نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ري زيرو: بدء الحياة في عالم أخر من الصفر 6.2

الفصل 2 - جشع الخنزير (الجشع اللامحدود)

الفصل 2 - جشع الخنزير (الجشع اللامحدود)

الفصل الثاني


“…… قد لا يبدو عليّ ذلك، لكنني قارئة نهمة.”
كانت الفتاة التي تحدثت تجلس على كرسي فاخر، كانت تجلس بشكل مريح مستندةً بمرفقها على أحد ذراعيه. وكانت تقلب صفحات كتابٍ ذي غلاف جلدي في يدها الأخرى وقد أنهت نصفه الأول بالفعل، جعلها هذا المنظر تبدو مختلفة عن الفتاة التي يذكرها سوبارو.
كانت ترتدي ثوب نوم أحمر طويل الأكمام مع عباءة من نفس اللون تتدلى من أعلى كتفيها. كان جسدها الشهواني(المثير) واضحًا للعيان من خلال ملابسها، لكن الفتاة لم تظهر أي علامة على القلق (أو خجل) من وجود رجل أمامها.
كانت الفتاة تتصرف على طبيعتها، منغمسة تمامًا في كتابها، بحيث سهل عليها نسيان أنها كانت في صدد استقبال ضيف.
“-”
شعر سوبارو أنه أخد على حين غرة من الوقار والرقي المنبعث من تصرفاتها. تتبع طرف إصبعها الأحرف بينما أعينها منهمكة في القراءة.
شعر الشاب أنه يستطيع التحديق إليها طوال اليوم. ربما يعزو ذلك إلى سحر هذا الجانب المجهول الذي لم يعهده من الفتاة أمامه.
“-”
بينما داس سوبارو بحذائه الرياضي على الأرضية المغطاة بالسجاد، احتار مما يجب فعله الآن بعد أن تم تجاهله. كان يتساءل عما إذا كان مسموحًا له بالدخول، لكن سيدة المنزل لم تعره أي اهتمام. جاهد لفتح محادثة معها، لكن صدته من الكلمة الأولى.
بالتأكيد لم يكن هذا تلميحا على أنه عليه الانتظار حتى تنتهي من قراءتها لهذا الكتاب، أليس كذلك!…
“هذا مبالغ فيه مهما نظرت له … “
على الرغم من أنه حاول إنكار عدم ارتياحه، إلا أن رؤيتها تقلب الصفحات على مهل جعل ذلك صعبًا. في الواقع، عرف سوبارو أن شخصية الفتاة لا تتعارض مع مثل هذه اللاعقلانية.
شعرها برتقالي اللون له آلفة أشعة الشمس. عيناها قرمزيتان، مثل النار التي تحرق كل شيء يمسها. بشرتها بيضاء لامعة، قوامها أنثوي جميل. كان العطر ينبعث منها بكثافة خانقة كالسم. لا تكفي كلمة “جميلة” لوصف حالها وهي تقرأ كتابها
ما مقدار النعم التي أنعمت عليها السماء (أستغفر الله) لكي يحبها الجميع؟
– كان اسمها بريسيلا بارييل.
كانت واحدة من المرشحين للاختيار الملكي، وكذلك كانت مسعى التعاون المحتمل التالي لــ سوبارو.

2

2

“—سوبارو ؟!” كانت ريم جالسة ومسترخية أمام بوابة القصر، أصبح وجهها شاحبًا عندما رأت سوبارو. كان سوبارو يمشي مترنحًا تجاه ريم. هتفت تعويذة للشفاء وهي تتفحص حالة إصاباته. غلف ضوء أبيض شاحب الجرح على وجه سوبارو. “ماذا حدث في الطابق العلوي؟” “آه، ذلك. يبدو أن الحالة المزاجية لأميرتنا قد ساءت. أخبرته أن يكون حذرًا في حديثه، لكن … حسنًا، لديك فرصة مماثلة لمحاولة التنبؤ بشكل مثالي بمزاج قطة “. كان رد آل محرجًا إلى حد ما، لكن أقواله لم تحمل ذرة واحدة من الذنب أو الاعتذار. كانت ريم، والتي شعرت بالضيق من سلوكه، على وشك رفع صوتها احتجاجًا. “… لا تحتاجين … لقول أي شيء.” “-! سوبارو، هل يمكنك التركيز الآن بوضوح؟ “ بعد شفاء إصابته الواضحة في الرأس، بدأ عقله المشوش بالاستقرار. تألق وجه ريم عند سماع صوت سوبارو، بعدها أغلقت عينيها وركزت على علاجه. “أنا حقًا لا أستطيع تركك بعيدًا عن عيني، سوبارو. لم تكن بعيدًا حتى لمدة ساعة، ومع ذلك عدت بمثل هذه الإصابات الخطيرة “. “مرحبًا، ليس الأمر كما لو كنت أحاول إصابة نفسي أينما كنت -” الآن بعد أن عادت الدورة الدموية إلى طبيعتها، تدفق الدم بحرية من أنفه مرة أخرى. التقطت ريم على الفور منديلًا من جانبها ووضعته على رأسه. “من فضلك ضع هذا على أنفك. سيتوقف النزيف من تلقاء نفسه. سأواصل العلاج “. “………” أمسك سوبارو المنديل بالقرب من أنفه كما أخبرته ريم أثناء تلقيه العلاج السحري. في هذه الأثناء، شاهد آل من الجانب، هز برأسه كأنه يقول يبدو أنك ستكون بخير. “ليس هناك فائدة من الوقوف هنا فقط، لذلك سأعود إلى الداخل. لا أعرف ما الذي كنت تتحدث عنه، ولكن من رد فعل الأميرة، فإن الأمور لم تسر على ما يرام. إذا استغرقت وقتًا طويلاً للمغادرة، فستخبرني الأميرة بجدية أن أقتلك يا أخي “. “قتل سوبارو …؟!” “مرحبًا، لا تصنعي مثل هذا الوجه المخيف أيتها الشابة! أنا أقول إنها قد تأمر بذلك! لذا اخرجوا من هنا قبل أن تعطيني أي أوامر. ليس الأمر كما لو أنني أريد أن أفعل شيئًا كهذا “. بعد رده الدراماتيكي على رد فعل ريم المبالغ فيه، غرقت أكتاف آل وهو يهز رأسه. “حسنًا، اعتني بنفسك يا أخي. والسيدة الشابة … آه، هذا صحيح، انتِ رام. اعتني جيدًا بأخي هذا “. “— رام هو اسم أختي الكبرى. اسمي ريم، سيد آل. “ عندما ألقى آل كلمات فراقه المتقلبة وأدار ظهره، قدمت ريم نفسها رسميًا. في تلك اللحظة، توقفت أقدام آل. “… ريم؟” توقف الرجل ذو السلاح الواحد قبل أن ينظر، ثم استدار ببطء. “لا تكوني سخيفة. أنتِ رام، أليس كذلك؟ “ “أنا ريم … اغفر وقاحتي، ولكن أين قابلت أختي سيد آل؟” أوضحت ريم الخطأ في اعتبارها أختها الكبرى بسبب تشابههما عندما طرحت السؤال. ومع ذلك، لم يرد آل. رفع ذراعه وفرك جبهته. “ماذا يحدث بحق الجحيم هنا …؟” بدا عليه التوتر، ويبدو أنه غير قادر على معالجة المعلومات. قدم التساؤل من جهته دليلاً آخر. “إذًا أنت ريم … وأختك هي رام؟” “نعم هذا صحيح.” “قد يكون هذا سؤالًا غريبًا كي أسأله ولكن … هل أختك الكبرى على قيد الحياة؟” “…؟ أنا لا أفهم معنى سؤالك. لكن أختي على قيد الحياة، كما ينبغي أن تكون “. في اللحظة التي قدمت ريم تلك الإجابة، شعر سوبارو، الذي كان يستمع إلى المحادثة بصمت، بقشعريرة في جميع أنحاء جسده. “- هذا ليس مضحكا.” وصل صوت منخفض بارد مصحوب بصدى شديد إلى أذنه. كان آل يميل إلى الأمام ويده فوق جبهته، غمغم كما لو كان ينزع الكلمات من حلقه. عندها فقط أدرك سوبارو أن آل كان مصدر البرد المروع الذي كان يشعر به. انطلق إنذار غريزي، أخبره هذا الشعور أنه لا يستطيع البقاء هنا. ريم، مستشعرةً نفس الشيء، اقتربت من سوبارو برفق. مكملةً العلاج، كانت لا تزال منحنية وهي تطرح سؤالاً بصوت حذر. “سوبارو. هل يمكنك الوقوف؟ “ عند سماع هذه الكلمات، هز سوبارو رأسه في إيماءة، وبذل قصارى جهده لمطابقة حركاته مع تحركات ريم. “مهلاً، استرخوا. لن أفعل أي شيء “. هز آل رأسه، صرف هالته المروعة وتصرف كما لو كانوا قلقين بلا داع. انخفض كتفا سوبارو بشكل لا شعوري حيث تبدد التوتر في الهواء. حتى تعبير ريم المحايد خفف حيث شعرت هي أيضًا بشعور من الارتياح. “آسف لقول هذا بعد هذه الأجواء السيئة، ولكن من الأفضل أن تستمر في طريقك. أشعر أنني لست في حالة مزاجية جيدة أيضًا “. “… فهمت. من فضلك قل لها شكرا على وقتها “. “حسنًا سأبلغها بكلماتك. اعتني بنفسك الآن. “ بعد اختتام المجاملات الاجتماعية مع آل، ساعدت ريم سوبارو في الوقوف وساروا معًا، كان هيكلها الصغير يدعم جسده عندما غادروا منطقة بارييل. بعد النزول من التل، أخذوا يبتعدون أكثر فأكثر عن القصر، حيث استمر آل في التحديق في ظهورهم طوال الوقت. “هل كانت تمازحني.. لابد أنها لا تتحدث بجدية.. لا بد أنها تمزح.. هل كانت تتكلم بجدية. إذا كان الأمر كما قالت … فإن ذلك يجعلني أريد أن أتقيأ. “

خرّت أكتاف سوبارو عندما علم أن راينهارد كان غائبًا عن العاصمة الملكية – وهي حقيقة أكدها بعد مغادرته منزل كروش وأثناء قيام ريم بتأمين نزل.
راينهارد كان آخر بارقة أمل لـ سوبارو.
سكن زوجان عجوزان في الفيلا المخصصة لعائلة أستريا وتم تكليفهما برعايتها. عندما وصل سوبارو دون أي تحذير مسبق، رحب الاثنان به وأعارا أذنيهما لطلبه، لكن …
“عاد السيد الشاب إلى المنزل الرئيسي مع السيدة فيلت وعائلتها منذ يومين. يمكننا الاتصال به من جانبنا، لكن …. “
تمامًا كما ذكر راينهارد خلال زيارته إلى مقر كروش، كان رينهارد قد غادر.
على الرغم من أنه تذكر ما قاله راينهارد، إلا أن سوبارو تشبث بخيط أمل رفيع، لكن آماله لم تتحقق.
حتى لو تمكن من الوصول إلى راينهارد بطريقة ما، فإن المسافة من العاصمة الملكية إلى المنزل الرئيسي لعائلة أستريا ومن هناك إلى أراضي ماذرز، كانت مسافة (بعيدة)قاتلة. في الواقع، فإن احتمالات انضمامه إلى قواتهم كانت منخفضة بشكل يائس.
سوبارو قال الوداع للزوجين المسنين. ثم، بمجرد أن كان بعيدًا عن أنظار القصر، أمسك رأسه. ثم ردد في ذهنه
“روزوال ورينهارد جديًا عديما الفائدة، خاصة وقت الحاجة لهما…!”
هذه المرة، كان كل شيء لا يسير على ما يرام. سقط المتعاونون المحتملون الواحد تلو الآخر، مما ترك سوبارو حقًا في نهاية آماله.
لو فقط أن نقطة العودة من الموت أعادته إلى الليلة التي افترق فيها عن راينهارد.
“إذا لم يكن لديك القدرة لتقوم بما تريده، فلا شيء سيغير ذلك… فكر، فكر، فكر، فكر. ليس لدي القوة ولا الأعداد (حلفاء) ولا الوقت – لا أملك أي شيء. إجهاد عقلي هو الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله “.
دارت التروس في رأسه بشدة، قاتل سوبارو بجدية للتوصل إلى أفضل خطة لما يجب فعله تاليا.
الآن بعد أن تم حذف كروش ورينهارد من الخيارات المتاحة، كان لدى سوبارو القليل من البطاقات المتبقية في يده للاختيار من بينها.
بالنظر إلى الظروف، فإن التفاوض مع فرسان المملكة سيؤدي بلا شك إلى نفس نتائج مفاوضاته مع كروش. إلى جانب ذلك، لم يشعر سوبارو بأي شيء تجاههم سوى عدم الثقة.
– على أقل تقدير ، الآن بعد أن تخلت كروش عن مساعدته … كروش التي اعتقد أنه على علاقة جيدة بها ، عاصفة من الارتياب حول الآخرين هبّت داخل سوبارو.
لم يكن يدرك حتى كيف كان هذا الارتياب يضيق خياراته المحدودة بالفعل، لم يكن بإمكان سوبارو سوى التفكير في شخصين آخرين. ومع ذلك أحدهما عن الانحناء “أفضل الفرسان” (يوليوس)، وهو شخص كان يكرهه أكثر من بقية الفرسان بشكل عام، مما جعل الأمر مستحيلا.
ترك ذلك سوبارو مع مرشح واحد.
التحقت ريم بسوبارو أخيرًا ثم نادت عليه وسط تفكيره المعمق.
“سوبارو، ماذا يجب أن نفعل الآن؟ أنا….”
“كل شيء على ما يرام. اتركي كل شيء لي. أنت لست مضطرة لفعل أي شيء. لا تفعلي أي شيء. فقط ابق ورائي. هذا يكفي.”
بعد أن قاطع سوبارو كلام ريم، ارتسم على وجه ريم ابتسامة ضعيفة تجاه سوبارو بينما واصل هو التفكير.
– لا بد لي من منع ريم من تحمل وطأة كل شيء.
عرف سوبارو أنه إذا كان لإنقاذه، فلن تتردد ريم في القذف بنفسها في الخطر وإهمال حياتها. لقد كان عليه أن يحميها مهما حدث.
كان سوبارو على يقين من أنها كانت تعتمد عليه عاطفياً، وكان من واجبه إنقاذها.
مهما حدث، كان عليه أن يتجنب فقدانها. لم يكن هناك خيار أخر. إذا لم يستطع حماية ريم، فإن مجرد إنقاذ إيميليا والقرويين سيفقد كل معناه. حتى الانغماس في كراهيته لـ بيتيلغيوس سيكون –
“انتظر، هذا …”
لمس سوبارو جبينه على الفور عندما خطرت بباله فكرة عنيفة للغاية.
في ذلك الوقت، بدا الأمر كما لو أن القضاء على بيتيلغيوس كان أولوية أعلى من إنقاذ إيميليا والآخرين. ألم يكن هذا بالضبط هو الشيء الذي أشارت إليه كروش سابقًا …؟
“كل شيء على ما يرام. كل شيء على ما يرام. سأفعل هذا بشكل صحيح هذه المرة. أنا سأفعل ذلك. أنا … يجب أن أفعل ذلك. “
طمأن سوبارو نفسه، على ما يبدو لقد كان يتحدث لمصلحته الخاصة. لقد تأمل في كلماته وتظاهر بأنه لم يلاحظ شيئًا، كما لو كان يضع غطاءً على قمة حفرة لا قاع لها.
كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكن سوبارو ناتسكي من الحفاظ بها على سلامته العقلية.

2

3

7

في صباح اليوم التالي، ومع بزوغ الفجر، عاد الاثنان إلى منطقة النبلاء لمتابعة الخيط الرفيع الذي حمل آمال سوبارو المتبقية.
كانت منطقة النبلاء في الجزء العلوي من العاصمة الملكية، اصطفت فيها مبانٍ مبهرة على جانبي الطريق. لم تخن الواجهة المبهرجة للقصر الفخم الذي وصل إليه سوبارو وريم توقعاتهم.
لا، كان من الأنسب أن نقول إنه كان مبهرجًا وأكثر إسرافًا مما كانوا يتخيلون.
“لا داعي للسؤال لمن ينتمي هذا القصر. لا أستطيع أن أتخيل أن أي شخص سيجد صعوبة في معرفة صاحب هذا المكان … “
لم يرتبك سوبارو. مشهد هذا القصر الفاخر لم يكن شيئًا سينساه قريبًا، أو بعد مرور الوقت.
تم طلاء السقف بالذهب والذي فرق ضوء شمس الصباح في جميع الاتجاهات، في حين تم نحت عدد من الصور المعقدة على الجدران.
بقدر ما يمكن أن يرى، كان هناك حتى نقوش تزين النوافذ، وعدد من التماثيل، والتي يمكن تسميتها فقط بالفن الطبيعي، تنتشر في الفناء.
كان المنزل انعكاسًا حادًا لأذواق ذوي الثراء المسرفين. لم يستطع سوبارو سوى أن يبتسم ابتسامة جافة عندما أدرك أن هذا امتداد إرادة المالك وتأكيد على قوتها.
بينما كان سوبارو متجذرًا (ثابتا لا يتحرك) أمام البوابات، وقفت ريم بجانبه بتعبير مذهول على وجهها. إذا كان الهدف من المظهر الخارجي للمبنى هو إعطاء الضيوف صدمة، فقد حقق هدفه بتأثير مضاعف.
“لن تخبرني أن هذا كان أسلوب المالك السابق للقصر، أليس كذلك؟ اشعر بالأسف عليه.”
“آه، حسنًا في الواقع هذا هو ذوق الأميرة. لقد شهد القصر تحولًا شديدًا للغاية، هل تعلم؟ أتعاطف مع الأشخاص الذين عملوا طوال الليل بلا توقف، لكنها صفعت وجوههم بأكياس من العملات الذهبية حتى لا يتمكنوا من الشكوى “.
“مرحبًا، هذا مختلف تمامًا عن صفع الناس بكومة من الأوراق النقدية. إن ضرب الناس بكيس من العملات المعدنية سيُعتبر عنفًا حقيقيًا “.
ضحك الرجل الذي يقف على الجانب الآخر من البوابة على نكتة سوبارو. أدخل الرجل أصابعه السميكة في الفجوة بين خوذته السوداء وعنقه وخدشها.
تحت خوذته القاتمة تماما، كان الرجل يرتدي ملابس رثة (لا توحي على الرقي)، بدا كقطاع الطرق. على الرغم من أنه مشهد غريب بشكل عام، إلا أن أكثر ما يميزه هو حقيقة أنه فاقد ذراعه اليسرى من كتفه إلى أسفل.
كان هذا الرجل ذو الذراع الواحدة والذي أخفى وجهه (آل) بمثابة الخادم للمرأة التي جاء سوبارو لرؤيتها.
يعتبر نفسه من المرتزقة، وكان مشابهًا لسوبارو فقد تم استدعاؤه إلى هذا العالم. كان هذا هو أساس العلاقة الغريبة بينهما، وكذلك سبب وُد آل عند زيارتهم في الصباح الباكر.
“إذًا ماذا تفعلون هنا في مثل هذا الوقت؟ كما ترون، أعاني من انخفاض في ضغط الدم، لذا فأنا لست شخصًا صباحيًا. إذا كنتم ستدعوني لصيد الطعام أو شيء من هذا القبيل، فقد لا أكون مستعدًا تمامًا لذلك “.
“لا يوجد أفضل من مطعم عائلي. اليوم، أنا هنا لأتحدث مع أميرتك.”
“الأميرة…؟”
غير قادر على رؤية التعبير خلف الخوذة، لم يكن لديه أي فكرة عن كيف كان آل ينظر إليه في تلك اللحظة. تلا ذلك وقفة غير سارة عندما بدا الرجل المسلح وكأنه يفكر في الأمر.
“حسنًا، لقد تمكنت بالفعل من إعادة شحن مخزوني من الطاقة للقيام بواجبات الخادم، لذلك أعتقد أنني أستطيع نقل رسالة.”
“كان هذا بلا معنى أكثر مما توقعت. علاوة على ذلك، ليس الأمر كما لو أنه ليس لديك أي خدم في هذا القصر، أليس كذلك؟ “
“مرحبًا، أنت لا تفهم الأميرة. هل تعتقد أنه يمكننا الحصول على خادمات يتجولن عندما تعتقد الأميرة أنها الأفضل في العالم كله؟ الشيء الوحيد الذي لدينا في القصر هو خادم صغير لطيف “.
“لقد كان خطئي في السؤال … قد يقلل هذا من قيمة ما لدي لقوله لكن الرسالة ستفي بالغرض، هل يمكنك إيصالها كبداية؟”
“بالتأكيد،” أجاب آل بصوت غير رسمي، واختفى على مهل داخل القصر.
وقفت ريم على الجانب بمقدار خطوة واحدة خلف سوبارو، وحافظت على صمتها مع اشتداد تعبيرها المحايد. ولكن أصابعها ممسكة بكمه برفق، لقد شعر سوبارو بالقلق الذي لا تستطيع إخفاءه.
أراد سوبارو القضاء على مخاوفها، لكن هذا لم يكن ممكنًا بينما لديه نفس المخاوف.
“حسنًا، إن الوقت باكر للغاية…في حالة تلك الفتاة، أتوقع منها أن تقول شيئًا مثل” أنت تتدخل في وقتي الثمين للنوم “
“مرحبًا، يمكنك الدخول ومقابلتها!”
هز آل رأسه وصاح من أمام مدخل القصر، وصوته الهادئ قاطع صوت سوبارو.
للحظة، فوجئ سوبارو بسرعة الرد غير المتوقعة.
“أليس الوقت مبكرًا بجنون؟”
“لن تتوقع ذلك، لكن الأميرة هي واحدة من محبي الاستيقاظ مبكرًا. على الجانب الآخر فإنها تنام في وقت مبكر جدًا من الليل. في كلتا الحالتين، تعال. “
ضحك آل على تردد سوبارو ودعاهم للداخل بسلوك هادئ. عندها اتبعوه إلى القصر، سرعان ما أصبح واضحًا أن الجزء الداخلي للمبنى كان شديد الكلفة بشكل مماثل للخارج.
حتى العين غير المدربة تدرك ذلك.
من الزخرفة باهظة الثمن والقطع الفنية المعروضة في الممر مما قد يعرقل الحركة بدت الحاجة القهرية لتزيين المصابيح وإطارات الصور بالذهب وكأنها شكل من أشكال الجنون.
“أفترض أن كل هذا يعمي البصر قليلا في البداية، لكنك تعتاد على ذلك بمرور الوقت. الوضع ليس بهذا السوء في الصباح، لكن القاعات مخيفة للغاية في الليل “.
“أنا لست طفلا صغيرا، لذلك ليس عليك أن تخبرني أن القاعات مخيفة في الليل. أي نوع من البالغين أنت؟ “
“إن عيون التماثيل تتوهج.”
“أظن أن سيدتك مصابة بخلل ذهني”
عندما فحص سوبارو التماثيل المبطنة للممر عن كثب، لاحظ أن لديهم شيئًا مثل الأحجار الكريمة مضمنة في تجاويف العين. من المحتمل أن يتوهجوا عندما يحل الظلام. كان لكل من المشتري والمصمم برغي مفكوك في رؤوسهم (دلالة على الجنون).
تبعتهم ريم من الخلف، وكان يسمع أصواتًا تأتي من أنفها بين الحين والآخر. كانت ريم تتمتع بحاسة شم قوية، ويبدو أنها التقطت نوعًا من الرائحة الكريهة، وهي تحدق في مؤخرة الخوذة القاتمة (يقصد آل) أثناء سيرها.
سرعان ما انتهت رحلة الثلاثي الغير متطابق.
“الأميرة في الغرفة العلوية هناك. الطابق بأكمله عبارة عن غرفة مزينة بالفعل “.
“يبدو هذا نوعاً ما مثل جناح الفندق. هل يمكننا الدخول؟ “
“حسنًا، يمكنك ذلك يا أخي.”
تضمن رد آل تأثيرًا واضحًا عندما اقترب من الدرج وأشار إلى الطابق العلوي بإبهامه. بسبب هذه الخفة المقلقة، كان على وجه سوبارو نظرة حذرة وهو يمشي في طريقه.
“مرحبًا، أنا لا أقول ذلك لأكون لئيمًا. قالت الأميرة إنها ستلتقي بك فقط. سيتم اصطحاب الشابة إلى غرفة الضيوف “.
“هل تعتقد أنني سأتركها بينما تحدثت عن شحن طاقتك في وقت سابق (°~°) …؟”
“لقد أمسكت بي (عرفت نيتي) لكن لا تقلق، سأنتظر هنا أمام غرفة الأميرة. إنه لأمر مؤسف، لكنني سأترك مرافقة الشابة إلى زميلي الأصغر شولت”.
توقعًا لمخاوف سوبارو، أشار صوت آل إلى أنه بالكاد يكبح ضحكته عندما أشار بأصابعه (فرقع أصابعه). ظهر على الفور شاب ذو شعر وردي مجعد وعيون حمراء. الكلمات الوحيدة التي يمكن أن يفكر بها سوبارو لوصف مظهر هذا الفتى هي جميل.
جسده الصغير كان يرتدي زي كبير الخدم، بينما أظهر وجهه تفانيًا صارمًا وتحمسًا لواجباته، ولكن بطريقة ما، أعطى انطباعًا بأنه منحرف.
“اعتنِ جيدًا بضيفتنا.”
“نعم، اتركها لي.”
عندما أعطى آل الشاب تربيتًا على كتفه، قدم الولد الجميل إجابة رسمية وشرع في مرافقة ريم.
نظرت ريم مرة أخرى إلى سوبارو، ويبدو أنها في حيرة من أمرها.
“آسف. انتظري حتى ننتهي من الحديث. كل الأشخاص الخطرين في هذا القصر، بمن فيهم هذا الفارس، سيكونون في الطابق العلوي، لذا فقط استرخي وانتظري “.
“هذا قاس، يا أخي، يجعلني هذا أبدو كرجلٍ مشبوه. على الرغم من أن الدخلاء يقولون ذلك عني في كثير من الأحيان “.
تجاهل سوبارو رد آل الغاضب وربت على رأس ريم لتهدئتها.
كادت ريم تغلق عينيها كما لو كانت دغدغة، حنت رأسها لأنها استسلمت للأمر الذي لا مفر منه.
بعد ذلك، اقتربت منه برفق وهمست بكلمة تحذير إضافية.
“مفهوم – يرجى توخي الحذر بشكل خاص من هذا الشخص.”
نظرت عيني ريم إلى آل للحظة واحدة فقط. على ما يبدو، انه يصير قلبها.
“مم، فهمت.”
على الرغم من أن سوبارو أراد حقًا الإيمان بصديقه الودود، إلا أن تقييم ريم لمصداقيته كان أكثر رجاحة. بالنظر إلى ما جرى في مقر كروش، كان من الأفضل اعتبار حاشية بريسيلا خصومًا أيضًا.
أومأ سوبارو لها وابتسم ثم قادها الخادم الصغير الجميل واختفى في الممر.
“فيوو (صوت صفير) ليس سيئا يا أخي. أرى أنها لطيفة حقًا تجاهك “.
“إذا كنت ستفعل ذلك، فما عليك سوى أن تطلق صافرة مناسبة. ليس وكأنني قادر على التصفير معك “.
لم يكن الأمر وكأن الطقس بارد بدرجة كافية لدرجة لمنع أي شخص من التصفير جسديًا، لكن كان لدى سوبارو ذكريات مريرة عن الكيفية التي حاول بها وفشل في تعلم الصفير منذ فترة طويلة.
“آه، لا أستطيع أن أفعل. شفتاي ليست سليمة. لا يمكنني أداء صافرة حقيقية “.
“بما أن الأمر كذلك. آسف على ذلك. “
كانت الإجابة أغرب مما توقع سوبارو، لذا تخلى عن أي فكرة في متابعة موضوع التصفير.
“حسنًا، إنه لأمر مؤسف أن تبقي الشابة تنتظر هكذا، والأميرة ستصبح مخيفة ومنزعجة إذا ما جلست تنتظر لفترة طويلة. إنها تنتظرك بالطابق العلوي يا صديقي “.
“لقد قدمت لي مساعدة كبيرة … بالمناسبة، ما هو مزاج بريسيلا اليوم؟ “
نظرًا لأنه كان يتعامل مع بريسيلا، فإن مزاجها الحالي سيؤثر على نتائج أي مناقشة سيتم إجراءها إلى درجة مخيفة إلى حد ما.
“همم، لا أعتقد أن مزاجها جيد أو سيئ بشكل خاص، وهذا يعني أنه لا يمكنك توقع أي شيء. يمكن أن تتغير الحالة المزاجية للأميرة قبل أو بعد أو أثناء المحادثة، ومزاجها يهب صعودا أو نزولا يمينا أو يسارا أو يرتد في كل مكان. ما تحب الأميرة التحدث عنه ليس محفورا في الصخر (ليس ثابتا) أنت بحاجة إلى أن تكون جيدًا في إغرائها لتتمكن من تحقيق هدفك”.
“إذًا هي عبارة عن مبارزة دون استعداد … أسوأ الأنواع بالنسبة لي.”
صعد إلى الطابق العلوي، ومشى متجاوزًا قاعة للرقص، ووصل إلى أحد الأبواب – وهو باب مزخرف للغاية.
“هذه الغرفة الخاصة بالأميرة. هي لا تدعوني للدخول عادة لذلك سأنتظرك خارج الغرفة بينما تتحدث معها”.
جلس آل علي الدرج المؤدي للباب وهو مسترخي دون اهتمام. وأثناء قيامه بذلك، سحب سيفه المقوس من غمده ووضعه على حجره.
“إنها ليست في حالة مزاجية سيئة، أليس كذلك؟ لا أريد أن أقطع إلى شرائط، لقد سئمت من التعامل معها عندما تكون غير معقولة وفي مزاج سيء “.
“… آسف، لكنّها تطلب مني أيضًا الكثير من المطالب غير المعقولة.”
بعد أن قدم آل ردًا صريحًا، أخذ سوبارو نفسًا عميقًا وفتح الباب.

7

4

“لا يزال الوقت مبكرًا لتناول الغداء، ولكن ليس من الجيد الجلوس دون طلب أي شيء”. قالت أناستازيا هذا عندما عادت من المنضدة وهي تحمل وجبة خفيفة — الخضروات واللحوم المحصورة بين قطعتين من الخبز، مثل هامبرغر كبير. أخذت ميمي هذا الساندويتش من أناستازيا ودفنت فيه وجهها بسعادة. كان مطعم تقليدي يقع في الشارع الرئيسي، مباشرة أمام البوابة الرئيسية للعاصمة الملكية. شهدت هذه البوابة أكبر حركة مرور في المدينة بأكملها، حيث دخل الناس وخرجوا بلا توقف. كان المتجر ممتلئًا. اخذوا سوبارو والآخرون المقاعد الشاغرة الأخيرة. “ناتسكي، يجب أن تأكل كل ما تريد. بما أنك كنت تخطط لمقابلة تلك الفتاة هنا، يجب أن تأكل، أليس كذلك؟ “ “أشعر بالسوء نوعًا ما لجعلكِ تدعوني إلى وجبة عندما أطلب منك معروفًا. إذا كنت أريد حقًا أن أتناول شيئًا ما، فسأتناول وجبتي مع صديقتي لاحقًا. أناستـ … إيه.” كان هناك الكثير من الناس حولهم، لكن المكان لم يكن كبيرًا جدًا. تردد في استدعاء أناستازيا بالاسم في مثل هذه الأماكن العادية. “أنا لا أهتم كثيرًا حقًا، ولكن إذا كنت تواجه مشكلة في استخدام اسمي، فيمكنك مناداتي بالسيدة الشابة” “سيكون أكثر صعوبة مناداتك بذلك … على أي حال، بالحديث عن عربة التنين.” “الدخول في صلب الموضوع، همم؟ لن ترضي شريكك في العمل إذا كنت تعطي الأولوية لما تريده فقط. جوهر التفاوض هو إلى أي مدى يمكنك إرضاء الطرف الآخر. أنت لست جيدًا في ذلك، ناتسكي.” بعد توبيخ سوبارو لكونه في عجلة من أمره، عضت أناستازيا وجبتها من الخضار واللحوم؛ الطريقة التي تلعق بها الصلصة ساحرة بطريقة ما. على الرغم من اختلافها عن كروش وبريسيلا، امتلكت أناستازيا بالمثل كاريزما فريدة في كل إيماءة لها، ذلك كان لا يشبه الناس العاديين. ربما كان عليه أن يقول إن كل المرشحين الملكيين لديهم جوهرهم الخاص. “إنه أمر محرج بعض الشيء إذا كنت تحدق في وجهي بينما أنا آكل. لم أتعلم الأخلاق الجيدة في الأكل كما ترى. هل أفعل شيئًا غريبًا؟” “لم أتربى في ثقافة عالية بما يكفي للحكم على شيء من هذا القبيل … أنا لا أعتقد أن ذلك غريب على الإطلاق. لكن أنت لا ترى في كثير من الأحيان امرأة تفتح فمها على مصراعيها هكذا.” “… هل تحاول الحصول على جانبي الجيد؟ إذا كان الأمر كذلك، فيجب عليك أن تفعل ذلك بطريقة أفضل.” ضحكت أناستازيا وهي تنتقد طريقة سوبارو الخرقاء. سرعان ما أدى تقييمها القاسي إلى جعل سوبارو يستسلم. “امم، أنا لا أمزح هنا. أنا حقا في مأزق، ولهذا السبب أريد أن أصل إلى النقطة مباشرةً.” “إذا كنت تريد أن تناشد تعاطفي، فهذه هي أسوأ خطة ممكنة عندما تتعامل مع فتاة مثلي. لكنّي أحييك على المحاولة. أنت بحاجة إلى عربة تنين، أليس كذلك؟” تحدثت أناستازيا وهي تسحب قلمًا من جيبها. بعد ذلك قامت بفتح الورقة الملفوفة حول القلم، وسرعان ما قامت بتدوين شيء ما، ثم قامت بطي الورقة بدقة. “لقد كتبت موقع المتجر الذي لا يزال يجب أن يحتوي على عربة تنين وأضفت توقيعي. هذا كل ما تحتاجه لتحقيق هدفك، ناتسكي.” “حسنًا، لا داعي للتصرف بغرور وتغطرس حيال ذلك.” “أنا سأفعل ذلك بالطبع – لن يكون الأمر ممتعًا إذا قمت بتسليمه مجانًا، أليس كذلك؟” متحدثة بهدوء، وضعت أناستازيا الورقة المطوية على الطاولة. ووضعت راحة يدها عليها برفق، وأخفتها عن الأنظار، وابتسمت ابتسامة عريضة نحو سوبارو عندما جفل. بدت الابتسامة على وجهها مختلفة عن الابتسامات التي رآها عليها من قبل. “لا تشدد كتفيك هكذا؛ سيكون الأمر على ما يرام. أنا فقط أريدك أن تبقى معي من أجل محادثة قصيرة. إنه لأمر محزن عندما لا يمكنك التحدث عن أي شيء باستثناء ما تحتاج إليه فقط. لا أعتقد أنني جشعة للغاية لأنني أريد التحدث معك حتى تظهر تلك الفتاة الخاصة بك.” “لماذا؟ هذا الكثير من المتاعب فقط لمجرد محادثة قصيرة مع رجل مثلي، ليس الأمر وكأنك ستحصلين على أي شيء مني.” “لا أعتقد أن هناك شيئًا في هذا العالم لا معنى له. لا تعرف أبدًا من الذي قد يمنحك بعد نظر. ومن بين الجميع، أشعر أنه قد يكون لديك شيئًا مميزًا بالنسبة لي، ناتسكي.” “… أنا لست ممتن حقًا إذا كان هذا هو الانطباع الذي حصلت عليه مني في حفلة الاختيار الملكي.” “ليس الأمر كما لو أنني قابلتك في أي مكان آخر، ناتسكي.” تم إيقاف محاولة سوبارو اليائسة للسخرية وتم تجاهلها بواسطة حجتها السليمة. بعد تقييم طلب أناستازيا وهدفها، استسلم سوبارو على الفور لمصيره. “فقط للتوضيح، سنتحدث فقط حتى تصل ريم إلى هنا. وبعد ذلك سأطلب منك تسليم تلك الورقة.” “أنا بالتأكيد اكذب واخدع الناس، لكني أؤكد لك سأحقق طلبك. يمكنني كتابة ذلك إذا كنت ترغب في ذلك.” “لم تغمض عينيك حتى عندما قلت ذلك … ما الذي تريد التحدث عنه؟” “قلت لك عندما بدأنا، أليس كذلك؟ جوهر المفاوضات هو التماشي مع الطرف الآخر. إذا كنت تريد أن تتحسن في الحديث، يجب أن تتحسن أكثر في الاستماع. ستكون البداية الأفضل هي معرفة ما يهتم به شريكك.” بشكل أكثر صراحة، لا يبدو أن أناستازيا تتعامل مع هذه المحادثة ببساطة. سيكون من السيئ أن يبتعد سوبارو عن مجرى الحديث ويفسد مزاجها. حك رأسه وغرق في التفكير. “مرحبًا، يا آنسة، أريد أن آكل أكثر مما تناولته للتو. أرجووووووك؟” “بالتأكيد، كلي ما تريدين. آه، لا تجعلي فمك فوضويًا بالصلصة. لا نريد أن يتسخ هذا الوجه اللطيف، أليس كذلك؟ حسنًا، هذا لطيف نوعًا ما أيضًا” “امسحيها من أجلي! فرك، فرك! ياي! سأعود بعد قليل!” بمجرد أن نظفت أناستازيا وجهها، ذهبت ميمي إلى عامل المتجر في حالة معنوية عالية جدًا. قام سوبارو بأخذ نظرة متفاجئة وهو يشاهد الفتاة الصغيرة. “في وقت سابق، قلت إن هذه الفتاة هي الثانية في القيادة؟” “ماذا؟ أنت تسأل عن ميمي وليس أنا؟ هل سيتم الأمر بهذه الطريقة، ناتسكي؟ هل تقول ذلك لأنك تكن إعجابا لآذان القطط؟ هل هذا هو السبب في أنك تحاول الاقتراب من فتاتي؟” “ليس لدي أي رغبات غريبة من هذا القبيل. في المقام الأول، إذا كنت مهتمًا بذلك …” ضغط سوبارو على أسنانه وهو يتذكر صورة الفارس بآذان القطة في ذلك القصر المليء بالحمقى. “على أي حال، لا. إنها ببساطة لفتت اهتمامي. أعتقد أنك قلت شيئًا عن جيش خاص؟” “انهم فرقة تستحق سمعتها، إنهم مشهورون جدًا في كاراراجي. إنهم فرقة المرتزقة الخاصة بشركة هوشين، يدعون بالـ “الأنياب الحديدية” وأنا الراعي لهم، لذلك بالطبع أحصل على امتياز خاص لاختيار الأعضاء” تحدثت أناستازيا وهي تحول نظرها إلى ميمي، التي بدت شاردة الذهن طوال الوقت. “إنها جددددا لطيفة، أليس كذلك؟ ممتع للغاية أن تعانقها وتنام معها، كما تعلم؟” “انه دوري الآن لأسألك ما إذا أنت مثلية الجنس، يا إلهي. أنت لا تخبريني أنك أجهدت نفسك للحصول على شخص مثل هذا ليكون في المرتبة الثانية في القيادة، هل فعلت ذلك؟” “لا داعي للقلق؛ لا بأس. قلت لك أليس كذلك؟ تلك الفتاة هي الرقم اثنين في الأنياب الحديدية، ولديها أيضًأ المهارات التي تليق بنائب القائد. لهذا السبب يمكنني التجول في العاصمة معها فقط.” بالشعور بالثقة المطلقة في تعليقات أناستازيا، دقق سوبارو النظر في ميمي مرة أخرى. هي حقا لم تبدو قوية على الإطلاق. لكن كلمات سيدها كانت مقنعة على الرغم من ذلك. لن يتجول أي مرشح للاختيار الملكي مع حارس شخصي واحد إذا كان هذا الشخص غير قادر. “آه، فقط للتوضيح، لن أتحدث بالتفصيل عن باقي الأعضاء، حسنًا؟ لست كريمةً بما يكفي لوضع كل بطاقاتي على الطاولة. في الواقع، أنا واثقة تمامًا من أنها فكرة سيئة.” “حسنًا، هذا لا يجعلك تبدو واثقا على الإطلاق…” على الرغم من أنها أعاقت أي جهد للغوص في التفاصيل، إلا أن سوبارو نقش اسم الأنياب الحديدية في مؤخرة دماغه كتهديد محتمل آخر. إذا أصبح هو وأناستازيا أعداء صريحين في مرحلة ما، فستكون هناك عقبة أخرى يجب التغلب عليها. “ناتسكي، جبينك متجعد للغاية. تبدو وكأنك منزعج.” “مهلا، لقد ولدت بهذا الوجه، حسنًا؟ لا حاجة لانتقاد عقد شخص ما.” “عقدة؟ مم، لا بأس. بقولك ذلك، لقد ذكرت ولادتك، لكن أين ولدت يا ناتسكي؟ لا نرى الشعر الأسود كثيرًا حول هذه الأنحاء، وملابسك بارزة أيضًا.” “لقد ولدت في اليابان على الأرض، وهذه بدلة رياضية، ربما تكون الوحيدة في العالم.” كان موضوعًا غريبًا. بدت إجابته الصادقة وكأنه يتهرب من السؤال تمامًا. من المؤكد أنها جعلت أناستازيا عابسة؛ غيم وجهها. “اليابان – الأرض. لم اسمع بهذا مسبقا. لكن … أين تقع؟” “ما وراء الشلال العظيم. بعيدًا إلى الشرق، ثم ابعد شرقا يدعى المكان زيبانق.” “الشلال العظيم!! …” أعطى سوبارو إجابة سريعة، متوقعا أن تنفجر أناستازيا بالضحك، لكن غرقت أناستازيا في التفكير. رفع سوبارو حاجبيه بسبب ردة فعلها الغير متوقع تمامًا. “ألن تضحكي؟ ظن راينهارد أن كلامي كان غبيًا جدًا …” “مم. حسنًا، كما ترى، من حين لآخر، تسمع عن أشخاص ينتمون إلى ما وراء الشلال العظيم. لم أتوقع أبدًا أن تدّعي أن وطنك موجود هناك” “ماذا، هناك عابرون آخرون غيري؟ كانوا من المشاهير حتى؟” “إذا كنت تريد معرفة المزيد، أعتقد أنه يجب عليك قراءة “هوشين البراري”.” كانت أناستازيا لا تزال لا تضحك عندما قدمت له النصيحة. رفع سوبارو رأسه عند ذكر “هوشين البراري”. بعد كل شيء، كان هذا اسم عائلة أناستازيا. وذكّرت سوبارو أن “هوشين البراري” كانت أيضًا قصة بطولية. “أنتِ لست مرتبطةً بهوشين، أليس كذلك؟ ظننت أنني سمعتك تقولين إنك من أسميت نفسك بذلك.” “إنه اسم مؤسس كاراراجي. وباعتباري كاراراجية الأصل، أنا لست غير مرتبطة معه تماما، ولكن لا توجد بيننا علاقة دم. أنا فقط قررت أن أسمي نفسي بذلك. أظن أن هذا مناسب لشخص نهض ليصبح إلهة التجارة، ألا تعتقد ذلك؟” “اللعنة، لديك الكثير من الشجاعة للخروج مباشرة وقول ذلك.” يبدو أنها صنفت مآثرها بدرجة عالية بما يكفي لتبرير إعلان نفسها كـ “إلهة” دون أي إشارة للاستهزاء. تذكر سوبارو تفاخر أناستازيا في اجتماع الاختيار الملكي بأنها أرادت الحصول على المملكة لمصلحتها الذاتية البحتة. بوضع هذا التصريح في قطار التفكير ذهابًا وإيابًا؛ لم يكن هناك أي رجعة لها الآن. “إذا فشلت، سوف يشير الناس إليّ ويضحكون. لكنني قطعت هذه المسافة. لذلك لن أتحدث كثيرا عن نفسي عندما لا أزال في منتصف الطريق لتحقيق هدفي.” لم يسمع سوبارو سوى القليل جدًا عن مسقط رأس أناستازيا أثناء إظهارها لفخرها في اجتماع الاختيار الملكي. يبدو أنها ولدت في الأحياء الفقيرة في كاراراجي ثم ارتقت إلى موقعها الحالي بناءً على عبقريتها وحدها. تملك منزل تجاري كبير، مشهور بالفعل في الأمة، خدموها، وأعلنت نفسها كمرشحة للعرش الملكي. شعر سوبارو أن الشخص أمام عينيه كان مختلفًا عن أي شخص رآه من قبل. “كيف يمكنك أن بفعل الأمور إلى هذا الحد …؟ ألا تخشين الفشل؟” “أوه يا إلهي، يا إلهي، يا إلهي. ناتسكي، هل بدأت بالاهتمام بي أخيرًا؟” سوبارو لم يكن لديه أي خطة. لقد أعرب ببساطة عن شكوكه الصادقة. ربما، تمامًا كما فكرت أناستازيا، لقد طرح السؤال لأنه كان أخيرا ينظر إليها مباشرة: ليس كـ خصم مزعج، وليس كـ شخص مرتبط بيوليوس، ولكن كـ أناستازيا، كـ فرد. “الفشل، هاه؟ سأقول إنني أخشى ذلك، أيضًا. أنا لا أدعي بالضبط أنني فزت في كل معركة خضتها للوصول إلى ما أنا عليه الآن. لقد اهتممت فقط بالفوز بالأمور التي تهمني حقًا.” “أنت لا تتساءلين أبدًا ما إذا كنتِ قد فزتِ بما يكفي من رهاناتك؟ أعني، لديك الكثير. أنت تاجرة كبيرة، ولديك الكثير من الأشخاص من حولك، و …” “… هل يمكنني حقًا أن أقول إن لدي الكثير؟ أنا لا أعرف حتى ما الذي يرضيني” صوتها المنخفض وعيناها الزرقاوان جعل سوبارو يحدق بها دون قصد. عندما عم الصمت على سوبارو، أضاقت أناستازيا شفتيها وغيرت الموضوع فجأة. “أنا … لديّ حلم.” لم يقل سوبارو شيئًا وهي تنقر الطاولة بإصبعها متجاهلة إياه. “لقد حملت هذا الحلم معي منذ وجودي في الأحياء الفقيرة، لم أكن حينها أعرف ما سيأتي به اليوم التالي، كنت أحاول أن أعيش بكل ما لدي … أريد أن أحصل على كل شيء يمكنني وضع يدي عليه.” “كل شيء … يمكنك وضع يديك عليه …” “حلمي هو أن أرى فقط من يمكنني أن أصبح، فقط إلى أي مدى يمكنني الذهاب. لكنني لن أتنازل عن شيء واحد حتى أشعر بالرضا عن فعل ذلك. ما دمت أعيش، فإن كل ما يمكنني الوصول إليه والاستيلاء عليه سيكون لي. في النهاية، هل سأموت مفلسةً؟ أم سأموت ممتلئة بالممتلكات التي لا تعد ولا تحصى من حولي؟” – حياتي هي مسابقة كبيرة حتى أحصل على نتيجة واحدة أو الأخرى.” غرق سوبارو في التفكير العميق. لقد أدرك أن الفتاة ذات القوام الصغيرة أمامه كانت شخصًا رائعًا، شخصًا قد يتطلع إليه. تختلف شخصيتها الأساسية كإنسان عن شخصية كروش وبريسيلا. لم تكن قوة جاذبيتها أدنى من قوتهم بأي حال من الأحوال. لا، بالنسبة لسوبارو، في تلك اللحظة، كان لديه انطباع أفضل عنها بكثير أكثر من كروش وبريسيلا. مع الانقسام بينه وبين كروش التي لا تعرف شيئًا سوى مصلحتها، وبالنظر في رفض بريسيلا المغرور، اعتقد سوبارو أن أناستازيا قد تكون خيط الأمل الأخير الذي أرسلته السماء والذي قد يكون قادرًا على الاعتماد عليه. بالنسبة لسوبارو، الغير قادر على جمع أي تعزيزات، كان هذا احتمالا أخيرًا إذا أراد اقتراض القوة من الآخرين. “مهلا، أناستازيا. هناك شيء أريد حقًا أن أتحدث إليك عنه …” سوبارو الذي عامل أناستازيا في البداية على أنها مصدر إزعاج يجب إزالته جانباً، أصبح الآن متواضعًا تجاهها. فكر كالآتي: “يمكنني الاعتماد عليها.” على الرغم من ذلك، أومضت صورة يوليوس في مؤخرة عقل سوبارو وهو يطعن صدره، لكنه قمع ذلك الجرح العاطفي بكل قوته بينما كان يحاول التطرق للموضوع. “مهلا، لقد انتهى الوقت. لقد كنتَ تطرح الأسئلة طوال هذا الوقت. أنا سعيدة لأنك مهتمٌ بي، لكن هذا ليس عادلاً، أليس كذلك؟” صرخت أناستازيا بشدة وأوقفت حركته القادمة. “هذا لا يكفي حقًا أن نسميه اهتمامًا – لا، لا تهتمي. تحدثي معي.” “نعم، نعم، التنازل مهم حقًا. إنها مسألة عن العلاقات الشخصية وهي تأتي حتى قبل التفاوض … ناتسكي، يبدو أنك ستغادر العاصمة الملكية، لكن هل قمت بمشاهدة ما يكفي؟” “لا تسميه شيئًا عادي مثل مشاهدة المعالم السياحية، يا إلهي. أنا لست ذلك المهمل، وأنا متأكد من أنك لست كذلك. هل هذا هو الوقت المناسب لرحلة لمجرد الشعور بالتحسن؟” أسقط سوبارو الموضوع مقاطعًا موضوعها. “لا أخطط للسفر فقط، ولكن لا تركز لرؤية المشاهد الرائعة فقط – الناس يخرجون بفائدة وهم يتأملون المناظر واخذ نظرة هنا وهناك.” في منتصف الحديث، اختفت ابتسامة أناستازيا المتوترة وهي تخفض صوتها قليلاً. هذا التغيير في سلوكها وتعبيرها قد سرق انتباه سوبارو. أشارت إلى الشارع بذقنها. “تغير الجو العام في هذا الشارع، مثل منطقة التسوق قبلها. هل لاحظت، سوبارو؟” “… الآن بعد أن ذكرت ذلك، يبدو الجو أكثر عدائية بطريقة ما.” كان سوبارو قد عرف معالم العاصمة الملكية لمدة عدة أيام وساعات فقط، ولكن حتى هو يمكنه الشعور أن هواء العاصمة الملكية تبدو مختلفة في بشرته. “إن النظرات على وجوه الناس قد تغيرت. لقد أدى الحديث عن الاختيار الملكي إلى إخراج جميع أنواع الوجوه من الأعمال الخشبية.” “أعتقد أنك آخر شخص قد يتحدث بهذا المنطق منذ أنك من كبار المشاركين في هذا الأمر” “مهلا، عندما تقارن الأشخاص الذين يسعون للحصول على أكوام صغيرة من العملات المعدنية بفتاة- مثلي- تسعى خلف مملكة بأكملها، فإنهم سيبدون مثيرون للشفقة. إلى جانب ذلك، في مجال الأعمال التجارية، يكمن سر اللعبة في السرعة… عندما تنظر إلى ما يفعله الأشخاص المملوئين بالأموال، فإنك سترى المزيد من الصورة الكبيرة.” فكرت أناستازيا في “الصورة الكبيرة” بطريقة لا يستطيع سوبارو فهمها. “عندما يتحرك الأشخاص الموجودون في الأعلى، يبدأ الأشخاص في الأسفل بالتحرك. عندما يتحرك الناس ستتحرك الأشياء أيضًا. في الوقت الحالي، يتدفق التجار المسافرون إلى العاصمة الملكية من جميع أنحاء العالم. إذا كان الناس هنا، فالأشياء ستكون هنا بالمثل. لذلك يمكنني رؤية القليل بشأن ما سيأتي.” “الأشياء التي ترينها … هي البضائع؟ هل هناك معنى خاص لما يبيعونه في العاصمة الآن؟” “أنت تتعلم بسرعة. بالمناسبة، أسعار عدد غير قليل من السلع في حالة تغير مستمر في الوقت الحالي، لكن الأشياء المصنوعة من المعدن أصبحت باهظة الثمن بشكل خاص. هناك شخص ما يشتري الأسلحة الخفيفة مثل السيوف والرماح داخل العاصمة وخارجها.” “الحديد والأسلحة. أشعر أنني سمعت عن ذلك من قبل … آه، لقد سمعته من أوتو.” المحادثة كانت عندما سافر سوبارو مع أوتو خلال المرة الأولى وهو يحاول عبور الدورة. كان أوتو غارقًا في الشراب لأنه كان يحمل كمية كبيرة من البضائع التي يصعب بيعها؛ على ما يبدو، كان إفلاسه مضمونًا حقًا. “السيوف والدروع … ليس فقط الحديد نفسه ولكن الأسلحة والبضائع؟ أنت لا تعتقدين أن الناس يجمعون كل ذلك لأنهم يخططون لبدء حرب، هل تعتقدين …؟” “من قادر على الجزم؟ من الممكن أن يكون الهدف من ذلك الربح بطبيعة الحال. إن العمل في السوق لتحقيق مصالحك هو أكثر من سبب كافٍ. يتواطأ التجار مع بعضهم البعض قليلاً … إذا اعتقدوا أن شيئًا ما يستحق الحصول عليه، فسوف يمسكون به من جذوره.” قبل سوبارو بسهولة منطق أناستازيا. بالتأكيد، سيكون التجار ممتنين لأي طرف يخلق فرصة عمل مواتية لهم. الصناعة المزدهرة ترتبط بالمدينة المزدهرة. “من الطريقة التي تتحدثين بها، هل الشخص الذي يجمع الحديد معروف جيدًا؟ من هو إذًا …؟” “إنه شخص تعرفه جيدًا، ناتسكي.” “شخص ما أعرفه…؟” “—دوقة كروش كارستن. إنها تمر بنوبة شراء للحديد هنا في العاصمة.” “كروش …؟” سوبارو، الذي كان يتابع المحادثة بغير قلق، صُدم لسماع اسم شخص وثيق الصلة به. لكن عندما فكر في الأمر، ترابطت الأمور. كانت كروش تستقبل الضيوف يومًا بعد يوم؛ ربما لم تكن تتعامل مع شخصيات سياسية مؤثرة فحسب، بل كانت تتفاوض مع التجار على البضائع أيضًا. “فهمت، ولهذا السبب ظهر راسل …” “راسل فيلو؟ إنه سمكة كبيرة.” بطبيعة الحال، تعرفت أناستازيا على الفور على اسم راسل. وبفضل معلومات أناستازيا، كانت قطع الأحجية المتناثرة تتصل داخل سوبارو. “إذًا كل هؤلاء الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون، ويضعون البضائع في الفناء حتى في منتصف الليل، كان هذا كله بمثابة استراتيجية لجذب التجار إلى جانبها؟” لقد تذكر أنه في الليلة التي كان يتبادل فيها أكواب النبيذ مع كروش، كان الخدم منشغلين بالعمل في جميع أنحاء المكان. لكن كان يبدو أنهم يتحركون لغرض أكبر من مجرد جمع الأدوات المعدنية. يبدو أنهم كانوا يتوقعون شيئًا أكبر من ذلك – “… حسنًا، ليس الأمر كما لو أن الأمر يتعلق بي الآن.” شعر سوبارو في البداية بالحاجة إلى متابعة شكوكه لكنه استسلم في منتصف الطريق وألقى هذه الفكرة جانباً. أيا كان ما تخطط له كروش أو مهما كان يشوش اقتصاد العاصمة الملكية لا علاقة له به. كل ما يهم سوبارو الآن هو إيجاد طريقة لمعارضة طائفة الساحرة. لم يكن هناك شيء آخر. فلماذا كان بحاجة إلى الاهتمام بشأن اعتبارات غير ضرورية مثل هذه؟ بينما توقفت أفكار سوبارو، غمغمت أناستازيا أمامه. “- يا إلهي، يا إلهي، سأضطر إلى وضع ذلك في الاعتبار.” نظر سوبارو إلى الأعلى، مستشعرا بنبرة ثقيلة بشكل خاص في صوتها، عندما رآها تمد راحة يدها بلطف. بدون تفكير، أخذ سوبارو الخربشة التي سيحتاجها للحصول على عربة تنين. “شكرا لك ناتسكي. لقد أعطيتني ما يكفي مما أردت أن أسمعه.” الخربشة وابتسامة أناستازيا أخبرت سوبارو أن المحادثة انتهت. لكن ريم لم تصل بعد إلى المطعم. ومع ذلك، استخدمت كلمة “كفى” – عندما وصلت أفكار سوبارو إلى هذه النقطة، أدرك – بعد فوات الأوان – أن شيئًا ما لم يكن صحيحًا. “… هل كانت هذه مصادفة؟” “- حسنًا، ناتسكي، ما رأيك؟” بينما صك سوبارو أسنانه وفكر بعمق، ردت عليه أناستازيا بشكل عرضي. بدت عيناها ذات اللون الأزرق الفاتح وكأنها ترى من خلال سوبارو، كما لو أنها لن تدع التغيير في تعبيره يمر هكذا. – تمامًا مثل الفنانة المخادعة التي تراقب شخصًا وقع في غرامها تمامًا. “لذا فلقد أعددتِ” لقاء الصدفة “الصغير في الشارع لمجرد أن تسأليني عن هذا.” “لقد دخلت في مشاجرة مع كروش الليلة الماضية وذهبت في طريقك الخاص، أليس كذلك؟ لقد اعتقدت أنه سيكون من الأسهل قراءتك الآن بالكامل. كلماتك وعينيك وتعبيراتك “. بعد سماعها تعترف بخداعه، فقد جعلت دم سوبارو يغلي، وشد حلقه. “كيف يمكنك أن تكون راضيًا عن نفسك وأنت تنصبين الكمائن الناس مثل هذا…!” “إنه يؤلم قلبي أيضًا. لكن من الصعب الابتسام وتبادل المعلومات بسلاسة مع علاقتنا. من الطبيعي أن تحتاج إلى بعض التأمين عندما تتعامل مع شخص لا تثق به “. الطريقة التي نظرت إليه مباشرة وربطته على أنه غير جدير بالثقة أغرقت قلبه. وضع يده على صدره، وحدق سوبارو في أناستازيا مع الاستياء. “لذلك أسأتِ في الحكم علي لمجرد أنك لا تحبينني أيضًا …” “أساءت الحكم …؟” “أنا أقول إن الأشياء الغبية التي أمامك تشتت انتباهك وستفقدين ما هو مهم! على الرغم من أنك ستندمين على أخطائك فإنه سيفوتك الطريق الصحيح…! “ “أتساءل ما هو الصواب وما هو الخطأ هنا؟ حسنًا، كل شخص لديه آرائه الخاصة، لكنني سأعطيك رأيي “. هزت أناستازيا رأسها قليلاً بينما كان سوبارو يغلي غضبًا، كانت ابتسامتها الساحرة لا تنفك أبدًا. “إذا كنت تريد أن يعتقد الناس أن طريقك عادل، فعليك أن تظهر لهم شيئًا ملموسًا يدعم مطالبك. لا أرى ذلك فيك يا ناتسكي. لا يسعني إلا أن أقيمك أقل بسبب عدم وجود مثل هذا الدليل “. “-” “يتم تحديد قيمتك من خلال ما قمت به … وبعبارة أخرى، ماضيك. بغض النظر عما تفعله، لا يمكنك تغيير الماضي. لذا فإن قيمة ناتسكي التي أعرفها لم تتغير. “ ربتت أناستازيا على صدرها المتواضع، ونظر إلى عيون سوبارو الغاضبة بنظرة مستهزئة. “عندما ترتكب الخطأ، فإنه لن يزول أبدًا.” “- !!” “مرحبًا يا سيد، لا تقترب أكثر من الآنسة أناستازيا. ميمي فائقة القوة، حسنًا؟ “ عندما اتخذ سوبارو خطوة إلى الأمام عن غير قصد، قامت ميمي بدفع صولجان كبير ضد وجهه. لقد حشرت نفسها بين سوبارو وأناستازيا، مما استبعد فقدان سوبارو للسيطرة. “شكرا لك يا ميمي. لكن لا داعي لفعل أي شيء. أنا متأكد من أنه لا يوجد شيء يمكن أن يفعله ناتسكي “. “…! كيف يمكنك فقط … أن تقرري أنني لا أستطيع فعل أي شيء من هذا القبيل …؟! “ بينما كان سوبارو يصرخ، وضعت أناستازيا مسافة بينهما ووضعت يديها خلفها، وأمالت رأسها. “آه، هل أصبت بقعتك الحساسة؟ آسفة إذا فعلت. لكنني لن أعتذر عن استغلالك. إنها قاعدة صارمة بين التجار لأخذ أي شيء لم يتم تأكيد ملكيته. علاوة على ذلك، لم يقل أي منا أي شيء يؤلمنا شخصيًا، أليس كذلك؟ لقد سألتني عما تريد، وأجبت على العديد من أسئلتي، ناتسكي “. “هذا فقط لأنك استدرجتني لذلك! إنك مخادعة قذرة … إنكِ مخادعة، اللعنة! “ “قلت لك في البداية، أنا أكذب وأخدع. وعندما عرضت أن أعطيك وعدي كتابةً، فأنت الشخص الذي كان لا يريدني أن أفعل، ألم يحدث ذلك، ناتسكي؟ “ “لم أقل شيئًا مثل …! أنت الأسوأ، السيد والخادم على حد سواء! القرف! “ كان يجب أن يظل مخلصًا لغريزته الأولية، النفور الذي شعر به في اللحظة التي رأى فيها وجهها في الشارع التجاري. كان يجب أن يعرف أنها كانت أسوأ الأسوأ من حقيقة أن يوليوس خدمها. لقد تلاعبت به من خلال فن المحادثة لتوهمه أنها كانت جديرة بالثقة. حقًا، ما مقدار العار الذي كان عليه أن يتحمله قبل أن يرضى الناس؟ لم يأبه سوبارو بكلمات أناستازيا لأنه كان على وشك تمزيق الورقة في يده ورميها بعيدًا، لكنه تردد في فعل هذا الفعل المندفع، مدركًا أنه لن يربح شيئًا حقًا مقابل كل عانى من أجله. “أنا مرتاحة لأنك لست بهذا الغباء حقًا – ميمي.” “سيدي، انعطف في هذا الاتجاه! “ كان سوبارو يتنفس بخشونة وهو يمسك بالورقة في يده عندما رفعت ميمي صولجانها عالياً. وقف سوبارو متجذرًا في موقعه بينما كان الضوء الشاحب يلف وجهه بهدوء. “يا ألم يا ألم اذهب بعيدا…!” “-” باستخدام السحر، عالجت الجرح على شفته الذي كان هناك قبل لقائهما الأول. بينما كان سوبارو عاجزًا عن الكلام، ابتسمت له ميمي، على ما يبدو كانت لا تهتم بأي شيء في العالم. “الآنسة هي ماكرة بالفعل، لكنها لا تقصد أبدًا القيام بأشياء سيئة، لذا سامحها “ “ماكرة؟ لهذا ليس لديها أي أصدقاء “. “ميمي، ليس عليك أن تخبره بذلك … حسنًا، أراك قريبًا، ناتسكي.” لقد دمرته أناستازيا تمامًا لدرجة أن أتباعها قد أشفقوا عليه. ارتجفت أكتاف سوبارو بينما أدارت أناستازيا ظهرها له. “سأضيف درسًا أخيرًا فقط حول أساسيات التفاوض، ناتسكي.” ظل ظهر أناستازيا واقفا ساكنا، مستديرةً إليه وهي ترفع إصبعًا واحدًا وتتحدث. “السر يكمن في تحضير كل ما تستطيع قبل أن تصل إلى طاولة المفاوضات. تعلّم أن الحيل الصغيرة كلها جزء من تحويل الموقف لصالحك. عليك أن تعرف نفسك وتقدم ما يريده الطرف الآخر. إن الأمر الآن بأكمله وباختصار، ما تريده أنت فقط، لكن ليس لديك شيء لتقدمه لي في المقابل “. لم يكن يعرف الدافع الحقيقي لأناستازيا. حتى لو استمع إليها، فلا معنى له. لكنه سيفهم معنى هذه الكلمات قريبًا بما فيه الكفاية. “- حسنًا، هيا بنا جميعًا!” نادت أناستازيا وهي تصفق بيديها. رفع سوبارو حواجبه عند سماع كلماتها عندما وقف العملاء في المكان من مقاعدهم جميعًا مرة واحدة سويًا. كان كل فرد في المجموعة يرتدي غطاءً للرأس، ويخفي هويته الحقيقية. ومع ذلك، عندما نظر بعمق أكبر، كان هناك انتفاخات غير طبيعية تحت أغطيتهم. من هذا، استنتج سوبارو أنها من المحتمل أن الأغطية أخفت آذان الحيوانات. كان الأمر واضحًا كالجرس، قفز اسم جيش أناستازيا الخاص في مؤخرة عقله – الأنياب الحديدية. “ماذا، كنتم جميعا هنا؟ آه، سيدي، أراك لاحقًا! “

– وهكذا، نعود إلى بداية مواجهة سوبارو مع بريسيلا.
بعد أن دخل للغرفة، رصد سوبارو بريسيلا في انتظاره في نهاية الغرفة الكبيرة. كانت تجلس على كرسي يقع فوق بعض السلالم، وتواصل القراءة بأناقة، ولم تعترف بوجود بسوبارو على الإطلاق.
وبدون خط افتتاح لبدء الحديث، كان سوبارو في حيرة ونما التوتر فقط مع مرور الوقت. لهذا السبب عندما تردد صوت إغلاق كتاب بريسيلا فجأة في أرجاء الغرفة، قفزت أكتاف سوبارو في مفاجأة.
“…والان إذًا.”
صرَّ سوبارو على أسنانه قليلاً، وشعر أن ضعفه قد انكشف على الملأ. لم تكن بريسيلا تبدو وكأنها اهتمت لذلك ولو قليلا، مررت يدها على غلاف المجلد المغلق وهي تدلي بملاحظاتها.
“لقد كانت حكاية مملة. “
“… بدى كأنه راق لك (الكتاب).”
“عند قراءة أي كتاب، من الأفضل أن تنغمس في العالم بين الصفحات وأن تكون قادرًا على تحديد ما تم اكتسابه بعد الانتهاء من الحكاية. وحده الأحمق سيعلن أن شيئًا مملًا دون استكماله “.
يبدو أنها كانت قارئة نهمة كما قالت الشائعات. بعد إعلان حماقة تقييم الكتب غير المكتملة، أخذت بريسيلا المجلد الذي قرأته وألقته في الهواء دون سابق إنذار.
“- آه.”
شاهد سوبارو كل ذلك وهو في حيرة من أمره عندما اشتعلت النيران فجأة في الكتاب. أحرقته النيران القوية وفقط الرماد الأسود ما بقي يرقص في الهواء.
“والآن، وجودك يسرق مني وقت القراءة الصباحي الثمين. لذلك على الأقل، هل جلبت لي حكاية لإثارة اهتمامي أكثر من هذا الكتاب؟ “
بابتسامة مخادعة ماكرة، أعادت بريسيلا تشابك ساقيها الرشيقة ووجهت إصبعها الأبيض نحو سوبارو. شعر كما لو أن حرارة طرف إصبعها كانت تضغط على جبهته عندما أراد لسانه الجاف أن يتحرك.
“….. يتعلق الأمر بإيميليا، مرشحة الاختيار الملكي. أريدك أن تقرضيني قوتك حتى أتمكن من إخراجها من الموقف الصعب الذي تواجهه الآن “.
“-”
بعد إغلاق عين واحدة، حثت بريسيلا سوبارو بصمت على الاستمرار.
وتحت نظرتها الغير متأثرة بالمرة، ركز سوبارو بجدية على الكلمات التي تدرب عليها.
وهكذا فقد قال كل ما خطط لقوله في الفترة الماضية.
“طائفة الساحرة … أليس كذلك؟ … همف. “
قامت بريسيلا بالاتكاء على مرفقها، ودعمت رأسها بيدها بينما صفعت يدها الأخرى ركبتها. وبعد أن استمعت إلى نهاية النسخة المعدلة لما قاله سوبارو في قصر كروش، تمتمت لنفسها ببعض الكلمات العميقة قبل أن تغلق عينيها.
“نعم، طائفة الساحرة. إذا لم يفعل أي شخص أي شيء، فسيموت الكثير من الناس. لن تكون إيميليا الضحية الوحيدة. أريد أن أقضي عليهم قبل أن يحدث ذلك. لهذا السبب أحتاج – “
“هيي هي. هيه. “
“-؟”
فجأة، انحنت بريسيلا إلى الأمام، وارتجف كتفيها قليلاً. ارتفعت حواجب سوبارو عند سماع هذا الصوت الخفيف المنبعث من فمها، وانحنى رأس بريسيلا.
“هاهاهاها! مسلي! أنت مسلي جدا. أرى أنك بالتأكيد أثرت في قلبي أكثر من ذلك الكتاب. يجب أن تكون موهوبًا بشكل لا يصدق لتتوصل إلى مهزلة مثل هذه! “
ضحكت بريسيلا بشدة وهي تسخر من سوبارو. كان ضحكها يشبه عواء الوحش الشيطاني آكل اللحوم. لقد فهم غريزيًا أن هذا هو نوع الابتسامة التي قد ترتديها قطة أثناء تعذيب الفأر حتى الموت بمخلبها.
“…! ما المضحك جدا فيما قلته؟ “
“عدم فهمك يجعل ما قلته تحفة حقيقية. إذا قل لي، هل حقا تفشل في فهم مدى عدم منطقية أفعالك؟ “
مررت بريسيلا إصبعًا من خلال شعرها البرتقالي، وأدارته وهي تضحك في تسلية.
فهم سوبارو معنى هذه الطريقة في الكلام، الطريقة المعبرة عن أن المتحدث قد رأى من خلاله.
. كانت نفس النغمة التي سمعتها سوبارو عدة مرات في قصر كروش. كانت تقول ببساطة “أنت فقط لا تفهم.”
“أنا لا أعرف ما إذا لم يكن لديك أحد لتعتمد عليه، لكن إبلاغ خصوم إيميليا في الانتخاب نقاط ضعفكم يخدم فقط مصالح أعدائك. بالنسبة لنا، فإن رؤيتك تخفض رأسك وتقول، “نحن ضعفاء للغاية ويائسون، من فضلكم ساعدونا،” فإن هذا أمر يستحق الاحتفال. “
نقرت بريسيلا على صدغها بإصبعها وهي تسخر من استغاثة سوبارو اليائسة.
فكرة سابقا في احتمال أن تتجاهله. لكنه لم يكن يتوقع أنها ستمزقه هكذا.
“عدم الاهتمام بالمظاهر أمر جيد، لكنك لم تدرس الوضع مليًا، مساعدة العدو لمساعدة المعسكر الخاص بك … سلوكك هو سلوك موظف لا يتمتع بالموهبة. أنت لا تملك الأمل بأي شيء. سيكون الموت أفضل بكثير “.
نهضت بريسيلا من كرسيها بينما كانت تقذف الشتائم دون قيود، وتنزل الدرج حتى وصلت مباشرة أمام سوبارو.
“في الواقع – سيكون من الأفضل لو قطعت رأسك بنفسي.”
في اللحظة التالية، سحبت بريسيلا مروحة من جانبها، ووضعتها على الشريان السباتي على الجانب الأيمن من رقبة سوبارو. لم ير خطوتها ولا أرجحة ذراعها؛ فقط الخبير يمكن أن يتجنب هذه الخطوة.
على الرغم من أن المروحة لم تكن سلاحًا ذا نصل، شعر سوبارو أنها يمكن أن تقطع رأسه في اللحظة التي يتحرك فيها.
“لا يمكنك حتى رؤية تحركاتي؟”
نقلت بريسيلا يديها جانبًا، وتحدثت كما لو أن وجود سوبارو يجعلها تشعر بالملل.
“لست فقط مجرد أحمق ولكنك بطيء أيضًا. لا يوجد خلاص لك … مع ذلك، لتتحمل هذه المعاملة الرهيبة وما زلت تفكر في مصالح سيدتك – أعترف أن مثل هذا التفاني مثير للإعجاب. وحينئذ…”
ضيّقت بريسيلا عينيها، وفتحت المروحة بصوت مسموع واستخدمتها كستار أحمر لإخفاء شفتيها.
“حتى أنا بريسيلا سيكون لدي طعم سيء في فمي إذا طردتك بلا شيء سوى الضحك عليك. وبالتالي، سأمنحك فرصة “.
“… فرصة؟”
“نعم، فرصة. بعبارة أخرى، “هذه هي فرصتك الكبيرة”.
كان نطق بريسيلا للعبارة غريبًا (عبارة إنجليزية الأصل). ربما تكون قد تعلمته من آل.
طوت بريسيلا مروحتها مرة أخرى وأشارت بها نحو سوبارو. لسبب ما، لم يستطع سوبارو الإفلات من حركتها الصامتة المستقيمة حيث ضغطت نهاية المروحة على جبهته، مما أدى إلى سقوطه على مؤخرته. ثم…
“العقها.”
وضعت بريسيلا قدمها العارية أمام عينيه.
“…____”
لم يفهم سوبارو ما قصدته، وشعر بنظرته تنتقل بين وجهها وساقها.
مع ضياع سوبارو على ما يبدو، تحدثت إليه بريسيلا بلطف، كما لو كانت تشرح الأمر لطالب فقير – أو لتعذيب عبدها.
“ازحف على الأرض، وابتلع ما تشعر به من إذلال كأنك كلب مشرد مثير للشفقة، والعق قدمي مثلما يرضع الطفل حلمة ثدي أمه. إذا كان بإمكانك القيام بذلك، فسأنظر في اقتراحك “.
“ماذا – ؟!”
“إذا كنت لا ترغب في ذلك، فلا بأس بذلك. إذا كان كبرياءك الشخصي الهزيل يأتي أولاً، فقم بتلويح ذيلك واترك سيدتك لقدرها وهي بدورها ستتخلى عنك. في كلتا الحالتين يجب أن توفر لي التسلية “.
ضمت بريسيلا شفتيها وابتسمت وكأنها تقول إنها ستستمتع بسقوطه وعاره بغض النظر عن اختياره.
شعر سوبارو وكأن أمعائه تغلي غضبًا من الحقد الخالص بسبب سلوك بريسيلا. لكن على الرغم من أنه كان على وشك الصراخ غاضبا بسبب اشتعال عواطفه، فقد كبح جماح نفسه. إذا استسلم لمشاعره ومضى قدمًا، فإن هذه المفاوضات أيضًا ستنتهي بالفشل.
“-”
نظر بين القدم التي لا تزال معلقة أمامه وابتسامة بريسيلا الساخرة.
عندما أغمض عينيه رأى وجوههم واحدا تلو الآخر: إيميليا، رام، بياتريس، أطفال القرية وكبارها. شيئًا فشيئًا، قام بتبريد الحمم التي تغلي داخل بطنه.
في حالة من القلق والذهول، توصل إلى الجواب: “أنا … سأرضخ …”.
مع تحمله للإذلال، ركع سوبارو وأخذ قدم بريسيلا في يده.
عندما فكر في الأمر، كيف يمكن مقارنة الموت المليء بالعذاب الذي كان على إيميليا والقرويين تحمله بالإذلال الذي يواجهه في هذه اللحظة؟؟
لتجنب هذا المستقبل اليائس، وللعثور على الطريق الذي يقود للعالم المثالي (العالم بعد تفعيل العودة بالموت حيث الجميع أحياء)، لم يكن يمانع في أن يكون كلبًا أو أسوأ من ذلك.
اقتربت شفتاه المرتعشتان من أعلى قدمها البيضاء، على وشك الضغط على بشرتها الفاتحة – عندما –
“آه، يبدو أنك حقًا لا شيء سوى رجل ممل جدًا.”
مع ركلة وجّهتها أمام أنفه مباشرة، جعلت سوبارو يطير، كما لو كان لا يزن شيئًا.
“-”

قُلب سوبارو رأسا على عقب، لم يستطع سوبارو فهم ما حدث.
لقد ضربت رأسه ضربة لا تصدق، وبعد لحظات قليلة من التحليق في الهواء، اصطدم جسده بالكامل بشيء ما. في تلك المرحلة، توقف عن الشعور بأي شيء.
استغرق منه تجميع أفكاره المتقطعة قدرًا غير محدد من الوقت لاستدراك ما حدث ومعرفة أنه كان مستلقيًا على الأرض، وأطرافه ممددة.
انسكبت كمية كبيرة من سائل لزج من أنفه.
“ما تحمله بداخلك ليس الولاء ولا الإخلاص. إنه أقذر من ذلك، كيان كلب بجشع خنزير. خنزير كسول يريد، ويريد ويريد. جشع الخنازير هو أبشع شيء على الإطلاق “.
لم يتوقف طنين أذنه ولا غثيانه. كان دماغه يدور داخل جمجمته.
سمع صوت بريسيلا من مكان ما، لكن التفاصيل لم تثبت في رأسه.
“حتى لو تخلصت من طائفة الساحرة، سوف أقوم بتدمير معسكركم بيدي لإيوائه مثل هذا الوحش(سوبارو). لقد توصلت إلى هذا القرار بناءً على أفعالك الطائشة “.
وبينما كان مستلقيًا، أمسكت بياقته ورفعت جسده بعنف. عندما تم رفع جذعه، تدفق المزيد من الدم من أنف سوبارو.
سعل سوبارو، ووجد صعوبة في التنفس مع استمرار أهانتها له بلا رحمة من مسافة قريبة.
“لابد أن تفخر بذلك، إنك من جلبت الدمار على هذه المرأة – إيميليا”
دفعته بقدمها بعيدًا بكامل قوتها، وتدحرج جسد سوبارو وانزلق على طول الطريق إلى المدخل.
“- آلديبران!”
عندما صرخت بصوت حاد، فتح الباب الوحيد إلى الخارج من الجانب الآخر. ثبت آل نظرته إلى وجه سوبارو، الراقد بجانب الباب ملطخًا بالدماء.
“ماذا حدث هنا…؟”
“تخلص من هذا الأحمق البغيض. أو اقطعه إلى نصفين، لا يهمني “.
“حسنًا، لكن أنا أهتم…مرحبًا، هيا، يا أخي.”
بدون أي كلمة اعتراض ضد سيدته الغاضبة، رفع آل بسهولة سوبارو الساقط وغادر الغرفة. لكن في طريقه للخروج، وجه وجهه بلطف نحو بريسيلا في وسط الغرفة.
“لا تغضبي أيتها الأميرة. ألا تعلمين أن العنف يدمر تعابير وجهك الجميل؟ “
“إذا كنت لا ترغب في كسر وجهك المكسور أكثر من ذلك فـ خذه وانطلق. لن أقولها مرة أخرى، آلديبران! “.
“مثلما قلت سابقا لا تناديني بذلك الاسم “
نزل آل الدرج مسرعا مع سوبارو فوق كتفه وتحدث بصوت مراعٍ.
“بالنظر إلى الوضع الحالي، من الأفضل أن تخرج بينما تسير الأمور على ما يرام. إذا غيرت الأميرة رأيها، فليس من المستبعد أن تخبرني أن أقطعك لنصفين. اخرج من هنا بينما لا تزال تعتقد أنه لا بأس من عدم قتلك “.
“آ… آااه؟”
“هذا سيء. سأُحضر الشابة التي أحضرتها معك. فقط اخرج، حسنًا؟ “
هزٌ آل سوبارو الذي كان بالكاد واعيا، وهو إنجاز عظيم في ظل هذه الظروف. بعد ذلك، زاد من سرعته، وقفز في طريقه إلى أسفل الدرج.

خرّت أكتاف سوبارو عندما علم أن راينهارد كان غائبًا عن العاصمة الملكية – وهي حقيقة أكدها بعد مغادرته منزل كروش وأثناء قيام ريم بتأمين نزل. راينهارد كان آخر بارقة أمل لـ سوبارو. سكن زوجان عجوزان في الفيلا المخصصة لعائلة أستريا وتم تكليفهما برعايتها. عندما وصل سوبارو دون أي تحذير مسبق، رحب الاثنان به وأعارا أذنيهما لطلبه، لكن … “عاد السيد الشاب إلى المنزل الرئيسي مع السيدة فيلت وعائلتها منذ يومين. يمكننا الاتصال به من جانبنا، لكن …. “ تمامًا كما ذكر راينهارد خلال زيارته إلى مقر كروش، كان رينهارد قد غادر. على الرغم من أنه تذكر ما قاله راينهارد، إلا أن سوبارو تشبث بخيط أمل رفيع، لكن آماله لم تتحقق. حتى لو تمكن من الوصول إلى راينهارد بطريقة ما، فإن المسافة من العاصمة الملكية إلى المنزل الرئيسي لعائلة أستريا ومن هناك إلى أراضي ماذرز، كانت مسافة (بعيدة)قاتلة. في الواقع، فإن احتمالات انضمامه إلى قواتهم كانت منخفضة بشكل يائس. سوبارو قال الوداع للزوجين المسنين. ثم، بمجرد أن كان بعيدًا عن أنظار القصر، أمسك رأسه. ثم ردد في ذهنه “روزوال ورينهارد جديًا عديما الفائدة، خاصة وقت الحاجة لهما…!” هذه المرة، كان كل شيء لا يسير على ما يرام. سقط المتعاونون المحتملون الواحد تلو الآخر، مما ترك سوبارو حقًا في نهاية آماله. لو فقط أن نقطة العودة من الموت أعادته إلى الليلة التي افترق فيها عن راينهارد. “إذا لم يكن لديك القدرة لتقوم بما تريده، فلا شيء سيغير ذلك… فكر، فكر، فكر، فكر. ليس لدي القوة ولا الأعداد (حلفاء) ولا الوقت – لا أملك أي شيء. إجهاد عقلي هو الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله “. دارت التروس في رأسه بشدة، قاتل سوبارو بجدية للتوصل إلى أفضل خطة لما يجب فعله تاليا. الآن بعد أن تم حذف كروش ورينهارد من الخيارات المتاحة، كان لدى سوبارو القليل من البطاقات المتبقية في يده للاختيار من بينها. بالنظر إلى الظروف، فإن التفاوض مع فرسان المملكة سيؤدي بلا شك إلى نفس نتائج مفاوضاته مع كروش. إلى جانب ذلك، لم يشعر سوبارو بأي شيء تجاههم سوى عدم الثقة. – على أقل تقدير ، الآن بعد أن تخلت كروش عن مساعدته … كروش التي اعتقد أنه على علاقة جيدة بها ، عاصفة من الارتياب حول الآخرين هبّت داخل سوبارو. لم يكن يدرك حتى كيف كان هذا الارتياب يضيق خياراته المحدودة بالفعل، لم يكن بإمكان سوبارو سوى التفكير في شخصين آخرين. ومع ذلك أحدهما عن الانحناء “أفضل الفرسان” (يوليوس)، وهو شخص كان يكرهه أكثر من بقية الفرسان بشكل عام، مما جعل الأمر مستحيلا. ترك ذلك سوبارو مع مرشح واحد. التحقت ريم بسوبارو أخيرًا ثم نادت عليه وسط تفكيره المعمق. “سوبارو، ماذا يجب أن نفعل الآن؟ أنا….” “كل شيء على ما يرام. اتركي كل شيء لي. أنت لست مضطرة لفعل أي شيء. لا تفعلي أي شيء. فقط ابق ورائي. هذا يكفي.” بعد أن قاطع سوبارو كلام ريم، ارتسم على وجه ريم ابتسامة ضعيفة تجاه سوبارو بينما واصل هو التفكير. – لا بد لي من منع ريم من تحمل وطأة كل شيء. عرف سوبارو أنه إذا كان لإنقاذه، فلن تتردد ريم في القذف بنفسها في الخطر وإهمال حياتها. لقد كان عليه أن يحميها مهما حدث. كان سوبارو على يقين من أنها كانت تعتمد عليه عاطفياً، وكان من واجبه إنقاذها. مهما حدث، كان عليه أن يتجنب فقدانها. لم يكن هناك خيار أخر. إذا لم يستطع حماية ريم، فإن مجرد إنقاذ إيميليا والقرويين سيفقد كل معناه. حتى الانغماس في كراهيته لـ بيتيلغيوس سيكون – “انتظر، هذا …” لمس سوبارو جبينه على الفور عندما خطرت بباله فكرة عنيفة للغاية. في ذلك الوقت، بدا الأمر كما لو أن القضاء على بيتيلغيوس كان أولوية أعلى من إنقاذ إيميليا والآخرين. ألم يكن هذا بالضبط هو الشيء الذي أشارت إليه كروش سابقًا …؟ “كل شيء على ما يرام. كل شيء على ما يرام. سأفعل هذا بشكل صحيح هذه المرة. أنا سأفعل ذلك. أنا … يجب أن أفعل ذلك. “ طمأن سوبارو نفسه، على ما يبدو لقد كان يتحدث لمصلحته الخاصة. لقد تأمل في كلماته وتظاهر بأنه لم يلاحظ شيئًا، كما لو كان يضع غطاءً على قمة حفرة لا قاع لها. كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكن سوبارو ناتسكي من الحفاظ بها على سلامته العقلية.

5

زوروا حسابنا بتويتر لمعرفة جديد الفريق @ReZeroAR

“—سوبارو ؟!”
كانت ريم جالسة ومسترخية أمام بوابة القصر، أصبح وجهها شاحبًا عندما رأت سوبارو.
كان سوبارو يمشي مترنحًا تجاه ريم. هتفت تعويذة للشفاء وهي تتفحص حالة إصاباته. غلف ضوء أبيض شاحب الجرح على وجه سوبارو.
“ماذا حدث في الطابق العلوي؟”
“آه، ذلك. يبدو أن الحالة المزاجية لأميرتنا قد ساءت. أخبرته أن يكون حذرًا في حديثه، لكن … حسنًا، لديك فرصة مماثلة لمحاولة التنبؤ بشكل مثالي بمزاج قطة “.
كان رد آل محرجًا إلى حد ما، لكن أقواله لم تحمل ذرة واحدة من الذنب أو الاعتذار. كانت ريم، والتي شعرت بالضيق من سلوكه، على وشك رفع صوتها احتجاجًا.
“… لا تحتاجين … لقول أي شيء.”
“-! سوبارو، هل يمكنك التركيز الآن بوضوح؟ “
بعد شفاء إصابته الواضحة في الرأس، بدأ عقله المشوش بالاستقرار. تألق وجه ريم عند سماع صوت سوبارو، بعدها أغلقت عينيها وركزت على علاجه.
“أنا حقًا لا أستطيع تركك بعيدًا عن عيني، سوبارو. لم تكن بعيدًا حتى لمدة ساعة، ومع ذلك عدت بمثل هذه الإصابات الخطيرة “.
“مرحبًا، ليس الأمر كما لو كنت أحاول إصابة نفسي أينما كنت -”
الآن بعد أن عادت الدورة الدموية إلى طبيعتها، تدفق الدم بحرية من أنفه مرة أخرى. التقطت ريم على الفور منديلًا من جانبها ووضعته على رأسه.
“من فضلك ضع هذا على أنفك. سيتوقف النزيف من تلقاء نفسه. سأواصل العلاج “.
“………”
أمسك سوبارو المنديل بالقرب من أنفه كما أخبرته ريم أثناء تلقيه العلاج السحري. في هذه الأثناء، شاهد آل من الجانب، هز برأسه كأنه يقول يبدو أنك ستكون بخير.
“ليس هناك فائدة من الوقوف هنا فقط، لذلك سأعود إلى الداخل. لا أعرف ما الذي كنت تتحدث عنه، ولكن من رد فعل الأميرة، فإن الأمور لم تسر على ما يرام. إذا استغرقت وقتًا طويلاً للمغادرة، فستخبرني الأميرة بجدية أن أقتلك يا أخي “.
“قتل سوبارو …؟!”
“مرحبًا، لا تصنعي مثل هذا الوجه المخيف أيتها الشابة! أنا أقول إنها قد تأمر بذلك! لذا اخرجوا من هنا قبل أن تعطيني أي أوامر. ليس الأمر كما لو أنني أريد أن أفعل شيئًا كهذا “.
بعد رده الدراماتيكي على رد فعل ريم المبالغ فيه، غرقت أكتاف آل وهو يهز رأسه.
“حسنًا، اعتني بنفسك يا أخي. والسيدة الشابة … آه، هذا صحيح، انتِ رام. اعتني جيدًا بأخي هذا “.
“— رام هو اسم أختي الكبرى. اسمي ريم، سيد آل. “
عندما ألقى آل كلمات فراقه المتقلبة وأدار ظهره، قدمت ريم نفسها رسميًا. في تلك اللحظة، توقفت أقدام آل.
“… ريم؟”
توقف الرجل ذو السلاح الواحد قبل أن ينظر، ثم استدار ببطء.
“لا تكوني سخيفة. أنتِ رام، أليس كذلك؟ “
“أنا ريم … اغفر وقاحتي، ولكن أين قابلت أختي سيد آل؟”
أوضحت ريم الخطأ في اعتبارها أختها الكبرى بسبب تشابههما عندما طرحت السؤال. ومع ذلك، لم يرد آل.
رفع ذراعه وفرك جبهته. “ماذا يحدث بحق الجحيم هنا …؟”
بدا عليه التوتر، ويبدو أنه غير قادر على معالجة المعلومات. قدم التساؤل من جهته دليلاً آخر.
“إذًا أنت ريم … وأختك هي رام؟”
“نعم هذا صحيح.”
“قد يكون هذا سؤالًا غريبًا كي أسأله ولكن … هل أختك الكبرى على قيد الحياة؟”
“…؟ أنا لا أفهم معنى سؤالك. لكن أختي على قيد الحياة، كما ينبغي أن تكون “.
في اللحظة التي قدمت ريم تلك الإجابة، شعر سوبارو، الذي كان يستمع إلى المحادثة بصمت، بقشعريرة في جميع أنحاء جسده.
“- هذا ليس مضحكا.”
وصل صوت منخفض بارد مصحوب بصدى شديد إلى أذنه.
كان آل يميل إلى الأمام ويده فوق جبهته، غمغم كما لو كان ينزع الكلمات من حلقه.
عندها فقط أدرك سوبارو أن آل كان مصدر البرد المروع الذي كان يشعر به.
انطلق إنذار غريزي، أخبره هذا الشعور أنه لا يستطيع البقاء هنا.
ريم، مستشعرةً نفس الشيء، اقتربت من سوبارو برفق. مكملةً العلاج، كانت لا تزال منحنية وهي تطرح سؤالاً بصوت حذر.
“سوبارو. هل يمكنك الوقوف؟ “
عند سماع هذه الكلمات، هز سوبارو رأسه في إيماءة، وبذل قصارى جهده لمطابقة حركاته مع تحركات ريم.
“مهلاً، استرخوا. لن أفعل أي شيء “.
هز آل رأسه، صرف هالته المروعة وتصرف كما لو كانوا قلقين بلا داع.
انخفض كتفا سوبارو بشكل لا شعوري حيث تبدد التوتر في الهواء. حتى تعبير ريم المحايد خفف حيث شعرت هي أيضًا بشعور من الارتياح.
“آسف لقول هذا بعد هذه الأجواء السيئة، ولكن من الأفضل أن تستمر في طريقك. أشعر أنني لست في حالة مزاجية جيدة أيضًا “.
“… فهمت. من فضلك قل لها شكرا على وقتها “.
“حسنًا سأبلغها بكلماتك. اعتني بنفسك الآن. “
بعد اختتام المجاملات الاجتماعية مع آل، ساعدت ريم سوبارو في الوقوف وساروا معًا، كان هيكلها الصغير يدعم جسده عندما غادروا منطقة بارييل.
بعد النزول من التل، أخذوا يبتعدون أكثر فأكثر عن القصر، حيث استمر آل في التحديق في ظهورهم طوال الوقت.
“هل كانت تمازحني.. لابد أنها لا تتحدث بجدية.. لا بد أنها تمزح.. هل كانت تتكلم بجدية. إذا كان الأمر كما قالت … فإن ذلك يجعلني أريد أن أتقيأ. “

6

الفصل الثاني “…… قد لا يبدو عليّ ذلك، لكنني قارئة نهمة.” كانت الفتاة التي تحدثت تجلس على كرسي فاخر، كانت تجلس بشكل مريح مستندةً بمرفقها على أحد ذراعيه. وكانت تقلب صفحات كتابٍ ذي غلاف جلدي في يدها الأخرى وقد أنهت نصفه الأول بالفعل، جعلها هذا المنظر تبدو مختلفة عن الفتاة التي يذكرها سوبارو. كانت ترتدي ثوب نوم أحمر طويل الأكمام مع عباءة من نفس اللون تتدلى من أعلى كتفيها. كان جسدها الشهواني(المثير) واضحًا للعيان من خلال ملابسها، لكن الفتاة لم تظهر أي علامة على القلق (أو خجل) من وجود رجل أمامها. كانت الفتاة تتصرف على طبيعتها، منغمسة تمامًا في كتابها، بحيث سهل عليها نسيان أنها كانت في صدد استقبال ضيف. “-” شعر سوبارو أنه أخد على حين غرة من الوقار والرقي المنبعث من تصرفاتها. تتبع طرف إصبعها الأحرف بينما أعينها منهمكة في القراءة. شعر الشاب أنه يستطيع التحديق إليها طوال اليوم. ربما يعزو ذلك إلى سحر هذا الجانب المجهول الذي لم يعهده من الفتاة أمامه. “-” بينما داس سوبارو بحذائه الرياضي على الأرضية المغطاة بالسجاد، احتار مما يجب فعله الآن بعد أن تم تجاهله. كان يتساءل عما إذا كان مسموحًا له بالدخول، لكن سيدة المنزل لم تعره أي اهتمام. جاهد لفتح محادثة معها، لكن صدته من الكلمة الأولى. بالتأكيد لم يكن هذا تلميحا على أنه عليه الانتظار حتى تنتهي من قراءتها لهذا الكتاب، أليس كذلك!… “هذا مبالغ فيه مهما نظرت له … “ على الرغم من أنه حاول إنكار عدم ارتياحه، إلا أن رؤيتها تقلب الصفحات على مهل جعل ذلك صعبًا. في الواقع، عرف سوبارو أن شخصية الفتاة لا تتعارض مع مثل هذه اللاعقلانية. شعرها برتقالي اللون له آلفة أشعة الشمس. عيناها قرمزيتان، مثل النار التي تحرق كل شيء يمسها. بشرتها بيضاء لامعة، قوامها أنثوي جميل. كان العطر ينبعث منها بكثافة خانقة كالسم. لا تكفي كلمة “جميلة” لوصف حالها وهي تقرأ كتابها ما مقدار النعم التي أنعمت عليها السماء (أستغفر الله) لكي يحبها الجميع؟ – كان اسمها بريسيلا بارييل. كانت واحدة من المرشحين للاختيار الملكي، وكذلك كانت مسعى التعاون المحتمل التالي لــ سوبارو.

الآن بعد أن فشلت المفاوضات مع بريسيلا بارييل، كانت جميع المسارات مغلقة بشكل تام وحقيقي.
“كانت أولويتي القصوى هي استعارة بعض القوة، لكني أعتقد أنني لا أستطيع حتى تدبر ذلك، هاه …؟”
بعد أن ضربه اليأس والعجز، أمسك سوبارو بأنفه بينما تدفقت الكلمات.
كانت بريسيلا قد سحقته في صباح ذلك اليوم الحاسم، وكان الوقت بالفعل يقترب من الظهر. بقي نصف يوم فقط حتى الوقت الذي حدده سوبارو لمغادرة العاصمة الملكية – من حيث الوقت، كان لديه هامش خطأ أقل.
ومع ذلك، لم يستطع الادعاء أن أفعاله كانت خطوة إلى الأمام، بل كانت خطوة إلى الوراء – كل خطوة حدثت كانت إلى الوراء.
“بغض النظر عن ذلك، تلك المرأة المتغطرسة … لقد نسيَت كل شيء عن الوقت الذي ساعدتها فيه …!”
كان سوبارو يشير إلى الوقت الذي ساعد فيه بريسيلا على الهروب من الأشرار الذين كانوا يحيطون بها عندما التقيا لأول مرة. التفت زوايا فمه في اشمئزاز.
كانت الحقيقة هي أنها تصرفت دون أدنى ذرة من الامتنان في ذلك الوقت، لكنه لم يكن يتوقع منها أن تكون قاسية إلى هذا الحد مع شخص يسعى بشدة للحصول على المساعدة.
ثم كان هناك آل، لقد كان غير مبالٍ لدرجة أنه لم يقل شيئًا واحدًا يبرر فعل سيده العنيف. قد يكونون من نفس العالم، لكن الرجل كان عديم الفائدة للوقوف بجانبه.
“اللعنة على كل واحد من هؤلاء الأوغاد. إنهم لا يعرفون شيئًا. إنهم لا يفهمون … ليس الأمر وكأنهم يحمون أي شخص، لكنهم ما زالوا يعترضون طريقي …! “
صك سوبارو أسنانه في حالة من الغضب الشديد. تسبب الجرح على حافة شفته في تبليل لسانه بالدم، لكنه لم يحس بطعمه الحديدي – فقط ذاق طعم الغضب والإذلال.
“- أدر تروس عقلك، أدر التروس. هذا ليس الوقت المناسب للتشتيت من قبل هذين الأبلهين “.
لقد كان لديه الكثير ليتعامل معه.
بعد تركه ريم بصعوبة، توجه للمشي قليلًا. أنزلته قدماه في الشارع، إلى خارج حي النبلاء والطبقات المركزية في العاصمة كان الآن في الحي التجاري.
من هذا المكان، أبحر في الحشود متجهًا مباشرة نحو وجهته.
“أنت يا سيد! تبدو مجروحًا بشدة! هل أنت بخير؟”
“هاه؟” تفاجئ سوبارو من هذا الصوت، أدار نظره حوله بحثًا عن مصدره. كان الشخص الذي ناداه قصير القامة، ولم يصل حتى إلى ورك سوبارو. كان طفلاً وحشًا له جلد برتقالي وعينان مستديرتان كبيرتان ووجه مبتسم رائع، كانت هذا الطفلة تنظر إليه لأعلى لإلقاء نظرة أفضل عليه.
“أنت تنزف، أليس كذلك؟ أحيانًا أقطع فمي عندما آكل، لذلك أعرف! يجب أن يؤلم ذلك حقا! يبدو أيضًا أنك على استعداد للبكاء “.
“أنا لا أنزف لسبب صغير مثل … إيه، أنا مشغول، أراكِ لاحقًا.”
“ألا تريدني أن أشفيك؟ شم شم، شم شم. الى جانب ذلك، الرائحة لا تأتي فقط من فمك يا سيد. أنت تنزف من أنفك أيضًا، هل تعلم؟ “
كان من المفترض أن يكون الجرح الذي سببته بريسيلا قد انغلق بالفعل، لكن من الواضح أن حاسة الشم لدى الفتاة لا تزال تلتقطها. عادت الذكرى غير السارة إلى الظهور في رأسه. ولكن قبل أن يتمكن سوبارو من إبعاد هذه الفتاة، وجدتها فتاة أخرى أولاً.
“مرحبًا، ميمي. لا تسببي المشاكل للناس. أنتِ تعلمين أنه لا يجب أن تسببي المشاكل “.
عند سماع هذا الصوت الرقيق، نظرت ميمي إلى الوراء وهي تلوح بقوة بذراعيها القصيرتين. الشخص الذي وجدها اقترب مبتسمًا لحماسها.
“-!”
“أنا آسف جدا أن فتاتي سببت لك المتاعب … أنت؟”
اشتعلت أنفاس سوبارو. لاحظت الفتاة المقتربة على الفور تعابير وجهه، مما جعلها تتوقف في منتصف الاعتذار.
اختفت المفاجأة المؤقتة. بدلاً من ذلك، كانت النظرة في عينيها تبدو كما لو كانت مستعدة للترحيب بحدث غير متوقع بأذرع مفتوحة.
“أنت … هذا صحيح، أنت سوبارو. فارس إيميليا، ناتسكي سوبارو – إذاً ما زلت في العاصمة، أليس كذلك؟ يا لها من مفاجأة غير متوقعة “.
كانت فتاة صغيرة ذات شعر أرجواني باهت وناعم. أشارت عيناها الضيقتان ذات اللون الأزرق الفاتح إلى أنها كانت تحمل احترام لطيف للآخرين – لكن سوبارو كان يعلم أن الفتاة كانت جشعة في أعماقها. حتى لو كان يقابلها في مكان مختلف، فلا يمكن أن يخطئ في هالتها.
“أناستازيا هوشين …”
“مم، فهمت، لقد تذكرتني بالفعل. لقد كنت أشعر بالأسف لأنني لم أترك الكثير من الانطباع هناك، لذلك أشعر الآن بالارتياح نوعًا ما … إذا كنت لا تزال تتعرف على بعد كل شيء ما حدث لك، يجب أن يكون الجميع قادرين على ذلك أيضًا “.
ابتسمت أناستازيا وهي تتحدث بلهجة كانساي ديا – وهي لهجة كاراراجية غير مألوفة لأذنه.
كان سوبارو مصدومًا من لقائه بـ أناستازيا وقام بفحص المنطقة حولهم. إذا كانت أناستازيا هنا، إذا فلابد أن يكون هذا الرجل في مكان ما حولهم –
“استرخ، يوليوس منشغل في أعمال أخرى. إنه ليس قادمًا “.
“…لهذا.”
ترك سوبارو عدم ارتياحه يظهر على تعابيره بمجرد أن أدرك أن سبب عدم ارتياحه كان واضحًا مثل النهار. يبدو أن أناستازيا، التي وضعت يدها على فمها في التسلية، كان لديها انطباع بأنه لم يكن لدى سوبارو سوى علاقة حب بين الخادم والسيد.
لم يستطع سوبارو التفكير في اللقاء غير المتوقع كفرصة ذهبية. في المقام الأول، كان هناك يوليوس. بالنظر إلى العداء بينهما في القصر الملكي، افترض سوبارو أن توحيد الجهود مع معسكر أناستازيا كان مستحيلًا تمامًا.
“حسنًا، يبدو أنك شفيت في الغالب. كنت قلقة بعض الشيء. “
“…شكرا. يبدو أنت بصحة جيدة “.
“أنا منشغل في التفكير لا أكثر “.
“يبدو ذلك! موديلين، اتركيه!”
جعل الرد من الصوت الغربي على سخرية سوبارو – القطة تضحك مع التسلية. على ما يبدو، كانت تسمى ميمي، وكانت ترافق أناستازيا.
“هل من الصحيح لأحد كبار المرشحين في الاختيار الملكي أن يتجول بدون مرافقة هذه الأيام؟”
“أحاول السفر في وضع التخفي، بعد كل شيء. ألا تفعل أنت ذلك أيضًا؟ “
نظرت أناستازيا حولها قبل أن تستعرض الزي الذي صنعته مع وضع ملابس فتيات المدينة المحلية في الاعتبار. ملابسها مناسبة لتندمج في الحشد بالتأكيد، لكن غطاء الرأس الذي يحمل علامتها التجارية والمحفظة الضخمة بجانبها لم يجعلا هذا التمويه مقنعًا.
ضحكت أناستازيا بعد رؤية نظرة سوبارو المستنكرة.
“حسنًا، كيف يمكن أن تخفي جمالًا رائعًا مثلي؟ بالإضافة إلى ذلك، إذا حدث أي شيء، لدي نائب قائد فريق موثوق للغاية يعمل بجد، لذلك لا تقلق! “
“موثوق … نائب القائد …؟”
نفخت أناستازيا صدرها المسطح بفخر وهي تتحدث، لكن عندما رأى سوبارو أنها تعني ميمي، كان يبدي وجهه تعبيرًا ينم عن الشك.
ميمي، التي كانت تتنقل بين الأكشاك المختلفة، لم تكن تنظر إلى رئيستها أو تراقبها على الإطلاق.
“أرى أنك لا تصدقني، لكن هذا صحيح. إنها القائد الثاني في جيشي الخاص. أعتقد أنها ستباري يوليوس أفضل بكثير مما فعلت أنت “.
“…”
“آه، هل جعلتك غاضبًا؟ آسفة، آسفة، تقبل اعتذاري. أنت فقط تبدو كشخص مناسب لاستفزازه. إذًا، ستسامحني؟ “
أسامحك من مؤخرتي. أضاق سوبارو شفتيه، مما جعل استياءه واضحًا.
“إذا اختتمنا هذا الحديث الصغير، فهل تمانعين في السماح لي أن أذهب في طريقي؟ على عكسك، لدي أشياء لأفعلها “.
“حسنًا، أنت لست بالرفيق المرح على كل حال. ثم، أشياء يجب أن تفعلها مثل ماذا؟ “
“لا بد لي من لقاء الفتاة التي تسافر معي. بعد ذلك، يجب أن أجد عربة تنين وأغادر العاصمة..”
كان من المفترض أن يجتمع مع ريم في أحد المطاعم المصطفة في الشارع الرئيسي بالعاصمة الملكية. سواء لقيت محاولاته المثيرة للشفقة الفشل أو النجاح، فقد خطط الاثنان لشراء عربة التنين التي يحتاجان إليها لمغادرة العاصمة الملكية في غضون الساعات القليلة القادمة.
“أمم. الحصول على عربة تنين. هكذا تقول، لكن هل تستطيع حقًا تحقيق ذلك؟ في الوقت الحالي، من الصعب إيجاد أي وسيلة للنقل. سمعت أن شركات النقل عبارة عن فوضى هي الأخرى مؤخرًا “.
“من الصعب الحصول على عربة تنين؟ هذا مستحـ … “
كان من الممكن أن يستمر سوبارو في قول المشكلة، لكن الكلمة توقفت في حلقه.
في التكرارات السابقة، اعتبر أن العثور على عربة تنين كان أمرًا مسلم به للعودة إلى إقطاعية روزوال، ولكن العربة في المرة الأولى كانت قرضًا من كروش. بالنظر إلى أن الظروف كانت متشابهة في المرة الثانية، فقد افترض أن كروش قد أقرضتهم العربة أيضًا.
“يشتري شخص ما جميع عربات التنين في العاصمة، هل حدث شيء ما!؟”.
“لذلك إذا كنت تريد استئجار واحدة الآن، فسوف يتطلب الأمر الكثير من الجهد “.
“…حقًا؟”
قمعت أناستازيا ضحكها بينما ترى سوبارو لا يستطيع فعل شيء سوى الغمغمة في حيرة.
لم يكن لديها سبب للكذب.
سيكون الخروج من العاصمة عقبة أيضًا. أمسك سوبارو برأسه، وكاد يكون غير قادر على تصديق الصعوبات التي تحيط به.
“آنسة، لا يجب أن تضايقي الناس!”
شدت ميمي على كم أناستازيا عندما رأت سوبارو المضطرب. “هل قلت عربات التنين!، تقصد تلك الكائنات التي تشبه السحلية؟ يمكنكِ فقط إقراضه واحدة، ألا تستطيعين أن تفعلي ذلك؟ “
“انتظري، ألديك عربة تنين يمكنني استعارتها ؟!”
“أنا رئيسة شركة، لذا فإن عربة تنين أو اثنتين ليست مشكلة كبيرة، هل تدرك ذلك؟ ولكن يبدو أنك لا تريد التحدث معي كثيرًا، ناتسكي … “
“آه … آسف … لا أعرف كيف كنت وقحًا… “
أجاب سوبارو بتعبير محرج عندما سمع كيف أنه حاول قطع محادثتهم والمغادرة.
وضعت أناستازيا يدها على فمها وضحكت عندما رأت ذلك.
“لا بأس، لا بأس. أنا أسامحك. في المقابل، هل ستبقى معي لمحادثة أخرى؟ من المهم جدًا الحفاظ على علاقات سلسة مع الآخرين. ماذا عن الذهاب للمكان الذي ستقابل فيه الفتاة؟ “
لم يستطع سوبارو نطق الكلمات لرفض هذه الفتاة صاحبة ابتسامة التاجر الودود.

2

7

“—سوبارو ؟!” كانت ريم جالسة ومسترخية أمام بوابة القصر، أصبح وجهها شاحبًا عندما رأت سوبارو. كان سوبارو يمشي مترنحًا تجاه ريم. هتفت تعويذة للشفاء وهي تتفحص حالة إصاباته. غلف ضوء أبيض شاحب الجرح على وجه سوبارو. “ماذا حدث في الطابق العلوي؟” “آه، ذلك. يبدو أن الحالة المزاجية لأميرتنا قد ساءت. أخبرته أن يكون حذرًا في حديثه، لكن … حسنًا، لديك فرصة مماثلة لمحاولة التنبؤ بشكل مثالي بمزاج قطة “. كان رد آل محرجًا إلى حد ما، لكن أقواله لم تحمل ذرة واحدة من الذنب أو الاعتذار. كانت ريم، والتي شعرت بالضيق من سلوكه، على وشك رفع صوتها احتجاجًا. “… لا تحتاجين … لقول أي شيء.” “-! سوبارو، هل يمكنك التركيز الآن بوضوح؟ “ بعد شفاء إصابته الواضحة في الرأس، بدأ عقله المشوش بالاستقرار. تألق وجه ريم عند سماع صوت سوبارو، بعدها أغلقت عينيها وركزت على علاجه. “أنا حقًا لا أستطيع تركك بعيدًا عن عيني، سوبارو. لم تكن بعيدًا حتى لمدة ساعة، ومع ذلك عدت بمثل هذه الإصابات الخطيرة “. “مرحبًا، ليس الأمر كما لو كنت أحاول إصابة نفسي أينما كنت -” الآن بعد أن عادت الدورة الدموية إلى طبيعتها، تدفق الدم بحرية من أنفه مرة أخرى. التقطت ريم على الفور منديلًا من جانبها ووضعته على رأسه. “من فضلك ضع هذا على أنفك. سيتوقف النزيف من تلقاء نفسه. سأواصل العلاج “. “………” أمسك سوبارو المنديل بالقرب من أنفه كما أخبرته ريم أثناء تلقيه العلاج السحري. في هذه الأثناء، شاهد آل من الجانب، هز برأسه كأنه يقول يبدو أنك ستكون بخير. “ليس هناك فائدة من الوقوف هنا فقط، لذلك سأعود إلى الداخل. لا أعرف ما الذي كنت تتحدث عنه، ولكن من رد فعل الأميرة، فإن الأمور لم تسر على ما يرام. إذا استغرقت وقتًا طويلاً للمغادرة، فستخبرني الأميرة بجدية أن أقتلك يا أخي “. “قتل سوبارو …؟!” “مرحبًا، لا تصنعي مثل هذا الوجه المخيف أيتها الشابة! أنا أقول إنها قد تأمر بذلك! لذا اخرجوا من هنا قبل أن تعطيني أي أوامر. ليس الأمر كما لو أنني أريد أن أفعل شيئًا كهذا “. بعد رده الدراماتيكي على رد فعل ريم المبالغ فيه، غرقت أكتاف آل وهو يهز رأسه. “حسنًا، اعتني بنفسك يا أخي. والسيدة الشابة … آه، هذا صحيح، انتِ رام. اعتني جيدًا بأخي هذا “. “— رام هو اسم أختي الكبرى. اسمي ريم، سيد آل. “ عندما ألقى آل كلمات فراقه المتقلبة وأدار ظهره، قدمت ريم نفسها رسميًا. في تلك اللحظة، توقفت أقدام آل. “… ريم؟” توقف الرجل ذو السلاح الواحد قبل أن ينظر، ثم استدار ببطء. “لا تكوني سخيفة. أنتِ رام، أليس كذلك؟ “ “أنا ريم … اغفر وقاحتي، ولكن أين قابلت أختي سيد آل؟” أوضحت ريم الخطأ في اعتبارها أختها الكبرى بسبب تشابههما عندما طرحت السؤال. ومع ذلك، لم يرد آل. رفع ذراعه وفرك جبهته. “ماذا يحدث بحق الجحيم هنا …؟” بدا عليه التوتر، ويبدو أنه غير قادر على معالجة المعلومات. قدم التساؤل من جهته دليلاً آخر. “إذًا أنت ريم … وأختك هي رام؟” “نعم هذا صحيح.” “قد يكون هذا سؤالًا غريبًا كي أسأله ولكن … هل أختك الكبرى على قيد الحياة؟” “…؟ أنا لا أفهم معنى سؤالك. لكن أختي على قيد الحياة، كما ينبغي أن تكون “. في اللحظة التي قدمت ريم تلك الإجابة، شعر سوبارو، الذي كان يستمع إلى المحادثة بصمت، بقشعريرة في جميع أنحاء جسده. “- هذا ليس مضحكا.” وصل صوت منخفض بارد مصحوب بصدى شديد إلى أذنه. كان آل يميل إلى الأمام ويده فوق جبهته، غمغم كما لو كان ينزع الكلمات من حلقه. عندها فقط أدرك سوبارو أن آل كان مصدر البرد المروع الذي كان يشعر به. انطلق إنذار غريزي، أخبره هذا الشعور أنه لا يستطيع البقاء هنا. ريم، مستشعرةً نفس الشيء، اقتربت من سوبارو برفق. مكملةً العلاج، كانت لا تزال منحنية وهي تطرح سؤالاً بصوت حذر. “سوبارو. هل يمكنك الوقوف؟ “ عند سماع هذه الكلمات، هز سوبارو رأسه في إيماءة، وبذل قصارى جهده لمطابقة حركاته مع تحركات ريم. “مهلاً، استرخوا. لن أفعل أي شيء “. هز آل رأسه، صرف هالته المروعة وتصرف كما لو كانوا قلقين بلا داع. انخفض كتفا سوبارو بشكل لا شعوري حيث تبدد التوتر في الهواء. حتى تعبير ريم المحايد خفف حيث شعرت هي أيضًا بشعور من الارتياح. “آسف لقول هذا بعد هذه الأجواء السيئة، ولكن من الأفضل أن تستمر في طريقك. أشعر أنني لست في حالة مزاجية جيدة أيضًا “. “… فهمت. من فضلك قل لها شكرا على وقتها “. “حسنًا سأبلغها بكلماتك. اعتني بنفسك الآن. “ بعد اختتام المجاملات الاجتماعية مع آل، ساعدت ريم سوبارو في الوقوف وساروا معًا، كان هيكلها الصغير يدعم جسده عندما غادروا منطقة بارييل. بعد النزول من التل، أخذوا يبتعدون أكثر فأكثر عن القصر، حيث استمر آل في التحديق في ظهورهم طوال الوقت. “هل كانت تمازحني.. لابد أنها لا تتحدث بجدية.. لا بد أنها تمزح.. هل كانت تتكلم بجدية. إذا كان الأمر كما قالت … فإن ذلك يجعلني أريد أن أتقيأ. “

“لا يزال الوقت مبكرًا لتناول الغداء، ولكن ليس من الجيد الجلوس دون طلب أي شيء”.
قالت أناستازيا هذا عندما عادت من المنضدة وهي تحمل وجبة خفيفة — الخضروات واللحوم المحصورة بين قطعتين من الخبز، مثل هامبرغر كبير. أخذت ميمي هذا الساندويتش من أناستازيا ودفنت فيه وجهها بسعادة.
كان مطعم تقليدي يقع في الشارع الرئيسي، مباشرة أمام البوابة الرئيسية للعاصمة الملكية. شهدت هذه البوابة أكبر حركة مرور في المدينة بأكملها، حيث دخل الناس وخرجوا بلا توقف. كان المتجر ممتلئًا. اخذوا سوبارو والآخرون المقاعد الشاغرة الأخيرة.
“ناتسكي، يجب أن تأكل كل ما تريد. بما أنك كنت تخطط لمقابلة تلك الفتاة هنا، يجب أن تأكل، أليس كذلك؟ “
“أشعر بالسوء نوعًا ما لجعلكِ تدعوني إلى وجبة عندما أطلب منك معروفًا. إذا كنت أريد حقًا أن أتناول شيئًا ما، فسأتناول وجبتي مع صديقتي لاحقًا. أناستـ … إيه.”
كان هناك الكثير من الناس حولهم، لكن المكان لم يكن كبيرًا جدًا. تردد في استدعاء أناستازيا بالاسم في مثل هذه الأماكن العادية.
“أنا لا أهتم كثيرًا حقًا، ولكن إذا كنت تواجه مشكلة في استخدام اسمي، فيمكنك مناداتي بالسيدة الشابة”
“سيكون أكثر صعوبة مناداتك بذلك … على أي حال، بالحديث عن عربة التنين.”
“الدخول في صلب الموضوع، همم؟ لن ترضي شريكك في العمل إذا كنت تعطي الأولوية لما تريده فقط. جوهر التفاوض هو إلى أي مدى يمكنك إرضاء الطرف الآخر. أنت لست جيدًا في ذلك، ناتسكي.”
بعد توبيخ سوبارو لكونه في عجلة من أمره، عضت أناستازيا وجبتها من الخضار واللحوم؛ الطريقة التي تلعق بها الصلصة ساحرة بطريقة ما.
على الرغم من اختلافها عن كروش وبريسيلا، امتلكت أناستازيا بالمثل كاريزما فريدة في كل إيماءة لها، ذلك كان لا يشبه الناس العاديين. ربما كان عليه أن يقول إن كل المرشحين الملكيين لديهم جوهرهم الخاص.
“إنه أمر محرج بعض الشيء إذا كنت تحدق في وجهي بينما أنا آكل. لم أتعلم الأخلاق الجيدة في الأكل كما ترى. هل أفعل شيئًا غريبًا؟”
“لم أتربى في ثقافة عالية بما يكفي للحكم على شيء من هذا القبيل … أنا لا أعتقد أن ذلك غريب على الإطلاق. لكن أنت لا ترى في كثير من الأحيان امرأة تفتح فمها على مصراعيها هكذا.”
“… هل تحاول الحصول على جانبي الجيد؟ إذا كان الأمر كذلك، فيجب عليك أن تفعل ذلك بطريقة أفضل.”
ضحكت أناستازيا وهي تنتقد طريقة سوبارو الخرقاء. سرعان ما أدى تقييمها القاسي إلى جعل سوبارو يستسلم.
“امم، أنا لا أمزح هنا. أنا حقا في مأزق، ولهذا السبب أريد أن أصل إلى النقطة مباشرةً.”
“إذا كنت تريد أن تناشد تعاطفي، فهذه هي أسوأ خطة ممكنة عندما تتعامل مع فتاة مثلي. لكنّي أحييك على المحاولة. أنت بحاجة إلى عربة تنين، أليس كذلك؟”
تحدثت أناستازيا وهي تسحب قلمًا من جيبها.
بعد ذلك قامت بفتح الورقة الملفوفة حول القلم، وسرعان ما قامت بتدوين شيء ما، ثم قامت بطي الورقة بدقة.
“لقد كتبت موقع المتجر الذي لا يزال يجب أن يحتوي على عربة تنين وأضفت توقيعي. هذا كل ما تحتاجه لتحقيق هدفك، ناتسكي.”
“حسنًا، لا داعي للتصرف بغرور وتغطرس حيال ذلك.”
“أنا سأفعل ذلك بالطبع – لن يكون الأمر ممتعًا إذا قمت بتسليمه مجانًا، أليس كذلك؟”
متحدثة بهدوء، وضعت أناستازيا الورقة المطوية على الطاولة. ووضعت راحة يدها عليها برفق، وأخفتها عن الأنظار، وابتسمت ابتسامة عريضة نحو سوبارو عندما جفل.
بدت الابتسامة على وجهها مختلفة عن الابتسامات التي رآها عليها من قبل.
“لا تشدد كتفيك هكذا؛ سيكون الأمر على ما يرام. أنا فقط أريدك أن تبقى معي من أجل محادثة قصيرة. إنه لأمر محزن عندما لا يمكنك التحدث عن أي شيء باستثناء ما تحتاج إليه فقط. لا أعتقد أنني جشعة للغاية لأنني أريد التحدث معك حتى تظهر تلك الفتاة الخاصة بك.”
“لماذا؟ هذا الكثير من المتاعب فقط لمجرد محادثة قصيرة مع رجل مثلي، ليس الأمر وكأنك ستحصلين على أي شيء مني.”
“لا أعتقد أن هناك شيئًا في هذا العالم لا معنى له. لا تعرف أبدًا من الذي قد يمنحك بعد نظر. ومن بين الجميع، أشعر أنه قد يكون لديك شيئًا مميزًا بالنسبة لي، ناتسكي.”
“… أنا لست ممتن حقًا إذا كان هذا هو الانطباع الذي حصلت عليه مني في حفلة الاختيار الملكي.”
“ليس الأمر كما لو أنني قابلتك في أي مكان آخر، ناتسكي.”
تم إيقاف محاولة سوبارو اليائسة للسخرية وتم تجاهلها بواسطة حجتها السليمة. بعد تقييم طلب أناستازيا وهدفها، استسلم سوبارو على الفور لمصيره.
“فقط للتوضيح، سنتحدث فقط حتى تصل ريم إلى هنا. وبعد ذلك سأطلب منك تسليم تلك الورقة.”
“أنا بالتأكيد اكذب واخدع الناس، لكني أؤكد لك سأحقق طلبك. يمكنني كتابة ذلك إذا كنت ترغب في ذلك.”
“لم تغمض عينيك حتى عندما قلت ذلك … ما الذي تريد التحدث عنه؟”
“قلت لك عندما بدأنا، أليس كذلك؟ جوهر المفاوضات هو التماشي مع الطرف الآخر. إذا كنت تريد أن تتحسن في الحديث، يجب أن تتحسن أكثر في الاستماع. ستكون البداية الأفضل هي معرفة ما يهتم به شريكك.”
بشكل أكثر صراحة، لا يبدو أن أناستازيا تتعامل مع هذه المحادثة ببساطة. سيكون من السيئ أن يبتعد سوبارو عن مجرى الحديث ويفسد مزاجها.
حك رأسه وغرق في التفكير.
“مرحبًا، يا آنسة، أريد أن آكل أكثر مما تناولته للتو. أرجووووووك؟”
“بالتأكيد، كلي ما تريدين. آه، لا تجعلي فمك فوضويًا بالصلصة. لا نريد أن يتسخ هذا الوجه اللطيف، أليس كذلك؟ حسنًا، هذا لطيف نوعًا ما أيضًا”
“امسحيها من أجلي! فرك، فرك! ياي! سأعود بعد قليل!”
بمجرد أن نظفت أناستازيا وجهها، ذهبت ميمي إلى عامل المتجر في حالة معنوية عالية جدًا. قام سوبارو بأخذ نظرة متفاجئة وهو يشاهد الفتاة الصغيرة.
“في وقت سابق، قلت إن هذه الفتاة هي الثانية في القيادة؟”
“ماذا؟ أنت تسأل عن ميمي وليس أنا؟ هل سيتم الأمر بهذه الطريقة، ناتسكي؟ هل تقول ذلك لأنك تكن إعجابا لآذان القطط؟ هل هذا هو السبب في أنك تحاول الاقتراب من فتاتي؟”
“ليس لدي أي رغبات غريبة من هذا القبيل. في المقام الأول، إذا كنت مهتمًا بذلك …”
ضغط سوبارو على أسنانه وهو يتذكر صورة الفارس بآذان القطة في ذلك القصر المليء بالحمقى.
“على أي حال، لا. إنها ببساطة لفتت اهتمامي. أعتقد أنك قلت شيئًا عن جيش خاص؟”
“انهم فرقة تستحق سمعتها، إنهم مشهورون جدًا في كاراراجي. إنهم فرقة المرتزقة الخاصة بشركة هوشين، يدعون بالـ “الأنياب الحديدية” وأنا الراعي لهم، لذلك بالطبع أحصل على امتياز خاص لاختيار الأعضاء”
تحدثت أناستازيا وهي تحول نظرها إلى ميمي، التي بدت شاردة الذهن طوال الوقت.
“إنها جددددا لطيفة، أليس كذلك؟ ممتع للغاية أن تعانقها وتنام معها، كما تعلم؟”
“انه دوري الآن لأسألك ما إذا أنت مثلية الجنس، يا إلهي. أنت لا تخبريني أنك أجهدت نفسك للحصول على شخص مثل هذا ليكون في المرتبة الثانية في القيادة، هل فعلت ذلك؟”
“لا داعي للقلق؛ لا بأس. قلت لك أليس كذلك؟ تلك الفتاة هي الرقم اثنين في الأنياب الحديدية، ولديها أيضًأ المهارات التي تليق بنائب القائد. لهذا السبب يمكنني التجول في العاصمة معها فقط.”
بالشعور بالثقة المطلقة في تعليقات أناستازيا، دقق سوبارو النظر في ميمي مرة أخرى.
هي حقا لم تبدو قوية على الإطلاق. لكن كلمات سيدها كانت مقنعة على الرغم من ذلك.
لن يتجول أي مرشح للاختيار الملكي مع حارس شخصي واحد إذا كان هذا الشخص غير قادر.
“آه، فقط للتوضيح، لن أتحدث بالتفصيل عن باقي الأعضاء، حسنًا؟ لست كريمةً بما يكفي لوضع كل بطاقاتي على الطاولة. في الواقع، أنا واثقة تمامًا من أنها فكرة سيئة.”
“حسنًا، هذا لا يجعلك تبدو واثقا على الإطلاق…”
على الرغم من أنها أعاقت أي جهد للغوص في التفاصيل، إلا أن سوبارو نقش اسم الأنياب الحديدية في مؤخرة دماغه كتهديد محتمل آخر. إذا أصبح هو وأناستازيا أعداء صريحين في مرحلة ما، فستكون هناك عقبة أخرى يجب التغلب عليها.
“ناتسكي، جبينك متجعد للغاية. تبدو وكأنك منزعج.”
“مهلا، لقد ولدت بهذا الوجه، حسنًا؟ لا حاجة لانتقاد عقد شخص ما.”
“عقدة؟ مم، لا بأس. بقولك ذلك، لقد ذكرت ولادتك، لكن أين ولدت يا ناتسكي؟ لا نرى الشعر الأسود كثيرًا حول هذه الأنحاء، وملابسك بارزة أيضًا.”
“لقد ولدت في اليابان على الأرض، وهذه بدلة رياضية، ربما تكون الوحيدة في العالم.”
كان موضوعًا غريبًا. بدت إجابته الصادقة وكأنه يتهرب من السؤال تمامًا. من المؤكد أنها جعلت أناستازيا عابسة؛ غيم وجهها.
“اليابان – الأرض. لم اسمع بهذا مسبقا. لكن … أين تقع؟”
“ما وراء الشلال العظيم. بعيدًا إلى الشرق، ثم ابعد شرقا يدعى المكان زيبانق.”
“الشلال العظيم!! …”
أعطى سوبارو إجابة سريعة، متوقعا أن تنفجر أناستازيا بالضحك، لكن غرقت أناستازيا في التفكير. رفع سوبارو حاجبيه بسبب ردة فعلها الغير متوقع تمامًا.
“ألن تضحكي؟ ظن راينهارد أن كلامي كان غبيًا جدًا …”
“مم. حسنًا، كما ترى، من حين لآخر، تسمع عن أشخاص ينتمون إلى ما وراء الشلال العظيم. لم أتوقع أبدًا أن تدّعي أن وطنك موجود هناك”
“ماذا، هناك عابرون آخرون غيري؟ كانوا من المشاهير حتى؟”
“إذا كنت تريد معرفة المزيد، أعتقد أنه يجب عليك قراءة “هوشين البراري”.”
كانت أناستازيا لا تزال لا تضحك عندما قدمت له النصيحة. رفع سوبارو رأسه عند ذكر “هوشين البراري”. بعد كل شيء، كان هذا اسم عائلة أناستازيا. وذكّرت سوبارو أن “هوشين البراري” كانت أيضًا قصة بطولية.
“أنتِ لست مرتبطةً بهوشين، أليس كذلك؟ ظننت أنني سمعتك تقولين إنك من أسميت نفسك بذلك.”
“إنه اسم مؤسس كاراراجي. وباعتباري كاراراجية الأصل، أنا لست غير مرتبطة معه تماما، ولكن لا توجد بيننا علاقة دم. أنا فقط قررت أن أسمي نفسي بذلك. أظن أن هذا مناسب لشخص نهض ليصبح إلهة التجارة، ألا تعتقد ذلك؟”
“اللعنة، لديك الكثير من الشجاعة للخروج مباشرة وقول ذلك.”
يبدو أنها صنفت مآثرها بدرجة عالية بما يكفي لتبرير إعلان نفسها كـ “إلهة” دون أي إشارة للاستهزاء.
تذكر سوبارو تفاخر أناستازيا في اجتماع الاختيار الملكي بأنها أرادت الحصول على المملكة لمصلحتها الذاتية البحتة. بوضع هذا التصريح في قطار التفكير ذهابًا وإيابًا؛ لم يكن هناك أي رجعة لها الآن.
“إذا فشلت، سوف يشير الناس إليّ ويضحكون. لكنني قطعت هذه المسافة. لذلك لن أتحدث كثيرا عن نفسي عندما لا أزال في منتصف الطريق لتحقيق هدفي.”
لم يسمع سوبارو سوى القليل جدًا عن مسقط رأس أناستازيا أثناء إظهارها لفخرها في اجتماع الاختيار الملكي.
يبدو أنها ولدت في الأحياء الفقيرة في كاراراجي ثم ارتقت إلى موقعها الحالي بناءً على عبقريتها وحدها. تملك منزل تجاري كبير، مشهور بالفعل في الأمة، خدموها، وأعلنت نفسها كمرشحة للعرش الملكي. شعر سوبارو أن الشخص أمام عينيه كان مختلفًا عن أي شخص رآه من قبل.
“كيف يمكنك أن بفعل الأمور إلى هذا الحد …؟ ألا تخشين الفشل؟”
“أوه يا إلهي، يا إلهي، يا إلهي. ناتسكي، هل بدأت بالاهتمام بي أخيرًا؟”
سوبارو لم يكن لديه أي خطة. لقد أعرب ببساطة عن شكوكه الصادقة.
ربما، تمامًا كما فكرت أناستازيا، لقد طرح السؤال لأنه كان أخيرا ينظر إليها مباشرة: ليس كـ خصم مزعج، وليس كـ شخص مرتبط بيوليوس، ولكن كـ أناستازيا، كـ فرد.
“الفشل، هاه؟ سأقول إنني أخشى ذلك، أيضًا. أنا لا أدعي بالضبط أنني فزت في كل معركة خضتها للوصول إلى ما أنا عليه الآن. لقد اهتممت فقط بالفوز بالأمور التي تهمني حقًا.”
“أنت لا تتساءلين أبدًا ما إذا كنتِ قد فزتِ بما يكفي من رهاناتك؟ أعني، لديك الكثير. أنت تاجرة كبيرة، ولديك الكثير من الأشخاص من حولك، و …”
“… هل يمكنني حقًا أن أقول إن لدي الكثير؟ أنا لا أعرف حتى ما الذي يرضيني”
صوتها المنخفض وعيناها الزرقاوان جعل سوبارو يحدق بها دون قصد. عندما عم الصمت على سوبارو، أضاقت أناستازيا شفتيها وغيرت الموضوع فجأة.
“أنا … لديّ حلم.”
لم يقل سوبارو شيئًا وهي تنقر الطاولة بإصبعها متجاهلة إياه.
“لقد حملت هذا الحلم معي منذ وجودي في الأحياء الفقيرة، لم أكن حينها أعرف ما سيأتي به اليوم التالي، كنت أحاول أن أعيش بكل ما لدي … أريد أن أحصل على كل شيء يمكنني وضع يدي عليه.”
“كل شيء … يمكنك وضع يديك عليه …”
“حلمي هو أن أرى فقط من يمكنني أن أصبح، فقط إلى أي مدى يمكنني الذهاب. لكنني لن أتنازل عن شيء واحد حتى أشعر بالرضا عن فعل ذلك. ما دمت أعيش، فإن كل ما يمكنني الوصول إليه والاستيلاء عليه سيكون لي. في النهاية، هل سأموت مفلسةً؟ أم سأموت ممتلئة بالممتلكات التي لا تعد ولا تحصى من حولي؟” – حياتي هي مسابقة كبيرة حتى أحصل على نتيجة واحدة أو الأخرى.”
غرق سوبارو في التفكير العميق.
لقد أدرك أن الفتاة ذات القوام الصغيرة أمامه كانت شخصًا رائعًا، شخصًا قد يتطلع إليه.
تختلف شخصيتها الأساسية كإنسان عن شخصية كروش وبريسيلا. لم تكن قوة جاذبيتها أدنى من قوتهم بأي حال من الأحوال. لا، بالنسبة لسوبارو، في تلك اللحظة، كان لديه انطباع أفضل عنها بكثير أكثر من كروش وبريسيلا.
مع الانقسام بينه وبين كروش التي لا تعرف شيئًا سوى مصلحتها، وبالنظر في رفض بريسيلا المغرور، اعتقد سوبارو أن أناستازيا قد تكون خيط الأمل الأخير الذي أرسلته السماء والذي قد يكون قادرًا على الاعتماد عليه.
بالنسبة لسوبارو، الغير قادر على جمع أي تعزيزات، كان هذا احتمالا أخيرًا إذا أراد اقتراض القوة من الآخرين.
“مهلا، أناستازيا. هناك شيء أريد حقًا أن أتحدث إليك عنه …”
سوبارو الذي عامل أناستازيا في البداية على أنها مصدر إزعاج يجب إزالته جانباً، أصبح الآن متواضعًا تجاهها.
فكر كالآتي: “يمكنني الاعتماد عليها.”
على الرغم من ذلك، أومضت صورة يوليوس في مؤخرة عقل سوبارو وهو يطعن صدره، لكنه قمع ذلك الجرح العاطفي بكل قوته بينما كان يحاول التطرق للموضوع.
“مهلا، لقد انتهى الوقت. لقد كنتَ تطرح الأسئلة طوال هذا الوقت. أنا سعيدة لأنك مهتمٌ بي، لكن هذا ليس عادلاً، أليس كذلك؟”
صرخت أناستازيا بشدة وأوقفت حركته القادمة.
“هذا لا يكفي حقًا أن نسميه اهتمامًا – لا، لا تهتمي. تحدثي معي.”
“نعم، نعم، التنازل مهم حقًا. إنها مسألة عن العلاقات الشخصية وهي تأتي حتى قبل التفاوض … ناتسكي، يبدو أنك ستغادر العاصمة الملكية، لكن هل قمت بمشاهدة ما يكفي؟”
“لا تسميه شيئًا عادي مثل مشاهدة المعالم السياحية، يا إلهي. أنا لست ذلك المهمل، وأنا متأكد من أنك لست كذلك. هل هذا هو الوقت المناسب لرحلة لمجرد الشعور بالتحسن؟”
أسقط سوبارو الموضوع مقاطعًا موضوعها.
“لا أخطط للسفر فقط، ولكن لا تركز لرؤية المشاهد الرائعة فقط – الناس يخرجون بفائدة وهم يتأملون المناظر واخذ نظرة هنا وهناك.”
في منتصف الحديث، اختفت ابتسامة أناستازيا المتوترة وهي تخفض صوتها قليلاً. هذا التغيير في سلوكها وتعبيرها قد سرق انتباه سوبارو. أشارت إلى الشارع بذقنها.
“تغير الجو العام في هذا الشارع، مثل منطقة التسوق قبلها. هل لاحظت، سوبارو؟”
“… الآن بعد أن ذكرت ذلك، يبدو الجو أكثر عدائية بطريقة ما.”
كان سوبارو قد عرف معالم العاصمة الملكية لمدة عدة أيام وساعات فقط، ولكن حتى هو يمكنه الشعور أن هواء العاصمة الملكية تبدو مختلفة في بشرته.
“إن النظرات على وجوه الناس قد تغيرت. لقد أدى الحديث عن الاختيار الملكي إلى إخراج جميع أنواع الوجوه من الأعمال الخشبية.”
“أعتقد أنك آخر شخص قد يتحدث بهذا المنطق منذ أنك من كبار المشاركين في هذا الأمر”
“مهلا، عندما تقارن الأشخاص الذين يسعون للحصول على أكوام صغيرة من العملات المعدنية بفتاة- مثلي- تسعى خلف مملكة بأكملها، فإنهم سيبدون مثيرون للشفقة. إلى جانب ذلك، في مجال الأعمال التجارية، يكمن سر اللعبة في السرعة… عندما تنظر إلى ما يفعله الأشخاص المملوئين بالأموال، فإنك سترى المزيد من الصورة الكبيرة.”
فكرت أناستازيا في “الصورة الكبيرة” بطريقة لا يستطيع سوبارو فهمها.
“عندما يتحرك الأشخاص الموجودون في الأعلى، يبدأ الأشخاص في الأسفل بالتحرك. عندما يتحرك الناس ستتحرك الأشياء أيضًا. في الوقت الحالي، يتدفق التجار المسافرون إلى العاصمة الملكية من جميع أنحاء العالم. إذا كان الناس هنا، فالأشياء ستكون هنا بالمثل. لذلك يمكنني رؤية القليل بشأن ما سيأتي.”
“الأشياء التي ترينها … هي البضائع؟ هل هناك معنى خاص لما يبيعونه في العاصمة الآن؟”
“أنت تتعلم بسرعة. بالمناسبة، أسعار عدد غير قليل من السلع في حالة تغير مستمر في الوقت الحالي، لكن الأشياء المصنوعة من المعدن أصبحت باهظة الثمن بشكل خاص. هناك شخص ما يشتري الأسلحة الخفيفة مثل السيوف والرماح داخل العاصمة وخارجها.”
“الحديد والأسلحة. أشعر أنني سمعت عن ذلك من قبل … آه، لقد سمعته من أوتو.”
المحادثة كانت عندما سافر سوبارو مع أوتو خلال المرة الأولى وهو يحاول عبور الدورة. كان أوتو غارقًا في الشراب لأنه كان يحمل كمية كبيرة من البضائع التي يصعب بيعها؛ على ما يبدو، كان إفلاسه مضمونًا حقًا.
“السيوف والدروع … ليس فقط الحديد نفسه ولكن الأسلحة والبضائع؟ أنت لا تعتقدين أن الناس يجمعون كل ذلك لأنهم يخططون لبدء حرب، هل تعتقدين …؟”
“من قادر على الجزم؟ من الممكن أن يكون الهدف من ذلك الربح بطبيعة الحال. إن العمل في السوق لتحقيق مصالحك هو أكثر من سبب كافٍ. يتواطأ التجار مع بعضهم البعض قليلاً … إذا اعتقدوا أن شيئًا ما يستحق الحصول عليه، فسوف يمسكون به من جذوره.”
قبل سوبارو بسهولة منطق أناستازيا. بالتأكيد، سيكون التجار ممتنين لأي طرف يخلق فرصة عمل مواتية لهم. الصناعة المزدهرة ترتبط بالمدينة المزدهرة.
“من الطريقة التي تتحدثين بها، هل الشخص الذي يجمع الحديد معروف جيدًا؟ من هو إذًا …؟”
“إنه شخص تعرفه جيدًا، ناتسكي.”
“شخص ما أعرفه…؟”
“—دوقة كروش كارستن. إنها تمر بنوبة شراء للحديد هنا في العاصمة.”
“كروش …؟”
سوبارو، الذي كان يتابع المحادثة بغير قلق، صُدم لسماع اسم شخص وثيق الصلة به. لكن عندما فكر في الأمر، ترابطت الأمور. كانت كروش تستقبل الضيوف يومًا بعد يوم؛ ربما لم تكن تتعامل مع شخصيات سياسية مؤثرة فحسب، بل كانت تتفاوض مع التجار على البضائع أيضًا.
“فهمت، ولهذا السبب ظهر راسل …”
“راسل فيلو؟ إنه سمكة كبيرة.”
بطبيعة الحال، تعرفت أناستازيا على الفور على اسم راسل. وبفضل معلومات أناستازيا، كانت قطع الأحجية المتناثرة تتصل داخل سوبارو.
“إذًا كل هؤلاء الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون، ويضعون البضائع في الفناء حتى في منتصف الليل، كان هذا كله بمثابة استراتيجية لجذب التجار إلى جانبها؟”
لقد تذكر أنه في الليلة التي كان يتبادل فيها أكواب النبيذ مع كروش، كان الخدم منشغلين بالعمل في جميع أنحاء المكان. لكن كان يبدو أنهم يتحركون لغرض أكبر من مجرد جمع الأدوات المعدنية. يبدو أنهم كانوا يتوقعون شيئًا أكبر من ذلك –
“… حسنًا، ليس الأمر كما لو أن الأمر يتعلق بي الآن.”
شعر سوبارو في البداية بالحاجة إلى متابعة شكوكه لكنه استسلم في منتصف الطريق وألقى هذه الفكرة جانباً. أيا كان ما تخطط له كروش أو مهما كان يشوش اقتصاد العاصمة الملكية لا علاقة له به. كل ما يهم سوبارو الآن هو إيجاد طريقة لمعارضة طائفة الساحرة. لم يكن هناك شيء آخر. فلماذا كان بحاجة إلى الاهتمام بشأن اعتبارات غير ضرورية مثل هذه؟
بينما توقفت أفكار سوبارو، غمغمت أناستازيا أمامه.
“- يا إلهي، يا إلهي، سأضطر إلى وضع ذلك في الاعتبار.”
نظر سوبارو إلى الأعلى، مستشعرا بنبرة ثقيلة بشكل خاص في صوتها، عندما رآها تمد راحة يدها بلطف. بدون تفكير، أخذ سوبارو الخربشة التي سيحتاجها للحصول على عربة تنين.
“شكرا لك ناتسكي. لقد أعطيتني ما يكفي مما أردت أن أسمعه.”
الخربشة وابتسامة أناستازيا أخبرت سوبارو أن المحادثة انتهت. لكن ريم لم تصل بعد إلى المطعم. ومع ذلك، استخدمت كلمة “كفى” –
عندما وصلت أفكار سوبارو إلى هذه النقطة، أدرك – بعد فوات الأوان – أن شيئًا ما لم يكن صحيحًا.
“… هل كانت هذه مصادفة؟”
“- حسنًا، ناتسكي، ما رأيك؟”
بينما صك سوبارو أسنانه وفكر بعمق، ردت عليه أناستازيا بشكل عرضي. بدت عيناها ذات اللون الأزرق الفاتح وكأنها ترى من خلال سوبارو، كما لو أنها لن تدع التغيير في تعبيره يمر هكذا.
– تمامًا مثل الفنانة المخادعة التي تراقب شخصًا وقع في غرامها تمامًا.
“لذا فلقد أعددتِ” لقاء الصدفة “الصغير في الشارع لمجرد أن تسأليني عن هذا.”
“لقد دخلت في مشاجرة مع كروش الليلة الماضية وذهبت في طريقك الخاص، أليس كذلك؟ لقد اعتقدت أنه سيكون من الأسهل قراءتك الآن بالكامل. كلماتك وعينيك وتعبيراتك “.
بعد سماعها تعترف بخداعه، فقد جعلت دم سوبارو يغلي، وشد حلقه.
“كيف يمكنك أن تكون راضيًا عن نفسك وأنت تنصبين الكمائن الناس مثل هذا…!”
“إنه يؤلم قلبي أيضًا. لكن من الصعب الابتسام وتبادل المعلومات بسلاسة مع علاقتنا. من الطبيعي أن تحتاج إلى بعض التأمين عندما تتعامل مع شخص لا تثق به “.
الطريقة التي نظرت إليه مباشرة وربطته على أنه غير جدير بالثقة أغرقت قلبه. وضع يده على صدره، وحدق سوبارو في أناستازيا مع الاستياء.
“لذلك أسأتِ في الحكم علي لمجرد أنك لا تحبينني أيضًا …”
“أساءت الحكم …؟”
“أنا أقول إن الأشياء الغبية التي أمامك تشتت انتباهك وستفقدين ما هو مهم! على الرغم من أنك ستندمين على أخطائك فإنه سيفوتك الطريق الصحيح…! “
“أتساءل ما هو الصواب وما هو الخطأ هنا؟ حسنًا، كل شخص لديه آرائه الخاصة، لكنني سأعطيك رأيي “.
هزت أناستازيا رأسها قليلاً بينما كان سوبارو يغلي غضبًا، كانت ابتسامتها الساحرة لا تنفك أبدًا.
“إذا كنت تريد أن يعتقد الناس أن طريقك عادل، فعليك أن تظهر لهم شيئًا ملموسًا يدعم مطالبك. لا أرى ذلك فيك يا ناتسكي. لا يسعني إلا أن أقيمك أقل بسبب عدم وجود مثل هذا الدليل “.
“-”
“يتم تحديد قيمتك من خلال ما قمت به … وبعبارة أخرى، ماضيك. بغض النظر عما تفعله، لا يمكنك تغيير الماضي. لذا فإن قيمة ناتسكي التي أعرفها لم تتغير. “
ربتت أناستازيا على صدرها المتواضع، ونظر إلى عيون سوبارو الغاضبة بنظرة مستهزئة.
“عندما ترتكب الخطأ، فإنه لن يزول أبدًا.”
“- !!”
“مرحبًا يا سيد، لا تقترب أكثر من الآنسة أناستازيا. ميمي فائقة القوة، حسنًا؟ “
عندما اتخذ سوبارو خطوة إلى الأمام عن غير قصد، قامت ميمي بدفع صولجان كبير ضد وجهه. لقد حشرت نفسها بين سوبارو وأناستازيا، مما استبعد فقدان سوبارو للسيطرة.
“شكرا لك يا ميمي. لكن لا داعي لفعل أي شيء. أنا متأكد من أنه لا يوجد شيء يمكن أن يفعله ناتسكي “.
“…! كيف يمكنك فقط … أن تقرري أنني لا أستطيع فعل أي شيء من هذا القبيل …؟! “
بينما كان سوبارو يصرخ، وضعت أناستازيا مسافة بينهما ووضعت يديها خلفها، وأمالت رأسها.
“آه، هل أصبت بقعتك الحساسة؟ آسفة إذا فعلت. لكنني لن أعتذر عن استغلالك. إنها قاعدة صارمة بين التجار لأخذ أي شيء لم يتم تأكيد ملكيته. علاوة على ذلك، لم يقل أي منا أي شيء يؤلمنا شخصيًا، أليس كذلك؟ لقد سألتني عما تريد، وأجبت على العديد من أسئلتي، ناتسكي “.
“هذا فقط لأنك استدرجتني لذلك! إنك مخادعة قذرة … إنكِ مخادعة، اللعنة! “
“قلت لك في البداية، أنا أكذب وأخدع. وعندما عرضت أن أعطيك وعدي كتابةً، فأنت الشخص الذي كان لا يريدني أن أفعل، ألم يحدث ذلك، ناتسكي؟ “
“لم أقل شيئًا مثل …! أنت الأسوأ، السيد والخادم على حد سواء! القرف! “
كان يجب أن يظل مخلصًا لغريزته الأولية، النفور الذي شعر به في اللحظة التي رأى فيها وجهها في الشارع التجاري. كان يجب أن يعرف أنها كانت أسوأ الأسوأ من حقيقة أن يوليوس خدمها. لقد تلاعبت به من خلال فن المحادثة لتوهمه أنها كانت جديرة بالثقة.
حقًا، ما مقدار العار الذي كان عليه أن يتحمله قبل أن يرضى الناس؟
لم يأبه سوبارو بكلمات أناستازيا لأنه كان على وشك تمزيق الورقة في يده ورميها بعيدًا، لكنه تردد في فعل هذا الفعل المندفع، مدركًا أنه لن يربح شيئًا حقًا مقابل كل عانى من أجله.
“أنا مرتاحة لأنك لست بهذا الغباء حقًا – ميمي.”
“سيدي، انعطف في هذا الاتجاه! “
كان سوبارو يتنفس بخشونة وهو يمسك بالورقة في يده عندما رفعت ميمي صولجانها عالياً. وقف سوبارو متجذرًا في موقعه بينما كان الضوء الشاحب يلف وجهه بهدوء. “يا ألم يا ألم اذهب بعيدا…!”
“-”
باستخدام السحر، عالجت الجرح على شفته الذي كان هناك قبل لقائهما الأول.
بينما كان سوبارو عاجزًا عن الكلام، ابتسمت له ميمي، على ما يبدو كانت لا تهتم بأي شيء في العالم.
“الآنسة هي ماكرة بالفعل، لكنها لا تقصد أبدًا القيام بأشياء سيئة، لذا سامحها “
“ماكرة؟ لهذا ليس لديها أي أصدقاء “.
“ميمي، ليس عليك أن تخبره بذلك … حسنًا، أراك قريبًا، ناتسكي.”
لقد دمرته أناستازيا تمامًا لدرجة أن أتباعها قد أشفقوا عليه. ارتجفت أكتاف سوبارو بينما أدارت أناستازيا ظهرها له.
“سأضيف درسًا أخيرًا فقط حول أساسيات التفاوض، ناتسكي.”
ظل ظهر أناستازيا واقفا ساكنا، مستديرةً إليه وهي ترفع إصبعًا واحدًا وتتحدث.
“السر يكمن في تحضير كل ما تستطيع قبل أن تصل إلى طاولة المفاوضات. تعلّم أن الحيل الصغيرة كلها جزء من تحويل الموقف لصالحك. عليك أن تعرف نفسك وتقدم ما يريده الطرف الآخر. إن الأمر الآن بأكمله وباختصار، ما تريده أنت فقط، لكن ليس لديك شيء لتقدمه لي في المقابل “.
لم يكن يعرف الدافع الحقيقي لأناستازيا. حتى لو استمع إليها، فلا معنى له.
لكنه سيفهم معنى هذه الكلمات قريبًا بما فيه الكفاية.
“- حسنًا، هيا بنا جميعًا!”
نادت أناستازيا وهي تصفق بيديها. رفع سوبارو حواجبه عند سماع كلماتها عندما وقف العملاء في المكان من مقاعدهم جميعًا مرة واحدة سويًا.
كان كل فرد في المجموعة يرتدي غطاءً للرأس، ويخفي هويته الحقيقية. ومع ذلك، عندما نظر بعمق أكبر، كان هناك انتفاخات غير طبيعية تحت أغطيتهم. من هذا، استنتج سوبارو أنها من المحتمل أن الأغطية أخفت آذان الحيوانات.
كان الأمر واضحًا كالجرس، قفز اسم جيش أناستازيا الخاص في مؤخرة عقله – الأنياب الحديدية.
“ماذا، كنتم جميعا هنا؟ آه، سيدي، أراك لاحقًا! “

الفصل الثاني “…… قد لا يبدو عليّ ذلك، لكنني قارئة نهمة.” كانت الفتاة التي تحدثت تجلس على كرسي فاخر، كانت تجلس بشكل مريح مستندةً بمرفقها على أحد ذراعيه. وكانت تقلب صفحات كتابٍ ذي غلاف جلدي في يدها الأخرى وقد أنهت نصفه الأول بالفعل، جعلها هذا المنظر تبدو مختلفة عن الفتاة التي يذكرها سوبارو. كانت ترتدي ثوب نوم أحمر طويل الأكمام مع عباءة من نفس اللون تتدلى من أعلى كتفيها. كان جسدها الشهواني(المثير) واضحًا للعيان من خلال ملابسها، لكن الفتاة لم تظهر أي علامة على القلق (أو خجل) من وجود رجل أمامها. كانت الفتاة تتصرف على طبيعتها، منغمسة تمامًا في كتابها، بحيث سهل عليها نسيان أنها كانت في صدد استقبال ضيف. “-” شعر سوبارو أنه أخد على حين غرة من الوقار والرقي المنبعث من تصرفاتها. تتبع طرف إصبعها الأحرف بينما أعينها منهمكة في القراءة. شعر الشاب أنه يستطيع التحديق إليها طوال اليوم. ربما يعزو ذلك إلى سحر هذا الجانب المجهول الذي لم يعهده من الفتاة أمامه. “-” بينما داس سوبارو بحذائه الرياضي على الأرضية المغطاة بالسجاد، احتار مما يجب فعله الآن بعد أن تم تجاهله. كان يتساءل عما إذا كان مسموحًا له بالدخول، لكن سيدة المنزل لم تعره أي اهتمام. جاهد لفتح محادثة معها، لكن صدته من الكلمة الأولى. بالتأكيد لم يكن هذا تلميحا على أنه عليه الانتظار حتى تنتهي من قراءتها لهذا الكتاب، أليس كذلك!… “هذا مبالغ فيه مهما نظرت له … “ على الرغم من أنه حاول إنكار عدم ارتياحه، إلا أن رؤيتها تقلب الصفحات على مهل جعل ذلك صعبًا. في الواقع، عرف سوبارو أن شخصية الفتاة لا تتعارض مع مثل هذه اللاعقلانية. شعرها برتقالي اللون له آلفة أشعة الشمس. عيناها قرمزيتان، مثل النار التي تحرق كل شيء يمسها. بشرتها بيضاء لامعة، قوامها أنثوي جميل. كان العطر ينبعث منها بكثافة خانقة كالسم. لا تكفي كلمة “جميلة” لوصف حالها وهي تقرأ كتابها ما مقدار النعم التي أنعمت عليها السماء (أستغفر الله) لكي يحبها الجميع؟ – كان اسمها بريسيلا بارييل. كانت واحدة من المرشحين للاختيار الملكي، وكذلك كانت مسعى التعاون المحتمل التالي لــ سوبارو.

ابتسمت ميمي لرفاقها وهم يتقدمون للخارج، وأعطت سوبارو تلويحًا قبل أن تندفع هي أيضًا بعيدًا. الوحيدين الذين بقوا في المكان كانوا سوبارو والمالك.
— هذا ما قصدته بتحضير كل ما تستطيع قبل أن تجلس على الطاولة.
“القرف!!”
تحت وطأة الشعور بأنه عديم القيمة، ضرب سوبارو بقبضته على سطح الطاولة. مع عدم وجود عملاء متبقين في المطعم، انسحب المالك بهدوء إلى الخلف. كان وجهه متضاربًا مثل وجه سوبارو.
بقي سوبارو على هذا النحو، كتفيه يرتجفان من الإذلال، عندما نادى عليه صوت.
“—سوبارو؟”
لقد كانت ريم. كانت قد رتبت للقائهم في ذلك المكان، وهرعت الآن إلى سوبارو.
“سوبارو، ما الخطب؟ هل حدث شيء ما – “
“- لا شيء، ريم. ماذا عنك؟ “
قاطع سوبارو صوت ريم القلق، متسترًا على إذلاله الحالي بكل قوته. حتى لو أخبر ريم عن كيفية تفوق أناستازيا عليه، فلن يغير ذلك شيئًا. في مواجهة سلوك سوبارو القاسي، أغلقت ريم فمها، ثم أبلغت بأدب عن نتائج أنشطتها.
“لقد أبلغت حامية الفرسان بالمناورات السرية لطائفة الساحرة. ومن خلال التذرع باسم المعلم روزوال، لم يتم طردي على الفور عند البوابة، ولكن … “
أخبرت الصياغة المحرجة والنبرة الضعيفة لصوتها د سوبارو إلى حد كبير كيف انتهى ذلك الأمر.
كانت ريم، خادمة روزوال، أكثر نجاحًا منه في تحفيز الفرسان على العمل، محاولته استغلال ذلك الكره تجاهه وتفضيلهم إياها كان آخر أفعاله للمقاومة، لكن …
“لم يعطوك إجابة جيدة؟”
“… يبدو أن الفرسان لديهم خليط من التقارير المماثلة. لا يُعرف سوى القليل من التفاصيل الملموسة حول أسس طائفة الساحرة، ويبدو أن تدفقًا لا نهائيًا من النصائح يتدفق باستمرار دون أي طريقة عملية للتحقق منها “.
“آه، فهمت الآن. هذا يشبه العودة إلى الوراء عندما خاضوا تجارب الساحرة الحقيقية … إنها ليست مزحة إذا كانت هذه هي الطريقة التي تخفي بها طائفة الساحرة نفسها بالفعل “.
أدى العدد الهائل من الأشخاص الذين يخافون من وجود طائفة الساحرة في الجوار إلى ولادة أشباح خيالية في كل ركن من أركان الأرض. أخذت هذه المخاوف شكل النصائح للفرسان، مما أدى إلى انخفاض قيمة أي خيوط حقيقية نتيجة لذلك. بدا ذلك متخلفًا بطريقة ما.
كانت غطرسة الفرسان خاطئة. كان من المفترض أن يقوم الفرسان بالتحقق بدقة في كل الخيوط المحتملة المتعلقة بطائفة الساحرة، مع الأخذ في الاعتبار كيف كانت هذه الطائفة آفة للجميع.
مع ذلك، أدرك سوبارو أن جميع أفعاله قد فشلت.
“إذا لم يكن جمع التعزيزات ممكنًا … فأنا أكره ذلك، لكن لا مفر منه”.
“ماذا ستفعل؟”
“سنعود إلى القصر ونخرج إيميليا ورام من هناك. سنحضرهم هنا إلى العاصمة أو إلى أي مكان ذهب إليه روزوال – لا يهم الوجهة. على أي حال، يجب أن نخرجهم قبل أن يصبحوا في خطر “.
عادت ضحك بيتيلغيوس الصاخبة ترن في مؤخرة رأسه.
ارتعدت قبضة سوبارو بسبب الإحباط. حتى لو لم يكن يريد أكثر من سحق وجه ذلك اللقيط، فلم يكن لديه الوسيلة لتحقيق ذلك. حتى لو اختار مواجهة العدو بموارده الحالية، فسيكون من اللازم وضع ريم في مقدمة الرمح.
– كان سيتجنب ذلك الاحتمال بأي ثمن. كان إيذاء ريم بسبب أفكار وأفعال سوبارو أمرًا لا يمكن تصوره. لم يستطع تحمل ذلك.
إذا لم يستطع حشد القوة لمحاربة بيتيلغيوس، فإن مواجهتهم له كان أمرًا غير ممكن.
أي خيار ستكون نتيجته هي فقدان ريم كان خارج الحسبان.
ومع ذلك، كانت الكراهية التي لا تنضب في قلبه مثل لعنة يتردد صداها مرارًا وتكرارًا داخل جمجمته.
“المعذرة سوبارو. في الواقع، هناك مشكلة بشأن عربة التنين اللازمة للعودة إلى القصر … “
“- من الصعب الحصول على واحدة؟ في هذه الحالة…”
بينما كانت دماء سوبارو تغلي، طرحت ريم موضوعًا بدا من الصعب عليها طرحه.
أومأ برأسه لقلقها وكشف عن الورقة التي سلمتها له أناستازيا. وكما وعدت، كان يحمل اسم المتجر وتوقيعها. كانت جائزة ترضية لـ سوبارو لهزيمته المخزية خلال المفاوضات.
“إذا ذهبنا إلى هذا المكان وتحدثنا إليهم، يجب أن يعاملونا جيدًا … أنا متأكد من ذلك كثيرًا.”
“هل سيتم ذلك حقا؟ … كما كنت أتوقع منك، سوبارو! “
“كما كنتِ تتوقعين؟؟، توقع، هاه … هاها، أنت مضحكة ريم. “
“-؟”
لم يكن لدى ريم أي فكرة عن كيفية حصول سوبارو على هذه الورقة، لم تكن تقصد بكلامها أي شيء ضار أو ساخر. ومع ذلك، لم يستطع سوبارو إيقاف الضحك الجاف من الظهور.
“ليس هناك وقت. دعينا نتحرك.”
بعد سحب ريم الحائرة خلفه، سار سوبارو إلى الشارع الرئيسي، متوجهًا إلى المتجر المشار إليه. منزعجًا من الضوضاء المزعجة وغير المنظمة، نقر على لسانه وهو يمشي.
“إذا تمكنا من مغادرة العاصمة في غضون نصف يوم، فيمكننا العودة إلى القصر بحلول اليوم الثالث. إذا فعلنا ذلك، يجب أن يكون لدينا الوقت لإنقاذ إيميليا ورام “.
كان سوبارو قد راجع ذكرياته لأول دورة واجهها مرارًا وتكرارًا للتأكد من ذلك.
كان السبب في عدم قدرته على تأكيد ذلك على وجه اليقين هو أنه لم يستطع الاعتماد على ذكرياته من المرة الثانية. كان سوبارو ناتسكي قد أزال الوقت الذي كان من شأنه أن يسمح له بالمقارنة وأن يكون على قدم وساق.
“الدورة الثانية … اللعنة! كم يوما مر لم أكن فيه في عقلي الصحيح …؟! “
لقد حك رأسه، ووبخ ذكرياته غير المجدية ونفسه عديمة الفائدة بينما كان يواصل المشي. خلف سوبارو، عملت ريم، التي كانت خطواتها متخلفة عن خطوات سوبارو، بجدية لمطابقة سرعتها مع سرعته.
لكن سوبارو لم يلاحظ قيام ريم بذلك، لأنه نسي النظر إلى الوراء.

2

 

زوروا حسابنا بتويتر لمعرفة جديد الفريق @ReZeroAR

زوروا حسابنا بتويتر لمعرفة جديد الفريق @ReZeroAR

زوروا حسابنا بتويتر لمعرفة جديد الفريق @ReZeroAR

6

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط