نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ري زيرو: بدء الحياة في عالم أخر من الصفر 6.5

الفصل 5 - من الصفر.

الفصل 5 - من الصفر.

الفصل 5
من الصفر

في وسط العالم الأبيض، تلاشى كل شيء.
لم يستطع معرفة ما إذا كان جسده قد ذاب، أو تحطم إلى أشلاء، أو إذا كان سيظل تمثالًا جليديًا إلى الأبد. بغض النظر عن مدى النهاية المروعة التي سيلقاها جسده، فقد كان كل شيء لا يهم الآن.
كان هناك شيء واحد فقط يفهمه بوضوح.
على مدار هذا التكرار، والتكرار، والتكرار، فقد رأى الأشياء تنتهي بقسوة، بالإضافة إلى تفاقم الوضع مع كل تكرار، والآن، بعد أن دمر بيديه أكثر ما أراد حمايته، أدرك ذلك أخيرًا.
—لم يتوقع أي أحد أي شيء من سوبارو ناتسكي. ولا حتى هو.
وبغض النظر عن عدد المرات التي سيعود فيها للحياة، فإنه لن يعتاد أبدًا على الشعور بأن الحواس التي فقدها قد عادت.
لم يعد يشعر بالتجمد حتى النخاع، أو حتى بالبرد على الإطلاق، بفضل هذا الشعور فقد علم أن العالم الأبيض الذي غرق فيه أعمق وأعمق قد رحل بعيدًا.
في غمضة عين، اتضحت كل حواسه الباهتة، وكان كل شيء أخيرًا كما كان من قبل.
كان الدم يتدفق عبر أطرافه التي عرفت الكثير من الألم. العذاب الذي قاست منه أعصابه التي كانت مغمورة في الجليد لم يعد له وجود.
جلده الذي تقشر بفعل الطعنات الباردة للجليد قد تم استبداله بهذا الجلد الحساس الذي يمكن أن يكتسب سمرة أشعة الشمس.
“—”
“—!”
“—.”
اختلطت الأصوات الصاخبة والضجيج القادم من اليسار واليمين مع عودة حاسة سمعه الميتة مع الانتقام.
بنسيان الضوضاء التي لا معنى لها، فحص سوبارو حالة جسده. كانت أطرافه المتجمدة وعموده الفقري المصاب وأعضائه الداخلية التي تحولت إلى سوائل تعمل جميعها دون أي مشاكل.
كل شيء عاد كما ينبغي. شعر سوبارو بالارتياح لأن الجسد الذي فقده كان تحت سيطرته مرة أخرى. وما جعل سوبارو أكثر هدوءًا من أي شيء آخر هو…
“لماذا تحدق في الفراغ هكذا، سوبارو؟”
خلف المنضدة، أمالت ريم رأسها قليلاً، محدقة فيه بقلق.
لقد تم التخلي عنه من قبل كل شيء وكل شخص، وتم حفر عجزه الواضح في جميع خلاياه، وقد يأس من الخسارة وخيبة الأمل اللذان أحدثتهما أفعاله، وبعد أن مات مثل كلب عاجز قد عاد.
“—ريم!”
“نعم سوبارو، أنا ريم خاصتك… ما الأمر؟”
استجابت ريم لندائه، وانزلقت بعيدًا من وراء الطاولة واتجهت ناحيته.
انجذب سوبارو إلى المشهد حيث سارت ريم تجاهه مباشرة، حتى وقفت أمامه ولمست خده بيدها.
تقارب حاجبيها بسبب القلق، ليكشف وجهها الجميل عن مسحة من الكآبة.
“أنا آسف لأنني لم ألاحظ. لقد أزعجتك الضوضاء، أليس كذلك؟ أنا فاشلة بالفعل كخادمة لأنني نسيت أهم واجباتي على الإطلاق “.
“منزعج! نعم، هذا صحيح… أنا بالفعل كذلك. ”
عندما استقرت يد ريم على خده، رفع يده ببطء، وضغطها على يدها.
جعلت اللمسة بينهما ريم تعبر عن الدهشة عبر تقطيب حاجبيها، لكن صوت وتعبير سوبارو الجاد تركاها في حيرة من أمرها لتقول أي شيء.
بدت ريم وكأنها كانت تحاول قول شيء ما، لكن سوبارو لم يفعل شيئًا سوى النظر إليها؛ لقد أراد فقد أن يشعر بحضور ريم الحازم والصلب أمام عينيه وبيده —كما لو كان يتشبث بهذا الدفء لمنعه من الهرب بعيدًا.
“أعتقد أن كل ذلك بسبب… السقوط والإرهاق… كان الأمر مرهقًا…”
ومع ذلك، على الرغم من كل ذلك، فإن ريم التي فقدها كانت موجودةً معه في تلك اللحظة بالذات، لذا…
“سوبارو؟”
قرر سوبارو أنه إذا لم يكن هناك شيء آخر، فلن يترك الفتاة تبتعد عن عينيه.

لقد راهن، وخسر. عندما كررت ريم كلماته عليه بابتسامة دامعة، كانت روح سوبارو الداخلية منهكة، وغمره الشعور بأنه قد ألقى بكل شيء في مباراة واحدة وخسر. كان سوبارو واثق— لا، بل كان يأمل— بأن ريم، بفضل اعتمادها القوي عليه، قد تقول نعم. ربما، ربما فقط، حتى عندما ينحى كل شيء جانبًا، قد تختاره. لقد كان حلما عابرا، فكرة مغرورة. كان يجب أن يفهم ذلك منذ البداية. إذا كان عدم قدرته على إيجاد أي قيمة في نفسه هو السبب الكامل لاختياره للهروب، فما هي النتيجة التي توقعها؟ “في الوقت الحالي… قد لا أكون مبتسمًا، لكن… أعني، إذا فعلنا ذلك بالفعل، فأنا متأكد من أنني سأبتسم… نعم، هذا صحيح. لذا، آه… ” على الرغم من أن الأمر قد تم تسويته بالفعل، إلا أن الحجج غير المقنعة تدفقت من فم سوبارو في محاولة لتهدئة الأمور. لم يستطع التفكير في إنكار فعال لكلمات ريم. ولكن إذا لم يقل شيئًا، فإن رغباته كانت ستذهب سدى. ربما لا يزال لديه فرصة لتغيير رأيها طالما استمروا في الحديث— على الرغم من أن ذلك ربما كان تمرينًا على التمني. بينما تشبث سوبارو بهذا الأمل، شاهدته ريم، وبابتسامة باهتة على وجهها وهي تتمتم “… لقد… فكرت في الأمر أيضًا.” لقد رفعت وجهها بشكل خفيف قليلاً. “بعد وصولنا إلى كاراراجي، سنستأجر غرفة في نزل أولاً. على الرغم من أن المنزل هو أساس بناء الحياة، إلا أننا لا نستطيع أن نتهور باستعمال المال الذي في حوزتنا. أولاً، سنحتاج إلى دخل ثابت “. رفعت ريم إصبعها لأنها أضافت العقلانية إلى الصورة المستقبلية التي اقترحها سوبارو سابقًا. “لحسن الحظ، تلقيت تعليمًا مناسبًا بسبب حسن تقدير السيد روزوال. حتى في كاراراجي، أعتقد أن العثور على عمل سيكون مسألة بسيطة بالنسبة لي. بالنسبة لك لسوبارو… ربما تحتاج إلى أداء الأعمال الجسدية، ولكن ربما يمكنك العمل على مقربة مني “. بقليل من الضحك، سلطت ريم الضوء على عدم قدرة سوبارو على فعل أي شيء. كان بلا شك تقييمًا دقيقًا لقيمة سوبارو، حيث كان لا يزال يجهل إلى حد كبير الثقافة والتكنولوجيا في ذلك العالم. “وبمجرد استقرار دخلنا، سنبحث عن مكان أفضل قليلاً للبقاء. خلال ذلك الوقت، سوف تحتاج إلى الدراسة بشكل صحيح من أجل العمل في المستقبل… قد يستغرق الأمر حوالي عام قبل أن تتمكن من القيام بعمل حقيقي، ربما. يمكنك أن تصبح مستقلاً بشكل أسرع، ولكن فقط من خلال جهودك الخاصة، سوبارو. ” في هذه الفرضية، وضعت ريم نظام دراسة وحشي بشكل غير متوقع. عندما علمته مكان رام، كانت طريقتها في التدريس لطيفة، لكن انتقاداتها كانت بلا رحمة. ربما يكون قد تذمر على طول الطريق، لكنه كان مغرمًا بصرامتها. “مع عمل كلانا، يمكننا توفير بعض المال… ربما ما يكفي لشراء منزل في نهاية المطاف. ربما مخزن نوع ما سيكون أفضل. كاراراجي هي أرض مليئة بالتجارة، لذلك سيكون هناك بالتأكيد طريقة للاستفادة من أفكارك الغريبة، سوبارو. ” مع التصفيق الممتع من يديها، وضعت ريم الخط للمستقبل الذي بدا جيدًا لدرجة يصعب تصديقها. سوبارو، أيضا، شعر أنه يمكن أن يتخيل بوضوح ذلك المشهد يلعب في رأس ريم. كالعادة، سوف يسبب لها سوبارو الكثير من المتاعب، وسوف تنغمس معه في حلها. بالطبع سيشعر بالمسؤولية عن ذلك، لذلك سينتهي به الأمر بالعمل الجاد مع الكثير من العرق الذي يتدحرج من جبينه بالتأكيد. سيكون هذا لطيفا. حياة صادقة، من أجلها ومن أجلها وحدها— ما مدى سعادة هذه الحياة؟ “مع تقدم عملنا… آه، هذا أمر محرج، لكن ربما… سننجب أطفالًا؟ وباعتبارهم نصف شيطان ونصف بشري، فمن المرجح أن يكونوا أشقياء للغاية. صبي أو فتاة، توأم أو ثلاثة توائم، من المؤكد أنهم سيكونون أطفالًا لطفاء للغاية أيضًا “. احمر خدي ريم بخجل لأنها تركت أفكارها تتقدم قليلاً. كانت تعد على أصابعها واحدة تلو الأخرى، وعندما وصل العدد إلى عشرة، تابعت. “لن يكون كل شيء ممتعًا، ولا أعتقد أن كل شيء سيكون كما أتخيل. ربما لن يكون لدينا أبناء وبنات فقط، وقد لا تكون قادرًا على الشعور بالفخر بأسرتك “. “… ريم.” “ولكن، آه، حتى عندما يكبر الأطفال بما يكفي ليكونوا لئيمين معك، سأكون دائمًا بجانبك، سوبارو. سنكون مشهورين بين السكان المحليين كزوجين سعيدين دائمًا ونقضي أيامنا معًا ببطء، ونكبر معًا… ” “… ريم!” “سوبارو، يؤسفني أن أقول هذا، ولكن إذا أمكن، أود أن أطلب منك السماح لي بالموت قبلك. أرغب في الاستلقاء على السرير وأنت تمسك يدي، ويحيط به أطفالنا وأحفادنا، بينما أقول، “كنت سعيدةً”، وستودعونني جميعًا—” لم يستطع رفع رأسه. كان المستقبل الذي كانت ريم تصوره بكلماتها جميلًا لدرجة أنه جرح قلب سوبارو بهدوء. “ستكون تلك… طريقة سعيدة ورائعة لنهاية حياتي.” “إذا كنت تريدين…!” كان الاستماع إلى المستقبل الحلو والمر الذي فرضته ريم أشبه بحكة لا يمكن كبتها داخل صدره مما جعله يريد حك نفسه. بحلول الوقت الذي انتهى فيه سوبارو من الاستماع، لم يكن هناك شيء يملأ قلبه سوى عاصفة من العاطفة التي لا توصف. جف حلقه. غرق شيء ثقيل في أعماق رئتيه. رأسه يؤلمه. هز رأسه في محاولة لتجاهل الحرارة الشديدة التي تملأ أعماق عينيه. “إذا كنت… فكرت في الأمر بنجاح…!” ثم يمكن أن تهرب مع سوبارو بقدر ما يمكن أن تأخذهم أقدامهم — “سوبارو، إذا كنت تستطيع أن تبتسم بينما تتمنى ذلك المستقبل… أعتقد حقًا أنني من الممكن أن أكون سعيدةً بحياة كهذه “. لكن تعابيرها كانت مليئة بالحزن الذي تجاوز حتى حزن سوبارو، الفتاة المبتسمة لم توافق على رجائه. مذهولاً، حدق سوبارو في تلك الابتسامة الصغيرة المتألمة عندما فهم أخيرًا. بغض النظر عن مدى تشبثه بالأمل، لم يستطع إقناع ريم بتغيير رأيها. لقد خسر المقامرة حقًا، ولم يكن لديه ملاذ. “—” هاجمه الشعور بالتعب وكأنه يحمل شيئًا ثقيلًا على كتفيه. كان محبطًا للغاية لدرجة أنه يمكن أن ينهار على الفور. بالكاد تمكن سوبارو من تجنب القيام بذلك، حيث قام بتغطية وجهه بيديه وهو يائس. رفضت ريم الذهاب معه. هذا يعني أنه كان لا يستطيع فعل شيء لإنقاذها. إذا بقي إلى جانبها لحمايتها، فإن كل ما كان ينتظرهم عند عودتهم إلى القصر كان مستقبلًا قاسيًا— مأساة ثابتة وطريق مسدود لمصير لا يرحم. إذن ربما يكون من الأفضل ترك ريم وراءه والهرب بنفسه…؟ إذا فعل ذلك، فلن يتمكن من الهروب من الشعور بالوحدة، لكنه على الأقل يمكنه الهروب من اليأس الذي يواجهه. بالطبع، لن يتغير مصير الناس في القصر وحوله سواء كان حاضرًا أم لا. كان سوبارو ببساطة يغطي عينيه وأذنيه، متظاهراً بأنه لا يعرف، كان يأخذ بمنأى عن رؤية الواقع بنفسه. في تلك اللحظة، كان سوبارو يائسًا للغاية لشيء يتمسك به هذا الأمل التافه. ولكن حتى لو قام بذلك بالفعل وهرب، فهل سيكون هناك أي خلاص على الإطلاق؟ سواء كان سوبارو يتحدى خصومه، أو يهرب إلى الجنون، أو يضع كل شيء على المحك، فإن القدر لن يتركه يتراخى. ماذا، إذن، يمكنه أن يفعل—؟ “سوبارو، إن فكرة أنك فكرت في الهروب معي… أنك فكرت في عيش حياتك معي… يسعدني من أعماق قلبي. لكن هذه الفكرة لن تنجح “. حتى بعد أن رفضت اليد التي قدمتا سوبارو، كانت خدي ريم لا تزالان متوردتين من المشاعر التي تدور بداخلها. لقد عرفت هي نفسها أنه بإمكانهم الفرار، الفرار، الفرار، وفي النهاية، يمكنهم جعل هذا الخيال حقيقة واقعة. لقد اشتهت ذلك. لقد صرحت بحزم أن الفكرة كانت سعيدة— ومع ذلك، رفضتها ريم، لأن……… “أعني، إذا هربنا الآن… أنا متأكد من أنني سأترك سوبارو الذي أحب كثيرًا.” “—” ماذا كانت تقول ريم؟ لم يفهم. رفع سوبارو وجهه ونظر إليها بعيون فارغة. كانت ريم تعطيه ابتسامة صغيرة حزينة، لكن مع ذلك، عكست عيناها مشاعرها الراسخة. شعر سوبارو بالإرهاق من نظرتها وهي تنظر إليه بحب. “سوبارو. من فضلك قل لي ما حدث “. هز رأسه. لم يستطع. إذا فعل ذلك، سيموت ريم. “إذا كنت لا تستطيع التحدث عن ذلك، فالرجاء الوثوق بي. سوف أحل ذلك بطريقة ما. ” هز رأسه. لم يستطع. إذا تركها عند هذا الحد، ستموت ريم. “… لكن على الأقل، هل يمكننا العودة الآن؟ إذا هدأت وفكرت في الأمر بهدوء أكثر، فقد تتمكن من العثور على إجابة مختلفة “. هز رأسه. لم يستطع. إذا انتظر، سيموت الجميع. “لقد… قلقت بالفعل. لقد فكرت بالفعل. لقد عانيت بالفعل… لهذا السبب استسلمت “. لم يصدق أحد سوبارو. لم يتوقع منه أحد أي شيء. إذا أخبر أي شخص أنه سيفعل شيئًا ما، فسيسخرون من حماقته. لقد تجاهل كلماتهم، وتجاهل الأمر، ورأى حماقاته العديدة، وبالتالي وصل إلى حالته الحالية. إلى سوبارو، في ذلك الوقت، هذا الصدأ الذي ملأ قلبه، كان— “—من السهل الاستسلام. لكن…..” فجأة، دحضت ريم كلمات سوبارو الضعيفة. —من السهل الاستسلام. في اللحظة التي دخلت تلك الكلمات إلى أذنيه، اندفعت هزة من الفهم عبر جسد سوبارو بالكامل. كان الأمر كما لو أن صاعقة ضربت رأسه. انفجر شيء لم يستطع التعبير عنه بالكلمات داخل صدره، وشعر وكأن كل المسام في جسده قد اشتعلت فيها النيران. “من السهل… الاستسلام…؟” “سوبارو؟” “لا… قولي لي كيف…!” ضغط سوبارو على أسنانه، مليئًا بالاستياء الظاهر في عينيه. من السهل الاستسلام؟ هذه مزحة سيئة حقًا. هل تعتقد أنه من السهل التخلي عن هدفك والهرب خالي الوفاض؟ هذا الجحيم…! “ليس هناك من طريقة يسهل فيها الاستسلام… !!” ارتجف حلق سوبارو من المشاعر المظلمة التي انفجرت بداخله بشكل لا يطاق. فاجأها انفجار سوبارو الغاضب، بدت ريم وكأنها تتقلص من الخوف. حتى المشاة الذين يسافرون على طول الشارع الرئيسي في العاصمة الملكية كانوا يتساءلون عما يجري عندما حولوا أعينهم إلى سوبارو الغاضب. لم يلتفت سوبارو إلى النظرات المهينة، حدق فقط في ريم، التي كانت تقف أمامه. “لم أفعل أي شيء، لم أفكر في أي شيء، لقد تخليت عن كل شيء دون اهتمام، تركت كل شيء على هذا النحو تمامًا كما هو، واستسلمت— هل هذا ما تعتقدينه ؟! ” كان كلامها يقتله. لقد بكى دموعًا من الدم وصرخ بما يكفي لتمزيق حلقه، ومع ذلك لم يربح شيئًا. مع العلم أنه اتخذ قراره. بالتخلي عن كل شيء. كان هذا هو الاستنتاج الوحيد الذي يمكن أن يضعه في كلمات، ولكن كم عدد التضحيات التي كان يجب أن يقدمها حتى يصل إلى هذا الاستنتاج؟ لن يدع أي شخص يقلل من قراره. “لم يكن الاستسلام سهلاً على الإطلاق…! التفكير في أنه يمكنك القتال، وأنه يمكنك حل الأمور بطريقة أو بأخرى، هذا أسهل بطريقة ما…! لكنني لم أستطع حل أي شيء بأي طريقة! لم يكن لدي أي خيار! تم إغلاق جميع المسارات باستثناء الاستسلام…! ” كان القدر يسخر من سوبارو، لأن كل طريق متاح له قد انتهى في طريق مسدود. مهما قاتل، ومهما وقف طويلًا، أو تآمر، أو صاح، أو توسل، أو حتى هرب— لم يعد من الممكن بالنسبة له الحصول على أي شيء. حتى الأشخاص الذين أراد إنقاذهم صفعوا يده بعيدًا. هل كان من المفترض أن يستمر في المحاولة، إذن؟ من يستطيع أن يخبر سوبارو أنه من السابق لأوانه الاستسلام؟ إذا مر شخص ما بنفس التجربة، نفس المعاناة، نفس الجحيم، فهل سيتمكن هذا الشخص من قول مثل هذا الشيء؟ “لو كان بإمكاني فعل أي شيء… كنت سأفعله… سأفعل…!” لقد أراد حقًا أن يفعل شيئًا ما. لمساعدة الناس، لإنقاذ الناس، لمنعهم من الموت. لكنه لم يستطع. العالم لن يسمح له. عاد كل شيء خلال تلك الأيام المتكررة لـ يلدغه مرة أخرى. لهذا السبب امتلك اليأس سوبارو…. “سوبارو”. بينما كان سوبارو يمسك برأسه، مستنزفًا من المشاعر، وصوته يتلاشى، نادت عليه ريم. كانت آذان سوبارو تدق بشدة. إن الكشف المثير للشفقة عن مشاعره الحقيقية القبيحة جعله غير قادر حتى على النظر إليها في وجهها. وقالت لهذا الرجل البائس الذي لا يمكن إنقاذه واليائس الذي تحدى القدر وخسر “من السهل الاستسلام”. “—” “لكن…” كررت ريم مرة أخرى العبارة التي أرسلت سوبارو في حالة من الغضب فقط. بعد الشعور بشيء يكاد يكون غير مفهوم في كلماتها، رفع سوبارو وجهه مذهولًا. لماذا لا تفهم؟ لماذا، بعد كل هذا، لم تستطع فهم معاناة سوبارو؟ الكآبة، وعدم الرضا، والجروح في كل ركن داخل قلبه— “—إنها لا تناسبك يا سوبارو.” اختفى كل شيء بينما كانت ريم تحدق مباشرة في عيون سوبارو السوداء وتتحدث. صرحت ريم بهذه الكلمات كما لو كانت تؤمن بها حقًا، كما لو كانت تمثل نوعًا من الحقيقة المطلقة. “أنا لا أفهم ما هي الأفكار المؤلمة، ما هي المعرفة التي تجعلك تعاني، سوبارو. أعتقد أنني لا أستطيع التقليل من شأن ذلك بالقول إنني أفهم “. “—” “ولكن مع ذلك، هناك شيء واحد أدركه عنك.” “—” “وهذا يعني أنك لست شخصًا يمكنه التخلي عن الأشياء قبل القيام بها، سوبارو.” إلى الرجل الذي كان غارقًا في الحزن أمامها، والذي تخلص من كل شيء، والذي قال إنه استسلم قبل لحظة، قالت ريم مثل هذا الشيء دون خجل، دون خوف، دون تردد. “أنا اعرف هذا.” “—” “عندما يكون هذا هو المستقبل الذي تريده، ستبتسم عندما تتحدث عنه يا سوبارو. ” إلى الرجل الذي تحدث معها عن الهروب إلى عالم كان دافئًا ومسالمًا وهادئًا، مع الشعور بالذنب والندم على وجهه، تحدثت ريم بوضوح، دون أي خيبة أمل. “أنا اعرف هذا.” “—” “أعلم أنك رجل لا يتخلى عن المستقبل، سوبارو.” هنا والآن، أعلنت ريم كلماتها لشاب كان يطأطأ رأسه، وعلى ما يبدو يحز على أسنانه. لم يكن هناك سوى الصدق في عينيها. لم ينقلوا له سوى الثقة. كان سوبارو غارقًا في ذلك الضوء القوي والمكثف. بعد كل شيء، كانت ريم مخطئةً بشأنه. كان ذلك خطأً فادحاً، كانت هذه مهزلة حقيقية. قيمت تصريحاتها الإنسان المسمى بـ سوبارو بدرجة عالية جدًا. لم يكن يعرف مدى الفخر والنبل الذي يبلغهما في عينيها. لكن سوبارو الحقيقي لم تكن شخصًا جيدًا مثلما قالت. كان ينفث ضعفًا، مسحوقًا من الشدائد، يندب عجزه وبؤسه المثيران للشفقة، هُزم وضُرب بشدة لدرجة أنه كان يهرب— ذلك كان سوبارو ناتسكي. “أنا… لست من هذا النوع من الأشخاص… أنا…” “أنا لست مخطئة. السيدة إيميليا، أختي، السيد روزوال، الآنسة بياتريس، وكل شخص آخر… أعلم أنك لم تتخل عنهم، سوبارو. ” دحضته بلهجة قوية. لكنها كانت مخطئة. لقد ألقى بهم جميعًا. “تخليت عنهم. لقد تخليت عنهم! لا يمكنني أخذهم معي… يدي صغيرة جدًا، كل شيء يسقط مني، وفي النهاية لم يبق لي شيء…! ” “لا، هذا ليس صحيحًا. سوبارو، أنت—” إلى أي مدى، إلى أي مدى ستذهب ريم في إنكار أن سوبارو قد استسلم؟ لماذا، بعد أن عانى مثل هذا الإذلال، أنكرت أنه كان مخطئًا؟ فقط ماذا رأت في سوبارو؟ كان هذا مزعجًا جدًا لدرجة أنه لم يعد قادرًا على تحمله. —فقط ما الذي تحاول قوله؟ “—ماذا أو ما! هل! تعتقدين أنك تعرفينني حقًا ؟! ” تنفسه كان كـ ألسنة اللهب المشتعلة. صرخ سوبارو بغضب، وضرب بقبضته في الحائط بجانبه مباشرة. وبصوت قوي، انكسرت مفاصل أصابعه؛ عندما لوح بقبضته، تناثر الدم على الحائط. “هذا كل ما أنا عليه! لدي آمال كبيرة على الرغم من أنني عاجز. لدي كل هذه الأحلام على الرغم من أنني غبي؛ ما زلت أحاول رغم أنني لا أستطيع فعل أي شيء…! ” كل شخص لديه شيء واحد على الأقل يمكنه القيام به بشكل صحيح. وقد قام الجميع بهذا الشيء بقدر ما يستطيعون للعثور على مكان يناسبهم. —لكن سوبارو ناتسكي لم يكن لديه ذلك الشيء حتى. كانت المرتفعات الشاهقة التي كان يتوق إليها أعلى بكثير من نطاق قدرته. “أنا…! أنا أكره نفسي!!” في مواجهة حقيقة أنه ابتسم بشكل تافه في محاولة للاختباء منها، وإلقاء الضوء على الأشياء بينما كان يهرب منها، ولم يواجهها بجدية— ولأول مرة، اعترف سوبارو بما شعر به حقًا. كره سوبارو ناتسكي نفسه أكثر من أي شخص آخر. “أنا دائما لا أفعل شيئًا سوى التحدث! أنا معتد بنفسي على الرغم من أنني لا أستطيع فعل أي شيء! أنا أكثر سوءًا من مجرد عديم الفائدة، لكنني ما زلت متذمرًا من الطراز العالمي! من أعتقد أنني بحق الجحيم؟! كيف أجرؤ على أن أعيش مثل هذه الحياة المخزية كل هذه المدة؟! كيف حقًا؟!” ولأنه لم يكن قادرًا على رفع نفسه أعلى، فقد حاول إسقاط الآخرين. ولأنه لم يعترف بأنه أدنى منزلة من الآخرين، حاول أن يجد خطأ في أي شخص آخر لحماية كبريائه المبتذل الهش. “أنا فارغ. ليس لدي أي شيء بداخلي. بالطبع أنا كذلك… بالفعل هذا واضح. لا يوجد شك! حتى أتيت إلى هنا، حتى قابلتكم جميعًا، هل تعرفين ما الذي كنت أفعله ؟! ” قبل أن ينتقل إلى عالم آخر. ماذا كان يفعل في عالمه السابق باستثناء عيش أيام الخمول، الملل، الشخص العادي، الذي لا يتغير يومًا تلو الآخر—؟ “—أنا… لم أفعل أي شيء.” لقد غرق في الكسل، وغرق في التراخي، وقضى أيامه بعيدًا عن الدراسة والعمل. لم يكن الأمر أنه استسلم لمصيره، بل بالأحرى القول إنه تمسك بالفكرة الملائمة أنه إذا حان الوقت، فيمكنه فقط أن يشمر عن سواعده ويفعل ذلك. “لم أفعل أي شيء… لم أفعل شيئًا صغيرًا! مع كل هذا الوقت للقيام بما أريد! مع كل تلك الحرية! كان يجب أن أفعل الكثير من الأشياء، لكنني لم أفعل أيًا منها! وهذه هي النتيجة! النتيجة هي الرجل الذي أنا عليه الآن! ” إذا استخدم الوقت الذي كان لديه بشكل صحيح، فمن المؤكد أن سوبارو قد يكون حقق شيئًا ما. لكن في الواقع، لقد أهدر كل ذلك بشكل كبير وأهدر الوقت المخصص له، ونتيجة لذلك، لم يربح شيئًا، ولم يأت منه أي نتيجة. لهذا السبب، بعد أن أراد فعلاً من أعماق قلبه أن ينجز شيئًا ما، كان يفتقر إلى القوة والذكاء والمهارة لتحقيق أي منها. “أنا ضعيف، بلا موهبة، وكل ذلك، كل ذلك، بسبب شخصيتي المتعفنة…! أريد أن أحقق شيئًا ما عندما لم أفعل شيئًا من قبل— الغرور لا يبدأ حتى في وصفه… كنت كسولًا ومجبرًا على الأشخاص من حولي؛ لقد ضيعت حياتي كلها. أنا قتلتك.” كان لا يمكن إنقاذه. كان ميؤوسًا منه. حتى لو أراد إعادة كل شيء منذ ولادته، فمن المحتمل أن يسلك نفس المسار بالضبط، ويضيع وقته بالطريقة نفسها بالضبط، ويصل إلى هنا بنفس المشاعر، ويعاني من نفس الندم. شخصيته المتعفنة لن تتغير. كانت هذه الطبيعة البشرية الضحلة هي الوحيدة المناسبة للإنسان الذي يسمى سوبارو ناتسكي. هذه الحقيقة لن تتغير أبدا. “هذا صحيح، شخصيتي لم تتغير… اعتقدت أنني أستطيع العيش هنا، لكن لم يتغير شيء واحد عني. هذا الرجل العجوز رأى من خلالي، أليس كذلك؟ ” عندما بقي في العاصمة الملكية، كان ويلهلم قد دربه على القتال بالسيف في مقر إقامة كروش. مشاهدًا سوبارو يتعرض للسقوط مرارًا وتكرارًا، ويتعرض للضرب أثناء تحديه مرارًا وتكرارًا، إلا أن الرجل العجوز قد رأى كل ذلك. خلال تلك الأيام من التدريب، تحدث الرجل العجوز عن أولئك الذين يستخدمون السيف، لكنه هز رأسه وقال، “لا فائدة من إلقاء محاضرة على شخص ما حول ما يتطلبه الأمر ليصبح أقوى عندما يكون قد تخلى بالفعل عن خيار القيام به.” في ذلك الوقت، لم يكن سوبارو يفهم ما كان يقصده ويلهلم، لذا فقد أنكر كلمات الرجل العجوز— على الرغم من أنه يعرف في أعماقه ما تعنيه بالضبط. “ليس الأمر كما لو كنت أعتقد حقًا أنني سأصبح أقوى أو سأكون قادرًا على فعل أي شيء… لقد مررت للتو بالحركات… كنت مجرد متصنع أحاول تبرير نفسي…” كانت إيميليا قد تخلت عنه بعد أن قدم عرضًا أكثر بؤسًا من أي عرض آخر في حفلة الاختيار الملكي. غير قادر على تحمل أن ينظر إليه من حوله على هذا النحو، حاول حماية نفسه من خلال تبني عباءة “العامل الجاد” حيث يمكن لتلك النظرات أن ترى. كان سلوكه نتاجًا بسيطًا لبحثه عن عذر مناسب. أنا لم أغير نفسي. كان يجب أن يعرف أن الفكرة نفسها كانت دليلًا على أن شيئًا لم يتغير. “أردت أن أقول ذلك، لم أستطع المساعدة! أردت أن يقول الآخرون إنه لا يمكن مساعدتي! هذا كل ما كان! هذا هو السبب الوحيد الذي جعلني أتظاهر بأنني أضع نفسي على المحك هكذا! حتى عندما كنتِ تساعديني في الدراسة، كنت أقوم بتقديم عرض للتغطية على إحراجي! أنا رجل ضئيل، مخادع، قذر حتى العظام، كنت قلقًا دائمًا بشأن ما يظنه الناس بي، لم يتغير بي شيء من هذا أبدًا…! ” تم تجريده من عباءته، وانهارت الغطرسة التي تحتها. وبمجرد أن تحطمت قوقعته الرقيقة، انسكب قلبه المتفاخر الذي لا يريد أن يفكر فيه الآخرون بشكل سيء، وغروره، مؤكداً أنه لم يكن مخطئًا. “… حتى أنا عرفت ذلك. لقد فهمت أن كل هذا كان خطأي حقًا “. إذا كان بإمكانه الصراخ بأنه كان خطأ شخص آخر، وأن هناك سببًا لذلك، فسيكون الأمر أسهل. لن يحتاج إلى النظر إلى شخصيته الحقيقية حقًا. إذا حافظ على واجهته سليمة، فلن يضطر أبدًا إلى النظر إلى ما كان في داخله. لن يضطر إلى النظر إلى نفسه القبيحة. لن يجعل الآخرين يرون ذلك. وعلى الرغم من أنه كان ضعيفًا وأنانيًا وضئيلًا، إلا أنه تمنى أن يُحَب مع ذلك. “أنا الأسوأ… أنا— أنا أكرهني.” كانت أنفاس سوبارو متقطعة بعد تنفيس كل الظلام القاتم الذي مزقه في الداخل. لقد سمح لنفسه بالاستمتاع بكل الأشياء الفاسدة القذرة الكامنة فيه منذ مجيئه إلى ذلك العالم— لا، كانت تلك الأشياء المظلمة فيه قبل فترة طويلة في عالمه القديم. جعلته طبيعته كإنسان حتى هو يريد أن يتقيأ. على الرغم من أنه قد ألقى بكل شيء، إلا أن المشاعر العميقة في صدره ازدادت تفاقماً. ألا يفترض أن يشعر بالتحسن قليلًا بعد أن ينفث شيئًا مكبوتًا في داخله؟ علاوة على عدم شعوره بالتحسن، أدرك بوضوح مدى حماقته. جعله العار الذي يغلي بداخله يريد أن يموت هنا. وكان ضعفه في فضح الكثير من قذارته وعدم التفكير في أي شيء يتجاوز اهتماماته الخاصة، أغبى شيء على الإطلاق. مع وقوف ريم أمانه، وما زلت تؤمن به، حاول سوبارو تلطيخ الصورة الجميلة أمام عينيها البراقة، وفضح صورته الجميلة على أنها عملية احتيال. والآن، بعد كل ذلك، كان مهتمًا بمكانته أكثر من اهتمامه بها. كان هذا كل الأمر باختصار. إن قبول الأجزاء الفاسدة والعيوب من نفسه التي يكرهها والاعتراف بها لا يعني أن الأمور ستتحسن على الفور. إذا كان هناك أي شيء، فإن عمق وظلام الهوة التي بداخله قد أكد بالفعل على مدى فساده، حيث سلبه ذلك حتى من إرادته في الحياة. الشخصية الحقيقية لسوبارو ناتسكي لا تستحق الشفقة. بينما كان سوبارو يغرق في أعماق غروره القذرة، لا زالت الفتاة ذات الشعر الأزرق تؤمن به— “أنا اعرف هذا.” “—” “أعلم أن سوبارو شخص لديه الشجاعة للوصول، حتى مع وجود الظلام الذي لا يمكن اختراقه حوله.” —حتى ذلك الحين، لم تتخلى ريم عنه.

2

“…هاه؟” ريم، غير القادرة على فهم معنى الكلمات التي قيلت لها، أطلقت فقط شهقة خافتة من حلقها. هز سوبارو، الذي لم يتفاجأ من رد فعل ريم، رأسه وقال، “سنترك العاصمة الملكية ونتجه غربًا… أو شمالًا. لقد سمعت أننا لا نستطيع الدخول إلى الإمبراطورية في الجنوب، لذا فسنأخذ واحدًا من هذين الاتجاهين… أنا لست جيدًا مع البرد، لذلك شخصيًا، أنا أصوت للغرب “. “إيه، أم، عذرا…” “ستكون رحلة طويلة بلا نهاية واضحة، ولا أعتقد أنه سيكون لدينا وقت سهل فقط لكنها فرصة جيدة للبدء من جديد. بالإضافة إلى ذلك، في المقام الأول، إذا استأجرنا عربة تنين، فلا أستطيع أن أرى أي فرصة لتسليمها مرة أخرى. ماذا يجب أن نفعل حيال ذلك، هاه…؟ ربما نشتري عربة تنين بدلاً من استئجارها؟ ” لقد أوكل شراء عربات التنين إلى ريم. لذلك لم يعرف سوبارو ما إذا كان لديهم في هذا العالم أنظمة لتأجير لعربات الشبيهة بالسيارات. لم يكن يعرف حتى من أين سيشتري واحدة. لقد اعتقد أنه يجب أن تكون هناك بعض المنظمات المخصصة لذلك حتى يمكنك الحصول على عربة بسهولة، ولكن— ” من فضلك انتظر!” كان سوبارو في منتصف تفكيره عندما حثته ريم على التوقف. أبقت كفيها متجهين نحو سوبارو مع ظهور تعبير نادر عن القلق عليها. “إيه… ماذا تقصد ب “الرحيل”؟ سوبارو، من الطريقة التي تتحدث بها الآن، يبدو أنك تحاول الذهاب إلى أمة مختلفة، دولة ليست لوغونيكا….. ” تجولت نظرات ريم وكأن كانت نصف شاكة في كلماتها. ثم تغير تعبيرها إلى آه! وهي تضم يديها معًا. “بما أنك أنت الذي نتحدث عنه، فلديك فكرة رائعة أخرى، أليس كذلك؟ شيء من شأنه أن يساعد السيدة إيميليا والسيد روزوال… ” “لا أفكر في أي شيء من هذا القبيل يا ريم” “إيه…؟” يبدو أن ريم تمسكت بأفضل تفسير ممكن للغرض الحقيقي وراء كلمات سوبارو. ولكن أمام الفتاة التي صدقت بالفعل هذا الأمر، رفضت سوبارو تفسيرها بشكل حاسم. “لقد أخبرتك، سنهرب. حتى لو بقينا في العاصمة الملكية، لا يمكننا فعل أي شيء. وحتى إذا عدنا إلى القصر، فلن يغير ذلك حقيقة أننا أستطيع فعل أي شيء— أفهم ذلك الآن “. عجزه، وفراغه، ولاعقلانية العالم – كل هذا أثقل كاهل سوبارو. وبغض النظر عن مدى صعوبة محاولته لإنكار ذلك، فإن العبث لن يتركه أبدًا. وهكذا فقد رأى النور بعد أن تقبّل هذه الحقيقة. الآن، كان سوبارو خاليًا من المتاعب التي حملها سابقًا، كما لو أنها لم تكن موجودة من قبل. “لذا اهربي معي يا ريم. قال لي كل شخص آخر إنه لا يمكنني البقاء هنا. ولم أرغب في قبول كلماتهم، لذلك ظللت أنكرها بشدة، لكن… لقد كانوا محقين. أنا ضعيف. لم يخبرني أحد من قبل “أنا بحاجة إليك.” بعد أن وصل إلى عالم آخر، ومن خلال القدرة على العودة للحياة اعتبر ذلك جزءًا من حظه السعيد، شعر وكأنه أنقذ الناس في مناسبتين منفصلتين، لكنه كان مخطئًا. لم يكن يمتلك حتى القوة أو المشاعر التي تستحق أن يخلِّص بها الآخرون. “هذا ليس…!” “لم يقلها أحد. وقد قيل لي ذلك (انه ضعيف) بصوت عال وواضح… مرارًا وتكرارًا “. —لا أحد يحتاج إلى أمثالك. في المرة الأولى، تجاهل سوبارو رغبات إيميليا واندفع مغادرًا مقر إقامة كروش. لم يستمع إلى محاولة ريم لإيقافه، مما أدى إلى وقوع مأساة كبيرة نتيجة لذلك. في المرة الثانية، لم يكن قادرًا على تغيير ذرة واحدة من النتيجة، مات الجميع مرة أخرى، ومن خلال الهروب من الواقع، تسبب في فقدان ريم لحياتها؛ مرة أخرى، لم ينقذ أحد. المرة الثالثة جلبت أسوأ النتائج. لقد أشرك حتى التجار الأبرياء على جانب الطريق، وعرض ريم للخطر في سبيل تأخير الحوت الأبيض، وتسبب في موت إيميليا بين يديه. لقد ذبح باك طائفة الساحرة، ولكن بعد وفاة سوبارو، دمر باك العالم بالفعل كما أعلن، كان الضرر بالتأكيد أكبر من أي وقت مضى. ماذا عن الوقت الذي كان غير المتصل بقوة العودة للحياة؟ عندما اجتمع المرشحون في القصر الملكي، كان سوبارو قد جرّ إيميليا بطريقة ملحمية. بمجرد وقوفه إلى جانبها، ناهيك عن التحدث بكلماته الوقحة، فقد شوه سمعتها، ولم تؤد “مبارزته” لحفظ ماء الوجه إلا إلى قدر أكبر من الإذلال. نتيجة لذلك، كان هو وإيميليا قد اختلفا، وأذى قلبها بحججه العاطفية، والتي لم تكن أكثر من نوبات غضب. “… ها ها ها!” ضحك بشدة على الحقيقة المؤلمة. الآن بعد أن فكر مرة أخرى، لقد كانت أفعاله تحفة فنية. عندما فكر بهدوء في أفعاله، كان من الواضح بشكل مؤلم أنه كان وباء. أراد أن يقرض إيميليا قوته؟ كان لابد أن يكون هناك أناس يستطيع إنقاذهم؟ لم يكن هناك شك في أن الجميع سيبحث عنه إذا ذهب؟ يا له من طائش. يا لها من غطرسة. نعم، يا لها من غطرسة. أدت تصرفات سوبارو إلى تفاقم موقف إيميليا. ومع ذلك، فقد خان قلبها السخي للغاية، ولم تؤد مشاريعه الحمقاء إلا إلى جر ريم معه إلى وفاتها. رائع. كان كل ذلك فقط لا يصدق. لا شك أن الجميع كانوا يعلمون أن هذه ستكون النتيجة. لهذا السبب أخبر الجميع سوبارو، عليك ألا تتصرف، لا تفعل أي شيء، قوتك ليست مطلوبة، لا تتدخل، فقط ارحل. أولئك حوله ممن أخبروه بذلك يعرفون الكثير عن المستقبل. كانوا مختلفين تمامًا عن سوبارو، الذي كان يجب أن يعرف أنه لا يستطيع فعل أي شيء، وأنه لا يفهم شيئًا، وأنه لم يكن قادرًا على فهم أي شيء. ربما كانوا هم من فعلوا الأشياء بالفعل؟ “إذا لم يكونوا كذلك، فأنا الوحيد… من فشل هكذا.” كان ذلك مثيرا للشفقة. لم يكن هناك من هو أضعف منه أو أتعس منه. ماذا تسمي رجلاً استسلم ليضحك عليه الآخرون وتصرف حتى يضحك الآخرين؟ لقد وصفوه بالمهرج. سوبارو، الذي لم يكن يعرف حتى أن الناس كانوا يشيرون إليه ويضحكون، كان بالفعل لا يستحق ذلك اللقب. —لقد كان مجرد أحمق بسيط لا يمكن إصلاحه. “لذلك قررت الرحيل. هذا أفضل. أعلم أن هذا أفضل. إذا حاول شخص مثلي القيام بشيء ما، فسيؤدي ذلك فقط إلى إضافة جثة أخرى… وإذا لم أكن محظوظًا، فسيكون هناك أكثر من جثة واحدة “. الجثث. الجثث. الجثث. الجثث. الجثث. الغرباء. المعارف. الناس الغالين عنده. شخصيات مهمة. الناس الذين آمنوا به. الناس الذين أراد أن يعتقد أنهم آمنوا به— جثث لا نهاية لها قد تراكمت حوله. لماذا حدثت كل هذه الأشياء له؟ لقد عانى كثيرا. ألم يستحق بعض المكافأة؟ حتى سوبارو كانت يعلم فكرة أن العمل الجاد يكافأ دائمًا، وأن أي رغبة ذات هدف واضح يمكن أن تتحقق طالما أنك قدمت كل ما لديك لتحقيقها، لم يكن كل ذلك سوى حلم بعيد المنال. لكن على الرغم من ذلك، هل كان من الخطأ أن يكون لديه رغبة واحدة صغيرة— ليتجنب أسوأ ما في العالم؟ كان سوبارو مخطئًا. هذا هو السبب في أن النتائج استمرت في خيانة توقعاته. “دعينا نهرب، ريم. أنت وأنا… لا يمكننا البقاء هنا في هذا البلد “. عقد سوبارو العزم على ترك كل شيء وراءه والرحيل. وبعد أن قرر وضع الكثير من الأشياء خلفه أثناء فراره، أراد أن يأخذ معه شخصًا واحدًا فقط. ريم، الفتاة التي تقف أمامه. لم يستطع دفع نفسه إلى التخلي عن كل شيء بالكامل. كان خائفًا من أن يكون وحيدًا. كان خائفا من الوحدة. حتى في هذا العالم الشاسع، ذلك العالم من الظلام الذي لا يمكن فهمه، مع العلم أن عدم امتلاكه لأي شيء لكي يخسره كان هو الحل الصحيح، لم يستطع سوبارو أن يتجاهل خوفه من أن يكون بمفرده. كما كانت الأيام تتكرر، كانت ريم هي الشخص الوحيد الذي بقي بجانب سوبارو. لقد كانت بالفعل بجانبه، تراقب تصرفاته المشينة، وأقواله وأفعاله القبيحة، وطريقة عيشه مثل الأغبياء. اعتقد سوبارو أن ذلك يجعلها تستحق أن يقامر من أجلها مقامرةً أخيرة. —في كل مرة من المرات الثلاث، ترك سوبارو ريم يموت. ولمنعها من الموت، لم يستطع العودة إلى القصر. حتى عندما وصل إلى القصر، عرَّضت في النهاية حياتها ببطولة على طول الطريق. كما أنه لا يستطيع أن يقول على وجه اليقين أنه يمكن أن ينقذها بإبقائها في العاصمة الملكية. حتى لو كانوا سيقضون وقتهم في سلام وهدوء هنا، إذا نقلت رام أخبار الأزمة في القصر إليها، فمن المحتمل أن تندفع ريم للخروج من المدينة. إذا وصل الأمر إلى ذلك الحد، فلن يتمكن سوبارو من إيقافها. وستقابل نفس المصير. كان سيفقدها مرة أخرى، يمكن لسوبارو أن يرى بوضوح كيف سيكون فارغًا بدونها. إذا أراد بجدية إنقاذها، فعليه إخراجها من المملكة. “أنت تقول كل هذا فجأة، لا أعرف ماذا أفعل…” هزت ريم رأسها قليلاً في مواجهة نداء سوبارو القوي. لم تكن بادرة رفض. أظهر تعبيرها حالة من عدم اليقين التي سادت بداخلها. لم تستطع ريم أن تقبل بكل بساطة ما قاله سوبارو فجأة. لقد استشهد بحقائق قليلة للغاية لاتخاذ مثل هذا القرار الكبير. لقد فهم سوبارو اللاعقلانية في أسبابه، لكن مع ذلك، لم يستطع التحدث أكثر عن الظروف. لم يعد يعرف مقدار المعلومات التي يمكنه إفشاءها مع ظهور فكرة أن أيدي الساحرة الشريرة تلوح في الأفق. لقد شعر وكأنه يتجاهل لعنة الساحرة بغض النظر عما يحدث حوله. وبغض النظر عما يفعله، فقد شعر أنه سيؤدي بأفعاله إلى مزيد من التضحيات لعدم عقلانية القدر. وإذا حدث ذلك، فلن يكون سوبارو هو من سيُضحى به، بل الأناس الثمينون له. “—” —لقد كان في حالة من الجمود. تم تطويقه من جميع الجهات. لقد أغلق القدر كل الطرق للهروب. لذلك، لم يكن لدى سوبارو أي وسيلة متروكة له سوى هذا الالتماس. لقد كان يناشد بجدية ضمير ريم، مدركًا أنه كان مخادعًا بكل طريقة ممكنة، مع العلم أنه كان يستخدم المشاعر التي كانت تكنها ريم في قلبها تجاهه. “ليس هناك وقت. أنا آسف أن هذا الأمر مفاجئ للغاية. حقا، أنا آسف من أعماق قلبي… لكن من فضلك اختاري.” “يختار…” “أنا أو كل شيء ما عداي… الرجاء الاختيار.”

ركض بسرعة بين الحشود، متجهًا إلى طريق منحدر لأسفل. لقد عبس من الغبار الذي أثارته عربة تنين عابرة، لكن نظرة سوبارو كانت موجهة مباشرة أمامه.
كان يعلم إلى أين هو ذاهب. كانت أقدامه تجري بثبات وكان لذلك الأمر على يقين.
عندما فكر مرة أخرى، لم يكن لدى سوبارو أي شيء سوى عدم اليقين خلال تلك الأيام المتكررة: عدم اليقين بشأن ما يجب أن يكون عليه، وما يكمن في قلب إيميليا، وما إذا كان وجوده له أي غرض، وما إذا كان بإمكانه إخراج أفضل ما يمكن. المستقبل، لقد كان وسط دوامة من الجنون. لقد كان رجلاً فاقدًا للثقة في عالم غريب غامض.
لكن سوبارو الغير قادر على اتخاذ خطوة جريئة واحدة في اتجاه واحد طوال الوقت، كان يتقدم الآن للأمام نحو الهدف الذي لم يعرفه من قبل.
وأخيرًا، توصل إلى إجابة.
الآن بعد أن وصل إلى هذه الإجابة، لن تذهب أيامه المتكررة سدى.
مدعومًا بمنطقه العقلي والجسدي، أدرك سوبارو حقًا ولأول مرة ما يمكنه فعله، وما يجب عليه فعله.
“—رو!”
تلاشى عدم يقينه، وتم توجيه نظرته بشكل مباشر على هدفه، كانت قدماه تجري بثبات على الأرض.
كان جسده خفيفًا. وبعد أن خف الضغط على قلبه، لم يعد سوبارو خائفًا من أي شيء بعد الآن.
“من فضلك، سوبارو، استمع إلي!”
سحب ذراعه إلى الأمام، يمكنه رؤية الشارع الرئيسي في نهاية الطريق. حتى في العاصمة الملكية، كان يتباهى هذا الشارع بأكبر عرض، واستمر على طول الطريق إلى البوابة الرئيسية التي تتوسط الجدران القوية التي تحيط بالعاصمة.
كان على كل شخص يدخل العاصمة الملكية أو يغادرها المرور عبر تلك البوابة.
مع الإعلان عن الاختيار الملكي، كان الشارع الرئيسي أكثر ازدحامًا بالناس الذين يأتون ويذهبون؛ في تلك اللحظة بالذات، كانت تعج بالعديد من الأشخاص على طولها.
قطع وراء ظل مبنى. فجأة، انزلقت أشعة الشمس في مجال رؤيته. استخدم سوبارو يده لحماية عينيه من الضوء الساطع وهو يرفع وجهه لأعلى، ناظراً إلى الرموز المنحوتة في البوابة التي تقرأ، لوغونيكا، العاصمة الملكية.
خطوة أخرى، وستكون هي وسوبارو –
“سوبارو!”
بعد أن أحضرها كل هذا الطريق، توقفت قدميه عندما شعر بجذب حاد من ذراعه.
جعلت المقاومة غير المتوقعة سوبارو ينظر إلى الوراء. وبينما كانت ريم تقف ساكنة، امتلأت عيناها بالحيرة.
عندما حررت ريم يدها من قبضته، بدت وكأنها خائفة وهي تتوسل إليه.
“ما هو الخطأ معك؟ ماذا حدث؟ إذا لم تشرح، فأنا… ”
عند سماع هذه الكلمات، تقبل سوبارو أنه كان من الصواب أن ينتاب ريم الهواجس.
في عينيها، كان لابد أن يبدو تحول سوبارو مفاجئًا، أمرًا لا يمكن تصوره. كان من الطبيعي أن تغضب منه لأنه جرها من ذراعها كل هذا الطريق دون تفسير.
“آه، هذا خطأي. كنت في عجلة من أمري. لدي الكثير من الأشياء للتفكير فيها. آسف لعدم تقديم ما يكفي من الشرح “.
“إنه الأمر يزعجني، كما تعلم. حتى أنا أفهم أن لديك الكثير من الأشياء في ذهنك، سوبارو، ولكن يجب أن تتحدث معي عنها… على الرغم من أنني لا أمانع في أن تكون حازمًا أحيانًا. ”
وضعت ريم كلتا يديها على وجنتيها المحمرتين قليلاً للغاية وتنفست الصعداء. ربما شعرت من نبرة سوبارو أنه استعاد رباطة جأشه وتم حل هذا الارتباك الذي ملأه خلال الفترة القليلة الماضية.
بعد أن لاحظ ارتياح ريم، علم سوبارو مدى افتقاره للاهتمام، الأمر الذي كان أكثر إثارة للشفقة. لا شك أن ريم، التي عرفت سوبارو من قبل، قد اعتقدت أن تحوله في الثواني التي تلت العودة من الموت لم تكن أقل من الدراما، غيرته التجارب التي خاضها في غضون ثانية واحدة.
علاوة على ذلك، في ذلك اليوم، وبطريقته الخاصة، كان سوبارو مشغولاً بمحاولة إبعاد عينيه عن الكآبة في قلبه. لقد قدم عرضًا مشينًا في مؤتمر الاختيار الملكي، وتعرض للضرب حتى الموت على يد يوليوس في ساحة العرض، وخلق فجوة قاتلة بينه وبين إيميليا، وبعد أن تُرك في العاصمة الملكية، فقد فَقَد الغرض من وجوده.
لقد كان يقضي وقته عاجزًا في مقر كروش، غارقًا في حالة ركود أكبر عندما يسأل نفسه عما يمكنه فعله، وماذا يحتاج إلى القيام به، ودون العثور على أي إجابات. لا يمكن أن يطلق على أفعاله أي شيء أقل من أنها سخافة. اعتقد سوبارو ذلك الآن.
من وجهة نظر ريم، اختفت حالة عدم اليقين الكامنة في سوبارو في غمضة عين. إذا كنت لا تستطيع أن تطلق على ذلك دوي الرعد فجأة، فبماذا يمكن أن تسميه؟
“آسف لجعلك تقلق. أنا بخير الآن. أشعر أنه كان عليك رؤيتي بشكل مثير للشفقة وانحرفت عن الطريق الصحيح، لكنني أفهم خطئي الآن “.
“لا، بالنسبة لي، الوقت الذي أمضيه في التفكير فيك هو وقت أستثمره جيدًا… هل تفهم ما أقصده؟”
كانت تتحدث إلى سوبارو بعيون صافية. كانت هناك حيوية في صوت ريم وهي تجيبه. لم تستطع إخفاء سعادتها المكبوتة لتمكنها من التحدث مع سوبارو مرة أخرى.
ابتسم سوبارو بخجل وأومأ برأسه على السؤال الذي طرحته ريم.
“أشعر حقًا بالأسف الشديد للمشكلة التي تسببت فيها في أن يركض الجميع ويقلقون بهذا الشكل، لكنني أعرف أخيرًا كيفية ترتيب كل شيء. حسنًا، لا، الآن بعد أن فكرت في الأمر، لقد رأيت الحقيقة منذ البداية، وذكرها الناس لي أيضًا… أنا بالفعل سيء في الاستسلام “.
“أعتقد أن هذا ما يميزك سوبارو…”
ابتسم سوبارو بشكل ضعيف عندما سمع رد ريم الناعم. ثم نظر إلى السماء. جعله ارتفاعها وعرضها يشعر بأن صدره أخف وزنا.
ربما كان العالم ينظر إلى سوبارو بخيبة أمل طوال الوقت. لكن الآن، سينتهي ذلك الوقت القمعي أخيرًا.
كان الجواب تحت أنفه طوال الوقت.
بغض النظر عن المكان الذي يتجه إليه سوبارو، وبغض النظر عن التحديات التي واجهها بتهور، وبغض النظر عن مدى قيامه بأشياء غبية، فقد كانت “هي” تتبعه دون كلمة شكوى.
—بالفعل
“ريم، لقد قررت.”
واقفًا بالقرب منها بحيث مد يده وأمسك يدرها وهو ينظر مباشرة إلى عينيها.
شعرها القصير الأزرق كان يرفرف في الريح. كانت عيناها الزرقاوان الشاحبان والواضحان يحملان سوبارو بداخلهما فقط. كان جسدها الصغير يرتدي فستان مئزر ذو طابع أسود معدّل.
الطريقة الجادة للغاية التي تصرفت بها أظهرت نبلها وثباتها. أضافت زخرفة الشعر الزهرية المفعمة بالحيوية رقة إلى جمال وجهها الصغير المصقول.
“نعم، سوبارو.”
شكلت شفتيها الوردية ابتسامة صغيرة. ضاقت عينيها، واخترق جمال ابتسامتها حقًا من خلال سوبارو. صدى صوتها الناعم المليء بالعاطفة. بدت وكأنها متمسكة بكل كلمة سيقولها.
“أولا، سوف نستأجر عربة تنين. مع وجود ضجة كبيرة في العاصمة، يبدو أن توظيف أحدهم أمر صعب، لكننا سنلعب بطريقة قذرة إذا كان علينا. لا توجد معنا الآن أي توصية من أناستازيا، لذلك من الأفضل الاحتفاظ بهذا الأمر سرًا إن أمكن “.
لقد احتاجوا إلى تنين أرض سريع يتمتع بقدر كبير من القدرة على التحمل؛ وإذا كان هذا التنين وديًا فوق كل هذا فسيكون ذلك رائعًا.
سيحتاجون إلى الاستمرار في الجري. كانوا بحاجة إلى السفر، والاستمرار في الجري دون توقف، ليلا ونهارا.
“عربة تنين…؟” أمالت ريم رأسها قليلا وكررت كلمات سوبارو.
من الارتباك الواضح في عينيها، اندفع سوبارو إلى توضيح أسبابه فيما أخبرها به قبل قليل.
لكنه تظاهر بعدم ملاحظة مخاوف “ريم” الطبيعية وأشار إلى البوابة الأمامية الضخمة.
“سنضطر إلى قضاء بعض الوقت أثناء اختيار عربة تنين، لذلك يجب أن نذهب لشراء بعض الطعام خلال فترة الانتظار. آه، أنا لا أجيد استساغة الحصص الغذائية القديمة. الماء العادي أفضل من تلك الأشياء “.
لقد كان يأكل في الواقع حصصًا بسيطة وأطعمة محفوظة في الرحلات الميدانية وما شابه ذلك في عالمه القديم.
“آه، انتظر، ربما يكون هناك بعض القوة السحرية اللطيفة للحفاظ على الطعام هنا…؟ ربما نتمكن أيضًا من صنع المايونيز، لذلك ربما يمكننا التجربة والعثور على شيء جيد… ”
“إيه، سوبارو؟”
“مم، آه، آسف. بدأت أفكاري تسير في اتجاه غريب. ما الأمر؟”
أدرك سوبارو أنه ذهب عميقًا في أفكاره، وابتسم بلطف وهو ينظر إلى ريم. تلك الابتسامة جعلت ريم تصمت لفترة وجيزة. ثم رفعت رأسها، على ما يبدو تحاول تنحية شكوكها جانبًا.
“إيه، أنا آسفة. أنا لا أجيد التخمين حقًا، لذلك أنا لا أفهم ما تحاول القيام به سوبارو. إيه، ما الأمر حقًا…؟ ”
“آه! صحيح بالفعل! آسف، لم أدرك حيرتك على الإطلاق! حسنًا، الآن قد علقتِ معي وأنا أحاول وضع خطط لأشياء علينا القيام بها. أنا محرج جدا!”
صفع سوبارو ركبته مبتسمًا اعترافًا بخطئه.
“لقد استغرقت الكثير من التجارب لأدرك بعض الأشياء، لكن الإجابة كانت واضحة منذ فترة.”
ظهرت ابتسامة ساخرة، ابتسامة ساخرة حقًا.
لقد ذاق طعم المرارة. كان يمضغ ندمه. كان يذرف الدموع على سخافة ولاعقلانية كل ذلك. لقد لعب معه المصير لعبًا قاسيًا. لقد تم تلطيخه بدماء الآخرين، ومات عدة مرات بكل سخافة.
كل ذلك أدى إلى إجابة واحدة، وهي إجابة يفهمها جيدًا الآن.
“ريم.”
مناديًا باسمها، مادًا يده ببطء نحوها. شاهدته ريم منتظرة كلماته التالية.
استجابةً لطلب ريم غير المعلن، صاغ المشاعر التي في داخله في كلمات—
“دعينا نهرب سوية. بقدر ما نستطيع “.
كانت هزيمته على يدي القدر صاخبة وواضحة.

3

حسابنا بتويتر @ReZeroAR

“…هاه؟”
ريم، غير القادرة على فهم معنى الكلمات التي قيلت لها، أطلقت فقط شهقة خافتة من حلقها.
هز سوبارو، الذي لم يتفاجأ من رد فعل ريم، رأسه وقال، “سنترك العاصمة الملكية ونتجه غربًا… أو شمالًا. لقد سمعت أننا لا نستطيع الدخول إلى الإمبراطورية في الجنوب، لذا فسنأخذ واحدًا من هذين الاتجاهين… أنا لست جيدًا مع البرد، لذلك شخصيًا، أنا أصوت للغرب “.
“إيه، أم، عذرا…”
“ستكون رحلة طويلة بلا نهاية واضحة، ولا أعتقد أنه سيكون لدينا وقت سهل فقط لكنها فرصة جيدة للبدء من جديد. بالإضافة إلى ذلك، في المقام الأول، إذا استأجرنا عربة تنين، فلا أستطيع أن أرى أي فرصة لتسليمها مرة أخرى. ماذا يجب أن نفعل حيال ذلك، هاه…؟ ربما نشتري عربة تنين بدلاً من استئجارها؟ ”
لقد أوكل شراء عربات التنين إلى ريم. لذلك لم يعرف سوبارو ما إذا كان لديهم في هذا العالم أنظمة لتأجير لعربات الشبيهة بالسيارات. لم يكن يعرف حتى من أين سيشتري واحدة. لقد اعتقد أنه يجب أن تكون هناك بعض المنظمات المخصصة لذلك حتى يمكنك الحصول على عربة بسهولة، ولكن—
” من فضلك انتظر!”
كان سوبارو في منتصف تفكيره عندما حثته ريم على التوقف. أبقت كفيها متجهين نحو سوبارو مع ظهور تعبير نادر عن القلق عليها.
“إيه… ماذا تقصد ب “الرحيل”؟ سوبارو، من الطريقة التي تتحدث بها الآن، يبدو أنك تحاول الذهاب إلى أمة مختلفة، دولة ليست لوغونيكا….. ”
تجولت نظرات ريم وكأن كانت نصف شاكة في كلماتها. ثم تغير تعبيرها إلى آه! وهي تضم يديها معًا.
“بما أنك أنت الذي نتحدث عنه، فلديك فكرة رائعة أخرى، أليس كذلك؟ شيء من شأنه أن يساعد السيدة إيميليا والسيد روزوال… ”
“لا أفكر في أي شيء من هذا القبيل يا ريم”
“إيه…؟”
يبدو أن ريم تمسكت بأفضل تفسير ممكن للغرض الحقيقي وراء كلمات سوبارو.
ولكن أمام الفتاة التي صدقت بالفعل هذا الأمر، رفضت سوبارو تفسيرها بشكل حاسم.
“لقد أخبرتك، سنهرب. حتى لو بقينا في العاصمة الملكية، لا يمكننا فعل أي شيء. وحتى إذا عدنا إلى القصر، فلن يغير ذلك حقيقة أننا أستطيع فعل أي شيء— أفهم ذلك الآن “.
عجزه، وفراغه، ولاعقلانية العالم – كل هذا أثقل كاهل سوبارو. وبغض النظر عن مدى صعوبة محاولته لإنكار ذلك، فإن العبث لن يتركه أبدًا.
وهكذا فقد رأى النور بعد أن تقبّل هذه الحقيقة.
الآن، كان سوبارو خاليًا من المتاعب التي حملها سابقًا، كما لو أنها لم تكن موجودة من قبل.
“لذا اهربي معي يا ريم. قال لي كل شخص آخر إنه لا يمكنني البقاء هنا. ولم أرغب في قبول كلماتهم، لذلك ظللت أنكرها بشدة، لكن… لقد كانوا محقين. أنا ضعيف. لم يخبرني أحد من قبل “أنا بحاجة إليك.”
بعد أن وصل إلى عالم آخر، ومن خلال القدرة على العودة للحياة اعتبر ذلك جزءًا من حظه السعيد، شعر وكأنه أنقذ الناس في مناسبتين منفصلتين، لكنه كان مخطئًا.
لم يكن يمتلك حتى القوة أو المشاعر التي تستحق أن يخلِّص بها الآخرون.
“هذا ليس…!”
“لم يقلها أحد. وقد قيل لي ذلك (انه ضعيف) بصوت عال وواضح… مرارًا وتكرارًا “.
—لا أحد يحتاج إلى أمثالك.
في المرة الأولى، تجاهل سوبارو رغبات إيميليا واندفع مغادرًا مقر إقامة كروش. لم يستمع إلى محاولة ريم لإيقافه، مما أدى إلى وقوع مأساة كبيرة نتيجة لذلك.
في المرة الثانية، لم يكن قادرًا على تغيير ذرة واحدة من النتيجة، مات الجميع مرة أخرى، ومن خلال الهروب من الواقع، تسبب في فقدان ريم لحياتها؛ مرة أخرى، لم ينقذ أحد.
المرة الثالثة جلبت أسوأ النتائج. لقد أشرك حتى التجار الأبرياء على جانب الطريق، وعرض ريم للخطر في سبيل تأخير الحوت الأبيض، وتسبب في موت إيميليا بين يديه.
لقد ذبح باك طائفة الساحرة، ولكن بعد وفاة سوبارو، دمر باك العالم بالفعل كما أعلن، كان الضرر بالتأكيد أكبر من أي وقت مضى.
ماذا عن الوقت الذي كان غير المتصل بقوة العودة للحياة؟
عندما اجتمع المرشحون في القصر الملكي، كان سوبارو قد جرّ إيميليا بطريقة ملحمية. بمجرد وقوفه إلى جانبها، ناهيك عن التحدث بكلماته الوقحة، فقد شوه سمعتها، ولم تؤد “مبارزته” لحفظ ماء الوجه إلا إلى قدر أكبر من الإذلال.
نتيجة لذلك، كان هو وإيميليا قد اختلفا، وأذى قلبها بحججه العاطفية، والتي لم تكن أكثر من نوبات غضب.
“… ها ها ها!”
ضحك بشدة على الحقيقة المؤلمة. الآن بعد أن فكر مرة أخرى، لقد كانت أفعاله تحفة فنية. عندما فكر بهدوء في أفعاله، كان من الواضح بشكل مؤلم أنه كان وباء.
أراد أن يقرض إيميليا قوته؟ كان لابد أن يكون هناك أناس يستطيع إنقاذهم؟
لم يكن هناك شك في أن الجميع سيبحث عنه إذا ذهب؟
يا له من طائش. يا لها من غطرسة.
نعم، يا لها من غطرسة.
أدت تصرفات سوبارو إلى تفاقم موقف إيميليا. ومع ذلك، فقد خان قلبها السخي للغاية، ولم تؤد مشاريعه الحمقاء إلا إلى جر ريم معه إلى وفاتها.
رائع. كان كل ذلك فقط لا يصدق. لا شك أن الجميع كانوا يعلمون أن هذه ستكون النتيجة.
لهذا السبب أخبر الجميع سوبارو، عليك ألا تتصرف، لا تفعل أي شيء، قوتك ليست مطلوبة، لا تتدخل، فقط ارحل.
أولئك حوله ممن أخبروه بذلك يعرفون الكثير عن المستقبل. كانوا مختلفين تمامًا عن سوبارو، الذي كان يجب أن يعرف أنه لا يستطيع فعل أي شيء، وأنه لا يفهم شيئًا، وأنه لم يكن قادرًا على فهم أي شيء.
ربما كانوا هم من فعلوا الأشياء بالفعل؟
“إذا لم يكونوا كذلك، فأنا الوحيد… من فشل هكذا.” كان ذلك مثيرا للشفقة.
لم يكن هناك من هو أضعف منه أو أتعس منه.
ماذا تسمي رجلاً استسلم ليضحك عليه الآخرون وتصرف حتى يضحك الآخرين؟
لقد وصفوه بالمهرج. سوبارو، الذي لم يكن يعرف حتى أن الناس كانوا يشيرون إليه ويضحكون، كان بالفعل لا يستحق ذلك اللقب.
—لقد كان مجرد أحمق بسيط لا يمكن إصلاحه.
“لذلك قررت الرحيل. هذا أفضل. أعلم أن هذا أفضل. إذا حاول شخص مثلي القيام بشيء ما، فسيؤدي ذلك فقط إلى إضافة جثة أخرى… وإذا لم أكن محظوظًا، فسيكون هناك أكثر من جثة واحدة “.
الجثث. الجثث. الجثث. الجثث. الجثث.
الغرباء. المعارف. الناس الغالين عنده. شخصيات مهمة. الناس الذين آمنوا به. الناس الذين أراد أن يعتقد أنهم آمنوا به— جثث لا نهاية لها قد تراكمت حوله.
لماذا حدثت كل هذه الأشياء له؟ لقد عانى كثيرا. ألم يستحق بعض المكافأة؟
حتى سوبارو كانت يعلم فكرة أن العمل الجاد يكافأ دائمًا، وأن أي رغبة ذات هدف واضح يمكن أن تتحقق طالما أنك قدمت كل ما لديك لتحقيقها، لم يكن كل ذلك سوى حلم بعيد المنال.
لكن على الرغم من ذلك، هل كان من الخطأ أن يكون لديه رغبة واحدة صغيرة— ليتجنب أسوأ ما في العالم؟
كان سوبارو مخطئًا. هذا هو السبب في أن النتائج استمرت في خيانة توقعاته.
“دعينا نهرب، ريم. أنت وأنا… لا يمكننا البقاء هنا في هذا البلد “.
عقد سوبارو العزم على ترك كل شيء وراءه والرحيل.
وبعد أن قرر وضع الكثير من الأشياء خلفه أثناء فراره، أراد أن يأخذ معه شخصًا واحدًا فقط.
ريم، الفتاة التي تقف أمامه.
لم يستطع دفع نفسه إلى التخلي عن كل شيء بالكامل. كان خائفًا من أن يكون وحيدًا. كان خائفا من الوحدة.
حتى في هذا العالم الشاسع، ذلك العالم من الظلام الذي لا يمكن فهمه، مع العلم أن عدم امتلاكه لأي شيء لكي يخسره كان هو الحل الصحيح، لم يستطع سوبارو أن يتجاهل خوفه من أن يكون بمفرده.
كما كانت الأيام تتكرر، كانت ريم هي الشخص الوحيد الذي بقي بجانب سوبارو. لقد كانت بالفعل بجانبه، تراقب تصرفاته المشينة، وأقواله وأفعاله القبيحة، وطريقة عيشه مثل الأغبياء.
اعتقد سوبارو أن ذلك يجعلها تستحق أن يقامر من أجلها مقامرةً أخيرة.
—في كل مرة من المرات الثلاث، ترك سوبارو ريم يموت.
ولمنعها من الموت، لم يستطع العودة إلى القصر. حتى عندما وصل إلى القصر، عرَّضت في النهاية حياتها ببطولة على طول الطريق.
كما أنه لا يستطيع أن يقول على وجه اليقين أنه يمكن أن ينقذها بإبقائها في العاصمة الملكية. حتى لو كانوا سيقضون وقتهم في سلام وهدوء هنا، إذا نقلت رام أخبار الأزمة في القصر إليها، فمن المحتمل أن تندفع ريم للخروج من المدينة.
إذا وصل الأمر إلى ذلك الحد، فلن يتمكن سوبارو من إيقافها. وستقابل نفس المصير.
كان سيفقدها مرة أخرى، يمكن لسوبارو أن يرى بوضوح كيف سيكون فارغًا بدونها.
إذا أراد بجدية إنقاذها، فعليه إخراجها من المملكة.
“أنت تقول كل هذا فجأة، لا أعرف ماذا أفعل…”
هزت ريم رأسها قليلاً في مواجهة نداء سوبارو القوي. لم تكن بادرة رفض. أظهر تعبيرها حالة من عدم اليقين التي سادت بداخلها.
لم تستطع ريم أن تقبل بكل بساطة ما قاله سوبارو فجأة.
لقد استشهد بحقائق قليلة للغاية لاتخاذ مثل هذا القرار الكبير.
لقد فهم سوبارو اللاعقلانية في أسبابه، لكن مع ذلك، لم يستطع التحدث أكثر عن الظروف.
لم يعد يعرف مقدار المعلومات التي يمكنه إفشاءها مع ظهور فكرة أن أيدي الساحرة الشريرة تلوح في الأفق.
لقد شعر وكأنه يتجاهل لعنة الساحرة بغض النظر عما يحدث حوله.
وبغض النظر عما يفعله، فقد شعر أنه سيؤدي بأفعاله إلى مزيد من التضحيات لعدم عقلانية القدر. وإذا حدث ذلك، فلن يكون سوبارو هو من سيُضحى به، بل الأناس الثمينون له.
“—”
—لقد كان في حالة من الجمود. تم تطويقه من جميع الجهات. لقد أغلق القدر كل الطرق للهروب. لذلك، لم يكن لدى سوبارو أي وسيلة متروكة له سوى هذا الالتماس.
لقد كان يناشد بجدية ضمير ريم، مدركًا أنه كان مخادعًا بكل طريقة ممكنة، مع العلم أنه كان يستخدم المشاعر التي كانت تكنها ريم في قلبها تجاهه.
“ليس هناك وقت. أنا آسف أن هذا الأمر مفاجئ للغاية. حقا، أنا آسف من أعماق قلبي… لكن من فضلك اختاري.”
“يختار…”
“أنا أو كل شيء ما عداي… الرجاء الاختيار.”

كره سوبارو الموقف الذي وضعها فيه، قائلًا كل ذلك وجعلها تختار فجأة بناءً على المعلومات القليلة التي قدمها لها. لكنها كانت أيضًا الحقيقة أن منحها الوقت للتفكير بهدوء في الأمر سينتهي ضده.
لم يستطع رفض فكرة أنه كان يستخدم ضغط ورطتها من أجل مصلحته الخاصة.
فقط في هذه الحالة، مع إعطاء ريم القليل من الوقت لتقرر ما إذا كانت ستغادر رفقة سوبارو أم لا كما، ربما كان لديه فرصة للفوز بهذا.
أو إن لم يكن “الفوز”، فإنه كـ تحقيق رغبة عزيزة أشبه بالأمل— الأمل الأناني بأن ريم، على الأقل، سوف تسامحه على هروبه.
“دعينا نحضر عربة تنين ونتجه غربًا. دعينا نغادر لوغونيكا ونذهب إلى الغرب إلى… كاراراجي، أليس كذلك؟ دعينا نشتري منزلًا صغيرًا ونعيش هناك، نحن الاثنين فقط “.
بسرعة، بدأ سوبارو برسم رؤيته للمستقبل. لقد كان مستقبلًا عاديًا وهادئًا، ومنقطعًا عن اللاعقلانية والقسوة.
“هذا يعني استخدام أموال السفر، لذلك أشعر بالسوء تجاه روزوال، لكن يمكننا فقط اقتراض ما نحتاجه وإرسال الباقي مرة أخرى. سأعمل بجد للمساعدة في إقامتنا من البداية أيضًا… لم أعمل مطلقًا في وظيفة مناسبة من قبل، ولكن من المحتمل أن يكون كل شيء على ما يرام “.
لقد كان جانحًا ترك المدرسة الثانوية وتخرج فقط مع المدرسة الإعدادية تحت حزامه.
تتكون خبرته في العمل في هذا العالم من لا شيء سوى فترة التدرب كخادم. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من لم يكن يحب قول ذلك، عمله الحالي كمرؤوس كان أفضل قليلاً من عمل طفل يساعد في الأعمال المنزلية.
ربما يكون من الصعب القيام بعمل حقيقي، لكنه سيجد عملاً، سيذهب إلى الجحيم أو الماء.
بالمقارنة مع الألم والمعاناة والموت، سيكون كل ذلك نزهة في الحديقة. كلما فكر سوبارو في الأمر، كلما انفتحت أمامه أبواب مستقبله.
بالتفكير في الكيفية التي كان يهدف بها إلى مستقبل، وقضاء يومًا بعد يوم في مغازلة أسوأ الكوارث بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، فقد كان أمرًا سعيدًا حقًا.
“حتى لو كان الأمر صعبًا، إذا كنتِ هناك معي، فأنا أعلم أنني سأبذل قصارى جهدي. حتى لو كنت متعبًا، مجرد التفكير في أنك في انتظاري بابتسامة عندما أعود إلى المنزل…! ”
حتى لو ألقى عليه كل شخص تركه وراءه باللوم على هروبه بعيدًا، فقد اعتقد أنه يمكن أن يتحمل كل ذلك إذا كانت ريم بجانبه.
لذا أرجوكِ، أتوسل إليكِ، وكأنني لم أتوسل أبدًا من أجل أي شيء من قبل—
“من فضلك اختاريني…!”
قدم سوبارو يده لتقديم التماسه إليها، كما لو كان يحاول سحب “نعم” منها.
“إذا اخترتِني، فسأعطيك كل ما لدي. كل جزء من حياتي سيكون لك. سأقضي حياتي من أجلك. سأعيش من أجلك فقط… لذا أرجوكِ. ”
حتى مع وقوف ريم أمامه مباشرة، لم يستطع النظر إلى وجهها. لم يكن لديه الشجاعة ليرى أي نوع من التعبير كان مرسومًا على وجهها.
الشجاعة لم تكن من صفاته، لم تكن في أصغر جزء منه.
إذا فعل ذلك وكان شجاعًا، كل شيء كانت ستكون نتيجته بشكل مختلف.
لقد كان جبانًا، مخادعًا ومثيرًا للشفقة، فاقدًا ومفتقدًا لكل شيء.
“اهربي معي… كوني معي، من فضلك…!”
على الأقل دعيني أمنعك من الموت، لقد تعهد بذلك بجدية من أعماق قلبه.
وضع كل مشاعره في صوته الجشع، شعر سوبارو بأن قلبه ينبض بسرعة، وتنفسه يتسارع.
لقد أصابه الإرهاق من ضربات أفكاره الشرسة كما لو كان يركض بكل قوته.
ريم لم تلقي بأي رد.
كانت أصوات الحشود بعيدة الآن. لم يخطر بباله أبدًا أن يتساءل عما قد يعتقده الآخرون عن شخصين يجريان محادثة كهذه في الأماكن العامة.
كانت ريم هي كل شيء بالنسبة له.
بالنسبة لسوبارو، في تلك اللحظة، كان وجودها هو كل شيء بالنسبة له.
غير قادر على تحمل الصمت، فتح سوبارو عينيه المغلقتين بشدة لإلقاء نظرة خاطفة على تعبير ريم وهي تقف أمامه، طوال الوقت كان خائفًا من أن يعرف إجابتها.
“—”
في صمت، أضاقت ريم شفتيها دون أن تدرك أنه كان ينظر إليها.
كافح تعبيرها للبقاء محايدًا، لكن جبينها وزوايا عينيها كانت متوترة بشكل ضعيف بطريقة لا يراها عادة.
استطاع سوبارو أن يعلم أن دوامة من عدم اليقين والحيرة والتردد كانت تدور بداخلها. كانت الأشياء المختلفة التي قالها سوبارو للتو تهز قلبها بقوة وبعنف.
شعر بأن المعركة الطويلة وكأنها أبدية. أحرق شعور بعدم الارتياح ظهر سوبارو.
لكن في النهاية، انتهى ذلك الوقت.
“—سوبارو.”
بلطف، نادت اسمه بصوت مليء بالمودة.
في اللحظة التي سمع فيها سوبارو تلك النغمة، صدى صوتها، كان على يقين من أن آماله قد تم الاستجابة لها.
لقد قبلت ريم مشاركة سوبارو. لقد سامحت سوبارو لضعفه. لقد احتضنت الإنسان المسمى بـ سوبارو ناتسكي وكل ما جاء معه.
غمره فيضان من المشاعر.
قد شعر وكأنه قد كوفئ أخيرًا.
ثم رفع سوبارو وجهه—
“لا أستطيع أن أهرب معك، سوبارو.”
وبوجه حزين للغاية، حطمت ريم آماله.
“بعد كل شيء…”
“—”
“عندما نتحدث عن المستقبل، نحتاج أن نبتسم، أليس كذلك؟”
وبتعبير يشبه ابتسامة دامعة، كررت ريم الكلمات التي جاءت من فم سوبارو.

 

4

حسابنا بتويتر @ReZeroAR

لقد راهن، وخسر.
عندما كررت ريم كلماته عليه بابتسامة دامعة، كانت روح سوبارو الداخلية منهكة، وغمره الشعور بأنه قد ألقى بكل شيء في مباراة واحدة وخسر.
كان سوبارو واثق— لا، بل كان يأمل— بأن ريم، بفضل اعتمادها القوي عليه، قد تقول نعم.
ربما، ربما فقط، حتى عندما ينحى كل شيء جانبًا، قد تختاره.
لقد كان حلما عابرا، فكرة مغرورة.
كان يجب أن يفهم ذلك منذ البداية. إذا كان عدم قدرته على إيجاد أي قيمة في نفسه هو السبب الكامل لاختياره للهروب، فما هي النتيجة التي توقعها؟
“في الوقت الحالي… قد لا أكون مبتسمًا، لكن… أعني، إذا فعلنا ذلك بالفعل، فأنا متأكد من أنني سأبتسم… نعم، هذا صحيح. لذا، آه… ”
على الرغم من أن الأمر قد تم تسويته بالفعل، إلا أن الحجج غير المقنعة تدفقت من فم سوبارو في محاولة لتهدئة الأمور.
لم يستطع التفكير في إنكار فعال لكلمات ريم. ولكن إذا لم يقل شيئًا، فإن رغباته كانت ستذهب سدى.
ربما لا يزال لديه فرصة لتغيير رأيها طالما استمروا في الحديث— على الرغم من أن ذلك ربما كان تمرينًا على التمني.
بينما تشبث سوبارو بهذا الأمل، شاهدته ريم، وبابتسامة باهتة على وجهها وهي تتمتم “… لقد… فكرت في الأمر أيضًا.”
لقد رفعت وجهها بشكل خفيف قليلاً.
“بعد وصولنا إلى كاراراجي، سنستأجر غرفة في نزل أولاً. على الرغم من أن المنزل هو أساس بناء الحياة، إلا أننا لا نستطيع أن نتهور باستعمال المال الذي في حوزتنا. أولاً، سنحتاج إلى دخل ثابت “.
رفعت ريم إصبعها لأنها أضافت العقلانية إلى الصورة المستقبلية التي اقترحها سوبارو سابقًا.
“لحسن الحظ، تلقيت تعليمًا مناسبًا بسبب حسن تقدير السيد روزوال. حتى في كاراراجي، أعتقد أن العثور على عمل سيكون مسألة بسيطة بالنسبة لي. بالنسبة لك لسوبارو… ربما تحتاج إلى أداء الأعمال الجسدية، ولكن ربما يمكنك العمل على مقربة مني “.
بقليل من الضحك، سلطت ريم الضوء على عدم قدرة سوبارو على فعل أي شيء.
كان بلا شك تقييمًا دقيقًا لقيمة سوبارو، حيث كان لا يزال يجهل إلى حد كبير الثقافة والتكنولوجيا في ذلك العالم.
“وبمجرد استقرار دخلنا، سنبحث عن مكان أفضل قليلاً للبقاء. خلال ذلك الوقت، سوف تحتاج إلى الدراسة بشكل صحيح من أجل العمل في المستقبل… قد يستغرق الأمر حوالي عام قبل أن تتمكن من القيام بعمل حقيقي، ربما. يمكنك أن تصبح مستقلاً بشكل أسرع، ولكن فقط من خلال جهودك الخاصة، سوبارو. ”
في هذه الفرضية، وضعت ريم نظام دراسة وحشي بشكل غير متوقع.
عندما علمته مكان رام، كانت طريقتها في التدريس لطيفة، لكن انتقاداتها كانت بلا رحمة. ربما يكون قد تذمر على طول الطريق، لكنه كان مغرمًا بصرامتها.
“مع عمل كلانا، يمكننا توفير بعض المال… ربما ما يكفي لشراء منزل في نهاية المطاف. ربما مخزن نوع ما سيكون أفضل. كاراراجي هي أرض مليئة بالتجارة، لذلك سيكون هناك بالتأكيد طريقة للاستفادة من أفكارك الغريبة، سوبارو. ”
مع التصفيق الممتع من يديها، وضعت ريم الخط للمستقبل الذي بدا جيدًا لدرجة يصعب تصديقها.
سوبارو، أيضا، شعر أنه يمكن أن يتخيل بوضوح ذلك المشهد يلعب في رأس ريم.
كالعادة، سوف يسبب لها سوبارو الكثير من المتاعب، وسوف تنغمس معه في حلها.
بالطبع سيشعر بالمسؤولية عن ذلك، لذلك سينتهي به الأمر بالعمل الجاد مع الكثير من العرق الذي يتدحرج من جبينه بالتأكيد.
سيكون هذا لطيفا.
حياة صادقة، من أجلها ومن أجلها وحدها— ما مدى سعادة هذه الحياة؟
“مع تقدم عملنا… آه، هذا أمر محرج، لكن ربما… سننجب أطفالًا؟ وباعتبارهم نصف شيطان ونصف بشري، فمن المرجح أن يكونوا أشقياء للغاية. صبي أو فتاة، توأم أو ثلاثة توائم، من المؤكد أنهم سيكونون أطفالًا لطفاء للغاية أيضًا “.
احمر خدي ريم بخجل لأنها تركت أفكارها تتقدم قليلاً. كانت تعد على أصابعها واحدة تلو الأخرى، وعندما وصل العدد إلى عشرة، تابعت.
“لن يكون كل شيء ممتعًا، ولا أعتقد أن كل شيء سيكون كما أتخيل. ربما لن يكون لدينا أبناء وبنات فقط، وقد لا تكون قادرًا على الشعور بالفخر بأسرتك “.
“… ريم.”
“ولكن، آه، حتى عندما يكبر الأطفال بما يكفي ليكونوا لئيمين معك، سأكون دائمًا بجانبك، سوبارو. سنكون مشهورين بين السكان المحليين كزوجين سعيدين دائمًا ونقضي أيامنا معًا ببطء، ونكبر معًا… ”
“… ريم!”
“سوبارو، يؤسفني أن أقول هذا، ولكن إذا أمكن، أود أن أطلب منك السماح لي بالموت قبلك. أرغب في الاستلقاء على السرير وأنت تمسك يدي، ويحيط به أطفالنا وأحفادنا، بينما أقول، “كنت سعيدةً”، وستودعونني جميعًا—”
لم يستطع رفع رأسه.
كان المستقبل الذي كانت ريم تصوره بكلماتها جميلًا لدرجة أنه جرح قلب سوبارو بهدوء.
“ستكون تلك… طريقة سعيدة ورائعة لنهاية حياتي.”
“إذا كنت تريدين…!”
كان الاستماع إلى المستقبل الحلو والمر الذي فرضته ريم أشبه بحكة لا يمكن كبتها داخل صدره مما جعله يريد حك نفسه.
بحلول الوقت الذي انتهى فيه سوبارو من الاستماع، لم يكن هناك شيء يملأ قلبه سوى عاصفة من العاطفة التي لا توصف.
جف حلقه. غرق شيء ثقيل في أعماق رئتيه. رأسه يؤلمه.
هز رأسه في محاولة لتجاهل الحرارة الشديدة التي تملأ أعماق عينيه.
“إذا كنت… فكرت في الأمر بنجاح…!”
ثم يمكن أن تهرب مع سوبارو بقدر ما يمكن أن تأخذهم أقدامهم

“سوبارو، إذا كنت تستطيع أن تبتسم بينما تتمنى ذلك المستقبل… أعتقد حقًا أنني من الممكن أن أكون سعيدةً بحياة كهذه “.
لكن تعابيرها كانت مليئة بالحزن الذي تجاوز حتى حزن سوبارو، الفتاة المبتسمة لم توافق على رجائه.
مذهولاً، حدق سوبارو في تلك الابتسامة الصغيرة المتألمة عندما فهم أخيرًا.
بغض النظر عن مدى تشبثه بالأمل، لم يستطع إقناع ريم بتغيير رأيها. لقد خسر المقامرة حقًا، ولم يكن لديه ملاذ.
“—”
هاجمه الشعور بالتعب وكأنه يحمل شيئًا ثقيلًا على كتفيه. كان محبطًا للغاية لدرجة أنه يمكن أن ينهار على الفور. بالكاد تمكن سوبارو من تجنب القيام بذلك، حيث قام بتغطية وجهه بيديه وهو يائس.
رفضت ريم الذهاب معه.
هذا يعني أنه كان لا يستطيع فعل شيء لإنقاذها.
إذا بقي إلى جانبها لحمايتها، فإن كل ما كان ينتظرهم عند عودتهم إلى القصر كان مستقبلًا قاسيًا— مأساة ثابتة وطريق مسدود لمصير لا يرحم.
إذن ربما يكون من الأفضل ترك ريم وراءه والهرب بنفسه…؟
إذا فعل ذلك، فلن يتمكن من الهروب من الشعور بالوحدة، لكنه على الأقل يمكنه الهروب من اليأس الذي يواجهه.
بالطبع، لن يتغير مصير الناس في القصر وحوله سواء كان حاضرًا أم لا.
كان سوبارو ببساطة يغطي عينيه وأذنيه، متظاهراً بأنه لا يعرف، كان يأخذ بمنأى عن رؤية الواقع بنفسه.
في تلك اللحظة، كان سوبارو يائسًا للغاية لشيء يتمسك به هذا الأمل التافه.
ولكن حتى لو قام بذلك بالفعل وهرب، فهل سيكون هناك أي خلاص على الإطلاق؟ سواء كان سوبارو يتحدى خصومه، أو يهرب إلى الجنون، أو يضع كل شيء على المحك، فإن القدر لن يتركه يتراخى. ماذا، إذن، يمكنه أن يفعل—؟
“سوبارو، إن فكرة أنك فكرت في الهروب معي… أنك فكرت في عيش حياتك معي… يسعدني من أعماق قلبي. لكن هذه الفكرة لن تنجح “.
حتى بعد أن رفضت اليد التي قدمتا سوبارو، كانت خدي ريم لا تزالان متوردتين من المشاعر التي تدور بداخلها.
لقد عرفت هي نفسها أنه بإمكانهم الفرار، الفرار، الفرار، وفي النهاية، يمكنهم جعل هذا الخيال حقيقة واقعة. لقد اشتهت ذلك. لقد صرحت بحزم أن الفكرة كانت سعيدة— ومع ذلك، رفضتها ريم، لأن………
“أعني، إذا هربنا الآن… أنا متأكد من أنني سأترك سوبارو الذي أحب كثيرًا.”
“—”
ماذا كانت تقول ريم؟ لم يفهم.
رفع سوبارو وجهه ونظر إليها بعيون فارغة. كانت ريم تعطيه ابتسامة صغيرة حزينة، لكن مع ذلك، عكست عيناها مشاعرها الراسخة. شعر سوبارو بالإرهاق من نظرتها وهي تنظر إليه بحب.
“سوبارو. من فضلك قل لي ما حدث “.
هز رأسه. لم يستطع.
إذا فعل ذلك، سيموت ريم.
“إذا كنت لا تستطيع التحدث عن ذلك، فالرجاء الوثوق بي. سوف أحل ذلك بطريقة ما. ”
هز رأسه. لم يستطع.
إذا تركها عند هذا الحد، ستموت ريم. “… لكن على الأقل، هل يمكننا العودة الآن؟ إذا هدأت وفكرت في الأمر بهدوء أكثر، فقد تتمكن من العثور على إجابة مختلفة “.
هز رأسه. لم يستطع. إذا انتظر، سيموت الجميع.
“لقد… قلقت بالفعل. لقد فكرت بالفعل. لقد عانيت بالفعل… لهذا السبب استسلمت “.
لم يصدق أحد سوبارو.
لم يتوقع منه أحد أي شيء.
إذا أخبر أي شخص أنه سيفعل شيئًا ما، فسيسخرون من حماقته.
لقد تجاهل كلماتهم، وتجاهل الأمر، ورأى حماقاته العديدة، وبالتالي وصل إلى حالته الحالية.
إلى سوبارو، في ذلك الوقت، هذا الصدأ الذي ملأ قلبه، كان—
“—من السهل الاستسلام. لكن…..”
فجأة، دحضت ريم كلمات سوبارو الضعيفة.
—من السهل الاستسلام.
في اللحظة التي دخلت تلك الكلمات إلى أذنيه، اندفعت هزة من الفهم عبر جسد سوبارو بالكامل.
كان الأمر كما لو أن صاعقة ضربت رأسه.
انفجر شيء لم يستطع التعبير عنه بالكلمات داخل صدره، وشعر وكأن كل المسام في جسده قد اشتعلت فيها النيران.
“من السهل… الاستسلام…؟”
“سوبارو؟”
“لا… قولي لي كيف…!”
ضغط سوبارو على أسنانه، مليئًا بالاستياء الظاهر في عينيه.
من السهل الاستسلام؟ هذه مزحة سيئة حقًا.
هل تعتقد أنه من السهل التخلي عن هدفك والهرب خالي الوفاض؟ هذا الجحيم…!
“ليس هناك من طريقة يسهل فيها الاستسلام… !!”
ارتجف حلق سوبارو من المشاعر المظلمة التي انفجرت بداخله بشكل لا يطاق.
فاجأها انفجار سوبارو الغاضب، بدت ريم وكأنها تتقلص من الخوف.
حتى المشاة الذين يسافرون على طول الشارع الرئيسي في العاصمة الملكية كانوا يتساءلون عما يجري عندما حولوا أعينهم إلى سوبارو الغاضب.
لم يلتفت سوبارو إلى النظرات المهينة، حدق فقط في ريم، التي كانت تقف أمامه.
“لم أفعل أي شيء، لم أفكر في أي شيء، لقد تخليت عن كل شيء دون اهتمام، تركت كل شيء على هذا النحو تمامًا كما هو، واستسلمت— هل هذا ما تعتقدينه ؟! ”
كان كلامها يقتله.
لقد بكى دموعًا من الدم وصرخ بما يكفي لتمزيق حلقه، ومع ذلك لم يربح شيئًا.
مع العلم أنه اتخذ قراره. بالتخلي عن كل شيء.
كان هذا هو الاستنتاج الوحيد الذي يمكن أن يضعه في كلمات، ولكن كم عدد التضحيات التي كان يجب أن يقدمها حتى يصل إلى هذا الاستنتاج؟ لن يدع أي شخص يقلل من قراره.
“لم يكن الاستسلام سهلاً على الإطلاق…! التفكير في أنه يمكنك القتال، وأنه يمكنك حل الأمور بطريقة أو بأخرى، هذا أسهل بطريقة ما…! لكنني لم أستطع حل أي شيء بأي طريقة! لم يكن لدي أي خيار! تم إغلاق جميع المسارات باستثناء الاستسلام…! ”
كان القدر يسخر من سوبارو، لأن كل طريق متاح له قد انتهى في طريق مسدود.
مهما قاتل، ومهما وقف طويلًا، أو تآمر، أو صاح، أو توسل، أو حتى هرب—
لم يعد من الممكن بالنسبة له الحصول على أي شيء.
حتى الأشخاص الذين أراد إنقاذهم صفعوا يده بعيدًا.
هل كان من المفترض أن يستمر في المحاولة، إذن؟
من يستطيع أن يخبر سوبارو أنه من السابق لأوانه الاستسلام؟
إذا مر شخص ما بنفس التجربة، نفس المعاناة، نفس الجحيم، فهل سيتمكن هذا الشخص من قول مثل هذا الشيء؟
“لو كان بإمكاني فعل أي شيء… كنت سأفعله… سأفعل…!” لقد أراد حقًا أن يفعل شيئًا ما.
لمساعدة الناس، لإنقاذ الناس، لمنعهم من الموت. لكنه لم يستطع. العالم لن يسمح له.
عاد كل شيء خلال تلك الأيام المتكررة لـ يلدغه مرة أخرى.
لهذا السبب امتلك اليأس سوبارو….
“سوبارو”.
بينما كان سوبارو يمسك برأسه، مستنزفًا من المشاعر، وصوته يتلاشى، نادت عليه ريم.
كانت آذان سوبارو تدق بشدة. إن الكشف المثير للشفقة عن مشاعره الحقيقية القبيحة جعله غير قادر حتى على النظر إليها في وجهها.
وقالت لهذا الرجل البائس الذي لا يمكن إنقاذه واليائس الذي تحدى القدر وخسر “من السهل الاستسلام”.
“—”
“لكن…”
كررت ريم مرة أخرى العبارة التي أرسلت سوبارو في حالة من الغضب فقط.
بعد الشعور بشيء يكاد يكون غير مفهوم في كلماتها، رفع سوبارو وجهه مذهولًا.
لماذا لا تفهم؟
لماذا، بعد كل هذا، لم تستطع فهم معاناة سوبارو؟
الكآبة، وعدم الرضا، والجروح في كل ركن داخل قلبه—
“—إنها لا تناسبك يا سوبارو.”
اختفى كل شيء بينما كانت ريم تحدق مباشرة في عيون سوبارو السوداء وتتحدث.
صرحت ريم بهذه الكلمات كما لو كانت تؤمن بها حقًا، كما لو كانت تمثل نوعًا من الحقيقة المطلقة.
“أنا لا أفهم ما هي الأفكار المؤلمة، ما هي المعرفة التي تجعلك تعاني، سوبارو. أعتقد أنني لا أستطيع التقليل من شأن ذلك بالقول إنني أفهم “.
“—”
“ولكن مع ذلك، هناك شيء واحد أدركه عنك.”
“—”
“وهذا يعني أنك لست شخصًا يمكنه التخلي عن الأشياء قبل القيام بها، سوبارو.”
إلى الرجل الذي كان غارقًا في الحزن أمامها، والذي تخلص من كل شيء، والذي قال إنه استسلم قبل لحظة، قالت ريم مثل هذا الشيء دون خجل، دون خوف، دون تردد.
“أنا اعرف هذا.”
“—”
“عندما يكون هذا هو المستقبل الذي تريده، ستبتسم عندما تتحدث عنه يا سوبارو. ”
إلى الرجل الذي تحدث معها عن الهروب إلى عالم كان دافئًا ومسالمًا وهادئًا، مع الشعور بالذنب والندم على وجهه، تحدثت ريم بوضوح، دون أي خيبة أمل.
“أنا اعرف هذا.”
“—”
“أعلم أنك رجل لا يتخلى عن المستقبل، سوبارو.”
هنا والآن، أعلنت ريم كلماتها لشاب كان يطأطأ رأسه، وعلى ما يبدو يحز على أسنانه.
لم يكن هناك سوى الصدق في عينيها. لم ينقلوا له سوى الثقة.
كان سوبارو غارقًا في ذلك الضوء القوي والمكثف.
بعد كل شيء، كانت ريم مخطئةً بشأنه.
كان ذلك خطأً فادحاً، كانت هذه مهزلة حقيقية.
قيمت تصريحاتها الإنسان المسمى بـ سوبارو بدرجة عالية جدًا.
لم يكن يعرف مدى الفخر والنبل الذي يبلغهما في عينيها.
لكن سوبارو الحقيقي لم تكن شخصًا جيدًا مثلما قالت.
كان ينفث ضعفًا، مسحوقًا من الشدائد، يندب عجزه وبؤسه المثيران للشفقة، هُزم وضُرب بشدة لدرجة أنه كان يهرب— ذلك كان سوبارو ناتسكي.
“أنا… لست من هذا النوع من الأشخاص… أنا…”
“أنا لست مخطئة. السيدة إيميليا، أختي، السيد روزوال، الآنسة بياتريس، وكل شخص آخر… أعلم أنك لم تتخل عنهم، سوبارو. ”
دحضته بلهجة قوية.
لكنها كانت مخطئة. لقد ألقى بهم جميعًا.
“تخليت عنهم. لقد تخليت عنهم! لا يمكنني أخذهم معي… يدي صغيرة جدًا، كل شيء يسقط مني، وفي النهاية لم يبق لي شيء…! ”
“لا، هذا ليس صحيحًا. سوبارو، أنت—”
إلى أي مدى، إلى أي مدى ستذهب ريم في إنكار أن سوبارو قد استسلم؟
لماذا، بعد أن عانى مثل هذا الإذلال، أنكرت أنه كان مخطئًا؟ فقط ماذا رأت في سوبارو؟
كان هذا مزعجًا جدًا لدرجة أنه لم يعد قادرًا على تحمله.
—فقط ما الذي تحاول قوله؟
“—ماذا أو ما! هل! تعتقدين أنك تعرفينني حقًا ؟! ”
تنفسه كان كـ ألسنة اللهب المشتعلة.
صرخ سوبارو بغضب، وضرب بقبضته في الحائط بجانبه مباشرة. وبصوت قوي، انكسرت مفاصل أصابعه؛ عندما لوح بقبضته، تناثر الدم على الحائط.
“هذا كل ما أنا عليه! لدي آمال كبيرة على الرغم من أنني عاجز. لدي كل هذه الأحلام على الرغم من أنني غبي؛ ما زلت أحاول رغم أنني لا أستطيع فعل أي شيء…! ”
كل شخص لديه شيء واحد على الأقل يمكنه القيام به بشكل صحيح. وقد قام الجميع بهذا الشيء بقدر ما يستطيعون للعثور على مكان يناسبهم.
—لكن سوبارو ناتسكي لم يكن لديه ذلك الشيء حتى.
كانت المرتفعات الشاهقة التي كان يتوق إليها أعلى بكثير من نطاق قدرته.
“أنا…! أنا أكره نفسي!!”
في مواجهة حقيقة أنه ابتسم بشكل تافه في محاولة للاختباء منها، وإلقاء الضوء على الأشياء بينما كان يهرب منها، ولم يواجهها بجدية— ولأول مرة، اعترف سوبارو بما شعر به حقًا.
كره سوبارو ناتسكي نفسه أكثر من أي شخص آخر.
“أنا دائما لا أفعل شيئًا سوى التحدث! أنا معتد بنفسي على الرغم من أنني لا أستطيع فعل أي شيء! أنا أكثر سوءًا من مجرد عديم الفائدة، لكنني ما زلت متذمرًا من الطراز العالمي! من أعتقد أنني بحق الجحيم؟! كيف أجرؤ على أن أعيش مثل هذه الحياة المخزية كل هذه المدة؟! كيف حقًا؟!”
ولأنه لم يكن قادرًا على رفع نفسه أعلى، فقد حاول إسقاط الآخرين. ولأنه لم يعترف بأنه أدنى منزلة من الآخرين، حاول أن يجد خطأ في أي شخص آخر لحماية كبريائه المبتذل الهش.
“أنا فارغ. ليس لدي أي شيء بداخلي. بالطبع أنا كذلك… بالفعل هذا واضح. لا يوجد شك! حتى أتيت إلى هنا، حتى قابلتكم جميعًا، هل تعرفين ما الذي كنت أفعله ؟! ”
قبل أن ينتقل إلى عالم آخر.
ماذا كان يفعل في عالمه السابق باستثناء عيش أيام الخمول، الملل، الشخص العادي، الذي لا يتغير يومًا تلو الآخر—؟
“—أنا… لم أفعل أي شيء.”
لقد غرق في الكسل، وغرق في التراخي، وقضى أيامه بعيدًا عن الدراسة والعمل. لم يكن الأمر أنه استسلم لمصيره، بل بالأحرى القول إنه تمسك بالفكرة الملائمة أنه إذا حان الوقت، فيمكنه فقط أن يشمر عن سواعده ويفعل ذلك.
“لم أفعل أي شيء… لم أفعل شيئًا صغيرًا! مع كل هذا الوقت للقيام بما أريد! مع كل تلك الحرية! كان يجب أن أفعل الكثير من الأشياء، لكنني لم أفعل أيًا منها! وهذه هي النتيجة! النتيجة هي الرجل الذي أنا عليه الآن! ”
إذا استخدم الوقت الذي كان لديه بشكل صحيح، فمن المؤكد أن سوبارو قد يكون حقق شيئًا ما.
لكن في الواقع، لقد أهدر كل ذلك بشكل كبير وأهدر الوقت المخصص له، ونتيجة لذلك، لم يربح شيئًا، ولم يأت منه أي نتيجة.
لهذا السبب، بعد أن أراد فعلاً من أعماق قلبه أن ينجز شيئًا ما، كان يفتقر إلى القوة والذكاء والمهارة لتحقيق أي منها.
“أنا ضعيف، بلا موهبة، وكل ذلك، كل ذلك، بسبب شخصيتي المتعفنة…! أريد أن أحقق شيئًا ما عندما لم أفعل شيئًا من قبل— الغرور لا يبدأ حتى في وصفه… كنت كسولًا ومجبرًا على الأشخاص من حولي؛ لقد ضيعت حياتي كلها. أنا قتلتك.”
كان لا يمكن إنقاذه. كان ميؤوسًا منه.
حتى لو أراد إعادة كل شيء منذ ولادته، فمن المحتمل أن يسلك نفس المسار بالضبط، ويضيع وقته بالطريقة نفسها بالضبط، ويصل إلى هنا بنفس المشاعر، ويعاني من نفس الندم.
شخصيته المتعفنة لن تتغير. كانت هذه الطبيعة البشرية الضحلة هي الوحيدة المناسبة للإنسان الذي يسمى سوبارو ناتسكي. هذه الحقيقة لن تتغير أبدا.
“هذا صحيح، شخصيتي لم تتغير… اعتقدت أنني أستطيع العيش هنا، لكن لم يتغير شيء واحد عني. هذا الرجل العجوز رأى من خلالي، أليس كذلك؟ ”
عندما بقي في العاصمة الملكية، كان ويلهلم قد دربه على القتال بالسيف في مقر إقامة كروش.
مشاهدًا سوبارو يتعرض للسقوط مرارًا وتكرارًا، ويتعرض للضرب أثناء تحديه مرارًا وتكرارًا، إلا أن الرجل العجوز قد رأى كل ذلك.
خلال تلك الأيام من التدريب، تحدث الرجل العجوز عن أولئك الذين يستخدمون السيف، لكنه هز رأسه وقال، “لا فائدة من إلقاء محاضرة على شخص ما حول ما يتطلبه الأمر ليصبح أقوى عندما يكون قد تخلى بالفعل عن خيار القيام به.”
في ذلك الوقت، لم يكن سوبارو يفهم ما كان يقصده ويلهلم، لذا فقد أنكر كلمات الرجل العجوز— على الرغم من أنه يعرف في أعماقه ما تعنيه بالضبط.
“ليس الأمر كما لو كنت أعتقد حقًا أنني سأصبح أقوى أو سأكون قادرًا على فعل أي شيء… لقد مررت للتو بالحركات… كنت مجرد متصنع أحاول تبرير نفسي…”
كانت إيميليا قد تخلت عنه بعد أن قدم عرضًا أكثر بؤسًا من أي عرض آخر في حفلة الاختيار الملكي. غير قادر على تحمل أن ينظر إليه من حوله على هذا النحو، حاول حماية نفسه من خلال تبني عباءة “العامل الجاد” حيث يمكن لتلك النظرات أن ترى. كان سلوكه نتاجًا بسيطًا لبحثه عن عذر مناسب.
أنا لم أغير نفسي. كان يجب أن يعرف أن الفكرة نفسها كانت دليلًا على أن شيئًا لم يتغير.
“أردت أن أقول ذلك، لم أستطع المساعدة! أردت أن يقول الآخرون إنه لا يمكن مساعدتي! هذا كل ما كان! هذا هو السبب الوحيد الذي جعلني أتظاهر بأنني أضع نفسي على المحك هكذا! حتى عندما كنتِ تساعديني في الدراسة، كنت أقوم بتقديم عرض للتغطية على إحراجي! أنا رجل ضئيل، مخادع، قذر حتى العظام، كنت قلقًا دائمًا بشأن ما يظنه الناس بي، لم يتغير بي شيء من هذا أبدًا…! ”
تم تجريده من عباءته، وانهارت الغطرسة التي تحتها.
وبمجرد أن تحطمت قوقعته الرقيقة، انسكب قلبه المتفاخر الذي لا يريد أن يفكر فيه الآخرون بشكل سيء، وغروره، مؤكداً أنه لم يكن مخطئًا.
“… حتى أنا عرفت ذلك. لقد فهمت أن كل هذا كان خطأي حقًا “.
إذا كان بإمكانه الصراخ بأنه كان خطأ شخص آخر، وأن هناك سببًا لذلك، فسيكون الأمر أسهل. لن يحتاج إلى النظر إلى شخصيته الحقيقية حقًا. إذا حافظ على واجهته سليمة، فلن يضطر أبدًا إلى النظر إلى ما كان في داخله.
لن يضطر إلى النظر إلى نفسه القبيحة. لن يجعل الآخرين يرون ذلك.
وعلى الرغم من أنه كان ضعيفًا وأنانيًا وضئيلًا، إلا أنه تمنى أن يُحَب مع ذلك.
“أنا الأسوأ… أنا— أنا أكرهني.”
كانت أنفاس سوبارو متقطعة بعد تنفيس كل الظلام القاتم الذي مزقه في الداخل.
لقد سمح لنفسه بالاستمتاع بكل الأشياء الفاسدة القذرة الكامنة فيه منذ مجيئه إلى ذلك العالم— لا، كانت تلك الأشياء المظلمة فيه قبل فترة طويلة في عالمه القديم.
جعلته طبيعته كإنسان حتى هو يريد أن يتقيأ.
على الرغم من أنه قد ألقى بكل شيء، إلا أن المشاعر العميقة في صدره ازدادت تفاقماً.
ألا يفترض أن يشعر بالتحسن قليلًا بعد أن ينفث شيئًا مكبوتًا في داخله؟
علاوة على عدم شعوره بالتحسن، أدرك بوضوح مدى حماقته. جعله العار الذي يغلي بداخله يريد أن يموت هنا.
وكان ضعفه في فضح الكثير من قذارته وعدم التفكير في أي شيء يتجاوز اهتماماته الخاصة، أغبى شيء على الإطلاق.
مع وقوف ريم أمانه، وما زلت تؤمن به، حاول سوبارو تلطيخ الصورة الجميلة أمام عينيها البراقة، وفضح صورته الجميلة على أنها عملية احتيال. والآن، بعد كل ذلك، كان مهتمًا بمكانته أكثر من اهتمامه بها.
كان هذا كل الأمر باختصار.
إن قبول الأجزاء الفاسدة والعيوب من نفسه التي يكرهها والاعتراف بها لا يعني أن الأمور ستتحسن على الفور. إذا كان هناك أي شيء، فإن عمق وظلام الهوة التي بداخله قد أكد بالفعل على مدى فساده، حيث سلبه ذلك حتى من إرادته في الحياة.
الشخصية الحقيقية لسوبارو ناتسكي لا تستحق الشفقة.
بينما كان سوبارو يغرق في أعماق غروره القذرة، لا زالت الفتاة ذات الشعر الأزرق تؤمن به—
“أنا اعرف هذا.”
“—”
“أعلم أن سوبارو شخص لديه الشجاعة للوصول، حتى مع وجود الظلام الذي لا يمكن اختراقه حوله.”
—حتى ذلك الحين، لم تتخلى ريم عنه.

 

5

لقد راهن، وخسر. عندما كررت ريم كلماته عليه بابتسامة دامعة، كانت روح سوبارو الداخلية منهكة، وغمره الشعور بأنه قد ألقى بكل شيء في مباراة واحدة وخسر. كان سوبارو واثق— لا، بل كان يأمل— بأن ريم، بفضل اعتمادها القوي عليه، قد تقول نعم. ربما، ربما فقط، حتى عندما ينحى كل شيء جانبًا، قد تختاره. لقد كان حلما عابرا، فكرة مغرورة. كان يجب أن يفهم ذلك منذ البداية. إذا كان عدم قدرته على إيجاد أي قيمة في نفسه هو السبب الكامل لاختياره للهروب، فما هي النتيجة التي توقعها؟ “في الوقت الحالي… قد لا أكون مبتسمًا، لكن… أعني، إذا فعلنا ذلك بالفعل، فأنا متأكد من أنني سأبتسم… نعم، هذا صحيح. لذا، آه… ” على الرغم من أن الأمر قد تم تسويته بالفعل، إلا أن الحجج غير المقنعة تدفقت من فم سوبارو في محاولة لتهدئة الأمور. لم يستطع التفكير في إنكار فعال لكلمات ريم. ولكن إذا لم يقل شيئًا، فإن رغباته كانت ستذهب سدى. ربما لا يزال لديه فرصة لتغيير رأيها طالما استمروا في الحديث— على الرغم من أن ذلك ربما كان تمرينًا على التمني. بينما تشبث سوبارو بهذا الأمل، شاهدته ريم، وبابتسامة باهتة على وجهها وهي تتمتم “… لقد… فكرت في الأمر أيضًا.” لقد رفعت وجهها بشكل خفيف قليلاً. “بعد وصولنا إلى كاراراجي، سنستأجر غرفة في نزل أولاً. على الرغم من أن المنزل هو أساس بناء الحياة، إلا أننا لا نستطيع أن نتهور باستعمال المال الذي في حوزتنا. أولاً، سنحتاج إلى دخل ثابت “. رفعت ريم إصبعها لأنها أضافت العقلانية إلى الصورة المستقبلية التي اقترحها سوبارو سابقًا. “لحسن الحظ، تلقيت تعليمًا مناسبًا بسبب حسن تقدير السيد روزوال. حتى في كاراراجي، أعتقد أن العثور على عمل سيكون مسألة بسيطة بالنسبة لي. بالنسبة لك لسوبارو… ربما تحتاج إلى أداء الأعمال الجسدية، ولكن ربما يمكنك العمل على مقربة مني “. بقليل من الضحك، سلطت ريم الضوء على عدم قدرة سوبارو على فعل أي شيء. كان بلا شك تقييمًا دقيقًا لقيمة سوبارو، حيث كان لا يزال يجهل إلى حد كبير الثقافة والتكنولوجيا في ذلك العالم. “وبمجرد استقرار دخلنا، سنبحث عن مكان أفضل قليلاً للبقاء. خلال ذلك الوقت، سوف تحتاج إلى الدراسة بشكل صحيح من أجل العمل في المستقبل… قد يستغرق الأمر حوالي عام قبل أن تتمكن من القيام بعمل حقيقي، ربما. يمكنك أن تصبح مستقلاً بشكل أسرع، ولكن فقط من خلال جهودك الخاصة، سوبارو. ” في هذه الفرضية، وضعت ريم نظام دراسة وحشي بشكل غير متوقع. عندما علمته مكان رام، كانت طريقتها في التدريس لطيفة، لكن انتقاداتها كانت بلا رحمة. ربما يكون قد تذمر على طول الطريق، لكنه كان مغرمًا بصرامتها. “مع عمل كلانا، يمكننا توفير بعض المال… ربما ما يكفي لشراء منزل في نهاية المطاف. ربما مخزن نوع ما سيكون أفضل. كاراراجي هي أرض مليئة بالتجارة، لذلك سيكون هناك بالتأكيد طريقة للاستفادة من أفكارك الغريبة، سوبارو. ” مع التصفيق الممتع من يديها، وضعت ريم الخط للمستقبل الذي بدا جيدًا لدرجة يصعب تصديقها. سوبارو، أيضا، شعر أنه يمكن أن يتخيل بوضوح ذلك المشهد يلعب في رأس ريم. كالعادة، سوف يسبب لها سوبارو الكثير من المتاعب، وسوف تنغمس معه في حلها. بالطبع سيشعر بالمسؤولية عن ذلك، لذلك سينتهي به الأمر بالعمل الجاد مع الكثير من العرق الذي يتدحرج من جبينه بالتأكيد. سيكون هذا لطيفا. حياة صادقة، من أجلها ومن أجلها وحدها— ما مدى سعادة هذه الحياة؟ “مع تقدم عملنا… آه، هذا أمر محرج، لكن ربما… سننجب أطفالًا؟ وباعتبارهم نصف شيطان ونصف بشري، فمن المرجح أن يكونوا أشقياء للغاية. صبي أو فتاة، توأم أو ثلاثة توائم، من المؤكد أنهم سيكونون أطفالًا لطفاء للغاية أيضًا “. احمر خدي ريم بخجل لأنها تركت أفكارها تتقدم قليلاً. كانت تعد على أصابعها واحدة تلو الأخرى، وعندما وصل العدد إلى عشرة، تابعت. “لن يكون كل شيء ممتعًا، ولا أعتقد أن كل شيء سيكون كما أتخيل. ربما لن يكون لدينا أبناء وبنات فقط، وقد لا تكون قادرًا على الشعور بالفخر بأسرتك “. “… ريم.” “ولكن، آه، حتى عندما يكبر الأطفال بما يكفي ليكونوا لئيمين معك، سأكون دائمًا بجانبك، سوبارو. سنكون مشهورين بين السكان المحليين كزوجين سعيدين دائمًا ونقضي أيامنا معًا ببطء، ونكبر معًا… ” “… ريم!” “سوبارو، يؤسفني أن أقول هذا، ولكن إذا أمكن، أود أن أطلب منك السماح لي بالموت قبلك. أرغب في الاستلقاء على السرير وأنت تمسك يدي، ويحيط به أطفالنا وأحفادنا، بينما أقول، “كنت سعيدةً”، وستودعونني جميعًا—” لم يستطع رفع رأسه. كان المستقبل الذي كانت ريم تصوره بكلماتها جميلًا لدرجة أنه جرح قلب سوبارو بهدوء. “ستكون تلك… طريقة سعيدة ورائعة لنهاية حياتي.” “إذا كنت تريدين…!” كان الاستماع إلى المستقبل الحلو والمر الذي فرضته ريم أشبه بحكة لا يمكن كبتها داخل صدره مما جعله يريد حك نفسه. بحلول الوقت الذي انتهى فيه سوبارو من الاستماع، لم يكن هناك شيء يملأ قلبه سوى عاصفة من العاطفة التي لا توصف. جف حلقه. غرق شيء ثقيل في أعماق رئتيه. رأسه يؤلمه. هز رأسه في محاولة لتجاهل الحرارة الشديدة التي تملأ أعماق عينيه. “إذا كنت… فكرت في الأمر بنجاح…!” ثم يمكن أن تهرب مع سوبارو بقدر ما يمكن أن تأخذهم أقدامهم — “سوبارو، إذا كنت تستطيع أن تبتسم بينما تتمنى ذلك المستقبل… أعتقد حقًا أنني من الممكن أن أكون سعيدةً بحياة كهذه “. لكن تعابيرها كانت مليئة بالحزن الذي تجاوز حتى حزن سوبارو، الفتاة المبتسمة لم توافق على رجائه. مذهولاً، حدق سوبارو في تلك الابتسامة الصغيرة المتألمة عندما فهم أخيرًا. بغض النظر عن مدى تشبثه بالأمل، لم يستطع إقناع ريم بتغيير رأيها. لقد خسر المقامرة حقًا، ولم يكن لديه ملاذ. “—” هاجمه الشعور بالتعب وكأنه يحمل شيئًا ثقيلًا على كتفيه. كان محبطًا للغاية لدرجة أنه يمكن أن ينهار على الفور. بالكاد تمكن سوبارو من تجنب القيام بذلك، حيث قام بتغطية وجهه بيديه وهو يائس. رفضت ريم الذهاب معه. هذا يعني أنه كان لا يستطيع فعل شيء لإنقاذها. إذا بقي إلى جانبها لحمايتها، فإن كل ما كان ينتظرهم عند عودتهم إلى القصر كان مستقبلًا قاسيًا— مأساة ثابتة وطريق مسدود لمصير لا يرحم. إذن ربما يكون من الأفضل ترك ريم وراءه والهرب بنفسه…؟ إذا فعل ذلك، فلن يتمكن من الهروب من الشعور بالوحدة، لكنه على الأقل يمكنه الهروب من اليأس الذي يواجهه. بالطبع، لن يتغير مصير الناس في القصر وحوله سواء كان حاضرًا أم لا. كان سوبارو ببساطة يغطي عينيه وأذنيه، متظاهراً بأنه لا يعرف، كان يأخذ بمنأى عن رؤية الواقع بنفسه. في تلك اللحظة، كان سوبارو يائسًا للغاية لشيء يتمسك به هذا الأمل التافه. ولكن حتى لو قام بذلك بالفعل وهرب، فهل سيكون هناك أي خلاص على الإطلاق؟ سواء كان سوبارو يتحدى خصومه، أو يهرب إلى الجنون، أو يضع كل شيء على المحك، فإن القدر لن يتركه يتراخى. ماذا، إذن، يمكنه أن يفعل—؟ “سوبارو، إن فكرة أنك فكرت في الهروب معي… أنك فكرت في عيش حياتك معي… يسعدني من أعماق قلبي. لكن هذه الفكرة لن تنجح “. حتى بعد أن رفضت اليد التي قدمتا سوبارو، كانت خدي ريم لا تزالان متوردتين من المشاعر التي تدور بداخلها. لقد عرفت هي نفسها أنه بإمكانهم الفرار، الفرار، الفرار، وفي النهاية، يمكنهم جعل هذا الخيال حقيقة واقعة. لقد اشتهت ذلك. لقد صرحت بحزم أن الفكرة كانت سعيدة— ومع ذلك، رفضتها ريم، لأن……… “أعني، إذا هربنا الآن… أنا متأكد من أنني سأترك سوبارو الذي أحب كثيرًا.” “—” ماذا كانت تقول ريم؟ لم يفهم. رفع سوبارو وجهه ونظر إليها بعيون فارغة. كانت ريم تعطيه ابتسامة صغيرة حزينة، لكن مع ذلك، عكست عيناها مشاعرها الراسخة. شعر سوبارو بالإرهاق من نظرتها وهي تنظر إليه بحب. “سوبارو. من فضلك قل لي ما حدث “. هز رأسه. لم يستطع. إذا فعل ذلك، سيموت ريم. “إذا كنت لا تستطيع التحدث عن ذلك، فالرجاء الوثوق بي. سوف أحل ذلك بطريقة ما. ” هز رأسه. لم يستطع. إذا تركها عند هذا الحد، ستموت ريم. “… لكن على الأقل، هل يمكننا العودة الآن؟ إذا هدأت وفكرت في الأمر بهدوء أكثر، فقد تتمكن من العثور على إجابة مختلفة “. هز رأسه. لم يستطع. إذا انتظر، سيموت الجميع. “لقد… قلقت بالفعل. لقد فكرت بالفعل. لقد عانيت بالفعل… لهذا السبب استسلمت “. لم يصدق أحد سوبارو. لم يتوقع منه أحد أي شيء. إذا أخبر أي شخص أنه سيفعل شيئًا ما، فسيسخرون من حماقته. لقد تجاهل كلماتهم، وتجاهل الأمر، ورأى حماقاته العديدة، وبالتالي وصل إلى حالته الحالية. إلى سوبارو، في ذلك الوقت، هذا الصدأ الذي ملأ قلبه، كان— “—من السهل الاستسلام. لكن…..” فجأة، دحضت ريم كلمات سوبارو الضعيفة. —من السهل الاستسلام. في اللحظة التي دخلت تلك الكلمات إلى أذنيه، اندفعت هزة من الفهم عبر جسد سوبارو بالكامل. كان الأمر كما لو أن صاعقة ضربت رأسه. انفجر شيء لم يستطع التعبير عنه بالكلمات داخل صدره، وشعر وكأن كل المسام في جسده قد اشتعلت فيها النيران. “من السهل… الاستسلام…؟” “سوبارو؟” “لا… قولي لي كيف…!” ضغط سوبارو على أسنانه، مليئًا بالاستياء الظاهر في عينيه. من السهل الاستسلام؟ هذه مزحة سيئة حقًا. هل تعتقد أنه من السهل التخلي عن هدفك والهرب خالي الوفاض؟ هذا الجحيم…! “ليس هناك من طريقة يسهل فيها الاستسلام… !!” ارتجف حلق سوبارو من المشاعر المظلمة التي انفجرت بداخله بشكل لا يطاق. فاجأها انفجار سوبارو الغاضب، بدت ريم وكأنها تتقلص من الخوف. حتى المشاة الذين يسافرون على طول الشارع الرئيسي في العاصمة الملكية كانوا يتساءلون عما يجري عندما حولوا أعينهم إلى سوبارو الغاضب. لم يلتفت سوبارو إلى النظرات المهينة، حدق فقط في ريم، التي كانت تقف أمامه. “لم أفعل أي شيء، لم أفكر في أي شيء، لقد تخليت عن كل شيء دون اهتمام، تركت كل شيء على هذا النحو تمامًا كما هو، واستسلمت— هل هذا ما تعتقدينه ؟! ” كان كلامها يقتله. لقد بكى دموعًا من الدم وصرخ بما يكفي لتمزيق حلقه، ومع ذلك لم يربح شيئًا. مع العلم أنه اتخذ قراره. بالتخلي عن كل شيء. كان هذا هو الاستنتاج الوحيد الذي يمكن أن يضعه في كلمات، ولكن كم عدد التضحيات التي كان يجب أن يقدمها حتى يصل إلى هذا الاستنتاج؟ لن يدع أي شخص يقلل من قراره. “لم يكن الاستسلام سهلاً على الإطلاق…! التفكير في أنه يمكنك القتال، وأنه يمكنك حل الأمور بطريقة أو بأخرى، هذا أسهل بطريقة ما…! لكنني لم أستطع حل أي شيء بأي طريقة! لم يكن لدي أي خيار! تم إغلاق جميع المسارات باستثناء الاستسلام…! ” كان القدر يسخر من سوبارو، لأن كل طريق متاح له قد انتهى في طريق مسدود. مهما قاتل، ومهما وقف طويلًا، أو تآمر، أو صاح، أو توسل، أو حتى هرب— لم يعد من الممكن بالنسبة له الحصول على أي شيء. حتى الأشخاص الذين أراد إنقاذهم صفعوا يده بعيدًا. هل كان من المفترض أن يستمر في المحاولة، إذن؟ من يستطيع أن يخبر سوبارو أنه من السابق لأوانه الاستسلام؟ إذا مر شخص ما بنفس التجربة، نفس المعاناة، نفس الجحيم، فهل سيتمكن هذا الشخص من قول مثل هذا الشيء؟ “لو كان بإمكاني فعل أي شيء… كنت سأفعله… سأفعل…!” لقد أراد حقًا أن يفعل شيئًا ما. لمساعدة الناس، لإنقاذ الناس، لمنعهم من الموت. لكنه لم يستطع. العالم لن يسمح له. عاد كل شيء خلال تلك الأيام المتكررة لـ يلدغه مرة أخرى. لهذا السبب امتلك اليأس سوبارو…. “سوبارو”. بينما كان سوبارو يمسك برأسه، مستنزفًا من المشاعر، وصوته يتلاشى، نادت عليه ريم. كانت آذان سوبارو تدق بشدة. إن الكشف المثير للشفقة عن مشاعره الحقيقية القبيحة جعله غير قادر حتى على النظر إليها في وجهها. وقالت لهذا الرجل البائس الذي لا يمكن إنقاذه واليائس الذي تحدى القدر وخسر “من السهل الاستسلام”. “—” “لكن…” كررت ريم مرة أخرى العبارة التي أرسلت سوبارو في حالة من الغضب فقط. بعد الشعور بشيء يكاد يكون غير مفهوم في كلماتها، رفع سوبارو وجهه مذهولًا. لماذا لا تفهم؟ لماذا، بعد كل هذا، لم تستطع فهم معاناة سوبارو؟ الكآبة، وعدم الرضا، والجروح في كل ركن داخل قلبه— “—إنها لا تناسبك يا سوبارو.” اختفى كل شيء بينما كانت ريم تحدق مباشرة في عيون سوبارو السوداء وتتحدث. صرحت ريم بهذه الكلمات كما لو كانت تؤمن بها حقًا، كما لو كانت تمثل نوعًا من الحقيقة المطلقة. “أنا لا أفهم ما هي الأفكار المؤلمة، ما هي المعرفة التي تجعلك تعاني، سوبارو. أعتقد أنني لا أستطيع التقليل من شأن ذلك بالقول إنني أفهم “. “—” “ولكن مع ذلك، هناك شيء واحد أدركه عنك.” “—” “وهذا يعني أنك لست شخصًا يمكنه التخلي عن الأشياء قبل القيام بها، سوبارو.” إلى الرجل الذي كان غارقًا في الحزن أمامها، والذي تخلص من كل شيء، والذي قال إنه استسلم قبل لحظة، قالت ريم مثل هذا الشيء دون خجل، دون خوف، دون تردد. “أنا اعرف هذا.” “—” “عندما يكون هذا هو المستقبل الذي تريده، ستبتسم عندما تتحدث عنه يا سوبارو. ” إلى الرجل الذي تحدث معها عن الهروب إلى عالم كان دافئًا ومسالمًا وهادئًا، مع الشعور بالذنب والندم على وجهه، تحدثت ريم بوضوح، دون أي خيبة أمل. “أنا اعرف هذا.” “—” “أعلم أنك رجل لا يتخلى عن المستقبل، سوبارو.” هنا والآن، أعلنت ريم كلماتها لشاب كان يطأطأ رأسه، وعلى ما يبدو يحز على أسنانه. لم يكن هناك سوى الصدق في عينيها. لم ينقلوا له سوى الثقة. كان سوبارو غارقًا في ذلك الضوء القوي والمكثف. بعد كل شيء، كانت ريم مخطئةً بشأنه. كان ذلك خطأً فادحاً، كانت هذه مهزلة حقيقية. قيمت تصريحاتها الإنسان المسمى بـ سوبارو بدرجة عالية جدًا. لم يكن يعرف مدى الفخر والنبل الذي يبلغهما في عينيها. لكن سوبارو الحقيقي لم تكن شخصًا جيدًا مثلما قالت. كان ينفث ضعفًا، مسحوقًا من الشدائد، يندب عجزه وبؤسه المثيران للشفقة، هُزم وضُرب بشدة لدرجة أنه كان يهرب— ذلك كان سوبارو ناتسكي. “أنا… لست من هذا النوع من الأشخاص… أنا…” “أنا لست مخطئة. السيدة إيميليا، أختي، السيد روزوال، الآنسة بياتريس، وكل شخص آخر… أعلم أنك لم تتخل عنهم، سوبارو. ” دحضته بلهجة قوية. لكنها كانت مخطئة. لقد ألقى بهم جميعًا. “تخليت عنهم. لقد تخليت عنهم! لا يمكنني أخذهم معي… يدي صغيرة جدًا، كل شيء يسقط مني، وفي النهاية لم يبق لي شيء…! ” “لا، هذا ليس صحيحًا. سوبارو، أنت—” إلى أي مدى، إلى أي مدى ستذهب ريم في إنكار أن سوبارو قد استسلم؟ لماذا، بعد أن عانى مثل هذا الإذلال، أنكرت أنه كان مخطئًا؟ فقط ماذا رأت في سوبارو؟ كان هذا مزعجًا جدًا لدرجة أنه لم يعد قادرًا على تحمله. —فقط ما الذي تحاول قوله؟ “—ماذا أو ما! هل! تعتقدين أنك تعرفينني حقًا ؟! ” تنفسه كان كـ ألسنة اللهب المشتعلة. صرخ سوبارو بغضب، وضرب بقبضته في الحائط بجانبه مباشرة. وبصوت قوي، انكسرت مفاصل أصابعه؛ عندما لوح بقبضته، تناثر الدم على الحائط. “هذا كل ما أنا عليه! لدي آمال كبيرة على الرغم من أنني عاجز. لدي كل هذه الأحلام على الرغم من أنني غبي؛ ما زلت أحاول رغم أنني لا أستطيع فعل أي شيء…! ” كل شخص لديه شيء واحد على الأقل يمكنه القيام به بشكل صحيح. وقد قام الجميع بهذا الشيء بقدر ما يستطيعون للعثور على مكان يناسبهم. —لكن سوبارو ناتسكي لم يكن لديه ذلك الشيء حتى. كانت المرتفعات الشاهقة التي كان يتوق إليها أعلى بكثير من نطاق قدرته. “أنا…! أنا أكره نفسي!!” في مواجهة حقيقة أنه ابتسم بشكل تافه في محاولة للاختباء منها، وإلقاء الضوء على الأشياء بينما كان يهرب منها، ولم يواجهها بجدية— ولأول مرة، اعترف سوبارو بما شعر به حقًا. كره سوبارو ناتسكي نفسه أكثر من أي شخص آخر. “أنا دائما لا أفعل شيئًا سوى التحدث! أنا معتد بنفسي على الرغم من أنني لا أستطيع فعل أي شيء! أنا أكثر سوءًا من مجرد عديم الفائدة، لكنني ما زلت متذمرًا من الطراز العالمي! من أعتقد أنني بحق الجحيم؟! كيف أجرؤ على أن أعيش مثل هذه الحياة المخزية كل هذه المدة؟! كيف حقًا؟!” ولأنه لم يكن قادرًا على رفع نفسه أعلى، فقد حاول إسقاط الآخرين. ولأنه لم يعترف بأنه أدنى منزلة من الآخرين، حاول أن يجد خطأ في أي شخص آخر لحماية كبريائه المبتذل الهش. “أنا فارغ. ليس لدي أي شيء بداخلي. بالطبع أنا كذلك… بالفعل هذا واضح. لا يوجد شك! حتى أتيت إلى هنا، حتى قابلتكم جميعًا، هل تعرفين ما الذي كنت أفعله ؟! ” قبل أن ينتقل إلى عالم آخر. ماذا كان يفعل في عالمه السابق باستثناء عيش أيام الخمول، الملل، الشخص العادي، الذي لا يتغير يومًا تلو الآخر—؟ “—أنا… لم أفعل أي شيء.” لقد غرق في الكسل، وغرق في التراخي، وقضى أيامه بعيدًا عن الدراسة والعمل. لم يكن الأمر أنه استسلم لمصيره، بل بالأحرى القول إنه تمسك بالفكرة الملائمة أنه إذا حان الوقت، فيمكنه فقط أن يشمر عن سواعده ويفعل ذلك. “لم أفعل أي شيء… لم أفعل شيئًا صغيرًا! مع كل هذا الوقت للقيام بما أريد! مع كل تلك الحرية! كان يجب أن أفعل الكثير من الأشياء، لكنني لم أفعل أيًا منها! وهذه هي النتيجة! النتيجة هي الرجل الذي أنا عليه الآن! ” إذا استخدم الوقت الذي كان لديه بشكل صحيح، فمن المؤكد أن سوبارو قد يكون حقق شيئًا ما. لكن في الواقع، لقد أهدر كل ذلك بشكل كبير وأهدر الوقت المخصص له، ونتيجة لذلك، لم يربح شيئًا، ولم يأت منه أي نتيجة. لهذا السبب، بعد أن أراد فعلاً من أعماق قلبه أن ينجز شيئًا ما، كان يفتقر إلى القوة والذكاء والمهارة لتحقيق أي منها. “أنا ضعيف، بلا موهبة، وكل ذلك، كل ذلك، بسبب شخصيتي المتعفنة…! أريد أن أحقق شيئًا ما عندما لم أفعل شيئًا من قبل— الغرور لا يبدأ حتى في وصفه… كنت كسولًا ومجبرًا على الأشخاص من حولي؛ لقد ضيعت حياتي كلها. أنا قتلتك.” كان لا يمكن إنقاذه. كان ميؤوسًا منه. حتى لو أراد إعادة كل شيء منذ ولادته، فمن المحتمل أن يسلك نفس المسار بالضبط، ويضيع وقته بالطريقة نفسها بالضبط، ويصل إلى هنا بنفس المشاعر، ويعاني من نفس الندم. شخصيته المتعفنة لن تتغير. كانت هذه الطبيعة البشرية الضحلة هي الوحيدة المناسبة للإنسان الذي يسمى سوبارو ناتسكي. هذه الحقيقة لن تتغير أبدا. “هذا صحيح، شخصيتي لم تتغير… اعتقدت أنني أستطيع العيش هنا، لكن لم يتغير شيء واحد عني. هذا الرجل العجوز رأى من خلالي، أليس كذلك؟ ” عندما بقي في العاصمة الملكية، كان ويلهلم قد دربه على القتال بالسيف في مقر إقامة كروش. مشاهدًا سوبارو يتعرض للسقوط مرارًا وتكرارًا، ويتعرض للضرب أثناء تحديه مرارًا وتكرارًا، إلا أن الرجل العجوز قد رأى كل ذلك. خلال تلك الأيام من التدريب، تحدث الرجل العجوز عن أولئك الذين يستخدمون السيف، لكنه هز رأسه وقال، “لا فائدة من إلقاء محاضرة على شخص ما حول ما يتطلبه الأمر ليصبح أقوى عندما يكون قد تخلى بالفعل عن خيار القيام به.” في ذلك الوقت، لم يكن سوبارو يفهم ما كان يقصده ويلهلم، لذا فقد أنكر كلمات الرجل العجوز— على الرغم من أنه يعرف في أعماقه ما تعنيه بالضبط. “ليس الأمر كما لو كنت أعتقد حقًا أنني سأصبح أقوى أو سأكون قادرًا على فعل أي شيء… لقد مررت للتو بالحركات… كنت مجرد متصنع أحاول تبرير نفسي…” كانت إيميليا قد تخلت عنه بعد أن قدم عرضًا أكثر بؤسًا من أي عرض آخر في حفلة الاختيار الملكي. غير قادر على تحمل أن ينظر إليه من حوله على هذا النحو، حاول حماية نفسه من خلال تبني عباءة “العامل الجاد” حيث يمكن لتلك النظرات أن ترى. كان سلوكه نتاجًا بسيطًا لبحثه عن عذر مناسب. أنا لم أغير نفسي. كان يجب أن يعرف أن الفكرة نفسها كانت دليلًا على أن شيئًا لم يتغير. “أردت أن أقول ذلك، لم أستطع المساعدة! أردت أن يقول الآخرون إنه لا يمكن مساعدتي! هذا كل ما كان! هذا هو السبب الوحيد الذي جعلني أتظاهر بأنني أضع نفسي على المحك هكذا! حتى عندما كنتِ تساعديني في الدراسة، كنت أقوم بتقديم عرض للتغطية على إحراجي! أنا رجل ضئيل، مخادع، قذر حتى العظام، كنت قلقًا دائمًا بشأن ما يظنه الناس بي، لم يتغير بي شيء من هذا أبدًا…! ” تم تجريده من عباءته، وانهارت الغطرسة التي تحتها. وبمجرد أن تحطمت قوقعته الرقيقة، انسكب قلبه المتفاخر الذي لا يريد أن يفكر فيه الآخرون بشكل سيء، وغروره، مؤكداً أنه لم يكن مخطئًا. “… حتى أنا عرفت ذلك. لقد فهمت أن كل هذا كان خطأي حقًا “. إذا كان بإمكانه الصراخ بأنه كان خطأ شخص آخر، وأن هناك سببًا لذلك، فسيكون الأمر أسهل. لن يحتاج إلى النظر إلى شخصيته الحقيقية حقًا. إذا حافظ على واجهته سليمة، فلن يضطر أبدًا إلى النظر إلى ما كان في داخله. لن يضطر إلى النظر إلى نفسه القبيحة. لن يجعل الآخرين يرون ذلك. وعلى الرغم من أنه كان ضعيفًا وأنانيًا وضئيلًا، إلا أنه تمنى أن يُحَب مع ذلك. “أنا الأسوأ… أنا— أنا أكرهني.” كانت أنفاس سوبارو متقطعة بعد تنفيس كل الظلام القاتم الذي مزقه في الداخل. لقد سمح لنفسه بالاستمتاع بكل الأشياء الفاسدة القذرة الكامنة فيه منذ مجيئه إلى ذلك العالم— لا، كانت تلك الأشياء المظلمة فيه قبل فترة طويلة في عالمه القديم. جعلته طبيعته كإنسان حتى هو يريد أن يتقيأ. على الرغم من أنه قد ألقى بكل شيء، إلا أن المشاعر العميقة في صدره ازدادت تفاقماً. ألا يفترض أن يشعر بالتحسن قليلًا بعد أن ينفث شيئًا مكبوتًا في داخله؟ علاوة على عدم شعوره بالتحسن، أدرك بوضوح مدى حماقته. جعله العار الذي يغلي بداخله يريد أن يموت هنا. وكان ضعفه في فضح الكثير من قذارته وعدم التفكير في أي شيء يتجاوز اهتماماته الخاصة، أغبى شيء على الإطلاق. مع وقوف ريم أمانه، وما زلت تؤمن به، حاول سوبارو تلطيخ الصورة الجميلة أمام عينيها البراقة، وفضح صورته الجميلة على أنها عملية احتيال. والآن، بعد كل ذلك، كان مهتمًا بمكانته أكثر من اهتمامه بها. كان هذا كل الأمر باختصار. إن قبول الأجزاء الفاسدة والعيوب من نفسه التي يكرهها والاعتراف بها لا يعني أن الأمور ستتحسن على الفور. إذا كان هناك أي شيء، فإن عمق وظلام الهوة التي بداخله قد أكد بالفعل على مدى فساده، حيث سلبه ذلك حتى من إرادته في الحياة. الشخصية الحقيقية لسوبارو ناتسكي لا تستحق الشفقة. بينما كان سوبارو يغرق في أعماق غروره القذرة، لا زالت الفتاة ذات الشعر الأزرق تؤمن به— “أنا اعرف هذا.” “—” “أعلم أن سوبارو شخص لديه الشجاعة للوصول، حتى مع وجود الظلام الذي لا يمكن اختراقه حوله.” —حتى ذلك الحين، لم تتخلى ريم عنه.

حبها المطلق، ثقتها التي لا تنتهي.
بعد أن وبخ نفسه كثيرًا، بعد أن أفشى الكثير من القبح الكامن في قلبه، بعد أن اعترف بأنه كان مخادعًا تمامًا، وقطعة قمامة لا يمكن إنقاذها—
—لماذا نظرت إلى سوبارو بعينين حنونتين؟
“أحب عندما تضرب رأسي، سوبارو. أشعر بالارتباط بك عندما تمرر يدك على شعري “.
مع سقوط سوبارو فيال صمت، بدأت ريم في التعبير عن شيء غير متوقع بصوت هادئ وحنون.
“أنا أحب صوتك، سوبارو. أشعر بدفء قلبي من كل كلمة تقولها. أنا أحب عينيك، سوبارو. عادة ما تكون حادة جدًا، لكني أحب كيف تصبح ناعمة عندما تكون لطيفًا مع شخص ما “.
سوبارو لم يقل شيئًا بينما واصلت ريم إمطاره بكلماتها.
“أنا أحب أصابعك، سوبارو. إنهم جميلون جدًا بالنسبة للأولاد، لكن عندما يمسكون بيدي، أفكر دائمًا في نفسي، “إنهم حقًا أصابع صبي.” إنهم نحيفون وقويون. أنا أحب الطريقة التي تمشي بها، سوبارو. عندما يكون شخص ما بجانبك، عليك دائمًا التحقق من حين لآخر للتأكد من أنك حقًا جنبًا إلى جنب. أحب عندما تمشي معي بهذه الطريقة “.
كان قلبه يصرخ.
بينما نسجت ريم تلك الكلمات، صرخ صدر سوبارو.
“…توقفي عن ذلك.”
“أنا أحب وجهك عندما تنام، سوبارو. أنت بريء كالطفل. رموشك طويلة قليلاً فقط. خديك لطيفان للغاية عندما ألمسهما، وحتى إذا لمست شفتيك لإغاظتك، فأنت لا تلاحظ ذلك… أنا أحب ذلك كثيرًا لدرجة أنه يجعل صدري يؤلمني “.
“لماذا…؟”
لماذا كانت لا تزال تتحدث؟
لماذا كانت لا تزال قادرة على إلقاء هذه الإطراءات على سوبارو، على هذا الأحمق عديم الفائدة الذي كان عليه؟
“قلت إنك كرهت نفسك، سوبارو، لذلك أردت أن تعرف أن لديك الكثير من الخير فيك.”
“لا شيء من هذا حقيقي…!”
كانت ريم تنظر إلى وهم مريح.
لم يكن سوبارو الحقيقي من هذا النوع من الأشخاص. كان حقيقته أقذر من ذلك. كانت ذاته الحقيقية قبيحة، على عكس تلك التي كانت تنظر إليها ريم بشكل إيجابي.
“أنتِ فقط لا تفهمين! أنا أعرف نفسي أكثر من أي شخص آخر! ”
“أنت فقط تعرف عن نفسك! كم تعرف عن سوبارو الذي أعرفه ؟! ”
بشكل انعكاسي، رفع سوبارو صوته، لكن صراخ ريم كان أعلى من صوته.
صدم سوبارو. كانت هذه هي المرة الأولى التي ترفع فيها صوتها عليه منذ أن وصلوا إلى هنا.
جعلته الصدمة أنفاسه يلتقط في حلقه.
أخيرًا، أدرك أن عيون ريم، التي تحافظ بإخلاص على تعبيرها المحايد، كانت مليئة بالدموع الكبيرة التي تتساقط.
بالطبع سماع اعتراف سوبارو بطبيعته الخسيسة قد جرحها.
بالطبع الاستماع إلى المازوخيه المتطرفة التي سببها لنفسه تسبب في الألم لقلبها الرقيق.
ومع ذلك، فقد آمنت بـ سوبارو.
عرفت ريم كل الأشياء الفظيعة التي أخبرها عنها بداخله، وكانت تؤمن بسوبارو على الرغم من ذلك.
“لما أنت…؟ كثيرا… أنا ضعيف، ضعيف… أنا أهرب…! وحتى الآن، أنا أهرب دائما كما فعلت من قبل، فلماذا…؟ ”
لماذا تؤمن برجل مثير للشفقة غير جدير بالثقة يغرق في ضعفه مثلي…؟ إذا كنت لا أستطيع أن أؤمن بنفسي، فكيف يمكنها…؟
“—لأنك بطلي.”
عندما ضربته كلمات الثقة غير المشروطة اللانهائية، ارتعش قلب سوبارو بهدوء.
بغض النظر عن الظروف الفظيعة التي تراكمت فوق بعضها البعض، بغض النظر عن العيوب التي قد تكون لديه، فإن تلك الجملة كانت مليئة بالأمل في أن يركض ويطارد الشر بعيدًا.
وبعد فوات الأوان، أدرك سوبارو ذلك أخيرًا.
كان على خطأ. كان يعتقد خطأ. لقد كان مخطئا جدا.
كان يعتقد أنها، ريم، هي الوحيدة التي سمحت لسوبارو بالسقوط بقدر ما يحتاج إليه، وبغض النظر عن مدى ضعفه، وكم كام مثيرًا للشفقة، وإهاناته، فقد تسامحه في النهاية— لقد ارتكبت خطأ.
لقد كان ذلك خطأً، لدرجة قاتلة من الحماقة.
—كانت ريم هي الوحيدة التي لن تسمح لسوبارو أبدًا بأن يسقط.
كان الجميع قد أخبر سوبارو أنه ليس عليه فعل أي شيء، وأنه يجب أن يتصرف وفق قدراته الضئيلة.
قالوا جميعًا أنهم لم يتوقعوا منه شيئًا وأن أفعاله لا طائل من ورائها.
—لكن ريم هي من لم يسمح لثقة سوبارو بأن تكون ضعيفة.
كانت الوحيدة التي ظلت تقول، قف. لا تستسلم. احم الجميع.
لم يتوقع أحد أي شيء من سوبارو. لكنها رفضت التخلي عنه حتى بعد أن تخلى عن نفسه. ولم تقبل بالاستسلام.
هذه كانت “التعويذة” التي ألقاها سوبارو ناتسكي عليها.
“في تلك الغابة القاتمة، العالم الذي فقدت فيه نفسي، عالم حيث لا يمكنني أن أفكر فيه إلا دون تفكير، أتيت وأنقذتني.”
“—”
“عندما استيقظت ولم أتمكن من الحركة، عندما كانت أختي منهكة من استخدام الكثير من السحر، وقفت وواجهت الوحوش الشيطانية كـ فخ حتى نتمكن من الهروب.”
“—”
“لم تكن لديك فرصة للفوز، وكانت حياتك في خطر حقًا، لكن مع ذلك، لقد نجوت… وعندما عدت إلى ذراعي، كنت دافئًا “.
“—”
“عندما استيقظت، ابتسمت وقلت الكلمات التي كنت أرغب في سماعها كثيرًا، في نفس الوقت الذي كنت أرغب في سماعها كثيرًا، وكنت أنت الشخص الذي أرغب في سماعها منه كثيرًا.”
واحدًا تلو الآخر، عددت “التعويذات” التي ألقاها عليها سوبارو.
كانت تلك التعويذات قد ربطت قلبها الطيب بالسلاسل التي تسمى الثقة، وقد ربطوها بقوة حتى تلك اللحظة بالذات.
“في تلك الليلة المشؤومة عندما فقدت كل شيء باستثناء اختي، توقف الوقت بالنسبة لي، ولم يتحرك مرة أخرى.”
حدقت ريم مباشرة في سوبارو وهي تتحدث عن جزء من ماضيها الرهيب.
كانت نظرتها مليئة بالحميمية التي لم تتذبذب حتى لأدنى درجة.
“توقف قلبي، تجمد بمرور الوقت، لكنك أذبته بهدوء وجعلته يخفق مرة أخرى برفق. هل تعرف كم أنقذتني في تلك اللحظة، في ذلك الصباح؟ ربما لا يمكنك أن تعرف مدى سعادتي، سوبارو “.
قالت ريم كل ذلك وهي تضع يدها على صدرها وتابعت: “هذا هو السبب في أنني أثق بك. بغض النظر عن مدى معاناتك، بغض النظر عن الكيفية التي يبدو فيها أن الكثير من الأشياء تسير ضدك، حتى لو لم يكن هناك أي شخص آخر في العالم كله يؤمن بك، حتى ولو كنت لا تستطيع أن تؤمن بنفسك— أنا سأؤمن بك يا سوبارو. ”
بينما كانت ريم تتحدث، خطت خطوة إلى الأمام، وأغلقت المسافة.
كانت قريبة بما يكفي للمسه. لم يتحرك سوبارو، الذي طأطأ رأسه، بينما أمسكت ريم يده بكلتا ذراعيها، ولفتهما حول رقبته.
على الرغم من وجود قوة قليلة جدًا في السحب، إلا أن سوبارو الغير قادر على إبداء المقاومة لم يستطع تجنب احتضانها.
على الرغم من أن سوبارو كان أطول منها، إلا أن ريم رفعت رأسها تجاه صدره، وسمع صوتها من أعلى مباشرة كما قالت “سوبارو الذي أنقذني هو بطل حقيقي.”
من الإحساس اللين على جبهته، كان يعلم أنها تمسها بشفتيها.
انتشرت الحرارة من حيث لمسته. عواطف غير مفهومة غرقت في أعماق صدر سوبارو.
تدفق الدم من خلال أطرافه غير المتحركة. بدأ الأمل الساكن في جمجمته يصحو—
“مهما حاولت جاهدًا، لم أستطع إنقاذ أي شخص.”
“أنا هنا. ريم التي تفهم ألمك موجودة هنا، سوبارو “.
“أنا فارغ. لا يوجد شيء بداخلي. لن يستمع إليّ أحد “.
“أنا هنا. إذا كانت كلمات سوبارو، فأنا أريد أن أسمع كل ما قد يقول “.
“لا أحد يتوقع مني أي شيء. لا أحد يثق بي… أنا… أكره نفسي ”
“أنا أحبك يا سوبارو.”
كانت اليد التي لمست خده ساخنة. كانت عيناها، وهما تحدقان في سوبارو عن قرب، رطبتين.
تلك النظرة، كل شيء فيها، جعله كل ذلك يؤمن أنها كانت صادقة حقًا.
“أنتي… بخير مع رجل مثلي…؟”
لقد حاول مرارًا وتكرارًا، وأعاد بناء ذاته مرارًا وتكرارًا، ولم يكن لديه ما يُظهره من أجل ذلك.
مات الجميع. لم تصلهم يده. كان يترك الجميع يموتون. كانت أفكاره غير كافية. لقد كان فارغًا، عاجزًا، غبيًا، متأخرًا عن التصرف، مجرورًا وراء رغبته في حماية شخص ما.
هل كان حقا جيد بما يكفي لها؟
“أنا بخير معك، سوبارو.”
“—”
“لا أريد أن يكون أي شخص آخر غيرك.”
إذا كان هو، الذي لا يستطيع أن يؤمن بنفسه، لديه شخص يؤمن به… هل يستطيع سوبارو ناتسكي القتال؟
—لم يكن عليه أن يتخلى عن محاربة القدر؟
“إذا كنت حقًا فارغًا إلى هذا الحد، إذا لم يكن لديك شيء، إذا كنت لا تستطيع مسامحة نفسك— فلنبدأ من جديد، هنا والآن”.
“ابدأ ماذا…؟”
“تمامًا مثلما جعلت الوقت يتحرك مرة أخرى بالنسبة لي يمكننا أن نجعل الوقت الذي توقف بالنسبة لك يتحرك مرة أخرى، الآن.”
لقد أخذ ندمه وخزيه على ماضيه في عدم تحقيق أي شيء، وأيامه التي لم يفعل فيها شيئًا، وساعاته التي قضاها في الضياع والكسل، وحاول الاستسلام.
ابتسمت ريم تجاه حيرة سوبارو هذه، قائلةً:
“دعنا نبدأ من جديد من هنا، من الخطوة الأولى… لا، من الصفر!”
“—”
“إذا وجدت صعوبة في المشي بمفردك، فسأقدم لك الدعم. دعنا نقسم الحمل وندعم بعضنا البعض ونحن نسير. لقد قلت ذلك لي في ذلك الصباح أليس كذلك؟ ”
لذلك دعنا نضحك، نعانق بعضنا البعض، ونتحدث عن الغد، كما قالت! كان سيتكئان على بعضهما البعض، ويدعمان بعضهما البعض أثناء سيرهما، كما قالت!
“من فضلك أرني أفضل ما فيك، سوبارو.”
لم يظهر لها شيئًا سوى الأسوأ فيه لأطول فترة.
بعد كل شيء، كان سوبارو نفسه هو الذي ألقى عليها “التعويذة” التي لا تمحى.
كان من واجبه تحمل المسؤولية واستكمالها.
“… ريم.”
“نعم؟”
عندما نادى باسمها، ردت بهدوء.
رفع وجهه. نظر إلى الأمام مباشرة. حدق في عيني ريم. نظرت إليه بلطف، وبحب، وانتظرت الرد من شفاه سوبارو.
لقد أرادت أن تسمع رد سوبارو ناتسكي الذي أحبته كثيرًا.
“—أنا… أحب إيميليا.” (مسموح باللعن والشتيمة بكل الألفاظ)
“—نعم.”
مع علمها بذلك على ما يبدو طوال الوقت، ابتسمت ريم وأومأ برأسها تجاه اعتراف سوبارو.
كان يعرف جيدًا مدى قسوته تجاه تلك الابتسامة، ذلك اللطف، كما تابع
“أريد أن أرى ابتسامة إيميليا. أريد أن أكون في مستقبلها كمساعد لها. حتى لو أخبرتني أنني أعترض طريقها، وألا أعود… أريد أن أكون بجانبها “.
الآن بعد أن قبل مشاعر ريم، أعرب مرة أخرى عن الشعور الذي بقي بداخله على حاله.
لكن الطريقة التي شعر بها كانت مختلفة عن ذي قبل.
“فكرة أنها ستتحمل أي شيء مني لمجرد أنني أحببتها… كانت متعجرفة جدًا، أليس كذلك؟”
“—”
“حتى لو لم تفهم الأمر الآن، فلا بأس. الآن، أريد أن أنقذ إيميليا. إذا كان هناك مستقبل من الألم والمعاناة قادم لها، أريد أن أحضرها إلى مستقبل حيث يمكن للجميع أن يبتسموا “.
لذلك مد يده إلى ريم، إلى جانبه مباشرة، وسأل
“هل ستساعدينني؟”
كان يعلم أنها طريقة مخادعة للرد على المشاعر التي قدمتها له. كان يعلم أنه كان يستغل عواطفها.
لكن سوبارو، سوبارو الذي لن يتخلى عن مستقبل أولئك الثمينين بالنسبة له، الذين أحبهم.
“لا أستطيع أن أفعل أي شيء بنفسي. أتيت من مدة قصيرة في كل شيء. ليس لدي ثقة في السير إلى الأمام مباشرة. أنا ضعيف للغاية، وهش، وسقيم، لذا… هل ستساعدينني؟ ستساعدينني في إبقائي مستقيماً ومركزًا عندما أتخذ منعطفًا خاطئًا؟ ”
“أنت شخص فظيع، سوبارو. بعد التخلص من مشاعري بمثل تلك الطريقة، هل تطلب مني مثل هذا الطلب؟ ”
“مرحبًا، من الصعب جدًا بالنسبة لي أن أسأل شخصًا رفض عرضًا قدمته مرة واحدة في العمر، كما تعلمين؟”
لم تكن ريم قادرةً على التراجع قليلاً أمام ضحكة سوبارو الضعيفة.
ابتسموا لبعضهم البعض لفترة من الوقت. ثم استعدت ريم، وأمسك بأناقة بحافة تنورتها، وقالت في مجاملة مثالية “إذا كان هذا سيجلب مستقبلًا حيث يمكن لسوبارو، بطلي، أن يبتسم، فعندئذ أقبل بذلك بتواضع.”
“نعم، أنتِ فقط شاهدي. سيكون لديكِ مقعد في الصف الأمامي “.
أخذت ريم اليد التي قدمها سوبارو أثناء تبادلهم وعودهم. لقد أخرجت “آه” صغيرة بينما اقترب منها سوبارو، ودفنت جسدها الصغير في صدره. كان ممتنًا لوجود فتاة ناعمة جدًا ودافئة جدًا وتحبه كثيرًا.
“—الرجل الذي وقعت في حبه سيكون أروع بطل على الإطلاق!”
كان الجو حارا داخل صدره.
عندما احتضن سوبارو ريم، دفنت وجهها في صدره، وأخفت تعابير وجهها.
كان تنفسها حارا. كانت جبهتها ووجنتاها ساخنتين وهي تحكهما به.
لكن الدموع المتدفقة من عينيها ربما كانت الأكثر سخونة على الإطلاق.
—حتى ذلك الحين، لم يستطع سوبارو أن يحب نفسه. لا يزال يكره نفسه. لكن تلك فتاة أخبرت سوبارو أنها تحبه.
إذا كانت هناك فتاة يمكن أن تحبه، كما هو إذًا…

“…هاه؟” ريم، غير القادرة على فهم معنى الكلمات التي قيلت لها، أطلقت فقط شهقة خافتة من حلقها. هز سوبارو، الذي لم يتفاجأ من رد فعل ريم، رأسه وقال، “سنترك العاصمة الملكية ونتجه غربًا… أو شمالًا. لقد سمعت أننا لا نستطيع الدخول إلى الإمبراطورية في الجنوب، لذا فسنأخذ واحدًا من هذين الاتجاهين… أنا لست جيدًا مع البرد، لذلك شخصيًا، أنا أصوت للغرب “. “إيه، أم، عذرا…” “ستكون رحلة طويلة بلا نهاية واضحة، ولا أعتقد أنه سيكون لدينا وقت سهل فقط لكنها فرصة جيدة للبدء من جديد. بالإضافة إلى ذلك، في المقام الأول، إذا استأجرنا عربة تنين، فلا أستطيع أن أرى أي فرصة لتسليمها مرة أخرى. ماذا يجب أن نفعل حيال ذلك، هاه…؟ ربما نشتري عربة تنين بدلاً من استئجارها؟ ” لقد أوكل شراء عربات التنين إلى ريم. لذلك لم يعرف سوبارو ما إذا كان لديهم في هذا العالم أنظمة لتأجير لعربات الشبيهة بالسيارات. لم يكن يعرف حتى من أين سيشتري واحدة. لقد اعتقد أنه يجب أن تكون هناك بعض المنظمات المخصصة لذلك حتى يمكنك الحصول على عربة بسهولة، ولكن— ” من فضلك انتظر!” كان سوبارو في منتصف تفكيره عندما حثته ريم على التوقف. أبقت كفيها متجهين نحو سوبارو مع ظهور تعبير نادر عن القلق عليها. “إيه… ماذا تقصد ب “الرحيل”؟ سوبارو، من الطريقة التي تتحدث بها الآن، يبدو أنك تحاول الذهاب إلى أمة مختلفة، دولة ليست لوغونيكا….. ” تجولت نظرات ريم وكأن كانت نصف شاكة في كلماتها. ثم تغير تعبيرها إلى آه! وهي تضم يديها معًا. “بما أنك أنت الذي نتحدث عنه، فلديك فكرة رائعة أخرى، أليس كذلك؟ شيء من شأنه أن يساعد السيدة إيميليا والسيد روزوال… ” “لا أفكر في أي شيء من هذا القبيل يا ريم” “إيه…؟” يبدو أن ريم تمسكت بأفضل تفسير ممكن للغرض الحقيقي وراء كلمات سوبارو. ولكن أمام الفتاة التي صدقت بالفعل هذا الأمر، رفضت سوبارو تفسيرها بشكل حاسم. “لقد أخبرتك، سنهرب. حتى لو بقينا في العاصمة الملكية، لا يمكننا فعل أي شيء. وحتى إذا عدنا إلى القصر، فلن يغير ذلك حقيقة أننا أستطيع فعل أي شيء— أفهم ذلك الآن “. عجزه، وفراغه، ولاعقلانية العالم – كل هذا أثقل كاهل سوبارو. وبغض النظر عن مدى صعوبة محاولته لإنكار ذلك، فإن العبث لن يتركه أبدًا. وهكذا فقد رأى النور بعد أن تقبّل هذه الحقيقة. الآن، كان سوبارو خاليًا من المتاعب التي حملها سابقًا، كما لو أنها لم تكن موجودة من قبل. “لذا اهربي معي يا ريم. قال لي كل شخص آخر إنه لا يمكنني البقاء هنا. ولم أرغب في قبول كلماتهم، لذلك ظللت أنكرها بشدة، لكن… لقد كانوا محقين. أنا ضعيف. لم يخبرني أحد من قبل “أنا بحاجة إليك.” بعد أن وصل إلى عالم آخر، ومن خلال القدرة على العودة للحياة اعتبر ذلك جزءًا من حظه السعيد، شعر وكأنه أنقذ الناس في مناسبتين منفصلتين، لكنه كان مخطئًا. لم يكن يمتلك حتى القوة أو المشاعر التي تستحق أن يخلِّص بها الآخرون. “هذا ليس…!” “لم يقلها أحد. وقد قيل لي ذلك (انه ضعيف) بصوت عال وواضح… مرارًا وتكرارًا “. —لا أحد يحتاج إلى أمثالك. في المرة الأولى، تجاهل سوبارو رغبات إيميليا واندفع مغادرًا مقر إقامة كروش. لم يستمع إلى محاولة ريم لإيقافه، مما أدى إلى وقوع مأساة كبيرة نتيجة لذلك. في المرة الثانية، لم يكن قادرًا على تغيير ذرة واحدة من النتيجة، مات الجميع مرة أخرى، ومن خلال الهروب من الواقع، تسبب في فقدان ريم لحياتها؛ مرة أخرى، لم ينقذ أحد. المرة الثالثة جلبت أسوأ النتائج. لقد أشرك حتى التجار الأبرياء على جانب الطريق، وعرض ريم للخطر في سبيل تأخير الحوت الأبيض، وتسبب في موت إيميليا بين يديه. لقد ذبح باك طائفة الساحرة، ولكن بعد وفاة سوبارو، دمر باك العالم بالفعل كما أعلن، كان الضرر بالتأكيد أكبر من أي وقت مضى. ماذا عن الوقت الذي كان غير المتصل بقوة العودة للحياة؟ عندما اجتمع المرشحون في القصر الملكي، كان سوبارو قد جرّ إيميليا بطريقة ملحمية. بمجرد وقوفه إلى جانبها، ناهيك عن التحدث بكلماته الوقحة، فقد شوه سمعتها، ولم تؤد “مبارزته” لحفظ ماء الوجه إلا إلى قدر أكبر من الإذلال. نتيجة لذلك، كان هو وإيميليا قد اختلفا، وأذى قلبها بحججه العاطفية، والتي لم تكن أكثر من نوبات غضب. “… ها ها ها!” ضحك بشدة على الحقيقة المؤلمة. الآن بعد أن فكر مرة أخرى، لقد كانت أفعاله تحفة فنية. عندما فكر بهدوء في أفعاله، كان من الواضح بشكل مؤلم أنه كان وباء. أراد أن يقرض إيميليا قوته؟ كان لابد أن يكون هناك أناس يستطيع إنقاذهم؟ لم يكن هناك شك في أن الجميع سيبحث عنه إذا ذهب؟ يا له من طائش. يا لها من غطرسة. نعم، يا لها من غطرسة. أدت تصرفات سوبارو إلى تفاقم موقف إيميليا. ومع ذلك، فقد خان قلبها السخي للغاية، ولم تؤد مشاريعه الحمقاء إلا إلى جر ريم معه إلى وفاتها. رائع. كان كل ذلك فقط لا يصدق. لا شك أن الجميع كانوا يعلمون أن هذه ستكون النتيجة. لهذا السبب أخبر الجميع سوبارو، عليك ألا تتصرف، لا تفعل أي شيء، قوتك ليست مطلوبة، لا تتدخل، فقط ارحل. أولئك حوله ممن أخبروه بذلك يعرفون الكثير عن المستقبل. كانوا مختلفين تمامًا عن سوبارو، الذي كان يجب أن يعرف أنه لا يستطيع فعل أي شيء، وأنه لا يفهم شيئًا، وأنه لم يكن قادرًا على فهم أي شيء. ربما كانوا هم من فعلوا الأشياء بالفعل؟ “إذا لم يكونوا كذلك، فأنا الوحيد… من فشل هكذا.” كان ذلك مثيرا للشفقة. لم يكن هناك من هو أضعف منه أو أتعس منه. ماذا تسمي رجلاً استسلم ليضحك عليه الآخرون وتصرف حتى يضحك الآخرين؟ لقد وصفوه بالمهرج. سوبارو، الذي لم يكن يعرف حتى أن الناس كانوا يشيرون إليه ويضحكون، كان بالفعل لا يستحق ذلك اللقب. —لقد كان مجرد أحمق بسيط لا يمكن إصلاحه. “لذلك قررت الرحيل. هذا أفضل. أعلم أن هذا أفضل. إذا حاول شخص مثلي القيام بشيء ما، فسيؤدي ذلك فقط إلى إضافة جثة أخرى… وإذا لم أكن محظوظًا، فسيكون هناك أكثر من جثة واحدة “. الجثث. الجثث. الجثث. الجثث. الجثث. الغرباء. المعارف. الناس الغالين عنده. شخصيات مهمة. الناس الذين آمنوا به. الناس الذين أراد أن يعتقد أنهم آمنوا به— جثث لا نهاية لها قد تراكمت حوله. لماذا حدثت كل هذه الأشياء له؟ لقد عانى كثيرا. ألم يستحق بعض المكافأة؟ حتى سوبارو كانت يعلم فكرة أن العمل الجاد يكافأ دائمًا، وأن أي رغبة ذات هدف واضح يمكن أن تتحقق طالما أنك قدمت كل ما لديك لتحقيقها، لم يكن كل ذلك سوى حلم بعيد المنال. لكن على الرغم من ذلك، هل كان من الخطأ أن يكون لديه رغبة واحدة صغيرة— ليتجنب أسوأ ما في العالم؟ كان سوبارو مخطئًا. هذا هو السبب في أن النتائج استمرت في خيانة توقعاته. “دعينا نهرب، ريم. أنت وأنا… لا يمكننا البقاء هنا في هذا البلد “. عقد سوبارو العزم على ترك كل شيء وراءه والرحيل. وبعد أن قرر وضع الكثير من الأشياء خلفه أثناء فراره، أراد أن يأخذ معه شخصًا واحدًا فقط. ريم، الفتاة التي تقف أمامه. لم يستطع دفع نفسه إلى التخلي عن كل شيء بالكامل. كان خائفًا من أن يكون وحيدًا. كان خائفا من الوحدة. حتى في هذا العالم الشاسع، ذلك العالم من الظلام الذي لا يمكن فهمه، مع العلم أن عدم امتلاكه لأي شيء لكي يخسره كان هو الحل الصحيح، لم يستطع سوبارو أن يتجاهل خوفه من أن يكون بمفرده. كما كانت الأيام تتكرر، كانت ريم هي الشخص الوحيد الذي بقي بجانب سوبارو. لقد كانت بالفعل بجانبه، تراقب تصرفاته المشينة، وأقواله وأفعاله القبيحة، وطريقة عيشه مثل الأغبياء. اعتقد سوبارو أن ذلك يجعلها تستحق أن يقامر من أجلها مقامرةً أخيرة. —في كل مرة من المرات الثلاث، ترك سوبارو ريم يموت. ولمنعها من الموت، لم يستطع العودة إلى القصر. حتى عندما وصل إلى القصر، عرَّضت في النهاية حياتها ببطولة على طول الطريق. كما أنه لا يستطيع أن يقول على وجه اليقين أنه يمكن أن ينقذها بإبقائها في العاصمة الملكية. حتى لو كانوا سيقضون وقتهم في سلام وهدوء هنا، إذا نقلت رام أخبار الأزمة في القصر إليها، فمن المحتمل أن تندفع ريم للخروج من المدينة. إذا وصل الأمر إلى ذلك الحد، فلن يتمكن سوبارو من إيقافها. وستقابل نفس المصير. كان سيفقدها مرة أخرى، يمكن لسوبارو أن يرى بوضوح كيف سيكون فارغًا بدونها. إذا أراد بجدية إنقاذها، فعليه إخراجها من المملكة. “أنت تقول كل هذا فجأة، لا أعرف ماذا أفعل…” هزت ريم رأسها قليلاً في مواجهة نداء سوبارو القوي. لم تكن بادرة رفض. أظهر تعبيرها حالة من عدم اليقين التي سادت بداخلها. لم تستطع ريم أن تقبل بكل بساطة ما قاله سوبارو فجأة. لقد استشهد بحقائق قليلة للغاية لاتخاذ مثل هذا القرار الكبير. لقد فهم سوبارو اللاعقلانية في أسبابه، لكن مع ذلك، لم يستطع التحدث أكثر عن الظروف. لم يعد يعرف مقدار المعلومات التي يمكنه إفشاءها مع ظهور فكرة أن أيدي الساحرة الشريرة تلوح في الأفق. لقد شعر وكأنه يتجاهل لعنة الساحرة بغض النظر عما يحدث حوله. وبغض النظر عما يفعله، فقد شعر أنه سيؤدي بأفعاله إلى مزيد من التضحيات لعدم عقلانية القدر. وإذا حدث ذلك، فلن يكون سوبارو هو من سيُضحى به، بل الأناس الثمينون له. “—” —لقد كان في حالة من الجمود. تم تطويقه من جميع الجهات. لقد أغلق القدر كل الطرق للهروب. لذلك، لم يكن لدى سوبارو أي وسيلة متروكة له سوى هذا الالتماس. لقد كان يناشد بجدية ضمير ريم، مدركًا أنه كان مخادعًا بكل طريقة ممكنة، مع العلم أنه كان يستخدم المشاعر التي كانت تكنها ريم في قلبها تجاهه. “ليس هناك وقت. أنا آسف أن هذا الأمر مفاجئ للغاية. حقا، أنا آسف من أعماق قلبي… لكن من فضلك اختاري.” “يختار…” “أنا أو كل شيء ما عداي… الرجاء الاختيار.”

4

—كانت إيميليا ستشاهده. كانت ريم ستشاهده. لم يستطع الاستسلام الآن.
“—”
ستبدأ قصة سوبارو ناتسكي من جديد. ستبدأ حياته في عالم آخر من جديد.
…… من الصفر.

كره سوبارو الموقف الذي وضعها فيه، قائلًا كل ذلك وجعلها تختار فجأة بناءً على المعلومات القليلة التي قدمها لها. لكنها كانت أيضًا الحقيقة أن منحها الوقت للتفكير بهدوء في الأمر سينتهي ضده. لم يستطع رفض فكرة أنه كان يستخدم ضغط ورطتها من أجل مصلحته الخاصة. فقط في هذه الحالة، مع إعطاء ريم القليل من الوقت لتقرر ما إذا كانت ستغادر رفقة سوبارو أم لا كما، ربما كان لديه فرصة للفوز بهذا. أو إن لم يكن “الفوز”، فإنه كـ تحقيق رغبة عزيزة أشبه بالأمل— الأمل الأناني بأن ريم، على الأقل، سوف تسامحه على هروبه. “دعينا نحضر عربة تنين ونتجه غربًا. دعينا نغادر لوغونيكا ونذهب إلى الغرب إلى… كاراراجي، أليس كذلك؟ دعينا نشتري منزلًا صغيرًا ونعيش هناك، نحن الاثنين فقط “. بسرعة، بدأ سوبارو برسم رؤيته للمستقبل. لقد كان مستقبلًا عاديًا وهادئًا، ومنقطعًا عن اللاعقلانية والقسوة. “هذا يعني استخدام أموال السفر، لذلك أشعر بالسوء تجاه روزوال، لكن يمكننا فقط اقتراض ما نحتاجه وإرسال الباقي مرة أخرى. سأعمل بجد للمساعدة في إقامتنا من البداية أيضًا… لم أعمل مطلقًا في وظيفة مناسبة من قبل، ولكن من المحتمل أن يكون كل شيء على ما يرام “. لقد كان جانحًا ترك المدرسة الثانوية وتخرج فقط مع المدرسة الإعدادية تحت حزامه. تتكون خبرته في العمل في هذا العالم من لا شيء سوى فترة التدرب كخادم. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من لم يكن يحب قول ذلك، عمله الحالي كمرؤوس كان أفضل قليلاً من عمل طفل يساعد في الأعمال المنزلية. ربما يكون من الصعب القيام بعمل حقيقي، لكنه سيجد عملاً، سيذهب إلى الجحيم أو الماء. بالمقارنة مع الألم والمعاناة والموت، سيكون كل ذلك نزهة في الحديقة. كلما فكر سوبارو في الأمر، كلما انفتحت أمامه أبواب مستقبله. بالتفكير في الكيفية التي كان يهدف بها إلى مستقبل، وقضاء يومًا بعد يوم في مغازلة أسوأ الكوارث بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، فقد كان أمرًا سعيدًا حقًا. “حتى لو كان الأمر صعبًا، إذا كنتِ هناك معي، فأنا أعلم أنني سأبذل قصارى جهدي. حتى لو كنت متعبًا، مجرد التفكير في أنك في انتظاري بابتسامة عندما أعود إلى المنزل…! ” حتى لو ألقى عليه كل شخص تركه وراءه باللوم على هروبه بعيدًا، فقد اعتقد أنه يمكن أن يتحمل كل ذلك إذا كانت ريم بجانبه. لذا أرجوكِ، أتوسل إليكِ، وكأنني لم أتوسل أبدًا من أجل أي شيء من قبل— “من فضلك اختاريني…!” قدم سوبارو يده لتقديم التماسه إليها، كما لو كان يحاول سحب “نعم” منها. “إذا اخترتِني، فسأعطيك كل ما لدي. كل جزء من حياتي سيكون لك. سأقضي حياتي من أجلك. سأعيش من أجلك فقط… لذا أرجوكِ. ” حتى مع وقوف ريم أمامه مباشرة، لم يستطع النظر إلى وجهها. لم يكن لديه الشجاعة ليرى أي نوع من التعبير كان مرسومًا على وجهها. الشجاعة لم تكن من صفاته، لم تكن في أصغر جزء منه. إذا فعل ذلك وكان شجاعًا، كل شيء كانت ستكون نتيجته بشكل مختلف. لقد كان جبانًا، مخادعًا ومثيرًا للشفقة، فاقدًا ومفتقدًا لكل شيء. “اهربي معي… كوني معي، من فضلك…!” على الأقل دعيني أمنعك من الموت، لقد تعهد بذلك بجدية من أعماق قلبه. وضع كل مشاعره في صوته الجشع، شعر سوبارو بأن قلبه ينبض بسرعة، وتنفسه يتسارع. لقد أصابه الإرهاق من ضربات أفكاره الشرسة كما لو كان يركض بكل قوته. ريم لم تلقي بأي رد. كانت أصوات الحشود بعيدة الآن. لم يخطر بباله أبدًا أن يتساءل عما قد يعتقده الآخرون عن شخصين يجريان محادثة كهذه في الأماكن العامة. كانت ريم هي كل شيء بالنسبة له. بالنسبة لسوبارو، في تلك اللحظة، كان وجودها هو كل شيء بالنسبة له. غير قادر على تحمل الصمت، فتح سوبارو عينيه المغلقتين بشدة لإلقاء نظرة خاطفة على تعبير ريم وهي تقف أمامه، طوال الوقت كان خائفًا من أن يعرف إجابتها. “—” في صمت، أضاقت ريم شفتيها دون أن تدرك أنه كان ينظر إليها. كافح تعبيرها للبقاء محايدًا، لكن جبينها وزوايا عينيها كانت متوترة بشكل ضعيف بطريقة لا يراها عادة. استطاع سوبارو أن يعلم أن دوامة من عدم اليقين والحيرة والتردد كانت تدور بداخلها. كانت الأشياء المختلفة التي قالها سوبارو للتو تهز قلبها بقوة وبعنف. شعر بأن المعركة الطويلة وكأنها أبدية. أحرق شعور بعدم الارتياح ظهر سوبارو. لكن في النهاية، انتهى ذلك الوقت. “—سوبارو.” بلطف، نادت اسمه بصوت مليء بالمودة. في اللحظة التي سمع فيها سوبارو تلك النغمة، صدى صوتها، كان على يقين من أن آماله قد تم الاستجابة لها. لقد قبلت ريم مشاركة سوبارو. لقد سامحت سوبارو لضعفه. لقد احتضنت الإنسان المسمى بـ سوبارو ناتسكي وكل ما جاء معه. غمره فيضان من المشاعر. قد شعر وكأنه قد كوفئ أخيرًا. ثم رفع سوبارو وجهه— “لا أستطيع أن أهرب معك، سوبارو.” وبوجه حزين للغاية، حطمت ريم آماله. “بعد كل شيء…” “—” “عندما نتحدث عن المستقبل، نحتاج أن نبتسم، أليس كذلك؟” وبتعبير يشبه ابتسامة دامعة، كررت ريم الكلمات التي جاءت من فم سوبارو.

 

2

/////

ترجمة فريق SinsReZero

كره سوبارو الموقف الذي وضعها فيه، قائلًا كل ذلك وجعلها تختار فجأة بناءً على المعلومات القليلة التي قدمها لها. لكنها كانت أيضًا الحقيقة أن منحها الوقت للتفكير بهدوء في الأمر سينتهي ضده. لم يستطع رفض فكرة أنه كان يستخدم ضغط ورطتها من أجل مصلحته الخاصة. فقط في هذه الحالة، مع إعطاء ريم القليل من الوقت لتقرر ما إذا كانت ستغادر رفقة سوبارو أم لا كما، ربما كان لديه فرصة للفوز بهذا. أو إن لم يكن “الفوز”، فإنه كـ تحقيق رغبة عزيزة أشبه بالأمل— الأمل الأناني بأن ريم، على الأقل، سوف تسامحه على هروبه. “دعينا نحضر عربة تنين ونتجه غربًا. دعينا نغادر لوغونيكا ونذهب إلى الغرب إلى… كاراراجي، أليس كذلك؟ دعينا نشتري منزلًا صغيرًا ونعيش هناك، نحن الاثنين فقط “. بسرعة، بدأ سوبارو برسم رؤيته للمستقبل. لقد كان مستقبلًا عاديًا وهادئًا، ومنقطعًا عن اللاعقلانية والقسوة. “هذا يعني استخدام أموال السفر، لذلك أشعر بالسوء تجاه روزوال، لكن يمكننا فقط اقتراض ما نحتاجه وإرسال الباقي مرة أخرى. سأعمل بجد للمساعدة في إقامتنا من البداية أيضًا… لم أعمل مطلقًا في وظيفة مناسبة من قبل، ولكن من المحتمل أن يكون كل شيء على ما يرام “. لقد كان جانحًا ترك المدرسة الثانوية وتخرج فقط مع المدرسة الإعدادية تحت حزامه. تتكون خبرته في العمل في هذا العالم من لا شيء سوى فترة التدرب كخادم. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من لم يكن يحب قول ذلك، عمله الحالي كمرؤوس كان أفضل قليلاً من عمل طفل يساعد في الأعمال المنزلية. ربما يكون من الصعب القيام بعمل حقيقي، لكنه سيجد عملاً، سيذهب إلى الجحيم أو الماء. بالمقارنة مع الألم والمعاناة والموت، سيكون كل ذلك نزهة في الحديقة. كلما فكر سوبارو في الأمر، كلما انفتحت أمامه أبواب مستقبله. بالتفكير في الكيفية التي كان يهدف بها إلى مستقبل، وقضاء يومًا بعد يوم في مغازلة أسوأ الكوارث بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، فقد كان أمرًا سعيدًا حقًا. “حتى لو كان الأمر صعبًا، إذا كنتِ هناك معي، فأنا أعلم أنني سأبذل قصارى جهدي. حتى لو كنت متعبًا، مجرد التفكير في أنك في انتظاري بابتسامة عندما أعود إلى المنزل…! ” حتى لو ألقى عليه كل شخص تركه وراءه باللوم على هروبه بعيدًا، فقد اعتقد أنه يمكن أن يتحمل كل ذلك إذا كانت ريم بجانبه. لذا أرجوكِ، أتوسل إليكِ، وكأنني لم أتوسل أبدًا من أجل أي شيء من قبل— “من فضلك اختاريني…!” قدم سوبارو يده لتقديم التماسه إليها، كما لو كان يحاول سحب “نعم” منها. “إذا اخترتِني، فسأعطيك كل ما لدي. كل جزء من حياتي سيكون لك. سأقضي حياتي من أجلك. سأعيش من أجلك فقط… لذا أرجوكِ. ” حتى مع وقوف ريم أمامه مباشرة، لم يستطع النظر إلى وجهها. لم يكن لديه الشجاعة ليرى أي نوع من التعبير كان مرسومًا على وجهها. الشجاعة لم تكن من صفاته، لم تكن في أصغر جزء منه. إذا فعل ذلك وكان شجاعًا، كل شيء كانت ستكون نتيجته بشكل مختلف. لقد كان جبانًا، مخادعًا ومثيرًا للشفقة، فاقدًا ومفتقدًا لكل شيء. “اهربي معي… كوني معي، من فضلك…!” على الأقل دعيني أمنعك من الموت، لقد تعهد بذلك بجدية من أعماق قلبه. وضع كل مشاعره في صوته الجشع، شعر سوبارو بأن قلبه ينبض بسرعة، وتنفسه يتسارع. لقد أصابه الإرهاق من ضربات أفكاره الشرسة كما لو كان يركض بكل قوته. ريم لم تلقي بأي رد. كانت أصوات الحشود بعيدة الآن. لم يخطر بباله أبدًا أن يتساءل عما قد يعتقده الآخرون عن شخصين يجريان محادثة كهذه في الأماكن العامة. كانت ريم هي كل شيء بالنسبة له. بالنسبة لسوبارو، في تلك اللحظة، كان وجودها هو كل شيء بالنسبة له. غير قادر على تحمل الصمت، فتح سوبارو عينيه المغلقتين بشدة لإلقاء نظرة خاطفة على تعبير ريم وهي تقف أمامه، طوال الوقت كان خائفًا من أن يعرف إجابتها. “—” في صمت، أضاقت ريم شفتيها دون أن تدرك أنه كان ينظر إليها. كافح تعبيرها للبقاء محايدًا، لكن جبينها وزوايا عينيها كانت متوترة بشكل ضعيف بطريقة لا يراها عادة. استطاع سوبارو أن يعلم أن دوامة من عدم اليقين والحيرة والتردد كانت تدور بداخلها. كانت الأشياء المختلفة التي قالها سوبارو للتو تهز قلبها بقوة وبعنف. شعر بأن المعركة الطويلة وكأنها أبدية. أحرق شعور بعدم الارتياح ظهر سوبارو. لكن في النهاية، انتهى ذلك الوقت. “—سوبارو.” بلطف، نادت اسمه بصوت مليء بالمودة. في اللحظة التي سمع فيها سوبارو تلك النغمة، صدى صوتها، كان على يقين من أن آماله قد تم الاستجابة لها. لقد قبلت ريم مشاركة سوبارو. لقد سامحت سوبارو لضعفه. لقد احتضنت الإنسان المسمى بـ سوبارو ناتسكي وكل ما جاء معه. غمره فيضان من المشاعر. قد شعر وكأنه قد كوفئ أخيرًا. ثم رفع سوبارو وجهه— “لا أستطيع أن أهرب معك، سوبارو.” وبوجه حزين للغاية، حطمت ريم آماله. “بعد كل شيء…” “—” “عندما نتحدث عن المستقبل، نحتاج أن نبتسم، أليس كذلك؟” وبتعبير يشبه ابتسامة دامعة، كررت ريم الكلمات التي جاءت من فم سوبارو.

حسابنا بتويتر @ReZeroAR

حسابنا بتويتر @ReZeroAR

 

/////

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط