نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ري زيرو: بدء الحياة في عالم أخر من الصفر 6.4

الفصل 4 - لن تدعني أقول هذه الكلمات

الفصل 4 - لن تدعني أقول هذه الكلمات

الفصل الرابع
لن تدعني أقول هذه الكلمات

1
واصل تنين الأرض التقدم للأمام بعد إصدار أصوات صرير.
كان عقل سوبارو ضبابيا. كان يميل بعمق في مقعد السائق، وكان السائق بالاسم فقط.
كان التعب جزءًا من سكونه، وجزئياً بسبب جروحه، لكنه كان في الأساس بسبب إجهاد روحه.
عظامه المكسورة وجبهته المجروحة لم يلتئما.
كان كتفه الأيسر المخلوع يئن بألم. أشعرته أسنانه المكسورة بالإزعاج الشديد؛ ملابسه المتسخة بـ الدم والوحل والبول، نقلت البرد مباشرة إلى جلده.
– لماذا نجا؟
محميًا من قبل ريم فقط ليفقدها إثر ذلك، تخلى عنه أوتو، حتى الحوت الأبيض رفض التهامه مما أنقذ حياته المثيرة للشفقة.
لقد أخطأ في اختيار طريقه على طول الطريق السريع وعبر ضباب الليل، وتحرر من مطاردة الحوت له وبالتالي فقد تمكن من إطالة حياته.
فقط إلى أين سيقوده هذا الطريق وتنين الأرض الباقي؟ وبمجرد وصوله، هل سيكون هناك أي شيء يمكنه فعله؟
الرغبة في حماية شخص ما، لإنقاذ شخص ما – كان يثق في أن هذا الشعور هو الذي دفعه إلى الأمام. ومع ذلك، بعد أن رأى أشياء كان يتمنى لو لم يرها، كان يعلم أنه وببساطة كان يواسي نفسه بكلمات واهمة.
لقد أدرك أنه يحتاج إلى الحفاظ على حياته قبل كل شيء؛ كان كتلة من اللحم ملفوفة بالشفقة على الذات.
عندما تركته ريم لمواجهة الحوت الأبيض، وعندما أمر أوتو بالاستدارة لإنقاذ ريم، ربما كان يتظاهر فقط بأن قلبه قد تحطم بسبب دحض أوتو له ولكن هل كان مستريحًا بالفعل من ذنبه؟
إذا كان خصمًا مثل قديس السيف لا يستطيع هزيمة هذا الوحش، فإن العودة كانت تعني فقط أنه سيعاني وسيموت كـ الكلب. ريم لم تكن تريد ذلك.
– لذلك فقد قال لنفسه إنه ليس بحاجة للعودة. لم يكن بحاجة للموت.
في واقع الأمر، لم يعد سوبارو لإنقاذ ريم أبدًا؛ حتى أنه قد توسل إلى الحوت الأبيض ليعفو عنه، عن الهدف المزعوم لكراهيته، عن حياته.
كان يصرخ بشدة “لا أريد أن أموت”، وهو يفر في حالة من الخوف، ويتبول على نفسه طوال الوقت.
في ذلك الوقت، لم تكن سلامة ريم أو خسارتها قد أتت إلى مؤخرة عقله ولو لمرة واحدة. فعلت ريم شيئًا غبيًا جدًا، حيث ألقت بحياتها بعيدًا دفاعًا عن رجل مثله.
“لكن… أغبى شيء…”
لم يعد هناك ريم بعد الآن. ذهب أوتو، وكذلك جميع التجار المسافرين الآخرين.
كان سوبارو وحده الآن، باستثناء تنين الأرض الذي استمر في التقدم بصمت على طول الطريق السريع الذي تم رصفه جيدًا باحثًا عن الحضارة الإنسانية.
لا يهم لأين. أراد سوبارو فقط الذهاب إلى مكان ما.
أصبح سوبارو لا مبالي، وأطلق يده من اللجام عندما انهار على مقعد السائق. وبينما كان يتدحرج على جنبه، كان يرى الصلبان ما زالت تلمع في زاوية يصعب رؤيتها.
كان هذا دليلًا على أن أوتو قد تعرض للهجوم من قبل أتباع طائفة الساحرة الذين واجههم على ما يبدو بعد تخطيه للضباب.
طوال ذلك الوقت، كان سوبارو يتساءل عما إذا كانت طائفة الساحرة ستظهر أمامه أيضًا؛ هل كان سيلقى نفس مصير أوتو؟ هل ستنتهي حياته التي لا معنى لها أيضًا؟ أو إذا ما وصل الأمر إلى ذلك، فهل سيتم إنقاذه مرة أخرى، حتى لو كان وجهاً لوجه مع بيتيلغيوس؟
“بيتيل… غيوس “
بتسمية هدف كراهيته بمنتهى التردد، عرف سوبارو مدى الفراغ في قلبه.
حتى عند التعبير عن اسم المجنون الذي قتل ريم بوحشية، وسخر من سوبارو، وكان أصل كل هذه الشرور، فلم يشعر قلب سوبارو بأي وخز أو ألم على الرغم من أنه قبل ساعات قليلة فقط، كان غضب سوبارو تجاه هذا المجنون هو الشيء الوحيد الذي يجعله مستمرا في سعيه.
“ماذا حدث لي بحق الجحيم…؟”
صرّت عجلات عربة التنين بصوت عالي تردد في طبلة أذنه.
جلس سوبارو عندما رأى المنظر أمامه.
“غابة…؟”
كان تنين الأرض قد توقف عن السير في وقت ما دون أن يلاحظ.
عندما لاحظ محيطه كان تنين الأرض يمشي في طريق الغابات المحاطة بالأشجار.
يبدو أن الشمس قد أشرقت منذ بعض الوقت، لأن أشعة الشمس البيضاء في الأعلى كانت تحيط بجسد سوبارو.
الآن بعد أن لاحظ ذلك، تذوق سوبارو الحرارة على جلده، وامتصها مثل الفتيل، عندما…
“- آه، سوبارو؟”
… تفاجأ بسماع صوت بريء عالي النبرة ينادي اسمه.
ظهر عدد من الشخصيات الصغيرة حول عربة التنين المتوقفة، متطلعين إلى سوبارو بينما كان جالسًا على مقعد السائق.
أشاروا إلى سوبارو وبدأوا في الضحك على الحالة المؤسفة التي وجدوه فيها.
“إنه حقًا سوبارو.”
“ما حدث لك سوبارو؟”
“سوبارو، أنت متسخ للغاية.”
“أنت كريه الرائحة، سوبارو.”
لكن هذه لم تكن ضحكات الاستهزاء تحمل سوء النية، بل كانت ضحكات خافتة دافئة مخصصة لأولئك الذين حملوا عواطف دافئة.
“نعم، أنتم…”
كان يعرف وجوههم. لقد رآهم عدة مرات في الأيام القليلة الماضية.
لقد رآهم مشوهين بفعل الألم والعذاب، ولم يبتسموا مرة أخرى.
كانت هذه الوجوه المبتسمة للأطفال الذين يعيشون في قرية إيرلهام، في ضواحي مقاطعة روزوال.
في حالة من الذهول، رفع سوبارو رأسه ورأى أنه قد وصل، وعلى طريق الغابة فقد تمكن من الوصول إلى حيث كانت الحضارة الإنسانية التي سعى إليها.
لقد وصل أخيرًا إلى المكان الذي كان يتوق إليه، الذي كان يتوق إليه كثيرًا.
لقد نجح سوبارو في العودة قبل أن يستسلم تمامًا لليأس والخسارة.
“سوبارو؟”
“إيه، ما الخطأ؟”
“آه، انتبه!”
ارتفعت أصوات الأطفال. عرف سوبارو ما كانوا يحاولون إخباره به.
وبغض النظر عما حدث فقد كان يفقد وعيه بالفعل، ولم يعد قادرًا على دعم جسده.
سمع صوتًا خفيفًا لشيء يتم شده وانقطع، ومرة ​​أخرى، سقط عقل سوبارو نحو مكان مظلم وهادئ، كما لو كان يحاول التخلص من كل مشاكله بعيدًا.
“انتظر – لا تسقط -”

7 منذ مجيئه إلى هذا العالم، عانى سوبارو من الموت مرارًا وتكرارًا. في ظل الظروف العادية، كانت هذه محنة لم يواجهها أحد أكثر من مرة في حياته. تم انتهاك قانون الفطرة السليمة، وكان سوبارو، الذي تم منحه بالفعل عشر فرص للتعامل مع الموت، يعرف الكثير عن هذه التجربة أكثر من أي شخص آخر. وبعد أن تعرفت عليه جيدًا، أصبح سوبارو قادرة على الإحساس بالنهج المتبع. أخبرته حواسه بصوت عالٍ وواضح أن الموت كان في طريقه إليه. “أنا متأكد من أنك تحب أن تفعل ما يحلو لك.” الصوت، الذي حمل البرد القارس والقوة الجبارة، جاء من الحجاب الجليدي في السماء. انطلق الصوت من قط صغير بلون رمادي، وعواطفه شديدة البرودة مثل حشد من رقاقات الثلج الحادة التي ترافقه في طريقه إلى الأرض. كان صغيرًا بما يكفي ليناسب راحة اليد، وذيله لطالما كان طويلاً. كان له أنف وردي وعيون مستديرة. كانت أذرعه القصيرة مطوية، مثل الإنسان تقريبًا، حيث كان تعبيره محفوفًا بالكراهية العميقة. كان بيتيلغيوس والأعضاء الآخرون في طائفة الساحرة صامتين أمام الكائن الخارق الذي يتحدث مثل الرجال. وشعر سوبارو، الذي كان برفقتهم، بحلقه يجف في صدمة لسبب مختلف. لم يسبق له أن رأى ذلك الكائن، تلك الروح، غارقًا في الغضب مثل الآن. مثلما كان حاضرًا في ذلك المكان، وشعرًا بفيضان غضبه، كان يعلم أن الموت قد وصل إلى العالم. “…روح!.” تحت الضباب الأبيض المحيط بالروح العائمة – باك – أطلقت الغابة المجاورة له صوتًا يشبه الصدع أثناء تحوّلها. تحولت الأشجار إلى اللون الأبيض، كما لو أن الأخضر قد امتص منها؛ امتصت المانا من الغابة، وتجمدت أوراقها وأغصانها وجذوعها، مات كل ما فيها وسقط. عرضت الأرض أيضًا تأثيرات مماثلة. أولاً، ماتت الأزهار، ثم تسلل البرد فوق التربة، وأخيراً وصل إلى سوبارو المقلي على الأرض وطعنه البرد في كل مكان بألم حارق. شعر بالتخدر يتصاعد تدريجياً من أعماق جسده، مما تسبب في تعثر تنفسه حيث بدأ عقله يتلاشى. قبل ذلك بوقت طويل، تعرض سوبارو للسرقة من المانا على يدي بياتريس. كان باك الغاضب يستخدم تلك القوة على نطاق أوسع، ليحول قوة العالم إلى قوته الخاصة. بجانب سوبارو، الذي كان يكتم أنينه، تراجع بيتيلغيوس بخطوة بعرق ثقيل على جبينه، وكان أعضاء طائفة الساحرة الراكعون يلهثون للحصول على الأكسجين من خلال أفواههم المفتوحة، مثل الأسماك تقريبًا. “طائفة الساحرة- بغض النظر عن مقدار الوقت الذي يمر، فأنتم لا تتغيرون أبدًا، أليس كذلك؟ في كل عصر، أنتم من يجلب لي أتعس الأشياء على الإطلاق “. تحدث باك كما لو كان يتعامل مع حشرات ضارة وهو يوجه عينيه على نقطة واحدة في الغابة. سوبارو، بعد نظرته، رأى أن هناك مساحة واحدة متبقية لم تؤثر عليها قوة باك. فقط جثة الفتاة كانت محمية من نهاية العالم. “آه، يا ليا المسكينة… لقد ماتت دون أن تفهم أي شيء.” بعد التحديق بشوق في إيميليا، وجه باك عينيه نحو أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة. “حرمان ابنتي من حياتها جريمة خطيرة. لا تظنوا أن أيًا منكم سوف يهرب حياً “. “كيف تجرؤ مجرد روح…! كيف، كيف، كيف، كيف، كيف تجرؤ على الكلام؟! نصف شيطان فشل في محنة ما هو إلا متظاهر قذر! اللوم يقع على كسلك وعدم قدرتك على حماية هذه الحمقاء! آه! آه! أههههه! عقلي يرتجف!! “ استجاب بيتيلغيوس لتهديدات باك برفع يديه إلى السماء، ثائرًا في حالة من الغضب. كانت مقل عيون الرجل المجنون المحتقنة بالدم غير مركزة حيث اندلعت نية إراقة الدماء من بيتيلغيوس. “كل ما سيحدث، كل ما يجب أن يحدث، المسار الصحيح للتاريخ مسجل في إنجيلي! الساحرة تحبني ويجب أن أرد لها حبها باجتهاد! بينما أنت، أيها الروح المتواضعة، تتمايل في الكسل! “ الحب، أليس كذلك؟ بالنسبة إلى بيتيلغيوس، لم تكن أعمال الطائفة تجاه الساحرة سوى سداد ثمن حبها لها. بالنسبة للمجنون، كانت الأفعال التي أظهرت إعجابه بالساحرة لها الأولوية المطلقة على كل شيء آخر. كانت الساحرة هي صاحبة السمو الوحيدة وكانت الأعظم. علاوة على ذلك، لم يُسمح لأي شيء أو أي شخص بتحدي حبه للساحرة. “الموت لأنصاف الشياطين! وأنت أيضًا يجب أن تدفع ثمن كسلك! حب الساحرة هو الحقيقة التي تجعل قلبي ينبض! يجب التضحية بالجميع من أجل ذلك! “ لوح بيتيلغيوس بذراعيه، وهو يصرخ، يهذي، ويضرب بقدمه بصوت عالٍ. نظر باك باستخفاف إلى جنون بيتيلغيوس بعيون باردة حتى صميمها. لم تحتوي على شفقة ولا غضب، فقط نظرة واضحة للقيمة المتدنية للشيء المعروض عليها. اشتبكت إرادة باك وبيتيلغيوس غير المتوافقة تمامًا، مما أدى إلى إراقة دماء بعضهما البعض. “أصابعي! هذا الأحمق يجب أن يدفع الثمن بالموت”. تساقطت الكتل الجليدية على أتباع طائفة الساحرة، مما أدى إلى تشوههم وتثبيتهم في مكانهم. كانت أجسادهم وأطرافهم مثقوبة على الأرض، مثقوبة مثل حشرات الدراسة. صرّ الهواء، وتجمد أجساد الأتباع من طائفة الساحرة الموتى، مما حول المنطقة الصخرية إلى معرض منحوتات جليدية. “-” على الفور، ودون سابق إنذار، قتل باك ما يقرب من عشرين شخصًا. خلال ذلك الوقت، لم يهتز بصره بأي شكل من الأشكال؛ ولا بيتيلغيوس. وبسبب عدم تأثره بفقدان الأتباع الذين أطاعوا أوامره، والذين أصبحوا الآن مجرد ذبيحة، استغل تحول انتباه باك المؤقت بعيدًا عنه. “- عقلي… … يرتجف.” كانت شفتيه ملتويتين بشكل غامق، وبعد لحظة، انفجر ظل بيتيلغيوس. في الوقت نفسه، تم وضع جسد سوبارو جانبًا وكانت سبعة أذرع تتجه نحو باك المحلق في السماء. بفضل قوة باك، كان التعامل مع الأيدي الشريرة التي تتقدم لعبًا للأطفال. لكن باك لم يصدر أي رد فعل على تقدم الأدي – لأنه لم يراهم. “الروح-!” عندما حاول سوبارو رفع صوته للتحذير من الخطر، لفت صوته انتباه باك، مما جعل دمه يبرد. “كن هادئا، سوبارو. سوف أتعامل معك لا… حقًا؟ “ ولكن قبل أن تنتهي الروح من الكلام، حاصرت الأيدي السوداء جسده الصغير، الذي اختفى من وجهة نظر سوبارو. “آه…” كان جسم باك صغيرًا جدًا لدرجة أن يد الشخص البالغ الطبيعي كانت أكبر من حجمه بما يكفي لإخفائه عن الأنظار. لم يكن من الممكن لأي شخص رؤيته من خلال السبع أيادي. وكانت كل من تلك الأيدي السوداء قوية للغاية لدرجة أنها تمكنت من تمزيق جسم الإنسان بسهولة. “إهمال! إهمال! بعبارة أخرى، الكسل! أنت كان يجب أن يقضي عليك على الفور! لقد امتلكت هذه القوة، لكنك كنت مهملًا في استخدامها بشكل صحيح! وهذه هي النتيجة! هذه! هذا! هذا هو هذا! “ الأيدي غير المرئية التي تمكن سوبارو فقط من رؤيتها تمسكت بجسد الروح وسحقته. وأمامه كان بيتيلغيوس، الذي رقص ببهجة جنونية، تم محو الروح العظيم بقسوة – “لا تجعلني أضحك.” في اللحظة التالية، رأى سوبارو الأطراف السوداء المتقاربة تنفجر. “هذا كل شيء؟ إنك أصغر من أن تقارن بالساحرة من أربعمائة عام. إذا كنت تريد حقًا قتلي – “ تحطمت الأشجار المتجمدة إلى شظايا الجليد بنقرة واحدة من ذيله. تم تحطيم جثث أتباع طائفة الساحرة الذين أصبحوا منحوتات جليدية إلى قطع صغيرة. الكفوف الأمامية المسؤولة عن هذا جعلت حرارة الأرض تحتها تصل إلى ما دون الصفر. كانت أبسط أنفاسه تنافس عاصفة ثلجية مستعرة، وداخل ذلك الضباب الأبيض، كانت عيناه مثل الذهب المتلألئ اللامع – العيون الناظرة بلا رحمة كانت بوابة إلى عالم الموت. “فعليك بمواجهتي بنصف أذرع ساتيلا المظلمة على الأقل، أي بنصف ألف.” كان حيوانًا كبيرًا رباعي الأرجل بفراء رمادي، مفتخرًا بالحجم الذي كان يفوق حجم الغابة. كان هذا هو وحش النهاية الذي دمر القصر وجلب الموت إلى سوبارو في موته سابق. – لقد كان بالفعل مظهرًا عظيمًا لنهاية العالم. “-” ارتفعت شدة البرد حول سوبارو إلى مستوى آخر، وكان من المؤلم حتى إبقاء عينيه مفتوحتين لمشاهدة العالم يتحول إلى اللون الأبيض. تحمل سوبارو الألم وهو ينظر إلى الوحش أمامه. “ماذا او ما…؟” صوت مرتعش تردد صداه من زاوية صغيرة من هذا العالم البارد. “ما الذي تطلب مني فعله ؟!” هذه المرة، أحدثت صرخة بيتيلغيوس قطعًا رأسيًا في شفتيه المرتعشتين، والتي نزل منها أثر للدم – ولكن في غمضة عين، تجمد هذا أيضًا، مما وضع حدًا للنزيف والألم. خشي سوبارو من أن إغلاق عينيه وسط البرد القارس يعني أنه لن يفتحهما مرة أخرى. سمع صرخة بيتيلغيوس الأخيرة ونظر إلى الوحش مرة أخرى. “الروح، هل هذا أنت…؟” “أفترض أنه سيكون من الغريب أن أقول أليس هذا واضحًا؟ “ تحرك الفم العملاق للوحش ذو اللون الرمادي ردًا على سؤال سوبارو المرتعش. جاءت كل كلمة مصحوبة بعاصفة، لكن سخرية الوحش الهائلة هي التي أكدت شكوك سوبارو. بهذه الإجابة، توصل سوبارو إلى قبول حقيقة أنه في العالم السابق والعالم قبل ذلك، مات سوبارو في النهاية لأن – بينما اضطر سوبارو إلى الصمت، حدق بيتيلغيوس في باك وتمتم، “إم… ممكن…” أدخل المجنون يده السليمة في فمه، وسحق أصابعه واحدة تلو الأخرى، ونزف الدماء. كان الأمر كما لو أن هذا الألم هو ما ربط جنونه بالعالم. “هذا مستحيل؛ لا يمكن أن تكون! مجرد! روح! روح وضيعة! لا يمكن أن تمتلك مثل هذه القوة! إذا كان ذلك ممكنًا، فأنا -! “ “- إيكيدنا.” “-” توقفت حركات بيتيلغيوس مع تدفق الزبد الدموي من زاوية شفتيه وعيناه مفتوحتان على مصراعيها. همس باك بكلمة قاطعت إنكار بيتيلغيوس. تغير لون وجه بيتيلغيوس في اللحظة التي سمع فيها ما يبدو أنه اسم. “كرجل من الطائفة، أنت تفهم ما يعنيه هذا الاسم، أليس كذلك؟” “قذرة… !!” لم يكن رد فعل بيتيلغيوس أقل من الدراماتيكية. جنبا إلى جنب مع صوت شيء صلب، تدفق الدم من فمه. جاء هذا الصوت من ضرسه. لقد كان غاضبًا جدًا، وكان يعض على أسنانه بقوة كافية لكسرها. “من البغيض حتى التحدث بهذا الاسم! آه، أنت مسكين، أحمق كسول، جاهل لا يعرف الخوف! أنت تجرؤ على نطق اسم ساحرة ساقطة، ساحرة أخرى غير ساتيلا، أمامي…! “ تحولت عيون بيتيلغيوس من محتقنة بالدم إلى مصبوغة بالقرمزي؛ ربما انفجرت الشرايين فيها. تدفقت دموع الدم من الزوايا. أدار الرجل المجنون أطراف أصابعه الممزقة وصرخ تجاه الروح. “ايماني! حبي! هذا ليس أقل من إهانة كل ما أقدمه لها! “ “- الإنسان الذي يعيش مجرد عقود يجب الا يجادل الوقت ضد روح.” تمامًا مثلما قال ذلك، توقف بيتيلغيوس عن هذيانه الجنوني. لا – لم يكن هذا شيئًا قام به بوعي. كان قد تجمد من قدميه إلى أعلى رأسه، مما جعله يتوقف. بينما كان سوبارو مستلقيًا على جانبه، ورؤيته ضبابية وبيضاء، رأى عدوه اللدود على وشك الموت. عرف بيتيلغيوس أيضًا أن تجميده يعني أن موته لم يكن بعيدًا في المستقبل القريب. ومع ذلك، حتى في مواجهة نهايته، لم يكن جنونه موجهًا نحو موته الوشيك بل إلى باك العملاق أمامه. “عمق إيمان المرء لا علاقة له بالزمن! أنت وحش كسول، ولدت مع الزمن الأبدي، ولكن كنت في معظمه منغمسًا في الكسل! لا تقارنني بأحمق مثلك! آه! آه، آه! عقلي يرررررتجف! “ حتى مع العلم أن نهايته كانت قريبة، فإن جنون بيتيلغيوس لم يتزعزع أبدًا. بالنسبة لسوبارو، الذي لم يعرف ظاهرة تنافس ظاهرته في كونها مطلقة أو مرعبة من الموت، كان سلوك بيتيلغيوس منحرفًا حقًا. كانت رؤيته وهو يعترف بإيمانه في اللحظة التي سبقت وفاته دليلاً على أنه كائن فاسد حقًا. “الموت ليس عقابًا كافيًا بالنسبة لك أنت – لهذا السبب أكره نوعك “. “تمت المحاكمة! بغض النظر عما يحدث لهذا الجسد القذر، فطالما وصلت مشاعري إلى الساحرة التي أحترمها، فسوف تمنحني صالحها… آه، سيكون من الرائع رؤيتها مرة أخرى! “ نشر بيتيلغيوس كلتا يديه تجاه السماء فوقه، وأطلق قرقعة. تطاير الثلج بقوة أكبر، وصبغ جسده الهزيل باللون الأبيض. لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كان صوته أو حركاته قد تباطأ أولاً. ومع ذلك، حتى ذلك الحين، لم يتوقف ضحك بيتيلغيوس. لقد كان ممتلئًا بجنونه حتى توقفت ضحكته أخيرًا ومعها حياته. “- توقف بينما كنت في منتصف حديثه، أليس كذلك؟” غمغم الوحش الرمادي وهو يضغط على مخلبه الأمامي، محطمًا تمثال بيتيلغيوس الجليدي في الغبار. حتى عندما شاهد سوبارو انتهاء حياة المجنون، حملت الرياح شظاياه الممزقة بعيدًا، لم تثر أي مشاعر قوية بداخله. لقد كره الرجل حقًا. كان يرغب في قتله. كان بيتيلغيوس هو من بدأ كل شيء؛ اعتقد سوبارو أن قتله سيجعل كل شيء يسير على ما يرام. لكن هل كانت هذه هي النتيجة حقًا؟ على الرغم من أنه شهد وفاة خصمه المكروه، إلا أن سوبارو لم يكن لديه سوى فراغ أجوف بداخله. كانت هزيمة بيتيلغيوس تعني إزالة التهديد الذي تشكله طائفة الساحرة. لكن ريم، التي كان من المفترض أن يشاركها فرحته، قد تم محوها من العالم؛ إيميليا، التي كان من المفترض أن تنتظره بهدوء لنقل الأخبار السارة عند عودته، ماتت بين يديه. لقد جعل الوزن المتراكم لكل من موتهما في زيادة رغبة سوبارو في الموت، لكن في النهاية، لم يستطع حتى فعل ذلك، وقد أخذ منتقم آخر الانتقام له – سوبارو لم يبق له شيء. لقد فعل كل شيء، ونتيجة لذلك، لم يحقق شيئًا. “-والان اذن.” شعر سوبارو بعجزه الشديد بينما نظر إليه الوحش بهدوء. تم تذكيره من جديد أن الوحش العملاق هو الروح التي رافقت إيميليا؛ فداحة تلك الحقيقة جعلت جسده يرتعش. تم تذكيره كيف أنه، في السابق، كان مذهولَا عندما كان الفرسان ومجلس الحكماء في القصر الملكي يتصرفون برعب شديد من فكرة محاربة باك عندما سمعوا اسمه المستعار. “دعونا نتحدث، نحن فقط، حسنًا؟” – الآن، كان يدرك بشكل مؤلم ما شعروا به في ذلك الوقت. كان البرد يصعّب عليه عملية التفكير. وبالمثل، اختفى الألم الذي كان يمزق جسده كله. سمع سوبارو خطى وفاته اللطيفة تقترب. ومثلما تباطأ جسده من هاجسه الذي يتمناه، فقد كانت النهاية قريبة – “أوه، هذا لن يؤدي لخير. أنت تنزف بشدة – سأضع حدا لذلك “. “- دواااه !!” شعر وكأنه يشوي حياً، مما أيقظ حواسه الباهتة. بألم لا يرحم يسد حلقه، رأى سوبارو أن كل جرح على جسده كان يتجمد بشكل مرئي. تصاعد البخار الأبيض مع اتصال الجليد الحاد وخياطته وربط جروحه، حتى الجروح الموجودة داخل جسده. من خلال هذا العلاج، والتخلي عن كل اعتبار لجسم الإنسان، تم شفاء جسد سوبارو بعنف. انفجرت الأوعية الدموية في عينيه، وصبغ بصره باللون القرمزي. لقد كان أكثر من مجرد ألم، لقد تفجر الجحيم في جسده حتى تجاوز ذلك مفهوم الألم. “سوبارو، لقد ارتكبت ثلاث خطايا.” مندفعًا نحو سوبارو، عوى الوحش بصوت شديد. استمر الوحش العملاق في الحديث وكأن شيئًا لم يحدث. على الرغم من أنه أصبح ضخمًا في الحجم، وكان فمه مبطنًا بأنياب حادة لا نهاية لها، وتغيرت نبرة صوته، إلا أن الإيقاع كان لطيفًا كما هو الحال دائمًا. وهذا أرعبه أكثر. “أولاً، لقد حنثت بوعدك مع ليا. يبدو أنك لا تفهم حقًا مدى أهمية الوعد الذي تم تشكيله بين شخصين لسحرة روح. أفترض أنك لا تعرف حقًا إلى أي مدى أضر حنثك بهذا الوعد بـ ليا “. رفض عقله فهم ما كان يقوله باك. لا – كان الألم يسيطر على عقله. تم تجميد أعضائه الداخلية، وارتبطت عظامه المكسورة ببعضها البعض عن طريق ثقب الجليد في اللحم. تم قطع الجليد القرمزي فوق جروحه المفتوحة، وتجمدت المناطق المصابة حتى النخاع، مما أوقف النزيف بعنف. امتد التجمد إلى أبعد من ذلك. انتشر الألم أكثر. كان الموت ينتشر. إنها تؤلم، وتؤذي، وتؤذي… ……… “ثانيًا، لقد تجاهلت رغبات ليا وعدت للقصر. هل تعرف حتى إلى أي مدى دفعها ذلك إلى الزاوية وجعلها تعاني، عندما لم ترغب في رؤيتك مرة أخرى؟ لم تخلف وعدك فحسب، بل كان عليك أن تدوس على قلب ليا كما يحلو لك “. مع سوبارو راقدًا على الأرض البيضاء، ممددًا أطرافه على نطاق واسع، وجه باك وجهه عن قرب ونفخ بأنفاسه الجليدية. تحولت دموع سوبارو المتدفقة إلى إبر تطعن مقل عينيه. اهتز دماغه من الألم الشديد. “وثالثاً، تركت ليا تموت.” كان الأمر أشبه برفاهية لـروحه. الألم الشديد جعل سوبارو ينسى كيف تتنفس. وسط هذا الألم، كان يحس وكأن كل عصب في جسده يغمر في بركة من الصهارة، لعن سوبارو ضحالته. كان يعتقد أن الألم أقل درجة من الموت. لقد كان على مخطئًا. كان مخطئا بشأن عشية “فكرة الألم”، “الموت”، “الخوف” – حطم ذلك كله القلب الضعيف المسمى سوبارو ناتسكي. تم وضع روح سوبارو ناتسكي في الزاوية دون مكان للركض. عندما بدأ عقل سوبارو البطيء في تقدير هذه الحقيقة المرعبة، قال له باك: “وفقًا للاتفاقية، سأدمر العالم الآن.” احتوت عيون باك على الغضب. فقط في ذلك المنعطف، بدأت عاطفة جديدة في الظهور. “سأدفن كل شيء تحت الجليد والثلج، كهدية فراق ليا.” “… لن…” “لا علاقة لذلك بجعلها سعيدة أم لا. بغض النظر عن جزئي من الاتفاقية، لن أنقض ما تم الاتفاق عليه “. ضاقت عيون باك عندما استجاب لصوت سوبارو غير المتماسك. “لكن هذا العمل سينتهي دون تحقيق، أتخيل. حتى لو قمت بنشر هذا العالم الجليدي لتغطية كل الأرض، مثل الغابة حيث أقمنا أنا وليا… سيقف قديس السيف أمامي. هذه معركة لن أفوز بها “. بدا أن باك يتأسف على التفاوت في القوة عندما طرح اسمًا آخر لبطل أحمر الشعر. لم يصدق سوبارو أنه كان يسمع هذه الكلمات. صرح باك، الذي كان يمتلك مثل هذه القوة المهيمنة، بصراحة أنه ليس لديه فرصة لهزيمة قديس السيف. وإذا علم باك أنه سيتعرض للهجوم في هذه العملية، فلماذا يضحي بنفسه في مثل هذه المعركة؟ “لماذا لماذا…؟” “- كانت ليا هي السبب الكامل لوجودي.” رد باك على استفسار سوبارو. كانت الرياح تزداد برودة، وطعنت جسد سوبارو، وملأت عينيه، وجمدت دمه – كانت النهاية قريبة. “لا معنى لي أن أبقى في عالم بدونها. الآن بعد أن فقدتها، لن أسمح للعالم بالمضي قدمًا. بالنسبة لي، انتهى كل شيء عندما ماتت تلك الفتاة “. عندما أنهى باك حديثه، ارتفعت شدة الرياح فجأة. “كم من الوقت سيستغرق الشخص حتى يموت إذا كان يتجمد ببطء وتدريجيًا من أطراف اطرافه إلى ما فوقها؟ هل تساءلت يومًا عن ذلك، سوبارو؟ “ “-” “سأعتبر ذلك بمثابة نعم. أريدك أن تعلم الإجابة “. ببطء، ببطء، أكل البرد المزيد والمزيد من لحمه. كانت جروحه وأعضائه الداخلية مجمدة بالفعل، لذلك تم استثناؤها لأن بقية لحم سوبارو انتهت من أطراف الأصابع إلى أعلى. إذا كان الألم يمكن أن يدفع الشخص إلى الجنون حقًا، لكان عقله قد تحطم قبل ذلك بوقت طويل. أراد أن يتمزق عقله، وتحطيمه إلى أجزاء صغيرة، منتشرة في كل الاتجاهات. إذا لم يكن… “- الضباب قادم. يبدو أنك استدرجت شيئًا سيئًا للغاية “. لم يسمع. كان أحدهم يقول شيئًا ما، لكنه لم يستطع أن يسمع. “الشراهة… آه، هذه الأيام يسمونه الحوت الأبيض، أليس كذلك؟ “نسميها، ترك ليا تموت، وتفقد حياتك… أنت حقًا لا يمكن إصلاحك، هل تعرف ذلك؟ “ لم يسمع. لم يسمع. لكن على الرغم من أنه لم يكن يجب أن يسمع ذلك، فقد سمع الصوت. سمع ضحك من مكان ما. صوت ساخر. الثرثرة، الثرثرة. كان يعرف تلك الضحكة. صوت الرجل الذي كان يكرهه حتى الموت. من أين أتت؟ مع اقتراب النهاية، سعى وعيه للحصول على إجابة على هذا السؤال. ثم أدرك ذلك. كان الثرثرة المستمرة تأتي من حلقه. بدأت النشوة في السيطرة على دماغه، مما أدى إلى إغراق آلامه. اتخذ خطواته الأولى في عالم يتكون فقط من الجنون. الطريقة التي شوهت بها كل الأشياء من حوله كانت… جيدة. الضحك لم يتوقف. كان بضحكه يسخر من نفسه – الشخص الذي ترك ريم يموت، والذي قتل إيميليا، والذي كان يموت مثل الكلب الآن. أه نعم. لقد كان حقًا… كيف كان التعبير!!… “- سوبارو، أنت حقًا كسول.” بصوت حاد، أغمي عليه. ربما لم يكن وعيه وحياته فقط هي التي قطعت. – لقد كان شيئًا أكثر من ذلك، شيء كان بالكاد يربط أجزاء ببعضها البعض، والذي انفجر بشكل مسموع في تلك اللحظة. فرقعة…انفجار.

-سقوط.

2

6

عندما فتح سوبارو عينيه، كان أول ما رآه هو السقف الأبيض المألوف.
كانت الغرفة البسيطة، المزينة بمصباح بلوري فقط، شيئًا نادرًا بين الغرف المزخرفة بشكل مبهر في القصر.
عندما كان هنا سابقًا، كان يشعر بالراحة لأنها كانت تشبه اختياره كـ شخص من عامة الناس. ولذا فقد أعجب بها واختارها لتكون غرفته الخاصة.
تحت رأسه كانت إحدى تلك الوسائد الناعمة لدرجة أنه لم يستطع التعود عليها.
حقيقة أن الملاءات قد تم سحبها بدقة إلى كتفيه أوضحت أن شخصًا ما قد غطاه أثناء نومه على السرير.
كان من الطبيعي أن يصبح سوبارو متفاجأً بمجرد أن يفتح عينيه، بغض النظر عن الموقف فقد كان ينظر حول الغرفة، ليرى بنفسه أنه كان بالفعل المكان الذي كان يستيقظ فيه دائمًا.
“-آه.”
كانت هناك فتاة تجلس بالقرب من السرير، وعيناها منخفضتان بهدوء لتقرأ كتاب.
كانت ترتدي زي خادمة مخصوص وفاضح للغاية وكان باللون الأسود هو لونه الأساسي.
كان لديها زينة شعر على شكل زهرة بيضاء وكانت ذات وجه جميل. أظهرت حدة ملامحها القاسية والجميلة جمالها الداخلي.
في اللحظة التي أدرك فيها سوبارو أنها كانت أمامه، قفز عمليا إلى وضع الجلوس، وأخذ يدها في يده وقبل أن تدرك حتى أنه كان مستيقظًا. أظهر وجهها تعابير المفاجأة…

“- لا تلمسني بشكل عابر، باروسو.”
… مثل كلماتها الباردة الصريحة؛ كانت نبرة صوتها والشعور برفع يده يحطم أوهامه.
في تلك اللحظة، أدرك سوبارو أن الفتاة التي أمام عينيه كانت ذو شعر وردي. ل
م يكن لم شمله مع شخص ثمين قد فقده سوى وهم.
كانت هذه هي الأخت التوأم الكبرى للفتاة التي كان يتوق إليها، اثنتان من البازلاء في جراب، تختلفان فقط في لون الشعر.
“يمكنني أن أفهم أنك سعيد برؤيتي بعد عدة أيام، لكن القفز في وجهي بغريزة من لا يشبه الرجل المحترم بل الذكر الهمجي. إن ذلك غير لائق “.
حدقت رام في سوبارو وهي توبخه، وخوَّلت كرسيها بعيدًا كما لو كانت تنأى بنفسها عن السرير.
دفعته برودة نظرتها وصوتها إلى التأكد من أن هذه لم تكن أختها الصغرى التي تشبهها في المظهر.
“نعم… هذا صحيح، ليس لدي أي حق في ذلك بعد الآن…”
رفعت رام حاجبًا شاعرةً بالريبة عندما خدش سوبارو رأسه، وعض شفته، وانحني إلى الأمام.
من وجهة نظر رام، لم تفعل شيئًا سوى تحية استيقاظه بلسان حاد مناسب.
كان سوبارو المعتاد سيقوم بنوع من العودة العابثة المليئة بالأمل، لكنه كان الآن صامتًا وعلى وجهه تعبير خطير.
“… أفضل حقًا ألا تجعلني أفعل شيئًا غير معتاد، ولكن…”
بينما كانت رام تتحدث، اقتربت من سوبارو وربتت برفق على رأسه بكفها.
كان للحركة الناعمة لأطراف أصابعها إيقاع هادئ ولطيف أزعج سوبارو.
“وجهك يقول إنك تفكر في شيء فظ، باروسو. ألم تتوقع مني هذا اللطف؟ “
“لا، أنا… لم أفعل… اعتقدت أنك من النوع الذي سيركلني عندما أكون محبطًا.”
“أتخيل أن هناك عددًا قليلاً من الخادمات اللاتي يتمتعن بقدر من الكرم واللطف مثلي أنا ماهرة جدًا في تعذيبك في حالتك الحالية، باروسو. سأحفظ الركل لوقت ومكان آخرين “.
“تصحيح. أنت حقًا المرأة التي ظننتها “.
أعلنت رام أنها ستضاعف سلوكها الغريب في المرة القادمة، لكن سوبارو لم يشعر بأقل عاطفة من ملمس أطراف أصابعها.
حتى لو كان خطابها فظًا وكانت شخصيتها مختلفة تمامًا، فقد كانت حقًا أخت ريم.
تألم صدره مع علمه أنهم حقا يفكرون بنفس الطريقة.
لقد تحمل الألم الذي لا مفر منه بسبب ما كان عليه أن يقول لها…
“آه…”
عندما غرق في التفكير، شعر سوبارو بأصابعها تبتعد، مما جعله يطلق صوتًا نادمًا.
اندفع بيده إلى فمه، لكن رام ابتسمت سريعًا عندما أطلقت عليه نظرة مثيرة.
“هل تريد المزيد؟”
“لست بحاجة لذلك. أنا لست طفلا صغيرا…! “
“كلماتك جريئة في حين أنك تصرخ مثل الأطفال. أنت عنيد مثل طفل صغير “.
تراجعت رام بينما أعطاها سوبارو نظرة جانبية عابرة. كان تنازلها سليمًا تمامًا كما قالت
“الآن بعد ذلك، باروسو.”
“…”
أعادت رام الكرسي أمام سوبارو، جالسةً مقابله مباشرة وحدقت فيه.
“- يجب أن أسألك عما تريد أن تقوله “
سألته رام قبل أن يباشر في اخبارها بأي شيء
“لقد كنت في حالة مروعة، باروسو. لقد ظهرت في القرية بعربة تنين غير مألوفة، في حالة قذرة ونصف ميت. في البداية، عندما دعاني الناس من القرية للمجيء، اعتقدت أن الأمر لا بد أن يكون نوعًا من المزاح “.
بنبرة تشبه مناقشة التقارير، روت رام كيف أنها أعادت سوبارو إلى القصر بينما كان فاقدًا للوعي.
“خلع في الكتف، جرح في الجبهة… لقد قمت بإيصال العظام المكسورة، لكن جروحك ستفتح إذا أجبرت نفسك على الحركة. لقد تخلصت من ملابسك القذرة المكسوة بالدماء والطين – سأمتنع عن إخبار السيدة إيميليا أنك لست مرتاحًا بملابسك الحالية “.
“… نعم، هذه مساعدة كبيرة.”
رد فعل سوبارو الصامت جعل رام تنزل كتفيها مع ظهور الحزن الواضح على وجهها.
بالنسبة لرام، كان هذا الجزء الأخير مجرد مزاح، لكنه كان سيشكل مشكلة كبيرة لسوبارو بخلاف ذلك.
“والشخص الذي شفى جراحي كان…”
“السيدة إيميليا.”
أجابت رام بما كان يخشاه سوبارو.
عندما سكت سوبارو ولم يرد، وضعت رام يديها على وركيها وحكت أنفها.
“لا يمكنني مساعدتك. لقد طلبت المساعدة من السيدة بياتريس أولاً، لكنها رفضت. رغم ذلك، نظرًا لمدى تقلبها، توقعت تمامًا أنها قد ترفض “.
“هل… قالت إيميليا أي شيء عني؟”
“لن أخبرك بشيء عن ذلك. هذا شيء يجب أن تسألها عنه بنفسك “.
ردت رام ببرود على سؤال سوبارو الوديع بينما كانت تربت على كتفه المخلوع سابقًا.
“لم أسمع ما حدث بينك وبين السيدة إيميليا في العاصمة الملكية. ولست مهتمة. ومن ردة فعلك الآن، يبدو أنك لم تفعل شيئًا جيدًا بغض النظر عن الأمر “.
“هذا قاسٍ جدا.”
“أعتقد أنه بيان عادل، أليس كذلك؟ بشكل أكثر دقة، أنت تخشى أنني سأتناول الموضوع الرئيسي الذي يثير قلقي، وترغب في تأجيله بأسلوب أخرق لأطول فترة ممكنة من خلال التحدث عن شيء آخر “.
“اه…”
غير قادرٍ حتى على أداء تأوه مناسب، فهم سوبارو ما أرادت رام حقًا سماعه.
بعد كل شيء، كان الفرد الذي كان يجب أن يعود بجانب سوبارو غائبًا. بطبيعة الحال، كان عليه أن يخبرها عن ذلك أولاً.
تساءل عما إذا كان لطف رام أو صرامتها هو ما جعلها تلقي المحادثة جانبًا عندما لم يقل سوبارو شيئًا عنها بنفسه. ربما كان كلاهما.
لم يستطع السماح لكرمها بأن يفسده إلى الأبد.
“- ريم ماتت.”
في اللحظة التي كانت الكلمات على شفتيه، شعر سوبارو بشيء بداخله يتم سحقه.
في اللحظة التي أدلى باعترافه، تحطمت الكتلة الثقيلة في أعماق صدره وغرقت في بطنه، مطالبة بالاعتراف منه.
الإحساس بالحرارة الذي شعر به في جبهته أخبره بالضبط عن تلك الكتلة.
– لقد خسر ريم.
انسكب سيل من الدموع من عينيه.
الآن فقط أدرك سوبارو أنه ترك ريم تموت مرارًا وتكرارًا.
بما في ذلك دورة القصر السابقة كانت هذه هي المرة الرابعة التي يسمح فيها سوبارو لـ ريم بالموت، أربع مرات شعر سوبارو بها بالخسارة.
أخيرًا، غرق في يأسه لترك ريم تموت أربع مرات.
ومع ذلك، كانت هذه هي المرة الأولى التي يذرف فيها سوبارو الدموع على وفاتها.
ليس من باب الشفقة على الذات، وليس بسبب الشعور بالذنب، ولكن من أجل ريم نفسها.
“لم أستطع فعل أي شيء. على الطريق السريع، الضباب… ظهر الحوت الأبيض. ثم، حتى أتمكن من الهروب، ريم… لكنني تركت في الضباب… وبعد ذلك، أخيرًا… “
لم يستطع وضع ما يريد قوله في جملة مناسبة.
مع تنهدات دورية، قفزت كلماته من موقف لآخر، وفشل في ترتيب الموضوع بطريقة منظمة.
كان غير على إعطاء عذر مناسب وشعر سوبارو أنه لطخ بطريقة ما اللحظات الأخيرة لريم.
اعترف بجريمته. وكان يقبل عقوبته – عقوبة تليق برجل قبيح مثله.
لهذا السبب كان عليه أن يشرح كل شيء بوضوح ممكن
“من هي ريم؟”
-.
.
.

/////

“آه، إيه، هاه…؟”
لم يفهم… ما قيل له.
غير قادرٍ على فهم معنى سؤال رام، أصدر سوبارو أصواتًا غير متماسكة ردًا على ذلك.
من هي ريم؟ ماذا يعني هذا حتى؟
عندما رأت رام أن سوبارو كان تائهًا بسبب سؤالها فقد سألته مري أخرى.
“باروسو. من هي ريم؟ “
لم يرتعش حاجبها حتى عند ذكر اسم أختها التوأم، والآن كانت تسأل من تكون.
“اللعنة ماذا تقصدين!! ألا تعرفين…؟ لا تقولي أشياء غبية كهذه! انه اسم أختك الصغيرة أليس كذلك؟! ريم، أليس كذلك؟ ر-ي-م. ريم! هذا ليس وقت المزاح”
“أختي الصغيرة…؟”
وضعت رام إصبعًا على شفتيها، وأغمضت عينيها وبدت وكأنها تغرق في التفكير الجاد.
كان سوبارو قد رأى هذه الإيماءة من قبل، ولكن في حالته الحالية، كان من الصعب للغاية تحملها. شعر بالرغبة في الصراخ، ماذا تفعل بحق الجحيم؟!
“أختي الصغيرة، ريم. آه… “
“هل تتذكرين الآن؟! “
“لا أستطيع أن أتذكر شيئًا غير موجود. ليس لدي أخت صغيرة. لقد كنت دائما طفلةً وحيدة “.
أصبح وجه سوبارو شاحبًا للغاية حين سمع تصريح رام الواضح النافي كل توقعاته.
“هذا جنون… ماذا تقولين…؟”
“- ليس لدي أخت صغيرة.”
“لا تعبثي معي! إذا لم تكن ريم موجودة، فماذا حدث خلال تلك الفوضى مع الوحوش الشيطانية في الغابة؟! لقد ذهبت أنت وريم إلى هناك و… “
“حقًا، ما خطبك يا باروسو؟ أنا أكره الاعتراف بذلك، لكن نصف الفضل في إبادة حزمة الوحوش يرجع إليك. النصف المتبقي يذهب لجهودي الخاصة وقوة السيد روزوال… لا يوجد مكان لما يسمي بـ الأخت الصغيرة المفقودة منذ زمن طويل والتي تدعى ريم “.
حتى عند سماع احتجاج سوبارو، رفضت رام بعناد الاعتراف بوجود أختها الصغيرة.
داخل ذاكرة رام، تم استبدال الأشياء التي حدثت بذكريات زائفة.
لم يكن يعرف ماذا يعني ذلك. لم يكن يعرف لماذا كانت تجيب عليه بهذه الطريقة.
“هذا ليس مضحكًا… ولا حتى الكابوس سيكون له نص بهذا السوء…”
“كما هو الحال دائمًا، أنا جادة جدًا. أنت من يحلم هو أنت يا باروسو “.
“أحلم… أحلم؟ أنت تقول إنني أحلم؟! توقفي عن العبث معي!”
دفع سوبارو الملاءات جانبًا ونهض من السرير. لم يعد قادرًا على الاحتمال.
ترنح الجزء السفلي من جسده أثناء تحركه، مدفوعًا بمشاعره الشديدة.
“باروسو، لا يجب أن تتحرك وإلا…”

“اخرسي! وكوني هادئة و… تعالي وانظري! “ مدت رام يده نحو جسده المترنح، لكن سوبارو أزاحها جانباً بغضب. كان سوبارو نائمًا في غرفة نومه في الطابق الثاني من الجناح الشرقي للقصر. كانت غرفة ريم في الطابق الثالث، لذلك سار إلى الدرج المؤدي لأعلى باحثًا عن أثر لها. “أنت تترنح بشكل خطير. إذا واصلت إجبار نفسك على الحركة، فلن يسبب لي ذلك سوى المتاعب “. تبعته رام خلفه، وتحدث إليه، لكن سوبارو لم يكن لديه نية في الاستماع. استغرق الأمر وقتًا أطول من المعتاد في صعود الدرج، واتجه سوبارو مباشرة إلى ممر الطابق الثالث من القصر قبل التوقف أمام غرفة – غرفة ريم. بمجرد أن تراها رام، فمن المؤكد أن أفكارها السخيفة ستتحطم في الغبار. أمسك سوبارو بمقبض باب الغرفة ودخل. لم يتردد في أفعاله. إذا فعل ذلك، فإن قلب سوبارو الجبان سيقوم بتقديم المزيد من الأعذار. لم يكن لديه وقت للقلق أو الصراع. كانت الغرفة التي دخل إليها بسيطة ولكنها مزينة بطريقة أنثوية واضحة – “…مستحيل.” لم يكن هناك شيء. كانت المساحة التي دخل إليها للتو تحتوي على سرير مرتب وطاولة صغيرة، لا تختلف عن أي من الغرف الفارغة الأخرى. كانت غرفة ريم بسيطة، لكن هذه الغرفة كانت مختلفة، وخالية تمامًا من احتمالية أن يسكنها أحد. كانت خالية من اللمسات الأنثوية الصغيرة والديكورات الخاصة بـ ريم. “هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا…” نظر في جميع أنحاء الغرفة لإيجاد أي شيء يدل على وجودها، سوبارو لم يصدق ما يراه واندفع إلى الرواق. تجاهل نظرة رام وهي تقف بجانب الباب، أحصى سوبارو الغرف من الدرج إلى هذا الباب. لم يرتكب أي خطأ. لم يكن هناك طريقة لأن يخطئ في الغرفة. يمكنه أن يجد المكان وعيناه مغمضتان. -إذن لماذا…؟ “هل يمكن أن يكون ذلك من فعل بياتريس؟ ربما قامت بخلط المساحات مثل تلك المرة الأولى… “ “باروسو”. “هذا صحيح! لا بد ان يكون الأمر كذلك! هل تلعب عليّ مثل هذه الألعاب لتسخر مني!؟… “ “باروسو، توقف.” عندما رأت أن سوبارو كان يائسًا بشكل هيستيري، أسقطت رام كل مظهر من مظاهر الهدوء وكل تلميح من المودة. نظر سوبارو مصدومًا في رام. نظرت إليه مرة أخرى، كانت نظرتها الحزينة التي لا يمكن وصفها معبرةً عن مدى اهتمامها به. لكنها كانت خاطئة. لم يكن اهتمامها هو ما يبحث عنه سوبارو. “ريم… إنها…” “- ليس هناك شخص بمثل هذا الاسم في هذا القصر.” هزت رام رأسها وهي تجيبه وعيناها غائمتان، كانت الصفعة المدوية المتشكلة في “ليس لدي أخت صغرى”. وهكذا دمرت كل شكوكه.

“اخرسي! وكوني هادئة و… تعالي وانظري! “
مدت رام يده نحو جسده المترنح، لكن سوبارو أزاحها جانباً بغضب.
كان سوبارو نائمًا في غرفة نومه في الطابق الثاني من الجناح الشرقي للقصر. كانت غرفة ريم في الطابق الثالث، لذلك سار إلى الدرج المؤدي لأعلى باحثًا عن أثر لها.
“أنت تترنح بشكل خطير. إذا واصلت إجبار نفسك على الحركة، فلن يسبب لي ذلك سوى المتاعب “.
تبعته رام خلفه، وتحدث إليه، لكن سوبارو لم يكن لديه نية في الاستماع.
استغرق الأمر وقتًا أطول من المعتاد في صعود الدرج، واتجه سوبارو مباشرة إلى ممر الطابق الثالث من القصر قبل التوقف أمام غرفة – غرفة ريم.
بمجرد أن تراها رام، فمن المؤكد أن أفكارها السخيفة ستتحطم في الغبار.
أمسك سوبارو بمقبض باب الغرفة ودخل.
لم يتردد في أفعاله. إذا فعل ذلك، فإن قلب سوبارو الجبان سيقوم بتقديم المزيد من الأعذار.
لم يكن لديه وقت للقلق أو الصراع.
كانت الغرفة التي دخل إليها بسيطة ولكنها مزينة بطريقة أنثوية واضحة –
“…مستحيل.”
لم يكن هناك شيء.
كانت المساحة التي دخل إليها للتو تحتوي على سرير مرتب وطاولة صغيرة، لا تختلف عن أي من الغرف الفارغة الأخرى.
كانت غرفة ريم بسيطة، لكن هذه الغرفة كانت مختلفة، وخالية تمامًا من احتمالية أن يسكنها أحد.
كانت خالية من اللمسات الأنثوية الصغيرة والديكورات الخاصة بـ ريم.
“هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا…”
نظر في جميع أنحاء الغرفة لإيجاد أي شيء يدل على وجودها، سوبارو لم يصدق ما يراه واندفع إلى الرواق. تجاهل نظرة رام وهي تقف بجانب الباب، أحصى سوبارو الغرف من الدرج إلى هذا الباب. لم يرتكب أي خطأ. لم يكن هناك طريقة لأن يخطئ في الغرفة. يمكنه أن يجد المكان وعيناه مغمضتان.
-إذن لماذا…؟
“هل يمكن أن يكون ذلك من فعل بياتريس؟ ربما قامت بخلط المساحات مثل تلك المرة الأولى… “
“باروسو”.
“هذا صحيح! لا بد ان يكون الأمر كذلك! هل تلعب عليّ مثل هذه الألعاب لتسخر مني!؟… “
“باروسو، توقف.”
عندما رأت أن سوبارو كان يائسًا بشكل هيستيري، أسقطت رام كل مظهر من مظاهر الهدوء وكل تلميح من المودة.
نظر سوبارو مصدومًا في رام. نظرت إليه مرة أخرى، كانت نظرتها الحزينة التي لا يمكن وصفها معبرةً عن مدى اهتمامها به.
لكنها كانت خاطئة. لم يكن اهتمامها هو ما يبحث عنه سوبارو.
“ريم… إنها…”
“- ليس هناك شخص بمثل هذا الاسم في هذا القصر.”
هزت رام رأسها وهي تجيبه وعيناها غائمتان، كانت الصفعة المدوية المتشكلة في “ليس لدي أخت صغرى”.
وهكذا دمرت كل شكوكه.

عندما فتح سوبارو عينيه، كان أول ما رآه هو السقف الأبيض المألوف. كانت الغرفة البسيطة، المزينة بمصباح بلوري فقط، شيئًا نادرًا بين الغرف المزخرفة بشكل مبهر في القصر. عندما كان هنا سابقًا، كان يشعر بالراحة لأنها كانت تشبه اختياره كـ شخص من عامة الناس. ولذا فقد أعجب بها واختارها لتكون غرفته الخاصة. تحت رأسه كانت إحدى تلك الوسائد الناعمة لدرجة أنه لم يستطع التعود عليها. حقيقة أن الملاءات قد تم سحبها بدقة إلى كتفيه أوضحت أن شخصًا ما قد غطاه أثناء نومه على السرير. كان من الطبيعي أن يصبح سوبارو متفاجأً بمجرد أن يفتح عينيه، بغض النظر عن الموقف فقد كان ينظر حول الغرفة، ليرى بنفسه أنه كان بالفعل المكان الذي كان يستيقظ فيه دائمًا. “-آه.” كانت هناك فتاة تجلس بالقرب من السرير، وعيناها منخفضتان بهدوء لتقرأ كتاب. كانت ترتدي زي خادمة مخصوص وفاضح للغاية وكان باللون الأسود هو لونه الأساسي. كان لديها زينة شعر على شكل زهرة بيضاء وكانت ذات وجه جميل. أظهرت حدة ملامحها القاسية والجميلة جمالها الداخلي. في اللحظة التي أدرك فيها سوبارو أنها كانت أمامه، قفز عمليا إلى وضع الجلوس، وأخذ يدها في يده وقبل أن تدرك حتى أنه كان مستيقظًا. أظهر وجهها تعابير المفاجأة… “- لا تلمسني بشكل عابر، باروسو.” … مثل كلماتها الباردة الصريحة؛ كانت نبرة صوتها والشعور برفع يده يحطم أوهامه. في تلك اللحظة، أدرك سوبارو أن الفتاة التي أمام عينيه كانت ذو شعر وردي. ل م يكن لم شمله مع شخص ثمين قد فقده سوى وهم. كانت هذه هي الأخت التوأم الكبرى للفتاة التي كان يتوق إليها، اثنتان من البازلاء في جراب، تختلفان فقط في لون الشعر. “يمكنني أن أفهم أنك سعيد برؤيتي بعد عدة أيام، لكن القفز في وجهي بغريزة من لا يشبه الرجل المحترم بل الذكر الهمجي. إن ذلك غير لائق “. حدقت رام في سوبارو وهي توبخه، وخوَّلت كرسيها بعيدًا كما لو كانت تنأى بنفسها عن السرير. دفعته برودة نظرتها وصوتها إلى التأكد من أن هذه لم تكن أختها الصغرى التي تشبهها في المظهر. “نعم… هذا صحيح، ليس لدي أي حق في ذلك بعد الآن…” رفعت رام حاجبًا شاعرةً بالريبة عندما خدش سوبارو رأسه، وعض شفته، وانحني إلى الأمام. من وجهة نظر رام، لم تفعل شيئًا سوى تحية استيقاظه بلسان حاد مناسب. كان سوبارو المعتاد سيقوم بنوع من العودة العابثة المليئة بالأمل، لكنه كان الآن صامتًا وعلى وجهه تعبير خطير. “… أفضل حقًا ألا تجعلني أفعل شيئًا غير معتاد، ولكن…” بينما كانت رام تتحدث، اقتربت من سوبارو وربتت برفق على رأسه بكفها. كان للحركة الناعمة لأطراف أصابعها إيقاع هادئ ولطيف أزعج سوبارو. “وجهك يقول إنك تفكر في شيء فظ، باروسو. ألم تتوقع مني هذا اللطف؟ “ “لا، أنا… لم أفعل… اعتقدت أنك من النوع الذي سيركلني عندما أكون محبطًا.” “أتخيل أن هناك عددًا قليلاً من الخادمات اللاتي يتمتعن بقدر من الكرم واللطف مثلي أنا ماهرة جدًا في تعذيبك في حالتك الحالية، باروسو. سأحفظ الركل لوقت ومكان آخرين “. “تصحيح. أنت حقًا المرأة التي ظننتها “. أعلنت رام أنها ستضاعف سلوكها الغريب في المرة القادمة، لكن سوبارو لم يشعر بأقل عاطفة من ملمس أطراف أصابعها. حتى لو كان خطابها فظًا وكانت شخصيتها مختلفة تمامًا، فقد كانت حقًا أخت ريم. تألم صدره مع علمه أنهم حقا يفكرون بنفس الطريقة. لقد تحمل الألم الذي لا مفر منه بسبب ما كان عليه أن يقول لها… “آه…” عندما غرق في التفكير، شعر سوبارو بأصابعها تبتعد، مما جعله يطلق صوتًا نادمًا. اندفع بيده إلى فمه، لكن رام ابتسمت سريعًا عندما أطلقت عليه نظرة مثيرة. “هل تريد المزيد؟” “لست بحاجة لذلك. أنا لست طفلا صغيرا…! “ “كلماتك جريئة في حين أنك تصرخ مثل الأطفال. أنت عنيد مثل طفل صغير “. تراجعت رام بينما أعطاها سوبارو نظرة جانبية عابرة. كان تنازلها سليمًا تمامًا كما قالت “الآن بعد ذلك، باروسو.” “…” أعادت رام الكرسي أمام سوبارو، جالسةً مقابله مباشرة وحدقت فيه. “- يجب أن أسألك عما تريد أن تقوله “ سألته رام قبل أن يباشر في اخبارها بأي شيء “لقد كنت في حالة مروعة، باروسو. لقد ظهرت في القرية بعربة تنين غير مألوفة، في حالة قذرة ونصف ميت. في البداية، عندما دعاني الناس من القرية للمجيء، اعتقدت أن الأمر لا بد أن يكون نوعًا من المزاح “. بنبرة تشبه مناقشة التقارير، روت رام كيف أنها أعادت سوبارو إلى القصر بينما كان فاقدًا للوعي. “خلع في الكتف، جرح في الجبهة… لقد قمت بإيصال العظام المكسورة، لكن جروحك ستفتح إذا أجبرت نفسك على الحركة. لقد تخلصت من ملابسك القذرة المكسوة بالدماء والطين – سأمتنع عن إخبار السيدة إيميليا أنك لست مرتاحًا بملابسك الحالية “. “… نعم، هذه مساعدة كبيرة.” رد فعل سوبارو الصامت جعل رام تنزل كتفيها مع ظهور الحزن الواضح على وجهها. بالنسبة لرام، كان هذا الجزء الأخير مجرد مزاح، لكنه كان سيشكل مشكلة كبيرة لسوبارو بخلاف ذلك. “والشخص الذي شفى جراحي كان…” “السيدة إيميليا.” أجابت رام بما كان يخشاه سوبارو. عندما سكت سوبارو ولم يرد، وضعت رام يديها على وركيها وحكت أنفها. “لا يمكنني مساعدتك. لقد طلبت المساعدة من السيدة بياتريس أولاً، لكنها رفضت. رغم ذلك، نظرًا لمدى تقلبها، توقعت تمامًا أنها قد ترفض “. “هل… قالت إيميليا أي شيء عني؟” “لن أخبرك بشيء عن ذلك. هذا شيء يجب أن تسألها عنه بنفسك “. ردت رام ببرود على سؤال سوبارو الوديع بينما كانت تربت على كتفه المخلوع سابقًا. “لم أسمع ما حدث بينك وبين السيدة إيميليا في العاصمة الملكية. ولست مهتمة. ومن ردة فعلك الآن، يبدو أنك لم تفعل شيئًا جيدًا بغض النظر عن الأمر “. “هذا قاسٍ جدا.” “أعتقد أنه بيان عادل، أليس كذلك؟ بشكل أكثر دقة، أنت تخشى أنني سأتناول الموضوع الرئيسي الذي يثير قلقي، وترغب في تأجيله بأسلوب أخرق لأطول فترة ممكنة من خلال التحدث عن شيء آخر “. “اه…” غير قادرٍ حتى على أداء تأوه مناسب، فهم سوبارو ما أرادت رام حقًا سماعه. بعد كل شيء، كان الفرد الذي كان يجب أن يعود بجانب سوبارو غائبًا. بطبيعة الحال، كان عليه أن يخبرها عن ذلك أولاً. تساءل عما إذا كان لطف رام أو صرامتها هو ما جعلها تلقي المحادثة جانبًا عندما لم يقل سوبارو شيئًا عنها بنفسه. ربما كان كلاهما. لم يستطع السماح لكرمها بأن يفسده إلى الأبد. “- ريم ماتت.” في اللحظة التي كانت الكلمات على شفتيه، شعر سوبارو بشيء بداخله يتم سحقه. في اللحظة التي أدلى باعترافه، تحطمت الكتلة الثقيلة في أعماق صدره وغرقت في بطنه، مطالبة بالاعتراف منه. الإحساس بالحرارة الذي شعر به في جبهته أخبره بالضبط عن تلك الكتلة. – لقد خسر ريم. انسكب سيل من الدموع من عينيه. الآن فقط أدرك سوبارو أنه ترك ريم تموت مرارًا وتكرارًا. بما في ذلك دورة القصر السابقة كانت هذه هي المرة الرابعة التي يسمح فيها سوبارو لـ ريم بالموت، أربع مرات شعر سوبارو بها بالخسارة. أخيرًا، غرق في يأسه لترك ريم تموت أربع مرات. ومع ذلك، كانت هذه هي المرة الأولى التي يذرف فيها سوبارو الدموع على وفاتها. ليس من باب الشفقة على الذات، وليس بسبب الشعور بالذنب، ولكن من أجل ريم نفسها. “لم أستطع فعل أي شيء. على الطريق السريع، الضباب… ظهر الحوت الأبيض. ثم، حتى أتمكن من الهروب، ريم… لكنني تركت في الضباب… وبعد ذلك، أخيرًا… “ لم يستطع وضع ما يريد قوله في جملة مناسبة. مع تنهدات دورية، قفزت كلماته من موقف لآخر، وفشل في ترتيب الموضوع بطريقة منظمة. كان غير على إعطاء عذر مناسب وشعر سوبارو أنه لطخ بطريقة ما اللحظات الأخيرة لريم. اعترف بجريمته. وكان يقبل عقوبته – عقوبة تليق برجل قبيح مثله. لهذا السبب كان عليه أن يشرح كل شيء بوضوح ممكن “من هي ريم؟” -. . .

3

-سقوط.

كان يريد تحمل مسؤولياته، وتحمل ثقل جريمته الواقع على كتفيه. كان يريد تقبل هذا العبء الثقيل، والمسؤولية التي كان يرغب في تنحيتها جانباً والهروب منها في تلك اللحظة بالذات، ومواجهة موت ريم.
“أنا – أنا…”
هل لم يكن له حتى الحق في الحداد على موت ريم والمطالبة بالمغفرة؟
لقد فعل أشياءً معتقدًا أنها كانت من أجل إيميليا، لكنها لم تقبل أفعاله؛ وكانت النتيجة هي وقوع الخلاف بينهما وكانوا على مسارات مختلفة.
ريم، التي تخلصت من كل شيء من أجل سوبارو، قضت حياتها بطريقة بطولية كلما كرر العالم نفسه.
ومع ذلك، فقد حمل العالم سوبارو وزر حياتها.
الوقت الخاطئ، العالم، طائفة الساحرة، الحوت الأبيض – كانت هناك عقبات مختلفة تقف بين سوبارو وما يريده. لماذا كان العالم باردا جدا
هل سيخون سوبارو كل مشاعره؟
كان ذلك –
“باروسو، أرجو أن تعود إلى غرفتك.”
بينما كان سوبارو يقف مذهولاً في مكانه، تحدثت رام إليه بهذه الطريقة الجافة.
مع تجذر سوبارو في مكانه، وقفت رام بجانبه وضغطت بيدها على ظهره لإخراجه من الغرفة وقالت:
“يجب أن تكون مرتبكًا بشأن أشياء كثيرة لأنك متعب. عد إلى غرفتك واستمر في الراحة في السرير. لدي الآن أشياءً لأفعلها، لذا لا يمكنني البقاء معك إلى الأبد “.
على الرغم من حالة سوبارو، كان قرار رام صارمًا تجاهه.
كانت تنوي تنفيذ واجباتها الموكلة إليها دون تدليله أكثر من ذلك.
“عد إلى غرفتك ونم.”
كررت رام الأمر مرة أخرى وهي تغادر، ونزلت الدرج واختفت عن الأنظار.
بالتأكيد، إذا نام كما قالت، فقد يتمكن من الهروب من هذا الشعور بالغربة. لقد كان هذا كله حلمًا سيئًا بالتأكيد.
كان يحلم، ولذلك عاد إلى الفراش ليحلم.
يجب أن يهرب فقط، يهرب، ويهرب، ويهرب.
لقد هرب طوال الطريق إلى حيث يقف الآن. إذا استمر في محاولة الهروب، كما كان يفعل دائمًا، كما كان يفعل دائمًا – إذا ركض وركض وركض وركض، إذن –
“ثم ماذا…؟”
غمغم سوبارو، وتوقفت قدماه تمامًا كما كان على وشك صعود الدرج.
بالحكم على أنه كان بحاجة للهروب إلى عالم الأحلام، فقد جر قدميه إلى السلالم. رفع رأسه قليلاً، ونظر سوبارو إلى الدرجات حتى الطابق التالي.
بغض النظر عن المسافة التي هرب إليها، فسيظل كل شيء كما هو. وسيظل سوبارو قد خان ريم مرة أخرى.
قامت ريم بحماية سوبارو وهي تقامر بحياتها حتى يتمكن من الهروب من الحوت الأبيض… ولماذا؟
حتى يتمكن سوبارو من إنهاء ما بدأه.
لهدفه المتمثل في إنقاذ الناس الثمينين له من براثن طائفة الساحرة.
إذا تخلى عن هذا الهدف الآن، وترك كل شيء وهرب إلى اللاوعي…
“هذا… أقل بكثير من استجداء المغفرة…” سار سوبارو تجاه الدرج المؤدي إلى أعلى.
هذه المرة، لم يكن هناك أي تردد في مشيته. وضع سوبارو قدمه على الدرجة الأولى وصعد، لم ينزل، لأن المكان الذاهب إليه هو المكان الذي سيجد فيه سبب عودته.
بالتقدم بثبات خطوة بـ خطوة، سار سوبارو ببطء. وعند وصوله إلى الطابق العلوي، تنفس عندما وجد الباب الذي كان يكافح للوصول إليه طوال الوقت.
عندما وصل إلى مقبض الباب، أدرك سوبارو أنه كان هادئًا بشكل غريب.
بدا الامر غير واقعيًا نظرًا لمدى هدوء قلبه بعد خفقانه المحموم عندما اقتحم غرفة ريم.
تساءل عما إذا كان قد هدأ بالفعل أو إذا كان قد تجاوز التوتر تمامًا وغرقت مخاوفه بعيدًا لدرجة أنه لم يعد قادرًا على سماع دويها القوي.
لكن: “ريم، أعطني… شجاعتك -”
عندما نطق هذا الاسم، شعر سوبارو أن يده أصبحت أقوى.
انتقلت تلك القوة إلى مقبض الباب. فتح برفق الباب الذي كان عنيدًا. وعلى الجانب الآخر من الباب المفتوح، كانت أمامه فتاة تجلس على المنضدة، نظرت إلى الخلف تجاهه وهي تقول “سوبارو؟”
عندما سمع سوبارو الصوت الذي يشبه الموسيقى ينادي باسمه، أغلق عينيه. تذكر أخيرًا المشاعر العميقة التي اندفعت عبر صدره والتي كان من الصعب التعبير عنها… وأنه عاد من أجل سماع صوتها.
كانت فتاة ذات شعر فضي مزين وبشرة شاحبة وعيون بنفسجية. شوه الحزن ملامحها الجميلة.
نهضت الفتاة – إيميليا – من مقعدها وقالت لسوبارو “… لماذا… عدت؟”
لم تكن الكلمات بحد ذاتها ولكن نبرة صوتها المرتعش هي التي سلبت من سوبارو كل الأفكار.
أمامه كانت إيميليا، تفتقر إلى كل قوة في عينيها، وشفتيها ترتعشان.
لقد مر وقت قصير منذ أن رآها. لقد شعر أنها كانت أنحف مما كانت عليه عندما افترقوا. كان صوتها وعينيها ممتلئتين بالتعب، وهو ما يكفي للإشارة إلى أنها لم تنم بما يكفي.
ربما كانت قد حُوصرت روحها المنهكة في الزاوية بفعل التأثيرات الخارجية.
وهكذا، سار سوبارو إلى الأمام، متجاهلًا سؤال إيميليا وهو يمسك يدها بيده.
“هيا. لا يمكنك البقاء هنا “.
فاجأ سلوك سوبارو القوي إيميليا. تراجعت عنه قليلا. عندما تمت استعادة المسافة الأصلية بينهما، هزت إيميليا رأسها تجاه الصبي المضطرب.
“نذهب إلى أين…؟ ولكن لماذا؟”
“سنذهب إلى أي مكان، طالما أنه ليس هنا. إذا كنت ستسألين عن الغرض من ذلك، فإن جوابي هو أنه من أجلك. لقد عدت من أجلك – “
“هذا السبب مرة أخرى، سوبارو؟”
بدت إيميليا محبطة من رده وهو يتحدث.
دمعت عيناها المخملية قليلاً، ونظرت إليه من خلال رموشها اللاتي أجبروه على الصمت.
“تعود فجأة وأنت مغطى بالجروح وتثير قلق الجميع… ألم يكن من المفترض عليك أن تضع للعلاج في قصر فيريس بالعاصمة الملكية؟ لماذا أنت هنا الآن؟ “
“لقد حدث الكثير! هناك الكثير من الأشياء لشرحها، لكن ليس لدينا الوقت لفعل ذلك الآن. أرجوك اسمعيني. علينا الخروج من هذا القصر – “
“قلت لك لا أستطيع فعل ذلك، لا أستطيع أن أثق بك هكذا، سوبارو… لقد أخبرتك بذلك. “
هزت إيميليا رأسها ورفضته بصوت مرتجف. لقد كان هذا الحديث استمرارًا مباشرًا لمحادثتهم في غرفة الانتظار بالعاصمة الملكية، دون أدنى تقدم.
لم يكن سوبارو قادرًا على أن ينقل إلى إيميليا رغبته في فعل أي شيء من أجلها، وقد فشل في فهم سبب رفض إيميليا لفهم شعوره. لكن شيئًا واحدًا كان مختلفًا عن ذي قبل.
“سأخرجك من هنا إذا اضطررت لذلك. في غضون أيام قليلة، ستعرفين أنني على حق سواء كنت تريدين ذلك أم لا، لذا…! “
“انتظر. انتظر، سوبارو. ما هو الخطأ معك؟ هذا ليس أنت يا سوبارو. أنا… وحتى الآن – “
“فقط اخرسي واستمعي لي !!”
في اللحظة التي صرخ فيها، ارتجفت أكتاف إيميليا. وأمام نظراتها غير المصدقة، جاءت أنفاس سوبارو الممزقة بقوة مماثلة لصراخه الغاضب، ونظر إليها بشدة.
“لا يمكنك البقاء هنا. سوف تندمين على ذلك. انا اعلم أنك ستفعلين. لن يساعد بقائك أي شخص. لن ينقذ ذلك أي شخص. لا أريد أن أعاني بعد الآن. لا أريد البكاء بعد الآن! “
“عن ماذا تتحدث…؟ سوبارو، لا أفهم شيئًا مما تقول. “
“اخرسي! إذا كان الجميع يستمعون… إذا فعلتِ بالضبط ما أخبرك به، فسيكون كل شيء على ما يرام! كل شيء سينتهي على ما يرام. انها الحقيقة! لماذا لا يفهم أحد ذلك…؟! “
صدم سوبارو رأسه، ورفع صوته – ليس تجاه إيميليا ولكن تجاه لاعقلانية الموقف.
لا شك أن إيميليا لم تستطع فهم المعنى الكامن وراء صراخ سوبارو الغاضب. لكن كان هذا هو المكان الوحيد الذي يمكنه فيه التعبير عن هذه اللعنات بصوت عالٍ. فقط أمام إيميليا تمكن سوبارو من التنفيس عن كل الأشياء التي لا معنى لها
لقد واجه وأخرج كل المشاعر القبيحة التي تحملها بصعوبة.
عند رؤية سوبارو يتوسل إليها بمثل هذا الصوت الباكي، أخفضت إيميليا عينيها في حزن.
“أنا آسفة سوبارو. لا أفهم شيئا مما تقول. أنا حقا لا أستطيع فهم ذلك “.
ظلت عينا إيميليا منخفضة لأنها خففت نبرة صوتها في محاولة لتهدئة روح سوبارو.
“اريد ان افهم. لكن حتى لو استطعت أن أفهم أسبابك مع مرور الوقت، لا يمكنني أن أطيعك الآن… هناك أشياء كثيرة أحتاج إلى القيام بها. لهذا السبب الآن، أنا – “
“كل شيء سوف يسوء.”
قاطع سوبارو اهتمامها ببضع كلمات قصيرة، وداس على مشاعر إيميليا.
عند سماع الخبث يملأ صوته، كانت إيميليا في حالة صدمة.
“كل شيء سوف يسوء. انتِ شخص سيء وستفشلين. لا توجد طريقة للقيام بعكس بذلك. ليست هناك فرصة لك. كلكم تتحدثون فقط ولا أحد يفعل شيئًا. لقد فعل ما بوسعي دائما لإنقاذكم. لا أحد يستطيع أن ينقذكم. ستستمرون في فعل أشياء متهورة ومندفعة، وسيكون عدد الجثث في الكومة كما هو لا يتغير ولا يقل. هذا… هو مستقبلك “.
كان الرضا الذي يملأ جسد سوبارو أسود اللون، وقبيحًا، وحقيرًا.
نظرًا لأن كل كلمة سقطت من فمه رنت في أذني إيميليا، فإن الألم على وجهها سمح له برؤية آثار مشاعره المشوشة، كانت كلماته مثل الشفرات التي تطعن في نقاط ضعف في قلبها.
في تلك اللحظة، اضطرت إيميليا إلى الاهتمام حقًا بكل ما قاله. في تلك اللحظة وحدها، كان يشعر بالبهجة الشديدة لأنها لا تستطيع تجاهله.
لقد رفض تصميمها، وسخر من عزمها، وداس بقسوة على أفعالها، وسخر من تقاعسها في الماضي، وتنبأ بمستقبل مظلم تمامًا.
بينما كان سوبارو يشاهد إيميليا، مندهشًا من كل ما قاله، قلبه كان هادئًا
تمتمت إيميليا “لماذا؟”
تسبب حزنها من كلمات سوبارو القاسية، إلى جانب الألم من وصفه لمستقبل مظلم لا مفر منه، في تشديد تعبير إيميليا. ولكن حتى ذلك الحين، ظلت عيناها البنفسجيتان صامتتين.
مفتونًا ببريق عينيها الخافت والمتألم، شاهد سوبارو العالم ينعكس فيهما – بعبارة أخرى، شاهد سوبارو نفسه، كما تراها إيميليا.
“لماذا يبدو وكأنك تبكي من فرط الألم سوبارو؟”
– عندها فقط أدرك أن ابتسامة ملتوية قد ارتسمت على وجهه بينما دموعه كانت تنهمر.
كان يعلم أن كل ما قاله قد ظهر على وجهه.
بالتأمل في كل كلمة سحق بها مشاعر إيميليا، أدرك أن كلماته لم تصل إليها.
بعد كل ما قاله، نجح سوبارو فقط في تقطيع نفسه إلى شرائط.
التصميم، العزيمة، الأفعال، الماضي، المستقبل – لقد تم رفض كل أسباب سوبارو بقدر رفضها إياه.
شعر أنه كان عديم الجدوى مهما حاول جاهدًا عكس ذلك.
كان يعلم أن هناك حاجة ماسة لفعل شيء ما. أما ماهية ما كان يكافح ضده، فلم يكن لديه أدنى فكرة. كان يعرف شيئًا واحدًا فقط.
“هي… لقد دفعتني إلى هذا الحد… لا. لقد بقيت معي حتى الآن، وهناك أشياء يجب أن أفعلها لها…”
“ريم؟”
بحث سوبارو بقلق في قلبه عن المشاعر الأصلية التي أوصلته إلى حيث يقف حاليًا.
استمعت إيميليا إلى حديثه الذي بدا أنه لا معنى له، أمالت رأسها قليلاً.
“-”
اشتعلت أنفاسه.
بالنظر إلى الطريقة التي قالت بها إيميليا اسمها. كان يملئ وجهها تعبير من تملؤه الحيرة
“-وانت ايضا.”
“همم؟”
“لقد نسيتِ… ريم أيضًا -”
ليس فقط أن أختها التوأم نسيت وجودها، ولم تختف فقط كل آثارها، ولكن الشخص الذي كان السبب الكامل لعودة سوبارو لم يتذكرها أيضًا.
الأيام التي قضتها، والوقت، والمشاعر، والطريقة التي عاشت بها، اختفت جميعها. ابتسامتها، وغضبها، ودموعها، واللمسات التي شاركوها – ما الذي حدث لكل الأشياء التي جعلتها على ما هي عليه، والتي كانت دليلاً قاطعًا على أنها عاشت؟
“-حسنا. سأخبرك بكل شيء “.
“إيه؟” ردت إيميليا متفاجئة بفعل كلمات سوبارو.
نظر سوبارو إلى وجهها الجميل، فوجد من جديد مصدر المشاعر التي دفعه إلى هذا الحد.
إذا كان البديل هو أن تتلاشى ريم ومشاعرها في الفراغ إلى الأبد…
“من الأفضل إخبارها بكل شيء، حتى لو جعلني ذلك أسعل دما.” قررت سوبارو.
سيكشف لها كل شيء. كان سيخبرها بالحقيقة حول ما غمر أعماق روحه.
إيميليا، التي رأت أن النظرة في عيني سوبارو قد تغيرت، ابتلعت ريقها بشدة.
واقفًا أمامها، وضع سوبارو يده على صدره. كانت دقات قلبه سريعة. كان يعرف ويخشى بالضبط ما سيحدث، وماذا ستكون النتيجة.
ذلك الألم. الألم الكافي لدفع الرجل إلى الجنون.
خائفًا من شعور الضغط على قلبه، والإحساس بسحقه، وعدم قدرته على إخراج صوت، واستمرار كل ذلك دون معرفة متى سينتهي…
لكنه فكر في هذا أيضًا.
كما لو انني سأهتم الآن. لا يهمني. ما هو هذا الألم مقارنة بهذه المعاناة الآن؟
لم تستطع الوثوق به (إيميليا). لم تستطع فهمه. إذا كان عليه أن يتحمل معاناة لا أحد يتذكر ريم علاوة على ذلك، فإن الألم الجسدي فقط يبهت بالمقارنة.
– إذا كنت ستأتي، إذن تعال، اللعنة. إذا كان قلبي هو ما تريده، فيمكنك الحصول عليه.
“إيميليا”.
“نعم؟”
“لقد رأيت… المستقبل. أنا أعرف ما سيحدث. وإذا كنت تريدين معرفة السبب، فذلك لأنه… يمكنني العودة للحياة بعد الموت – “
في اللحظة التي وصل فيها إلى حافة الكشف عن كل شيء، توقف العالم بالفعل.
كما كان متوقعًا، تباطأ كل شيء تدريجيًا، وتوقف تمامًا في النهاية. في تلك اللحظة فقدت البيئة لونها. اختفت كل الأصوات التي سمعها حتى تلك اللحظة. الرياح، أنفاسه، قلبه النابض – نمى الصمت أكثر فأكثر.
مع تخلي جميع حواسه الخمس عن وظيفتها، تم عزل سوبارو عن العالم.
– ثم، كما لو كان غير قادرة على تركه وحيدًا في عزلته، ظهرت الأيدي ببطء، حاملين إحسانهم الذي لا نطلبه.
بدا أن السحابة السوداء التي نشأت حوله كانت تنزلق في الهواء وهي تتلوى وتتحول لتشكل أذرعًا.
في الماضي، كانت فقط الذراع اليمنى هي التي تمتلك شكلًا محددة جيدًا للطرف.
ولكن تواتر هذه الأحداث المشؤومة، تشكلت اليد اليسرى كذلك بسرعة مزعجة.
اقتربت كلتا اليدين من سوبارو، كانت اليسرى تداعب خده، وتبدو كأنها مغرمة به. رفضت اليد اليمنى بوقاحة التحلي بالصبر، وانغمست تداعب صدر سوبارو وتجاوزت ضلوعه، والتفت حول قلبه برفق.
كان يملأ سوبارو ذلك الإحساس المخيف بهذه اليد التي تداعب قلبه برفق، انتقل ذلك الاحساس عبر جسده بأكمله.
على عكس الألم الذي لا يمكن تخيله والذي لحق به سابقًا، بدا أن الكيان الذي حمل حياة سوبارو بين يديه يتلاعب بمهارة بخوفه الهائل لكسر عزيمته وتصميمه.
مع عدم وصول الألم الوشيك، بدأ خوف جديد يترسخ بهدوء في ذهن سوبارو.
لقد أقسم على تحمل هذا السلام الاجوف المصاحب لهذا الانزعاج المؤلم.
يبدو أن الأيدي الشريرة كانت تسخر من عزيمة سوبارو ولا تسبب أي ألم لجسده أو عقله أكثر من وخزة الدبوس، واعتمدت على خيال الضحية لملء الباقي. كانت تلك الطريقة في إلحاق الألم، والتي تختلف تمامًا عما كان يتوقعه، هي التي جعلت سيارة سوبارو الغير قادر على الحراك يريد الصراخ. لكنه ضغط على أسنانه ورفض التوسل.
كان متألمًا، خائفًا، جاهلًا، لكن سوبارو لم يسمح لتلك المعاناة بالتأثير على روحه.
إذا فشل، فلن يكسب شيئًا.
إذا فشل، فلن يغفر لنفسه أبدًا.
في عالم لم يتذكر فيه أحد أن ريم كانت موجودة على الإطلاق، لم يجد سوبارو مكانًا ليكفر عن مسؤوليته في وفاتها، باستثناء روحه.
إذا أرادت اليد أن تسبب له المعاناة، فسوف يتركها تحفر بداخله بقدر ما تشاء.
كانت هذه العزيمة هي الشيء الوحيد الذي لن يتحطم بهذه السهولة.
حدق سوبارو في اليد الشريرة التي كانت تتلاعب بقلبه، وحبس أنفاسه بينما كان ينتظر اللحظة التي لا مفر منها. لكن اليد لم تحرك ساكنا للقيام بشيء. إذا كان بإمكانها فعل مات تريد في أي وقت، فقد تتأخر أيضًا طالما ترغب في ذلك. في هذا العالم المتوقف، كل ما يمكنه فعله هو خوض حرب استنزاف حتى يصل لحدوده.
حتى لو استمر تصميم سوبارو راسخًا في الوقت الحالي، فسوف يتعثر في النهاية، وستهلك روحه وتتمزق.
—إذا كان هذا ما يظنه، فقد كان لديه فكرة أخرى قادمة.
كان سيتحمل العذاب، بغض النظر عن عدد الساعات أو الأيام التي قد يستغرقها.
لن يموت مرارا وتكرارا من أجل لا شيء. إذا لم تكت تلك الأيدي ستقتله، فسيتحمل أي شيء لمجرد الألم.
كان هذا هو تصميم سوبارو – “آه؟”
فجأة، بدأ شيء ما يحرك هذا العالم الساكن.
اختفت كل آثار الألم الذي يلوح في الأفق، والذي لم يتلق سوى تلميح منه.
تم ترك سوبارو وعزمه كما هو مع عودة الصوت واللون والوقت. عادت الأمور كما كانت مليئة بالأصوات – تنفسه، نبضات قلبه، الأشياء المتحركة عادت لتتحرك ثانية وحامت حول سوبارو، كما لو أن هذا العالم الآخر كان يسخر منه.
ربما كانت اليد الشريرة قد حكمت أن الأمر كان عديم الجدوى لـمواجهة عزيمة سوبارو؟
فكر سوبارو بشدة. دفعته معاناته المتكررة على يدي ذلك الكيان المشوم إلى الاستهزاء بأي منطق.
في الوقت الحالي، شعر باليد اليمنى للسحابة السوداء وهي تمسك قلبه بهدوء. إذا ضغطت بإحكام، فستكون نهاية سوبارو في تلك اللحظة بالذات –
“-”
في تلك المرحلة، تسلل الشك إلى أفكار سوبارو.
كان لدى سوبارو ذكرى راسخة لتلك اليد اليمنى البغيضة التي لمست قلبه.
ولكن ما الذي كانت تفعله اليد اليسرى خلال تلك الفترة؟ في البداية، لمست خده، ولكن بعد ذلك –
“- هو.”
قبل أن يتمكن من العثور على إجابة لسؤاله، بدا أن إيميليا، التي كانت تقف أمامه، وتمتم بشيء ما.
أعاد صوتها سوبارو إلى رشده. وتذكر بقية الجملة التي بدأها قبل أن يتوقف الوقت.
على الرغم من أن إطلاق سراحه المفاجئ من الكابوس قد ألقى بأفكاره بعيدًا، إذا كان انتهاك المحرمات لن يجلب أي عواقب إضافية، فإنه لا يحتاج إلى الاهتمام بذلك بعد الآن.
كان سيكشف كل شيء، ويشاركها اللحظات التي تكمن في المستقبل، حتى يتمكن سوبارو، والجميع، من الحصول على العالم الذي يأملون به. أخيرًا، فإن تصميمه على تحقيق ذلك سيؤتي ثماره –
“آه.”
قبل لحظة من تمكنه من ذلك، انحنى جسد إيميليا فجأة، التي كانت تقف أمامه مباشرة، نحو سوبارو.
مد سوبارو يده بشكل غريزي للإمساك بها. اشتعلت أنفاسه قليلاً عند اللمسة الناعمة والدافئة على يده عندما…
تنقيط.
“أليس كذلك؟”
تنقيط، تنقيط. تنقيط، تنقيط
“- إيمي… ليا؟”
تنقيط، تنقيط، تنقيط، تنقيط.
أصدرت إيميليا أصواتًا غريبة أثناء احتضانه لها حيث كانت كمية هائلة من الدم تتدفق من فمها.
– أين ذهبت اليد اليسرى بينما كانت اليد اليمنى تلامس قلب سوبارو؟
أراحت إيميليا رأسها على كتف سوبارو، واستمرت في سعال الدم. الكمية الهائلة التي بصقتها جعلتها أضعف حتى أصبح جسدها شاحبًا.
“توقف أنا… ماذا؟ ما…؟ هاه؟”
رفعت رأسها، على ما يبدو تحاول إيقاف الدم الذي كان يخرج منها، لكن في تلك اللحظة، سقط رأسها الفاتر. انزلقت على كتفه. أخبرته نظرتها التي لا حياة لها بكل ما يحتاج إلى معرفته.

ترجمة فريق SinsReZero

عندما فتح سوبارو عينيه، كان أول ما رآه هو السقف الأبيض المألوف. كانت الغرفة البسيطة، المزينة بمصباح بلوري فقط، شيئًا نادرًا بين الغرف المزخرفة بشكل مبهر في القصر. عندما كان هنا سابقًا، كان يشعر بالراحة لأنها كانت تشبه اختياره كـ شخص من عامة الناس. ولذا فقد أعجب بها واختارها لتكون غرفته الخاصة. تحت رأسه كانت إحدى تلك الوسائد الناعمة لدرجة أنه لم يستطع التعود عليها. حقيقة أن الملاءات قد تم سحبها بدقة إلى كتفيه أوضحت أن شخصًا ما قد غطاه أثناء نومه على السرير. كان من الطبيعي أن يصبح سوبارو متفاجأً بمجرد أن يفتح عينيه، بغض النظر عن الموقف فقد كان ينظر حول الغرفة، ليرى بنفسه أنه كان بالفعل المكان الذي كان يستيقظ فيه دائمًا. “-آه.” كانت هناك فتاة تجلس بالقرب من السرير، وعيناها منخفضتان بهدوء لتقرأ كتاب. كانت ترتدي زي خادمة مخصوص وفاضح للغاية وكان باللون الأسود هو لونه الأساسي. كان لديها زينة شعر على شكل زهرة بيضاء وكانت ذات وجه جميل. أظهرت حدة ملامحها القاسية والجميلة جمالها الداخلي. في اللحظة التي أدرك فيها سوبارو أنها كانت أمامه، قفز عمليا إلى وضع الجلوس، وأخذ يدها في يده وقبل أن تدرك حتى أنه كان مستيقظًا. أظهر وجهها تعابير المفاجأة… “- لا تلمسني بشكل عابر، باروسو.” … مثل كلماتها الباردة الصريحة؛ كانت نبرة صوتها والشعور برفع يده يحطم أوهامه. في تلك اللحظة، أدرك سوبارو أن الفتاة التي أمام عينيه كانت ذو شعر وردي. ل م يكن لم شمله مع شخص ثمين قد فقده سوى وهم. كانت هذه هي الأخت التوأم الكبرى للفتاة التي كان يتوق إليها، اثنتان من البازلاء في جراب، تختلفان فقط في لون الشعر. “يمكنني أن أفهم أنك سعيد برؤيتي بعد عدة أيام، لكن القفز في وجهي بغريزة من لا يشبه الرجل المحترم بل الذكر الهمجي. إن ذلك غير لائق “. حدقت رام في سوبارو وهي توبخه، وخوَّلت كرسيها بعيدًا كما لو كانت تنأى بنفسها عن السرير. دفعته برودة نظرتها وصوتها إلى التأكد من أن هذه لم تكن أختها الصغرى التي تشبهها في المظهر. “نعم… هذا صحيح، ليس لدي أي حق في ذلك بعد الآن…” رفعت رام حاجبًا شاعرةً بالريبة عندما خدش سوبارو رأسه، وعض شفته، وانحني إلى الأمام. من وجهة نظر رام، لم تفعل شيئًا سوى تحية استيقاظه بلسان حاد مناسب. كان سوبارو المعتاد سيقوم بنوع من العودة العابثة المليئة بالأمل، لكنه كان الآن صامتًا وعلى وجهه تعبير خطير. “… أفضل حقًا ألا تجعلني أفعل شيئًا غير معتاد، ولكن…” بينما كانت رام تتحدث، اقتربت من سوبارو وربتت برفق على رأسه بكفها. كان للحركة الناعمة لأطراف أصابعها إيقاع هادئ ولطيف أزعج سوبارو. “وجهك يقول إنك تفكر في شيء فظ، باروسو. ألم تتوقع مني هذا اللطف؟ “ “لا، أنا… لم أفعل… اعتقدت أنك من النوع الذي سيركلني عندما أكون محبطًا.” “أتخيل أن هناك عددًا قليلاً من الخادمات اللاتي يتمتعن بقدر من الكرم واللطف مثلي أنا ماهرة جدًا في تعذيبك في حالتك الحالية، باروسو. سأحفظ الركل لوقت ومكان آخرين “. “تصحيح. أنت حقًا المرأة التي ظننتها “. أعلنت رام أنها ستضاعف سلوكها الغريب في المرة القادمة، لكن سوبارو لم يشعر بأقل عاطفة من ملمس أطراف أصابعها. حتى لو كان خطابها فظًا وكانت شخصيتها مختلفة تمامًا، فقد كانت حقًا أخت ريم. تألم صدره مع علمه أنهم حقا يفكرون بنفس الطريقة. لقد تحمل الألم الذي لا مفر منه بسبب ما كان عليه أن يقول لها… “آه…” عندما غرق في التفكير، شعر سوبارو بأصابعها تبتعد، مما جعله يطلق صوتًا نادمًا. اندفع بيده إلى فمه، لكن رام ابتسمت سريعًا عندما أطلقت عليه نظرة مثيرة. “هل تريد المزيد؟” “لست بحاجة لذلك. أنا لست طفلا صغيرا…! “ “كلماتك جريئة في حين أنك تصرخ مثل الأطفال. أنت عنيد مثل طفل صغير “. تراجعت رام بينما أعطاها سوبارو نظرة جانبية عابرة. كان تنازلها سليمًا تمامًا كما قالت “الآن بعد ذلك، باروسو.” “…” أعادت رام الكرسي أمام سوبارو، جالسةً مقابله مباشرة وحدقت فيه. “- يجب أن أسألك عما تريد أن تقوله “ سألته رام قبل أن يباشر في اخبارها بأي شيء “لقد كنت في حالة مروعة، باروسو. لقد ظهرت في القرية بعربة تنين غير مألوفة، في حالة قذرة ونصف ميت. في البداية، عندما دعاني الناس من القرية للمجيء، اعتقدت أن الأمر لا بد أن يكون نوعًا من المزاح “. بنبرة تشبه مناقشة التقارير، روت رام كيف أنها أعادت سوبارو إلى القصر بينما كان فاقدًا للوعي. “خلع في الكتف، جرح في الجبهة… لقد قمت بإيصال العظام المكسورة، لكن جروحك ستفتح إذا أجبرت نفسك على الحركة. لقد تخلصت من ملابسك القذرة المكسوة بالدماء والطين – سأمتنع عن إخبار السيدة إيميليا أنك لست مرتاحًا بملابسك الحالية “. “… نعم، هذه مساعدة كبيرة.” رد فعل سوبارو الصامت جعل رام تنزل كتفيها مع ظهور الحزن الواضح على وجهها. بالنسبة لرام، كان هذا الجزء الأخير مجرد مزاح، لكنه كان سيشكل مشكلة كبيرة لسوبارو بخلاف ذلك. “والشخص الذي شفى جراحي كان…” “السيدة إيميليا.” أجابت رام بما كان يخشاه سوبارو. عندما سكت سوبارو ولم يرد، وضعت رام يديها على وركيها وحكت أنفها. “لا يمكنني مساعدتك. لقد طلبت المساعدة من السيدة بياتريس أولاً، لكنها رفضت. رغم ذلك، نظرًا لمدى تقلبها، توقعت تمامًا أنها قد ترفض “. “هل… قالت إيميليا أي شيء عني؟” “لن أخبرك بشيء عن ذلك. هذا شيء يجب أن تسألها عنه بنفسك “. ردت رام ببرود على سؤال سوبارو الوديع بينما كانت تربت على كتفه المخلوع سابقًا. “لم أسمع ما حدث بينك وبين السيدة إيميليا في العاصمة الملكية. ولست مهتمة. ومن ردة فعلك الآن، يبدو أنك لم تفعل شيئًا جيدًا بغض النظر عن الأمر “. “هذا قاسٍ جدا.” “أعتقد أنه بيان عادل، أليس كذلك؟ بشكل أكثر دقة، أنت تخشى أنني سأتناول الموضوع الرئيسي الذي يثير قلقي، وترغب في تأجيله بأسلوب أخرق لأطول فترة ممكنة من خلال التحدث عن شيء آخر “. “اه…” غير قادرٍ حتى على أداء تأوه مناسب، فهم سوبارو ما أرادت رام حقًا سماعه. بعد كل شيء، كان الفرد الذي كان يجب أن يعود بجانب سوبارو غائبًا. بطبيعة الحال، كان عليه أن يخبرها عن ذلك أولاً. تساءل عما إذا كان لطف رام أو صرامتها هو ما جعلها تلقي المحادثة جانبًا عندما لم يقل سوبارو شيئًا عنها بنفسه. ربما كان كلاهما. لم يستطع السماح لكرمها بأن يفسده إلى الأبد. “- ريم ماتت.” في اللحظة التي كانت الكلمات على شفتيه، شعر سوبارو بشيء بداخله يتم سحقه. في اللحظة التي أدلى باعترافه، تحطمت الكتلة الثقيلة في أعماق صدره وغرقت في بطنه، مطالبة بالاعتراف منه. الإحساس بالحرارة الذي شعر به في جبهته أخبره بالضبط عن تلك الكتلة. – لقد خسر ريم. انسكب سيل من الدموع من عينيه. الآن فقط أدرك سوبارو أنه ترك ريم تموت مرارًا وتكرارًا. بما في ذلك دورة القصر السابقة كانت هذه هي المرة الرابعة التي يسمح فيها سوبارو لـ ريم بالموت، أربع مرات شعر سوبارو بها بالخسارة. أخيرًا، غرق في يأسه لترك ريم تموت أربع مرات. ومع ذلك، كانت هذه هي المرة الأولى التي يذرف فيها سوبارو الدموع على وفاتها. ليس من باب الشفقة على الذات، وليس بسبب الشعور بالذنب، ولكن من أجل ريم نفسها. “لم أستطع فعل أي شيء. على الطريق السريع، الضباب… ظهر الحوت الأبيض. ثم، حتى أتمكن من الهروب، ريم… لكنني تركت في الضباب… وبعد ذلك، أخيرًا… “ لم يستطع وضع ما يريد قوله في جملة مناسبة. مع تنهدات دورية، قفزت كلماته من موقف لآخر، وفشل في ترتيب الموضوع بطريقة منظمة. كان غير على إعطاء عذر مناسب وشعر سوبارو أنه لطخ بطريقة ما اللحظات الأخيرة لريم. اعترف بجريمته. وكان يقبل عقوبته – عقوبة تليق برجل قبيح مثله. لهذا السبب كان عليه أن يشرح كل شيء بوضوح ممكن “من هي ريم؟” -. . .

في ذلك الوقت، أمام أعين سوبارو، حياة إيميليا قد
“وااااااااااااااااااااه – !!”
صرخ وعوا بما يكفي لتمزيق حلقه، كما لو أن ذلك سيسمح له بنسيان كل شيء. إذا كان الأمر كذلك، فقد أراد أن يموت في تلك اللحظة بالذات، أراد أن تمزقه تلك الأيدي والمخالب.
كان جسد إيميليا الخاوي لا يزال راقدًا بين ذراعيه.
لم يتوقف الدم عن التدفق منها. تحولت ملابس سوبارو إلى اللون الأحمر.
– بينما كانت اليد اليمنى تلامس قلب سوبارو، كانت اليد اليسرى قد وصلت إلى إيميليا.
تصميمه، عزيمته، أفعاله، ماضيه، ومستقبله قد تعرضوا للسخرية والاستهزاء.
تصميمه العنيد، التصميم الذي قرر للتو أنه لن ينكسر أبدًا، تحطم إلى أشلاء، وسوبارو ناتسكي سقط في هاوية اليأس.
واصل الصراخ أعلى وأعلى، لم يتلاشى صراخه أبدًا. لقد وصل أخيرًا إلى هذا المنحدر.
سوبارو — قتل إيميليا.
4

“اخرسي! وكوني هادئة و… تعالي وانظري! “ مدت رام يده نحو جسده المترنح، لكن سوبارو أزاحها جانباً بغضب. كان سوبارو نائمًا في غرفة نومه في الطابق الثاني من الجناح الشرقي للقصر. كانت غرفة ريم في الطابق الثالث، لذلك سار إلى الدرج المؤدي لأعلى باحثًا عن أثر لها. “أنت تترنح بشكل خطير. إذا واصلت إجبار نفسك على الحركة، فلن يسبب لي ذلك سوى المتاعب “. تبعته رام خلفه، وتحدث إليه، لكن سوبارو لم يكن لديه نية في الاستماع. استغرق الأمر وقتًا أطول من المعتاد في صعود الدرج، واتجه سوبارو مباشرة إلى ممر الطابق الثالث من القصر قبل التوقف أمام غرفة – غرفة ريم. بمجرد أن تراها رام، فمن المؤكد أن أفكارها السخيفة ستتحطم في الغبار. أمسك سوبارو بمقبض باب الغرفة ودخل. لم يتردد في أفعاله. إذا فعل ذلك، فإن قلب سوبارو الجبان سيقوم بتقديم المزيد من الأعذار. لم يكن لديه وقت للقلق أو الصراع. كانت الغرفة التي دخل إليها بسيطة ولكنها مزينة بطريقة أنثوية واضحة – “…مستحيل.” لم يكن هناك شيء. كانت المساحة التي دخل إليها للتو تحتوي على سرير مرتب وطاولة صغيرة، لا تختلف عن أي من الغرف الفارغة الأخرى. كانت غرفة ريم بسيطة، لكن هذه الغرفة كانت مختلفة، وخالية تمامًا من احتمالية أن يسكنها أحد. كانت خالية من اللمسات الأنثوية الصغيرة والديكورات الخاصة بـ ريم. “هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا…” نظر في جميع أنحاء الغرفة لإيجاد أي شيء يدل على وجودها، سوبارو لم يصدق ما يراه واندفع إلى الرواق. تجاهل نظرة رام وهي تقف بجانب الباب، أحصى سوبارو الغرف من الدرج إلى هذا الباب. لم يرتكب أي خطأ. لم يكن هناك طريقة لأن يخطئ في الغرفة. يمكنه أن يجد المكان وعيناه مغمضتان. -إذن لماذا…؟ “هل يمكن أن يكون ذلك من فعل بياتريس؟ ربما قامت بخلط المساحات مثل تلك المرة الأولى… “ “باروسو”. “هذا صحيح! لا بد ان يكون الأمر كذلك! هل تلعب عليّ مثل هذه الألعاب لتسخر مني!؟… “ “باروسو، توقف.” عندما رأت أن سوبارو كان يائسًا بشكل هيستيري، أسقطت رام كل مظهر من مظاهر الهدوء وكل تلميح من المودة. نظر سوبارو مصدومًا في رام. نظرت إليه مرة أخرى، كانت نظرتها الحزينة التي لا يمكن وصفها معبرةً عن مدى اهتمامها به. لكنها كانت خاطئة. لم يكن اهتمامها هو ما يبحث عنه سوبارو. “ريم… إنها…” “- ليس هناك شخص بمثل هذا الاسم في هذا القصر.” هزت رام رأسها وهي تجيبه وعيناها غائمتان، كانت الصفعة المدوية المتشكلة في “ليس لدي أخت صغرى”. وهكذا دمرت كل شكوكه.

هذه المرة، لم يكن لديه بالتأكيد المزيد من الدم ليُسعل، ولا مزيد من الدموع للبكاء. لقد تم عصره حتى جف.
كم كان عليه أن يبكي؟ كم كان عليه أن يعاني؟ هل فعل شيئًا لا يغتفر؟
جُرحت روحه وديس عليها. لقد سلب منه كل شخص ثمين.
لم يستطع حماية الأشخاص الذين يحتاج لحمايتهم. وبيده، فقد بسببه أهم شخص له في العالم.
– هل فرض عليه أحد نوعا من الحكم؟
“أنا – أنا…”
لقد كان مخطئا. لقد أساء الفهم. لقد أصبح مغرورًا.
لقد أصبح مغرورًا بعد أن استخدم بمهارة لعنة الساحرة على روحه لتغيير الأمور من قبل.
بتشجيع من فكرة أنه سيعود حتى لو مات، فقد رفضه ذلك الكيان المقيت المعروف باسم الساحرة مع يديها الشريرتين، وكانت هذه هي النتيجة.
كل هذه الأشياء، المتراكمة معًا، أنتجت المشهد المأساوي الآن.
سقط سوبارو على ركبتيه، واستراحت جثة إيميليا فوقه، بينما كانت عيناه المجوفتان تتجولان بلا هدف.
كم من الوقت مضى منذ أن فقدت إيميليا حياتها؟
عندما لمس خدها، كان جسدها باردًا. تلاشت الحرارة بسبب الدم الذي كان يسيل من فمها. بدأت أطرافها اللينة في التصلب، مما جعله أقل فأقل ينكر موتها.
سوبارو، فهم ذلك، لقد كان غير قادر على الحركة. كان منهكا.
لقد عانى كثيرا.
هل كان من الصواب أن يتوقف الآن؟
هل كان هناك أي إنسان في أي مكان في هذا العالم قد خضع للمصير نفسه؟
لقد بذل جهودًا لا يمكن تصورها مقارنة بذاته القديمة، في المحاولة للنجاح بطريقة ما.
ومع ذلك، لم يكن قادرًا على تجنب أسوأ الحالات، فقد تجاوزته الكارثة، وفقد كل شيء. ثم ماذا يمكن أن –
“- يبدو أن تعابير وجهك تقول “أنا أكثر الرجال حظًا في العالم بأسره. “
لا أحد يجب أن يكون موجودًا الآن، لذلك شك سوبارو في أذنيه عندما نظر نحو المدخل.
وبينما كان يحرك رأسه ببطء، رأى فتاة واحدة تقف أمام الباب. حدقت في سوبارو بازدراء.
تم تقسيم شعرها الطويل ذو اللون الكريمي إلى لفتين جميلتين، وكانت ترتدي فستانًا مزخرفًا يناسب دمية غربية. كان لديها وجه رائع، لم يراها سوبارو منذ عودته إلى القصر آخر مرتين من خلال سلسلة الدورات الحالية.
“بياتـ… لحظة…”
“في الوقت الذي رأيتك فيه آخر مرة، أتساءل هل أصبح وجهك الخسيس أكثر خسة؟”
بعد هذا التصريح القاسي، قيّمت بياتريس المشهد المأساوي في الغرفة.
ثم قالت “حسنًا، لقد فعلتها الآن حقًا…”
وبتنهد، لخصت بياتريس المشهد المأساوي بصراحة شديدة.
برؤية إيميليا ثابتة في بركة من الدماء، وعيناها جوفاء في أحضان سوبارو، هل كانت بياتريس متأثرة حقًا؟
ولكن حتى لو كان العداء هو رد الفعل الواضح، لم يعد بإمكان سوبارو دحضها.
في الواقع، في تلك اللحظة، كان سوبارو ممتنة لرد فعل بياتريس، ولم يطلب منه شيئًا آخر.
كان سيكون أكثر امتنانًا لو أنها استدارت ببساطة وتركت سوبارو هناك.
“ألن يخرج باك، أتساءل؟”
بينما كانت بياتريس تتحدث، اقتربت وركعت بجانب سوبارو
. “حتى لو قلت لك أن تنظر، أشك في أنك ستستمع… أنا أكره جعل يدي قذرة “.
تحدثت بياتريس بلا مبالاة، مدت يدها نحو إيميليا. لم يكن سوبارو يعرف ما الذي تنوي فعله بالفتاة المتوفاة، لكنه لم يبدي أي رد فعل حيث لامست أصابعها رقبة إيميليا. بدأ سوبارو، التي شعرت بعدم الارتياح تجاه الحدث بطريقة لا يستطيع التعبير عنها بالكلمات، بتوبيخها.
“إنه مكسور، على ما أعتقد؟”
لكن بياتريس أنجزت هدفها قبل أن يتحدث حتى بـ كلمة. وعندما ابتعدت يد بياتريس عن إيميليا، كانت تحمل بلورة خضراء براقة وجميلة. كانت هذه هي القلادة التي لم تخلعها إيميليا أبدًا – مسكن باك، وتشكل التمثيل المادي للاتفاق بين إيميليا والروح. لكن الآن، كان…
“مكسور…؟”
“هذا شيء جريء أن يقوله من كسرها… على الرغم من أنك تبدو غير مدرك للحقيقة.”
حدقت بياتريس به بهدوء بينما كانت قطعتا الكريستال تستقران على راحة يدها، دفعت بياتريس الشيء المدمر بعيدًا.
ماذا حدث لـ باك، الروح التي كان يجب أن تكون داخل القلادة المكسورة؟
ماذا حدث للروح التي أحبت إيميليا، التي تستريح الآن بين ذراعي سوبارو، لدرجة أنه دعاها بـ ابنته؟ اين ذهب؟
“هل أنت قلق، أتساءل؟ باك لم يمت. لقد عاد ببساطة إلى جسده الحقيقي في الوقت الحالي. انها مجرد مسألة وقت حتى هو يأتي… ولكن لن يكون طويلا، على ما أعتقد “.
ردًا على سؤال سوبارو غير المعلن، وقفت بياتريس برفرفة طفيفة من تنورتها.
شاهد سوبارو لفات شعر الفتاة وهي تتأرجح بينما أخذ العزاء في إجابتها.
إذا كانت تلك الروح على قيد الحياة، إذا كان سيعود إلى هنا، فمن المحتمل أنه…
“- هل لديك شيء تود أن تقوله، أتساءل؟”
عندما رأت بياتريس راحة سوبارو غير اللائقة، حدقت إليه وهي تطرح السؤال.
سوبارو لم يلاحظ المشاعر الكامنة في صوت بياتريس.
ولكن إذا كانت تسأل عما إذا كان لديه أي شيء ليقوله، إذن –
“اقتليني.”
– أراد أحدًا ينهي حياته، هنا والآن.
لقد سئم من كل شيء. لقد كان يكسر حينًا تلو الآخر، وكان منهكًا.
لذلك أراد أن يموت. أراد أن يموت وينهي كل شيء.
حتى لو مات وعاد بعدها، فمن المحتمل أن يخسر كل شيء مرة أخرى. إذا بدأت الأمور من جديد عندما مات، أو حتى لو لم تكن كذلك، فهو لم يعد يريد أن يكون في ذلك العالم. في عالم ماتت فيه إيميليا وتم محو وجود ريم، لم يبق له شيء. وهذا هو السبب…
“اقتليني…”
… كان وضع حد لكل شيء هو أمل سوبارو الوحيد للخلاص.
إذا كان هناك شخص ما قد يسمع نداءه، فإنه يريد التخلص من حياته الخالية من أي شيء. لقد داس على كرامة حياته تحت أقدامه، وجعل مشاعر الجميع بلا معنى، وتخلي عن كل شيء في محاولة مثيرة للشفقة لإنقاذ حياته، أراد أن يحترق ويدمر تمامًا.
من المؤكد أن الفتاة ذات القوى الخارقة التي تقف أمامه يمكنها أن تمنحه هذه الأمنية.
بياتريس كرهت بالتأكيد سوبارو. إذا استمعت إلى طلب سوبارو، فلا شك في أنه يمكن أن يتوقع عقوبة قاسية تتناسب مع خطورة جريمته.
لقد كان إنسانًا أحمق. الموت تسع مرات لم يفعل شيئًا لتغيير ذلك. لماذا لا يعبر للمرة العاشرة إذن؟
الآن بعد أن استنفد إحسان الإلهة وبوذا والساحرة، لم يكن هناك وقت أفضل.
ومن ثم “اقتليني من فضلك.”
ناشد سوبارو بجدية بياتريس وهو يحتضن جثة إيميليا.
إذا كانت هذه ستكون النهاية، فقد أراد أن يكون مع إيميليا بين ذراعيه. بعد أن حقق أسوأ ما في العالم من خلال جهوده الذاتية، سوف يغمس سوبارو نفسه حتى النهاية المريرة.
احتضن سوبارو بقوة جسد إيميليا، وأغمض عينيه بينما كان ينتظر النهاية.
تخيل أنها ستقع قريباً في ذلك الوقت الصامت.
“… إلى.”
بعد أن قرر سوبارو أنانية إنهاء كل شيء، سمعت شيئًا ما فجأة. “، أليس كذلك؟”
كان صوتًا صغيرًا ضعيفًا متوقفًا.
دون تفكير، أطلق سوبارو أنفاسه التي كان يحبسها وفتح جفنيه لينظر إليها. كما كانت من قبل، كانت بياتريس تقف أمامه، وتحدق فيه طوال الوقت.
احتضنت جسدها الصغير بكلتا ذراعيها، عضت شفتيها المرتعشتين كما لو كانت متجمدة.
“أن تطلب من بيتي أن تقتلك… أليس هذا قاسياً للغاية، أتساءل…؟”
قالت ذلك بنظرة دامعة وصوت خانق، تاركة سوبارو في حيرة من أمره.
بغض النظر عن عدد المرات التي رمش فيها، لن يتلاشى حزن بياتريس الغليظ.
الفتاة التي عرفها سوبارو لن يرتسم على وجهها هذا التعبير أبدًا.
بعد كل شيء، كان من المفترض أن تكرهه. على الرغم من أنها كانت صريحة دائمًا، فقد عاملت سوبارو جيدًا لأنها كانت تمتلك بعض الخير فيها، لكنه اعتقد أنها كانت شخصًا بطبيعته بلا قلب.
على الرغم من أنه كان يعتقد أنها قد لا تقبله بسهولة، أو قد ترفضه، إلا أنه توقع أن يكون ذلك مصحوبًا بالازدراء والسخرية.
“أنت لا تفهم… أنت لا تفهم شيئًا…!”
لم يحلم سوبارو أبدًا بأنها سترفض قتله بمثل هذا التعبير الحزين.
“بي… …… بياتريس…؟”
“هل أرفض كل شيء تطلبه، أتساءل؟ إذا كنت تريد أن تموت كثيرًا، فـ مت وحدك… أنا أرفض أن أفعل ذلك “.
هزت بياتريس رأسها وغطت عينيها بيديها، كبتت الانفعال على وجهها. كانت تخفي دموعها بدلاً من تركها تسقط، أدارت يدها نحو سوبارو.
“ماذا تكون…؟ كل شيء-؟!”
في تلك اللحظة، بدأ العالم في التشوه. كل شيء حول سوبارو كان مشوهًا وظهر صدع.
كانت هذه مقدمة لتدمير العالم، أو هكذا اعتقد، ممسكًا بالجسد بين ذراعيه على الفور.
نظرت بياتريس إلى أسفل، وتحدثت مرة أخرى بعيون باردة.
“إذا كنت ستصبح عديم الفائدة إلى هذا الحد، فإن وجودك هنا أمر مزعج – على الأقل، ربما يمكنني حماية هذا القصر، على ما أعتقد؟”
“ماذا تقولين-؟ لا، بياتريس، أنت…! “
– لا تظن أن بيتي مثل روزوال. ألم، كرب، معاناة، حزن، خوف… ربما تكره بيتي كل هذه الأشياء؟ “
ردت على السؤال الذي لم يكن سؤالاً بجواب لم يكن جواباً.
الفضاء المشوه حوله والصدع الناتج عنه جعل سوبارو بعيدًا عن متناول جميع القوانين الفيزيائية المعروفة.
لم يضره ولم يفعل شيئًا له.
“إذا كنت ستموت، هل يمكنك أن تفعل ذلك في مكان لا تراك فيه بيتي، أتساءل؟”
على الرغم من أن همستها الأخيرة كانت قاسية، إلا أنها لم تستطع إخفاء جزء صغير من حزنها.
لم يستطع أن يقول أي شيء. لم يفهم شيئا. لكن عواطفها أخبرته بشيء واحد.
– قرار سوبارو وسلوكه جعل بياتريس حزينة.
وصل التشوه إلى ذروته، ثم عاد كل شيء إلى طبيعته. مر شيء جامد عبر مجال رؤيته حيث جرف العالم على الفور؛ في اللحظة التالية، تلوى الهواء حوله دون أن يترك أثرا واختفى.
كانت البقعة الملطخة بالدماء هي العلامة الوحيدة على وجود سوبارو وإيميليا هنا.
شاهدت بياتريس الاثنين يختفيان قبل أن تتكئ على الحائط بنظرة متعبة. رفعت كفيها ببطء، ورفعتهما فوق عينيها كما لو أن ذلك سيخفي العالم عنها.
“-الأم. إلى متى يجب على بيتي أن تعاني
“… ؟ “
تلاشت همهمة الفتاة التي تُركت وحيدة في هذا العالم، ولم يصل ندائها إلى أحد.

ترجمة فريق SinsReZero


5
– دون سابق إنذار، ألقى سوبارو في الفضاء، استقرت رأسه أولاً على بعض النباتات الطحلبية.
“بوا!”
بصق سوبارو لعابه الذي كان طعمه مثل الأوساخ، ثم رفع رأسه ونظر حوله. ظهرت عناقيد من الأشجار في مجال رؤيته المعتم. محاطًا بالطبيعة من جميع الاتجاهات، أدرك سوبارو أنه تم إلقاؤه في وسط الغابة.
“غابة في الليل…؟ في مكان ما في الجبال…؟ “
كان قادرًا على الرؤية فقط لأن ضوء القمر كان ظاهرًا.
هب نسيم بارد وهز أوراق العديد الأشجار، مع أصوات الحشرات التي تطغى على الغابة القاتمة تحت سماء الشفق. حقيقة أنه كان الليل خارج القصر جعلت سوبارو يدرك أنه كان ينام لأكثر من نصف يوم.
“النقل الآني… أو شيء من هذا القبيل، على ما أعتقد؟”
كان الهواء قد انحنى، وبعد أن ابتلعه الشق مباشرة، تم إلقاؤه في الغابة. باستخدام تعويذة الانتقال السحرية، تمكنت بياتريس من إعادة ترتيب مكان اتصال كل باب في القصر بحرية. ربما لم يكن هناك سبب لتوقعه أنها لا تستطيع نقل الأشخاص واحدًا تلو الآخر إذا كان لديه عقل.
ولكن حتى لو كان يفهم ذلك كثيرًا، فإنه لا يزال لا يملك أي فكرة عما كانت بياتريس تفكر فيه حقًا.
حتى ذلك الحين، رفضت الصورة النهائية لبكائها أن تتلاشى من عقله.
على الرغم من أنها رفضته، إلا أنه كان على يقين من أنها ستتركه بازدراء. ومع ذلك، نظرت بياتريس إلى سوبارو بحزن ويأس في عينيها –
“وكأن… هي…”
—كأنها كانت تتوقع منه المزيد.
رفض سوبارو مثل هذه المفاهيم، معتقدًا أنها تخدم نفسها بشكل كبير. لقد اعترف بأنه كان مليئًا بالهراء، غير قادر على فعل أي شيء، أليس كذلك؟ لقد قبلها، أليس كذلك؟ إذا لم يكن يتوقع أي شيء من نفسه، فلن يتوقعه أحد أيضًا. حتى أن شخصًا يمكن يتوقع شيئًا منه لم يكن سوى ذروة “الكبرياء”.
– على الرغم من أنه استمر في الركض والسعي وفقًا لتوقعات الآخرين قبل وقت طويل من وصوله إلى هذا العالم.
“يا رجل، أنا ميؤوس مني، أليس كذلك…؟”
ظهرت ابتسامة ملتوية على وجه سوبارو وهو يركع ببطء على العشب. بدت ساقيه أقل قدرة على حركة مما كان متوقعًا. عندما نظر سوبارو إلى الأسفل، أدرك أن هناك شيئًا آخر يثقل على ركبتيه.
حتى ذلك الحين، بعد التعثر في شقوق الفضاء، استمرت جثة إيميليا في الراحة في حضنه.
“ايمي… ليا…”
في هذا العالم الكئيب، أشرق القليل من ضوء القمر على وجهها الشاحب.
بدت وكأنها كانت لا تشعر بالألم ولا تشعر بالسلام من موتها. وبدلاً من ذلك، بدت مليئة بالصراع، وغير قادرة على فهم سبب المحنة التي أصابت جسدها. أي كيف تحطم قلبها وهي لا تزال على قيد الحياة، في عالم الزمن المتجمد.
ولكن حتى لو لم تشعر بأي ألم، فهذه لم تكن نعمة. لم يكن هناك شيء مثل الموت بسلام، ولم يكن الموت نعمة إنقاذ لأي شخص.
– باستثناء سوبارو نفسه، في تلك اللحظة.
“أنا آسف. أنا بالفعل آسف، لذا، آسف جدا… “
عندما نظر إلى وجه إيميليا، سقطت الدموع على خدها الشاحب.
كان يعتقد أن دموعه قد جفت، لكنها تدفقت من قاع قلبه الذي تعرض للتعذيب المستمر.
سامعًا أصواتا – أصواتًا تلومه.
كانوا الأشخاص الذين قابلهم سوبارو يصرخون عليه بغضب شديد. كان بينهم فتاة ذات شعر فضي وفتاة ذات شعر أزرق – “شخص… شخص ما، أي شخص…”
-أرجوك أقتلني.
تحت وابل من الصيحات التي لن تختفي، التقطت سوبارو إيميليا ووقف على قدميه. من هناك، خطا على العشب وكسر الأغصان عندما بدأ يمشي ببطء في الغابة.
كان يسمع صوت الوحوش من بعيد. إذا التقى بتلك الوحوش الشيطانية السوداء الآن، فقد شعر وكأنه سيحييهم بابتسامة على وجهه. أرادهم أن يأكلوا لحمه وطاقته وحياته – أي شيء يحلو لهم.
لأنه إذا لم يحدث ذلك، فلن يكون هناك خلاص لسوبارو ناتسكي.
“-”
بالتوجه نحو مصدر العواء، تقدم سوبارو في الأعماق المظلمة من الغابة.
لم يعد يشعر بثقل حمل إيميليا، ولا التعب من السير على طول الطريق الجبلي البارد مع ضعف الرؤية. تساءل عما إذا كان ذلك بسبب أن لديه هدفًا واضحًا ويعمل بجد على تحقيقه. سيكون ذلك مثيرا للشفقة. ولم تبد كلمة مثير للشفقة كافية لوصف مصيره.
“هناك… بعد هذا الوادي… وبعد ذلك…”
اتجه بحذر إلى أسفل التل، وتسلق جذور الشجر الملتوية كما لو كانت سلالم.
ومثل شمعة على وشك الاحتراق، كان يستنفد آخر قوة متبقية في حياته. لكن هذا لم يكن السبب الوحيد في عدم التردد في خطواته. ببساطة، لقد تذكر الطريق.
بعد كل شيء، كان هذا المكان –
“نعم، ها أنت ذا.”
ارتسمت ابتسامة رقيقة وصادقة على شفتيه وكأنه مرتاح لعدم فقد هذه الذكرى. استولى عليه ضحك جنوني – من النوع الذي لم يستطع فعله سوى رجل ملطخ بالدماء ومتحرر من عقله. عرف سوبارو رجلاً ضحك هكذا. إذا نظر في المرآة في تلك اللحظة، فربما يرى نفس الابتسامة على وجهه. عند رؤية مثل هذا التعبير يملأ ذهنه، فإن حقده المطلق أدى إلى إحساس فسيولوجي بالاشمئزاز.
لكن أولئك الذين وجه إليهم تلك الابتسامة المجنونة اعتادوا على ذلك.
“-”
داخل الغابة الليلية، أحاطت به مجموعة من الناس في ملابس سوداء تمتزج مع الظلام.
كما لو كانوا يرتفعون من الظلام، فقد حاصروا سوبارو بصمت، ولم يسمحوا له حتى بالإحساس بهالاتهم بينما استمروا في التحديق في وجهه مباشرة. لم تحمل نظراتهم أي عداء، ولا لطف، ولا حقد، ولا إحسان. لم يستطع الإحساس بأي شيء يشبه “الإرادة” على الإطلاق. حدق سوبارو، تحت رقابهم، وبتذكر لقائه معهم من المرة الأولى.
“نفس الشيء، هاه…؟”
كما هو الحال في ذكريات سوبارو، خفضت جميع الشخصيات ذات الرداء الأسود رؤوسها في ذلك الوقت وهناك. مثل الدمى المتحركة التي تفتقر إلى الإرادة الخاصة بهم، أظهروا لـ سوبارو “الاحترام” للمرة الأولى.
لم يكن لدى سوبارو أي فكرة عن سبب إعجابهم به. كل ما كان يعرفه على وجه اليقين هو أنهم كانوا جميعًا من أتباع طائفة الساحرة، وأنه كان للظلام الذي يلف سوبارو علاقة ما بالساحرة التي يعبدونها.
“-ابتعدوا عن طريقي.”
حقًا، كان هناك العديد من الأشياء التي أراد أن يسألهم عنها. إذا حدث هذا قبل أن يستسلم للموت، لكان لديه جبل من الاستفسارات. ولكن في الوقت الحالي، حتى هذا الشعور كان مجرد بقايا لا قيمة لها.
بأمر من سوبارو، لم تصدر الشخصيات ذات الرداء الأسود صوتًا واحدًا للمعارضة لأنها ذابت في الظلام واختفت. عندما اختفوا عن بصره، لاحظ سوبارو أن العالم كان مليئًا بالصمت. لم يعد يسمع صراخ الوحوش التي أرادها أن تأتي خلفه، ولا صرخات الحشرات – ولا حتى الرياح. كان الأمر كما لو أن جميع الكائنات الحية احتقر طائفة الساحرة.
ربما لم يكن السبب صمتهم مجرد وجود طائفة الساحرة ولكن كان حضور سوبارو أيضًا. ربما تكون الطائفة وسوبارو معًا في مكان واحد يرسمان صورة مثيرة للاشمئزاز لدرجة أن العالم نفسه احتقرهم.
– كان يعتقد أن هذا التقييم الأخير يناسبه بشكل أفضل بكثير. جاءت ضحكة خافتة من فوق سوبارو بينما كان يتقدم متجاوزًا المكان حيث أحاطت به الطائفة. اجتاز الصوت الجذور، وخطى فوق التربة، وسحق أوراق الشجر بقيعان حذائه، وفي النهاية، انفتحت الغابة. انتشر منحدر صخري محض أمام عينيه.
“مساعدي الحبيب، لقد كنت في انتظارك.”
كان يقف أمام الجدار الصخري رجل هزيل يحمل نفس الابتسامة المجنونة التي على وجه سوبارو.

“اخرسي! وكوني هادئة و… تعالي وانظري! “ مدت رام يده نحو جسده المترنح، لكن سوبارو أزاحها جانباً بغضب. كان سوبارو نائمًا في غرفة نومه في الطابق الثاني من الجناح الشرقي للقصر. كانت غرفة ريم في الطابق الثالث، لذلك سار إلى الدرج المؤدي لأعلى باحثًا عن أثر لها. “أنت تترنح بشكل خطير. إذا واصلت إجبار نفسك على الحركة، فلن يسبب لي ذلك سوى المتاعب “. تبعته رام خلفه، وتحدث إليه، لكن سوبارو لم يكن لديه نية في الاستماع. استغرق الأمر وقتًا أطول من المعتاد في صعود الدرج، واتجه سوبارو مباشرة إلى ممر الطابق الثالث من القصر قبل التوقف أمام غرفة – غرفة ريم. بمجرد أن تراها رام، فمن المؤكد أن أفكارها السخيفة ستتحطم في الغبار. أمسك سوبارو بمقبض باب الغرفة ودخل. لم يتردد في أفعاله. إذا فعل ذلك، فإن قلب سوبارو الجبان سيقوم بتقديم المزيد من الأعذار. لم يكن لديه وقت للقلق أو الصراع. كانت الغرفة التي دخل إليها بسيطة ولكنها مزينة بطريقة أنثوية واضحة – “…مستحيل.” لم يكن هناك شيء. كانت المساحة التي دخل إليها للتو تحتوي على سرير مرتب وطاولة صغيرة، لا تختلف عن أي من الغرف الفارغة الأخرى. كانت غرفة ريم بسيطة، لكن هذه الغرفة كانت مختلفة، وخالية تمامًا من احتمالية أن يسكنها أحد. كانت خالية من اللمسات الأنثوية الصغيرة والديكورات الخاصة بـ ريم. “هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا…” نظر في جميع أنحاء الغرفة لإيجاد أي شيء يدل على وجودها، سوبارو لم يصدق ما يراه واندفع إلى الرواق. تجاهل نظرة رام وهي تقف بجانب الباب، أحصى سوبارو الغرف من الدرج إلى هذا الباب. لم يرتكب أي خطأ. لم يكن هناك طريقة لأن يخطئ في الغرفة. يمكنه أن يجد المكان وعيناه مغمضتان. -إذن لماذا…؟ “هل يمكن أن يكون ذلك من فعل بياتريس؟ ربما قامت بخلط المساحات مثل تلك المرة الأولى… “ “باروسو”. “هذا صحيح! لا بد ان يكون الأمر كذلك! هل تلعب عليّ مثل هذه الألعاب لتسخر مني!؟… “ “باروسو، توقف.” عندما رأت أن سوبارو كان يائسًا بشكل هيستيري، أسقطت رام كل مظهر من مظاهر الهدوء وكل تلميح من المودة. نظر سوبارو مصدومًا في رام. نظرت إليه مرة أخرى، كانت نظرتها الحزينة التي لا يمكن وصفها معبرةً عن مدى اهتمامها به. لكنها كانت خاطئة. لم يكن اهتمامها هو ما يبحث عنه سوبارو. “ريم… إنها…” “- ليس هناك شخص بمثل هذا الاسم في هذا القصر.” هزت رام رأسها وهي تجيبه وعيناها غائمتان، كانت الصفعة المدوية المتشكلة في “ليس لدي أخت صغرى”. وهكذا دمرت كل شكوكه.

6

حسابنا بتويتر @ReZeroAR

“مساعدي، مساعدي، ما هذا؟ علاوة على ذلك، علاوة على ذلك، أنت تحمل بين ذراعيك… هل يمكن أن تكون تلك الفتاة النصف شيطانة؟ “
عندما اقترب سوبارو من المنطقة الصخرية، رفع بيتيلغيوس رأسه ونظر إلى إيميليا، التي احتضنها سوبارو بين ذراعيه. ظل رأس المجنون موازيًا للأرض حيث انزلق لسانه في تسلية، وهو يقطر البصاق.
“يا إلهي، لكي تفقد حياتها حتى قبل أن نقوم بمحاكمتها… يا له من مصير مأساوي! يا له من زوال مفاجئ! آه! و و و… كم أنت مجتهد يا مساعدي العزيز! لقد قمت بمحاكمتها، قبل أن أتصرف وسرقت كلا من جسد وحياة نصف الشيطانة…! “
صرخ بيتيلغيوس، مشيدًا بوفاة إيميليا بإيماءات مبالغ فيها، ملوحًا بذراعيه.
لاحظ سوبارو أن أتباع طائفة الساحرة قد تجمعوا حول بيتيلغيوس في وقت ما، وكلهم جثا على ركبهم وهم يستمعون بتفانٍ إلى هذيان هذا المجنون.
“أنا، مجتهد…؟”
عند سماع تمتمة سوبارو المتحيرة، صاح بيتيلغيوس بنبرة مبتهجة.
“نعم هذا صحيح! اجتهاد! إنك رائع! على عكسنا، البطيئين في اتخاذ القرار، ضعيفي الذكاء، والمفتقرين إلى الحسم، لقد جعلت كرامة الساحرة قبل أي شيء آخر! “
ثم انزلق على ركبتيه وسجد، وضرب جبهته بالأرض الصخرية.
“مقارنة بك! كنت أنا وأصابعي بطيئين للغاية، حمقى جدًا، مفتقرين جدًا! آه، سامحني! لكوني غير قادر على تعويض حبك! اغفر لهذا الجسد الكسلان الخائن! اغفر لهذا الرجل الغبي غير القادر على الاستجابة للحب الذي تمنحه لي! “
تدفق سيل من الدموع من بيتيلغيوس وهو يضرب الصخرة بذراعه، وكاد أن يشق جبهته بقوة اعتذاره.
كان الفعل الشديد لإيذاء النفس مصحوبًا برذاذ من الدم. كان بإمكان سوبارو رؤية العظام من مكان قطع معصمه. على الرغم من ذلك، لم يتوقف بيتيلغيوس عن أعماله العنيفة؛ في الواقع، اندفع كل من المؤمنين الراكعين في كل مكان لتقليد أفعال الرجل المجنون المدمرة للذات.
لقد كان نشازًا من الدم والعذاب – وبينما كان يشاهد كل شيء، لم يشعر سوبارو بأي شيء. حتى وهو أمام الرجل الذي كان يكرهه تمامًا، لم يكن قلبه متأثرًا على الإطلاق.
“آه، ماذا أفعل من أجلك، يا من أتمم المحاكمة عوضاً عني وأنا عجزت عن الرد على مشاعره؟ أخبرني أرجوك. ماذا أفعل من أجلك حتى أثبت أن حبي ليس كسولاً؟ “
اقترب بيتيلغيوس، حيث كان الدم يتدفق من رأسه مما تسبب في تدفق دموع الدم وهو يوجه نداءه الجاد.
رد سوبارو
“اقتلني”.
بالتأكيد كان التعبير على وجه ذلك الرجل المجنون يعبر عن صدمة من هذا الطلب المفاجئ –
“هل انت متأكد من ذلك؟”
-ولكنه لم يفعل. وبدون أي تردد، فقد وافق.
فكر سوبارو مرة أخرى بينما كان بيتيلغيوس يراقبه بتعبير عن النشوة.
“آه، رائع، رائع حقًا…! مع انتهاء المحاكمة وبحثًا عن الخلاص، يجب أن تكون أفعالك وأفعالي وأعمال المؤمنين الذين يسعون إلى الخلاص مجتهدة…! آه، لقد نجونا من الكسل! أنا وأنت على حد سواء! لك شكري! واجتهادي الذي أكسب به حبها! “
لم يكن لدى بيتيلغيوس أي شكوك حول رد سوبارو المليء بالفكر، ولم يشعر بألم ضمير تجاه أفعاله، حيث رأى أنه لا يتعارض مع قوانين العالم بأي شكل من الأشكال.
وتحت ستار الاجتهاد، أطلق العنان لسفك الدماء.
رأى سوبارو هذا في الرجل المجنون، وأغمض عينيه، وبالكاد تحرك قلبه.
على أقل تقدير، كان هذا ما أراد سوبارو رؤيته في ذلك الوقت.
“على الرغم من أنني يجب أن أقول…”
عندما سمع بيتيلغيوس شيئًا ما، شعر سوبارو بالنية القاتلة تضغط على جلده.
“غير قادرة حتى على اجتياز تجربة واحدة، ولا حتى مواجهة خطيئة مميتة واحدة، كنت أحمل توقعات كبيرة فقط لتتعثر في الحجر الأول في طريقها…”
نظر الرجل المجنون إلى إيميليا النائمة، وهو يتنهد. “- آه، لقد كنت كسولًا!”
لم يكن لديه كلمات أعظم للتقليل من شأن موت إيميليا.
عرف سوبارو هذا، لأنه يتذكر كيف نظر هذا الرجل المجنون إلى حياة هذه الفتاة الثمينة له في عالم ماضٍ طويل.
“-”
فتح سوبارو عينيه. في تلك اللحظة، رأى سحابة مظلمة تقترب، تتخذ شكل يد. للحظة واحدة، اختفت الذكريات المؤلمة واندفعت إلى مؤخرة عقله.
لكن هذه اليد الشريرة كانت مختلفة.
يمكنه بالفعل أن يحرك جسده. يمكن أن يحرك قدميه. يمكن أن يحرك ذراعيه. ومن ثم فَقَد السيطرة على جسده.
عندما انزلقت اليد السوداء برفق نحوه، قفز سوبارو إلى الجانب حاملاً إيميليا بين ذراعيه. انزلقت اليد، وبدا أنها حائرة لأنها اختفت. كان أنفاس سوبارو ممزقة وهو يشاهدها تختفي.
حدق بيتيلغيوس في عينيه، وعيناه واسعتان واشتعلت فيهما نار الغضب، سأل بصوت مرتعش، “… أنت. الآن فقط رأيت يدي غير المرئية، أليس كذلك؟ “
أدخل المجنون أصابعه التي تشبه الأغصان في فمه، وسحق أطراف أصابعه بأسنانه واحدة تلو الأخرى. كما انفجر كل جزء من لحمه وانتشر في الجو صوت عظام مروع تتفتت والدم الطازج وهو ينزف
“لن ينفع هذا، لن تفعل ذلك على الإطلاق. إنه غريب، إنه خطأ. هناك خطأ ما، خطأ ما. قوتي، قوة الكسل، الأيدي غير المرئية، نعمتي…! لا يغتفر أن يضع الآخرون أعينهم عليها!! “
بصق بيتيلغيوس الدم على شظايا العظام والأظافر وهو يحدق في سوبارو بعيون محتقنة بالدم.
في اللحظة التالية، ارتفعت الأذرع السوداء من ظهر بيتيلغيوس.
انفجر ظل بيتيلغيوس إلى سبعة أطراف سوداء رقصت بجنون. ركضت قشعريرة في العمود الفقري لسوبارو بسبب التشابه مع الأيدي الشريرة التي عاقبت سوبارو عندما لمس المحرمات.
“لكن إذا كان بإمكاني رؤيتهم، ويمكن لجسدي أن يتحرك…” فيمكنه تفاديهم.
لم تكن سرعة الأيدي السوداء بهذه السرعة. على الرغم من أنهم تفاخروا بالقدرة على تمزيق طرف بشري من أحد الأطراف عن بعد، إلا أن أكبر تهديد لهم كان قدرتهم على الاختفاء. لم تعد ميزتهم الأكبر تعمل على سوبارو.
ومع احتراق آخر الطاقة الكامنة في حياته، أظهر سوبارو قدرات بدنية تتجاوز حدوده.
“لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا؟ لماذا تتجنبهم؟! هل تراهم؟! هذا الحب يخصني! لي وحدي!! “
“في أعماقي، هناك رجل واحد فقط أريد أن أقتله، وهو أنت.”
انحرف سوبارو لتفادي يد واحدة وقفزت إلى الأمام لتفادي مجموعة مختلفة من أطراف الأصابع الممتدة نحوه. جثم على الفور لتجنب وصول الاثنين إليه من اليسار واليمين، وسقط عمليا إلى الأمام وأغلق المسافة مع بيتيلغيوس.
رؤية الجنون على وجه بيتيلغيوس يتحول إلى صدمة، ملأت متعة مظلمة بطن سوبارو.
لقد تذكر فقط حقيقة أنه أراد قتل ذلك المجنون. “- بغاه!”
أخذ أقصر طريق ممكن، ضرب سوبارو رأسه في جسر أنف المجنون، وركل جسده بعنف. طافت الأيدي السوداء، كانت غير قادرة على الضرب بدقة. الآن كان الدم يتدفق من جبين سوبارو أيضًا، مقطوعًا بأسنان بيتيلغيوس الأمامية. نزل النزيف الغزير وغطى عينيه، فحجب بصره في الجانب الأيمن.
– بعد لحظة لاحظ شيئًا ما ينزلق تحت قدميه، وأمسك بساقي سوبارو وأرسله يطير.
في اللحظة التي سبقت اصطدامه بشجرة كبيرة، تخلى سوبارو عن كل الأفكار المتعلقة بتخفيف أثر الضربة، وتمسك بجثة إيميليا بقوة أكبر. لم يكن للتشبث بها ولكن لحمايتها.
“- يا إلهي!”
وهكذا اصطدم ظهره بالشجرة، مما جعله يشعر على ما يبدو بطقطقة مميتة في عموده الفقري. تحطمت عدة فقرات وفتحت جروحه المغلقة في وقت واحد. صرخ كل واحد منهم في جوقة من الألم الشديد عندما سقطت سوبارو على الأرض، متلويًا من الألم، وظهرت فقاعات حول فمه.
“هذا مخزي! هذا مشين أليس كذلك؟! آه، أنا مرتاح جدًا. مرتاح حقا! وبهذا المعدل، كنت سأغوص في الكسل، وكل أفعالي أصبحت بلا معنى! لكني مجتهد حقًا، سأستنفد جهودي من أجل الحب… “
“اخرس، كن هادئًا… أيها الكوميدي…!”
بدا تنفس سوبارو غريباً. شعر وكأنه تعرض لأضرار جسيمة في رئتيه. ومع ذلك، ضحك وسخر من بيتيلغيوس، في حين أن فقاعات الدم تساقطت من شفتيه طوال الوقت.
“أي حب أيها المعتوه؟ هذا ما يسمى بالحب الذي تقول إنك حصلت عليه… أنا يمكنني رؤيته أيضًا، ألا ترى ذلك…؟ يبدو أنها تخونك أيها الأبله “.
“ماذا تقول…؟! أتقول، أتقول، إ-إن… عقلي، عقلي يتشكل من شجرة! “
مزق بيتيلغيوس شعر رأسه وهو غاضب، وعيناه مفتوحتان على مصراعيها. مشى نحو سوبارو الساقط، ركل إيميليا بعنف من ذراعيه وكأنه يبعدها عن سوبارو عن عمد.
تدحرج جسد إيميليا، واصطدم بجذور الأشجار المختلفة. نظر بيتيلغيوس إلى جانبه وضحك.
“تشويه سمعة حبي أمر غير مسموح به! آه، لقد قررت. قررت! على الرغم من أن نصف الشيطانة التي كان يجب أن تخضع للمحاكمة قد هلكت مسبقًا، إلا أن أولئك الذين يؤوونها لا يزالون على قيد الحياة! “
صرخ بيتيلغيوس وهتف بينما رفعت إحدى أيديه السوداء سوبارو من رقبته. انفجرت عينا سوبارو على نطاق واسع حيث هددت القوة بنزع رأسه من على كتفيه؛ جعله الألم الوحشي غير قادر على الكلام.
“أولاً، سوف أقضي على أولئك المرتبطين بالقصر؛ بعد ذلك، سأضحي بأهالي القرية المجاورة من أجل مودتها. لا شيء يجب أن يظل كما هو، أي ناجٍ سيكون دليلاً على الكسل. أنا، قمة الاجتهاد، وأصابعي ستصدر الحكم على الجميع – الطريق السريع مغلق بالضباب، لذلك لا يوجد من يتدخل في حبي! “
صرخ وبصق في حالته المضطربة، وضع بيتيلغيوس مخططه الشيطاني.
“قبل ذلك، يبدو أنك تمسك بجسد هذا النصف شيطان كما لو كان ثمينًا جدًا بالنسبة لك… إذا قمت بتدميرها، أتساءل ما هي الأصوات الرائعة التي سأسمعها منك؟”
مال رأس بيتيلغيوس، وشفتيه ملتويتين، وعيناه ممتلئتان بالفضول اللاإنساني.
خمسة أذرع غير انسانية زحفت من ظهر الرجل المجنون، كل منها يتحرك بشكل مستقل بينما يتلوى في طريقه نحو جثة إيميليا. أمسكت واحدة بكل من أطرافها، مع التفاف اليد الأخيرة حول رقبتها النحيلة.
“هل تراهم؟ هل تفهم ما سيحدث؟ “
“…توقف!”
في تلك اللحظة، شعر سوبارو بالخوف على وجه التحديد لأنه كان بإمكانه رؤيتها. جعله ذلك يتذكر كل تفاصيل ما فعلته الأيدي السوداء لهذا الرجل بجسد ريم عندما لم يتمكن من رؤيتهم. والآن، كانت تلك الأيدي المدمرة نفسها موجهة نحو جسد إيميليا.
لم يكن لديه القدرة على منع هذا الحقير. أدى حزن سوبارو إلى تعميق ابتسامة بيتيلغيوس المجنونة والمستمتعة. كل ما تبقى له هو أن يمزق لحم إيميليا بقسوة –
“-ماذا تفعل؟”
دون سابق إنذار، نزل الصوت من السماء، وهو يتردد ببرودة في آذان جميع الحاضرين.
“-!”
تغير تعبير بيتيلغيوس، وتحولت نظرته بحثًا عن المتحدث. كان للصوت قوة كافية فيه – والغضب الشديد – حتى يتغير تعبيره.
أخيرًا، تحولت نظرة بيتيلغيوس نحو نقطة واحدة في السماء وتوقفت. بعد ثانية، سوبارو، الذي كان لا يزال مرفوعًا من رقبته، نظر إلى نفس النقطة في السماء أيضًا.
“أكرر…”
انسكب عدد لا يُصدق من رقاقات الثلج على الأرض، وملأت رؤيتهم، على ما يبدو فقد محى سماء الليل.
أخرج نَفَسًا، مصبوغًا باللون الأبيض؛ في طرفة عين، انتشر البرد الذي هدد بتجميد العالم كله في جميع أنحاء الغابة.
كانت الشخصيات ذات الرداء الأسود لا تزال جاثية على ركبها وبيتيلغيوس، بابتسامة مجنونة فوقه، كان في حيرة من أمرها.
“ماذا ستفعلون مع ابنتي…؟”
– وحش نهاية العالم الجليدي صبغ العالم باللون الأبيض.
بالنسبة إلى سوبارو، كان ذلك الكائن الذي سيجلب له الموت في نهاية مرته العاشرة.
لقد كان موته العاشر.

“مساعدي، مساعدي، ما هذا؟ علاوة على ذلك، علاوة على ذلك، أنت تحمل بين ذراعيك… هل يمكن أن تكون تلك الفتاة النصف شيطانة؟ “ عندما اقترب سوبارو من المنطقة الصخرية، رفع بيتيلغيوس رأسه ونظر إلى إيميليا، التي احتضنها سوبارو بين ذراعيه. ظل رأس المجنون موازيًا للأرض حيث انزلق لسانه في تسلية، وهو يقطر البصاق. “يا إلهي، لكي تفقد حياتها حتى قبل أن نقوم بمحاكمتها… يا له من مصير مأساوي! يا له من زوال مفاجئ! آه! و و و… كم أنت مجتهد يا مساعدي العزيز! لقد قمت بمحاكمتها، قبل أن أتصرف وسرقت كلا من جسد وحياة نصف الشيطانة…! “ صرخ بيتيلغيوس، مشيدًا بوفاة إيميليا بإيماءات مبالغ فيها، ملوحًا بذراعيه. لاحظ سوبارو أن أتباع طائفة الساحرة قد تجمعوا حول بيتيلغيوس في وقت ما، وكلهم جثا على ركبهم وهم يستمعون بتفانٍ إلى هذيان هذا المجنون. “أنا، مجتهد…؟” عند سماع تمتمة سوبارو المتحيرة، صاح بيتيلغيوس بنبرة مبتهجة. “نعم هذا صحيح! اجتهاد! إنك رائع! على عكسنا، البطيئين في اتخاذ القرار، ضعيفي الذكاء، والمفتقرين إلى الحسم، لقد جعلت كرامة الساحرة قبل أي شيء آخر! “ ثم انزلق على ركبتيه وسجد، وضرب جبهته بالأرض الصخرية. “مقارنة بك! كنت أنا وأصابعي بطيئين للغاية، حمقى جدًا، مفتقرين جدًا! آه، سامحني! لكوني غير قادر على تعويض حبك! اغفر لهذا الجسد الكسلان الخائن! اغفر لهذا الرجل الغبي غير القادر على الاستجابة للحب الذي تمنحه لي! “ تدفق سيل من الدموع من بيتيلغيوس وهو يضرب الصخرة بذراعه، وكاد أن يشق جبهته بقوة اعتذاره. كان الفعل الشديد لإيذاء النفس مصحوبًا برذاذ من الدم. كان بإمكان سوبارو رؤية العظام من مكان قطع معصمه. على الرغم من ذلك، لم يتوقف بيتيلغيوس عن أعماله العنيفة؛ في الواقع، اندفع كل من المؤمنين الراكعين في كل مكان لتقليد أفعال الرجل المجنون المدمرة للذات. لقد كان نشازًا من الدم والعذاب – وبينما كان يشاهد كل شيء، لم يشعر سوبارو بأي شيء. حتى وهو أمام الرجل الذي كان يكرهه تمامًا، لم يكن قلبه متأثرًا على الإطلاق. “آه، ماذا أفعل من أجلك، يا من أتمم المحاكمة عوضاً عني وأنا عجزت عن الرد على مشاعره؟ أخبرني أرجوك. ماذا أفعل من أجلك حتى أثبت أن حبي ليس كسولاً؟ “ اقترب بيتيلغيوس، حيث كان الدم يتدفق من رأسه مما تسبب في تدفق دموع الدم وهو يوجه نداءه الجاد. رد سوبارو “اقتلني”. بالتأكيد كان التعبير على وجه ذلك الرجل المجنون يعبر عن صدمة من هذا الطلب المفاجئ – “هل انت متأكد من ذلك؟” -ولكنه لم يفعل. وبدون أي تردد، فقد وافق. فكر سوبارو مرة أخرى بينما كان بيتيلغيوس يراقبه بتعبير عن النشوة. “آه، رائع، رائع حقًا…! مع انتهاء المحاكمة وبحثًا عن الخلاص، يجب أن تكون أفعالك وأفعالي وأعمال المؤمنين الذين يسعون إلى الخلاص مجتهدة…! آه، لقد نجونا من الكسل! أنا وأنت على حد سواء! لك شكري! واجتهادي الذي أكسب به حبها! “ لم يكن لدى بيتيلغيوس أي شكوك حول رد سوبارو المليء بالفكر، ولم يشعر بألم ضمير تجاه أفعاله، حيث رأى أنه لا يتعارض مع قوانين العالم بأي شكل من الأشكال. وتحت ستار الاجتهاد، أطلق العنان لسفك الدماء. رأى سوبارو هذا في الرجل المجنون، وأغمض عينيه، وبالكاد تحرك قلبه. على أقل تقدير، كان هذا ما أراد سوبارو رؤيته في ذلك الوقت. “على الرغم من أنني يجب أن أقول…” عندما سمع بيتيلغيوس شيئًا ما، شعر سوبارو بالنية القاتلة تضغط على جلده. “غير قادرة حتى على اجتياز تجربة واحدة، ولا حتى مواجهة خطيئة مميتة واحدة، كنت أحمل توقعات كبيرة فقط لتتعثر في الحجر الأول في طريقها…” نظر الرجل المجنون إلى إيميليا النائمة، وهو يتنهد. “- آه، لقد كنت كسولًا!” لم يكن لديه كلمات أعظم للتقليل من شأن موت إيميليا. عرف سوبارو هذا، لأنه يتذكر كيف نظر هذا الرجل المجنون إلى حياة هذه الفتاة الثمينة له في عالم ماضٍ طويل. “-” فتح سوبارو عينيه. في تلك اللحظة، رأى سحابة مظلمة تقترب، تتخذ شكل يد. للحظة واحدة، اختفت الذكريات المؤلمة واندفعت إلى مؤخرة عقله. لكن هذه اليد الشريرة كانت مختلفة. يمكنه بالفعل أن يحرك جسده. يمكن أن يحرك قدميه. يمكن أن يحرك ذراعيه. ومن ثم فَقَد السيطرة على جسده. عندما انزلقت اليد السوداء برفق نحوه، قفز سوبارو إلى الجانب حاملاً إيميليا بين ذراعيه. انزلقت اليد، وبدا أنها حائرة لأنها اختفت. كان أنفاس سوبارو ممزقة وهو يشاهدها تختفي. حدق بيتيلغيوس في عينيه، وعيناه واسعتان واشتعلت فيهما نار الغضب، سأل بصوت مرتعش، “… أنت. الآن فقط رأيت يدي غير المرئية، أليس كذلك؟ “ أدخل المجنون أصابعه التي تشبه الأغصان في فمه، وسحق أطراف أصابعه بأسنانه واحدة تلو الأخرى. كما انفجر كل جزء من لحمه وانتشر في الجو صوت عظام مروع تتفتت والدم الطازج وهو ينزف “لن ينفع هذا، لن تفعل ذلك على الإطلاق. إنه غريب، إنه خطأ. هناك خطأ ما، خطأ ما. قوتي، قوة الكسل، الأيدي غير المرئية، نعمتي…! لا يغتفر أن يضع الآخرون أعينهم عليها!! “ بصق بيتيلغيوس الدم على شظايا العظام والأظافر وهو يحدق في سوبارو بعيون محتقنة بالدم. في اللحظة التالية، ارتفعت الأذرع السوداء من ظهر بيتيلغيوس. انفجر ظل بيتيلغيوس إلى سبعة أطراف سوداء رقصت بجنون. ركضت قشعريرة في العمود الفقري لسوبارو بسبب التشابه مع الأيدي الشريرة التي عاقبت سوبارو عندما لمس المحرمات. “لكن إذا كان بإمكاني رؤيتهم، ويمكن لجسدي أن يتحرك…” فيمكنه تفاديهم. لم تكن سرعة الأيدي السوداء بهذه السرعة. على الرغم من أنهم تفاخروا بالقدرة على تمزيق طرف بشري من أحد الأطراف عن بعد، إلا أن أكبر تهديد لهم كان قدرتهم على الاختفاء. لم تعد ميزتهم الأكبر تعمل على سوبارو. ومع احتراق آخر الطاقة الكامنة في حياته، أظهر سوبارو قدرات بدنية تتجاوز حدوده. “لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا؟ لماذا تتجنبهم؟! هل تراهم؟! هذا الحب يخصني! لي وحدي!! “ “في أعماقي، هناك رجل واحد فقط أريد أن أقتله، وهو أنت.” انحرف سوبارو لتفادي يد واحدة وقفزت إلى الأمام لتفادي مجموعة مختلفة من أطراف الأصابع الممتدة نحوه. جثم على الفور لتجنب وصول الاثنين إليه من اليسار واليمين، وسقط عمليا إلى الأمام وأغلق المسافة مع بيتيلغيوس. رؤية الجنون على وجه بيتيلغيوس يتحول إلى صدمة، ملأت متعة مظلمة بطن سوبارو. لقد تذكر فقط حقيقة أنه أراد قتل ذلك المجنون. “- بغاه!” أخذ أقصر طريق ممكن، ضرب سوبارو رأسه في جسر أنف المجنون، وركل جسده بعنف. طافت الأيدي السوداء، كانت غير قادرة على الضرب بدقة. الآن كان الدم يتدفق من جبين سوبارو أيضًا، مقطوعًا بأسنان بيتيلغيوس الأمامية. نزل النزيف الغزير وغطى عينيه، فحجب بصره في الجانب الأيمن. – بعد لحظة لاحظ شيئًا ما ينزلق تحت قدميه، وأمسك بساقي سوبارو وأرسله يطير. في اللحظة التي سبقت اصطدامه بشجرة كبيرة، تخلى سوبارو عن كل الأفكار المتعلقة بتخفيف أثر الضربة، وتمسك بجثة إيميليا بقوة أكبر. لم يكن للتشبث بها ولكن لحمايتها. “- يا إلهي!” وهكذا اصطدم ظهره بالشجرة، مما جعله يشعر على ما يبدو بطقطقة مميتة في عموده الفقري. تحطمت عدة فقرات وفتحت جروحه المغلقة في وقت واحد. صرخ كل واحد منهم في جوقة من الألم الشديد عندما سقطت سوبارو على الأرض، متلويًا من الألم، وظهرت فقاعات حول فمه. “هذا مخزي! هذا مشين أليس كذلك؟! آه، أنا مرتاح جدًا. مرتاح حقا! وبهذا المعدل، كنت سأغوص في الكسل، وكل أفعالي أصبحت بلا معنى! لكني مجتهد حقًا، سأستنفد جهودي من أجل الحب… “ “اخرس، كن هادئًا… أيها الكوميدي…!” بدا تنفس سوبارو غريباً. شعر وكأنه تعرض لأضرار جسيمة في رئتيه. ومع ذلك، ضحك وسخر من بيتيلغيوس، في حين أن فقاعات الدم تساقطت من شفتيه طوال الوقت. “أي حب أيها المعتوه؟ هذا ما يسمى بالحب الذي تقول إنك حصلت عليه… أنا يمكنني رؤيته أيضًا، ألا ترى ذلك…؟ يبدو أنها تخونك أيها الأبله “. “ماذا تقول…؟! أتقول، أتقول، إ-إن… عقلي، عقلي يتشكل من شجرة! “ مزق بيتيلغيوس شعر رأسه وهو غاضب، وعيناه مفتوحتان على مصراعيها. مشى نحو سوبارو الساقط، ركل إيميليا بعنف من ذراعيه وكأنه يبعدها عن سوبارو عن عمد. تدحرج جسد إيميليا، واصطدم بجذور الأشجار المختلفة. نظر بيتيلغيوس إلى جانبه وضحك. “تشويه سمعة حبي أمر غير مسموح به! آه، لقد قررت. قررت! على الرغم من أن نصف الشيطانة التي كان يجب أن تخضع للمحاكمة قد هلكت مسبقًا، إلا أن أولئك الذين يؤوونها لا يزالون على قيد الحياة! “ صرخ بيتيلغيوس وهتف بينما رفعت إحدى أيديه السوداء سوبارو من رقبته. انفجرت عينا سوبارو على نطاق واسع حيث هددت القوة بنزع رأسه من على كتفيه؛ جعله الألم الوحشي غير قادر على الكلام. “أولاً، سوف أقضي على أولئك المرتبطين بالقصر؛ بعد ذلك، سأضحي بأهالي القرية المجاورة من أجل مودتها. لا شيء يجب أن يظل كما هو، أي ناجٍ سيكون دليلاً على الكسل. أنا، قمة الاجتهاد، وأصابعي ستصدر الحكم على الجميع – الطريق السريع مغلق بالضباب، لذلك لا يوجد من يتدخل في حبي! “ صرخ وبصق في حالته المضطربة، وضع بيتيلغيوس مخططه الشيطاني. “قبل ذلك، يبدو أنك تمسك بجسد هذا النصف شيطان كما لو كان ثمينًا جدًا بالنسبة لك… إذا قمت بتدميرها، أتساءل ما هي الأصوات الرائعة التي سأسمعها منك؟” مال رأس بيتيلغيوس، وشفتيه ملتويتين، وعيناه ممتلئتان بالفضول اللاإنساني. خمسة أذرع غير انسانية زحفت من ظهر الرجل المجنون، كل منها يتحرك بشكل مستقل بينما يتلوى في طريقه نحو جثة إيميليا. أمسكت واحدة بكل من أطرافها، مع التفاف اليد الأخيرة حول رقبتها النحيلة. “هل تراهم؟ هل تفهم ما سيحدث؟ “ “…توقف!” في تلك اللحظة، شعر سوبارو بالخوف على وجه التحديد لأنه كان بإمكانه رؤيتها. جعله ذلك يتذكر كل تفاصيل ما فعلته الأيدي السوداء لهذا الرجل بجسد ريم عندما لم يتمكن من رؤيتهم. والآن، كانت تلك الأيدي المدمرة نفسها موجهة نحو جسد إيميليا. لم يكن لديه القدرة على منع هذا الحقير. أدى حزن سوبارو إلى تعميق ابتسامة بيتيلغيوس المجنونة والمستمتعة. كل ما تبقى له هو أن يمزق لحم إيميليا بقسوة – “-ماذا تفعل؟” دون سابق إنذار، نزل الصوت من السماء، وهو يتردد ببرودة في آذان جميع الحاضرين. “-!” تغير تعبير بيتيلغيوس، وتحولت نظرته بحثًا عن المتحدث. كان للصوت قوة كافية فيه – والغضب الشديد – حتى يتغير تعبيره. أخيرًا، تحولت نظرة بيتيلغيوس نحو نقطة واحدة في السماء وتوقفت. بعد ثانية، سوبارو، الذي كان لا يزال مرفوعًا من رقبته، نظر إلى نفس النقطة في السماء أيضًا. “أكرر…” انسكب عدد لا يُصدق من رقاقات الثلج على الأرض، وملأت رؤيتهم، على ما يبدو فقد محى سماء الليل. أخرج نَفَسًا، مصبوغًا باللون الأبيض؛ في طرفة عين، انتشر البرد الذي هدد بتجميد العالم كله في جميع أنحاء الغابة. كانت الشخصيات ذات الرداء الأسود لا تزال جاثية على ركبها وبيتيلغيوس، بابتسامة مجنونة فوقه، كان في حيرة من أمرها. “ماذا ستفعلون مع ابنتي…؟” – وحش نهاية العالم الجليدي صبغ العالم باللون الأبيض. بالنسبة إلى سوبارو، كان ذلك الكائن الذي سيجلب له الموت في نهاية مرته العاشرة. لقد كان موته العاشر.

7
منذ مجيئه إلى هذا العالم، عانى سوبارو من الموت مرارًا وتكرارًا.
في ظل الظروف العادية، كانت هذه محنة لم يواجهها أحد أكثر من مرة في حياته.
تم انتهاك قانون الفطرة السليمة، وكان سوبارو، الذي تم منحه بالفعل عشر فرص للتعامل مع الموت، يعرف الكثير عن هذه التجربة أكثر من أي شخص آخر.
وبعد أن تعرفت عليه جيدًا، أصبح سوبارو قادرة على الإحساس بالنهج المتبع.
أخبرته حواسه بصوت عالٍ وواضح أن الموت كان في طريقه إليه.
“أنا متأكد من أنك تحب أن تفعل ما يحلو لك.”
الصوت، الذي حمل البرد القارس والقوة الجبارة، جاء من الحجاب الجليدي في السماء. انطلق الصوت من قط صغير بلون رمادي، وعواطفه شديدة البرودة مثل حشد من رقاقات الثلج الحادة التي ترافقه في طريقه إلى الأرض. كان صغيرًا بما يكفي ليناسب راحة اليد، وذيله لطالما كان طويلاً. كان له أنف وردي وعيون مستديرة. كانت أذرعه القصيرة مطوية، مثل الإنسان تقريبًا، حيث كان تعبيره محفوفًا بالكراهية العميقة.
كان بيتيلغيوس والأعضاء الآخرون في طائفة الساحرة صامتين أمام الكائن الخارق الذي يتحدث مثل الرجال. وشعر سوبارو، الذي كان برفقتهم، بحلقه يجف في صدمة لسبب مختلف. لم يسبق له أن رأى ذلك الكائن، تلك الروح، غارقًا في الغضب مثل الآن.
مثلما كان حاضرًا في ذلك المكان، وشعرًا بفيضان غضبه، كان يعلم أن الموت قد وصل إلى العالم.
“…روح!.”
تحت الضباب الأبيض المحيط بالروح العائمة – باك – أطلقت الغابة المجاورة له صوتًا يشبه الصدع أثناء تحوّلها. تحولت الأشجار إلى اللون الأبيض، كما لو أن الأخضر قد امتص منها؛ امتصت المانا من الغابة، وتجمدت أوراقها وأغصانها وجذوعها، مات كل ما فيها وسقط.
عرضت الأرض أيضًا تأثيرات مماثلة.
أولاً، ماتت الأزهار، ثم تسلل البرد فوق التربة، وأخيراً وصل إلى سوبارو المقلي على الأرض وطعنه البرد في كل مكان بألم حارق. شعر بالتخدر يتصاعد تدريجياً من أعماق جسده، مما تسبب في تعثر تنفسه حيث بدأ عقله يتلاشى.
قبل ذلك بوقت طويل، تعرض سوبارو للسرقة من المانا على يدي بياتريس. كان باك الغاضب يستخدم تلك القوة على نطاق أوسع، ليحول قوة العالم إلى قوته الخاصة.
بجانب سوبارو، الذي كان يكتم أنينه، تراجع بيتيلغيوس بخطوة بعرق ثقيل على جبينه، وكان أعضاء طائفة الساحرة الراكعون يلهثون للحصول على الأكسجين من خلال أفواههم المفتوحة، مثل الأسماك تقريبًا.
“طائفة الساحرة- بغض النظر عن مقدار الوقت الذي يمر، فأنتم لا تتغيرون أبدًا، أليس كذلك؟ في كل عصر، أنتم من يجلب لي أتعس الأشياء على الإطلاق “.
تحدث باك كما لو كان يتعامل مع حشرات ضارة وهو يوجه عينيه على نقطة واحدة في الغابة. سوبارو، بعد نظرته، رأى أن هناك مساحة واحدة متبقية لم تؤثر عليها قوة باك. فقط جثة الفتاة كانت محمية من نهاية العالم.
“آه، يا ليا المسكينة… لقد ماتت دون أن تفهم أي شيء.”
بعد التحديق بشوق في إيميليا، وجه باك عينيه نحو أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة.
“حرمان ابنتي من حياتها جريمة خطيرة. لا تظنوا أن أيًا منكم سوف يهرب حياً “.
“كيف تجرؤ مجرد روح…! كيف، كيف، كيف، كيف، كيف تجرؤ على الكلام؟! نصف شيطان فشل في محنة ما هو إلا متظاهر قذر! اللوم يقع على كسلك وعدم قدرتك على حماية هذه الحمقاء! آه! آه! أههههه! عقلي يرتجف!! “
استجاب بيتيلغيوس لتهديدات باك برفع يديه إلى السماء، ثائرًا في حالة من الغضب. كانت مقل عيون الرجل المجنون المحتقنة بالدم غير مركزة حيث اندلعت نية إراقة الدماء من بيتيلغيوس.
“كل ما سيحدث، كل ما يجب أن يحدث، المسار الصحيح للتاريخ مسجل في إنجيلي! الساحرة تحبني ويجب أن أرد لها حبها باجتهاد! بينما أنت، أيها الروح المتواضعة، تتمايل في الكسل! “
الحب، أليس كذلك؟
بالنسبة إلى بيتيلغيوس، لم تكن أعمال الطائفة تجاه الساحرة سوى سداد ثمن حبها لها. بالنسبة للمجنون، كانت الأفعال التي أظهرت إعجابه بالساحرة لها الأولوية المطلقة على كل شيء آخر. كانت الساحرة هي صاحبة السمو الوحيدة وكانت الأعظم. علاوة على ذلك، لم يُسمح لأي شيء أو أي شخص بتحدي حبه للساحرة.
“الموت لأنصاف الشياطين! وأنت أيضًا يجب أن تدفع ثمن كسلك! حب الساحرة هو الحقيقة التي تجعل قلبي ينبض! يجب التضحية بالجميع من أجل ذلك! “
لوح بيتيلغيوس بذراعيه، وهو يصرخ، يهذي، ويضرب بقدمه بصوت عالٍ.
نظر باك باستخفاف إلى جنون بيتيلغيوس بعيون باردة حتى صميمها. لم تحتوي على شفقة ولا غضب، فقط نظرة واضحة للقيمة المتدنية للشيء المعروض عليها.
اشتبكت إرادة باك وبيتيلغيوس غير المتوافقة تمامًا، مما أدى إلى إراقة دماء بعضهما البعض.
“أصابعي! هذا الأحمق يجب أن يدفع الثمن بالموت”.
تساقطت الكتل الجليدية على أتباع طائفة الساحرة، مما أدى إلى تشوههم وتثبيتهم في مكانهم. كانت أجسادهم وأطرافهم مثقوبة على الأرض، مثقوبة مثل حشرات الدراسة.
صرّ الهواء، وتجمد أجساد الأتباع من طائفة الساحرة الموتى، مما حول المنطقة الصخرية إلى معرض منحوتات جليدية.
“-”
على الفور، ودون سابق إنذار، قتل باك ما يقرب من عشرين شخصًا. خلال ذلك الوقت، لم يهتز بصره بأي شكل من الأشكال؛ ولا بيتيلغيوس. وبسبب عدم تأثره بفقدان الأتباع الذين أطاعوا أوامره، والذين أصبحوا الآن مجرد ذبيحة، استغل تحول انتباه باك المؤقت بعيدًا عنه.
“- عقلي… … يرتجف.”
كانت شفتيه ملتويتين بشكل غامق، وبعد لحظة، انفجر ظل بيتيلغيوس. في الوقت نفسه، تم وضع جسد سوبارو جانبًا وكانت سبعة أذرع تتجه نحو باك المحلق في السماء.
بفضل قوة باك، كان التعامل مع الأيدي الشريرة التي تتقدم لعبًا للأطفال. لكن باك لم يصدر أي رد فعل على تقدم الأدي – لأنه لم يراهم.
“الروح-!”
عندما حاول سوبارو رفع صوته للتحذير من الخطر، لفت صوته انتباه باك، مما جعل دمه يبرد.
“كن هادئا، سوبارو. سوف أتعامل معك لا… حقًا؟ “
ولكن قبل أن تنتهي الروح من الكلام، حاصرت الأيدي السوداء جسده الصغير، الذي اختفى من وجهة نظر سوبارو.
“آه…”
كان جسم باك صغيرًا جدًا لدرجة أن يد الشخص البالغ الطبيعي كانت أكبر من حجمه بما يكفي لإخفائه عن الأنظار.
لم يكن من الممكن لأي شخص رؤيته من خلال السبع أيادي. وكانت كل من تلك الأيدي السوداء قوية للغاية لدرجة أنها تمكنت من تمزيق جسم الإنسان بسهولة.
“إهمال! إهمال! بعبارة أخرى، الكسل! أنت كان يجب أن يقضي عليك على الفور! لقد امتلكت هذه القوة، لكنك كنت مهملًا في استخدامها بشكل صحيح! وهذه هي النتيجة! هذه! هذا! هذا هو هذا! “
الأيدي غير المرئية التي تمكن سوبارو فقط من رؤيتها تمسكت بجسد الروح وسحقته.
وأمامه كان بيتيلغيوس، الذي رقص ببهجة جنونية، تم محو الروح العظيم بقسوة –
“لا تجعلني أضحك.”
في اللحظة التالية، رأى سوبارو الأطراف السوداء المتقاربة تنفجر.
“هذا كل شيء؟ إنك أصغر من أن تقارن بالساحرة من أربعمائة عام. إذا كنت تريد حقًا قتلي – “
تحطمت الأشجار المتجمدة إلى شظايا الجليد بنقرة واحدة من ذيله.
تم تحطيم جثث أتباع طائفة الساحرة الذين أصبحوا منحوتات جليدية إلى قطع صغيرة. الكفوف الأمامية المسؤولة عن هذا جعلت حرارة الأرض تحتها تصل إلى ما دون الصفر.
كانت أبسط أنفاسه تنافس عاصفة ثلجية مستعرة، وداخل ذلك الضباب الأبيض، كانت عيناه مثل الذهب المتلألئ اللامع – العيون الناظرة بلا رحمة كانت بوابة إلى عالم الموت.
“فعليك بمواجهتي بنصف أذرع ساتيلا المظلمة على الأقل، أي بنصف ألف.”
كان حيوانًا كبيرًا رباعي الأرجل بفراء رمادي، مفتخرًا بالحجم الذي كان يفوق حجم الغابة.
كان هذا هو وحش النهاية الذي دمر القصر وجلب الموت إلى سوبارو في موته سابق.
– لقد كان بالفعل مظهرًا عظيمًا لنهاية العالم.
“-”
ارتفعت شدة البرد حول سوبارو إلى مستوى آخر، وكان من المؤلم حتى إبقاء عينيه مفتوحتين لمشاهدة العالم يتحول إلى اللون الأبيض. تحمل سوبارو الألم وهو ينظر إلى الوحش أمامه.
“ماذا او ما…؟”
صوت مرتعش تردد صداه من زاوية صغيرة من هذا العالم البارد.
“ما الذي تطلب مني فعله ؟!”
هذه المرة، أحدثت صرخة بيتيلغيوس قطعًا رأسيًا في شفتيه المرتعشتين، والتي نزل منها أثر للدم – ولكن في غمضة عين، تجمد هذا أيضًا، مما وضع حدًا للنزيف والألم.
خشي سوبارو من أن إغلاق عينيه وسط البرد القارس يعني أنه لن يفتحهما مرة أخرى. سمع صرخة بيتيلغيوس الأخيرة ونظر إلى الوحش مرة أخرى.
“الروح، هل هذا أنت…؟”
“أفترض أنه سيكون من الغريب أن أقول أليس هذا واضحًا؟ “
تحرك الفم العملاق للوحش ذو اللون الرمادي ردًا على سؤال سوبارو المرتعش.
جاءت كل كلمة مصحوبة بعاصفة، لكن سخرية الوحش الهائلة هي التي أكدت شكوك سوبارو.
بهذه الإجابة، توصل سوبارو إلى قبول حقيقة أنه في العالم السابق والعالم قبل ذلك، مات سوبارو في النهاية لأن –
بينما اضطر سوبارو إلى الصمت، حدق بيتيلغيوس في باك وتمتم، “إم… ممكن…”
أدخل المجنون يده السليمة في فمه، وسحق أصابعه واحدة تلو الأخرى، ونزف الدماء. كان الأمر كما لو أن هذا الألم هو ما ربط جنونه بالعالم.
“هذا مستحيل؛ لا يمكن أن تكون! مجرد! روح! روح وضيعة! لا يمكن أن تمتلك مثل هذه القوة! إذا كان ذلك ممكنًا، فأنا -! “
“- إيكيدنا.”
“-”
توقفت حركات بيتيلغيوس مع تدفق الزبد الدموي من زاوية شفتيه وعيناه مفتوحتان على مصراعيها.
همس باك بكلمة قاطعت إنكار بيتيلغيوس.
تغير لون وجه بيتيلغيوس في اللحظة التي سمع فيها ما يبدو أنه اسم.
“كرجل من الطائفة، أنت تفهم ما يعنيه هذا الاسم، أليس كذلك؟”
“قذرة… !!”
لم يكن رد فعل بيتيلغيوس أقل من الدراماتيكية. جنبا إلى جنب مع صوت شيء صلب، تدفق الدم من فمه. جاء هذا الصوت من ضرسه. لقد كان غاضبًا جدًا، وكان يعض على أسنانه بقوة كافية لكسرها.
“من البغيض حتى التحدث بهذا الاسم! آه، أنت مسكين، أحمق كسول، جاهل لا يعرف الخوف! أنت تجرؤ على نطق اسم ساحرة ساقطة، ساحرة أخرى غير ساتيلا، أمامي…! “
تحولت عيون بيتيلغيوس من محتقنة بالدم إلى مصبوغة بالقرمزي؛ ربما انفجرت الشرايين فيها. تدفقت دموع الدم من الزوايا. أدار الرجل المجنون أطراف أصابعه الممزقة وصرخ تجاه الروح.
“ايماني! حبي! هذا ليس أقل من إهانة كل ما أقدمه لها! “
“- الإنسان الذي يعيش مجرد عقود يجب الا يجادل الوقت ضد روح.”
تمامًا مثلما قال ذلك، توقف بيتيلغيوس عن هذيانه الجنوني. لا – لم يكن هذا شيئًا قام به بوعي. كان قد تجمد من قدميه إلى أعلى رأسه، مما جعله يتوقف.
بينما كان سوبارو مستلقيًا على جانبه، ورؤيته ضبابية وبيضاء، رأى عدوه اللدود على وشك الموت.
عرف بيتيلغيوس أيضًا أن تجميده يعني أن موته لم يكن بعيدًا في المستقبل القريب. ومع ذلك، حتى في مواجهة نهايته، لم يكن جنونه موجهًا نحو موته الوشيك بل إلى باك العملاق أمامه.
“عمق إيمان المرء لا علاقة له بالزمن! أنت وحش كسول، ولدت مع الزمن الأبدي، ولكن كنت في معظمه منغمسًا في الكسل! لا تقارنني بأحمق مثلك! آه! آه، آه! عقلي يرررررتجف! “
حتى مع العلم أن نهايته كانت قريبة، فإن جنون بيتيلغيوس لم يتزعزع أبدًا. بالنسبة لسوبارو، الذي لم يعرف ظاهرة تنافس ظاهرته في كونها مطلقة أو مرعبة من الموت، كان سلوك بيتيلغيوس منحرفًا حقًا.
كانت رؤيته وهو يعترف بإيمانه في اللحظة التي سبقت وفاته دليلاً على أنه كائن فاسد حقًا.
“الموت ليس عقابًا كافيًا بالنسبة لك أنت – لهذا السبب أكره نوعك “.
“تمت المحاكمة! بغض النظر عما يحدث لهذا الجسد القذر، فطالما وصلت مشاعري إلى الساحرة التي أحترمها، فسوف تمنحني صالحها… آه، سيكون من الرائع رؤيتها مرة أخرى! “
نشر بيتيلغيوس كلتا يديه تجاه السماء فوقه، وأطلق قرقعة. تطاير الثلج بقوة أكبر، وصبغ جسده الهزيل باللون الأبيض.
لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كان صوته أو حركاته قد تباطأ أولاً.
ومع ذلك، حتى ذلك الحين، لم يتوقف ضحك بيتيلغيوس.
لقد كان ممتلئًا بجنونه حتى توقفت ضحكته أخيرًا ومعها حياته.
“- توقف بينما كنت في منتصف حديثه، أليس كذلك؟”
غمغم الوحش الرمادي وهو يضغط على مخلبه الأمامي، محطمًا تمثال بيتيلغيوس الجليدي في الغبار.
حتى عندما شاهد سوبارو انتهاء حياة المجنون، حملت الرياح شظاياه الممزقة بعيدًا، لم تثر أي مشاعر قوية بداخله. لقد كره الرجل حقًا. كان يرغب في قتله. كان بيتيلغيوس هو من بدأ كل شيء؛ اعتقد سوبارو أن قتله سيجعل كل شيء يسير على ما يرام.
لكن هل كانت هذه هي النتيجة حقًا؟
على الرغم من أنه شهد وفاة خصمه المكروه، إلا أن سوبارو لم يكن لديه سوى فراغ أجوف بداخله.
كانت هزيمة بيتيلغيوس تعني إزالة التهديد الذي تشكله طائفة الساحرة.
لكن ريم، التي كان من المفترض أن يشاركها فرحته، قد تم محوها من العالم؛ إيميليا، التي كان من المفترض أن تنتظره بهدوء لنقل الأخبار السارة عند عودته، ماتت بين يديه.
لقد جعل الوزن المتراكم لكل من موتهما في زيادة رغبة سوبارو في الموت، لكن في النهاية، لم يستطع حتى فعل ذلك، وقد أخذ منتقم آخر الانتقام له –
سوبارو لم يبق له شيء. لقد فعل كل شيء، ونتيجة لذلك، لم يحقق شيئًا.
“-والان اذن.”
شعر سوبارو بعجزه الشديد بينما نظر إليه الوحش بهدوء. تم تذكيره من جديد أن الوحش العملاق هو الروح التي رافقت إيميليا؛ فداحة تلك الحقيقة جعلت جسده يرتعش.
تم تذكيره كيف أنه، في السابق، كان مذهولَا عندما كان الفرسان ومجلس الحكماء في القصر الملكي يتصرفون برعب شديد من فكرة محاربة باك عندما سمعوا اسمه المستعار.
“دعونا نتحدث، نحن فقط، حسنًا؟”
– الآن، كان يدرك بشكل مؤلم ما شعروا به في ذلك الوقت.
كان البرد يصعّب عليه عملية التفكير. وبالمثل، اختفى الألم الذي كان يمزق جسده كله.
سمع سوبارو خطى وفاته اللطيفة تقترب. ومثلما تباطأ جسده من هاجسه الذي يتمناه، فقد كانت النهاية قريبة –
“أوه، هذا لن يؤدي لخير. أنت تنزف بشدة – سأضع حدا لذلك “.
“- دواااه !!”
شعر وكأنه يشوي حياً، مما أيقظ حواسه الباهتة.
بألم لا يرحم يسد حلقه، رأى سوبارو أن كل جرح على جسده كان يتجمد بشكل مرئي. تصاعد البخار الأبيض مع اتصال الجليد الحاد وخياطته وربط جروحه، حتى الجروح الموجودة داخل جسده.
من خلال هذا العلاج، والتخلي عن كل اعتبار لجسم الإنسان، تم شفاء جسد سوبارو بعنف. انفجرت الأوعية الدموية في عينيه، وصبغ بصره باللون القرمزي.
لقد كان أكثر من مجرد ألم، لقد تفجر الجحيم في جسده حتى تجاوز ذلك مفهوم الألم.
“سوبارو، لقد ارتكبت ثلاث خطايا.”
مندفعًا نحو سوبارو، عوى الوحش بصوت شديد.
استمر الوحش العملاق في الحديث وكأن شيئًا لم يحدث. على الرغم من أنه أصبح ضخمًا في الحجم، وكان فمه مبطنًا بأنياب حادة لا نهاية لها، وتغيرت نبرة صوته، إلا أن الإيقاع كان لطيفًا كما هو الحال دائمًا.
وهذا أرعبه أكثر.
“أولاً، لقد حنثت بوعدك مع ليا. يبدو أنك لا تفهم حقًا مدى أهمية الوعد الذي تم تشكيله بين شخصين لسحرة روح. أفترض أنك لا تعرف حقًا إلى أي مدى أضر حنثك بهذا الوعد بـ ليا “.
رفض عقله فهم ما كان يقوله باك.
لا – كان الألم يسيطر على عقله. تم تجميد أعضائه الداخلية، وارتبطت عظامه المكسورة ببعضها البعض عن طريق ثقب الجليد في اللحم. تم قطع الجليد القرمزي فوق جروحه المفتوحة، وتجمدت المناطق المصابة حتى النخاع، مما أوقف النزيف بعنف. امتد التجمد إلى أبعد من ذلك. انتشر الألم أكثر. كان الموت ينتشر. إنها تؤلم، وتؤذي، وتؤذي… ………
“ثانيًا، لقد تجاهلت رغبات ليا وعدت للقصر. هل تعرف حتى إلى أي مدى دفعها ذلك إلى الزاوية وجعلها تعاني، عندما لم ترغب في رؤيتك مرة أخرى؟ لم تخلف وعدك فحسب، بل كان عليك أن تدوس على قلب ليا كما يحلو لك “.
مع سوبارو راقدًا على الأرض البيضاء، ممددًا أطرافه على نطاق واسع، وجه باك وجهه عن قرب ونفخ بأنفاسه الجليدية. تحولت دموع سوبارو المتدفقة إلى إبر تطعن مقل عينيه. اهتز دماغه من الألم الشديد.
“وثالثاً، تركت ليا تموت.”
كان الأمر أشبه برفاهية لـروحه. الألم الشديد جعل سوبارو ينسى كيف تتنفس. وسط هذا الألم، كان يحس وكأن كل عصب في جسده يغمر في بركة من الصهارة، لعن سوبارو ضحالته.
كان يعتقد أن الألم أقل درجة من الموت. لقد كان على مخطئًا. كان مخطئا بشأن عشية “فكرة الألم”، “الموت”، “الخوف”
– حطم ذلك كله القلب الضعيف المسمى سوبارو ناتسكي.
تم وضع روح سوبارو ناتسكي في الزاوية دون مكان للركض.
عندما بدأ عقل سوبارو البطيء في تقدير هذه الحقيقة المرعبة، قال له باك: “وفقًا للاتفاقية، سأدمر العالم الآن.”
احتوت عيون باك على الغضب. فقط في ذلك المنعطف، بدأت عاطفة جديدة في الظهور.
“سأدفن كل شيء تحت الجليد والثلج، كهدية فراق ليا.”
“… لن…”
“لا علاقة لذلك بجعلها سعيدة أم لا. بغض النظر عن جزئي من الاتفاقية، لن أنقض ما تم الاتفاق عليه “.
ضاقت عيون باك عندما استجاب لصوت سوبارو غير المتماسك.
“لكن هذا العمل سينتهي دون تحقيق، أتخيل. حتى لو قمت بنشر هذا العالم الجليدي لتغطية كل الأرض، مثل الغابة حيث أقمنا أنا وليا… سيقف قديس السيف أمامي. هذه معركة لن أفوز بها “.
بدا أن باك يتأسف على التفاوت في القوة عندما طرح اسمًا آخر لبطل أحمر الشعر.
لم يصدق سوبارو أنه كان يسمع هذه الكلمات.
صرح باك، الذي كان يمتلك مثل هذه القوة المهيمنة، بصراحة أنه ليس لديه فرصة لهزيمة قديس السيف.
وإذا علم باك أنه سيتعرض للهجوم في هذه العملية، فلماذا يضحي بنفسه في مثل هذه المعركة؟
“لماذا لماذا…؟”
“- كانت ليا هي السبب الكامل لوجودي.” رد باك على استفسار سوبارو.
كانت الرياح تزداد برودة، وطعنت جسد سوبارو، وملأت عينيه، وجمدت دمه – كانت النهاية قريبة.
“لا معنى لي أن أبقى في عالم بدونها. الآن بعد أن فقدتها، لن أسمح للعالم بالمضي قدمًا. بالنسبة لي، انتهى كل شيء عندما ماتت تلك الفتاة “.
عندما أنهى باك حديثه، ارتفعت شدة الرياح فجأة. “كم من الوقت سيستغرق الشخص حتى يموت إذا كان يتجمد ببطء وتدريجيًا من أطراف اطرافه إلى ما فوقها؟ هل تساءلت يومًا عن ذلك، سوبارو؟ “
“-”
“سأعتبر ذلك بمثابة نعم. أريدك أن تعلم الإجابة “.
ببطء، ببطء، أكل البرد المزيد والمزيد من لحمه.
كانت جروحه وأعضائه الداخلية مجمدة بالفعل، لذلك تم استثناؤها لأن بقية لحم سوبارو انتهت من أطراف الأصابع إلى أعلى.
إذا كان الألم يمكن أن يدفع الشخص إلى الجنون حقًا، لكان عقله قد تحطم قبل ذلك بوقت طويل.
أراد أن يتمزق عقله، وتحطيمه إلى أجزاء صغيرة، منتشرة في كل الاتجاهات. إذا لم يكن…
“- الضباب قادم. يبدو أنك استدرجت شيئًا سيئًا للغاية “.
لم يسمع. كان أحدهم يقول شيئًا ما، لكنه لم يستطع أن يسمع. “الشراهة… آه، هذه الأيام يسمونه الحوت الأبيض، أليس كذلك؟
“نسميها، ترك ليا تموت، وتفقد حياتك… أنت حقًا لا يمكن إصلاحك، هل تعرف ذلك؟ “
لم يسمع. لم يسمع. لكن على الرغم من أنه لم يكن يجب أن يسمع ذلك، فقد سمع الصوت.
سمع ضحك من مكان ما. صوت ساخر.
الثرثرة، الثرثرة.
كان يعرف تلك الضحكة. صوت الرجل الذي كان يكرهه حتى الموت.
من أين أتت؟ مع اقتراب النهاية، سعى وعيه للحصول على إجابة على هذا السؤال.
ثم أدرك ذلك.
كان الثرثرة المستمرة تأتي من حلقه. بدأت النشوة في السيطرة على دماغه، مما أدى إلى إغراق آلامه.
اتخذ خطواته الأولى في عالم يتكون فقط من الجنون. الطريقة التي شوهت بها كل الأشياء من حوله كانت… جيدة.
الضحك لم يتوقف.
كان بضحكه يسخر من نفسه – الشخص الذي ترك ريم يموت، والذي قتل إيميليا، والذي كان يموت مثل الكلب الآن.
أه نعم. لقد كان حقًا… كيف كان التعبير!!…
“- سوبارو، أنت حقًا كسول.”
بصوت حاد، أغمي عليه.
ربما لم يكن وعيه وحياته فقط هي التي قطعت.
– لقد كان شيئًا أكثر من ذلك، شيء كان بالكاد يربط أجزاء ببعضها البعض، والذي انفجر بشكل مسموع في تلك اللحظة.
فرقعة…انفجار.

في ذلك الوقت، أمام أعين سوبارو، حياة إيميليا قد “وااااااااااااااااااااه – !!” صرخ وعوا بما يكفي لتمزيق حلقه، كما لو أن ذلك سيسمح له بنسيان كل شيء. إذا كان الأمر كذلك، فقد أراد أن يموت في تلك اللحظة بالذات، أراد أن تمزقه تلك الأيدي والمخالب. كان جسد إيميليا الخاوي لا يزال راقدًا بين ذراعيه. لم يتوقف الدم عن التدفق منها. تحولت ملابس سوبارو إلى اللون الأحمر. – بينما كانت اليد اليمنى تلامس قلب سوبارو، كانت اليد اليسرى قد وصلت إلى إيميليا. تصميمه، عزيمته، أفعاله، ماضيه، ومستقبله قد تعرضوا للسخرية والاستهزاء. تصميمه العنيد، التصميم الذي قرر للتو أنه لن ينكسر أبدًا، تحطم إلى أشلاء، وسوبارو ناتسكي سقط في هاوية اليأس. واصل الصراخ أعلى وأعلى، لم يتلاشى صراخه أبدًا. لقد وصل أخيرًا إلى هذا المنحدر. سوبارو — قتل إيميليا. 4

 

“اخرسي! وكوني هادئة و… تعالي وانظري! “ مدت رام يده نحو جسده المترنح، لكن سوبارو أزاحها جانباً بغضب. كان سوبارو نائمًا في غرفة نومه في الطابق الثاني من الجناح الشرقي للقصر. كانت غرفة ريم في الطابق الثالث، لذلك سار إلى الدرج المؤدي لأعلى باحثًا عن أثر لها. “أنت تترنح بشكل خطير. إذا واصلت إجبار نفسك على الحركة، فلن يسبب لي ذلك سوى المتاعب “. تبعته رام خلفه، وتحدث إليه، لكن سوبارو لم يكن لديه نية في الاستماع. استغرق الأمر وقتًا أطول من المعتاد في صعود الدرج، واتجه سوبارو مباشرة إلى ممر الطابق الثالث من القصر قبل التوقف أمام غرفة – غرفة ريم. بمجرد أن تراها رام، فمن المؤكد أن أفكارها السخيفة ستتحطم في الغبار. أمسك سوبارو بمقبض باب الغرفة ودخل. لم يتردد في أفعاله. إذا فعل ذلك، فإن قلب سوبارو الجبان سيقوم بتقديم المزيد من الأعذار. لم يكن لديه وقت للقلق أو الصراع. كانت الغرفة التي دخل إليها بسيطة ولكنها مزينة بطريقة أنثوية واضحة – “…مستحيل.” لم يكن هناك شيء. كانت المساحة التي دخل إليها للتو تحتوي على سرير مرتب وطاولة صغيرة، لا تختلف عن أي من الغرف الفارغة الأخرى. كانت غرفة ريم بسيطة، لكن هذه الغرفة كانت مختلفة، وخالية تمامًا من احتمالية أن يسكنها أحد. كانت خالية من اللمسات الأنثوية الصغيرة والديكورات الخاصة بـ ريم. “هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا…” نظر في جميع أنحاء الغرفة لإيجاد أي شيء يدل على وجودها، سوبارو لم يصدق ما يراه واندفع إلى الرواق. تجاهل نظرة رام وهي تقف بجانب الباب، أحصى سوبارو الغرف من الدرج إلى هذا الباب. لم يرتكب أي خطأ. لم يكن هناك طريقة لأن يخطئ في الغرفة. يمكنه أن يجد المكان وعيناه مغمضتان. -إذن لماذا…؟ “هل يمكن أن يكون ذلك من فعل بياتريس؟ ربما قامت بخلط المساحات مثل تلك المرة الأولى… “ “باروسو”. “هذا صحيح! لا بد ان يكون الأمر كذلك! هل تلعب عليّ مثل هذه الألعاب لتسخر مني!؟… “ “باروسو، توقف.” عندما رأت أن سوبارو كان يائسًا بشكل هيستيري، أسقطت رام كل مظهر من مظاهر الهدوء وكل تلميح من المودة. نظر سوبارو مصدومًا في رام. نظرت إليه مرة أخرى، كانت نظرتها الحزينة التي لا يمكن وصفها معبرةً عن مدى اهتمامها به. لكنها كانت خاطئة. لم يكن اهتمامها هو ما يبحث عنه سوبارو. “ريم… إنها…” “- ليس هناك شخص بمثل هذا الاسم في هذا القصر.” هزت رام رأسها وهي تجيبه وعيناها غائمتان، كانت الصفعة المدوية المتشكلة في “ليس لدي أخت صغرى”. وهكذا دمرت كل شكوكه.

/////

ترجمة فريق SinsReZero

5 – دون سابق إنذار، ألقى سوبارو في الفضاء، استقرت رأسه أولاً على بعض النباتات الطحلبية. “بوا!” بصق سوبارو لعابه الذي كان طعمه مثل الأوساخ، ثم رفع رأسه ونظر حوله. ظهرت عناقيد من الأشجار في مجال رؤيته المعتم. محاطًا بالطبيعة من جميع الاتجاهات، أدرك سوبارو أنه تم إلقاؤه في وسط الغابة. “غابة في الليل…؟ في مكان ما في الجبال…؟ “ كان قادرًا على الرؤية فقط لأن ضوء القمر كان ظاهرًا. هب نسيم بارد وهز أوراق العديد الأشجار، مع أصوات الحشرات التي تطغى على الغابة القاتمة تحت سماء الشفق. حقيقة أنه كان الليل خارج القصر جعلت سوبارو يدرك أنه كان ينام لأكثر من نصف يوم. “النقل الآني… أو شيء من هذا القبيل، على ما أعتقد؟” كان الهواء قد انحنى، وبعد أن ابتلعه الشق مباشرة، تم إلقاؤه في الغابة. باستخدام تعويذة الانتقال السحرية، تمكنت بياتريس من إعادة ترتيب مكان اتصال كل باب في القصر بحرية. ربما لم يكن هناك سبب لتوقعه أنها لا تستطيع نقل الأشخاص واحدًا تلو الآخر إذا كان لديه عقل. ولكن حتى لو كان يفهم ذلك كثيرًا، فإنه لا يزال لا يملك أي فكرة عما كانت بياتريس تفكر فيه حقًا. حتى ذلك الحين، رفضت الصورة النهائية لبكائها أن تتلاشى من عقله. على الرغم من أنها رفضته، إلا أنه كان على يقين من أنها ستتركه بازدراء. ومع ذلك، نظرت بياتريس إلى سوبارو بحزن ويأس في عينيها – “وكأن… هي…” —كأنها كانت تتوقع منه المزيد. رفض سوبارو مثل هذه المفاهيم، معتقدًا أنها تخدم نفسها بشكل كبير. لقد اعترف بأنه كان مليئًا بالهراء، غير قادر على فعل أي شيء، أليس كذلك؟ لقد قبلها، أليس كذلك؟ إذا لم يكن يتوقع أي شيء من نفسه، فلن يتوقعه أحد أيضًا. حتى أن شخصًا يمكن يتوقع شيئًا منه لم يكن سوى ذروة “الكبرياء”. – على الرغم من أنه استمر في الركض والسعي وفقًا لتوقعات الآخرين قبل وقت طويل من وصوله إلى هذا العالم. “يا رجل، أنا ميؤوس مني، أليس كذلك…؟” ظهرت ابتسامة ملتوية على وجه سوبارو وهو يركع ببطء على العشب. بدت ساقيه أقل قدرة على حركة مما كان متوقعًا. عندما نظر سوبارو إلى الأسفل، أدرك أن هناك شيئًا آخر يثقل على ركبتيه. حتى ذلك الحين، بعد التعثر في شقوق الفضاء، استمرت جثة إيميليا في الراحة في حضنه. “ايمي… ليا…” في هذا العالم الكئيب، أشرق القليل من ضوء القمر على وجهها الشاحب. بدت وكأنها كانت لا تشعر بالألم ولا تشعر بالسلام من موتها. وبدلاً من ذلك، بدت مليئة بالصراع، وغير قادرة على فهم سبب المحنة التي أصابت جسدها. أي كيف تحطم قلبها وهي لا تزال على قيد الحياة، في عالم الزمن المتجمد. ولكن حتى لو لم تشعر بأي ألم، فهذه لم تكن نعمة. لم يكن هناك شيء مثل الموت بسلام، ولم يكن الموت نعمة إنقاذ لأي شخص. – باستثناء سوبارو نفسه، في تلك اللحظة. “أنا آسف. أنا بالفعل آسف، لذا، آسف جدا… “ عندما نظر إلى وجه إيميليا، سقطت الدموع على خدها الشاحب. كان يعتقد أن دموعه قد جفت، لكنها تدفقت من قاع قلبه الذي تعرض للتعذيب المستمر. سامعًا أصواتا – أصواتًا تلومه. كانوا الأشخاص الذين قابلهم سوبارو يصرخون عليه بغضب شديد. كان بينهم فتاة ذات شعر فضي وفتاة ذات شعر أزرق – “شخص… شخص ما، أي شخص…” -أرجوك أقتلني. تحت وابل من الصيحات التي لن تختفي، التقطت سوبارو إيميليا ووقف على قدميه. من هناك، خطا على العشب وكسر الأغصان عندما بدأ يمشي ببطء في الغابة. كان يسمع صوت الوحوش من بعيد. إذا التقى بتلك الوحوش الشيطانية السوداء الآن، فقد شعر وكأنه سيحييهم بابتسامة على وجهه. أرادهم أن يأكلوا لحمه وطاقته وحياته – أي شيء يحلو لهم. لأنه إذا لم يحدث ذلك، فلن يكون هناك خلاص لسوبارو ناتسكي. “-” بالتوجه نحو مصدر العواء، تقدم سوبارو في الأعماق المظلمة من الغابة. لم يعد يشعر بثقل حمل إيميليا، ولا التعب من السير على طول الطريق الجبلي البارد مع ضعف الرؤية. تساءل عما إذا كان ذلك بسبب أن لديه هدفًا واضحًا ويعمل بجد على تحقيقه. سيكون ذلك مثيرا للشفقة. ولم تبد كلمة مثير للشفقة كافية لوصف مصيره. “هناك… بعد هذا الوادي… وبعد ذلك…” اتجه بحذر إلى أسفل التل، وتسلق جذور الشجر الملتوية كما لو كانت سلالم. ومثل شمعة على وشك الاحتراق، كان يستنفد آخر قوة متبقية في حياته. لكن هذا لم يكن السبب الوحيد في عدم التردد في خطواته. ببساطة، لقد تذكر الطريق. بعد كل شيء، كان هذا المكان – “نعم، ها أنت ذا.” ارتسمت ابتسامة رقيقة وصادقة على شفتيه وكأنه مرتاح لعدم فقد هذه الذكرى. استولى عليه ضحك جنوني – من النوع الذي لم يستطع فعله سوى رجل ملطخ بالدماء ومتحرر من عقله. عرف سوبارو رجلاً ضحك هكذا. إذا نظر في المرآة في تلك اللحظة، فربما يرى نفس الابتسامة على وجهه. عند رؤية مثل هذا التعبير يملأ ذهنه، فإن حقده المطلق أدى إلى إحساس فسيولوجي بالاشمئزاز. لكن أولئك الذين وجه إليهم تلك الابتسامة المجنونة اعتادوا على ذلك. “-” داخل الغابة الليلية، أحاطت به مجموعة من الناس في ملابس سوداء تمتزج مع الظلام. كما لو كانوا يرتفعون من الظلام، فقد حاصروا سوبارو بصمت، ولم يسمحوا له حتى بالإحساس بهالاتهم بينما استمروا في التحديق في وجهه مباشرة. لم تحمل نظراتهم أي عداء، ولا لطف، ولا حقد، ولا إحسان. لم يستطع الإحساس بأي شيء يشبه “الإرادة” على الإطلاق. حدق سوبارو، تحت رقابهم، وبتذكر لقائه معهم من المرة الأولى. “نفس الشيء، هاه…؟” كما هو الحال في ذكريات سوبارو، خفضت جميع الشخصيات ذات الرداء الأسود رؤوسها في ذلك الوقت وهناك. مثل الدمى المتحركة التي تفتقر إلى الإرادة الخاصة بهم، أظهروا لـ سوبارو “الاحترام” للمرة الأولى. لم يكن لدى سوبارو أي فكرة عن سبب إعجابهم به. كل ما كان يعرفه على وجه اليقين هو أنهم كانوا جميعًا من أتباع طائفة الساحرة، وأنه كان للظلام الذي يلف سوبارو علاقة ما بالساحرة التي يعبدونها. “-ابتعدوا عن طريقي.” حقًا، كان هناك العديد من الأشياء التي أراد أن يسألهم عنها. إذا حدث هذا قبل أن يستسلم للموت، لكان لديه جبل من الاستفسارات. ولكن في الوقت الحالي، حتى هذا الشعور كان مجرد بقايا لا قيمة لها. بأمر من سوبارو، لم تصدر الشخصيات ذات الرداء الأسود صوتًا واحدًا للمعارضة لأنها ذابت في الظلام واختفت. عندما اختفوا عن بصره، لاحظ سوبارو أن العالم كان مليئًا بالصمت. لم يعد يسمع صراخ الوحوش التي أرادها أن تأتي خلفه، ولا صرخات الحشرات – ولا حتى الرياح. كان الأمر كما لو أن جميع الكائنات الحية احتقر طائفة الساحرة. ربما لم يكن السبب صمتهم مجرد وجود طائفة الساحرة ولكن كان حضور سوبارو أيضًا. ربما تكون الطائفة وسوبارو معًا في مكان واحد يرسمان صورة مثيرة للاشمئزاز لدرجة أن العالم نفسه احتقرهم. – كان يعتقد أن هذا التقييم الأخير يناسبه بشكل أفضل بكثير. جاءت ضحكة خافتة من فوق سوبارو بينما كان يتقدم متجاوزًا المكان حيث أحاطت به الطائفة. اجتاز الصوت الجذور، وخطى فوق التربة، وسحق أوراق الشجر بقيعان حذائه، وفي النهاية، انفتحت الغابة. انتشر منحدر صخري محض أمام عينيه. “مساعدي الحبيب، لقد كنت في انتظارك.” كان يقف أمام الجدار الصخري رجل هزيل يحمل نفس الابتسامة المجنونة التي على وجه سوبارو.

حسابنا بتويتر @ReZeroAR

الفصل الرابع لن تدعني أقول هذه الكلمات 1 واصل تنين الأرض التقدم للأمام بعد إصدار أصوات صرير. كان عقل سوبارو ضبابيا. كان يميل بعمق في مقعد السائق، وكان السائق بالاسم فقط. كان التعب جزءًا من سكونه، وجزئياً بسبب جروحه، لكنه كان في الأساس بسبب إجهاد روحه. عظامه المكسورة وجبهته المجروحة لم يلتئما. كان كتفه الأيسر المخلوع يئن بألم. أشعرته أسنانه المكسورة بالإزعاج الشديد؛ ملابسه المتسخة بـ الدم والوحل والبول، نقلت البرد مباشرة إلى جلده. – لماذا نجا؟ محميًا من قبل ريم فقط ليفقدها إثر ذلك، تخلى عنه أوتو، حتى الحوت الأبيض رفض التهامه مما أنقذ حياته المثيرة للشفقة. لقد أخطأ في اختيار طريقه على طول الطريق السريع وعبر ضباب الليل، وتحرر من مطاردة الحوت له وبالتالي فقد تمكن من إطالة حياته. فقط إلى أين سيقوده هذا الطريق وتنين الأرض الباقي؟ وبمجرد وصوله، هل سيكون هناك أي شيء يمكنه فعله؟ الرغبة في حماية شخص ما، لإنقاذ شخص ما – كان يثق في أن هذا الشعور هو الذي دفعه إلى الأمام. ومع ذلك، بعد أن رأى أشياء كان يتمنى لو لم يرها، كان يعلم أنه وببساطة كان يواسي نفسه بكلمات واهمة. لقد أدرك أنه يحتاج إلى الحفاظ على حياته قبل كل شيء؛ كان كتلة من اللحم ملفوفة بالشفقة على الذات. عندما تركته ريم لمواجهة الحوت الأبيض، وعندما أمر أوتو بالاستدارة لإنقاذ ريم، ربما كان يتظاهر فقط بأن قلبه قد تحطم بسبب دحض أوتو له ولكن هل كان مستريحًا بالفعل من ذنبه؟ إذا كان خصمًا مثل قديس السيف لا يستطيع هزيمة هذا الوحش، فإن العودة كانت تعني فقط أنه سيعاني وسيموت كـ الكلب. ريم لم تكن تريد ذلك. – لذلك فقد قال لنفسه إنه ليس بحاجة للعودة. لم يكن بحاجة للموت. في واقع الأمر، لم يعد سوبارو لإنقاذ ريم أبدًا؛ حتى أنه قد توسل إلى الحوت الأبيض ليعفو عنه، عن الهدف المزعوم لكراهيته، عن حياته. كان يصرخ بشدة “لا أريد أن أموت”، وهو يفر في حالة من الخوف، ويتبول على نفسه طوال الوقت. في ذلك الوقت، لم تكن سلامة ريم أو خسارتها قد أتت إلى مؤخرة عقله ولو لمرة واحدة. فعلت ريم شيئًا غبيًا جدًا، حيث ألقت بحياتها بعيدًا دفاعًا عن رجل مثله. “لكن… أغبى شيء…” لم يعد هناك ريم بعد الآن. ذهب أوتو، وكذلك جميع التجار المسافرين الآخرين. كان سوبارو وحده الآن، باستثناء تنين الأرض الذي استمر في التقدم بصمت على طول الطريق السريع الذي تم رصفه جيدًا باحثًا عن الحضارة الإنسانية. لا يهم لأين. أراد سوبارو فقط الذهاب إلى مكان ما. أصبح سوبارو لا مبالي، وأطلق يده من اللجام عندما انهار على مقعد السائق. وبينما كان يتدحرج على جنبه، كان يرى الصلبان ما زالت تلمع في زاوية يصعب رؤيتها. كان هذا دليلًا على أن أوتو قد تعرض للهجوم من قبل أتباع طائفة الساحرة الذين واجههم على ما يبدو بعد تخطيه للضباب. طوال ذلك الوقت، كان سوبارو يتساءل عما إذا كانت طائفة الساحرة ستظهر أمامه أيضًا؛ هل كان سيلقى نفس مصير أوتو؟ هل ستنتهي حياته التي لا معنى لها أيضًا؟ أو إذا ما وصل الأمر إلى ذلك، فهل سيتم إنقاذه مرة أخرى، حتى لو كان وجهاً لوجه مع بيتيلغيوس؟ “بيتيل… غيوس “ بتسمية هدف كراهيته بمنتهى التردد، عرف سوبارو مدى الفراغ في قلبه. حتى عند التعبير عن اسم المجنون الذي قتل ريم بوحشية، وسخر من سوبارو، وكان أصل كل هذه الشرور، فلم يشعر قلب سوبارو بأي وخز أو ألم على الرغم من أنه قبل ساعات قليلة فقط، كان غضب سوبارو تجاه هذا المجنون هو الشيء الوحيد الذي يجعله مستمرا في سعيه. “ماذا حدث لي بحق الجحيم…؟” صرّت عجلات عربة التنين بصوت عالي تردد في طبلة أذنه. جلس سوبارو عندما رأى المنظر أمامه. “غابة…؟” كان تنين الأرض قد توقف عن السير في وقت ما دون أن يلاحظ. عندما لاحظ محيطه كان تنين الأرض يمشي في طريق الغابات المحاطة بالأشجار. يبدو أن الشمس قد أشرقت منذ بعض الوقت، لأن أشعة الشمس البيضاء في الأعلى كانت تحيط بجسد سوبارو. الآن بعد أن لاحظ ذلك، تذوق سوبارو الحرارة على جلده، وامتصها مثل الفتيل، عندما… “- آه، سوبارو؟” … تفاجأ بسماع صوت بريء عالي النبرة ينادي اسمه. ظهر عدد من الشخصيات الصغيرة حول عربة التنين المتوقفة، متطلعين إلى سوبارو بينما كان جالسًا على مقعد السائق. أشاروا إلى سوبارو وبدأوا في الضحك على الحالة المؤسفة التي وجدوه فيها. “إنه حقًا سوبارو.” “ما حدث لك سوبارو؟” “سوبارو، أنت متسخ للغاية.” “أنت كريه الرائحة، سوبارو.” لكن هذه لم تكن ضحكات الاستهزاء تحمل سوء النية، بل كانت ضحكات خافتة دافئة مخصصة لأولئك الذين حملوا عواطف دافئة. “نعم، أنتم…” كان يعرف وجوههم. لقد رآهم عدة مرات في الأيام القليلة الماضية. لقد رآهم مشوهين بفعل الألم والعذاب، ولم يبتسموا مرة أخرى. كانت هذه الوجوه المبتسمة للأطفال الذين يعيشون في قرية إيرلهام، في ضواحي مقاطعة روزوال. في حالة من الذهول، رفع سوبارو رأسه ورأى أنه قد وصل، وعلى طريق الغابة فقد تمكن من الوصول إلى حيث كانت الحضارة الإنسانية التي سعى إليها. لقد وصل أخيرًا إلى المكان الذي كان يتوق إليه، الذي كان يتوق إليه كثيرًا. لقد نجح سوبارو في العودة قبل أن يستسلم تمامًا لليأس والخسارة. “سوبارو؟” “إيه، ما الخطأ؟” “آه، انتبه!” ارتفعت أصوات الأطفال. عرف سوبارو ما كانوا يحاولون إخباره به. وبغض النظر عما حدث فقد كان يفقد وعيه بالفعل، ولم يعد قادرًا على دعم جسده. سمع صوتًا خفيفًا لشيء يتم شده وانقطع، ومرة ​​أخرى، سقط عقل سوبارو نحو مكان مظلم وهادئ، كما لو كان يحاول التخلص من كل مشاكله بعيدًا. “انتظر – لا تسقط -”

“مساعدي، مساعدي، ما هذا؟ علاوة على ذلك، علاوة على ذلك، أنت تحمل بين ذراعيك… هل يمكن أن تكون تلك الفتاة النصف شيطانة؟ “ عندما اقترب سوبارو من المنطقة الصخرية، رفع بيتيلغيوس رأسه ونظر إلى إيميليا، التي احتضنها سوبارو بين ذراعيه. ظل رأس المجنون موازيًا للأرض حيث انزلق لسانه في تسلية، وهو يقطر البصاق. “يا إلهي، لكي تفقد حياتها حتى قبل أن نقوم بمحاكمتها… يا له من مصير مأساوي! يا له من زوال مفاجئ! آه! و و و… كم أنت مجتهد يا مساعدي العزيز! لقد قمت بمحاكمتها، قبل أن أتصرف وسرقت كلا من جسد وحياة نصف الشيطانة…! “ صرخ بيتيلغيوس، مشيدًا بوفاة إيميليا بإيماءات مبالغ فيها، ملوحًا بذراعيه. لاحظ سوبارو أن أتباع طائفة الساحرة قد تجمعوا حول بيتيلغيوس في وقت ما، وكلهم جثا على ركبهم وهم يستمعون بتفانٍ إلى هذيان هذا المجنون. “أنا، مجتهد…؟” عند سماع تمتمة سوبارو المتحيرة، صاح بيتيلغيوس بنبرة مبتهجة. “نعم هذا صحيح! اجتهاد! إنك رائع! على عكسنا، البطيئين في اتخاذ القرار، ضعيفي الذكاء، والمفتقرين إلى الحسم، لقد جعلت كرامة الساحرة قبل أي شيء آخر! “ ثم انزلق على ركبتيه وسجد، وضرب جبهته بالأرض الصخرية. “مقارنة بك! كنت أنا وأصابعي بطيئين للغاية، حمقى جدًا، مفتقرين جدًا! آه، سامحني! لكوني غير قادر على تعويض حبك! اغفر لهذا الجسد الكسلان الخائن! اغفر لهذا الرجل الغبي غير القادر على الاستجابة للحب الذي تمنحه لي! “ تدفق سيل من الدموع من بيتيلغيوس وهو يضرب الصخرة بذراعه، وكاد أن يشق جبهته بقوة اعتذاره. كان الفعل الشديد لإيذاء النفس مصحوبًا برذاذ من الدم. كان بإمكان سوبارو رؤية العظام من مكان قطع معصمه. على الرغم من ذلك، لم يتوقف بيتيلغيوس عن أعماله العنيفة؛ في الواقع، اندفع كل من المؤمنين الراكعين في كل مكان لتقليد أفعال الرجل المجنون المدمرة للذات. لقد كان نشازًا من الدم والعذاب – وبينما كان يشاهد كل شيء، لم يشعر سوبارو بأي شيء. حتى وهو أمام الرجل الذي كان يكرهه تمامًا، لم يكن قلبه متأثرًا على الإطلاق. “آه، ماذا أفعل من أجلك، يا من أتمم المحاكمة عوضاً عني وأنا عجزت عن الرد على مشاعره؟ أخبرني أرجوك. ماذا أفعل من أجلك حتى أثبت أن حبي ليس كسولاً؟ “ اقترب بيتيلغيوس، حيث كان الدم يتدفق من رأسه مما تسبب في تدفق دموع الدم وهو يوجه نداءه الجاد. رد سوبارو “اقتلني”. بالتأكيد كان التعبير على وجه ذلك الرجل المجنون يعبر عن صدمة من هذا الطلب المفاجئ – “هل انت متأكد من ذلك؟” -ولكنه لم يفعل. وبدون أي تردد، فقد وافق. فكر سوبارو مرة أخرى بينما كان بيتيلغيوس يراقبه بتعبير عن النشوة. “آه، رائع، رائع حقًا…! مع انتهاء المحاكمة وبحثًا عن الخلاص، يجب أن تكون أفعالك وأفعالي وأعمال المؤمنين الذين يسعون إلى الخلاص مجتهدة…! آه، لقد نجونا من الكسل! أنا وأنت على حد سواء! لك شكري! واجتهادي الذي أكسب به حبها! “ لم يكن لدى بيتيلغيوس أي شكوك حول رد سوبارو المليء بالفكر، ولم يشعر بألم ضمير تجاه أفعاله، حيث رأى أنه لا يتعارض مع قوانين العالم بأي شكل من الأشكال. وتحت ستار الاجتهاد، أطلق العنان لسفك الدماء. رأى سوبارو هذا في الرجل المجنون، وأغمض عينيه، وبالكاد تحرك قلبه. على أقل تقدير، كان هذا ما أراد سوبارو رؤيته في ذلك الوقت. “على الرغم من أنني يجب أن أقول…” عندما سمع بيتيلغيوس شيئًا ما، شعر سوبارو بالنية القاتلة تضغط على جلده. “غير قادرة حتى على اجتياز تجربة واحدة، ولا حتى مواجهة خطيئة مميتة واحدة، كنت أحمل توقعات كبيرة فقط لتتعثر في الحجر الأول في طريقها…” نظر الرجل المجنون إلى إيميليا النائمة، وهو يتنهد. “- آه، لقد كنت كسولًا!” لم يكن لديه كلمات أعظم للتقليل من شأن موت إيميليا. عرف سوبارو هذا، لأنه يتذكر كيف نظر هذا الرجل المجنون إلى حياة هذه الفتاة الثمينة له في عالم ماضٍ طويل. “-” فتح سوبارو عينيه. في تلك اللحظة، رأى سحابة مظلمة تقترب، تتخذ شكل يد. للحظة واحدة، اختفت الذكريات المؤلمة واندفعت إلى مؤخرة عقله. لكن هذه اليد الشريرة كانت مختلفة. يمكنه بالفعل أن يحرك جسده. يمكن أن يحرك قدميه. يمكن أن يحرك ذراعيه. ومن ثم فَقَد السيطرة على جسده. عندما انزلقت اليد السوداء برفق نحوه، قفز سوبارو إلى الجانب حاملاً إيميليا بين ذراعيه. انزلقت اليد، وبدا أنها حائرة لأنها اختفت. كان أنفاس سوبارو ممزقة وهو يشاهدها تختفي. حدق بيتيلغيوس في عينيه، وعيناه واسعتان واشتعلت فيهما نار الغضب، سأل بصوت مرتعش، “… أنت. الآن فقط رأيت يدي غير المرئية، أليس كذلك؟ “ أدخل المجنون أصابعه التي تشبه الأغصان في فمه، وسحق أطراف أصابعه بأسنانه واحدة تلو الأخرى. كما انفجر كل جزء من لحمه وانتشر في الجو صوت عظام مروع تتفتت والدم الطازج وهو ينزف “لن ينفع هذا، لن تفعل ذلك على الإطلاق. إنه غريب، إنه خطأ. هناك خطأ ما، خطأ ما. قوتي، قوة الكسل، الأيدي غير المرئية، نعمتي…! لا يغتفر أن يضع الآخرون أعينهم عليها!! “ بصق بيتيلغيوس الدم على شظايا العظام والأظافر وهو يحدق في سوبارو بعيون محتقنة بالدم. في اللحظة التالية، ارتفعت الأذرع السوداء من ظهر بيتيلغيوس. انفجر ظل بيتيلغيوس إلى سبعة أطراف سوداء رقصت بجنون. ركضت قشعريرة في العمود الفقري لسوبارو بسبب التشابه مع الأيدي الشريرة التي عاقبت سوبارو عندما لمس المحرمات. “لكن إذا كان بإمكاني رؤيتهم، ويمكن لجسدي أن يتحرك…” فيمكنه تفاديهم. لم تكن سرعة الأيدي السوداء بهذه السرعة. على الرغم من أنهم تفاخروا بالقدرة على تمزيق طرف بشري من أحد الأطراف عن بعد، إلا أن أكبر تهديد لهم كان قدرتهم على الاختفاء. لم تعد ميزتهم الأكبر تعمل على سوبارو. ومع احتراق آخر الطاقة الكامنة في حياته، أظهر سوبارو قدرات بدنية تتجاوز حدوده. “لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا؟ لماذا تتجنبهم؟! هل تراهم؟! هذا الحب يخصني! لي وحدي!! “ “في أعماقي، هناك رجل واحد فقط أريد أن أقتله، وهو أنت.” انحرف سوبارو لتفادي يد واحدة وقفزت إلى الأمام لتفادي مجموعة مختلفة من أطراف الأصابع الممتدة نحوه. جثم على الفور لتجنب وصول الاثنين إليه من اليسار واليمين، وسقط عمليا إلى الأمام وأغلق المسافة مع بيتيلغيوس. رؤية الجنون على وجه بيتيلغيوس يتحول إلى صدمة، ملأت متعة مظلمة بطن سوبارو. لقد تذكر فقط حقيقة أنه أراد قتل ذلك المجنون. “- بغاه!” أخذ أقصر طريق ممكن، ضرب سوبارو رأسه في جسر أنف المجنون، وركل جسده بعنف. طافت الأيدي السوداء، كانت غير قادرة على الضرب بدقة. الآن كان الدم يتدفق من جبين سوبارو أيضًا، مقطوعًا بأسنان بيتيلغيوس الأمامية. نزل النزيف الغزير وغطى عينيه، فحجب بصره في الجانب الأيمن. – بعد لحظة لاحظ شيئًا ما ينزلق تحت قدميه، وأمسك بساقي سوبارو وأرسله يطير. في اللحظة التي سبقت اصطدامه بشجرة كبيرة، تخلى سوبارو عن كل الأفكار المتعلقة بتخفيف أثر الضربة، وتمسك بجثة إيميليا بقوة أكبر. لم يكن للتشبث بها ولكن لحمايتها. “- يا إلهي!” وهكذا اصطدم ظهره بالشجرة، مما جعله يشعر على ما يبدو بطقطقة مميتة في عموده الفقري. تحطمت عدة فقرات وفتحت جروحه المغلقة في وقت واحد. صرخ كل واحد منهم في جوقة من الألم الشديد عندما سقطت سوبارو على الأرض، متلويًا من الألم، وظهرت فقاعات حول فمه. “هذا مخزي! هذا مشين أليس كذلك؟! آه، أنا مرتاح جدًا. مرتاح حقا! وبهذا المعدل، كنت سأغوص في الكسل، وكل أفعالي أصبحت بلا معنى! لكني مجتهد حقًا، سأستنفد جهودي من أجل الحب… “ “اخرس، كن هادئًا… أيها الكوميدي…!” بدا تنفس سوبارو غريباً. شعر وكأنه تعرض لأضرار جسيمة في رئتيه. ومع ذلك، ضحك وسخر من بيتيلغيوس، في حين أن فقاعات الدم تساقطت من شفتيه طوال الوقت. “أي حب أيها المعتوه؟ هذا ما يسمى بالحب الذي تقول إنك حصلت عليه… أنا يمكنني رؤيته أيضًا، ألا ترى ذلك…؟ يبدو أنها تخونك أيها الأبله “. “ماذا تقول…؟! أتقول، أتقول، إ-إن… عقلي، عقلي يتشكل من شجرة! “ مزق بيتيلغيوس شعر رأسه وهو غاضب، وعيناه مفتوحتان على مصراعيها. مشى نحو سوبارو الساقط، ركل إيميليا بعنف من ذراعيه وكأنه يبعدها عن سوبارو عن عمد. تدحرج جسد إيميليا، واصطدم بجذور الأشجار المختلفة. نظر بيتيلغيوس إلى جانبه وضحك. “تشويه سمعة حبي أمر غير مسموح به! آه، لقد قررت. قررت! على الرغم من أن نصف الشيطانة التي كان يجب أن تخضع للمحاكمة قد هلكت مسبقًا، إلا أن أولئك الذين يؤوونها لا يزالون على قيد الحياة! “ صرخ بيتيلغيوس وهتف بينما رفعت إحدى أيديه السوداء سوبارو من رقبته. انفجرت عينا سوبارو على نطاق واسع حيث هددت القوة بنزع رأسه من على كتفيه؛ جعله الألم الوحشي غير قادر على الكلام. “أولاً، سوف أقضي على أولئك المرتبطين بالقصر؛ بعد ذلك، سأضحي بأهالي القرية المجاورة من أجل مودتها. لا شيء يجب أن يظل كما هو، أي ناجٍ سيكون دليلاً على الكسل. أنا، قمة الاجتهاد، وأصابعي ستصدر الحكم على الجميع – الطريق السريع مغلق بالضباب، لذلك لا يوجد من يتدخل في حبي! “ صرخ وبصق في حالته المضطربة، وضع بيتيلغيوس مخططه الشيطاني. “قبل ذلك، يبدو أنك تمسك بجسد هذا النصف شيطان كما لو كان ثمينًا جدًا بالنسبة لك… إذا قمت بتدميرها، أتساءل ما هي الأصوات الرائعة التي سأسمعها منك؟” مال رأس بيتيلغيوس، وشفتيه ملتويتين، وعيناه ممتلئتان بالفضول اللاإنساني. خمسة أذرع غير انسانية زحفت من ظهر الرجل المجنون، كل منها يتحرك بشكل مستقل بينما يتلوى في طريقه نحو جثة إيميليا. أمسكت واحدة بكل من أطرافها، مع التفاف اليد الأخيرة حول رقبتها النحيلة. “هل تراهم؟ هل تفهم ما سيحدث؟ “ “…توقف!” في تلك اللحظة، شعر سوبارو بالخوف على وجه التحديد لأنه كان بإمكانه رؤيتها. جعله ذلك يتذكر كل تفاصيل ما فعلته الأيدي السوداء لهذا الرجل بجسد ريم عندما لم يتمكن من رؤيتهم. والآن، كانت تلك الأيدي المدمرة نفسها موجهة نحو جسد إيميليا. لم يكن لديه القدرة على منع هذا الحقير. أدى حزن سوبارو إلى تعميق ابتسامة بيتيلغيوس المجنونة والمستمتعة. كل ما تبقى له هو أن يمزق لحم إيميليا بقسوة – “-ماذا تفعل؟” دون سابق إنذار، نزل الصوت من السماء، وهو يتردد ببرودة في آذان جميع الحاضرين. “-!” تغير تعبير بيتيلغيوس، وتحولت نظرته بحثًا عن المتحدث. كان للصوت قوة كافية فيه – والغضب الشديد – حتى يتغير تعبيره. أخيرًا، تحولت نظرة بيتيلغيوس نحو نقطة واحدة في السماء وتوقفت. بعد ثانية، سوبارو، الذي كان لا يزال مرفوعًا من رقبته، نظر إلى نفس النقطة في السماء أيضًا. “أكرر…” انسكب عدد لا يُصدق من رقاقات الثلج على الأرض، وملأت رؤيتهم، على ما يبدو فقد محى سماء الليل. أخرج نَفَسًا، مصبوغًا باللون الأبيض؛ في طرفة عين، انتشر البرد الذي هدد بتجميد العالم كله في جميع أنحاء الغابة. كانت الشخصيات ذات الرداء الأسود لا تزال جاثية على ركبها وبيتيلغيوس، بابتسامة مجنونة فوقه، كان في حيرة من أمرها. “ماذا ستفعلون مع ابنتي…؟” – وحش نهاية العالم الجليدي صبغ العالم باللون الأبيض. بالنسبة إلى سوبارو، كان ذلك الكائن الذي سيجلب له الموت في نهاية مرته العاشرة. لقد كان موته العاشر.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط