نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

ري زيرو: بدء الحياة في عالم أخر من الصفر 7.4

الفصل 4 - المقامرة لمقاومة اليأس

الفصل 4 - المقامرة لمقاومة اليأس

الفصل 4
المقامرة لمقاومة اليأس

– من مسافة بعيدة في السماء أعلاه، شاهد الحوت الأبيض الصراع أدناه بهدوء.

1

تم الانتهاء من ترجمة الارك الثالث كاملا الدي يحوي المجلدات التالية 7-8-9 وسيتم نشر كل يوم احد فصل جديدز

نمت الأصوات أعلى وأبعد، وتردد صداها مع تداخلها مع بعضها.
في عالم مليء بالضباب، كانت هناك ثلاث أجسام على شكل سمكة، تتأرجح أجسادهم الهائلة وهم يسبحون في السماء فوقهم.
كانت الأفواه الملتوية الممتدة من إطاراتها الضخمة غريبة، وكانت مستمرة في إصدار صوت مثل خدش الأظافر على الزجاج.
لقد كان ذلك وحشًا خبيثًا ابتلع أناسًا من أعراق عديدة، وأهلك عددًا لا يحصى من الأرواح.
كان هذا الوحش الوحيد قد امتلك قوة كافية بمفرده لبث اليأس في قلوب جميع الناس، والآن كان هناك ثلاثة، كانوا يسخرون من أولئك الذين تجرأوا على تحديهم.
عندما نظر سوبارو إلى الحوت الأبيض الطافي فوق رأسه، سمع صوتًا صغيرًا لشخص يسقط على ركبتيه. تبع ذلك سلسلة من الأصوات المتشابهة، انضم إلى الأصوات سلسلة من قعقعات عالية النبرة – كانت الأسلحة تتساقط من بين قبضاتهم.
رأى أكتاف أحد الفرسان المشاركين في القوة الاستكشافية قد سقطتا، حدق الرجل في الأرض وهو جالس. ارتجفت كتفيه، ولم يتمكن أحد من كبح البكاء الذي اندفع إلى عينيه.
عندما حدق سوبارو في الفرسان من حوله، لم يكن لدى أي شخص كلمة واحدة ليقولها.
لقد أتوا مجهزين بالكامل وبجميع الأعداد التي يمكنهم حشدها، واستولوا على زمام المبادرة واستخدموا قوتهم النارية بالكامل في الهجوم السابق، ومع ذلك فقد أساءوا الظن بفوزهم – لقد وصلوا إلى هذا الموقف الذي لا معنى له.
كانت أعدادهم قد انخفضت بالفعل إلى النصف بسبب تسمم المانا، وتم تدمير قوتهم القتالية الرئيسية المتبقية في هجوم مفاجئ من قبل الحيتان البيضاء التي ظهرت حديثًا.
حتى لو جمعوا كل قوتهم المتبقية معًا، فستظل أقل من نصف القوة القتالية التي بدأوا بها.
علاوة على ذلك، فإن عدد الوحوش الشيطانية التي كان عليهم أن يسقطوها كان ثلاثة – بالتأكيد لم تكن هناك فرصة لهم للنصر.
استوعب الجميع تلك الفكرة في ثانية واحدة.
لقد أدركوا أن هدفهم وحياتهم سينتهون في ذلك المكان.
كان رعب الوحش الشيطاني عظيمًا. والقيود التي قيدهم بها الوحش الشيطاني كانت ثقيلة الوزن.
بالإضافة لذلك، وفي وضعهم الحالي، كانوا عاجزين وغير قادرين على دفع ثمن خسارة الأرواح الثمينة التي سُرقت منهم.
عندما انهار كل ذلك، وانكسرت القلوب التي ساندتهم حتى تلك اللحظة، من يستطيع أن يلومهم على السقوط على ركبهم على الفور؟
في مواجهة مثل هذا الواقع الذي لا معنى له والغير القابل للتغيير، هل يمكن لأي شخص أن ينكر أنه يجب عليه الاستسلام؟
“- لا تسقطوا في اليأس !!”
فجأة، تردد صدى صوت صراخ غاضب بدد الصمت الذي حل بساحة المعركة.
عند سماع هذا الصوت، رفع سوبارو وجهه عن غير قصد ورأى شخصًا يركض في الميدان وحيدًا، ويقفز نحو الحوت الأبيض – كانت فتاة، كان زي الخادمة خاصتها يرفرف وهي تمسك بيدها كرة حديدية ضخمة.
مع وجود عاصفة تدور حولها، توقفت الكرة الحديدية الصلبة عندما اصطدمت مباشرة بأنف الحوت الأبيض، مما أدى إلى تحطيم الجلد الخارجي الصلب بسهولة، واستمر في طحن اللحم والعظام المكشوفين، مما أدى إلى اتساع الجرح المدمر بشكل أكبر.
أطلق الحوت الأبيض صرخة وحاول رفع رأسه إلى السماء.
لكن شفرة من الجليد امتدت من الأرض لتوقف ذيله، وبينما كانت تدور في الهواء حول نفسها، قامت الفتاة ذات القامة الصغيرة بلف الكرة الحديدية حولها، محققةً ضربة قاسية جعلت جسد الحوت الأبيض الهائل يرتجف مع تناثر الدم في كل مكان.
“لا يزال بإمكاننا إنقاذه إذا أخرجناه قبل أن يسقط في بطنه -!”
كان هناك شاب يصرخ بينما كان يستند على كتف شخص آخر بينما كان الدم يتدفق من جبينه.
خرج في مقدمة القوات القتالية، وأصدر الأوامر للفتاة وهي تأرجح الكرة الحديدية.
كان عابسًا، ويشعر بمرارة بالعجز الذي منعه من الانضمام إلى المعركة بنفسه، ولكن مع ذلك، تقدم إلى الأمام.
وقف تنين الأرض بجانب الشاب الذي صعد ببطء على ظهره، وكان من الواضح من وضعية ركوبه الخرقاء انه لم يكن معتادًا على ركوب مثل تلك المطايا، لكنه لا يزال يمسك باللجام بقوة وهو يصرخ
“لم ننته من القتال بعد! لم ينته شيء من هذا !! ”
قبل استسلام الفرسان، رفع الشاب وجهه لأعلى كما لو كان يشدد من معنوياته، وكشف عن أسنانه، وفتح عينيه على اتساعهما، وحدق في الحوت الأبيض، وصرخ.
“- لا تعتقد أن هذا اليأس يكفي لإيقافي !!”

6

2

5

شعر سوبارو بصوت خطى اليأس وهي تقترب.
كان أحدهم فوق رأسه، وواحد خلفه، وواحد أمامه مباشرة – كانوا ثلاثة في المجموع.
وهذا ليس أمرًا مضحكا.
ما مقدار القوة القتالية التي كان عليهم جمعها لمواجهة واحد منهم فقط، وما مقدار ما حققوه بالفعل؟
نظرًا لأن الأمور لم تكن تسير على ما يرام، فقد استدعى ذلك الشيطان اثنين من رفاقه لبدء القتال الحقيقي. كان كل ذلك بمثابة مزحة سيئة.
كم عدد المصاعب التي لا معنى لها والتي عليه أن يواجهها حتى يرضي القدر؟
سوبارو قد تمت حمايته من قبل ريكاردو، وقد تم رميه على الأرض وبقي هناك بينما كان يصر على أسنانه. لو لم يغلق أضراسه، لكان قد أطلق صرخات الضعف، أو حتى تنهد.
بلطف، شعر بكل شيء حوله قبل أن يغلق عينيه.
لم يكن دماغه قادراً على تحمل عبء قبول تلك الظروف المريرة.
بدا عقله جاهزًا للوقوع في اليأس في أي لحظة.
فجأة، أدرك أن اليأس المألوف له كان يسخر منه، وكأنه لف ذراعيه بلطف حول كتفيه.
“- ما هو الوقت الذي استسلمت فيه مرة أخرى؟”
لم يستطع رؤية وجه الظل الخافت، لكنه كان يضحك، كان الصوت المألوف يوحي بالاستسلام.
بهذه الكلمات، قبل سوبارو بوضوح ثقل الظروف التي كانت أمامه والتي منعت طريقه.
من حوله، رأى سوبارو الفرسان يسقطون على ركبهم ويستسلمون، مثله تمامًا.
لقد أدركوا أيضًا أن الوضع أمام أعينهم كان يفوق إمكانياتهم. سُرقت منهم العزيمة حتى ليقاوموا، واستنزفت القوة من أعين الجميع، وتبخرت قوة الإرادة حتى لحمل السلاح.
عندما كسر هذا المشهد روحه، واستسلم لليأس الملفوف حول كتفيه، أدرك شيئًا.
إلى جانبه، كانت ريم، التي تم إلقاؤها من فوق تنين الأرض في نفس الوقت مثله.
بعد أن سقطت على جانبها، جلست ورأى الحزن على جانب وجهها الجميل.
كان خديها مشدودين، وشفتيها زرقاء، وجفونها ترتجفان.
عندما حدق بها وهي بهذا التعبير، فكر بشكل عابر إلى حد ما، وحدق في رموشها الطويلة، هاه. وفكر …
– كانت الابتسامة تناسبها بشكل أفضل.
وهذا هو السبب-
“لن نحصل على المزيد من الوقت للراحة على الإطلاق!”
نفض بقوة اليد الملفوفة حول كتفيه.
مع التواء فم الظل في مفاجأة مرئية، كان عمل سوبارو التالي هو الابتسام نحوه وتقديم لكمة يمنى مستقيمة – وتحطيم الظل الأسود إلى أشلاء وإيقاف اهتزاز جسده.
كان غبي. مثير للشفقة. ولم يكن لديه الوقت للشك أو التوقف.
كان هناك اثنان من الحيتان. وماذا في ذلك؟
يمكن أن تتحرك أطرافه. يمكنه رفع وجهه. يمكن أن تبصر عيناه. يمكنه أن يصرخ بصوته.
كانت ريم أمامه. كانت ريم على قيد الحياة. لم يكن هناك شيء، لا شيء على الإطلاق، يبرر الاستسلام.
-انهض.
مرارًا وتكرارًا، تحطم قلبه مرارًا وتكرارًا.
-انهض.
لقد عصف به القدر بأهوال لا معنى لها، وكان اليأس هو النتيجة التي فُرضت عليه.
-انهض.
عندما اعتقد أن كل شيء قد ضاع، وألقى بكل شيء في مهب الريح.
وعندما كان يركض محاولًا التخلي عن كل شيء وعندما لم يكن ذلك مسموحًا به، واجه اليأس في قلبه.
-انهض.
ولأي غرض؟
“انهض لبعض الوقت … اللعنة !!”
ضرب بقبضته في الأرض، ودفع جسده للوقوف في وضع مستقيم.
عندما عوى سوبارو، رفع وجهه، نظرت إليه ريم في دهشة.
التفت إليها سوبارو، ومد يده، وحدق في الحوت الأبيض أمامه.
“الأمر لم ينته بعد – لن ينتهي على هذا النحو.”
“… سوبارو.”
“دعونا نفعل ذلك، ريم. إنه مشهدنا الكبير “.
وبكل رضا، أمسكت ببطء بيده الممدودة التي شدتها بعد ذلك للوقوف على قدميها.
عندما نهضت، ضمها سوبارو إلى صدره، مما جعل وجهها يقترب.
“الهروب ليس أسلوبنا. ليس أنا، وليس أنت – ولا أحد منا! ”

– من مسافة بعيدة في السماء أعلاه، شاهد الحوت الأبيض الصراع أدناه بهدوء.

3

نمت الأصوات أعلى وأبعد، وتردد صداها مع تداخلها مع بعضها. في عالم مليء بالضباب، كانت هناك ثلاث أجسام على شكل سمكة، تتأرجح أجسادهم الهائلة وهم يسبحون في السماء فوقهم. كانت الأفواه الملتوية الممتدة من إطاراتها الضخمة غريبة، وكانت مستمرة في إصدار صوت مثل خدش الأظافر على الزجاج. لقد كان ذلك وحشًا خبيثًا ابتلع أناسًا من أعراق عديدة، وأهلك عددًا لا يحصى من الأرواح. كان هذا الوحش الوحيد قد امتلك قوة كافية بمفرده لبث اليأس في قلوب جميع الناس، والآن كان هناك ثلاثة، كانوا يسخرون من أولئك الذين تجرأوا على تحديهم. عندما نظر سوبارو إلى الحوت الأبيض الطافي فوق رأسه، سمع صوتًا صغيرًا لشخص يسقط على ركبتيه. تبع ذلك سلسلة من الأصوات المتشابهة، انضم إلى الأصوات سلسلة من قعقعات عالية النبرة – كانت الأسلحة تتساقط من بين قبضاتهم. رأى أكتاف أحد الفرسان المشاركين في القوة الاستكشافية قد سقطتا، حدق الرجل في الأرض وهو جالس. ارتجفت كتفيه، ولم يتمكن أحد من كبح البكاء الذي اندفع إلى عينيه. عندما حدق سوبارو في الفرسان من حوله، لم يكن لدى أي شخص كلمة واحدة ليقولها. لقد أتوا مجهزين بالكامل وبجميع الأعداد التي يمكنهم حشدها، واستولوا على زمام المبادرة واستخدموا قوتهم النارية بالكامل في الهجوم السابق، ومع ذلك فقد أساءوا الظن بفوزهم – لقد وصلوا إلى هذا الموقف الذي لا معنى له. كانت أعدادهم قد انخفضت بالفعل إلى النصف بسبب تسمم المانا، وتم تدمير قوتهم القتالية الرئيسية المتبقية في هجوم مفاجئ من قبل الحيتان البيضاء التي ظهرت حديثًا. حتى لو جمعوا كل قوتهم المتبقية معًا، فستظل أقل من نصف القوة القتالية التي بدأوا بها. علاوة على ذلك، فإن عدد الوحوش الشيطانية التي كان عليهم أن يسقطوها كان ثلاثة – بالتأكيد لم تكن هناك فرصة لهم للنصر. استوعب الجميع تلك الفكرة في ثانية واحدة. لقد أدركوا أن هدفهم وحياتهم سينتهون في ذلك المكان. كان رعب الوحش الشيطاني عظيمًا. والقيود التي قيدهم بها الوحش الشيطاني كانت ثقيلة الوزن. بالإضافة لذلك، وفي وضعهم الحالي، كانوا عاجزين وغير قادرين على دفع ثمن خسارة الأرواح الثمينة التي سُرقت منهم. عندما انهار كل ذلك، وانكسرت القلوب التي ساندتهم حتى تلك اللحظة، من يستطيع أن يلومهم على السقوط على ركبهم على الفور؟ في مواجهة مثل هذا الواقع الذي لا معنى له والغير القابل للتغيير، هل يمكن لأي شخص أن ينكر أنه يجب عليه الاستسلام؟ “- لا تسقطوا في اليأس !!” فجأة، تردد صدى صوت صراخ غاضب بدد الصمت الذي حل بساحة المعركة. عند سماع هذا الصوت، رفع سوبارو وجهه عن غير قصد ورأى شخصًا يركض في الميدان وحيدًا، ويقفز نحو الحوت الأبيض – كانت فتاة، كان زي الخادمة خاصتها يرفرف وهي تمسك بيدها كرة حديدية ضخمة. مع وجود عاصفة تدور حولها، توقفت الكرة الحديدية الصلبة عندما اصطدمت مباشرة بأنف الحوت الأبيض، مما أدى إلى تحطيم الجلد الخارجي الصلب بسهولة، واستمر في طحن اللحم والعظام المكشوفين، مما أدى إلى اتساع الجرح المدمر بشكل أكبر. أطلق الحوت الأبيض صرخة وحاول رفع رأسه إلى السماء. لكن شفرة من الجليد امتدت من الأرض لتوقف ذيله، وبينما كانت تدور في الهواء حول نفسها، قامت الفتاة ذات القامة الصغيرة بلف الكرة الحديدية حولها، محققةً ضربة قاسية جعلت جسد الحوت الأبيض الهائل يرتجف مع تناثر الدم في كل مكان. “لا يزال بإمكاننا إنقاذه إذا أخرجناه قبل أن يسقط في بطنه -!” كان هناك شاب يصرخ بينما كان يستند على كتف شخص آخر بينما كان الدم يتدفق من جبينه. خرج في مقدمة القوات القتالية، وأصدر الأوامر للفتاة وهي تأرجح الكرة الحديدية. كان عابسًا، ويشعر بمرارة بالعجز الذي منعه من الانضمام إلى المعركة بنفسه، ولكن مع ذلك، تقدم إلى الأمام. وقف تنين الأرض بجانب الشاب الذي صعد ببطء على ظهره، وكان من الواضح من وضعية ركوبه الخرقاء انه لم يكن معتادًا على ركوب مثل تلك المطايا، لكنه لا يزال يمسك باللجام بقوة وهو يصرخ “لم ننته من القتال بعد! لم ينته شيء من هذا !! ” قبل استسلام الفرسان، رفع الشاب وجهه لأعلى كما لو كان يشدد من معنوياته، وكشف عن أسنانه، وفتح عينيه على اتساعهما، وحدق في الحوت الأبيض، وصرخ. “- لا تعتقد أن هذا اليأس يكفي لإيقافي !!”

وهي تصرخ، قفزت ريم بشراسة تجاه الحوت الأبيض، لوَّت جسدها وضربت قبضتها في جلده الصخري.
كانت ذراعها اليسرى تلتف حول الكرة الحديدية، التي اصطدمت بهدفها بصوت هائل، مما تسبب في زئير الحوت الأبيض في عذاب بينما كان الدم يتساقط.
كانت ريم تهاجم الكائن الذي ابتلع ويلهيلم. بدا أن فمه قد ابتلعه بالفعل ويمضغه، لكن كان من الصعب تصديق أن شيطان السيف سيؤكل بسهولة.
“طالما لم يتم تحطيم رأسه، فإننا سنجره إلى الخارج بطريقة ما -!”
وبإكمالهم للمعركة، لم يشعر سوبارو بالأمان بشكل خالص، لكنه عهد بثقل جسده إلى تنين الأرض.
بالنسبة لسوبارو، كان التعامل مع اللجام بنفسه، بدلاً من ريم، أمرًا مزعجًا؛ لم يكن لديه تدريب في الأساس.
كان لديه الوقت فقط على الطريق قبل وصوله إلى شجرة فلوجيل العظيم ووقت الفراغ بعد الوصول للتدرب على استخدام جبل التنين.
لم يكن هناك من طريقة يمكن بها لسوبارو، الذي كان يفتقر إلى الخبرة في ركوب الخيول في عالمه القديم، أن يتقن ركوب تنانين الأرض بساعات قليلة من التدريب.
كان كل ما يمكنه فعله هو تحديد الاتجاه والتشبث بالسرج كي لا يسقط.
ومع ذلك، فإن تنين الأرض كان شديد الذكاء وأدرك تمامًا نية سوبارو.
لقد اختار سوبارو تنين الأرض ذو اللون الأسود القاتم ذاك لأنه كان مدربًا جيدًا بحيث لا يدع راكبه عديم الخبرة يسقط.
” أنت تنينة أرض جيدة، ورشيقة، وقوية، والميزة الأفضل من أي شيء آخر، هو أنك سريعة التأقلم. من هذه اللحظة، اسمك سيكون باتراش. هذا هو الاسم الوحيد الذي يمكنني أن أفكر به لمثل هذا الشريك المخلص.”
“دعينا نذهب، باتراش! دوري حول أنف ذلك الحوت! ”
دفع الصراخ العالي وضغط اللجام حول تنين الأرض إلى الجري.
استجابت باتراش للأوامر بالتوجه للأمام، دون أن تعرف أي خوف وهي تتجه نحو الحوت الأبيض العظيم.
مع تمسك ريم بجسده، كان الحوت الأبيض يتلوى في محاولة للتخلص منها، لكنه شعر باقتراب سوبارو وأدار رأسه بشكل غريزي في اتجاهه.
“اشتمام رائحة سوبارو هو امتياز لي وحدي -!”
قفزت ريم إلى جانب وجهه، وألقت بركلة بقوة قذيفة مدفع.
كان الوجه الضخم منبعجًا بشكل كبير، وحققت الكرة الحديدية ضربة إضافية مباشرة.
اخترقت الكرة الحديدية خدّ الحوت الأبيض، وطارت الأضراس ملطخة الأرض العشبية باللون الأسود المحمر للدم واللعاب.
صرخ الحوت الأبيض. وتحطم جسده على الأرض وبدأ يتلوى عليها مثل سمكة خارج الماء.
تم حفر الأرض في هذه العملية، مع تطاير كتل من التربة بشكل عنيف.
أدى تلويحه لذيله بشدة إلى شق سطح الأرض، مما أدى إلى تعاصف الرياح واندفاعها باتجاه سوبارو الذي بدا أنه غير مدرك لذلك – وفقط عندما كان في خطر التعرض لضربة مريعة …
“تادا، ميمي هنا !!”
… تدخلت الفتاة الوحش الصغيرة قبل لحظة من وقوع الضربة، وأرجحت العصا في يديها لإنشاء جدار سحري.
ومع توهج أصفر، ارتدت الضربة، واندفع النمر والتنين الأرضي عبر الفجوة الناتجة من ذلك في الحال.
بعد أخذ أنفاسه، التفت سوبارو إلى الوراء لإلقاء نظرة على ميمي – القطة التي أنقذته – وقالت
“شكرا جزيلا! أنت رائعة ومميزة بالفعل! ”
“هوو، يمكنك مدح ميمي أكثر! ولكن لهذا اليوم، سأثني عليك لعملك الجاد، يا سيد! ”
“عملي…؟”
نفخت ميمي صدرها، ثم عندما أمال سوبارو رقبته، ضحكت عليه. وأثناء قيامها بذلك، أعطت ضفيرتها البرتقالية نقرة من إصبعها قبل أن ترد.
“كان الجميع أزرق اللون ولم يتمكنوا من الوقوف، لكنك من تحركت أولاً، أليس كذلك؟ ولد جيد! أنت رائع! لست بجودة ميمي رغم ذلك! ”
“لم يكن ذلك بالأمر الجلل. أنا لن أترك اليأس يتغلب عليّ”.
مع قيام ميمي بتمجيده بصوت عالٍ، عض سوبارو على شفته وتهكم.
هذا صحيح. لم يكن هناك شيء ليستحق الثناء عليه.
ما مقدار المرارة التي تذوقها سوبارو على طول الطريق؟
بالمقارنة مع الأهوال المستحيلة التي واجهها، كيف سيترك الوضع الذي لا يزال فيه قادرًا على القتال ليغمر نفسه في مشاعر الاستسلام …؟
إذا كان لديه وقت للاستسلام، فقد يترك كل شيء ويذهب باحثًا عن الأمل، لأن طريق التحدي كان بعيدًا، بعيدًا جدًا، وأكثر راحة من الاستسلام.
“!!”
عندما كانت باتراش تجري، وتندفع مباشرة إلى الأمام، ظهرت صورة ظلية لسمكة فجأة أمامها، وفتحت فمها الضخم.
عند رؤية الجزء الداخلي من الحلق الغريب من مسافة قريبة، انحنى سوبارو على الفور إلى الأمام أثناء اتخاذه إجراءات للمراوغة. لكن الضباب الذي يملأ الفم كان يتناثر بأسرع مما يستطيع الإفلات منه –
“اغلق فمك-!”
من مكان بعيد، سقط نصل غير مرئي لأسفل، مما أدى إلى قطع الفم المفتوح رأسياً.
أغلقت قوة الضربة الفم بالقوة، تلوى الحوت الأبيض على الأرض أثناء مروره بسوبارو وميمي.
عندما رفع سوبارو رأسه بعد أن هرب بصعوبة، رأى أن كروش كانت تركض من الجانب الآخر من ساحة المعركة.
ركضت حتى وصلت جنبًا إلى جنب مع تنين أرض سوبارو، محدقةً بشدة في الحوت الأبيض وهي تتحدث.
“من لمحة، يبدو أن هذه أسوأ حالة ممكنة. ماذا حدث لويلهيلم؟ ”
“إذا كنت تتذكرينه، فهذا يعني على الأقل أنه لم يتم القضاء عليه بسبب الضباب … الأمر متروك لريم الآن.”
قام سوبارو بتحويل رأسه، وأجاب بينما كان يراقب الحوت الأبيض وهو يستدير ويثبت أنظاره عليهم.
بعد سماع إجابته، نظرت كروش نحو ريم، التي كانت لا تزال في قتال شرس.
عندما سقطت الكرة الحديدية لأسفل، تطايرت دماء جديدة، وتسبب ذلك في سقوط الحوت الأبيض في بحر من دمائه.
“ماذا ترى، ناتسكي سوبارو؟”
“ماذا تقصدين ب “ماذا ترى”؟ إذا كنتِ تقصدين الفوز، فيمكنني أن أقول شيئًا يخدم المصلحة الذاتية، مثل، “أرى أشياء مختلفة تفصل بين حياتي وموتي،” لكن … ”
“ليس هذا. ألا تجد الأمر غريبا؟ ”
أرسلت كروش شفرة غير مرئية نحو أنف الحوت الأبيض الذي يطاردهم من الخلف.
تأوه الحوت الأبيض، الذي لم يتوقف عن مطاردتهم، بينما رد سوبارو “غريب؟” كما نظر إلى كروش.
“لقد تضاعف عدد الحيتان البيضاء إلى ثلاثة. بالنظر إلى الموقف ببساطة، فإن الوضع يائس. ولكن إذا كان الحوت الأبيض حقًا حشدًا من الوحوش، فهل هذا حقًا شيء لن نلاحظه؟ ”
“أنا لا أفهم حقًا ما تحاولين قوله.”
“يجب أن يكون هناك حيلة نوعًا ما.”
قالتها كروش بصراحة، وجهت وجهها الشجاع نحو سوبارو.
بطبيعة الحال، جعلته تلك النظرة القوية يقف أكثر استقامة.
“لذا علينا … معرفة ما هي الحيلة؟”
“سوف نقدم المساعدة لكسب الوقت من أجل هروبك. في كلتا الحالتين، لا يمكننا الصمود لفترة طويلة. يجب أن نفعل شيئًا – الانسحاب لم يعد خيارًا “.
هكذا أعلنت كروش وهي تقوم بتغيير اتجاه تنين أرضها وابتعدت عن سوبارو.
قامت بدورها على نطاق واسع، ودارت حول الحوت الأبيض وهي تُظهر وجهها للوحدات المتفرقة من قوات الحملة، وهي ترفع صوتها.
“قفوا! ارفعوا رؤوسكم! شدوا عزيمتكم! لماذا توقفتم عند هذا الحد ؟! ”
“……”
ارتفعت نظرات الرجال، الذين استولى عليهم البؤس واليأس.
وأمامهم، قامت كروش بسحب سيفها العزيز ببراعة ورفعته إلى السماء كما صرخت.
“انظروا إلى ذلك الرجل! لا يحمل أي سلاح. إنه عاجز، ضعيف لدرجة أن الريح وحدها يمكن أن تحمله بعيدًا. لقد رأيت هذا الرجل الضعيف يتعرض للضرب بأم عيني! ”
بينما ركض سوبارو، أشارت إليه كروش بالسيف المميز لمنزلها بينما كانت تصرخ بصوت أعلى.
“إنه أضعف منكم!”
نعم فعلا. كل ما قالته كروش كان صحيحًا.
كانت سوبارو ضعيفًا. أضعف من أي شخص آخر.
لم يكن لديه القدرة على القتال. لم يكن لديه القدرة إلا على البقاء على قيد الحياة. لقد تم سحقه مرارًا وتكرارًا –
كان رجلًا قد تعرض للضرب والهزيمة عدة مرات.
“ومع ذلك، فمن هو أضعف منكم كان هو من كان أسرع شخص يصرخ بأن الأمر لم ينتهي!”
كان الرجل الأكثر عجزًا هو الذي صرَّ على أسنانه وقال إنه لا يزال بإمكانهم القتال.
كابحًا دموعه، ساعلًا دمه، وعلى الرغم من ذلك، وقف ليقاوم ليراه الجميع.
“إذن لماذا نحني رؤوسنا؟”
“……”
“قوتنا ضعيفة وأنا أعي ذلك، ولا أعرف ما إذا كان بإمكاننا الوصول إلى حلق الوحش الشيطاني. ومع ذلك، إذا لم يستسلم أضعفنا، فكيف نسمح لأنفسنا بالركوع على ركبنا ؟! ”
“نعم نعم …”
الرجال المكسورون ذوو الركبتان اللتان لم تتوقفا عن الاهتزاز نظروا إلى بعضهم البعض، وشجعوا بعضهم البعض على الوقوف مرة أخرى.
التقطوا أسلحتهم الساقطة واقتربوا من تنانين الأرض الواقفة بجانب فرسانهم.
مدوا أيديهم، وأمسكوا باللجام، وحيث كانوا يركعون الآن وقف الفرسان على ظهور تنانين أرضهم.
صهلت المطايا فيما كان الفرسان يسحبون سيوفهم ويطهرون حناجرهم مرة أخرى.
نشأت صيحة كبيرة – صرخة معركة للاعتزاز بأرواحهم، وكأنهم يستجمعون قلوبهم.
وخلف أضعف رجل في ساحة المعركة، أطلقوا هديرًا شرسًا، طاردين الحماقة التي جعلتهم يخفضون رؤوسهم.
– يسمي الناس هذا الشعور بالعار.
كان الخوف من العار هو الذي جعل الفرسان يرفعون رؤوسهم، ويطردون المشاعر المختلفة التي جعلتهم يتثبتون في مكانهم، أو يستسلمون، ومنحهم القوة للتقدم إلى الأمام.
“لنذهب!! الشحنة!!”
“اووووووووه – !!”
مع إعادة إلهام أرواحهم، استأنف الفرسان تقدمهم.
أثارت قوة تنانين الأرض سحابة من الغبار.
على الرغم من أن أعداد القوة الاستكشافية وصلت الآن إلى أقل من خمسين روحًا، إلا أنهم قاموا بشراسة بالهجوم على الحيتان البيضاء التي كانت في متناول سيوفهم، مع كروش في مقدمة الهجوم.
بالاستماع إلى الارتفاع المفاجئ في الروح المعنوية للقوة الاستكشافية، والتوبيخ من كروش الذي أشعل شرارة القتال، لم يستطع سوبارو منع زوايا شفتيه من رسم ابتسامة متوترة.
“الإعلان عن كم أنا كلب ضعيف وعاجز، لماذا أنا …؟”
حقيقة أنه لم يستطع حمل نفسه على دحض ذلك الاعلان أثبتت سوء قدراته.
يمكنهم أن يطلقوا عليه ما يحلو لهم، ويستخدمونه كما يحلو لهم.
كانت الحقيقة أن سوبارو كان عاجزًا، خاسرًا، محطمًا ومندفعًا، وبالتالي وصل إلى النقطة الحالية.
كان ذلك لأن سوبارو فهم أنه كان بإمكانه أن يرفع صوته في ذلك الوقت وتلك اللحظة:
الخسارة لا تعني أن الأمر قد انتهى، واليأس لا يعني أنه يجب عليك الخضوع، فالتوقف كان يعني أنه لا يزال هناك وقت، وكونك عاجزًا … لم يكن مسموحًا به.
“أنا أعتمد عليك يا باتراش. اقتربي ناحية اليمين مرة أخرى، إلى طرف أنفه! ”
انحنى تنين الأرض بزاوية، يخدش الأرض ويتخذ منعطفات الحادة، وكان يصرخ وهو يندفع الحوت الأبيض.
مع محاولة الحوت الأبيض للتخلص من ريم أمام أعينهم، قامت كروش والفرق المنقسمة المختلطة بالهجوم لدعمها.
أطلقت سيوف الفرسان الشرارات أثناء احتكاكها بالجلد الخارجي لـ الحوت الأبيض، وانسحبوا بعيدًا بحيث يمكن أن تضيف التنانين التي تسير بالتوازي انفجارات عبر البلورات السحرية.
أطلق الحوت الأبيض صرخة، وضرب الأرض من حوله.
حتى هذا العمل الذي فعله أثناء تلويه من الألم كان من الصعب التملص منه.
تم إرسال تنين أرضي وزوج من الفرسان طائرين بالهجوم؛ سحقهم الوزن الثقيل للغاية، وتناثرت أصوات تكسر العظام.
تدفق الدم، وتم انهاء حياة بشرية – احترق بصر سوبارو في ذلك المشهد.
ركضت قشعريرة في عموده الفقري.
لم يكن بإمكانه إنقاذه في الوقت المناسب، لكن هذا كان نتيجة قرار سوبارو.
كان كل ذلك نتيجة اختيار سوبارو لبدء تلك المعركة. لم يستطع النظر بعيدا.
لحظة رفض سوبارو هذه الحقيقة ستكون اللحظة التي يخسر فيها مشاعر العار.
عندما فقد قلبه، عندما واجه أسوأ نقاط ضعفه، رفض بعمق، وبلطف نقاط الضعف هذه.
لهذا السبب لم يعد بإمكانه تدليل نفسه.
بقشعريرة، تذوق الإحساس بنفاذ الدم بعيدًا وهو يقطع الريح، وكان يثق تمامًا في تنين أرضه.
– كان الضباب المهلك المنبعث من الأفواه التي لا تعد ولا تحصى بجانبهم مباشرة.
إذا كان لمسها بأصابعه عن غير قصد، فسيتم محو وجود سوبارو ووضع حد له.
سوف يبتلع جسده كله بشعور من الخسارة الذي كان يختلف عن الموت، وسوف يتلاشى، وينتهي دون أن يتذكره أحد.
لكن…
“أيها الغبي!” “وكأننا سنسمح لك!” “أين تعتقد أنك تنظر ؟!”
… سحر الرياح ازاح الضباب جانبا.
خفف دعم الفرسان قليلاً من الضباب.
ومع ذلك، كانت قوة الضباب مسببةً لليأس، لكن نظام سوبارو العصبي بأكمله قد نما بشكل جيد مع هالة المحو الوشيك.
تاركًا تحديد المسار لباتراش، اتخذ جسد سوبارو إجراءات مراوغة من أعلى ظهرها. قفز على ذراعيه.
وبذلك، أفلت سوبارو من الضباب الذي كان يضغط عليه من الخلف، ولكن بعد أن فقد توازنه تمامًا، كان في طريقه إلى السقوط عندما –
“ه-هياااا !!”
ممسكًا باللجام، دفع ركبتيه على السرج، وبالكاد تجنب السقوط.
القوة التي أمسك بها اللجام والتي شحذها عن طريق أرجحة السيف الخشبي، كانت أقوى بالفعل مما كانت في عالمه الأصلي، سمحت القوة في يديه بالكاد تكفي للتمسك باللجام بدلاً من الانزلاق بفعل الاهتزازات.
تمسك سوبارو بباتراش، متخبطًا على الأرض، حيث اخترقوا الضباب.
ثم توضحت رؤيتهم، وعندما تباطأ تنين الأرض المراعي للوتيرة، استعاد سوبارو الوعي بما حوله، منهياً ما بدا وكأنه أكثر مشهد مشين على الإطلاق.
لقد تراجعت قدرته على التحمل، التي لم تكن كبيرة منذ البداية، وبهذا المعدل، ستكون المرة القادمة من جانب واحد –
لكن كروش والآخرين تقدموا تجاه الحوت الأبيض، وشنوا هجومهم.
“عليّ أن أوقف تشتت عقلي … ها، أيها اللعين، لا تضع حياتك على المحك فقط – فكر، اللعنة!”
حتى عندما كان يتنفس بخشونة، وضع حياته على المحك ليعمل بجدية كـ فخ مرة أخرى، تراجعت أفكار سوبارو إلى الخدعة التي اقترحتها كروش خلال محادثتهم السابقة.
عندما يتعلق الأمر بـ “طبيعة” الحوت الأبيض، كان سوبارو الشخص الأقل معرفة في هذا المكان.
لم يكن لديه أي طريقة لتقدير الضرر الذي أحدثه الكائن بما يتجاوز نطاق كلمات “الضرر العظيم”.
كان لابد أن يكون هناك شيء يمكن أن يلاحظه سوبارو، وهو الشيء الوحيد الذي يستطيع هو فقط ملاحظته، ولا يستطيع الآخرون ملاحظته.
كان ويلهيلم يطارد الحوت الأبيض لمدة أربعة عشر عامًا للانتقام لـ زوجته.
إن الفكرة القائلة بأن شيطان السيف، بعد أن رعى تلك الضغينة للوصول إلى ميدان المعركة هذا، يمكن أن يتجاهل مثل هذه المعلومات الهامة مثل “هناك عدة حيتان بيضاء” كانت ببساطة غير واردة. وهذا يعني بطبيعة الحال أن هذه الظاهرة كانت غير معروفة.
إذن لماذا لم يتم إخبار أحد بهذه المعلومة؟ – لا، لماذا أفلتت تلك المعلومة من بين أيديهم؟
“لماذا كان هناك المزيد من الحيتان فجأة؟ … الافتراض بأن هناك ثلاثة حيتان منذ البداية هو افتراض غريب. ”
شعر وكأنه على وشك فهم المشكلة.
ولكن قبل أن يتمكن من ذلك، كان الركض السريع لباتراش قد جعلهم في نطاق شم رائحتهم بواسطة الحوت الأبيض.
كانت كروش تطارد الحوت الأبيض، مضيفةً الجروح لجسده من سيفها العزيز، لكن نظرتها كانت تتحول بشدة نحو سوبارو.
في الوقت نفسه، فتح الحوت فمه، وأطلق هديرًا بدا وكأنه سيمحو الهواء مع ضباب كثيف مدمر إلى حد كبير والذي ملأ تجويفه الفموي.
غيرت باتراش اتجاهها بقوة.
وقد أخرجهم ذلك الانعطاف من الوصول الفوري للضباب الاستبدادي، ولكنهم كانوا على بعد نصف خطوة للخروج من نطاقه الفعال – حتى …
“سنتعامل مع هذا!”
“لن نتركك !!”
… تدخل هيتارو وميمي، واشتروا لسوبارو الوقت لاتخاذ نصف الخطوة الأخيرة.
فتح القطط التوأم أفواههم، وأطلقوا العنان لزئير متداخل من “وا!” و “ها!” اللذان اختلطوا لتكوين الموجات الصوتية التي تشابكت لتكوين قوة مدمرة.
بعد ذلك، انتشرت موجات التذبذب الواسعة عبر السهل، وضربت الضباب المندفع وجهاً لوجه وفجرته.
” توقف!! هذا رائع!!”
“أوه نعم، أوه نعم، أوه نعم! امدحني أكثر! ووهوو! ”
“ها أنتِ ذا مرة أخرى، الأخت الكبرى …”
إن مدح سوبارو الصادق جعل ميمي تنفخ صدرها، وخديها يرتخيان بارتياح.
ركض هيتارو إلى جانبها وزفر، أحاطوا بـ سوبارو بينما انطلقوا بالقرب منه.
“سوف ندعمك.” قال هيتارو “بدونك، سيد ناتسكي، لا أرى أي طريقة لكسب هذه المعركة.”
“إذن هل يمكننا الذهاب للقيام بـ بام، بوم، بادابوم، وأشياء أخرى؟” سألت ميمي.
“الأخت الكبرى، سنذهب بالتأكيد للقيام بـ بام، بوم، بادابوم، لكننا ما زلنا بحاجة إلى مساعدة السيد ناتسكي “.
“هيه!”
استمرت المحادثة منخفضة التوتر مع سوبارو عالقًا في المنتصف.
تم ترك سوبارو جانباً وتصرف كما لو أنه لم يستوعب الموقف على أقل تقدير، وأدار رأسه نحو هيتارو ذا المظهر الطفولي وقال، “هذا الهجوم الجماعي، هذا هو الهجوم الذي ضرب الحوت الأبيض في منتصف الطريق، هاه. هل يمكنكم فعلها مجددا؟”
“المانا لدي تكاد تنفد، لذا هجوم آخر وسأكون في حدودي القصوى – سأدافع عنك أنا والأخت الكبرى حتى ينتهي القائد من التعافي.”
“ذلك الرجل ريكاردو، هو على قيد الحياة ؟!”
عندما رفع سوبارو صوته على الأخبار السارة غير المتوقعة، قال هيتارو نعم بينما أومأ برأسه.
هذه الإيماءة نشرت الارتياح في قلب سوبارو.
عندما تم قتل ريكاردو الصغير بقسوة، رأى كمية كبيرة من الدم وخشى أن ريكاردو ربما يكون قد تم سحقه دون أن يترك أثرا.
“قائدنا المصاب بجروح خطيرة كان لديه رسالة لك، السيد ناتسكي.”
“رسالة … إنها ليست شيئًا مثل،” أنت مدين لي كثيرًا “؟”
“أعتقد أنه سيقول لك هذا لاحقًا بنفسه، لكن … الرسالة هي على النحو التالي. اهم. “ماذا -؟ لقد أصبح قوته أخف. حقيقة أنني لست ميتا هي دليل على ذلك. “نهاية الرسالة.”
نقل هيتارو الرسالة، مقلدا ريكاردو المتحدث بـ لهجة كاراراجي.
لم يعلق سوبارو على جودة التقليد لأنه كان يفكر في معنى الكلمات التي نقلت إليه.
لقد كانت تلك رسالة قد وضع ريكاردو حياته على المحك حرفيًا للوصول إليه. إ
ذا كان بإمكانه فقط أن يدرك معناها الداخلي، والرسالة الحقيقية من ورائها—
“أنت لا تبدو مثله.”
“نعم، ولو بشبر واحد! ليس لديك موهبة في هذا، على الإطلاق! ”
“هل هذا هو الوقت المناسب لقول شيء كهذا ؟!”
وافقت ميمي ببراءة على ملاحظة سوبارو غير الحساسة. دحض هيتارو أفكارهم بصوت على وشك البكاء، لكن سوبارو ترك ذلك ينزلق منه ونظر إلى السماء.
كان هناك اثنان من الحيتان البيضاء لا يزالان يتقاتلان مع قوة الحملة الاستكشافية، وكانا يخوضان قتالًا شرسًا.
من ناحية أخرى، كان الحوت الأبيض يطفو في السماء، ويطل على المعركة، ويراقب بهدوء من أعلى.
شعر سوبارو أن سلوكه كان بطريقة ما… غير طبيعي.
فقدت القوة الاستكشافية قوتها القتالية الرئيسية، وانقسمت الفرق المتضائلة، وقاتلت على جبهتين.
حتى مع أداء سوبارو لدوره كإلهاء، إذا كان الحوت الأبيض الذي يطفو في السماء سينضم إلى أي من الجبهتين، فسيكون ذلك كافيًا لتغيير مسار المعركة بشكل حاسم.
إذا تم التهام أي من القوتين، فقد انتهى الأمر.
ومع ذلك، لم يفعل ذلك الحوت الأبيض أي شيء. لماذا…؟
“رسالة ريكاردو …”
قال ريكاردو إنه كان أخف وزنا.
كان ينقل له سبب عدم وفاته بعد أن وضع حياته على المحك.
إذن ماذا يعني ذلك؟ أخف، ولكن ما هو أخف؟ حياته؟ بالتأكيد كانت الحياة هي الهبة الأكثر إشراقًا في ميدان المعركة، لكنه لم يعتقد أن هذا هو المقصود بها. أخف وزنا يعني …
“هذا وضع صعب ومعقد. ما الذي يمكنه أن يكون أخف … ؟! ”
وضع كل ثقله على باتراش واتجه أقرب نحو الحوت الأبيض مرة أخرى.
مع كروش والآخرين في كل مكان، كان فم الحوت الأبيض يستهدف طريقهم، لكن القطع غير المرئي من كروش بالإضافة لتفجيرات البلورات السحرية ألحقت به ضررًا كبيرًا.
ارتفعت صرخة بين الفرسان. حتى مع تناقص أعدادهم، واحد هنا وآخر هناك، كانوا يحافظون حاليًا وهم في ساحة المعركة على معنوياتهم عالية.
هل كان هذا هو مدى قوة البشر عندما عقدوا العزم على تحدي الموت أمام أعينهم؟
بعد كل شيء، تحدت القوة الاستكشافية الحوت الأبيض بقوته الكاملة.
بعد أن فقدوا قوتهم القتالية الرئيسية وحتى الكثير من أعدادهم، فإن حقيقة أنهم ما زالوا يقاومون بقوة لا يمكن إلا أن يقال إنها قوة الإرادة –
“لا يمكنك أن تتوقع حتى قوة الإرادة لتفسير كل هذا، رغم ذلك.” بعد أن فكر في وصولهم إلى هذا الحد، قام سوبارو بكتم أنفاسه ورفع وجهه.
نظر في السماء إلى الحوت الأبيض الذي عام فوقه، محدقًا في المحيا البعيد للوحش الشيطاني.
ثم أدرك ما شعر به.
“إذا كان هذا هو الحال…!”
صرَّ سوبارو على أسنانه، حيث كان البرد يتخلل جسده بالكامل عندما ارتفعت الاحتمالية في ذهنه ورأى من خلال خدعته.
نقل نيته من خلال الضغط على اللجام، قامت باتراش بدوران حاد واقتربت بشراسة من الحوت الآخر.
ركبت ريم، التي تقاتل بشراسة مع قوة الشيطان الكاملة التي أطلقتها، نمرًا وهي تصنع حفرة تلو الأخرى في جذع الحوت الأبيض. حتى مع فستانها المئزر الذي تلطخه بقع دم الوحش الشيطاني، ابتسمت بسعادة عندما شعرت بتحركات سوبارو.
كانت رؤية هذا التعبير السعيد أثناء تلطيخها بدم الحوت أمرًا مقلقًا، ولكنه كان غير حكيم كما كان، شاهد سوبارو ريم الرائعة والساحرة.
حتى رغم وجودهم في مثل هذا الوضع غير الموات، وثقت ريم في عزيمة سوبارو المتهور.
إيمانها، حبها، لا يمكن أن يستمر في ذلك دون إعطائها إجابة.
وبدون أي تبادل للكلمات، ركض تنين أرض سوبارو ليتجاوز ريم، مع سوبارو متجهًا نحو طرف أنف الحوت الأبيض، وريم تدير مطيتها نحو ذيله.
لم تكن هناك حاجة للتوقف ومناقشة الأمر. كلاهما يعرف أن سوبارو كان له دوره الخاص، وكان لريم دورها.
عندما ركض سوبارو إلى مقدمة الحوت الأبيض، الوحش الشيطاني، مستشعرًا إياه يقترب، حول رأسه في اتجاهه.
وفوق عينه العملاقة، ظهرت أفواه متعددة يتساقط منها الضباب، سال منها اللعاب وهي ينبعث منها ضباب أبيض.
” تادا! با-بام! واو، مبعثر، مبعثر! ”
قفز الليجر وفوقه ميمي إلى يسار باتراش، إلى اليمين، فوق، وفي كل مكان.
عندما اتخذت ميمي مواقف حاسمة وعبرت عن المؤثرات الصوتية فوق ظهر النمر الكبير، توهجت الأسلحة في يدها، وسدوا الضباب بجدار سحري، واشتروا لسوبارو وباتراش وقتًا كافيًا للتهرب قبل أن يصلهم الضباب.
“هذا سيكلفك كثيرًا يا سيد!”
“أنا ممتن بما فيه الكفاية؛ عندما ينتهي هذا، سأشكرك مئة مرة! ”
“حسنا إذا!”
في رد ميمي المقتضب، أدار ظهره وركض ليكمل مطاردة الحوت الأبيض. ثم تجاوزه وخرج في المقدمة.
استدار سوبارو، وحدق هو والحوت الأبيض في بعضهما البعض.
أطلق الوحش الشيطاني، ذو العين الواحدة القرمزية، صرخة عالية النبرة في تحدٍ للصبي، المزعج والصغير مثل الآفة.
لكن مظهر الوحش أعطى التأكيد لأفكار سوبارو الخاصة.
لم يكن الحوت الأبيض أمامه، ولا الحوت الذي تواجه كروش والآخرين، لديه عين يسرى.
“مثلما اعتقدت! ليس هناك ثلاثة منه، اللعنة – لقد انقسم من بعضه! ”
فالذي طاف في السماء أصيب بالتأكيد في نفس الأماكن التي أصيب فيها الأول، بما في ذلك فقد عينه اليسرى.
– كانت العين اليسرى المفقودة هي جرح المعركة الذي أصاب به ويلهيلم الحوت الأبيض في القتال السابق.
كان واضحًا تمامًا أنه يمكن أن يكون هناك سبب واحد فقط لأن الجروح نفسها لم تكن على وحش واحد ولكن على اثنين آخرين أيضًا:
الواحد في السماء قد قسم نفسه، مما أدى إلى نشوء الاثنين الآخرين.
“الضربات كانت أخف لأن النسخ لا تملك سوى ثلث القوة القتالية! أفهم الآن لماذا يمكننا محاربتهم حتى مع عدد أقل من الناس! ”
وأوضح ذلك أيضًا سبب عدم قتل ريكاردو في الهجوم المفاجئ.
لذلك، أيضًا، أوضح سبب تمكن القوة الاستكشافية، التي تضاءلت أعدادها، من الاستمرار في القتال ضد العديد من الحيتان البيضاء.
تخلى سوبارو عن التفكير المريح الذي من شأنه أن يربط قوتهم بقوة الإرادة.
وكان ذلك بالتحديد لأن سوبارو كانت متناقضًا لدرجة أنه توصل إلى إجابة شاذة.
كانت قوة الضباب المهلك مطلقة.
وبناءً على ذلك، زاد الحوت الأبيض من قوته الجسدية على حساب قدرته على التحمل.
إذا كسر استبداد الأرقام روح القوة الاستكشافية، فإن المعركة ستنتهي بالتأكيد عند هذا الحد.
واجه سوبارو صعوبة في الاعتقاد بأن الحوت الأبيض فهم نقاط ضعف قلب الإنسان ولجأ إلى هذا التكتيك بهذه المعرفة.
لكن امتلاك الحوت الأبيض القدرة على تقسيم نفسه كان حقيقة لا جدال فيها.
ماذا كان سيحدث لو لم يقف سوبارو وقاوم شعور الاستسلام؟
لم يستطع سوبارو يفهم ما كان سيحدث لو لم يصرخ ويقاتل.
لن يسمح سوبارو الحالي لنفسه بإدراك المستقبل الذي لم يقاتل فيه.
لم يكن يريد أبدًا التحديق في أجساد ذلك الحوت الأبيض القبيحة لفترة طويلة جدًا –
“-ماذا…؟!”
وأمام سوبارو، وبعد فهمه لهذا الاستنتاج، تغيرت حركات الحوت الأبيض الذي لاحقه.
حيث كان تطفو في السماء سابقًا، فإنه يتحك بالأرض الآن، كما لو أن جسمًا غريبًا داخل جسده يسبب له الألم.
“الأخت الكبرى، الآن!”
“ميمي تتفهم! إنه صعب عندما يكون لديك بقعة لا يمكنك حكها، هاه! ”
هيتارو، مستشعرا بفرصة مواتية، قفز إلى الأمام، وحذت ميمي حذوه، والتي أساءت فهم حركات الحوت الأبيض.
تطابق التوأم مع حركاتهما في هجوم كماشة على الحوت الأبيض من اليمين واليسار، وفتحوا أفواههم في نفس الوقت عندما –
“وا -!” “ها -!”
تسببت موجات العواء من اليسار واليمين في تشويه جذع الحوت الأبيض بشكل كبير، وانتقلت موجة الصدمة عبر الجلد الخارجي إلى الأجزاء الداخلية. ارتدت الموجات عن الجلد المتصلب، واندفعت الشقوق عبره، وتدفق الدم، وفي اللحظة التالية –
“—زوياااااا !!”
انتفخ الجزء الذي احتك بسطح الأرض من الداخل، حتى انهرس اللحم والدم.
تدفق سائل أسود ضارب إلى الحمرة مثل تيار موحل؛ راكبًا هذا التدفق كان …
“ويلهيلم ؟!”
عاد شيطان السيف، الذي كان بقاءه غير مؤكد بعد أن ابتلعه الحوت الأبيض.
هرع سوبارو إلى ويلهيلم بينما كبحت قوات الحملة الاستكشافية الحوت الأبيض.
ويلهيلم، الذي كان جسده ملطخًا بالدماء بالكامل، سقط على ركبة واحدة، ممسكًا نصف جسده بالسيف.
“كنت … مرتاحًا … و … مهمل …!” تأوه.
“لست بحاجة إلى التحدث! أوه، اللعنة، لا أعرف ماذا أقول لك، لكنك على الأقل ما زلت على قيد الحياة. دعنا نعود إلى فيريس أول شيء! ”
عندما مد سوبارو يده، حبس أنفاسه.
كانت حالة جروح ويلهيلم تفوق توقعاته بكثير. كان لا يزال لديه قوة الإرادة للإمساك بالسيف، لكنه كان يطرق بالفعل باب الموت، بما في ذلك ذراعه اليسرى المشوهة.
هددت شعلة حياته بالاحتراق في أي لحظة إذا لم يجد سوبارو معالجًا له.
ومع ذلك، عندما هرع سوبارو لمساعدته، رفض ويلهيلم يده بأدب. وضغط بثقله على السيف الذي اتكأ عليه وبصق أسنانه المحطمة، محاولًا الوقوف بكل قوته.
“ليس بعد. لا يزال بإمكاني … القتال … ”
“هذا ليس الوقت المناسب! ستموت أمام الحوت! لذلك لا شيء من “لا أقدر على القتال” أو “أنا نعسان” سيكون حماقة! عندما يتعلق الأمر بالحياة والموت، فأنا أعرف أكثر منك! ”
“ماذا تقول…؟”
وبخ ويلهيلم المشوه، وأمسك سوبارو بجسده وسحبه. خلال الوقت الذي تشاجر فيه الاثنان، قام الشقيقان القطط بالاجتماع معهم.
“خرج الرجل العجوز!”
“السيد. ويلهيلم، هل أنت بخير ؟! ”
عندما جاء التوأم مسرعين ورأيا إصابات ويلهيلم الخطيرة، بدأ كلاهما في العمل على الفور.
طبقت ميمي سحر الشفاء المبسط على جروح المبارز المسن، وخلال تلك الفترة، نظر هيتارو إلى سوبارو وقال، “حتى سحر الشفاء الكبير لا يمكن أن يفعل الكثير لشفاء هذه الجروح. سيد ناتسكي، هل يمكنك الوصول بـ السيد ويلهيلم إلى السيد فيليكس؟ ”
“نعم، أستطيع أن أرى بنفسي أن ويلهيلم في حالة سيئة! إذا لم يتم علاجه، سيكون الوقت قد فات! أريد حقًا أن أحضره بنفسي، لكن … ”
حدق سوبارو في الحوت الأبيض حيث بدأ في جمع قوته مرة أخرى.
كان جرح البطن عميقًا، ولم يتوقف النزيف من الفتحة، لكن الوحش الشيطاني استمر في نثر الضباب من الأفواه في جميع أنحاء جسده، ولم يظهر أي علامة على التخلي عن القتال مثل ويلهيلم.
لم يكن هناك خطأ: في الوقت الحاضر، لم يكن إلهاء سوبارو جزءًا صغيرًا من قوتهم القتالية ضده.
إذا نجح سوبارو في إبعاد ويلهيلم، فلن يتحول القتال إلا إلى الأسوأ.
“حتى إلى جانب ذلك، قد ينتهي بي الأمر بقيادة الحوت الأبيض مباشرة إلى الجرحى. هل يمكنني ترك ويلهيلم لكليكما؟ ”
“يمكننا فعل ذلك باستخدام اللايجر لدينا … ولكن هل لديك فكرة ما في بالك؟”
قبل هيتارو ويلهيلم من سوبارو، تأوه قليلاً من التباين في وزن الجسم عندما وضع الرجل على ليغر. بعد ذلك، نظر إلى سوبارو، وأخذ يد أخته الضاحكة بسعادة وهو يقول،
“إذا كانت هناك فرصة للفوز، فسوف أستمع. إذا لم يكن كذلك، يجب أن آخذ يد أختي وأهرب “.
“إيه، لماذا سنهرب؟! لم نهزمهم بعد! ”
“الأخت الكبرى، كوني هادئًة.”
جعل تصريح أخيها الصغير ميمي تضم شفتيها في فزع واضح.
قال سوبارو وهي يراقب التبادل بين التوأمين، “أفترض ذلك،”
وقبل كلماته بإيماءة.
“أنتم مرتزقة. أنتم تعملون فقط من أجل المال، ليس مثلي، كروش، والفرسان الذين لديهم ضغينة ضد الحوت … لا يوجد لديكم التزام بالمخاطرة بحياتك “.
“لا تفهمني خطأ. نحن لسنا ملزمين بالتخلي عن حياتنا “.
كان وجهه وسلوكه وديعين، لكن هيتارو قال لسوبارو رأيه بثبات.
نظر سوبارو إلى أنصاف الوحوش الصغيرة، اللذان لم يصلا حتى إلى وركيه، وزفر بعمق.
وقال: “آسف، لكن ليس هناك وقت”.
“أعتقد أن هناك فرصة للفوز. في الوقت الحالي، فقط اصعد ويلهيلم إلى المؤخرة … يجب أن أتحدث إلى ريم وكروش “.
مع باتراش بجانبه، قفز سوبارو عمليا على ظهرها، جالسًا فوقها بينما كان يجول ببصره.
نظر إلى فوقه، محدقًا في ذلك الشكل البغيض الذي يشبه السمكة والذي كان يسبح على مهل –

5

4

لتلخيص خطة سوبارو الجامحة، كان سيركب رمحًا جليديًا من سحر ريم والذي ستطلقه نحو السماء، وعندها سيكسر بلورة تنافر مانا لينزل من هذا الرمح — ويصعد على متن الحوت الأبيض. بالطبع، اعترضت ريم بشدة، لكنه شق طريقه بصرخات متكررة: “أنا أثق بك، ريم!” اعترف كروش والآخرين من خلال اصراره أنه كان متهورًا، وكانت بلورة تنافر المانا قد جاءت منهم في هذه العملية. كانوا يتوقعون بالفعل أن الحوت الأبيض سوف يتهرب من السحر العظيم الواضح، وفي هذا المكان وضع سوبارو فخه. على العكس من ذلك، لو لم يهرب الحوت الأبيض، كان من الممكن أن يكون الرمح الجليدي، مع سوبارو بداخله، قد اصطدم بشكل مباشر وتحطم إلى أشلاء. بمعنى آخر فقد وضع حياته على المحك في تلك المعركة. “ولكن إذا كنت سأقول ذلك، فأنا في مأزق كبير الآن – هذا مخيف حقًا!” تمسك سوبارو بشدة بطرف أنف الحوت الأبيض، وشعرت بجلده الخشن وشعر جسده على راحة يده بينما كان وجهه يعبس من الريح في السماء ورائحة ذلك المخلوق الجبار. بوجود سوبارو المتشبث به – بعبارة أخرى، بوجود الرائحة المركزة للساحرة – أحدث ذلك تحولًا في حالة الحوت الأبيض. وانتقل من وضعية الملاحظة الجليلة، سقط الوحش الشيطاني بوضوح في حالة هياج، مع نفث الضباب وسيلان لعابه والضحك العالي الذي كان يتدفق من فمه بالكامل، مما منح سوبارو الفظ ترحيبًا حارًا. “- حسنًا.” قبل قبول التحية التعيسة لـ الحوت الأبيض، أخذ سوبارو نفسًا عميقًا وهدأ قلبه. بالطبع، لم يكن لدى سوبارو أي هجوم خاص لإسقاط الحوت الأبيض إلى الأرض. ولم يكن ساذجًا بما يكفي ليعتقد أن القليل من التنوير والعزيمة كان كافيين لتحقيق ذلك، وحتى لو ضربه بقوة وبوضع تكلفة كبيرة على جسده، فمن المحتمل أن ينزلق من المساء مثل أحمق حتى يصل موته. لذلك كان سوبارو يتشبث بالحوت الأبيض لسبب واحد. “حسنًا، دعنا نجرب هذه المحاولة – الحل القوي لكل شيء.” قبل أن ينتقل الحوت الأبيض إلى العمل، تخلى سوبارو عن قبضته وانزلق على جلد الجسم الصخري – ودخل في مرحلة السقوط الحر. لم يكن قد انزلق مثل أحمق ميت دماغياً، لكنه بدأ يسقط على الأرض رغم ذلك. حوّل الحوت الأبيض رأسه نحو مشهد سوبارو وهي يرتكب عملاً انتحاريًا مذهلاً، حيث قام بحركة طفيفة من جسدها لمطاردته، ولكن بعد ذلك، توقف، كما لو أن شيئًا ما جعله يتردد. إذا شاهد سوبارو وهو يقع، فإن ميزته في التفوق الجوي ستظل قائمة. لقد فهم الحوت الأبيض هذا بشكل غريزي، وتوقف، كما لو كان يقاوم إغراء الرائحة. برؤيته وهو يتبع غرائزه ولا يطارده، لم يكن سوبارو مرتاحًا. وفقًا لذلك، لعب بورقته الرابحة. “في مثل هذا الارتفاع، لا داعي للقلق بشأن سماع أي شخص آخر. اسمعني! الهدية الترويجية الكبيرة هنا. شكراً لك، لقد ماتت ريم وعانيت من صدمة كبيرة، أيها الوغد !! ” في اللحظة التي قال بها تلك الكلمات، كان جسد سوبارو، والذي ضربته الريح، منفصلاً عن العالم. نمت كل حواس جسده، وعقله، وملأه الشعور بأن أعضائه الداخلية كانت تطفو إلى أعلى، وفقد الاحساس الواقع. تمت دعوته إلى مكان لم يكن فيه مفهوم الزمن موجودًا. في اللحظة التالية – “انا احبك.” شعر وكأن شخصًا ما يهمس في أذنه. في اللحظة التالية- انطلق ألم شديد في جميع أنحاء جسد سوبارو، كما لو أن صاعقة كانت تحوله إلى رماد. ومن مكان لا يستطيع رؤيته، غزت الأيدي من الجانب الخلفي للاستيلاء على قلبه، وعصره بقسوة، ولكن بحذر، كما لو كان يتفقده للتأكد من أنه لا يزال هناك. لقد شعر حقًا أن الشخص الذي كان يحكم علي حياته يعامله بقسوة، كان يطغى عليه الإحساس الغريب بوجود شخص آخر يتلاعب بحرية بهذا الجزء الحيوي. في لحظاته الأخيرة، لم يُسمح له حتى بالصراخ، أخبرته أصوات الرياح وصراخه أن … “أنا … عاااائد للحياااة !!” “!!” أمام عيني سوبارو، كان فم الحوت الأبيض الضخم مفتوحًا حيث سقط بقسوة خلفه. لقد زاد اعترافه بالمحرمات من رائحة الساحرة، كما أن الكراهية المتزايدة قد طغت على غرائز الوحش الشيطاني. أطلق زئيرًا، وفقدت عينها كل منطقها، ونسي على ما يبدو الصراع في الأسفل بينما جاء الحوت الأبيض مسرعًا، في محاولة لمحو وجود سوبارو بمفرده. محاطًا بالرياح، أغلق الحوت الأبيض بسرعة المسافة بينهما، مما جعل سوبارو يخاف. في هذه الحال، وهو غير قادر على فعل أي شيء سوى السقوط الحر، لم يكن لدى سوبارو أي طريقة للتهرب من هذا الهجوم. بهذا المعدل، وقبل أن يصل إلى الأرض، كان الحوت الأبيض سيمسك به، وستكون تلك هي الطريقة رقم 11 نحو النهاية السيئة: “سيكون طعامًا للحوت”. بهذا المعدل، على أي حال. “—ريم !!” “نعم، سوبارو!” بدا صوت صراخ سوبارو وكأنه يتشتت مع الريح، لكنها ردت عليه بصوت عالٍ وواضح. في الوقت نفسه، مع تركيز الحوت الأبيض حصريًا على سوبارو، طار رمح جليدي من الجانب الأيمن واصطدم به – متطفلًا على فمه المفتوح، وكسر عددًا من أسنانه الصفراء، وقلل من تحركاته. مغتنمةً الفرصة، قامت ريم، على ظهر باتراش، بلف نجمة الصباح حول جسد سوبارو الذي سقط بشكل حر. كانت السلسلة ملفوفة حول وركيه، مما أدى إلى تفاديه بالقوة عن مسار تحطمه وإرسال أحشائه إلى الجانب الآخر. “جوا!” كانت الصرخة التي أطلقها سوبارو لأنه كان يتذكر تذوق نفس التأثير مرة واحدة من قبل. كانت هذه هي المرة الثانية التي يتم انقاذ فيها جسده بهذه الطريقة. كانت المرة الأولى عندما انزلقت أقدام سوبارو من عربة التنين في طريقهم إلى العاصمة الملكية. “أعتقد أنه يمكنني التعود على أي شيء …” بعد كل شيء، هذه المرة تمكن من تجنب أن يغمى عليه. بالتلاعب بالسلسلة، سقط جسد سوبارو إلى حد ما تقريبًا على ظهر باتراش. مع قيام ريم بنشر ذراعيها على نطاق واسع للامساك به، انتهى الأمر بسوبارو بالوقوع في حضنها. مع تأثير ناعم، تم دفن رأس سوبارو في إحساس دافئ أثناء الزفير. “أنا آمن!” “أنت بالفعل تحصل على مكافأتك.” “ماذا تقولين؟!” احمرت وجنتا سوبارو، وسارع برفع وجهه من عناق ريم. وبجانبهم مباشرة، تحرك وجه الحوت الأبيض – “- !!” كان الحوت الأبيض قد اصطدم بالأرض رأسًا على عقب، ولم يتضاءل زخمه. ومع هدير عظيم، انفجر سطح الأرض في سحابة من التراب، مما جعل الأرض ترتجف. عندما أصبحوا محاطين بعاصفة مثل عاصفة من الرياح، أمر سوبارو باتراش للركض بكامل قوتها – وخلفهم، كان الحوت الأبيض يحلق خارجًا من السحابة الترابية. لقد أفسدت الضربة الهائلة تفكيره، وفوق كل ذلك، نسي الحوت الأبيض نفسه، وأطلق زئيرًا وهو يتجه نحو سوبارو. ومن الإثارة الهائلة، لم ير حتى أدنى أثر عندما سبح على مهل في السماء. كانت سباحته غير منتظمة (ليست في خط مستقيم)، وكانت سرعته المتجاوزة لسرعة الريح منافسةً لباتراش. لكنه كان ذو قوة شديدة، كان الأمر ساحقًا. وعندما ضرب ذيله الأرض انقسمت الأرض تحته، وطاردهم الحوت الأبيض بشراسة من الخلف. وضع سوبارو كل ثقله للأمام، وعهد بحياته إلى القوة الاحتياطية لدى باتراش. كان هذا هو تنين الأرض الذي استنفد بشدة وبقوة كل قوته لمساندة الجهود التي بذلها سوبارو حتى الآن. على الرغم من أنه كان وقتًا قصيرًا، إلا أن سوبارو كان لديه إيمان كافٍ لوضع حياته على أكتافها. “أنا أعتمد عليك يا باتراش! أنت تنين صحيح؟! أرني كم أنت رائع! ” “-!” صهلت باتراش، وشعر سوبارو أن سرعتها زادت قليلاً. دوى هدير الحوت الأبيض، ومن الاهتزاز العنيف لطبلة أذنه أصبح العالم ضبابيًا. إلى الأمام مباشرة. إلى الأمام مباشرة. نحن فقط بحاجة إلى الركض والذهاب إلى ما بعده. سبح الحوت الأبيض، وطارد سوبارو بشراسة ليلتهمه بالكامل. وثم- “خذ هذا، اللعنة – !!” “!!” دوى هدير ثانٍ، وبعد ذلك مباشرة، كانت هناك سلسلة من الأصوات كأن شيئًا ما قد تمزق. ضاقت الفترات الفاصلة بين الأصوات الصارخة، واقتربت، وأخيراً، ولد ظل عظيم، مما أحدث صوتًا ثقيلًا للغاية – شجرة فلوجيل العظيمة – سقطت مباشرة باتجاه الحوت الأبيض. “!! ! ” المدافع الكرستالية السحرية، والشفرات غير المرئية، والهجمات الصاخبة – ذلك الهجوم قامت به خمس قوى مجتمعة واحدة فوق الأخرى والتي قامت باقتلاع جذور الشجرة العظيمة، والتي نمت على مدى أربعة قرون وزُرعت بواسطة حكيم. وذلك باستخدامها لسحق الجسم الضخم للوحش الشيطاني.

” الحوت الأبيض قسَّم نفسه، إذن؟”
“نعم، لا أعتقد أن هناك أي شك في هذا. مواقع الجروح التي سببتها القوات تدل على ذلك. بصراحة، يجب أن تشعري بذلك أنت والأشخاص الآخرون الذين يقاتلونها بشكل مباشر، أليس كذلك؟ ”
“من ناحيتي، كنت في حالة ذهول، لكن … ربما تكون على صواب.”
أعاد سوبارو تجميع صفوفه مع ريم وكروش، وكلاهما قبل كلماته وأومأ برأسه كما أوضح سوبارو.
بعد أن عهد بتراجع ويلهيلم إلى هيتارو، انضم إلى التوأم، وركب الآن نفس النمر، وكان قد انتهى لتوه من شرح “حيلة الحوت” للقوة القتالية الرئيسية في ساحة المعركة.
مع توقف القوة الرئيسية عن العمل، كانت وحدة الفرسان والأنياب الحديدية تلهي اثنين من الحيتان البيضاء.
لقد أدت معنوياتهم العالية وعملهم الجماعي الممتاز إلى توفير الوقت لهم بشكل غريب، ولكن لم يكن هناك سوى دقائق من الوقت المتاح لاجتماع إستراتيجي –
كان عليهم وضع خطة لهزيمة الحوت الأبيض خلال ذلك الوقت.
“- أقبل فرضيتك بأن هذه النسخ أضعف من الأصل. لكن ما فائدة فهم هذه الحيلة؟ حتى لو جُرحوا وضعفوا، فإن الخطر علينا أكبر من ذي قبل. حتى مع قدرة شفاء فيريس، لا يمكننا أن نأمل في عودة أولئك الذين انسحبوا إلى خطوط المعركة “.
“من المؤلم ألا يكون معنا ويلهيلم وريكاردو، لكنني لا أطلب المستحيل. علينا الفوز بهذه المعركة بدونهم “.
“لذا يجب علينا أن نقتل ثلاثة حيتان بيضاء. من السهل أن نقول ذلك، ولكن ذلك جدار مرتفع “.
“لسنا بحاجة لقتل ثلاثة – قتل واحد يجب أن يكون كافيا.”
مع رعشة، حبكت كروش حاجبها على كلمات سوبارو.
استجاب سوبارو لمظهرها المثير للاهتمام بإيماءة وأشار إلى الوحش الشيطاني في السماء أعلاه.
“ماذا تعتقدين أن هذا اللقيط يفعل؟، بجعل نسختيه يقاتلان بينما يشاهد من أعلى هناك؟”
“لعلها يبتعد ويشفي جراحه …؟” هز سوبارو رأسه عند سماعه رد ريم غير الواثق.
مما يمكن أن يراه سوبارو، لم تكن الوحوش الشيطانية مختلفة تمامًا عن المخلوقات الأخرى.
على الأقل، لا يبدو أن الحوت الأبيض يمتلك أيًا القدرات الخاصة مثل – القدرة على التجديد.
إذا كان الأمر كذلك، فإن دور الحوت الأبيض في السماء كان –
“هذا هو الجسم الرئيسي، إذن؟”
“هذا ما أظنه.”
أومأ سوبارو برأسه، متفقًا مع كلمات كروش، ووصل إلى نفس النتيجة التي توصلت إليها.
بصراحة، لم يكن الأمر أكثر من مجرد تخمين. لكن كان من المؤكد تمامًا أن الحوت الأبيض المرتفع في السماء هو الجسد الحقيقي من بين الثلاثة.
وعند التفكير في كيفية هزيمة الحيتان البيضاء الإضافية، فإن حقيقة أنها كانت إلهاءً كان أمرًا لا جدال فيه.
“أعتقد أن حقيقة أنه لا ينزل ويساعد أيًا من رفاقه يمكن أن تعني شيئًا واحدًا فقط – ألا وهو أنه لا يمكن أن يسمح لنفسه بالنزول.”
“أفكر في نفس الشيء. ومع ذلك… ”
“قد يعني ذلك أن قتل الاثنين في الأسفل قد لا يؤذي الجسد الرئيسي”.
حتى لو هزموا أحدهم بجهد شديد، فليس هناك ما يضمن عدم استبدال جثته ببساطة بنسخة جديدة. إذا كان الأمر كذلك، فإن المعركة ستكون حلقة لا نهائية بلا نهاية في الأفق.
نتيجة لذلك، وعلى عكس الحوت الأبيض، الذي يلعب بقوة لانهائية، يمكنه رؤيتهم وهم يستنفذون قوتهم قريبًا بما فيه الكفاية.
طرح هيتارو، الذي يراقب بهدوء، سؤالًا واقعيًا للغاية.
“لذا فإن سبب عدم نزوله مرتبط بكيفية إلحاقنا الهزيمة به. لكن ماذا علينا أن نفعل إذن؟ ليس لدينا أي طريقة للتحليق عالياً ومهاجمته “.
دفع سؤال القطة الصغيرة كروش إلى تحويل نظرتها الحادة الكهرمانية إلى الحوت الأبيض فوق رأسها كما قالت، “حتى باستخدام مباركتي، لا يمكن لنصلي الوصول لهذا المدى بقوته الكاملة. قد أكون قادرةً على ضربه، لكن الحوت الأبيض لن يسقط من ذلك الهجوم “.
هرب الحوت الأبيض إلى أعلى السماء، ووصل إلى ارتفاع مساوٍ للسحب تقريبًا.
كان الأمر كما لو أن الحوت الأبيض كان يظهر قبحه من خلال احتلال موقع أعلى مما كان عليه عندما ظهر لأول مرة.
في هذا النطاق، حتى دقة المدافع الكرستالية السحرية ستتعرض بالتأكيد لضربة كبيرة.
“ريم، هل يمكنك أن تصنعي جبلًا من الجليد بالقرب من الوغد …؟”
“أنا آسف. يصعب التحكم في المانا كلما كانت المسافة بعيدة. أعتقد أنه سيكون من الممكن للماجستير روزوال، لكن مهارتي هي … ”
بدت ريم منزعجة، وشعرت بحدود قوتها الضعيفة في المساهمة في خطة لكسر الجمود أمام أعينهم.
رفض سوبارو تشاؤمها بحركة من يده قائلًا، أنه لا بأس، ونظر إلى السماء.
– لقد فكر في خطة.
نظرًا لرد كروش، ورد هيتارو وميمي، ورد ريم، فإن أفضل خطة لهم لم تكن متاحة، تاركًا أفضل خطة تالية، واحدة لم يرغب في استخدامها.
“لدي خطة، لكنها تعتمد كثيرًا على رمي النرد (المقامرة) … هل تريدون المحاولة؟”
بعد إغلاق عين واحدة، فحص سوبارو إلى أي مدى كانت الفتيات على استعداد للذهاب قبل الكشف عن أفضل خطة تالية. ولكن قد يسميه المرء أمرًا وقحًا.
حقيقة أنهم وقفوا في ذلك المكان تعني أنهم لن يتهربوا من أي مقامرة …
… لأنهم كانوا مجموعة من الحمقى العظماء – وهي حقيقة كان سوبارو يدركها جيدًا.

5

5

– لو اردتهم زيادة سرعة نشر الفصول ادعموا الرواية.

– من مسافة بعيدة في السماء أعلاه، شاهد الحوت الأبيض الصراع أدناه بهدوء.

تم تقسيم ساحة المعركة بدقة إلى نصفين، يمينًا ويسارًا، بواسطة الشجرة الموجودة في المركز والتي بدت وكأنها تخترق السماء.
على كلا الجانبين، كان البشر الصغار يتشبثون بالأجسام الضخمة للوحوش الشيطانية، ويطعنون بالفولاذ الذي يمسكونه بأيديهم، ويلوحون بالحجارة التي تولد الضوء، ويهاجمون الوحوش بطريقة سطحية.
عندما اشتعلت ألسنة اللهب ووصلت صرخات الوحوش المعذبة إليه من الأسفل، سبح الحوت الأبيض في السماء، قاذفًا الضباب.
كان الضباب الذي سكبه على السهول حليفًا للنسخ الموجودة في الاسفل، اندفعوا، ولكن بثبات على العدو الضئيل.
فازت الأرقام، ولكن مع مرور الوقت، تضاءلت أعدادهم. واحد هنا، واحد هناك، ابتلعه الضباب، وتم محو وجودهم من ذلك العالم.
سيتم ابتلاع كل شيء، وستكون نهاية تلك المعركة غير مثمرة قبل يمر وقت طويل.
كانت مسألة وقت فقط قبل أن تبدأ القوة المعارضة في إحداث شقوق قاتلة وتنهار.
إذا كان الحوت الأبيض يمتلك عقلًا بشريًا، فمن المؤكد أنه كان يعتقد ذلك، كانت تلك المعركة بالتأكيد ستنتهي بانتصاره.
لكن في الواقع، لم يكن لدى الحوت الأبيض أي شيء من هذا القبيل.
كان الحوت الأبيض ببساطة يتبع غريزته، ويعمل على تدمير الخصم من أجل الحفاظ على نفسه.
لم يكن هناك فائدة من سؤال غرائز الوحش عن سبب إصداره مثل هذا الحكم.
وفقًا لغرائزه، شرع الحوت الأبيض بهدوء في اللعب مع فريسته وقتلها.
“- !!”
نثر ضبابًا، وصبغ السطح تدريجيًا باللون الأبيض.
على الرغم من أن الآفات أوقفته، كانت مهمة الحوت الأبيض هي تغطية العالم في ضباب. كان هذا أيضًا هو أمرًا من غريزته، وكان القيام بذلك هو الغرض من وجود الحوت الأبيض.
وهكذا، ابتعد عقل الحوت الأبيض بعيدًا عن المشهد بالأسفل عندما تحولت عينه الهائلة فجأة، وعقله يعيد توجيه نظراته نحو الأرض مرة أخرى.
بعد أن رصد تجمع المانا بقوة هائلة، نظر إلى التدفق بالعين المجردة.
“هووياااام”.
كانت فتاة ذات شعر أزرق تقف في وسط دوامة واسعة من المانا.
بمرور الوقت، دارت المانا حول ساقيها، وتراكمت عندما أعطتها الفتاة الاتجاه، وبنت برفق رمحًا طويلًا جدًا من الجليد مع طرف حاد بارز منه.
كان السلاح الضخم المتجمد في نطاق ثلاثين قدمًا، وكان رأس الرمح الحاد موجهًا نحو مركز الحوت الأبيض.
حتى من بعيد، قد يبدو أنه تهديد، لكن الحوت الأبيض لاحظ ذلك قبل أن تطلقه أنه كان قاتلاً.
“-لو سمحت!”
صرخت الفتاة صلاةً بينما انطلق الرمح الجليدي من الأرض نحو السماء.
بالطبع هدفه كان مركز في جذع الحوت الأبيض العائم فوقهم.
تسارع الرمح الجليدي بسرعة كافية لاختراق السماء – لكن الوقت الذي استغرقه في تحقيق هذا التسارع، وظهوره لحظة إطلاقه، يعني أن الخطة قد فشلت، وهدفها لم يتحقق.
لوح الحوت الأبيض بذيله، وهو يسبح في السماء عن طريق شق الريح. هذا وحده غيّر هدف الرمح الجليدي.
أبحر الرمح الجليدي المثير للشفقة بعيدًا عن هدفه، مروراً بجسد الحوت الأبيض في طريقه إلى السماء البعيدة –
“……؟”
في اللحظة التي مر بها الرمح الجليدي، وصل الصوت اللطيف للغاية لشيء محطم إلى سمع الحوت الأبيض. مع الأخذ في الاعتبار التباين الشاسع في الكتلة بين الاثنين، كان ذلك أقل من معجزة.
أخبرت تلك المعجزة السماوية التي صنعتها تلك الشيطانة (ريم) الحوت الأبيض أنه كان صوت هجوم لا يمكن تفاديه.
“-هيا. يجب أن أقول، إنه شعور صعب حقا أن أراك عن قرب هكذا “.
تصاعد إحساس خفيف للغاية بأنف الحوت الأبيض.
في الوقت نفسه، أدركت أن كائنًا قد هبط فوق جبينه، واختفى الرمح الجليدي، الذي من المفترض أن يطير، دون أن يترك أثراً، وشم الحوت الأبيض رائحة موجة المانا المتناثرة.
– وبعد ذلك، اكتشف أن مصدر الرائحة الكريهة التي لا تطاق كان فوقه مباشرة.
“أنت آت معي. يجب أن أحذرك، أنا رجل يعتبر مزعجًا للغاية ولا يمكن تجاهله “.
ظهرت ابتسامة شريرة على وجه مصدر الرائحة الكريهة بينما كان الحوت الأبيض يستمع إلى كلماته.

تم الانتهاء من ترجمة الارك الثالث كاملا الدي يحوي المجلدات التالية 7-8-9 وسيتم نشر كل يوم احد فصل جديدز

6

//////

لتلخيص خطة سوبارو الجامحة، كان سيركب رمحًا جليديًا من سحر ريم والذي ستطلقه نحو السماء، وعندها سيكسر بلورة تنافر مانا لينزل من هذا الرمح — ويصعد على متن الحوت الأبيض.
بالطبع، اعترضت ريم بشدة، لكنه شق طريقه بصرخات متكررة: “أنا أثق بك، ريم!”
اعترف كروش والآخرين من خلال اصراره أنه كان متهورًا، وكانت بلورة تنافر المانا قد جاءت منهم في هذه العملية.
كانوا يتوقعون بالفعل أن الحوت الأبيض سوف يتهرب من السحر العظيم الواضح، وفي هذا المكان وضع سوبارو فخه.
على العكس من ذلك، لو لم يهرب الحوت الأبيض، كان من الممكن أن يكون الرمح الجليدي، مع سوبارو بداخله، قد اصطدم بشكل مباشر وتحطم إلى أشلاء.
بمعنى آخر فقد وضع حياته على المحك في تلك المعركة.
“ولكن إذا كنت سأقول ذلك، فأنا في مأزق كبير الآن – هذا مخيف حقًا!”
تمسك سوبارو بشدة بطرف أنف الحوت الأبيض، وشعرت بجلده الخشن وشعر جسده على راحة يده بينما كان وجهه يعبس من الريح في السماء ورائحة ذلك المخلوق الجبار.
بوجود سوبارو المتشبث به – بعبارة أخرى، بوجود الرائحة المركزة للساحرة – أحدث ذلك تحولًا في حالة الحوت الأبيض.
وانتقل من وضعية الملاحظة الجليلة، سقط الوحش الشيطاني بوضوح في حالة هياج، مع نفث الضباب وسيلان لعابه والضحك العالي الذي كان يتدفق من فمه بالكامل، مما منح سوبارو الفظ ترحيبًا حارًا.
“- حسنًا.”
قبل قبول التحية التعيسة لـ الحوت الأبيض، أخذ سوبارو نفسًا عميقًا وهدأ قلبه.
بالطبع، لم يكن لدى سوبارو أي هجوم خاص لإسقاط الحوت الأبيض إلى الأرض.
ولم يكن ساذجًا بما يكفي ليعتقد أن القليل من التنوير والعزيمة كان كافيين لتحقيق ذلك، وحتى لو ضربه بقوة وبوضع تكلفة كبيرة على جسده، فمن المحتمل أن ينزلق من المساء مثل أحمق حتى يصل موته.
لذلك كان سوبارو يتشبث بالحوت الأبيض لسبب واحد.
“حسنًا، دعنا نجرب هذه المحاولة – الحل القوي لكل شيء.”
قبل أن ينتقل الحوت الأبيض إلى العمل، تخلى سوبارو عن قبضته وانزلق على جلد الجسم الصخري – ودخل في مرحلة السقوط الحر.
لم يكن قد انزلق مثل أحمق ميت دماغياً، لكنه بدأ يسقط على الأرض رغم ذلك.
حوّل الحوت الأبيض رأسه نحو مشهد سوبارو وهي يرتكب عملاً انتحاريًا مذهلاً، حيث قام بحركة طفيفة من جسدها لمطاردته، ولكن بعد ذلك، توقف، كما لو أن شيئًا ما جعله يتردد.
إذا شاهد سوبارو وهو يقع، فإن ميزته في التفوق الجوي ستظل قائمة.
لقد فهم الحوت الأبيض هذا بشكل غريزي، وتوقف، كما لو كان يقاوم إغراء الرائحة.
برؤيته وهو يتبع غرائزه ولا يطارده، لم يكن سوبارو مرتاحًا.
وفقًا لذلك، لعب بورقته الرابحة.
“في مثل هذا الارتفاع، لا داعي للقلق بشأن سماع أي شخص آخر. اسمعني! الهدية الترويجية الكبيرة هنا. شكراً لك، لقد ماتت ريم وعانيت من صدمة كبيرة، أيها الوغد !! ”
في اللحظة التي قال بها تلك الكلمات، كان جسد سوبارو، والذي ضربته الريح، منفصلاً عن العالم. نمت كل حواس جسده، وعقله، وملأه الشعور بأن أعضائه الداخلية كانت تطفو إلى أعلى، وفقد الاحساس الواقع.
تمت دعوته إلى مكان لم يكن فيه مفهوم الزمن موجودًا.
في اللحظة التالية –
“انا احبك.”
شعر وكأن شخصًا ما يهمس في أذنه.
في اللحظة التالية- انطلق ألم شديد في جميع أنحاء جسد سوبارو، كما لو أن صاعقة كانت تحوله إلى رماد.
ومن مكان لا يستطيع رؤيته، غزت الأيدي من الجانب الخلفي للاستيلاء على قلبه، وعصره بقسوة، ولكن بحذر، كما لو كان يتفقده للتأكد من أنه لا يزال هناك.
لقد شعر حقًا أن الشخص الذي كان يحكم علي حياته يعامله بقسوة، كان يطغى عليه الإحساس الغريب بوجود شخص آخر يتلاعب بحرية بهذا الجزء الحيوي.
في لحظاته الأخيرة، لم يُسمح له حتى بالصراخ، أخبرته أصوات الرياح وصراخه أن …
“أنا … عاااائد للحياااة !!”
“!!”
أمام عيني سوبارو، كان فم الحوت الأبيض الضخم مفتوحًا حيث سقط بقسوة خلفه.
لقد زاد اعترافه بالمحرمات من رائحة الساحرة، كما أن الكراهية المتزايدة قد طغت على غرائز الوحش الشيطاني.
أطلق زئيرًا، وفقدت عينها كل منطقها، ونسي على ما يبدو الصراع في الأسفل بينما جاء الحوت الأبيض مسرعًا، في محاولة لمحو وجود سوبارو بمفرده.
محاطًا بالرياح، أغلق الحوت الأبيض بسرعة المسافة بينهما، مما جعل سوبارو يخاف.
في هذه الحال، وهو غير قادر على فعل أي شيء سوى السقوط الحر، لم يكن لدى سوبارو أي طريقة للتهرب من هذا الهجوم.
بهذا المعدل، وقبل أن يصل إلى الأرض، كان الحوت الأبيض سيمسك به، وستكون تلك هي الطريقة رقم 11 نحو النهاية السيئة: “سيكون طعامًا للحوت”.
بهذا المعدل، على أي حال.
“—ريم !!”
“نعم، سوبارو!”
بدا صوت صراخ سوبارو وكأنه يتشتت مع الريح، لكنها ردت عليه بصوت عالٍ وواضح.
في الوقت نفسه، مع تركيز الحوت الأبيض حصريًا على سوبارو، طار رمح جليدي من الجانب الأيمن واصطدم به – متطفلًا على فمه المفتوح، وكسر عددًا من أسنانه الصفراء، وقلل من تحركاته.
مغتنمةً الفرصة، قامت ريم، على ظهر باتراش، بلف نجمة الصباح حول جسد سوبارو الذي سقط بشكل حر.
كانت السلسلة ملفوفة حول وركيه، مما أدى إلى تفاديه بالقوة عن مسار تحطمه وإرسال أحشائه إلى الجانب الآخر.
“جوا!” كانت الصرخة التي أطلقها سوبارو لأنه كان يتذكر تذوق نفس التأثير مرة واحدة من قبل.
كانت هذه هي المرة الثانية التي يتم انقاذ فيها جسده بهذه الطريقة.
كانت المرة الأولى عندما انزلقت أقدام سوبارو من عربة التنين في طريقهم إلى العاصمة الملكية.
“أعتقد أنه يمكنني التعود على أي شيء …”
بعد كل شيء، هذه المرة تمكن من تجنب أن يغمى عليه.
بالتلاعب بالسلسلة، سقط جسد سوبارو إلى حد ما تقريبًا على ظهر باتراش. مع قيام ريم بنشر ذراعيها على نطاق واسع للامساك به، انتهى الأمر بسوبارو بالوقوع في حضنها.
مع تأثير ناعم، تم دفن رأس سوبارو في إحساس دافئ أثناء الزفير.
“أنا آمن!”
“أنت بالفعل تحصل على مكافأتك.”
“ماذا تقولين؟!”
احمرت وجنتا سوبارو، وسارع برفع وجهه من عناق ريم.
وبجانبهم مباشرة، تحرك وجه الحوت الأبيض –
“- !!”
كان الحوت الأبيض قد اصطدم بالأرض رأسًا على عقب، ولم يتضاءل زخمه.
ومع هدير عظيم، انفجر سطح الأرض في سحابة من التراب، مما جعل الأرض ترتجف.
عندما أصبحوا محاطين بعاصفة مثل عاصفة من الرياح، أمر سوبارو باتراش للركض بكامل قوتها – وخلفهم، كان الحوت الأبيض يحلق خارجًا من السحابة الترابية.
لقد أفسدت الضربة الهائلة تفكيره، وفوق كل ذلك، نسي الحوت الأبيض نفسه، وأطلق زئيرًا وهو يتجه نحو سوبارو.
ومن الإثارة الهائلة، لم ير حتى أدنى أثر عندما سبح على مهل في السماء. كانت سباحته غير منتظمة (ليست في خط مستقيم)، وكانت سرعته المتجاوزة لسرعة الريح منافسةً لباتراش.
لكنه كان ذو قوة شديدة، كان الأمر ساحقًا.
وعندما ضرب ذيله الأرض انقسمت الأرض تحته، وطاردهم الحوت الأبيض بشراسة من الخلف.
وضع سوبارو كل ثقله للأمام، وعهد بحياته إلى القوة الاحتياطية لدى باتراش.
كان هذا هو تنين الأرض الذي استنفد بشدة وبقوة كل قوته لمساندة الجهود التي بذلها سوبارو حتى الآن.
على الرغم من أنه كان وقتًا قصيرًا، إلا أن سوبارو كان لديه إيمان كافٍ لوضع حياته على أكتافها.
“أنا أعتمد عليك يا باتراش! أنت تنين صحيح؟! أرني كم أنت رائع! ”
“-!”
صهلت باتراش، وشعر سوبارو أن سرعتها زادت قليلاً.
دوى هدير الحوت الأبيض، ومن الاهتزاز العنيف لطبلة أذنه أصبح العالم ضبابيًا.
إلى الأمام مباشرة. إلى الأمام مباشرة. نحن فقط بحاجة إلى الركض والذهاب إلى ما بعده.
سبح الحوت الأبيض، وطارد سوبارو بشراسة ليلتهمه بالكامل.
وثم-
“خذ هذا، اللعنة – !!” “!!”
دوى هدير ثانٍ، وبعد ذلك مباشرة، كانت هناك سلسلة من الأصوات كأن شيئًا ما قد تمزق.
ضاقت الفترات الفاصلة بين الأصوات الصارخة، واقتربت، وأخيراً، ولد ظل عظيم، مما أحدث صوتًا ثقيلًا للغاية – شجرة فلوجيل العظيمة – سقطت مباشرة باتجاه الحوت الأبيض.
“!! ! ”
المدافع الكرستالية السحرية، والشفرات غير المرئية، والهجمات الصاخبة – ذلك الهجوم قامت به خمس قوى مجتمعة واحدة فوق الأخرى والتي قامت باقتلاع جذور الشجرة العظيمة، والتي نمت على مدى أربعة قرون وزُرعت بواسطة حكيم. وذلك باستخدامها لسحق الجسم الضخم للوحش الشيطاني.

اصطدم الثقل الكبير للشجرة الثاقبة إلى السماء مباشرة بالحوت الأبيض، وضغط عليه من الأعلى. ضد هجوم كان في بعد مختلف مقارنة بكل ما حدث قبله، حتى الدفاع من الغطاء الخارجي القاسي لـ الحوت الأبيض أصبح بلا معنى.
صراخ وموجة صدمة لا تصدق مرت عبر سهول ليفاس، مع الانفجار الذي أطاح بالغبار بعيدًا.
سُحق الحوت الأبيض تحت الشجرة العظيمة، وصرخ من الألم، لافًا ذيله.
ومع ذلك، فقد كانت طاقته تنفذ لدرجة أن جسده تعرض لضربة كبيرة جدًا، لكن حياته لم تنفد.
تلوى الحوت الأبيض، محاولًا الهروب من الكتلة شديدة الثقل، عندما كان عند طرف أنفه –
“- أهدي هذا إلى زوجتي، تيريشيا فان أستريا.”
رافعًا السيف الذي اقترضه من سيده فوق رأسه، هاجم شيطان السيف الوحيد – لينزل الستار على تلك المعركة الشرسة التي علقت عليها الحياة أو الموت، والانتقام الذي امتد لأربعة عشر عامًا، وتاريخ الصراع بين الإنسان والوحش.
الوحش الذي دام وجوده أربعة قرون من الزمن.

شعر سوبارو بصوت خطى اليأس وهي تقترب. كان أحدهم فوق رأسه، وواحد خلفه، وواحد أمامه مباشرة – كانوا ثلاثة في المجموع. وهذا ليس أمرًا مضحكا. ما مقدار القوة القتالية التي كان عليهم جمعها لمواجهة واحد منهم فقط، وما مقدار ما حققوه بالفعل؟ نظرًا لأن الأمور لم تكن تسير على ما يرام، فقد استدعى ذلك الشيطان اثنين من رفاقه لبدء القتال الحقيقي. كان كل ذلك بمثابة مزحة سيئة. كم عدد المصاعب التي لا معنى لها والتي عليه أن يواجهها حتى يرضي القدر؟ سوبارو قد تمت حمايته من قبل ريكاردو، وقد تم رميه على الأرض وبقي هناك بينما كان يصر على أسنانه. لو لم يغلق أضراسه، لكان قد أطلق صرخات الضعف، أو حتى تنهد. بلطف، شعر بكل شيء حوله قبل أن يغلق عينيه. لم يكن دماغه قادراً على تحمل عبء قبول تلك الظروف المريرة. بدا عقله جاهزًا للوقوع في اليأس في أي لحظة. فجأة، أدرك أن اليأس المألوف له كان يسخر منه، وكأنه لف ذراعيه بلطف حول كتفيه. “- ما هو الوقت الذي استسلمت فيه مرة أخرى؟” لم يستطع رؤية وجه الظل الخافت، لكنه كان يضحك، كان الصوت المألوف يوحي بالاستسلام. بهذه الكلمات، قبل سوبارو بوضوح ثقل الظروف التي كانت أمامه والتي منعت طريقه. من حوله، رأى سوبارو الفرسان يسقطون على ركبهم ويستسلمون، مثله تمامًا. لقد أدركوا أيضًا أن الوضع أمام أعينهم كان يفوق إمكانياتهم. سُرقت منهم العزيمة حتى ليقاوموا، واستنزفت القوة من أعين الجميع، وتبخرت قوة الإرادة حتى لحمل السلاح. عندما كسر هذا المشهد روحه، واستسلم لليأس الملفوف حول كتفيه، أدرك شيئًا. إلى جانبه، كانت ريم، التي تم إلقاؤها من فوق تنين الأرض في نفس الوقت مثله. بعد أن سقطت على جانبها، جلست ورأى الحزن على جانب وجهها الجميل. كان خديها مشدودين، وشفتيها زرقاء، وجفونها ترتجفان. عندما حدق بها وهي بهذا التعبير، فكر بشكل عابر إلى حد ما، وحدق في رموشها الطويلة، هاه. وفكر … – كانت الابتسامة تناسبها بشكل أفضل. وهذا هو السبب- “لن نحصل على المزيد من الوقت للراحة على الإطلاق!” نفض بقوة اليد الملفوفة حول كتفيه. مع التواء فم الظل في مفاجأة مرئية، كان عمل سوبارو التالي هو الابتسام نحوه وتقديم لكمة يمنى مستقيمة – وتحطيم الظل الأسود إلى أشلاء وإيقاف اهتزاز جسده. كان غبي. مثير للشفقة. ولم يكن لديه الوقت للشك أو التوقف. كان هناك اثنان من الحيتان. وماذا في ذلك؟ يمكن أن تتحرك أطرافه. يمكنه رفع وجهه. يمكن أن تبصر عيناه. يمكنه أن يصرخ بصوته. كانت ريم أمامه. كانت ريم على قيد الحياة. لم يكن هناك شيء، لا شيء على الإطلاق، يبرر الاستسلام. -انهض. مرارًا وتكرارًا، تحطم قلبه مرارًا وتكرارًا. -انهض. لقد عصف به القدر بأهوال لا معنى لها، وكان اليأس هو النتيجة التي فُرضت عليه. -انهض. عندما اعتقد أن كل شيء قد ضاع، وألقى بكل شيء في مهب الريح. وعندما كان يركض محاولًا التخلي عن كل شيء وعندما لم يكن ذلك مسموحًا به، واجه اليأس في قلبه. -انهض. ولأي غرض؟ “انهض لبعض الوقت … اللعنة !!” ضرب بقبضته في الأرض، ودفع جسده للوقوف في وضع مستقيم. عندما عوى سوبارو، رفع وجهه، نظرت إليه ريم في دهشة. التفت إليها سوبارو، ومد يده، وحدق في الحوت الأبيض أمامه. “الأمر لم ينته بعد – لن ينتهي على هذا النحو.” “… سوبارو.” “دعونا نفعل ذلك، ريم. إنه مشهدنا الكبير “. وبكل رضا، أمسكت ببطء بيده الممدودة التي شدتها بعد ذلك للوقوف على قدميها. عندما نهضت، ضمها سوبارو إلى صدره، مما جعل وجهها يقترب. “الهروب ليس أسلوبنا. ليس أنا، وليس أنت – ولا أحد منا! ”

 

وهي تصرخ، قفزت ريم بشراسة تجاه الحوت الأبيض، لوَّت جسدها وضربت قبضتها في جلده الصخري. كانت ذراعها اليسرى تلتف حول الكرة الحديدية، التي اصطدمت بهدفها بصوت هائل، مما تسبب في زئير الحوت الأبيض في عذاب بينما كان الدم يتساقط. كانت ريم تهاجم الكائن الذي ابتلع ويلهيلم. بدا أن فمه قد ابتلعه بالفعل ويمضغه، لكن كان من الصعب تصديق أن شيطان السيف سيؤكل بسهولة. “طالما لم يتم تحطيم رأسه، فإننا سنجره إلى الخارج بطريقة ما -!” وبإكمالهم للمعركة، لم يشعر سوبارو بالأمان بشكل خالص، لكنه عهد بثقل جسده إلى تنين الأرض. بالنسبة لسوبارو، كان التعامل مع اللجام بنفسه، بدلاً من ريم، أمرًا مزعجًا؛ لم يكن لديه تدريب في الأساس. كان لديه الوقت فقط على الطريق قبل وصوله إلى شجرة فلوجيل العظيم ووقت الفراغ بعد الوصول للتدرب على استخدام جبل التنين. لم يكن هناك من طريقة يمكن بها لسوبارو، الذي كان يفتقر إلى الخبرة في ركوب الخيول في عالمه القديم، أن يتقن ركوب تنانين الأرض بساعات قليلة من التدريب. كان كل ما يمكنه فعله هو تحديد الاتجاه والتشبث بالسرج كي لا يسقط. ومع ذلك، فإن تنين الأرض كان شديد الذكاء وأدرك تمامًا نية سوبارو. لقد اختار سوبارو تنين الأرض ذو اللون الأسود القاتم ذاك لأنه كان مدربًا جيدًا بحيث لا يدع راكبه عديم الخبرة يسقط. ” أنت تنينة أرض جيدة، ورشيقة، وقوية، والميزة الأفضل من أي شيء آخر، هو أنك سريعة التأقلم. من هذه اللحظة، اسمك سيكون باتراش. هذا هو الاسم الوحيد الذي يمكنني أن أفكر به لمثل هذا الشريك المخلص.” “دعينا نذهب، باتراش! دوري حول أنف ذلك الحوت! ” دفع الصراخ العالي وضغط اللجام حول تنين الأرض إلى الجري. استجابت باتراش للأوامر بالتوجه للأمام، دون أن تعرف أي خوف وهي تتجه نحو الحوت الأبيض العظيم. مع تمسك ريم بجسده، كان الحوت الأبيض يتلوى في محاولة للتخلص منها، لكنه شعر باقتراب سوبارو وأدار رأسه بشكل غريزي في اتجاهه. “اشتمام رائحة سوبارو هو امتياز لي وحدي -!” قفزت ريم إلى جانب وجهه، وألقت بركلة بقوة قذيفة مدفع. كان الوجه الضخم منبعجًا بشكل كبير، وحققت الكرة الحديدية ضربة إضافية مباشرة. اخترقت الكرة الحديدية خدّ الحوت الأبيض، وطارت الأضراس ملطخة الأرض العشبية باللون الأسود المحمر للدم واللعاب. صرخ الحوت الأبيض. وتحطم جسده على الأرض وبدأ يتلوى عليها مثل سمكة خارج الماء. تم حفر الأرض في هذه العملية، مع تطاير كتل من التربة بشكل عنيف. أدى تلويحه لذيله بشدة إلى شق سطح الأرض، مما أدى إلى تعاصف الرياح واندفاعها باتجاه سوبارو الذي بدا أنه غير مدرك لذلك – وفقط عندما كان في خطر التعرض لضربة مريعة … “تادا، ميمي هنا !!” … تدخلت الفتاة الوحش الصغيرة قبل لحظة من وقوع الضربة، وأرجحت العصا في يديها لإنشاء جدار سحري. ومع توهج أصفر، ارتدت الضربة، واندفع النمر والتنين الأرضي عبر الفجوة الناتجة من ذلك في الحال. بعد أخذ أنفاسه، التفت سوبارو إلى الوراء لإلقاء نظرة على ميمي – القطة التي أنقذته – وقالت “شكرا جزيلا! أنت رائعة ومميزة بالفعل! ” “هوو، يمكنك مدح ميمي أكثر! ولكن لهذا اليوم، سأثني عليك لعملك الجاد، يا سيد! ” “عملي…؟” نفخت ميمي صدرها، ثم عندما أمال سوبارو رقبته، ضحكت عليه. وأثناء قيامها بذلك، أعطت ضفيرتها البرتقالية نقرة من إصبعها قبل أن ترد. “كان الجميع أزرق اللون ولم يتمكنوا من الوقوف، لكنك من تحركت أولاً، أليس كذلك؟ ولد جيد! أنت رائع! لست بجودة ميمي رغم ذلك! ” “لم يكن ذلك بالأمر الجلل. أنا لن أترك اليأس يتغلب عليّ”. مع قيام ميمي بتمجيده بصوت عالٍ، عض سوبارو على شفته وتهكم. هذا صحيح. لم يكن هناك شيء ليستحق الثناء عليه. ما مقدار المرارة التي تذوقها سوبارو على طول الطريق؟ بالمقارنة مع الأهوال المستحيلة التي واجهها، كيف سيترك الوضع الذي لا يزال فيه قادرًا على القتال ليغمر نفسه في مشاعر الاستسلام …؟ إذا كان لديه وقت للاستسلام، فقد يترك كل شيء ويذهب باحثًا عن الأمل، لأن طريق التحدي كان بعيدًا، بعيدًا جدًا، وأكثر راحة من الاستسلام. “!!” عندما كانت باتراش تجري، وتندفع مباشرة إلى الأمام، ظهرت صورة ظلية لسمكة فجأة أمامها، وفتحت فمها الضخم. عند رؤية الجزء الداخلي من الحلق الغريب من مسافة قريبة، انحنى سوبارو على الفور إلى الأمام أثناء اتخاذه إجراءات للمراوغة. لكن الضباب الذي يملأ الفم كان يتناثر بأسرع مما يستطيع الإفلات منه – “اغلق فمك-!” من مكان بعيد، سقط نصل غير مرئي لأسفل، مما أدى إلى قطع الفم المفتوح رأسياً. أغلقت قوة الضربة الفم بالقوة، تلوى الحوت الأبيض على الأرض أثناء مروره بسوبارو وميمي. عندما رفع سوبارو رأسه بعد أن هرب بصعوبة، رأى أن كروش كانت تركض من الجانب الآخر من ساحة المعركة. ركضت حتى وصلت جنبًا إلى جنب مع تنين أرض سوبارو، محدقةً بشدة في الحوت الأبيض وهي تتحدث. “من لمحة، يبدو أن هذه أسوأ حالة ممكنة. ماذا حدث لويلهيلم؟ ” “إذا كنت تتذكرينه، فهذا يعني على الأقل أنه لم يتم القضاء عليه بسبب الضباب … الأمر متروك لريم الآن.” قام سوبارو بتحويل رأسه، وأجاب بينما كان يراقب الحوت الأبيض وهو يستدير ويثبت أنظاره عليهم. بعد سماع إجابته، نظرت كروش نحو ريم، التي كانت لا تزال في قتال شرس. عندما سقطت الكرة الحديدية لأسفل، تطايرت دماء جديدة، وتسبب ذلك في سقوط الحوت الأبيض في بحر من دمائه. “ماذا ترى، ناتسكي سوبارو؟” “ماذا تقصدين ب “ماذا ترى”؟ إذا كنتِ تقصدين الفوز، فيمكنني أن أقول شيئًا يخدم المصلحة الذاتية، مثل، “أرى أشياء مختلفة تفصل بين حياتي وموتي،” لكن … ” “ليس هذا. ألا تجد الأمر غريبا؟ ” أرسلت كروش شفرة غير مرئية نحو أنف الحوت الأبيض الذي يطاردهم من الخلف. تأوه الحوت الأبيض، الذي لم يتوقف عن مطاردتهم، بينما رد سوبارو “غريب؟” كما نظر إلى كروش. “لقد تضاعف عدد الحيتان البيضاء إلى ثلاثة. بالنظر إلى الموقف ببساطة، فإن الوضع يائس. ولكن إذا كان الحوت الأبيض حقًا حشدًا من الوحوش، فهل هذا حقًا شيء لن نلاحظه؟ ” “أنا لا أفهم حقًا ما تحاولين قوله.” “يجب أن يكون هناك حيلة نوعًا ما.” قالتها كروش بصراحة، وجهت وجهها الشجاع نحو سوبارو. بطبيعة الحال، جعلته تلك النظرة القوية يقف أكثر استقامة. “لذا علينا … معرفة ما هي الحيلة؟” “سوف نقدم المساعدة لكسب الوقت من أجل هروبك. في كلتا الحالتين، لا يمكننا الصمود لفترة طويلة. يجب أن نفعل شيئًا – الانسحاب لم يعد خيارًا “. هكذا أعلنت كروش وهي تقوم بتغيير اتجاه تنين أرضها وابتعدت عن سوبارو. قامت بدورها على نطاق واسع، ودارت حول الحوت الأبيض وهي تُظهر وجهها للوحدات المتفرقة من قوات الحملة، وهي ترفع صوتها. “قفوا! ارفعوا رؤوسكم! شدوا عزيمتكم! لماذا توقفتم عند هذا الحد ؟! ” “……” ارتفعت نظرات الرجال، الذين استولى عليهم البؤس واليأس. وأمامهم، قامت كروش بسحب سيفها العزيز ببراعة ورفعته إلى السماء كما صرخت. “انظروا إلى ذلك الرجل! لا يحمل أي سلاح. إنه عاجز، ضعيف لدرجة أن الريح وحدها يمكن أن تحمله بعيدًا. لقد رأيت هذا الرجل الضعيف يتعرض للضرب بأم عيني! ” بينما ركض سوبارو، أشارت إليه كروش بالسيف المميز لمنزلها بينما كانت تصرخ بصوت أعلى. “إنه أضعف منكم!” نعم فعلا. كل ما قالته كروش كان صحيحًا. كانت سوبارو ضعيفًا. أضعف من أي شخص آخر. لم يكن لديه القدرة على القتال. لم يكن لديه القدرة إلا على البقاء على قيد الحياة. لقد تم سحقه مرارًا وتكرارًا – كان رجلًا قد تعرض للضرب والهزيمة عدة مرات. “ومع ذلك، فمن هو أضعف منكم كان هو من كان أسرع شخص يصرخ بأن الأمر لم ينتهي!” كان الرجل الأكثر عجزًا هو الذي صرَّ على أسنانه وقال إنه لا يزال بإمكانهم القتال. كابحًا دموعه، ساعلًا دمه، وعلى الرغم من ذلك، وقف ليقاوم ليراه الجميع. “إذن لماذا نحني رؤوسنا؟” “……” “قوتنا ضعيفة وأنا أعي ذلك، ولا أعرف ما إذا كان بإمكاننا الوصول إلى حلق الوحش الشيطاني. ومع ذلك، إذا لم يستسلم أضعفنا، فكيف نسمح لأنفسنا بالركوع على ركبنا ؟! ” “نعم نعم …” الرجال المكسورون ذوو الركبتان اللتان لم تتوقفا عن الاهتزاز نظروا إلى بعضهم البعض، وشجعوا بعضهم البعض على الوقوف مرة أخرى. التقطوا أسلحتهم الساقطة واقتربوا من تنانين الأرض الواقفة بجانب فرسانهم. مدوا أيديهم، وأمسكوا باللجام، وحيث كانوا يركعون الآن وقف الفرسان على ظهور تنانين أرضهم. صهلت المطايا فيما كان الفرسان يسحبون سيوفهم ويطهرون حناجرهم مرة أخرى. نشأت صيحة كبيرة – صرخة معركة للاعتزاز بأرواحهم، وكأنهم يستجمعون قلوبهم. وخلف أضعف رجل في ساحة المعركة، أطلقوا هديرًا شرسًا، طاردين الحماقة التي جعلتهم يخفضون رؤوسهم. – يسمي الناس هذا الشعور بالعار. كان الخوف من العار هو الذي جعل الفرسان يرفعون رؤوسهم، ويطردون المشاعر المختلفة التي جعلتهم يتثبتون في مكانهم، أو يستسلمون، ومنحهم القوة للتقدم إلى الأمام. “لنذهب!! الشحنة!!” “اووووووووه – !!” مع إعادة إلهام أرواحهم، استأنف الفرسان تقدمهم. أثارت قوة تنانين الأرض سحابة من الغبار. على الرغم من أن أعداد القوة الاستكشافية وصلت الآن إلى أقل من خمسين روحًا، إلا أنهم قاموا بشراسة بالهجوم على الحيتان البيضاء التي كانت في متناول سيوفهم، مع كروش في مقدمة الهجوم. بالاستماع إلى الارتفاع المفاجئ في الروح المعنوية للقوة الاستكشافية، والتوبيخ من كروش الذي أشعل شرارة القتال، لم يستطع سوبارو منع زوايا شفتيه من رسم ابتسامة متوترة. “الإعلان عن كم أنا كلب ضعيف وعاجز، لماذا أنا …؟” حقيقة أنه لم يستطع حمل نفسه على دحض ذلك الاعلان أثبتت سوء قدراته. يمكنهم أن يطلقوا عليه ما يحلو لهم، ويستخدمونه كما يحلو لهم. كانت الحقيقة أن سوبارو كان عاجزًا، خاسرًا، محطمًا ومندفعًا، وبالتالي وصل إلى النقطة الحالية. كان ذلك لأن سوبارو فهم أنه كان بإمكانه أن يرفع صوته في ذلك الوقت وتلك اللحظة: الخسارة لا تعني أن الأمر قد انتهى، واليأس لا يعني أنه يجب عليك الخضوع، فالتوقف كان يعني أنه لا يزال هناك وقت، وكونك عاجزًا … لم يكن مسموحًا به. “أنا أعتمد عليك يا باتراش. اقتربي ناحية اليمين مرة أخرى، إلى طرف أنفه! ” انحنى تنين الأرض بزاوية، يخدش الأرض ويتخذ منعطفات الحادة، وكان يصرخ وهو يندفع الحوت الأبيض. مع محاولة الحوت الأبيض للتخلص من ريم أمام أعينهم، قامت كروش والفرق المنقسمة المختلطة بالهجوم لدعمها. أطلقت سيوف الفرسان الشرارات أثناء احتكاكها بالجلد الخارجي لـ الحوت الأبيض، وانسحبوا بعيدًا بحيث يمكن أن تضيف التنانين التي تسير بالتوازي انفجارات عبر البلورات السحرية. أطلق الحوت الأبيض صرخة، وضرب الأرض من حوله. حتى هذا العمل الذي فعله أثناء تلويه من الألم كان من الصعب التملص منه. تم إرسال تنين أرضي وزوج من الفرسان طائرين بالهجوم؛ سحقهم الوزن الثقيل للغاية، وتناثرت أصوات تكسر العظام. تدفق الدم، وتم انهاء حياة بشرية – احترق بصر سوبارو في ذلك المشهد. ركضت قشعريرة في عموده الفقري. لم يكن بإمكانه إنقاذه في الوقت المناسب، لكن هذا كان نتيجة قرار سوبارو. كان كل ذلك نتيجة اختيار سوبارو لبدء تلك المعركة. لم يستطع النظر بعيدا. لحظة رفض سوبارو هذه الحقيقة ستكون اللحظة التي يخسر فيها مشاعر العار. عندما فقد قلبه، عندما واجه أسوأ نقاط ضعفه، رفض بعمق، وبلطف نقاط الضعف هذه. لهذا السبب لم يعد بإمكانه تدليل نفسه. بقشعريرة، تذوق الإحساس بنفاذ الدم بعيدًا وهو يقطع الريح، وكان يثق تمامًا في تنين أرضه. – كان الضباب المهلك المنبعث من الأفواه التي لا تعد ولا تحصى بجانبهم مباشرة. إذا كان لمسها بأصابعه عن غير قصد، فسيتم محو وجود سوبارو ووضع حد له. سوف يبتلع جسده كله بشعور من الخسارة الذي كان يختلف عن الموت، وسوف يتلاشى، وينتهي دون أن يتذكره أحد. لكن… “أيها الغبي!” “وكأننا سنسمح لك!” “أين تعتقد أنك تنظر ؟!” … سحر الرياح ازاح الضباب جانبا. خفف دعم الفرسان قليلاً من الضباب. ومع ذلك، كانت قوة الضباب مسببةً لليأس، لكن نظام سوبارو العصبي بأكمله قد نما بشكل جيد مع هالة المحو الوشيك. تاركًا تحديد المسار لباتراش، اتخذ جسد سوبارو إجراءات مراوغة من أعلى ظهرها. قفز على ذراعيه. وبذلك، أفلت سوبارو من الضباب الذي كان يضغط عليه من الخلف، ولكن بعد أن فقد توازنه تمامًا، كان في طريقه إلى السقوط عندما – “ه-هياااا !!” ممسكًا باللجام، دفع ركبتيه على السرج، وبالكاد تجنب السقوط. القوة التي أمسك بها اللجام والتي شحذها عن طريق أرجحة السيف الخشبي، كانت أقوى بالفعل مما كانت في عالمه الأصلي، سمحت القوة في يديه بالكاد تكفي للتمسك باللجام بدلاً من الانزلاق بفعل الاهتزازات. تمسك سوبارو بباتراش، متخبطًا على الأرض، حيث اخترقوا الضباب. ثم توضحت رؤيتهم، وعندما تباطأ تنين الأرض المراعي للوتيرة، استعاد سوبارو الوعي بما حوله، منهياً ما بدا وكأنه أكثر مشهد مشين على الإطلاق. لقد تراجعت قدرته على التحمل، التي لم تكن كبيرة منذ البداية، وبهذا المعدل، ستكون المرة القادمة من جانب واحد – لكن كروش والآخرين تقدموا تجاه الحوت الأبيض، وشنوا هجومهم. “عليّ أن أوقف تشتت عقلي … ها، أيها اللعين، لا تضع حياتك على المحك فقط – فكر، اللعنة!” حتى عندما كان يتنفس بخشونة، وضع حياته على المحك ليعمل بجدية كـ فخ مرة أخرى، تراجعت أفكار سوبارو إلى الخدعة التي اقترحتها كروش خلال محادثتهم السابقة. عندما يتعلق الأمر بـ “طبيعة” الحوت الأبيض، كان سوبارو الشخص الأقل معرفة في هذا المكان. لم يكن لديه أي طريقة لتقدير الضرر الذي أحدثه الكائن بما يتجاوز نطاق كلمات “الضرر العظيم”. كان لابد أن يكون هناك شيء يمكن أن يلاحظه سوبارو، وهو الشيء الوحيد الذي يستطيع هو فقط ملاحظته، ولا يستطيع الآخرون ملاحظته. كان ويلهيلم يطارد الحوت الأبيض لمدة أربعة عشر عامًا للانتقام لـ زوجته. إن الفكرة القائلة بأن شيطان السيف، بعد أن رعى تلك الضغينة للوصول إلى ميدان المعركة هذا، يمكن أن يتجاهل مثل هذه المعلومات الهامة مثل “هناك عدة حيتان بيضاء” كانت ببساطة غير واردة. وهذا يعني بطبيعة الحال أن هذه الظاهرة كانت غير معروفة. إذن لماذا لم يتم إخبار أحد بهذه المعلومة؟ – لا، لماذا أفلتت تلك المعلومة من بين أيديهم؟ “لماذا كان هناك المزيد من الحيتان فجأة؟ … الافتراض بأن هناك ثلاثة حيتان منذ البداية هو افتراض غريب. ” شعر وكأنه على وشك فهم المشكلة. ولكن قبل أن يتمكن من ذلك، كان الركض السريع لباتراش قد جعلهم في نطاق شم رائحتهم بواسطة الحوت الأبيض. كانت كروش تطارد الحوت الأبيض، مضيفةً الجروح لجسده من سيفها العزيز، لكن نظرتها كانت تتحول بشدة نحو سوبارو. في الوقت نفسه، فتح الحوت فمه، وأطلق هديرًا بدا وكأنه سيمحو الهواء مع ضباب كثيف مدمر إلى حد كبير والذي ملأ تجويفه الفموي. غيرت باتراش اتجاهها بقوة. وقد أخرجهم ذلك الانعطاف من الوصول الفوري للضباب الاستبدادي، ولكنهم كانوا على بعد نصف خطوة للخروج من نطاقه الفعال – حتى … “سنتعامل مع هذا!” “لن نتركك !!” … تدخل هيتارو وميمي، واشتروا لسوبارو الوقت لاتخاذ نصف الخطوة الأخيرة. فتح القطط التوأم أفواههم، وأطلقوا العنان لزئير متداخل من “وا!” و “ها!” اللذان اختلطوا لتكوين الموجات الصوتية التي تشابكت لتكوين قوة مدمرة. بعد ذلك، انتشرت موجات التذبذب الواسعة عبر السهل، وضربت الضباب المندفع وجهاً لوجه وفجرته. ” توقف!! هذا رائع!!” “أوه نعم، أوه نعم، أوه نعم! امدحني أكثر! ووهوو! ” “ها أنتِ ذا مرة أخرى، الأخت الكبرى …” إن مدح سوبارو الصادق جعل ميمي تنفخ صدرها، وخديها يرتخيان بارتياح. ركض هيتارو إلى جانبها وزفر، أحاطوا بـ سوبارو بينما انطلقوا بالقرب منه. “سوف ندعمك.” قال هيتارو “بدونك، سيد ناتسكي، لا أرى أي طريقة لكسب هذه المعركة.” “إذن هل يمكننا الذهاب للقيام بـ بام، بوم، بادابوم، وأشياء أخرى؟” سألت ميمي. “الأخت الكبرى، سنذهب بالتأكيد للقيام بـ بام، بوم، بادابوم، لكننا ما زلنا بحاجة إلى مساعدة السيد ناتسكي “. “هيه!” استمرت المحادثة منخفضة التوتر مع سوبارو عالقًا في المنتصف. تم ترك سوبارو جانباً وتصرف كما لو أنه لم يستوعب الموقف على أقل تقدير، وأدار رأسه نحو هيتارو ذا المظهر الطفولي وقال، “هذا الهجوم الجماعي، هذا هو الهجوم الذي ضرب الحوت الأبيض في منتصف الطريق، هاه. هل يمكنكم فعلها مجددا؟” “المانا لدي تكاد تنفد، لذا هجوم آخر وسأكون في حدودي القصوى – سأدافع عنك أنا والأخت الكبرى حتى ينتهي القائد من التعافي.” “ذلك الرجل ريكاردو، هو على قيد الحياة ؟!” عندما رفع سوبارو صوته على الأخبار السارة غير المتوقعة، قال هيتارو نعم بينما أومأ برأسه. هذه الإيماءة نشرت الارتياح في قلب سوبارو. عندما تم قتل ريكاردو الصغير بقسوة، رأى كمية كبيرة من الدم وخشى أن ريكاردو ربما يكون قد تم سحقه دون أن يترك أثرا. “قائدنا المصاب بجروح خطيرة كان لديه رسالة لك، السيد ناتسكي.” “رسالة … إنها ليست شيئًا مثل،” أنت مدين لي كثيرًا “؟” “أعتقد أنه سيقول لك هذا لاحقًا بنفسه، لكن … الرسالة هي على النحو التالي. اهم. “ماذا -؟ لقد أصبح قوته أخف. حقيقة أنني لست ميتا هي دليل على ذلك. “نهاية الرسالة.” نقل هيتارو الرسالة، مقلدا ريكاردو المتحدث بـ لهجة كاراراجي. لم يعلق سوبارو على جودة التقليد لأنه كان يفكر في معنى الكلمات التي نقلت إليه. لقد كانت تلك رسالة قد وضع ريكاردو حياته على المحك حرفيًا للوصول إليه. إ ذا كان بإمكانه فقط أن يدرك معناها الداخلي، والرسالة الحقيقية من ورائها— “أنت لا تبدو مثله.” “نعم، ولو بشبر واحد! ليس لديك موهبة في هذا، على الإطلاق! ” “هل هذا هو الوقت المناسب لقول شيء كهذا ؟!” وافقت ميمي ببراءة على ملاحظة سوبارو غير الحساسة. دحض هيتارو أفكارهم بصوت على وشك البكاء، لكن سوبارو ترك ذلك ينزلق منه ونظر إلى السماء. كان هناك اثنان من الحيتان البيضاء لا يزالان يتقاتلان مع قوة الحملة الاستكشافية، وكانا يخوضان قتالًا شرسًا. من ناحية أخرى، كان الحوت الأبيض يطفو في السماء، ويطل على المعركة، ويراقب بهدوء من أعلى. شعر سوبارو أن سلوكه كان بطريقة ما… غير طبيعي. فقدت القوة الاستكشافية قوتها القتالية الرئيسية، وانقسمت الفرق المتضائلة، وقاتلت على جبهتين. حتى مع أداء سوبارو لدوره كإلهاء، إذا كان الحوت الأبيض الذي يطفو في السماء سينضم إلى أي من الجبهتين، فسيكون ذلك كافيًا لتغيير مسار المعركة بشكل حاسم. إذا تم التهام أي من القوتين، فقد انتهى الأمر. ومع ذلك، لم يفعل ذلك الحوت الأبيض أي شيء. لماذا…؟ “رسالة ريكاردو …” قال ريكاردو إنه كان أخف وزنا. كان ينقل له سبب عدم وفاته بعد أن وضع حياته على المحك. إذن ماذا يعني ذلك؟ أخف، ولكن ما هو أخف؟ حياته؟ بالتأكيد كانت الحياة هي الهبة الأكثر إشراقًا في ميدان المعركة، لكنه لم يعتقد أن هذا هو المقصود بها. أخف وزنا يعني … “هذا وضع صعب ومعقد. ما الذي يمكنه أن يكون أخف … ؟! ” وضع كل ثقله على باتراش واتجه أقرب نحو الحوت الأبيض مرة أخرى. مع كروش والآخرين في كل مكان، كان فم الحوت الأبيض يستهدف طريقهم، لكن القطع غير المرئي من كروش بالإضافة لتفجيرات البلورات السحرية ألحقت به ضررًا كبيرًا. ارتفعت صرخة بين الفرسان. حتى مع تناقص أعدادهم، واحد هنا وآخر هناك، كانوا يحافظون حاليًا وهم في ساحة المعركة على معنوياتهم عالية. هل كان هذا هو مدى قوة البشر عندما عقدوا العزم على تحدي الموت أمام أعينهم؟ بعد كل شيء، تحدت القوة الاستكشافية الحوت الأبيض بقوته الكاملة. بعد أن فقدوا قوتهم القتالية الرئيسية وحتى الكثير من أعدادهم، فإن حقيقة أنهم ما زالوا يقاومون بقوة لا يمكن إلا أن يقال إنها قوة الإرادة – “لا يمكنك أن تتوقع حتى قوة الإرادة لتفسير كل هذا، رغم ذلك.” بعد أن فكر في وصولهم إلى هذا الحد، قام سوبارو بكتم أنفاسه ورفع وجهه. نظر في السماء إلى الحوت الأبيض الذي عام فوقه، محدقًا في المحيا البعيد للوحش الشيطاني. ثم أدرك ما شعر به. “إذا كان هذا هو الحال…!” صرَّ سوبارو على أسنانه، حيث كان البرد يتخلل جسده بالكامل عندما ارتفعت الاحتمالية في ذهنه ورأى من خلال خدعته. نقل نيته من خلال الضغط على اللجام، قامت باتراش بدوران حاد واقتربت بشراسة من الحوت الآخر. ركبت ريم، التي تقاتل بشراسة مع قوة الشيطان الكاملة التي أطلقتها، نمرًا وهي تصنع حفرة تلو الأخرى في جذع الحوت الأبيض. حتى مع فستانها المئزر الذي تلطخه بقع دم الوحش الشيطاني، ابتسمت بسعادة عندما شعرت بتحركات سوبارو. كانت رؤية هذا التعبير السعيد أثناء تلطيخها بدم الحوت أمرًا مقلقًا، ولكنه كان غير حكيم كما كان، شاهد سوبارو ريم الرائعة والساحرة. حتى رغم وجودهم في مثل هذا الوضع غير الموات، وثقت ريم في عزيمة سوبارو المتهور. إيمانها، حبها، لا يمكن أن يستمر في ذلك دون إعطائها إجابة. وبدون أي تبادل للكلمات، ركض تنين أرض سوبارو ليتجاوز ريم، مع سوبارو متجهًا نحو طرف أنف الحوت الأبيض، وريم تدير مطيتها نحو ذيله. لم تكن هناك حاجة للتوقف ومناقشة الأمر. كلاهما يعرف أن سوبارو كان له دوره الخاص، وكان لريم دورها. عندما ركض سوبارو إلى مقدمة الحوت الأبيض، الوحش الشيطاني، مستشعرًا إياه يقترب، حول رأسه في اتجاهه. وفوق عينه العملاقة، ظهرت أفواه متعددة يتساقط منها الضباب، سال منها اللعاب وهي ينبعث منها ضباب أبيض. ” تادا! با-بام! واو، مبعثر، مبعثر! ” قفز الليجر وفوقه ميمي إلى يسار باتراش، إلى اليمين، فوق، وفي كل مكان. عندما اتخذت ميمي مواقف حاسمة وعبرت عن المؤثرات الصوتية فوق ظهر النمر الكبير، توهجت الأسلحة في يدها، وسدوا الضباب بجدار سحري، واشتروا لسوبارو وباتراش وقتًا كافيًا للتهرب قبل أن يصلهم الضباب. “هذا سيكلفك كثيرًا يا سيد!” “أنا ممتن بما فيه الكفاية؛ عندما ينتهي هذا، سأشكرك مئة مرة! ” “حسنا إذا!” في رد ميمي المقتضب، أدار ظهره وركض ليكمل مطاردة الحوت الأبيض. ثم تجاوزه وخرج في المقدمة. استدار سوبارو، وحدق هو والحوت الأبيض في بعضهما البعض. أطلق الوحش الشيطاني، ذو العين الواحدة القرمزية، صرخة عالية النبرة في تحدٍ للصبي، المزعج والصغير مثل الآفة. لكن مظهر الوحش أعطى التأكيد لأفكار سوبارو الخاصة. لم يكن الحوت الأبيض أمامه، ولا الحوت الذي تواجه كروش والآخرين، لديه عين يسرى. “مثلما اعتقدت! ليس هناك ثلاثة منه، اللعنة – لقد انقسم من بعضه! ” فالذي طاف في السماء أصيب بالتأكيد في نفس الأماكن التي أصيب فيها الأول، بما في ذلك فقد عينه اليسرى. – كانت العين اليسرى المفقودة هي جرح المعركة الذي أصاب به ويلهيلم الحوت الأبيض في القتال السابق. كان واضحًا تمامًا أنه يمكن أن يكون هناك سبب واحد فقط لأن الجروح نفسها لم تكن على وحش واحد ولكن على اثنين آخرين أيضًا: الواحد في السماء قد قسم نفسه، مما أدى إلى نشوء الاثنين الآخرين. “الضربات كانت أخف لأن النسخ لا تملك سوى ثلث القوة القتالية! أفهم الآن لماذا يمكننا محاربتهم حتى مع عدد أقل من الناس! ” وأوضح ذلك أيضًا سبب عدم قتل ريكاردو في الهجوم المفاجئ. لذلك، أيضًا، أوضح سبب تمكن القوة الاستكشافية، التي تضاءلت أعدادها، من الاستمرار في القتال ضد العديد من الحيتان البيضاء. تخلى سوبارو عن التفكير المريح الذي من شأنه أن يربط قوتهم بقوة الإرادة. وكان ذلك بالتحديد لأن سوبارو كانت متناقضًا لدرجة أنه توصل إلى إجابة شاذة. كانت قوة الضباب المهلك مطلقة. وبناءً على ذلك، زاد الحوت الأبيض من قوته الجسدية على حساب قدرته على التحمل. إذا كسر استبداد الأرقام روح القوة الاستكشافية، فإن المعركة ستنتهي بالتأكيد عند هذا الحد. واجه سوبارو صعوبة في الاعتقاد بأن الحوت الأبيض فهم نقاط ضعف قلب الإنسان ولجأ إلى هذا التكتيك بهذه المعرفة. لكن امتلاك الحوت الأبيض القدرة على تقسيم نفسه كان حقيقة لا جدال فيها. ماذا كان سيحدث لو لم يقف سوبارو وقاوم شعور الاستسلام؟ لم يستطع سوبارو يفهم ما كان سيحدث لو لم يصرخ ويقاتل. لن يسمح سوبارو الحالي لنفسه بإدراك المستقبل الذي لم يقاتل فيه. لم يكن يريد أبدًا التحديق في أجساد ذلك الحوت الأبيض القبيحة لفترة طويلة جدًا – “-ماذا…؟!” وأمام سوبارو، وبعد فهمه لهذا الاستنتاج، تغيرت حركات الحوت الأبيض الذي لاحقه. حيث كان تطفو في السماء سابقًا، فإنه يتحك بالأرض الآن، كما لو أن جسمًا غريبًا داخل جسده يسبب له الألم. “الأخت الكبرى، الآن!” “ميمي تتفهم! إنه صعب عندما يكون لديك بقعة لا يمكنك حكها، هاه! ” هيتارو، مستشعرا بفرصة مواتية، قفز إلى الأمام، وحذت ميمي حذوه، والتي أساءت فهم حركات الحوت الأبيض. تطابق التوأم مع حركاتهما في هجوم كماشة على الحوت الأبيض من اليمين واليسار، وفتحوا أفواههم في نفس الوقت عندما – “وا -!” “ها -!” تسببت موجات العواء من اليسار واليمين في تشويه جذع الحوت الأبيض بشكل كبير، وانتقلت موجة الصدمة عبر الجلد الخارجي إلى الأجزاء الداخلية. ارتدت الموجات عن الجلد المتصلب، واندفعت الشقوق عبره، وتدفق الدم، وفي اللحظة التالية – “—زوياااااا !!” انتفخ الجزء الذي احتك بسطح الأرض من الداخل، حتى انهرس اللحم والدم. تدفق سائل أسود ضارب إلى الحمرة مثل تيار موحل؛ راكبًا هذا التدفق كان … “ويلهيلم ؟!” عاد شيطان السيف، الذي كان بقاءه غير مؤكد بعد أن ابتلعه الحوت الأبيض. هرع سوبارو إلى ويلهيلم بينما كبحت قوات الحملة الاستكشافية الحوت الأبيض. ويلهيلم، الذي كان جسده ملطخًا بالدماء بالكامل، سقط على ركبة واحدة، ممسكًا نصف جسده بالسيف. “كنت … مرتاحًا … و … مهمل …!” تأوه. “لست بحاجة إلى التحدث! أوه، اللعنة، لا أعرف ماذا أقول لك، لكنك على الأقل ما زلت على قيد الحياة. دعنا نعود إلى فيريس أول شيء! ” عندما مد سوبارو يده، حبس أنفاسه. كانت حالة جروح ويلهيلم تفوق توقعاته بكثير. كان لا يزال لديه قوة الإرادة للإمساك بالسيف، لكنه كان يطرق بالفعل باب الموت، بما في ذلك ذراعه اليسرى المشوهة. هددت شعلة حياته بالاحتراق في أي لحظة إذا لم يجد سوبارو معالجًا له. ومع ذلك، عندما هرع سوبارو لمساعدته، رفض ويلهيلم يده بأدب. وضغط بثقله على السيف الذي اتكأ عليه وبصق أسنانه المحطمة، محاولًا الوقوف بكل قوته. “ليس بعد. لا يزال بإمكاني … القتال … ” “هذا ليس الوقت المناسب! ستموت أمام الحوت! لذلك لا شيء من “لا أقدر على القتال” أو “أنا نعسان” سيكون حماقة! عندما يتعلق الأمر بالحياة والموت، فأنا أعرف أكثر منك! ” “ماذا تقول…؟” وبخ ويلهيلم المشوه، وأمسك سوبارو بجسده وسحبه. خلال الوقت الذي تشاجر فيه الاثنان، قام الشقيقان القطط بالاجتماع معهم. “خرج الرجل العجوز!” “السيد. ويلهيلم، هل أنت بخير ؟! ” عندما جاء التوأم مسرعين ورأيا إصابات ويلهيلم الخطيرة، بدأ كلاهما في العمل على الفور. طبقت ميمي سحر الشفاء المبسط على جروح المبارز المسن، وخلال تلك الفترة، نظر هيتارو إلى سوبارو وقال، “حتى سحر الشفاء الكبير لا يمكن أن يفعل الكثير لشفاء هذه الجروح. سيد ناتسكي، هل يمكنك الوصول بـ السيد ويلهيلم إلى السيد فيليكس؟ ” “نعم، أستطيع أن أرى بنفسي أن ويلهيلم في حالة سيئة! إذا لم يتم علاجه، سيكون الوقت قد فات! أريد حقًا أن أحضره بنفسي، لكن … ” حدق سوبارو في الحوت الأبيض حيث بدأ في جمع قوته مرة أخرى. كان جرح البطن عميقًا، ولم يتوقف النزيف من الفتحة، لكن الوحش الشيطاني استمر في نثر الضباب من الأفواه في جميع أنحاء جسده، ولم يظهر أي علامة على التخلي عن القتال مثل ويلهيلم. لم يكن هناك خطأ: في الوقت الحاضر، لم يكن إلهاء سوبارو جزءًا صغيرًا من قوتهم القتالية ضده. إذا نجح سوبارو في إبعاد ويلهيلم، فلن يتحول القتال إلا إلى الأسوأ. “حتى إلى جانب ذلك، قد ينتهي بي الأمر بقيادة الحوت الأبيض مباشرة إلى الجرحى. هل يمكنني ترك ويلهيلم لكليكما؟ ” “يمكننا فعل ذلك باستخدام اللايجر لدينا … ولكن هل لديك فكرة ما في بالك؟” قبل هيتارو ويلهيلم من سوبارو، تأوه قليلاً من التباين في وزن الجسم عندما وضع الرجل على ليغر. بعد ذلك، نظر إلى سوبارو، وأخذ يد أخته الضاحكة بسعادة وهو يقول، “إذا كانت هناك فرصة للفوز، فسوف أستمع. إذا لم يكن كذلك، يجب أن آخذ يد أختي وأهرب “. “إيه، لماذا سنهرب؟! لم نهزمهم بعد! ” “الأخت الكبرى، كوني هادئًة.” جعل تصريح أخيها الصغير ميمي تضم شفتيها في فزع واضح. قال سوبارو وهي يراقب التبادل بين التوأمين، “أفترض ذلك،” وقبل كلماته بإيماءة. “أنتم مرتزقة. أنتم تعملون فقط من أجل المال، ليس مثلي، كروش، والفرسان الذين لديهم ضغينة ضد الحوت … لا يوجد لديكم التزام بالمخاطرة بحياتك “. “لا تفهمني خطأ. نحن لسنا ملزمين بالتخلي عن حياتنا “. كان وجهه وسلوكه وديعين، لكن هيتارو قال لسوبارو رأيه بثبات. نظر سوبارو إلى أنصاف الوحوش الصغيرة، اللذان لم يصلا حتى إلى وركيه، وزفر بعمق. وقال: “آسف، لكن ليس هناك وقت”. “أعتقد أن هناك فرصة للفوز. في الوقت الحالي، فقط اصعد ويلهيلم إلى المؤخرة … يجب أن أتحدث إلى ريم وكروش “. مع باتراش بجانبه، قفز سوبارو عمليا على ظهرها، جالسًا فوقها بينما كان يجول ببصره. نظر إلى فوقه، محدقًا في ذلك الشكل البغيض الذي يشبه السمكة والذي كان يسبح على مهل –

//////

– لو اردتهم زيادة سرعة نشر الفصول ادعموا الرواية.

تم الانتهاء من ترجمة الارك الثالث كاملا الدي يحوي المجلدات التالية 7-8-9 وسيتم نشر كل يوم احد فصل جديدز

4

– لو اردتهم زيادة سرعة نشر الفصول ادعموا الرواية.

سعر الفصل الواحد يعادل 500 دهبة

لتلخيص خطة سوبارو الجامحة، كان سيركب رمحًا جليديًا من سحر ريم والذي ستطلقه نحو السماء، وعندها سيكسر بلورة تنافر مانا لينزل من هذا الرمح — ويصعد على متن الحوت الأبيض. بالطبع، اعترضت ريم بشدة، لكنه شق طريقه بصرخات متكررة: “أنا أثق بك، ريم!” اعترف كروش والآخرين من خلال اصراره أنه كان متهورًا، وكانت بلورة تنافر المانا قد جاءت منهم في هذه العملية. كانوا يتوقعون بالفعل أن الحوت الأبيض سوف يتهرب من السحر العظيم الواضح، وفي هذا المكان وضع سوبارو فخه. على العكس من ذلك، لو لم يهرب الحوت الأبيض، كان من الممكن أن يكون الرمح الجليدي، مع سوبارو بداخله، قد اصطدم بشكل مباشر وتحطم إلى أشلاء. بمعنى آخر فقد وضع حياته على المحك في تلك المعركة. “ولكن إذا كنت سأقول ذلك، فأنا في مأزق كبير الآن – هذا مخيف حقًا!” تمسك سوبارو بشدة بطرف أنف الحوت الأبيض، وشعرت بجلده الخشن وشعر جسده على راحة يده بينما كان وجهه يعبس من الريح في السماء ورائحة ذلك المخلوق الجبار. بوجود سوبارو المتشبث به – بعبارة أخرى، بوجود الرائحة المركزة للساحرة – أحدث ذلك تحولًا في حالة الحوت الأبيض. وانتقل من وضعية الملاحظة الجليلة، سقط الوحش الشيطاني بوضوح في حالة هياج، مع نفث الضباب وسيلان لعابه والضحك العالي الذي كان يتدفق من فمه بالكامل، مما منح سوبارو الفظ ترحيبًا حارًا. “- حسنًا.” قبل قبول التحية التعيسة لـ الحوت الأبيض، أخذ سوبارو نفسًا عميقًا وهدأ قلبه. بالطبع، لم يكن لدى سوبارو أي هجوم خاص لإسقاط الحوت الأبيض إلى الأرض. ولم يكن ساذجًا بما يكفي ليعتقد أن القليل من التنوير والعزيمة كان كافيين لتحقيق ذلك، وحتى لو ضربه بقوة وبوضع تكلفة كبيرة على جسده، فمن المحتمل أن ينزلق من المساء مثل أحمق حتى يصل موته. لذلك كان سوبارو يتشبث بالحوت الأبيض لسبب واحد. “حسنًا، دعنا نجرب هذه المحاولة – الحل القوي لكل شيء.” قبل أن ينتقل الحوت الأبيض إلى العمل، تخلى سوبارو عن قبضته وانزلق على جلد الجسم الصخري – ودخل في مرحلة السقوط الحر. لم يكن قد انزلق مثل أحمق ميت دماغياً، لكنه بدأ يسقط على الأرض رغم ذلك. حوّل الحوت الأبيض رأسه نحو مشهد سوبارو وهي يرتكب عملاً انتحاريًا مذهلاً، حيث قام بحركة طفيفة من جسدها لمطاردته، ولكن بعد ذلك، توقف، كما لو أن شيئًا ما جعله يتردد. إذا شاهد سوبارو وهو يقع، فإن ميزته في التفوق الجوي ستظل قائمة. لقد فهم الحوت الأبيض هذا بشكل غريزي، وتوقف، كما لو كان يقاوم إغراء الرائحة. برؤيته وهو يتبع غرائزه ولا يطارده، لم يكن سوبارو مرتاحًا. وفقًا لذلك، لعب بورقته الرابحة. “في مثل هذا الارتفاع، لا داعي للقلق بشأن سماع أي شخص آخر. اسمعني! الهدية الترويجية الكبيرة هنا. شكراً لك، لقد ماتت ريم وعانيت من صدمة كبيرة، أيها الوغد !! ” في اللحظة التي قال بها تلك الكلمات، كان جسد سوبارو، والذي ضربته الريح، منفصلاً عن العالم. نمت كل حواس جسده، وعقله، وملأه الشعور بأن أعضائه الداخلية كانت تطفو إلى أعلى، وفقد الاحساس الواقع. تمت دعوته إلى مكان لم يكن فيه مفهوم الزمن موجودًا. في اللحظة التالية – “انا احبك.” شعر وكأن شخصًا ما يهمس في أذنه. في اللحظة التالية- انطلق ألم شديد في جميع أنحاء جسد سوبارو، كما لو أن صاعقة كانت تحوله إلى رماد. ومن مكان لا يستطيع رؤيته، غزت الأيدي من الجانب الخلفي للاستيلاء على قلبه، وعصره بقسوة، ولكن بحذر، كما لو كان يتفقده للتأكد من أنه لا يزال هناك. لقد شعر حقًا أن الشخص الذي كان يحكم علي حياته يعامله بقسوة، كان يطغى عليه الإحساس الغريب بوجود شخص آخر يتلاعب بحرية بهذا الجزء الحيوي. في لحظاته الأخيرة، لم يُسمح له حتى بالصراخ، أخبرته أصوات الرياح وصراخه أن … “أنا … عاااائد للحياااة !!” “!!” أمام عيني سوبارو، كان فم الحوت الأبيض الضخم مفتوحًا حيث سقط بقسوة خلفه. لقد زاد اعترافه بالمحرمات من رائحة الساحرة، كما أن الكراهية المتزايدة قد طغت على غرائز الوحش الشيطاني. أطلق زئيرًا، وفقدت عينها كل منطقها، ونسي على ما يبدو الصراع في الأسفل بينما جاء الحوت الأبيض مسرعًا، في محاولة لمحو وجود سوبارو بمفرده. محاطًا بالرياح، أغلق الحوت الأبيض بسرعة المسافة بينهما، مما جعل سوبارو يخاف. في هذه الحال، وهو غير قادر على فعل أي شيء سوى السقوط الحر، لم يكن لدى سوبارو أي طريقة للتهرب من هذا الهجوم. بهذا المعدل، وقبل أن يصل إلى الأرض، كان الحوت الأبيض سيمسك به، وستكون تلك هي الطريقة رقم 11 نحو النهاية السيئة: “سيكون طعامًا للحوت”. بهذا المعدل، على أي حال. “—ريم !!” “نعم، سوبارو!” بدا صوت صراخ سوبارو وكأنه يتشتت مع الريح، لكنها ردت عليه بصوت عالٍ وواضح. في الوقت نفسه، مع تركيز الحوت الأبيض حصريًا على سوبارو، طار رمح جليدي من الجانب الأيمن واصطدم به – متطفلًا على فمه المفتوح، وكسر عددًا من أسنانه الصفراء، وقلل من تحركاته. مغتنمةً الفرصة، قامت ريم، على ظهر باتراش، بلف نجمة الصباح حول جسد سوبارو الذي سقط بشكل حر. كانت السلسلة ملفوفة حول وركيه، مما أدى إلى تفاديه بالقوة عن مسار تحطمه وإرسال أحشائه إلى الجانب الآخر. “جوا!” كانت الصرخة التي أطلقها سوبارو لأنه كان يتذكر تذوق نفس التأثير مرة واحدة من قبل. كانت هذه هي المرة الثانية التي يتم انقاذ فيها جسده بهذه الطريقة. كانت المرة الأولى عندما انزلقت أقدام سوبارو من عربة التنين في طريقهم إلى العاصمة الملكية. “أعتقد أنه يمكنني التعود على أي شيء …” بعد كل شيء، هذه المرة تمكن من تجنب أن يغمى عليه. بالتلاعب بالسلسلة، سقط جسد سوبارو إلى حد ما تقريبًا على ظهر باتراش. مع قيام ريم بنشر ذراعيها على نطاق واسع للامساك به، انتهى الأمر بسوبارو بالوقوع في حضنها. مع تأثير ناعم، تم دفن رأس سوبارو في إحساس دافئ أثناء الزفير. “أنا آمن!” “أنت بالفعل تحصل على مكافأتك.” “ماذا تقولين؟!” احمرت وجنتا سوبارو، وسارع برفع وجهه من عناق ريم. وبجانبهم مباشرة، تحرك وجه الحوت الأبيض – “- !!” كان الحوت الأبيض قد اصطدم بالأرض رأسًا على عقب، ولم يتضاءل زخمه. ومع هدير عظيم، انفجر سطح الأرض في سحابة من التراب، مما جعل الأرض ترتجف. عندما أصبحوا محاطين بعاصفة مثل عاصفة من الرياح، أمر سوبارو باتراش للركض بكامل قوتها – وخلفهم، كان الحوت الأبيض يحلق خارجًا من السحابة الترابية. لقد أفسدت الضربة الهائلة تفكيره، وفوق كل ذلك، نسي الحوت الأبيض نفسه، وأطلق زئيرًا وهو يتجه نحو سوبارو. ومن الإثارة الهائلة، لم ير حتى أدنى أثر عندما سبح على مهل في السماء. كانت سباحته غير منتظمة (ليست في خط مستقيم)، وكانت سرعته المتجاوزة لسرعة الريح منافسةً لباتراش. لكنه كان ذو قوة شديدة، كان الأمر ساحقًا. وعندما ضرب ذيله الأرض انقسمت الأرض تحته، وطاردهم الحوت الأبيض بشراسة من الخلف. وضع سوبارو كل ثقله للأمام، وعهد بحياته إلى القوة الاحتياطية لدى باتراش. كان هذا هو تنين الأرض الذي استنفد بشدة وبقوة كل قوته لمساندة الجهود التي بذلها سوبارو حتى الآن. على الرغم من أنه كان وقتًا قصيرًا، إلا أن سوبارو كان لديه إيمان كافٍ لوضع حياته على أكتافها. “أنا أعتمد عليك يا باتراش! أنت تنين صحيح؟! أرني كم أنت رائع! ” “-!” صهلت باتراش، وشعر سوبارو أن سرعتها زادت قليلاً. دوى هدير الحوت الأبيض، ومن الاهتزاز العنيف لطبلة أذنه أصبح العالم ضبابيًا. إلى الأمام مباشرة. إلى الأمام مباشرة. نحن فقط بحاجة إلى الركض والذهاب إلى ما بعده. سبح الحوت الأبيض، وطارد سوبارو بشراسة ليلتهمه بالكامل. وثم- “خذ هذا، اللعنة – !!” “!!” دوى هدير ثانٍ، وبعد ذلك مباشرة، كانت هناك سلسلة من الأصوات كأن شيئًا ما قد تمزق. ضاقت الفترات الفاصلة بين الأصوات الصارخة، واقتربت، وأخيراً، ولد ظل عظيم، مما أحدث صوتًا ثقيلًا للغاية – شجرة فلوجيل العظيمة – سقطت مباشرة باتجاه الحوت الأبيض. “!! ! ” المدافع الكرستالية السحرية، والشفرات غير المرئية، والهجمات الصاخبة – ذلك الهجوم قامت به خمس قوى مجتمعة واحدة فوق الأخرى والتي قامت باقتلاع جذور الشجرة العظيمة، والتي نمت على مدى أربعة قرون وزُرعت بواسطة حكيم. وذلك باستخدامها لسحق الجسم الضخم للوحش الشيطاني.

ترجمة فريق SinsReZero

 

حسابنا بتويتر @ReZeroAR

نمت الأصوات أعلى وأبعد، وتردد صداها مع تداخلها مع بعضها. في عالم مليء بالضباب، كانت هناك ثلاث أجسام على شكل سمكة، تتأرجح أجسادهم الهائلة وهم يسبحون في السماء فوقهم. كانت الأفواه الملتوية الممتدة من إطاراتها الضخمة غريبة، وكانت مستمرة في إصدار صوت مثل خدش الأظافر على الزجاج. لقد كان ذلك وحشًا خبيثًا ابتلع أناسًا من أعراق عديدة، وأهلك عددًا لا يحصى من الأرواح. كان هذا الوحش الوحيد قد امتلك قوة كافية بمفرده لبث اليأس في قلوب جميع الناس، والآن كان هناك ثلاثة، كانوا يسخرون من أولئك الذين تجرأوا على تحديهم. عندما نظر سوبارو إلى الحوت الأبيض الطافي فوق رأسه، سمع صوتًا صغيرًا لشخص يسقط على ركبتيه. تبع ذلك سلسلة من الأصوات المتشابهة، انضم إلى الأصوات سلسلة من قعقعات عالية النبرة – كانت الأسلحة تتساقط من بين قبضاتهم. رأى أكتاف أحد الفرسان المشاركين في القوة الاستكشافية قد سقطتا، حدق الرجل في الأرض وهو جالس. ارتجفت كتفيه، ولم يتمكن أحد من كبح البكاء الذي اندفع إلى عينيه. عندما حدق سوبارو في الفرسان من حوله، لم يكن لدى أي شخص كلمة واحدة ليقولها. لقد أتوا مجهزين بالكامل وبجميع الأعداد التي يمكنهم حشدها، واستولوا على زمام المبادرة واستخدموا قوتهم النارية بالكامل في الهجوم السابق، ومع ذلك فقد أساءوا الظن بفوزهم – لقد وصلوا إلى هذا الموقف الذي لا معنى له. كانت أعدادهم قد انخفضت بالفعل إلى النصف بسبب تسمم المانا، وتم تدمير قوتهم القتالية الرئيسية المتبقية في هجوم مفاجئ من قبل الحيتان البيضاء التي ظهرت حديثًا. حتى لو جمعوا كل قوتهم المتبقية معًا، فستظل أقل من نصف القوة القتالية التي بدأوا بها. علاوة على ذلك، فإن عدد الوحوش الشيطانية التي كان عليهم أن يسقطوها كان ثلاثة – بالتأكيد لم تكن هناك فرصة لهم للنصر. استوعب الجميع تلك الفكرة في ثانية واحدة. لقد أدركوا أن هدفهم وحياتهم سينتهون في ذلك المكان. كان رعب الوحش الشيطاني عظيمًا. والقيود التي قيدهم بها الوحش الشيطاني كانت ثقيلة الوزن. بالإضافة لذلك، وفي وضعهم الحالي، كانوا عاجزين وغير قادرين على دفع ثمن خسارة الأرواح الثمينة التي سُرقت منهم. عندما انهار كل ذلك، وانكسرت القلوب التي ساندتهم حتى تلك اللحظة، من يستطيع أن يلومهم على السقوط على ركبهم على الفور؟ في مواجهة مثل هذا الواقع الذي لا معنى له والغير القابل للتغيير، هل يمكن لأي شخص أن ينكر أنه يجب عليه الاستسلام؟ “- لا تسقطوا في اليأس !!” فجأة، تردد صدى صوت صراخ غاضب بدد الصمت الذي حل بساحة المعركة. عند سماع هذا الصوت، رفع سوبارو وجهه عن غير قصد ورأى شخصًا يركض في الميدان وحيدًا، ويقفز نحو الحوت الأبيض – كانت فتاة، كان زي الخادمة خاصتها يرفرف وهي تمسك بيدها كرة حديدية ضخمة. مع وجود عاصفة تدور حولها، توقفت الكرة الحديدية الصلبة عندما اصطدمت مباشرة بأنف الحوت الأبيض، مما أدى إلى تحطيم الجلد الخارجي الصلب بسهولة، واستمر في طحن اللحم والعظام المكشوفين، مما أدى إلى اتساع الجرح المدمر بشكل أكبر. أطلق الحوت الأبيض صرخة وحاول رفع رأسه إلى السماء. لكن شفرة من الجليد امتدت من الأرض لتوقف ذيله، وبينما كانت تدور في الهواء حول نفسها، قامت الفتاة ذات القامة الصغيرة بلف الكرة الحديدية حولها، محققةً ضربة قاسية جعلت جسد الحوت الأبيض الهائل يرتجف مع تناثر الدم في كل مكان. “لا يزال بإمكاننا إنقاذه إذا أخرجناه قبل أن يسقط في بطنه -!” كان هناك شاب يصرخ بينما كان يستند على كتف شخص آخر بينما كان الدم يتدفق من جبينه. خرج في مقدمة القوات القتالية، وأصدر الأوامر للفتاة وهي تأرجح الكرة الحديدية. كان عابسًا، ويشعر بمرارة بالعجز الذي منعه من الانضمام إلى المعركة بنفسه، ولكن مع ذلك، تقدم إلى الأمام. وقف تنين الأرض بجانب الشاب الذي صعد ببطء على ظهره، وكان من الواضح من وضعية ركوبه الخرقاء انه لم يكن معتادًا على ركوب مثل تلك المطايا، لكنه لا يزال يمسك باللجام بقوة وهو يصرخ “لم ننته من القتال بعد! لم ينته شيء من هذا !! ” قبل استسلام الفرسان، رفع الشاب وجهه لأعلى كما لو كان يشدد من معنوياته، وكشف عن أسنانه، وفتح عينيه على اتساعهما، وحدق في الحوت الأبيض، وصرخ. “- لا تعتقد أن هذا اليأس يكفي لإيقافي !!”

1

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

التعليقات

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط