الواضح أنه لم يكن البرودة التي أظهرتها لسوبارو، وكان ذلك ما يثير حنقه.

“أنت ترتدي مظهر رجل تطارده المحنة … وهي ليست محنة ذات عواقب بسيطة.”

“… حتى لو كان ذلك يعني خسارة الاختيار الملكي؟”

رد سوبارو على الكلمات بلا مبالاة، لكن تعبيره تغير. لقد تحولت ابتسامته من ابتسامة مبهمة إلى ابتسامة “حقيقية”.

…تقولينه؟ هذا ما كان سيقوله سوبارو لكنه استوعب الأمر بمفرده.

“أوه، ويلهيلم، أيها المازح الكبير. ماذا، هل تعتقد أنني مررت بنوع من التحول الغريب؟ “

“مممممم. حسنًا، لقد توقعنا تقريبا عندما صعدت السيدة إيميليا، نصف الإلف، إلى المسرح … “

“من الصعب على أن أسمي ذلك تغييرًا طفيفًا. يجب أن يكون هناك سبب لوجود مثل هذا اللمعان المظلم في عينيك – والذي أفهمه أفضل من معظم الناس. “

إذا كان ما حدث بالفعل هو الاحتمال الأخير، فإن طائفة الساحرة كانت دقيقة في مخططاتها، وإذا كان الذي حدث هو الفكرة الأولى، فقد أسقط روزوال الكرة حقًا. لم يكن بإمكان سوبارو سوى أن يتنهد فقط في كلتا الحالتين.

عندما أومأ الرجل برأسه، أدرك سوبارو أنه لم يلقي نظرة فاحصة على عيون ويلهيلم.

“صحيح. الآن بعد أن شاركت في الاختيار الملكي، لا تستطيع السيدة كروش رفض أولئك الذين يطلبون الالتقاء معها. بالطبع، دعت البعض منهم بنفسها “.

ويلهيلم كان شخصٍ يغتلي بالكره ضد شخص ما بسبب خطيئة لا تغتفر، وهو ما كان بلا شك سبب ملاحظته لـ لهيب الكراهية المشتعل داخل سوبارو.

وقعت هجمة طائفة الساحرة على القصر والقرية قبل نصف يوم من وصول سوبارو إلى القرية.

“هل أنت … ستطردني؟”

 

“لا. لا شك أنه من الأفضل أن أدعك تفعل ما يحلو لك، سيد سوبارو. أنا أفضلك كما أنت الآن، وليس ما كنت عليه قبل رحيلك “.

على الرغم من أن فيريس عوى من الفزع، إلا أنه انحنى بهدوء لأمر كروش.

تبادل الاثنان ابتسامات غامضة. وعلى الرغم من أنهما لم يشاركا معاناته الداخلية، إلا أنهما كانا يفهمان بعضهما البعض على الأقل ظاهريًا.

قد جمدت أنفاسه كل شيء حوله. لا شك أن سوبارو قد مات بفعل البرد القارس.

“سوبارو. أنت تصنع وجهًا سيئًا “.

لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا. منذ أن تم نقله إلى هذا العالم الجديد، منذ المرة الأولى التي أنقذت فيها حياته، عاش سوبارو من أجل إيميليا.

“هي-هي-هي … آو، آو، آو، آو! يا ريم! سوف تمزقينه …! “

 

تم مقاطعة التبادل الداكن للزوج عندما قامت ريم بسحب إذًا سوبارو بشكل مؤلم.

“مم، أشاركك هذا الشعور. والان اذًا-”

“من فضلك لا تعطيني أسباب للقلق.”

أيا كان ما شعرت به، من الواضح أنه لم يكن البرودة التي أظهرتها لسوبارو، وكان ذلك ما يثير حنقه.

“مرحبًا، من النادر جدًا أن تطلبي شيئًا، لكنك غامضة للغاية. على أي حال، يمكنك الاسترخاء. سأتعامل مع كل شيء من الآن فصاعدًا، بطريقة ما “.

“من الطبيعي الاعتراف بأوجه القصور الشخصية. لا تقلق. لكن هذه المحادثة ستستمر حتى العشاء فقط – ضع ذلك في اعتبارك. “

ريم، غير قادرة على تتبع المحادثة، ازداد قلقها.

كل الأشخاص الثمينين الذين كان يهتم بهم قد تحولوا إلى بلور أبيض حيث تجمد كل شيء في العالم.

سكب سوبارو أكبر قدر ممكن من المودة في ابتسامة.

آلت الأمور إلى هذا المنوال لأنها لم تر بنفسها تلك المأساة ولم تسمع ضحكة ذلك الرجل المجنون القاسي المتواطئ. لم تكن تفهم أنهم كانوا وحوشًا يجب ألا يسمح لهم بالعيش.

الآن بعد أن عرف ما يجب أن يفعله، لم يشعر سوبارو بالتخوف على الإطلاق.

تبادل الاثنان ابتسامات غامضة. وعلى الرغم من أنهما لم يشاركا معاناته الداخلية، إلا أنهما كانا يفهمان بعضهما البعض على الأقل ظاهريًا.

– بعد كل شيء، كان من المطمئن معرفة أن الشيء الوحيد الذي كان عليه فعله هو قتل شخص ما.

“هل أنت … ستطردني؟”

لذا تساءل سوبارو لماذا وجه ريم يبدو أكثر قلقا أكثر من ذي قبل. أظهرت عيناها ترددها، لكن قبل أن تقول شيئًا …

“بالتأكيد لا تنوي أن تختتم كلامك بهذا الطلب وحده؟ ما هو سبب طلبك هذا مني؟ ماذا سيحدث نتيجة لذلك؟ ما هي الفائدة التي سأجنيها من قبول دعوتك للمساعدة؟ لا يمكن للمرء أن يصف هذا الأمر بأنه مفاوضات عندما تكون هذه الأمور غير واضحة بعد “.

“يبدو أن الضيف سيرحل الآن”.

-لا! لا لا لا لا!

عندما غمغم ويلهيلم، خرج رجل من قاعة القصر وبدأ يمشي نحوهم. كان رجلاً طويل القامة بشعر أشقر طويل، يرتدي ملابس رسمية مع زركشة مبهرجة. ربما كان عمره ثلاثين عامًا، أكثر أو أقل. كان لديه جو من الهيمنة صادرًا عنه.

الإقحام الحاد لتعليقها ترك فم سوبارو مفتوحًا.

لاحظ الرجل نظراتهم وهو واصلا إلى مقدمة البوابة، ملامسًا اللحية المنسقة جيدًا على ذقنه.

“علاوة على ذلك، لا أريد فعل مثل هذا الأمر. القيام بذلك بعد أن مكثت هنا لعدة أيام من شأنه أن يسبب مشاكل سياسية، وأنا أفضل عدم تلطيخ السجادة التي أرسلها لي والدي كهدية “.

“يا إلهي. يا لهم من أناس غير عاديين “.

لكن هذا يعني –

كانت ابتسامة الزائر دافئة، وطريقته في الكلام كانت لطيفة، وكان صوته منخفضًا وجميلًا يبدو أنه يتغلغل بشكل طبيعي في أذهان الناس. أعطاهم نظرة ودية، لكن سوبارو لم يتمكن من التعرف عليه. بطبيعة الحال، سبب هذا في ظهور الانزعاج وتقطيب جبين الشاب.

“من الصعب على أن أسمي ذلك تغييرًا طفيفًا. يجب أن يكون هناك سبب لوجود مثل هذا اللمعان المظلم في عينيك – والذي أفهمه أفضل من معظم الناس. “

“آه، اعذروني على وقاحتي. أنا اسمي راسل فيلو. آمل أن نتمكن من رؤية بعضنا البعض أكثر في المستقبل … سوبارو ناتسكي.”

قاطع سوبارو ريم بشتائمه، محبطًا محاولتها لإثارة الموضوع. ربما شعرت برغبته في عدم إعادة النظر في الأمر، لأنها طرحت موضوعًا آخر.

“…شكرا لك. بالمناسبة، كيف تعرف اسمي؟ شخص ما أخبرك به؟ عدم الكشف عن هويتي هو سري الأكبر، لذلك إذا انتشر اسمي، فسأكون محرجًا جدًا عند ممارسة عملي “.

“ألا تشعرين بالسوء لمعرفتك لهذا الأمر وتركهم على أي حال؟! إذا كان لديكِ القدرة على إنقاذهم، فلماذا لا تحاولين؟! ما الخطأ في مساعدة الناس؟! لأنها أرض شخص آخر، أهذه هي مشكلتك؟! “

“مجرد شيء صغير سمعته من خلال الأحاديث. بعد كل شيء، أنت رجل مشهور أعلن نفسه فارسًا للسيدة إيميليا، مرشحة في مؤتمر الاختيار الملكي. ومع ذلك، فإن القليل يدركون أن هذا الشخص بالذات يقيم حاليًا في منزل السيدة كروش “.

“يمكنني البكاء بشأن ذلك لاحقًا… التالي هو معرفة شرط النصر كي أستطيع الخروج من هذه الدورات المتكررة.”

كان سوبارو متسم بالحذر، لكن راسل لم يظهر أي نية سيئة على وجهه. ومع ذلك، كان سوبارو حذرًا مما قد يكون مخفيًا في كلامه. لقد بدا وكأنه يشركه عن قصد في مبارزة لفظية، مما جعل من الصعب على سوبارو أن يعجب به.

“طائفة الساحرة؟ نعم، من الممكن أن يتحركوا في هذه المرحلة. سيكون هذا متناسب مع عقيدتهم وأنشطتهم حتى الآن. يمكنني الموافقة بناءً على هذه العوامل. ومع ذلك، فإن المشكلة تكمن في مكان آخر “.

كان الجو العام يزداد سوءًا عندما قاطعهم ويلهيلم بخفة.

“طائفة الساحرة؟ نعم، من الممكن أن يتحركوا في هذه المرحلة. سيكون هذا متناسب مع عقيدتهم وأنشطتهم حتى الآن. يمكنني الموافقة بناءً على هذه العوامل. ومع ذلك، فإن المشكلة تكمن في مكان آخر “.

“السيد راسل. هل سار اجتماعك مع السيدة كروش على ما يرام؟ “

كان صوت تعجب وتشكيك أكثر من كونه كلمة، كان إشارة بسيطة على عدم الاستيعاب أيضًا. لكن كروش تجاهلته، قاطعت ساقيها النحيفتين (وضعت ساقًا فوق الأخرى بينما هي جالسة) وكررت.

هز راسل كتفيه وهز رأسه.

“سوبارو ناتسكي، اسمح لي بتصحيح شيء واحد. “

“للأسف، لا. السيدة كروش شخص صارم بشكل ملحوظ. إنها تنظر إلينا بعيون حادة إلى حد ما، كما أنها صارمة للغاية في وجهات نظرها. حكما من الأحداث حتى الآن، لن يكون التأثير عليها أمرًا سهلاً “.

ابتسم سوبارو بابتسامة ضعيفة بعد سماع رد ريم الجاد وهو يحول بصره إلى المنطقة الواقعة أمام مدخل القصر.

“هل هذا صحيح؟ يا لسوء الحظ. إذا لم تستسلم، فسيكون من الصعب إقناع الآخرين “.

“ولكن على الرغم من ذلك…”

“مع امتلاكها للقب نبيل بالإضافة إليك إلى جانبها، أعتقد أن المرشحين الآخرين هم الذين يجب أن أشفق عليهم، السيد ويلهيلم … أنت تطلق على نفسك اسم “ويلهيلم ترايس” الآن، أليس كذلك؟”

“…أهدأ؟ عن ماذا تتحدث؟ لن أفعل أي شيء أبدًا – “

أومأ ويلهيلم برأسه ردًا على كلمات راسل، خافضا وجهه المتجعد بشدة. “كما أنا عليه الآن، لا شيء جيد يأتي استنادا باسم عائلة زوجتي.”

“من فضلك لا تعطيني أسباب للقلق.”

“أنت صارم جدًا أيضًا، لدرجة أنني منبهر بشدة من منظور شخص لا يستطيع العيش بنفس الطريقة. بعد قولي هذا، اسمح لي أن أبهجك “.

كان ينظر إلى عربة التنين الواقفة خارج البوابة الأمامية ذات القضبان الحديدية وهو يطرح السؤال.

المحادثة، والتي كانت مبهمة من الخارج، انتهت. وسار راسل إلى عربة التنين أمام البوابة الأمامية. ثم، قبل الصعود مباشرة، نظر إلى الوراء وقال

“لقد أوضحتَ موقفك بغطرسة تامة. وبالتالي، هناك شيء آخر أود إضافته “.

“إذا نجحت السيدة كروش في مساعيها الحالية، فلن نشعر سوى بالسعادة. أنه سيساعد في تحقيق طموحك الكبير أيضًا، سيد ويلهيلم. لدي آمال كبيرة “.

“أرى ذلك. طائفة الساحرة، أليس كذلك؟ “

بعد ذلك، صعد راسل على متن عربة التنين.

“ما … أأ؟”

وبشكل صامت، السائق قام بتحية ودفع التنين الأرضي إلى الجري. كان التنين الأرضي منطو على نفسه وصامت بشكل مفاجئ وهو يركض.

السلسلة الأولى تضمنت الدورات الزمنية المتعلقة بحادث سرقة الشارة في يوم استدعائه.

شاهد سوبارو عربة التنين تتلاشى في الطرقات وهو يسأل ويلهيلم عن الزائر.

“سيد سوبارو، أعتقد أنه من طبيعة الصبي أن يكون له قلب متقلب، لكن برأيي الشخصي لا يمكنني الموافقة على ذلك.”

“ويلهيلم، من كان ذلك الرجل؟”

في مواجهة وقاحة سوبارو، لا تزال كروش تتصرف بحذر. كان هذا عرضًا لعظمة شخصيتها وازدراءً واضحا لعجز سوبارو، الذي لم يكن لديه ما يستخدمه في الغضب باستثناء ملعقة صغيرة.

“راسل فيلو، أمين صندوق نقابة التجار الواقعة هنا في العاصمة الملكية. بالاسم، هو تاجر مثل أي تاجر آخر، لكنه ماكر يتلاعب بكل من التحركات المشروعة والغير مشروعة للبضائع في العاصمة. سيكون من الحكمة الافتراض أنه يعرف عنك أكثر من مجرد اسمك، سيد سوبارو “.

عندما أشار فيريس إلى ذلك، أدرك سوبارو لأول مرة أنه كان يمسك بملعقة كبيرة في يده اليمنى – وأنه كان يمسكها بفظاظة للخلف، كما لو كان سيطعن شخصًا بها.

“ايوو. إنه لأمر مخيف أن يكون لدي رجل أكبر سنًا مهتما بي بدلاً من فتاة “.

كانت الشمس قد انخفضت بالفعل في الغرب. كان ظلام الليل يغطي العالم ببطء. مع ضوء المصابيح الكرستالية المحوطة للطريق والتي تسطع عليه، انحنى سوبارو إلى الخلف على سياج حديدي وبدأ بإطلاق.

“مم، أشاركك هذا الشعور. والان اذًا-”

عندما أومأ الرجل برأسه، أدرك سوبارو أنه لم يلقي نظرة فاحصة على عيون ويلهيلم.

بعد رده على مزاح سوبارو العرضي، استدار ويلهيلم لمواجهتهم مرة أخرى.

“بالتفكير في الأمر، أين كان روزوال بحق الجحيم أثناء الهجوم …؟”

“كان راسل آخر زائر لهذا اليوم. كنت أفكر أن أذهب للداخل، لكن … هل لديك شيء تتمنى مناقشته، سيد سوبارو؟ “

“بالتفكير في الأمر، لم تكوني تعارضين المغادرة، أليس كذلك، ريم؟”

خدش سوبارو وجهه، وشعر بالحرج حيال تغيير خطط ويلهيلم. ومع ذلك، فإن الضرب في الأدغال لن يساعد أي شيء.

“أعتقد أنك محقة في ذلك. آسف، هذه وقاحة مني. أعني، تحملي معي قليلاً؛ ليس لدي أي خبرة حقًا في مفاوضات مثل هذه “.

“آسف، لكنني أخر زائر لهذا اليوم – الموضوع هو … ما إذا كان بإمكانها مساعدتي بشيء ما “.

سوبارو وريم استجابا بلطافة على ملاحظة ويلهيلم.

 

توقع سوبارو هذا النوع من الأسئلة، لذلك كان لديه إجابة جاهزة.

3

شعر سوبارو بالحاجة إلى رفض ادعاءات كروش.  ومع ذلك، بسبب طفوليته، وردود الفعل العاطفية المتدفقة داخله، لم يكن يملك القوة لدحض حجة كروش السليمة.

 

“تبا، توقيته سيء! إذًا لهذا السبب لا يمكنهم صد الهجوم!”

“كونك زائري الأخير لهذا اليوم هو تحول ممتع للأحداث.”

“على أي حال. لكلا السببين، لا يمكن لمنزلي تقديم المساعدة لإيميليا بسبب عدم كفاية الثقة. علاوة على ذلك، لم يتم منحك الحق في التصرف كمفاوض في المقام الأول، أليس كذلك؟ “

بغض النظر عن حقيقة أن جدولها الزمني قد تغير، ردت كروش بابتسامة مرحة.

شعر سوبارو بالحاجة إلى رفض ادعاءات كروش.  ومع ذلك، بسبب طفوليته، وردود الفعل العاطفية المتدفقة داخله، لم يكن يملك القوة لدحض حجة كروش السليمة.

مرتديه لباس للرجال، كانت كروش جالسة بثقل على كرسي في غرفة الاستقبال وساقيها متقاطعتان بأناقة.

 

تمسّطت (تمرر أصابعها بين خصلات شعرها) بشعرها الأخضر الغامق، ضاقت عيناها الكهرمانيتان (لون الكراميل البني المصفر المائل للذهبي) كما اخترقت نظرتها صدره.

شاهد سوبارو عربة التنين تتلاشى في الطرقات وهو يسأل ويلهيلم عن الزائر.

اعتقد سوبارو أن مظهرها الحاد كان سيخيف شخصيته القديمة في لحظة. الآن، مع وجود ريم إلى جانبه، لم يشعر بالتوتر على الإطلاق وهو يواجهها هكذا.

سقطت أكتاف سوبارو عندما رد، كان غير قادر على إخفاء حزنه واليأس من عجزه.

في غضون ذلك، وقف فيريس خلف كروش، وأذناه القططية تنتفض وهو يحدق في سوبارو في قلق واضح.

علاوة على ذلك، أسألك مرة أخرى – إذا كنتَ مدينًا لي لتنفيذ طلبك، فهذا يعني هزيمة معسكر إيميليا. هل أنت حقًا لا تمانع مع هذا؟ “

“لحسن الحظ، هناك وقت فراغ في جدول أعمالي من الآن وحتى العشاء. أنا قادرة على المرح معك دون أي مشاكل حتى ذلك الحين “.

“-”

“منذ، ميو، سألت فجأة، هذه هي الفرصة الوحيدة المتاحة لها، ميو. يجب أن يجعلك عمق تساهل ليدي كروش، ميو، تنحي رأسك على الأرض امتنانًا، سوبارووو “.

“من الأفضل أن تكون على قيد الحياة من عدمه. إذا مت، فهذه نهاية كل شيء “.

“لا تقلق. أنا لا احتاج إلى الشكر ولا إلى التذلل “.

أما الثانية فتمحورت حول هجوم الوحش الشيطاني على قصر روزوال.

“أوه يا إلهي، سيدة كروش. شجاعتك وكرمك تجعلني أقع في حبك أكثر … أنا في حالة حب! “

لقد اعتقد أن شخصًا ما سيساعده، ولذا فقد بحث وتضرع وتوسل. ألم يكن هذا ما كان من المفترض أن يفعله؟

انخرط فيريس وكروش في لعبتهما المعتادة حيث قامت السيدة بتوبيخ خادمها على سلوكه.

“—؟! كنتِ تعلمين؟ إذًا عدم وجود روزوال في القصر كان مخططًا له مسبقًا؟ “

“الضرب في الأدغال لن يحل أي شيء، ولا أعتقد أنكِ تحبين هذه الأشياء، على أي حال.”

علاوة على ذلك، أسألك مرة أخرى – إذا كنتَ مدينًا لي لتنفيذ طلبك، فهذا يعني هزيمة معسكر إيميليا. هل أنت حقًا لا تمانع مع هذا؟ “

احتاج سوبارو إلى توخي الحذر في كيفية طرحه للموضوع، لكن النقاش الدائر (اللف والدوران) لن يؤدي إلا إلى إثارة غضب كروش.

“مرحبًا، من النادر جدًا أن تطلبي شيئًا، لكنك غامضة للغاية. على أي حال، يمكنك الاسترخاء. سأتعامل مع كل شيء من الآن فصاعدًا، بطريقة ما “.

“أنت محق في ذلك. سأدعك تبدأ – ما الذي تريده؟ “

لماذا لا يبتعد الناس فقط عن طريقي ويسمحون لي بمنع مثل هذا المصير الرهيب؟

هي حقًا وصلت إلى صلب الموضوع.

“أنت تكره طائفة الساحرة. هذا هو السبب الذي جعلك تتواصل مع إيميليا، أليس كذلك؟ “

لعق سوبارو شفتيه الجافة لترطيبهما، أخذ نفسًا عميقًا، ودخل الى الموضوع.

“القرف…!”

“طائفة الساحرة أو مهما تدعى يخططون لمهاجمة منطقة روزوال. أريدك أن تقرضيني قوتك حتى نتمكن من سحقهم “.

“وهذا لأنني لا أثق في قصتك بما يكفي لتعبئة قوات منزلي لتلبية طلبك.”

قال سوبارو ما يريده في القضية المطروحة. هذه هي الشروط اللازمة لتحقيق هدفه.

“سوف أصحح أحد المفاهيم الخاطئة لك.”

لقد احتاج إلى قوة قتالية غشيمة لمعارضة طائفة الساحرة.

هذه المرة، اندفعت المشاعر الشديدة التي لا يمكن كبتها إلى حلقه لتتحول إلى صرخة. لكنها توقفت وهي على وشك الانفجار، ولكن ليس بسبب ضبط النفس في سوبارو.

بدون روزوال للاعتماد عليه، كان عليه أن يذهب إلى مكان آخر، وكانت كروش مناسبةً جدًا.

“هي-هي-هي … آو، آو، آو، آو! يا ريم! سوف تمزقينه …! “

“أرى ذلك. طائفة الساحرة، أليس كذلك؟ “

“ناه. في الوقت الحالي، إذا كنا سنعود بمفردنا، فليس هناك الكثير مما يمكننا القيام به. يجب أن نذهب مع قوات كبيرة بما يكفي لخوض معركة لائقة. وإذا لم نتمكن من فعل ذلك، فنحن بحاجة إلى إيجاد حل آخر بطريقة ما.”

حصل طلب سوبارو على ردود فعل مختلفة من الآخرين في غرفة الاستقبال، لكن كروش أومأت برأسها.

أخبر سوبارو ريم بصراحة أنه يتعين عليهم الاستعداد إلى أقصى حد ممكن. عندما رأى من زاوية عينه أن ريم قد قبلت خطته بهدوء، نظر سوبارو إلى السماء دون أن ينطق كلمة أخرى.

عندما أظهرت شفتيها اللامعة ابتسامة ساخرة، ذهل سوبارو بهذا الجانب منها والذي لم يره من قبل. تعبيرها قد خان كل توقعات سوبارو. لكن الفتيل كان قد اشتعل بالفعل.

“تأكدي من أنكِ تصبح ملكًا جيدًا، حسنًا؟ النوع الاستبدادي الذي يطرح الضعيف جانبًا “.

خفق قلب سوبارو بقوة وبسرعة بينما كان ينتظر حركة كروش التالية، عندما …

“بيتيلغيوس روماني–كونتي…!”

“ما المشكلة؟ قلت لك، هذا هو وقتك لتتحدث “.

كان صوت تعجب وتشكيك أكثر من كونه كلمة، كان إشارة بسيطة على عدم الاستيعاب أيضًا. لكن كروش تجاهلته، قاطعت ساقيها النحيفتين (وضعت ساقًا فوق الأخرى بينما هي جالسة) وكررت.

بينما تردد سوبارو، بقيت الابتسامة الرفيعة على وجه كروش وهي تميل رأسها. لقد فاجئه رد فعلها الغير المتوقع إلى حد ما.

“أولاً، أحتاج إلى معرفة مقدار الوقت الذي أملكه بالفعل.”

“إيه، أعني … كما قلت الآن.”

شاهد سوبارو عربة التنين تتلاشى في الطرقات وهو يسأل ويلهيلم عن الزائر.

“بالتأكيد لا تنوي أن تختتم كلامك بهذا الطلب وحده؟ ما هو سبب طلبك هذا مني؟ ماذا سيحدث نتيجة لذلك؟ ما هي الفائدة التي سأجنيها من قبول دعوتك للمساعدة؟ لا يمكن للمرء أن يصف هذا الأمر بأنه مفاوضات عندما تكون هذه الأمور غير واضحة بعد “.

“لماذا، لماذا …؟”

أورك…. تحشرج صوت سوبارو. بدت كروش غير مهتمة وهي أغلقت إحدى عينيها. من تلك الإيماءة وحدها، عرف سوبارو كم كان وقحًا.

 

“أعتقد أنك محقة في ذلك. آسف، هذه وقاحة مني. أعني، تحملي معي قليلاً؛ ليس لدي أي خبرة حقًا في مفاوضات مثل هذه “.

“—؟! كنتِ تعلمين؟ إذًا عدم وجود روزوال في القصر كان مخططًا له مسبقًا؟ “

“من الطبيعي الاعتراف بأوجه القصور الشخصية. لا تقلق. لكن هذه المحادثة ستستمر حتى العشاء فقط – ضع ذلك في اعتبارك. “

“لأن هناك عقد قد تم تشكيله. علاجك هو جزء من تلك الاتفاقية. بغض النظر عن الطريقة التي أعاملك بها في هذا القصر، فإنه لا يغير موقفنا كمنافسين خارج هذه الأبواب “.

إن ذكر الحد الزمني مباشرة بعد الكرم يظهر بوضوح أنها كانت تستخدم الجزرة والعصا.

 

“أولاً، السبب في أنني أطلب مساعدتك … ببساطة، أنه ليس لدينا ما يكفي من القوة البشرية، أعدادنا ضئيلة جدا للوقوف في وجه مهاجمي طائفة الساحرة. نتيجة لذلك، لا يمكننا صد الهجوم “.

1

“قصة بسيطة. لكن هل اللورد ميزرس لا يكفي بنفسه؟ قد يكون هو أقوى مقاتل في جميع أنحاء المملكة. طائفة الساحرة لا شيء عند الاعتماد على الأرقام وحدها “.

 

“قد يكون هذا هو الحال بالفعل إذا هاجموا جميعًا مكانًا واحدًا، لكنه ليس كذلك. هناك فرد واحد فقط يسمى روزوال، وسوف يهاجمون مكانين على الأقل في وقت واحد “.

بيان كروش لم يعبّر عن شخصية سوبارو الحقيقية على الإطلاق.

إذا لم يكن هناك شيء آخر، فإن القرية والقصر كانا بالفعل هدفين مؤكدين.

“….. علاوة على ذلك، ما زلت لا أعرف أي شيء عن ذلك الوحش الذي دمر القصر في نهاية المرة الثانية لي.”

تذكر أنه سمع “اكتساح نظيف” وما شابه ذلك عدة مرات. كان من الممكن أنهم اعتدوا حتى على عربات التنين والتجار المسافرين.

كانت الكلمات الخارجة من فم سوبارو غير مترابطة وعفوية ولا تغني شيئَا.

“أرى ذلك. أنا أفهم موقفك. ومع ذلك، أليس هذا اللورد ماذرز يتجاهل أملاكه العامة؟ واجب اللورد هو الحفاظ على قوته العسكرية للحفاظ على السلام. إذا أدت ثقته المفرطة إلى التراخي في هذه الواجبات، فإن سمعته كماركيز ستعاني حتماً “.

 

“لا يمكنني الاختلاف مع كلمة واحدة مما قلتيها. على أي حال، لهذه الأسباب، ليس لدينا ما يكفي للتعامل مع طائفة الساحرة. أريد شيئًا أقاتل به، وهو قوة الأرقام “.

“جيد إلى حد ما، ذلك أنني جئت إلى هنا عدة مرات من قبل وقضيت وقتًا معك نلقي نظرة على العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية … ولكن عمن تبحث؟”

بغرض المفاوضات، أخفى سوبارو أن روزوال – وهو القوة التي يستند عليها في مفاوضاته – قد لا يكون موجودًا.

“اقتليهم … اقتليهم! ألا تفهمين؟! لا يمكنك ترك أناس مثل هؤلاء يعيشون! اقتليهم! ساعديني، اللعنة …!! “

كان يلقي نظرة جانبية على ويلهيلم. إذا تم قبول طلبه، كان ويلهيلم بالطبع جزءًا من قوات كروش التي يأمل في استعارتها. ربما فهم المعنى الكامن وراء نظرة سوبارو، زفرت كروش وبدت وكأنها تغرق في تفكير عميق.

لاحظ الرجل نظراتهم وهو واصلا إلى مقدمة البوابة، ملامسًا اللحية المنسقة جيدًا على ذقنه.

“طائفة الساحرة… لقد قاموا أخيرًا بالتحرك، أرى …”

“حسنًا، بعد كل ذلك، لا يمكنني العودة زاحفًا مرة أخرى لمزيد من الشفاء. مهما كان ما ساومته إيميليا مقابله، أشعر بالسوء تجاهها “.

“مممممم. حسنًا، لقد توقعنا تقريبا عندما صعدت السيدة إيميليا، نصف الإلف، إلى المسرح … “

كانت نظرة كروش قاسية ومليئة بشيء يشبه الشفقة.

كما غمغمت كروش ووافق فيريس، أومأ السيد والخادم لبعضهما البعض، قام سوبارو بتجعيد حواجبه.

“إذا كانت تجاربي هي المبدأ الذي أستند إليه للحكم على أساسه، فإن ما تتحدث عنه ليست بأكاذيب.” “ث- ثم…!”

ولكن قبل أن يسأل عن أي شيء، حول سوبارو تركيزه إلى جانبه – حيث جلست ريم هناك، وهي تقضم شفتيها بصمت أخرجت عاطفة شديدة منها. كان التعبير على وجهها فارغًا عن قصد، لكن اضطرابها الداخلي كان واضحًا.

“إذا كانت فرضيتي صحيحة، وكان الدافع وراء أفعالك هو الكراهية الجامحة لطائفة الساحرة، فلا يسعني إلا أن أتساءل عما إذا كنت قد اقتربت من إيميليا لمجرد استخدامها كنقطة انطلاق في المقام الأول.”

طائفة الساحرة، موضع كراهية ريم، أصبحوا الآن العدو الأكبر لسوبارو. ربما كان لديه نفس النظرة في عينيه مثلها.

خفضت عينيها، غير قادرة على إخفاء خيبة أملها وفزعها من رد فعله.

“ظروفك واضحة. الآن، سأسمع الآن سببك لاختيار طلب المساعدة من منزلي … ومنطقك في القيام بذلك “.

“هلا تصمت وتستمع قليلاً -”

“لقد اخترتك أنت وشعبك لأن لديك أفضل فرصة لتغيير هذا الأمر. علاوة على ذلك، لقد قدمتِ لريم ولي كرم ضيافتك، وأعتقد أنه من الأسهل العمل معك مقارنة بالمرشحين الآخرين “.

“إذا كانت فرضيتي صحيحة، وكان الدافع وراء أفعالك هو الكراهية الجامحة لطائفة الساحرة، فلا يسعني إلا أن أتساءل عما إذا كنت قد اقتربت من إيميليا لمجرد استخدامها كنقطة انطلاق في المقام الأول.”

توقع سوبارو هذا النوع من الأسئلة، لذلك كان لديه إجابة جاهزة.

“أنت تؤمن تمامًا أن تصريحاتك هي الحقيقة، وبالتالي فهي ليست أكاذيب بالنسبة لك. أولئك الواقعون في مثل هذه الحالة هم يطلق عليهم المجانين، سوبارو ناتسكي.”

في أعماقه، كان يعتقد أن هناك آخرين يسهل التعامل معهم أكثر من كروش. لكن بسبب مشاعر سوبارو الخاصة، وسهولة الاتصال بها في الوقت الحالي، قادته إلى الاجتماع الحالي.

“لا تـ—! لماذا أنتِ…؟!”

“من الأسهل العمل معي، كما تقول.”

لقد أعطت أهمية مبالغًا بها حول الجدارة بالثقة، والمصالح، وغير ذلك من الهراء الذي لا طائل منه. لا تمك ذرة من الآداب البشرية فيها. كيف يمكن لأي شخص أن يتحمل هذا يتحمل هذا الأسلوب الجبار والمتعالي–؟ “

“نعم هذا صحيح. لهذا السبب أردت أن أتحدث إليك عن هذا … “

“أنا قادرة على تمييز ما إذا كان الشخص يكذب إلى حد كبير. يمكنني أن أتباهى بأنه، منذ زمن بعيد، لم يسبق لي أن تعرضت للغش في المفاوضات “.

“سوبارو ناتسكي، اسمح لي بتصحيح شيء واحد. “

“لا تعبثي مع -!”

عندما تلقت رد سوبارو، أعطته كروش ابتسامة مشرقة، غنية بالمعنى، حيث رفعت إصبعًا واحدًا.

سقط سوبارو على ركبتيه، وسجد وهو يناشدها بجدية للمساعدة.

“لقد ولدت ضيافتي لك كمضيف سوء فهم. لهذا، أنا أعتذر. “

“هي-هي-هي … آو، آو، آو، آو! يا ريم! سوف تمزقينه …! “

“… ماذا تقصدين، سوء فهم؟”

هي حقًا وصلت إلى صلب الموضوع.

“أنا لا أعاملك كعدو. ومع ذلك، فإن إيميليا وأنا متنافسان سياسيان بالفعل. هل ترى؟ إيميليا تقف كمعارضة لي “.

مزقت كلمات كروش بهدوء قلب سوبارو المكشوف.

“إيه، لكنك أخذتنا تحت سقفك …”

أورك…. تحشرج صوت سوبارو. بدت كروش غير مهتمة وهي أغلقت إحدى عينيها. من تلك الإيماءة وحدها، عرف سوبارو كم كان وقحًا.

“لأن هناك عقد قد تم تشكيله. علاجك هو جزء من تلك الاتفاقية. بغض النظر عن الطريقة التي أعاملك بها في هذا القصر، فإنه لا يغير موقفنا كمنافسين خارج هذه الأبواب “.

 

حتى في المرة الأولى، أعلنت كروش أن سوبارو سيكون عدوها لحظة انتهاء العقد. لقد كان بيانًا صادقًا للحقيقة وإعلانًا بأنه لا جدوى من طلب أي شيء منها.

في العادة، كان سوبارو ليُصر على الأمر، ولكن مع انشغال ذهنه بأمور أُخرى، لم يخض في النقاش.

“بعبارة أخرى، ليس هناك فرصة لتوحيد القوى معك؟”

“إذًا أنتِ تقولين إنني أستخدم إيميليا كذريعة للانتقام ؟!”

“هذا أمر مختلف تمامًا. كما قلت من قبل، سوبارو ناتسكي، إذا كانت هناك مفاوضات، فيجب أن تكون هناك فوائد مقبولة لكلا الجانبين. كل شيء حتى الآن، بما في ذلك دوافعك، خدم كل ذلك فقط لتوضيح الأهداف الخاصة بك. أود فقط أن أسأل، من وجهة نظرك ما الذي سأجنيه من إعطائك القوة العسكرية. بعد كل ذلك…”

“سيد سوبارو، أعتقد أنه من طبيعة الصبي أن يكون له قلب متقلب، لكن برأيي الشخصي لا يمكنني الموافقة على ذلك.”

في تلك المرحلة، تراجعت كلمات كروش. وضعت كوعها على المسند، وأرحت ذقنها على راحة يدها.

عندما تلقت رد سوبارو، أعطته كروش ابتسامة مشرقة، غنية بالمعنى، حيث رفعت إصبعًا واحدًا.

“يمكن القول إنه لم يكن هناك أي تفسير ضروري حقًا. الآن بعد أن أصبح سلالة إيميليا معرفة عامة، كنا نتوقع من طائفة الساحرة أن يقومون بخطوة. بغض النظر عن الظروف، كنا متأكدين بالفعل من ذلك “.

4

على ما يبدو، لم تشكك كروش أبدًا في أن طائفة الساحرة ستحاول فعل شيئًا ما. ربما يمكن تسميتها بالمعرفة العامة الخاصة بعالمها. في كلتا الحالتين، كان ذلك يعمل لصالح سوبارو.

“وهذا لأنني لا أثق في قصتك بما يكفي لتعبئة قوات منزلي لتلبية طلبك.”

“بما أن الأمر كذلك، فإن هذه المفاوضات تتوقف على المنفعة المتبادلة. في حالتك، ستكون قادرًا على استعارة قوة منزلي للقضاء على خطر طائفة الساحرة. ماذا عن فوائد بيتي إذًا؟ هذا ما أطلبه منك. “

تحرك الظل بشكل مخيف وبطيء، كما لو أن سحب العاصفة كانت تتجمع على طول مسار سوبارو…

“ب-ببساطة، إنقاذ الناس ليس- …”

“… ماذا تقصدين، سوء فهم؟”

“سيكون الأمر مثاليًا، إلى حد ما، إذا كان هذا سببًا كافيًا لنا لحشد القوات”. (هي تقصد أن إنقاذ الناس سيكون هو السبب المعلن للعامة عن سبب حشد القوات لكنّها تسأل عن الفوائد “المادية” التي ستجنيها من المساعدة)

لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا. منذ أن تم نقله إلى هذا العالم الجديد، منذ المرة الأولى التي أنقذت فيها حياته، عاش سوبارو من أجل إيميليا.

كانت نظرة كروش التي سقطت على سوبارو بمثابة شفرة تقطع الوهم في إجابته بهدف إلى إلحاق جرح مميت.

“ألا تشعرين بالسوء لمعرفتك لهذا الأمر وتركهم على أي حال؟! إذا كان لديكِ القدرة على إنقاذهم، فلماذا لا تحاولين؟! ما الخطأ في مساعدة الناس؟! لأنها أرض شخص آخر، أهذه هي مشكلتك؟! “

“آه، صحيح. على سبيل المثال، فإن تقديم يد المساعدة في وقت الأزمة هذا يعني أن معسكرنا يدين لك بخدمة كبيرة جدًا … “

كان يلقي نظرة جانبية على ويلهيلم. إذا تم قبول طلبه، كان ويلهيلم بالطبع جزءًا من قوات كروش التي يأمل في استعارتها. ربما فهم المعنى الكامن وراء نظرة سوبارو، زفرت كروش وبدت وكأنها تغرق في تفكير عميق.

“- هل أفهم أن هذا يعني أنك تفهم أنه إذا قبلت اقتراحك، فسوف يترتب على ذلك انسحاب إيميليا من الاختيار الملكي؟”

“أنت صارم جدًا أيضًا، لدرجة أنني منبهر بشدة من منظور شخص لا يستطيع العيش بنفس الطريقة. بعد قولي هذا، اسمح لي أن أبهجك “.

“إيه؟”

– الكراهية التي تراكمت داخل سوبارو من ميتته الأولى والثانية قد أججت لهيب تعطشه للدماء.

الإقحام الحاد لتعليقها ترك فم سوبارو مفتوحًا.

3

“هذا طبيعي، أليس كذلك؟ إن إلقاء نفسك تحت رحمة سيد آخر عندما تكون أرضك في خطر هو مسألة تتعلق بالكفاءة لتولي للعرش. إذا كان الشخص لا يستطيع حماية رعاياه من خلال حكم القانون وقوة السلاح، فكيف يُتوقع منهم أن يتحملوا عبء مملكة بأكملها؟ سوبارو ناتسكي. سوف أصحح لك شيئًا آخر “.

“نحن فقط لا نملك العدد الكافي. بحق الجحيم ما الذي كان ينويه روزوال…؟ “

وجهت كروش طرف إصبعها نحو سوبارو، خضعت الغرفة تحت ضغط صامت، وكأنها مستعدة لتخترقه بإصبعها.

“من فضلك اهدأ. لن يأتي شيء من فقدان السيطرة هنا. وإذا قمت بذلك، فلن تتمكن من محاربة السيد ويلهيلم “.

“من خلال إجراء هذه المفاوضات، فإنك تحمل مصير إيميليا على عاتقك. بطبيعة الحال، كل شيء تقوله فإنه يؤثر عليها، وإن كلماتك تحمل نفس وزن كلمات إيميليا. إن هذا ليس قرارًا يجب عليك اتخاذه بسهولة، ولا يمكنك إرجاع الكلمات التي تقولها بسهولة “.

6

“… آه، هه …”

أمالت كروش رأسها في تواضع نحو نبرة ريم، لا يختلف موقفها عن ذي قبل.

علاوة على ذلك، أسألك مرة أخرى – إذا كنتَ مدينًا لي لتنفيذ طلبك، فهذا يعني هزيمة معسكر إيميليا. هل أنت حقًا لا تمانع مع هذا؟ “

“هل تدرك ما قلتَه للتو؟ بقدر ما تهمني هزيمة إيميليا، فإن ذلك سيحدث دون أي تدخل من جانبي على الإطلاق “.

في هذه اللحظة فقط بدأ سوبارو في فهم موقفه بصدق.

إن ذكر الحد الزمني مباشرة بعد الكرم يظهر بوضوح أنها كانت تستخدم الجزرة والعصا.

لم يكونوا يشاركون في نادي نقاش ما بعد المدرسة حيث لم يكن لدى سوبارو مسؤولية حقيقية لتحملها. لقد كانوا الآن في وسط مرحلة حيث يمكن لبيان واحد أن يغير مصير العديد من الناس أو حتى يقرر الاتجاه الذي ستتخذه المملكة بأكملها.

الآن بعد أن عرف ما يجب أن يفعله، لم يشعر سوبارو بالتخوف على الإطلاق.

“ولكن على الرغم من ذلك…”

 

فات الأوان، أدرك العبء الثقيل الذي يحمله على كتفيه. لكن سوبارو صك أسنانه.

4

تمامًا كما قالت كروش، فإن استعارة قوتها وفقًا للشروط الحالية يعني أن إيميليا ستفقد مكانها في الاختيار الملكي – وهو فشل لا عودة عنه. ولكن إذا لم يعتمد على قوة كروش، فكل ما كان ينتظره هو هياج المتعصبين من طائفة الساحرة ومآسيهم.

أومأ ويلهيلم برأسه ردًا على كلمات راسل، خافضا وجهه المتجعد بشدة. “كما أنا عليه الآن، لا شيء جيد يأتي استنادا باسم عائلة زوجتي.”

صرَّ دماغ سوبارو بشكل مؤلم من التفكير ذهابًا وإيابًا في رأسه.

“إذا كانت تجاربي هي المبدأ الذي أستند إليه للحكم على أساسه، فإن ما تتحدث عنه ليست بأكاذيب.” “ث- ثم…!”

“….. ومع ذلك، أريدك أن تساعدينا.”

“…شكرا لك. بالمناسبة، كيف تعرف اسمي؟ شخص ما أخبرك به؟ عدم الكشف عن هويتي هو سري الأكبر، لذلك إذا انتشر اسمي، فسأكون محرجًا جدًا عند ممارسة عملي “.

“… حتى لو كان ذلك يعني خسارة الاختيار الملكي؟”

بدلاً من سوبارو، الذي خضع للصمت، قالت كروش ببطء له.

“من الأفضل أن تكون على قيد الحياة من عدمه. إذا مت، فهذه نهاية كل شيء “.

هناك مأساة حتمية لا مفر منها على الإطلاق ستنزل على القصر والقرية، وكانت طائفة الساحرة هي المسؤولة. الحل الوحيد الذي يستطيع سوبارو التفكير به ردًا على مصيره الحالي—

سقطت أكتاف سوبارو عندما رد، كان غير قادر على إخفاء حزنه واليأس من عجزه.

“آسفة لجعلك تنتظر، سوبارو.”

“إذا مت الآن، فقد انتهى الأمر.”

رفع يده لمنع كروش من قطع المحادثة، باحثًا بيأس داخل رأسه عن طريقة ما لمواصلة المفاوضات.

بتذكر المشهد الفظيع للقرية المدمرة ريم، التي كانت جالسةً بجانبه مباشرة، وهي تواجه موتًا قاسيًا – لم يكن لدى سوبارو الشجاعة لرؤية ذلك مرة أخرى.

كان روزوال بمفرده قوياً بما يكفي لدرجة أنهم قد يتمكن من إرسال قوات الطائفة لحزم أمتعتهم والمغادرة. إذًا ما الذي كان يفعله ساحر البلاط في اللحظة التي كانوا في أمس الحاجة إليه…؟

أنزل رأسه وابتلع الذل. كان ذلك ضروريًا حتى يتمكن على الأقل من إنقاذ حياتهم.

“….. علاوة على ذلك، ما زلت لا أعرف أي شيء عن ذلك الوحش الذي دمر القصر في نهاية المرة الثانية لي.”

“مفهوم. في هذه الحالة، لن تقدم لك دار كارستن أي مساعدة من أي نوع.”

“هل أنت … ستطردني؟”

 

كان لدى كروش سبب آخر لعدم الموافقة على اقتراح سوبارو – وهو سبب تخليها عن إيميليا. وكان ذلك-

 

بصق رده دون أن يستدير، أغلق سوبارو الباب.

4

2

 

“من الأسهل العمل معي، كما تقول.”

للحظة، تجمد سوبارو، غير قادرٍ على استيعاب ما قيل له للتو.

عندما أظهرت شفتيها اللامعة ابتسامة ساخرة، ذهل سوبارو بهذا الجانب منها والذي لم يره من قبل. تعبيرها قد خان كل توقعات سوبارو. لكن الفتيل كان قد اشتعل بالفعل.

“——هاه؟”

“ناه. في الوقت الحالي، إذا كنا سنعود بمفردنا، فليس هناك الكثير مما يمكننا القيام به. يجب أن نذهب مع قوات كبيرة بما يكفي لخوض معركة لائقة. وإذا لم نتمكن من فعل ذلك، فنحن بحاجة إلى إيجاد حل آخر بطريقة ما.”

كان صوت تعجب وتشكيك أكثر من كونه كلمة، كان إشارة بسيطة على عدم الاستيعاب أيضًا. لكن كروش تجاهلته، قاطعت ساقيها النحيفتين (وضعت ساقًا فوق الأخرى بينما هي جالسة) وكررت.

“جيد إلى حد ما، ذلك أنني جئت إلى هنا عدة مرات من قبل وقضيت وقتًا معك نلقي نظرة على العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية … ولكن عمن تبحث؟”

“أكرر. طلبكم من منزلي إرسال المساعدة إلى إقطاعية ماذرز (ميزرس) – لإعارة قوات عسكرية إلى إيميليا—مرفوض.”

إذا كان ما حدث بالفعل هو الاحتمال الأخير، فإن طائفة الساحرة كانت دقيقة في مخططاتها، وإذا كان الذي حدث هو الفكرة الأولى، فقد أسقط روزوال الكرة حقًا. لم يكن بإمكان سوبارو سوى أن يتنهد فقط في كلتا الحالتين.

صرَّ سوبارو على أسنانه بغضب عندما قالتها كروش بعبارات يمكن أن يفهمها.

بدون روزوال للاعتماد عليه، كان عليه أن يذهب إلى مكان آخر، وكانت كروش مناسبةً جدًا.

شاعرًا بالاستصغار من خلال بيانها الهادئ، دخل سوبارو في نوبة غضب.

“أنت تكره طائفة الساحرة. هذا هو السبب الذي جعلك تتواصل مع إيميليا، أليس كذلك؟ “

“لا تـ—! لماذا أنتِ…؟!”

القضاء على ذلك المجنون البغيض كان القوة الدافعة وراء كل تصرفات سوبارو.

“أولاً، الميزة التي سأحصل عليها من جانبي والتي اعترفت أنت بها بمرارة —هزيمة إيميليا في الاختيار الملكي— ليس لها وزن كورقة مساومة مفيدة في هذه المفاوضات. أتعرف لماذا؟ “

عندما أظهرت شفتيها اللامعة ابتسامة ساخرة، ذهل سوبارو بهذا الجانب منها والذي لم يره من قبل. تعبيرها قد خان كل توقعات سوبارو. لكن الفتيل كان قد اشتعل بالفعل.

“ما-ماذا تقولين بحق الجحيم؟ يجب أن يكون وداع أحد منافسيك أمرًا يستحق كل هذا العناء بالنسبة لك…”

“أولئك الجهلة… لماذا لا يفهمون أنني أفعل الشيء الصحيح …؟!”

“هل تدرك ما قلتَه للتو؟ بقدر ما تهمني هزيمة إيميليا، فإن ذلك سيحدث دون أي تدخل من جانبي على الإطلاق “.

احتاج سوبارو إلى توخي الحذر في كيفية طرحه للموضوع، لكن النقاش الدائر (اللف والدوران) لن يؤدي إلا إلى إثارة غضب كروش.

“ما الذي …”

“من الأسهل العمل معي، كما تقول.”

…تقولينه؟ هذا ما كان سيقوله سوبارو لكنه استوعب الأمر بمفرده.

سقطت أكتاف سوبارو عندما رد، كان غير قادر على إخفاء حزنه واليأس من عجزه.

“كما أشرتَ أنت سابقًا، بدون مساعدة، لا تستطيع إيميليا حماية مقاطعة ماذرز. بمعنى آخر، على هذا المعدل، ومن دون تدخلي بتاتًا، ستُهزم إيميليا في الاختيار الملكي.”

رد سوبارو على الكلمات بلا مبالاة، لكن تعبيره تغير. لقد تحولت ابتسامته من ابتسامة مبهمة إلى ابتسامة “حقيقية”.

“—”

“لقد ولدت ضيافتي لك كمضيف سوء فهم. لهذا، أنا أعتذر. “

“في الواقع، إذا قمت بتقديم المساعدة بتهور، فإن معرفة الآخرين أنني قدمت هذه المساعدة لاستبعاد إيميليا سيكون مشكلة أنا في غنى عنها. كما تعلم فإن منزلي حاليًا هو المفضل للفوز بهذا الاختيار الملكي. إذا أصبح معروفًا أنني طردت مرشحًا آخر من المسابقة، فلن أفشل في إثارة عداوة الآخرين.”

فجأة، شدًّ شيء ما ملابسه.

بعبارة أخرى، طالما أنها تراقب من الخارج بهدوء، ستحصل كروش على الفائدة التي أشارت إليها إلى سوبارو دون أن تسبب أي ضرر لنفسها. لم يكن هناك سبب يدعوها إلى المخاطرة بخطر غير ضروري؛ سيكون مثل انتزاع الكستناء من النار.

“لقد كشف عما في روحه. لا يتماشى مع معتقداتي أن يمتنع عن الإجابة “.

لكن هذا يعني –

كما غمغمت كروش ووافق فيريس، أومأ السيد والخادم لبعضهما البعض، قام سوبارو بتجعيد حواجبه.

“هل ستتخلين عن الناس في روزوال … تلك القرية سيتم ذبحها من طرف طائفة الساحرة؟!”

إذا ظهر سوبارو وريم فقط للمساعدة، فسيؤدي ذلك إلى تكرار ما حدث من قبل. نعم، إذا غادروا في وقت أقرب من المرات السابقة، فهناك احتمال أن يتمكنوا من العودة إلى القصر بأمان دون مواجهة طائفة الساحرة. ولكن ربما يكون من الصعب للغاية صد الطائفة بأي شيء سوى الموارد المتوفرة في القصر.

صرخ سوبارو، لكن نظرة كروش الجليدية جعلته يصمت.

“هذا أمر مختلف تمامًا. كما قلت من قبل، سوبارو ناتسكي، إذا كانت هناك مفاوضات، فيجب أن تكون هناك فوائد مقبولة لكلا الجانبين. كل شيء حتى الآن، بما في ذلك دوافعك، خدم كل ذلك فقط لتوضيح الأهداف الخاصة بك. أود فقط أن أسأل، من وجهة نظرك ما الذي سأجنيه من إعطائك القوة العسكرية. بعد كل ذلك…”

“سوف أصحح سوء فهمك. وأنا أقوم بتغيير الموضوع، سوبارو ناتسكي “.

“هذا … لكنك لم تقولي كلمة واحدة تشير لذلك من قبل …!”

“القرف…!”

على ما يبدو، لم تشكك كروش أبدًا في أن طائفة الساحرة ستحاول فعل شيئًا ما. ربما يمكن تسميتها بالمعرفة العامة الخاصة بعالمها. في كلتا الحالتين، كان ذلك يعمل لصالح سوبارو.

“إن افتقار إيميليا للقوة لحماية مجالها وافتقار إيميليا للقدرة على الحكم هو الذي تسبب في وقوع هذه الكارثة على شعبها، ليس ذلك بذنبي.”

“بالتفكير في الأمر، لم تكوني تعارضين المغادرة، أليس كذلك، ريم؟”

قلة القوة … قلة القدرة – صدمه ثقل هذه الكلمات.

 

شعر سوبارو بالحاجة إلى رفض ادعاءات كروش.  ومع ذلك، بسبب طفوليته، وردود الفعل العاطفية المتدفقة داخله، لم يكن يملك القوة لدحض حجة كروش السليمة.

“منذ، ميو، سألت فجأة، هذه هي الفرصة الوحيدة المتاحة لها، ميو. يجب أن يجعلك عمق تساهل ليدي كروش، ميو، تنحي رأسك على الأرض امتنانًا، سوبارووو “.

“يبدو أنك قلت ما تريد.”

أما الثانية فتمحورت حول هجوم الوحش الشيطاني على قصر روزوال.

فحصت كروش الوقت، كما يتضح من الضوء الكهرماني لكريستال الزمن السحري فوق باب غرفة الاستقبال.

“لا تقلق. أنا لا احتاج إلى الشكر ولا إلى التذلل “.

“سيكون وقت الأرض قريبًا. حان وقت العشاء. كل ذلك وفقًا للجدول الزمني، على ما يبدو “.

خدش سوبارو وجهه، وشعر بالحرج حيال تغيير خطط ويلهيلم. ومع ذلك، فإن الضرب في الأدغال لن يساعد أي شيء.

عند رؤية كروش على وشك النهوض من مقعدها، أصيب سوبارو فجأة بالتوتر وهو ينادي، “أنت- انتظري!”

ولكن في مواجهة نداء سوبارو الصادق الذي لا يتزعزع والمهين …

رفع يده لمنع كروش من قطع المحادثة، باحثًا بيأس داخل رأسه عن طريقة ما لمواصلة المفاوضات.

ابتسم ويلهيلم ابتسامة باهتة بينما سمع سوبارو وهو يذكر هذه الحقائق بخفة.

“هل ستتخلين عنهم حقًا؟ أهل القرية لم يرتكبوا أي خطأ! لا يوجد سبب لموتهم! “

قال سوبارو ما يريده في القضية المطروحة. هذه هي الشروط اللازمة لتحقيق هدفه.

كانت الكلمات الخارجة من فم سوبارو غير مترابطة وعفوية ولا تغني شيئَا.

“أنت تدَّعي أنك تريد إنقاذ الناس، وحماية الناس، أنت تنعِّم الأشياء على السطح بينما تغلي المشاعر الأكثر قتامة بداخلك. على أقل تقدير، هذا يتعارض مع ما رأيته عنك في غرفة العرش “.

 

“…. ليس هناك لحظة واحدة لنضيعها. هل سنعود إلى قصر السيدة روزوال؟”

كانت مجرد محاولة ضعيفة لمناشدة الخير في الطرف الآخر.

ولكن بعد ذلك، ارتعش وجه الرجل العجوز. عيناه الزرقاوان حدقتا في سوبارو، على ما يبدو باحثتان عن شيء ما.

ظهرت نظرة خافتة من خيبة الأمل في عيني كروش وهي تستمع إلى تفكيره غير الناضج.

“من خلال إجراء هذه المفاوضات، فإنك تحمل مصير إيميليا على عاتقك. بطبيعة الحال، كل شيء تقوله فإنه يؤثر عليها، وإن كلماتك تحمل نفس وزن كلمات إيميليا. إن هذا ليس قرارًا يجب عليك اتخاذه بسهولة، ولا يمكنك إرجاع الكلمات التي تقولها بسهولة “.

“أخبرتك. أنا لست الشخص الذي لا تكفي قوته … “

قال سوبارو ما يريده في القضية المطروحة. هذه هي الشروط اللازمة لتحقيق هدفه.

“ألا تشعرين بالسوء لمعرفتك لهذا الأمر وتركهم على أي حال؟! إذا كان لديكِ القدرة على إنقاذهم، فلماذا لا تحاولين؟! ما الخطأ في مساعدة الناس؟! لأنها أرض شخص آخر، أهذه هي مشكلتك؟! “

“سيد سوبارو. هل تغير شيء ما في قلبك أثناء غيابك؟ “

“هلا تصمت وتستمع قليلاً -”

“سواء أكرههم أم لا إنهم أشرار! لا يمكنكِ أن تدعي الناس للموت هكذا! لهذا السبب يجب أن نقتلهم جميعًا! هذا سوف ينقذ الجميع! سوف يساعد الجميع! لا أحد يجب أن يعاني – هؤلاء الأوغاد يحتاجون فقط للموت!! “

“لا بأس، فيريس.”

عندما أظهرت شفتيها اللامعة ابتسامة ساخرة، ذهل سوبارو بهذا الجانب منها والذي لم يره من قبل. تعبيرها قد خان كل توقعات سوبارو. لكن الفتيل كان قد اشتعل بالفعل.

“لكن سيدة كروش! هذه المرة لقد تمادى كثيرًا، مياو! “

حتى في المرة الأولى، أعلنت كروش أن سوبارو سيكون عدوها لحظة انتهاء العقد. لقد كان بيانًا صادقًا للحقيقة وإعلانًا بأنه لا جدوى من طلب أي شيء منها.

“لقد كشف عما في روحه. لا يتماشى مع معتقداتي أن يمتنع عن الإجابة “.

لكن هذا يعني –

على الرغم من أن فيريس عوى من الفزع، إلا أنه انحنى بهدوء لأمر كروش.

“….. ومع ذلك، أريدك أن تساعدينا.”

كانت كروش تنظر إليه من زاوية عينيها، جلست مستقيمة على كرسيها.

“إنْ؟

وبعد أن أخذت نفسا عميقا، فكرت في كلمات سوبارو.

 

“أنت تسأل هل من الخطأ مني التغاضي عن هذا، للسماح لهم بالموت؟”

 

“هذا صحيح! أنتِ تهدفين إلى العرش، أليس كذلك؟! وأن تحملي عبء هذا البلد كله على ظهرك؟ أي نوع من الملوك لا يبالي بأمور قرية بأكملها؟! “

سوبارو، يراجع استنتاجه الأول بثقة متجددة، أومأ برأسه إلى ريم، التي كانت تراقبه طوال الوقت. تم تحديد الهدف، لكن الوقت كان قصيرًا. إذا أراد أن يفعل ما هو أفضل من الدورتين السابقتين على الأقل، فعليه مغادرة العاصمة الملكية في اليوم التالي. باعتبار أن الليل قد حل، فهذا ترك له حوالي نصف يوم للعمل به.

“سوف أصحح أحد المفاهيم الخاطئة لك.”

بصق رده دون أن يستدير، أغلق سوبارو الباب.

رفعت كروش إصبعها.

وقعت هجمة طائفة الساحرة على القصر والقرية قبل نصف يوم من وصول سوبارو إلى القرية.

انطلقت نظرتها مباشرة عبر سوبارو، ويبدو أنها كانت تلومه على تافهته.

كانت ريم تشد كم سوبارو، وامتلأت عيناها بالحزن.

“عندما رفضت عرضك، أشرت إلى سبب واحد. سأوضح السبب الرئيسي الآخر لشكوكي “.

“سوف أصحح أحد المفاهيم الخاطئة لك.”

كان لدى كروش سبب آخر لعدم الموافقة على اقتراح سوبارو – وهو سبب تخليها عن إيميليا. وكان ذلك-

“الضرب في الأدغال لن يحل أي شيء، ولا أعتقد أنكِ تحبين هذه الأشياء، على أي حال.”

“وهذا لأنني لا أثق في قصتك بما يكفي لتعبئة قوات منزلي لتلبية طلبك.”

“كما أشرتَ أنت سابقًا، بدون مساعدة، لا تستطيع إيميليا حماية مقاطعة ماذرز. بمعنى آخر، على هذا المعدل، ومن دون تدخلي بتاتًا، ستُهزم إيميليا في الاختيار الملكي.”

ألقى بيانها بكل ما قيل في هذا الاجتماع عرض الحائط، مما أذهل سوبارو.

“من خلال إجراء هذه المفاوضات، فإنك تحمل مصير إيميليا على عاتقك. بطبيعة الحال، كل شيء تقوله فإنه يؤثر عليها، وإن كلماتك تحمل نفس وزن كلمات إيميليا. إن هذا ليس قرارًا يجب عليك اتخاذه بسهولة، ولا يمكنك إرجاع الكلمات التي تقولها بسهولة “.

“ما … أأ؟”

فحصت كروش الوقت، كما يتضح من الضوء الكهرماني لكريستال الزمن السحري فوق باب غرفة الاستقبال.

“طائفة الساحرة؟ نعم، من الممكن أن يتحركوا في هذه المرحلة. سيكون هذا متناسب مع عقيدتهم وأنشطتهم حتى الآن. يمكنني الموافقة بناءً على هذه العوامل. ومع ذلك، فإن المشكلة تكمن في مكان آخر “.

“…أهدأ؟ عن ماذا تتحدث؟ لن أفعل أي شيء أبدًا – “

“في مكان آخر…؟”

حدق سوبارو في كروش، متشبثًا بلقب الرجل المجنون الحقير.

“إنها مسألة بسيطة. كيف يمكنك تحديد المكان والتاريخ والوقت بالضبط حيث سيضربون؟ “

 

كانت تشير بإصبعها نحو سوبارو، وكانت عيون وصوت كروش مثل الخناجر.

“—سوبارو.”

“الطائفة غامضة تمامًا لدرجة أن طبيعتها الحقيقية غير معروفة تمامًا. من الواضح أن منظمتهم قد نجت لمئات السنين بينما كانت تتهرب من الدمار، مما تسبب لنا بـ أضرار جسيمة في هذه الأثناء. إذًا كيف علمت بالضبط بفعلهم الحقير القادم؟ “

السلسلة الأولى تضمنت الدورات الزمنية المتعلقة بحادث سرقة الشارة في يوم استدعائه.

“هذا … لكنك لم تقولي كلمة واحدة تشير لذلك من قبل …!”

“لقد كشف عما في روحه. لا يتماشى مع معتقداتي أن يمتنع عن الإجابة “.

“لم أشعر بالحاجة إلى أن أكون بهذه الصراحة. وبما أنك لم تستطع قبول قراري من قبل، فقد أشرت إليك الآن إلى جوهر الأمر. إذا كنت لا تزال غير قادر على تقبله، فهناك احتمال واحد “.

“لا يمكنني الاختلاف مع كلمة واحدة مما قلتيها. على أي حال، لهذه الأسباب، ليس لدينا ما يكفي للتعامل مع طائفة الساحرة. أريد شيئًا أقاتل به، وهو قوة الأرقام “.

بدلاً من سوبارو، الذي خضع للصمت، قالت كروش ببطء له.

“أرى أنك قد عدت.”

“بطبيعة الحال، ألا تعني معرفتك مخططات طائفة الساحرة أنك جزءًا منها؟”

 

“لا تعبثي مع -!”

 

هذه المرة، اندفعت المشاعر الشديدة التي لا يمكن كبتها إلى حلقه لتتحول إلى صرخة. لكنها توقفت وهي على وشك الانفجار، ولكن ليس بسبب ضبط النفس في سوبارو.

توقع سوبارو هذا النوع من الأسئلة، لذلك كان لديه إجابة جاهزة.

“-”

الإقحام الحاد لتعليقها ترك فم سوبارو مفتوحًا.

كان السبب هو الهالة المروعة والمتزايدة من ريم بينما كانت تراقب بصمت التبادل بين كروش وسوبارو.

“——هاه؟”

“سيدة كروش، بالتأكيد أنت تمزحين.”

“أنت ترتدي مظهر رجل تطارده المحنة … وهي ليست محنة ذات عواقب بسيطة.”

أمالت كروش رأسها في تواضع نحو نبرة ريم، لا يختلف موقفها عن ذي قبل.

“مثلما أشارت ريم، العنف لن يجلب لك أي شيء، مواء. إذا دخلت في حالة من الغضب هنا، فسأبقي ريم مشغولةً بينما يقطعك الرجل العجوز ويل إلى نصفين “.

“محال أن يكون سوبارو جزءًا من طائفة الساحرة.”

لم يره سوبارو خلال المرة الأولى أو الثانية من خلال السلسلة الحالية من الدورات.

“هل هذا صحيح؟ انطلاقًا من بيان سوبارو ناتسكي، إذا لم يكن يستطع الإفصاح عن سبب امتلاكه مثل هذه المعلومات، فلا يمكنني الوصول إلى استنتاج آخر. ألا تعرفين لماذا أقول هذا؟ “

لقد رأى ذلك. لقد شعر بكل شخص لحظة وفاته.

“-أما أنا فلا.”

للهروب من هذه الدورة، كان بحاجة إلى إلقاء شبكة واسعة جدًا والحفر عبر أعماق ذاكرته.

لا شك أن كروش اكتشفت التردد الطفيف في بيانها.

قلة القوة … قلة القدرة – صدمه ثقل هذه الكلمات.

ريم، التي كانت تشعر برائحة الساحرة قادمة من سوبارو، قد تعثرت بسبب سؤال كروش غير الرسمي.

 

“على أي حال. لكلا السببين، لا يمكن لمنزلي تقديم المساعدة لإيميليا بسبب عدم كفاية الثقة. علاوة على ذلك، لم يتم منحك الحق في التصرف كمفاوض في المقام الأول، أليس كذلك؟ “

أثارت ملاحظتها الجافة رد فعل مثير من سوبارو.

“قرف…”

“ماذا تقصدين … بـ غير لائق؟”

“في وقت سابق، لقد هددتك بالقول إن تقدم إيميليا أو تراجعها يقع على عاتقك، لكن في الحقيقة، المشكلة تسبق ذلك. في هذا المنعطف، ليس لديك أي مسؤولية على الإطلاق “.

إذا احتاج الأمر إلى وضع جبهته على الأرض والتوسل، فسيكون سعيدًا بلعب دور المهرج.

– لقد تقدم للأمام بمفرده، وحاول حماية الأشياء بمفرده، وفشل بمفرده. (متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي والله)

“صحيح. لقد كان ذلك اختيارك، سوبارو.”

مزقت كلمات كروش بهدوء قلب سوبارو المكشوف.

مزقت كلمات كروش بهدوء قلب سوبارو المكشوف.

“… بما أنك هنا الآن، وبقائك بخنوع هنا تحت حمايتي، فأنت لا تملك القوة الكافية التي يمكنها تحريكي.”

“الطائفة غامضة تمامًا لدرجة أن طبيعتها الحقيقية غير معروفة تمامًا. من الواضح أن منظمتهم قد نجت لمئات السنين بينما كانت تتهرب من الدمار، مما تسبب لنا بـ أضرار جسيمة في هذه الأثناء. إذًا كيف علمت بالضبط بفعلهم الحقير القادم؟ “

“- !!”

سوبارو وريم استجابا بلطافة على ملاحظة ويلهيلم.

مرارًا وتكرارًا، اصطدمت كلماتها به، وكشفت عجز سوبارو، وضغط عليه جهله، ودفعته إلى الزاوية لمواجهة ضعفه، واستهزأت به لكونه بلا معنى، ومبتدئ، وغير حكيم، وقبيح، مع تعاطف بظهر اليد تم إلقاؤه بشكل جيد.

سوبارو، يراجع استنتاجه الأول بثقة متجددة، أومأ برأسه إلى ريم، التي كانت تراقبه طوال الوقت. تم تحديد الهدف، لكن الوقت كان قصيرًا. إذا أراد أن يفعل ما هو أفضل من الدورتين السابقتين على الأقل، فعليه مغادرة العاصمة الملكية في اليوم التالي. باعتبار أن الليل قد حل، فهذا ترك له حوالي نصف يوم للعمل به.

كان سوبارو غارقًا في إدراك أنه لم يسر شيء على الإطلاق بالطريقة التي يريدها.

كانت نظرة كروش التي سقطت على سوبارو بمثابة شفرة تقطع الوهم في إجابته بهدف إلى إلحاق جرح مميت.

‘هل ارتكبت خطأ في مكان ما؟ كنت أحاول فقط أن أفعل الشيء الصحيح.’

“سوف أصحح سوء فهمك. وأنا أقوم بتغيير الموضوع، سوبارو ناتسكي “.

لقد اعتقد أن شخصًا ما سيساعده، ولذا فقد بحث وتضرع وتوسل. ألم يكن هذا ما كان من المفترض أن يفعله؟

للهروب من هذه الدورة، كان بحاجة إلى إلقاء شبكة واسعة جدًا والحفر عبر أعماق ذاكرته.

“طائفة الساحرة قادمة! سوف يذبحون كل من في القرية …! “

“ريم، دعنا نذهب.”

توسل سوبارو مع الكثير من الغضب والحزن، لقد شعر وكأن حلقه على وشك الانفجار.

 

لقد رأى ذلك. لقد شعر بكل شخص لحظة وفاته.

“بالتفكير في الأمر، لم تكوني تعارضين المغادرة، أليس كذلك، ريم؟”

كل الأشخاص الثمينين الذين كان يهتم بهم قد تحولوا إلى بلور أبيض حيث تجمد كل شيء في العالم.

“—سوبارو.”

إذا لم يتم فعل أي شيء، فإن الواقع القاسي للموقف يعني أنه كان مؤكدًا حدوثه.

“قرف…”

ستحدث تلك المأساة مرة أخرى.

رفعت كروش إصبعها.

لماذا لا يستطيع أي أحد أن يفهم ذلك؟

“قد يكون هذا هو الحال بالفعل إذا هاجموا جميعًا مكانًا واحدًا، لكنه ليس كذلك. هناك فرد واحد فقط يسمى روزوال، وسوف يهاجمون مكانين على الأقل في وقت واحد “.

لماذا لا يبتعد الناس فقط عن طريقي ويسمحون لي بمنع مثل هذا المصير الرهيب؟

كانت نظرة كروش قاسية ومليئة بشيء يشبه الشفقة.

“اقتليهم … اقتليهم! ألا تفهمين؟! لا يمكنك ترك أناس مثل هؤلاء يعيشون! اقتليهم! ساعديني، اللعنة …!! “

 

سقط سوبارو على ركبتيه، وسجد وهو يناشدها بجدية للمساعدة.

“….. علاوة على ذلك، ما زلت لا أعرف أي شيء عن ذلك الوحش الذي دمر القصر في نهاية المرة الثانية لي.”

إذا احتاج الأمر إلى وضع جبهته على الأرض والتوسل، فسيكون سعيدًا بلعب دور المهرج.

“مملوءً بالكراهية وسفك الدماء والضغينة تجاه طائفة الساحرة، جميع تصريحاتك غير مقنعة.”

طالما أن كروش ستمنحه قوتها، فإنه لا يمانع في أن ينظر إليها بازدراء أو إهانة. حتى أنه سينبح مثل الكلب أو يقرع مثل الدجاج. طالما أن سفك الدماء يمكن منعه، إذًا –

“يبدو أن الضيف سيرحل الآن”.

“- إذًا هذا هو الدافع الحقيقي لأفعالك؟”

“في وقت سابق، لقد هددتك بالقول إن تقدم إيميليا أو تراجعها يقع على عاتقك، لكن في الحقيقة، المشكلة تسبق ذلك. في هذا المنعطف، ليس لديك أي مسؤولية على الإطلاق “.

ولكن في مواجهة نداء سوبارو الصادق الذي لا يتزعزع والمهين …

في المقام الأول، سوبارو لم يسبق وان رأى تلميح لقوات خاصة تحت قيادة روزوال.

“أنت تكره طائفة الساحرة. هذا هو السبب الذي جعلك تتواصل مع إيميليا، أليس كذلك؟ “

– لم أكن أفكر في إنقاذ إيميليا؟

– هذه المرأة الثابتة، والتي لم تتخذ أبدًا قرارات بناءً على عواطفها، لم يكن لديها أدنى ذرة من الشفقة.

“-!”

 

“كان من الواضح أنه إذا شاركت إيميليا في الاختيار الملكي وتم الإعلان عن ظروف ولادتها، فمن المتوقع أن تتحرك طائفة الساحرة وفقًا لمعتقداتها. إذا كان شخص ما يأمل في الإمساك بطرف خطة هؤلاء الرجال على الرغم من حقيقة أنه كان من المستحيل عادةً العثور على أي أثر لأنشطتهم، فلا توجد خطة أخرى يمكن أن يكون لها احتمالات أكبر للنجاح “.

5

بغرض المفاوضات، أخفى سوبارو أن روزوال – وهو القوة التي يستند عليها في مفاوضاته – قد لا يكون موجودًا.

 

“بالتأكيد لا تنوي أن تختتم كلامك بهذا الطلب وحده؟ ما هو سبب طلبك هذا مني؟ ماذا سيحدث نتيجة لذلك؟ ما هي الفائدة التي سأجنيها من قبول دعوتك للمساعدة؟ لا يمكن للمرء أن يصف هذا الأمر بأنه مفاوضات عندما تكون هذه الأمور غير واضحة بعد “.

سوبارو كان عاجزًا عن الكلام، كتفيه يرتجفان، ومزقه صوتها البارد ونظراتها.

بتذكر المشهد الفظيع للقرية المدمرة ريم، التي كانت جالسةً بجانبه مباشرة، وهي تواجه موتًا قاسيًا – لم يكن لدى سوبارو الشجاعة لرؤية ذلك مرة أخرى.

غارقًا في سيل من العواطف، لم يعد سوبارو يعرف ما إذا كان يشعر بالغضب أو الحزن أو مزيج غريب من الاثنين.

“-”

“لا … أنا – أريد فقط أن أنقذ الجميع …” كان استنتاج كروش بعيدًا عن الواقع.

“هلا تصمت وتستمع قليلاً -”

لم تكن فكرة أنه تصرف فقط بسبب كراهية طائفة الساحرة أكثر من سوء فهم من منظور غير مكتمل.

– لم أكن أفكر في إنقاذ إيميليا؟

كانت مشاعر سوبارو متجذرة دائمًا لــ محاولة مساعدة الآخرين، أليس كذلك؟

4

ومع ذلك، لم يستطع نطق كلمة واحدة للطعن في تصريحها.

“ألا تشعرين بالسوء لمعرفتك لهذا الأمر وتركهم على أي حال؟! إذا كان لديكِ القدرة على إنقاذهم، فلماذا لا تحاولين؟! ما الخطأ في مساعدة الناس؟! لأنها أرض شخص آخر، أهذه هي مشكلتك؟! “

“لا يمكنك خداع الآخرين بالأكاذيب التي تقولها لنفسك. في الوقت الحالي، لا يمكن تسمية بريق عينيك إلا بإراقة الدماء أو الجنون. ألم تلاحظ ذلك، سوبارو ناتسكي؟ “

إذا كان ما حدث بالفعل هو الاحتمال الأخير، فإن طائفة الساحرة كانت دقيقة في مخططاتها، وإذا كان الذي حدث هو الفكرة الأولى، فقد أسقط روزوال الكرة حقًا. لم يكن بإمكان سوبارو سوى أن يتنهد فقط في كلتا الحالتين.

كانت نظرة كروش قاسية ومليئة بشيء يشبه الشفقة.

“حسنًا، بعد كل ذلك، لا يمكنني العودة زاحفًا مرة أخرى لمزيد من الشفاء. مهما كان ما ساومته إيميليا مقابله، أشعر بالسوء تجاهها “.

“لقد كانت عينيك على هذا النحو منذ لحظة عودتك إلى القصر.”

“من الصعب على أن أسمي ذلك تغييرًا طفيفًا. يجب أن يكون هناك سبب لوجود مثل هذا اللمعان المظلم في عينيك – والذي أفهمه أفضل من معظم الناس. “

أثارت ملاحظتها الجافة رد فعل مثير من سوبارو.

كان قد مر بعض الوقت منذ حلول المساء عندما دخل سوبارو مندفعًا إلى منطقة النبلاء بعد انهيار المفاوضات.

عن غير قصد، غطى عينيه، كما لو كان يكتشف بنفسه ما لا يستطيع رؤيته، على الرغم من أنه أثبت فقط أنه لا يستطيع دحض اتهام كروش.

“…هاه؟”

“أنا لا أعرف لماذا أنت مهووس جدًا بطائفة الساحرة. لقد شوهت الطائفة حياة الكثيرين. ربما أنت واحد منهم ربما يكون غضبك وكراهيتك عادلين تمامًا. ومع ذلك، هذا لا علاقة له بهذه المفاوضات “.

“جيد إلى حد ما، ذلك أنني جئت إلى هنا عدة مرات من قبل وقضيت وقتًا معك نلقي نظرة على العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية … ولكن عمن تبحث؟”

“حتى لو – حتى لو كنت أكره طائفة الساحرة، فماذا في ذلك؟ إنهم آفة هذا العالم. سيكون من الأفضل لو قتلوا حتى آخر واحد منهم. هذا صحيح، هذا ما أعتقده، لكنه ليس سببًا لقطع المفاوضات والتخلي عن الناس …! “

“لقد كشف عما في روحه. لا يتماشى مع معتقداتي أن يمتنع عن الإجابة “.

“لا تغير الموضوع مرة أخرى، سوبارو ناتسكي. إنها حقيقة؛ شكي في أن الكراهية هي سبب سلوكك لا علاقة له بالمفاوضات. بتعبير أدق، حقيقة أنك غير مؤهل للتفاوض معي أمر مهم للغاية، لأنه يثير التساؤل عن مدى ملاءمة ما تسعى لمناقشته “.

 

“ماذا تقصدين … بـ غير لائق؟”

“ب-ببساطة، إنقاذ الناس ليس- …”

سوبارو، الذي يضغط على أسنانه لدرجة أنها سربت الدم، استمر في طرح الأسئلة في محاولة للتشبث بشيء ما. نهاية هذا الحديث تعني نهاية المفاوضات. كان هذا هو ما يخافه.

رفعت كروش إصبعها.

“إذا كانت فرضيتي صحيحة، وكان الدافع وراء أفعالك هو الكراهية الجامحة لطائفة الساحرة، فلا يسعني إلا أن أتساءل عما إذا كنت قد اقتربت من إيميليا لمجرد استخدامها كنقطة انطلاق في المقام الأول.”

لقد فهمته حقًا بطريقة خاطئة.

“أنا … أقترب منها … كـ نقطة انطلاق …؟”

– لم أكن أفكر في إنقاذ إيميليا؟

“كان من الواضح أنه إذا شاركت إيميليا في الاختيار الملكي وتم الإعلان عن ظروف ولادتها، فمن المتوقع أن تتحرك طائفة الساحرة وفقًا لمعتقداتها. إذا كان شخص ما يأمل في الإمساك بطرف خطة هؤلاء الرجال على الرغم من حقيقة أنه كان من المستحيل عادةً العثور على أي أثر لأنشطتهم، فلا توجد خطة أخرى يمكن أن يكون لها احتمالات أكبر للنجاح “.

“أنت تكره طائفة الساحرة. هذا هو السبب الذي جعلك تتواصل مع إيميليا، أليس كذلك؟ “

“إذًا أنتِ تقولين إنني أستخدم إيميليا كذريعة للانتقام ؟!”

بعبارة أخرى، طالما أنها تراقب من الخارج بهدوء، ستحصل كروش على الفائدة التي أشارت إليها إلى سوبارو دون أن تسبب أي ضرر لنفسها. لم يكن هناك سبب يدعوها إلى المخاطرة بخطر غير ضروري؛ سيكون مثل انتزاع الكستناء من النار.

قام سوبارو بضرب قبضته على الطاولة أمامه، ورفع صوته في هذا الاتهام المذهل.

4

“هل تعتقد أن هشاشتك الآن والصراخ ببساطة “لا” يمكن أن يقنعني …؟ تظهر الكراهية بوضوح في عينيك، وسفك الدماء ينساب من كل كلمة تقولها، أنت من النوع الذي يتمسّك بهدفه بشدة، ولا يمكنه تجاهل أفكاره وطرحها بعيدًا، ناهيك عن النسيان “.

علاوة على ذلك، أسألك مرة أخرى – إذا كنتَ مدينًا لي لتنفيذ طلبك، فهذا يعني هزيمة معسكر إيميليا. هل أنت حقًا لا تمانع مع هذا؟ “

-لا! لا لا لا لا!

“طائفة الساحرة يهاجمون عندما يكون روزوال بعيدًا؟ أو ربما روزوال لا يمكنه القتال لأنه اغتيل فجأة؟ “

بيان كروش لم يعبّر عن شخصية سوبارو الحقيقية على الإطلاق.

“نعم. لقد أمرني باحترام رغبات سوبارو في كل شيء “.

“سواء أكرههم أم لا إنهم أشرار! لا يمكنكِ أن تدعي الناس للموت هكذا! لهذا السبب يجب أن نقتلهم جميعًا! هذا سوف ينقذ الجميع! سوف يساعد الجميع! لا أحد يجب أن يعاني – هؤلاء الأوغاد يحتاجون فقط للموت!! “

“آسفة لجعلك تنتظر، سوبارو.”

“لقد أخبرتك بالفعل، سوبارو ناتسكي. إذا كنت لا تصدق حتى الأكاذيب التي تقولها لنفسك، فليس هناك فرصة لخداع أي شخص آخر “.

“أنا على ما يرام. الحقائب ليست ثقيلة، وأنت ما زلت تتعافى، سوبارو-كن”

بينما كان سوبارو يتنفس بخشونة، دمعت عينيه، دحضته كروش بصوت قاسي. عندما ارتفعت أكتاف سوبارو، نظرت إليه بعيون ضيقة من مقعدها وتحدثت.

“انتظر، انتظر، انتظر. ثم ما الذي ينوي مياو فعله بهذه الملعقة، أنت تضغط بشدة؟ ربما قام والداك بتربيتك بشكل سيئ، لكن هذا ليس ما يجب عليك فعله مياو “.

“مملوءً بالكراهية وسفك الدماء والضغينة تجاه طائفة الساحرة، جميع تصريحاتك غير مقنعة.”

“إيه، لكنك أخذتنا تحت سقفك …”

“لماذا، لماذا …؟”

“إنها مسألة بسيطة. كيف يمكنك تحديد المكان والتاريخ والوقت بالضبط حيث سيضربون؟ “

عندما تحدث سوبارو بصوت مكسور، نظرت إليه كروش بتعاطف وشفقة في عينيها.

كانت نظرة كروش التي سقطت على سوبارو بمثابة شفرة تقطع الوهم في إجابته بهدف إلى إلحاق جرح مميت.

“هل حقا لا تفهم؟”

“من فضلك لا تعطيني أسباب للقلق.”

ومع ذلك، شعرت حواجب سوبارو بالحيرة تجاه ما كانت تلمح إليه كروش.

“إذا مت الآن، فقد انتهى الأمر.”

خفضت عينيها، غير قادرة على إخفاء خيبة أملها وفزعها من رد فعله.

“لقد أخبرتك بالفعل، سوبارو ناتسكي. إذا كنت لا تصدق حتى الأكاذيب التي تقولها لنفسك، فليس هناك فرصة لخداع أي شخص آخر “.

“- أنت لم تقل،” أريد أن أنقذ إيميليا “ولو مرة واحدة.”

خدش سوبارو وجهه، وشعر بالحرج حيال تغيير خطط ويلهيلم. ومع ذلك، فإن الضرب في الأدغال لن يساعد أي شيء.

“…هاه؟”

“هذا … لكنك لم تقولي كلمة واحدة تشير لذلك من قبل …!”

“أنت تدَّعي أنك تريد إنقاذ الناس، وحماية الناس، أنت تنعِّم الأشياء على السطح بينما تغلي المشاعر الأكثر قتامة بداخلك. على أقل تقدير، هذا يتعارض مع ما رأيته عنك في غرفة العرش “.

“كان من الواضح أنه إذا شاركت إيميليا في الاختيار الملكي وتم الإعلان عن ظروف ولادتها، فمن المتوقع أن تتحرك طائفة الساحرة وفقًا لمعتقداتها. إذا كان شخص ما يأمل في الإمساك بطرف خطة هؤلاء الرجال على الرغم من حقيقة أنه كان من المستحيل عادةً العثور على أي أثر لأنشطتهم، فلا توجد خطة أخرى يمكن أن يكون لها احتمالات أكبر للنجاح “.

ارتعش جسد سوبارو وكانت نظراته جوفاء، كان غير قادر على فهم معنى كلمات كروش.

سوبارو، يراجع استنتاجه الأول بثقة متجددة، أومأ برأسه إلى ريم، التي كانت تراقبه طوال الوقت. تم تحديد الهدف، لكن الوقت كان قصيرًا. إذا أراد أن يفعل ما هو أفضل من الدورتين السابقتين على الأقل، فعليه مغادرة العاصمة الملكية في اليوم التالي. باعتبار أن الليل قد حل، فهذا ترك له حوالي نصف يوم للعمل به.

– لم أكن أفكر في إنقاذ إيميليا؟

ابتسم ويلهيلم ابتسامة باهتة بينما سمع سوبارو وهو يذكر هذه الحقائق بخفة.

“-”

“…شكرا لك. بالمناسبة، كيف تعرف اسمي؟ شخص ما أخبرك به؟ عدم الكشف عن هويتي هو سري الأكبر، لذلك إذا انتشر اسمي، فسأكون محرجًا جدًا عند ممارسة عملي “.

لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا. منذ أن تم نقله إلى هذا العالم الجديد، منذ المرة الأولى التي أنقذت فيها حياته، عاش سوبارو من أجل إيميليا.

“أنا … أقترب منها … كـ نقطة انطلاق …؟”

لم تكن مشاعره مختلفة في غرفة العرش، وخلال الحادث الذي وقع في ساحة العرض، أو حتى أثناء مفاوضاته مع كروش.

ارتعش جسد سوبارو وكانت نظراته جوفاء، كان غير قادر على فهم معنى كلمات كروش.

إذا تم ترك الوضع على ما هو عليه، فسيخسرها هي والقرية. كانت كل أفعاله من أجل إنقاذهم.

“هذا طبيعي، أليس كذلك؟ إن إلقاء نفسك تحت رحمة سيد آخر عندما تكون أرضك في خطر هو مسألة تتعلق بالكفاءة لتولي للعرش. إذا كان الشخص لا يستطيع حماية رعاياه من خلال حكم القانون وقوة السلاح، فكيف يُتوقع منهم أن يتحملوا عبء مملكة بأكملها؟ سوبارو ناتسكي. سوف أصحح لك شيئًا آخر “.

وبالتأكيد، ليس لأن الكراهية قد استولت على قلبه – فجأة، كسر صوت الصمت.

مرتديه لباس للرجال، كانت كروش جالسة بثقل على كرسي في غرفة الاستقبال وساقيها متقاطعتان بأناقة.

“لا يمكنني السماح لك بالتقدم إلى أبعد من ذلك.” (لا يمكنه السماح لسوبارو بمتابعة حديثه)

“لا تغير الموضوع مرة أخرى، سوبارو ناتسكي. إنها حقيقة؛ شكي في أن الكراهية هي سبب سلوكك لا علاقة له بالمفاوضات. بتعبير أدق، حقيقة أنك غير مؤهل للتفاوض معي أمر مهم للغاية، لأنه يثير التساؤل عن مدى ملاءمة ما تسعى لمناقشته “.

عاد عقل سوبارو إلى الواقع على الفور.

هذه المرة، اندفعت المشاعر الشديدة التي لا يمكن كبتها إلى حلقه لتتحول إلى صرخة. لكنها توقفت وهي على وشك الانفجار، ولكن ليس بسبب ضبط النفس في سوبارو.

كان ويلهيلم واقفًا أمامه. كان الرجل المسن قد وضع نفسه بجانب الطاولة التي تفصل بين سوبارو وكروش بنظرة شفقة على وجهه المتجعد بشدة.

“أنا لا أحتاج شفقتك!”

لسبب ما، كانت تلك النظرة الرقيقة تخدش قلب سوبارو بالطريقة الخاطئة.

تحقيقا لهذه الغاية، من بين أمور أخرى، كان على بيتيلغيوس أن يموت.

فجأة، شدًّ شيء ما ملابسه.

غارقًا في سيل من العواطف، لم يعد سوبارو يعرف ما إذا كان يشعر بالغضب أو الحزن أو مزيج غريب من الاثنين.

“—سوبارو.”

“لماذا، لماذا …؟”

كانت ريم تشد كم سوبارو، وامتلأت عيناها بالحزن.

“هل هذا صحيح؟ يا لسوء الحظ. إذا لم تستسلم، فسيكون من الصعب إقناع الآخرين “.

“من فضلك اهدأ. لن يأتي شيء من فقدان السيطرة هنا. وإذا قمت بذلك، فلن تتمكن من محاربة السيد ويلهيلم “.

رد سوبارو على السخرية بسخرية عندما وصل إلى باب غرفة الاستقبال.

“…أهدأ؟ عن ماذا تتحدث؟ لن أفعل أي شيء أبدًا – “

لكن سوبارو كان متأكدًا من أن كل شيء سيكون على ما يرام. حالما ينقذها من هذه الأزمة، سيكونان قادرين على تسوية الأمور، لذلك من المرجح أن تغفر له هذا أيضًا.

“انتظر، انتظر، انتظر. ثم ما الذي ينوي مياو فعله بهذه الملعقة، أنت تضغط بشدة؟ ربما قام والداك بتربيتك بشكل سيئ، لكن هذا ليس ما يجب عليك فعله مياو “.

إذا احتاج الأمر إلى وضع جبهته على الأرض والتوسل، فسيكون سعيدًا بلعب دور المهرج.

عندما أشار فيريس إلى ذلك، أدرك سوبارو لأول مرة أنه كان يمسك بملعقة كبيرة في يده اليمنى – وأنه كان يمسكها بفظاظة للخلف، كما لو كان سيطعن شخصًا بها.

“إيه، أعتقد أن هذا قد يكون مبالغًا فيه قليلاً …”

– كيف… متي …؟

 

“مثلما أشارت ريم، العنف لن يجلب لك أي شيء، مواء. إذا دخلت في حالة من الغضب هنا، فسأبقي ريم مشغولةً بينما يقطعك الرجل العجوز ويل إلى نصفين “.

بوضع التفاصيل المثيرة للشفقة حول ميتته الثانية جانبًا، فقد وصل سوبارو إلى القرية في نفس الوقت تقريبًا.

“علاوة على ذلك، لا أريد فعل مثل هذا الأمر. القيام بذلك بعد أن مكثت هنا لعدة أيام من شأنه أن يسبب مشاكل سياسية، وأنا أفضل عدم تلطيخ السجادة التي أرسلها لي والدي كهدية “.

ربما كان روزوال نفسه قوياً لدرجة أنه لم يكن بحاجة إلى جيش للدفاع عن أراضيه.

في مواجهة وقاحة سوبارو، لا تزال كروش تتصرف بحذر. كان هذا عرضًا لعظمة شخصيتها وازدراءً واضحا لعجز سوبارو، الذي لم يكن لديه ما يستخدمه في الغضب باستثناء ملعقة صغيرة.

لماذا لا يستطيع أي أحد أن يفهم ذلك؟

لقد فهمته حقًا بطريقة خاطئة.

أما الثانية فتمحورت حول هجوم الوحش الشيطاني على قصر روزوال.

لكن بدلاً من الاعتذار، خرج تصريح عنيد من فمه. “… إذًا لن تمدي إلينا يد العون، مهما حدث إذًا؟”

“أنا لا أحتاج شفقتك!”

“صحيح. تصريحاتك تفتقر إلى المصداقية، كما أن التعاون معك لا يحمل أي جاذبية لاستمالتي. وبناءً على ذلك، سأراقب من بعيد “.

“——هاه؟”

“طائفة الساحرة … قادمة. عندما يصلون إلى هناك، سوف يقتلون كل الناس في تلك القرية. معرفة أي شيء ولكن عدم القيام به يعني أنه سيكون كأن “حيوان الكسلان” هو من قتل القرية “.

“طائفة الساحرة … قادمة. عندما يصلون إلى هناك، سوف يقتلون كل الناس في تلك القرية. معرفة أي شيء ولكن عدم القيام به يعني أنه سيكون كأن “حيوان الكسلان” هو من قتل القرية “.

حدق سوبارو في كروش، متشبثًا بلقب الرجل المجنون الحقير.

“إذًا هذا هو … لا، رد ماركيز ماذرز؟”

“لقد أوضحتَ موقفك بغطرسة تامة. وبالتالي، هناك شيء آخر أود إضافته “.

“في وقت سابق، لقد هددتك بالقول إن تقدم إيميليا أو تراجعها يقع على عاتقك، لكن في الحقيقة، المشكلة تسبق ذلك. في هذا المنعطف، ليس لديك أي مسؤولية على الإطلاق “.

بينما أعطاها سوبارو نظرة محتقرة، فقد وقفت كروش محدقةً في عينيه مباشرة.

“مم، أشاركك هذا الشعور. والان اذًا-”

“أنا قادرة على تمييز ما إذا كان الشخص يكذب إلى حد كبير. يمكنني أن أتباهى بأنه، منذ زمن بعيد، لم يسبق لي أن تعرضت للغش في المفاوضات “.

…تقولينه؟ هذا ما كان سيقوله سوبارو لكنه استوعب الأمر بمفرده.

فجأة، بدأت كروش في الحديث عن موضوع مختلف. واصلت النظر في عيون سوبارو المغطاة بالشك.

على ما يبدو، لم تشكك كروش أبدًا في أن طائفة الساحرة ستحاول فعل شيئًا ما. ربما يمكن تسميتها بالمعرفة العامة الخاصة بعالمها. في كلتا الحالتين، كان ذلك يعمل لصالح سوبارو.

“إذا كانت تجاربي هي المبدأ الذي أستند إليه للحكم على أساسه، فإن ما تتحدث عنه ليست بأكاذيب.” “ث- ثم…!”

“هل ستتخلين عنهم حقًا؟ أهل القرية لم يرتكبوا أي خطأ! لا يوجد سبب لموتهم! “

“أنت تؤمن تمامًا أن تصريحاتك هي الحقيقة، وبالتالي فهي ليست أكاذيب بالنسبة لك. أولئك الواقعون في مثل هذه الحالة هم يطلق عليهم المجانين، سوبارو ناتسكي.”

“عظيم. عظيمٌ بالفعل. تخريبي للأمر، أُناس بلا مشاعر، يجب أن أنسى كل ذلك. الآن أنا بحاجة إلى التركيز أكثر على ما هو أمامي…!”

عندها وفي هذه اللحظة أدرك سوبارو أن المفاوضات قد فشلت.

تذكر أنه سمع “اكتساح نظيف” وما شابه ذلك عدة مرات. كان من الممكن أنهم اعتدوا حتى على عربات التنين والتجار المسافرين.


“-!”

“ما الذي تتحدث عنه، ويلهيلم؟ أنا فقط أمسك بيد ريم حتى لا أضيع. أليس هذا صحيحا ريم؟ “

أدى صرير أسنانه المستمر إلى قطع حافة شفته، مما أدى إلى تقطير الدم على فكه. أضاقت كروش عينيها وهي تراقب هذه الصورة المؤلمة.

“سأقوم بتقطيع بيتيلغيوس إربًا.”

“فيريس، تفضل واشفه.”

المجلد 6 الفصل الأول مفاوضات غير ناضجة (غير مكتملة)  

“أنا لا أحتاج شفقتك!”

كان قد مر بعض الوقت منذ حلول المساء عندما دخل سوبارو مندفعًا إلى منطقة النبلاء بعد انهيار المفاوضات.

قبل أن يتمكن فيريس من تحريك عضلة، رفض سوبارو العرض ووقف، لقد قفز عمليًا من كرسيه.

في المقام الأول، سوبارو لم يسبق وان رأى تلميح لقوات خاصة تحت قيادة روزوال.

“وقت العشاء قد حان. ألن تنضم إلينا؟ “

تحقيقا لهذه الغاية، من بين أمور أخرى، كان على بيتيلغيوس أن يموت.

“أنت لا تريد أن تأكل على نفس المائدة مع مجنون، أليس كذلك؟ بغض النظر عن مدى غرابة ذوقك أو أسلوبك، فسيكون ذلك بعيدًا جدًا حتى بالنسبة لك “.

“أنت صارم جدًا أيضًا، لدرجة أنني منبهر بشدة من منظور شخص لا يستطيع العيش بنفس الطريقة. بعد قولي هذا، اسمح لي أن أبهجك “.

رد سوبارو على السخرية بسخرية عندما وصل إلى باب غرفة الاستقبال.

“راسل فيلو، أمين صندوق نقابة التجار الواقعة هنا في العاصمة الملكية. بالاسم، هو تاجر مثل أي تاجر آخر، لكنه ماكر يتلاعب بكل من التحركات المشروعة والغير مشروعة للبضائع في العاصمة. سيكون من الحكمة الافتراض أنه يعرف عنك أكثر من مجرد اسمك، سيد سوبارو “.

بعد ذلك، وقفت ريم باستقامة وانحنت بأدب إلى كروش.

“أخبرتك. أنا لست الشخص الذي لا تكفي قوته … “

“لقد مر وقت قصير، لكن شكرًا لك على حسن الضيافة. نيابة عن سيدي، أقدم شكري “.

“لقد أوضحتَ موقفك بغطرسة تامة. وبالتالي، هناك شيء آخر أود إضافته “.

“إذًا هذا هو … لا، رد ماركيز ماذرز؟”

“إذا نجحت السيدة كروش في مساعيها الحالية، فلن نشعر سوى بالسعادة. أنه سيساعد في تحقيق طموحك الكبير أيضًا، سيد ويلهيلم. لدي آمال كبيرة “.

“نعم. لقد أمرني باحترام رغبات سوبارو في كل شيء “.

للحظة، تجمد سوبارو، غير قادرٍ على استيعاب ما قيل له للتو.

لم يستطع سوبارو رؤية تعبير كروش خلال المحادثة غير المفهومة، لكن يبدو أن صوت كروش لا يحمل قدرًا ضئيلًا من الاستياء عندما ودعت ريم.

“مع امتلاكها للقب نبيل بالإضافة إليك إلى جانبها، أعتقد أن المرشحين الآخرين هم الذين يجب أن أشفق عليهم، السيد ويلهيلم … أنت تطلق على نفسك اسم “ويلهيلم ترايس” الآن، أليس كذلك؟”

أيا كان ما شعرت به، من الواضح أنه لم يكن البرودة التي أظهرتها لسوبارو، وكان ذلك ما يثير حنقه.

“بيتيلغيوس روماني–كونتي…!”

“ريم، دعنا نذهب.”

“ما الذي تتحدث عنه، ويلهيلم؟ أنا فقط أمسك بيد ريم حتى لا أضيع. أليس هذا صحيحا ريم؟ “

استعد سوبارو للرحيل، فنادت عليه ريم وفتحت الباب. “هل لديك أي مكان آخر تلجأ إليه؟”

“إذا كانت فرضيتي صحيحة، وكان الدافع وراء أفعالك هو الكراهية الجامحة لطائفة الساحرة، فلا يسعني إلا أن أتساءل عما إذا كنت قد اقتربت من إيميليا لمجرد استخدامها كنقطة انطلاق في المقام الأول.”

“تأكدي من أنكِ تصبح ملكًا جيدًا، حسنًا؟ النوع الاستبدادي الذي يطرح الضعيف جانبًا “.

“أنت تدَّعي أنك تريد إنقاذ الناس، وحماية الناس، أنت تنعِّم الأشياء على السطح بينما تغلي المشاعر الأكثر قتامة بداخلك. على أقل تقدير، هذا يتعارض مع ما رأيته عنك في غرفة العرش “.

بصق رده دون أن يستدير، أغلق سوبارو الباب.

“بالتفكير في الأمر، لم تكوني تعارضين المغادرة، أليس كذلك، ريم؟”

وهكذا، وبطريقة مثيرة للشفقة، أسدل الستار على المفاوضات.

“… حتى لو كان ذلك يعني خسارة الاختيار الملكي؟”

 

“سوف أصحح سوء فهمك. وأنا أقوم بتغيير الموضوع، سوبارو ناتسكي “.

 

“لقد اخترتك أنت وشعبك لأن لديك أفضل فرصة لتغيير هذا الأمر. علاوة على ذلك، لقد قدمتِ لريم ولي كرم ضيافتك، وأعتقد أنه من الأسهل العمل معك مقارنة بالمرشحين الآخرين “.

 

توسل سوبارو مع الكثير من الغضب والحزن، لقد شعر وكأن حلقه على وشك الانفجار.

6

خدش سوبارو وجهه، وشعر بالحرج حيال تغيير خطط ويلهيلم. ومع ذلك، فإن الضرب في الأدغال لن يساعد أي شيء.

 

“نعم. لقد أمرني باحترام رغبات سوبارو في كل شيء “.

كان قد مر بعض الوقت منذ حلول المساء عندما دخل سوبارو مندفعًا إلى منطقة النبلاء بعد انهيار المفاوضات.

“لقد اخترتك أنت وشعبك لأن لديك أفضل فرصة لتغيير هذا الأمر. علاوة على ذلك، لقد قدمتِ لريم ولي كرم ضيافتك، وأعتقد أنه من الأسهل العمل معك مقارنة بالمرشحين الآخرين “.

كانت الشمس قد انخفضت بالفعل في الغرب. كان ظلام الليل يغطي العالم ببطء. مع ضوء المصابيح الكرستالية المحوطة للطريق والتي تسطع عليه، انحنى سوبارو إلى الخلف على سياج حديدي وبدأ بإطلاق.

“يبدو أن الضيف سيرحل الآن”.

“اللعنة. مصيبة تلو أُخرى… “

“مثلما أشارت ريم، العنف لن يجلب لك أي شيء، مواء. إذا دخلت في حالة من الغضب هنا، فسأبقي ريم مشغولةً بينما يقطعك الرجل العجوز ويل إلى نصفين “.

ضلت محادثتهُ مع كروش تدور في ذهنه—ومعها، الإذلال الذي عاناه.

“….. علاوة على ذلك، ما زلت لا أعرف أي شيء عن ذلك الوحش الذي دمر القصر في نهاية المرة الثانية لي.”

“أولئك الجهلة… لماذا لا يفهمون أنني أفعل الشيء الصحيح …؟!”

“في وقت سابق، لقد هددتك بالقول إن تقدم إيميليا أو تراجعها يقع على عاتقك، لكن في الحقيقة، المشكلة تسبق ذلك. في هذا المنعطف، ليس لديك أي مسؤولية على الإطلاق “.

كانت الدوامة المستعرة داخل صدره بمثابة عاطفة قريبة من الكراهية تجاه المرأة التي أعاقت طريقه.

“أنا لا أعاملك كعدو. ومع ذلك، فإن إيميليا وأنا متنافسان سياسيان بالفعل. هل ترى؟ إيميليا تقف كمعارضة لي “.

آلت الأمور إلى هذا المنوال لأنها لم تر بنفسها تلك المأساة ولم تسمع ضحكة ذلك الرجل المجنون القاسي المتواطئ. لم تكن تفهم أنهم كانوا وحوشًا يجب ألا يسمح لهم بالعيش.

“إنْ؟

“عظيم. عظيمٌ بالفعل. تخريبي للأمر، أُناس بلا مشاعر، يجب أن أنسى كل ذلك. الآن أنا بحاجة إلى التركيز أكثر على ما هو أمامي…!”

وتطلب تحقيق هذا الشرط البسيط حلاً بسيطًا بنفس القدر – بعبارة أخرى، القوة.

بدلاً من الوقوف بلا حراك والاكتئاب، كان الخيار الصحيح هو المضي قدمًا، خطوة صغيرة واحدة إلى الأمام في كل مرة. بعد كل شيء، بالنسبة لسوبارو، مع وجود عدد قليل جدًا من البطاقات لـيلعبها، كان الوقت شيئًا ثمينًا.

“نعم هذا صحيح. لهذا السبب أردت أن أتحدث إليك عن هذا … “

“آسفة لجعلك تنتظر، سوبارو.”

ضلت محادثتهُ مع كروش تدور في ذهنه—ومعها، الإذلال الذي عاناه.

بينما كان سوبارو يركل بقدمه الأرض منزعجًا، مرت ريم عبر البوابة، وعادت إلى مكانها بجانبه. كانت تحمل الأمتعة التي جلبوها معهم إلى مقر كروش، موضبة بشكل أنيق وجاهزة للانطلاق. بعد ثوران سوبارو الحاد وخروجه الغاضب، كان ينتظر بينما ذهبت ريم لجمع أغراضهم.

“مم، أشاركك هذا الشعور. والان اذًا-”

“…آسف. اعطيني الأمتعة. سأحملها “.

سوبارو، يراجع استنتاجه الأول بثقة متجددة، أومأ برأسه إلى ريم، التي كانت تراقبه طوال الوقت. تم تحديد الهدف، لكن الوقت كان قصيرًا. إذا أراد أن يفعل ما هو أفضل من الدورتين السابقتين على الأقل، فعليه مغادرة العاصمة الملكية في اليوم التالي. باعتبار أن الليل قد حل، فهذا ترك له حوالي نصف يوم للعمل به.

“أنا على ما يرام. الحقائب ليست ثقيلة، وأنت ما زلت تتعافى، سوبارو-كن”

كانت ابتسامة الزائر دافئة، وطريقته في الكلام كانت لطيفة، وكان صوته منخفضًا وجميلًا يبدو أنه يتغلغل بشكل طبيعي في أذهان الناس. أعطاهم نظرة ودية، لكن سوبارو لم يتمكن من التعرف عليه. بطبيعة الحال، سبب هذا في ظهور الانزعاج وتقطيب جبين الشاب.

رفضت ريم بأدب عرض سوبارو ووضعت الأمتعة بين ذراعيها.

هز راسل كتفيه وهز رأسه.

في العادة، كان سوبارو ليُصر على الأمر، ولكن مع انشغال ذهنه بأمور أُخرى، لم يخض في النقاش.

“لا يمكنني السماح لك بالتقدم إلى أبعد من ذلك.” (لا يمكنه السماح لسوبارو بمتابعة حديثه)

“بالتفكير في الأمر، لم تكوني تعارضين المغادرة، أليس كذلك، ريم؟”

“بالتفكير في الأمر، أين كان روزوال بحق الجحيم أثناء الهجوم …؟”

“صحيح. لقد كان ذلك اختيارك، سوبارو.”

“لا بأس، فيريس.”

“حسنًا، بعد كل ذلك، لا يمكنني العودة زاحفًا مرة أخرى لمزيد من الشفاء. مهما كان ما ساومته إيميليا مقابله، أشعر بالسوء تجاهها “.

 

قدمت إيميليا شيئًا ما لتمهيد الطريق للعناية الطبية بسوبارو. كان لدى سوبارو شعور واضح بالذنب على مستويات متعددة لإهدار لطفها مرة أخرى.

في الدورات السابقة، ربط سوبارو الخيوط معا من خلال المعلومات التي جمعها عن طريق خوض تجربة العودة بواسطة الموت مراتٍ عديدة. مكنته من اجتياز مواقف قد تبدو مستحيلة. لكن هذه المرة، تخبّط سوبارو نحو “موته” ليس مرة واحدة بل مرتين؛ ولم يكن لديه حتى الصورة الكاملة لما حدث في كل دورة والذي أدى إلى موته.

لكن سوبارو كان متأكدًا من أن كل شيء سيكون على ما يرام. حالما ينقذها من هذه الأزمة، سيكونان قادرين على تسوية الأمور، لذلك من المرجح أن تغفر له هذا أيضًا.

“كان على السيد روزوال أن يزور غارفيل في… إ—، إنه مكان فيه شخص مهم ضمن أراضي روزوال، وخطط للبقاء هناك عدة أيام.”

تحقيقا لهذه الغاية، من بين أمور أخرى، كان على بيتيلغيوس أن يموت.

“آسفة لجعلك تنتظر، سوبارو.”

“سوبارو. بخصوص الـ… مفاوضات مع السيدة كروش…”

تم مقاطعة التبادل الداكن للزوج عندما قامت ريم بسحب إذًا سوبارو بشكل مؤلم.

لقد أعطت أهمية مبالغًا بها حول الجدارة بالثقة، والمصالح، وغير ذلك من الهراء الذي لا طائل منه. لا تمك ذرة من الآداب البشرية فيها. كيف يمكن لأي شخص أن يتحمل هذا يتحمل هذا الأسلوب الجبار والمتعالي–؟ “

“لا تقلق. أنا لا احتاج إلى الشكر ولا إلى التذلل “.

قاطع سوبارو ريم بشتائمه، محبطًا محاولتها لإثارة الموضوع. ربما شعرت برغبته في عدم إعادة النظر في الأمر، لأنها طرحت موضوعًا آخر.

“طائفة الساحرة يهاجمون عندما يكون روزوال بعيدًا؟ أو ربما روزوال لا يمكنه القتال لأنه اغتيل فجأة؟ “

“ماذا سنفعل الآن، سوبارو؟ إن كان ما تقوله صحيحًا، فلا توجد لحظة واحدة لنضيعها.”

انخرط فيريس وكروش في لعبتهما المعتادة حيث قامت السيدة بتوبيخ خادمها على سلوكه.

“إنْ؟

“لم أشعر بالحاجة إلى أن أكون بهذه الصراحة. وبما أنك لم تستطع قبول قراري من قبل، فقد أشرت إليك الآن إلى جوهر الأمر. إذا كنت لا تزال غير قادر على تقبله، فهناك احتمال واحد “.

“…. ليس هناك لحظة واحدة لنضيعها. هل سنعود إلى قصر السيدة روزوال؟”

إذا كان ما حدث بالفعل هو الاحتمال الأخير، فإن طائفة الساحرة كانت دقيقة في مخططاتها، وإذا كان الذي حدث هو الفكرة الأولى، فقد أسقط روزوال الكرة حقًا. لم يكن بإمكان سوبارو سوى أن يتنهد فقط في كلتا الحالتين.

قاطع سوبارو كلامها معترًا على الكلمة التي أزعجته، لكن ريم لم تدقق. هز سوبارو رأسه ردًا على سؤالها الأخير.

لقد رأى ذلك. لقد شعر بكل شخص لحظة وفاته.

“ناه. في الوقت الحالي، إذا كنا سنعود بمفردنا، فليس هناك الكثير مما يمكننا القيام به. يجب أن نذهب مع قوات كبيرة بما يكفي لخوض معركة لائقة. وإذا لم نتمكن من فعل ذلك، فنحن بحاجة إلى إيجاد حل آخر بطريقة ما.”

لقد فهمته حقًا بطريقة خاطئة.

إذا ظهر سوبارو وريم فقط للمساعدة، فسيؤدي ذلك إلى تكرار ما حدث من قبل. نعم، إذا غادروا في وقت أقرب من المرات السابقة، فهناك احتمال أن يتمكنوا من العودة إلى القصر بأمان دون مواجهة طائفة الساحرة. ولكن ربما يكون من الصعب للغاية صد الطائفة بأي شيء سوى الموارد المتوفرة في القصر.

بوضع حد لذلك القاتل الماكر، ذلك المجنون، منبع الشر كلّه، حينها كل شي يمكن أن يُنقَذ.

“نحن فقط لا نملك العدد الكافي. بحق الجحيم ما الذي كان ينويه روزوال…؟ “

“على أي حال. لكلا السببين، لا يمكن لمنزلي تقديم المساعدة لإيميليا بسبب عدم كفاية الثقة. علاوة على ذلك، لم يتم منحك الحق في التصرف كمفاوض في المقام الأول، أليس كذلك؟ “

كان روزوال بمفرده قوياً بما يكفي لدرجة أنهم قد يتمكن من إرسال قوات الطائفة لحزم أمتعتهم والمغادرة. إذًا ما الذي كان يفعله ساحر البلاط في اللحظة التي كانوا في أمس الحاجة إليه…؟

“مرحبًا، من النادر جدًا أن تطلبي شيئًا، لكنك غامضة للغاية. على أي حال، يمكنك الاسترخاء. سأتعامل مع كل شيء من الآن فصاعدًا، بطريقة ما “.

“سوبارو. في الواقع، فيما يخص السيد روزوال… هناك احتمال كبير جدًا أن يتغيب عن القصر لعدة أيام.”

السائق، مرتديا ملابس رسمية خاصة به، لم ينخرط في المجاملات والحديث واكتفى بمجرد الإشارة بعينيه.

“—؟! كنتِ تعلمين؟ إذًا عدم وجود روزوال في القصر كان مخططًا له مسبقًا؟ “

“على أي حال. لكلا السببين، لا يمكن لمنزلي تقديم المساعدة لإيميليا بسبب عدم كفاية الثقة. علاوة على ذلك، لم يتم منحك الحق في التصرف كمفاوض في المقام الأول، أليس كذلك؟ “

“كان على السيد روزوال أن يزور غارفيل في… إ—، إنه مكان فيه شخص مهم ضمن أراضي روزوال، وخطط للبقاء هناك عدة أيام.”

– كيف… متي …؟

“تبا، توقيته سيء! إذًا لهذا السبب لا يمكنهم صد الهجوم!”

ومع ذلك، لم يستطع نطق كلمة واحدة للطعن في تصريحها.

عززت إجابة ريم مخاوف سوبارو، حكّ رأسه وهو يتلفظ بإحباطه على شكل لعنات. الآن بما أن روزوال، سلاحَهم الأعظم، لا يمكن الاعتماد عليه، فإن تقديره السابق كان صحيحًا: لقد كانوا في وضع صعب للغاية. عودة سوبارو وريم إلى القصر مبكرًا لن يحدث أي فرق.

بينما كان سوبارو يركل بقدمه الأرض منزعجًا، مرت ريم عبر البوابة، وعادت إلى مكانها بجانبه. كانت تحمل الأمتعة التي جلبوها معهم إلى مقر كروش، موضبة بشكل أنيق وجاهزة للانطلاق. بعد ثوران سوبارو الحاد وخروجه الغاضب، كان ينتظر بينما ذهبت ريم لجمع أغراضهم.

“يبدو أنني كنت على حق. يجب أن أحضر الفرسان معي بطريقة ما … “

مزقت كلمات كروش بهدوء قلب سوبارو المكشوف.

سوبارو، يراجع استنتاجه الأول بثقة متجددة، أومأ برأسه إلى ريم، التي كانت تراقبه طوال الوقت. تم تحديد الهدف، لكن الوقت كان قصيرًا. إذا أراد أن يفعل ما هو أفضل من الدورتين السابقتين على الأقل، فعليه مغادرة العاصمة الملكية في اليوم التالي. باعتبار أن الليل قد حل، فهذا ترك له حوالي نصف يوم للعمل به.

رد سوبارو على الكلمات بلا مبالاة، لكن تعبيره تغير. لقد تحولت ابتسامته من ابتسامة مبهمة إلى ابتسامة “حقيقية”.

“على أي حال، ليس لدينا خيار سوى البحث عن المساعدة من شخص آخر. ريم، ما مدى معرفتك بتخطيط العاصمة؟ “

“حسنًا، بعد كل ذلك، لا يمكنني العودة زاحفًا مرة أخرى لمزيد من الشفاء. مهما كان ما ساومته إيميليا مقابله، أشعر بالسوء تجاهها “.

“جيد إلى حد ما، ذلك أنني جئت إلى هنا عدة مرات من قبل وقضيت وقتًا معك نلقي نظرة على العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية … ولكن عمن تبحث؟”

كانت الشمس قد انخفضت بالفعل في الغرب. كان ظلام الليل يغطي العالم ببطء. مع ضوء المصابيح الكرستالية المحوطة للطريق والتي تسطع عليه، انحنى سوبارو إلى الخلف على سياج حديدي وبدأ بإطلاق.

“أولا، دعينا نعثر على نزل. يأتي الباقي بعد ذلك. على أبعد تقدير، نحتاج إلى مغادرة العاصمة غدًا وإلا فلن نستطيع فعلها في الوقت المناسب. على أي حال… سأفكر في كل شيء بعد ذلك.”

“كان على السيد روزوال أن يزور غارفيل في… إ—، إنه مكان فيه شخص مهم ضمن أراضي روزوال، وخطط للبقاء هناك عدة أيام.”

أخبر سوبارو ريم بصراحة أنه يتعين عليهم الاستعداد إلى أقصى حد ممكن. عندما رأى من زاوية عينه أن ريم قد قبلت خطته بهدوء، نظر سوبارو إلى السماء دون أن ينطق كلمة أخرى.

 

في الجانب الآخر، كان الظلام يزحف عبر السماء فوق العاصمة. بدا الأمر وكأنه فأل سيء.

“أظن أن جميعهم اتو من أشغال الأعمال الخشبية ليلتقوا بملك مستقبلي محتمل. حسنًا، أعتقد أنه حتى الأشخاص مثل هؤلاء لديهم مشاكلهم الخاصة … “

تحرك الظل بشكل مخيف وبطيء، كما لو أن سحب العاصفة كانت تتجمع على طول مسار سوبارو…

القضاء على ذلك المجنون البغيض كان القوة الدافعة وراء كل تصرفات سوبارو.

 

“في مكان آخر…؟”

 

كانت مشاعر سوبارو متجذرة دائمًا لــ محاولة مساعدة الآخرين، أليس كذلك؟

 

بدلاً من سوبارو، الذي خضع للصمت، قالت كروش ببطء له.

 

بينما كان سوبارو يتنفس بخشونة، دمعت عينيه، دحضته كروش بصوت قاسي. عندما ارتفعت أكتاف سوبارو، نظرت إليه بعيون ضيقة من مقعدها وتحدثت.

 

رفع يده لمنع كروش من قطع المحادثة، باحثًا بيأس داخل رأسه عن طريقة ما لمواصلة المفاوضات.

“قد يكون هذا هو الحال بالفعل إذا هاجموا جميعًا مكانًا واحدًا، لكنه ليس كذلك. هناك فرد واحد فقط يسمى روزوال، وسوف يهاجمون مكانين على الأقل في وقت واحد “.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط